Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :
تواجه معظم املؤسسات الكثري من املشاكل و ذلك من خالل نتائجها احملققة و هو ما يدفعها للبحث عن
التسيري الفعال ملواردها املتاحة ألداء وظائفها بطريقة متكنها من إستغالهلا أفضل إستغالل حيث تتبعها املؤسسات
على إختالف إىل إجناز أعماهلا بكفاءة و فعالية عالية و ذلك للوصول إىل أهداف رتيبة و فرعية و تكاليف
و لعل من أهم الطرق اليت تسمح بتحسني هو اإلهتمام بالعنصر البشري و تكوينه و تأهيله حىت تضمن
إن عملية تقييم أداء املوارد البشرية ضرورة جوهرية و ذات أمهية بالغة و ملحة يف منظمات األعمال و غريها
من املنظمات ملاهلا من آثار إجيابية مهمة على حاضر و مستقبل املنظمات و الشركات .
حيث أصبح تكوين للعاملني ضرورة حتمية ال ميكن اإلستغناء عنها من طرف للمنظمة إذا أرادت حتسني نوعية
خدماهتا و اإلرتقاء هبا إىل مستوى يضمن هلا املنافسة و اإلستمرارية مستوى أداء موظفيها و منه حتديد
اإلحتياجات التكوينية هلم و من مث ختطيط و تصميم الربامج املناسبة و املالئمة حسب األهداف املسطرة و املراد
2
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
تعترب عملية تقييم األداء من العمليات اهلامة اليت متارسها إدارة املوارد البشرية ملعرفة مدى جناح التطوير و
التأهيل الذي قام به الفرد ،داخل املؤسسة للحصول على كفاءة عالية من اإلنتاجية و حتسني أداء األفراد
يعترب مفهوم األداء من أكثر املفاهيم شيوعا و استعماال يف املؤسسات حيث حظى بإهتمام من قبل الباحثني و
املفكرين ،و لقد تعددت التجارية اليت تناولت مبفهوم أداء املوارد البشرية و فيما يلي مجلة منها :
تعريف : 1يعرفه " " "A kherikhemهو تأدية مجل أو إجناز نشاط أو تنفيذ مهمة بعض القيام بفعل
1
يساعد على الوصول إىل األهداف املسطرة "
تعريف " :2هو إنعكاس لكيفية استخدام املؤسسة للموارد البشرية و إستغالهلا بكفاءة و فعالية بالصورة اليت
2
جتعلها قادرة على حتقيق أهدافها "
تعريف : 3يعرف األداء على أنه العمل الذي يؤديه الفرد و اإلجنازات اليت حيققها وفق للمعايري املوضوعية ،
3
الكمية ،و النوعية ،و الزمنية و سلوكه يف وظيفته و سلوكه مع زمالئه و رؤسائه يف العمل "
1مصطفى يوسف ،إدارة األداء ،دار احلامد للنشر و التوزيع ،ط ، 1عمان ،األردن ، 8112 ،ص .11
2مكوش لطيفة ،مسامهة التسيري على أساس األنشطة يف حتسني األداء املؤسساهتا اجلزائرية ،دراسة حالة جممع سيدال أطروحة دكتوراه علوم التسيري
يف إطار مدرسة الدكتوراه يف اإلنتماء التطبيقي و إدارة املنظمات ،ختصص حماسبة و نظم معلومات ،قسم علوم التسيري ،كلية إقتصادية و جتارية و
علوم التسيري ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة (اجلزائر) ، 8112/8112 ،ص 4
3عبد الوهاب ،علي حممد ،خطاب عايدة ،سيد إدارة األفراد و العالقات إنسانية ،مكتبة عني مشس القاهرة ،مصر ،1111 ،ص .41-41
3
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
1
تعريف : 4هو التفاعل بني السلوك و اإلجناز أو أنه جممو السلوك أو النتائج ا ي حتققت معا"
نستنتج من خالل هذه التعاريف أن األداء :هو اإلتاحة اليت يقوم هبا األفراد بكفاءة و فعالية لتحقيق اهداف
املنظمة
إن األداء هو األثر الصايف جلهود الفرد اليت تبدأ بالقدرات و إدراك الدور مما يعين أن األداء يف موقف معني ميكن
2
النظر إليه على أنه متاح العالقة املتداخلة بني الدافعية ،القدرات ،إدراك الدور ،و ذلك وفق ملا حدده بوتر :
.1الدافعية :هي القوى الداخلية لدر الفرد و اليت تقوم بتحريك سلوكه و توجيهه حىت حيقق غاية ما ،تعد
.8قدرة الفرد :اليت حتدد درجة فاعلية اجلهد املبذول من خالل الطاقة اجلسمية و العقلية اليت يربزها الفرد
ألداء مهامه و تعترب القدرة هي حصيلة التفاعل بني متغريين ومها :املعرفة و املهارة و ميكن أن نعرب عنها
المعرفة × المهارة
أ .المعرفة :هي حصيلة املعلومات اليت توجد عند الفرد جتاه شئ معني
ب .المهارة :هي القدرة على إستخدام و تطبيق حصيلة املعلومات اليت ميتلكها الفرد يف أرض
1عبد الباري إبراهيم الدرة ،تكنولوجيا األداء البشري يف املنظمات ،األسس النظرية و داللتها يف البيةة العربية املعاصرة ،منشورات املنظمة العربية
للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،مصر ، 8112 ،ص .11
2بوعطيط جالل الدين ،اإلتصال التنظيمي و عالقته باألداء الوظيفي دراسة ميدانية على العمال املنفذين ملؤسسة سونلغاز عنابة ،مذكرة خترج لنيل
شهادة ماجيسرت ،ختصص السلوك التنظيمي و تسيري املوارد البشرية ،قسم علم النفس و العلوم الرتبوية و األرطفونيا ،كلية العلوم إنسانية و إجتماعية
،جامعة منتوري حممود قسنطينة ( اجلزائر) ،.8111/8112 ،ص .24
4
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
.2إدراك الدور :و يشمل التصورات و اإلنطباعات عن السلوك و األنشطة اليت يعتقد الفرد أنه من
الضروري توجيه جهوده يف العمل و الكيفية اليت ميارس هبا دوره يف املؤسسة .
