Professional Documents
Culture Documents
ظهر مصطلح اإلدارة بمعنى " "Managementفي بداية القرن (20م) في الدول األنجلوسكسونية عموما وفي
الواليات املتحدة األمريكية على وجه الخصوص ،وذلك عقب األفكار التي قدمتها حركة اإلدارة العلمية مع
نهاية القرن (19م) ،على الرغم من األهمية الكبيرة واملعروفة لدور اإلدارة في نشاط األعمال خصوصا ،فإنه ال
يوجد اتفاق صريح وأكيد بين الباحثين واملفكرين والخبراء اإلداريين على تعريف موحد وشامل لإلدارة،
فاملصطلح غير محدد بدقة ،بل يحمل معان متعددة ،ومفاهيم مختلفة ،ومكونات متنوعة ،ولعل سبب ذلك
يعود إلى كون اإلدارة مفهوم معنوي معقد في ذات الوقت ،هذا فضال على أن الدراسات واألبحاث في مجال
تطور الفكر اإلداري ،رغم قدم املمارسة اإلدارية ،قد جاءت متأخرة بعض الش يء.
-1-Iمفهوم اإلدارة:
يبدو واضحا من خالل العديد من التعريفات التي سندرجها في هذا الباب لإلدارة ،أن مفهوم اإلدارة يتحدد في
ضوء نظرة الباحث ملكونات ومشتمالت الوظيفة اإلدارية على أساس عملي ،كما أن كل باحث ينظر إلى اإلدارة
من وجهة نظره وخبرته وقناعاته ،وتوجهاته اإليديولوجية وخلفية تخصصه ،فإن تعريفات اإلدارة هي األخرى
قد تباينت واختلفت باختالف اآلراء والخبرات ووجهات النظر املختلفة.
قبل أن نستعرض تعريفات اإلدارة يجب أن نشير إلى أن نقل مصطلح " "Managementإلى اللغة العربية
يعتريه نوع من الغموض ،ألن تطور الفكر اإلداري بكل مدارسه ونظرياته عبر أوروبا والواليات املتحدة
األمريكية صحبه أيضا تطور وثورة في املصطلحات ،حيث استعمل في بداية األمر كل من مصطلح (التسيير)
ما يعبر عنه باللغة الفرنسية " "Gestionومصطلح (اإلدارة) ما يعبر عنه ب" "Administrationللداللة على
املمارسة اإلدارية ،أما في الوقت الراهن نجد مصطلح " "Managementأكثر استعماال والذي يترجم إلى (إدارة
األعمال) ،هذا ما هو إال نتاج التطور في املصطلحات ،ويرجع هذا التباين في املصطلحات إلى خصوصية
املصطلح ولغته األم (االنجليزية) وثقافة املجتمعات التي نشأ فيها ،فمهما اختلفت العبارات املستخدمة إال أنها
تتقارب كلها في املعنى من حيث املضمون ،حيث أن كل تلك املصطلحات تشير إلى إدارة املؤسسات.
يمكن أن نوضح بعض الفروقات غير الجوهرية في تلك املصطلحات ،فمثال مصطلح التسيير " "Gestionيعتبر
مصطلح كالسيكي ضيق في معناه ويشير إلى التقنيات املستخدمة في عملية التسيير ،بينما املصطلح
األنجلوساكسوني " "Managementأوسع في مضمونه فهو يتعلق بتقنيات التسيير إضافة إلى االهتمام
3
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
بشؤون املورد البشري والكفاءات القيادية التي يجب أن تتوفر في املديرين ،في هذا الصدد يرى الكثير من
املهتمين أننا نسير األشياء وباملقابل ندير ونوجه األفراد.
نجد هناك تباين في استخدام " "Managementفي اللغة العربية ،ففي دول املشرق العربي ترجم املصطلح إلى
(اإلدارة) ،وعندنا في الجزائر يستخدم مصطلح (التسيير) ،وفي تونس يستخدمون مصطلح (التصرف) ،وفي
املغرب يعتمدون على مصطلح (التدبير) ،غير أن الترجمة األقرب في الوقت الراهن ملصطلح ""Management
وفق لغته األم (االنجليزية) فيعبر عنه ب"اإلدارة".
