You are on page 1of 19

‫تشهد هيئة تحريرمجلة "ألف ‪ :‬اللغة واإلعالم وللمجتمع أن السيدة ‪ :‬بن‬

‫عيل فيصل ‪ Benali Fayçal‬جامعة ‪ ،Alger 2‬قد نشرمقاال في العدد ‪ 2‬من املجلد‬
‫السادس من املجلة مقاال بعنوان ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫عليمية في تنمية الكفاءة الت‬
‫ّ‬
‫االبتدائية‬
‫مجلة ألف‪ :‬اللغة‪ ،‬اإلعالم واملجتمع‪ ،‬مصنفة في فئة ج‬
‫تاريخ النرش‬ ‫تاريخ القبول‬ ‫تاريخ اإلرسال‬

‫‪2019-12-26‬‬ ‫‪26-10-2019‬‬ ‫‪01-08-2019‬‬


‫الناشر‪ :‬كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية‬
‫تاريخ النشر‪2019 :‬‬
‫دمد‪-‬د ‪ 2437-0274 :‬‬
‫ردمد‪-‬د ‪1076 -2437:‬‬
‫املرجع اإللكرتوين‬
‫ّ‬
‫واصلية لدى‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت‬ ‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫لعرايب‪ ,‬بسمة‪« .2019 .‬دور ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االبتدائية»‪Aleph. Langues, médias et sociétés 6 (2): 158–174. .‬‬ ‫متعلمي املرحلة‬
‫‪.https://aleph-alger2.edinum.org/1968‬‬
‫لتحميل هذا املقال‬
‫ّ‬
‫واصلية لدى‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت‬ ‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫لعرايب‪ ,‬بسمة‪« .2019 .‬دور ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متعلمي املرحلة االبتدائية»‪Aleph. Langues, médias et sociétés 6 (2): 158–1746. .‬‬
‫‪.https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/226‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫الصورة ال ّتعليم ّية يف تنمية الكفاءة التواصلية لدى‬


‫دور ّ‬
‫متعلّمي املرحلة االبتدائية‬
‫‪ .‬فيصل بن علي‬
‫جامعة الجزائر ‪Alger 2‬‬

‫‪. 1‬مقد ّمة‬


‫بالنظرإلى مدى تأثيرها على فكر‬ ‫اليومية‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصورة مكانة ّ‬
‫مهمة في حياتنا‬ ‫تحتل ّ‬
‫فعالة تترجم ما يختلج من أفكارومشاعر‬ ‫اتصالية ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان وحياته؛ إذ أصبحت وسيلة‬
‫الدراســات الحديثــة ممــاّ‬ ‫مختلفــة لــدى اإلنســان‪ ،‬ولهــذا فقــد أصبحــت محــور العديــد مــن ّ‬
‫كنولوجية على فكراإلنسان وعصره‬ ‫ّ‬ ‫يبرهن على أهميتها في وقت طغت فيه الوسائل ّ‬
‫الت‬
‫ولعـ ّـل هــذه املكانــة وهــذا االحتفــاء بهــا ليــس وليــد اليــوم‪ ،‬بــل ّإن الصــورة ارتبطــت منــذ‬
‫والتعبيرعن أحاسيسه‬ ‫حملها عبء نقل األفكار ّ‬ ‫القديم بعقل اإلنسان وفكره ووجدانه ُلي ّ‬
‫يحدها زمان وال مكان‪ ،‬فهي موجودة في البيت واملدرسة والشارع‬ ‫وهواجسه‪ ،‬فالصورة ال ّ‬
‫وتترسخ في أذهاننا بكل يسروسهولة‪.‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬فهي تحيط بنا في كل مكان ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية وتعلمها في كافة املراحل‬ ‫ومن منطلق أن الكفاءة املستهدفة من تعليم اللغة‬
‫ـإن ذلــك يســتلزم اســتثمارأكثــرالوســائل‬ ‫تواصليــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫ّ‬ ‫الت ّ‬
‫عليميــة هــي إكســاب املتعلــم كفــاءة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫تحفي ـزا ّ‬
‫للتواصــل‪ ،‬خصوصــا الشــفهي منــه باعتبــاره األكثــر اســتعماال وتــداوال مــن جهــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واألكثــرضعفــا مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ولعـ ّـل ّ‬
‫الســبيل إلــى ذلــك ال يتأتــى إال مــن خــال اســتغالل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫عليمية االستغالل األمثل‪ ،‬باعتبارها تمثل بيئة املتعلم وواقعه الذي يعيشه‬
‫ويتواصــل بــه ومعــه‪.‬‬
‫ّ‬
‫وبغــرض اإلحاطــة باملوضــوع‪ ،‬وضعنــا نصــب أعيننــا اإلجابــة علــى التســاؤالت اآلتيــة‪ :‬مــا‬
‫عليمية؟ وما خصائصها؟ وما هي معاييرتصميمها وشروط اختيارها؟ وما‬ ‫الت ّ‬ ‫هي الصورة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية وتعلمها؟‬ ‫هو دورها ووظائفها في تعليم اللغة‬
‫ّإن هــذا املوضــوع يكت�ســي أهميتــه مــن ضــرورة بيــان املكانــة األساسـ ّـية التــي يجــب أن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحتلها الصورة ّ‬
‫الت ّ‬
‫عليمية في مجال تعليم اللغة وتعلمها‪ ،‬ومنه وجوب إيالء البيداغوجيين‬
‫التعليــم‬‫التصميــم واالختيــارأو مــن ناحيــة اســتثمارها فــي ّ‬ ‫أهميــة كبيــرة لهــا ســواء مــن ناحيــة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫والتعلم‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫‪ .2‬مفهوم الصورة ال ّتعليم ّية‬


‫لقــد تعـ ّـددت مفاهيــم الصــورة وتباينــت اســتنادا إلــى منطلقــات وخلفيــات متعـ ّـددة‪،‬‬
‫وعمومــا يمكــن أن ُتعــرف الصــورة علــى أنهــا شــكل ألشــخاص أو أشــياء أو مناظــر ّ‬
‫موضحــة‬
‫بالتصويــرأو الرســم‪.1‬‬‫علــى الــورق أو مــا شــابه ّ‬
‫ُ َّ‬ ‫التربوي فنعني بالصورة ّ‬ ‫ّ‬
‫عليمية تلك الصورة التي» توظف في مجال‬ ‫الت ّ‬ ‫ّأما في املجال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتتعلــق ّ‬ ‫ّ‬
‫التربيــة ّ‬
‫بمكونــات تدريسـ ّـية هادفــة‪ ،‬كأن تشــخص هــذه الصــورة واقــع‬ ‫والتعليــم‪،‬‬
‫ّ‬
‫املتعلــم فــي ّ‬ ‫التربيــة‪ ،‬أو تلتقــط عوالــم ّ‬
‫مؤسســته أو فصلــه الدرا�ســي؛‬ ‫تربويــة هادفــة تفيــد‬
‫ّ‬
‫ربويــة هــي التــي تحمــل فــي طياتهــا قيمــا ّبنــاءة وســامية‪ ،‬تخــدم املتعلــم فــي‬
‫الت ّ‬ ‫أي إن الصــورة‬
‫ّ‬
‫مؤسســته التربويــة والتعليميــة بشــكل مــن األشــكال‪ ،‬وقــد تتنــوع هــذه الصــورة فــي أشــكالها‬
‫وأنماطهــا وأنواعهــا‪ ،‬لكــن هدفهــا واحــد هــو خدمــة التربيــة»‪.2‬‬
‫الدرس الثالثة‪:‬‬ ‫بأنها « تلك الصورة املرتبطة بمقاطع ّ‬ ‫عليمية ّ‬
‫الت ّ‬ ‫تعرف الصورة ّ‬ ‫كما ّ‬
‫النهائــي وتنــدرج ضمــن مــا يسـ ّـمى بوســائل‬ ‫املقطــع االبتدائــي واملقطــع التكوينــي واملقطــع ّ‬
‫اإليضــاح‪ ،‬ويســتعمل املــدرس الصــور الديداكتيكيــة املثبتــة فــي الكتــاب املدر�ســي لبنــاء‬
‫الــدرس شــرحا ونموذجــا ونصوصــا واســتثمارا واستكشــافا واســتنتاجا تقويمــا»‪.3‬‬
‫ُ‬
‫كمــا تعــرف بأنهــا ‪ «:‬الصــورة التــي تســتخدم للتعبيــرعــن مضمــون حالــة معينــة لغــرض‬
‫إيصــال املعلومــات إلــى الطلبــة بأقــل وقــت وجهــد ممكــن ‪».4‬‬
‫ّ‬
‫اتصاليــة‬ ‫إذا‪ ،‬تعـ ّـد الصــورة دعامــة أساسـ ّـية مــن دعائــم االتصــال‪ ،‬إذ تتميــز بقــدرة‬
‫ـإن الصــورة هــي نظــام يحمــل فــي الوقــت نفســه‬ ‫فائقــة‪ ،‬ووفقــا لســيميولوجيا األيقونــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫املعنــى واالتصــال ويمكــن أن تعتبــر إشــارة أو أداة وظيفتهــا نقــل الرســائل‪.5‬‬

‫‪ 1‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬ص ‪.283‬‬


‫‪ .2‬جميل حمداوي‪ ،‬أنواع الصورة‪ ،‬مج ‪ ،2014 ،1‬ص‪.18:‬‬
‫‪ .3‬عونــي الفاعــوري‪ ،‬إينــاس أبــو عــوض‪ ،‬دراســات العلــوم اإلنســانية و االجتماعيــة‪ ،‬املجلــد ‪ ، 32‬العــدد ‪ ،2‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.275:‬‬
‫‪ .4‬عبــد العظيــم عبــد الســام الفرجانــي‪ ،‬تكنولوجيــا إنتــاج املــواد التعليميــة‪ ،‬دار الطباعــة للنشــر والتوزيــع‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،2000 ،‬ص‪.91:‬‬
‫‪5. Judith Lazar , les sciences de la communication, que sais-je ?(2ème ed, Paris, Presses‬‬
‫‪universitaire, Alger, Dahleb, 1993, p : 45.‬‬