يتأثر األداء بالعديد من العوامل املختلفة و املتشابكة إذ يصعب حتديد كل العوامل إذ تكاد ال توجد ظاهرة يف
احلياة اإلقتصادية أو اإلجتماعية ال تؤثر على أداء املورد ،ميكن اإلشارة إىل عاملني رئيسني يتأثر أداء األفراد هبما
1
،هذين العاملني مها كما يلي :
و ميكن اإلشارة إىل عاملني رئيسني يتأثر أداء األفراد هبما ،و هذين العاملني كما يلي :
و هي كل ما حتتويه املؤسسة من الوظائف متعددة و وسائل خمتلفة ،وهي تتكون من عدة عوامل :
أ .العنصر البشري :يشكل أهم مورد يف املؤسسة ،ملا له من فاعلية و ديناميكية مؤثرة يف مجيع
عمليات اإلنتاج ،و من حيث دوره يف اختاذ القرارات و احللول السريعة ملختلف املواقف ،فالعنصر
1إبراهيم لقايد ،شوقي سوري ،عالقة حتفيز أداء عاملني ،دراسة ميدانية باملؤسسة الوطنية للدهن لوحدة وهران ،جملة اقتصاديات مشال إفريقيا ،
العدد ، 12اجلزائر ، 8112ص ص 818 ،811
5
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
ب .اإلدارة :يقع على عائق اإلدارة مسؤوليات كربى ذات أمهية بالغة يف استخدام فعال جلميع املوارد
اليت تقع حتت سيطرة املؤسسة ،ويقال ان أكثر من % 21من زيادة معدالت األداء يعتمد على
أساليب اإلدارة ،و املتمثلة يف التخطيط و التنظيم و التنسيق و القيادة و الرقابة ،حيث تؤثر
أساليبها على مجيع األنشطة ،لذلك فإن أي ضعف أو تقصري ألي دعامة إدارية سيكون سببا يف
ج .التنظيم :يشمل على توزيع و حتديد املهام و املسؤوليات و تقسيم العمل وفقا للتخصصات و
السيطرة و التنسيق ،إن درجة املوازنة يف التنظيم و إحداث املتغريات الالزمة وفقا للمستجدات
اجلديدة يف نظم و أساليب العمل و التوظيف ،و منظومة احلوافز و التنمية و التدريب من شأنه أن
يؤثر كثريا على األداء و حتقيق األهداف بكفاية و مبستويات أعلى .
د .بيئة العمل :توجد عناصر عديدة حتيط بالعامل أثناء أدائه لوظائفه ،و ما يعرف مبكونات البيةة
الداخلية من عالقات إجتماعية تنظيمية أفقية و رأسية ،نظام احلوافز ،اإلتصال .....إخل ،أو ما
يسمى بالعوامل املنظمة ،هلا تأثري بالغ األمهية على السلوك األدائي للعنصر البشري ،كما أن عدم
اإلنتظام يف العمل و اإلنسحاب و الغياب و احلوادث و دوران العمل ،كثريا ما يؤدي لسلبية بيةة
العمل .
ه .طبيعة العمل :تشري إىل مدى أمهية الوظيفة اليت يؤديها العامل ،و مقدار فرص النمو و الرتقية
املتاحة لشاغلها ،و مستويات اإلشبا املرتتبة عن الوظيفة ،حيث كلما زادت درجة التوافق بني
العامل و العمل الذي يؤديه زادت دافعيته و والئه للمؤسسة و بالتبعية اإلنتاجية .
6
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
و .العوامل الفنية :إن املاكينات و املعدات هلا دور مركزي يف التأثري على األداء ،و جمال الصيانة و
ظروف تشغيل املكائن و املعدات و مدى توفر قطع الغيار و املعرفة األدائية ،كلها حمددة حلجم و
تتضمن العوامل اخلارجية املؤثرة على أداء املؤسسات قائمة من العوامل منها :
أ .البيئة اإلجتماعية و الثقافية :من العادات و التقاليد املوروثة ،النزعات الفردية يف اجملتمع ،
ب .البيئة السياسية و القانونية :و ذلك من حيث طبيعة النظام السياسي ،اإلستقرار السياسي ،
ج .البيئة اإلقتصادية :و ذلك من حيث اإلطار اإلقتصادي العام للدولة ( اقتصاد حر أو موجه )
7
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
المصدر :إبراهيم لقايد ،شوقي بوري ،عالقة التحفيز مبستوى أداء العاملني ،مرجع سابق ،ص .812
8
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
إن عملية تقييم األداء هي اخلطوة األوىل اليت يقوم عليها املؤسسات يف عملية حتسني أداء أفرادها و هذا لتشجيع
تعريف " :1هي العملية اليت يتم مبوجبها تقدير جهود العاملني بشكل منصف و عادل لنجد يف مكافآهتم بقدر
ما يعملون و ينتجون و ذلك باإلستناد إىل عناصر و معدالت تتم على أساسها مقارنة مستويات أدائهم هبا
1
لتجديد مستويات كفاءاهتم يف األعمال املوكلة إليهم " .
تعريف :2هو العملية اليت مبوجبها قياس أداء األفراد العاملني طبقا ملهام و واجبات الوظيفة يف ضوء اإلجناز
العقلي للفرد ،وسلوكه و أدائه و مدى استعداده لتحسني و تطوير اإلجناز الذي يقدمه مبا يساعد على معرفة
جوانب الضعف و القوة يف طريقة أدائه و مستوى اإلجناز الذي يقدمه لغرض معاجلة جوانب الضعف و تدعيم و
2
تقدير جوانب القوة .
تعريف :3يقصد بتقييم األداء هو احلصول على حقائق أو بيانات حمددة من شأهنا أن تساعد على حتليل و فهم
و تقييم أداء العامل لعمله و سلوكه فيه ،يف مدة زمنية حمددة و تقدير مدى كفاءته الفنية و العملية للنهوض
3
بأعباء املسؤوليات و الواجبات املتعلقة باحلاضر و املستقبل .
1عمار بن عيشي ،إجتاهات التدريب املعاصرة و تقييم أداء األفراد العاملني ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،ط ، 1األردن ،عمان ، 8118 ،ص
11
2عبد اهلل حسن العواد ،إدارة و تقييم األداء ،اجلنادرية للنشر و التوزيع ،م ، 1األدرن ،عمان ، 8112 ،ص 11- 11
3حممد قدرى حسن ،إدارة األداء التميز ( قياس األداء ،تقييم األداء ،حتسني األداء مؤسسيا و فرديا ) ،دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية ،مصر
، 8111 ، 8114 ،ص 818
9
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
تعريف :4يعرف على أنه " عملية دورية جتمع بني الرئيس املباشر و مرؤسيه حبيث تقيم النتائج احملققة إضافة إىل
1
مناقشة التطور الفردي و الوظيفي لشاغل الوظيفة ".
