You are on page 1of 32

‫االستراتيجيات التعليمية الحديثة للطلبة الموهوبين وبطئ التعلم‬

‫من ذ بداي ة البش رية حرص ت اجملتمع ات أن تق دم ألبنائه ا أك رب ق در ممكن من الرعاي ة واالهتم ام‬
‫لتضمن نفسها مكانا مرموقا والئقا يف ميادين التقدم املختلفة‪ ،‬حيث أدركت هذه اجملتمعات أن هناك‬
‫عدد من أبنائها وبناهتا يتميزون عن غريهم يف تفكريهم وقيادهتم للمجتمع‪ ،‬واعتربت اجملتمعات مثل‬
‫ه ؤالء األبن اء هم من يع ول عليهم يف النه وض بفك ر األم ة وبن اء هنض تها وتق دمها فهم ميثل ون ث روة‬
‫وطنية يف غاية األمهية‪ ،‬ومن واجب اجملتمع االهتمام هبم ورعايتهم واستثمارهم حيت يسهموا يف تنمية‬
‫املستقبل واستمراره وهذه النخبة من أبناء اجملتمع ما يسمون باملوهوبني أو املبدعني‪ ،‬كما يوجد يف‬
‫املقاب ل أبن اء وبن ات يع انون من البطء يف التعلم واخنف اض يف مع دل ال ذكاء‪ ،‬وظه ور مش كالت يف‬
‫اكتساب بعض أنواع املهارات‪ ،‬وألن النمو الطبيعي خيتلف من فرد آلخر جيب على املعلم أن يكون‬
‫على قدر عال من التمييز بني هؤالء الفئات‪ ،‬واستخدام اسرتاتيجيات تعليميه حديثة تناسب كل فئة‪،‬‬
‫وفيما يلي تفصيال لذلك‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االستراتيجيات التعليمية الحديثة للطلبة الموهوبين‪:‬‬

‫مفهوم الموهوبين‪:‬‬

‫عرف الغامدي (‪ )2018‬املوهوبني بأهنم‪" :‬أولئك الذين ميتلكون قدرات واستعدادات عالية‬
‫تؤهلهم إلجناز وأداء متميز‪ ،‬وحيتاجون إىل برامج وخدمات تربوية متنوعة تتخطى ما تقدمه املدرسة‬
‫يف براجمه ا العادي ة‪ ،‬وذل ك ملس اعدهتم على تط وير أنفس هم وجمتمعهم ويش مل ذل ك الطلب ة ال ذين‬
‫يتميزون يف إحدى القدرات اآلتية أو يف بعضها سواء بشكل إجناز ظاهر أو استعداد حمتمل‪ :‬القدرة‬
‫العقلية العامة‪ ،‬استعداد أكادميي خاص‪ ،‬التفكري االبداعي‪ ،‬القدرة القيادية"‬

‫وذكر أيضا رمضان (‪ )2020‬بأهنم "أولئك الطالب الذين يتم التعرف عليهم من قبل أشخاص‬
‫مؤهلني والذين لديهم قدرة على األداء الرفيع وحيتاجون إىل برامج تربوية مميزة وخدمات إضافية فوق‬
‫ما يقدمه الربنامج املدرسي العادي هبدف متكينهم حتقيق فائدة هلم وللمجتمع معا"‪.‬‬
‫خصائص مناهج الموهوبين‪:‬‬

‫تتسم مناهج الموهوبين بالخصائص اآلتية‪:‬‬

‫ـ جيب أن خيدم املنهج اخلاص باملوهوبني فلسفة التعليم يف الدولة وفلسفة الربنامج اخلاص باملوهوبني‬
‫ورؤيته‪.‬‬

‫ـ جيب أن ينبثق املنهج اخلاص باملوهوبني من حاجات اجملتمع الذي يعيش فيه الطلبة املوهوبون املراد‬
‫تعليمهم تعليماً خاصاً‪ ،‬وبالتايل ال بد أن يرتبط املنهج حبياة الطالب والبيئة احمليطة به ويليب حاجات‬
‫التنمية‪.‬‬

‫ـ أن يتسم املنهج بالتوسع‪.‬‬

‫ـ أن يتسم املنهج بالعمق‪.‬‬

‫ـ أن يتسم املنهج بالتحدي‪.‬‬

‫ـ أن يتسم باملرونة وإمكانية تطويره باستمرار‪ ،‬وتزويده بنظام تقوميي مرافق‬

‫ـ أن يكون مناسباً للثقافة وللفئة العمرية املستهدفة‪.‬‬

‫ـ أن يتميز املنهج باحلداثة والتطور‪.‬‬

‫ـ أن يراعي جماالت النمو والتطور (اجلسمي احلركي والعقلي املعريف والوجداين االجتماعي‪،‬‬
‫واألخالقي‪ ،‬واللغوي)‪.‬‬

‫ـ أن يتضمن مهارات التفكري‪ ،‬ويرافقه منهج مستقل يف تعليم التفكري ‪.‬‬

‫درب على اإلنتاجية اإلبداعية‪.‬‬


‫ـ أن يتضمن نشاطات ومشروعات تُ ّ‬
‫ـ أن حيظى باملصادر الغنية الالزمة لتنفيذه‪.‬‬
‫ـ أن يزود باألدوات واملواد والتجهيزات الالزمة لتنفيذه‪.‬‬

‫ـ أن يشجع املنهج على اخليال من خالل النشاطات املفتوحة النهاية‪.‬‬

‫ـ أن يُراعى يف املنهج اخلاص الفروق الفردية‪ ،‬املتمثلة يف تنوع أمناط التعلم‪ ،‬وتنوع أمناط التفكري ‪،‬‬
‫وتنوع االهتمامات‪.‬‬

‫ـ أن يُرفد املنهج التعليمي اخلاص مبنهج إرشادي تعليمي‪.‬‬

‫زود املنهج اخلاص بطرق تدريس مناسبة للطلبة املوهوبني‪.‬‬


‫ـ أن يُ ّ‬
‫ـ أن يتسم املنهج بالرتاكمية‪ (.‬مطاوع واخلليفة‪.)1439 ،‬‬

‫وينبغي أن ميارس املعلم اسرتاتيجيات أو أساليب معينة لتنمية التفكري لدى الطلبة املوهبني ترتبط‬
‫ارتباطا وثيقا باألهداف املنشودة احملددة مسبقا‪ ،‬ومن أمهها‪:‬‬

‫أن يكون املعلم قادرا على مواجه ة املتعلم املوهوب مبواقف ليس هلا هناي ة حمددة‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫‪‬‬
‫يزيد من فاعليته وحيافظ على شعوره باإلجناز‪.‬‬
‫الرب ط بني األفك ار والعناص ر املتباع دة ألن ذل ك يس اعد املتعلم املوه وب على استخالص ها‬ ‫‪‬‬
‫وتالحقه ا بني املعلوم ات للوص ول إىل إنت اج إب داعي أص يل وك ذلك الرب ط بني املعلوم ات‬
‫والنظريات وتطبيقاهتا العملية والربط بني العلوم واحلياة‪.‬‬
‫استخالص عناصر جديدة واستخدامها يف املواقف املختلفة حيث ينمي ذلك روح املبادرة‬ ‫‪‬‬
‫لدى الطلبة املوهوبني ويزيل ختوفهم من التفكري االبداعي وما يرتتب عليه من نقد العاجزين‬
‫عن العمل أو احلاقدين ويزيد من ثقتهم بأنفسهم‪( : .‬النبهان‪)2015،‬‬

‫أشهر البرامج والطرق التي تستخدم لتدريس الموهوبين ‪:‬‬


‫اإلثراء‬

‫اإلسراع‬

‫التجميع‬

‫أوال‪ :‬اإلثــراء‪ :‬ويقص د ب ه تزوي د الطف ل املوه وب – أي ا ك انت املرحل ة التعليمي ة‪ -‬بن وع جدي د من‬
‫اخلربات التعليمي ة عن طري ق ت دعيم الربن امج‪ :‬أي تق دمي من اهج إض افية للمتف وقني إىل ج انب املن اهج‬
‫العادية حبيث ينمي مواهب الطفل وقدراته وخاصة‪:‬‬

‫القدرة على الربط بني املفاهيم واألفكار املختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫القدرة على تقدمي احلقائق واحلجج تقوميا نقديا‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على خلق آراء جديدة وابتكار طرق جديدة يف التفكري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الق درة على مواجه ة املش اكل املعق دة بتفك ري س ليم‪ ،‬والق درة على فهم املواق ف اجلدي دة يف‬ ‫‪‬‬
‫نوعها وزمنها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلسراع‪ :‬ويقصد به السماح للتلميذ أن يدرس املواد الدراسية املتخصصة لصف معني يف فرتة‬
‫زمني ة أق ل من املعت اد‪ ،‬أي الس ماح للطف ل املوه وب بااللتح اق مبرحل ة تعليمي ة م ا يف عم ر أق ل من‬
‫نظراءه العاديني أو اجتيازه ملرحلة تعليمية ما يف مدة زمنية اقل من اليت حيتاجها الطفل العادي‪.‬‬

‫مزايا االسراع‪:‬‬

‫حتقق للموهوب النمو العقلي املطلوب والتوازن العقلي املنشود‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫جيد املوهوب يف املناهج ما يتماشى مع مستواه وحيرره من امللل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتخلص هذه الطريقة من عيوب الطريقة العادية اليت تسلمه للملل واالحتقار والشرود وغري‬ ‫‪‬‬
‫ذلك من املشاكل املعروفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التجميع‪ :‬حيث يتم جتميع املوهوبني يف أماكن خاصة سواء مدارس أو صفوف خاصة هبم‪.‬‬

‫مزايا الصفوف اخلاصة‪:‬‬

‫تسمح للتالميذ بالسري يف الدراسة بسرعتهم اخلاصة اليت تفوق اآلخرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جتنب التالميذ الصعوبات اليت حتدث نتيجة نقلهم من فرقتهم الدراسية إىل فرقة أعلى‬ ‫‪‬‬
‫( الدمهشي‪.)2007 ،‬‬

‫أهم االستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتدريس الموهوبين‪:‬‬

‫تعدد االسرتاتيجيات وتنوعت لتدريس املوهوبني وفيما يلي وصف بعضا منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اسرتاتيجية التعلم باالكتشاف‪:‬‬

‫يعد التعلم باالكتشاف أحد طرق التدريس اليت تنقل حمور االهتمام يف العملية التعليمية من املادة‬
‫الدراسية إىل املتعلم التلميذ‪ ،‬فالتلميذ هو حمور العملية التعليمية وهدفها‪ ،‬كما تركز هذه الطريقة على‬
‫املتعلم من حيث حص وله على املادة العلمي ة‪ ،‬فيش ري برون ر إىل أن االكتش اف ه و عملي ة إجياد ش يء‬
‫جدي د مل يكن معروف ا من قب ل لإلنس ان والبش رية‪ ،‬ولكن ه يش مل ك ل أش كال املعرف ة ال يت ميكن أن‬
‫حيصل عليها الفرد بذاته وباستخدام عقله‪.‬‬