بالرغم من كل هذا سنحاول تقديم بعض التعريفات املختلفة املحددة لطبيعة ومضمون اإلدارة حسب وجهة
نظر صاحب التعريف ،تتمثل هذه التعريفات فيما يلي:
F.Taylor oيعرف اإلدارة على أنها" :هي أن تعرف بالضبط ماذا تريد ،ثم التأكد من أن األفراد يؤدونه
بأحسن وأرخص طريقة ممكنة" ،1إذن ( )F.Taylorيرى أن اإلدارة هي معرفة ما هو مطلوب عمله
من قبل األفراد والتأكد من أنهم يؤدون واجباتهم بأحسن وأرخص الطرق املمكنة؛
H.Fayol oيعرف اإلدارة بأنها" :معنى أن تدير هو أن تتنبأ وتخطط وتنظم وتصدر األوامر وتنسق
وتراقب" ،هنا يسرد ( )H.Fayolالوظائف األساسية لإلدارة املتمثلة في" :التنبؤ ،التخطيط،
التنظيم ،القيادة ،التنسيق ،الرقابة"2؛
John Mee oيعرف اإلدارة بأنها" :فن الحصول على أقص ى النتائج بأقل جهد حتى يمكن تحقيق
أقص ى رواج وسعادة لكل من صاحب العمل والعاملين مع تقديم أفضل خدمة ممكنة للمجتمع"3؛
Livingston oيعرف اإلدارة على أنها "نشاط لتحقيق الهدف بأحسن الوسائل وأقل التكاليف
وبأفضل استخدام للموارد والتسهيالت املتاحة"4؛
oكما تعرف اإلدارة بأنها عبارة عن" :التنسيق بين املوارد املختلفة من خالل عمليات (التخطيط
والتنظيم والتوجيه والرقابة) قصد الوصول إلى هدف أو أهداف مرسومة"5؛
oأما " "Peter Druckerيعرف اإلدارة بأنها" :وظيفة ومعرفة ،عمل يتم إنجازه،و يطبق املديرون هذه
املعرفة لتنفيذ هذه الوظائف وتلك األعمال"6؛
- 1بشير العالق" ،مبادئ اإلدارة" ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2008 ،ص ص .18-17
- 2عبدالغفار حنفي ،محمد فريد الصحن" ،إدارة األعمال" ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،االسكندرية ،مصر ،1991 ،ص.11
- 3بشير العالق ،نفس المرجع السابق ،ص.18
- 4نعيم إبراهيم الظاهر" ،أ ساسيات إدارة األعمال ومبادئها" ،عالم الكتاب الحديث للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،إربد ،األردن ،2010 ،ص.8
- 5جمال الدين عويسات" ،مبادئ اإلدارة" ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،2009 ،ص.11
6
-Peter Drucker, « Management: Tasks, Responsibilities, Practices », Editeur Harper Business, New York, USA,
1973, p06.
4
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
oيرى كل من " " Koontz & O’Donnellأن اإلدارة هي "وظيفة لتنفيذ األشياء من خالل اآلخرين"7؛
من خالل كل التعريفات السابقة يمكن التسليم بمجموعة من الحقائق األساسية حول مفهوم اإلدارة
متمثلة فيما يلي:
▪ اإلدارة تطبق على الجماعة وليس الفرد ،أي أن العمل اإلداري يتطلب تعبئة جهود مجموعة من
األفراد؛
▪ إن اإلدارة وسيلة وليست غاية ،وتعتبر أداة لتحقيق هدف أو أهداف محددة؛
▪ اإلدارة هي علم وفن االستغالل األمثل للموارد املتاحة؛
▪ اإلدارة هي بمثابة نظام يساعد املنظمة على التفاعل والتكيف مع بيئتها.
