Professional Documents
Culture Documents
يوسف خشان
امكدمي رابحة
2
التصميم
تمهيد
المبحث الأول :المقاربة النظر ية للتدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات.
➢ المطلب الأول :تعر يف التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات.
oالفرع الأول :أهداف التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات
oالفرع الثاني :أهمية التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات في تحقيق الفعالية التنظيمية
خاتمة
3
تمهيد ❖
برزت إدارة ة الموارد البشر ية كرافد أساسي و دعامة فعالة لتحقيق الاندماج في البيئة الحالية المبنية على الجودة والمعرفة
والاعتماد المكثف على ال كفاءات البشر ية ،تلك ال كفاءات التي تلعب دورا أساسيا في مختلف الأنشطة والوظائف
داخل المؤسسة ،وبإجماع من أصحاب الفكر الإداري على كون المورد البشري هو أهم الموارد بالنسبة للمؤسسة الحديثة
خاصة تلك التي تريد البقاء والاستمرار ،فلابد لها من توفير اليد العاملة المؤهلة بالأعداد و النوعيات اللازمة لذلك ،ولن
يتحقق هذا إلا من خلال تخطيط متوسط إلى بعيد المدى للموارد البشر ية عن طر يق مسعى التدبير التوقعي للوظائف
وال كفاءات كمنهج تتبعه المؤسسة لتحقيق الموائمة بين الوظائف وال كفاءات .ووزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي
والر ياضة واحدة من هذه المؤسسات التي تعمل جاهدة على تحقيق أهدافها وتحسين مستوى موظفيها من خلال التطوير
المستمر لسياسات التوظيف ،التدريب ،التحفيز ،وتسيير المسار المهني لموظفيها .و يحاول هذا العرض الإجابة على إشكالية
الدراسة المتمثلة في:
والر ياضة؟ ما هو واقع التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات لدى ووزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي
وبهدف اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﳍﺬا العرض ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻟﻺﻃﺎر اﳌﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﻟﻠﺘدبير اﻟﺘﻮﻗﻌﻲ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ،ﻣﻦ
ﺧﻼل ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ وأﻫﻢ ﻣﺮاﺣﻠﻪ ،ﳏﺎوﻟﲔ ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﺘدبير اﻟﺘﻮﻗﻌﻲ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﰲ ووزارة
التربية الوطنية والتعليم الاولي والر ياضة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺣﻘﻞ ﺧﺼﺐ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﳌﺴﻌﻰ ﰲ المغرب.
قبل التطرق لمفهوم التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات لابد من تعر يف بعض المصطلحات ذات الصلة ،فالوظيفة هي
1
عبارة عن مجموعة محددة من المهام والأعمال والواجبات والمسؤوليات الموكلة لشخص أو مجموعة أشخاص داخل المؤسسة
و يطبق مفهوم المنصب عندما يستلم العامل مهامه ،بمعنى أن الوظيفة مرتبطة بالمهام المكونة لها في حين يتعلق المنصب
بالشخص الذي يمارس هذه المهام وبالميزانية المالية المخصصة له.
أدى اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ إﱃ اﻟﺘﻔﻜﲑ أﻛﺜﺮ ﰲ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻜﻔﺎءة ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺐ
اﻟﻌﻤﻞ ،واﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﻬﺎم اﳌﺴﻨﺪة ﳉﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،3وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر إﻻ أن ﻛﻠﻤﺔ اﳌﻨﺼﺐ
ﻣﺎزاﻟﺖ اﻷﻛﺜﺮ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ وﺷﻴﻮﻋ ﺎ .وﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻛﻞ وﻇﻴﻔﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ وﳍﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﺳﻠﻮب ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ
ﲡﻤﻴﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﳏﺪدة ﻋﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻛﻞ وﻇﻴﻔﺔ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻔﺘﻴﺘﻬﺎ إﱃ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻷوﻟﻴﺔ ،وﲢﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻣﻬﺎم ﻛﻞ
ﻋﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﳝﻜﻦ ﻣﻌﻪ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ متطلباتها اﻟﻜﻤﻴﺔ واﳌﻬﺎرات واﳌﺆﻫﻼت واﻟﻘﺪرات اﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﰲ ﻣﻦ
4
ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ ،ﻟﻜﻲ ﻧﺼﻞ إﱃ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺷﺨﺎص واﻟﻜﻔﺎءات واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺮاد اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻛﻞ
وﻇﻴﻔﺔ .أﻣﺎ وﺻﻒ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ وﺻﻒ ﻛﺘﺎﰊ ﻋﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔﻛﺎﻟﻮاﺟﺒﺎت واﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت ،وﻇﺮوف اﻟﻌﻤﻞ
واﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ .وﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﺪﻳﺪ وﺻﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﺿﺒﻂ ﻧﻮع اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﰲ
ﺷﺎﻏﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮف اﻟﻜﻔﺎءة ﺑﺄنها اﻟﺘﻮﻟﻴﻔﺔ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ اﳌﻌﺎرف واﳋﱪات واﻟﺘﺠﺎرب ،واﻟﺘﺄﻫﻴﻞ
5
ﻣﻌﺎرف ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ؛ ﻣﻬﺎرات ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲟﻌﲎ واﳌﻮاﻫﺐ اﶈﺼﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺮد أو اﳌﺆﺳﺴﺔ وﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ:
اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﳒﺎز اﳌﻬﺎم؛ ﻣﻬﺎرات ﻛﺎﻣﻨﺔ؛ ﻣﻬﺎرات ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ؛ ﻣﻬﺎرات إدراﻛﻴ ﺔ؛ ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﺼﺮف داﺧﻞ ﳏﻴﻂ ﳏﺪد؛
اﳉﻮدة واﻻﺳﺘﻌﺪاد؛ اﳌﺆﻫﻼت اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ .ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻣﺘﻼك اﻟﻜﻔﺎءة ﻳﻌﲏ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﳒ ﺎز ﻣﻬﺎم
ووﻇﺎﺋﻒ ﳏﺪدة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻇﻴﻒ ﳎﻤﻮﻋﺔ اﳌﻌﺎرف واﳌﺆﻫﻼت واﻻﺳﺘﻌﺪادات واﳋﱪة واﳌﻤﺎرﺳﺎت داﺧﻞ وﻇﻴﻔﺔ
ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘدبير اﻟﺘﻮﻗﻌﻲ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﲟﻔﻬﻮم اﻟﺘﻮﻗﻊ ،واﻟﺬي ﻳﻌﲏ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺣﺎدﺛﺔ أو ﻣﻮﻗﻒ
ﻣﻌﲔ ﺧﻼل ﻓﱰة ﳏﺪدة ﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﺎ ،وﻫﻨﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻷﻣﺮ ﲟﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات وﻣﺪى اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ
اﻟﺘﻐﲑات واﻟﺘﻄﻮرات اﻟﱵ ﲢﺪث ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ.
