Professional Documents
Culture Documents
تأليف
الدكتور
هشام صربي البحريي
قسم إدارة األعمال
مراجعة
أ.د /أمحد فهمي جالل
قسم إدارة األعمال
2018
المحتويات
الصفحة الموضـــــــوع
ينطلق بعد ذلك لمكانه الجديد وزمانه الخاص ويسعى لتغيير منظمته ومن يعمل معه .
إن المدير الجديد يجب أن يكون إيجابياً ،قادراً على التفاعل مع كافة المتغيرات،
وسباقا ً في اغتنام الفرص التي تتاح أمامه أو خلق فرص جديدة ال يراها منافسوه .كما
ينبغي عليه أن يسعى لتطوير مهارات وقدرات مرؤوسيه ،وأن يشجعهم على االبتكار
والمبادأة أكثر من ترهيبهم لالنصياع لألوامر وتقليد اآلخرين .إن المنظمات على
اختالف أشكالها وأنواعها خالل القرن الواحد والعشرين يجب أن تدار من منظور
العالمية ،كما أن الجامعات ينبغي عليها أن تطور مناهج إدارة األعمال الستيعاب
التغيرات العالمية الجديدة والتعامل معها.
وبالرغم من األهمية المطلقة لإلدارة وارتفاع قدرها المذهل إال أن اإلدارة كما
يقول عميد فالسفة اإلدارة الحديثة ( بيتر دراكر) هي أقل األنماط والمفاهيم األساسية
في حياتنا فهما ومعرفة ،وحتى القائمون بالعمل اإلداري ،فهم غالبا ال يعرفون ماذا
تفعل اإلدارة الخاصة بهم ،وما المفروض أن يتم عمله ؟ وكيف تعمل ؟ ولماذا ؟ وما
إذا كانت تؤدي عمال متميزاً أم ال ؟
ويمثل هذا الكتاب محاولة من المؤلف لتناول مبادئ إدارة األعمال بشكل مبسط
لكي يصبح هذا الكتاب دليال عمليا للممارسين للعمل اإلداري في كافة منشآت األعمال،
ومنهجا علميا للدارسين في برامج التعليم المدمج .
وتحقيقا ً لهذا الهدف فلقد اشتمل هذا الكتاب على ثمان وحدات دراسية تغطي عدداً
من الموضوعات الهامة والرئيسية في مجال أصول اإلدارة .ففي الوحدة األول يعرض
المؤلف المفاهيم األساسية إلدارة األعمال .وفي الوحدة الثانية يستعرض المؤلف تطور
الفكر اإلداري ،وفي الوحدة الثالثة يستعرض المؤلف األشكال القانونية لمنظمات
األعمال .أما الوحدات من الرابعة وحتى السابعة فيستعرض فيها المؤلف وظائف
المدير بشكل تفصيلي ،حيث يتناول وظيفة التخطيط في الوحدة الرابعة ،ويتناول وظيفة
التنظيم في الوحدة الخامسة ،ووظيفة التوجيه في الوحدة السادسة ،ووظيفة الرقابة في
الوحدة السابعة أما الوحدة الثامنة واألخيرة فنناقش فيها االتجاهات الحديثة في اإلدارة
أساسيات اإلدارة ()1 ي
الوحدة األولى
املفاهيم األساسية لإلدارة
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1التعرف على مفهوم اإلدارة .
-2التعرف على أهمية اإلدارة لكل من الفرد والمنظمة والمجتمع.
-3معرفة المكان الذي تمارس فيه اإلدارة .
-4التعرف على مستويات اإلدارة .
-5معرفة المهارات الواجب توافرها في المديرين .
-6معرفة السمات األساسية لمهام المدير .
-7معرفة مظاهر الصعوبة في العمل اإلداري .
العناصر:
( مفهوم اإلدارة /أهمية اإلدارة /أين تماارس اإلدارة /مساتويات اإلدارة /المهاارات
الواجب توافرها في المديرين /السمات األساسية لمهام المديرين /مظاهر الصاعوبة فاي
العمل اإلداري ) .
مقدمة:
حقل اإلدارة كبير وممتد ويصعب علينا أن نصل لنهايته ،وكل من تناول إدارة
األعمال بالبحث والدراسة ال يستطيع أن يجزم أنه قدم تغطية شاملة لكل أبعاد العملية
اإلدارية ،أو ألف مرجعا فريدا يحوى بين طياته كل جوانب اإلدارة .فالجهود التي
قدمها رواد الفكر اإلداري وكذلك الجهود التي يقدمها العديد من الباحثين والممارسين
للعمل اإلداري تعد جهودا مكملة لبعضها البعض .وفى العديد من المحاضرات التي
أساسيات اإلدارة ()1 2
ألقيها في الجامعة ،وفي البرامج والندوات التدريبية التي يتم دعوتي إليها ،أواجه
بالعديد من األسئلة المهمة حول اإلدارة ومنها:
س :هل اإلدارة هي اختراع حديث تم اكتشافه في أوائل القرن العشرين ؟ هل
يوجد مفهوم واحد متفق عليه لإلدارة ؟ ما هي األسباب التي تدفعنا لدراسة اإلدارة ؟
ولماذا نحتاج لدراستها بشكل علمي ؟ وهل اإلدارة هي فن يمكن اكتسابه بالخبرة
العملية؟ أم علم يمكن تعلمه ؟ هل يصلح أي شخص أن يصبح مديراً ؟ وهل يصلح كل
مدير أن يكون قائداً ؟ هل يمارس كل مدير وظيفة أو مجموعة وظائف واحدة ؟ هل
يشترط أن تمارس وظائف اإلدارة بشكل متتابع ومتكامل؟ أم يمكن أن يمارس المدير
وظيفة واحدة أو عدة وظائف ويترك وظائف أخرى يقوم بها آخرون ؟ هل وظائف
اإلدارة تمارس في كافة أنواع المنظمات سواء كانت حكومية أو خاصة ،وسواء كانت
تجارية أم صناعية أم زراعية أم خدمية .وسواء كانت كبيرة أم صغيرة وفى داخل
الشركة الواحدة ،هل تطبق وظائف اإلدارة بنفس الكيفية وعلى نفس النطاق ؟
هذه بعضا ً من األسئلة التي أواجهها دائما ،وتحتاج أن نجيب عليها في هذه
الوحدة من الكتاب.
أوال -مفهوم اإلدارة :
عندما تبحث في الكتب والدوريات المتخصصة في إدارة األعمال ستلحظ أنه ال
يوجد تعريف واحد لإلدارة متفق عليه بين الكتاب والباحثين والممارسين للعمل
اإلداري ،وهذه الظاهرة يمكن إيعازها إلى اختالف الخلفية العلمية والعملية لكل منهم.
كما أن الحداثة النسبية لعلم اإلدارة مقارنة بالعلوم األخرى مثل الفلك ،والكيمياء،
والفيزياء ،والطب ،والرياضيات تعد سببا آخر يعزى إليه االختالف حول مفهوم
اإلدارة .كما أن تعدد األنشطة التي تغطيها العملية اإلدارية يعد سببا جديدا الختالف
علماء اإلدارة في المسميات وبعض المفاهيم اإلدارية.
ولقد تعددت التعريفات التي صاغها الرواد والباحثون والممارسون لإلدارة
ونعرض فيما يلي أمثلة لبعض هذه التعريفات:
3 أساسيات اإلدارة ()1
-1عرفها (تيلور) على أنها :فن المعرفة الدقيقة لما يجب أن يعمله األفراد،
والتحقق من أن القائمين بتنفيذ األعمال قد أدوا أعمالهم بأفضل الطرق واقلها
تكلفة.
-2عرفها (فايول) على أنها :التنبؤ والتخطيط والتنظيم وإصدار األوامر والتنسيق
والرقابة.
-3عرفها (شيستر برنارد) على أنها :فن اتخاذ القرارات.
-4عرفها (شيلدون) على أنها :نشاط يسعى لتحديد السياسات والتنسيق بين
اإلنتاج والتوزيع والتمويل والرقابة على تنفيذ األعمال.
-5عرفها (بيتر دراكر) على أنها :العضو Organمتعدد األغراض والذي يقوم
بإدارة المشروع ،وإدارة المديرين ،وإدارة العمال والعمل.
-6عرفها (الدكتور /على عبد المجيد) على أنها :النشاط الخاص بقيادة وتوجيه
وتنمية األفراد وتخطيط وتنظيم ومراقبة العمليات والتصرفات الخاصة
بالعناصر الرئيسية في المشروع من -أفراد ومواد وآالت وعدد ومعدات
وأموال وأسواق -لتحقيق أهداف المشروع المحددة بأحسن الطرق واقل
التكاليف.
-7عرفها (الدكتور /على السلمي) على أنها :ظاهرة مجتمعية تكون جزءا من
نسيج المجتمع ،وهى نظام فرعى في إطار مجتمعي كلى ،والعالقة بين اإلدارة
والمجتمع تبادلية ،كل يأخذ من اآلخر ويعطيه ويؤثر فيه ويتأثر به.
-8عرفها (الدكتور /شوقي حسين) على أنها :العنصر المنشط الذي يرمى إلى
تنسيق المجهود الفردي والجماعي في سبيل تحقيق أهداف المجموعة.
-9عرفها (الدكتور /أحمد فهمي) على أنها عملية تحديد وتحقيق األهداف من
خالل ممارسة أربعة وظائف أساسية هي التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة
باستخدام الموارد البشرية.
أساسيات اإلدارة ()1 4
وبعد استعراضنا لبعض التعريفات لإلدارة والتي ذكرت على سبيل المثال ال
الحصر ..نخلص إلى وجود اختالفات بين الكتاب والباحثين حول مفهوم اإلدارة ،فلكل
منهم مدخل ورؤية مختلفة لما يجب أن تكون عليه العملية اإلدارية .فالبعض يرى أن
اإلدارة فن ،والبعض اآلخر يرى أنها علم والبعض يرى أنها نشاط أو عملية تنطوي
على أربع وظائف محددة ،والبعض يرى أن اإلدارة هي اتخاذ القرارات .كما ينظر
آخرون لإلدارة على أنها نظام فرعى داخل نظام أكبر وهو المجتمع ،كما ينظر البعض
لإلدارة على أنها نشاط إنساني ينسق بين الجهود الفردية لتحقيق أهداف الجماعة .
ويميل المؤلف إلى تعريف اإلدارة على أنها:
"أنشطة إنسانية مستمرة تمزج بين العلم والفن والصنعة الستغالل الموارد المتاحة
للمنظمة استغالال رشيداً لتحقيق أهدافها في ظل الظروف البيئية المحيطة ".
ويتضح من التعريف السابق ما يلي:
-1أن اإلدارة في األساس أنشطة إنسانية تعتمد على نتاج مجموعة من العالقات
واالتصاالت التي تحدث بين مجموعة من البشر مختلفي الثقافات ،والخبرات،
والقدرات ،والرغبات ،واألهداف .وبناء على ذلك؛ فإننا نستطيع القول إن
اإلدارة ال تقتصر على مجموعة من المبادئ والسياسات واإلجراءات والنظم
واالستراتيجيات فقط ،وإنما هي في األساس مجموعة من العالقات اإلنسانية .
-2أن اإلدارة نشاط مستمر خالل الزمن .بمعنى أنها تسعى لتحقيق سلسلة ال
تنتهي من األهداف ،فكلما تحققت مجموعة من األهداف كلما ارتأت اإلدارة أن
هناك حاجة للتحرك نحو مجموعة جديدة من األهداف تكون أعلى مستوى .
-3أن اإلدارة هي مزيج من العلم والفن والصنعة .فالعلم يعلم الشخص ليعرف،
في حين أن الفن يعلمه ليعمل .وفي هذه النقطة تحديداً يقول الدكتور شوقي
حسين :بالرغم من أن الفلك علم إال أن المالحة فن ،ويعتبر كالً من العلم والفن
مجالين مكملين لبعضهما وليسا بديلين عن بعضهما .فالطبيب يحصل على
5 أساسيات اإلدارة ()1
-6اإلدارة نشاط هادف ،بل إن نقطة البداية في عمل أي إدارة أن تحدد لنفسها (أو
يحدد لها طرف آخر) أهداف محددة تسعى جاهدة أن تصل إليها .وبالتالي فإن
اإلدارة ال تنشأ من فراغ وال تتجه نحو مجهول ،بل تظل دائما هناك نتائج أو
أغراض تسعى اإلدارة إلى تحقيقها .
-7تعمل اإلدارة في محيط عمل يطلق عليه (بيئة) وهذه البيئة تنقسم إلى نوعين،
بيئة داخلية وتتمثل في كافة العناصر الموجودة داخل المنظمة ومنها ،اآلالت
والمعدات ،واألجهزة ،التنظيم اإلداري ،النظم ،السياسات ،واإلجراءات،
واالستراتيجيات ،واألهداف ،والموارد البشرية ...،وغيرها .ولكل منظمة بيئة
داخلية متميزة تنفرد بها عن غيرها من المنظمات .أما النوع الثاني من البيئة
فهو البيئة الخارجية ،وتتمثل في مجموعة من العناصر التي تشترك فيها
المنظمة مع غيرها من المنظمات مثل :النظم السياسية ،واالقتصادية ،والثقافية،
والدينية ،واالجتماعية ،والحضارية ،والحكومية ،والتكنولوجية ،والمنافسين،
والموردين ،والعمالء ،والبنوك ،وأسواق العمل ،نقابات العمال ،األجهزة
الرقابية ،الجمعيات األهلية ،المراكز البحثية ،الجامعات... ،الخ.
وعلى ذلك ،تعد اإلدارة نظاما مفتوحا على بيئته الخارجية ،يؤثر فيها ويتأثر
بها ،بمعنى أن كل طرف سواء اإلدارة والبيئة ،كل يأخذ من اآلخر ويعطيه .
البيئة اإلدارة
وعندما سئل (بيتر دراكر) أحد أشهر علماء اإلدارة في العصر الحديث عن أهمية
اإلدارة ،أجاب بأن غير الخبير يعتقد أن اإلدارة ما هي إال حزمة من األنشطة
االعتباطية التي تعتمد على المصادفة والتي ال تحكمها قوانين أو مبادئ .ولكن هذا هو
الحال دائما مع أي ظاهرة نعجز عن رؤيتها بشكل متكامل.
-1أهمية اإلدارة للمنظمة:
يتوقف نجاح أو فشل أي منظمة واستمرارها على مدى ما يتوافر لديها من أهداف
ومديرين أكفاء يتسمون بالرشد ،لديهم القدرة على استغالل الموارد المتاحة لديها
بالشكل السليم والذي يعظم العائد ويقلل التكلفة بهدف الوصول إلى تحقيق األهداف
المرجوة .إذاً ،فاإلدارة تقوم بتحديد أهداف أي منظمة وتسعى نحو تحقيقها وبدون
اإلدارة يتعذر تحقيق األهداف.
واإلدارة الرشيدة تستطيع أن تبتكر طرق جديدة مبسطة للعمل ،وتحسن الجودة،
وال نعني بذلك جودة السلع والخدمات فقط ،بل جودة كافة األنشطة التي تمارس في
أرجاء المنظمة .كما أنها تستطيع أن تتنبأ مبكرا بالمشاكل التي من المحتمل أن
تواجهها وتضع السيناريوهات البديلة لمواجهتها والتكيف معها .كما يلعب المديرون
المتميزون دوراً هاما ً في تنمية العالقات اإلنسانية بين اإلدارة والعاملين في المنظمة
وهذا يؤدي إلى زيادة درجة رضائهم عن العمل مما ينعكس إيجابا على مستوى
إنتاجيتهم .وتبرز أهمية اإلدارة بالنسبة للمنظمة أيضا ،في كونها تحقق التوازن بين
الرغبات والمصالح المتعارضة لكل من رغبات أصحاب رأس المال أي مالك
المنظمة ،ورغبات العاملين بها ،ورغبات المجتمع الذي تعمل فيه ،فلو تفحصنا رغبات
كل طرف من األطراف الثالثة ستبدو رغباتهم جميعا متعارضة في شكلها وهذا ما
يمكننا توضيحه فيما يلي:
أ -رغبات أصحاب رأس المال (المالك):
الحصول على أكبر عائد على استثماراتهم وهذا يتحقق عن طريق تقليل
المصروفات وزيادة اإليرادات من خالل بيع منتجات المنظمة بأسعار مرتفعة ،وزيادة
أساسيات اإلدارة ()1 8
الكفاءة اإلنتاجية للمنظمة .وزيادة القيمة السوقية للمنظمة في السوق والتوسع واالنتشار
في األسواق .
ب -رغبات العاملين بالمنظمة:
الحصول على مرتبات مرتفعة ومزايا عينية وخدمات صحية ورعاية اجتماعية،
وضمان االستمرار واالستقرار في العمل وتوفر فرص للترقية .والعمل في ظل مناخ
عمل مناسب.
ج -رغبات المجتمع :
توفير فرص عمل ألبناء المجتمع ،وتوفير السلع والخدمات بأسعار معقولة
وبمستوى جودة وباشتراطات صحية متميزة .ورفع مستوى معيشة أبناء المجتمع .
وال شك أن مهمة اإلدارة في المنظمات هي العمل على تحقيق رغبات هذه
المجموعات الثالثة والتوفيق بينها بشكل عادل .ولو نظرنا على الجانب اآلخر
للمنظمات التي يقودها مديرون أصحاب كفاءة منخفضة ،وال يمتلكون القدرة على فهم
واستيعاب مشاكل العصر ومواجهة التغيرات البيئية المتالحقة ،وال يعتمدون في
إدارتهم للمنظمة على األساليب واألسس اإلدارية السليمة ،فإننا سنلحظ أن مصير مثل
هذه المنظمات الهالك والفشل ،كما أن مواردها سوف تستنزف ،وقدراتها التنافسية في
السوق سوف تخور .
-2أهمية اإلدارة للمجتمع:
تعتبر اإلدارة ضرورة لكافة المجتمعات متقدمة كانت أم نامية فاإلدارة هاماة للمجتمعاات
المتقدمااة ماان أجاال الحفاااظ علااى تقاادمها ،والحفاااظ علااى مسااتوى معيشااة األفااراد عنااد مسااتواه
المرتفااع ،وحساان اسااتغالل المااوارد المتاحااة لهااذه المجتمعااات .كمااا أن اإلدارة أكثاار أهميااة
للمجتمعاات الناميااة .ألن هااذه المجتمعاات تعااانى ماان العديااد مان المشاااكل االقتصااادية وأهمهااا
مشااكلة الناادرة -عاادم كفايااة المااوارد لتلبيااة حاجااات السااكان -وتعتباار بااذلك اإلدارة نشاااطا
ضروريا في هذه المجتمعات لحسن استخدام هاذه الماوارد المحادودة وتوزيعهاا بشاكل عاادل.
والحفاظ على حقوق األجيال القادمة في الموارد الطبيعية والثروات .
9 أساسيات اإلدارة ()1
كما تلعب اإلدارة أيضا دورا هاما في تنفيذ خطط التنمية االقتصادية في الدول
النامية وكذلك تساعد اإلدارة في إجراء اإلصالحات الهيكلية في النظم السياسية
واالجتماعية والمنظمات الحكومية واألجهزة الرقابية والسلطة التشريعية والسلطة
التنفيذية كما أن اإلدارة تحقق مساهمة اجتماعية هامة عن طريق توفير فرص عمل
وهى بذلك تقضى على البطالة وآثارها المدمرة للمجتمعات .كما أن اإلدارة تساعد
على تنويع األنشطة االقتصادية وعدم قصرها على نشاط معين .وهذا الدور لإلدارة
يبدو في غاية األهمية للدول النامية والتي تعانى من قصر نشاطها على النشاط
الزراعي لتصدير المواد األولية ،واستيراد السلع الرأسمالية والسلع االستهالكية .وهذا
يتسبب في توسيع هوة العجز في الميزان التجاري للدول النامية فتضطر لالقتراض
من الداخل أو الخارج لتدبير هذا العجز ،وهذا يترتب عليه فوائد وأعباء اقتصادية
جديدة تعقد المشاكل التي تعانى منها الدول النامية .إذاً على اإلدارة في المجتمعات
النامية أن تتجه نحو التصنيع دون االقتصار على الزراعة ،كما ينبغي عليها توفير
المناخ المشجع للمستثمرين األجانب إلقامة مشروعات صناعية وخدمية توفر اآلالف
من فرص العمل ألبناء هذه المجتمعات ،وهذا يحسن من مستوى معيشة أبنائها .
ولو عقدنا مقارنة بين دولتين ،دولة متقدمة وأخرى من دول العالم الثالث سيتضح
لنا أهمية اإلدارة للمجتمع .فدولة مثل اليابان ال تمتلك الموارد المادية الالزمة للتطور
والنمو ،ولكنها تمتلك (اإلنسان الرشيد) وهو أهم من كل الموارد المادية ،بل أعظم
الموارد على اإلطالق هذا اإلنسان هو الذي طور المفاهيم اإلدارية التقليدية ،وشكل
أنماط إدارية خاصة به سميت اإلدارة اليابانية ،والتي تسببت في جعل اليابان ثاني
اقتصاد في العالم .وال شك أن اإلدارة اليابانية تعد حقا نموذجا فريدا يبرهن على أهمية
اإلدارة لتقدم المجتمعات ونهضة الشعوب .ولكنها الزالت تكتم أسرارها فلم يبح
اليابانيون بأسرار اإلدارة اليابانية ولذلك فشلت معظم الشركات األوربية واألمريكية
عندما حاولت محاكاة نموذج اإلدارة اليابانية .ويطلق اليابانيون على منهجهم اإلداري
مصطلح (هوشين كانري) وأنصحك عزيزي القارئ بأال تضيع وقتك في البحث عن
معنى هذا المصطلح أو تسعى لجمع بيانات ومعلومات عن هذا المنهج اإلداري ألنك
ببساطة لن تجد شيئا !!
أساسيات اإلدارة ()1 10
إن (هوشين كانري) منهج إداري يمنح المنظمات اليابانية قوتها التنافسية
الخطيرة .وكل ما تسرب عنه للعديد من الشركات الغربية واألمريكية خرج بصورة
غامضة تشبه الطالسم .ويضمن هذا المنهج تحقيق نجاحات إستراتيجية ساحقة ،ولم
تعرفه إال قلة من الشركات العالمية مثل :هيوليت بكارد وإنتل وتكساس إنستر ومانتس.
وإدارة هوشين هي طريقة للتنفيذ توجه الموارد لسد الثغرات الحيوية في األداء
اإلستراتيجي للمنظمة ككل .ولو عقدنا مقارنة بين منهج هوشين وغيره من المناهج
اإلدارية مثل منهج التخطيط االستراتيجي ،سنجد أن هناك اختالفا جوهريا بينهما .ففي
الوقت الذي يضع فيه منهج التخطيط االستراتيجي األولويات بناء على تغيرات
الظروف البيئية المحيطة بالمنظمة ،وطبيعة الصناعة وحاجات العمالء ..نجد أن
منهج هوشين يحدد أكثر هذه األولويات أهمية ويدفع المنظمة بالقوة لتحقيق رؤيتها،
ويستمر في عملية الدفع بناء على ما يحدث في البيئة المحيطة .
وعلى الجانب اآلخر لو اخترنا دولة مثل السودان تمتلك الموارد الطبيعية الكثيرة
والتي وهبها هللا تعالى لها ،حيث يتوافر بها مساحات شاسعة من أجود أنواع التربة
الزراعية في العالم ،والتي أكدت الدراسات أنها تكفى إلطعام العالم العربي بأكمله .
كما أن بها موارد مائية وفيرة ومتنوعة ومناخ مناسب .وبالرغم من ذلك تعانى
السودان من ظروف اقتصادية طاحنة .وانخفاض مستوى معيشة األفراد ،وانخفاض
كبير في قيمة عملتها الوطنية .فهل تعتقد عزيزي القارئ أن سوء اإلدارة يعد هو
السبب في ذلك ؟!
ثالثا -أين تمارس اإلدارة ؟
تمارس اإلدارة في كل مكان يوجد فيه أفراد يعملون معا لتحقيق أهداف محددة،
ولهذا فاإلدارة تمارس في جميع أنواع المنظمات حكومية كانت أم خاصة ،تجارية
كانت أم صناعية أم خدمية ،كبيرة كانت أم صغيرة .وحتى على مستوى المنظمة
الواحدة تمارس اإلدارة في مختلف المستويات اإلدارية .والسؤال اآلن ..ماذا يقصد
بالمستويات اإلدارية ؟
11 أساسيات اإلدارة ()1
والخيط المشترك بين هذه المستويات الثالثة أنها جميعها تمارس مجموعة من
الوظائف هي:
-1وظيفة التخطيط .
-2وظيفة التنظيم .
-3وظيفة التوجيه .
-4وظيفة الرقابة .
وعلى وجه اإلجمال تمثل هذه الوظائف األربعة ما نطلق عليه مصطلح وظائف
اإلدارة ..ويقوم المديرون سواء في مستوى اإلدارة العليا أو الوسطى أو المباشرة،
وسواء كانوا في منظمة خدمية كالبنك أو المستشفى أو الجامعة ،أو منظمة صناعية
كشركة إنتاج سيارات أو ثالجات أو أسمنت ،أو منظمة حكومية كالشرطة أو الدفاع أو
وزارة الخارجية ،وغيرها من المنظمات بإنجاز هذه الوظائف األربعة الرئيسية .
وتشمل هذه الوظائف بعض األنشطة المحددة على النحو التالي:
التخطيط :هو الوظيفة اإلدارية األولى والتي تختص بالتحديد مقدما ً لما ينبغي أن
ينجزه فرد أو مجموعة من أعمال ،وطريقة تحقيق األهداف وتوقيت تحقيق هذه
أساسيات اإلدارة ()1 12
األهداف .وهذا يعني أن التخطيط يتم قبل التنفيذ الفعلي لألعمال من أجل ضمان
الحصول على الموارد بالقدر الضروري واستخدامها بالشكل االقتصادي الذي
يزيد من مستوى الكفاءة اإلنتاجية للمنظمة .كما يساهم التخطيط في التنبؤ
بالصعوبات والمشاكل والعقبات التي من المحتمل أن تواجه المنظمة في المستقبل
ويعمل على تفاديها حتى ال تقف كحجر عثرة في طريق تحقيق أهداف المنظمة.
أو على األقل يسعى للتخفيف من آثارها السيئة على كفاءة العمل .
التنظيم :تهدف هذه الوظيفة إلى تنسيق الجهود من خالل إعداد وتصميم هيكل
من العالقات الوظيفية والرئاسية يقلل من اجتهادات أعضاء التنظيم فيما يتعلق
بأداء األدوار المطلوبة منهم .ويحدد من سيؤدي العمل ،ومن سوف يرأس من،
ومن سيكون مسئوالً أمام من ،ومن له حق اتخاذ القرارات وما هي صالحياته
ومسئولياته ،وما هي الحدود التي سيتحرك في إطارها ؟
التوجيه :تختص هذه الوظيفة بالتحقق من أن كافة المرؤوسين في المنظمة
يتحركون في االتجاه الذي يحقق األهداف ويتفق مع ما هو مخطط وما هو
منظم من قبل ،وهذا يستلزم ممارسة عدداً من األنشطة منها :إرشاد المرؤوسين
واإلشراف عليهم أثناء تنفيذهم الفعلي لألعمال ،واالتصال الفعال بكافة
المستويات اإلدارية ،كما يتطلب أن يصبح المدير قائدا أكثر من كونه رئيسا
لمجموعة من الموظفين يقوم بمتابعة أدائهم وعقابهم متى اخطئوا ،كما تتطلب
وظيفة التوجيه أيضا أن يتوافر لدى المدير القدرة على تحفيز المرؤوسين
وإثارة دوافعهم ورفع معنوياتهم ،والعمل على زيادة درجة حبهم ووالئهم
لمنظماتهم ،ووضع معايير تقويم أدائهم بشكل عادل وموضوعي ،والعمل على
تطوير مهاراتهم وقدراتهم لكي يستطيعوا تبوء مناصب عليا قي المنظمة في
المستقبل .وبذلك فإن وظيفة التوجيه تحتوي على ثالث وظائف فرعية تسمى
عناصر التوجيه (القيادة ،واالتصاالت ،والتحفيز) .
الرقابة :هي الوظيفة اإلدارية التي تكمل الحلقات اإلدارية الثالث السابقة
13 أساسيات اإلدارة ()1
وتربط بينها ،وتحتوي وظيفة الرقابة على عدد من األنشطة هي :وضع
المعايير ،ثم التحقق من أن األداء الفعلي المحقق يتطابق مع األداء المخطط
سلفا (المعايير) ،وكشف االنحرافات -إن وجدت -موجبة كانت أم سالبة،
والعمل على تصحيح هذه االنحرافات .
ويالحظ أن الوظائف اإلدارية األربع تكمل بعضها البعض وال يمكن فصل إحداها
عن اآلخر .فأي مدير يعمل في داخل المنظمة سواء كان من طبقة اإلدارة العليا أو
الوسطي أو اإلدارة المباشرة يمارس هذه الوظائف بشكل متكامل فال يستطيع أن
يمارس وظيفة واحدة أو وظيفتين أو ثالث وظائف فقط من هذه الوظائف األربع .بل
ينبغي علية أن يمارس جميع الوظائف األربع معا .وتتوقف كفاءة المدير في أدائه
لوظيفته على حسن قيامه بجميع وظائف اإلدارة .
التنظيم التخطيط
الرقابة التوجيه
موضع التنفيذ .أي أن اإلدارة الوسطى هي أداة اإلدارة العليا لوضع قراراتها
اإلستراتيجية موضع التطبيق العلمي وذلك من خالل عديد من القرارات
التكتيكية (اإلجرائية) التي تحول الخطط واألهداف إلى أنشطة وإنجازات .
واإلدارة الوسطى تهتم أساسا بإنتاج سيل متدفق من البيانات والمعلومات عن
مجاالت النشاط (اإلمكانيات والمعوقات) وتغذي اإلدارة العليا بتلك المعلومات
لتستعين بها في رسم االستراتيجيات العامة للعمل كذلك تهتم اإلدارة الوسطى
بتوجيه النشاط اليومي والعمليات الجارية وتعمل على تنسيق الجهود المبذولة
وصوال إلى النتائج المستهدفة .أي أن اإلدارة الوسطى تركز على التخطيط
القصير والمتوسط األجل ،وتمارس دورها التخطيطي في مجال تخطيط
العمليات واإلجراءات ،كذلك في مجال التنظيم والمتابعة والتقييم ،إال أن نطاق
اهتمام اإلدارة الوسطى أقل من نطاق اهتمام اإلدارة العليا ،ولكنه أكثر أتساعا
من نطاق اهتمام اإلدارة المباشرة .وتعمل اإلدارة الوسطى على تحقيق الصلة
واالرتباط بين المستوى األعلى من جانب وبين المستويات األدنى في المنظمة
من جانب آخر.
ويتصف أفراد اإلدارة الوسطى عادة بالميزات اآلتية:
-1تغلب التخصص الفني والمهني.
-2التركيز على األنشطة ومجاالت العمل الداخلية بالمنظمة .
-3تغلب الفكر التنفيذي على المنطق التخطيطي ،أي االهتمام بالجانب التنفيذي
أكثر من اعتبارات التخطيط .
أما اإلدارة المباشرة :فهي المستوى الذي تعهد إليه أعباء إدارة العمليات
التنفيذية بالدرجة األولى وإلى أعلى درجة من التفصيل ،ومن ثم فإن الجانب
التخطيطي في عمل اإلدارة المباشرة يقتصر على الحد األدنى المتصل
بتخطيط عملية التنفيذ أي إعداد جداول التنفيذ واإلشراف اليومي الدقيق على
تطور سير العمل .ونالحظ أن درجة التخصص المهني بين أفراد اإلدارة
أساسيات اإلدارة ()1 16
المباشرة تصل إلى درجة عالية كما أغلبهم يقترب من مستوى المهارة الفنية
لألفراد القائمين بالتنفيذ فعال .وتمثل اإلدارة المباشرة خط االتصال األول
بمواقع العمل الفعلي ومن ثم تكون على بينة تامة بمشكالت األداء ومعوقات
التقدم نحو األهداف وتعمل على إمداد اإلدارة الوسطى بتلك المعلومات الحيوية
التي تستند إليها األخيرة في إعادة صياغة قراراتها والتقدم باقتراحاتها لإلدارة
العليا .
خامسا -المهارات الواجب توافرها في المديرين :
هناك ثالثة أنواع من المهارات يجب توافرها في كل مدير وهي:
.1المهارة الفكرية . Conceptual Skills
.2المهارة اإلنسانية . Human Skills
.3المهارة الفنية . Technical Skills
ويقصد بالمهارة الفكرية ،قدرة المدير على النظر للمنشأة كنظام واحد متكامل
وفهم العالقات بين أجزائها ،وفهم طبيعة أداء الوظائف اإلدارية (تخطيط /تنظيم/
توجيه /رقابة) وعالقة التكامل واالعتمادية الموجودة بينهم .كما يقصد بها أيضا قدرة
المدير على التنبؤ بالمشاكل قبل وقوعها والعمل على تفاديها ،وكذلك قدرته على
استخدام البيانات والمعلومات في حل المشكالت واتخاذ القرارات ،والقدرة أيضا ً على
االبتكار والتطوير .
ويقصد بالمهارة اإلنسانية قدرة المدير على فهم وتفسير سلوك كل من يتصل
بهم سواء مرؤوسين أو زمالء أو رؤساء حتى يستطيع أن يتعامل مع كل نمط من هذه
األنماط .كما يقصد بهذه المهارة أيضا قدرة المدير على معاملة مرؤوسيه معاملة طيبة
ترفع من روحهم المعنوية ،وتزيد من درجة رضائهم عن العمل ،وتحفزهم على زيادة
إنتاجيتهم .
أما المهارة الفنية فيقصد بها المعرفة المتخصصة في مجال معين والقدرة على
17 أساسيات اإلدارة ()1
بين المديرين حول سياسات المنظمة ..إلخ .ويتوقع من المديرين أنفسهم أن
يوجدوا هم الحلول المناسبة للمشاكل المعقدة وأن يتابعوا تطبيقها.
مما سبق يتضح لنا أن المديرين يحتاجون إلى تغيير قبعاتهم بشكل متكرر ،وأن
يكونوا مستعدين ألي دور من األدوار المطلوبة منهم ،وفي أي وقت .وكقاعدة فإن
المدير هو زميل ورئيس ومرؤوس في نفس الوقت .وتعتبر القدرة على إدراك الدور
المناسب في وقت معين أو تغييره إحدى سمات المدير الفعال.