‫ويعرف الطنطاوي(‪ )65 ،2001‬الطريقة الكشفية بأهنا أسلوب ينقل مركز االهتمام يف العملية‬
‫التعليمية من املعلم إىل املتعلم‪ ،‬وذلك بتهيئة الظروف جلعل التلميذ يكشف املعلومات بنفسه بدال من‬
‫أن حيص ل ج اهزة‪ ،‬وه و يف ه ذا يرك ز على العملي ات العقلي ة والتج ريب واألس ئلة مفتوح ة اجلواب‬
‫املوجهة إىل التلميذ‪ ،‬واليت يثريها املعلم لتوجيه التلميذ واستمرارية العملية العقلية التعليمية‪ ،‬وبذلك يعد‬
‫التلميذ حمور النشاط يف والفعالية يف هذه الطريقة‪.‬‬
‫خصائص الطريقة الكشفية‪:‬‬

‫تتميز الطريقة الكشفية بالخصائص اآلتية‪:‬‬

‫تنقل مركز االهتمام يف العملية التعليمية من املعلم إىل املتعلم‪ ،‬وذلك بتهيئة الظروف الالزمة‬ ‫‪‬‬
‫جلعل التلميذ يكشف املعلومات بنفسه بدال من ان حيصل عليها جاهزة من الكتاب املدرسي‪،‬‬
‫أي أن هذه الطريقة هتدف إىل جعل املتعلم منتجا ال مستهلكا للمعرفة‪.‬‬
‫تؤكد هذه الطريقة على العمليات العقلية هدفا للعملية التعليمية بدال من جمرد املعرفة‪ ،‬ومن‬ ‫‪‬‬
‫ه ذه العملي ات‪ :‬املالحظ ة‪ ،‬االس تنتاج‪ ،‬الوص ف‪ ،‬االف رتاض‪ ،‬التص نيف‪ ،‬القي اس‪ ،‬التعلي ل‪،‬‬
‫التفسري‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬املقارنة‪ ،‬التنظيم‪.‬‬
‫تؤكد هذه الطريقة على املتعلم وعلى املادة التعليمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تؤكد هذه الطريقة على التجريب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هتتم ه ذه الطريق ة باألس ئلة ذات اجلواب املتع دد وال يت ميكن أن ميكن تس ميتها باألس ئلة‬ ‫‪‬‬
‫املفتوح ة ب دال من األس ئلة ذات اجلواب املقي د‪ ،‬وال يت ميكن أن نس ميها باألس ئلة احملددة أو‬
‫األسئلة املغلقة‪.‬‬
‫تنظ ر ه ذه الطريق ة إىل عملي ة الت دريس على أهنا عملي ة مس تمرة ال تنتهي مبج رد ت دريس‬ ‫‪‬‬
‫موضوع معني بل متثل نقطة الدراسات ومناقشات أخرى مرتبطة به‪.‬‬

‫دواعي استخدام الطريقة الكشفية في التدريس‪:‬‬

‫لقد أورد برونر ‪ Jerom Bruner‬وهو من رواد حركة التدريس باستخدام املدخل الكشفي بعض‬
‫ال دواعي واملربرات ال يت يراه ا أس بابا مناس بة ومقنع ه الس تخدام الطريق ة الكش فية يف الت دريس هي‪:‬‬
‫(الطنطاوي‪.)2002،‬‬

‫الت دريس باس تخدام املدخل الكش في يزي د الق وة أو الكف اءة الذهني ة للف رد املتعلم كنتيج ة‬ ‫‪.1‬‬
‫الستخدامه وتدريبه على عمليات عقلية متعددة مثل‪ :‬االستنتاج‪ ،‬االف رتاض‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬ضبط‬
‫املتغريات‪ ،‬املقارنة‪ ،‬التفسري‪.‬‬
‫التح ول من اجلزاء ال دافع اخلارجي إىل اجلزاء ال دافع ال داخلي‪ ،‬وال ذي يك ون ل دى املتعلم‬ ‫‪.2‬‬
‫الش عور باإلجناز عن دما يق وم بتعلم ش يء م ا بطريقت ه ومعتم دا على نفس ه من خالل القي ام‬
‫بعملية االكتشاف‪.‬‬
‫تساعد هذه الطريقة املتعلم على تعلم أساليب وعمليات االكتشاف من خالل قيامه بعملية‬ ‫‪.3‬‬
‫االكتشاف‪.‬‬
‫االكتش اف يس اعد على حف ظ املعلوم ات بطريق ة يس هل اس رتجاعها فاألش ياء ال يت يس تدل‬ ‫‪.4‬‬
‫عليها الدارس بنفسه تكون أكثر بقاء يف الذاكرة من تلك األشياء اليت تعطى له جاهزة‪.‬‬

‫وفض ال عم ا قدم ه برون ر ف إن هن اك م ربرات أخ رى اتف ق عليه ا ع دد من املتخصص ني ت دعو إىل‬


‫ضرورة استخدام الطريقة الكشفية يف التدريس‪ ،‬ومن هذه األسباب‪:‬‬

‫يتخذ التدريس باستخدام املدخل الكشفي من التلميذ مركزا وحمورا رئيسا مما يساعد املتعلم‬ ‫‪‬‬
‫على تعلم املادة العلمي ة وتعلم التوجي ه ال ذايت وحتم ل املس ؤولية يف التخطي ط‪ ،‬واختاذ الق رار‬
‫والقدرة على التواصل االجتماعي الفعال‪.‬‬
‫التعلم باالكتشاف يزيد من مستوى التوقعات لدى الفرد املتعلم‪ ،‬وبالتايل ينمي مفهوم الذات‬ ‫‪‬‬
‫لديه بطريقة صحيحة‪ ،‬حيث يعترب مستوى التوقعات جزءا من مفهوم الفرد عن ذاته‪.‬‬
‫التعلم باالكتشاف ينمي املواهب‪ ،‬عندما يتعلم التالميذ معا لبحث مشكلة ما فإهنم ميكن أن‬ ‫‪‬‬
‫يعملوا يف الوقت نفسه على تنمية العديد من املواهب األخرى كالتخطيط والتنظيم واملوهبة‬
‫االجتماعية والقدرة على االتصال والقدرة على االبتكار واملوهبة األكادميية‪.‬‬
‫التعلم باالكتشاف يتيح الوقت للتالميذ لتمثيل املعلومات وتعديلها‪ ،‬وذلك من خالل قيامه‬ ‫‪‬‬
‫بعمليات مجع املعلومات وتصنيفها وثبوهتا وإعادة صياغتها إذا لزم األمر وحتليلها وتفسريها‪.‬‬
‫التعلم باالكتشاف يؤدي إىل تنمية القدرة على املشكالت لدى املتعلمني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬استراتيجيات التدريس في ضوء الذكاءات المتعددة‪:‬‬

‫مسلمات نظرية الذكاءات املتعددة‪:‬‬

‫ذكر حسني (‪ )2003‬بعض املسلمات يف نظرية الذكاءات املتعددة وهي على النحو اآليت‪:‬‬
‫كل شخص ميتلك الذكاءات الثمانية كلها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معظم الناس يستطيعون تنمية كل ذكاء إىل مستوى مناسب من الكفاية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعمل الذكاءات يف العادة بشكل مجاعي وطرق متعددة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الذكاء متعدد وليس مفردا حبيث تعمل الذكاءات بشكل منفصل نسبيا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أنواع الذكاءات المتعددة‪:‬‬

‫فيما يلي وصف ألنواع الذكاءات الثمانية اليت حددها جاردنر هي‪:‬‬

‫الذكاء اللفظي اللغوي‪ :‬يعين املقدرة على تناول ومعاجلة واستخدام بناء اللغة وأصواهتا سواء‬ ‫‪‬‬
‫كان ذلك شفويا أو حتريريا بفاعلية يف املهام املختلفة وفهم معانيها املعقدة‪.‬‬
‫ال ذكاء الرياض ي‪ -‬املنطقي‪ :‬يع ين ق درة الف رد على التفك ري التجري دي‪ ،‬واالس تنباطي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والتص وري‪ ،‬واس تخدام األع داد بفاعلي ة‪ ،‬وإدراك العالق ات واكتش اف األمناط املنطقي ة‪،‬‬
‫واألمناط العددية‪ ،‬ويستطيع من خالهلا االستدالل اجليد‪.‬‬
‫ال ذكاء البص ري – املك اين‪ :‬يع ين الق درة على إدراك الع امل البص ري املك اين بدق ة وفهم‬ ‫‪‬‬
‫واستيعاب‪.‬‬
‫ال ذكاء اجلس دي‪ -‬احلركي‪ :‬ق درة الف رد على اس تخدام قدرت ه العقلي ة مرتبط ة م ع حرك ات‬ ‫‪‬‬
‫جسمية ككل للتعبري عن األفكار واملشاعر‪.‬‬
‫الذكاء املوسيقي االيقاعي‪ :‬القدرة على إدراك وإنتاج الصيغ املوسيقية املختلفة‪ ،‬وهذا الذكاء‬ ‫‪‬‬
‫يظه ر ل دى األف راد ال ذين ميتلك ون حساس ية إىل درج ة الص وت وااليق اع وال وزن الش عري‬
‫واجلرس واللحن والنغمات بدرجاهتا املختلفة وفهم معانيها‪.‬‬
‫ال ذكاء االجتم اعي‪ :‬يع ين الق درة على مالحظ ة األف راد اآلخ رين‪ ،‬واكتش اف وفهم احلال ة‬ ‫‪‬‬
‫النفس ية واملزاجي ة لآلخ رين ودوافعهم ورغب اهتم ومقاص دهم ومش اعرهم والتم يز بينه ا‬
‫واالس تجابة هلا بطريق ة مناس بة‪ ،‬ويتض من ه ذا ال ذكاء احلساس ية لتعب ريات الوج ه والص وت‪،‬‬
‫واالمياءات واملق درة على التمي يز بني تلميح ات اآلخ رين واالس تجابة هلا بفعالي ة وبطريق ة‬
‫مناسبة واقعية وعملية‪.‬‬
‫الذكاء الشخصي‪ :‬قدرة الفرد على اإلدراك الصحيح لذاته والوعي مبشاعره الداخلية وقيمه‬ ‫‪‬‬
‫ومعتقدات ه وتفك ريه ودوافع ه وحتدي د نق اط الض عف لدي ه واس تخدام املعلوم ات املتاح ة يف‬
‫التصرف والتخطيط‪.‬‬
‫ال ذكاء الط بيعي‪ :‬الق درة على متي يز وتص نيف األش ياء ال يت توج د يف الطبيع ة مث ل‪ :‬النبات ات‬ ‫‪‬‬
‫واحليوانات والطيور واألمساك واحلشرات والصخور‪ ،‬وحتديد أوجه الشبه واالختالف بينهما‪،‬‬
‫واستخدام هذه القدرة يف زيادة اإلنتاج‪ ،‬وهذا الذكاء يتوقف على مالحظة مثل هذه النماذج‬
‫يف الطبيعة ( سليمان‪.)134 ،2015،‬‬