مالحظة:
تتوالى التعريفات املختلفة لإلدارة باختالف تخصصات القائمين على التعريف ،وفترات كتاباتهم والظروف
السائدة وقت تحديدهم ملفهوم اإلدارة ،ولن تتوقف تعريفات اإلدارة ألن العملية اإلدارية (التسييرية) هي في
تطور مستمر وفي أوضاع ديناميكية متجددة.
من خالل ما سبق يتضح أن مفهوم اإلدارة في مضمونه يركز على عنصرين أساسيين هما8:
أ .الكفاءة :والتي يعبر عنها باالستخدام األمثل للموارد املتاحة للمنظمة ،والتي تتضمن "املوارد البشرية،
املوارد املادية ،املوارد املالية ،املوارد املعلوماتية" ،بغرض تحقيق أعلى إنجاز مستهدف وبأقل املوارد
املتاحة ،أي أن النشاط الكفؤ هو النشاط األقل تكلفة؛
ب .الفعالية :يشار إليها القدرة على تحقيق النتائج واألهداف املرغوب فيها.
الكفاءة
-7مسلم عالوي شبلي" ،التوجهات والمفاهيم الحديثة في اإلدارة" ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2018 ،ص.14
- 8خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي" ،مبادئ إدارة األ عمال" ،دار إثراء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،2008 ،ص ص
.25-24
5
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
غيركفؤة كفؤة
غيرغير
كفؤة منظمة
منظمة منظمة كفؤة
فعالة
وفعالة)()2 كفؤة
وفعالة (1 وفعالة ()1
الفعالية
منظمة غير منظمة كفؤة غيرفعالة
كفؤة و غيرفعالة ()4 وغيرفعالة ()3
املصدر :أحمد ماهر" ،اإلدارة :املبادئ واملهارات" ،الدار الجامعية ،الطبعة الثالثة ،اإلسكندرية ،مصر ،2008 ،ص .23
من خالل الشكل نالحظ أن هناك أربع وضعيات ملنظمات األعمال في تحقيق عنصري الكفاءة والفعالية،
حيث نجد ما يلي:
✓ الوضعية األولى :تعبر على أن إدارة املنظمة كفؤة وفعالة ،ما يعني أن املنظمة لها القدرة في التحكم
والتقليص من التكاليف وفي نفس الوقت لديها القدرة على تحقيق أهدافها املتوقعة واملخطط لها،
هذه الوضعية تعتبر مثالية لكل املنظمات باعتبارها أحسن وضعية؛
✓ الوضعية الثانية :تعبر على أن إدارة املنظمة غير كفؤة وفعالة ،ما يعني أن املنظمة ليس لديها القدرة
في التحكم والتقليص من التكاليف وفي نفس الوقت لديها القدرة على تحقيق أهدافها املتوقعة
واملخطط لها ،ما يعني أن املنظمة في هذه الوضعية بإمكانها تحقيق وإنجاز األهداف املتوقعة
واملخطط لها ولكن بمستوى تكاليف مرتفعة ،هذا ما يسمح لها بتحقيق النتائج املرغوب فيها بنفقات
باهضة ،ما يؤدي بها إلى التقليص في هامش الربح؛
✓ الوضعية الثالثة :تعبر على أن إدارة املنظمة كفؤة وغير فعالة ،ما يعني أن املنظمة لديها القدرة في
التحكم والتقليص من التكاليف ولكن في نفس الوقت ليس لديها القدرة على تحقيق أهدافها
املتوقعة واملخطط لها ،ما يعني أن املنظمة في هذه الوضعية بإمكانها التحكم في نفقاتها ولكن دون
تحقي ق وإنجاز األهداف املتوقعة واملخطط لها ،هذه الوضعية ليست جيدة بالنسبة للمنظمة
باعتبار أنها عاجزة عن تحقيق أهدافها املتوقعة بالرغم من التحكم في تقليص نفقاتها؛
✓ الوضعية الر ابعة :تعبر على أن إدارة املنظمة غير كفؤة وغير فعالة ،ما يعني أن املنظمة ليس لديها
القدرة في التحكم والتقليص من التكاليف و في نفس الوقت كذلك ليس لديها القدرة على تحقيق
أهدافها املتوقعة واملخطط لها ،ما يعني أن املنظمة في وضعية حرجة ال تتحكم في تقليص التكاليف
6
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
وال تعمل على تحقيق وإنجاز األهداف املتوقعة واملخطط لها ،هذه الوضعية تعتبر أسوأ وضعية
وتعبر عن فشل املنظمة وسبب في انسحابها من السوق التي تنشط فيها.