‫‪159‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫ّ‬
‫األيقونية التي تقوم على مبدإ‬ ‫الدالئل‬‫تصنف الصورة ضمن ّ‬ ‫وحسب «شارل بيرس» ّ‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬ ‫التشابه بين ّ‬ ‫ّ‬
‫اعتباطية‪.‬‬ ‫سانية التي تعتبر‬ ‫الدال واملدلول‪ ،‬وذلك على عكس الدالئل‬
‫صنف إلى قسمين‪ ،‬وهما‪ :‬الصور الثابتة‬ ‫وفي هذا املقام تجدراإلشارة إلى أن الصور ُت ّ‬
‫والصــور املتحركــة‪ ،‬فالصــورة املتحركــة تفــرض علــى مشــاهدها حركتهــا الخاصــة بهــا فــي‬
‫مجــال الزمــان واملــكان‪ ،‬بينمــا الصــورة الثابتــة فــا تفــرض علــى مشــاهدها إال ذلــك ّ‬
‫الحيــز‬
‫املكانــي املحـ ّـدد‪ ،‬أمــا الزمــن فــا مجــال لــه فــي الصــورة الثابتــة إال إذا تحدثنــا عنــه كقيمــة‬
‫رمزيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملالحــظ لواقعنــا التعليمــي‪ ،‬يجــد أن الصــورة الثابتــة هــي املوظفــة بكثــرة فــي كتبنــا‬
‫ّ ِ‬
‫نظـرا لقلــة اإلمكانيــات التــي توفرهــا الدولــة مــن أجــل اســتغالل الصــور املتحركــة مــن جهــة‪،‬‬
‫وكــذا عــزوف أغلــب األســاتذة عــن توظيفهــا مــن جهــة أخــرى‪ ،‬إمــا لجهلهــم بهــا أوعــدم إدراك‬
‫ّ ّ‬ ‫أهميتهــا الحقيقيــة فــي عمليــة ّ‬
‫والتعلــم‪.‬‬ ‫التعليــم‬

‫‪ .3‬خصائص الصورة‬
‫ّ‬
‫الخاصــة نظـرا ملــا توفــره مــن خصائــص ومي ـزات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تعليميــة لهــا مكانتهــا‬ ‫ّإن كل وســيلة‬
‫الت ّميــز ّ‬
‫والتفـ ّـرد‪ ،‬حيــث ّإن لهــا ســمات‬ ‫نجدهــا فــي الوســائل األخــرى‪ ،‬ولنــا فــي الصــورة ذلــك ّ‬
‫االتصــال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتواصــل األخــرى‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬ ‫قلمــا نجدهــا فــي وســائل‬
‫عاملية‪ :‬فرغم اختالف اللغات والثقافات والعادات إال أن الصورة مهما‬ ‫ •الصورة ّ‬
‫كانــت يمكــن أن يقرأهــا و يفهمــا الجميــع علــى اختــاف لغاتهــم‪ ،‬رغــم مــا قــد تحملــه‬
‫هــذه التأويــات مــن اختــاالت أو اختالفــات‪.‬‬
‫ّ‬
‫ •ســرعة الق ـراءة والفهــم‪ :‬فق ـراءة الصــورة وفهمهــا ال يتطلــب وقتــا مثــل الــذي قــد‬
‫نقضيــه فــي ق ـراءة صفحــة أو عـ ّـدة صفحــات مــن موضــوع معيــن‪.‬‬
‫ّ‬
‫ •تشــكل الصــورة عاملــا متكامــا ومختصـرا للمعلومــات‪ :‬ففــي حيــن قــد تعجــزاللغــة‬
‫عــن نقــل املعانــي فــي عبــارات محــدودة‪ ،‬فــإن الصــورة قــد تنقلــه بــكل صــدق وتكامــل‬
‫واختصــارغيــرمخـ ّـل‪.‬‬
‫فإنهــا ّ‬‫ـمولية‪ :‬فعنــد اطالعنــا علــى صــورة مــا‪ّ ،‬‬‫الشـ ّ‬ ‫ّ‬
‫تمدنــا بكــم متكامــل من املعلومات‬ ‫ •‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملعانــي حــول موضــوع معيــن‪ ،‬فإدراكنــا لهــا كلــي وشــامل‪ ،‬فــي حيــن أن التدقيــق فــي‬
‫أجزائهــا يمدنــا بــكل تفاصيلهــا‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫•الصــورة كتــاب مفتــوح متعـ ّـدد الق ـراءات والـ ّـدالالت‪ :‬حيــث إن ّكل ناظــرلهــا مهمــا‬ ‫ ‬
‫كانــت لغتــه أو ثقافتــه فإنــه يقــف علــى قـراءات متعـ ّـددة قــد ّتتفــق أو تختلــف فيمــا‬
‫بينها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫•إمكانيــة إرفاقهــا بنــص‪ :‬حيــث إن دالالت الصــورة الواحــدة قــد تتعــدد‪ ،‬لــذا قــد‬ ‫ ‬
‫يبيــن دالالتهــا املقصــودة‪ ،‬أو الهــدف مــن‬‫يلجــأ توظيــف صــورة مــا نصــا توضيحيــا ّ‬
‫إيرادهــا‪.‬‬
‫•مطابقــة الواقــع دون تزييــف أو تحريــف‪ :‬فالصــورة فــي غالــب األحيــان تحيــل إلــى‬ ‫ ‬
‫املرجــع دون تغييــر‪ ،‬وتنقــل لنــا الوقائــع لحظــة ورودهــا‪.‬‬
‫•قد تكون الصورة منافية للحقيقة والواقع‪ :‬ولعل هذا األمريرجع إلى الهدف غير‬ ‫ ‬
‫معين‬‫املعلــن مــن ملتقطهــا؛ كتغييــرالحقيقــة وتزييفهــا‪ ،‬فالتقــاط الصــورة فــي وضع ّ‬
‫قد ال يعكس حقيقتها في بعض األحيان‪.‬‬
‫مزيــة‪ّ :‬إن الصــورة قــد تخفــي أكثــرممــا تظهــر‪ ،‬حيــث تصبــح لهــا رمزيــة خاصــة إذا‬‫الر ّ‬
‫• ّ‬ ‫ ‬
‫معينة أو ثقافة شعب ما‪.‬‬ ‫ارتبطت بحادثة ّ‬

‫‪ .4‬معايري تصميم الصورة التعليمية ورشوط اختيارهـا‬


‫التربيــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫والتعليــم‪ ،‬وذلــك‬ ‫ربويــة فــي الجزائــرإلــى تحديــث مناهــج‬ ‫لقــد ســعت املنظومــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مــن خــال االعتمــاد علــى املقاربــات الحديثــة التــي تهتــم بــكل متعلقــات العمليــة التعليميــة‪،‬‬
‫عليميــة املختلفــة مــن أجــل‬ ‫الت ّ‬ ‫ســواء مــن حيــث املحتــوى‪ ،‬أو مــن حيــث توظيــف الوســائل ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫عل ّ‬ ‫بالعلميــة ّ‬
‫ّ‬
‫ميــة‪ ،‬وبمــا أن الكتــاب املدر�ســي يشــكل الوســيط األكثــر‬ ‫التعليميــة الت‬ ‫االرتقــاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اســتعماال‪ ،‬فقــد كان االهتمــام بــه جليــا‪ ،‬خصوصــا فــي املرحلــة االبتدائيــة‪ ،‬باعتبــاره موجهــا‬
‫ّ ّ‬ ‫إلــى فئــة ّ‬
‫عمريــة ّ‬
‫التأثــر‪ ،‬ولهــذا وجــب االهتمــام بــكل تفاصيلــه‪ ،‬ولعــل‬ ‫حساســة وشــديدة‬
‫التعليــم ّ‬
‫والتعلــم‪ ،‬ومــن هــذا‬ ‫أهمهــا اختيــار الصــور‪ ،‬والتــي تعــد وســيطا مهمــا فــي عمليــة ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املنطلــق يجــب أن تتســم الصــور املختــارة بمواصفــات وشــروط ّ‬
‫معينــة لكــي تــؤدي دورهــا‬
‫بفعاليــة ونجاعــة أكبــر‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البســاطة وســهولة الق ـراءة واإلدراك‪ :‬إن أغلــب النصــوص الل ّ‬
‫املتضمنــة فــي‬ ‫غويــة‬
‫معينــة‪ ،‬ولكــي تــؤدي هــذه الصــور دورهــا يجــب‬ ‫الكتــب املدرسـ ّـية تكــون مصحوبــة بصــورة ّ‬
‫ّ‬ ‫أن تكــون بســيطة وســهلة القـراءة‪ ،‬وفــي هــذا ّ‬
‫الصــدد يقــول «عبــد اللطيــف الحشيشــة ‪ :‬إن‬
‫النــص املرافــق لهــا ومــن األحســن أن تكــون بســيطة‬ ‫الصــور يجــب أن تحمــل ســالة تترجــم ّ‬
‫ر‬
‫ســهلة اإلدراك و ال تثيــرفــي نفــس املتعلــم تســاؤالت تصعــب اإلجابــة عنهــا‪ ،‬كمــا ال يجــب أن‬