‫استراتيجيات التدريس في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة‪:‬‬

‫هي إج راءات وممارس ات تدريس ية متتابع ة ومتناس قة يس تخدمها املعلم م ع املتعلم يف الص ف‬
‫الدراسي‪ ،‬وتقوم على أساس امتالك املتعلم أنواعا من الذكاءات وهي‪ ( :‬الذكاء اللفظي‪ ،‬الذكاء‬
‫الرياض ي‪ ،‬ال ذكاء البص ري‪ ،‬ال ذكاء اجلس دي‪ ،‬ال ذكاء املوس يقي‪ ،‬ال ذكاء االجتم اعي‪ ،‬ال ذكاء‬
‫الشخصي‪ ،‬الذكاء الطبيعي) (سليمان‪.)2015،‬‬

‫وضح حسني (‪ )2003‬اسرتاتيجيات وطرق تعليم أصحاب نظرية الذكاءات املتعددة‪:‬‬

‫اسرتاتيجيات الذكاءات املتعددة‬ ‫أنواع الذكاءات املتعددة‬

‫املناقش ات يف جمموع ات كب رية أو ص غرية‪ ،‬لعب األدوار‪ ،‬األلع اب ال يت تعتم د على الكلم ات‬ ‫الذكاء اللفظي اللغوي‬
‫واللغة‪ ،‬القراءة الفردية واجلماعية‪ ،‬العصف الذهين‪ ،‬االحتفاظ مبذكرات يسجلون فيها كل ما‬
‫مير هبم‪ ،‬احملاضرات واملناظرات‪ ،‬توفري مادة مقروءة أو مسموعة‪.‬‬
‫العم ل اجلم اعي ال ذي يتطلب تص نيفا أو جتميع ا‪ -‬األلع اب التعليمي ة ال يت تعتم د على املنط ق‪،‬‬ ‫الذكاء املنطقي الرياضي‬
‫توف ري أش ياء لالستكش اف والتفك ري فيه ا – ال رحالت ملت احف العل وم‪ ،‬اس تخدام اجلداول‬
‫والرس ومات البياني ة‪ -‬اخلرائ ط الذهني ة‪ ،‬التج ارب العملي ة ال يت يزاوهلا بأنفس هم ‪ ،‬ح ل‬
‫املشكالت‪.‬‬
‫استخدام الوسائل التعليمية خاصة الرسوم والصور واخلرائط واالشكال البيانية‪ ،‬األنشطة الفنية‬ ‫الذكاء البصري املكاين‬
‫بأنواعه ا من رس م وتص وير فوت وغرايف‪ ،‬التمثي ل ال درامي اجلم اعي وتص ور الشخص يات‪،‬‬
‫املش روعات اجلماعي ة اإلنش ائية‪ ،‬ت أليف القص ص من اخلي ال‪ ،‬رس م خرائ ط ذهني ة لل دروس أو‬
‫تلخيصه يف الصور‪.‬‬
‫توفري مهمة تتيح فرصة لبناء أو عمل منوذج باملكعبات‪ ،‬املشروعات اجلماعية‪ ،‬لعب الدوار‬ ‫الذكاء اجلسدي احلركي‬
‫التمثي ل املس رحي‪ ،‬التعلم بالعم ل واملمارس ة‪ ،‬األنش طة احلركي ة والرياض ية ‪ ،‬اللمس والعم ل‬
‫اليدوي‪ ،‬رحالت ميدانية‪ ،‬ألعاب تنافسية وتعاونية‪ ،‬أنشطة يدوية‪.‬‬
‫الغناء اجلماعي‪ ،‬االشرتاك يف فرق العزف والغناء‪ ،‬تنغيم الكلمات وفق إيقاع واضح‪ ،‬حتويل‬ ‫الذكاء املوسيقي اإليقاعي‬
‫الدروس إىل أناشيد‪ ،‬الغناء‪.‬‬
‫العمل يف اجملموعات‪ ،‬املناقشات بأنواعها‪ ،‬املشروعات اجلماعية يف املدرسة والبيئة احمليطة‪.‬‬ ‫الذكاء االجتماعي‬
‫حل املشكالت‪ ،‬املش روعات الفردية‪ ،‬األعمال واأللع اب الفردية اليت تتطلب تركيز‪ ،‬منحهم‬ ‫الذكاء الشخصي‬
‫وقت ا للتفك ري‪ ،‬دمج اجلدي د ال ذي يتعلمون ه باملع ارف واخلربات القدمية‪ ،‬منحهم فرص ة ليكون وا‬
‫وجهة نظر خاصة‪.‬‬
‫األف راد يول دون حمبني للطبيع ة‪ ،‬وك ل م ا حيت اجون إلي ه فرص ة الستكش اف الع امل عن طري ق‬ ‫الذكاء الطبيعي‬
‫حواسهم وذلك‪:‬‬
‫‪ -‬منحهم الفرص ة للخ روج للطبيع ة‪ ،‬والتفاع ل م ع عناص رها املختلف ة وتك وين ملحوظ ات‬
‫عنها وتوفري األدوات اليت تعينهم على االستكشاف‪.‬‬
‫‪ -‬شجع الفرد ليسأل ويستكشف مثال‪ :‬ماذا حيدث لو سقينا النبات؟ ماذا حيدث لو منعنا‬
‫الض وء عن ه؟ م ا هي التش اهبات واالختالف ات بني األش ياء كاحليوان ات والنبات ات وم ا‬
‫سبب التشابه واالختالف بينهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬برنامج الكورت‪:‬‬

‫برن امج الك ورت لتعليم التفك ري يعت رب من ال ربامج العاملي ة احلديث ة‪ ،‬وض عه ادوارد ديبون و س نة‬
‫‪1970‬م‪ ،‬وكلمة ‪ cort‬فهي متثل احلروف األوىل لـ ‪ cognitive Research Trust‬مؤسسة‬
‫البحث املعريف‪ ،‬وهو برنامج يعلم التفكري كمادة مستقلة‪ ،‬بشكل مباشر وحيوي أدوات ومهارات يف‬
‫التفكري يدرب عليها املتعلم ليمارسها يف حياته اليومية ( املبيضني‪.)2011،59 ،‬‬

‫ولق د مت تص ميم برن امج الك ورت لتعليم املتعلمني جمموع ة من أدوات التفك ري ال يت ت تيح هلم‬
‫اإلفالت من أمناط التفكري املتعارف عليها‪ ،‬وذلك لرؤية األشياء بشكل أوضح واوسع ولتطوير نظرة‬
‫إبداعية أكثر يف حل املشكالت‪ ،‬وبتعليم هذا الربنامج يصبح الطلبة مفكرين متشعبني‪.‬‬

‫وصف برنامج الكورت ومكوناته‪:‬‬

‫يتكون البرنامج من ست وحدات مختلفة‪:‬‬

‫ك ورت‪ :1‬جمال توس عة اإلدراك‪ :‬يتم مس اعدة الطلب ة على توجي ه أفك ارهم بش كل ه ادف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلك عن طريق توسيع مداركهم‪ ،‬وهذه الوحدة هي القاعدة األساسية للدروس املستقبلية‬
‫وتشمل هذه الوحدة على‪ :‬أسلوب معاجلة األفكار‪ ،‬أسلوب العوامل ذات العالقة‪ ،‬القوانني‪،‬‬
‫النتيج ة والعاقب ة‪ ،‬األه داف‪ ،‬التخطي ط‪ ،‬األولوي ات اهلام ة‪ ،‬الب دائل الق رارات‪ ،‬آراء الن اس‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫ك ورت‪ :2‬جمال التنظيم‪ :‬وهتدف ه ذه الوح دة تعليم الطلب ة كيفي ة تنظيم أفك ارهم‪ ،‬وتت ألف‬ ‫‪‬‬
‫هذه الوحدة عشرة دروس‪ ،‬اخلمسة األوىل تساعد الطلبة على حتديد معامل املشكلة واخلمسة‬
‫األخ رية تعلم الطلب ة كيفي ة تط وير اس رتاتيجيات لوض ع احلل ول‪ ،‬وتش مل على‪ :‬التع رف‬
‫واإلدراك‪ ،‬التحلي ل‪ ،‬املقارن ة‪ ،‬االختي ار‪ ،‬البحث عن طريق ة أخ رى‪ ،‬نقط ة الب دء‪ ،‬التنظيم‪،‬‬
‫الرتكيز‪ ،‬الدمج‪ ،‬االستنتاج‪.‬‬
‫ك ورت‪ :3‬جمال التفاع ل ه ذه الطريق ة تعت رب الطريق ة املثلى يف اس تمطار األفك ار وتولي دها ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث األفكار املتفاعلة واملتالحقة ‪ ،‬تأيت بأفكار جديدة ختتلف عن األوىل‪ ،‬وتساعد يف حلول‬
‫إبداعي ة ملش كلة‪ ،‬ويتم فيه ا دراس ة م ا يلي‪ :‬التحق ق من الط رفني‪ ،‬الت دليل وأن واع األدل ة‪،‬‬
‫االختالف واالتفاق وانعدام العالقة ‪ ،‬أن تكون على صواب أو على اخلطأ‪ ،‬احملصلة النهائية‬
‫(املخرجات)‪.‬‬
‫كورت‪ :4‬جمال اإلبداع‪ :‬يتم تناول اإلبداع كجزء من عملية التفكري وبالتايل ميكن تعليمه‬ ‫‪‬‬
‫للطلبة وتدريهم عليه‪ ،‬واهلدف األساسي منه التدريب على اهلروب الواعي من حصر األفكار‬
‫وبالت ايل انت اج أفك ار جدي دة‪ ،‬ويتم دراس ة م ا يلي‪ :‬نعم وال واب داعي احلج ر املت دحرج‪،‬‬
‫املداخالت العشوائية‪ ،‬حتدي املفهوم أو الفكرة‪ ،‬الفكرة الرئيسة أو السائدة تعريف املشكلة‪،‬‬
‫إزالة االخطار الربط املتطلبات التقييم‪.‬‬
‫ك ورت‪ :5‬جمال املعلوم ات والعواط ف يتعلم الطلب ة من ه ذه الوح دة كيفي ة مجع وتق دمي‬ ‫‪‬‬
‫املعلوم ات بش كل فاع ل‪ ،‬كم ا يتعلم ون كيفي ة التع رف على الط رق ال يت جتع ل مش اعرهم‬
‫وقيمهم وعواطفهم مؤثرة على عمليات بناء املعلومات وتتألف الوحدة من املعلومات مفاتيح‬
‫األلغ از املتناقض ات التخمني‪ ،‬املعتق دات األفك ار الراس خة‪ ،‬االنفع االت والعواط ف القيم‬
‫التوضيح والتبسيط‪.‬‬
‫كورت‪ :6‬السلوك ‪-‬األداء العمل ختتص الوحدات اخلمسة األوىل من الكورت بدءا باختيار‬ ‫‪‬‬
‫اهلدف وانتهاء بتشكيل اخلطة لتنفيذ احلل‪ ،‬وهذه الوحدة تتألف من الدروس التالية‪ :‬اهلدف‬
‫التوس ع العق د واالتفاقي ة مراجع ة ال دروس الثالث ة األوىل اهلدف والتوس ع والعق د‪ ،‬اهلدف‪،‬‬
‫املداخالت احللول االختيار‪ ،‬التنفيذ‪ (.‬املبيضني‪.)2011 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬العصف الذهني‪Brain Storming :‬‬