مالحظة:
هناك عالقة وطيدة جدا بين مفهومي "الكفاءة والفعالية" حيث يعتبران وجهان لعملة واحدة ،ما يعني أن
عنصر الكفاءة الذي يعبر عنه باالستغالل األمثل للموارد يساعد بدرجة كبيرة في تحقيق نتائج وأهداف
املنظمة التي تسعى إلى تحقيقها ،هذا ما يضمن تحقيق فعاليتها.
املوارد
تنظيم تخطيط
بكفاءة وفعالية -البشرية؛
يتحقق الهدف -املادية؛
توجيه رقابة -املالية؛
-املعلومات واألفكار
املصدر :نعيم إبراهيم الظاهر" ،أساسيات اإلدارة :املبادئ والتطبيقات الحديثة":عالم الكتاب الحديث للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،إربد،
األردن ،2009 ،ص.10
• املوارد املختلفة املتمثلة في "املوارد املادية ،املالية ،البشرية ،املعلومات واألفكار" ،حيث يجب
استخدام هذه املوارد بطريقة عقالنية ورشيدة ما يضمن حسن االستفادة منها في تحقيق النتائج
املرغوب فيها؛
• وظائف اإلدارة املتمثلة في "التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة" ،هذه الوظائف تعبر عن األركان
األساسية ألي عملية إدارية وعلى أساسها يتم عقلنة املوارد املختلفة؛
7
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
• مفهومي الكفاءة والفعالية اللذان يتضمنان االستخدام األمثل للموارد وتحقيق النتائج واألهداف
املرغوب فيها.
هناك اختالف في وجهات النظر بين املفكرين والباحثين واملتخصصين في تحديد هل أن اإلدارة علم أم فن؟،
ففريق منهم يؤكد على أن اإلدارة علم وليست فن باعتبار أنها ترتكز على مبادئ وقواعد وأسس تنظيمية
ساهم في تقديمها مجموعة من العلماء واملفكرين عبر مدارس الفكر اإلداري املختلفة ،وهناك فريق آخر يؤيد
وصف اإلدارة بفن وليست علم ،باعتبار أن اإلداري يجب أن تكون لديه موهبة في التسيير ،حيث يقول
اإلنجليزي " "Gladenأن "اإلداري يولد وال يصنع" ،ما يعني أن ممارسة وتطبيق اإلدارة على أرض الواقع
تحتاج إلى مهارة أفراد لديهم موهبة في التسيير تولد معهم وال يكتسبونها ،في حين هناك فريق ثالث يجمع ما
بين العلم والفن في وصفه لإلدارة.
-1-2-Iاإلدارة علم:
تعتبر اإلدارة كعلم نظرا أن العلم هو "مجموعة من املبادئ والقوانين املنبثقة عن نظريات تعالج موضوعا
محددا" ،حيث يهتم العلم بتفسير الظواهر عن طريق تطبيق تلك املبادئ والقوانين ،كما يمكن اعتبار اإلدارة
كعلم نظرا لكونها تضم حقال واسعا من املعرفة ،ولقد تأكد الطابع العلمي لإلدارة منذ أن نشرت املؤلفات
العلمية للمهندس األمريكي " "F.Taylorواملهندس الفرنس ي " "H.Fayolفي أوائل القرن املاض ي (ق20م).9
-2-2-Iاإلدارة فن:
هناك اتجاه آخر لبعض العلماء يتحدثون عن اإلدارة كفن ،وأن جزء منهم يركزون على صفة الفن في اإلدارة
هي أهم بكثير من صفة العلم ،باعتبار أن الفن هو "الوصول إلى النتيجة املنشودة عن طريق استخدام املهارة
واملوهبة في التطبيق واملمارسة على أرض الواقع ،أي أن الفن يتعلق بتطبيق املعرفة
- 9علي محمد منصور" ،مبادئ اإلدارة" ،مجموعة النيل العربية ،الطبعة الثانية ،مصر ،2004 ،ص( 40بتصرف).