‫‪161‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫ألن األطفال يميلون بفطرتهم‬ ‫ضبابية في ذهن املتلقي ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقدم صورة رمادية اللون فتحدث‬ ‫ّ‬
‫الصــورة مرهونــة بدقتهــا‪ ،‬وتصميمهــا‬ ‫إلــى األلــوان الزاهيــة‪ ،‬أضــف إلــى ذلــك أن جماليــة ّ‬
‫وانســجام ألوانهــا‪ ،‬وتآلــف أشــكالها والخلفيــة‪ ،‬لذلــك يجــب أن يكــون هنــاك تناســب بيــن‬
‫ّ‬
‫الل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصــورة ّ‬
‫فظيــة‪.6‬‬ ‫البصريــة والصــورة‬ ‫املرئيــة‬
‫مية منسجمة ومتناغمة‬ ‫علي ّ‬
‫الت ّ‬‫النص‪ :‬يجب أن تكون الصورة ّ‬ ‫ •انسجام الصورة مع ّ‬
‫النــص املصاحــب لهــا‪ ،‬فــا يكــون هنــاك تعــارض بيــن مــا فــي الصــورة ومــا‬ ‫ومعبــرة عــن ّ‬ ‫ّ‬
‫النــص‪.‬‬ ‫يقولــه ّ‬
‫الث ّ‬ ‫ّ‬
‫قافيــة للمتعلميــن‪ ،‬ولهــذا يجــب التعــرف‬ ‫ •ضــرورة احتـرام الصــور للقيــم واملضاميــن‬
‫عن كثب عن مميزات وســطهم وتجاربهم ومعتقداتهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫ •أن تكــون الصــور حديثــة‪ ،‬دقيقــة الفتــة لالنتبــاه‪ ،‬مثيــرة للنقــاش‪ ،‬حاملــة للمعلومــات‬
‫الرئيســية؛ أي متضمنــة ملحتــوى الرســالة الخطابيــة‪ .‬فــإذا مــا كان محتــوى الصــور‬
‫واملعرفيــة ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫والنفسـ ّـية‪ ،‬فإنهــا‬ ‫ّ‬ ‫غويــة‬ ‫مراعيــا لقــدرات املتعلــم ومتناســبا وملكاتــه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ستســهم فعــا فــي تحقيــق األهــداف التربويــة والتعليميــة املرجــوة منهــا‪.‬‬
‫ •يجب أن تتوافق وتتناســب الرســوم و الصور و ســن املتعلمين لكي يســهل اســتيعابها‬
‫والتعبيــرعنهــا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫النصــوص‪ ،‬مــع ضــرورة وجــود تكامــل و‬ ‫الرســوم إضافــة إلــى ّ‬ ‫ •أن تشـ ّـكل الصــور و ّ‬
‫تناســب بينهمــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫النــوع املناســب للصــور‪ ،‬والــذي قــد يكــون أكثــر فعاليــة فــي املوقــف‬ ‫ •اختيــار ّ‬
‫علمــي مــن غيــره؛ فمثــا نجــد أن العديــد مــن املواقــف تحتــاج ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫للصــور‬ ‫التعليمــي الت‬
‫املتحركة(الفيديو) لتمثيلها أحسن تمثيل ولكي يتفاعل معها املتعلمون وينجذبون‬ ‫ّ‬
‫نحوهــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ •إذا كان النــص أهــم مــن الصــورة يوضــع النــص فــي الصفحــة اليمنــى و الصــورة فــي‬ ‫ّ‬
‫الصفحــة اليســرى‪ُ ،‬وتعكــس العمليــة إذا كانــت الصــورة أهــم مــن ّ‬
‫النــص»‪.7‬‬
‫ه��ذا‪ ،‬وقدــ وض��ع «الجش��طالتيون» خمســة قوانيــن إلدراك الصــورة‪ ،‬والتــي يمكــن أن‬
‫التعليمــي‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫نعدهــا قوانينــا مهمــة مــن أجــل اختيــارالصــورة فــي املجــال ّ‬ ‫ّ‬
‫ •قانون الصغر‪ :‬الشكل الصغيريبرز عن عمق أكثركبرا‪.‬‬
‫‪ .5‬عبــد اللطيــف الحشيشــة‪ ،‬دور الصــورة فــي الكتــاب املدر�ســي‪ ،‬املجلــة التونســية لعلــوم التربيــة‪ ،‬املعهــد القومــي‬
‫لعلــوم التربيــة‪،‬ع‪ ،1994 ،22:‬ص‪.14:‬‬
‫‪ .7‬عبد اللطيف الجابري‪ ،‬عبد الرحيم آيت دوصو‪ ،‬الكتاب املدر�سي –تقنيات اإلعداد وأدوات التقويم ‪،-‬‬
‫إفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪ ،2004 ،‬ص‪.32-31:‬‬
‫‪162‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫ •قانون البساطة‪ :‬الشكل البسيط أبرز من الشكل املعقد‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العملية اإلدراكية‪.‬‬ ‫التقسيم املنظم لألشكال يؤثرفي‬ ‫ • قانون االنتظام‪ّ :‬‬
‫التقابلي لعناصرشكل معين يؤثران في اإلدراك‪.‬‬ ‫التقسيم ّ‬ ‫التقابل‪ّ :‬‬‫ • قانون ّ‬
‫ • قانون االختالف‪ :‬الشكل املختلف الغريب يبرز بشكل أفضل‪.8‬‬
‫ّ‬
‫بيداغوجيــة‬ ‫الصــور ســواء كانــت ألهــداف‬ ‫مهمــة جــدا فــي انتقــاء ّ‬ ‫ّإن هــذه القوانيــن ّ‬
‫َّ‬
‫أو غيــر ذلــك‪ ،‬ولكــي تــؤدي الصــورة الــدور املنــوط بهــا فــي املجــال التعليمــي ال بــد أن ُيوفــق‬
‫البيداغوجيــون فــي الجمــع بيــن هــذه القوانيــن فــي تناســق تــام‪.‬‬
‫التعليميــة بعنايــة فائقــة وليــس‬ ‫عمومــا‪ ،‬ال بــد علــى معـ ّـدي الكتــب أن يختــاروا الصــور ّ‬
‫ّ‬ ‫ـوائية‪ ،‬فكثيـرا مــا نجــد فــي كتبنــا ّ‬
‫التعليميــة فــي كافــة املراحــل الدراسـ ّـية العديــد‬ ‫بطريقــة عشـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن الصــور التــي ال ّ‬
‫تعبــرعــن مضاميــن النصــوص بدقــة‪ ،‬أو تكــون بعيــدة عــن واقــع املتعلــم‬
‫الت ّ‬
‫عليميــة‪.‬‬ ‫العمليــة ّ‬
‫ّ‬ ‫ومعتقداتــه‪ ،‬وال تثيــراهتماماتــه‪ّ ،‬‬
‫وبالتالــي يكــون تأثيرهــا سـ ّ‬
‫ـلبيا علــى‬

‫‪ .5‬وظائف استخدام الصورة التعليم ّية‬


‫للصــورة وظائــف متعـ ّـددة فــي املجــال ّ‬
‫التعليمــي‪ ،‬وعمومــا يمكــن إجمالهــا فــي الوظائــف‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1.5.‬وظيفة تواصل ّية‬
‫ّ‬
‫ال تشكل اللغة الوسيلة الوحيدة للتواصل اإلنساني‪ ،‬والسبب في ذلك العدد الهائل‬
‫من العالمات األخرى التي من أهمها الصورة‪ ،‬ومن هذا املنطلق فإن الصورة تعد وسيلة‬
‫ّ‬
‫مهمــة لنقــل الرســائل عــن طريــق القنــاة البصريــة‪ ،‬حيــث يرتبــط هــذا النــوع مــن االتصــال‬
‫بالرؤية «ويعتمد اعتمادا أساسيا على ما ُيعرف باالتصال غيراللفظي وعالماته الحركات‬
‫الجسمية‪ ،‬تعبيرات الوجه والعينين ونحوهما»‪ ،9‬وفي الصورة نجد‬ ‫ّ‬ ‫الجسمية‪ ،‬واألوضاع‬
‫كل تلــك الوضعيــات بمــا يســمح مــن تحقيــق تواصــل فعــال‪ ،‬الشــتمالها علــى كــم هائــل مــن‬
‫املعــارف واملعلومــات‪ ،‬كمــا تحمــل عواطــف يمكنهــا ّ‬
‫التأثيــرفــي املتلقــي بدرجــة عالية‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ .8‬محمــد املاكــري‪ ،‬الشــكل والخطــاب (مدخــل لتحليــل ظاهراتــي)‪ ،‬املركــزالثقافــي العربــي‪ ،‬الــدارالبيضــاء‪ ،‬املغــرب‪،‬‬
‫ط‪1991 ،1‬م‪ ،‬ص‪.23:‬‬
‫‪ .9‬محمد العبد‪ ،‬العبارة واإلشارة (دراسة في نظرية االتصال)‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2007 ،2‬م‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫‪163‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫‪ .2.5‬وظيفة تربو ّية‬