نستنتج من خالل التعاريف السابقة أن تقييم األداء هو :العملية اليت يتم من خالهلا قياس أداء العاملني وفقا
يعترب حتسني األداء من املفاهيم املهمة اليت ينبغي على كل مؤسسة أو شركة تريد األفضل و األحسن يف منظومة
األعمال اليت تقوم هبا إن تتبناه كمنهج عملي سابق و ميكن تعريف حتسني األداء وفقا لتعريفات بعض
تعريف :1عرف حممد كمال مصطفى حتسني األداء بأنه " يعين وجود مشكلة حتتاج إىل حل و هذا يتطلب
2
القيام بفعل ما حلل هذه املشكلة أو التخفيف من حدهتا .
تعريف :2يرى حممد جاسم الشعبان و حممد صاحل األبيع " أن حتسني أداء املوارد البشرية يعين وضع برامج
لتدريبها و تنمية كفاءاهتا حتت إشراف و توجيه املسؤولني عن إدارة املوارد البشرية باملنظمة ،يهدف معاجلة النتائج
3
السلبية اليت مت اكتشافها عند تقييم أداء املوارد البشرية .
1سامي قريشي ،دور التدريب اإللكرتوين يف حتسني أداء العاملني يف املؤسسة اإلقتصادية ،دراسة حالة مؤسسة التكوين جملمع سونلغاز البليدة ،
مذكرة مكملة لنيل درجة املاجستري يف علوم التسيري ،ختصص إدارة أعمال ،قسم علوم التسيري ،كلية العلوم إقتصادية جتارية و علوم التسيري ،جامعة
81أوت ، 1111سكيكدة ( اجلزائر ) سنة ، 8112/ 8118ص .111
2حممد كمال مصطفى ،حتليل و قياس و تقييم األداء البشري ،مركز اخلربات املهنية لإلدارة ،القاهرة ،مصر ، 8114 ،ص .181
3حممد جاسم الشعبان وحممد صاحل األبعج ،إدارة املوارد البشرية يف ظل استخدام األساليب علمية احلديثة ،ط ، 1دار الرضوان للنشر و التوزيع ،
عمان ،األردن ، 8114 ،ص .811
10
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
تعريف :3يعرف بأنه عملية إدارية ترتكز على املخرجات الكلية للمؤسسة من خالل تنفيذ جهود مستمرة لضبط
و حتسني العمليات و البحث عن األخطاء اليت قد تقع أثناء العمل لتقليل الفجوة بني ما جيب أن يكون و ما
1
هي عليه اآلن .
تعريف " : 4هي عملية تصحيحية تؤدي إىل تدارك األخطاء ،تتطلب إختاذ إجراءات معينة و الشئ اجلديد يف
هذا التعريف هو تطرقه للعالقة بني حتسني األداء و تقييم األداء ،حيث بني أن عملية التحسني ترتكز أساسا
2
على نتائج تقييم أداء املوارد البشرية "
من خالل ما سبق يتضح أن عملية حتسني أداء املوارد البشرية هي عملية تقوم هبا إدارة موارد البشرية
باملنظمات يف إطار إدارة األداء و تتضمن هذه العملية وضع برامج لتنمية كفاءات مواردها و تدريبهم من أجل
تصحيح إحنرافات األداء اليت كشفت عنها عملية تقييم األداء .
3
إن اخلطوات الالزمة لتحسني األداء على املستوى الفردي و فرق العمل تتبع اخلطوات األساسية التالية :
1عبد الوهاب حممد جبني ،تقييم األداء يف اإلدارات الصحية مبديرية الشؤون الصحية ،رسالة دكتوراه يف اإلدارة الصحية ،جامعة سانت كليمنت
العاملية ،سوريا ، 8111 ،ص 11
2حممد قدري حسن ،مرجع سابق ،ص .181
3مصطفى يوسف ،إدارة األداء ،مرجع سابق ،ص 21
11
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
1
جيب على املدير احلرص على تنفيذ إسرتاتيجيات األداء و متابعتها و ميكن تلخيص دوره باخلطوات التالية :
تتطلب عملية حتسني أداء املوارد البشرية للقضاء على فجوة األداء السابقة الذكر ،وهذا بدوره يتطلب معرفة
أسباهبا احلقيقية ،و اليت تتم تصنيفها حسب مصادرها إىل ثالث فةات رئيسية هي :أسباب متعلقة باملوارد
12
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
البشرية ،أسباب مرتبطة بالوظائف اليت تشغلها هذه األخرية و أسباب مصدرها ظروف العمل ،وبناءا على هذه
1
املسببات ميكن حتسني أداء املوارد البشرية عرب ثالثة مداخل رئيسية هي :
أوال مدخل حتسني املوارد البشرية يستند هذا املدخل على اعتبار أن املوارد البشرية هي سبب حدوث فجوة األداء
،و بالتا ي حل هذه املشكلة يكمن يف تعديل سلوكاهتا ،وهذا بعد التأكد من صحة هذا اإلفرتاض ،و يف هذا
يف هذه احلالة تقوم املنظمة بتشجيع اجلوانب يف سلوكات املوارد البشرية لتصري أفضل بغض النظر عن
يعتمد هذا األسلوب على دفع املوارد البشرية للقيام مبا حيقق أهداف املنظمة ،و هذا يتطلب حتقيق
اإلنسجام بني متطلبات الوظائف و بني دوافع املوارد البشرية اليت تشغلها ،حىت ال تتعارض هذه األخرية مع
تسعى املنظمات بني متطلبات الوظائف و بني كفاءات املوارد البشرية اليت تشغلها شرطا ضروريا لنجاحها يف
أداء مهامها على أكمل وجه ،و يف هذا اإلطار ميكن القيام باإلجراءات التالية :
1محود خيضر ،تنمية الكفاءات و دورها يف حتسني أداء املوارد البشرية باملنظمة دراسة حالة بعض املنظمات اإلقتصادية اجلزائرية ،رسالة مقدمة لنيل
شهادة دكتوراه علوم الغقتصادية ،كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية و علوم التسيري ،جامعة سطيف ، 8112/8112 ،1ص ص 121-121
13
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
تعين بيةة العمل الظروف احمليطة بالوظيفة ،أي املناخ التنظيمي الذي تعمل به للموارد البشرية ،مثل :أسلوب
القيادة و اإلشراف باملنظمة ،التنظيم املعتمد هبا باإلضافة إىل املوارد املادية املستعصية يف العمل ،دون اإلمهال
إقرتح حممد قدري حسن حتسني بيةة عمل املوارد البشرية من خالل اإلجراءات التالية :
.1القيادة الناجحة :و يتطلب ذلك حتلي قادة املوارد البشرية بالثقة بالنفس و باآلخرين ،و القدرة على
التأثري فيهم مبا خيدم مصلحة املنظمة و مصلحة مواردها البشرية يف ذات الوقت.