‫العصف الذهين اسرتاتيجية أمسها أسبورن (‪ )Osborn‬عام ‪ 1938‬يف تنمية التفكري اإلبداعي‪،‬‬
‫وتعدد مسميات هذه االس رتاتيجية فمنها القصف الذهين‪ ،‬املفاكرة‪ ،‬إمطار الدماغ‪ ،‬توليد األفكار‪،‬‬
‫عصر الذهن‪ ،‬إال أن مصطلح العصف الذهين بعد أكثر استخداماً وشيوعاً‪ ،‬حيث أنه أقرهبا للمعىن؛‬
‫فالعق ل يعص ف باملش كلة ويفحص ها وميحص ها هبدف التوص ل إىل احلل ول اإلبداعي ة املناس بة هلا‬
‫(الطنطاوي‪)50، 2001 ،‬‬

‫تعريف استراتيجية العصف الذهني‪:‬‬

‫هي اسرتاتيجية تعليمية تضع املتعلمني يف موقف معني غري مألوف لديهم‪ ،‬مث يطلب منهم توليد‬
‫أكرب عدد من ممكن من األفكار اجلديدة وبشكل تلقائي‪ ،‬ويف فرتة زمنية قصرية‪ ،‬يتم جتميعها ونقدها‬
‫وتقييمها وصوالً إىل احلل املناسب للمشكلة موضوع الدراسة‪( .‬سليمان‪.)106 ،2015 ،‬‬

‫مبادئ استخدام طريقة العصف الذهني‪:‬‬

‫يعتمد استخدام العصف الذهين على مبدأين أساسني مها‪( :‬النبهان‪)242-240 ،2015 ،‬‬

‫توليد األفكار الالزمة لكل مشكلة دون التعرض لنقدها يف البداية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن الكم من األفكار يولد الكيف منها على أن يراعي اتباع ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ـ تشجيع الطلبة على طرح العديد من األفكار مهما كانت غريبة أو شاذة فكلما زادت غرابة األفكار‬
‫زاد درجة أصالتها ما دامت متصلة باملشكلة‪.‬‬

‫ـ تنمية قدرات املتعلم على الربط بني األفكار وتالحقها‪ ،‬مما يؤدي إىل حتسينها وتطويرها الستنتاج‬

‫واستقراء أفكار وتكوينات جديدة‪.‬‬

‫ـ تنمية روح املنافسة الشريفة بني الطلبة سواء بعضهم البعض أو بينهم وبني معلمهم‪.‬‬
‫مراحل تطبيق استراتيجية العصف الذهني‬

‫تتم عملية العصف الذهني وفقاًـ لثالث مراحل وهي (سليمان‪)107 ،2015 ،‬‬

‫مرحل ة حتدي د املش كلة يتم تقس يم املتعلمني إىل جمموع ات تتك ون من (‪ )6-4‬متعلمني‬ ‫‪‬‬
‫جيلسون على شكل دائرة مثالً‪ ،‬مث بعد ذلك يتم طرح املشكلة موضوع النقاش‬
‫مرحلة توليد األفكار‪ :‬يقوم املتعلمون بطرح حلول للمش كلة أو األفكار املتعلقة مبوضوع‬ ‫‪‬‬
‫النقاش‪ ،‬وعندما تبدأ األفكار تتناقص يقوم املعلم بطرح فكرة مساعدة لطرح أفكار جديدة‬
‫أو بناء أفكار على أفكار سابقة‪.‬‬
‫مرحل ة تق ييم األفك ار‪ :‬بع د انقض اء زمن اجللس ة ومجع األفك ار يق وم املعلم واملتعلم ون بنق د‬ ‫‪‬‬
‫األفكار وتصنيفها يف ثالث مستويات هي‪ ( :‬أفكار جديدة ومرتبطة بدرجة كبرية مبوضوع‬
‫النقاش أو حتتاج تطويرا أو أفكار غري مرتبطة باملشكلة أو موضوع النقاش‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الحل اإلبداعي للمشكالت‬

‫تع د ه ذه االس رتاتيجية إح دى االس رتاتيجيات املماثل ة خلط وات ح ل املش كلة م ع التأكي د على‬
‫اجلانب اإلبداعي يف احلل‪ ،‬وتعرف بأهنا عملية تفكري مركبة تتضمن استخدام معظم مهارات التفكري‬
‫اإلب داعي‪ ،‬والتفك ري الناق د وف ق خط وات منطقي ة متعاقبة‪ ،‬ومنهجي ة حمددة؛ هبدف التوص ل إىل أفض ل‬
‫احلل ول للخ روج من م أزق أو وض ع مقل ق باجتاه ه دف مطل وب أو مرغ وب" (ج روان‪،2009 ،‬‬
‫‪)237‬‬

‫وختتلف اسرتاتيجية احلل اإلبداعي املشكالت عن طريقة حل املشكالت يف أهنا حتتاج إىل درجة‬
‫عالية من احلساسية لدى املتعلم أو من يتعامل مع املشكلة يف حتديدها وحتديد أبعادها‪ ،‬كما حتتاج إىل‬
‫درج ة عالي ة من اس تنباط العالق ات‪ ،‬كم ا أن الن اتج (احلل) خيتل ف حيث أن املتعلم يعطي ناجتاً يتم يز‬
‫بأنه أصيل جديد وغري شائع ميكن تنفيذه وحتقيقه (الطنطاوي‪)60 ،2001 ،‬‬
‫تتضمن اسرتاتيجية احلل اإلبداعي للمشكالت ثالث مكونات وهي‪( :‬قطامي‪)2010 ،‬‬

‫األول‪ :‬فهم املشكلة‪:‬‬

‫يرتك ز االهتم ام يف ه ذا املك ون على حتس ني فهم املش كلة أو املوق ف ويش مل على ثالث مراح ل‬
‫أساسيه‪ :‬املنطقة الضبابية ما يصل إىل الفرد يف هذه املرحلة وهي البحث عن مشكلة ضبابية ويقرتح‬
‫الفرد صياغات عامة متعددة للمشكلة ولكنها غري حمددة‪.‬‬

‫ـ البحث عن البيان ات يف ه ذه املرحلة تتض ح رؤية الف رد للمج ال احمليط بالفرد واألف راد ذوو العالقة‬
‫باملشكلة والنتائج اليت يريد حتقيقها واهلدف هنا هو احلصول على أكرب قدر من املعلومات والبيانات‬
‫لتوضيح الفوضى حىت ميكن حتديد املشكلة‪.‬‬

‫ـ حتدي املش كلة من خالل املراح ل الس ابقة‪ ،‬ميكن حتدي املش كلة وص ياغتها عن طري ق الرتك يز على‬
‫أسئلة حمددة فاملشكلة احملددة حتديداً واضحاً‪ ،‬تتيح الفرصة لتكوين العديد من البدائل املتنوعة اجليدة‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬توليد األفكار‬

‫خيتص ه ذا املك ون ب الرتكيز على التفك ري التباع دي للتوص ل إىل أفك ار متع ددة ومتنوع ة وغ ري‬
‫تقليدية وتستخدم قدرات اإلبداع يف هذا اجلانب وهي (الطالقة ‪ -‬املرونة األصالة‪ -‬التفاصيل) وليس‬
‫بالضرورة تناوهلا كلها‪ ،‬فأحيان اً يتطلب املوقف أو املشكلة موضع االهتمام الرتكيز على بعضها دون‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬التخطيط للتنفيذ‬

‫يبدأ الفرد يف مرحلة التخطيط للتنفيذ عندما تتوفر لديه بدائل متعددة‪ ،‬وهنا يكون الفرد يف حاجة‬
‫إىل أن يتخ ذ ق راراً وأن يض ع خط ة للحص ول على تأيي د هلذا الق رار عن د التنفي ذ‪ ،‬ويض م مرحل تني‪:‬‬
‫التوصل للحلول‪ ،‬وقبول هذه احللول‬
‫دور المعلم والمتعلم في الحل اإلبداعي للمشكالت‪( :‬حسين وآخرون‪.)2019 ،‬‬

‫دور المتعلم‬ ‫دور المعلم‬ ‫المرحلة‬


‫ـ إظهار التحدي الذي تتضمنه ـ قبول التحدي‪.‬‬
‫ـ النظ ر إىل البيان ات على أهنا‬ ‫املشكلة‪.‬‬
‫فهم المشكلة‬
‫ـ تش جيع الطالب على ص ياغة فرص حلل املشكلة‪.‬‬
‫املشكلة بأكثر من طريقة‪.‬‬
‫ـ توضيح البيانات املتعلقة باحلل‬
‫من خالل الرسوم‪.‬‬
‫ـ الرب ط بني عناص ر املوق ف ـ النظ ر إىل البيان ات من أك ثر‬
‫من زاوية‪.‬‬ ‫املشكل وبعض املفاهيم‪.‬‬ ‫توليد األفكار‬
‫ـ توض يح العالق ات ال يت ـ توليد أكرب عدد من األفكار‪.‬‬
‫يتضمنها املوقف املشكل‪.‬‬
‫ـ قبول مجيع األفكار‬
‫ـ تقدمي بعض األفكار املساعدة‬
‫يف احلل‪.‬‬
‫توجي ه املتعلمني حنو البع د عن‬
‫نقد األفكار‪.‬‬
‫ـ توجي ه املتعلمني حنو اختي ار ـ اختيار أفضل احللول‪.‬‬
‫أفض ل احلل ول والبحث يف ـ التحقق من صحة احلل‪.‬‬ ‫حل المشكلة‬
‫منطقة احلل‪.‬‬
‫ـ متثيل احلل من خالل الرسوم‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬التعلم المنظم ذاتيا‪:‬‬