سابعا -مظاهر الصعوبة في العمل اإلداري:
يواجه القائم بالعمل اإلداري بمجموعة من الصعوبات منها:
-1صعوبة تحقيق التوازن بين الرغبات والمصالح المتعارضة لكل من مالك
المنظمة والعاملين فيها ،والمجتمع الذي تعمل فيه المنظمة.
-2صعوبة صياغة األهداف في ضوء غاية المنظمة ،وبشكل متدرج وفقا
ألهميتها واحتماالت تحققها ،وصعوبة اختيار المقياس المالئم للحكم على ما
تم إنجازه من أهداف ودرجة التقدم نحو تحقيق غاية المنظمة.
-3صعوبة االستفادة القصوى من موارد المنظمة المادية والتي تعد محدودة
الطاقات ومعرضة للهالك.
-4صعوبة تعظيم الكفاءة اإلنتاجية للعاملين ،بمعنى زيادة العائد من الموارد
البشرية وتقليل تكلفة استخدامها.
-5صعوبة في مساعدة العاملين على تحقيق أهدافهم الشخصية ،ومحاولة صهرها
في بوتقة واحدة مع أهداف المنظمة لكي ال تصبح أهداف العاملين متعارضة
مع أهداف منظماتهم.
-6صعوبة في مساعدة العاملين على إشباع كافة مطالبهم سواء كانت فسيولوجية
أو نفسية أو مادية أو اجتماعية أو ثقافية أو حضارية بدرجة متوازنة ،ومصدر
هذه الصعوبة أن اإلنسان له مطالب مختلفة األبعاد .فال يمكن على سبيل
أساسيات اإلدارة ()1 22
الوحدة الثانية
تطور الفكر اإلداري
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1التعرف على كيفية ممارسة اإلدارة قبل القرن العشرين .
-2التعرف على أسباب تعقد العمل اإلداري .
-3معرفة المدرسة التقليدية في اإلدارة .
-4معرفة المدرسة السلوكية في اإلدارة .
-5معرفة مدرسة علم اإلدارة .
العناصر:
(ممارسة اإلدارة قبل القرن العشرين /أسباب تعقد وظيفة اإلدارة /المدرسة
التقليدية في اإلدارة /أسباب ظهور حركة اإلدارة العلمية /المبادئ العلمية لإلدارة /تقييم
نتائج المدرسة التقليدية في اإلدارة /المدرسة السلوكية في اإلدارة /حركة العالقات
اإلنسانية /مدرسة علم اإلدارة /الخصائص المميزة لعلم اإلدارة /دور النماذج الرياضية
في علم اإلدارة ).
مقدمة:
اإلدارة ليست اختراعا حديثا يرجع إلى بضع عقود من السنين ،وإنما هي قديمة
قدم اإلنسانية ذاتها .فمنذ ظهور اإلنسان على األرض وهو يمارس اإلدارة والشواهد
التاريخية تؤكد صحة هذا الرأي فالحضارات اإلنسانية القديمة مثل الحضارة
الفرعونية واإلمبراطوريات العظمى مثل إمبراطورية الفرس والرومان والديانات
السماوية مثل اإلسالمية والمسيحية واليهودية لم تنتشر وتعم أرجاء األرض إال
باإلدارة .ولذلك يمكننا القول أن اإلدارة الزمت ظهور الحياة األولى لإلنسان
أساسيات اإلدارة ()1 26
ضخما في مجال الفكر اإلداري أهمها الدليل اإلداري الذي يرجع تاريخه إلى 1111
عام قبل الميالد ويحدد هذا الدليل التعليمات المختلفة التي يجب على كل موظفي الدولة
إتباعها ،والقواعد والمبادئ المنظمة للعالقات بينهم.
وفى الحضارة اإلسالمية فقد ترك المسلمون تراثا غنيا في اإلدارة منذ أقام
المسلمون دولة مترامية األطراف امتدت من غرب أوربا جنوب فرنسا في بواتييه إلى
أقصى شرق آسيا .ولقد تم تقسيم الدولة اإلسالمية إلى واليات متعددة .
كما عرفت الدولة اإلسالمية منذ صدور اإلسالم نظام الوزارة فلقد كان الرسول
صلى هللا عليه وسلم يشاور أصحابه في األمور الخاصة والعامة ،وكان يخص سيدنا أبا
بكر ببعض األمور حتى أن بعض العرب أطلقوا عليه -وزير النبي -وفي سيرة الخلفاء
الراشدين والسلف الصالح من حكام المسلمين كثير من األمثلة والدروس المستفادة .
ولقد كان المدخل اإلداري السائد قبل بداية القرن العشرين هو مدخل التجربة
والخطأ ،ووفقا لهذا المدخل كان المدير يتوصل إلى قراراته اعتماداً على رؤيته
الشخصية للموضوع ،وتقديره الذاتي ألبعاده المختلفة .وحين يصل المدير إلى قراراه
فإنه يلجأ إلى تطبيقه دون أن يكون لديه تقدير دقيق الحتماالت نجاحه ،ومن ثم فإن
نتائج القرار تصبح احتمالية دون قدرة على حساب هذه االحتماالت .وينتهي منطق
التجربة والخطأ بأنه في حالة نجاح القرار في توصيل المدير إلى هدفه يستمر العمل
به (وقد يلجأ إلى تكرار ذات القرار إذا واجهته مواقف مماثلة في فترات زمنية تالية) .
أما إذا أخفق القرار في إحداث النتيجة المرغوبة ،فإن المدير يعمد إلى البحث عن حل
آخر وهكذا يستمر في أسلوب التجريب إلى أن يصل إلى قرار سليم.
وخطورة هذا المدخل اإلداري أنه يضع المدير على قمة المخاطرة دون أن يدرى
ويعرضه لمواقف قد يصعب فيها تصحيح األخطاء أو إعادة األوضاع إلى ما كانت
عليه .وبذلك فإن مدخل التجربة والخطأ يتجاهل أمورا بالغة األهمية في اإلدارة العلمية
الحديثة منها:
-التحليل الصحيح والدقيق للمواقف .
أساسيات اإلدارة ()1 28
واعتراف األشخاص الذين مارسوا اإلدارة في تلك المنظمات أن إدارتها قد تكون مختلفة
عن إدارة العمل في الورش والمصانع الصغيرة .فحتى نهاية القرن الثامن عشر كان
الشغل الشاغل للمديرين هو كيفية تضخيم شركاتهم إلى أقصى حد ممكن .وكان ذلك في
الفترة التالية للثورة الصناعية ،وظهور المخترعات الجديدة في أمريكا من اآلالت
البخارية ،واآلالت الحديدية ،والتلغراف ،والمحركات الكهربائية ،ومد خطوط السكك
الحديدية ،وشق القنوات وشبكات األعمال التي فتحت أسواقا جديدة أمام المنتجين .
وتعد هذه الفترة فترة تاريخية حاسمة حيث شهدت التوسع السريع في األسواق،
فضالً عن إدراك المديرين المسئولين أنه يمكنهم -بشكل جزئي -أن ينعزلوا عن
التقلبات الطارئة في األسواق من خالل تنمية منشآتهم وجعلها أكبر حجما .ويضيف
(جاري ديسلر )Gary Desslerأحد رواد اإلدارة المعاصرين أنه في هذه الفترة تسابق
المديرون في تكديس األفراد واآلالت واألموال بهدف جعل منشآتهم أضخم من
المنافسين .ولكن في نهاية القرن الثامن عشر بدأت عملية التحول من النمو (الكم) إلى
الكفاية (الكيف) وبالتالي أصبحت منظماتهم ضخمة ،ولكنها غير عملية وغير مرنة،
وشعر المديرون بحاجاتهم إلى طرق جديدة لتحسن المنفعة التي تعود عليهم من تلك
الموارد التي سبق لهم أن كدسوها .وفوق ذلك فقد بحث هؤالء المديرون عن مفاهيم
وأساليب جديدة لتساعدهم في خفض التكاليف وزيادة الكفاءة اإلنتاجية .ومن هذه البيئة
الصناعية نشأت المدرسة الكالسيكية في اإلدارة .
ويعد فريدريك تايلور Taylorمن أشهر الكتاب الكالسيكيين في اإلدارة بل يلقب
باألب الروحي لإلدارة العلمية حيث قام في عام 1911م بنشر كتاب بعنوان مبادئ
اإلدارة العلمية The Principles Of Scientific Managementوفي هذا الكتاب
حدد مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي:
إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدالً من أسلوب الحدس
والتقدير ،وذلك من خالل تعريف طبيعة العمل تعريفا ً دقيقا واختيار أفضل
طرق األداء.
أساسيات اإلدارة ()1 34
الكالسيكية .ولقد ولد هنري فايول عام 1841في فرنسا وتلقى تعليمه الثانوي في
ليسيه ليون بفرنسا ،ثم التحق بعدها بمدرسة التعدين في مدينة سانت ايتين وتخرج عام
1861في سن 19عاما كمهندس تعدين وعمل في شركة كومنتري فور شامبو لت،
وترقى بها حتى وصل إلى منصب المدير العام في عام . 1888ولقد ظهرت مبادئ
فايول في كتابه المشهور عن اإلدارة الصناعية والعامة Administration Industrial
And generalوتعتبر األفكار التي نشرها فايول في كتابه بمثابة الترجمة الكاملة
والصورة التامة لما يمكن تسميته بنظرية متكاملة عن اإلدارة تعكس جهود كل
المهتمين في هذه المدرسة .ولقد أشار فايول إلى أن جميع أوجه نشاط المشروع يمكن
تقسيمها إلى ست مجموعات:
.1أعمال فنية وهي عمليات اإلنتاج والتصنيع والتحويل.
.2أعمال تجارية وهي عمليات بيع وشراء وتبادل.
.3أعمال مالية وهي عبارة عن البحث عن األموال وإداراتها .
.4أعمال الوقاية واألمان وهي تتضمن حماية الممتلكات واألفراد.
.5أعمال محاسبية وهي الجرد وإعداد الميزانية وتحديد أسعار الفائدة واإلحصاء.
.6أعمال إدارية وهي التنبؤ والتخطيط والتنظيم والقيادة وإصدار األوامر
والتنسيق والرقابة.
ولقد أشار فايول إلى أن هذه األنشطة مهمة لكل أنواع المشروعات باختالف
أنواعها وأصحابها ،وأن األنواع الخمسة األولى من هذه األنشطة معروفة للجميع
ولذلك فقد كرس جزء كبير من وقته وتحليله في الكتاب الذي أصدره إلى تحليل نشاط
اإلدارة .
المبادئ العلمية لإلدارة:
لقد قدم "فايول" أربعة عشر مبدأ لإلدارة هي:
أ-تقسيم العمل :سواء على المستوى اإلداري أو الفني أو التنفيذي.
37 أساسيات اإلدارة ()1
ب -السلطة والمسئولية :وقد بين فايول درجة الترابط بين السلطة والمسئولية،
حيث تعتبر المسئولية هي نتيجة حتمية للسلطة .ولقد فرق فايول بين السلطة
الرسمية والتي يستمدها المدير من موقعه على الهيكل التنظيمي ،والسلطة
الشخصية التي يستمدها المدير من ذكائه وخبراته وقدراته الشخصية على
التصرف .
ج -النظام :ويقصد فايول بالنظام احترام القواعد واللوائح والنظم ولذلك فإن
وجود هذا المبدأ يقتضي ضرورة وجود المديرين القادرين األكفاء في مختلف
المستويات كما يقتضي وجود قواعد واضحة وعادلة تحكم األداء .
د -وحدة األمر :ويقصد فايول بذلك أن العامل يجب أن يحصل على التعليمات
المتعلقة بعملية معينة من شخص واحد فقط .
ه -وحدة التوجيه :يقتضي هذا المبدأ أن تكون كل أوجه النشاط ذات الهدف
الواحد تحت إمرة رئيس واحد وخطة واحدة .والفرق بين هذا المبدأ ،والمبدأ
السابق الخاص بوحدة األمر هو أن هذا المبدأ يتعلق بالمنظمة ككل بينما يتعلق
المبدأ السابق بالعاملين فقط.
و -خضوع المصلحة الخاصة للمصلحة العامة :بحيث تكون المصلحة العامة
للمنظمة فوق المصالح الشخصية والخاصة للعاملين وفي حالة التضارب فإن
على اإلدارة أن توفق بينهما ،وعند التضارب تكون األولوية للمصلحة العامة.
ز -مكافأة العاملين :ويرى فايول أنه من الضروري أن يوضع نظام عادل
لمكافأة العاملين بحيث يحقق مصلحة العاملين وأرباب األعمال في نفس
الوقت .
ح -المركزية :ويقصد بذلك تركيز السلطة وبالرغم من أن فايول لم يستخدم لفظ
(مركزية السلطة إال أن مبدأ يشير إلى هذا المعنى ،ويشير إلى الظروف
الخاصة التي تحدد درجة المركزية الالزمة للحصول على خير النتائج .
أساسيات اإلدارة ()1 38
ط -سلسلة تدرج السلطة :ويطلق علية فايول خط الصالحية ،أي سلسلة تدرج
الرؤساء من األعلى ألسفل ومع تشديده على عدم الخروج عن هذا الخط إال
أن فايول يرى إمكانية الخروج عن هذه السلسلة عندما يؤدي التقيد الدقيق بها
إلى أضرار تلحق بالتنظيم .
ي -الترتيب :ويقصد به الترتيب المادي والترتيب اإلنساني ،وبذلك فإن هذا المبدأ
يتعلق بوضع الشخص والشيء المناسب في المكان المناسب .أي أنه مبدأ
يتعلق بتنظيم وتنسيق األشياء واألشخاص.
ك -اإلنصاف :ولقد شدد فايول على استخدام لفظ اإلنصاف وليس العدالة على
أساس أن هذا المبدأ يتعلق بحسن معاملة اإلدارة للعاملين حتى يمكن ضمان
والئهم للعمل .
ل -ثبات العاملين :ويعتبر فايول أن كثرة التغيير في مواقع الموظفين واستمرار
هذا التغير هو من دالئل سوء اإلدارة ويعرض المشروع ألخطار كبيرة
بجانب تحميله بتكاليف مرتفعة .
م -المبادرة :ويقصد بذلك ضرورة إزكاء روح المبادرة لدى العاملين .ويعطي
فايول لهذا المبدأ أهمية كبيرة ألن المبادأة تعطي العاملين الشعور بالرضاء
ويحث فايول المديرين على التضحية بغرورهم الشخصي في سبيل السماح
للمرؤوسين باألخذ بزمام المبادرة .
ن -روح التعاون(الجماعة) :ويتعلق هذا المبدأ بالوحدة بين العاملين فاالتحاد قوة
ويعتبر هذا المبدأ امتدادا للمبدأ المتعلق بوحدة األمر ،ويشدد فايول بموجبه على
ضرورة تعاون الجماعات ،وعلى أهمية االتصال للحصول على التعاون.
تقييم نتائج المدرسة التقليدية في اإلدارة:
يميل الكثير من الباحثين في تاريخ اإلدارة إلى النظر إلى جهود تايلور وفايول
على أنها جهود متكاملة وبحوثهما متممة لبعضها البعض .فجهود تايلور انصبت على
39 أساسيات اإلدارة ()1
مستوى المصنع اإلدارة التنفيذية ألنه كان مهتما بكفاءة العمال ومهمة المديرين في
إنتاج السلع .أما جهود فايول فلقد انصبت على مستوى اإلدارة العليا ،ومحاولة
صياغة مبادئ لإلدارة وقيامه بالتحليل العلمي المنظم لمراحل العملية اإلدارية.
وبالرغم من الجهود التي قدمها كل من تايلور وفايول للفكر اإلداري إال أن هناك
الكثير من االنتقادات التي وجهت للمدرسة التقليدية لإلدارة منها:
إغفالها للعنصر اإلنساني ،وهذا ما جعل (مارش وسيمون) March and Simon
يقولون أن العمال طبقا لحركة اإلدارة العلمية يعتبرون بمثابة مساعدين لآلالت)11( .
وهذا ما أكده أيضا (ماسي) Massieفي انتقاده للمدرسة التقليدية حيث أشار إلى أن
رواد هذه المدرسة قد اهتموا باإلنتاجية والكفاءة ولم يتعرضوا للعوامل اإلنسانية ،فوفقا
ألفكار المدرسة التقليدية فأن األفراد يفضلون أن تتم إدارتهم وال تترك لهم الحرية
الكاملة للتصرف واتخاذ القرارات اعتمادا على أنفسهم ،وأن دوافعهم األساسية تكمن
في نواحي اقتصادية تتمثل في اإلشباع االقتصادي .ولذا فأي نظام للمكافآت والحوافز
البد وأن يرتكز على أساس مادي وليس معنوي .كما أن الفرد بطبعه كسوال ،وال
يحب العمل ،وينبغي على اإلدارة أن تدفعه وتحثه على بذل الجهد بحزم.
كما تمتلك المدرسة التقليدية نظرة ميكانيكية لألمور ،ومفهوم خاص عن األفراد
في أدائهم للعمل ،ولذلك لم تحظى دراسات السلطة والجماعات غير الرسمية والحوافز
المعنوية بأي اهتمام في دراسات هذه المدرسة .كما تنظر الحركة العلمية إلى التنظيم
()6
كآلة دائرة حول نفسها طبقا لقواعد تم وضعها مسبقا.
ثالثا -المدرسة السلوكية في اإلدارة :
لم يكن اكتشاف البعد اإلنساني لإلدارة أمرا سهال ،بل لقد تعاقبت فترات طويلة
من الفكر والتطبيق اإلداري كان العنصر اإلنساني فيها مهمال أو متجاهال بدرجات
مختلفة .فلقد كان التركيز في حركة اإلدارة العلمية في الفترة من ()1921 -1911
منصبا على الجوانب المادية في العمل واإلنتاج ،وكانت ترى في تقسيم العمل
والتخصص أساسا صالحا لرفع اإلنتاجية .ولم يكن اإلنسان في نظرية اإلدارة العلمية
أساسيات اإلدارة ()1 40
أكثر من مجرد "أداة" للعمل أو مصدر للطاقة تستخدمه اإلدارة في الوصول إلى
اإلنتاج المطلوب ،ولم تكن نظرية اإلدارة العلمية تتوقع عائدا هاما من مساهمة
ومشاركة العاملين ،لذا فقد حددت دورهم في مجرد تلقي التعليمات وتنفيذها على
أساس طريقة األداء المثلي التي تم تدريبهم عليها .وكان الحافز األساسي للعاملين في
نظرية اإلدارة العلمية هو الحافز النقدي . Wage Incentive
حركة العالقات اإلنسانية:
نشأت هذه الحركة تحت وطأة الكساد العالمي الكبير في بداية الثالثينات من
القرن العشرين وظروف الحرب العالمية الثانية ،وخروجا على مبادئ اإلدارة العلمية
التي سببت كثيرا من المشكالت العمالية وأثارت موجات من االضطرابات الصناعية،
وقد كان المنطق األساسي لحركة العالقات اإلنسانية أن اإلنسان هو محور العمل
اإلداري وأنه العنصر الهام في تحديد اإلنتاجية .كذلك روجت حركة العالقات اإلنسانية
مفاهيم (الحالة المعنوية) Moraleوأثر جماعات العمل والجو االجتماعي للعمل على
معنويات العاملين ومن ثم على إنتاجهم ومن أهم نتائج حركة العالقات اإلنسانية
التركيز على تدريب الرؤساء والمشرفين على أسس المعاملة اإلنسانية للعاملين.
وترجع أصول حركة العالقات اإلنسانية إلى األبحاث التي قام بها التون مايو
وزمالئه في شركة جنرال اليكتريك في مصانع هوثورن بمدينة شيكاغو األمريكية في
عام .1927نظرا النخفاض إنتاجية العمال في هذه المصانع بشكل ملحوظ .ولقد
حاول خبراء الكفاية اإلنتاجية بالشركة التغلب على هذه المشكلة باستخدام األساليب
المعروفة ،كتغيير ساعات العمل ،وتوزيع فترات الراحة ،وتغيير مدتها وتغيير
الظروف المحيطة كدرجة اإلضاءة ،وتبسيط طرق العمل .ولكن هذه الجهود لم تأت
بنتائج مشجعة .
ولقد بدأ مايو Mayoتجاربه منطلقا من نفس المنطق الموروث عن تيلور
وجلبرث فأفترض أن العامل يمكن اعتباره بمثابة آله بشرية يسهل قياس سلوكه وأدائه،
وتغييره حسب الطلب ،ولذلك افترض أن العوامل التي يمكن أن تؤثر في انخفاض
41 أساسيات اإلدارة ()1
إنتاجية العامل هي عدم مالئمة الظروف المادية المحيطة بالعمل كالضوضاء ،أو
الرطوبة ،أو التهوية ،أو اإلضاءة ،أو التعب الناتج عن سوء توزيع فترات الراحة في
اليوم ،وتضييع وقته في أداء حركات غير ضرورية أو عدم فعالية نظام األجور ،وغير
ذلك من العوامل المادية المتعلقة بالعوامل وظروف العمل المحيطة .إال أن النتائج التي
توصل إليها الباحثون أثبتت أن كل الفروض التي بدأ بها البحث كانت فروض خاطئة
وثارت شكوكهم حول وجود عوامل خارج سيطرتهم وغير معروفة لهم .
ولقد أدت هذه العوامل إلى فشل التجارب المبنية على الفروض األصلية تماما فلقد
وجد الباحثون عند تقسيمهم للمجموعة التي تعمل في المصنع إلى قسمين األول زيدت
فيه كمية اإلضاءة ،والثاني ظلت فيه كمية اإلضاءة كما هي .ولقد لوحظ أن نتائج كال
المجموعتين مختلفة ،ومع ذلك لم يمكنهم إرجاع هذه االختالفات إلى العوامل الطبيعية
وحدها .فلقد وجد الباحثون أن اإلنتاج يتزايد لدى المجموعة التجريبية بصرف النظر
عن أي تغيير يجرونه في الظروف المادية ،فلقد لوحظ أن مجرد شعور العمال بأنهم
تحت المالحظة كان يؤدي إلى تحسين اإلنتاجية .
ولقد قدم المدخل السلوكي لإلدارة منطقا متميزا يرى أن العامل األساسي المحدد
لكفاءة اإلدارة وقدرتها على تحقيق أهدافها هو اإلنسان وبمعنى أدق (السلوك
اإلنساني) .وجمع المدخل السلوكي مبادئ ومفاهيم من علوم إنسانية مختلفة تدور كلها
حول محاولة فهم وتفسير السلوك اإلنساني واإلفادة من هذه التفسيرات في التنبؤ
بأشكال السلوك المتوقعة لألفراد في مواقع العمل المختلفة ،ومن ثم تستطيع اإلدارة
اتخاذ القرارات الرشيدة لحل مشكالت العمل وتحقيق أهدافه .وبرغم المساهمات
القيمة التي قدمها المدخل السلوكي لإلدارة ،يعتقد كثير من كتاب اإلدارة -بما فيهم
علماء السلوك -أن ما كان يتوقع من هذا المجال لم يتحقق بالكامل .وربما يقاوم
المديرون أنفسهم مقترحات علماء السلوك ألنهم يريدون االعتراف بأنهم يحتاجون على
المساعدة في التعامل مع الناس .ويرى كثير من المديرين أن النماذج والنظريات التي
اقترحها علماء السلوك مفرطة في التعقد أو التجرد ولذلك فإنها ال تفيد في حل مشاكلهم
أساسيات اإلدارة ()1 42
المحددة .يضاف إلى ذلك أن ميل علماء السلوك إلى استخدام لغة اصطالحية ذات
مفردات تتسم بالتعالي بدال من استخدام لغة التخاطب اليومية في توصيل نتائجهم،
يعتبر سببا من األسباب التي تحد من فهم وقبول أفكارهم وأخيرا فإن تعقد السلوك
البشري يمكن أن يجعل توصيات علماء السلوك تختلف بالنسبة للمشكلة الواحدة ،مما
يضع المديرين في حيرة ويجعلهم يواجهون مشكلة أي اآلراء يتبعون .
رابعا -مدرسة علم اإلدارة :
واجهت بريطانيا العظمى في بداية الحرب العالمية الثانية عددا من المشاكل الجديدة
والمعقدة المتعلقة بالعمليات الحربية .وكانت في حاجة ماسة إلى إيجاد حل لها مثل:
التكتيكات الجديدة في الحرب المضادة للغواصات) .ولكونها مسألة حياة أمة فقد شكل
البريطانيون أول فرق لبحوث العمليات ،وهي عبارة عن مجموعات من علماء الرياضة
والطبيعة والتخصصات األخرى جمعوا معا لحل هذه المشاكل .وبصهر خبرة
متخصصين مختلفين في هذه الفرق لبحوث العمليات توصل البريطانيون على إنجازات
تقنية وتكتيكية لها مدلولها .وعندما دخل األمريكان الحرب استفادوا من التجربة البريطانية
وكونوا فرق بحوث عمليات مشابهة للبحث عن حلول للمشاكل التي كانت تواجههم.
وعندما وضعت الحرب أوزارها ،بدأ يظهر تدريجيا إمكانية تطبيق بحوث
العمليات على مشاكل الصناعة .وبدأ استخدام التقنيات الصناعية الجديدة وبخاصة في
مجالي النقل واالتصاالت اللذين أصبحا أكثر تعقدا .وقد أتت هذه التطورات بمجموعة
من المشاكل التي ال يمكن حلها بسهولة بالطرق التقليدية.
وقد قدم المتخصصون في بحوث العمليات إجابات جديدة لهذه المشاكل الجديدة.
ومع تطور الحاسبات اآللية وضعت إجراءات بحوث العمليات في شكل أكثر تحديدا
فيما يعرف اآلن باسم (مدرسة علم اإلدارة) .)7( Management Science
الخصائص المميزة لعلم اإلدارة:
بينما يصعب وضع خطوط محددة لمجال علم اإلدارة ،إال أنه قد يكون من السهل
تحديد خصائص معينة لمدخل هذا العلم ،ومن المتفق عليه عموما أن معظم تطبيقات
43 أساسيات اإلدارة ()1
والراديو والتليفزيون) التي تحقق أفضل نتائج بيعية ،ومع ذلك فان نموذجا رياضيا
معدا بدقة يساعد متخذ القرار في تجربة عدة حلول دون إزعاج للنظام ،فإذا كان
النموذج يصف بدقة النظام الساري فانه يزود متخذ القرار بالنتائج المتوقعة لحله
المقترح ،وبمعنى آخر يستجيب النموذج مثل استجابة النظام الحقيقي وبالتالي يستطيع
متخذ القرار محاكاة سلوك النظام الحقيقي ،وهذا الدور التجريبي المحدد للنماذج
الرياضية هو الذي يجعلها مفيدة لمتخذي قرارات األعمال .
وعلى ضوء فهم دور النموذج الرياضي في مدرسة علم اإلدارة يمكن تحديده بدقة
على أنه تمثيل مبسط للنواحي المتصلة بنظام أو عملية واقعية ،وقد يكون الدارس
العادي في حقيقة األمر متعرفا على نماذج اتخاذ القرارات أكثر مما يعتقد ،فان
المعادلة المحاسبية الخاصة بالمركز المالي والتي يعبر عنها [األصول = الخصوم +
رأس المال] ما هي في الواقع إال نموذج رياضي بوضوح عالقة مبسطة ما بين
األصول والخصوم ورأس المال ،وهي ال تشبه ماديا النظام الفعلي لكنها تسلك مثل
سلوك النظام الفعلي ،فهي تجريد للوضع المالي لمنظمة األعمال في لحظة معينة من
الزمن ،كما أن حساب الدخل هو نموذج رياضي ،بمعنى أنه تجريد لعمليات منظمة
األعمال عن فترة معينة من الوقت ،ولذلك بدال من دراسة النظام الفعلي فان المدير
يدرس النموذج النظري للنظام وهذا يساعده في معالجة المتغيرات لكي يحدد اآلثار
التي تنتج عنها بالنسبة لألداء الكلي للنظام الفعلي ،وبذلك يستطيع المدير التجريب على
()9
نموذج معد جيدا والتنبؤ بآثار تلك المتغيرات .
45 أساسيات اإلدارة ()1
السؤال األول :ناقش بشكل تحليلي مختصر كال مما يلي :
.1مدخل التجربة والخطأ .
.2أسباب تعقد العمل اإلداري .
.3مدرسة علم اإلدارة .
السؤال الثاني :قارن بين كل من :
.1المدرسة الكالسيكية والمدرسة السلوكية .
.2جهود تايلور وجهود فايول .
.3جهود تايلور وجهود مايو .
47 أساسيات اإلدارة ()1
الوحدة الثالثة
األشكال القانونية ملنظمات األعمال
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1التعرف على مفهوم المنظمة .
-2معرفة طبيعة المشروع الفردي ومزاياه وعيوبه .
-3التعرف على طبيعة شركات األشخاص ومزاياها وعيوبها .
-4التعرف على طبيعة شركات األموال .
العناصر:
(مفهوم المنظمة /شروط إطالق مصطلح منظمة/المشروع الفردي /ميزات
المشروع الفردي /عيوب المشروع الفردي /شركات األشخاص /شركات التضامن/
ميزات شركات التضامن /عيوب شركات التضامن /شركات التوصية البسيطة/
شركات األموال /شركات المساهمة /مزايا شركات المساهمة /عيوب شركات
المساهمة ).
مقدمة:
المنظمات تحيط بنا في كل جانب من جوانب حياتنا .فجميع األنشطة التي نقوم بها
خالل اليوم هي نتاج منظمات ؟ فالكتاب الذي تقرأه بين يديك اآلن قد طبع في منظمة،
والسيارة التي تركبها صنعت في منظمة ،واألثاث الذي تفرش به منزلك صمم وصنع
في منظمة ،والجرائد التي تطالعها كل صباح أعدت وطبعت في منظمة .حتى الخدمات
التي تعتمد عليها كالشرطة والبريد والتليفونات والكهرباء كلها خدمات تنظيمية.
ونسعى في هذه الوحدة إلى التعرف على مفهوم المنظمات وأشكالها القانونية ،حيث
تتعدد األشكال القانونية لمنظمات األعمال .إال أن أكثر أشكال القانونية شيوعا هي:
أساسيات اإلدارة ()1 48
.1المشروع الفردي.
.2شركات األشخاص .
.3شركات األموال.
وكل شكل من هذه األشكال القانونية له بناء داخلي مميز ،ووضع قانوني خاص،
وحجم ومجال أعمال يناسبه .كما أن كل شكل له مميزات وعيوب بالنسبة للمالك
والعاملين ،حيث تختلف بيئات العمل وطبيعة األجور والرواتب والمزايا العينية التي
يحصل عليها العامل باختالف طبيعة الشكل القانوني للمنظمة .ولكي نتعرف جيدا على
طبيعة كل شكل من هذه األشكال الثالثة ،فلقد خصص المؤلف هذه الوحدة لتناول كل
شكل من هذه األشكال بشيء من التفصيل .
أوال -مفهوم المنظمة:
تعددت التعريفات التي قدمها الكتاب والممارسين لمفهوم المنظمة نعرض منها
تعريف (تشيستر برنارد) والذي يرى أن المنظمة ما هي إال نشاطات تعاونية واعية أو
قوة مكونة من شخصين أو أكثر .والمقصود بكلمة واعية هنا أن أي تحقيق لألنشطة
يكون عن طريق القصد والتعاون الهادف وليس العشوائي .ونضيف على تعريف
كلمة منظمة لتشيستر برنارد أن كافة أعضاء المنظمة البد وأن يعملون معا ً بغية
تحقيق مجموعة من األهداف .وهذا يتطلب مجموعة مختلفة من االتصاالت بين
أعضاء المنظمة .
وبالتالي فإن شروط إطالق مصطلح منظمة هي:
-1وجود شخصين أو أكثر .
-2يعملون معا ً .
-3لتحقيق أهداف محددة .
وتوجد أنواع مختلفة من المنظمات ،فهناك منظمات هادفة للربح ومنظمات غير
هادفة للربح ،كما توجد منظمات صناعية ،ومنظمات تجارية ،ومنظمات خدمية ،كما
49 أساسيات اإلدارة ()1
توجد منظمات عسكرية ،ومنظمات زراعية .كما يمكن تقسيم المنظمات إلى منظمات
رسمية ومنظمات غير رسمية .وتمارس في أي منظمة مجموعة مختلفة ومتنوعة من
الوظائف تسمى (وظائف المنظمة) والتي يمكن تقسيمها إلى نوعين:
-1وظائف رئيسية .
-2وظائف ثانوية .
وتشتمل الوظائف الرئيسية على (وظيفة التسويق /وظيفة اإلنتاج /ووظيفة
التمويل واإلدارة المالية /ووظيفة الموارد البشرية) .
أما الوظائف الثانوية فتشتمل على (وظيفة المشتريات /وظيفة المخازن /وظيفة
المحاسبة ،وظيفة العالقات العامة ،وظيفة نظم المعلومات ،وظيفة الصيانة،
وظيفة البيع .... ،وغيرها) .
وال يجب أن تفهم عزيزي القارئ مما سبق أن الوظائف الثانوية أقل أهمية من
الوظائف الرئيسية ،وذلك ألن كل وظائف المنظمة هامة بل وهامة جدا .وال يمكن
االستغناء عن أي منها .وقد يجول بخاطرك اآلن تساؤل أال وهو ،إذا ما دامت كل
وظائف المنظمة هي وظائف هامة ،فلماذا إذا تصنف إلى وظائف رئيسية وأخرى
ثانوية ؟
والحقيقة أن هذا التصنيف يرتبط بحجم المنظمات ،فالوظائف الرئيسية تمارس
بشكل مستقل في كل أنواع المنظمات وال يمكن دمجها مع بعضها البعض وذلك ألنها
وظائف مختلفة عن بعضها البعض تماما ً .أما الوظائف الثانوية فيمكن أن تدمج ضمن
الوظائف الرئيسية في المنظمات الصغيرة الحجم ،أما في المنظمات كبيرة الحجم
فتظهر الوظائف الثانوية بشكل مستقل ضمن الهياكل التنظيمية ألي منظمة .فعلي
سبيل المثال يمكن أن تمارس وظيفة المشتريات في المنظمات الصغيرة الحجم من
خالل اإلدارة المالية أو قسم الحسابات ،بمعنى أن يتولى رئيس قسم الحسابات عملية
الشراء بجانب عمله الرئيسي .ولكن هذا الوضع ال يمكن أن يطبق في الواقع العملي
أساسيات اإلدارة ()1 50
في المنظمات الكبرى وذلك ألن حجم وكميات المشتريات في المنظمات الكبرى بيكون
كبيراً ،ويحتاج توافر شخص متخصص ومتفرغ لعمليات الشراء يسمى (مدير
المشتريات) ولهذا تظهر إدارة المشتريات في الهيكل التنظيمي للمنظمات الكبرى على
أنها إدارة مستقلة تساوي في أهميتها اإلدارة المالية وأي إدارة أخرى في المنظمة .