.8تمكين الموارد البشرية :و تعين به منحها بعض الصالحيات للمشاركة يف حتمل املسؤولية باملنظمة ،و
14
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
تعترب عملية تكوين املوارد البشرية من املهام ذات األمهية البالغة يف املؤسسة اليوم ،سواء ملا تتطلبه التطورات
التكنولوجية فيها أو ملا ترتبط به من خطة إسرتاتيجية و خاصة عند عدم توفر املوارد داخليا بالكمية و النوعية
الكافية لتنفيذ هذه اخلطة و بالتا ي فالتكوين يعترب من احللول و اإلجراءات اليت تتم يف املدى املتوسط و الطويل
التكوين عملية منظمة و مستمرة هتدف إىل إعداد الفرد للعمل املتميز و املثمر ،و ألن يكون أكثر معرفة و
استعداد و كفاءة ألداء املهام املطلوبة منه ،مبا يرفع فعالية التنظيم و قدرته ملواجهة التحديات الداخلية و اخلارجية
أ .التعريف اللغوي :اشتقت كلمة تكوين من فعل تكون يف علم الكالم هو إخراج الشئ من لعدم إىل
ب .التعريف اإلصطالحي :من التعاريف اليت وردت بشأن التكوين ما يلي :
-ميكن تعريف التكوين مبدئيا كالتا ي " :هو جمموعة من نشاطات التعلم املربجمة هبدف إكتساب الفرد و
اجلماعات املعارف و املهارات و اإلجتاهات اليت تساعدهم على التكيف مع احمليط اإلجتماعي و املهين من
1
جهة و حتقيق فعالية التنظيم الذي ينتمون إليه من جهة ثانية.
1بوحفص عبد الكرمي ،التكوين اإلسرتاتيجي لتنمية املوارد البشرية يف البلدان اإلسالمية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ، 8111 ،ص 22
15
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
-أما سيكنو ي فيعرفه بأنه " جممو العمليات و الوسائل و الطرق اليت يستند عليها العمال لتحسني معارفهم و
سلوكهم و مرافقتهم و كذا قدراهتم و مرافقهم و كذا قدراهتم الذهنية الضرورية للوصول إىل أهداف
1
املؤسسة.
-عرف على أنه " :هو جهود إدارية و تنظيمية مرتبطة حبالة اإلستمرارية تستهدف إجراء تغيري مهاري و معريف
و سلوكي يف خصائص الفرد احلالية و املستقبلية لكي يتمكن من اإلبقاء مبتطلبات عمله و أن يطور أداءه
2
العملي و السلوكي بشكل أفضل .
-عرفه علي غريب بأنه " عبارة عن قيمة مضافة فالرأمسال البشري عند تزويده بطاقة إنتاجية و تعليمه املعارف و
املهارات و التقنيات ،جتعله يواكب التطورات املعرفية و التكنولوجية يف هذه احلالة فإننا حنقق إستثمارا يف هذا
3
اإلطار يزود يف الدليل العلمي للتكوين باملؤسسات الفرنسية أن التكوين اجليد هو أفضل استثمار .
-كما عرفه willion.f.cluekبأنه :النظام الذي يعمل على تزويد الفرد باملعلومات و صقل قدراته و
4
تنمية مهاراته و تغيري إجتاهاته هبدف تطوير أدائه مبا حيقق أهداف املؤسسة .
-يعرف على أنه " هو اإلجراء املنظم الذي يستطيع األفراد من خالله اكتساب مهارات أو معرفة جديدة
5
تساعدهم على حتقيق أهداف حمددة .
1عبد اد الباري إبراهيم ذرة ،زهيد نعيم الضباغ ،إدارة املوارد البشرية ،ط ، 1دار وائل للطباعة و النشر ،األردن ،عمان ، 8112 ،ص 212
2خالد عبد الرمحان اهليثي ،إدارة املوارد البشرية ،مدخل إسرتاتيجي ،ط ،1دار احلامد للنشر و التوزيع ،عمان ، 1111 ،ص .818
3علي غريب و آخرون ،تنمية املوارد البشرية ،دون طبعة ،دار الفجر للنشر و التوزيع ،القاهرة ،مصر ، 8112 ،ص 811
4علي يونس مبا و آخرون ،قياس أثر التدريب يف أداء العاملني ( دراسة ميدانية على مديرية الرتبية مبحافظة الريميي يف سلطة عمان ) ،جملة جامعة
تثرين للبحوث و الدراسات العلمية ،سوريا ،اجمللد ، 21العدد ، 8111 ، 1ص .42
5بشري عبد العا ي ،إدارة املوارد البشرية ،ط ، 1منشورات الصحافة ،اجللفة ،اجلزائر ،8111 ،ص 42
16
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
للتكوين جمموعة من املميزات و اخلصائص ،ووفقا ملا تقدم من تعاريف للتكوين ميكن استخالص مجلة من
1
اخلصائص نوردها فيما يلي :
-التكوين من األنشطة األساسية اليت تستند إىل القواعد و األسس اليت تعتمد التخطيط ،اإلحصاء ،حتليل
البيانات و تقوميها ،إضافة إىل األثر النفسي الذي يرتكه املكون يف نفوس املتكونني من الناحية العملية .
-إن حاجة املؤسسات للتكوين تعد من احلاجات األساسية و املستمرة لتحسني األداء ،و تكوير املهام اليت
-التكوين يعترب استثمارا هادفا ،و ليس مصروفا تتحصله املؤسسات بدون مردود .
-التكوين ال يقتصر على إلقاء احملاضرات النظرية ،و إمنا يقرتن بالتطبيق العملي
-التكوين منظومة متكاملة ،تتكون من مدخالت ،عمليات ،خمرجات ،معلومات مرتدة .