‫نشأة التعلم المنظم ذاتيا‪:‬‬

‫ظه ر مفه وم التعلم املنظم ذاتي اً س نه (‪ )۱۹۸۹‬على ي د ك ل من زميرم ان وش ينك‬


‫‪ Zimmerman & Schunk‬عند نشر كتاهبما الذي محل عنوان "التعلم املنظم ذاتياً والتحصيل‬
‫الدراسي النظرية والبحث واملمارسة " ومنذ ذلك احلني أصبح هذا املفهوم من جماالت البحث احلديثة‬
‫نسبياً يف امليدان الرتبوي‪ ،‬فقد توالت الدراسات اليت تناولته أو دارت حوله‪ ،‬حبيث اتفق اغلبها رغم‬
‫تع ددها واختالفه ا على اس تخدامها لوص ف ذل ك التعلم ال ذي يعتم د على مس ؤولية املتعلم يف تعلم ه‬
‫واالسرتاتيجية اليت يستخدمها لتحسني نواجته‪( .‬احلسينان‪)١٦ ،٢٠١٧ ،‬‬

‫وترج ع األص ول النظري ة للتعلم املنظم ذاتي اً إىل ع دد من النظري ات املرتبط ة ب التعلم‪ ،‬وهي النظري ة‬
‫الس لوكية‪ ،‬ونظري ة التط ور املع ريف والنظري ة املعرفي ة االجتماعي ة ونظري ة معاجلة املعلوم ات والنظري ة‬
‫الظاهراتية (احلسينان‪)۳۳ ،۲۰۱۷ ،‬‬

‫مفهوم التعلم المنظم ذاتياً‪:‬‬

‫يعرف بينرتيش (‪ )٤٥٣ ،٢٠٠٠‬التعلم املنظم ذاتي اً على أنه "عملية هادفة ونشطة‪ ،‬حيث يضع‬
‫املتعلم ون أه دافهم التعليمي ة‪ ،‬مث حياولون املراقب ة والتنظيم والتحكم يف خصائص هم املعرفي ة والدافعي ة‬
‫والسلوكية وتوجههم‪ ،‬وتقيد أهدافهم وخصائص السياق يف البيئة التعليمية"‪.‬‬

‫فيما يعرفه زميرمان (‪ )۲۰۰۸،١٦٦‬التعلم املنظم ذاتي اً بأنه عمليات التوجيه الذاتية واالعتقادات‬
‫الذاتي ة ال يت تعم ل على حتوي ل ق درات املتعلم العقلي ة إىل مه ارة أداء اكادميي ة‪ ،‬وه و ش كل من أن واع‬
‫النش اط املتك رر ال ذي يق وم ب ه املتعلمني الكتساب مه ارة أكادميي ة‪ ،‬مث ل وض ع األه داف واس تعراض‬
‫واختيار االسرتاتيجيات واملراقبة الذاتية الفعالة على العكس من أنواع النشاطات اليت حتدث ألسباب‬
‫غري شعورية‪.‬‬

‫ويع رف احلس ينان (‪ )۲۲( ۲۰۱۷‬التعلم املنظم ذاتي اً بأن ه عملي ة ذهني ة نش طة ترتب ط بعملي ات‬
‫معرفية وما وراء معرفية‪ ،‬ويعتمد املتعلم فيها على استخدام االسرتاتيجيات املختلفة من أجل حتسني‬
‫وتطوير تعلمه باعتباره حمور العملية التعليمية‪.‬‬

‫بينما يعرفه حممد (‪ )٤٨ ، ۲۰۱۸‬على أنه جمموعة من العمليات اليت يقوم خالهلا املتعلم بتخطيط‬
‫تعلم ه‪ ،‬وتوجه ه ومراقبت ه وتقوميه‪ ،‬وض بط العوام ل الشخص ية والبيئي ة والس لوكية املؤثرة يف تعلمه من‬
‫أجل حتقيق أهدافه‪.‬‬

‫ومما س بق جند أن التعلم املنظم ذاتي ا ه و عملي ة ذهني ة هادف ة تس اعد املتعلم على التحكم يف ك ل‬
‫عمليات التعلم اخلاصة به‪ ،‬ويعتمد املتعلم فيها على استخدام االسرتاتيجيات املختلفة‪.‬‬
‫أهمية التعلم المنظم ذاتياً‪:‬‬

‫يعترب التعلم املنظم ذاتياً أحد احللول الرتبوية يف تعلم الطالب يف العصر احلديث‪ ،‬ويشري احلسينان (‬
‫‪ )۲۵-۲۸ ،۲۰۱۷‬إىل أمهيته من خالل ما يلي‪:‬‬

‫طبيعة العصر الحالي‪:‬‬

‫أن التق دم التكنول وجي والتق ين اهلائ ل ال ذي يش هده العص ر احلايل يتطلب الس عي إىل تق دمي أفض ل‬
‫الطرق وأساليب ونظم التعليم احلديث‪ ،‬ومنها ما يستند على نظريات حديثة مثل التعلم املنظم ذاتيا؛‬
‫حيث يس اعد على تنش يط املتعلمني عقلي اً أثن اء التعلم أك ثر من جمرد ك وهنم مس تقبلني س لبيني‬
‫للمعلومات وأهنم يبذلون درجة عالية من الضبط لتحقيق أهدافهم‪.‬‬

‫مهارات التعلم مدى الحياة‪:‬‬

‫تعترب مهارات التعلم مدى احلياة من املهارات األساسية اليت بدأت تركز عليها اجملتمعات املتقدمة؛‬
‫لذلك تؤكد اجملتمعات على أي فكرة تدعم تلك املهارات األساسية‪ ،‬وتكمن أمهية التعلم املنظم ذاتياً‬
‫يف وظيفته الفعالة واألساسية يف جمال الرتبية واليت تعزى إىل كونه يساعد على تنمية مهارات التعلم‬
‫مدى احلياة والذي يعد من أهم األهداف الرتبوية واليت نادت هبا منظمة اليونسكو عندما طورت‬
‫مفهوم التعلم‬

‫للجميع ليصبح التعلم املستمر مدى احلياة للجميع‪.‬‬

‫جودة التعلم‪:‬‬

‫يع د التعلم املنظم ذاتي اً أح د احلل ول املناس بة لتحقي ق ج ودة التعلم املنش ود‪ ،‬إذ أن آلي ات التعلم‬
‫املنظم ذاتي اً تس اعد املتعلمني على التم يز ال دقيق بني املادة ال يت مت تعلمه ا بش كل جي د واملادة ال يت مت‬
‫تعلمها بشكل أقل جودة وبالتايل فاملتعلمني سوف ينظمون دراستهم بشكل أكثر فاعلية‪ ،‬واليت سوف‬
‫تنعكس على كافة أنشطة العمل املدرسي وعلى اجناز أنشطة ومهام حياهتم بصفة عامة‪ ،‬وتكمن أمهيته‬
‫أيضا يف أنه يعرب عن القدرة على التخطيط والتوجيه وانتقاء أنشطة جتهيز املعلومات ويشجع املتعلمني‬
‫للحص ول على املس ؤولية األولي ة للتحكم يف دراس تهم أك ثر من اعتم ادهم على املعلم‪ ،‬ك ذلك ينش ط‬
‫عملية التعلم ويسهم يف بناء معلومات ما وراء معرفية واملعتقدات حول املعرفة‪ ،‬والبحث الذايت عنها‪،‬‬
‫ومواصلة القراءة والدراسة‪.‬‬

‫مكونات التعلم المنظم ذاتياً‪:‬‬

‫هناك ثالث مكونات للتعلم املنظم ذاتيا ميارسها الطالب الفاعلون يف أثناء عمليات التعلم اخلاصة‬
‫هبم‪ ،‬فيكون ون أك ثر وعي ا بالعالق ات الوظيفي ة بني أمناط أفك ارهم وأفع اهلم واملخرج ات البيئي ة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهذه املكونات هي‪( :‬الردادي‪)۳۱-۲۹ ،۲۰۱۹ ،‬‬

‫املك ون املع ريف‪ :‬للمعرف ة دور كب ري يف عملي ة التعلم املنظم ذاتي ا‪ ،‬وهي تش ري إىل اخلط وات‬ ‫‪‬‬
‫املتضمنة يف حماولة الفرد معرفة العامل من حوله‪ ،‬حيث يفرتض املكون املعريف توفر بنية معرفية‬
‫مستقرة لدى الفرد‪ ،‬تساعده يف عمليات التجهيز واملعاجلة‪.‬‬
‫املك ون م ا وراء املع ريف بع د ه ذا املك ون األساس ي إذ ان التط بيق الص حيح للمعرف ة يعتم د‬ ‫‪‬‬
‫بشكل كبري على كفاءة املتعلم يف استخدام مهارات ما وراء املعرفة‪ ،‬ويشري هذا املكون إىل‬
‫وعي الفرد بالعمليات اليت ميارسها يف مواقف التعلم املختلفة‪ ،‬كما يشري إىل عمليات التفكري‬
‫املعقدة اليت حتدث أثناء العمليات املعرفية واليت تساعد يف التحكم يف بنيته املعرفية‪.‬‬
‫املك ون ال دافعي‪ :‬تع د الدافعي ة من أهم العوام ل ال يت تس اعد على حتص يل املعرف ة والفهم‬ ‫‪‬‬
‫واملهارات‪ ،‬كما تعد الدافعية إلجناز عامالً مهماً يف توجيه سلوك الفرد وتنشيطه‪ ،‬ويف إدراكه‬
‫للموق ف‪ ،‬كم ا تع د مكون اً أساس يا يف س عي الف رد جتاه حتقي ق ذات ه وتوكي دها‪ ،‬حيث يش عر‬
‫بتحقيق ذاته من خالل ما ينجزه الفرد وفيما حيققه من أهداف فالدافعية عنصر الزم حلدوث‬
‫التعلم الذات‪ ،‬وتلعب دور يف التغلب على املشكالت‪ ،‬وتنمية مهارات التفكري اإلبداعي لدى‬
‫املتعلمني ورفع مستوى التحصيل واستخدام اسرتاتيجيات التعلم الفعال‪.‬‬

‫مراحل التعلم المنظم ذاتياً‪:‬‬

‫ختتلف مراحل التعلم املنظم ذاتياً تبعاً الختالف املداخل اليت تناولته‪ ،‬وعلى الرغم من االختالفات‬
‫يف تفاصيل املراحل إال اهنا تتفق مجيعاً يف املفهوم واهلدف من املرحلة وفيما يلي توضيح هلذه املراحل‪:‬‬
‫(الردادي‪)۳۳ ،۲۰۱۹ ،‬‬

