Professional Documents
Culture Documents
من ذ بداي ة البش رية حرص ت اجملتمع ات أن تق دم ألبنائه ا أك رب ق در ممكن من الرعاي ة واالهتم ام
لتضمن نفسها مكانا مرموقا والئقا يف ميادين التقدم املختلفة ،حيث أدركت هذه اجملتمعات أن هناك
عدد من أبنائها وبناهتا يتميزون عن غريهم يف تفكريهم وقيادهتم للمجتمع ،واعتربت اجملتمعات مثل
ه ؤالء األبن اء هم من يع ول عليهم يف النه وض بفك ر األم ة وبن اء هنض تها وتق دمها فهم ميثل ون ث روة
وطنية يف غاية األمهية ،ومن واجب اجملتمع االهتمام هبم ورعايتهم واستثمارهم حيت يسهموا يف تنمية
املستقبل واستمراره وهذه النخبة من أبناء اجملتمع ما يسمون باملوهوبني أو املبدعني ،كما يوجد يف
املقاب ل أبن اء وبن ات يع انون من البطء يف التعلم واخنف اض يف مع دل ال ذكاء ،وظه ور مش كالت يف
اكتساب بعض أنواع املهارات ،وألن النمو الطبيعي خيتلف من فرد آلخر جيب على املعلم أن يكون
على قدر عال من التمييز بني هؤالء الفئات ،واستخدام اسرتاتيجيات تعليميه حديثة تناسب كل فئة،
وفيما يلي تفصيال لذلك:
مفهوم الموهوبين:
عرف الغامدي ( )2018املوهوبني بأهنم" :أولئك الذين ميتلكون قدرات واستعدادات عالية
تؤهلهم إلجناز وأداء متميز ،وحيتاجون إىل برامج وخدمات تربوية متنوعة تتخطى ما تقدمه املدرسة
يف براجمه ا العادي ة ،وذل ك ملس اعدهتم على تط وير أنفس هم وجمتمعهم ويش مل ذل ك الطلب ة ال ذين
يتميزون يف إحدى القدرات اآلتية أو يف بعضها سواء بشكل إجناز ظاهر أو استعداد حمتمل :القدرة
العقلية العامة ،استعداد أكادميي خاص ،التفكري االبداعي ،القدرة القيادية"
وذكر أيضا رمضان ( )2020بأهنم "أولئك الطالب الذين يتم التعرف عليهم من قبل أشخاص
مؤهلني والذين لديهم قدرة على األداء الرفيع وحيتاجون إىل برامج تربوية مميزة وخدمات إضافية فوق
ما يقدمه الربنامج املدرسي العادي هبدف متكينهم حتقيق فائدة هلم وللمجتمع معا".
خصائص مناهج الموهوبين:
ـ جيب أن خيدم املنهج اخلاص باملوهوبني فلسفة التعليم يف الدولة وفلسفة الربنامج اخلاص باملوهوبني
ورؤيته.
ـ جيب أن ينبثق املنهج اخلاص باملوهوبني من حاجات اجملتمع الذي يعيش فيه الطلبة املوهوبون املراد
تعليمهم تعليماً خاصاً ،وبالتايل ال بد أن يرتبط املنهج حبياة الطالب والبيئة احمليطة به ويليب حاجات
التنمية.
ـ أن يراعي جماالت النمو والتطور (اجلسمي احلركي والعقلي املعريف والوجداين االجتماعي،
واألخالقي ،واللغوي).
ـ أن يُراعى يف املنهج اخلاص الفروق الفردية ،املتمثلة يف تنوع أمناط التعلم ،وتنوع أمناط التفكري ،
وتنوع االهتمامات.
وينبغي أن ميارس املعلم اسرتاتيجيات أو أساليب معينة لتنمية التفكري لدى الطلبة املوهبني ترتبط
ارتباطا وثيقا باألهداف املنشودة احملددة مسبقا ،ومن أمهها:
أن يكون املعلم قادرا على مواجه ة املتعلم املوهوب مبواقف ليس هلا هناي ة حمددة ،ألن ذلك
يزيد من فاعليته وحيافظ على شعوره باإلجناز.
الرب ط بني األفك ار والعناص ر املتباع دة ألن ذل ك يس اعد املتعلم املوه وب على استخالص ها
وتالحقه ا بني املعلوم ات للوص ول إىل إنت اج إب داعي أص يل وك ذلك الرب ط بني املعلوم ات
والنظريات وتطبيقاهتا العملية والربط بني العلوم واحلياة.
استخالص عناصر جديدة واستخدامها يف املواقف املختلفة حيث ينمي ذلك روح املبادرة
لدى الطلبة املوهوبني ويزيل ختوفهم من التفكري االبداعي وما يرتتب عليه من نقد العاجزين
عن العمل أو احلاقدين ويزيد من ثقتهم بأنفسهم( : .النبهان)2015،
اإلسراع
التجميع
أوال :اإلثــراء :ويقص د ب ه تزوي د الطف ل املوه وب – أي ا ك انت املرحل ة التعليمي ة -بن وع جدي د من
اخلربات التعليمي ة عن طري ق ت دعيم الربن امج :أي تق دمي من اهج إض افية للمتف وقني إىل ج انب املن اهج
العادية حبيث ينمي مواهب الطفل وقدراته وخاصة:
ثانيا :اإلسراع :ويقصد به السماح للتلميذ أن يدرس املواد الدراسية املتخصصة لصف معني يف فرتة
زمني ة أق ل من املعت اد ،أي الس ماح للطف ل املوه وب بااللتح اق مبرحل ة تعليمي ة م ا يف عم ر أق ل من
نظراءه العاديني أو اجتيازه ملرحلة تعليمية ما يف مدة زمنية اقل من اليت حيتاجها الطفل العادي.
مزايا االسراع:
ثالثا :التجميع :حيث يتم جتميع املوهوبني يف أماكن خاصة سواء مدارس أو صفوف خاصة هبم.
تسمح للتالميذ بالسري يف الدراسة بسرعتهم اخلاصة اليت تفوق اآلخرين.
جتنب التالميذ الصعوبات اليت حتدث نتيجة نقلهم من فرقتهم الدراسية إىل فرقة أعلى
( الدمهشي.)2007 ،
تعدد االسرتاتيجيات وتنوعت لتدريس املوهوبني وفيما يلي وصف بعضا منها:
يعد التعلم باالكتشاف أحد طرق التدريس اليت تنقل حمور االهتمام يف العملية التعليمية من املادة
الدراسية إىل املتعلم التلميذ ،فالتلميذ هو حمور العملية التعليمية وهدفها ،كما تركز هذه الطريقة على
املتعلم من حيث حص وله على املادة العلمي ة ،فيش ري برون ر إىل أن االكتش اف ه و عملي ة إجياد ش يء
جدي د مل يكن معروف ا من قب ل لإلنس ان والبش رية ،ولكن ه يش مل ك ل أش كال املعرف ة ال يت ميكن أن
حيصل عليها الفرد بذاته وباستخدام عقله.
ويعرف الطنطاوي( )65 ،2001الطريقة الكشفية بأهنا أسلوب ينقل مركز االهتمام يف العملية
التعليمية من املعلم إىل املتعلم ،وذلك بتهيئة الظروف جلعل التلميذ يكشف املعلومات بنفسه بدال من
أن حيص ل ج اهزة ،وه و يف ه ذا يرك ز على العملي ات العقلي ة والتج ريب واألس ئلة مفتوح ة اجلواب
املوجهة إىل التلميذ ،واليت يثريها املعلم لتوجيه التلميذ واستمرارية العملية العقلية التعليمية ،وبذلك يعد
التلميذ حمور النشاط يف والفعالية يف هذه الطريقة.