و يعرف التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات حسب Weiss Dimitriبأنه مسعى لهندسة المواد البشر ية الذي يقوم
على تصور تطبيق ومراقبة مجموعة من السياسيات والتطبيقات الهادفة إلى تخفيض وبصورة توقعية الفارق الموجود بين
حاجات المؤسسة ومواردها البشر ية المتوفرة ،سواء على المستوى الكمي أو ال كيفي ،وهذا التوجه يدخل ضمن استراتيجية
المؤسسة 6،و يضيف Weiss Dimitriالتدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات له بعدين ،بعد فردي وأخر جماعي ،7فعلى
المستوى الجماعي هو إدماج الموارد البشر ية كمتغير استراتيجي والتحكم في تطور الوظائف على المدى المتوسط (من الجانب
الكمي وال كيفي) .أما على المستوى الفردي ،فيتمثل الأمر في السماح لكل موظف أن يصبح فعالا يواجه السوق،
والسماح له بإعداد مشروعه الخاص به.
كما يعرف التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات حسب المخطط التالي:8
5
وﻣﻨﻪ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘدبير اﻟﺘﻮﻗﻌﻲ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات اﳌﺴﻌﻰ اﻟﺬي ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺈﻋﺪاد وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺎت واﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﱵ
تهدف إﱃ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﻔﻮارق ﺑﲔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌﺆﺳﺴﺔ وﻣﻮاردﻫﺎ اﳊﺎﻟﻴﺔ واﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،وﻫﺬا ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻜﻤﻲ واﻟﻨﻮﻋﻲ،
ﻣﻦ ﺧﻼل إﺗﺒﺎع ﻋﺪة إﺟﺮاءات ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ،اﻟﺘﺪرﻳﺐ ،اﻟﻨﻘﻞ ،...آﺧﺬﻳﻦ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ
وأﻫﺪاﻓﻬﺎ ،رﻏﺒﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﳌﻮاﺋﻤﺔ ﺑﲔ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ الأﻫﺪاف اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ.
-1-1مرتكزات التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات :لتفعيل عملية التدبير التوقعي والوصول إلى وضع حلول وسياسات
9
للفوارق الموجودة بين الوظائف وال كفاءات في المؤسسة فإنها ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
-2-1الفاعلين : Acteurs:في مسعى التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات يعتبر الموظفين فاعلين ضمن التحليل
الاستراتيجي للمؤسسة أولئك الذين يمل كون قدرات تتجاوز المقدرة العضلية وتتخطاها إلى المقدرة الذهنية والفكر ية لذا تعمل
المؤسسة على تطوير إستراتيجيتها مع خلق أشخاص فاعلين نوعيين.
-3-1الوظيفة النموذجية : Emploi type:تحدد على انها مجموعة المناصب الملموسة والتي تبدي تقاربا أو تكامل او
احلالا وإذا استطاعت المؤسسة جمع هذه المناصب داخل وظيفة نموذجية واحدة فإنها تستطيع إيكال هذه الوظيفة
لشخص واحد.
-4-1ال كفاءات Compétences:تعتبر ال كفاءات كنقطة مهمة بالنسبة للوظائف أي كحاجة ومورد وذلك لاحتوائها
في نفس الوقت على:
-بعد نوعي تقديري بالنسبة للوظائف أي ال كفاءات المتوفرة واللازم الحصول عليها.
-بعد فردي فمن خلال ال كفاءة الفردية نصل إلى كفاءة جماعية ومنه إلى كفاءة إستراتيجية عن طر يق تقييم ال كفاءات.
-5-1الوس ائل Outils:تصنف الوسائل التي تحتاجها عملية التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات إلى وسائل تحليلية،
وسائل مساعدة في اتخاذ القرارات ،ووسائل اتصال.
-الوسائل التحليلية :وهنا يتعلق الآمر بتلك الوسائل المساعدة على تحليل مختلف الأنشطة والوظائف داخل المؤسسة
للوصول إلى الوظيفة النموذجية.
-الوسائل المساعدة على اتخاذ القرار :وهي الوسائل التي تساعد في عملية تشخيص الموارد المتاحة مثلا (وصف لليد العاملة
حسب العمر ،الأقدمية ،ال كفاءة )...؛ توقع التطور الذي يحدث على مستوى هذه الموارد ،تقييم الحاجات المحتملة.