وهكذا من الممكن أن تمارس وظيفة التخزين من خالل إدارة اإلنتاج في المنظمات
صغيرة الحجم ،ولكنها تمارس في المنظمات كبيرة الحجم من خالل مدير متخصص
يسمى مدير المخازن .وهكذا .أما عن عالقة وظائف المنظمة بوظائف اإلدارة أو
المدير والسابق اإلشارة إليها في الوحدة األولى من هذا الكتاب ،وهي وظيفة التخطيط،
ووظيفة التنظيم ،ووظيفة التوجيه ،ووظيفة الرقابة) فهي عالقة تكامل وإرتباط وثيق .
فمدير التسويق على سبيل المثال ،يمارس أنشطة مختلفة تتمثل في:
تخطيط النشاط التسويقي .
تنظيم األنشطة التسويقية .
توجيه من يعمل في إدارة التسويق .
الرقابة التسويقية .
ونجد أيضا ً أن (مدير الموارد البشرية) يمارس أنشطة مختلفة تتمثل في:
تخطيط الموارد البشرية في المنظمة .
تنظيم أنشطة الموارد البشرية في المنظمة .
توجيه من يعمل في إدارة الموارد البشرية .
الرقابة على أنشطة الموارد البشرية .
وهكذا بالنسبة لبقية المديرين في أي منظمة ،صغيرة كانت أم كبيرة .وسوف
تتعرف جيداً عزيزي الدارس على وظائف المنظمة بشكل تفصيلي خالل دراستك في
الفصل الدراسي القادم بمشيئة هللا لمادة أساسيات اإلدارة ( )2كما ستتعرف على أنواع
ونماذج المنظمات ومكوناتها ،ودورات حياتها ،وثقافة المنظمات ومسئولياتها
51 أساسيات اإلدارة ()1
االجتماعية وغيرها من الموضوعات المهمة والشيقة والمفيدة لدراس علم اإلدارة .
ثانيا ً -المشروع الفردي :
يمثل هذا النوع أبسط أشكال الملكية .حيث يمتلك المشروع شخص واحد يكون
في الغالب هو مديره والمسئول األول عن تمويله ورسم سياساته وخططه ،وطالما انه
المسئول األول عنه فإن أمالكه الخاصة تكون ضامنة لتعهداته .وغالبا ما تكون
المشروعات الفردية صغيرة الحجم محدودة اإلمكانيات ومحلية النشاط فال يتعدى
نشاطها حدود القطر إلى دول أجنبية .والسبب في ذلك يرجع لمحدودية القدرات المالية
واإلدارية لمالك المشروع .
ميزات المشروع الفردي :
.1سهولة التأسيس فالمتطلبات القانونية لبدء العمل بسيطة ،وبالتالي فإن تكاليف
الترخيص بمزاولة النشاط تكون بسيطة أيضا .
.2يتخذ المالك جميع القرارات الخاصة بالمشروع بمفرده.
.3للمالك سلطة كاملة في إدارة المشروع والتصرف في أمواله .
.4الخصوصية والحفاظ على أسرار العمل .
.5سرعة إنجاز العمل.
.6المرونة في التصرف في األرباح .
.7المعاملة الضريبية المتميزة ،حيث تفرض الضرائب على هذه المشروعات
بمعدالت بسيطة.
.8سهولة تصفية المشروع في حالة رغبة المالك في ذلك .
عيوب المشروع الفردي:
.1تكون مسئولية المالك غير محدودة ،حيث يعامل المالك والمشروع الفردي
على أنهما بمثابة كيان واحد .بمعنى أن األصول التجارية ال تنفصل عن
أساسيات اإلدارة ()1 52
األصول الشخصية لمالك المشروع ،وهذا يترتب عليه أنه إذا خسر المشروع
وأصبح مدينا للغير ،فإن مالكه يتحمل المسئولية كاملة وعلية تسديد كافة ديونه
التجارية من ماله الشخصي.
.2انخفاض المقدرة اإلدارية لمالك المشروع وهذا يترتب عليه اتخاذ قرارات
غير رشيدة تضر المشروع.
.3صعوبة الحصول على تمويل من المؤسسات المالية مقارنة بأشكال الملكية
األخرى .وفي حالة موافقة بعض المؤسسات المقرضة فإنها تلزمه بدفع فوائد
أكبر من الفوائد التي تمنحها للمشروعات الكبرى.
.4صعوبة التوسع وصعوبة تنويع النشاط بسبب نقص المقدرة اإلدارية للمالك،
وصعوبة توفير التمويل الالزم لذلك .
.5قصر أعمار المشروعات الفردية الرتباطها بأعمار أصحابها .
.6يرتبط المشروع في الغالب بحياة صاحبه ،فإذا توفي المالك أو سجن ،أو
أشهر إفالسه ،فإن هذا يؤدي إلى توقف العمل وخاصة إذا كانت مهارات
المالك حاسمة ومؤثرة بالنسبة للعمل.
.7ال يجذب المشروع الفردي الكفاءات البشرية للعمل به نظرا لصغر حجمه
وضعف إمكانياته المالية ،وقصر دورة حياته.
ثالثا ً -شركات األشخاص:
ويطلق عليها هذا االسم بسبب اشتراك عدد من األشخاص -شخصين أو أكثر-
في تكوين وإدارة شركة لمباشرة عمل تجاري عن طريق اتفاق قانوني باختيارهما.
ويتوقف نجاح مثل هذه الشركات على درجة ثقة الشركاء في بعضهم البعض ومدى
إخالصهم للشركة وعدم تغليب المصلحة الفردية على مصلحة الجميع .ويمكننا أن
نميز بين نوعين من أنواع شركات األشخاص هما (شركات التضامن /شركات
التوصية البسيطة).
53 أساسيات اإلدارة ()1
[ ]1شركات التضامن :تتكون شركات التضامن من شخصين على األقل يشتركا
معا ً في تأسيس شركة .
ميزات شركة التضامن :
سهولة إجراءات التأسيس.
القدرة على توفير رأس مال أكبر مما يوفره صاحب المشروع الفردي إال أن
مقدار رأس المال يتحدد بما يمتلكه الشركاء من ثروات شخصية.
اتحاد الشركاء معا يقلل من نسبة المخاطر المالية التي يتحملها مالك الشركة
مقارنة بالمشروع الفردي ،والذي يتحمل صاحبة نسبة مخاطرة . %111
لها قدرة أكبر من المشروع الفردي في الحصول على تمويل من المؤسسات
المالية .أو بمعنى آخر زيادة المقدرة على االقتراض حيث تتمتع شركة
التضامن بمركز ائتماني أقوى من الملكية الفردية ألن الثروة الشخصية ألكثر
من شريك تكون متاحة لسداد ديون والتزامات الشركة.
زيادة القدرة اإلدارية لمالك شركة التضامن عن القدرة اإلدارية لمالك
المشروع الفردي ،والسبب في ذلك يرجع لتنوع الخبرات والمعارف وتمرس
الشركاء في وظائف مختلفة.
تكون المسئولية المطلقة لكل شريك دافع ٍا له على مضاعفة جهوده والقيام
بواجباته ،والوفاء بالتزاماته تجاه الشركة والشركاء .
عيوب شركات التضامن:
المسئولية المالية غير المحدودة حيث يتحمل الشركاء فرادى ومتضامنين
مسئولية سداد كافة المستحقات القانونية على الشركة للغير.
المشاكل الشخصية التي تحدث بين الشركاء واختالفهم في الرأي قد يودي إلى
حل الشركة وهذا يعني أن حياة شركات التضامن تكون في الغالب قصيرة.
أساسيات اإلدارة ()1 54
تكون حياة الشركة مهددة دائما بوفاة أحد الشركاء ،أو إفالسه أو مرضه أو
رغبته في االنفصال وعدم االستمرار في الشركة.
إذا أخطأ أحد الشركاء أو تصرف بإسراف فإن أموال الشركة بالكامل من
الممكن أن تذهب ضحية لمثل هذه التصرفات.
توزع األرباح بنسب المشاركة في رأس المال ،وقد يحدث خالف بين الشركاء
في حال عدم مالئمة ما يحصل عليه كل شريك بما بذله من جهد ،وما أنفقه من
وقت في ممارسة العمل في الشركة.
[ ]2شركات التوصية البسيطة:
تختلف شركة التوصية البسيطة عن شركة التضامن في أنها تتكون من نوعين
من الشركاء هما (شريك متضامن وشريك موصي) والشريك المتضامن في هذه
الشركة يماثل تماما ً الشريك المتضامن في شركات التضامن من حيث الحقوق
والواجبات والمسئوليات .أما الشريك الموصي فهو يشترك في هذه الشركة بأموال
فقط وبالتالي فليس له الحق في إدارة الشركة ألن هذا الحق يخول فقط للشريك
المتضامن .وبالتالي تكون مسئولية الشريك الموصي محدودة بقدر ما ساهم به من
أموال فقط ،وال يمكن الرجوع عليه ومطالبته أن يسدد من ماله الخاص أية التزامات
مستحقة على الشركة ،وإنما يطلب ذلك فقط من الشريك المتضامن .وبناء على ذلك،
تستطيع شركة التوصية البسيطة أن تجمع قدر كبير من األموال من مختلف أنماط
المستثمرين كبار و/أو صغار ،ومحبي للخطر و/أو متجنبي الخطر.
رابعا ً -شركات األموال :
أطلق هذا االسم على شركات األموال نظراً لقدرتها الكبيرة على تجميع كم هائل
من األموال .ويوجد أنواع عديدة من شركات األموال إال أن أكثرها شيوعا ً وأكثرها
خطورة هي ((شركات المساهمة)) ومن أجل ذلك سوف نخصص الجزء المتبقي من
هذه الوحدة الدراسية لدراسة شركة المساهمة .
55 أساسيات اإلدارة ()1
شركات المساهمة:
نشأت شركات المساهمة في القرن التاسع عشر عندما ظهرت الحاجة لتوفير
مبالغ ضخمة من رؤوس األموال من أجل إنشاء السكك الحديدية ومناجم الفحم
ومصانع الحديد والصلب .ومثل هذه األنشطة تستلزم الكثير من المال والذي ال
يستطيع شخص بمفرده أو مجموعة محدودة من الشركاء أن يوفروه بالكامل .ولقد
تمثل الحل في بيع األسهم في البورصة إلى مستثمرين عديدين يحصلون على جزء من
األرباح في مقابل أسهمهم ،ويحصل هؤالء المستثمرون على فرصة التصويت على
أمور معينة قد تؤثر على استثماراتهم لكنهم ال يشتركون في إدارة العمليات اليومية
للشركة .ولقد كان هذا حالً جيدا سرعان ما أصبحت به شركة المساهمة قوة حيوية
في اقتصاد أي دولة .
وفي مصر ،فلقد نص القانون رقم 159لسنة 1981على أن يقسم رأس مال
شركة المساهمة إلى أسهم متساوية القيمة ،ويحدد النظام القيمة االسمية للسهم بحيث ال
تقل عن خمسة جنيهات وال تزيد على ألف جنية ،وال يسري هذا الحكم على الشركات
القائمة وقت العمل بهذا القانون .
ويكون للشركة المساهمة رأسمال مصدر ،وهو مقسم إلى أجزاء متساوية يطلق
عليها (أسهم) واألشخاص الذين يملكون األسهم يطلق عليهم (حملة األسهم أو أصحاب
األسهم) وهم مالكي رأس المال .ويجوز أن يحدد النظام رأس مال مرخص به يجاوز
رأس المال المصدر .وتحدد الالئحة التنفيذية الحد األدنى لرأس المال المصدر بالنسبة
لكل نوع من أنواع النشاط الذي تمارسه الشركات ،وكذلك ما يكون مدفوعا ً منه عند
التأسيس .ويشترط أن يكون رأس المال المصدر مكتتبا فيه بالكامل ،وأن يقوم كل
مكت تب بأداء الربع على األقل من القيمة االسمية لألسهم النقدية على أن تسدد قيمة
أألسهم بالكامل خالل مدة ال تزيد على عشر سنوات من تاريخ تأسيس الشركة .ويجوز
للشركة أيضا إصدار سندات أسمية ،وتكون هذه السندات قابلة للتداول ،وال يجوز
إصدار هذه السندات إال بقرار من الجمعية العامة وبعد أداء رأس المال المصدر
أساسيات اإلدارة ()1 56
بالكامل وبشرط أال تزيد قيمتها على صافي أصول الشركة حسبما يحدده مراقب
الحسابات وفقا آلخر ميزانية وافقت عليها الجمعية العامة .
ويالحظ أن إدارة الشركات المساهمة (في القطاع الخاص) يقوم بها مجلس إدارة
ينتخبه المساهمون أساسا ً لمدة معينة -عادة ثالث سنوات -وأن هذا المجلس ليس له
مطلق الحرية في التصرف في شئون المشروع حتى ولو أجمع جميع أعضائه على
قرار معين .فسلطة المجلس محدودة بالقانون العام والقانون النظامي للشركة ،وليس
للمجلس أن يتعداها إال بقرار خاص من الجمعية العمومية للمساهمين ،وقد يتطلب
األمر حيانا موافقة الجمعية العمومية غير العادية .وال شك أن هذا االختالف ملحوظ
بين إدارة شركات المساهمة وإدارة شركات األشخاص حيث أنه إذا أجمع الشركاء
على أمر معين في الثانية أمكنهم تنفيذه دون حاجة إلى أية موافقة تصدر من أية جهة
أخرى .
كما يالحظ أن المساهمين الذين هم أصحاب الشركة في القطاع الخاص ليس لهم
حق التدخل في اإلدارة أو االطالع على دفاتر الشركة وأعمالها إال عن طريق مراقب
الحسابات الذين ينيبونه عنهم للقيام بمهمة مراقة الحسابات وأعمال الشركة والتأكد من
أنها موافقة لنظام الشركة والقانون العام ،ومن أن المديرين يقومون بأعمالهم وبما يتفق
ومصلحة الشركة .
ويقوم مراقب أو (مراقبو) الحسابات بتقديم تقريره (تقاريرهم) السنوية للجمعية
العمومية للمساهمين .وللمساهمين الحق في إبداء االعتراضات والمالحظات على
أعمال الشركة أو تقرير مجلس اإلدارة في االجتماع السنوي للجمعية العمومية .أما
الشركة المساهمة في القطاع العام فلقد حددها قانون هيئات القطاع العام وشركاته رقم
67لسنة 1983على أنها :وحدة اقتصادية تقوم على تنفيذ مشروع اقتصادي وفقا
لخطة التنمية التي تضعها الدولة تحقيقا ألهداف الوطن في بناء المجتمع االشتراكي -
ويشمل المشروع االقتصادي هذا كل نشاط صناعي أو تجاري أو مالي أو زراعي أو
عقاري أو غير ذلك من أوجه النشاط االقتصادي .
57 أساسيات اإلدارة ()1
ولقد أشار القانون إلى أن شركة القطاع العام هي كل شركة يمتلكها شخص عام
بمفرده أو يساهم فيها مع غيره من األشخاص العامة أو مع شركات وبنوك القطاع
العام ،وكذلك كل شركة يساهم فيها أو يمتلك جزءا من رأسمالها شخص عام أو أكثر
بنسبة ال تقل عن ( )%51مع أشخاص خاصة ،وتدخل في هذه النسبة ما تساهم به
شركات أو بنوك القطاع العام من حصة في رأس المال .
ويجب أن يكون نظام شركة القطاع العام مطابقا للنماذج واألوضاع التي يصدر
بها قرار من رئيس مجلس الوزراء .ويقسم رأس مالها إلى أسهم بحيث ال تقل القيمة
االسمية للسهم عن خمسة جنيهات وال تزيد على مائة جنية.
ويتولى إدارة الشركة المساهمة في القطاع العام مجلس يعين رئيسه بقرار من رئيس
مجلس الوزراء ،ويعين نصف األعضاء المتفرغين بقرار من رئيس مجلس الوزراء
وينتخب النصف اآلخر من بين العاملين في الشركة ،ولمجلس اإلدارة جميع السلطات
الالزمة للقيام باألعمال التي يقتضيها غرض الشركة وفقا ألحكام القانون ،كما تختص
()21
إدارة مراقبة حسابات الشخص العام الذي تتبعه الشركة بمراقبة حسابات الشركة .
ميزات شركات المساهمة :
.1المسئولية المحدودة للشركاء ،وذلك ألن للشركة المساهمة شخصية اعتبارية
يخلقها القانون منفصلة عن شخصية مالكيها .وبالتالي فإن الشركة هي التي
تصبح مسئولة قانونا تجاه الغير وليس مالكيها (حاملي األسهم) .وتقتصر
مسئولية كل مساهم على مقدار ما يمتلكه من أسهم.
.2القدرة الكبيرة على جمع األموال وبسهولة عن طريق االكتتاب سواء في
األسهم أو السندات وبقيم محدودة وهذا يحقق رغبات المستثمرين المتباينة،
ويوفر فرص استثمارية متنوعة .ويزيد من حجم شركة المساهمة مقارنة
باألشكال القانونية األخرى للمنظمات.
.3القدرة الكبيرة على جذب الكفاءات البشرية وتوظيفهم لما توفره هذه الشركات
من أجور ومرتبات ومزايا عينية ،واستقرار نفسي وأدبي وال سيما أن أعمار
أساسيات اإلدارة ()1 58
-يطلق على أي تجمع إنساني لفظ منظمة متى توافر ثالثة شروط هي (وجود
شخصين أو أكثر /يعملون معا ً /لتحقيق أهداف محددة) .
-تتعدد األشكال القانونية لمنظمات األعمال .إال أن أكثر أشكال القانونية شيوعا
هي (المشروع الفردي /شركات األشخاص /شركات األموال) .
-يمثل المشروع الفردي أبسط أشكال الملكية .حيث يمتلك المشروع شخص واحد
يكون في الغالب هو مديره والمسئول األول عن تمويله ورسم سياساته وخططه.
-يتوقف نجاح شركات األشخاص على درجة ثقة الشركاء في بعضهم البعض
ومدى إخالصهم للشركة وعدم تغليب المصلحة الفردية على مصلحة الجميع.
-تختلف شركة التوصية البسيطة عن شركة التضامن في أنها تتكون من نوعين
من الشركاء هما (شريك متضامن وشريك موصي) أما شركة التضامن فيوجد
فيها نوع واحد من الشركاء هو الشريك المتضامن .
-يكون للشركة المساهمة رأس مال مصدر ،وهو مقسم إلى أجزاء متساوية يطلق
عليها (أسهم) واألشخاص الذين يملكون األسهم يطلق عليهم (حملة األسهم أو
أصحاب األسهم) وهم مالكي رأس المال .
أساسيات اإلدارة ()1 60
الوحدة الرابعة
وظيفة التخطـيط
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1التعرف على ماهية التخطيط.
-2التعرف على جدوى وظيفة التخطيط.
-3التعرف على العوامل المؤثرة في التخطيط.
-4معرفة طبيعة التخطيط في المستويات اإلدارية المختلفة.
-5التعرف على مؤشرات فعالية التخطيط.
-6التعرف على أنواع التخطيط.
العناصر:
(مفهوم التخطيط /جدوى وظيفة التخطيط /العوامل المؤثرة في التخطيط /التخطيط
والمستويات اإلدارية /مؤشرات فعالية التخطيط /أنواع التخطيط /التخطيط االستراتيجي/
تخطيط األداء /التخطيط التسويقي /تخطيط اإلنتاج /تخطيط الموارد البشرية /التخطيط
المالي ) .
مقدمة:
تعتبر وظيفة التخطيط نقطة البداية المنطقية لكافة الوظائف اإلدارية األخرى
(التنظيم ،التوجيه ،الرقابة) حيث تسبق هذه الوظيفة كل وظائف اإلدارة .ويشمل
التخطيط كافة أجزاء المنظمة من أعلى إلى أسفل وفي جميع االتجاهات ،وبالتالي ال
يجب النظر للتخطيط على أنه وظيفة فريدة من وظائف اإلدارة العليا ،بل هو وظيفة
كل مدير في أي مستوى إداري ،وفي كافة أنواع المنظمات .وهذا يعني أن وظيفة
أساسيات اإلدارة ()1 62
التخطيط وظيفة ضرورية وملحة لكل منظمات األعمال كبيرة كانت أم صغيرة،
صناعية كانت أم تجارية ،خدمية كانت أم زراعية أو غيرها .
وال يمكننا القول أن التخطيط يمثل أحد اإلفرازات الحديثة في الفكر اإلداري الحديث،
أو أنه وليد عصر المدرسة التقليدية في اإلدارة وروادها تايلور وفايول ،ذلك أنه منذ قديم
األذل وهناك دالئل كثيرة على ممارسة وظيفة التخطيط ومنها على سبيل المثال ال
الحصر :بناء سيدنا نوح عليه السالم للسفينة بهدف إنقاذ الكائنات الحية من الطوفان،
واختيار قدماء المصريين لموقع األهرامات فوق هضبة األهرامات في مصر ،وهجرة
رسولنا الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم من مكة للمدينة .كل هذه األمثلة وغيرها تعد
خير شاهد على أن الفكر التخطيطي قديم في عهده .إال أن أهمية هذه الوظيفة ازدادت
عاما بعد آخر وال سيما بعدما أصبحت منظمات األعمال تعيش في ظل بيئة ديناميكية
دائمة التغير ،كما أنها تعيش في ظل ظروف عدم تأكد .وسوف نتناول في هذا الفصل
اإلطار العام لوظيفة التخطيط من حيث المفهوم ،واألهمية ،والعوامل المؤثرة فيه ،وطبيعة
التخطيط في المستويات اإلدارية المختلفة ،ومؤشرات فعالية التخطيط وأنواعه ،ويختتم هذا
الفصل بالحديث عن مشاكل التخطيط في منظمات األعمال .
أوال -مفهوم التخطيط :
يعتبر مفهوم التخطيط من المفاهيم العامة ذات المعنى الواسع التي قد تختلط في
بعض األذهان بالعديد من المفاهيم والمعان األخرى .فبعض الكتاب ومنهم (جوتز
)Goetzيعرفون التخطيط على أنه :عملية اختيار بديل من بين عدد من البدائل لتطبيقه
في المستقبل .
والبعض اآلخر من الكتاب ومنهم (هنري فايول )Henry Fayolيعرف التخطيط
على أنه :التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع االستعداد لهذا المستقبل .ويعرف
آخرون التخطيط ومنهم (هيمان وهيلجرت )Heman And Helgrtالتخطيط على أنه:
تلك الوظيفة التي تتضمن تحديد األهداف والسياسات واإلجراءات الالزمة لتحقيق
أهداف المنظمة .
63 أساسيات اإلدارة ()1
عليه أن يخطط أوال ألن التخطيط يمثل أحد األضالع األساسية لمثلث الرقابة
حيث يوفر المعايير التي يقاس بناء عليها ما ينجز من أعمال سواء من حيث
الكم أو الوقت أو طريقة األداء.
ثالثا -العوامل المؤثرة في التخطيط:
()22
تتأثر طبيعة التخطيط بعدة عوامل من بينها ما يلي:
-1مهارة اإلدارة واتجاهها.
-2الموارد والوقت المتاح.
-3نوع المشاكل التي تقابل المنظمة .
-4الظروف البيئية واالجتماعية واإلنسانية.
-5استخدامات الخطط.
ولعل مهارة اإلدارة واتجاهها هو أهم تلك العوامل جميعا ،فماذا يتوقع للمنظمة
التي يعتمد رئيسها على المنجمين لتبين المصير ؟ وهذا للعلم ليس ضربا ً من الخيال !
أو كيف يتصور التخطيط يكون علميا ً إذا كانت اإلدارة العليا في المنظمة ال تقبل أي
عرض كمي للمعلومات أو البيانات ؟ ومن جهة أخرى قد توجد اإلدارة التي تتطرف
في اشتراط العرض الكمي للقرارات المصحوبة بقدر هائل من الجداول والخرائط
والمعادالت ،ومن الواضح أن األساس في التخطيط الجيد يكمن في مهارة واتجاه
اإلدارة.
ويرتبط بالعامل السابق نوعا ً ما الموارد والوقت المتاح لتأدية وظيفة التخطيط،
ولعامل الوقت عدة جوانب مثل اآلتي:
.1الوقت المتاح إلعداد الخطة .
.2الوقت الذي ينبغي أن تنفذ فيه الخطة .
.3الفترة الزمنية التي تشملها الخطة .
أساسيات اإلدارة ()1 66
القمة (مستوى اإلدارة العليا) ،وفي كثير من المنشآت يتم وضع مجموعة من
الخطط الجزئية في المستويات اإلدارية الدنيا ،ثم تتصاعد هذه الخطط لتتجمع
في خطة واحدة شاملة عند المستويات اإلدارية العليا .وال شك أن ذلك يسهم
كثيرا في نجاح الخطط وموضوعيتها وقبولها ،ألن كل من شارك في إعدادها
سيصبح أول المتحمسين والملتزمين بتنفيذها .
-11مدى االهتمام بالمراجعة المستمرة للخطط بهدف قياس التقدم أو التأخر في
إنجازها والتعرف على أسباب االنحرافات سواء الموجبة أو السالبة بالنسبة
لألداء.
سادسا ً -أنواع التخطيط:
ينقسم التخطيط إلى نوعين أساسيين هما:
1/6التخطيط اإلستراتيجي . Strategic Planning
. Performance Planning 2/6تخطيط األداء
ونستعرض معا هذين النوعين من التخطيط فيما يلي :
[ ]1/6التخطيط اإلستراتيجي : Strategic Planning
بموجب هذا التخطيط يتم تحديد االتجاه الرئيسي طويل األجل للمنظمة ،وتتفق
معظم آراء المتخصصين في إدارة األعمال بأن الفترة الزمنية للتخطيط طويل األجل
تغطي عادة الفترة المستقبلية من ثالث سنوات إلى عشر سنوات أو أكثر .ولما كان
التخطيط االستراتيجي يتطلب تحديد األولويات ،وتطوير األهداف وتقرير البرامج
والسياسات التي يتم بمقتضاها حصر الموارد واإلمكانات الخاصة بالمنظمة (مادية
كانت أم بشرية أم معلوماتية ) وتوزيعها بما يتالءم ويحقق األهداف المرجوة ،فإننا ال
نتوقع أن يكون أي مستوى إداري آخر بخالف مستوى اإلدارة العليا مسئوال عن القيام
بالتخطيط االستراتيجي .وتتبع اإلدارة العليا في منظمات األعمال المتقدمة إداريا
منهجا ً متميزا للتخطيط االستراتيجي يتكون من خطوات محددة سلفا ومسئوليات مسندة
أساسيات اإلدارة ()1 70
إلى أفراد معينين .وال شك أن هذه الخطوات تختلف من منظمة ألخرى والسبب في
ذلك هو اختالف ظروف كل منشأة وإمكانات واهتمامات مسئولي اإلدارة العليا في هذه
المنظمات .وبالرغم من اختالف المناهج التي تتبعها منشآت األعمال عند ممارستها
ألنشطة التخطيط االستراتيجي ،إال أن هناك مجموعة من المرتكزات ينبغي أن تقوم
()23
عليها عملية التخطيط االستراتيجي وهذه المرتكزات هي:
-1إعداد قاعدة بيانات :وهي المستودع المتكامل لكل البيانات والحقائق عن
األداء السابق للمنشأة ،ومواقفها الحالية ،والتطورات المتوقعة .وتحتوي قاعدة
البيانات على تسجيل حي ومتطور للبيانات عن كل أوجه النشاط الخاص
بالبيئة الداخلية للمنشأة ،ومختلف الموارد واإلمكانيات المتاحة لها ومجاالت
استغاللها .وهي تشمل بالتالي بيانات عن:
المبيعات.
المخزون السلعي.
الطاقات اإلنتاجية .
اآلالت والمعدات واألصول الثابتة.
القوى العاملة .
العمالء.
اإليرادات والنفقات واألرباح.
المشاريع تحت التنفيذ .
اإلنتاجية وكفاءة استثمار األموال .
نظم العمل وإجراءاته .
سياسات اإلدارة.
المركز التسويقي للمنشأة .
71 أساسيات اإلدارة ()1
األرباح المحققة ونسبتها إلى إجمالي رأس المال ،ورأس المال المستثمر،
والمبيعات.
نسبة مساهمة كل نوع من المنتجات في األرباح المحققة .
موقف منتجات المنظمة في السوق والمرحلة التي بلغتها كل منها في دورة
حياتها السوقية.
الموارد الداخلية من حيث المباني واآلالت والمعدات ،النقدية ،االئتمان من
البنوك ،واألفراد من مختلف المهن ومستويات الكفاءة.
تطور الهيكل التنظيمي للمنظمة واالتجاهات المتوقعة للتغيير.
مركز المنظمة التنافسي ودرجة تقدمة أو تخلفه بالنسبة للصناعة.
أنشطة البحوث والدراسات الجارية بالمشروع واحتماالت نجاحها.
وعلى ضوء مثل هذه البيانات يمكن تحديد مواطن القوة أو الضعف للمنظمة،
حيث تعتبر الجوانب القوية بمثابة موارد تعتمد عليها المنظمة في خططها القادمة،
والجوانب الضعيفة بمثابة أعباء أو قيود ينبغي أخذها في االعتبار حتى تأتي الخطط
واقعية وقابلة للتنفيذ.
وتتضمن البيانات أيضا ً بيانات عن المناخ المحيط بالمنظمة أي عن بيئتها
الخارجية ومنها:
معدالت النمو في االقتصاد القومي وفي كل من قطاعاته الرئيسية وانعكاسات
هذا النمو على الطلب المحتمل لمنتجات المنظمة .
مواقف المنافسين المحليين واألجانب وتتبع سياساتهم وإستراتيجيتهم واستنتاج
تأثيرها على أنشطة المشروع ومركزه التسويقي.
احتماالت ظهور منتجات بديلة لما تقدمة المنظمة .
مصادر الحماية التي تتمتع بها المنظمة مثل دعم الدولة أو الحماية الجمركية
أساسيات اإلدارة ()1 72
3/3الهدف الدقيق :وهو نتيجة محددة كميا ينبغي الوصول إليها في مجال نشاط
معين ويقوم على الوفاء بها أقسام المنظمة ووحداتها التنفيذية المختلفة.
والصفة األساسية لألهداف أن تكون واضحة ومحددة حتى تتخذ أساسا للتخطيط،
وعلى سبيل المثال إذا كانت السياسة التسويقية إلحدى المنظمات تنص على ((ضرورة
التوسع في التصدير لألسواق األوربية)) فإن الهدف الوسيط في هذه الحالة يجب أن
يكون في صورة ((زيادة الصادرات إلى دولة ألمانيا بنسبة %21عما كانت عليه في
العام السابق)) كما أن الهدف الدقيق قد يكون ((زيادة صادرات السلعة (أ) إلى دولة
ألمانيا بنسبة ،%51والسلعة (ب) بنسبة ،%31والسلعة (ج) بنسبة %75وذلك في نهاية
عام 2117م تحقيقا للزيادة الكلية المستهدفة في الصادرات)) .كذلك إذا كانت سياسة
إحدى الشركات تستهدف أن تكون ((رائدة صناعة الدواء)) فإن األهداف الوسيطة
والدقيقة يجب أن تترجم تلك السياسات في شكل رقمي محدد مثل ((زيادة اإلنتاج
والمبيعات بنسبة %25سنويا للسنوات الثالثة المقبلة وبنسبة %15للسنتين التاليتين)) .
كما تفصل تلك الزيادات في شكل أهداف دقيقة بالنسبة لكل نوع من المنتجات ولكل
منطقة بيعية .
ومن األهداف الشائعة بين الشركات محاولة تحقيق عائد محدد على رأس المال
المستثمر ،ومن خالل هذا الهدف تستطيع اإلدارة تحديد أهداف المبيعات واإليرادات
التي يجب تحقيقها والنفقات التي ال يجوز تخطيها حتى تصل إلى العائد المحدد،
ويتوقف تحديد العائد المطلوب على مدى تقبل اإلدارة للمخاطر إذ ال شك أن الحصول
على %51عائد على رأس المال المستثمر مثال يحتم على اإلدارة الدخول في مجاالت
عمل تتسم بالمخاطرة لما يتطلبه األمر من تجديد وابتكار ،أما إذا قنعت اإلدارة بعائد
يعادل %5أو %11فيمكنها الحصول عليه دون مخاطرة كبيرة ،وبشكل عام فإن فكرة
األهداف الوسيطة تجعل اإلدارة ملزمة بتعيين هدف كمي لكل وجه من أوجه النشاط
في اإلنتاج ،التسويق ،التمويل ،الموارد البشرية ،وكذلك في عالقات المشروع بالبيئة
ومدى تحمله للمسئولية االجتماعية .
75 أساسيات اإلدارة ()1
-تعتبر وظيفة التخطيط نقطة البداية المنطقية لكافة الوظائف اإلدارية األخرى .
-يعد التخطيط أحد الوظائف األساسية للمدير والتي تسعى لتوفير إجابة على
مجموعة التساؤالت .
-ال ينظر المخططون لوظيفة التخطيط على أنها مجرد مدخل إلدارة مستقبل
المنظمة فحسب ،بل يعتبرونها عملية حتمية ال يمكن ألي منظمة االستغناء عنها.
-تتأثر طبيعة التخطيط بعدة عوامل .
-يختلف الوقت المستغرق في التخطيط باختالف المستوى اإلداري .
-يمكن الحكم على مدى فعالية التخطيط من خالل عدة مؤشرات .
-ينقسم التخطيط إلى نوعين أساسيين هما (التخطيط اإلستراتيجي والتخطيط
التكتيكي) .
-بالرغم من اختالف المناهج التي تتبعها منشآت األعمال عند ممارستها ألنشطة
التخطيط االستراتيجي ،إال أن هناك مجموعة من المرتكزات ينبغي أن تقوم
عليها هذا النوع من التخطيط .
79 أساسيات اإلدارة ()1
الوحدة الخامسة
وظيفة التنظيم
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1التعرف على المفهوم الحقيقي للتنظيم .
-2التعرف على مكونات التنظيم .
-3معرفة طبيعة التنظيم اإلداري الفعال .
-4معرفة خطوات تصميم الهيكل التنظيمي ألي منشأة.
-5التعرف على طبيعة السلطة والمسئولية .
العناصر:
(مفهوم التنظيم /مكونات التنظيم /التنظيم اإلداري الفعال /خطوات تصميم الهيكل
التنظيمي /مفهوم السلطة /أنواع السلطة /مفهوم المسئولية /تفويض السلطة وعدم
تفويض المسئولية ) .