خصائص الطريقة الكشفية:
تنقل مركز االهتمام يف العملية التعليمية من املعلم إىل املتعلم ،وذلك بتهيئة الظروف الالزمة
جلعل التلميذ يكشف املعلومات بنفسه بدال من ان حيصل عليها جاهزة من الكتاب املدرسي،
أي أن هذه الطريقة هتدف إىل جعل املتعلم منتجا ال مستهلكا للمعرفة.
تؤكد هذه الطريقة على العمليات العقلية هدفا للعملية التعليمية بدال من جمرد املعرفة ،ومن
ه ذه العملي ات :املالحظ ة ،االس تنتاج ،الوص ف ،االف رتاض ،التص نيف ،القي اس ،التعلي ل،
التفسري ،التنبؤ ،املقارنة ،التنظيم.
تؤكد هذه الطريقة على املتعلم وعلى املادة التعليمية.
تؤكد هذه الطريقة على التجريب.
هتتم ه ذه الطريق ة باألس ئلة ذات اجلواب املتع دد وال يت ميكن أن ميكن تس ميتها باألس ئلة
املفتوح ة ب دال من األس ئلة ذات اجلواب املقي د ،وال يت ميكن أن نس ميها باألس ئلة احملددة أو
األسئلة املغلقة.
تنظ ر ه ذه الطريق ة إىل عملي ة الت دريس على أهنا عملي ة مس تمرة ال تنتهي مبج رد ت دريس
موضوع معني بل متثل نقطة الدراسات ومناقشات أخرى مرتبطة به.
لقد أورد برونر Jerom Brunerوهو من رواد حركة التدريس باستخدام املدخل الكشفي بعض
ال دواعي واملربرات ال يت يراه ا أس بابا مناس بة ومقنع ه الس تخدام الطريق ة الكش فية يف الت دريس هي:
(الطنطاوي.)2002،
الت دريس باس تخدام املدخل الكش في يزي د الق وة أو الكف اءة الذهني ة للف رد املتعلم كنتيج ة .1
الستخدامه وتدريبه على عمليات عقلية متعددة مثل :االستنتاج ،االف رتاض ،التنبؤ ،ضبط
املتغريات ،املقارنة ،التفسري.
التح ول من اجلزاء ال دافع اخلارجي إىل اجلزاء ال دافع ال داخلي ،وال ذي يك ون ل دى املتعلم .2
الش عور باإلجناز عن دما يق وم بتعلم ش يء م ا بطريقت ه ومعتم دا على نفس ه من خالل القي ام
بعملية االكتشاف.
تساعد هذه الطريقة املتعلم على تعلم أساليب وعمليات االكتشاف من خالل قيامه بعملية .3
االكتشاف.
االكتش اف يس اعد على حف ظ املعلوم ات بطريق ة يس هل اس رتجاعها فاألش ياء ال يت يس تدل .4
عليها الدارس بنفسه تكون أكثر بقاء يف الذاكرة من تلك األشياء اليت تعطى له جاهزة.
يتخذ التدريس باستخدام املدخل الكشفي من التلميذ مركزا وحمورا رئيسا مما يساعد املتعلم
على تعلم املادة العلمي ة وتعلم التوجي ه ال ذايت وحتم ل املس ؤولية يف التخطي ط ،واختاذ الق رار
والقدرة على التواصل االجتماعي الفعال.
التعلم باالكتشاف يزيد من مستوى التوقعات لدى الفرد املتعلم ،وبالتايل ينمي مفهوم الذات
لديه بطريقة صحيحة ،حيث يعترب مستوى التوقعات جزءا من مفهوم الفرد عن ذاته.
التعلم باالكتشاف ينمي املواهب ،عندما يتعلم التالميذ معا لبحث مشكلة ما فإهنم ميكن أن
يعملوا يف الوقت نفسه على تنمية العديد من املواهب األخرى كالتخطيط والتنظيم واملوهبة
االجتماعية والقدرة على االتصال والقدرة على االبتكار واملوهبة األكادميية.
التعلم باالكتشاف يتيح الوقت للتالميذ لتمثيل املعلومات وتعديلها ،وذلك من خالل قيامه
بعمليات مجع املعلومات وتصنيفها وثبوهتا وإعادة صياغتها إذا لزم األمر وحتليلها وتفسريها.
التعلم باالكتشاف يؤدي إىل تنمية القدرة على املشكالت لدى املتعلمني.
ذكر حسني ( )2003بعض املسلمات يف نظرية الذكاءات املتعددة وهي على النحو اآليت:
كل شخص ميتلك الذكاءات الثمانية كلها.
معظم الناس يستطيعون تنمية كل ذكاء إىل مستوى مناسب من الكفاية.
تعمل الذكاءات يف العادة بشكل مجاعي وطرق متعددة.
الذكاء متعدد وليس مفردا حبيث تعمل الذكاءات بشكل منفصل نسبيا.
فيما يلي وصف ألنواع الذكاءات الثمانية اليت حددها جاردنر هي:
الذكاء اللفظي اللغوي :يعين املقدرة على تناول ومعاجلة واستخدام بناء اللغة وأصواهتا سواء
كان ذلك شفويا أو حتريريا بفاعلية يف املهام املختلفة وفهم معانيها املعقدة.
ال ذكاء الرياض ي -املنطقي :يع ين ق درة الف رد على التفك ري التجري دي ،واالس تنباطي،
والتص وري ،واس تخدام األع داد بفاعلي ة ،وإدراك العالق ات واكتش اف األمناط املنطقي ة،
واألمناط العددية ،ويستطيع من خالهلا االستدالل اجليد.
ال ذكاء البص ري – املك اين :يع ين الق درة على إدراك الع امل البص ري املك اين بدق ة وفهم
واستيعاب.
ال ذكاء اجلس دي -احلركي :ق درة الف رد على اس تخدام قدرت ه العقلي ة مرتبط ة م ع حرك ات
جسمية ككل للتعبري عن األفكار واملشاعر.
الذكاء املوسيقي االيقاعي :القدرة على إدراك وإنتاج الصيغ املوسيقية املختلفة ،وهذا الذكاء
يظه ر ل دى األف راد ال ذين ميتلك ون حساس ية إىل درج ة الص وت وااليق اع وال وزن الش عري
واجلرس واللحن والنغمات بدرجاهتا املختلفة وفهم معانيها.
ال ذكاء االجتم اعي :يع ين الق درة على مالحظ ة األف راد اآلخ رين ،واكتش اف وفهم احلال ة
النفس ية واملزاجي ة لآلخ رين ودوافعهم ورغب اهتم ومقاص دهم ومش اعرهم والتم يز بينه ا
واالس تجابة هلا بطريق ة مناس بة ،ويتض من ه ذا ال ذكاء احلساس ية لتعب ريات الوج ه والص وت،
واالمياءات واملق درة على التمي يز بني تلميح ات اآلخ رين واالس تجابة هلا بفعالي ة وبطريق ة
مناسبة واقعية وعملية.
الذكاء الشخصي :قدرة الفرد على اإلدراك الصحيح لذاته والوعي مبشاعره الداخلية وقيمه
ومعتقدات ه وتفك ريه ودوافع ه وحتدي د نق اط الض عف لدي ه واس تخدام املعلوم ات املتاح ة يف
التصرف والتخطيط.