-وسائل الاتصال :هذه الوسائل تساعد على الصيرورة الحسنة لعملية التدبير التوقعي وهي تأخذ الأشكال التالية:
" الانترنيت المسخرة بين مختلف الوظائف بحيث يستطيع أي موظف الحصول على المعلومات اللازم تقاسمها داخل
المؤسسة مباشرة من مكانه أو مكتبه.
-6-1دفتر المهـــن :Répertoire des métiersدفتر المهن هو عبارة عن قائمة للمهن والوظائف النموذجية ،ويتكون
من تسميات ،تعر يفات مختصرة بثلاثة أو خمسة أسطر لكل مهنة.
وتكون هذه القائمة مرتبة حسب العائلات ،والعائلات الفرعية ،ودفتر المهن بإمكانه جمع المهن حسب تقاربها المهني،
من حيث نشاطها التقني مثلا ،وال كفاءات المشتركة مثل الثقافة المهنية ،و يكون المستوى الأول للتجميع الغايات ثم
مستوى العائلات المهنية والتي تجمع فيما بينها ثقافات مهنية مشتركة ،ثم المستوى الثالث وهي العائلات الفرعية وهي
10
الوظائف التي تتطلب جانب تقني معين.
يمكن تبني التدبير التوقعي كمسعى داخل المؤسسة لعدة أهداف تختلف حسب حجم المؤسسة ،نوع الإستراتيجية المطبقة،
11
مدى تكيف الموارد البشر ية المتوفرة مع الوظائف الحالية والمستقبلية ،فالمؤسسة قد تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:
-تحقيق المواءمة بين مختلف الوظائف وال كفاءات المتوفرة ومنه تحقيق أهداف المؤسسة؛
-تقييم ال كفاءات وبالتالي القدرة على التنبؤ بال كفاءات المستقبلية الواجب توفيرها؛
-تحليل الوظائف ومنه القدرة من التعرف على مختلف التطورات التي تحدث على مستواها.
جميع هذه الأهداف وأخرى قد تخفض من عبء التكاليف التي قد تتحملها المؤسسة نتيجة عدم التوافق والمواءمة بين
الوظائف وال كفاءات.
oالفرع الثاني :أهمية التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات في تحقيق الفعالية التنظيمية
يقصد بتحقيق الفعالية التنظيمية تقديم منتج أو خدمة بنوعية جيدة وبتكلفة أقل ،مع تحقيق رضا الأطراف ذات العلاقة
12
لذلك قد تلجأ بعض المؤسسات إلى تبني مسعى التسيير التوقعي للوظائف وال كفاءات كحل للتوفيق بين بالمؤسسة،
13
مختلف أهداف المؤسسة الأنفة الذكر ،وتظهر أهمية التدبير التوقعي من خلال التحكم في بعض التكاليف التي نذكر منها:
-1التكاليف الناتجة عن عدم الليونة أو غيابها :وتعبر الليونة بوجه عام حسب كل من Equilibey et Boyerعن قدرة
النظام على مواجهة والتكيف مع المستجدات بما تحمله من استعجال وعدم تأكد ،وتتمثل مختلف التكاليف الناتجة عن
غياب الليونة في نظام إدارة الموارد البشر ية فيما يلي:
7
فعاليتها تتحدد 14بقدرتها على انتقاء أحسن العناصر من جملة المرشح ين المستقطبين.
-3التكاليف المتعلقة بالتدريب :يكون عادة الهدف من التدريب هو جعل الموظف أكثر تحكما في وظيفته ،ويستجيب
لمتطلباتها بصورة دائمة ومستمرة ،ول كن قد لا يتحقق هذا دائما في ظل التطورات والتغيرات السر يعة التي تشهدها
المؤسسة سواء على مستوى الوظائف أو الاستراتيجيات ،مما يتطلب من المؤسسة رؤ ية مستقبلية دائمة تمكنها من التنبؤ
بالتدريبات اللازمة لكل وظيفة من أجل الاستمرار والارتقاء.
حسب Kerlanإن التدبير التوقعي بما يحمله من تطلع أو استشراف للمستقبل يوفر على المؤسسة تكاليف ومخاطر عديدة
ناتجة عن الظهور المفاجئ للحاجة للتدريب ،و يظهر ذلك من خلال التقدير المسبق للاحتياجات التكوينية ،وإتاحة الفرصة
15
للمفاضلة بين طرق وأساليب التدريب لاختيار الأنسب منها سواء من ناحية التكلفة أو الجودة.
16
-4التكاليف الناتجة عن عدم رضا العاملين :يعبر عن الرضا عن العمل بالمعادلة التالية:
وتتمثل التكاليف الناتجة عن عدم رضا العاملين أساسا في تلك الناتجة عن الغياب والاستقالة ،غياب المبادرة والإبداع
ونقص الدافعية لدى الأفراد .كما أن استبدال عامل وإحلاله بعامل جديد يكلف المؤسسة عواقب كبيرة ،17فبالإضافة
إلى فقدانها العامل القديم وخدماته التي يفترض أن تكون جيدة بسبب خبرته والتدريبات التي تحصل عليها ،نجد أن
توظيف عامل جديد يكلف المؤسسة مصار يف الاستقطاب والاختيار والتوجيه والتدريب ،كما أن أداءه يكون بطيء
ومتواضع في البداية.