مقدمة:
يحتل مفهوم التنظيم أهمية كبرى في المجتمعات الحديثة ،حيث يسيطر عدد كبير
من التنظيمات على إنتاج السلع والخدمات المختلفة التي يرغبها اإلنسان في حياته.
فاإلنسان الحديث يعيش معظم وقته في تنظيم معين ،كما أن درجة تقدم المجتمع
ورفاهيته تتوقف على كفاءة التنظيمات المختلفة التي تباشر استغالل موارد المجتمع
وثرواته.
ومن هنا كانت دراسة التنظيم على جانب كبير من األهمية مما جعلها موضوعا ً
خصبا ً للبحث والتحليل منذ عشرات السنين .وهدف دراسة التنظيم هو فهم وتفسير
السلوك التنظيمي أي فهم وتفسير سلوك أعضاء التنظيم والبيئة التي يعمل بها.
أساسيات اإلدارة ()1 82
-3يعرف ((كونتز)) التنظيم بأنه " إقامة عالقات السلطة مع إيجاد تنسيق هيكلي
رأسي وأفقي بين المناصب التي أسندت إليها الواجبات المتخصصة الالزمة
لتحقيق أهداف المنظمة " .
-4يعرف ((بيتر دراكر)) التنظيم بأنه " عملية تحليل النشاط وتحليل القرارات
وتحليل العالقات وذلك لتصنيف العمل وتقسيمه إلى أنشطة يمكن إدارتها ،ثم
تقسيم هذه األنشطة إلى وظائف ووحدات ،ثم تجميع هذه الوظائف والوحدات
في هيكل تنظيمي ،ثم اختيار األشخاص إلدارة هذه الوظائف واإلدارات " .
-5يعرف (د .أحمد فهمي جالل) التنظيم من منظورين :األول (منظور واسع)
وذلك إذا نظرنا للتنظيم ((كاسم)) يطلق على مجموعة من األفراد تهدف إلى
تحقيق هدف معين من خالل إطار تعاوني مشترك وهذا يسمى منظمة.
والثاني (منظور محدود) وإذا نظرنا لكلمة تنظيم ((كفعل)) وتطلق هذه
الكلمة على وظيفة التنظيم كوظيفة من وظائف اإلدارة .أي أن كلمة تنظيم قد
تعني المنظمة التي تمارس فيها اإلدارة An organizationأو أنها تعني
وظيفة من وظائف اإلدارة Organizingيتم ممارستها داخل منظمة معينة.
-6يعرف ((د .سيد الهواري )) التنظيم على أنه " :وضع نظام للعالقات منسق
إراديا ً لتحقيق هدف مشترك " .
ووفقا لتعريف الدكتور سيد الهواري فالتنظيم عبارة عن نظام أو منظومة تتكون
من مجموعة أجزاء متسقة مع بعضها لبعض ،وتكمل بعضها البعض ،وأي خلل في
أي منها يحدث خلالً في النتيجة الكلية .وبناء على رؤية الدكتور سيد الهواري ،فليس
التنظيم مجرد هيكل تنظيمي يوضح التبعية والمسئولية اإلشرافية ،وليس التنظيم مجرد
تحديد لالختصاصات أو الواجبات ،وليس التنظيم مجرد توصيف للمناصب اإلدارية
بمعزل عن تدفق العمل وليس التنظيم مجرد أي تجمع إنساني بدون هدف مشترك،
وليس التنظيم مجرد وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بصرف النظر عن
سلوكه ودوافعه وعالقته باآلخرين .
أساسيات اإلدارة ()1 84
-3النظر للتنظيم على أنه نظام مفتوح يؤثر في البيئة ويتأثر بها.
-4النظر للتنظيم على أنه أساس لتحقيق التنسيق بين مجهودات األفراد والعاملين
معا ً داخل المنظمة.
وبالرغم من هذه السمات والخصائص العامة المشتركة بين معظم الكتاب إال أن
هناك عدة اختالفات وتناقضات بين الكتاب من حيث التوجهات ،والخلفية العلمية
والمهنية ،والفترة الزمنية التي تم خاللها صياغة تعريف التنظيم.
ويميل المؤلف إلى النظر للتنظيم من وجهة نظر (مفهوم النظم) وتأسيسا ً على ذلك
يعرف المؤلف التنظيم بأنه:
(( نظام مفتوح يحتوى على مجموعة من األجزاء الفرعية ،والتي تتفاعل
وتتشابك مع بعضها وتتكامل بغية تحقيق هدف /أهداف محددة في إطار بيئة معينة
يؤثر فيها ،ويتأثر بها)) .
ثانيا ً -مكونات التنظيم:
يتكون التنظيم من ثالثة مكونات أساسية هي المدخالت والعمليات والمخرجات
()24
كما يشتمل التنظيم على خمسة أجزاء رئيسية هي:
-1الجزء الفني أو اإلنتاجي :ويختص هذا الجزء بعمليات تحويل الموارد أو
المدخالت إلى مخرجات فإذا أخذنا كمثال تنظيم مثل المدرسة فإن الجزء
الفني من التنظيم يختص بعملية التعليم ،أو شركة صناعية مثالً فإن الجزء
الفني أو اإلنتاجي يتعلق بالعمليات الصناعية المختلفة التي تجرى لتحويل
المواد الخام والعمل ،وغيرها من المدخالت إلى سلع وخدمات صالحة
لتقديمها للسوق.
-2الجزء التسويقي :ويؤدى هذا الجزء من التنظيم وظيفتين هامتين ،األولى هي
الحصول على الموارد والمدخالت وتوفيرها للتنظيم ،والثانية هي تسويق
المنتج أي تبادل مخرجات التنظيم .وحيث ترتبط الوظيفتان السابقتان بالمجتمع
أساسيات اإلدارة ()1 86
من حيث حصول التنظيم على الموارد الالزمة والتخلص من منتجاته ،فإن
تنظيم عالقات التنظيم بالمجتمع وصيانتها ،والعمل على تحسينها تصبح من
مهام هذا الجزء التسويقي ،وقد تتصور أن مثل هذه المهمة تماثل ما يطلق
عليه اسم العالقات العامة.
-3الجزء الخاص بصيانة التنظيم :وتتركز مهام هذا الجزء في العمل على
تحسين وتطوير العالقات اإلنسانية بين أعضاءه .ويهتم هذا الجزء أذاً بأعمال
إدارة األفراد أو إدارة العنصر البشرى في التنظيم من اختيار وتعيين ومكافأة
وتقييم .كذلك يكون من اختصاص هذا الجزء من التنظيم تحديد دور كل
عضو من األعضاء وبيان واجباته وإعادة مراقبته في أداء تلك الواجبات،
وتقرير مكافآته أو عقابه بناء على ذلك .وعلى هذا فإن من أهم وظائف هذا
الجزء من التنظيم اآلتي:
أ -إدارة نظام االتصاالت في التنظيم.
ب -إدارة نظم الحوافز.
ج -تطبيق قواعد العمل باإلشراف والقيادة.
-4الجزء الخاص بالبحوث وجمع المعلومات :حيث يعمل التنظيم في مجتمع
معين ونظراً لشدة اعتماده على هذا المجتمع وتأثره به ،فإن أي تقلب أي
تغيير يصيب المجتمع ال شك يؤثر على التنظيم ،وقد يهدد كفاءته واستمراره.
لذلك يخصص جزء رئيسي من التنظيم مهمة متابعة ما يجرى في المجتمع
وتجميع البيانات والمؤشرات التي تساعد التنظيم على مالئمة أوضاعه
وتكييف نشاطه دائما ً بما يتفق مع احتياجات البيئة وظروفها .ويتمثل هذا
الجزء أساسا ً في نشاط البحوث على اختالف مجاالتها من بحوث إنتاجية أو
تسويقية .كذلك فإن عمليات التنبؤ والتخطيط طويل األجل تندرج تحت مهام
هذا الجزء من التنظيم.
87 أساسيات اإلدارة ()1
-5الجزء اإلداري :لقد تعددت أجزاء التنظيم حتى اآلن واختلفت مهام وواجبات
كل منها ،لذا البد من وجود جهاز متخصص يهتم بالتنسيق والتوحيد بين
أنشطة األجزاء السابقة ،وضمان اتجاهاتها ناحية تحقيق أهداف التنظيم
األساسية ،وتلك وظيفة اإلدارة من تخطيط وتنظيم وتنسيق ومتابعة.
وال شك أن نشاط الجزء اإلداري يتخلل األجزاء األربعة السابقة ويربط بينها في
وحدة متناسقة .ويستخدم الجزء اإلداري أساسا ً مجموعة من القواعد والتعليمات
كأساس للتنسيق والتوجيه .كما يستند إلى سلطة تمكنه من وضع تلك السياسات موضع
التطبيق.
ثالثا ً -التنظيم اإلداري الفعال :
نستطيع أن نحكم على أي تنظيم إداري بأنه تنظيم فعاال ويحقق أهدافه متى
()25
توافرت فيه مجموعة المقومات اآلتية:
-1السيطرة على التكلفة :يحقق التنظيم التميز من خالل وضع التكلفة دائما ً
تحت السيطرة بصف مستمرة حتى يكون سعر منتجات المنظمة تنافسياً.
ولكن ال يعني هذا أن يكون السعر والتكلفة األقل دائما ً عن المنافسين ،حيث
لم تعد ،أو ثبت أن سياسة أقل تكلفة وأقل سعر ليست هي التوجه االستراتيجي
الصحيح ،وإنما جعل كل من التكلفة والسعر تحت السيطرة هو التوجه
االستراتيجي الحقيقي .وقد ثبت من عديد من الدراسات الميدانية أن العميل
الذي يبحث عن السعر األقل يكون عميالً غير مهتما ً باالنتماء لمنظمة معينة
أو منتج معين وهذا يتعارض كلية مع مقومات نجاح المنظمة وتحقيق التميز
ويترتب على ذلك ضرورة أن تكون المنافسة السعرية القائمة على السيطرة
على التكلفة هي الميزة التنافسية للمنظمة .ولن يتحقق ذلك دون الرقابة
الذاتية والتوجيه الذاتي داخل فرق العمل من خالل تنظيم إداري فعال
وعالقات مهنية اقتصادية وموارد بشرية على درجة عالية من الدافعية
واالنتماء والرضا.
أساسيات اإلدارة ()1 88
-2توافر مناخ عمل صحي :تتحدد فعالية التنظيم أإلداري بمدى قدرته على خلق
مناخ عمل يحتوي على المستوى الصحي من ضغوط العمل والقدر
المستهدف من الصراع التنظيمي والوظيفي الذي يدفع األفراد إلى التنافس
اإليجابي من جانب ،والحرص المستمر على اإلبداع واالبتكار من جانب
آخر ،وتعميق االستعداد للتعاون والعمل كفريق متكامل من جانب ثالث .
-3جودة فكر المنظمة بشأن رضا العميل :من الممارسات الشائعة في كثير من
المنظمات عند تخطيطها لترجمة شعارها بشأن إرضاء العميل أن تسال :ماذا
يقدم المنافس للعميل لكي نحاول توسيع مجال المنافع التي نقدمها نحن إلى
العميل .وقد أثبت الواقع العملي فشل هذا المدخل وعدم فعاليته في تحقيق
التميز المستمر للمنظمة في ذهن العميل ،حيث انتبهت بعض المنظمات لهذا
الخطأ في منهج التفكير وتأكد لها وجود فرق كبير بين التوجيه السطحي الذي
ال يحقق التأثير المستمر على العميل ،والتوجيه االستراتيجي الذي من خالله
يتحقق الرضا التام والمستمر المستقر للعميل عن سياسة وفكر المنظمة قبل
الرضا عن ما تقدمه المنظمة من منتجات وخدمات .ويتطلب ذلك أن تكون
عقيدة خدمة العميل أكثر عمقا ً لدى العاملين شاغلي الوظائف القيادية
واإلدارية في المنظمة ،ويصعب أن يتحقق ذلك دون وجود ثقافة تنظيمية
تغرس قيم وظيفية لدى أعضاء المنظمة تجعل خدمة العميل مهيمنة على
تفكيرهم وتصرفاتهم.
-4تحقيق متوازن للمنافع :من الضروري أال تكون زيادة أرباح المالك
وأصحاب األموال على قمة أولويات األهداف ،وتؤكد نتائج األبحاث الميدانية
أن المنظمات التي جعلت هدف تضخيم أرباح أصحاب األموال في مقدمة
أولويات أهدافها ،فقد حققت معدالت ربحية وعائد أقل من تلك المنظمات التي
لم تتبع هذه السياسة :حيث وضعت تلك المنظمات األخيرة هدف تعظيم عائد
ومنافع كل من العمالء والعاملين على قمة أولويات أهدافها وذلك من خالل
89 أساسيات اإلدارة ()1
كما يتم في هذه المرحلة اإلشارة للعالقة بين الوظائف التي تمارس دوراً مركزيا ً
رقابيا ً على مستوى المنظمة ككل ،وهي التي يحتم وضعها هذا أن يكون لها عالقة مع
جميع الوظائف أألخرى في المؤسسة وسلطة وظيفية عليها لوضع أو متابعة تطبيق
سياسات وإجراءات المنظمة أو تقديم النصح واإلرشاد في مجال اختصاصاها المهني،
مثل عالقة مدير شئون الموظفين والمستشار القانوني والمراجع الداخلي مع الوظائف
األخرى .فاألول يتمتع بسلطة االتصال المباشر وفرض السياسة واإلجراءات الخاصة
بالموظفين على جميع المسئولين اآلخرين ،والثاني يتمتع بسلطة فرض النصوص
القانونية ،والثالثة بسلطة فرض األنظمة المالية .ولكن هؤالء ال يتمتعون بحق محاسبة
ومعاقبة المخالف لتوجيهاتهم إال عن طريق السلطة اإلدارية ،أي عن طريق خطوط
السلطة الرأسية .وتجدر اإلشارة هنا إلى أهمية عدم الخلط بين العالقات الوظيفية
والعالقات اإلجرائية بين مختلف الوظائف والناتجة عن طبيعة العمل وخط سيره ،مثل
العالقة بين مدير التسويق ومدير اإلنتاج بشأن تنفيذ طلبيات البيع ،أو العالقة بين البائع
والحاسب بشأن تسليم الفواتير لقيدها في الحسابات أو العالقة بين مندوب المشتريات
وأمين المخزن بشأن استالم األصناف المشتراة .فهذه العالقات تفرضها أنظمة
إجراءات وتبرز في بند (المهام والواجبات التفصيلية) وال يلزم إدخالها تحت بند
العالقات الوظيفية .وال شك أن تحديد العالقات الوظيفية يخدم غرض فرز وتلخيص
وتأكيد المسئولية والسلطة الوظيفية ،وهي المستمدة من نصوص األنظمة واإلجراءات
التي اعتمدتها أعلى السلطات استناداً إلى أهمية (اإلشراف المهني) وتمييزاً له عن
(اإلشراف اإلداري) .
الخطوة السادسة -إعداد الخريطة التنظيمية ودليل التنظيم اإلداري:
يتم في هذه الخطوة بلورة كافة النتائج التي توصلنا إليها في الخطوات السابقة في
شكل خريطة تنظيمية أو هرم تنظيمي يوضح الوحدات التنظيمية الرئيسية ،وكذلك
الوحدات الفرعية التابعة لها .كما يوضح من له سلطة على من ،وبالعكس من المسئول
أمام من .معنى هذا أن الخريطة التنظيمية تحدد عالقة العمل بين أعضاء مختلف
أساسيات اإلدارة ()1 96
المجموعات والوحدات التنظيمية ،كما توفر أداة تنسيق ال يمكن االستغناء عنها في
المنظمات اإلنسانية ،فالبشر يحتاجون إلى هيكل لضمان التنسيق .وطبقا ً للنظرية
الكالسيكية للتنظيم ،فإن خطوط السلطة الرسمية تبدأ من المستويات األقل إلى
المستويات األعلى حتى تصل إلى القمة .وفي كل مستوى توجد تأكيدات بأن لكل
شخص رئيسا ً واحداً يتلقى منه التعليمات ويعطي له البيانات والمعلومات .وهذا ما
يمكن توضيحه في النموذج المبسط للهرم التنظيمي التالي:
مدير عام
مدير إدارة
رئيس قسم
ويرتبط حجم الهيكل التنظيمي بالتوسع في حجم العمل ،فإذا زاد حجم العمل
يزداد حجم الهيكل التنظيمي وتتعدد المستويات التنظيمية والعكس صحيح .وكلما
تعددت المستويات اإلدارية ..كلما طال خط السلطة (وهو الخط الذي تمر عن طريقه
جميع االتصاالت من وإلى المسئول األول عن المنظمة) وكل مستوى إداري يطول ..
يعني طول المسافة بين المسئول األول عن المنظمة والمنفذين ،وزيادة درجة تعقد
االتصاالت سواء إلى أعلى أو إلى أسفل ،وهذا يفرز بالطبع صعوبة في التنسيق .كما
يرتبط حجم الهيكل التنظيمي أيضا ً بنطاق اإلشراف Span Of Controlوالذي يقصد
به عدد المرؤوسين الذين يشرف عليهم رئيس واحد .فهناك عالقة بين نطاق اإلشراف
وعدد المستويات اإلدارية للمنظمة وهذا يؤثر على شكل الهيكل التنظيمي للمنظمة .
فكلما كان نطاق اإلشراف قليالً ..فإن عدد المستويات اإلدارية سيزداد ،ومن ثم يأخذ
التنظيم الشكل الهرمي ويسمى التنظيم بالتنظيم الطويل ،Tall Organizationأما إذا
كان نطاق اإلشراف أكثر أتساعا ،فإن عدد المستويات اإلدارية سيقل ،وبالتالي يأخذ
التنظيم الشكل المسطح ويسمى في هذه الحالة بالتنظيم المفلطح .Flat Organization
97 أساسيات اإلدارة ()1
ولقد اهتم العديد من المفكرين في اإلدارة بالبحث عن العدد األمثل الذي يجب أن
يشرف عليه رئيس معين .فلقد نادى رواد المدرسة الكالسيكية بضرورة تخفيض
نطاق اإلشراف حتى يتمكن المشرف من اإلشراف الفعال على أعمال مرؤوسيه
ويمارس الرقابة الدقيقة أو التفصيلية عليهم من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية ،ومن ثم
زيادة اإلنتاج .ولذلك نادى أصحاب هذا االتجاه بأن يكون نطاق اإلشراف في حدود
أربع مرؤوسين فقط .
أما رواد المدرسة السلوكية فلقد نادوا بأن يكون نطاق اإلشراف واسعاً ،ألنهم
يفضلون طريقة اإلشراف العام أو ما يطلق عليه اإلشراف على النتائج .من أجل إتاحة
الفرصة للمرؤوسين للعمل بحرية دون متابعة دقيقة وتفصيلية لألداء من قبل رؤسائهم.
على اعتبار أن هذا األسلوب في اإلشراف هو السبيل الوحيد لزيادة دافعية المرؤوسين
وزيادة إنتاجياتهم .
وعندما ظهرت المدرسة الموقفية في اإلدارة ،فلقد أشارت إلى أن نطاق اإلشراف
يتوقف على الموقف وعلى توافر مجموعة من االعتبارات خاصة بالرئيس أو
المشرف ،وطبيعة العمل الذي يؤديه المرؤوس ،ونمط شخصية وقدرات المرؤوس .
-1بالنسبة للرئيس أو المشرف :إذا توافرت فيهما قدرات ذهنية ومعرفية
وبدنية التي تمكنه من استيعاب المشكالت والعالقات العديدة التي تتولد من
وجود عدد كبير من المرؤوسين أي نطاق إشراف واسع.
-2بالنسبة لطبيعة المرؤوسين :إذا كان العمل روتينيا ً بسيطا ً متكررا متوقعا ً،
فإن المدير يمكنه أن يشرف على عدد كبير من المرؤوسين والعكس صحيح
إذا كان العمل متغيراً ،متجدداً ،ومعقداً غير متوقع ،فالمدير لكي يحقق
اإلشراف الفعال يجب أن يشرف على عدد محدود من المرؤوسين ،أي يجب
أن يكون نطاق اإلشراف محدوداً .
-3بالنسبة لنمط شخصية المرؤوس :إذا كان المرؤوس يتمتع بالشخصية
التابعة الذي يرغب دائما ً في الحصول على توجيهات محددة وقاطعة من
أساسيات اإلدارة ()1 98
الرئيس المباشر ،فهنا يجب أن يكون نطاق اإلشراف محدوداً .وعلى العكس،
فإذا كان المرؤوس يتمتع بالشخصية االستقاللية ،فإنه يرغب أن يعمل بشكل
مستقل ،وأن تتاح له الفرصة للعمل بعيداً عن اإلشراف الدقيق التفصيلي ،فهنا
نجد أن نطاق اإلشراف يجب أن يكون واسعا ً .
ويجب اإلشارة إلى أن نطاق اإلشراف قد يختلف ليس من منظمة ألخرى ،بل أنه
قد يختلف من مستوى إداري إلى مستوى إداري آخر .فمثالً نطاق اإلشراف لرئيس
المنظمة قد يختلف عن نطاق اإلشراف الخاص بالمدير العام ،وأيضا ً قد يختلف من
مدير إدارة آلخر في نفس المستوى اإلداري ،فمثالً نطاق إشراف مدير اإلنتاج يختلف
عن نطاق إشراف مدير التسويق نظراً لما يلي:
-1مستوى الكفاءة الخاص بالمدير والمرؤوس :فكلما زادت كفاءة المدير أو
كفاءة المرؤوس كلما زاد نطاق اإلشراف ،فعندما تزداد كفاءة المدير فإن
قدرته على اإلشراف على عدد كبير من المرؤوسين سوف تزداد كذلك عندما
تزداد كفاءة المرؤوسين فإنه يحتاج إلى توجيه وإشراف أقل وبالتالي تزداد
قدرة المدير على أإلشراف على عدد أكبر من المرؤوسين وبالتالي يزداد
نطاق اإلشراف .
-2حجم المسئوليات اإلدارية المخصصة للمدير :فكلما قل حجم المسئوليات
اإلدارية المخصصة للمدير كلما زاد نطاق اإلشراف حيث إن مقدار ونوع
اإلشراف المطلوب منه سوف يقل وبالتالي يمكنه اإلشراف على عدد أكبر من
المرؤوسين .
-3كلما زادت درجة التشابه والتماثل في الوظائف التي يشرف عليها المدير
كلما أمكنه اإلشراف على عدد أكبر من المرؤوسين :وبالتالي يزداد نطاق
اإلشراف :فمثالً يمكن لرئيس قسم اآللة الكاتبة اإلشراف على 41كاتبا ً على
اآللة الكاتبة وذلك لتماثل وتطابق األعمال التي يؤديها هؤالء الكتبة ولكن ال
يمكن لرئيس قسم الصيانة العجلة اإلشراف على 11أفراد وذلك لتباين
99 أساسيات اإلدارة ()1
بسلطة أكبر من السلطة التي يتمتع بها مشرف مبيعات . ،وهكذا .كما يوجد مصدر
آخر للسلطة هو الخصائص الشخصية مثل الذكاء ،وقوة الشخصية ،والخبرة والمعرفة
بطبيعة العمل .فالخبراء في بعض المجاالت ،يكونون على دراية بمجاالت معينة أكثر
من غيرهم ،وهذا يجعلهم يمتلكون سلطة إضافية على أولئك الذين ال يمتلكون مثل هذه
المعرفة أو الخبرة .والسؤال الذي يطرح نفسه أآلن :هل تنبع السلطة من أعلى ألسفل
فقط ؟ أم تنبع من أسفل ألعلى أيضا ً ؟
ويفترض تقليديا ً أن السلطة المعتمدة على الوظيفة تدفع من أعلى إلى أسفل سلسلة
األوامر من قمة الهيكل التنظيمي إلى قاعة .وتنشأ من مالك الشركة ،والذين يقومون
بتفويضها إلى مجلس اإلدارة ،ثم رئيس المجلس ،ثم نائبه ،ثم المدير العام ،ثم مجموعة
المدراء ،وهكذا كلما فوضت السلطة إلى أسفل أكثر وأكثر ،كلما أصبحت أقل في
مجالها ولذلك فإننا يمكن تشبيه عملية تفويض السلطة بأنها تشبه (القمع) .ولكن الواقع
العملي ال يقصر السلطة على نشوئها من أعلى ألسفل فقط ،بل تأتي السلطة من القاع
إلى القمة حيث تعتمد السلطة الفعالة إلى حد بعيد على درجة قبول المرؤوسين لها .
ولذلك فلقد أشار ((شيستر برنارد)) وهو واحد من كبار علماء اإلدارة إلى أنه
لكي تصبح األوامر قابلة للتنفيذ ،فيجب أن تقع في منطقة قبول المرؤوسين .فلو
فرضنا أن أحد مدراء المبيعات قد قرر نقل أحد مندوبي البيع من منطقة (أ) إلى منطقة
(ب) فهذا النقل البد وأن يثير في ذهن مندوب المبيعات ً
عددا من التساؤالت منها :لماذا
ينقل هو بالذات ؟ لماذا لم ينقل أي مندوب آخر غيره ؟ هل هذا النقل تم بسبب عدم
رضاء مدير الفرع عن أدائه؟ وهل سيحقق نفس القدر من العمولة من عمله في
المنطقة (ب) ؟ وهل سيتمكن من تحقيق رقم المبيعات المستهدف كما كان يحققه في
المنطقة (أ) التي أحبها وتوافق معها ومع العمالء فيها؟
صحيح أن مدير المبيعات له حق نقل مندوب المبيعات ،ولكن المندوب يستطيع
المقاومة وإبداء رفضه لهذا النقل حتى وإن لم يكن بشكل صريح حتى ال يظهر وكأنه
يرفض إطاعة أوامر رؤسائه .إن مندوب المبيعات يستطيع أن يبذل جهداً أقل في منطقة
101 أساسيات اإلدارة ()1
البيع الجديدة كما أنه قد يتعمد أن يعمل بتراخي وعدم كفاءة لكي يشعر رؤساءه بأنهم
أخطأوا حين قرروا نقله ،ومن األفضل أن يقرروا إعادته للمنطقة (أ) مرة أخرى.
والسؤال اآلن :هل يقبل أعضاء أي تنظيم السلطة في معظم الوقت ؟ واإلجابة
(نعـم) ولكن هل يقبلون السلطة بنفس الدرجة ؟ واإلجـابة بالطبع (ال) ألن هناك
درجات مختلفة لقبول السلطة ،وهذا االختالف له أسباب متعددة منها:
-1االحترام الحضاري للسلطة :إن السلطة مقبولة باعتبارها جزءاً من أسلوب
حياتنا .لقد علمونا منذ طفولتنا المبكرة أن نحترم السلطة الشرعية ،ونحن
ندرك أن المجتمع المنظم يتطلب االلتزام باألوامر والتوجيهات الصادرة عن
المصدر الحقيقي.
-2الجزاءات :سبب آخر لقبول السلطة هو معرفة أن هناك جزاءات يمكن أن
توقع عليهم .وفي الصناعة مثالً تكون الجزاءات عادة في شكل شيء يمكن
منعه فإذا خالف العامل أو المدير تعليمات معينة علنا ً ،فقد يفقد عمله ،أو
يعاقب بالوقف عن العمل فترة من الوقت ،أو قد يفقد فرصة الترقية.
-3مصدر السلطة :قد يتمتع شخص بمركز عال في الشركة بسبب معلوماته
الغزيرة ،أو بسبب السمعة المعروفة عن قدراته ،أو ألن الجميع يعلمون أن
رئيس الشركة يقدره تقديراً خاصا ً .وأيا ً كان السبب ،فإنه يستطيع بشكل
متكرر أن يمارس السلطة الفعالة ،برغم أنه ال يمتلك سلطة رسمية على أحد،
ما عدا مرؤوسيه المباشرين .
[ ]2/6أنواع السلطة:
يمكننا التمييز بين ثالثة أنواع من السلطة في التنظيم ،النوع األول يتمثل في
السلطة التنفيذية ،والنوع الثاني يتمثل في السلطة االستشارية ،أما النوع الثالث فيتمثل
في السلطة الوظيفية .وسوف نتناول كل نوع من هذه األنواع الثالثة فيما يلي:
-1السلطة التنفيذية :هي السلطة التي تخول لصاحبها الحق في اتخاذ القرارات
أساسيات اإلدارة ()1 102
وإصدار األوامر .وتمثل السلطة التنفيذية عالقة إشرافية مباشرة وتنساب فيها
السلطة من أعلى إلى أسفل ،من الرئيس األعلى إلى المستويات اإلدارية
األدنى .ويمتلك هذه السلطة مجموعة من المدراء نطلق عليهم المدراء
التنفيذيين ،ومن أمثلتهم مدير اإلنتاج ومدير التسويق ،والمدير المالي .والذين
يقومون بتفويض السلطة التنفيذية إليجاد خط السلطة الذي يساعدهم على
تنفيذ األنشطة وتحقيق األهداف .
-2السلطة االستشارية :هي السلطة التي ال تخول لصاحبها الحق في اتخاذ
القرارات أو إصدار األوامر ،وإنما تخول لهم فقط تقديم النصح والمشورة
للمدراء التنفيذيين بهدف مساعدتهم في أداء أعمالهم .وبالتالي ال يكون
للسلطة االستشارية أي سلطة مباشرة على األقسام التنفيذية األخرى.ومن
أمثلة السلطة االستشارية تلك السلطة الممنوحة للخبراء والمستشارين ،وأقسام
البحوث والتطوير ،وإدارة الشئون القانونية ،وإدارة الجودة .وحتى يمكن
تمييز طبيعة السلطة االستشارية عن السلطة التنفيذية فإننا عادة ما نظهرها
في الخرائط التنظيمية بطريقة أفقية ومن خالل خطوط متقطعة تميزهم عن
خط سلسلة األوامر .ويالحظ أن حجم المنظمة يلعب دوراً رئيسيا ً في تحديد
مدى ظهور السلطة االستشارية على الهيكل التنظيمي للمنظمة .ففي
المنظمات الفردية ال يمكن بأي حال من األحوال أن نالحظ وجود وحدات
استشارية ضمن هيكلها التنظيمي ،على عكس شركات المساهمة والتي
يصبح احتمال ظهور وحدات استشارية ضمن هيكلها التنظيمي احتماال
كبيراً .وبالرغم من انتشار استخدام الكثير من المنشآت لكال النوعين من
السلطات التنفيذية واالستشارية ،إال أن الواقع العملي يشهد وجود العديد من
صور الصراع بينهما والكثير من مصادر التوتر اإلداري والتشاحن ،والسبب
في ذلك يرجع إلى:
أ -نزعة االستشاريين عادة إلى أن يصبحوا أعلى تعليما ً ،ومن طبقات اجتماعية
103 أساسيات اإلدارة ()1
ال يحدث تداخل بينهما وبالتالي بدء مرحلة صراع وتناحر القوة.
ج -يجب التأكد من أن الشخص االستشاري يمتلك السلطة ألداء وظيفته ويجب أن
يكون هناك تناسب بين مرتب الشخص االستشاري ووظيفته ومكتبه ومستواه
التنظيمي ،وبين حجم الوظيفة المخصصة له .
د -يجب تجنب تعيين االستشاريين الذين يتسببون في تحقيق عوائق في العمل
بين المدراء التنفيذيين ومرؤوسيهم .
هـ -يجب تشجيع التنفيذيين على مساعدة االستشاريين بتقديم بيانات ومعلومات
صحيحة لكي يتمكنوا من أداء الدور المنوط بكفاءة .
-3السلطة الوظيفية :هي تلك السلطة الممنوحة إلدارة أو قسم معين على أداء
األقسام األخرى لوظيفة معينة .فمثالً ،إدارة الموارد البشرية لها سلطة
وظيفية على جميع اإلدارات األخرى بالمنشأة فيما يتعلق بممارستهم ألعمال
االستقطاب واالختيار والتعيين ،والتدريب التأهيلي ،وتقويم األداء .بمعنى أن
باقي اإلدارات مثل إدارة التسويق عليها إتباع تعليمات إدارة الموارد البشرية
فيما يتعلق بسياسات االختيار والتعيين والترقية.
ولما كانت السلطة الوظيفية تتضمن الحق في تنسيق السياسات واإلجراءات
الحاكمة ألداء وظيفة معينة وتطبيقها ،لذا فإنها تمتلك قوة أكبر من السلطة االستشارية.
[ ]3/6مفهوم المسئولية:
يقصد بالمسئولية :Responsibilityااللتزام المترتب على تقبل الفرد -سواء
كان مديراً أو مرؤوسا ً -لوظيفة معينة .بمعنى أن المسئولية تولد حينما يمنح الشخص
سلطة معينة ،أو حينما يتعهد مدير معين بتحقيق عمل معين ويبدأ في ممارسة سلطاته.
والسؤال اآلن :هل يفضل الكثير من المرؤوسين أن يصبحوا على مستوى
المسئولية وجديرين باحترام التزامات وظائفهم ؟ واإلجابة نعم ،فالكثير من المرؤوسين
يحبون أن يكونوا على مستوى المسئولية وجديرين باحترام التزامات وظائفهم .
105 أساسيات اإلدارة ()1
وعندما يقبلون العمل في وظيفة معينة ،فهم يعملون على إعطاء أفضل ما يقدرون عليه
من عطاء ،وسيحاولون إثبات قدراتهم وكفاءتهم على إنجاز العمل .وهناك مبدأ هام في
اإلدارة ،تعادل السلطة والمسئولية ،ويقصد بهذا المبدأ أن تكون السلطة الممنوحة
للمدير مساوية للمسئولية الملقاة على عاتقه .فال يعقل أن نطالب المدير أن يتحمل
المسئولية بدون أن نمنحه السلطة الكافية والتي تسمح له بأن يكون قادراً على اتخاذ
القرارات الكفيلة بالقيام بالمسئوليات التي أضطلع بها.
[ ]4/6تفويض السلطة وعدم تفويض المسئولية:
يعد مبدأ تفويض السلطة من المبادئ المهمة في حقل اإلدارة وذلك لما يحققه من
مزايا عديدة منها:
أ -يتيح الفرصة للمرؤوسين للتدريب على اتخاذ القرارات من خالل التجريب
والممارسة واالستفادة من األخطاء .
ب -يؤدي إلى خلق صف ثان من المديرين قادر على تحمل المسئولية وقيادة
المنظمة في المستقبل مما يسهم في نجاح عملية التعاقب الوظيفي .
ج -يساعد على تحفيز المرؤوسين على استخدام كافة طاقاتهم وقدراتهم إلثبات
أنفسهم وجدارتهم في العمل .
د -يحقق تفويض السلطة السرعة في األداء وإنجاز األعمال وخاصة في حالة
غياب الرؤساء ألي سبب من األسباب.