ال ذكاء الط بيعي :الق درة على متي يز وتص نيف األش ياء ال يت توج د يف الطبيع ة مث ل :النبات ات
واحليوانات والطيور واألمساك واحلشرات والصخور ،وحتديد أوجه الشبه واالختالف بينهما،
واستخدام هذه القدرة يف زيادة اإلنتاج ،وهذا الذكاء يتوقف على مالحظة مثل هذه النماذج
يف الطبيعة ( سليمان.)134 ،2015،
هي إج راءات وممارس ات تدريس ية متتابع ة ومتناس قة يس تخدمها املعلم م ع املتعلم يف الص ف
الدراسي ،وتقوم على أساس امتالك املتعلم أنواعا من الذكاءات وهي ( :الذكاء اللفظي ،الذكاء
الرياض ي ،ال ذكاء البص ري ،ال ذكاء اجلس دي ،ال ذكاء املوس يقي ،ال ذكاء االجتم اعي ،ال ذكاء
الشخصي ،الذكاء الطبيعي) (سليمان.)2015،
املناقش ات يف جمموع ات كب رية أو ص غرية ،لعب األدوار ،األلع اب ال يت تعتم د على الكلم ات الذكاء اللفظي اللغوي
واللغة ،القراءة الفردية واجلماعية ،العصف الذهين ،االحتفاظ مبذكرات يسجلون فيها كل ما
مير هبم ،احملاضرات واملناظرات ،توفري مادة مقروءة أو مسموعة.
العم ل اجلم اعي ال ذي يتطلب تص نيفا أو جتميع ا -األلع اب التعليمي ة ال يت تعتم د على املنط ق، الذكاء املنطقي الرياضي
توف ري أش ياء لالستكش اف والتفك ري فيه ا – ال رحالت ملت احف العل وم ،اس تخدام اجلداول
والرس ومات البياني ة -اخلرائ ط الذهني ة ،التج ارب العملي ة ال يت يزاوهلا بأنفس هم ،ح ل
املشكالت.
استخدام الوسائل التعليمية خاصة الرسوم والصور واخلرائط واالشكال البيانية ،األنشطة الفنية الذكاء البصري املكاين
بأنواعه ا من رس م وتص وير فوت وغرايف ،التمثي ل ال درامي اجلم اعي وتص ور الشخص يات،
املش روعات اجلماعي ة اإلنش ائية ،ت أليف القص ص من اخلي ال ،رس م خرائ ط ذهني ة لل دروس أو
تلخيصه يف الصور.
توفري مهمة تتيح فرصة لبناء أو عمل منوذج باملكعبات ،املشروعات اجلماعية ،لعب الدوار الذكاء اجلسدي احلركي
التمثي ل املس رحي ،التعلم بالعم ل واملمارس ة ،األنش طة احلركي ة والرياض ية ،اللمس والعم ل
اليدوي ،رحالت ميدانية ،ألعاب تنافسية وتعاونية ،أنشطة يدوية.
الغناء اجلماعي ،االشرتاك يف فرق العزف والغناء ،تنغيم الكلمات وفق إيقاع واضح ،حتويل الذكاء املوسيقي اإليقاعي
الدروس إىل أناشيد ،الغناء.
العمل يف اجملموعات ،املناقشات بأنواعها ،املشروعات اجلماعية يف املدرسة والبيئة احمليطة. الذكاء االجتماعي
حل املشكالت ،املش روعات الفردية ،األعمال واأللع اب الفردية اليت تتطلب تركيز ،منحهم الذكاء الشخصي
وقت ا للتفك ري ،دمج اجلدي د ال ذي يتعلمون ه باملع ارف واخلربات القدمية ،منحهم فرص ة ليكون وا
وجهة نظر خاصة.
األف راد يول دون حمبني للطبيع ة ،وك ل م ا حيت اجون إلي ه فرص ة الستكش اف الع امل عن طري ق الذكاء الطبيعي
حواسهم وذلك:
-منحهم الفرص ة للخ روج للطبيع ة ،والتفاع ل م ع عناص رها املختلف ة وتك وين ملحوظ ات
عنها وتوفري األدوات اليت تعينهم على االستكشاف.
-شجع الفرد ليسأل ويستكشف مثال :ماذا حيدث لو سقينا النبات؟ ماذا حيدث لو منعنا
الض وء عن ه؟ م ا هي التش اهبات واالختالف ات بني األش ياء كاحليوان ات والنبات ات وم ا
سبب التشابه واالختالف بينهم.
ثالثا :برنامج الكورت:
برن امج الك ورت لتعليم التفك ري يعت رب من ال ربامج العاملي ة احلديث ة ،وض عه ادوارد ديبون و س نة
1970م ،وكلمة cortفهي متثل احلروف األوىل لـ cognitive Research Trustمؤسسة
البحث املعريف ،وهو برنامج يعلم التفكري كمادة مستقلة ،بشكل مباشر وحيوي أدوات ومهارات يف
التفكري يدرب عليها املتعلم ليمارسها يف حياته اليومية ( املبيضني.)2011،59 ،
ولق د مت تص ميم برن امج الك ورت لتعليم املتعلمني جمموع ة من أدوات التفك ري ال يت ت تيح هلم
اإلفالت من أمناط التفكري املتعارف عليها ،وذلك لرؤية األشياء بشكل أوضح واوسع ولتطوير نظرة
إبداعية أكثر يف حل املشكالت ،وبتعليم هذا الربنامج يصبح الطلبة مفكرين متشعبني.
ك ورت :1جمال توس عة اإلدراك :يتم مس اعدة الطلب ة على توجي ه أفك ارهم بش كل ه ادف،
وذلك عن طريق توسيع مداركهم ،وهذه الوحدة هي القاعدة األساسية للدروس املستقبلية
وتشمل هذه الوحدة على :أسلوب معاجلة األفكار ،أسلوب العوامل ذات العالقة ،القوانني،
النتيج ة والعاقب ة ،األه داف ،التخطي ط ،األولوي ات اهلام ة ،الب دائل الق رارات ،آراء الن اس
اآلخرين.
ك ورت :2جمال التنظيم :وهتدف ه ذه الوح دة تعليم الطلب ة كيفي ة تنظيم أفك ارهم ،وتت ألف
هذه الوحدة عشرة دروس ،اخلمسة األوىل تساعد الطلبة على حتديد معامل املشكلة واخلمسة
األخ رية تعلم الطلب ة كيفي ة تط وير اس رتاتيجيات لوض ع احلل ول ،وتش مل على :التع رف
واإلدراك ،التحلي ل ،املقارن ة ،االختي ار ،البحث عن طريق ة أخ رى ،نقط ة الب دء ،التنظيم،
الرتكيز ،الدمج ،االستنتاج.
ك ورت :3جمال التفاع ل ه ذه الطريق ة تعت رب الطريق ة املثلى يف اس تمطار األفك ار وتولي دها ،
حيث األفكار املتفاعلة واملتالحقة ،تأيت بأفكار جديدة ختتلف عن األوىل ،وتساعد يف حلول
إبداعي ة ملش كلة ،ويتم فيه ا دراس ة م ا يلي :التحق ق من الط رفني ،الت دليل وأن واع األدل ة،
االختالف واالتفاق وانعدام العالقة ،أن تكون على صواب أو على اخلطأ ،احملصلة النهائية
(املخرجات).
كورت :4جمال اإلبداع :يتم تناول اإلبداع كجزء من عملية التفكري وبالتايل ميكن تعليمه
للطلبة وتدريهم عليه ،واهلدف األساسي منه التدريب على اهلروب الواعي من حصر األفكار
وبالت ايل انت اج أفك ار جدي دة ،ويتم دراس ة م ا يلي :نعم وال واب داعي احلج ر املت دحرج،
املداخالت العشوائية ،حتدي املفهوم أو الفكرة ،الفكرة الرئيسة أو السائدة تعريف املشكلة،
إزالة االخطار الربط املتطلبات التقييم.