أما تكاليف الغياب فتظهر من خلال التأثير السلبي على برامج العمل مما يؤدي إلى التأخير في آجال التنفيذ ومواعيد
التسليم ،وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإيقاف شبه الكلي للعمل ،إذا كان العامل المتغيب مهما .ويمكن للتدبير
التوقعي للوظائف وال كفاءات أن يساهم في تحقيق عناصر الرضا عن العمل ،السابقة الذكر ،إلا أن أهميته تظهر بوضوح
8
انطلاقا من التعار يف السابقة للتدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات والتي تصب في مجملها إلى تحقيق التوافق بين الوظائف
وال كفاءات ،نجد انها تعتمد على معلومات حالية وأخرى مستقبلية ،ول كي يطبق هذا المسعى لا بد من المرور بمراحل
يمكن توضيحها من خلال المخطط التالي:
من خلال الشكل يتضح لنا أن التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات يمر بالخطوات التالية :
تقدير وتحليل إستراتيجية المؤسسة وأهدافها المستقبلية وكذا تحليل الوظائف الحالية لتحديد الكمية المتوقعة من .1
الوظائف المستقبلية وبالتالي تحديد الاحتياجات من الموارد البشر ية من حيث الكمية والنوعية؛
تحليل مختلف التطورات والتغيرات الحالية التي تحدث على مستوى الموارد البشر ية داخل المؤسسة من حيث .2
(المؤهلات ،النمو الديموغرافي ).....وبالتالي تقدير العرض الداخلي من الموارد البشر ية كميا ونوعيا؛
إسقاط التقدير والتحليل الخاص بالموارد البشر ية والوظائف على ما هو مطلوب لتحقيق إستراتيجية المؤسسة .3
واستنتاج الفارق؛
9
يعتبر العنصر البشري الركيزة الأولى لإنجاح الإصلاح التربوي بسبب الموقع المحوري والاستراتيجي الذي يحتله داخل
منظومة التربية والتكوين ،باعتباره المحدد الأساسي لإحداث التغيير المنشود ومحرك الفعل التربوي في مختلف أبعاده
التعليمية والتربو ية والثقافية والقيمية ،كما أن الارتقاء به يعتبر دعامة ضرور ية لتطوير المنظومة التربو ية والرفع من أدائها
ومردوديتها.
➢ المطلب الاول :حتمية اعتماد المناهج التدبير ية الحديثة) نموذج وزارة التربية الوطنية (
يعد توصيف وترتيب الوظائف مرحلة أساسية من مراحل مخطط التدبير التوقعي ،وهو بمثابة تشخيص للوظائف
والموظفين داخل إدارة معينة .حيث يتم خلالها القيام بجرد شامل يمكن من إعطاء صورة كاملة عن وضع المنظمة فيما
يتعلق بمواردها الحالية وبنية وظائفها .وعلى مستوى الموارد البشر ية ،يتم القيام بجرد كل ما يتعلق بها من حيث:
الأعداد ،السن ،الأقدمية ،الجنس ،التأهيل .أما على مستوى الوظائف ،فيتم تحديد ووصف وضعيات العمل ،المهام،
الأنشطة وال كفاءات التي تلائمها
إن تدبير الحديث للموارد البشر ية يعتمد على التخطيط المسبق للوظائف وال كفاءات .و يتم ذلك عبر عملية توصيف
الوظائف وال كفاءات التي تعد لبنة أساسية لاعتماد التدبير التوقعي للوظائف وال كفاءات
10
مرسو تتولى هيئة التربية والتعلي حسب كل إطار القيا بالمها التالية : تتألف هيئة التربية والتعليي مين
2.23.819بشأن
االطييير التاليييية تطييير التيييدري
النظا األساسي اطر التدري ➢
الخاص بموظفي وهي :
التربية والتدري ➢
قطاع التربية التقيي والدع المدرسي ➢
الوطنية صادر اطار تستاذ التعلي االبتدائي
التعاون والتنسيق ضمن الفريق ➢
بتاريخ
المشاركة في عملية التنمية والتطوير المهني ➢ إطار تستاذ التعلي الثانوي
2023/10/06
المشاركة في االنشطة المدرسية واالنشطة الموازي ➢
إطار تستاذ التعلي الثانوي االعدادي
➢ اطار مستشار في التواي التربوي
*تتبع المسارات الدراسية والتكوينية للمتعل ومواكبة مشاريع الشخصية إطار تستاذ التعلي الثانوي التأهيلي
مرسو * تقدي خدمات االعال المدرسي والمهني واالستشارة والمواكبة النفسية واالاتماعية للمتعل إطار استاذ مبرز للتربية الوطنية
2.23.819بشأن
النظا األساسي *تقدي الدع والمشورة في ماال التواي المدرسي والمهني لألسر ومؤسسات التربية هيئييييية التوايييييي والتخطييييييط
الخاص بموظفي
قطاع التربية
التربوي :
*المساهمة في عمليات تقيي وتحليل ودع تداء المتعل …
الوطنية صادر
بتاريخ 2023- *اطار مستشار في التواي التربوي
إطار مختص تربوي ➢
10-06 *المساعدة في اعمال االدارة المدرسية
*اطار مختص تربوي
*االشراف على المختبرات المدرسية
*االشراف على المكتبات المدرسية *اطار مختص ااتماعي
اطار مختص ااتماعي ➢
*المواكبة النفسية واالاتماعية والصحية للمتعل
*المساهمة في تدبير االنشطة المرتبطة بلحياة المدرسي
التدري بمراكز تكوين االطر العليا التابعة لقطاع التربية الوطنية سواء في اطار التكوين ➢ -إطار تستاذ مساعد
االساسي او المستمر ..