هناك عددا من املبادئ اليت ينبغي مراعاهتا عند ممارسة النشاط التكويين باملؤسسة و ذلك حىت حتقق فعالية
2
التكوين ،و حيقق النتائج املستهدفة منه ،ومن أهم هذه األسس أو املبادئ ما يلي :
1إمساعيل حجازي ،معليم يسعادة ،تسيري املوارد البشرية ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،د ط ،عمان ، 8112 ،ص .41
2جغري بالل ،فعالية التكوين يف تطوير الكفاءات ،دراسة حالة مركب احملركات و اجلرارات ،قسنطينة ،مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستري يف
العلوم اإلقتصادية ،ختصص التحليل و اإلشراف اإلقتصادي ،كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيري جامعة منتوري ،قسنطينة ( اجلزائر ) -8112 ،
، 8111ص
17
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
و القصد هنا أن تكوين ليس أمرا كماليا تلجأ إليه اإلدارة أو تتصرف عليه باختيارها و ليس جمرد حل مؤقت
ملشكلة تواجه اإلدارة ،أو حال بديال ميكن لإلدارة أن تبحث عن بدائل أخرى له ،و لكن التكوين نشاط
ضروري و مستمر ،أي مالزم للتطور الوظيفي للفرد و شامل جلميع املستويات التنظيمية ،فالتكوين املستمر
بعد استثمار يف األداء لذا ال جيب أن يتوقف عند حد معني ،فإن التكوين ميثل نشاطا رئيسيا و مستمرا من
زاوية تكرار حدوثه على مدار احلياة الوظيفية للفرد يف مناسبات متعددة .
و يقصد بذلك أن هناك تكامل و ترابط يف العمل التكويين ،فالتكوين ليس نشاطا عشوائيا ضمن جانب ،
كما أنه ال ينبع من فراغ و ال يتجه إىل فراغ من جانب آخر ،و ميكن إيضاح التكامل يف التكوين كاآليت :
18
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
حيث ينبغي أن يتوفر قدر كاف من التكامل و التوازن بني هذه النتائج و هي :
التكامل اإلقتصادي املتمثل يف إخنفاض النفقات و حتسني النتائج و خفض الوقت الالزم ألداء العمل
النتائج السلوكية املتمثلة يف السلوك اجلديد للمتكونني و عالقتهم اإلنسانية األفضل و إقباهلم و حتسينهم
للعمل .
النتائج البشرية و اليت تتمثل يف أعداد متزايدة من العاملني الذين تتوافر لديهم معلومات أو خربات و
قدرات معينة تعتربها اإلدارة الزمة ألداء عمليات و واجبات حمددة .
و يقصد بذلك أن التكوين عملية مرنة تتصف بالتغري و التجدد باستمرار و ذلك لتعامله مع متغريات
عديدة يف داخل و خارج املؤسسة ،و من مث ال جيوز أن يتجمد يف قوالب ،و إمنا جيب أن يتصف
بالتغري و التجدد هو اآلخر ،فالفرد الذي يتلقى التكوين عرضة للتغري يف عاداته ،وسلوكه و مهاراته ،و
الوظائف اليت يشغلها املتكونني تتغري هي األخرى لتواجه متطلبات التغري يف الظروف اإلقتصادية و يف
تقنيات العمل ،و كذلك تصبح إدارة التكوين مسةولة عن حتديد و تطوير النشاط التكويين .
19
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
فالتكوين باعتباره عمال إداريا ينبغي أن تتوافر فيه مقومات العمل اإلداري الكفء ،و منها وضوح األهداف
و السياسات توازن اخلطط و الربامج و توافر املوارد املادية و البشرية و أخريا توافر الرقابة املستمرة ،كذلك
يعترب التكوين عمل فين حيتاج إىل خربات متخصصة و أمهها خربة ختصصه يف حتديد اإلحتياجات التكوينية و
إعداد املناهج و املوارد العلمية ،و أيضا خربة يف تنفيذ الربامج التكوينية و متابعتها و تقييمها .
توفر القيادة و اإلشراف من قبل الرؤوساء و املشرفني الذين حيصل منهم املوظف على املعلومات
توافر نظام سليم لإلختيار و التعيني ،حيث ال جيب النظر إىل التكوين كوسيلة إلصالح عيوب
و أخطاء عمليات االختيار و التعيني ،و األساس الصلب للتكوين الفعال هو االختيار السليم
للعاملني.
توافر نظام سليم لقياس أداء العاملني و تقييم كفاءهتم ،حىت ميكن استنتاج االحتياجات
توفر نظام احلوافز املادية و املعنوية يربط بني التقدم الوظيفي و املزايا و أشكال التقدير املادي و
املعنوي اليت حيصل عليها العامل من ناحية و بني أدائه الوظيفي من ناحية أخرى ،ومن هنا
20
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
يربز التكوين يف نظر العاملني باعتباره أداة تساعدهم يف حتسني أدائهم الوظيفي ،ومن مث
يدركونه على أنه وسيلة للحصول على تلك احلوافز اإلجيابية املستهدفة ،و بذلك يتحقق
إن العملية التكوينية تقتضي اإلعتماد على التخطيط العلمي الفعال لتحقق األهداف املرجوة ،حيث
جيب أن يكون التكوين استثمارا خمططا يف جمال تطوير املعرفة و املهارات و املواقف اليت حيتاج هلا الفرد
ألداء عمل ما ،كما ان التكوين ليس نشاطا مفتوحا بال حدود ،فهو ال ينبع من فراغ و ال يتجه إىل
فراغ و إمنا هناك عالقة وثيقة بينه و بني البيةة التنظيمية احمليطة به ،و املناخ العام الذي يتم به العمل
التكويين .
تتحدد و تتنو تصنيفات التكوين فيصنف كل باحث أنوا التكوين وفقا لرأيه حيث تتداخل أنوا
التكوين فيما بينها يف أغلب أحيان و هذا بسبب اختالف املعايري املعتمد عليها و فيما يلي أهم هذه
التصنيفات :
وهو التكوين الذي يسهل عليه الفرد حديث اإللتحاق بالوظيفة و ينقسم هذا النو من التكوين
إىل :
أ .التكوين لتوجيه الموظف الجديد ( التوجيه المباشر) :هو عملية إرشاد وجها لوجه و ذلك
بصفة أساسية و ينطوي التكوين بالتوجيه املباشر على عالقة وثيقة و مستمرة بني املوظف و رئيسه
املباشر
21
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
ب .التكوين أثناء بداية العمل :و يقوم الرئيس املباشر بتكوين املوظف اجلديد و مبوجب هذه الطريقة
يتم تكوين املوظف يف نفس املكان العمل و خالل أوقات العمل الرمسية و على ذلك يتم التكوين
يف بيةة طبيعية سواء من الناحية املادية أو العنوية ،فمكان العمل هو نفسه مكان التكوين و للرئيس
1
املباشر هو نفسه املكون .
