Professional Documents
Culture Documents
األول :اإلتجاه التقليدي :ركز هدا اإلتجاه الذي ترجع أصوله إلى مبادئ التسيير العلمي
كما يصوره أو باألحرى كما صاغها تايلور ( ،)1915-1856وإ لى أفكار بعض
المساهمين األساسين في هدا اإلتجاه أمثال فايول ( )1925-1841و جيلبيرت ...وغيرهم
في البحت عن معايير محددة لألداء و إحالل التفكير العلمي محل المحاولة و الخطأ ،ففي
ضل مناخ إيديولوجي متميز أصبحت قضية رفع
اإلنتاج من االهتمامات األساسية لرجال األعمال و المسيرين حيت كانت الفكرة المبدئية
هي محاولة إيجاد عالقة بين اإلنتاجية و نجاح المؤسسة ،والتي كشفت أن نمو ونجاح
المؤسسة يمر حتما عبر تنظيم جيد ينمي و يحسن اإلنتاجية لدلك اتجه تايلور إلى دراسة
العامل الصناعي لتوسيع الدراسة فيما بعد إلى دراسة بناء التنظيم ككل بفضل هنري
فايول(.)1
حيت اعتقد تايلور بأن الطرق التي يتبعها العمال في أداء المهام طرق عقيمة في معظمها
تؤدي إلى تبديد في الطاقة و المال لهدا يجب أن يختار العمال و يدربون على أفضل
الطرق المحددة و المدروسة علميا و قد خلص إلى وضع مبادئ أساسية يقوم عليها
التسيير العلمي إال أنه ال بد من اإلشارة أوال إلى التصورات Sأو المرتكزات Sالتي قامت
عليها تلك المبادئ ،فقد أعتبر الفرد" وحدة مستقلة يتعين أن يكون سلوكه و ضروب
نشاطه على درجة عالية من الرشد و التعقل( )1الشيء الذي يمكن من رفع اإلنتاجية عن
طريق التحكم في عدة متغيرات كالوقت ،المجهود ،التكلفة ،وألن العمل يعني االشتغال من
أجل الحصول على مكافآت ،فلقد أعتبر األجر المحفز األساسي وأحد المحاور التي يقوم
عليها مفهوم العمل ،يضاف إلى هدا اعتقاد مفاده أن العالقة بين العمال و اإلدارة هي
عالقة تعاون طالما أن العمل يحقق الفائض يؤدي بصورة مباشرة إلى رفع األجور ،غير
أن الواجب يحتم على المسيرين رفع اإلنتاجية و دلك باالعتماد على المبادئ التالية(:)2
-تقسيم العمل على أساسا التخصص
-وضع نظام صارم للمراقبة و إجراء توزيع المهام.
-إيجاد تسلسل رتبوي بحيث يكون لكل عام رئيس واحد.
-الخبرة التقنية أساس العقالنية في اتخاذ القراراتS.
و منه يمكن عالج مشكلة عدم الكفاية من خالل التسيير الذي يقوم على أساس التحديد
الواضح Sللمهام و التنسيق فيما بينها وصوال إلى الطرق األكثر اقتصادية وفعالية.
أما " فايول" فقد أولى عناية بالعملية التسييرية ذاتها أو ما يسمى بالتسيير على مستوى
اإلدارة العليا ألنه اعتبر أن " الوظيفة اإلدارية تنشأ مع أعضاء التنظيم و الجماعات
اإلنسانية فيه" و أن نظام العمل السليم بين الجماعات التنظيمية ينهض على بعض
االشتراطات المتميزة التي يطلق عليها المبادئ( )3بدال من القوانين ألنه يمكن استخدام
مؤشرات ثابتة في مجال اإلدارة ،فاألمر ال يتعلق بتنظيم ورشة و إنماء إدارة في معناها
العام ،حيت أبرز عنصر التسيير كنشاط مميز للمؤسسة الصناعية ضمن الوظائف
التسييرية األساسية :التخطيط ،التنظيم القيادة التنسيق ،الرقابة( )4طالما أن األعمال و
األنشطة التي يقوم بها أي يمكن تقسيمها إلى وظيفة فنية ،وظيفة تجارية،وظيفة مالية،
وظيفة متعلقة بالتأمين ،وظيفة المحاسبة ،ووظيفة التسيير ( اإلدارة) واعتقد " فايول" أن
التسيير الجيد يرتكز على أربعة عشر مبدأ استخدمها في حياته العملية و هي ذات صفة
عامة يمكن تطبيقها على كافة النشاطات و أهم هده المبادئ،تقسيم العمل ،االنضباط ،و
حدة التوجيه ،ال مركزية السلطة و العدل و روح الجماعة ....و غيرها.
و يمكن القول أن تطبيق التقاليد " التايلورية " قد خلق نوع من االختالل أو الالتوازن
الوظيفي في تأديته المهام في مجموعها النوعي بصفة عامة ،رغم أن االهتمام األول
أرتكز على أساس تجزئة المهمة أي تحليل العمل إلى حركات و عملياته األولية حيت
يرى " سوزاكي" أن التقاليد التايلورية قد تخلى عنها ليس لسبب أنها أصبحت غير مقبولة
اجتماعيا ،و إنما ال تمكن المؤسسة اليوم من تحقيق األهداف التي تفرضها المنافسة
العالمية ،فتطور المؤسسات و ازدهارها المادي يبين محدودية األسلوب التقليدي ،حيت
أصبح االنتقاء الجيد لألفراد و االستغالل األمثل لكفاءاتهم ال يضمن عالية كافية للمؤسسات
في الوقت ذاته يرى البعض أنه من العيوب األساسية لهدا اإلتجاه كونه فصل بين الذين
يفكرون و الدين ينقدون ،الن التسلسل الرتبوي يقوم على أساس االحتكار للمسؤول األول،
و أن تتبع خط السلطة يبين خضوع الوحدات الدنيا بطريقة تؤدي إلى تعطيل الطاقات
اإلبداعية و فرص التكيف التي ال يمكن خلق الرغبة في تقبلها من خالل نظام للحوافز
المادية ،وإ نما هناك عوامل نفسية و اجتماعية لها دور بالغ األهمية و كبير جدا ،و
اتضحت معالمها أكثر مع الدراسات التجريبية و خاصة مع حركة العالقات اإلنسانية