‫والبصريــة منهــا علــى وجــه الخصــوص وســائط‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬
‫عليميــة عمومــا‪،‬‬ ‫تشـ ّـكل الوســائل ّ‬
‫ولعل هذا األمريرجع إلى كثرة الد اسات ّ‬ ‫علم‪ّ ،‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫مهمة في عملية ّ‬
‫والتجارب التي‬ ‫ر‬ ‫التعليم والت‬
‫وبينــت أهميتهــا فــي مجــاالت عديــدة يأتــي فــي مقدمتهــا ميــدان ّ‬
‫التعليــم‪ ،‬ومــن‬ ‫أقيمــت حولهــا‪ّ ،‬‬
‫هــذا املنطلــق فقــد أصبــح حضــور الصــورة ضرو يــا مــن أجــل نجــاح العمليــة ّ‬
‫الت ّ‬
‫عليميــة‪،‬‬ ‫ر‬
‫حيــث ُيجمــع الباحثــون أن مــا يقــارب‪ %80‬مــن مدخالتنــا الحســية هــي مدخــات بصريــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفــي هــذا الصــدد فقــد «ذكــر عالــم التربيــة األمريكــي «جيــروم بونــر» املشــهور بدراســاته‬
‫التفكيــر والتربيــة مــن خــال االستكشــاف واإلبــداع دراســات عديــدة ّ‬
‫تبيــن أن النــاس‬ ‫عــن ّ‬
‫ّ‬
‫يتذكــرون ‪ 10%‬فقــط ممــا يســمعونه‪ ،‬و‪ %30‬فقــط ممــا يقرأونــه‪ ،‬فــي حيــن يصــل مــا‬
‫يتذكرونــه مــن بيــن مــا يرونــه أو يقومــون بــه إلــى ‪.10» % 80‬‬
‫ومــع تطــور التكنولوجيــا‪ ،‬فقــد أصبحــت الصــورة الثابتــة أو املتحركة(الفيديــو)‬
‫الت ّ‬
‫عليميــة خصوصــا فــي املراحــل األولــى‪ ،‬حيــث تعــد الصــورة‬ ‫تحتــل مكانــة كبيــرة فــي العمليــة ّ‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫للتعلــم مــن جهــة‪ ،‬ورابطــا ملعرفــة مسـ ّـميات األشــياء مــن جهــة أخــرى‪ ،‬وال‬ ‫عليميــة محفـزا‬
‫وحتــى املتوســطة تعتمــد كل‬‫أدل علــى ذلــك مــن أن الكتــب سـ ّـية فــي املراحــل االبتدائيــة ّ‬
‫املدر‬
‫االعتماد عليها‪ ،‬فال تكاد تخلو أي صفحة من الصور‪ ،‬فهي إما مرفقة بكلمة أو بنص ما‪،‬‬
‫حتى أصبح نجاح الدرس مرهونا بما تقدمه من الشــرح والتوضيح‪ ،‬لذا فهي تعد وســائل‬
‫مســاعدة للتعلــم و روافــد لــه‪.‬‬
‫‪ .3.5‬وظيفة الصورة بوجود ال ّنص‬
‫ّ‬
‫البصريــة تختلــف مــن حيــث خصائصهــا وتوظيفاتهــا عــن اللغــة الطبيعيــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّإن اللغــة‬
‫ورغــم هــذا االختــاف فإنهمــا يمكــن أن يتــازم وجودهمــا مــع بعــض‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحينهــا يصبــح لــكل منهمــا دور فــي عمليــة التواصــل‪ ،‬فيمكــن أن يكــون النــص مرفقــا‬
‫بصــورة أو العكــس‪ ،‬وهنــا يطــرح الســؤال عــن الوظيفــة التــي قــد تؤديهــا الصــورة إلــى جانــب‬
‫ّ‬
‫النــص أو العكــس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وفــي هــذا الصــدد يذهــب «روالن بــارت» علــى أن ّ‬
‫النــص اللغــوي الــذي يحضــرإلــى جــوار‬
‫الصــورة يــؤدي إحــدى الوظيفتيــن اآلتيتيــن‪ :‬وظيفــة اإلرســاء أو الشــرح أو التثبيــت‪ ،‬وإمــا‬
‫ّ‬ ‫وظيفــة تكميليــة أو ّ‬
‫تناوبيــة‪ .‬فأمــا وظيفــة اإلرســاء فتكمــن فــي إيقــاف ســيرورة تدفــق معانــي‬
‫‪. 9‬شــاكر عبــد الحميــد‪ ،‬عصــر الصــورة (االيجابيــات والســلبيات)‪ ،‬منشــورات عالــم الفكــر‪ ،‬الكويــت‪2005 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.14:‬‬
‫‪164‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫الصورة الواحدة والحد من تعددها الداللي من خالل ترجيح أوتعيين تأويل بعينه‪ ،‬وهذا‬
‫موجهــة وممتعــة «فالنــص‬‫بهــدف توجيــه القــارئ إلــى معنــى مقصــود‪ ،‬وجعــل قراءتــه قـراءة ّ‬
‫يقــود القــارئ بيــن مدلــوالت الصــورة‪ّ ،‬‬
‫مجنبــا إيــاه البعــض منهــا وموصــا لــه البعــض اآلخــر‬
‫مسبقا»‪ ،11‬ولعل استعمال هذه‬ ‫من خالل توزيع دقيق غالبا‪ ،‬إنه يقود نحو معنى منتقى ّ‬
‫الوظيفــة تشــيع فــي الصــورة الثابتــة أكثــر‪.‬‬
‫للنص اللغوي‪،‬‬ ‫وفي املقابل نجد وظيفة الشرح‪ ،‬حيث تقدم الصورة دالالت جديدة ّ‬
‫النــص مــع الصــورة ليشــكال وحــدة‬‫قــد يعجــزالنــص التعبيــرعنهــا والعكــس‪ ،‬وهنــا يتكامــل ّ‬
‫الخفيــة واملســتعصية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متــآزرة تفصــح عــن املعانــي‬

‫‪ .6‬أهمية الصورة ال ّتعليم ّية ودورها يف تنمية الكفاءة ال ّتواصل ّية‬


‫التواصليــة يتطلــب منــا‬‫عليميــة فــي تنميــة الكفــاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّإن الوقــوف علــى دور الصــورة ّ‬
‫واصليــة ومكوناتهــا لكــي يتســنى لنــا معرفــة مواضــع تأثيــرالصورة‬ ‫ّ‬ ‫معرفــة مفهــوم الكفــاءة ّ‬
‫الت‬
‫فيهــا بشــكل أدق‪.‬‬
‫ُ ّ ّ‬
‫عرف اللغويون الكفاءة على ّأنها القدرة على تعبئة مجموعة من الوسائل (معارف‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قيم‪ ،‬معلومات‪ )،‬لتصيرذات تالؤم وفعالية ضمن مجموعة من الوضعيات‪ ،‬وبالتالي فال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نتعلــم لنعــرف‪ ،‬وإنمــا نتعلــم لنقــوم بفعــل مــا‪ .‬لــذا فالكفــاءة هــي قــدرة الفــرد علــى أداء فعــل‬
‫التي تجعله ّ‬‫للشــروط والقواعد والخطوات ّ‬ ‫ّ‬ ‫أو مهارة أو نشــاط ّ‬
‫فعاال‬ ‫معين أداء يســتجيب‬
‫إشكالي ّ‬
‫محدد‪.12‬‬ ‫ّ‬ ‫ضمن موقف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفــي نفــس الســياق نجــد أن الكفــاءة تعنــي التصــرف إزاء وضعيــة مشــكلة بفعاليــة‬ ‫ّ‬
‫اســتنادا إلــى قــدرات انبنــت مــن تقاطــع معــارف ومهــارات وخب ـرات تر ّ‬
‫اكميــة عمومــا‪ ،‬لــذا‬
‫فالكفــاءة ليســت هــي القــدرة فحســب‪ ،‬وال املهــارة فحســب‪ ،‬وال املعرفــة فحســب‪ ،‬بــل هــي‬
‫ّ‬
‫والفاعليــة‪.13‬‬ ‫جمــاع ذلــك مــع اإلنجــاز‬
‫ّ‬
‫وإذا ربطنــا مفهــوم الكفــاءة باملجــال التواصلــي نحصــل علــى مصطلــح «الكفــاءة‬
‫الل ّ‬‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غويــة» باعتبــار‬ ‫واصليــة»‪ ،‬وهــو مصطلــح كثي ـرا مــا قـ ِـرن ذكــره بمصطلــح «الكفــاءة‬ ‫الت‬
‫خاصــة عنــد «تشومســكي»‪ ،‬حيــث‬ ‫ّ‬
‫البنويــة‪ّ ،‬‬ ‫الدراســات‬ ‫ّأن هــذا األخيــرذاع صيتــه فــي مــن ّ‬
‫ز‬

‫‪ .10‬روالن بارت‪ ،‬بالغة الصورة‪ ،‬تر‪ :‬عمرأوكان‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.97:‬‬
‫اتيجية ّ‬
‫التعليم بمقاربة الكفاءات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.215:‬‬ ‫محمد حسونات‪ ،‬نحو استر ّ‬ ‫‪ .12‬رمضان إرزيل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ونظريات‪ ،‬دارهومة‪ ،‬الجزائر‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.144-143:‬‬ ‫‪ .13‬فاطمة ّ‬
‫الزهراء بوكرمة‪ ،‬الكفاءة مفاهيم‬
‫‪165‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫ّ‬ ‫عرفهــا ّ‬ ‫ُي ّ‬


‫بأنهــا‪ :‬معرفــة املتكلــم للغتــه‪ّ ،‬أمــا األداء فهــو مــا ينتــج عــن هــذه املعرفــة مــن كالم‬
‫متحقــق فــي مواقــف ملموســة‪.14‬‬ ‫ّ‬
‫اللغــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الض ّ‬ ‫بأنهــا‪ :‬املعرفــة ّ‬
‫زكريــا» ّ‬
‫يعرفهــا «ميشــال ّ‬ ‫فــي حيــن ّ‬
‫التــي تتيــح‬ ‫منيــة بقواعــد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اآلليــة التــي يؤديهــا‬ ‫العمليــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫تجســد‬ ‫وتفهمهــا فــي لغتــه‪ ،‬وهــي ّ‬
‫لإلنســان بنــاء أو تكويــن الجمــل ّ‬
‫ّ‬ ‫الض ّ‬ ‫اللغة بهدف صياغة جملة‪ ،‬وذلك طبقا ملنظومة القواعد ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫منية التي تقرن بين‬ ‫متكلم‬
‫ّ‬
‫املعانــي واألصــوات الل ّ‬
‫غويــة‪.15‬‬
‫اللغويــة مــن طــرف معـ ّـدي املناهــج والكتــب سـ ّـية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مدة‬ ‫املدر‬ ‫لقــد أعتمــد مفهــوم الكفــاءة‬
‫ض علــى املتعلــم أن يحفــظ‬
‫ّ‬ ‫طويلــة‪ ،‬ولكــن مــع مــرورالوقــت ُأثبــت عــدم فعاليتــه‪ ،‬حيــث ُي ْفـ َـر ُ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫مجموعــة مــن القواعــد دون أن يكــون هنــاك جــدوى مــن اســتعمالها‪ ،‬فاملتعلــم فــي كثيــرمــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التعبيــرعــن املواقــف ّ‬ ‫األحيــان يعجــزعــن ّ‬
‫اليوميــة‪ « ،‬فتدريس اللغة‬ ‫التــي يواجههــا فــي حياتــه‬
‫ّ‬ ‫كأداة ّ‬
‫للتواصــل يحتــاج إلــى أكثــرمــن مجـ ّـرد إتقــان تراكيــب اللغــة وقواعدهــا‪ ،‬فينبغــي أن‬
‫ّ‬ ‫يكون املنطوق مالئما ملســتويات ّ‬
‫عدة منها‪ :‬هدف املتكلم‪ ،‬والعالقة بين املرســل واملتلقي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملوقف واملوضوع‪ّ ،‬‬
‫وبالعملية‬ ‫والسياق اللغوي»‪ ،16‬ومن هنا كان لزاما االرتقاء باملتعلم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليميــة‪ ،‬فكانــت الكفــاءة ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫العربيــة‬ ‫واصليــة هــي الهــدف مــن املرجــو مــن تعليــم اللغــة‬ ‫الت‬
‫ّ‬
‫وتعلمهــا‪.‬‬
‫وتنوعــا للمصطلحــات‪،‬‬ ‫واصليــة عـ ّـدة تعريفــات‪ ،‬بــل ّ‬ ‫ّ‬ ‫لقــد عــرف مفهــوم الكفــاءة ّ‬
‫الت‬
‫تواصليــة‪ ،‬ورغــم اختــاف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تبليغيــة أو‬ ‫ّ‬
‫تخاطبيــة أو‬ ‫ّ‬
‫تداوليــة أو‬ ‫فهنــاك مــن يسـ ّـميها كفــاءة‬
‫واألدل للقــارئ‬ ‫ّ‬ ‫التعاريــف اخترنــا األوضــح‬ ‫ـإن معناهــا يبقــى واحــدا‪ ،‬ومــن هــذه ّ‬ ‫املسـ ّـميات فـ ّ‬
‫علــى مفهومهــا‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ •الكفــاءة ّ‬
‫التواصليــة عنــد «ديــل هايمــز» هــي‪ :‬املعرفــة بالقواعــد النفســية والثقافيــة‬
‫تتحكــم فــي اســتعمال الــكالم فــي إطــارمجتمــع ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعيــة ّ‬
‫ّ‬
‫معيــن‪.17‬‬ ‫التــي‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محمــد العبــد‪ّ ،‬‬