مرسو -إطار تستاذ مؤهل
االشراف على البحوث والتقارير واالعمال الميدانية والمساهمة العلمية والتربوية الخاصة ➢
2.23.819بشأن
بالطلبة والمتدربين المتابعين للتكوين بمراكز التكوين ...
النظا األساسي إطار تستاذ مؤطر
الخاص بموظفي
قطاع التربية
الوطنية صادر
بتاريخ
2023/10/06
12
1التوظيفRecrutement :
ﺣﺳب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣوظف ﺑﺄﻧﮫ ﻛل ﺷﺧص ﯾﻌﯾن ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ ﻗﺎرة
و يرسم في إحدى رتب السلم الخاص بأسلاك الإدارة التابعة للدولة وبذلك فإن خصائص الموظف.
-التعيين من قبل سلطة حكومية مختصة -الانتماء إلى إدارة أو مرفق عمومي
ملاحظة :وفي هذا الصدد ،تجدر الإشارة إلى أن صفة الموظف العمومي تختلف عن المتعاقد والمستخدم وذلك باختلاف
الإطار المرجعي المعتمد في التشغيل الخاص بكل صنف
شروط التوظيف
إدلاء المترشح بأنه يوجد في وضعية تتفق مع مقتضيات قانون الخدمة العسكر ية والمدنية
وقد تنضاف لها شروط أخرى تراعي خصوصيات وطبيعة الوظيفة المطلوبة ومنها:
-شرط السن ما بين 18سنة و 40سنة ،مع تمديد حد السن إلى 45سنة لفائدة حاملي الشهادات العليا.
يستطيع الموظف في قطاع التربية والتكوين عبر حياته المهنية ،إذا توفرت له الشروط اللازمة ،مغادرة إطاره الأصلي
وولوج آخر سواء بتغيير السلم أو بدونه ،بذلك فالترقية لا تقتصر على تسلق الدرجات السلاليم فقط ،بل تتعدى ذلك إلى
تقلد مناصب أخرى إدار ية وتربو ية عن طر يق التكوين بعد الالتحاق بمراكز تكوين الاطر العليا للتسمية في إطار جديد
مفتش تربوي أو أستاذ التعليم الثانوي أو متصرف تربوي .أو عبر الإدماج بالشهادة في إطار أستاذ التعليم الثانوي من
الدرجة الأولى
العزل
14
لقد نص الفصل 37من النظام الاساسي العام للوظيفة العمومية أن كل موظف يكون في إحدى الوضعيات التالية:
•الرخص االدارية( :السنوية -االستثنائية -رخص بدون اار -رخص الوالدة -الرخص المرضية)
•الترقية (:االمتحان المهني -االختبار )
•حركيات الموظفين(:الحركة االنتقالية -تدبير الفائض والخصاص)
وضعية القيام •التغيبات واالنقطاع عن العمل:مسطرة تدبير التغيبات مسطرةترك الوظيفة )
بالوظيفة •الوضع رهن االشارة والتفرغ النقبي :مسطرة الوضع رهن االشارة -مسطرة التفرغ النقبي )
•يت اإللحاق في الحاالت المنصوص عليها في الفصلين 48و 48المكرر من الظهير الشريف رق ،1.58.008
بقرار لرئي اإلدارة العمومية التي ينتمي إليها الموظف تو للسلطة المختصة فيما يتعلق بالاماعات الترابية،
وضعية االلحاق لمدة تقصاها ثالث سنوات قابلة للتاديد تلقائيا ،باقتراح من رئي اإلدارة العمومية تو السلطة المختصة .
•مسطرة االستداع
وضعية التوقيف •مسطرة االيداع
المؤقت
يؤكد جوبير )Jobert( 1995على أهمية التكوين في تطوير الموارد البشر ية داخل المؤسسة قائلا " :يعد التكوين أثناء
العمل ،بعد فترة من التهميش والإقصاء من الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة ،وسلة في أيدي المسؤولين للتأثير على البنية
القيمية ( )Qualitativeلليد العاملة ومن تم على السوق الداخلي للعمل ...
1-1التكوين
يعرف شوارتز )Schwartz( 1988التكوين الداخلي كما يلي " :يمكن التكوين الفرد من إ يجاد الحلول والأجوبة على
التساؤلات التي يطرحها على نفسه في مختلف وضعيات العمل .مما يحدث لديه تغيرا واعيا " .
إ يجاد الحلول مما يعني أن صيرورة التكوين مرتبطة أساسا بوضعية العمل عند مواجهة العامل عائقا لا يتوفر على
حل لتجاوزه ،ومن هنا يمكنه التكوين من هذا الحل
15
ولتحديد نموذج للتكوين ،يقدم الباحثون في هذا المجال العناصر التالية :واخترنا في هذا الباب اقتراحات (فبر
)Fabre 1994
مبدأ التغيير :يعتبر التكوين تحفيزا للفرد ومبادرة طوعية وبناء لشخصية المكون .هذا التغيير الواعي له متطلبات
عدة :استثمار في الوقت والمجهود ،انخراط تام وواع ،مراجعة التمثلات الشخصية.
التركيز على المكون وعلى الوضعية يعتبر المكون ووضعية التكوين المحددين الأهم في عملية التكوين وصيرورته،
وهما أهم من المكون ومحتوى التكوين.
ربط المعارف بالعقبات والمشاكل :لا يمكن تملك المعارف بصفة جيدة إلا إذا تم ربطها بوضعية حقيقية،
إذن لا بد من ربط التكوين بالممارسة المهنية.