- 10عبدالغفار حنفي ،محمد فريد الصحن" ،إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص( 23بتصرف).
8
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
هناك اتجاه آخر لغالبية العلماء واملتخصصين في إدارة األعمال يعتبرون أن اإلدارة الفعالة هي التي تمتلك
قدرا واسعا من املعرفة اإلدارية ،وتمتلك أيضا قدرا مكمال من املهارة واإلبداع في املمارسة والتطبيق على أرض
الواقع ،هذا ما يعني ببساطة أن العلم والفن يكمل أحدهما اآلخر في اإلدارة ،فالعلم يعني "املعرفة" ،والفن
يعني "مهارة التطبيق للمعرفة والعلم باستخدام املوهبة".11
-3-Iخصائص اإلدارة:
تمتاز العملية اإلدارية بمجموعة من الخصائص املستنبطة من التعريفات املتباينة لإلدارة ،يمكن أن نوجزها
فيما يلي12:
▪ التعقيد :فالوظيفة اإلدارية غاية في التعقيد ،حيث تعرف تغيرات مستمرة في أنشطتها ،بحكم
عالقاتها مع بيئتها الخارجية؛
▪ اإلدارة عملية ديناميكية وليست ساكنة؛
▪ اإلدارة هي نشاط ذهني إنساني هادف؛
▪ العلم والفن يكمل أحدهما اآلخر في اإلدارة؛
▪ اإلدارة تأخذ الشكل الهرمي ،حيث تزداد عدد الوظائف اإلدارية كلما اتجهنا من األعلى إلى األسفل،
باعتبار أن اإلدارة مبنية على وظائف تتأثر فيما بينها وتكون وحدة متماسكة ،هذه الوظائف متمثلة
في( :التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة)؛
▪ اإلدارة ليست هدف في حد ذاته بل هي وسيلة لتحقيق التكامل والتفاعل بين عوامل اإلنتاج؛
▪ ترتبط اإلدارة باملنظمات وتستمد منها مبرر وجودها ،بحيث أنه ال توجد إدارة بدون منظمات؛
▪ لإلدارة أبعاد وتطبيقات عاملية ،حيث تطبق في جميع املجاالت وامليادين التي يوجد فيها اإلنسان
(اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية وغيرها) ،ويعمل على تحقيق أهداف محددة.