ك ورت :5جمال املعلوم ات والعواط ف يتعلم الطلب ة من ه ذه الوح دة كيفي ة مجع وتق دمي
املعلوم ات بش كل فاع ل ،كم ا يتعلم ون كيفي ة التع رف على الط رق ال يت جتع ل مش اعرهم
وقيمهم وعواطفهم مؤثرة على عمليات بناء املعلومات وتتألف الوحدة من املعلومات مفاتيح
األلغ از املتناقض ات التخمني ،املعتق دات األفك ار الراس خة ،االنفع االت والعواط ف القيم
التوضيح والتبسيط.
كورت :6السلوك -األداء العمل ختتص الوحدات اخلمسة األوىل من الكورت بدءا باختيار
اهلدف وانتهاء بتشكيل اخلطة لتنفيذ احلل ،وهذه الوحدة تتألف من الدروس التالية :اهلدف
التوس ع العق د واالتفاقي ة مراجع ة ال دروس الثالث ة األوىل اهلدف والتوس ع والعق د ،اهلدف،
املداخالت احللول االختيار ،التنفيذ (.املبيضني.)2011 ،
العصف الذهين اسرتاتيجية أمسها أسبورن ( )Osbornعام 1938يف تنمية التفكري اإلبداعي،
وتعدد مسميات هذه االس رتاتيجية فمنها القصف الذهين ،املفاكرة ،إمطار الدماغ ،توليد األفكار،
عصر الذهن ،إال أن مصطلح العصف الذهين بعد أكثر استخداماً وشيوعاً ،حيث أنه أقرهبا للمعىن؛
فالعق ل يعص ف باملش كلة ويفحص ها وميحص ها هبدف التوص ل إىل احلل ول اإلبداعي ة املناس بة هلا
(الطنطاوي)50، 2001 ،
هي اسرتاتيجية تعليمية تضع املتعلمني يف موقف معني غري مألوف لديهم ،مث يطلب منهم توليد
أكرب عدد من ممكن من األفكار اجلديدة وبشكل تلقائي ،ويف فرتة زمنية قصرية ،يتم جتميعها ونقدها
وتقييمها وصوالً إىل احلل املناسب للمشكلة موضوع الدراسة( .سليمان.)106 ،2015 ،
يعتمد استخدام العصف الذهين على مبدأين أساسني مها( :النبهان)242-240 ،2015 ،
توليد األفكار الالزمة لكل مشكلة دون التعرض لنقدها يف البداية.
إن الكم من األفكار يولد الكيف منها على أن يراعي اتباع ما يلي:
ـ تشجيع الطلبة على طرح العديد من األفكار مهما كانت غريبة أو شاذة فكلما زادت غرابة األفكار
زاد درجة أصالتها ما دامت متصلة باملشكلة.
ـ تنمية قدرات املتعلم على الربط بني األفكار وتالحقها ،مما يؤدي إىل حتسينها وتطويرها الستنتاج
ـ تنمية روح املنافسة الشريفة بني الطلبة سواء بعضهم البعض أو بينهم وبني معلمهم.
مراحل تطبيق استراتيجية العصف الذهني
تتم عملية العصف الذهني وفقاًـ لثالث مراحل وهي (سليمان)107 ،2015 ،
مرحل ة حتدي د املش كلة يتم تقس يم املتعلمني إىل جمموع ات تتك ون من ( )6-4متعلمني
جيلسون على شكل دائرة مثالً ،مث بعد ذلك يتم طرح املشكلة موضوع النقاش
مرحلة توليد األفكار :يقوم املتعلمون بطرح حلول للمش كلة أو األفكار املتعلقة مبوضوع
النقاش ،وعندما تبدأ األفكار تتناقص يقوم املعلم بطرح فكرة مساعدة لطرح أفكار جديدة
أو بناء أفكار على أفكار سابقة.
مرحل ة تق ييم األفك ار :بع د انقض اء زمن اجللس ة ومجع األفك ار يق وم املعلم واملتعلم ون بنق د
األفكار وتصنيفها يف ثالث مستويات هي ( :أفكار جديدة ومرتبطة بدرجة كبرية مبوضوع
النقاش أو حتتاج تطويرا أو أفكار غري مرتبطة باملشكلة أو موضوع النقاش.
تع د ه ذه االس رتاتيجية إح دى االس رتاتيجيات املماثل ة خلط وات ح ل املش كلة م ع التأكي د على
اجلانب اإلبداعي يف احلل ،وتعرف بأهنا عملية تفكري مركبة تتضمن استخدام معظم مهارات التفكري
اإلب داعي ،والتفك ري الناق د وف ق خط وات منطقي ة متعاقبة ،ومنهجي ة حمددة؛ هبدف التوص ل إىل أفض ل
احلل ول للخ روج من م أزق أو وض ع مقل ق باجتاه ه دف مطل وب أو مرغ وب" (ج روان،2009 ،
)237
وختتلف اسرتاتيجية احلل اإلبداعي املشكالت عن طريقة حل املشكالت يف أهنا حتتاج إىل درجة
عالية من احلساسية لدى املتعلم أو من يتعامل مع املشكلة يف حتديدها وحتديد أبعادها ،كما حتتاج إىل
درج ة عالي ة من اس تنباط العالق ات ،كم ا أن الن اتج (احلل) خيتل ف حيث أن املتعلم يعطي ناجتاً يتم يز
بأنه أصيل جديد وغري شائع ميكن تنفيذه وحتقيقه (الطنطاوي)60 ،2001 ،
تتضمن اسرتاتيجية احلل اإلبداعي للمشكالت ثالث مكونات وهي( :قطامي)2010 ،
يرتك ز االهتم ام يف ه ذا املك ون على حتس ني فهم املش كلة أو املوق ف ويش مل على ثالث مراح ل
أساسيه :املنطقة الضبابية ما يصل إىل الفرد يف هذه املرحلة وهي البحث عن مشكلة ضبابية ويقرتح
الفرد صياغات عامة متعددة للمشكلة ولكنها غري حمددة.
ـ البحث عن البيان ات يف ه ذه املرحلة تتض ح رؤية الف رد للمج ال احمليط بالفرد واألف راد ذوو العالقة
باملشكلة والنتائج اليت يريد حتقيقها واهلدف هنا هو احلصول على أكرب قدر من املعلومات والبيانات
لتوضيح الفوضى حىت ميكن حتديد املشكلة.
ـ حتدي املش كلة من خالل املراح ل الس ابقة ،ميكن حتدي املش كلة وص ياغتها عن طري ق الرتك يز على
أسئلة حمددة فاملشكلة احملددة حتديداً واضحاً ،تتيح الفرصة لتكوين العديد من البدائل املتنوعة اجليدة.
خيتص ه ذا املك ون ب الرتكيز على التفك ري التباع دي للتوص ل إىل أفك ار متع ددة ومتنوع ة وغ ري
تقليدية وتستخدم قدرات اإلبداع يف هذا اجلانب وهي (الطالقة -املرونة األصالة -التفاصيل) وليس
بالضرورة تناوهلا كلها ،فأحيان اً يتطلب املوقف أو املشكلة موضع االهتمام الرتكيز على بعضها دون
اآلخر.