‫مرحلة التفكري والتخطيط (التجهيز) مرحلة التخطيط ووضع األهداف‪ ،‬حيث تتضمن وضع‬ ‫‪‬‬
‫األه داف املراد حتقيقه ا من عملي ة التعلم والتخطي ط اجلي د لل وقت واجله د املطل وب لعملي ة‬
‫التعلم‪.‬‬
‫مرحل ة األداء‪ :‬ويف ه ذه املرحل ة يتم الض بط ال ذايت واملالحظ ة الس لوكية كعناص ر أساس ية يف‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة األداء‪ ،‬مث يقوم املتعلم بتنفيذ االسرتاتيجيات اليت مت اختيارها يف مرحلة التفكري‪.‬‬
‫مرحلة الضبط والتنظيم وتشري هذه املرحلة إىل حماولة تنظيم املتعلم للجوانب املعرفية والدافعية‬ ‫‪‬‬
‫والسلوك والبيئة من أجل حتقيق األهداف اليت مت حتديدها يف مرحلة التفكري والتخطيط‪.‬‬
‫مرحل ة التق ومي ال ذايت‪ :‬وتس تخدم يف ه ذه املرحل ة التغذي ة الراجع ة وال يت تتض من التقييم ات‬ ‫‪‬‬
‫الذاتي ة وإلص دار األحك ام على م ا مت تعلم ه‪ ،‬ومقارن ة أداء املهم ة ببعض املع ايري أو األه داف‬
‫اليت مت وضعها لعمية التعلم‪ ،‬وقد يبحث املتعلم يف هذه املرحلة عن أسباب األخطاء اليت وقع‬
‫فيها‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬التعلم القائم على المشاريع‪:‬‬

‫عرفها كال من كوليت وشيابيتا ‪ chiappetta&colett‬بأهنا من الطرائق التعليمية اليت تراعي‬


‫الفروق الفردية بني املتعلمني ‪ ،‬ويكون فيها املتعلم حمورا للعملية التعليمية فهو خيتار املشروع وينفذه‬

‫حتت إشراف معلمه ‪ ،‬حيث يقوم برتمجة ما تعلمه نظريا إىل واقع عملي ملموس يشجعه على العمل‬
‫واالنتاج ويزيد من دافعيته الكتساب املعرفة (رزوقي وجنم‪.)2016،‬‬

‫أهمية التعلم القائم على المشروعات‪:‬‬

‫يعد التعليم القائم على املشروعات طريقة تعليمية مميزة تعتمد على نظريات التعلم احلديثة‪،.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويق وم باس تخدامها بش كل فع ال حيث ينتق ل املتعلم من مرحل ة املعرف ة إىل الفهم مث التط بيق‬
‫حىت يصل إىل مرحلة االبداع واالبتكار مما يعزز تعلمه وينمي قدراته ومهاراته العقلية العليا‬
‫وه ذا س يجعله ب إذن اهلل ق ادرا على التواف ق م ع متطلب ات احلي اة يف الق رن الواح د والعش رون‬
‫بكفاءة‪ (.‬زعفراين‪)2015 ،‬‬
‫يعترب التعليم القائم على املشاريع بديال للتلقني واالستظهار‪ ،‬فهو يكسب املتعلمني عمق أكرب‬ ‫‪‬‬

‫إلدراك املفاهيم‪ ،‬وقاعدة معرفية أوسع‪ ،‬وحيسن ويعزز مهارات االتصال واملهارات الشخصية‬
‫واالجتماعي ة‪ ،‬وي تيح فرص ة التن افس الش ريف بني اجملموع ات املتكافئ ة ال يت تتض من كاف ة‬
‫املستويات الذكائية ( املرتفع ‪ -‬املتوسط ‪ -‬الضعيف) وكذلك يصبح الطالب أكثر اندماجا‬
‫يف التعلم‪ ( .‬حايك‪.)2013 ،‬‬

‫مميزات التعلم القائم على المشاريع‪:‬‬

‫يشكل املتعلم حمور العملية الرتبوية فهو الذي خيتار املشروع وينفذه حتت إشراف املعلم‬ ‫‪‬‬

‫تعمل هذه الطريقة على إعداد املتعلم وهتيئته للحياة خارج أسوار املدرسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تنمي لدى املتعلمني مهارات التفكري العليا ومنها مهارة حل املشكالت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تزيد من دافعية املتعلمني للتعلم واالجناز‬ ‫‪‬‬

‫تعزز الثقة بالنفس وتشجع املتعلمني لكي يتحملوا مسؤولية تعلمهم‬ ‫‪‬‬

‫التوفيق بني النظرية والتطبيق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ربط األفكار واملعلومات والتكامل بينها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ال يقتص ر املتعلم ون على التغذي ة الراجع ة للمعلوم ات امللقن ة ب ل يس تعملون فعلي ا م ا يعرفون ه‬ ‫‪‬‬

‫لالستكشاف والتفاوض والتفسري‪.‬‬

‫عيوب التعلم القائم على املشاريع‪:‬‬

‫العجز عن تغطية كل عناصر املنهج الدراسي وذلك ألن املشروع يستغرق وقتا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املعرفة غري مرتابطة قد يتعلم املتعلم جانب معريف بشكل معمق وال يعرف شيء يف جانب‬ ‫‪‬‬

‫آخر‪.‬‬

‫تطلب معلما معد إعدادا جيدا ‪ ،‬ووقتا مفتوح‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يتطلب ميزانية عالية ومكلفة كما يستغرق وقتا وجهدا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫متي ل طريق ة املش روع إىل املغ االة واالهتم ام الش ديدين يف مراع اة مي ول واهتمام ات املتعلمني‬ ‫‪‬‬

‫على حساب حاجات اجملتمع ومشكالته‪.‬‬

‫احلاجة إىل إمكانات تتعلق باملعلم املؤهل القادر على التخطيط للمشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫صعوبة حتديد ميول املتعلمني احلقيقية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قلة خربات املتعلمني جتعل اختيار املشاريع وأنشطتها قاصرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دور المعلم في التعلم القائم على المشاريع‪:‬‬

‫القدرة على حتليل حاجات املتعلمني اليت تعكس اهتمامهم‬ ‫‪‬‬

‫التخطيط اجليد للفعاليات اليت تساعد على حتقيق هذه احلاجات وحسن تنفيذها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هتيئة البيئة التعليمية اجلاذبة واحملفزة لدوافع التعلم لدى املتعلمني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توفري بيئة تعليمية مناسبة واليت تناسب تصميم مشروع متكامل وهادف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلملام باخلطوات املتبعة عند تصميم أي مشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إعطاء فرصة للمتعلمني إلبراز وجهة نظرهم أثناء تقييم املشروع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دور المتعلم‪:‬‬

‫القدرة على البحث على املصادر املطلوبة للرجوع إليها وقت احلاجة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القدرة على طرح األفكار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القدرة على اكتساب مهارة حل املشكالت‬ ‫‪‬‬

‫التعاون وتوسيع مهارات االستماع النشط‬ ‫‪‬‬


‫االشرتاك يف شبكة تواصل ذكية ومركزة مما يتيح هلم التفكري بعقالنية يف كيفية‬ ‫‪‬‬
‫حل املشاكل‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬استراتيجية التعليم التعاوني‪:‬‬

‫مفهوم التعليم التعاوين ‪:‬‬

‫عرف اللقاين واجلمل ( ‪1999‬م ‪،‬ص ‪ )87‬اسرتاتيجية التعلم التعاوين بأهنا "اسرتاتيجية تعلم قائمة‬
‫على أس اس املش اركة الفعال ة والنش طة للطالب يف عملي ة التعلم يق وم على تقس يمهم إىل جمموع ات‬
‫داخ ل الص ف وإعط اء الفرص ة هلم لتحم ل املس ؤولية عن د دراس ة موض وع م ا ‪ ،‬ويتم حتت إش راف‬
‫املعلم وتوجيهه‪ ،‬وتت اح فيه الفرص ة للمناقش ة واحلوار وإب داء ال رأي بني املعلم والطالب وبني الطالب‬
‫بعضهم البعض "‬

‫عناصر التعلم التعاوين‪:‬‬

‫لكي يكون التعلم تعاونياً وناجحاً ال بد أن تتوفر فيه مخسة عناصر وهي ‪:‬‬

‫االعتماد املتبادل اإلجيايب‪ :‬إن االعتماد املتبادل اإلجيايب بني طالب جمموعة التعلم التعاوين هو‬ ‫‪‬‬
‫شعور كل فرد بأنه حباجة إىل زمالئه وإدراكه أن جناحه أو فشله يعتمد على جهود زمالئه‬
‫يف اجملموعة فإمنا أن ينجحوا أو يفشلوا سوياً ‪ ،‬وأن وضع هدف مشرتك للمجموعة يبين‬
‫لديهم الشعور بأن مجيعهم سوف يتعلمون مجيعاً‪ ،‬إضافة إىل املكافآت املشرتكة اليت تزيد من‬
‫بناء الشعور باالعتماد املتبادل‪ .‬ويعد توزيع األدوار فيما بينهم جانباً مهماً يف تطوير االعتماد‬
‫املتبادل اإلجيايب ويوفر بيئة تسمح مبساعدة الطالب بعضهم بعض على التعلم والتفكري‪.‬‬

‫املسئولية الفردية واجلماعية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تقع على كل فرد من أفراد اجملموعة مسئولية اإلسهام بنصيبه من العمل والتفاعل مع بقية زمالئه‬
‫بإجيابية وعدم التطفل عليهم أما‪ .‬اجملموعة ككل فعليها استيعاب وحتقيق أهدافها وقياس مدى جناحها‬
‫من حتقيق األهداف وتقيم جهود كل فرد من أعضائها ؛ وذلك إظهار املسئولية الفردية ومن مث إعادة‬
‫النتائج للمجموعة ‪ ،‬ولكي يتحقق اهلدف من التعلم التعاوين على أعضاء اجملموعة جيب تقدمي‬
‫املساعدة ملن حيتاجها منهم حىت يتم تعلم الطالب معاً لكي يتمكنوا من تقدمي أداء أفضل يف‬
‫املستقبل ‪.‬‬

‫تعزيز التفاعل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم تعزيز التفاعل بني اجملموعة من خالل تقدمي املساعدة من زميل لزميل آخر يف نفس اجملموعة‬
‫باستخدام مصادر التعلم والتشجيع والدعم لتحقيق ما حيدث بني أفراد اجملموعة من مناقشات وتبادل‬
‫الشرح والتوضيح والتلخيص الشفوي ‪ ،‬ويعترب تعزيز التفاعل بني أفراد اجملموعة وسيلة لتحقيق أهداف‬
‫هامة مثل‪( :‬التطوير ‪ ،‬التفاعل اللفظي ‪ ،‬وكذلك تطوير التفاعالت بني الطالب واليت تؤثر إجيابياً على‬
‫املردود الرتبوي ‪.‬‬

‫املهارات االجتماعية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫حيث يتم تعلم مهارات القيادة واختاذ القرار وبناء القرار وبناء الثقة وأداء املناقشة واليت تعد‬
‫ذات أمهية بالغة لنجاح جمموعات التعلم التعاوين‪.‬‬
‫معاجلة عمل اجملموعة ‪ - :‬يناقش وحيلل أفراد اجملموعة مدى جناحهم يف حتقيق أهدافهم ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وحمافظتهم على العالقات فيما بينهم ألداء مهامهم ‪ ،‬ومن خالل حتليل تصرفات أفراد‬
‫اجملموعة أثناء أداء مهارات العمل يتخذ أفراد اجملموعة قراراهتم حول بقاء واستمرار‬
‫التصرفات املفيدة وتعديل التصرفات اليت حتتاج إىل تعديل لتحسني عملية التعلم‪( .‬هبجات‬
‫وآخرون‪)2018 ،‬‬