-4-Iالنشأة والجذور التاريخية للفكراإلداري:
بعد أن تطرقنا إلى املفاهيم األساسية لإلدارة ،فإنه من املناسب أن نتطرق ونتعرف على املراحل التاريخية
لتطورها والحضارات التي أرست مبادئ هذا العلم ،فلقد ارتبط تطور الفكر اإلداري وتطبيقاته مع
الحضارات اإلنسانية األولى ،فقد قام العديد من بتتبع مراحل تطور علم اإلدارة ،إال أنهم واجهوا صعوبات
كثيرة في العثور على الوثائق التي تكشف عن طبيعة املتغيرات التاريخية القديمة التي مر بها هذا العلم ،إال أن
الرسومات الجدرانية و الفخارية وما كتب على ورق البردي قد تم اعتمادها كوثائق مرجعية ،وثبت أن
9
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
• قيادة وتوجيه املنظمة لتحقيق أهدافها من جهة وأهداف املجتمع ككل من جهة أخرى؛
• تبسيط إجراءات العمل وتجنب اإلسراف واالضطراب واالستخدام الفعال للموارد؛
• التأثير الفعال على عناصر اإلنتاج من حيث تنظيمها والتنسيق فيما بينها بما يتناسب مع ظروف
العمل؛
• تطوير عناصر اإلنتاج وتعظيم الكفاءات واملهارات البشرية وإطالق الطاقات وتجديدها من خالل
التأهيل والتدريب واإلعداد؛
• تحقيق العدالة في توزيع الحوافز املادية واملعنوية ما بين األفراد العاملين ،وتطوير شخصيتهم
الوظيفية وجعلها أكثر فعالية وانسجام مع طبيعة العمل؛
• تجميع البيانات وتحليلها ما يسمح التنبؤ باألحداث ،فاإلدارة تعتبر العين الداخلية والخارجية
للمنظمة التي تزودها باإلبداع والتصور االستراتيجي الذي يساعدها على االستمرار والنمو في أعمالها؛
• التكيف مع التغيرات والظروف البيئية املختلفة "اقتصادية ،سياسية ،اجتماعية ،ثقافية،
تكنولوجية"..؛
• العمل على تحسين مكانة املنظمة ومواجهة املنافسة على املستويين املحلي والدولي.
-8-Iاملستويات اإلدارية:
يتم تقسيم املستويات اإلدارية إلى ثالثة مستويات وهي:21
-1-8-Iاإلدارة العليا (اإلدارة اإلستر اتيجية):
تتمثل في مجموعة املديرين على قمة الجهاز اإلداري الذين يتخذون القرارات التي تؤثر على املؤسسة ككل،
ويرأس هذه املجموعة املدير العام للمنظمة ،وتتميز غالبية القرارات التي يتخذها مستوى اإلدارة العليا
بسمات عديدة من أهمها:
- 20أحمد بن عبدالرحمان الشميمري ،عبدالرحمان بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسى غنام" ،مبادئ إدارة األعمال :األساسيات واالتجاهات
الحديثة" ،مكتبة العبيكان ،الطبعة األولى ،الرياض ،المملكة العربية السعودية ،2004 ،ص.30
- 21أحمد ماهر" ،اإلدارة :المبادئ والمهارات" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .32-31
15
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
✓ األجل الطويل :وهذا يعني أن القرارات في مستوى اإلدارة العليا يكون تأثيرها على املؤسسة مستمرا
لسنوات عديدة في املستقبل؛
✓ الشمولية :بمعنى أن القرارات غالبا ما تشتمل على جوانب متعددة "مالية ،إنسانية ،اجتماعية،
اقتصادية وغيرها".
هذا املستوى اإلداري يعتبر مسؤوال عن تنفيذ قرارات اإلدارة العليا ،كما يتخذون القرارات املرتبطة بإدارة
الوظائف الرئيسية باملؤسسة أو القطاعات األساسية بها ،فعلى سبيل املثال يمكن اعتبار مدراء كل من
الوحدات اإلدارية املتعلقة ب "إدارة قسم التسويق ،إدارة قسم املالية ،إدارة قسم املوارد البشرية ،إدارة
قسم البحث والتطوير..الخ" ،من مديري اإلدارة الوسطى.
العاملون ضمن هذا املستوى يتولون اإلشراف على األعمال التنفيذية باملؤسسة ،ويقومون بتنفيذ توجهات
وسياسات وقرارات اإلدارة الوسطى في مجال إشرافهم ،كما يتخذون قرارات دورية روتينية لسير العمل
اليومي في الوحدات اإلدارية التي يشرفون عليها.
سنوضح طبيعة العاملين في كل مستوى من املستويات اإلدارية من خالل عرض الجدول املوالي.