يبدأ الفرد يف مرحلة التخطيط للتنفيذ عندما تتوفر لديه بدائل متعددة ،وهنا يكون الفرد يف حاجة
إىل أن يتخ ذ ق راراً وأن يض ع خط ة للحص ول على تأيي د هلذا الق رار عن د التنفي ذ ،ويض م مرحل تني:
التوصل للحلول ،وقبول هذه احللول
دور المعلم والمتعلم في الحل اإلبداعي للمشكالت( :حسين وآخرون.)2019 ،
وترج ع األص ول النظري ة للتعلم املنظم ذاتي اً إىل ع دد من النظري ات املرتبط ة ب التعلم ،وهي النظري ة
الس لوكية ،ونظري ة التط ور املع ريف والنظري ة املعرفي ة االجتماعي ة ونظري ة معاجلة املعلوم ات والنظري ة
الظاهراتية (احلسينان)۳۳ ،۲۰۱۷ ،
يعرف بينرتيش ( )٤٥٣ ،٢٠٠٠التعلم املنظم ذاتي اً على أنه "عملية هادفة ونشطة ،حيث يضع
املتعلم ون أه دافهم التعليمي ة ،مث حياولون املراقب ة والتنظيم والتحكم يف خصائص هم املعرفي ة والدافعي ة
والسلوكية وتوجههم ،وتقيد أهدافهم وخصائص السياق يف البيئة التعليمية".
فيما يعرفه زميرمان ( )۲۰۰۸،١٦٦التعلم املنظم ذاتي اً بأنه عمليات التوجيه الذاتية واالعتقادات
الذاتي ة ال يت تعم ل على حتوي ل ق درات املتعلم العقلي ة إىل مه ارة أداء اكادميي ة ،وه و ش كل من أن واع
النش اط املتك رر ال ذي يق وم ب ه املتعلمني الكتساب مه ارة أكادميي ة ،مث ل وض ع األه داف واس تعراض
واختيار االسرتاتيجيات واملراقبة الذاتية الفعالة على العكس من أنواع النشاطات اليت حتدث ألسباب
غري شعورية.
ويع رف احلس ينان ( )۲۲( ۲۰۱۷التعلم املنظم ذاتي اً بأن ه عملي ة ذهني ة نش طة ترتب ط بعملي ات
معرفية وما وراء معرفية ،ويعتمد املتعلم فيها على استخدام االسرتاتيجيات املختلفة من أجل حتسني
وتطوير تعلمه باعتباره حمور العملية التعليمية.
بينما يعرفه حممد ( )٤٨ ، ۲۰۱۸على أنه جمموعة من العمليات اليت يقوم خالهلا املتعلم بتخطيط
تعلم ه ،وتوجه ه ومراقبت ه وتقوميه ،وض بط العوام ل الشخص ية والبيئي ة والس لوكية املؤثرة يف تعلمه من
أجل حتقيق أهدافه.
ومما س بق جند أن التعلم املنظم ذاتي ا ه و عملي ة ذهني ة هادف ة تس اعد املتعلم على التحكم يف ك ل
عمليات التعلم اخلاصة به ،ويعتمد املتعلم فيها على استخدام االسرتاتيجيات املختلفة.
أهمية التعلم المنظم ذاتياً:
يعترب التعلم املنظم ذاتياً أحد احللول الرتبوية يف تعلم الطالب يف العصر احلديث ،ويشري احلسينان (
)۲۵-۲۸ ،۲۰۱۷إىل أمهيته من خالل ما يلي:
أن التق دم التكنول وجي والتق ين اهلائ ل ال ذي يش هده العص ر احلايل يتطلب الس عي إىل تق دمي أفض ل
الطرق وأساليب ونظم التعليم احلديث ،ومنها ما يستند على نظريات حديثة مثل التعلم املنظم ذاتيا؛
حيث يس اعد على تنش يط املتعلمني عقلي اً أثن اء التعلم أك ثر من جمرد ك وهنم مس تقبلني س لبيني
للمعلومات وأهنم يبذلون درجة عالية من الضبط لتحقيق أهدافهم.
تعترب مهارات التعلم مدى احلياة من املهارات األساسية اليت بدأت تركز عليها اجملتمعات املتقدمة؛
لذلك تؤكد اجملتمعات على أي فكرة تدعم تلك املهارات األساسية ،وتكمن أمهية التعلم املنظم ذاتياً
يف وظيفته الفعالة واألساسية يف جمال الرتبية واليت تعزى إىل كونه يساعد على تنمية مهارات التعلم
مدى احلياة والذي يعد من أهم األهداف الرتبوية واليت نادت هبا منظمة اليونسكو عندما طورت
مفهوم التعلم
جودة التعلم:
يع د التعلم املنظم ذاتي اً أح د احلل ول املناس بة لتحقي ق ج ودة التعلم املنش ود ،إذ أن آلي ات التعلم
املنظم ذاتي اً تس اعد املتعلمني على التم يز ال دقيق بني املادة ال يت مت تعلمه ا بش كل جي د واملادة ال يت مت
تعلمها بشكل أقل جودة وبالتايل فاملتعلمني سوف ينظمون دراستهم بشكل أكثر فاعلية ،واليت سوف
تنعكس على كافة أنشطة العمل املدرسي وعلى اجناز أنشطة ومهام حياهتم بصفة عامة ،وتكمن أمهيته
أيضا يف أنه يعرب عن القدرة على التخطيط والتوجيه وانتقاء أنشطة جتهيز املعلومات ويشجع املتعلمني
للحص ول على املس ؤولية األولي ة للتحكم يف دراس تهم أك ثر من اعتم ادهم على املعلم ،ك ذلك ينش ط
عملية التعلم ويسهم يف بناء معلومات ما وراء معرفية واملعتقدات حول املعرفة ،والبحث الذايت عنها،
ومواصلة القراءة والدراسة.
هناك ثالث مكونات للتعلم املنظم ذاتيا ميارسها الطالب الفاعلون يف أثناء عمليات التعلم اخلاصة
هبم ،فيكون ون أك ثر وعي ا بالعالق ات الوظيفي ة بني أمناط أفك ارهم وأفع اهلم واملخرج ات البيئي ة
االجتماعية ،وهذه املكونات هي( :الردادي)۳۱-۲۹ ،۲۰۱۹ ،
املك ون املع ريف :للمعرف ة دور كب ري يف عملي ة التعلم املنظم ذاتي ا ،وهي تش ري إىل اخلط وات
املتضمنة يف حماولة الفرد معرفة العامل من حوله ،حيث يفرتض املكون املعريف توفر بنية معرفية
مستقرة لدى الفرد ،تساعده يف عمليات التجهيز واملعاجلة.
املك ون م ا وراء املع ريف بع د ه ذا املك ون األساس ي إذ ان التط بيق الص حيح للمعرف ة يعتم د
بشكل كبري على كفاءة املتعلم يف استخدام مهارات ما وراء املعرفة ،ويشري هذا املكون إىل
وعي الفرد بالعمليات اليت ميارسها يف مواقف التعلم املختلفة ،كما يشري إىل عمليات التفكري
املعقدة اليت حتدث أثناء العمليات املعرفية واليت تساعد يف التحكم يف بنيته املعرفية.
املك ون ال دافعي :تع د الدافعي ة من أهم العوام ل ال يت تس اعد على حتص يل املعرف ة والفهم
واملهارات ،كما تعد الدافعية إلجناز عامالً مهماً يف توجيه سلوك الفرد وتنشيطه ،ويف إدراكه
للموق ف ،كم ا تع د مكون اً أساس يا يف س عي الف رد جتاه حتقي ق ذات ه وتوكي دها ،حيث يش عر
بتحقيق ذاته من خالل ما ينجزه الفرد وفيما حيققه من أهداف فالدافعية عنصر الزم حلدوث
التعلم الذات ،وتلعب دور يف التغلب على املشكالت ،وتنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى
املتعلمني ورفع مستوى التحصيل واستخدام اسرتاتيجيات التعلم الفعال.