‫‪ّ .14‬‬
‫األكاديميــة الحديثــة للكتــاب الجامعــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مصــر‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫النــص والخطــاب واالتصــال‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪.16:‬‬
‫للنشر ّ‬‫ّ‬ ‫الل ّ‬‫ّ‬
‫والتوزيع‪،‬‬ ‫غوية‪ ،‬العلم واإليمان‬ ‫‪ .15‬عبد املنعم أحمد بدران‪ ،‬مهارات ما وراء املعرفة وعالقتها بالكفاءة‬
‫ط‪2008 ،1‬م‪ ،‬ص‪.62:‬‬
‫العربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املكرمة‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪.68:‬‬ ‫‪ .16‬أحمد عبده عوض‪ ،‬مداخل تعليم اللغة‬
‫‪17. Robert Galison, et Coste. D, Dictionnaire de didactique des langues, édition. n 4, Paris,‬‬
‫‪Hachette, 1976, p:106.‬‬
‫‪166‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫واصليــة أو كمــا يسـ ّـميها بالكفايــة‬ ‫ّ‬ ‫الت‬‫«محمــد يونــس علــي» فيعـ ّـرف الكفــاءة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ • ّأمــا‬
‫ّ‬ ‫الفعليــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التــي تتجلــى‬ ‫ّ‬ ‫خاطبيــة علــى ّأنهــا‪ :‬املقــدرة علــى اســتخدام اللغــة فــي ســياقاتها‬ ‫ّ‬ ‫الت‬
‫فيهــا‪.18‬‬
‫واصليــة هــي مــدى وعــي الفــرد بالقواعــد الحاكمــة لالســتعمال‬ ‫ّ‬ ‫إذا‪ ،‬فالكفــاءة ّ‬
‫الت‬
‫ّ‬
‫والفعالية‪،‬‬ ‫املناسب في موقف اجتماعي‪ ،‬وتشتمل على مفهومين أساسيين هما‪ :‬املناسبة‬
‫ّ‬ ‫يتحققــان فــي ّ‬ ‫وهــذان املفهومــان ّ‬
‫كل مــن اللغــة املنطوقــة واملكتوبــة‪.19‬‬
‫ّ‬ ‫ختاما‪ ،‬يمكن القول ّإن الكفاءة ّ‬
‫واصلية ال ُيراد بها استخدام اللغة بعد استيعاب‬ ‫ّ‬ ‫الت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمليــة ّ‬ ‫نظامهــا‪ ،‬بــل ّإنهــا ّ‬
‫اجتماعيــة معــا‪ ،‬وتكمــن فرديتهــا حيــن تتعلــق باألســاليب‬ ‫فرديــة‬
‫ّ‬ ‫تتعلــق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالســياق الــذي يتــم فيــه‬ ‫واجتماعيــة حيــن‬ ‫الخاصــة بالفــرد ملواجهــة املوقــف‪،‬‬
‫واصليــة مــن خــال طــرح بعــض األســئلة نحو‪:‬مــن‬ ‫ّ‬ ‫التواصل‪.‬كمــا يمكــن توضيــح الكفــاءة ّ‬
‫الت‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫يتكلم حوله؟ وأين؟ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبأي طريقة وأسلوب يتكلم به؟‬ ‫يتكلم؟ ومع من؟ ومتى يتكلم؟ وماذا‬
‫ّ‬ ‫واصلية» نعرض فيما يلي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وليكتمل مفهوم «الكفاءة ّ‬
‫أهم خصائصها كما لخصتها‬ ‫الت‬
‫«ساندرا سافنجون»‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متحرك وليس ساكن‪ ،‬إنه يعتمد على مدى قدرة‬ ‫ّ‬ ‫صالية مفهوم‬ ‫االت ّ‬ ‫ • ّإن الكفاية‬
‫شخصية بين طرفين أكثر‬ ‫ّ‬ ‫الفرد على تبادل املعنى مع فرد آخرأو أكثر‪ّ ،‬إنها عالقة‬
‫ّ‬
‫من أن تكون اتصاال ذاتيا أي حوارا بين الفرد ونفسه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كل من اللغة املنطوقة واملكتوبة‪ ،‬وكذلك نظم‬ ‫صالية تنطبق على ّ‬ ‫االت ّ‬ ‫ • ّإن الكفاية‬
‫الرموز املختلفة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالسياق‪ّ ،‬إن االتصال يـأخذ مكانه‪ ،‬أو يمكن أن‬ ‫محددة ّ‬ ‫صالية ّ‬ ‫االت ّ‬ ‫ • ّإن الكفاية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يحدث في مواقف ال ّ‬
‫حد لها‪ّ ،‬إنها تتطلب املقدرة على االختياراملناسب للغة‬
‫ّ‬
‫واألسلوب في ضوء مواقف االتصال واألطراف املشتركة‪.‬‬
‫ • ّإن هناك فرقا بين الكفاية واألداء‪ ،‬فالكفاية تعني القدرة املفترض وجودها‬
‫ّ‬ ‫والكامنة وراء األداء‪ ،‬بينما يعتبراألداء ّ‬
‫التوضيح الظاهرأو املكشوف لهذه‬
‫ال�شيء الوحيد‬ ‫القدرة‪ّ ،‬إن الكفاية هي ما َتعرف ّأما األداء فهو ما تفعل‪ ،‬وهو ّ‬
‫الذي يمكن مالحظته‪ ،‬وفي ضوئه ّ‬ ‫ّ‬
‫تتحدد الكفاية وتنميتها وتقويمها‪.‬‬
‫نسبية وليست مطلقة‪ ،‬من هنا يمكن ّ‬ ‫ّ‬
‫حدث عن‬ ‫الت ّ‬ ‫صالية ّ‬ ‫االت ّ‬ ‫ • ّإن الكفاية‬