سنحاول تقديم بعض املالحظات حول املستويات اإلدارية ،واملتمثلة فيما يلي:
16
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
▪ يعتبر املستوى األدنى مسؤوال أمام املستوى األعلى منه مباشرة ،فاإلدارة الدنيا مسؤولة أمام اإلدارة
الوسطى ،بينما تكون اإلدارة الوسطى مسؤولة أمام اإلدارة العليا؛
▪ يقوم كل مستوى إداري بتقديم تقارير دورية عن سير العمل إلى املستوى الذي يشرف عليه ،فاإلدارة
الدنيا تقدم تقارير تفصيلية في فترات قصيرة نسبيا لإلدارة الوسطى ،بينما تقوم اإلدارة الوسطى
بتقديم تقارير أقل تفصيال لإلدارة العليا وفي فترات زمنية متباعدة نسبيا؛
▪ تقوم اإلدارة الدنيا باإلشراف على العاملين الفنيين في املجاالت املختلفة ،ولذلك فإن املشرفين قد
يقومون أيضا بجانب دورهم اإلداري؛
▪ إن املدير على كل املستويات يقوم بالوظائف األساسية لإلدارة ،وهي "التخطيط ،التنظيم ،التوجيه،
الرقابة" ،إال أن مشاركة املستويات اإلدارية املختلفة في هذه الوظائف تختلف من مستوى آلخر،
وهنا نجد أنه بينما تتزايد أهمية وظيفتي التخطيط والتنظيم على مستوى اإلدارة العليا فإن وظيفتي
التوجيه والرقابة تتزايد أهميتها على مستويي "اإلدارة الوسطى واإلدارة الدنيا".
-9-Iمهارات اإلدارة:
إنه من الضروري دراسة مهارات اإلدارة والتي ربما تكون العامل األساس ي في تقرير فعالية وكفاءة املديرين،
وهذا يعني أن هناك مهارات معينة البد من توفرها في املديرين حتى يتمكنوا من إدارة مؤسساتهم بنجاح.
إن النجاح اإلداري يعتمد بالدرجة األولى على األداء أكثر منه على الصفات الشخصية للمدير ،إال أن مقدرة
أي مدير على األداء تكون نتيجة املهارات اإلدارية التي يمتلكها ،واملدير الذي يمتلك مهارات إدارية من املحتمل
أن يكون أداؤه حسنا ،وعلى العكس من ذلك فاملدير الذي ال يمتلك املهارات الضرورية سوف يكون أداؤه
ضعيفا.
هناك ثالثة أنواع من املهارات التي تعتبر ضرورية لنجاح املدير ،وهذه املهارات هي:22
-1-9-Iمهارات فنية:
تشمل املهارات الفنية استعمال معرفة متخصصة وخبرة في تنفيذ أعمال ذات عالقة بأساليب وإجراءات
فنية ،ومن األمثلة على هذا النوع من املهارات نجد" :املهارات الهندسية ،برمجة الحاسوب ،املحاسبة،
الصيانة..الخ" ،إن املهارات الفنية تطلب غالبا القيام بعمل يتعلق بأهداف مادية.
- 22علي عباس" ،أساسيات علم اإلدارة" ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،الطبعة الرابعة ،عمان ،األردن ،2009 ،ص.19
17
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
-2-9-Iمهارات إنسانية:
وهي املهارات التي تعزز التعاون ضمن الفريق الذي يتم العمل معه ،واملهارات اإلنسانية تتعلق بالعمل مع
مختلف االتجاهات السلوكية ،وباختصار يمكن القول أنها تتعلق بالعمل والتواصل مع العنصر البشري.
-3-9-Iمهارات فكرية:
تشمل املهارات الفكرية القدرة على رؤية املؤسسة ككل ،إن املدير الذي لديه مهارات التفكير يكون قادرا على
فهم كيف تعتمد وظائف املؤسسة املختلفة الواحدة على األخرى ،وكيف ترتبط املؤسسة ببيئتها ،وكيف يؤثر
التغيير في أحد أجزاء املؤسسة على النظام الكلي لها.