ختتلف مراحل التعلم املنظم ذاتياً تبعاً الختالف املداخل اليت تناولته ،وعلى الرغم من االختالفات
يف تفاصيل املراحل إال اهنا تتفق مجيعاً يف املفهوم واهلدف من املرحلة وفيما يلي توضيح هلذه املراحل:
(الردادي)۳۳ ،۲۰۱۹ ،
مرحلة التفكري والتخطيط (التجهيز) مرحلة التخطيط ووضع األهداف ،حيث تتضمن وضع
األه داف املراد حتقيقه ا من عملي ة التعلم والتخطي ط اجلي د لل وقت واجله د املطل وب لعملي ة
التعلم.
مرحل ة األداء :ويف ه ذه املرحل ة يتم الض بط ال ذايت واملالحظ ة الس لوكية كعناص ر أساس ية يف
مرحلة األداء ،مث يقوم املتعلم بتنفيذ االسرتاتيجيات اليت مت اختيارها يف مرحلة التفكري.
مرحلة الضبط والتنظيم وتشري هذه املرحلة إىل حماولة تنظيم املتعلم للجوانب املعرفية والدافعية
والسلوك والبيئة من أجل حتقيق األهداف اليت مت حتديدها يف مرحلة التفكري والتخطيط.
مرحل ة التق ومي ال ذايت :وتس تخدم يف ه ذه املرحل ة التغذي ة الراجع ة وال يت تتض من التقييم ات
الذاتي ة وإلص دار األحك ام على م ا مت تعلم ه ،ومقارن ة أداء املهم ة ببعض املع ايري أو األه داف
اليت مت وضعها لعمية التعلم ،وقد يبحث املتعلم يف هذه املرحلة عن أسباب األخطاء اليت وقع
فيها.
حتت إشراف معلمه ،حيث يقوم برتمجة ما تعلمه نظريا إىل واقع عملي ملموس يشجعه على العمل
واالنتاج ويزيد من دافعيته الكتساب املعرفة (رزوقي وجنم.)2016،
يعد التعليم القائم على املشروعات طريقة تعليمية مميزة تعتمد على نظريات التعلم احلديثة،.
ويق وم باس تخدامها بش كل فع ال حيث ينتق ل املتعلم من مرحل ة املعرف ة إىل الفهم مث التط بيق
حىت يصل إىل مرحلة االبداع واالبتكار مما يعزز تعلمه وينمي قدراته ومهاراته العقلية العليا
وه ذا س يجعله ب إذن اهلل ق ادرا على التواف ق م ع متطلب ات احلي اة يف الق رن الواح د والعش رون
بكفاءة (.زعفراين)2015 ،
يعترب التعليم القائم على املشاريع بديال للتلقني واالستظهار ،فهو يكسب املتعلمني عمق أكرب
إلدراك املفاهيم ،وقاعدة معرفية أوسع ،وحيسن ويعزز مهارات االتصال واملهارات الشخصية
واالجتماعي ة ،وي تيح فرص ة التن افس الش ريف بني اجملموع ات املتكافئ ة ال يت تتض من كاف ة
املستويات الذكائية ( املرتفع -املتوسط -الضعيف) وكذلك يصبح الطالب أكثر اندماجا
يف التعلم ( .حايك.)2013 ،
يشكل املتعلم حمور العملية الرتبوية فهو الذي خيتار املشروع وينفذه حتت إشراف املعلم
تعمل هذه الطريقة على إعداد املتعلم وهتيئته للحياة خارج أسوار املدرسة.
تنمي لدى املتعلمني مهارات التفكري العليا ومنها مهارة حل املشكالت.
تعزز الثقة بالنفس وتشجع املتعلمني لكي يتحملوا مسؤولية تعلمهم
ال يقتص ر املتعلم ون على التغذي ة الراجع ة للمعلوم ات امللقن ة ب ل يس تعملون فعلي ا م ا يعرفون ه
العجز عن تغطية كل عناصر املنهج الدراسي وذلك ألن املشروع يستغرق وقتا.
املعرفة غري مرتابطة قد يتعلم املتعلم جانب معريف بشكل معمق وال يعرف شيء يف جانب
آخر.
متي ل طريق ة املش روع إىل املغ االة واالهتم ام الش ديدين يف مراع اة مي ول واهتمام ات املتعلمني
احلاجة إىل إمكانات تتعلق باملعلم املؤهل القادر على التخطيط للمشروع.
التخطيط اجليد للفعاليات اليت تساعد على حتقيق هذه احلاجات وحسن تنفيذها.
هتيئة البيئة التعليمية اجلاذبة واحملفزة لدوافع التعلم لدى املتعلمني.
توفري بيئة تعليمية مناسبة واليت تناسب تصميم مشروع متكامل وهادف.
إعطاء فرصة للمتعلمني إلبراز وجهة نظرهم أثناء تقييم املشروع .
دور المتعلم:
القدرة على البحث على املصادر املطلوبة للرجوع إليها وقت احلاجة.
عرف اللقاين واجلمل ( 1999م ،ص )87اسرتاتيجية التعلم التعاوين بأهنا "اسرتاتيجية تعلم قائمة
على أس اس املش اركة الفعال ة والنش طة للطالب يف عملي ة التعلم يق وم على تقس يمهم إىل جمموع ات
داخ ل الص ف وإعط اء الفرص ة هلم لتحم ل املس ؤولية عن د دراس ة موض وع م ا ،ويتم حتت إش راف
املعلم وتوجيهه ،وتت اح فيه الفرص ة للمناقش ة واحلوار وإب داء ال رأي بني املعلم والطالب وبني الطالب
بعضهم البعض "
لكي يكون التعلم تعاونياً وناجحاً ال بد أن تتوفر فيه مخسة عناصر وهي :
االعتماد املتبادل اإلجيايب :إن االعتماد املتبادل اإلجيايب بني طالب جمموعة التعلم التعاوين هو
شعور كل فرد بأنه حباجة إىل زمالئه وإدراكه أن جناحه أو فشله يعتمد على جهود زمالئه
يف اجملموعة فإمنا أن ينجحوا أو يفشلوا سوياً ،وأن وضع هدف مشرتك للمجموعة يبين
لديهم الشعور بأن مجيعهم سوف يتعلمون مجيعاً ،إضافة إىل املكافآت املشرتكة اليت تزيد من
بناء الشعور باالعتماد املتبادل .ويعد توزيع األدوار فيما بينهم جانباً مهماً يف تطوير االعتماد
املتبادل اإلجيايب ويوفر بيئة تسمح مبساعدة الطالب بعضهم بعض على التعلم والتفكري.
تقع على كل فرد من أفراد اجملموعة مسئولية اإلسهام بنصيبه من العمل والتفاعل مع بقية زمالئه
بإجيابية وعدم التطفل عليهم أما .اجملموعة ككل فعليها استيعاب وحتقيق أهدافها وقياس مدى جناحها
من حتقيق األهداف وتقيم جهود كل فرد من أعضائها ؛ وذلك إظهار املسئولية الفردية ومن مث إعادة
النتائج للمجموعة ،ولكي يتحقق اهلدف من التعلم التعاوين على أعضاء اجملموعة جيب تقدمي
املساعدة ملن حيتاجها منهم حىت يتم تعلم الطالب معاً لكي يتمكنوا من تقدمي أداء أفضل يف
املستقبل .
يتم تعزيز التفاعل بني اجملموعة من خالل تقدمي املساعدة من زميل لزميل آخر يف نفس اجملموعة
باستخدام مصادر التعلم والتشجيع والدعم لتحقيق ما حيدث بني أفراد اجملموعة من مناقشات وتبادل
الشرح والتوضيح والتلخيص الشفوي ،ويعترب تعزيز التفاعل بني أفراد اجملموعة وسيلة لتحقيق أهداف
هامة مثل( :التطوير ،التفاعل اللفظي ،وكذلك تطوير التفاعالت بني الطالب واليت تؤثر إجيابياً على
املردود الرتبوي .