هـ -يزيد من جودة القرارات المتخذة وتقديم عالج موضوعي للعديد من المشاكل،
وذلك ألن تفويض السلطة للمستويات اإلدارية الدنيا المالصقة للمشاكل
يجعلها تتخذ قرارات عملية واقعية متمشية مع ظروف التنفيذ .
و -يساهم تفويض السلطة في تقليل مقاومة المرؤوسين للقرارات التي اشتركوا
في صناعتها ،وبالتالي يكونوا حريصين على نجاحها أثناء التنفيذ .وهذا على
عكس حالة تركيز السلطة والتي تفرض فيها بعض القرارات على المستويات
أساسيات اإلدارة ()1 106
الدنيا دون مشاركة ،مما يجعل هذه المستويات تسعى جاهدة إلثبات فشل
المستويات اإلدارية األعلى وعدم مالئمة القرارات المتخذة .
وإذا كانت السلطة يجب أن تفوض ،فإن المسئولية ال يمكن أن تفوض أو يتهرب
منها أي مدير ،فمادامت المسئولية هي التزام عن تأدية واجبات وظيفة معينة فال
يستطيع أي مدير مهما كان مستواه الوظيفي أن يتهرب من المسئولية المسندة له حتى
ولو كان قد أسندها كلها أو معظمها لمرؤوسيه .
107 أساسيات اإلدارة ()1
الوحدة السادسة
وظيفة التوجيه
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1فهم المضمون الحقيقي لوظيفة التوجيه .
-2التعرف على عناصر التوجيه .
-3التعرف على المفهوم الشامل للقيادة .
-4التعرف على طبيعة عملية االتصاالت .
-5التعرف على طرق تحفيز المرؤوسين .
العناصر:
(مفهوم التوجيه /عناصر وظيفة التوجيه /القيادة /نظريات القيادة /
مقومات القائد الرشيد /ماهية االتصاالت /نموذج االتصال /االتصاالت
التنظيمية /دور االتصاالت في تحسين كفاءة المديرين في التوجيه /ماهية
التحفيز /أنواع الحوافز /دور المديرين في عملية التحفيز ) .
مقدمة:
تناولنا في الوحدتين السابقتين وظيفتي التخطيط والتنظيم وكل وظيفة منهما
تشترك مع األخرى في خاصية هامة وهي أن كل مدير يمارسها قبل التنفيذ الفعلي
للعمل .أما وظيفة التوجيه Directionفهي الوظيفة األولى التي يمارسها المدير أثناء
التنفيذ الفعلي لألعمال بهدف التحقق من أن ما تم تخطيطه وما تم تنظيمه يطبق فعالً
وبشكل دقيق في الواقع العملي .وسوف نتناول في هذه الوحدة الدراسية وظيفة التوجيه
بشكل تفصيلي حيث نناقش مفهومها وعناصرها المختلفة.
أساسيات اإلدارة ()1 112
.2االتصاالت .
.3التحفيز .
( )1القـــــيادة:
يختلف علماء النفس واإلدارة واالجتماع على جوهر القيادة فالبعض منهم يعتقد
أن قلة من القادة يولدون قادة بالفطرة ،وأن الوراثة وخبرات الطفولة المبكرة هي التي
تخلق القادة ،والبعض اآلخر يعتقد إن القيادة يمكن أن تكتسب من خالل الخبرة والتعلم
.ولقد تعددت التعريفات التي قدمها الكتاب والباحثين لمصطلح القيادة ،نوجز بعضا ً
منها فيما يلي:
-القيادة هي الطريقة التي يستطيع بها المدير أن يؤثر في مرؤوسيه ويحثهم
على العمل .
-القيادة هي القدرة على توصيل الثقة والدعم إلى العاملين لكي يستطيعون
تحقيق أهداف المنظمة وأهدافهم الشخصية.
-القيادة هي القدرة على إيقاظ روح التعاون وتنشيطها بين العاملين الذين
يؤدون األعمال المؤثرة في المنظمة .
ولكي تتفهم عزيزي القارئ المعنى الحقيقي للقيادة ،عليك أن تنظر لعملية القيادة
على أنها عالقة وشراكة بين القائد وأعضاء الفريق فالقائد ينتمي لمرؤوسيه كما ينتمي
ألفراد عائلته وأصدقائه المقربين ولذلك فال ينبغي أن يضع الحواجز والمسافات بينه
وبين مرؤوسيه بل عليه أن يخلق جواً من التآلف واالنسجام بينه وبين أعضاء فريقه .
ومصطلح (شراكة) Partnershipيعكس القوة المتكافئة والمتصلة بين القائد
وجميع مرؤوسيه ،فالقائد الذي هو واحد من أعضاء فريقه يرحب دائما ً بمداخالت
شركائه ،غير أن كونه قائداً يخوله إعطاءهم التوجيه واإللهام مع جعل أعضاء فريقه
شركاء ،وليسوا مرؤوسين أو موظفين تحت إمرته .
أساسيات اإلدارة ()1 114
ولكي تستقيم هذه العالقة وتستمر ،فالبد لها من عدة محاور هي:
-يستطيع القائد تكوين رؤيته بعد تلقيه جميع مقترحات شركائه وهم (أعضاء
فريقه).
-القائد وأعضاء الفريق كالهما مسئول عن النتائج ،فلو رغب األعضاء في أن
يعاملوا على أنهم شركاء ،فعليهم المخاطرة بالمحاسبة على الفشل قبل النجاح.
كما أن القائد ينبغي أن يشعر بالمسئولية الشخصية عن تحقيق مهمة الفريق
الكلية .
-إن القيادي وأعضاء الفريق أمناء فيما بينهم ،فإخفاء الحقيقة يعد انتهاكا للعقد
الضمني المتفق عليه بين الطرفين .لذا فاالتصاالت دائما ً تكون مفتوحة بين القائد
وأعضاء فريقه.
-ينبغي أن يتمتع القائد بالقدرة الفائقة على اإللهام واإلقناع والتأثير وتحفيز
اآلخرين .
-ينبغي على القائد أن يحدث تغييراً وتطويراً مستمرين من أجل قيادة المنظمة
نحو االتجاه الصحيح دائما َ .
-ينبغي على القائد اإلداري أن يكون واثقا ً من نفسه ،ألن الثقة والقيادة عضوان
في جسد واحد .
[ ]1/1نظريات القيادة:
يالحظ المراجع ألدبيات اإلدارة وجود العديد من النظريات التي تناولت موضوع
القيادة خالل القرون القليلة الماضية بهدف تحديد نمط القيادة الرشيد ونستعرض بعضا ً
منها فيما يلي:
[ ]1/1/1نظرية السمات :روجت هذه النظرية لما يسمى بالشخصية القيادية،
والتي يتوافر فيها مجموعة من الصفات التي إذا ما توافرت في اإلنسان يصبح قائدا.
ومنها السمات الجسمانية كالطول والوزن ،والقوة الجسمانية ،والمظهر ،وهناك أيضا
115 أساسيات اإلدارة ()1
ولقد أشار ليكرت إلى أن (نمط المدير المشارك) هو أنسب األنماط األربعة
للتطوير ،وأنسبها مساهمة في زيادة فعالية المنظمة .ولقد دعا ليكرت إلى ضرورة
تحريك نمط أي قائد من نمطه الحالي إلى النمط الرابع .
ولقد قدم العالمان (بالك وموتون) نموذج جديد للقيادة يقوم على رفض فكرة
وجود محور واحد للقيادة ،وتبني فكرة وجود محورين أو بعدين تتحرك عليهما أنماط
القيادة ،هما بعدين (بعد االهتمام باإلنتاج ،وبعد االهتمام باألفراد) ولقد أطلقا على هذا
النموذج مصطلح (نموذج الشبكة اإلدارية) شكل رقم ( )2وفي هذا الشكل يتضح لنا أن
هناك خمسة أنماط أساسية للقيادة هي (القائد السلبي /القائد التسلطي /القائد
االجتماعي /القائد الوسط /القائد الديموقراطي) وال شك أن لكل نمط من هذه األنماط
الخمسة خصائصه المتميزة والتي نستعرضها فيما يلي:
• في ظل نمط القائد السلبي ..يكون القائد:
-مهتم اهتماما ضئيالً بكل من اإلنتاج واألفراد.
-نموذج للسلبية .
-هدفه األساسي بذل أقل جهد للبقاء في المنظمة.
-شعاره (أترك األفراد يعملون وال تضع يدك في عش الدبابير) .
-يقتصر دوره على توصيل األوامر والتعليمات من المستويات اإلدارية
العليا إلى المستويات اإلدارية الدنيا .مع الحرص على عدم التدخل في
المشاكل المترتبة على ذلك ،بدعوى إيثار السالمة والبقاء بعيداً عن دائرة
الصراعات .
-النتيجة الطبيعية لعمله (الفشل في االرتقاء بمستوى اإلنتاجية وفي نفس
الوقت الفشل في إشباع حاجات ورغبات العاملين وتطوير قدراتهم) .
• في ظل نمط القائد المتسلط ..يكون القائد:
-مهتم اهتماما زائداً اإلنتاج وال يهتم إال قليالً باألفراد.
119 أساسيات اإلدارة ()1
-القائد الرشيد هو شخص ابتكاري مبادر ،ال يتمسك بالقديم ويدافع عنه ،بل يقبل
الجديد ويوافق على إحداث التغيير مادام في صالح العمل ويحقق أهداف
المنظمة .كما يجب أن يكون مطوراً يؤمن بالتكنولوجيا ويركز على التطبيق
الناجح .
-القائد الرشيد هو من يحس بمشاعر تابعية ويفهم أنماطهم المختلفة ويحسن
التعامل معهم ويستطيع أن يؤثر إيجابيا ً في سلوكهم .
-القائد الرشيد هو من يوحد فرق وجماعات العمل ويؤلف بينهم ،فهو يجمع وال
يفرق أو يشتت ،ويربط وال يفكك ،ويصل وال يقطع.
-القائد الرشيد ليس عامل سنترال تمر من خالله كافة األوامر والتوجيهات،
وليس شرطي مرور يغير اإلشارات ،بل هو مهندس فنان ،يرسم الطريق
الصحيح ليسير فوقه المرؤوسين دون زحام أو صدام .
-القائد الرشيد هو من يفكر عالميا ً ولكنه يتصرف محليا ً ،فال ينفصل عن بيئته
وظروفه وإمكاناته المتاحة .فهو يستكشف نقاط القوة والفرص ويتكيف مع
التهديدات والتحديات ونقاط الضعف.
-القائد الرشيد متنوع الثقافات والمعارف ال يحصر نفسه في تخصص وحيد أو
مجال عمل واحد .
-القائد الرشيد ليس من الضروري أن يقود من األمام ،فهو يتقدم إذا كان الخطر
في اإلمام ،ويتأخر ليدفع الناس من الخلف إذا جاء الخطر من الوراء .وهو
يوجه من األطراف ليعوض ضعف الميمنة والميسرة ،ويختفي وسط الجموع
تاركا ً الساحة لذوي الخبرة والكفاءة حتى يبني أجياال متعاقبة من القادة تعتمد
عليهم المنشأة في المستقبل.
-القائد الرشيد متوازن الطموح ،وقادراً على تحقيق المعادلة الصعبة بين أن
يكون طموحا ً من ناحية ،دون أن يطغي طموحه على طموح اآلخرين .وبين أن
125 أساسيات اإلدارة ()1
يكون صبوراً وهادئا ً دون أن يجعل العاملين يفقدون اإلحساس بإلحاح العمل
وقيمة الوقت ،وبين أن يكون حاضراً ومتاحا ً لمساعدة كل من يحتاجه دون أن
يوحي بأنه كل شيء وأن العمل لن يتم بدونه .
-القائد الرشيد هو صاحب المواقف الثابتة ال يغير موقفه حسب الموضة السائدة
((فال يميل متى مالت الريح)).
-القائد الرشيد هو من ال يتملكه الخوف من ارتكاب األخطاء مهما كانت
األخطاء كبيرة ،فالخوف منها يعني التوقف عن العمل ،والتردد في اتخاذ
القرارات وتجميد دورة اإلنتاج وانتظار أخطاء المنافسين التي ال نعلم بها إال
بعد فوات األوان .إن بعض األخطاء تشبه األحجار الكريمة ،كلما تقادمت
زادت قيمتها .
-القائد الرشيد هو من يستفيد من أخطائه ،ويعترف بها ،ثم يتقبل العواقب
ويتحمل المسئولية ،ثم يحول الخطأ إلى تجربة تعليمية يدرب أتباعه من خاللها
على عدم تكرار مثل هذا الخطأ .
-القائد الرشيد هو من يؤمن بالتفويض ويباشر هو عملية تقييم النتائج والمراقبة
عن بعد ،وكلما أحتاج أحد من تابعيه لمساعدة يتقدم بناء على طلبه وال يحشر
نفسه في التفاصيل الصغيرة ،وال يتدخل إال في األوقات الحرجة وعندما يعجز
كل من حوله عن إعادة األمور إلى نصابها .
-القائد الرشيد هو من يتسامى ويعتلي القمة ويدخل القلوب ،فيكون قائداً فعليا ً
وروحياً ،ويتحول من رئيس إلى رمز ،فهو موجود وغير موجود .موجود في
مكتبه وفي كل مكان .في خطوط اإلنتاج وقلوب العاملين ،وموجود في رؤية
مساعديه وأهداف محبيه ،وعلى رفوف المحالت التجارية بجوار منتجات
شركته ،وفي إعالناتها وصورتها الذهنية لدى عمالئها ،كما أنه يكون موجوداً
في ملفات ودراسات منافسيه.
-وهو يتسامى أيضا ً عن كل شيء ،حتى عن القيادة ،ويكون مستعداً للتخلي
أساسيات اإلدارة ()1 126
وإفساح الطريق للقائد الجديد .وعندما يجلس زميله الجديد مكانه ،يعود أدراجه
ويهبط السلم الذي صعد عليه بهدوء.
( )2االتصاالت:
تمثل االتصاالت أحد العناصر الرئيسية لوظيفة التوجيه ،فهي بمثابة الجهاز
العصبي داخل أي تجمع بشري ،فهي تمده بالبيانات والمعلومات والفهم ،وكلها أشياء
ضرورية لتحقيق اإلنتاجية وزيادة الروح المعنوية للعاملين في المنظمة .وتأكيدا
ألهمية االتصاالت بالنسبة للمدير ،فلقد أشار (شيستر برنارد) وهو أحد كبار علماء
اإلدارة ،إلى أن عملية تنمية والمحافظة على نظام اتصال فعال تعد هي وظيفة المدير
األولى في أي منشأة أعمال .فلكي يستطيع المدير ممارسة وظائفه المختلفة (تخطيط،
تنظيم ،توجيه ،رقابة) فالبد أن يمارس شكل أو آخر من أشكال االتصال.
ولكن قبل أن نشرح طبيعة االتصاالت التنظيمية ودور وأهمية االتصاالت في
حياة المديرين ،دعونا أوال التعرف على مضمون عملية االتصال ،وأنواع االتصاالت
التنظيمية.
[ ] 1/2ماهية االتصاالت:
تمثل االتصاالت عملية تبادل المعلومات ونقل المعان بين شخصين (مرسل
ومستقبل) شريطة أن يفهم المستقبل المعنى الذي يقصده المرسل .ألنه إذا لم يفهم
المستقبل ماذا يعني المرسل ،فإن االتصال لن يتم .وهذا ما يؤكده (ليفت هارلود) أحد
خبراء االتصاالت بقوله (إن عملية االتصال تتعلق بكل من إطالق المعلومات وإصابة
الهدف بها) ( )27وهذا هو الجزء الصعب في عملية االتصاالت ،فكيف يضمن
المرسل أن رسالته قد أصابت -في الواقع -هدفها .وتم فهمهما من قبل المستقبل بنفس
المعنى الذي يقصده المرسل بدون تحريف؟
ومعنى ذلك أن االتصال ال يحدث بدون فهم متبادل بين المرسل والمستقبل .
127 أساسيات اإلدارة ()1
رسالة
مرسل
مستقبل وسيلة إرسال
معلومات مرتدة
القارئ أن نموذج عملية االتصال يتسم بالبساطة واليسر .ولكن الواقع العملي يشير إلى
عكس ذلك .والسبب في ذلك أن هناك مجموعة من العوائق المحددة لالتصاالت،
والتي من الممكن أن تعترض سبيل االتصاالت ومن هذه العوائق:
-1عوائق تتعلق بالمرسل نفسه :فقد يفشل في اختيار الكلمات المعبرة عن ما
يقصده .أو يستخدم لغة إشارة أو إيماءات جسدية ترسل معنى مغاير للمستقبل.
-2عوائق تتعلق بالرسالة :مثل كتابة الرسالة بلغة أو رموز ال يفهمها المستقبل.
-3عوائق تتعلق بالوسيلة :مثل سوء اختيار الوسيلة المناسبة لمكان وتوقيت
تواجد المستقبل ،أو تلف الوسيلة كما يحدث في أجهزة الفاكس أو الحاسب
اآللي .
-4عوائق تتعلق بالبيئة التي يتم فيها االتصال :مثل الضوضاء التي تحدث في
المحيط المادي للشخص المستقبل .وتعدد المستويات اإلدارية في المنظمة
وهذا يتسبب في إقامة حواجز طبيعية تعوق عملية االتصال .فالدراسات
أثبتت أنه كلما طالت خطوط االتصال كلما حدث اختصار في الرسائل
وتحريف لمحتوياتها .
-5عوائق تتعلق بالمستقبل :مثل انشغال ذهنه أو تعكر مزاجه وحالته النفسية،
وأيضا اختالف طريقته في اإلدراك عن الطريقة التي يدرك بها المرسل.
وأيضا ً اختالف طبيعة شخصية المستقبل واتجاهاته ،ودالالت األلفاظ بالنسبة
له.
[ ]3/2االتصاالت التنظيمية:
تهدف االتصاالت التنظيمية إلى ضمان تدفق البيانات والمعلومات في صور
حقائق بين الوحدات التنظيمية المختلفة في مختلف االتجاهات داخل المنظمة ،أو بين
المنظمة والبيئة الخارجية لها.
ويمكن النظر لالتصاالت التنظيمية على أنها مجموع االتصاالت الفردية في
129 أساسيات اإلدارة ()1
المنظمة .وبمعنى آخر فاالتصاالت التنظيمية لها نفس أهداف عملية االتصال بين
األفراد .وبصفة عامة يالحظ أن األداء التنظيمي يرتفع عندما يتم تبادل المعلومات
الوظيفية بحرية ووضوح بين أعضاء المنظمة وعندما يوطد المديرون عالقاتهم
بالعاملين من خالل االتصاالت الجيدة معهم .وفي معظم األحوال تتم عملية االتصال
لألسباب التالية:
حاجة العاملين للمعلومات .
حاجة العاملين للمساندة والتعزيز .
رغبة العاملين في إنجاز األعمال .
تسهيل مهمة العاملين على تحقيق األهداف المخططة .
ولالتصاالت التنظيمية أهمية خاصة في تسهيل أداء الوظائف التنظيمية األساسية.
فكل الوظائف اإلدارية (التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة) تتم من خالل عملية
االتصاالت .وبمعنى آخر فإن عملية االتصاالت تمثل الركيزة األساسية التي يعتمد
عليها المدير في تحقيق أهدافه .كذلك تتوقف كفاءة عملية اتخاذ القرارات في المنظمة
على نوعية المعلومات التي يتلقاها متخذ القرارات .ولتوضيح ذلك يمكن اعتبار
االتصال من الدعامات األساسية لعملية القيادة الرشيدة .ولالتصال أهمية كبرى في
توصيل المعلومات من المستويات اإلدارية العليا إلى المستويات اإلدارية التالية كذلك
نقل مالحظات وآراء ومقترحات العاملين وشكاواهم إلى اإلدارة العليا بالمنظمة .كما
تعتبر االتصاالت ضرورة ماسة إلحكام الرقابة على سير العمل داخل المنظمة .فعن
طريق التقارير وما تحويه من معلومات وبيانات يتسنى لإلدارة تقييم نتائج األعمال
وفقا ً للمعايير التي تم تحديدها في فترات سابقة.
ويوجد نوعان من االتصاالت التنظيمية هما:
[ ]1/3/2االتصاالت التنظيمية الرسمية .
[ ]2/3/2االتصاالت التنظيمية غير الرسمية .
أساسيات اإلدارة ()1 130
المنظمة وخاصة في الحاالت التي يتم فيها تقديم منتج جديد أو الحاالت التي ترغب
فيها اإلدارة العليا إجراء تعديالت تنظيمية كبيرة .
[/1/3/2ب] االتصاالت الرأسية الصاعدة :Upward Communication
يستخدم هذا النمط من االتصاالت في الحاالت التي يرسل فيها العاملون الرسائل
إلى رؤسائهم .ويهدف هذا النوع من االتصاالت إلى تسهيل وضمان وصول اآلراء
والمقترحات والتوصيات من أسفل أي من (اإلدارة الوسطى واإلدارة المباشرة) إلى
أعلى (اإلدارة العليا) .ويشمل هذا النوع تقارير المشرفين بأنواعها المختلفة،
واالقتراحات وااللتماسات ،والشكاوى ،ومحاضر االجتماعات ،والمقابالت الشخصية.
غير أن هذا النمط من االتصاالت ال يتم بنفس السهولة واليسر كما هو الحال بالنسبة
لالتصاالت الرأسية النازلة مما قد يؤدي إلى فشل عملية االتصال في بعض الحاالت .
وبعض أن تحدثنا عن االتصاالت الراسية ،ينبغي اإلشارة إلى نوع آخر من
االتصاالت يطلق عليها " االتصاالت األفقية " Horizontal Communication
ويستخدم هذا النوع من االتصاالت بين العاملين في المستوى التنظيمي الواحد أو
األقران .والغرض منها تبادل وجهات النظر والمعلومات والخبرات بين العاملين .
ويرتكز هذا االتصال على العالقات الشخصية القائمة بين األفراد في المستوى اإلداري
الواحد .ولذلك يعاب على هذا االتصال تأثره الشديد بالعالقات الشخصية بين العاملين،
فإذا ساءت العالقات فشلت االتصاالت األفقية .وتشير نتائج الدراسة التي أجراها كل
من (جيبسون وهودجيتس) في عام 1986أن خمس عمليات من كل ست عمليات
اتصال تتم بشكل غير رسمي داخل المنظمة .وتتطلب عملية التنسيق بين اإلدارات
المختلفة في المنظمة دوام عملية االتصال بين المشرفين على تلك اإلدارات .وبنفس
الطريقة فإن هناك حاجة ماسة للعامل في إدارة ما االتصال ببقية العاملين في إدارته أو
اإلدارات األخرى لتسهيل إنجاز األهداف التنظيمية.
[ ]2/3/2االتصاالت التنظيمية غير الرسمية:
تمثل االتصاالت غير الرسمية Informal Communicationنمطا ً أساسيا ً من
أساسيات اإلدارة ()1 132
أنماط االتصاالت التنظيمية .يوجد هذا النمط إلشباع الحاجات االجتماعية للعاملين
والتي ال يتم إشباعها من خالل شبكة االتصاالت الرسمية مثل تدعيم العالقات
االجتماعية بين العاملين أو تبادل اآلراء واالتجاهات أو حتى مناقشة أحوال العامل
بشكل غير رسمي.
وتتمثل المسميات التي يمكن أن تطلق على االتصاالت غير الرسمية حيث قد
تسمى أحيانا ً شبكة الشائعات Rumors Networkومن سوء الحظ أن هناك ارتباطا
مباشراً بين االتصاالت غير الرسمية والشائعات التنظيمية .وتتصف الشائعات التنظيمية
بدرجة عالية من المغاالة في المعلومات وتشويهها أحيانا ً .وغالبا ً ما تتكون تلك
الشائعات عندما تحاول اإلدارة حجب المعلومات عن العاملين ألسباب معينة .ويحاول
العاملون في هذه الحالة إلى الحصول على معلومات غير دقيقة أحيانا ً أو مغرضة أحيانا ً
أخرى ويتميز هذا النوع من االتصاالت بدرجة عالية من القبول من جانب أعضاء
المنظمة .وقد يعاب عليها إحداث أضرار داخل المنظمة خاصة في الحاالت التي يتم
االعتماد فيها على بيانات غير مكتملة أو مضللة .وهناك العديد من الطرق التي تسلكها
المعلومات عن طريق االتصال غير الرسمي .وال يعني هذا أن االتصال غير الرسمي
البد أن يتم في غير أوقات العمل أو خارج التنظيم ،ولكن المقصود هو حدوث عملية
االتصاالت خارج منافذ االتصال الرسمية .غير أنه من األهمية بمكان أن نؤكد أن
االتصاالت غير الرسمية هي حتمية تنظيمية ال يمكن القضاء عليها ،ولذلك يجب على
المسئولين بالمنظمة االستفادة منها كوسيلة فعالة من وسائل االتصال .
ومن ناحية أخرى ،فإنه يمكن تقليل األثر السلبي لالتصاالت التنظيمية غير
الرسمية من خالل ضمان استمرار تدفق المعلومات التنظيمية بوضوح وصراحة داخل
المنظمة مع تشجيع العاملين على االستفسار وتشجيع المناقشة في األمور التنظيمية
ذات االهتمام المشترك.
ويذكر (هورتن )Hortonأنه في محاولة لتقليل أثر شبكة الشائعات ،قامت إحدى
المنظمات بعمل خط تليفوني لالستفسار عن الشائعات Rumor Hot Lineويقوم
133 أساسيات اإلدارة ()1
عامل التليفون باإلجابة عن أسئلة العاملين فيما يتعلق بالشائعات التي تظهر في
المنظمة .فإذا لم تتوافر لديه المعلومات الكافية عن ذلك طلب من الموظف إعادة
االتصال بعد فترة وجيزة ريثما يتمكن من الحصول على إجابة السؤال المطروح عليه.
وال تقتصر أهمية هذا األسلوب على تقليل الشائعات فقط بل تمتد فائدته إلى مساعدة
ً ()28
المسئولين على التعرف على نواحي القصور التنظيمي أيضا.
[ ]4/2دور االتصاالت في تحسين كفاءة المديرين في التوجيه:
تعتمد فعالية أي منظمة -إلى حد كبير -على مدى انفتاح وصدق وصراحة نظم
االتصال السائدة فيها .فالمرؤوسون يتبارون في نقل المعلومات السارة إلى رؤسائهم،
ولكن عندما يحدث العكس ،فال يخاطر أحد في نقل المعلومات السيئة إلى الرؤساء
بالرغم من األهمية البالغة لنقل تلك المعلومات في الوقت المناسب .وعلى الرغم من
أن الصراحة التامة بعيدة المنال ..إال أنه يمكن تعزيزها عن طريق بناء الثقة .ويكون
بناء الثقة سهالً بين األفراد ولكن األمر يختلف داخل المنظمات حيث يشكل الهيكل
التنظيمي عائقا ً طبيعيا ً بين المستويات اإلدارية المختلفة ويحول -أحيانا ً -دون ظهور
وتعزيز عوامل بناء الثقة .فالهيكل التنظيمي يحدد سلطات ونفوذ العاملين في منظمة ما
.إذ يقل النفوذ كلما اتجهنا إلى أسفل والعكس صحيح أيضاً .وكلما حظي العامل بسلطة
أقل ..كلما مال إلى الحذر في عالقاته واتصاالته .ويزداد الحذر إذ أضطر الموظف
للتعامل مع شخص يملك حق الثواب والعقاب .فالثقة تتراجع دائما ً أمام السلطة لذا فإن
أول محددات الثقة هي الحماية الذاتية .وبالرغم من أنها قد تنجح على المدى القصير،
فإن فشلها يكون أكيداً على المدى الطويل أما المحدد الثاني للثقة فهو لعبة السياسة التي
تتم داخل المنظمة .فالمنظمات شأنها شأن الكثير من العالقات االجتماعية تعتبر حلبة
للصراع يتم فيها بناء التحالفات والمواجهات بين القوى المختلفة للحصول على
المكاسب ومن أجل الهيمنة .وليس هناك أي ضمان في أن يكون المرؤوس إلى جانب
المدير في كل األحوال .لذا فعلى المدير الذي يود النجاح أن ينتهز كل فرصة لكي
يكسب ثقة مرؤوسيه .
أساسيات اإلدارة ()1 134
خالل سلسلة من التجارب والخبرات اإليجابية بين الرئيس والمرؤوس .إال أن هذه
الثقة قد تهدم في لحظة واحدة إذا ما أقدم المدير على عمل يؤدي إلى فقدان الثقة فيه .
ولكن الثقة ال تشكل ضمانا ً أكيدا للصراحة ونقل المعلومات الصحيحة للمدير .مما يلزم
المدير باالعتماد على وسائل تساعده على اإلحساس بوجود المشكالت قبل تفاقمها.
ومن المؤشرات على وجود المشكالت ما يلي:
-1قلة وصول المعلومات :وهي من أهم مظاهر بروز المشكالت ،إذ يقل تدفق
المعلومات ويحجم المرؤوسون عن التعبير عن وجهات نظرهم ويحاولون
تجنب االجتماعات ،وتبدأ التقارير في التأخر عن مواعيدها .
-2انخفاض الروح المعنوية :ومن مظاهرها غياب الحماس وروح التعاون،
وزيادة التذمر ،وكثرة غياب المرؤوسين ،والتأخير في الوصول لمكان العمل،
والتأخير في بدء العمل ،والتأخير في إنجاز المهام والتكليفات ،وسيادة
العدوانية وتبادل االتهامات .
-3غموض الرسائل الشفهية :ويأتي الغموض من العاملين الذين يحملون رسائل
أو ينقلون معلومات ال يرضون عنها أو هم غير مقتنعين بها .
-4التذمر الصامت للمرؤوسين :عن طريق اعتمادهم على مجموعة من
المؤشرات غير اللفظية باللجوء إلى لغة الجسد كاإليماءات واإلشارات باليد
أو تعبيرات الوجه .وكذلك تغير العادات والروتين اليومي للمرؤوسين .
-5مؤشرات خارجية :ومن مظاهرها ازدياد شكاوى العمالء الخارجيين -زبائن
المنظمة -والداخليين (الزمالء في إدارات وأقسام أخرى).
وعندما يالحظ المدير أحد المؤشرات السابقة فإنه يجب عليه التأكد مما يراه ،وأن
يسبر غور من حوله ،فيبدأ بتوجيه األسئلة للحصول على مزيد من المعلومات .
وتعتمد مصداقية اإلجابات على مدى ثقة المرؤوسين بالمدير .فإذا غابت الثقة وساد
الصراع بيئة العمل ،فإن المرؤوس سيبادر إلى حجب المعلومات عن الرئيس .وفي
أساسيات اإلدارة ()1 136
السيطرة .ولقد توارثوا تلك النظرية من األجيال السابقة .وفي حقيقة األمر فإن هذه
النظرية أو األسلوب في إدارة اآلخرين مبنية على أساس إذعان اآلخرين لما يصدره
المدير من أوامر وليس على أساس أن يكون هذا المدير مصدراً إللهامهم بما يجب
عليهم القيام به .وقد حققت تلك النظرية نجاحا ً ملحوظا ً لفترة من الوقت ،والسيما في
أوائل القرن العشرين ،إبان سيادة مبادئ ومفاهيم المدرسة الكالسيكية في اإلدارة .ومنذ
تلك الفترة أعتاد المديرون على تطبيق هذه النظرية للدرجة التي جعلتهم ال يقومون
بمراجعة الطريقة التي يتعاملون بها مع مرؤوسيهم ،أو حتى يقوموا باستعراض البدائل.
ويرى (ألكسندر هيام )Alexander Hiamأن الكثير من المديرين قد اعتادوا
في بيئات العمل التقليدية على معدالت متوسطة من التشجيع ودفع المرؤوسين نحو
العمل ،وبالتالي أصبحت تلك الطريقة فرضا ً عليهم .ومع مرور الوقت ،فإن المديرين
يقومون بوضع متوسط للتوقعات المنتظرة من العاملين .وقد يقوم العاملون باالستجابة
لتلك التوقعات بشكل أو بآخر ،ومن ثم فإن كل شيء يبدو طبيعيا ً وال توجد أي مشكلة.
(وإذا سألت أي مدير أو أي رئيس قسم عن أحوال العمل في إدارته أو قسمه ،فإنه
سوف يجيبك مباشرة ،حسنا ً كل األمور على ما يرام !) .ولكن لو أمعنا النظر في
عملية التشجيع ،فسوف نتفق جميعا ً في أنه ال يمكن االستمرار في الوضع الراهن إذ
إنه ليس جيداً على اإلطالق ،وذلك ألن باستطاعة األفراد العمل من خالل مستويات
تشجيع أعلى كما أنهم قادرون على أداء العمل بمستويات أفضل مما نراه حاليا ً في
معظم بيئات العمل .
إن معظم األفراد يؤدون أعمالهم بمستوى أقل بكثير مما تسمح به إمكاناتهم وهذا
الموضوع ال يمثل نوعا ً من التحدي لمدير معين بمفرده ،إذ أن كل مدير يشعر
باإلمكانات الكامنة داخل مرؤوسيه والتي من الممكن أن يتم رفع النقاب عنها إذا ما تم
()29
توظيف الحوافز الفعالة التي تشجعهم على العمل .
[ ]1/3ماهية التحفيز:
يقصد بالتحفيز كافة الجهود التي تبذلها اإلدارة لخلق اتجاه إيجابي لدى العاملين
أساسيات اإلدارة ()1 138
تدبير المال الالزم لشراء شيء معين يحتاجون إليه ،وبمجرد تجميع هذا المال يتركون
العمل عائدين إلى حياتهم البسيطة غير المعقدة في الريف .وثمة أفراد آخرين يبدو
أنهم مدفوعون برغبة ال تشبع ،من أجل كل األشياء الجميلة في الحياة ،وهم على
استعداد للعمل ساعات طويلة ،وشاقة ،لكي يحققوا رغباتهم غير العادية ،والبعض
اآلخر يبدو كسوالً وغير مهتم ،ويحاولون تحقيق رغباتهم من خالل أحالم اليقظة .وال
شك أن اهتمام اإلدارة يتركز في المجموعة األولى -هؤالء الذين لهم القدرة والرغبة
في العمل من أجل تحقيق الثروة ،إنهم مدفوعون ذاتيا ً للعمل ،ولكن هذه الدوافع يمكن
توجيهها من خالل نظم الحوافز بما يحقق أهداف اإلدارة .
[ ]3/3دور المديرين في عملية التحفيز:
يمكن لإلدارة أن تسهم في مساعدة األفراد على أن يساعدوا أنفسهم في العمل من
خالل المجاالت الرئيسية اآلتية:
إعادة تعريف وتحديد دور الفرد بواسطة اإلدارة مع توضيح مصدر وطبيعة
السلطة التي يتمتع بها ،والطريقة التي يتوقع أن يمارس بها هذه السلطة.