ج .التكوين بغرض تحديد المعرفة و المهارة :عندما تقاوم معارف و مهارات األفراد على األخص
حينما يكون هناك أساليب عمل و تكنولوجيا و أنظمة جديدة يلزم األمر تقدمي التدريب املناسب
لذلك و على سبيل املثال حينما تتدخل نظم املعلومات احلديثة و أنظمة الكمبيوتر يف أعمال
املشرتيات و احلسابات و األجور و املبيعات و حفظ املستندات ،حيتاج شاغلو هذه األعمال إىل
معارف و مهارات جديدة متكنهم من أداء العمل بإستخدام األنظمة احلديثة ،حيث معلم أن
القطا الرأمسا ي يوجه أمهية أكرب إىل األيدي العاملة املاهرة و الفنية املتخصصة و حيتاج إليها و
2
أعداد متزايدة ،هذا على حني جند أن البلدان النامية تعاين من ندرة و عجز يف تلك ال.....
د .التكوين بغرض الترقية و النقل :وهو التدريب الذي يلزم إلعداد الفرد لتو ي وظيفة جديدة أو
القيام بواجبات و مسؤوليات جديدة مثال ذلك تربية العامل ليكون رئيس ورشة أو رئيس عمال
يستلزم احلصول على برامج تدريب على كيفية التعامل مع العاملني حتت إشرافه و كيفية توزيع العمل
3
عليهم و متابعة مستويات األداء اخلاصة بكل منهم .
ه .التكوين لتهيئة المعاش :يف املنظمات الراقية يتم هتيةة العاملني من كبار السن إىل اخلروج على
املعاش و بدال من أن يشعر الفرد فجأة أنه مت ركنه على الرف باخلروج على املعاش ،يتم تدريب
1صالح الدين حممد عبد الباقي ،إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية ،املكتب العريب احلديث ،اإلسكندرية ، 1111 ،ص 121
2كمال طاطاي ،دور التكوين يف رفع إنتاجية املؤسسات مع دراسة حالة ملؤسسة وطنية مركب السيارات الصناعية بالرويبة ،مذكرة لنيل شهادة
ماجستري ،فر ختطيط و تنمية ،كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،8112-8118 ،ص .48
3حممد عبد الفتاح الصرييف ،التدريب اإلداري ،دار املناهج للنشر و التوزيع ،بدون طبعة ،عمان األردن ، 8111 ،ص 21
22
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
على البحث عن طريق جديدة للعمل أو طرق لإلستمتا باحلياة و البحث عن إهتمامات أخرى
1
غري الوظيفة و السيطرة على الضغوط و التوترات اخلاصة باخلروج على املعاش .
أ .التكوين المهني و التقني :وهو يتعلق باألعمال اليدوية و امليكانيكية مثال ذلك أعمال
السمكرة و اللحام و البناء و التجارة و غريها ،وهنا جند أن األسلوب املتبع يف بعض
األحيان هو تعيني بعض العمال اجلدد كمساعدين للعاملني القدامى و ذلك بغرض معرفة
كما توجد املعاهد الفنية و مراكز التدريب املهنية اليت ميكن اإللتحاق هبا التدريب على بعض
املهن ،و عادة تتوافر يف هذه املراكز التدريبية اإلمكانيات الضخمة اليت تتمكن من إكتساب
ب .التدريب التخصص :و يشمل هذا التدريب اخلربات و املهارات املتخصصة ملزاولة مهنة أو
عمل متخصص مثال ذلك وظائف األطباء و املهندسني و احملاسبني .....إخل و يهدف
هذا التدريب إىل تنمية املهارات و اخلربات املتخصصة بغية توفري اإلمكانيات ملواجهة
ج .التكوين اإلداري :و يقصد به التدريب على األعمال ذات الطابع املتماثل مثل األعمال
1أمحد ماهر ،إدارة املوارد البشرية ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،بدون طبعة ، 8114 ،ص .282
2حممد عبد الفتاخ الصرييف ،مرجع سابق ،
23
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
احملفوظات و متثل هذه األعمال جانبا هاما بني األعمال اإلدارية ،و تتوقف كفاءة املنشأة
أ .التكوين داخل الشركة :يتم هذا التكوين يف إدارة أو مراكز التكوين التابعة للمؤسسة أو
يف مواقع العمل مباشرة و ضمن بيةة العمل العادية ،وقد خيضع له موظفو املؤسسة نفسها
و قد خيضع لذلك متدربون آخرون ينتمون جلهات أخرى و يتم تكوينهم يف املؤسسة املعنية
ضمن عملية تنسيقية أو تعاونية مشرتكة و هنا يتم شرح العملية املراد التدرب عليها
للمتكون الذي يقوم بتصحيح أداء املتكون و تطويره و يتم تكرار ذلك حىت يتفهم املتكون
املهام املطلوبة و يصبح قادر على تأدية ذلك مبفرده و بدرجة عالية من إتقان و هذا ما
1
يساعده على التكيف مع إجراءات التشغيلية .
ب .التكوين خارج الشركة :إن العمال يف حاجة مستمرة لتطوير مهاراهتم و معارفهم ،لذلك
فالتدريب سوف مينح هلم الفرصة للتقدم و التحكم يف تقنيات العمل من خالل اإللتحاق
مبؤسسات و مراكز التدريب سواء كانت تابعة للمؤسسة املستخدمة أو خارجة عنها ،و
ذلك قصد حتسني مستواهم املهين و مسايرة األساليب التكنولوجيا احلديثة املستعملة يف
املؤسسة حيث أن هذا النو من التدريب يضمن السري احلسن ألعمال املؤسسة بإدراك
الفرد املتدرب مستلزمات الوظيفة اليت سوف يؤديها قصد حتسني العمل و تقدمي أفضل
1أمني ساعايت ،إدارة املوارد البشرية من النظرية إىل التطبيق ،دار الفكر العريب للنشر و التوزيع ،بدون طبعة ،مصر ، 112 ،ص 114بتصرف.