ـ أن ميتلك الطالب خربات سابقة ذات صلة مبوضوع الدرس حىت يتمكنوا من دراسته ذاتي اً وحياولوا
إجياد نقاط أساسية للبدء منه .
-3توزي ع امله ام على اجملموع ات :ميكن توزي ع نفس املهم ة لك ل جمموع ة كم ا ميكن توزي ع مه ام
متباينة وذلك يعتمد على عوامل عديدة مثل :هدف الدرس وطبيعته والوقت املخصص للنشاط وفيما
إذا كان العمل يتم داخل الفصل أو خارجه ويشرتط يف إعداد املهام ما يلي -:
-5تعرض كل جمموعة أعماهلا وميكن أن يكون العرض بإحدى الوسائل التالية :
-6يقيم املعلم أعم ال اجملموع ات كوح دة واح دة ،وحتص ل اجملموع ة على تق ييم مش رتك فأعض اء
اجملموعة ليسوا متنافسني بل يدعمون بعضهم ويعملون معاً للحصول على إجناز وتقييم أفضل وقد مييز
املعلم بني أفراد اجملموعة إذا وجد ما يربر ذلك .
تاسعا :االستقصاء:
عرف قطيط ( )2011التعلم املبين على االستقصاء بأنه إحدى الطرائق اليت تتطلب وضع الطالب
أمام موقف حمري ،ويطلب منه تأمله وحتليله ،مع وضع الفرضيات وجتريبها للوصول يف النهاية إىل
حلول عملية للمشكالت ،ومن مث تعميم هذه احللول يف مواقف جديدة.
وعرف أيضا عطااهلل ( )2010االستقصاء بأنه توصل املتعلم إىل استنتاجات جديدة من خالل
السؤال واجلواب والنقاش اليت يثريها املعلم حول صورة يعرضها أو جدول وأما املتعلم جيهل ما يطلب
منه.
االستقص اء املوج ه :ي رى بعض ال رتبويني أن ه ذا الن وع من االستقص اء أك ثر فاعلي ة من
االستقص اء احلر ،ويناس ب التعليم من خالل بعض املن اهج الدراس ية احملددة ،وم ع املراح ل
العملي ة الص غرية ،كم ا ي رى بعض املش رفني على التعليم أن ه ميكن اس تخدامه م ع املعلمني
التقليدين ملساعدهتم يف تغيري طرائق تدريسهم واالنتقال من األساليب التقليدية إىل أساليب
تعتم د على املتعلم ،فل ذلك ميكن اعتب ار ه ذا الن وع من االستقص اء ه و مرحل ة وس طية بني
احلداث ة والتقليدي ة يف الت دريس ،حيث يق وم املتعلم حتت إش راف املعلم وتوجيه ه ،أو ض من
خط ة حبثي ة ُأع دَّت مس بقاً يف البحث والوص ول إىل النت ائج .فيق وم املعلم بوض ع املتعلم يف
زوده بتعليم ات تكفي لض مان حص وله على اخلربة
مواق ف مل يعت دها ومل خيربه ا من قبل وي ّ
الكتشاف املفاهيم واملبادئ العلمية.
وج ه) على قي ام
االستقص اء الع ادل (ش به املوج ه) :يق وم منوذج االستقص اء الع ادل (ش به املُ ّ
املعلم بتقدمي املشكلة للمتعلمني ومعها بعض التوجيهات العامة حبيث ال يقيدهم وال حيرمهم
من فرص ة النش اط العملي والعقلي ،ويف ه ذا الن وع من االستقص اء يبحث املتعلم ون يف
املص ادر عن احلل ،ولكن املعلم ه و ال ذي ي وفر األس ئلة .ويتطلب ه ذا النم وذج العدي د من
مه ارات الت دريس ال يت ينبغي توافره ا ل دى املعلم مث ل :مه ارات إدارة التعلم التع اوين،
ومه ارات املناقش ة ذات املس تويات العلي ا ،ومه ارة إدارة ال وقت ،ومه ارات تنظيم وإدارة
حجرة الصف ،باإلضافة إىل أنه جيب أن يكون لدى املعلم حصيلة جيدة من احملتوى املعريف .
االستقص اء احلر :ولع ل ه ذا الن وع من االستقص اء يُع د أرقى أن واع االستقص اء حيث يق وم
املتعلم باختي ار الطريق ة واألس ئلة واملواد واألدوات الالزم ة للوص ول إىل ح ل ملا يواجه ه من
مش كالت ،أو فهم م ا حيدث حول ه من ظ واهر وأح داث ،ويك ون فيه ا املتعلم ق ادراً على
اس تخدام العملي ات العقلي ة العلي ا من حتلي ل وت ركيب ونق د وابتك ار متكن ه من وض ع
االسرتاتيجية املناسبة للوصول إىل املعرفة ،فهو بذلك يقرتب كثريا من سلوك العامل احلقيقي،
قادرا على تنظيم املعلومات وتصنيفها ،ومالحظة العالقات املتشابكة بينها ،واختيار
ويكون ً
أيض ا
م ا يناس به منه ا وتقوميه ا (علي .)2002 ،ويتض ح مما س بق أن ه ذه املس تويات قائم ة ً
على أدوار املتعلم يف النشاط االستقصائي متدرجة من األسهل إىل األصعب ،وبنفس الطريقة
ص نفها الب احث كولب رين( ،)Colburn, 2000ولكن أض افت إليه ا املس توى الراب ع
وأطلقت عليه تسمية دورة التعلم ،وفيها حياول املتعلم التعرف على مفهوم جديد من خالل
إعادة تطبيقات ملفاهيم سابقة يف مواقف جديدة ،وهناك من قسمهم إىل مستويني فقط ومها:
وجه ،واالستقصاء غري املوجه( .املالكي.)2021 ،
االستقصاء املُ ّ
ثانيا :االستراتيجيات التعليمية الحديثة للطلبة بطيء التعلم:
مصطلح بطء التعلم مصطلح لو دققت النظر فيه لوجدته يشري إىل متغري الزمن يف التعلم ،مبعىن ان
تسمية هذه الفئة هبذا االسم إمنا جاء نتاجا ملعدل اكتساهبم للمعارف واملعلومات واملهارات الدراسية،
وهلذا ال عجب أن جتد أن ال رتاث اخلاص واألدبي ات اخلاص ة هبذه الفئ ة تش ري إىل أهنم يس تغرقون زمن ا
يق در بض عف ال زمن ال ذي يس تغرقه الطف ل الع ادي لتعلم واكتس اب املع ارف واملعلوم ات وامله ارات
الدراسية.
يس تفيدون من التعليم الق ائم على اس تخدام امله ارات اليدوي ة أك ثر من اس تفادهتم من التعليم
القائم على املعلومات اللفظية ،مما يعين أنه ميكن حتقيق عائد تعليمي أفضل إذا ما مت حتويل
املادة الدراسية إىل بنية وتكوين وتنظيم تقوم يف تعلمها وتعليمها على البناء والتكوين املادي
والعي ين واحلس ي ،وهنال ك جتد أن األطف ال من ه ذه الفئ ة حيقق ون مس توى مناس بًا من التعلم
والتعليم واكتساب املهارات األكادميية واملعلومات واملعارف الدراسية.
ليس من الس هل التعرف عليهم يف الفص ل ألهنم يتش اهبون من الناحية السلوكية م ع أق راهنم
العاديني ،خاصة يف املهارات االجتماعية والتفاعل داخل الفصل (.سليمان.)2015 ،
ضعف يف العمليات املعرفية.