‫الفرق بني جمموعات التعلم التقليدية وجمموعات التعلم التعاوين‪:‬‬


‫خطوات تنفيذ استراتيجية التعلم التعاوني‪:‬‬

‫مير الدرس التعاوين خبطوات متعددة وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬اختيار املوضوع ‪ :‬يتم اختيار املوضوع وفق األسس التالية ‪:‬‬

‫ـ أن يرتبط حباجة تثري اهتمام الطالب‬

‫ـ أن ميتلك الطالب خربات سابقة ذات صلة مبوضوع الدرس حىت يتمكنوا من دراسته ذاتي اً وحياولوا‬
‫إجياد نقاط أساسية للبدء منه ‪.‬‬

‫‪ -2‬تشكيل اجملموعات ‪ :‬حبيث تضم كل جمموعة من ‪ 6 -4‬أشخاص خمتلفني اهتماماهتم وقدراهتم‬


‫أي جمموعات غري متجانسة ( مرتفعة – متوسطة – منخفضة )‬

‫‪ -3‬توزي ع امله ام على اجملموع ات ‪ :‬ميكن توزي ع نفس املهم ة لك ل جمموع ة كم ا ميكن توزي ع مه ام‬
‫متباينة وذلك يعتمد على عوامل عديدة مثل‪ :‬هدف الدرس وطبيعته والوقت املخصص للنشاط وفيما‬
‫إذا كان العمل يتم داخل الفصل أو خارجه ويشرتط يف إعداد املهام ما يلي ‪-:‬‬

‫ـ أن تكون املهام حمدودة ومثرية ومقبولة لدى الطالب ‪.‬‬

‫ـ أن تكون متشعبة حبيث تتضافر جهود وليس جهداً فردياً ‪.‬‬


‫‪ -4‬ختصيص وقت معني ألداء كل جمموعة ويطلب فيها تقرير مفصل عن أعماهلا ‪.‬‬

‫‪ -5‬تعرض كل جمموعة أعماهلا وميكن أن يكون العرض بإحدى الوسائل التالية ‪:‬‬

‫ـ عرض تقرير شفوي أو باستخدام أجهزة العرض‬

‫ـ طباعة التقرير وتوزيعه على الطالب‬

‫ـ تعليق التقرير يف مكان بارز ومناقشته مع من يرغب ‪.‬‬

‫‪ -6‬يقيم املعلم أعم ال اجملموع ات كوح دة واح دة ‪ ،‬وحتص ل اجملموع ة على تق ييم مش رتك فأعض اء‬
‫اجملموعة ليسوا متنافسني بل يدعمون بعضهم ويعملون معاً للحصول على إجناز وتقييم أفضل وقد مييز‬
‫املعلم بني أفراد اجملموعة إذا وجد ما يربر ذلك ‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬االستقصاء‪:‬‬

‫عرف قطيط (‪ )2011‬التعلم املبين على االستقصاء بأنه إحدى الطرائق اليت تتطلب وضع الطالب‬
‫أمام موقف حمري‪ ،‬ويطلب منه تأمله وحتليله‪ ،‬مع وضع الفرضيات وجتريبها للوصول يف النهاية إىل‬
‫حلول عملية للمشكالت‪ ،‬ومن مث تعميم هذه احللول يف مواقف جديدة‪.‬‬

‫وعرف أيضا عطااهلل (‪ )2010‬االستقصاء بأنه توصل املتعلم إىل استنتاجات جديدة من خالل‬
‫السؤال واجلواب والنقاش اليت يثريها املعلم حول صورة يعرضها أو جدول وأما املتعلم جيهل ما يطلب‬
‫منه‪.‬‬

‫أنواع التعلم القائم على االستقصاء‪:‬‬

‫االستقص اء املوج ه‪ :‬ي رى بعض ال رتبويني أن ه ذا الن وع من االستقص اء أك ثر فاعلي ة من‬ ‫‪‬‬
‫االستقص اء احلر‪ ،‬ويناس ب التعليم من خالل بعض املن اهج الدراس ية احملددة‪ ،‬وم ع املراح ل‬
‫العملي ة الص غرية ‪ ،‬كم ا ي رى بعض املش رفني على التعليم أن ه ميكن اس تخدامه م ع املعلمني‬
‫التقليدين ملساعدهتم يف تغيري طرائق تدريسهم واالنتقال من األساليب التقليدية إىل أساليب‬
‫تعتم د على املتعلم‪ ،‬فل ذلك ميكن اعتب ار ه ذا الن وع من االستقص اء ه و مرحل ة وس طية بني‬
‫احلداث ة والتقليدي ة يف الت دريس‪ ،‬حيث يق وم املتعلم حتت إش راف املعلم وتوجيه ه‪ ،‬أو ض من‬
‫خط ة حبثي ة ُأع دَّت مس بقاً يف البحث والوص ول إىل النت ائج‪ .‬فيق وم املعلم بوض ع املتعلم يف‬
‫زوده بتعليم ات تكفي لض مان حص وله على اخلربة‬
‫مواق ف مل يعت دها ومل خيربه ا من قبل وي ّ‬
‫الكتشاف املفاهيم واملبادئ العلمية‪.‬‬
‫وج ه) على قي ام‬
‫االستقص اء الع ادل (ش به املوج ه)‪ :‬يق وم منوذج االستقص اء الع ادل (ش به املُ ّ‬ ‫‪‬‬
‫املعلم بتقدمي املشكلة للمتعلمني ومعها بعض التوجيهات العامة حبيث ال يقيدهم وال حيرمهم‬
‫من فرص ة النش اط العملي والعقلي‪ ،‬ويف ه ذا الن وع من االستقص اء يبحث املتعلم ون يف‬
‫املص ادر عن احلل‪ ،‬ولكن املعلم ه و ال ذي ي وفر األس ئلة‪ .‬ويتطلب ه ذا النم وذج العدي د من‬
‫مه ارات الت دريس ال يت ينبغي توافره ا ل دى املعلم مث ل‪ :‬مه ارات إدارة التعلم التع اوين‪،‬‬
‫ومه ارات املناقش ة ذات املس تويات العلي ا‪ ،‬ومه ارة إدارة ال وقت‪ ،‬ومه ارات تنظيم وإدارة‬
‫حجرة الصف‪ ،‬باإلضافة إىل أنه جيب أن يكون لدى املعلم حصيلة جيدة من احملتوى املعريف ‪.‬‬
‫االستقص اء احلر‪ :‬ولع ل ه ذا الن وع من االستقص اء يُع د أرقى أن واع االستقص اء حيث يق وم‬ ‫‪‬‬
‫املتعلم باختي ار الطريق ة واألس ئلة واملواد واألدوات الالزم ة للوص ول إىل ح ل ملا يواجه ه من‬
‫مش كالت‪ ،‬أو فهم م ا حيدث حول ه من ظ واهر وأح داث‪ ،‬ويك ون فيه ا املتعلم ق ادراً على‬
‫اس تخدام العملي ات العقلي ة العلي ا من حتلي ل وت ركيب ونق د وابتك ار متكن ه من وض ع‬
‫االسرتاتيجية املناسبة للوصول إىل املعرفة‪ ،‬فهو بذلك يقرتب كثريا من سلوك العامل احلقيقي‪،‬‬
‫قادرا على تنظيم املعلومات وتصنيفها‪ ،‬ومالحظة العالقات املتشابكة بينها ‪ ،‬واختيار‬
‫ويكون ً‬
‫أيض ا‬
‫م ا يناس به منه ا وتقوميه ا (علي‪ .)2002 ،‬ويتض ح مما س بق أن ه ذه املس تويات قائم ة ً‬
‫على أدوار املتعلم يف النشاط االستقصائي متدرجة من األسهل إىل األصعب‪ ،‬وبنفس الطريقة‬
‫ص نفها الب احث كولب رين(‪ ،)Colburn, 2000‬ولكن أض افت إليه ا املس توى الراب ع‬
‫وأطلقت عليه تسمية دورة التعلم‪ ،‬وفيها حياول املتعلم التعرف على مفهوم جديد من خالل‬
‫إعادة تطبيقات ملفاهيم سابقة يف مواقف جديدة‪ ،‬وهناك من قسمهم إىل مستويني فقط ومها‪:‬‬
‫وجه‪ ،‬واالستقصاء غري املوجه‪( .‬املالكي‪.)2021 ،‬‬
‫االستقصاء املُ ّ‬
‫ثانيا‪ :‬االستراتيجيات التعليمية الحديثة للطلبة بطيء التعلم‪:‬‬

‫مفهوم بطئ التعلم‪:‬‬

‫مصطلح بطء التعلم مصطلح لو دققت النظر فيه لوجدته يشري إىل متغري الزمن يف التعلم‪ ،‬مبعىن ان‬
‫تسمية هذه الفئة هبذا االسم إمنا جاء نتاجا ملعدل اكتساهبم للمعارف واملعلومات واملهارات الدراسية‪،‬‬
‫وهلذا ال عجب أن جتد أن ال رتاث اخلاص واألدبي ات اخلاص ة هبذه الفئ ة تش ري إىل أهنم يس تغرقون زمن ا‬
‫يق در بض عف ال زمن ال ذي يس تغرقه الطف ل الع ادي لتعلم واكتس اب املع ارف واملعلوم ات وامله ارات‬
‫الدراسية‪.‬‬