‫محمد ّ‬
‫محمد يونس علي‪ ،‬املعنى وظالل املعنى‪ ،‬داراملداراإلسالمي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪2007 ،2‬م‪ ،‬ص‪.148:‬‬ ‫‪ّ .18‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية‪ ،‬ص‪.68:‬‬ ‫‪ .19‬أحمد عبده عوض‪ ،‬مداخل تعليم اللغة‬
‫‪167‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫االت ّ‬ ‫ّ‬
‫صالية‪ ،‬وليس على درجة واحدة‪.20‬‬ ‫درجاتللكفاية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إضافــة إلــى هــذه الخصائــص‪ ،‬فــإن للكفــاءة التواصليــة مكونــات أساســية تضمــن‬
‫كالتالــي‪:‬‬‫نجاحهــا واكتمالهــا‪ ،‬وهــي كمــا ّميزهــا «كانــال وســوين» ّ‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫ •الكفاءة ّ‬
‫غوية أي معرفة نظام اللغة‪،‬‬ ‫حوية‪ :‬وهي نفسها كفاءة «تشومسكي»‬
‫والقدرة الكافية على استخدامها‪.‬‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعيــة‪ :‬وتعنــي معرفــة القواعــد االجتماعيــة والثقافيــة للغــة‬ ‫غويــة‬ ‫ •الكفــاءة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والخطــاب‪ ،‬وفهــم الســياق االجتماعــي‪ ،‬والعالقــات الرابطــة بيــن أط ـراف عمليــة‬ ‫ّ‬
‫التواصــل‪ ،‬والقــدرة علــى تبــادل املعلومــات‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ •كفايــة تحليــل الخطــاب‪ :‬أي القــدرة علــى ربــط الجمــل لتكويــن خطــاب ولتشــكيل‬
‫تراكيب ذات معنى في سلســلة متتابعة‪ ،‬والخطاب يشــتمل على أي �شــيء يندرج من‬
‫ّ‬
‫النصوص الطويلة املكتوبة‪ ،‬ومن الواضح ّأن القدرة‬ ‫الحوارالبسيط املنطوق إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫حويــة تركــز علــى الجملــة علــى حيــن تركــز قــدرة الخطــاب علــى مابيــن الجمــل مــن‬ ‫الن‬
‫‪21‬‬
‫عالقــات ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ •الكفايــة االســتراتيجية‪ :‬وهــي أهــم أنــواع الكفايــات علــى اإلطــاق‪ ،‬ألنهــا مهمــة أثنــاء‬‫ّ‬
‫معقدة ال يستطيع جميع ّ‬ ‫ولكنها ّ‬ ‫اللغة في مواقف مختلفة ّ‬ ‫ّ‬
‫الناس امتالكها‬ ‫استعمال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إال بعد مران شــديد‪ ،‬وهي تعني الســتراتيجيات التي نســتخدمها لنعوض نقصا ما في‬
‫ّ‬
‫معرفــة القواعــد‪ ،‬أو بســبب عوامــل تحـ ّـد مــن أدائنــا كاملــرض أو عــدم التركيــز‪ ،‬ومعنــى‬
‫الناقصة‬ ‫تزودنــا باملقــدرة علــى إصــاح مــا نقولــه بــأن نعالــج املعرفــة ّ‬ ‫ذلــك فــي إيجــاز ّأنهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫بالدوران حول املعنى أو ّ‬ ‫وبأن نواصل الخطاب بشــرح العبا ات أو ّ‬
‫بالتكرارأو الت ّردد‬ ‫ر‬
‫‪22‬‬ ‫ّ‬ ‫التحا�شــي أو ّ‬ ‫أو ّ‬
‫التخميــن أو تقويــم اللهجــة واألســلوب ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املعلــم ألقســام الكفــاءة ّ‬ ‫ّ‬
‫واصليــة يمكنــه مــن معرفــة مــدى نضجهــا‬ ‫ّ‬ ‫الت‬ ‫ّإن معرفــة‬
‫املتعلــم‪ ،‬فــا يطغــى منهــا قســم علــى اآلخــرفينتــج عنــه قصــور فــي ّ‬ ‫ّ‬
‫التعبيــرعــن‬ ‫واكتمالهــا لــدى‬
‫ّ‬
‫موقــف مــا فــي حياتــه اليوميــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫التواصليــة وخصائصهــا ومكوناتهــا يتبيــن‬ ‫ّ‬ ‫إذا‪ ،‬فمــن خــال معرفتنــا ملفهــوم الكفــاءة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الت ّ‬ ‫لنــا تأثيــر اســتعمال الصــورة ّ‬
‫عليميــة فيهــا ومكانتهــا‪ ،‬حيــث إن املتعلــم عندمــا تقــدم‬
‫مذكرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطور ّ‬
‫مقدمة لنيل شهادة املاجستير‪،‬‬ ‫تواصلية)‪،‬‬ ‫األول(مقاربة‬ ‫‪ .20‬حياة طكوك‪ ،‬نشاط القراءة في‬
‫جامعة سطيف‪2010/2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.146-145:‬‬
‫الراجحــي و علــي علــي أحمــد شــعبان‪ ،‬دار ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫اللغــة وتعليمهــا‪ ،‬تر‪:‬عبــده ّ‬
‫النهضــة‬ ‫‪ .21‬دوغــاس ب ـراون‪ ،‬أســس تعلــم‬
‫العربيــة‪ ،‬بيروت‪-‬لبنــان‪ ،1994،‬ص‪246-245:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ .22‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.246:‬‬
‫‪168‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫مكونــات الكفــاءة‬ ‫حفــزه علــى األداء الفعلــي فتظهــر بذلــك جــل ّ‬ ‫لــه الصــورة‪ ،‬فــإن ذلــك ُي ّ‬
‫ّ‬
‫واصليــة التــي أشــرنا إليهــا ســلفا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الت‬
‫التعبيــر‪ ،‬والصــورة هــي الوســيلة‬ ‫ّإن العديــد مــن املتعلميــن يجــدون صعوبــة وخجــا فــي ّ‬
‫ّ‬ ‫األنســب لتجــاوز العديــد مــن الصعوبــات واملشــكالت ّ‬
‫التعليميــة فــي مجــال تعليــم اللغــات‪،‬‬
‫يتمكــن املتعلــم مــن ّ‬
‫التعبيــر عــن رأيــه مهمــا كان‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ألنهــا ال تحتــاج إلــى مهــارات‬ ‫فمــن خاللهــا‬
‫ّ‬
‫كبيــرة‪ ،‬فالعــدد القليــل مــن األلفــاظ قــد يــؤدي التعبيــراملطلــوب‪ ،‬وهــذا مــا يســاعده علــى‬
‫ّ‬
‫واصلية‬ ‫حسن من كفاءته ّ‬
‫الت‬ ‫محاوالت أكثرواالستمرارية من أجل تقديم األفضل‪ ،‬مما ُي ّ‬
‫شــيئا فشــيئا‪.‬‬
‫إضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬يمكــن إب ـراز أهميــة الصــورة ودورهــا فــي إكســاب املتعلــم كفــاءة‬
‫النقــاط اآلتيــة‪:‬‬‫تواصليــة مــن خــال مــا ّ‬ ‫ّ‬
‫متفردا في ّ‬‫تشكل الصورة شكال ّ‬ ‫ّ‬
‫التمثيل‪ ،‬فالصورة تسمح للفرد بالحفظ والتحكم‬ ‫ •‬
‫ّ‬
‫فــي املعلومــة املنتقــاة أو املســتخلصة مــن محيطهــا‪ ،‬إنهــا نمــوذج مــن التمثيــل الذهنــي‬
‫الــذي مــن ســماته حفــظ املعلومــة بشــكل يســمح بأكبــر قــدر مــن التشــابه البنــوي‬
‫لألشــياء التــي ندركهــا بحواســنا‪.‬‬
‫ • ّإن ارتباط مؤلفي الكتب املدرســية بعدد محدود من األســطريؤثرفي غالب األحيان‬
‫ّ‬
‫فــي اإلحاطــة باملوضــوع مــن بعــض النواحــي‪ ،‬وهنــا تكمــن أهميــة الصــورة فــي الشــرح و‬
‫التعبيــرعــن أجـزاء املوضــوع كلــه‪ ،‬ممــا يخلــق فهمــا متكامــا غيــرمنقــوص لــه‪ ،‬كمــا أن‬
‫اســتعمال الصــورة قــد يعالــج الفــروق الفرديــة التــي يعانــي منهــا املعلــم‪ ،‬فــكل متعلــم‬
‫يمتلــك رصيــدا لغويــا وكفــاءة تواصليــة تختلــف عــن غيــره مــن املتعلميــن‪ ،‬فمثــا نجــد‬
‫النص حدودا قد يعجزبعض املتعلمين‬ ‫يعبرعنها دون أن يرسم له ّ‬ ‫أن كال منهم قد ّ‬
‫عــن فهمهــا وإدراكهــا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ •تعــد الصــورة ّ‬
‫عليميــة منبعــا للوظائــف التعبيريــة‪ ،‬وهــو مــا يحتاجــه تعليــم اللغــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربيــة وتعلمهــا اليــوم‪ ،‬فاملتعلــم يســتعمل اللغــة التــي يحتــاج توظيفهــا فــي املواقــف‬
‫املشــابهة لواقعــه دون أن يتعـ ّـرض لحشــو مــن طــرف ّ‬
‫النــص اللغــوي‪.‬‬
‫عليميــة املرجــع الــذي يســتند عليــه ذهــن املتعلــم خاصــة فــي هــذه‬‫الت ّ‬ ‫ •تشــكل الصــورة ّ‬
‫املرحلــة التــي ال يقــوى فيهــا علــى الربــط املباشــر والســريع بيــن امللفــوظ واملتصــور‪،‬‬
‫وتدربــه علــى تطويــر ملكــة‬‫فالصــورة تعينــه علــى ذلــك وتختصــر عليــه ذاك العنــاء ّ‬
‫الخيــال‪ ،‬كمــا يســتطيع املتعلــم تكويــن معجمــه اللغــوي بســهولة اســتنادا علــى الصــور‬