ضعف الذاكرة.
ض عف الرتك يز واالهتم ام ،وإذا ك ان هن اك اهتم ام أو ترك يز يك ون قص ري ج دا وخصوص ا
التعليم اللفظي الذي يقدمه املعلم ،وليدركوا الدروس بشكل أفضل حيتاجون تكرار الدروس
وأن تكون قصرية.
عدم القدرة عن التعبري عن األفكار ،بالرغم من أن مهارة القراءة والكتابة مهمة إال أهنا فرعية
بالنسبة لتعلم األطفال استقبال وفهم ما يقال هلم ،والتعبري عن انفسهم ،وترتبط هذه املشكلة
بضعف اجلانب العاطفي واالنفعايل ومبشكالت سلوكية مثل :الرتدد ،ومييلون إىل االمياءات
بدال من الكلمات بسبب ضعفهم يف الرتكيز وبالتايل تذكر التعليمات واالرشادات( حمظى،
.)2018
تعدد االسرتاتيجيات وتنوعت لتدريس بطيئني التعلم وفيما يلي وصف بعضا منها:
تأيت اسرتاتيجية تعليم األقران لتحقق التوافق الذي ينشده الطفل بطيء التعلم ،ألهنا توفر تعليما
ناجحا يعتمد على التفاعل اإلجيايب لألطفال مع أقراهنم العاديني فيجيبون بسرعه ويقلدون أقراهنم من
خالل املالحظة ،كما تساعد االسرتاتيجية على توفري جو الطمأنينة وعدم الرهبة ،فالتفاعل مع طفل
آخ ر ي وفر الفرص ة للمناقش ة والتس اؤل والتغذي ة الراجع ة املباش رة ،وي ؤدي لنم و العدي د من امله ارات
اللغوية واالجتماعية إىل جانب تطوير أمناط التفاعل بني كال الطرفني (.حواس)2013 ،
إن التدريس لألقران جيعل القرين املعلم على درجة كبرية من املرونة حبيث يستطيع االستمرار
يف التعليم ،فيكتب املع ارف وامله ارات املختلف ة ال يت حيتاجه ا يف ممارس ته ،لعملي ة الت دريس،
فالتالميذ ال يريدون معلما يعرف إجابة عن كل اسئلتهم بقدر حاجتهم إىل معلم صادق يف
التفاعل معهم ،وأن يراعي الفروق الفردية بينهم ويتقبل كل أشكال النقد البناء.
عن دما ي تيح املعلم لألق ران الفرص ة لكي يعلم بعض هم بعض ا حيق ق كث ريا من النت ائج االجيابي ة
املرغوبة فذلك يتيح له أوال فرصة تغيري الدور التقليدي للمعلم كمسيطر يف العملية التعليمية،
األمر الذي يقلل من التوتر الذي ينشأ لدى التالميذ حنوه باعتباره مصدر السلطة ،وكذلك
يعين تدريس األق ران للمعلم كث ري من األعم ال اليت ت تيح له وقت ا كافي ا ألداء دوره االنس اين
الذي يتمثل يف إظهار االهتمام باملتعلمني كأفراد وحثهم على بذل اجلهد والعمل ومساعدهتم
على مواجهة الصعوبات اليت تقابلهم والتغلب على ما يعرتضهم من عقبات.
يفيد تدريس األقران يف حتقيق مبدأ االعتماد االجيايب املتبادل ،فكل فرد يف مجاعات األقران
مسؤول عن عمله كفرد وأيضا مسؤول عن عمل غريه يف اجملموعة ،وذلك ألن كل فرد يؤثر
على اآلخ ر من حيث تش كيل وتعزي ز وتعمي ق أفك ار اآلخ رين وهي ن وع من ديناميكي ة
التحكم الذايت املرغوب توافره بني املتعلمني.
يفيد تدريس األقران بشكل خاص وبدرجة كبرية مع املتعلمني الذين يثقون بأنفسهم ،حيث
ينمي القناعة لديهم بأنه إذا كان الزميل قادرا على التعلم فإنه من السهل عليه التعليم أيضا
هذا باإلضافة إىل تشجيعهم على القيام بدور القرين املعلم لشعورهم بأن القيادة يف يد طالب
مماثلني هلم وبالتايل فمن السهل الوصول إليها عما إذا كانت يف يد املعلم التقليدي
يتيح التدريس لألقران الفرصة أمام الطالب املعلم يف التدريب على مهارة تدريسية حمددة يف
فرتة زمنية قصرية مع إتاحة الفرصة يف احلصول على تغذية راجعة وفورية استنادا إىل أدوات
موض وعية مما ي وفر للط الب املعلم دورة تعلم قص رية إذا م ا ق ورنت ب دورة التعلم يف حال ة
التدريب على التدريس يف املواقف الفعلية ،وهذا يعىن أن الطالب املعلم يتلقى تقوميا وتدعيما
أكثر هذا باإلضافة إىل أن هناك فرصة لتكرار دورة التعلم أكثر من مرة حىت يتقن املهارات
التدريسية اليت يتدرب عليها.
إن التفاعل املباشر املشجع بني مجاعات األقران يؤدى إىل توضيح الكثري من املفاهيم وكيفية
مواجه ة املش كالت وتزوي د الق رين املعلم خبربات متع ددة تنقل ه من مس توى التج ريب إىل
مستوى يعرف فيه سبب كل عمل ومغزى كل أداء وهبذا تضفى على كل عمل يقوم به
معىن وجتعل داللة ،باإلضافة إىل أن التفاعل باملواجهة يوفر فرصة لظهور جمموعة واسعة من
املؤثرات واألمناط االجتماعية فالعون واملساعدة والدعم االجتماعي جيد طريقا هلم يف أجواء
هذا التفاعل( .حواس.)2013،
ميكن للمعلمني من خالل اسرتاتيجية لعب األدوار تشجيع الطالب بطيء التعلم على التفاعل مع
أق راهنم ،من خالل تب ادل األدوار واملش اركة يف ممارس ة األنش طة املختلف ة ،مما ي ؤدي إىل تعزي ز الثق ة
بالنفس لديهم ،كما تتناسب هذه االسرتاتيجية مع ميول واجتاهات األفراد وحتسني النمو االجتماعي
لديهم .
وميكن تعري ف اس رتاتيجية لعب األدوار بأن ه طريق ة عملي ة يتعام ل هبا الطالب م ع املش كلة أو
املوق ف التعليمي عن طري ق التمثي ل ولعب األدوار ،وذل ك ملعاجلة املواق ف االجتماعي ة عن طري ق
حتليلها ،وبناء التكيف السليم مع هذه املواقف ،مث يقوم املعلم مبناقشة التمثيل مناقشة موجهه يشارك
فيها الطالب مجيعا.
وميكن الق ول أن من أب رز دواعي اس تخدام اس رتاتيجية لعب األدوار م ا تفرض ه حاج ة بعض
الطالب إىل استخدام هذه االسرتاتيجية للتخلص من مظاهر اخلجل والعزلة واالنطواء اليت يتصف هبا
بطيئني التعلم.
وختاما :أن ما يتميز به املتعلم املوهوب من خصائص ومسات هلا ما يقابلها من متطلبات وطرق
تدريس تعليمية مناسبة ،وكذلك بطيئني التعلم ،ل ذلك جيب على املعلم أن يضاعف اجلهد يف معرفة
خصائص كال من هؤالء ،وبالتايل استخدام أفضل الطرق واالسرتاتيجيات وأساليب التعلم اليت حتقق
الرضا واإلشباع حلاجاهتم ومتطلباهتم املختلفة.