المهارات التقنية والمهنية :تكوين الموارد البشر ية هو مهنة لها خصوصيتها ومحدداتها ،وظيفة المكون هي
بالأساس خلق الظروف المواتية لبناء المعارف من طرف المكون بتيسير أنشطة هذا الأخير (بيرنار ولييتار
)Bernard et Liétard .2001
2-1هندسة التكوين
تعتبر هندسة التكوين صيرورة تتيح عقلنة ممارسة التكوين يعرفها (لوبوطر " :) Le Boter 1990هي مجموعة
من الأنشطة تمكن من التحكم في معارف ومعلومات مختلفة وتلخيصها .وهي معارف أساسية لإعداد ودراسة
وبناء نظام للتكوين يروم عقلنة الاستثمار في تكوين المورد البشري ويمكن لغايات تكوينية ،تجزيئ صيرورة
هندسية التكوين إلى المراحل التالية:
المرحلة الأولى( :التحليل)
المرحلة الثانية(:الاعداد)
المرحل الثالثة (:التنفيذ)
المرحلة الرابعة( :التقييم)
ثانيا :تقييم الأداء
يتطلب دراسة مسبقة لتنظيم العمل داخل المؤسسة وكذلك تقيما للموظف أثناء ممارسة مهامه ،إذ لا يمكن الاكتفاء فقط
بتوصيف لل كفايات كمرجع وحيد للمسؤول عن التقييم.
16
يساهم التوجيه أيضا في إعداد سينار يوهات لتفادي شغور مناصب حساسة لما لذلك من تأثير سلبي على المؤسسة حيث
يتم وضع عجلات الأمان ( )Des roues de secoursأو بعض المسؤولين الاحتياطيين لدرء مثل هذه الحالات
الاستثنائية استقالة فجائية ،إقالة مرض خطير وفاة. )...
ويساهم التوجيه أيضا في تحفيز المورد البشري الذي ينخرط في مسار مهني يضمن له التطور والتحسن في المهام وفي
الشروط المادية والمعنو ية المرتبطة بها.
رابعا :الترقية
تكتسي الترقية أهمية كبيرة عند كل موظف ل كونه يشهد مرحلة بداية الحياة المهنية ،لذلك يجب أن يحرص الجميع على أن
تكون هذه الانطلاقة موفقة وسليمة دون تعثر الذي يمكن ان ينعكس بشكل سلبي على مسار الترقي في الرتب
والدرجات …
➢ المطلب الثاني :نظم المعلوميات والاكراهات التي عرفتها المنظومة التربو ية ارتباطا بقضية تدبير
العنصر البشري
oالفرع الاول :اهمية نظم المعلوميات في تدبير الموارد البشر ية بقطاع التربية الوطنية
أدوات إدار ية يتم من خلالها تجميع كل البيانات الداخلية والخارجية ذات الأهمية بالنسبة للإدارة في مجال عمل معين.
ثم تنسيق هذه البيانات وتصنيفها وتحليلها وتبويبها بصفة منتظمة وفقا لقواعد وأسس متفق عليها .وتتحول البيانات بذلك
إلى معلومات تصلح للاستخدام بواسطة الإدارة المعنية و يتم تخزين هذه المعلومات سواء بطرق يدو ية أو باستخدام
الحاسبات الإل كترونية بشكل يسمح بسهولة استرجاعها عند الحاجة إليها .كذلك يسمح النظام بسهولة تعديل المعلومات
المختزنة وتجديدها أولا بأول و يتم تصميم طرق تداول هذه المعلومات بين الإدارات والأقسام الإدار ية المختصة بحسب
احتياجاتها الفعلية الأمر الذي يخفض من الوقت والجهد وفي نفس الوقت يضمن سلامة ودقة القرارات التي يتم
اتخاذها.
17
-نظم المعلومات هي مجموعة من البرامج التي تستخدم لأرشفة و البيانات ،ومعالجتها بإجراءات معينة أنشئت حسب العد
آلية سير
➢ :SISEمستند يسمح بإحصاء الموارد البشر ية بكل المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التربية الوطنية :
مدارس اعداديات ثانو يات.
.مراكز التكوين المراكز الجهو ية لمهن التربية والتكوين .)..المؤسسات الإدار ية (الوزارة ،المدير يات ،الاكاديميات)
يهدف هذا البرنامج الي تحيين معطيات ومعلومات الموارد البشر ية.
.معلومات شخصية.
النشاط الفعلي الممارس داخل المؤسسة الاصلية يتم الولوج الى البرنامج عبر الموقع التالي
http://sise.men.gov.ma/esise :
الحصول على مجموعة من الوثائق ونسخها من مصدرها (الموارد البشر ية ).و يتم الولوج الى خدمة تبليغ عبر الموقع التالي
:https://notifrh.men.gov.ma/NOTIFRH
18
إرساء منظومة معلوماتية مركز ية يستعملها كل من الفاعلين مركز يا جهو يا ،إقليميا ومحليا.
منظومة تدبر كل الإجراءات الإدار ية معلوماتيا .الحصول على المعلومة في الوقت المناسب لاتخاذ القرار المناسب .يتم
الولوج الى برنامج مسير عبر الموقع الال كتروني التاليhttps://masirh.men.gov.ma/RH:
➢ :Massarمنظومة مسار هي منصة معلوماتية تتضمن معلومات و خدمات تمكن و تساعد المدير على تدبير
المؤسسة التعليمية .ويستفيد من خدماتها الجميع بمن فيهم أولياء الأمور ويندرج استعمال هذه المنظومة ،في إطار
إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنظومة التربو ية ،وتطوير آليات وأساليب عمل الإدارة التربو ية
وتعزيز الحكامة في النظام التربوي ،وضمان مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ من
خلال التتبع الفردي لكل تلميذة.