‫‪169‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫تترسخ املفردات وداللتها بسهولة‪ ،‬ويمكن استرجاعها بكل‬ ‫للنص‪ ،‬حيث ّ‬ ‫املصاحبة ّ‬
‫يســرعنــد الحاجــة‪.‬‬
‫•تســاعد الصــورة املتعلــم علــى ربــط الــدال بمدلولــه‪ ،‬فيعيــد املتعلــم ربــط واقعــه‬ ‫ ‬
‫وتصوراتــه وإحيائهــا مــن خــال تلــك الصــورة‪.‬‬
‫التعبيــراملقصــود والصحيــح بالنظــرإلــى مكتســباته‬ ‫•تســاعد املتعلــم علــى الوصــول إلــى ّ‬ ‫ ‬
‫القبليــة ورؤيتــه الخاصــة لألشــياء والعالــم وللبيئــة التــي يعيشــها مــن حولــه؛ فهــي‬
‫ّ‬
‫تقدمــه بــكل موضوعيــة وحيــاد دون تدخــل ذاتيــة الكاتــب الــذي قــد تؤثــرعلــى النــص‬
‫املكتــوب مــن خــال خلفيــات ّ‬
‫معينــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وللمسميات الجديدة‪ ،‬فهو‬ ‫•تشكل الصورة مصدرا ملعرفة املتعلم للعالم من حوله‬ ‫ ‬
‫يتســاءل باســتمرارعــن املســتجدات التــي حملتهــا الصــورة فــي طياتهــا‪ ،‬بــل قــد يتعــرف‬
‫على بعض األشياء ووظائفها من خالل خلق عالقة بينها وبين املوجودات املعروفة‬
‫نصححهــا لــه ونقومهــا بواســطة‬ ‫ّ‬ ‫لديــه‪ ،‬وهــو بذلــك « يحولهــا إلــى منظومــة ّ‬
‫لغويــة‬
‫الصحــة والخطــأ‪ ،‬وبذلــك تتحقــق فاعليــة الصــورة فــي كتــاب التلميــذ لتكــون جــزءا‬
‫محوريــا الكتســابه املهــارة اللغويــة»‪.23‬‬
‫ّ‬
‫•تخلــق الصــورة للمتعلــم متســعا للتعبيــرغيــرمحــدود‪ ،‬فقــد يأخــذ املتعلــم جــزءا كبيـرا‬ ‫ ‬
‫منها ليكون محور تعبيره‪ ،‬فال يقع في أي حرج‪ ،‬ولهذا فالصورة مجال رحب وخصب‬
‫للمتعلم يسمح له بتفعيل ملكة الخيال عنده وخلق عالم خاص به من منطلق أنه‬
‫تحد من حريته في ّ‬
‫التعبير‪.‬‬ ‫يتفاعل معها تلقائيا دون حدود قد ّ‬
‫التعليمية كفاءات عديدة وسهلة يستطيع املتعلم امتالكها واإلبداع‬ ‫تنمي الصورة ّ‬ ‫• ّ‬ ‫ ‬
‫فيها؛ مثل‪ :‬الوصف والسرد والنقد وغيرها‪.‬‬
‫الصــورة عمليــة اإلدراك وإنتــاج األفــكاربغ ـزارة‪ ،‬لــذا نجــد أن أرســطو يصـ ّـرح‬ ‫•تسـ ّـهل ّ‬ ‫ ‬
‫قائــا‪ّ :‬إن التفكيــرمســتحيل مــن دون صــور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التـ ّ ب علــى فهــم ّ‬ ‫ّ‬
‫النصــوص اللـ ــغوية وترســيخها واختزانهــا بعــد تحويلهــا إلــى صــور فــي‬ ‫• ـدر‬ ‫ ‬
‫مخيلته‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ -‬عبــد الكريــم اإلبراهيمــي‪ ،‬املرجــع فــي تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬درا الهــال للنشــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫‪ 23‬‬
‫الســعودية‪1989 ،‬م‪ ،‬ص‪.56:‬‬
‫‪170‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫ •تســتثير الصــور اهتمــام املتعلــم‪ ،‬خاصــة إذا كانــت تنبــع مــن احتياجاتــه و ّ‬
‫تعبــر عــن‬
‫املجســمات أو غيرهــا تقــدم معــارف‬ ‫املتحركــة‪ ،‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫رغباتــه‪ ،‬حيــث إن الصــور الثابتــة أو‬
‫مختلفــة‪ ،‬يســتطيع املتعلــم مــن خاللهــا إشــباع ميوالتــه وتوســيع مداركــه‪.‬‬
‫ •تســاعد الصــورة علــى أن يكــون املتعلــم أكثــر اســتعدادا ورغبــة للتعلــم وتقبــا‬
‫ّ‬
‫املعرفيــة مهمــا كانــت صعوبتهــا‪ ،‬وهــذا مــا نالحظــه عنــد تقديــم صــور ثابتــة أو‬ ‫للمــادة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متحركة(فيديــو) لــه‪ ،‬حيــث يزيــد شــغف املتعلــم وحبــه للمــادة التعليميــة أكثــر مــن‬ ‫ّ‬
‫ممــا يزيــد مــن حجــم اســتيعابه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ق ـراءة النــص املكتــوب‪ ،‬كمــا أن تفاعلــه يكــون مضاعفــا ّ‬
‫ّ ّ‬
‫التعلــم واالســتيعاب‪ ،‬حيــث‬ ‫ •تدفــع الصــورة املتعلــم إلــى إش ـراك جميــع الحــواس فــي‬
‫ّ‬ ‫والتأويــل ّ‬
‫والتحليــل‪ ،‬وهــذا مــا يجعلــه قــادرا علــى التلقــي‬ ‫التفكيــر ّ‬‫تشــحذ ذهنــه نحــو ّ‬
‫ّ‬
‫واصليــة‪.‬‬ ‫واإلنتاج(التعبيــر)‪ ،‬وهمــا قطبــا الكفــاءة ّ‬
‫الت‬ ‫ّ‬ ‫(فهــم الصــورة)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفرديــة بيــن املتعلميــن( والتــي تشــكل عقبــة‬ ‫ •تســاعد الصــورة علــى تجــاوز الفروقــات‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫التعليــم ّ‬ ‫كبيــرة فــي ّ‬
‫والتعلــم)‪ ،‬وذلــك مــن خــال التنويــع فــي أســاليب التعلــم‪ ،‬ألن لــكل‬
‫متعلــم ذكاء خــاص‪ ،‬يختلــف عــن باقــي ذكاءات زمالئــه‪ ،‬وبهــذا ّ‬ ‫ّ‬
‫التنــوع يمكننــا أن ندفــع‬
‫جميــع املتعلميــن للتعلــم‪ ،‬وبذلــك نشــبع رغباتهــم ونحقــق الكفــاءات املســتهدفة‪.‬‬
‫ •تعــد الصــورة مصــدرا ســهال لالســتقبال والتأويــل لــدي كافــة املتعلميــن؛ باعتبــارأنهــا‬
‫ال تحتــاج إلــى القـراءة‪ ،‬بــل إن اســتقبالها ال يحتــاج فــي الغالــب إلــى الكلمــات والعبــارات‬
‫أصــا‪ ،‬وهنــا يمكــن القــول إننــا أصبحنــا نتعامــل مــع لغــة جديــدة هــي لغــة الصــور‬
‫النصــوص‪ ،‬وهــو مــا يفــرض قوانيــن جديــدة فــي القـراءة والفهــم وصناعــة‬ ‫وليســت لغــة ّ‬
‫الداللة‪ ،‬ولعل أهم ما تتميزبه هذه اللغة أنها واضحة يفهمها الجميع دون استثناء‬
‫رغم ما قد تحمله من معان دقيقة وعميقة تعجزاللغة عن اإلفصاح به‪ ،‬وتحويله‬
‫إلــى رمــوز مكتوبــة فــي أســطرقليلــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـطلتية أن اإلدراك الح�ســي يكــون إدراكا‬ ‫ •تكمــن أهميــة الصــورة مــن وجهــة نظــر جشـ ّ‬
‫للكليــات وليــس ملجموعــة مــن الجزئيــات املترابطــة‪ ،‬فالكليــات هــي أول مــا نــدرك‪ ،‬ثــم‬
‫يتــم تحليلهــا لنــدرك الجزئيــات املكونــة للــكل‪ ،‬وبهــذا املفهــوم فــإن الصــورة تشــكل‬
‫الكل(املعنــى أواملضمــون) الــذي يمكننــا مــن فهــم األج ـزاء التــي يفســرها النــص املكتــوب‪.‬‬
‫النظــرة أثبتــت فعاليتهــا باعتبارهــا تشــكل نموذجــا فــي التفكيــر والتعلــم‬ ‫ولعــل هــذه ّ‬
‫للنــص هــو عــدم‬ ‫والــذكاء والذاكــرة‪ ،‬حيــث ّإن أول مشــكل قــد يصــادف املتعلــم فــي قراءتــه ّ‬
‫إدراك املضمــون العــام واملتكامــل لــه بســهولة‪ ،‬والصــورة املرفقــة هــي الســبيل والوســيط‬

‫‪171‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫دور ّ‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ ‫فيصل بن علي ‪ -‬جامعة الجزائر‪Alger 2‬‬

‫الــذي يمكنــه مــن اجتيــاز هــذه العقبــة بســهولة ودون تضييــع الوقــت‪ ،‬وفــي هــذا الصــدد‬
‫يقول «ارشيبالد ماكليش»‪ :‬إن القيمة التي تخلقها الصورة أو الصور هي تنظيم التجربة‬
‫اإلنســانية عامــة وتحقــق وحــدة الوجــود أو إدراك لحظــة التجانــس الكونــي العــام‪.24‬‬
‫والتذكــر ّ‬
‫والتصـ ّـور‬ ‫إذا‪ ،‬فالصــورة تســاهم فــي «تنشــيط عمليــات االنتبــاه واإلد اك ّ‬
‫ر‬
‫التعليــم والتعلــم‪ ،‬وأن العامــل الحاســم هــو‬ ‫خيــل‪ ،‬وهــي العمليــات املهمــة أيضــا فــي ّ‬ ‫ّ‬
‫والت ّ‬
‫التعــرض اليوميــة لهــذه الصــور وأســاليب‬ ‫الطريقــة التــي تقــدم مــن خاللهــا‪ ،‬وكذلــك طرائــق ّ‬
‫توظيفهــا بطرائــق إيجابيــة أو ســلبية»‪ ،25‬ومــن هنــا فــإن علــى القائميــن علــى إعــداد الكتــب‬
‫املدرســية أن يراعــوا جوانــب متعــددة فــي اختيــارالصــورة وتوظيفهــا لكــي تحقــق األهــداف‬
‫ّ‬
‫املرجــوة منهــا‪ ،‬ألنهــا إذا ُوظفــت بطريقــة غيــر مناســبة فإنهــا ســتؤثر ســلبا ال إيجابــا علــى‬
‫ّ‬
‫التعلميــة‪.‬‬ ‫الت ّ‬
‫عليميــة‬ ‫العمليــة ّ‬
‫ختامــا‪ ،‬يمكــن القــول إن الصــورة وســيلة فعالــة فــي االتصــال ّ‬
‫والتواصــل‪ ،‬وهــي ال تقــل‬
‫النــص فــي ّ‬
‫التعبيــر ّ‬
‫عمــا‬ ‫النصــوص اللغويــة‪ ،‬بــل ّإنهــا فــي كثيــرمــن األحيــان تتجــاوز ّ‬‫فعاليــة عــن ّ‬
‫ّ‬
‫يجول في خواطرنا‪ ،‬ولهذا وجب توظيفها بفعالية في هذا املجال الحساس (تعليم اللغة)‬
‫ّ‬
‫واصليــة) بــكل يســروســهولة‪.‬‬ ‫لكــي نحقــق الكفــاءات املســتهدفة منه(الكفــاءة ّ‬
‫الت‬

‫‪ .7‬خـــامتة‬
‫الت ّ‬‫ّ‬ ‫التعليــم مــن ّ‬ ‫يعــد اســتخدام الصــور فــي ّ‬
‫ربويــة الحديثــة التــي لهــا األثــر‬ ‫التقنيــات‬
‫ّ‬
‫االبتدائيــة‪ ،‬حيــث‬ ‫التواصــل‪ ،‬خاصــة لــدى متعلمــي املرحلــة‬ ‫التفاعلــي البالــغ لتحقيــق ّ‬ ‫ّ‬
‫تجذبهم الصور فيصنعون لها عاملا موازيا في أذهانهم يحاكون به ما تريد تلك الصور أن‬
‫تعبــرعنــه‪ ،‬فتجدهــم يســتلهمون منهــا ّ‬
‫التعابيــرتــارة‪ ،‬ويخبــرون عنهــا أقرانهــم تــارة أخــرى بــكل‬ ‫ّ‬
‫شــغف وبــكل مــا تحملــه الصــور مــن معنــى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومــن هــذا املنطلــق ال يعــد ّ‬
‫النــص هــو الوســيلة األساســية فــي تنميــة املهــارات اللغويــة‬
‫التواصــل‪،‬‬ ‫فحســب‪ ،‬بــل تعــد الصــورة أيضــا أداة ناجعــة وفعالــة لتحفيــز املتعلــم علــى ّ‬
‫ّ‬
‫خصوصا الشفهي منه‪ ،‬حيث تخلق مجاال خصبا للتنافس يساعد املتعلمين على تخطي‬
‫عليميــة هــي اســتر ّ‬
‫اتيجية فعالــة للفهــم‬ ‫الت ّ‬ ‫الخجــل والتعبيــردون خــوف‪ ،‬ولــذا فــإن الصــورة ّ‬
‫واإلنتــاج فــي آن واحــد‪.‬‬

‫‪ -.24‬عبد القادرالرباعي‪ ،‬الصورة في النقد األدبي‪ ،‬مجلة املعرفة‪ ،‬دمشق‪ ،‬ع‪1979 ، 204:‬م‪ ،‬ص‪.45:‬‬
‫‪ -25.‬شاكرعبد الحميد‪ ،‬عصرالصورة‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫‪172‬‬
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫ّ‬ ‫صالية ّ‬‫االت ّ‬‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫إذا‪ ،‬فالصورة ّ‬