24
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
أ .التكوين لتحديد المعلومات :و هذا نتيجة للتغريات و التطورات التكنولوجية
ب .التكوين المهارات :و يقصد به زيادة قدرة التدريب على أداء أعمال معينة ،ورفع كفاءته
ج .التكوين السلوكي :و هذا يهدف تنمية اإلجتاهات احلسنة و تغيري العادات غري اجليدة
3
إن األهداف اليت حياول التدريب حتقيقها كما ذكرها السلماين هي كما يلي :
.4تكوين عالقات إجيابية بني املنظمة و أفرادها و بالتا ي تنمية إنتماء الفرد للمنظمة
1بن دريدي مسري ،إسرتاتيجية إدارة املوارد البشرية يف املؤسسة العمومية اجلزائرية ،التدريب ،احلوفز ،دراسة ميدانية باملديرية اجلهوية لنقل الكهرباء ،
مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستري يف علم اإلجتما ،ختصص تنمية و تسيري املوارد البشرية ،قسم علم اإلجتما و العلوم اإلجتماعية ،كلية العلوم
اإلنسانية و العلوم اإلجتماعية ،جامعة منتوري قسنطينة ( اجلزائر ) ، 8111/8111ص .112-111
2الطاهر جماهدي ،التدريب املهين و أثره على األداء ،دراسة ميدانية بشركة اإلمسنت " املاء األبيض " تبسة ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف علم
النفس العمل و التنظيم ،قسم علم النفس و علوم الرتبية ،كلية العلوم إنسانية ،جامعة جزائر ، 8118/8111 ،ص .84
3حسن أمحد الطعاين ،التدريب اإلداري املعاصر ،دار املسرية للنشر و التوزيع و الطباعة ،الطبعة األوىل ،عمان ،األردن 281 ،8112 ،
25
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
.2زيادة اإلستقرار يف العمل مبا يؤدي إىل رفع الروح املعنوية للمكونني
أ .رفع مستوى أداء الفرد عن طريق إكسابه املهارات احلرفية و العملية املستخدمة يف ميدان عمله
ب .زيادة قدرة الفرد على التفكري املبد اخلالق مبا ميكنه من التكيف مع عمله من ناحية و مواجهة
ج .تنمية اإلجتاهات السليمة للفرد حنو تقديره لقيمة عمله و أمهيته و اآلثار اإلجتماعية املتصلة به
و املرتتبة عليه تدريب العاملني اجلدد و تعريفهم باملنظمة و أهدافها و سياستها و أنظمتها و
د .إجياد حلول ملشكالت حمددة تعاين منها املنظمة عن طريق إعداد و تكوين العاملني فيها ليكونوا
تغيري اإلجتاهات
تنمية تقدمي
املعرفة املهارات
26
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
1
تتضح أمهية التكوين يف املؤسسة على جانبني :
ج .يدعم إنشاء أحسن صورة عن املؤسسة ،و يشجع الصدق و اإلنفتاح و الثقة
د .حيسن العالقات بني اإلطارات و مرؤوسيهم ،و يساعد على فهم و وضع السياسات التنظيمية
أ .يساعد الفرد على اختاذ قرارات حسنة و حل املشاكل بعقالنية أكثر
كما أضاف علي حممد ربايعة أمهية التكوين بالنسبة لتطوير العالقات اإلنسانية و تتمثل فيما يلي :
1إبراهيم عبد اهلل ،محيدة املختار ،دور التكوين يف تنمية املوارد البشرية ،جملة العلوم اإلنسانية ،العدد السابع ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة ،
فيفري ،8111ص ص 2،4
27
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
إن الشكل التا ي يوضح أمهية التكوين بالنسبة للفرد و املؤسسة :
التكوين
-معلومات
-معارف
-طرق جديدة
الموارد البشرية
تغيير في السلوك ،إكتساب المعرفة ،إكتساب ثقة ،رفع الكفاءة ،
تمثيل األخطاء ،تنمية المعارف ،ثقة كبيرة في النفس ،والء
أكبر للمؤسسة
28
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
لتحقيق األهداف املسطرة من التكوين يستوجب ضبط جمموعة من اإلجراءات و إختاذ كل اإلحتياطات و التدابري
الضرورية اليت قد تظهر أثناء التنفيذ ،تتضمن عملية التكوين عموما األنشطة و املراحل التالية :
هي جممو التغريات أو اإلضافات املطلوب إحداثها يف معرفة مهارات أو اجتاهات أو سلوك العاملني و
ذلك للتغلب على املشاكل اليت تعرتض سري العمل و اإلنتاج أو تعرقل سري السياسة العامة للمنظمة أو
حتول دون حتقيق أهدافها ،هذا و تعرب اإلحتياجات التكوينية عن الفرق بني ماهو مطلوب من معرفة أو
مهارات أو اجتاهات و ماهو موجود فعال منها و ذلك يف حدود اإلمكانيات املتوافرة و يف وقت حمدد و
1
من مقارنة ذلك ميكن معرفة :
و ملا كان من املبادئ اهلامة للتدريب أن يكون التدريب هادفا بأن يوجه لتحقيق هدف أو أهداف واضحة حمددة
فإنه ينبغي أو حيقق تزويد املتدربني بعنصر أو أكثر من العناصر اآلتية :
املعارف أو اخلربات املطلوب تزويد العاملني هبا أو جتديد املعلومات املوجودة أصال لديهم
1إبراهيم حسني النظامي ،ختطيط التدريب اجلهاز املركزي للتنظيم و اإلدارة ،دون طبعة ،القاهرة ( مصر) ،1121 ،ص 11
29
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
و يقصد هبذه العملية حتديد املواصفات و املكونات املختلفة للعمل التكويين حيث يؤدي تنفيذه إىل
1
حتقيق اإلحتياجات التدريبية ،تتضمن تصميم الربامج التكوينية التكوينية النقاط التالية :
أ .عنوان البرنامج :و يتم وضع العنوان املناسب للربنامج التكويين بصياغة جديدة بسيطة و
واضحة تدل بصفة مباشرة عن اإلحتياجات التكوينية األساسية اليت وضع من أجلها الربنامج
ب .تحديد أهداف البرنامج :تعترب األساس يف تصميم الربنامج التكويين فاألهداف هي الغايات
اليت يأمل حتقيقها من وراء هذا الربنامج لذا جيب أن حتدد األهداف حتقيقا دقيقا و أن تكون
ج .تحديد نوع المهارات التي سيدرب عليها :حيث يتم تقرير نو املهارات املالئمة
لإلحتياجات احملددة و اليت سيعمل الربنامج التكويين على إكساهبا و صقلها لدى املتدربني .