يشمل وظائف تمكن من ضبط البنية المادية والفضاء الداخلي والخارجي للمؤسسة وكذا تحديد احتياجاتها من التأهيل أو
إعادة التأهيل عبر التصنيف وتحديد الأولو يات وبرمجة الاحتياجات وكذا رصد عمليات الصيانة الوقائية وتتبع المشار يع
يتم الولوج لمنظومة مسار عبر الموقعhttps://massar.men.gov.ma :
oالفرع الثاني :اكراهات واهم المداخيل لتدبير ناجع للموارد البشر ية بقطاع التربية الوطنية
تتميز الموارد البشر ية في المنظومة التربو ية بضخامة كتلتها وتنوع فئاتها وهيئتها وبدل أن يشكل هذا التعدد والتنوع قيمة
مضافة ومصدر إغناء و إثراء أصبح يشكل عبئا على مستوى تدبير الموارد البشر ية وعوض ان تنصب الجهود على التدبير
المندمج للعنصر البشري يتم التركيز على تدبير الاداري والتقني صرف بسبب تعدد مساطر تدبير الحياة المهنية وكذا تضخم
العمليات التدبير ية الروتينية في غياب تام للتدبير الاستراتيجي والتوقعي والاستشرافي للموارد البشر ية الذي يهدف
بالأساس إلى الارتقاء بال كفاءات والوظائف وتأهيل العنصر البشري وتقو ية قدراته التدبير ية من أجل تحسين الاداء
والرفع من المردودية .
سنحاول اجمال اهم إكراهات تدبير الموارد البشر ية بمنظومة التربية الوطنية والتي تتجلى في:
19
• غياب االطار المراعي للكفاءات والوضائف الذي يحدد بشكل مفصل وبدقة المها واالدوار
المنوطة بكل موظف ويضمن ل الحقوق ويحدد ل الوابات اكراهات تشريعية
• غياب تعويضات عن العمل بالمناطق النائية والصعبة من تال تحفيز االستقرار بها ...... وتنظيمية
oبعض اهم المداخل لتدبير ناجع للموارد البشر ية بقطاع التربية الوطنية
ان التدبير الجيد للموارد البشر ية لن يتأتى الا من خلال اعتماد مقاربة شمولية متعددة الأبعاد والمستو يات تستحضر في
أن واحد الابعاد التربو ية والاخلاقية والاجتماعية
ونظرا ل كون التكوين المستمر يعتبر الية لتنمية قدرات الموارد البشر ية ومناسبة متجددة لمواكبة مستجدات التربية
والتكوين وتطوير المسار المهني للموظفين .فإنه من الضروري مأسسته ووضع استراتيجية متكاملة لتفعيله وذلك من أجل
الرفع من الأداء وتحسين المردودية.
لقد عانت عدة فئات من الأسرة التعليمية من أخطاء في التنظير والتدبير نجمت عنها تغييرات وتعديلات متتالية في
وسائل الحكامة وأداتها الأمر الذي جعل مطلب الحكامة الجيدة بعيد المثال في معظم التجارب الإصلاحية السابقة
(الوكيلي .2014ص .)451لذلك ،يقتضي هذا المدخل حفز وتثمين الموارد البشر ية من خلال :
ضمان حقوق العاملين بقطاع التربية والتكوين من خلال تجويد مسارهم المهني وتحسين أوضاعهم المادية
تعزيز الدعم الاجتماعي الموجه لهم في مجالات الصحة والسكن والتنقل ،وباقي الخدمات الاجتماعية
مواكبة الموارد البشر ية العاملة بالقطاع وتأهيلها والارتقاء بقدراتها والعمل على تحسين مردوديتها مع الحرص على تثمين
أداء جميع الفاعلين التربو يين بكل فئاتهم وتشجيع المتميزين منهم.
يقتضي هذا المدخل نهج حكامة جيدة في تدبير المسار المهني لجميع وظائف التربية والتكوين من خلال دخل التدبير الجيد
للمسار المهني لجميع وظائف التربية والتكوين من خلال :
-تحسين سيرورة المسار الوظيفي عبر اعتماد نظام للمسارات المهنية على أساس تشاركي وتعاقدي .يؤطر الترقي المهني
و يضمن سيرا متوازنا وعادلا للمسار الوظيفي للفاعل التربوي
-بناء مسارات مهنية محفزة وواضحة تضمن حق الموظف في الترقية المتواصلة طيلة حياته المهنية ،وذلك عبر إعداد
مسارات وظيفية نموذجية لكل مهنة على حدة تضمن التطور في المسار المهني وذلك من خلال الاشتغال على عدة
مستو يات:
على مستوى تقييم الأداء :ينبغي إرساء منظومة متكاملة ومندمجة لتقييم الأداء المهني عبر اعتماد آليات ومؤشرات ومعايير
موضوعية ومنصفة تتم بلورتها واعتمادها بشكل تشاركي مع كافة الفاعلين والشركاء الاجتماعيين اعتماد شبكة تنقيط
أكثر اتساعا ومرونة وانفتاحا اعتماد المقابلة كأداة لتقييم كفاءة الموظفين المرشح ين للترقية)...
21
على مستوى الأجرة :ينبغي وضع نظام عادل ومحفز لمنظومة الأجور ويراجع بشكل جدري شبكة الأرقام
على مستوى التوظيف يجب وضع تصور واضح لهدف للتوظيف ،انطلاقا من صياغة مرجعية لل كفاءات يتم
من خلالها مراعاة التكوين النظري والعلمي والمهام المطلوب القيام بها….