‫واصلية التي ال يمكن‬ ‫والت‬ ‫عليمية تعد من أهم الوسائط‬
‫للتعليــم االســتغناء عنهــا‪ ،‬مهمــا تعـ ّـددت الوســائل والدعائــم‪ ،‬ومــن املؤكــد أن أهميتهــا هــذه‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الســمات والخصائــص التــي قلمــا نجدهــا فــي ّ‬ ‫ترجــع إلــى تلــك ّ‬
‫التواصــل الشــفهي أو الكتابــي‬
‫ّ‬
‫اللــذان يســتوجبان عــادة اللغــة املشــتركة وغيرهــا بيــن املرســل واملرســل إليــه‪.‬‬

‫قامئة املصادر واملرجع‬


‫أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات‪ ،‬الدراسات اإلنسانية والفنون الجميلة‪ ،‬دارالكتاب‬
‫املصري‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫ ‬
‫العربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املكرمة‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬ ‫أحمد عبده عوض‪ ،‬مداخل تعليم اللغة‬
‫جميل حمداوي‪ ،‬أنواع الصورة‪ ،‬مج ‪.2014 ،1‬‬ ‫ ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حياة طكوك‪ ،‬نشاط القراءة في الطور األول(مقاربة تواصلية)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاجستير‪ ،‬جامعة سطيف‪2010/2009 ،‬م‪.‬‬ ‫ ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫دوغالس براون‪ ،‬أسس تعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬تر‪:‬عبده الراجحي و علي علي أحمد شعبان‪ ،‬دار‬
‫ّ‬
‫العربية‪ ،‬بيروت لبنان‪.1994 ،‬‬ ‫ّ‬
‫النهضة‬ ‫ ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رمضان إرزيل‪ ،‬محمد حسونات‪ ،‬نحو استراتيجية التعليم بمقاربة الكفاءات‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫روالن بارت‪ ،‬بالغة الصورة‪ ،‬تر‪ :‬عمرأوكان‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫شاكرعبد الحميد‪ ،‬عصرالصورة(االيجابيات والسلبيات)‪ ،‬منشورات عالم الفكر‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬ ‫ ‬
‫عبد العظيم عبد السالم الفرجاني‪ ،‬تكنولوجيا إنتاج املواد التعليمية ‪ ،‬دارالطباعة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬ ‫ ‬
‫عبد القادرالرباعي‪ ،‬الصورة في النقد األدبي‪ ،‬مجلة املعرفة‪ ،‬دمشق‪ ،‬ع‪1979 ، 204:‬م‪.‬‬
‫عبد الكريم اإلبراهيمي‪ ،‬املرجع في تعليم اللغة العربية‪ ،‬درا الهالل للنشروالتوزيع‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪1989 ،‬م‪.‬‬ ‫ ‬
‫عبد اللطيف الجابري‪ ،‬عبد الرحيم آيت دوصو‪ ،‬الكتاب املدر�سي –تقنيات اإلعداد وأدواتا‬
‫لتقويم ‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪.2004 ،‬‬ ‫ ‬
‫عبد اللطيف الحشيشة‪ ،‬دور الصورة في الكتاب املدر�سي‪ ،‬املجلة التونسية لعلوم التربية‪،‬‬
‫املعهد القومي لعلوم التربية‪،‬ع‪.1994 ،22:‬‬ ‫ ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عبد املنعم أحمد بدران‪ ،‬مهارات ما وراء املعرفة وعالقتها بالكفاءة اللغوية‪ ،‬العلم واإليمان‬
‫للنشر ّ‬ ‫ّ‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م‪.‬‬ ‫ ‬
‫عوني الفاعوري‪ ،‬إيناس أبو عوض‪ ،‬دراسات العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬املجلد ‪، 32‬‬
‫العدد ‪ ،2‬األردن‪.2002 ،‬‬ ‫ ‬

‫‪173‬‬
ّ ّ ّ ّ ‫عليمية في تنمية الكفاءة‬
ّ ‫الت‬ ّ ‫الصورة‬
ّ ‫دور‬
‫االبتدائية‬ ‫واصلية لدى متعلمي املرحلة‬‫الت‬ Alger 2‫ جامعة الجزائر‬- ‫فيصل بن علي‬

ّ
.‫م‬2008 ،‫ الجزائر‬،‫ دارهومة‬،‫ونظريات‬ ّ ‫فاطمة‬
‫ الكفاءة مفاهيم‬،‫الزهراء بوكرمة‬
ّ ّ ّ ّ
،‫ القاهرة‬،‫األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‬ ،‫ النص والخطاب واالتصال‬،‫محمد العبد‬
.‫م‬2005 ،1‫ ط‬،‫مصر‬
،2‫ ط‬،‫ القاهرة‬،‫ مكتبة اآلداب‬،)‫ العبارة واإلشارة (دراسة في نظرية االتصال‬،‫محمد العبد‬
.‫م‬2007
ّ
،2‫ ط‬،‫لبنان‬-‫ بيروت‬،‫ داراملداراإلسالمي‬،‫ املعنى وظالل املعنى‬،‫محمد محمد يونس علي‬ ّ
.‫م‬2007
ّ
‫ الدار‬،‫ املركزالثقافي العربي‬،)‫ الشكل والخطاب(مدخل لتحليل ظاهراتي‬،‫محمد املاكري‬
.‫م‬1991 ،1‫ ط‬،‫ املغرب‬،‫البيضاء‬
Galisson, Robert, et Daniel Coste. Dictionnaire de didactique des langues.
Paris: Hachette, 1976.
Lazar, Judith. Les sciences de la communication. Que sais-je ? Paris: PUF, 1996.

Résumé
Le rôle de l’image éducative dans le développement de compétence
communicative chez les apprenants du primaire
Le succès du processus éducatif dépend en grande partie de l’utilisation
des moyens éducatifs efficace. Dans le domaine de l’enseignement de la
langue arabe, nous remarquons que le texte pédagogique est largement
utilisé pour offrir à l’apprenant une Compétence communicative. D’autre
part, On néglige beaucoup des moyens tout aussi importants. Par exemple,
nous constatons que l’image est devenue aujourd’hui un médiateur Dans
l’éducation moderne, en raison de leurs caractéristiques uniques dans la
.communication
Dans cet article, nous montrerons le rôle de l’image éducative dans
le développement de la compétence communicative chez les apprenants du
primaire, surtout si nous savons que les apprenants à ce stade interagissent
avec l’image plus que le texte. Car l’image éducative est un moyen stimulant
de penser et de communiquer, et constitue un moyen actif et efficace il utilise
.l’approche des compétences en apprentissage
Mots-clés
Image éducative - compétence communicative - primaire, enseignement
de la langue arabe

174
‫ ‪Aleph. Langues, médias et sociétés‬‬ ‫‪ Vol.6 N° 2- 2019‬‬

‫‪Absract‬‬
‫‪The role of educational image in the development of‬‬
‫‪communication efficiency among primary school learners‬‬
‫‪The success of the educational process depends heavily on the use of‬‬
‫‪effective learning medium, in the field of teaching Arabic language, we find‬‬
‫‪that the educational text is widely used to give the learner communication‬‬
‫‪efficiency, and in contrast there is a great neglect of the means is no less‬‬
‫‪important, for example, we find that the image today has become an important‬‬
‫‪mediator In modern education, so they should be employed and taken care of.‬‬
‫‪    In this article, we will show the role of educational image in the development‬‬
‫‪of communicative competence among primary school learners, especially if‬‬
‫‪we know that learners at this stage interact with the image more than the‬‬
‫‪text, because the educational image is a catalyst for communication, and is‬‬
‫‪an active method used by the competency‬‬
‫‪Keywords‬‬
‫‪approach in learning. educational image- communication efficiency-‬‬
‫‪teaching Arabic language- primary school.‬‬
‫ملخص‬
‫الت ّ‬ ‫ميــة مرهــون بنســبة كبيــرة باســتخدام الوســيلة ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫عل ّ‬ ‫ّإن نجــاح العمليــة ّ‬
‫عليميــة‬ ‫التعليميــة الت‬
‫النص ّ‬ ‫وتعلمها نجد أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التعليمي هو الطاغي‬ ‫العربية‬ ‫والفعالة‪ ،‬ففي مجال تعليم اللغة‬ ‫املناسبة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫علــى مــا ســواه فــي عمليــة إكســاب املتعلــم كفــاءة تواصليــة‪ ،‬فــي حيــن أن هنــاك إهمــال كبيــرلوســائل‬
‫الصــورة اليــوم أصبحــت تشـ ّـكل وســيطا مهمــا فــي ّ‬
‫التعليــم‬ ‫ال تقــل أهميــة عنــه‪ ،‬فمثــا نجــد أن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الحديــث‪ ،‬وذلــك ملــا ّ‬
‫تلبيهــا اللغــة اللفظيــة‪.‬‬ ‫تتميــزبــه مــن خصائــص ال يمكــن أن‬
‫التواصلية‬ ‫عليمية في تنمية الكفاءة ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫سنبين في هذا املقال دور الصورة ّ‬ ‫ومن هذا املنطلق‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لــدى متعلمــي املرحلــة االبتدائيــة‪ ،‬خاصــة إذا عرفنــا أن املتعلميــن فــي هــذه املرحلــة يتأثــرون‬
‫بالنــص ويتواصلــون معــه‪ ،‬حيــث تعـ ّـد الصــورة‬ ‫ممــا يتأثــرون ّ‬ ‫بالصــورة ويتواصلــون معهــا أكثــر ّ‬
‫والتواصل‪،‬كمــا تعـ ّـد أســلوبا نشــطا ّ‬
‫وفعــاال مــن أســاليب‬ ‫التفكيــر ّ‬ ‫عليميــة وســيلة ّ‬
‫محفــزة علــى ّ‬ ‫الت ّ‬‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫حـ ّـل املشــكالت الــذي توظفــه املقاربــة بالكفــاءات مــن أجــل بنــاء التعلمــات‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليمية‪ -‬الكفاءة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الصورة ّ‬
‫االبتدائية‪.‬‬ ‫العربية‪ -‬املرحلة‬ ‫واصلية‪ -‬تعليم اللغة‬‫الت‬

‫‪175‬‬

You might also like