تكبير األعمال المحدودة ،والمتخصصة لتشمل المشاركة في تحديد األهداف
والتخطيط والتقويم ،باإلضافة إلى أداء العمل ذاته.
السماح بإشراك األفراد في تحديد األهداف ،وحل المشكالت .وهذا األسلوب يتطلب
التفرقة السليمة عند كل مستوى تنظيمي بين تلك المشكالت التي يمكن حلها
بالمشاركة بين األفراد والمشكالت التي ال تحل إال بمعرفة الخبراء والمتخصصين.
استخدام الالمركزية ،وتفويض السلطة إلى أقصى حد لتسهيل اإلدارة
بالمشاركة ،ولتجنب المشكالت الناجمة عن كبر حجم التنظيم.
تحديد أهداف التنظيم في ضوء وظيفته االجتماعية بشكل يجذب انتباه كل
العاملين ،ويستقطب والءهم ،وطاقاتهم على التخيل واالبتكار ،وكذلك والء كل
المتعاملين مع المنظمة سواء كانوا (العمالء ،المالك ،الموردين ،الموزعين،
()31
البنوك ...،الخ).
141 أساسيات اإلدارة ()1
-وظيفة التوجيه هي التي تلك الوظيفة التي يمارسها المدير أثناء التنفيذ الفعلي
لألعمال بهدف التحقق من أن ما تم تخطيطه وما تم تنظيمه يطبق فعالً وبشكل
دقيق في الواقع العملي.
-يقصد بالتوجيه كافة األعمال التي يمارسها المدير أثناء تنفيذ المرؤوسين
ألعمالهم بهدف تعريفهم وتوجيههم ،وتشجيعهم على أداء أعمالهم بكفاءة من أجل
تحقيق األهداف .
-يهدف المدير من ممارسة وظيفة التوجيه إلى مساعدة المرؤوسين في التغلب
على كافة المشاكل التي تواجههم .
-تتمثل عناصر وظيفة التوجيه في ثالثة عناصر هي (القيادة واالتصاالت
والتحفيز) .
-يختلف علماء النفس واإلدارة واالجتماع على جوهر القيادة.
-توجد ثالثة نظريات للقيادة .
-توجد أنماط مختلفة من القادة .
-توجد مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى إتباع نمط قيادي معين دون آخر.
-تمثل االتصاالت الجهاز العصبي داخل أي تجمع بشري ،فهي تمده بالبيانات
والمعلومات والفهم ،وكلها أشياء ضرورية لتحقيق اإلنتاجية وزيادة الروح
المعنوية للعاملين في المنظمة.
-إن عملية تنمية والمحافظة على نظام اتصال فعال تعد هي وظيفة المدير األولى
في أي منشأة أعمال.
-توجد نوعين من االتصاالت هما (االتصاالت الرسمية واالتصاالت غير
الرسمية).
أساسيات اإلدارة ()1 142
-يقصد بالتحفيز كافة الجهود التي تبذلها اإلدارة لخلق اتجاه إيجابي لدى العاملين
لكي يخضعون أهدافهم الشخصية ألهداف التنظيم .
-يمكننا أن نميز بين نوعين من الحوافز هما (الحوافز المادية والحوافز المعنوية).
-يمكن لإلدارة أن تسهم في مساعدة األفراد على أن يساعدوا أنفسهم في العمل من
خالل مجموعة من المجاالت الرئيسية .
143 أساسيات اإلدارة ()1
الوحدة السابعة
وظيفة الرقـــابة
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1فهم طبيعة وظيفة الرقابة .
-2فهم األنواع المختلفة من الرقابة .
-3التعرف على وسائل الرقابة .
-4التعرف على مبادئ الرقابة .
-5فهم طبيعة التكامل بين وظيفة الرقابة والوظائف اإلدارية األخرى .
العناصر:
(مفهوم الرقابة /وضع المعايير الرقابية /قياس األداء الفعلي /مقارنة األداء
الفعلي بالمعايير واكتشاف االنحرافات /تصحيح االنحرافات غير العادية /أنواع
الرقابة /وسائل الرقابة /مبادئ الرقابة /التكامل بين الرقابة والوظائف اإلدارية
األخرى) .
مقدمة:
نتناول في هذه الوحدة الدراسية وظيفة الرقابة كآخر حلقة من حلقات وظائف
المدير .وال يجب أن تعتقد عزيزي القارئ أن تأخير مناقشة وظيفة الرقابة يعني أنها
وظيفة أقل أهمية ،وإنما ألنها تؤثر وتتأثر بكافة الوظائف اإلدارية األخرى (تخطيط
وتنظيم وتوجيه) .
ولألسف اعتاد الكثيرون من الممارسين للعمل اإلداري على إساءة استخدام وظيفة
الرقابة؛ حيث يعتبرونها وسيلة لكشف عيوب وأخطاء البشر ،ووسيلة يستطيعون من
خاللها إيقاع األذى بهم ومعاقبتهم .وهذا االعتقاد تتبرأ منه وظيفة الرقابة ،وال ينسجم مع
أساسيات اإلدارة ()1 146
أهدافها ومبادئها .ومن أجل تصحيح مثل هذه االعتقادات الخاطئة ،فلقد خصصنا هذا
الفصل للتعرف على المفهوم الحقيقي للرقابة ،ومناقشة أهدافها وأنواعها المختلفة ،ثم
استعراض مبادئها ،وأخيراً مناقشة معايير الرقابة الفعالة.
أوال -مفهوم الرقابة :
يعتبر مفهوم الرقابة من المفاهيم اإلدارية القليلة التي اتفق غالبية الكتاب
والممارسين على صياغتها .فعندما تبحث في كافة المراجع والدوريات اإلدارية
ستلحظ أن مفهوم الرقابة ال يخرج عن:
" تشمل الرقابة كافة األنشطة التي يمارسها المدير من أجل التحقق من أن النتائج
الفعلية تتطابق مع الخطط والمعايير المحددة سلفاً ،وتحديد االنحرافات بنوعيها الموجبة
والسالبة والعمل على تصحيحيها ".
وفي ضوء هذا التعريف ،يمكن استخالص نتيجتين أساسيتين:
-1الغرض النهائي من الرقابة هو تحقيق التوازن المطلوب بين األداء والمعايير
المحددة.
-2تتكون الرقابة من أربع مراحل متتابعة ومتكاملة مع بعضها البعض ،وهذه
المراحل هي:
1/2وضع المعايير الرقابية .
2/2قياس األداء الفعلي.
3/2مقارنة األداء الفعلي باألداء المخطط (المعايير) واكتشاف االنحرافات .
4/2تصحيح االنحرافات غير العادية.
وتعتبر خطوات عملية الرقابة خطوات واحدة في كل أنظمة الرقابة مهما اختلفت
نوعية المنشأة والمجاالت الرقابية .وبالتالي فالفرق بين منشأة وأخرى يحدث في درجة
الكفاءة في أداء كل مرحلة أو درجة آليتها .وال شك أن خطوات عملية الرقابة تعبر
147 أساسيات اإلدارة ()1
عن دورة متكاملة ،تبدأ من وضع المعايير ،ثم تسجيل األداء الفعلي ،ثم المقارنة
والتقييم وتحديد االنحرافات وتحليلها التخاذ اإلجراء التصحيحي المناسب لمعالجة
االنحرافات غير العادية منها .وترتبط عملية التصحيح بالتعديل سواء لسلوك األداء أو
المعايير المحددة طبقا ً ألسباب االنحراف.
إن إظهار طبيعة كل مرحلة من مراحل العملية الرقابية تتطلب منا توضيح بعض
الجوانب األساسية لكل منها كما يلي:
-1وضع المعايير الرقابية:
تعتبر هذه المرحلة من أولى الخطوات الرئيسية لدورة الرقابة ،بل تعتبر األساس
لفاعلية الرقابة خصوصا ً أن المعايير ما هي إال خطط تصف ما يجب أن يؤدى أو
يحدث ،وتستخدم في عملية مقارنة الفعلي والتقييم وتحديد االنحرافات .إن وضع
معايير األداء ليست بالمهمة السهلة لحاجاتها إلى إدراك حقيقي لبيئة العمل الفعلية،
وحتى تصمم بما يجعلها مناسبة للواقع بحيث ال تكون سهلة الوصول إليها بشكل ال
تدفع األفراد إلى بذل المزيد من الجهد .كما أنها يجب أن ال تكون مبالغ فيها مما يؤدي
إلى تعذر الوصول إليها مما ينعكس في النهاية على انخفاض معنوياتهم .
ومن المعروف أن أي تنظيم يحوي بين جنابته مجموعة من األنشطة المتباينة في
طبيعتها ونوعياتها ،ومن الطبيعي أن يؤثر هذا االختالف على المعايير المناسبة لها
ونوعياتها ،ويمكن تقسيم المعايير إلى نوعين رئيسيين هما:
[ ]1/1المعايير المادية الملموسة :وتمثل هذه المعايير معيار الوقت ،والتكلفة،
والجودة ،والوحدة ،والعائد .وتعتبر هذه المعايير من أكثر أنواع المعايير استخداما في
الواقع العملي نظراً لدقتها وسهولة تحديدها .ولكن المشكلة أن بعض األنشطة يصعب
قياسها كميا ً مما يستلزم االلتجاء إلى المعايير غير الملموسة (النوعية) وقد تستخدم
المعايير الكمية في أغراض الرقابة فقط ،وقد يرتبط بها أنظمة أخرى مثل أنظمة ربط
األجر باإلنتاج وحوافز ومكافآت العاملين .إن وجود هذه الحالة األخيرة تؤدي إلى تعقد
المشكلة أكثر مما لو استخدمت لألغراض الرقابية فقط .واألمثلة للمعايير الكمية
أساسيات اإلدارة ()1 148
كثيرة ،فمثالً يوجد معيار الوقت ويرتبط بتحديد الزمن الالزم لألداء مثل معدل إنتاج
اآللة أو العامل في الساعة ،أو الوقت الالزم إلنتاج الوحدة ،أو الوقت الالزم لتنفيذ
أوامر اإلنتاج أو مراحل اإلنتاج .أما معيار التكلفة يعتبر من المعايير الكمية الشائعة
االستخدام الفعلي مثل :تكلفة الوحدة المنتجة ،وتكلفة المبيعات ،وتكلفة العمالة أو
الخامات أو التعبئة أو النقل .كما يوجد معيار الجودة الذي يستخدم في مجال اإلنتاج
لتحديد مواصفات المنتج والذي على أساسه يتم الفحص ومراقبة الجودة .بينما معيار
الوحدة يستخدم في مجاالت متعددة مثل :اإلنتاج والمبيعات والشراء والتخزين مثل:
الطن ،والكيلو جرام ،والمتر ،واللتر .بجانب هذه المعايير يوجد معيار العائد مثل
مجمل الربح وصافي الربح ،والعائد على االستثمار ،ومعايير رأس المال التي تستخدم
في الحكم على كفاءة االستثمار والمركز المالي للمنشأة .
معنى ذلك أن المعايير المادية تحظى بقبول منشآت األعمال لسهولة تحديدها
ودقتها مقارنة بالمعايير غير الملموسة.
[ ]2/1المعايير غير الملموسة :وتمثل درجة الرضا عن العمل ،والروح
المعنوية ،والعالقة مع العاملين أو المجتمع .ورغم الطبيعة غير المحددة لهذه المعايير
وصعوبة تحديدها ،إال أنه يجب أخذها في الحسبان ألجل فعالية الرقابة طالما أن
الجوانب والمجاالت التي تغطيها لها تأثير واضح المعالم على مدى تحقيق أهداف
المنشأة الرئيسية .
-2قياس األداء الفعلي:
تتعلق هذه المرحلة بتسجيل وقياس األداء الفعلي .وتتوقف فعالية هذه الخطوة
على وجود نظام متطور للمعلومات يوفر التغذية العكسية عن نتائج التنفيذ ،ويتيح
تسجيل التفصيالت التي تساعد في تحليل االنحرافات بدقة .إال أن عملية التسجيل
التفصيلي تحتاج إلى تكلفة كبيرة وتستغرق وق ًتا طويالً خصوصا ً إذا ما تم االعتماد
على النظام اليدوي في تسجيل المعلومات .كما أن كثرة التفصيالت قد تعطي انطباعا
سيئا ً لدى المنفذين أو تعرقل تدفق العمل .وعموما ً األمر يحتاج إلى موازنة دقيقة بين
149 أساسيات اإلدارة ()1
الرقابة هو تحقيق التوازن المطلوب بين األداء والمعايير المحددة .ويرتبط نشاط
التصحيح بثالثة أشكال رئيسية إما عدم التغيير أو التعديل في األداء أو المعايير ،أو
تعديل في سلوك األداء الفعلي ،أو تعديل المعايير أو الخطط الموضوعة .ومن الطبيعي
أن أداء أي شكل من هذه األشكال الثالثة يتوقف بالدرجة األولى على طبيعة ونوعية
االنحراف ودرجة حدوثه .فمثالً إذا أظهرت عملية المقارنة والتقييم وجود انحراف
ولكن هذا االنحراف بسيط وال يؤثر على درجة تحقيق الهدف المحدد فهذا يعني إتباع
الشكل األول وهو عدم تعديل في األداء أو المعايير .أما إذا أظهر أن االنحراف يتجاوز
الحدود المعيارية المسموح بها ،فهذا يعني أن االنحراف غير عادي لتأثيره على مدى
تحقيق الهدف المحدد ،وبالتالي يتم البحث والدراسة عن طبيعة هذا االنحراف حتى
يمكن اتخاذ اإلجراء التصحيحي المناسب.
وتتعلق عملية البحث والدراسة لالنحراف غير العادي بجوانب متعددة تحدد
نوعية االنحراف واألسباب والعوامل المؤدية إليه ،والتي قد تكون راجعة لقصور في
التنفيذ أو التخطيط ،فإذا ما تبين أن السبب الرئيسي لظهوره يرجع لوجود عقبات في
التنفيذ أدت إلى عدم وصول األداء الفعلي لمستوى المعايير المحددة ،في هذه الحالة
يكون اإلجراء التصحيحي متعلق بتعديل سلوك األداء بما يحقق التوازن المطلوب .أما
في حالة ما إذا كان االنحراف راجعا ً لتغير الظروف واالفتراضات التي بنيت عليها
الخطة وحددت على أساسها المعايير ،في هذه الحالة يكون اإلجراء التصحيح مرتبط
بتعليق بتعديل المعايير الموضوعة وتصحيح مسارات التخطيط.
معنى ذلك أن نشاط التصحيح يرتبط أساسا ً بوجود االنحرافات التي تتجاوز
الحدود المسموح بها ،وقد تكون هذه االنحرافات لعوامل راجعة لظروف التنفيذ أو
التخطيط مما يتطلب تعديل األداء أو المعايير .ويمكن القول أن تعديل المعايير أمر
صعب ،ولكن في نفس الوقت من الضروري تعديلها إذا ما تغيرت الظروف التي
أعدت على أساسها حتى يمكن للمنفذين االلتزام بها ،وحتى تتحقق الفعالية المرجوة من
تحديدها.
151 أساسيات اإلدارة ()1
إن نشاط التصحيح ليس باألمر السهل ،ويتطلب وع ًيا وإدراكا ً من المدير،
ويحتاج إلى سرعة التغذية العكسية حتى يمكن اكتشاف االنحرافات بسرعة ،وإجراء
عملية التصحيح في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم األخطاء أو يتعود المنفذين على
وجودها مما يؤدي إلى صعوبة العالج أو تعذره في بعض الحاالت .كما يجب إمداد
المنفذين بالوسائل واألدوات التي تعاونهم في التعرف أوالً بأول على موقف أدائهم
وقت حدوثه ،والكيفية التي بموجبها يتم تصحيحه في حالة عدم توازنه مع مستوى
األداء المرغوب.
وتعد خطوة تصحيح االنحرافات هي خطوة ضرورية لتحقيق إيجابية الرقابة،
كما أن فعالية أدائها تؤدي إلى جدوى المراحل السابقة ألنه ال قيمة من دقة وضع
المعايير وسرعة التسجيل والقياس والمقارنة والتقييم إذا لم تعقبها عملية التصحيح
المناسبة .
بجانب ما تقدم يجب أن نشير أنه يصعب اتخاذ اإلجراء التصحيحي تجاه كل
االنحرافات في الواقع العملي طالما أن بعض االنحرافات وجودها ال يؤثر على درجة
الكفاءة في تحقيق الهدف .بل تعتبر ضرورة ألجل توفير المرونة في التنفيذ وتحقيق
اقتصادية الرقابة .إن هذه الحالة تفرض ضرورة أن يتضمن المعيار حدود لالختالف
المسموح به ،ومن الطبيعي أن هذا المدى يتوقف على أهمية األداء وتكلفة االنحراف
والرقابة .إن إتباع المدير لهذا المبدأ الذي يطلق عليه مبدأ االستثناء عند تعامله مع
االنحرافات يجعله يركز على االنحرافات غير العادية أي الشاذة والتي تحد من إمكانية بلوغ
األهداف المحددة بدالً من تشتيت جهده في تحليل كافة االنحرافات كما أن هذا المبدأ يعاون
في خفض تكلفة االنحرافات التي تكون محل الرقابة والتصحيح طبقا ً لمبدأ االستثناء.
()38
مالحظ فإن تحديد نوع الرقابة يتم بنا ًء على الوقت الذي تمارس فيه بالنسبة لألداء .
وسنقوم فيما يلي بمناقشة هذه األنواع من الرقابة اإلدارية:
-1الرقابة المسبقة :تعبر الرقابة المسبقة عن عمليات الرقابة التي تتم قبل
األداء .وهنا تقوم اإلدارة بإيجاد سياسات ،وإجراءات وقواعد تهدف إلى منع
أنماط السلوك والتي يمكن أن يترتب عليها حدوث أخطاء في األداء أو
انحرافات .وعلى سبيل المثال ففي أحد متاجر األقسام قد يجد المدير أن عدم
انتباه البائع للعميل من الممكن أن يترتب عليه زيادة في مردودات المبيعات
كنتيجة الكتشاف العميل عدم مالئمة المنتج لرغباته ،وهنا فقد يصدر المدير
قاعدة أو أمر بحيث يمنع رجال البيع من الحديث مع بعضهم البعض أثناء
عمليات البيع .ويترتب على ذلك انتباه رجل البيع تماما ً لطلبات العميل ومن
ثم ال تحدث مردودات المبيعات بشكل يمثل مشكلة .مثل هذه القاعدة تعبر عن
عملية رقابة إدارية مسبقة تهدف إلى توقع المشاكل قبل حدوثها ومن ثم اتخاذ
اإلجراءات الالزمة لمنع حدوثها .
-2الرقابة المصاحبة :يمارس هذا النوع من الرقابة أثناء األداء .وقد يطلق عليها
متابعة .فعلى سبيل المثال يعد التأكد من وجود الموظف في مكان عمله أثناء
فترة العمل ،أو أن اآللة تعمل طبقا ً للقياسات الخاصة بها ،أو أن مستوى
نظافة مكان العمل مالئمة .كل هذه تمثل عمليات رقابة مصاحبة لألداء
وتتطلب عمليات متابعة مستمرة من قبل اإلدارة في مكان العمل.
-3الرقابة الالحقة :تركز هذه الرقابة على قياس األداء بعد التنفيذ الفعلي
للعمل ،حيث يقوم المدير بدراسة وفحص نتائج األداء التي تمت بالفعل خالل
فترة زمنية سابقة .وقد يتم هذا الفحص لجانب واحد محدد أو قد يتناول جميع
الجوانب الخاصة باألداء التنظيمي .وعلى سبيل المثال ،فقد يقوم المدير
بفحص وضع المخزون خالل فترة زمنية سابقة لمعرفة المستويات المختلفة
للمخزون التي أتبعتها المنشأة وما إذا كانت سليمة أم ال .وقد يتناول فحص
153 أساسيات اإلدارة ()1
كلي من خالل دراسة تاريخية للعائد على االستثمار والعوامل المشتركة في
تحقيقه.
ثالثا ً -وسائل الرقابة:
إن وظائف الرقابة ال تنفذ نفسها وإنما تمارس عن طريق وسائل أو الناس .ولعل
أبسط وسيلة للرقابة هي المالحظة الشخصية ،إذ يستطيع المدير عن طريق مالحظة
عمل المجموعة أن يحدد مثالً ما إذا كان هناك تقدم أم ال يتفق مع المستوى المطلوب،
وتحديد اإلجراء التصحيحي الذي ينبغي اتخاذه إذا لم تكن النتيجة مرضية ،لكن من
الواضح أن المالحظة الشخصية محدودة بمقدرة المدير على التواجد شخصيا ً ليرى ما
يجرى .و يستطيع المدير مراجعة السجالت لمعرفة ما يجرى داخل إدارته ،أو قد
يحصل على تقارير ملخصة ترسل إلى مكتبة ،وبهذه الطريقة يستطيع المدير اإلحاطة
بعمل المنظمة المنتشر في مساحة واسعة .ويمكن استخدام وسائل مساعدة متنوعة
كالتليفون أو الكمبيوتر أو الخرائط بأنواعها لإلسراع في نقل التقارير والسجالت.
وترتبط مجموعة أخرى من وسائل الرقابة باالتصاالت بين األشخاص ،فيستطيع
المدير تحسين رقابته عن طريق االستخدام المناسب لألوامر والتعليمات ،ويمكن تزويد
المرؤوسين بالتوجيه الالزم لكي يطابق عملهم مع الخطط المرغوبة شفهيا ً أو عن
طريق التوجيهات والسياسات ،ويمكن زيادة فعالية هذه الوسائل باستخدام طرق حفز
أو إجراءات تأديبية مناسبة ،أي أن هناك نواح تتصل بالعالقات اإلنسانية بالنسبة
للرقابة بجانب النواحي الميكانيكية الخالصة ،وفي الحقيقة يمكن تقليل مقدار اهتمام
المدير والحاجة إلى النقل الميكانيكي للمعلومات بالقدر الذي يسمح به تدريب
المرؤوسين وحفزهم طبقا ً للخطط المرغوبة .
ويجب أن تؤدى الرقابة في تتابع فعال ،وهذا التتابع ال ينبغي أن يؤدي فقط إلى
ربط وظائف الرقابة معا ً ،ولكن ربطها بطريقة صحيحة بنواحي النشاط المطلوب
مراقبتها ،ويجب أن تسند وظائف الرقابة باألسلوب نفسه إلى وحدات تنظيمية مرتبطة
ببعضها جيداً ،وبهذا الشكل فإن مسئولية ممارسة وظائف الرقابة تحدد دون ثغرات في
أساسيات اإلدارة ()1 154
()41
السلطة الخاصة بالرقابة أو التداخل في تلك السلطة .
رابعا ً -مبادئ الرقابة :
تتوقف فعالية الرقابة على وجود نظام رقابي سليم يتالءم مع ظروف العمل،
ويتكامل مع التنظيم ،ويحقق االقتصادية في األداء ويعاون في كشف وتصحيح
االنحرافات في الوقت المناسب .إن التصميم السليم لهذا النظام يتطلب مراعاة كافة
األسس واالعتبارات والعوامل المؤثرة .وبالرغم من عمومية هذه المبادئ إال أن
االختيار منها بما يالءم طبيعة وظروف المنشأة يعتمد بالدرجة األولى على مهارة
وكفاءة المصمم .كما أن المبادئ ال تقف عند حدود تصميم النظام فقط بل تتجاوز ذلك
لتغطي أداء العملية الرقابية بما يحقق فعالية التطبيق .وفي ضوء هذا المفهوم سوف
نتناول أهم المبادئ واالعتبارات الالزمة إليجابية الرقابة على الوجه اآلتي:
- 1مبدأ المالءمة:
يعبر هذا المبدأ عن أهمية أن يكون النظام الرقابي انعكاسا لطبيعة نشاط المنشاة،
ومتالئما ً مع طبيعة التنظيم وأهدافه .وهذا يعني أن النظام الرقابي يختلف باختالف
نوعية المنشأة .وحتى بالنسبة للمنشأة الواحدة يتباين طبقا ً لمراحل تطورها وطبيعة
الظروف والمناخ التي تعمل فيه .فمثالً النظام الرقابي في منشأة صناعية قد يختلف
عن النظام في منشأة تجارية أو خدمات ،كذلك يختلف النظام طبقا ً لمراحل تطور
المنشأة الواحدة فإذا كانت المنشأة صغيرة الحجم فقد يالئمها نظام رقابي بسيط ويحقق
الفعالية المرجوة ،ولكن بعد نموها وازدياد حجمها قد يصبح هذا النظام قاصراً ،مما
يتطلب نظاما ً أكثر تطوراً وتعقيداً ومدعما ً باألساليب الرقابية المتقدمة مع االستعانة
باآلالت الحديثة .أيضا ً نجد المنشأة التي تتعامل في نطاق جغرافي محدود قد يالئمها
نظام يختلف عن النظام الرقابي المناسب لمنشأة تتعامل في عدة مناطق جغرافية
وتعمل في السوق المحلي والسوق الخارجي في الوقت نفسه.
إن النظام الرقابي الشامل للمنشأة يضم أنظمة فرعية تحقق كل منها هدف معين،
وإنجاز هذه األهداف بكفاءة يؤدي إلى تحقيق الهدف الرئيسي للنظام الشامل .إن هذه
155 أساسيات اإلدارة ()1
الحالة تفرض ضرورة تناسق األنشطة الفرعية مع بعضها البعض ،والتي تكون في
مجموعها النظام الشامل ،ولكمن التناسق ال يعني التماثل بينها فمثالً نظام رقابة الجودة،
يختلف بالضرورة عن نظام مراقبة المخزون أو مراقبة المبيعات أو الرقابة المالية .
ويرتبط بهذا المبدأ أيضا ً ضرورة أن يتالءم النظام مع كل مستوى من المستويات
اإلدارية التي يخدمها ويعاونها في مهمة الرقابة ،ومن الطبيعي أن تختلف المعلومات
الرقابية التي تحتاجها اإلدارة العليا عن التي تحتاجها اإلدارة المتوسطة أو المباشرة .
إن فعالية النظام الرقابي تفرض أن يرتبط باألهداف الرئيسية التي تسعى إلى
تحقيقها المنشأة .ولكن مراعاة ذلك عمليا ً يتطلب من مصمم النظام أن يقوم بدراسة
األهداف طالما أن التنظيم يضم شبكة معقدة من األهداف التي يصعب أن يغطيها
النظام الرقابي .بل محاولة تغطيتها كاملة بالرغم أن ذلك يمثل افتراضا َ نظريا ً بحتا ً
يؤدي إلى تعقيد النظام وارتفاع تكلفته والتي قد تتعارض مع مبدأ االقتصادية الواجب
مراعاته أيضا ً ،ولذلك يجب أن يقوم بدراسة األهداف لتحديد أكثر األهداف تأثيراً على
التنظيم ككل ،وفي ضوء هذا التحديد يتم تصميم النظام ،إن هذا المنهج يجعل النظام
يتفادى إغفال أهداف رئيسية أو يركز على أهداف فرعية فقط .توجد أمثلة كثيرة في
الواقع العملي تبرز هذه النقطة فمثالً في شركات األدوية يكون هدف الجودة ذو أهمية
كبيرة في بقاء واستمرارية المنشأة ،ولذلك نجد نظام الرقابة يركز على هذا الهدف
بالدرجة األولى ،وكذلك الرقابة على وزن الطائرة في شركة الطيران ،وسرعة أداء
الخدمة في البنوك ،وتدعيم الثقة بين البنك وعمالئه ... ،الخ .
-2مبدأ التكامل:
يرتبط هذا المبدأ بعملية التكامل بين النظام الرقابي والتنظيم باعتباره يمثل النظام
الشامل للمنشأة .إن أهمية التكامل ترجع بسبب أن نظام الرقابة يمثل نظاما ً فرعيا ً من
النظام الشامل للمنشأة ،وبالتالي يجب أن يرتبط بالهدف الرئيسي للنظام الشامل،
ويتكامل مع األنظمة الفرعية األخرى بما يحقق التفاعل المطلوب بين أجزاء النظام
ويتطلب تكامل نظام الرقابة مع التنظيم أن يراعى عند تحديد مراكز المسئولية
أساسيات اإلدارة ()1 156
عن النتائج أن تكون هي نفسها مراكز اتخاذ القرار في التنظيم ،وهذا يعني أن يكون
كل مدير يمثل مركز مسئولية في نظام الرقابة ،وأن تتوفر لهم السلطات في التحكم في
المدخالت والتي على ضوئها يتم محاسبتهم عن المخرجات .كذلك يراعى أن يكون
هناك معايير دقيقة تسمح بدقة القياس والمقارنة للنتائج لكل مركز مسئولية والتي على
ضوئها يتم المحاسبة والمسائلة .وأن يتم انسياب المعلومات الرقابية من خالل خطوط
االتصال في التنظيم ،وتتدفق بالسرعة التي تمكن متخذ القرار بالتصحيح في الوقت
المناسب.
إن تحقيق هذه االعتبارات في الواقع العملي ليس باألمر السهل ويحتاج إلى
مهارة وخبرة من المصمم حتى يحقق التكامل المطلوب ،وفي الوقت نفسه من
الضروري أن تتم لفعالية النظام.
-3مبدأ االقتصادية:
يعد شرط االقتصادية مبدأ حيو ًيا عند بناء كافة األنظمة ،وهو أمر جوهري عند
وضع نظام الرقابة لتحديده لنطاق الرقابة والمجاالت الواجب تغطيتها ،ودرجة المرونة
المناسبة في األداء .ويقصد باالقتصادية أن يكون العائد الناجم من الرقابة يفوق تكلفة
النظام الرقابي ،وبالرغم من بساطة فكرة هذا المبدأ إال أن توفيره في نظام الرقابة أمر
غاية في الصعوبة لظهور عقبات في عملية تحديد العائد في كثير من الحاالت ،وتحديد
نطاق ومجاالت الرقابة الرتباطها بمناخ العمل ،والذي يحكمه عديد من العوامل
والمتغيرات سواء داخلية أو خارجية .ويحتاج مراجعة هذا المبدأ من المصمم دراسة
كافة األنشطة التي تمارسها المنشأة وعالقتها باألهداف الرئيسية المرجوة .وتحديد
النتائج واألضرار المترتبة على الخطأ في ممارستها ،وأثرها على درجة تحقيق
األهداف العامة .ويترتب على هذه الدراسة تحديد المصمم الجوانب واألنشطة
اإلستراتيجية التي تكون محل اهتمام النظام ومحور تركيزه ،والنقاط األخرى التي ال
تحتاج إلى هذا العمق في الرقابة ،والجوانب الممكن التغاضي عن مراقبتها لعدم
خطورتها ،أو أن تكلفة مراقبتها تتجاوز تكلفة المخاطر الناجمة من الخطأ في أدائها .
157 أساسيات اإلدارة ()1
كذلك يترتب على هذه الدراسة أيضا ً تحديد المدى الذي يكون فيه االنحراف
مقبوالً ،وبالتالي ال يخضع للدراسة والتحليل تفاديا ً للوقت والجهود وما يرتبط بهما من
تكلفة دون مبرر .إن توفير الدقة والموضوعية في هذه الدراسة تتطلب استعانة
المصمم باألساليب العلمية المتطورة التي تساعده في تحديد نطاق الرقابة على أسس
سليمة.
وتتعقد مهمة المصمم في الواقع الفعلي عند محافظته على شرط االقتصادية
بسبب أن أهداف المشروع في حالة تغير مستمر ،وهذا يؤدي إلى أن النشاط الهام اليوم
قد ال يكون بنفس األهمية في الغد ،وهذا يلقي عبئا ً جديداً عليه بضرورة المراجعة
المستمرة للعوامل اإلستراتيجية وتعديلها إذا ما تغيرت الظروف والتي تستدعي ذلك .
-4مبدأ االستثناء:
يرتبط هذا المبدأ بشرط االقتصادية السابق تناوله ،وبالتالي يترتب على مراعاة
هذا المبدأ في النظام الرقابي تحقيق مبدأ االقتصادية وفي الوقت نفسه توفير مرونة
األداء التي تسمح بتدفق العمل وانتظامه وتخفيف اآلثار السلبية والتي تؤدي إلى رد
فعل سيء المدى المنفذين في التنظيم .ويعبر هذا المبدأ على ضرورة الرقابة باالستثناء
طالما من الصعب مراقبة كل شيء في التنظيم .ولذلك يتم التركيز في الرقابة على
النشطة والمجاالت التي تكون أكثر تأثيراً على المنظمة ككل ،كذلك التركيز على
االنحرافات الشاذة عند عملية التصحيح ،وبالتالي ال داعي لتناول االنحرافات العادية
التي تربط بطبيعة األداء وليس لها آثار سلبية على درجة تحقيق األهداف المحددة .
يحقق تطبيق هذا المبدأ فوائد عديدة تنعكس على فعالية الرقابة واقتصاديتها
وبساطة ووضوح النظام ،وفي الوقت نفسه تتوفر المرونة في األداء ،وتقل جوانب
السلوك السلبية من المنفذين تجاه النظام ،باإلضافة إلى إتاحة الوقت للمدير للتركيز
على المسائل الحيوية بدالً من إغراقه في تفصيالت ال جدوى من أن يتناولها بنفسه .
أساسيات اإلدارة ()1 158
إن توفير ذلك يحتاج إلى نظام متطور للمعلومات يحقق سرعة التغذية العكسية،
ويوفر المعلومات الرقابية بشكل متكامل ،وأن تتيح هذه المعلومات لمتخذ القرار سرعة
اتخاذ اإلجراءات المناسبة لتحقيق التوازن المطلوب ،ومن الطبيعي أن تحقيق ذلك
يتطلب االستعانة باآلالت الحديثة التي تسهل عملية التسجيل لألداء الفعلي ،وتعاون في
عملية المقارنة والتحليل ،مع ضرورة وجود إجراءات نظامية تحدد أساليب االتصال
ووقت حدوثه ،ونوعية وأشكال التقارير ووقت تقديمها إلى متخذي القرارات .
-7مبدأ المرونة:
يعتبر هذا المبدأ من المبادئ العامة الواجب مراعاتها عند تصميم كافة األنظمة
وتزداد أهميته عند تصميم نظام الرقابة .ويعبر هذا المبدأ عن قدرة النظام الرقابي في
مواجه ة التغيرات المتوقعة الحدوث دون أن يكون هناك حاجة إلى إجراء تعديل
جوهري في النظام .ولكن يجب أن يكون واضحا ً أن المرونة لها حدود معينة ،وبالتالي
يجب تحديدها بدقة بما يوفر سرعة تكيف النظام مع األحداث المستجدة دون أن يفقد
االستقرار الالزم لفعاليته وبقائه.