‫خصائص األطفال بطيء التعلم‪:‬‬

‫من أهم خصائص األطفال بطيء التعلم يمكن تلخيصها باآلتي‪:‬‬

‫يس تفيدون من التعليم الق ائم على اس تخدام امله ارات اليدوي ة أك ثر من اس تفادهتم من التعليم‬ ‫‪‬‬
‫القائم على املعلومات اللفظية ‪ ،‬مما يعين أنه ميكن حتقيق عائد تعليمي أفضل إذا ما مت حتويل‬
‫املادة الدراسية إىل بنية وتكوين وتنظيم تقوم يف تعلمها وتعليمها على البناء والتكوين املادي‬
‫والعي ين واحلس ي‪ ،‬وهنال ك جتد أن األطف ال من ه ذه الفئ ة حيقق ون مس توى مناس بًا من التعلم‬
‫والتعليم واكتساب املهارات األكادميية واملعلومات واملعارف الدراسية‪.‬‬
‫ليس من الس هل التعرف عليهم يف الفص ل ألهنم يتش اهبون من الناحية السلوكية م ع أق راهنم‬ ‫‪‬‬
‫العاديني ‪ ،‬خاصة يف املهارات االجتماعية والتفاعل داخل الفصل‪ (.‬سليمان‪.)2015 ،‬‬
‫ضعف يف العمليات املعرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضعف الذاكرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ض عف الرتك يز واالهتم ام‪ ،‬وإذا ك ان هن اك اهتم ام أو ترك يز يك ون قص ري ج دا وخصوص ا‬ ‫‪‬‬
‫التعليم اللفظي الذي يقدمه املعلم‪ ،‬وليدركوا الدروس بشكل أفضل حيتاجون تكرار الدروس‬
‫وأن تكون قصرية‪.‬‬
‫عدم القدرة عن التعبري عن األفكار‪ ،‬بالرغم من أن مهارة القراءة والكتابة مهمة إال أهنا فرعية‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لتعلم األطفال استقبال وفهم ما يقال هلم‪ ،‬والتعبري عن انفسهم‪ ،‬وترتبط هذه املشكلة‬
‫بضعف اجلانب العاطفي واالنفعايل ومبشكالت سلوكية مثل‪ :‬الرتدد‪ ،‬ومييلون إىل االمياءات‬
‫بدال من الكلمات بسبب ضعفهم يف الرتكيز وبالتايل تذكر التعليمات واالرشادات( حمظى‪،‬‬
‫‪.)2018‬‬

‫أهم االستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتدريس بطيئين التعلم‪:‬‬

‫تعدد االسرتاتيجيات وتنوعت لتدريس بطيئني التعلم وفيما يلي وصف بعضا منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعليم األقران‪:‬‬

‫تأيت اسرتاتيجية تعليم األقران لتحقق التوافق الذي ينشده الطفل بطيء التعلم‪ ،‬ألهنا توفر تعليما‬
‫ناجحا يعتمد على التفاعل اإلجيايب لألطفال مع أقراهنم العاديني فيجيبون بسرعه ويقلدون أقراهنم من‬
‫خالل املالحظة‪ ،‬كما تساعد االسرتاتيجية على توفري جو الطمأنينة وعدم الرهبة‪ ،‬فالتفاعل مع طفل‬
‫آخ ر ي وفر الفرص ة للمناقش ة والتس اؤل والتغذي ة الراجع ة املباش رة‪ ،‬وي ؤدي لنم و العدي د من امله ارات‬
‫اللغوية واالجتماعية إىل جانب تطوير أمناط التفاعل بني كال الطرفني‪ (.‬حواس‪)2013 ،‬‬

‫خصائص التدريس لألقران‪:‬‬

‫إن التدريس لألقران جيعل القرين املعلم على درجة كبرية من املرونة حبيث يستطيع االستمرار‬ ‫‪‬‬
‫يف التعليم‪ ،‬فيكتب املع ارف وامله ارات املختلف ة ال يت حيتاجه ا يف ممارس ته‪ ،‬لعملي ة الت دريس‪،‬‬
‫فالتالميذ ال يريدون معلما يعرف إجابة عن كل اسئلتهم بقدر حاجتهم إىل معلم صادق يف‬
‫التفاعل معهم‪ ،‬وأن يراعي الفروق الفردية بينهم ويتقبل كل أشكال النقد البناء‪.‬‬
‫عن دما ي تيح املعلم لألق ران الفرص ة لكي يعلم بعض هم بعض ا حيق ق كث ريا من النت ائج االجيابي ة‬ ‫‪‬‬
‫املرغوبة فذلك يتيح له أوال فرصة تغيري الدور التقليدي للمعلم كمسيطر يف العملية التعليمية‪،‬‬
‫األمر الذي يقلل من التوتر الذي ينشأ لدى التالميذ حنوه باعتباره مصدر السلطة‪ ،‬وكذلك‬
‫يعين تدريس األق ران للمعلم كث ري من األعم ال اليت ت تيح له وقت ا كافي ا ألداء دوره االنس اين‬
‫الذي يتمثل يف إظهار االهتمام باملتعلمني كأفراد وحثهم على بذل اجلهد والعمل ومساعدهتم‬
‫على مواجهة الصعوبات اليت تقابلهم والتغلب على ما يعرتضهم من عقبات‪.‬‬
‫يفيد تدريس األقران يف حتقيق مبدأ االعتماد االجيايب املتبادل‪ ،‬فكل فرد يف مجاعات األقران‬ ‫‪‬‬
‫مسؤول عن عمله كفرد وأيضا مسؤول عن عمل غريه يف اجملموعة‪ ،‬وذلك ألن كل فرد يؤثر‬
‫على اآلخ ر من حيث تش كيل وتعزي ز وتعمي ق أفك ار اآلخ رين وهي ن وع من ديناميكي ة‬
‫التحكم الذايت املرغوب توافره بني املتعلمني‪.‬‬
‫يفيد تدريس األقران بشكل خاص وبدرجة كبرية مع املتعلمني الذين يثقون بأنفسهم‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫ينمي القناعة لديهم بأنه إذا كان الزميل قادرا على التعلم فإنه من السهل عليه التعليم أيضا‬
‫هذا باإلضافة إىل تشجيعهم على القيام بدور القرين املعلم لشعورهم بأن القيادة يف يد طالب‬
‫مماثلني هلم وبالتايل فمن السهل الوصول إليها عما إذا كانت يف يد املعلم التقليدي‬
‫يتيح التدريس لألقران الفرصة أمام الطالب املعلم يف التدريب على مهارة تدريسية حمددة يف‬ ‫‪‬‬
‫فرتة زمنية قصرية مع إتاحة الفرصة يف احلصول على تغذية راجعة وفورية استنادا إىل أدوات‬
‫موض وعية مما ي وفر للط الب املعلم دورة تعلم قص رية إذا م ا ق ورنت ب دورة التعلم يف حال ة‬
‫التدريب على التدريس يف املواقف الفعلية‪ ،‬وهذا يعىن أن الطالب املعلم يتلقى تقوميا وتدعيما‬
‫أكثر هذا باإلضافة إىل أن هناك فرصة لتكرار دورة التعلم أكثر من مرة حىت يتقن املهارات‬
‫التدريسية اليت يتدرب عليها‪.‬‬
‫إن التفاعل املباشر املشجع بني مجاعات األقران يؤدى إىل توضيح الكثري من املفاهيم وكيفية‬ ‫‪‬‬
‫مواجه ة املش كالت وتزوي د الق رين املعلم خبربات متع ددة تنقل ه من مس توى التج ريب إىل‬
‫مستوى يعرف فيه سبب كل عمل ومغزى كل أداء وهبذا تضفى على كل عمل يقوم به‬
‫معىن وجتعل داللة‪ ،‬باإلضافة إىل أن التفاعل باملواجهة يوفر فرصة لظهور جمموعة واسعة من‬
‫املؤثرات واألمناط االجتماعية فالعون واملساعدة والدعم االجتماعي جيد طريقا هلم يف أجواء‬
‫هذا التفاعل‪( .‬حواس‪.)2013،‬‬

‫مزايا استخدام تعلم األقران لطالب بطيء التعلم‪:‬‬

‫تتيح فرص لتحقيق التفاعل االجيايب بني املعلم والطالب‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تتيح وقتا كافيا إلجناز األنشطة املرتبطة مبحتوى التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنمي مهارات االتصال‬ ‫‪‬‬
‫يزيد من دافعية التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقوي مفهوم الذات وتوجيه الذات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقلل من اإلحباط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتيح الفرص لتقومي األفراد واجلماعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يصلح ملختلف املواد الدراسية وميكن تطبيقه يف كل املستويات من املراحل التعليمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة التحصيل الدراسي فرصة لتكوين عالقات اجتماعية جيدة بني الطالب‪(.‬حممد‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.)2014‬‬

‫ثانيا‪ :‬استراتيجية لعب األدوار‪:‬‬

‫ميكن للمعلمني من خالل اسرتاتيجية لعب األدوار تشجيع الطالب بطيء التعلم على التفاعل مع‬
‫أق راهنم‪ ،‬من خالل تب ادل األدوار واملش اركة يف ممارس ة األنش طة املختلف ة‪ ،‬مما ي ؤدي إىل تعزي ز الثق ة‬
‫بالنفس لديهم‪ ،‬كما تتناسب هذه االسرتاتيجية مع ميول واجتاهات األفراد وحتسني النمو االجتماعي‬
‫لديهم ‪.‬‬

‫وميكن تعري ف اس رتاتيجية لعب األدوار بأن ه طريق ة عملي ة يتعام ل هبا الطالب م ع املش كلة أو‬
‫املوق ف التعليمي عن طري ق التمثي ل ولعب األدوار‪ ،‬وذل ك ملعاجلة املواق ف االجتماعي ة عن طري ق‬
‫حتليلها‪ ،‬وبناء التكيف السليم مع هذه املواقف‪ ،‬مث يقوم املعلم مبناقشة التمثيل مناقشة موجهه يشارك‬
‫فيها الطالب مجيعا‪.‬‬

‫أهمية استراتيجية لعب األدوار في تدريس بطيء التعلم‪:‬‬

‫تشجع الطالب على التواصل مع اقراهنم‪ ،‬والتعلم من بعضهم لبعض‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تساعد الطالب بطيء التعلم على اكتساب بعض العادات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنمية روح العمل والتعاون بني الطالب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إثارة وعي التالميذ بإمكاناهتم اجلسمية والنفسية واالجتماعية‪ ،‬ليدركوا ذواهتم ويتمكنوا من‬ ‫‪‬‬
‫حتقيق رغباهتم‪ ،‬واستغالل تلك اإلمكانيات‪.‬‬
‫إشاعة جو من البهجة والسرور يف حميط الطالب يشعرهم باألمن والطمأنينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫على املعلم االهتم ام بس ري العملي ة التعليمي ة وف ق اس رتاتيجية لعب األدوار واس تخدام اللغ ة‬ ‫‪‬‬
‫املناسبة‪ ،‬وإيضاح القواعد اليت سيلعب هبا الدور‪.‬‬

‫وميكن الق ول أن من أب رز دواعي اس تخدام اس رتاتيجية لعب األدوار م ا تفرض ه حاج ة بعض‬
‫الطالب إىل استخدام هذه االسرتاتيجية للتخلص من مظاهر اخلجل والعزلة واالنطواء اليت يتصف هبا‬
‫بطيئني التعلم‪.‬‬

‫وختاما‪ :‬أن ما يتميز به املتعلم املوهوب من خصائص ومسات هلا ما يقابلها من متطلبات وطرق‬
‫تدريس تعليمية مناسبة‪ ،‬وكذلك بطيئني التعلم‪ ،‬ل ذلك جيب على املعلم أن يضاعف اجلهد يف معرفة‬
‫خصائص كال من هؤالء‪ ،‬وبالتايل استخدام أفضل الطرق واالسرتاتيجيات وأساليب التعلم اليت حتقق‬
‫الرضا واإلشباع حلاجاهتم ومتطلباهتم املختلفة‪.‬‬

You might also like