د .محتوى التدريب :إن حملتويات برنامج التكوين أثر كبري يف جناحه ،لذا كان من الضروري على
الزمان :حيدد مهم الربنامج التكويين الفرتة اليت يستغرقه التكوين إذ يعترب الوقت من
المكان :كما قمنا بتحديد زمان العملية التكوينية و الفرتة الواجب إخراجها خالل
السنة يتوجب على مصمم الربنامج التكويين حتديد املكان الذي جتري فيه العملية
1عبد القادر بن برطال ،التدريب و التغيري داخل املنظمة ،منشورات احلياة الصحافة ،ط ، 1اجللفة ( اجلزائر) ، 8111 ،ص ص ص -21-22
21-21
30
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
التكوينية لألفراد و ختتار املكان املناسب لذلك من أجل تسهيل عملية تتمثل العمال
إختيار المتدربين :البد على الربنامج التدرييب أن يو ي أمهية و عناية خاصة باختيار
األساس
إمدادهم باملعلومات اجلديدة و تدريبهم على أصول ممارسة املهنية ضمن برنامج حمدد
ميزانية التدريب :حبيث يتم وضع ميزانية تقديرية للتكوين من اجل التعرف على
التكاليف التقديرية لربنامج التكوين و يؤثر هذا يف اختاذ قرار البدء يف التكوين .
يف هذه املرحلة يتم إخراج الربنامج التكويين إىل حيز الوجود ،و يتوقف تنفيذه بنجاح على قدرة املنسق
و املدربني و توعية املتدربني و الظروف املادية و غري املادية اليت حتيط بالربنامج و كذلك نو الربنامج .
أ .يعرف املدرب أهداف اجللسة التكوينية و مبادئ العمل مث يقوم بعرض املهارة أو موضو الدرس
ب .يعطي املدرب بأمثلة لتوضيح طبيعة املهارة و يناقش املتدربني يف معناها و استخدامها
31
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
ج .يقوم املدرب مبساعدة املتدربني يف تطبيق املهارة خطوة خبطوة مشريا إىل اهلدف و القواعد و األسباب
وراء كل خطوة
د .يتيح املعلم الفرصة لكل جمموعة لعرض ما قامت به و يسمح إىل ردود فعل اجملموعات على مهمة اليت
ه .يستخدم املدرب التغذية الراجعة لتدعيم عملية تنفيذ املهمة و ذلك من خالل إجراء نقاش مع املتدربني
بني التنفيذ ملراجعة اخلطوات و القواعد اليت اتبعت يف تنفيذ املهارة .
أ .حتديد الوقت و املدة الزمنية للربنامج و إبالغ املشرتكني بالربنامج مث إستقباهلم و هتيةة أماكن
إقامتهم .
ب .التأكيد من هتيةة املدربني يف املكان و الوقت احملدد و للتعرف على خربات و تطلعات املدربني
ه .التعرف على توقعات املشاركني و انطباعهم و مالحظاهتم على سري الربنامج .
تلجأ املنظمات إىل محاية تقييم الربامج التدريبية ملعرفة العوائد و الفوائد و يتم من ذلك أثناء يف حاجة
2
ماسة إىل القيام بعملية للتقومي لعدة أسباب منها :
1حممد علي ربابعة ،إدارة املوارد البشرية ،ختصص نظم املعلومات اإلدارية ،ط ، 1دار صفا للنشر و التوزيع ،عمان ، 8112 ،ص 18
2حممد عبد الوهاب الغراوي ،إدارة اجلود الشاملة ،دار اليازوري ،عمان ، 8111 ،ص 141
32
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
ج .ملعرفة مدة تلبية الربنامج لإلحتياجات و التسهيالت املادية البيةة العمل .
ميكن القول أن تقييم التكوين يعترب العملية اليت تيم من خالهلا قياس مدى كفاءة الربنامج التكويين يف حتقيق
األهداف املرجوة و ذلك من خالل قياس املستوى الذي وصل إليه األجزاء بواسطة عدة تقنيات و متكننا عملية
1
عموما ميكن تقييم الربامج التكوينية من خالل أربعة جماالت هي :
ردود األفعال :أي حتديد أو قياس درجة إنطبا املوظف عن التكوين الذي تلقاه من حيث الربنامج
التكويين ،الوسائل و األساليب ،كفاءة املدربني و الوقت املخصص للتكوين و غريها و يعترب رد الفعل
من أسهل عناصر التقييم ،حيث انه يركز على مشاعر و ردود أفعال املوظفني بصفتهم متدربني جتاه
التعلم :يهدف التقييم هنا إىل احلصول على بيانات كافية عن كمية املعلومات اليت اكتسبها املتدرب
السلوك :يهدف التقييم على هذا املستوى إىل التحقق من هذه التغيري الذي لبدأ على سلوك املتدرب
نتيجة التكوين
النتائج :و يتحدد هذا التقييم يف معرفة أثر التكوين على أداء املوظف بعد التكوين يف العمل و بالتا ي
حتديد أثر ذلك على املنظمة ،فالتقييم على هذا املستوى يشمل النتائج امللموسة و التغيريات اليت
33
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
أحدثها املوظفون املتدربون بالفعل لصاحل األجهزة اليت يعملون هلا .هناك هبذه الطرق اليت ميكن أن
يسرتشد هبا مسؤولون التكوين فيما يتعلق بقياس نتائج التكوين و أهم هذه الطرق :
-قياس نتائج التكوين بأهدافه :و أهداف التكوين ميكن التعبري عندما يشكل نتائج مثل :ختفيض دوران
-قياس أداء الموظف :و ذلك من خالل معدالت اإلنتاج و األداء بصورها املختلفة .
34
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
تقييم المتدربين
تقييم إجراءات البرنامج
تقييم نشاط المتدرب
ككل
الجدول الزمني
مكان التدريب
المتابعة اليومية
للتدريب
موضوعات التدريب
أساليب التدريب
مساعدات التدريب
المدربين
تحديد اإلحتياجات
ميزانية التدريب
التدريبية
اإلحتياجات
األهداف
35
اإلطار النظري و الفكري لتحسين أداء الموارد البشرية الفصل األول
الخالصة :
يف هذا الفصل تطرقنا ملفهوم أداء املوارد البشرية من خالل حمدداته و العوامل املؤثرة على أداء
حيث تبني األمهيته الكبرية املورد البشري ألي مؤسسة بغض عن نشاطها ألنه الوسيلة األساسية لبلوغ
األهداف و النجاح و التميز لذلك وجب عليها متابعة هذا األداء و العمل على تقييمه و كيفية
حتسينه و أخريا مت التطرق إىل أثر التكوين على حتسني أداء املورد البشري من خالل تعريفه و بيان
خصائصه ،و أهم مبادئه و أنواعه و أهدافه و مراحله حيث تبني أن التكوين نشاط و وظيفة رئيسية
تسعى إىل حتسني أداء العاملني إكساهبم املهارات و املعارف الالزمة ملواجهة خمتلف التغريات الداخلية
و اخلارجية .
36