-8مبدأ االعتبارات اإلنسانية:
يترتب على الرقابة آثار على العاملين في التنظيم ،وتتباين هذه اآلثار من إيجابية أو
محايدة أو سلبية ،إن التصميم السليم للنظام يعني زيادة اآلثار اإليجابية وتقليل اآلثار
السلبية إلى أقل حد ممكن .ولكن توفير ذلك في الواقع الفعلي أمر بالغ الصعوبة لوجود
مقاومة طبيعية من المنفذين تجاه أنظمة الرقابة لنظرتهم إليها على أنها وسائل ضغط في
يد المدير عليهم .إن تخفيف هذه اآلثار السلبية يحتاج من المصمم دراسة دقيقة لكافة
العوامل التي تخلق هذه الحالة ،ثم وضع األسس واألساليب التي تحد من تأثيرها .ومن
بين هذه األساليب إشراك المنفذين في وضع المعايير الرقابية حتى تكون مالئمة
لظروف التنفيذ الفعلي ،واستخدام مبدأ الرقابة باالستثناء بحيث ال يتم محاسبة المنفذين
عن االنحرافات العادية التي ال تؤثر على تحقيق األهداف المرجوة .وإمداد المنفذين
بوسائل الرقابة الذاتية التي تمكنهم من معرفة موقف أدائهم أوالً بأول وتصحيحه في
أساسيات اإلدارة ()1 160
حالة عدم تطابقه مع المعايير الموضوعة .وأن يتم وضع النظام الرقابي بحيث يسمح
بتدفق العمل ،ويتيح للمنفذين المرونة في األداء .وهذا يعني تركيزه على الجوانب
االستراتيجية ،وعلى النتائج أكثر من الوسائل .بجانب ما تقدم يجب تدعيم مفهوم
التعاون بين أخصائي الرقابة والمنفذين بحيث يكون الهدف الرئيسي هو تقديم العون لهم
ألجل تصحيح مسارات األداء ،وهذا يعني ضرورة أن يقوموا بمهمة اإلرشاد الفعال
للمنفذين ،وال داعي إلظهار االنحرافات بصورة تمثل عنصر ضغط على المنفذين ،وإذا
كان من الممكن التصحيح دون حاجة لمعرفة المستوى األعلى فيجب معاونة أخصائي
الرقابة للمنفذين في تحقيق ذلك مما يخلق حالة من التفاهم والتفاعل بينهم .
-9مبدأ البساطة والوضوح:
من الضروري أن يكون النظام الرقابي واضحا ً وبسيطا ً بما يحقق سهولة الفهم
لمن سيطبقونه والذين سيطبق عليهم ،والذين سيتولون اإلجراءات التصحيحية المناسبة.
وبالرغم من صعوبة تحقيق ذلك مع الرغبة في تحقيق الشمولية والدقة عند تصميم
النظام ،إال أن ذلك يمثل عنصرا حيويا لفعالية بقائه .
ويرتبط توفير البساطة والوضوح في النظام الرقابي بجوانب عديدة مثل مكونات
النظام وأساليبه ،وطريقة عرض المعلومات الرقابية ،ومجاالت الرقابة واالنحرافات
ونوعياتها ،وحدود المسئولية عنها وما يجب أن يتم في تصحيحها ،ودرجة التكامل بين
النظام والتنظيم واألنظمة المختلفة في المنشأة .بجانب ذلك يراعى توفير األخصائيين
األكفاء مع تدريبهم على كيفية تشغيل النظام وتهيئة اإلدارة لتفهم النتائج المترتبة على
تطبيقه ،وتوعيه العاملين بدوره وأهدافه والتي تعاونهم في ترشيد األداء بما يحقق
المنفعة لهم وللمنشأة ككل .
-10مبدأ الشمولية:
قد يتعارض هذا المفهوم مع مبدأ البساطة والوضوح ومبدأ االقتصادية ،وهذا
يفرض أهمية تحقيق التوازن بينهما بما يحقق الفعالية في النظام .ويرتبط هذا المبدأ
باألشكال المختلفة للرقابة بحيث يراعي االرتكاز على األشكال الضرورية للرقابة سواء
161 أساسيات اإلدارة ()1
على أساس األهداف والخطط طويلة األجل أو على أساس المعايير المحددة ،والرقابة
قبل األداء وأثناء التنفيذ وبعد إتمامه .وكذلك يتناول مجاالت الرقابة وال يقصد بالشمول
هنا تغطية كافة األحداث في المشروع بل يجب التركيز على الجوانب المهمة التي لها
تأثير واضح على أهداف المنشأة الرئيسية .ولكن المقصود بالشمول أن يتم تغطية كافة
النتائج المهمة وليس التي يسهل قياسها فقط ،وهذا يؤدي إلى تغطية الرقابة للنتائج المادية
وغير الملموسة أيضا ً ،وتغطية المدخالت والمخرجات للمواقف المختلفة.
-11مبدأ النظرة للمستقبل:
يراعى أن يرتبط نظام الرقابة بالمستقبل أكثر من الماضي بحيث يقوم على أسس
التصحيح بدالً من العقاب فقط ،والتي ترتكز عليه معظم أنظمة الرقابة التقليدية .معنى
هذا أن الرقابة يجب أال تنظر إلى الماضي والحاضر فقط بل يجب أن تبرز االتجاهات
في المستقبل .إن قيام النظام على هذا المفهوم يؤدي إلى تحقيق النظام ألهدافه
المرتبطة بتصحيح المسارات ،ويقلل من تكلفة العالج لألخطاء ،ولتقليل األخطاء
المتوقع حدوثها إلى أقل حد ممكن ،ويوفر له الدعم والتأييد من المنفذين أو يقلل على
األقل من مقاومتهم العنيفة التي تعوق من استقراره وتقدمه .
-12مبدأ توفر أخصائي الرقابة األكفاء:
من الضروري توفر األفراد األكفاء لتشغيل النظام وتطويره؛ ألنه ال يكفي دقه
النظام لفعاليته ،بل يجب التحقق من كفاءة تشغيله ،وهذا لن يتحقق بدون وجود
أخصائي الرقابة األكفاء .إن توفير األخصائيين األكفاء ال يعني بالضرورة تعيينهم
بصفة دائمة في المنشأة ،بل من الممكن استخدام بعض منهم كجزء من الوقت فقط إذا
ما كانت الحاجة ال تفرض ضرورة وجودهم باستمرار ،أو أن هناك نوعيات معينة
يصعب على المنشأة تحمل أعباء تكلفتهم المرتفعة .فمثالً من الممكن للمنشأة أن
تستعين بخبير خارجي لوضع نظام التكاليف أو الرقابة على المخزون أو وضع
معدالت األداء .عموما ً يمكن القول أن الحاجة إلى األخصائيين في التنظيم أصبحت
حقيقة واقعة في معظم منشآت األعمال الكبيرة الحجم ،كما أن هذه الظاهرة سوف
أساسيات اإلدارة ()1 162
تزداد بمعدالت أكبر سواء في المستقبل القريب أو البعيد ،وستغطي مجاالت عديدة
وأنشطة مختلفة ومنها الرقابة ،ولذلك يجب أن تدرك اإلدارة أهمية وأبعاد هذه الظاهرة
()41
حتى يمكن مسايرتها في الوقت وبالتكلفة المناسبة .
خامسا ً -التكامل بين الرقابة والوظائف اإلدارية األخرى:
ترتبط وظيفة الرقابة كوظيفة أساسية من وظائف المدير وتتكامل مع بقية
الوظائف اإلدارية األخرى (تخطيط ،تنظيم ،توجيه) .فمن خالل ممارسة المدير
لوظيفة التخطيط يتم صياغة مجموعة محددة من الخطط والمعايير ،ومن خالل
ممارسته لوظيفة التنظيم يسعى المدير لتحقيق األهداف ،كما أنه من خالل ممارسته
لوظيفة التوجيه يتم قيادة وتحفيز المرؤوسين لتحقيق هذه األهداف ،وأخيراً تأتي وظيفة
الرقابة لتالزم هذه الوظائف جميعها وتتفاعل معها .
فهناك عالقة وطيدة بين وظيفتي التخطيط والرقابة ،فالعملية الرقابية تعتمد على
المعايير المحددة ألهداف الخطة في قياس ومقارنة النتائج الفعلية بهذه المعايير لتحديد
االنحرافات .وتفيد الرقابة في تحديد الثغرات الموجودة في الخطط ،األمر الذي تتطلب
معالجته تعديالً في الخطة أو إعادة التخطيط .
والتنظيم يحدد السلطات والمسئوليات واالختصاصات والعالقات للمستويات
اإلدارية المختلفة بما يساعد العملية الرقابية فنظام التقارير الرقابية يعتمد إلى حد بعيد
على نظام االتصال في المنظمة .والرقابة قد تكشف عن عيوب في التنظيم الحالي
وفي خطوط االتصال مما قد يستدعي إعادة التنظيم.
وتتكامل وظيفة التوجيه ووظيفة الرقابة معا ً ،فأسلوب التوجيه والقيادة والتحفيز
يساعد على تقليل األخطاء بما يسهل من عملية الرقابة .كما أن نتائج الرقابة تفيد في
تحديد نوع اإلرشادات المطلوبة للعاملين ،وتحديد أوجه النقص في الكفايات البشرية
التي تستدعي إشرافا ً معينا ً يساعد على تحسين األداء ،كما تساعد أيضا ً على تطبيق
أنظمة الحوافز .
163 أساسيات اإلدارة ()1
وعندما يتوفر للتنظيم القوى البشرية الكافية والمناسبة ،وعندما ترتفع كفاية
العاملين فإن ذلك يساعد على تحقيق أهداف المنشأة وتسهيل الرقابة .كما تساعد
الرقابة في تحديد نوع التدريب المطلوب للعاملين ،كما تساعد في تحديد مدى كفاية
()35
الموارد البشرية المتاحة لتنفيذ الخطط .
أساسيات اإلدارة ()1 164
-وظيفة الرقابة ال تأتي مناقشتها في المرحلة األخيرة؛ ألنها أقل أهمية من
الوظائف اإلدارية األخرى .
-وظيفة الرقابة ،ليست وسيلة لكشف عيوب وأخطاء البشر ،وليست وسيلة
يستطيع من خاللها المدير أن يوقع األذى بمرؤوسيه ومعاقبتهم.
-توجد مجموعة من الخطوات التي يجب أن تمر بها عملية الرقابة .
-تعتبر المعايير الرقابية أساس مهم في ممارسة وظيفة الرقابة .
-التخطيط والرقابة وجهان لعملة واحدة .
-توجد أنواع مختلفة من الرقابة هي( :الرقاب الوقائية /والرقابة المصاحبة/
والرقابة النهائية) .
-كل أنواع الرقابة مهمة جدا ً .
-توجد مجموعة مختلفة من المبادئ الرقابية .
-ترتبط وظيفة الرقابة كوظيفة أساسية من وظائف المدير وتتكامل مع بقية
الوظائف اإلدارية األخرى( :تخطيط ،تنظيم ،توجيه).
-عندما يتوفر للتنظيم القوى البشرية الكافية والمناسبة ،وعندما ترتفع كفاية
العاملين فإن ذلك يساعد على تحقيق أهداف المنشأة وتسهيل الرقابة .
-كما أن الرقابة مهمة لكل وظائف اإلدارة ،فإن كل وظائف المدير األخرى
مهمة جداً للرقابة .
165 أساسيات اإلدارة ()1
الوحدة الثامنة
االجتاهات احلديثة يف اإلدارة
األهداف:
قادرا على:
بعد دراسة هذه الوحدة؛ ينبغي أن يكون الدارس ً
-1التعرف على أسلوب اإلدارة باألهداف .
-2التعرف على مدخل النظم .
-3التعرف على مدخل إدارة الجودة الشاملة .
-4التعرف على طريقة إعادة هندسة المنظمات .
-5التعرف على مدخل اإلدارة بالشفافية .
-6التعرف على حوكمة المنظمات.
-7التعرف على إدارة المعرفة .
-8التعرف على قيادة التغيير .
-9معرفة سمات اإلدارة في القرن (. )21
العناصر:
(اإلدارة باألهداف /متطلبات نجاح اإلدارة باألهداف /التقييم بالنتائج /مدخل
النظم /إدارة الجودة الشاملة /مبادئ إدارة الجودة الشاملة /إعادة الهندسة /اإلدارة
بالشفافية /إدارة المعرفة /قيادة التغيير /سمات اإلدارة في القرن ( / ) 21مستقبل
علم اإلدارة ) .
مقدمة:
تطورت مفاهيم اإلدارة وأنظمتها على مدى 61 - 51عاما ً الماضية بفعل التغييرات
التي حدثت ومازالت تحدث في المجتمع .فلقد أدركت المنظمات المعاصرة أهمية وحتمية
أساسيات اإلدارة ()1 168
التطوير المستمر باعتباره سبيلها للبقاء في مواجهة عالم التقنيات الجديدة المعاصر وما
تتيحه من إمكانيات وتفرضه من تحديات؛ حيث يشمل التطوير المستمر كل مجاالت
النشاط والمدخالت والمخرجات في المنظمة المعاصرة .ولقد عايشت اإلدارة المعاصرة
واقعا ً إداريا ً جديدا نشأ بفعل وتأثير المتغيرات التقنية واالقتصادية والسياسية والثقافية التي
عمت أرجاء العالم كله .ويتمثل هذا الواقع اإلداري الجديد فيما يلي:
.1هيكل جديد من المفاهيم والتقنيات اإلدارية التي تعكس فكراً مختلفا ً يتناسب مع
معطيات عصر التقنية العالية والعولمة وثورة المعلومات والمعرفة .
.2حزم متكاملة من البرمجيات والتقنيات ومناهج العمل الجديدة تغطي
احتياجات اإلدارة في مختلف قطاعات العمل والتخصص ،وتستثمر تقنيات
المعلومات واالتصاالت وشبكة االنترنت وغيرها من مستحدثات التقنية
العالية.
.3هياكل متطورة من الموارد البشرية تتميز بالمعرفة والقدرة على اإلبداع
واالبتكار ،وتتطلع إلى المشاركة اإليجابية في تحمل مسئوليات األداء في
المنظمات ،واإلسهام بالفكر واإلبداع الذهني لتطويرها وتنمية قدراتها التنافسية
بإبداع الجديد من المنتجات بشكل يكاد يكون يومياً.
.4أنماط إيجابية ومتطورة لعالقات المنظمات مع البيئة وعناصرها االقتصادية
والسياسية واالجتماعية ،وتفاعل متصل بينهما ،ونشأة تخصصات إدارية مهمة
في قضية إدارة البيئة وإنتاج السلع والخدمات الصديقة للبيئة وغير الضارة بها.
وتتجه اإلدارة في المنظمات المعاصرة إلى إتباع أفكار ومفاهيم وأساليب إدارية
تتسم بالجرأة والتحرر وتنطلق جميعها من الرغبة في تعظيم فرص النجاح لتحقيق
()42
رغبات السوق.
ونعرض فيما يلي أمثلة لبعض االتجاهات اإلدارية في العقود األخيرة من القرن
العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين .
169 أساسيات اإلدارة ()1
ثانياً :أن معرفة الشخص أن أداءه المستقل سيقيم بما حققه من نتائج تخلق لديه
حافزاً على الوصول إلى الهدف.
ثالثا ً :أن اإلدارة باألهداف تمثل برنامجا ً مستمراً لتدريب المديرين وإعدادهم
للمستقبل .فالمرؤوس يتعلم من القدوة (الرئيس) ومن الممارسة (صنع
القرارات) وبمرور الزمن وارتفاعه على السلم التنظيمي تصبح القرارات
أعم وأعقد ويصبح هو أكثر قدرة وخبرة على صنعها .
رابعاً :فإن ترقية العاملين بناء على أدائهم ونجاحهم في تحقيق عدد من النتائج
التكاملية ذات التأثير الواضح على الكفاية اإلنتاجية للمنظمة ومن أهمها ما
يلي:
-1تكامل التخطيط مع المسئولية بالنسبة لكل مدير عن طريق ربط الخطط
بالعنصر األدائي للوظيفة .
-2تكامل التخطيط مع عملية البحث المستمرة عن طرق لتحسين األرباح .
-3تكامل األهداف المحددة لكل مدير مع البرنامج التفصيلي لتحقيق كل
هدف.
-4تكامل خطط وأهداف كل مدير مع األهداف العامة للمنظمة ومدى
مساهمة األولى في األخيرة.
-5تكامل خطط كل مدير مع االلتزام " باالنجاز " بصرف النظر عن
األحوال المتغيرة .
ومن الطرائف التي تروى معبرة عن مدى معرفة الشخص الهدف النهائي لعمله
أن ثالثة كانوا يقومون بقطع األحجار سئلوا :ما العمل الذي تقومون به ؟ وأجاب األول
على الفور :أنني أكسب قوت حياتي .واستمر الثاني في عمله قائالً :أنني أحسن من
يقوم بهذا العمل ،ورفع الثالث رأسه في ثقة قائالً :أنني أبني مسجداً.
الشخص األول يعرف لماذا يعمل وما يتوقعه من عمله ،والشخص الثاني فإنه
171 أساسيات اإلدارة ()1
يمثل مشكلة ..فإجابته غامضة ال تدل على فهم محدد للعمل الذي يؤديه .قد يعتقد هذا
الشخص أن نجاح العمل كله يتوقف على العملية الصغيرة التي يؤديها .أما الشخص
الثالث فيمثل تفكيراً إداريا ً سليما ً ،إنه يعرف الغاية النهائية التي سيؤدي إليها عمله
ويكيفه وفقا ً لها .
ومن الناحية النفسية فإن األفراد يميلون إلى االستجابة بشكل أسهل وأسرع
لألهداف قصيرة األجل منها لألهداف البعيدة .وتستغل اإلدارة باألهداف هذه الناحية
النفسية في وضع أهداف قصيرة األجل لكل مدير ومراجعة إنجازها في أوقات محددة
وتكرار هذه العملية بشكل مستمر .ويصحب ذلك تأكد المدير من أن األهداف قد حددت
تحديداً دقيقا ً (كميا ً أو وصفيا ً) وأنه تم تحديد وقت لتحقيقها ووقت لمراجعتها وأن
السلطة الالزمة قد فوضت .
متطلبات نجاح اإلدارة باألهداف:
يستدعي التطبيق الفعال لهذا األسلوب عدداً من المتطلبات من بينها ما يلي:
-1وضوح األهداف :فالرئيس والمديرون التابعون له ،يعهد إليهم بأهداف معينة
لتحقيقها .إذا كانت هذه األهداف غامضة فإنه ينتج عنها تشتت المجهود وعدم
فعاليته .ويصعب عليه بالتالي إسناد هذه األهداف بدوره إلى الوحدات األدنى
التابعة له .لذلك إذا لم تكن األهداف المسندة إلى المدير واضحة فإنه يقع على
عاتقه مهمة تحديدها واالتفاق عليها مع رئيسه حتى يتسنى له اختيار أفضل
الطرق لتحقيقها من ناحية ،ومحاسبة مرؤوسيه عن أدائهم في تحقيق األجزاء
المسندة إليهم منها من ناحية أخرى .
-2تعاقب األهداف المحددة :إن إحراز تقدم نحو هدف بعيد يتم عن طريق إنجاز
أهداف قصيرة األجل ومتكاملة فيما بينها ومؤديه إلى ذلك الهدف .وكما سبق
القول أن األفراد أكثر استجابة عادة لألهداف قصيرة المدى ألنهم يستطيعون
إدراك الناتج المترتب على عملهم ويحسون أنهم قطعوا جزءاً من الطريق
وهذا يدفعهم إلى المراحل التالية .مثال ذلك درجات السلم التي تنقلنا إلى
أساسيات اإلدارة ()1 172
ألنه ال يمكن تطبيق تقييم موضوعي عليها .ولكن عندما يكون الهدف مثل "
خفض معدل التغيب بنسبة " %25أو خفض نفقات السفر بنسبة " %11
يمكن تحديد درجة تحقق الهدف عند مقارنة النتائج المحققة بالمعدالت
الموضوعة .وباختصار ،يصبح التقييم الواقعي والموضوعي ممكنا ً .
-6المسئولية المشتركة :إن التعاون بين الرئيس والمرؤوس في تحديد األهداف
المطلوبة يولد شعوراً متزايداً لدى كل منهما بالمسئولية عن تحقيقها .فعندما
يحدد الرئيس األهداف بمفرده لن يضمن مؤازرة مرؤوسيه ،ومن ناحية
أخرى يحس المرؤوس أنه في فراغ إذا قام بتحديد النتائج التي يعمل على
تحقيقها دون موافقة رئيسه عليها .
-7المساءلة الشخصية :فتقويم األداء ومراجعة النتائج يصبحان عديمي القيمة
ما لم تكن هناك مساءلة شخصية أو من يمكن حسابه عن تلك النتائج .كما ال
يمكن استخدام الواجبات المسندة كأساس للمساءلة إذا كانت هذه الواجبات
ذات طبيعة غامضة .أما إذا كانت الواجبات واضحة والسلطة الالزمة
مفوضة فإنه يمكن تطبيق المساءلة الشخصية عن النتائج .
-8تحسين قدرة األداء :نتيجة للمراجعة الدورية للبرامج الموضوعة يستطيع
المدير أن يركز على مواطن الضعف في األداء ،وبتصحيحها يمكن اختيار
أهداف جديدة .وبذلك يمكن خالل فترة زمنية اكتشاف األنشطة التي تتطلب
االهتمام والتحسين.
إن هذه النقاط جميعا ً والتي تقوم عليها اإلدارة باألهداف مشتقة من معرفة
الطريقة التي يميل الناس إلى االستجابة بها لمثيرات معينة وما هو متوقع من المدير
في الظروف التي تؤثر على عمله .بعد ذلك يصبح ممكنا ً وضع إجراء للتقييم يتفق
أيضا ً مع مضمون تلك األسس المتقدمة ،فالتقييم بالنتائج هو الوجه اآلخر لعملية اإلدارة
باألهداف.
أساسيات اإلدارة ()1 174
التقييم بالنتائج:
يجد المدير نفسه -إن آجالً أو عاجالً -مضطراً إلى تحديد أهداف معينة لكل من
مرؤوسيه .وفي معظم األحوال يكون هؤالء المديرون قد عملوا معا ً لفترة من الوقت
وتطور بينهم نوع من الفهم المتبادل وسهولة االتصال .ولكن عندما يعين مرؤوسا ً
جديداً يكون من المهم أن يراجع معه العمليات التي سيؤديها ويحللها بعناية ويحدد له
األهداف التي تتطلب اهتماما خاصا ً ،ويتم ذلك على النحو التالي:
-1تحديد النتائج المطلوبة:
عندما يراجع الرئيس عمليات مرؤوس ما ،يدرك كل منهما النواحي المرضية
وغير المرضية .ويستطيع بتحديد نقاط الضعف أن يوجه االنتباه إليها ويقضي عليها.
وقد تتمثل نقط الضعف في تجاوز التكاليف حداً معين ،أو ارتفاع معدل دوران العمل
عن حد معين.. ،الخ .وبعد ذلك يقوم المدير بإرسال مذكرة إلى مرؤوسيه تتضمن:
أ -دعوته لالجتماع في وقت محدد بخصوص النتائج المطلوبة في الفترة القادمة.
ب -بيانا ً بالنواحي التي يعتقد الرئيس أنها ستؤخذ في االعتبار.
ج -اقتراحا ً أن يجهز المرؤوس -من ناحيته -قائمة بالنواحي التي يعتقدها متصلة
بنتائج المرحلة القادمة .
وعندما يجلس االثنان إلى المائدة فإن هدفهما واحد -االتفاق على النتائج المحددة
المطلوب تحقيقها في الفترة القادمة .يفحصان ويقارنان القائمتين بحثا ً عن نقط االتفاق
وإمكانيات التحسين والتطوير وينتهيان إلى االتفاق على النتائج وطرق تحقيقها بشكل عام
فبالنسبة الرتفاع التكاليف قد يتفقان مثالً على تخفيض تكلفة العمل اإلضافي بنسبة . %21
ومع تقدم عملية صياغة وتكوين األهداف يكون من المهم فحص كل منهما من
عدة جوانب مثل:
-هل الهدف يمثل نتيجة مطلوبا ً تحقيقها أم طريقة للوصول إلى نتيجة ؟ وينبغي
التأكد من أنه األول وترك الطرق لمبادرة المرؤوسين .
175 أساسيات اإلدارة ()1
-هل يمكن تحقيق هذا الهدف في ضوء الدرجة الحالية من السلطة التي يتمتع
بها المرؤوس ؟ وبالطبع إذا لم تكن السلطة كافية يتم تفويض قدر كاف من
السلطة .
-هل يمكن مساءلة المرؤوس عن نتيجة األداء أم أن هناك آخرين في إدارات
أخرى مسئولين جزئيا ً ألنهم يساهمون في التنفيذ ويؤثرون على نتيجة األداء .
ونتيجة لذلك ..يمكن الوصول إلى وثيقة مشتركة تحتوي على العناصر التي
تحتاج إلى تحسين محدد وفي فترة زمنية معينة .وقد يتطلب ذلك تحليالً ومناقشة ووقتا ً.
وفي النهاية يخلص كل منهما بقائمة -تتفق أو تختلف عن قائمته األولى -ولكنها
محددة ومتفق عليها وتبين عالقة األهداف التي ستحقق بالمنظمة ككل .كما يفهم كل
منهما اآلخر بشكل أكبر .
-2تقييم ومراجعة األهداف:
في الوقت المحدد إلنجاز العملية يلتقي الرئيس والمرؤوس لتحديد الدرجة التي تم
بها تحقيق النتائج المطلوبة والتي سبق االتفاق عليها .ولن يكون هناك غموض يكتنف
تحديد نجاح المرؤوس أو فشله ألن هناك بيانات لمقارنة النتائج الفعلية بالنتائج المخططة
.ويحدث دائما ً عندما نتوقع نتائج في المستقبل أن تختلف البيانات الفعلية عن الذي تم
تخطيطه (تجاوزاً أو قصوراً) ،ونادراً ما يتطابق االثنان .ومن الطبيعي أنه يسعد كل من
الرئيس والمرؤوس أن يريا تطابقا ً بين المخطط والفعلي ولكن أنى لهما هذا .لذلك فإنهما
يعكفان على تحليل الحاالت التي أخطئت فيها األهداف بشكل بين وتحديد األسباب وراء
ذلك .وسينتج عن ذلك تحديد ما إذا كان هناك مغاالة في تحديد األهداف أصالً ،أو أنها
حددت دون مراعاة الدقة الالزمة ،أو دون أخذ جميع المتغيرات في الحسبان .وقد
يرجع السبب في قصور األداء ،األمر الذي تتم المساءلة عنه مع األخذ في االعتبار ما
إذا كان هذا راجعا ً إلى ظروف خارج نطاق سيطرة المدير .
ويستفاد من نتيجة عملية المراجعة هذه في وضع أهداف المراحل القادمة مع
()43
تحاشي األسباب التي ألدت إلى القصور .
أساسيات اإلدارة ()1 176
مجموعة من المبادئ التي يمكن لإلدارة أن تتبناها من أجل الوصول إلى أفضل أداء
ممكن .وتعتمد إدارة الجودة الكلية على استخدام عدد من األدوات الكمية والنوعية
لقياس مدى التحسن في الجودة وتحقيق األهداف .ولقد كان االعتقاد السائد في
الماضي أن النجاح ال يتحقق إال بزيادة المبيعات .إال أن التطبيق العملي ألسلوب إدارة
الجودة الشاملة قد أثبت أنه من خالل تطبيقه في المنظمات يمكن أن تتحقق وفرات
كبيرة في العمليات تعادل أضعاف ما يمكن تحقيقه من زيادة المبيعات وحدها .ووفقا
International للتعريف الدولي الذي أقرته المنظمة الدولية للمواصفات ()ISO
Organization Standardizationال تقتصر الجودة على المنتج النهائي ،وإنما تمتد
لتشمل أي كينونة Entityفي الشركة ،ولهذا امتد مفهوم إدارة الجودة الشاملة ليشمل
التنظيم واألنظمة ،واألفراد واألنشطة ،والعمليات ،والمنتجات ،أو تكوينات فيما بينها .
وال تقتصر مزايا تطبيق إدارة الجودة الكلية على قطاعات الصناعات التحويلية فقط،
بل تمتد هذه المزايا أيضا إلى قطاعات الخدمات وهناك أمثلة عديدة للنماذج التي تم
فيها تطبيق هذا األسلوب بنجاح منها على سبيل المثال فنادق ماريوت .كما ال يقتصر
تطبيقها على المنظمات الخاصة ،بل تطبق بنفس الكفاءة على منظمات أعمال عامة
ومنظمات حكومية وهناك أمثلة عديدة لنجاح تطبيقها في العديد من المنظمات مثل
شركة بوينج لصناعة الطائرات.
ولقد تولد عن التطبيق الناجح لمدخل إدارة الجودة الشاملة في العديد من
الشركات العالمية نتائج مشجعة ،ومن هذه الشركات شركة زيروكس Xeroxوشركة
الخطوط الجوية البريطانية British airwaysوشركة IBMوشركة بول ريفير
للتأمين Insurance Paul Riverوالبريد الملكي Royal Mailولقد تم رصد أهم
()44
الفوائد المحققة من تجارب تلك الشركات والتي تتلخص في:
.1انخفاض شكاوى المستهلكين والعمالء من جودة السلعة والخدمة المقدمة إليهم.
.2تخفيض تكاليف الجودة.
.3زيادة نصيب السوق وتخفيض التكاليف .
أساسيات اإلدارة ()1 178
مقبولة لقياس جودة المنتجات إثناء عملية اإلنتاج بدال من استخدام مثل هذه
المعايير بعد وقوع األخطاء.
-4تطوير قدرات وخبرات القوى العاملة ،تفترض مفاهيم اإلدارة الكالسيكية أن
القوى العاملة تتكون من أفراد ال عقول لهم ،وال يهمهم سوى الحصول على
األجر .ولكن في ظل مفاهيم إدارة الجودة الكلية يعتبر التعويض المالي هو
أحد الطرق التي يمكن بها مكافأة العاملين .فلقد أثبتت الدراسات أن العاملين ال
يعتبرون األجر هو الحافز الوحيد ،بل يحبون أن تقابل جهودهم بالثناء ،ومن
ثم يجب إشعارهم بذلك .كما أن القوى العاملة تشكل منجما هائال مليئا
بالمعلومات والفرص التي يمكن باستخدامها تطوير العمل وزيادة اإلنتاج
وخفض التكاليف .ولهذا يجب إشعار العاملين بأنهم أعضاء في فريق فائز.
-5اتخاذ القرارات استنادا إلى الحقائق ،تتبنى إدارة الجودة الكلية مفهوم مؤسسي
لحل المشكالت من خالل (فرص التحسين) يشترك في تنفيذه الجميع من
مديرين وقوى عاملة والعمالء من خالل التفهم الكامل للعمل ومشكالته وكافة
المعلومات التي تتخذ على أساسها القرارات .وهو ما يجب أن يعتمد على
جهاز كفء للمعلومات.
-6التغذية العكسية ،ويتيح هذا المبدأ األخير للمبادئ الخمسة السابقة أن تؤتي
ثمارها .في هذا المجال تلعب االتصاالت الدور المحوري ألن أي منتج من
أي نوع سواء اآلالت أو معدات أو سيارات أو حتى مركبة فضاء ،ال يمكن
تصميمه بدون مدخالت بشرية .ومن ثم فإن النجاح في الحصول على تغذية
عكسية أمينة والرغبة المخلصة من المشرفين والمديرين في مساعدة
مرؤوسيهم على االرتقاء تعتبر من أهم عوامل الزيادة في فرص النجاح
واإلبداع .
أساسيات اإلدارة ()1 180
وتوجد العديد من الشواهد التي تظهر لإلدارة وتنم على عدم الجودة في
المنظمة ،وهذه الشواهد هي:
.1انخفاض جودة المنتجات.
.2زيادة الوقت المقرر للعمليات .
.3زيادة عمليات المراقبة .
.4اتجاه العاملين من ذوي الخبرة لترك المنظمة.
.5زيادة عدد االجتماعات .
.6كثرة حاالت إلقاء اللوم على اآلخرين .
.7زيادة عدد شكاوى العمالء .
إن توافر مثل هذه الشواهد يجعل من الضروري على إدارة المنظمات تبني
أسلوب إدارة الجودة الشاملة .ويمر تطبيق إدارة الجودة الشاملة بخمس مراحل أساسية
متتابعة هي:
.1المرحلة الصفرية (مرحلة األعداد) :وفيها تتحدد األهداف والمصطلحات التي
يجب اإلجماع عليها .ويفضل في هذه المرحلة إنشاء مجلس استشاري
للمنظمة .ويوضع تخطيط استراتيجي شامل ،وتحدد الرؤى المستقبلية للمنظمة
من تلك اإلستراتيجية العامة بحيث تشمل تلك األهداف على عنصرين مهمين
هما األمن الوظيفي /الدعم اإلداري ويصدر خالل هذه المرحلة قرار بااللتزام
بتوفير الموارد الالزمة للتنفيذ .
.2المرحلة األولى (مرحلة التخطيط) :وفيها يتم وضع الخطط التفصيلية للتنفيذ،
ويحدد الهيكل الدائم ،والموارد الالزمة للتطبيق ،ويتم اختيار أعضاء المجلس
االستشاري .كما يتم اختيار منسق يكون مسئوال عن ربط األنشطة المتعاونة،
ثم يلي ذلك تدريب المجلس االستشاري والمنسق على مبادئ ومتطلبات تطبيق
إدارة الجودة الكلية .وفي أول اجتماع للمجلس االستشاري يوضع ميثاق عمل
181 أساسيات اإلدارة ()1
للمجلس ،وتوزع المسئوليات الالزمة لدعم خطة التنفيذ .ويتم التصديق على
هذه الخطة عقب مناقشتها من الجميع وتوفير الموارد الالزمة.
.3المرحلة الثانية (مرحلة التقويم) :وفيها يقوم المديرون بعمل تقييم ذاتي وذلك
عن طريق اإلجابة على مجموعة من األسئلة المهمة تهيئة المناخ المناسب
للبدء في تطبيق إدارة الجودة الكلية ،ومن هذه األسئلة ما هي المزايا التي
تترتب على انتهاج فلسفة إدارة الجودة الشاملة ؟ ما هي في نظرك العقبات
التي تعترض تطبيقها ؟ ما هو دورك في عملية تحسين الجودة ...الخ .ثم يلي
ذلك القيام بالتعرف على الهيكل التنظيمي وسياسات وإجراءات العمل
بالمنظمة والعاملين بها .وهذا يستوجب إجراء العديد من الدراسات والبحوث
الميدانية .ثم يلي ذلك القيام بمسح شامل للتعرف على مدى رضاء العمالء،
وأية مقترحات للتطوير .وأخيرا يتم االستفادة من التغذية العكسية لفهم ردود
أفعال المشاركين في دورات تدريبية من العاملين وآرائهم في إمكانيات تحسين
األداء ومجاالته.