مدخل تحسين ظروف اشتغال العاملين بالمنظومة التربو ية يقتضي هذا المدخل بالأساس
-توفير الظروف الملائمة والمناسبة لاشتغال الفاعلين التربو يين العاملين بقطاع التربية والتكوين من خلال تحسين مناخ
العمل وفضاءات الاشتغال ،بالإضافة إلى توفير المستلزمات المادية والمالية التي يتطلبها إنجاز المهام
-تحقيق التمييز الإ يجابي للهيئات المزاولة لعملها في الأوساط القرو ية والنائية والمناطق الصعبة والهشة
-ضمان ظروف عمل ملائمة تضمن للفاعلين التربو يين حفظ صحتهم وسلامتهم البدنية وكرامتهم والاستفادة من خدمات
الأعمال الاجتماعية
تعتبر الدلائل المرجعية للوظائف وال كفاءات الأداة المحور ية للتدبير التوقعي للموارد البشر ية من خلال الاستعمال الأنجع
للأعداد المتاحة من الموظفين ،عبر توصيف دقيق لمضمون الوظائف والمهام المكتسبة ،وذلك بهدف استقطاب الموارد
البشر ية ال كفؤة ووضعها في مكانها المناسب.
22
خاتمة
إن من أسباب انحطاط مهام التدبير لدى العديد من الإدارات ليس في الغالب مرتبط بقلة الإمكانيات وإنما في السياسة
المعتمدة في اختيار المسيرين ،حيث الهيمنة للزبونية والعشوائية ،إضافة إلى غياب المهنية الشيء الذي يؤدي بصورة تلقائية
إلى سيادة سياسة تكريس الاختلالات لحل مشاكل الموظفين .ومع هذا فليس الكل سيء كما قد يتوهم البعض فهناك
مجهودات كبيرة بدلت لتطوير هذا المجال ،ل كن مشكلتنا لحد الآن هو البطء في تنفيذ الإصلاح وعدم إشراك جميع
الموظفين من خلال اطلاعهم على أهم الأوراش المفتوحة حاليا لإصلاح الهيكل الوظيفي "لتدبير الموارد البشر ية .وقد
أكون مخطئا إن قلت بأن هناك وجود لهذه الوظيفة كما نتمناه أو كما نقرا ذلك في مفكرات الاكاديميين ،فباستثناء
المصطلحات والعناوين ،فإننا ما نزال في مرحلة " تدبير شؤون الموظفين" ،وما مرحلة تدبير الموارد البشر ية حاليا إلا
هدف ،نراه أحيانا بعيدا وأحيانا قريبا جدا خلال سماعنا لمشار يع نصوص تهم وضعيات الموظفين وطرق العمل الجديدة
أو بداية إعداد الدلائل المرجعية للوظائف وال كفاءات أو صدور نص جديد لتقييم الأداء ،ل كننا نفقد الثقة أحيانا عند
تصرفات لبعض مسؤولي الموارد البشر ية باعتمادهم توجهات تقليدية صرفة تنعدم فيها ملامح التطور والتحديث الحقيقي.
إن التاجر والإدارة ما هما إلا بعدان مختلفان لنفس المهمة ،فالتاجر الذي لا يعرف كيف يدير لن يستمر لفترة طو يلة
والإدارة التي لا تعرف كيف تتجدد لن تستمر لفترة طو يلة ،وفي الواقع فإن أية إدارة كيفما كان نوعها يجب أن يتم
تصميمها من أجل الاستجابة لتغيرات المحيطة بها ،وأن تعمل على الاهتمام بالمجهود بدل الاهتمام بالتكاليف فقط.
فمميزات القيادات الناجحة في الوقت الحاضر التنبؤ بالتحديات المستقبلية والإعداد للتعامل مع هذه التحديات وهذا لن يتم
إلا بوجود رؤ ية وتخطيط استراتيجي بحيث يكون المنظور الجديد متوجها إلى المستقبل ل كن مع إدراك الواقع وعدم إهمال
الماضي.
23
الهوامش والمراجع
1 Pascal Laurent, Françoise Bouard, économie d’entreprise, Tome1, les édifions d’organisation, paris,
1997, p 297
3 -Estelle Mercier et Géraldine, gestion des ressources humaines, la source d’or, France, 2004, p 101
.40 ص2006، األردن، عالم الكتاب الحديث عمان، إدارة الموارد البشرية مدخل استراتياي،عادل حوحوش صالح4
5 Jean –Yves Buck, le management des connaissances et des compétences en pratique, édition
d’organisation, paris, 2003 p 106.
6 Dimitri Weiss, gestion des ressources humaine, édition d’organisation, 3eme tirage, paris, p388.
8 Loïc codin et autres, gestion des ressources humaine, tome 3, Dunod, paris 2007, p154
9 Estelle Mercier et Géraldine Scheidt, gestion des ressources humaine, la source d’or, France, 2004,
pp 228-229.
10 Dominique Thierry, Christian sauret, la gestion prévisionnel et préventive des emplois et des
compétences, Ed l’harmattan, paris, 1993.pp 59-72.
13 Luc Boyer – noël Equilibey, organisation –théorie et application, édition d’organisation, 2 -ème
édition, paris, 2000, p 313.
15- Françoise Kerlan, guide de la GPEC, 2 -ème édition, édition d’organisation paris, 2005, p 313.
.210 ص2002، ، اإلسكندرية، دار الجامعة الجديدة، السلوك الفعال في المنظمات، صالح الدين عبد الباقي16
17 Bernard Matoury – Daniel Crozet, gestion des ressources humaines ,3eme édition, Ed Nathan,
paris, 1994, p 122