.4المرحلة الثالثة (مرحلة التنفيذ) :ويتم فيها اختيار المنفذين وتدريبهم مع
ضرورة مراعاة أن تتناسب جرعات التدريب مع المستويات الوظيفة بحيث
يتلقى أفراد اإلدارة العليا جرعات تدريبية مكثفة .
.5المرحلة الرابعة (مرحلة تبادل ونشر الخبرات) :وفيها يتم استثمار الخبرات
والنجاحات التي تحققت وشرح النتائج التي تحققت .ويقوم المنسق بتلخيص
معطيات إدارة الجودة الكلية لكبار المسئولين بالمنظمة .كما يتم دعوة
الموردين لحضور جلسات مجلس اإلدارة للحصول على تأييدهم لما تم تنفيذه
باعتبار أن معطيات إدارة الجودة الكلية ال يمكن تحقيقها بدون معاونتهم .
رابعا ً -إعادة الهندسة :
يعد أسلوب إعادة هندسة المنظمات Reengineeringهو صيحة جديدة في عالم
اإلدارة والتي ظهرت في التسعينات من القرن العشرين واعتنقته العديد من المنظمات
أساسيات اإلدارة ()1 182
لتطوير مختلف جوانب العمل بها .وعندما نشر مايكل هامرMichael Hammer
وجيمس شامبي James Champyكتابهما في أوائل التسعينات بعنوان إعادة بناء
المنظمات ،كتبا على غالف هذا الكتاب ثورة في إدارة األعمال وعلال في هذا المرجع
أهمية إعادة بناء المنظمات بكونها عملية ترتبط ارتباطا عضويا بظاهرتين تشكالن
األسس والمرتكزات األساسية القتصاد القرن الواحد والعشرين وهما االقتصاد الكوني،
واقتصاد المعلومات .
كما ترجع أهمية إعادة بناء المنظمات أيضا الفتقاد معظم منظمات األعمال في
فترة نهاية الثمانينات وبداية التسعينات للكفاءة التنظيمية وأعزا المؤلفان عدم تحقيق
الكفاءة التنظيمية لكون العمل في المنظمات ما زال يتمحور حول عدد من
المتخصصين المحشورين في صناديق معزولة عن بعض ،حيث تقوم المنظمات ببناء
الفواصل بين األنشطة التي تمارس داخل المنظمة ،وتسمي بعضها إدارة التسويق،
والبعض اآلخر إدارة المشتريات ،أو إدارة اإلنتاج أو إدارة الموارد البشرية ...الخ .
وكل من يعمل داخل هذه الصناديق المنعزلة عن بعضها البعض ينظر دائما
لداخل إدارته ،وإلى أعلى تجاه مديره ،وال ينظر أحدا منهم للخارج تجاه العمالء.
وبالرغم من التطور المذهل في شتى مجاالت الحياة إال أن العديد من المنظمات ما
زالت تعمل بأساليب إدارية وضعها آدم سميث في القرن الثامن عشر .ولقد كانت هذه
األساليب مناسبة جدا في فترة ما بعد الثورة الصناعية ،ولكن بتغير الظروف البيئية
والعالم كله خالل القرنين التاسع عشر والعشرين ،أصبحت أساليب إدارة المنظمات
بمفاهيم أدم سميث وتايلور غير مناسبة .
James لذا فلقد أكدا مايكل هامر Michael Hammerوجيمس شامبي
Champyعلى أن الوقت قد حان للتوقف عن إعادة اختراع العجلة ،فبدال من تجميل
العمليات البالية ولفها بالسلوفان وبرامج الحاسب اآللي ،يجب إلغاؤها تماما والبداية من
نقطة الصفر .ولذا فلقد عرفا عملية إعادة بناء المنظمات بأنها (إعادة التصميم الكلي
للعمليات اإلدارية بهدف تحقيق تحسينات جوهرية في مقاييس األداء والتي تشمل
183 أساسيات اإلدارة ()1
تحقيق المزيد من األرباح وهو بذلك يتخلص من أساليب اإلدارة القديمة التي يملي فيها
المديرون على العاملين ماذا وكيف وأين ومتى يعملون ،أو ال يعملون .ووفقا لمنهج
اإلدارة بالشفافية يصبح لكل عمل هدف ،ولكل نتيجة سبب .والمنظمة التي تطبق هذا
المنهج سيفهم موظفوها الهدف من وراء كل عمل يؤدونه ،والدور الذي يمكن لكل
موظف أن يساهم به في تقدمها ونموها .وسيفهمون أيضا لماذا يطلب منهم تولي
بعض المهام بعينها ،ولماذا ينبغي عليهم حل المشكالت وخفض التكاليف وتقليل الفاقد
والتالف ،والتخلص من عيوب األداء .كما أنهم يعلمون كيف يبررون كل عمل
يؤدونه ،وكل عمل يرفضونه .
الهدف من وراء هذا المنهج اإلداري أن يتبنى جميع أفراد المنظمة في جميع
المستويات اإلدارية هدفا واحدا ،ويتحدثون لغة واحدة بأرقام يفهمونها كلهم ،هي
األرقام المهمة بالمنظمة .وهذه األرقام هي تلك األرقام التي تعبر عن األهداف
اإلستراتيجية والمالية والبيعية واإلنتاجية للمنظمة في صورة كمية ومن أمثلتها:
رقم المبيعات المستهدف.
رقم المبيعات المحقق .
أسعار أسهم المنظمة في السوق .
الموقف المالي للمنظمة .
المديونية.
أرقام األجور والمرتبات والحوافز التي يحصل عليها الزمالء.
الخصومات والغرامات .
إن منهج اإلدارة بالشفافية يدعو إلى مصارحة الموظفين بكل األرقام والحقائق
حتى تصبح محل اهتمامهم ويساهمون في تحقيق أهداف المنظمة .وبذلك يحقق هذا
المنهج اإلداري الترابط والتكامل بين جميع منسوبي المنظمة والوظائف واألهداف.
وهذا األسلوب يستدعي تدريب كافة الموظفين والعمال على تفهم األرقام الخاصة
185 أساسيات اإلدارة ()1
بالمنظمة طالما أنها تهمهم جميعا .وهنا تبرز دور القيادة في تطبيق منهج اإلدارة
بالشفافية فعندما يساند القائد جميع أعضاء المنظمة ويقومون بدورهم كمدربين يدربون
األفراد على تفهم األرقام المهمة التي تعرض عليهم لكي يصبحوا شركاء في المعرفة
وليسوا مجرد إجراء ،وتنمو لديهم القدرة على المبادأة وحل المشكالت مهما كانت
صعبة .
وهذا المنهج يؤمن بأهمية تفويض السلطة للموظفين حتى يتفرغ المديرون لمهام
غير تقليدية (غير مبرمجة) مهام جديدة ،وهذا ال يعد تنازال عن السلطة ،ولكنه ترقيا
في سلم األداء اإلداري .
سادسا ً -حوكمة المنظمات:
يعتبر مفهوم (حوكمة المنظمات) من المفاهيم اإلدارية الحديثة والتي انتشرت في
السنوات األخيرة .ولقد أشتق لفظ الحوكمة من كلمة (الحكومة) ليعني االنضباط
والسيطرة والحكم بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معاني .فلو تخيلنا دولة ال يوجد بها
حكومة مركزية قوية ،فما الذي سوف يحدث ؟ إن اإلجابة بالطبع هي انفالت في كل
شيء ،انفالت أمني وسياسي واقتصادي وغيره .وسوف تخرج األمور عن السيطرة،
وال شك أن االنفالت يؤدي إلى مشاكل صعبة لجميع األطراف ،وبالتالي يسعى الجميع
إلى الخروج من هذه المشاكل وضمان السيطرة واالنضباط في المجتمع .
ويثار تساؤل :لماذا الحوكمة في المنظمات ؟
إن اإلجابة على هذا التساؤل تعود بنا إلى نظرية الوكالة ،فنتيجة كبر أحجام
المنظمات وتعقد عملياتها ،وانفصال الملكية عن اإلدارة أصبح هناك عالقات وكالة
متعددة في المنظمات:
-1عالقة الوكالة بين المالك واإلدارة .
-2عالقة الوكالة بين المالك والمراجع الخارجي .
-3عالقة الوكالة بين المساهمين والدائنين .
أساسيات اإلدارة ()1 186
" المعرفة " سمة العصر الجديد ،والذي أطلق عليه رائد اإلدارة المعاصرة (بيتر
دراكر) عصر المعرفة فهو يرى أن العالم يتحول اآلن من نظام يقوم على األوامر أو
استخدام السلطة ،إلى نظام يقوم على المعرفة .كما أشار إلى النجاح في عالم األعمال
اليوم ال يكتب لمن يستخدمون السلطة أو المهارات اليدوية ،بل المسلحون بالمعرفة من
باحثين وخبراء ومصممين في فروع العلم والمعرفة المختلفة يوظفونها لتحقيق أهداف
منظماتهم .
ويصف (دراكر) مجتمع المعرفة بأنه مجتمع متميز مورده الرئيسي هو المعرفة
وليس رأس المال أو الخامات أو غيرها من عناصر اإلنتاج ،وهذا المجتمع الجديد
يضم طبقات جديدة تختلف عما كان سائداً في المجتمع الرأسمالي .ففي ذلك المجتمع
توجد طبقتان:
الرأسماليون :وهؤالء حل محلهم في األهمية المديرون.
العمال :والذين تحول منهم إلى طبقة وسطى نتيجة الرتفاع مستوى اإلنتاجية
والتقدم الصناعي .
أما مجتمع المعرفة فيتكون من طبقتين أساسيتين هما :عمال المعرفة وعمال
الخدمات .كما ستكون األنشطة المعرفية هي أساس إنتاج الثروة وأهم أدواتها هما
(اإلنتاجية /واالبتكار) وستكون المهارة اإلدارية األساسية هي كيفية توظيف المعرفة
في استخدامات مفيدة ،ومن هنا سيكون في مجتمع المعلومات:
-1المديرون ذوو المعرفة .
-2المهنيون ذوو المعرفة .
-3الموظفون ذوو المعرفة .
وتتميز المعرفة في عصرها الجديد بكونها (معرفة متخصصة) يمارسها
()46
المتخصصون على عكس النمط السابق للمعرفة والتي كانت تتصف بالعمومية.
ويميز كل من نوناكا وتاكيوشي Nonaka& Takeuchiبين نوعين من المعرفة:
189 أساسيات اإلدارة ()1
إن نجاح وفعالية مبادرات إدارة التغيير يتوقفان على مدى توفر المقومات التالية:
-1المعرفة الكاملة والمتجددة بأهداف المنظمة وغايتها وتوجهاتها اإلستراتيجية .
-2المعرفة بالرصيد المتوافر من موارد المنظمة ومقوماتها المادية والبشرية
والتقنية ومدى استغاللها .
-3المعرفة بالهيكل التنظيمي والعمليات التي تجرى في المنظمة واألنشطة
الجارية بها وكفاءة تلك العمليات .
-4المعرفة بالظروف واألوضاع الخارجية المحيطة بالمنظمة في مجاالت
ودوائر المناخ الخارجي المتعددة.
-5المعرفة بكل ما يجري أو يحتمل من متغيرات وتحوالت في الظروف
واألوضاع الداخلية للمنظمة والظروف واألوضاع الخارجية المحيطة بها.
-6المعرفة بآليات وتقنيات تحليل المعلومات واستنتاج المؤشرات والدالالت،
واختيار بدائل الفعل للتعامل مع المتغيرات أو محركات التغيير.
-7المعرفة بأسس وتقنيات ومتطلبات اتخاذ القرارات وتنفيذ مبادرات التغيير .
ومن ثم نرى أن (إدارة التغيير) في حقيقة أألمر ،قد أصبحت مرحلة مهمة من
مراحل (إدارة المعرفة) وأن االنطالق في محاوالت وبرامج التغيير من دون االستفادة
من حصيلة ونتاج (إدارة المعرفة) يصبح محاوالت عشوائية ال يتوقع منها عائد
إيجابي إال بمحض الصدفة ،وهذا منطق ال يعول عليه وال تقبله المفاهيم اإلدارية
()47
المعاصرة .
تاسعا ً -سمات اإلدارة في القرن (:)21
بالرغم من عدم تطور علم اإلدارة بشكل سريع مثلما كان عليه األمر من قبل ،إال
أن بيئة العمل في القرن الحادي والعشرين كثيرة الحركة أكثر من أي وقت مضى .
وبالرغم من أن هذا القرن ما زال في بداياته إال أنه خرج علينا بالفعل بعدد من
التحديات والتناقضات اإلدارية التي تختلف عن تلك التي حيرت أجدادنا .ومن أمثلتها:
أساسيات اإلدارة ()1 192
زيادة سرعة ووتيرة التغيير مما أدى إلى خسارة المنظمات ما ربحته من قبل.
غياب القوانين المنظمة وخفض النفقات بسبب التقنيات الحديثة مما ساعد على
إزالة الحواجز أمام كل راغب في دخول عالم األعمال في عدد كبير من
المجاالت .مما أدى إلى تفكك وضعف الكيانات االحتكارية وتفشي فوضى
المنافسة
تسببت شبكة اإلنترنت في نقل مركز الثقل من المنتج إلى المستهلك ،ففي
الماضي كان والء العميل نتيجة حتمية الرتفاع تكاليف البحث وقلة المعلومات
المتاحة ،وكانت الشركات تعتمد في ربحها على عدم دراية العميل .أما اليوم،
فيتمتع العميل بالسيطرة الكاملة نتيجة إلتاحة المعلومات وتوافرها في أي وقت
وفي أي مكان.
سهولة ويسر عمليات تأسيس المشروعات الجديدة وسرعة نموها ،مما ترتب
عليه قصر الفترة الالزمة لتحقيق األرباح ،لتصل إلى ذروتها ثم تبدأ في
االنحدار من جديد .فنموذج المشروع الناجح اليوم هو النموذج األقصر عمراً
واألسرع مكسباً.
ساعدت العولمة على بروز منافسين يسعون خلف تخفيض التكاليف .
ومن وجهة نظر (جاري هامل) Gary Hamelفإن هذه الحقائق الجديدة تقتضي
وجود قدرات إدارية وتنظيمية مغايرة لما كانت عليه اإلدارة في القرن العشرين .
ولكي تنتعش المنظمات في عالم غير مستقر فعليها أن تسعى نحو التكيف استراتيجيا ً
تماما ً كحرصها على فعالية األداء .ولكي تتمكن من حماية نفسها ،عليها العمل على
تشجيع االبتكار .وإذا كان قادة هذه المؤسسات يسعون إلى التغلب على حشود
المنافسين الدخالء من خالل السبق في التفكير واالختراع ،فعليم حث موظفيهم على
تقديم أفضل ما لديهم كل يوم .وهذه هي التحديات التي ينبغي على مجددي علم اإلدارة
في القرن الحادي والعشرين مواجهتها .ومن وجهة نظر رائد اإلدارة العربية األستاذ
الدكتور /على السلمي أن إدارة القرن ( )21قد نجحت إلى حد بعيد في التخلص من
193 أساسيات اإلدارة ()1
السمات السلبية التي التصقت بنماذج اإلدارة وتقنياتها في القرن الماضي والتي
استمرت -وال تزال -حتى يومنا هذا في كثير من ممارسات اإلدارة في العالم
وخاصة في عالمنا العربي .من جانب آخر ،تمكنت اإلدارة الجديدة أن تكتسب
مجموعة جديدة ومغايرة من المفاهيم والتوجهات تكون في ذاتها إطاراً فكريا ً جديداً،
وتحقق بذلك تحول واضح وعميق في مفاهيم اإلدارة على مشارف وبدايات القرن
( )21وهذا ما سوف نوضحه بالتفصيل في السطور القادمة.
أهم سمات اإلدارة الجديدة مع بداية القرن (:)21
-1قبول التغيير باعتباره أمراً طبيعيا ً ال مجال للتهرب منه.
-2إدراك أهمية التعامل مع المناخ المحيط واعتباره عنصراً أساسيا ً في البناء
االستراتيجي للمنظمة ينبغي على اإلدارة التعامل معه والتعرف المستمر على
أوضاعه والتخطيط الستثمار ما ينشأ به من فرص وتجنب ما يتراكم فيه من
مخاطر ومهددات .
-3االعتراف بأهمية السوق بالمعنى الواسع للكلمة ،فالسوق ال يعني فقط
مجموعة من العمالء في المحيط المحلي للمنظمة ،ولكنه يشير إلى الطلب
المتوقع في جميع المواقع بالعالم التي يمكن أن تتعامل فيها المنظمة .
-4تكثيف وتعميق استخدامات تقنيات االتصاالت والمعلومات وإدماجها في
تصميم العمليات واألنشطة على كافة المستويات.
-5استيعاب التقنية والتعامل معها من منطق إداري يقوم على تحديد األهداف
االستراتيجية للمنظمة واستكشاف التقنيات المناسبة القادرة على مساعدتها في
تحقيق أهدافها .
-6تعمل إدارة القرن ( )21بمنطق حشد الطاقات واإلمكانيات وتوظيفها بشكل
متكامل ومتناسق إلحداث أقصى تأثير ممكن في األسواق ولتحقيق التميز
والتفوق المستمرين على المنافسين.
أساسيات اإلدارة ()1 194
-7تعتبر إدارة القرن ( )21أن الوقت مورد حيوي تعمل على استثماره وتوظيفه
في خدمة أغراضها .وتسعى اإلدارة الجديدة إلى تقليص -أو منع -الوقت
المهدر في االنتظار وتحويله إلى طاقة إنتاجية.
-8تستفيد إدارة القرن ( )21من مظاهر االنفتاح بين األسواق نتيجة لضغوط
العولمة ومنظمة التجارة العالمية وما تهدف إليه من تحرير التجارة الدولية،
ومن ثم تؤمن اإلدارة الجديدة بأهمية التحرر من قيود المكان والتواجد
الجغرافي في مكان محصور ،وتنطلق لتباشر عملياتها في كل مكان مستفيدة
في ذات الوقت من إمكانيات تقنيات االتصاالت والمعلومات وشبكة االنترنت.
-9تعميق تطبيقات إدارة الجودة الشاملة كي تغطي كافة مجاالت ومستويات
النشاط بالمنظمة المعاصرة ،ثم السعي الحثيث لالنطالق إلى مستويات أعلى
من الجودة تتمثل فيما يمكن أن يسمى (الجودة التامة) والتي يعبر عنها بنظام
6 Sigmaوفيه ال تتعدى احتماالت الخطأ أكثر من 3.4مفردة في كل مليون
محاولة .
-11كما تحررت اإلدارة الجديدة من مفاهيم اإلدارة التقليدية التي نشأت في إطار
منطق السكون والتراكم ،فإنها استوعبت مفاهيم اإلدارة الجديدة القائمة على
منطق الحركة والديناميكية وامتالك خصائص اإلحساس بعدم التوازن ومن ثم
العمل على استعادة التوازن حال اإلحساس بفقدانه ،وهو ما يعبر عنه علماء
النظم بخاصية .Homeostasis
-11التركيز على اقتصاديات الوقت والمجال أكثر من اقتصاديات الحجم .
فاإلدارة الجديدة تهتم بكفاءة استخدام الوقت ودقة اختيار مجال النشاط أكثر
على خالف ما كانت تبديه اإلدارة التقليدية من اهتمام بتكبير حجم النشاط.
-12ومن الواضح أن تركيز اإلدارة الجديدة ينصرف إلى األنشطة والعمليات
ذات المكون المعرفي العالي ،وهي األنشطة والعمليات التي تنتج قيمة مضافة
أعلى .وتنصرف إدارة القرن ( )21بذلك عن أنواع األنشطة والعمليات األقل
195 أساسيات اإلدارة ()1
إنتاجا ً للقيمة المضافة وتعهد بها إلى جهات أخرى تقوم بأدائها لحساب
المنظمة.
-13تهتم اإلدارة الجديدة بتنمية العمل الجماعي واستثمار فرق العمل المتكاملة
وتمكينها بمنحها الصالحيات الكاملة إلنجاز األعمال الموكولة إليها والمحاسبة
على النتائج .إن إدارة القرن ( )21تستثمر كل التقنيات والمفاهيم الصاعدة
والتي ترتكز على القدرات الذهنية والطاقات المعرفية لألفراد حين يتجمعون
في فرق متجانسة متناغمة ،األمر الذي يحقق لهم طاقات على اإلبداع
واالبتكار واإلنجاز تفوق كثيراً ما يتمتع به مجموع األفراد من قدرات
ومهارات .ويتركز اهتمام اإلدارة الجديدة بالجانب الفكري والطاقات المعرفية
لألفراد ومن ثم تسعى إلى تعظيم استفادتها من رأس المال الفكري
Intellectual Capitalالمتاح لها .
-14يمكن أن نصف إدارة القرن ( )21بأنها توظف العالقات مع األطراف ذوي
األهمية للمنظمة وتعمل على تنميتها باعتبارها األسلوب األمثل الستيعاب
هؤالء األطراف وإدماجهم في هيكل الموارد المتاحة لها .
-15االنفتاح العقلي وقبول الحقيقة األساسية أن هناك العبين آخرين في الساحة،
وأن اإلدارة في الحقيقة هي مباراة Gameيتحقق الفوز فيها لمن يفهم قواعد
اللعبة ويحول هيكل الموارد البشرية المتاح إلى مجموعات من القادة
والمبادرين الذين يجيدون اللعب الجماعي ويقدرون في ذات الوقت المسئولية
الواقعة على كل منهم.
-16ال تزال إدارة القرن ( )21تولي اإلنسان عناية فائقة وتهتم بتعميق دراستها
وفهمها لمحددات السلوك التنظيمي ،كما تعمل على تكوين نسيج متكامل من
المفاهيم والتقنيات اإلدارية التي تسعى من خاللها إلى توظيف نظريات
ومفاهيم التنظيم في عمليات توجيه وإدارة أداء الموارد البشرية ،بحيث ينتج
من هذا المدخل التكاملي ما يسمى اآلن (التنظيم عالي األداء) High
].Performance Organization [HPO
أساسيات اإلدارة ()1 196
القرن العشرين ،إال أنها وصلت اآلن إلى ذروة محددة ،وبدالً من الشموخ على قمة
الجبل ،أكتفت بالجلوس على هضبة متواضعة .وهذا ال يعني أننا نقلل من حجم
إنجازات علم اإلدارة ،فكافة المخترعات الحديثة كلها من نتاج علم اإلدارة.
إن الغد ال بد وأنه يحمل في طياته الجديد والمبتكر من أسرار هذا العلم ،والذي
يعد بحق ((أبو العلوم)) .
أساسيات اإلدارة ()1 198
المراجع
المراجع حسب تسلسل ورودها في الكتاب
.1د .علي السلمي ،د .ل .نهرت -سياسات واستراتيجيات اإلدارة في الدول النامية ( -القاهرة،
مكتبة غريب ،سنة النشر غير مبينة ) .
2. Stoner, James A. F. and Freeman, R. E., Management، New York: Prentice-
Hall International, 1989.
.3د .علي السلمي -اإلدارة المصرية في مواجهة الواقع الجديد ( -القاهرة ،مكتبة غريب،
. )1992
.4د .علي السلمي ،د .ل .نهرت -سياسات واستراتيجيات اإلدارة في الدول النامية -مرجع
سبق ذكره .
.5د .على عبد المجيد عبده -األصول العلمية لإلدارة والتنظيم ( -القاهرة ،الناشر غير مبين ،
. ) 1989
6. - Fredrick W. Taylor, '' The Principles Of Scientific Management '' (New
York: Harper and Brothers،1911.P.7).
7. - March and Simon, Les organization, Dunned،Paris،1969. Massie, J.L.,
(Management Theory In Handbook Of organization، New York, Rand
McNally, 1965).
-8د .علي السلمي -السلوك اإلنساني في اإلدارة ( -القاهرة ،مكتبة غريب ،سنة النشر غير
مبينة ) .
9- Earl Poe Strong, The Management Of Business, Harper & Row, Publishers,
inc.، 1965., New York .
-11د .محمد عبد هللا عبد الرحيم -مرجع سبق ذكره .
-11د .علي السلمي -السلوك اإلنساني في اإلدارة -مرجع سبق ذكره .
-12د .محمد عبد هللا عبد الرحيم -مرجع سبق ذكره .
-13د .محمد عبد هللا عبد الرحيم -مرجع سبق ذكره .
-14د .شوقي حسين عبد هللا -أصول اإلدارة ( -القاهرة ،دار النهضة العربية. )1984 ،
)1( أساسيات اإلدارة 202
15- Jon Case , “Open- Bock Management, The Coming Business Revaluation ”,
(New York, ,Harper ,Business,1995).
16- -Danny Miller and peter H. Friesen, A longitudinal study of the corporate
life cycle , management science , (Vol. 30 , No. (10) , October , 1984 , PP.
17- -Kim S. Cameron & Robert D. Quinn , “Diagnoses And Changing
Organizationanal Culture ”, (New York, Addition Wesley 1995).
، (القاهرة- العالقات العامة فن األعالم وفن االتصاالت- محمد كامل مصطفى الكردي. د-18
. )2111 ،مكتبة عين شمس
19- Richard J. Barnet & John Cavanaugh , “Global Dreams : Imperial
Corporation and The New World Order ”, (New York, Simon & Schuster ,
1994)
، مكتبة عين شمس، (القاهرة- التنظيم الهياكل والسلوكيات والنظم- سيد الهواري. د-21
. ) 3 ص،1988
.54 مرجع سبق ذكره – ص- شوقي حسين عبد هللا. د-21
- الناشر غير مبين- ( القاهرة- أصول التنظيم وإدارة األعمال- أحمد فهمي جالل. د-22
. )221-217 ص،2117
.17-15 ص. مرجع سبق ذكره- تطور الفكر التنظيمي- على السلمي. د-23
الدار، ( القاهرة- التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة- مصطفى محمود أبو بكر. د-24
.)78-77 .ص7 ،2113،الجامعية
- اإلدارة المعاصرة مدخل وظيفي- عبد الفتاح عايش علي. ود، يسري السيد جودة. د-25
. )188 ص،2112 ، مكتبة اليسر،(الزقازيق
223 مرجع سبق ذكره – ص- أحمد فهمي جالل. د-26
27- Earl P. Strong , Introduction In Management, New York, Harper Row ,
1965
.327-323 من ص- مرجع سبق ذكره- أحمد فهمي جالل. د-28
29- Harold Leavitt, "Communication: Getting Information form A Into B,''
Managerial Psychology, revised edition (Chicago: university of
Chicago.1964), Pp.52-138.
203 أساسيات اإلدارة ()1
-31د .عادل محمد زايد -السلوك التنظيمي " الفرد والجماعة والمنظمة" (القاهرة -الناشر غير
مبين - 2116 -من ص . )311-296
31 -Alexander،Motivating Rewarding Employees Hiam -New York, Adams
Media corporation, 1999.
-32د .على السلمي -اإلدارة المعاصرة ( -القاهرة -مكتبة غريب - 1997 -ص 184-181
).
-33د .حمدي مصطفى المعاذ -أنظمة الرقابة الحديثة في منشآت األعمال ( -القاهرة -دار
النهضة العربية - 1988 -ص . ) 31-28
-34د .خيري على الجزيري -مقدمة في مبادئ اإلدارة ( -القاهرة -مكتبة عين شمس -
- 2112ص . ) 424-423
-35د .حمدي مصطفى المعاذ -مرجع سبق ذكره .ص .71-61
-36د .السيد عبده ناجي -الرقابة على األداء من الناحية العلمية والعملية ( -القاهرة -الناشر
غير مبين -1982 -ص. )71
-37د .عادل محمد زايد -السلوك التنظيمي " الفرد والجماعة والمنظمة" (القاهرة -الناشر غير
مبين - 2116 -من ص . )311-296
38- Alexander،Motivating Rewarding Employees Hiam -New York, Adams
Media corporation, 1999.
-39د .على السلمي -اإلدارة المعاصرة ( -القاهرة -مكتبة غريب - 1997 -ص 184-181
).
-41د .السيد عبده ناجي -الرقابة على األداء من الناحية العلمية والعملية ( -القاهرة -الناشر
غير مبين -1982 -ص. )71
-41د .حمدي مصطفى المعاذ -أنظمة الرقابة الحديثة في منشآت األعمال ( -القاهرة -دار
النهضة العربية - 1988 -ص . ) 31-28
-42د .علي السلمي -إدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية ( -القاهرة -مكتبة غريب .)2111 -
-43د .محمد عبد هللا عبد الرحيم -مرجع سبق ذكره -ص 289-283
-44د .فريد عبد الفتاح زين الدين -إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات العربية ( -القاهرة،
الناشر غير مبين ،19961 ،ص . )39
أساسيات اإلدارة ()1 204
-45د .طارق عبد العال حماد -حوكمة الشركات ( -القاهرة ،الدار الجامعية ،2115 ،ص .)47
46- Peter F. Drucker, Post Capitalist Society، New York : Oxford Butterworth
Heinemann,1993, P.3.
-47د .على السلمي " إدارة التغيير المستندة إلى المعرفة " ورقة عمل مقدمة في مؤتمر جمعية
الهندسة اإلدارية " التكنولوجيا واإلدارة في مجتمع المعرفة " القاهرة 8-7 ،ديسمبر
2114م.
-48د .على السلمي -تجربتي مع اإلدارة ( -القاهرة ،دار غريب للطباعة والنشر2115 ،م ) .
التطبيقات
أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات) 206
207 أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات)
التطبيقات
مقدمة :
نسعى خالل هذا الجزء نزا الابزإل لزى ب زجمو نجنن زأل نزا السز تأل البز بسزإ ج
تززى ننعززن إا ابززإل تسإسززمإا الطإلززل تززى البطامززل العنتزز نالبززج مل الززذاب
اإلجا ة(. )1
نات تنل تا بح ل هذه البطام إا الفإ جة الن جنة .
وهللا الموفق
د .هشام البحيري
أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات) 208
-2الوظيفة التي تتضمن كافة الجهود الموجهة لتشكيل سلوك العاملين تسمى :
ج -البنجمه . ج -ال قإاأل . ل -البنظمو. ت -البخطمط.
هـ -بننمأل الننا ج الاش مأل.
-3تنقسم اإلدارة إلى :
ل -نسبنى اإلجا ة النسطى . ت -نسبنى اإلجا ة العتمإ .
ج -ال نإسال . ج -نسبنى اإلجا ة الناإش ة .
ننإ سال . هـ -ال ش
-4يستمد علم اإلدارة مفاهيمه من علوم مختلفة هي :
ج -تو السمإسأل . ل -تو اإلجبنإع . ت -تو النفس.
هـ -ال نإ سال . . ج -تو النفس الصنإ
-5موارد أي منظمة هي :
ج -ننا ج نسإنمأل. ل -ننا ج نإجمأل. ت -ننا ج اش مأل .
هـ -ال نإ سال. ج -ننا ج نإلمأل .
-6كلما صعدنا إلى أعلى وصوالً لقمة الهرم اإلداري فإن نطاق تأثير القرارات
وممارسات المدير يتصف بـ :
ج -العنننمإا. ل -الجء مإا. ت -البفصمالا .
هـ -الب امء . ج -البحجي .
-7اإلدارة التي تهتم تحديد األهداف العامة وبعيدة المدى ورسم السياسات
الشاملة تسمى :
ج -اإلجا ة الجنمإ. ل -اإلجا ة الناإش ة. ت -اإلجا ة النسطى .
ننإ سال . هـ -ال ش ج -اإلجا ة البنفمذمأل .
أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات) 210
-7أن الفصل بين الملكية واإلدارة في الشركة المساهمة الحديثة قد أكد أهمية
الدور الذي تلعبه :
ج -الن إاإا العنإلمأل. ل -الحاننإا. ت -جا ة الننظنإا .
ننإ سال . ج -اإلجا ة العتنمأل .هـ -ال ش
-8العالم الذي نادى بضرورة تدريس اإلدارة في المدارس :
ج -جناا ننجن ج . ج -نإمن . ت -بإمتن .ل -فإمنل .
ننإ سال . هـ -ال ش
إجابة السؤال األول:
نوعها رقم العبارة
خطأ 1
خطأ 2
خطأ 3
خطأ 4
خطأ 5
صحمحأل 6
صحمحأل 7
خطأ 8
صحمحأل 9
صحمحأل 11
صحمحأل 11
خطأ 12
215 أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات)
-6الشركة التي تتكون من شخصين على األقل يشتركا معا ً في تأسيسها هي :
ل -ش األ البنصمأل الاسمطأل . ت -ش األ البعإنا .
ج -الش األ ذاا النش نلمأل النحجنجة . ج -ش األ البنصمأل اإلسهو.
ننإ سال . هـ -ال ش
-7تكون المسئولية محدودة في كال ُ من :
ت -النش نع الف جي نش األ البعإنا .
ل-النش نع الف جي نش األ البنصمأل الاسمطأل .
ج -النش نع الف جي نش األ البنصمأل اإلسهو.
ج -النش نع الف جي نالش األ ذاا النس نلمأل النحجنجة .
ننإ سال . هـ -ال ش
إجابة السؤال األول:
نوعها رقم العبارة
خطأ 1
خطأ 2
خطأ 3
خطأ 4
خطأ 5
خطأ 6
خطأ 7
خطأ 8
خطأ 9
خطأ 11
صحمحأل 11
219 أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات)
................... -7هو نتيجة محددة كميا ينبغي الوصول إليها في مجال نشاط
معين ويقوم على الوفاء بها أقسام المنظمة ووحداتها التنفيذية المختلفة.
ج -الهجف النبنمء. ل -الهجف النسمط . ت -الهجف العإو.
ننإ سال . هـ -ال ش ج -الهجف الجقمل .
-8تفصل عملية .........إلى خطط فرعية ألوجه النشاط المختلفة مثل:
ج -بخطمط ال نى العإنتأل . ل -بخطمط اإلنبإج . ت -بخطمط الجا .
هـ -بخطمط نإل . ج -بخطمط النناج .
إجابة السؤال األول:
نوعها رقم العبارة
خطأ 1
خطأ 2
خطأ 3
خطأ 4
خطأ 5
خطأ 6
خطأ 7
خطأ 8
خطأ 9
خطأ 11
صحمحأل 11
223 أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات)
خطأ 7
صحمحأل 8
صحمحأل 9
خطأ 11
233 أساسيات اإلدارة (( )1التطبيقات)