اإلدارة العليا
✓ أن األفراد العاملين املتواجدين على مستوى اإلدارة العليا يتميزون بمهارات فكرية معرفية وعلمية
متخصصة ،ويعتبرون رأس املنظمة والعقل املدبر لتحقيق أهدافها؛
✓ أما األفراد العاملين املتواجدين على مستوى اإلدارة الوسطى يتميزون بمهارات إنسانية باعتبارهم
حلقة الوصل والربط بين اإلدارة العليا والدنيا أي بين جانبي التخطيط والتنفيذ ،لهذا يجب على
هؤالء العاملين ضمن هذا املستوى أن يتميزوا بأساليب وطرق راقية ذات بعد إنساني في التواصل
مع العاملين لخلق عالقات جيدة تزرع التعاون والتضامن واالنسجام فيما يبن العاملين؛
18
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
✓ أما األفراد العاملين املتواجدين على مستوى اإلدارة الدنيا يتميزون بمهارات تقنية وفنية من أجل
القيام باملهام التنفيذية لألعمال.
هناك مجاالت متعددة تطبق فيها اإلدارة ،فهي تطبق في القطاع العام ويطلق عليها في هذه الحالة (اإلدارة
العامة) ،وتطبق في القطاع االقتصادي وتسمى في هذه الحالة إدارة األعمال.
رغم أن هناك اتجاه جديد في املمارسة اإلدارية في القطاع الحكومي يسمى اإلدارة العامة الجديدة ،الذي
يمارس اإلدارة العامة على مستوى الشركات التابعة للقطاع الحكومي بمنطق إدارة القطاع الخاص (السعي
نحو تحقيق الربح) ،23بصورة مختصرة هناك مؤسسات عمومية غير ربحية مثل املستشفيات العمومية
والجامعات الحكومية ،وهناك مؤسسات عمومية ربحية مثل اتصاالت الجزائر ،شركة سوناطراك ،كما أن
هناك مؤسسات خاصة ربحية مثل شركة االتصاالت ، Ooredooوهناك مؤسسات خاصة غير ربحية مثل
الجمعيات الخيرية.
يعتبر تقسيم اإلدارة إلى إدارة عامة وإدارة األعمال من أهم التقسيمات ،وبالتالي سنحاول توضيح أهم
االختالفات من خالل عرض الجدول املوالي.
- 23صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي" ،اإلدارة واألعمال" ،دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة ،عمان ،األردن،
،2001ص.44
19
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
د .االعتماد على الحاسوب :وذلك بسبب تعقد النموذج الرياض ي أو ضخامة حجم املعلومات التي
تخضع للمعالجة ،أو زيادة حجم العمليات الالزمة لتنفيذ النموذج.
نعني بوظائف اإلدارة عناصر ومكونات العملية اإلدارية (التسييرية) ،إال أن الضرورة تقتض ي التنويه إلى أنه ال
يوجد اتفاق عام بين الباحثين اإلداريين على وظائف اإلدارة ،لكن هناك شبه إجماع على أن وظائف اإلدارة
البد وأن تتضمن "العملية التخطيطية ،والتنظيم ،التنسيق ،التوجيه ،الرقابة" ،وسنعمل على إضافة
وظائف أخرى تعتبر أساسية وجوهرية في نمط اإلدارة املعاصرة متمثلة في" :القيادة ،التحفيز ،االتصال ".
-1-IIIوظيفة التخطيط:
يعتبر التخطيط من بين أهم الوظائف اإلدارية ،حيث يسبق في ممارسته جميع األنشطة التي تقوم املنظمة
بأدائها ،إذ يمثل األسلوب الداعي والهادف لتوجيه جميع املوارد "املادية والبشرية واملالية واملعلوماتية" وفق
املستجدات البيئية ملا يحقق املسار التطوري املستمر في اإلبقاء ومواصلة األداء املستهدف ،إذ أن التخطيط
حظي باهتمام كبير من طرف االختصاصيين والباحثين واملفكرين في املجاالت اإلدارية املختلفة ،كما أن
التخطيط يمثل حالة االستشراف للمستقبل وما ينطوي عليه من متغيرات تساهم بتقليص دائرة املجهول في
إطار وفرة البيانات واملعلومات القادرة على تحقيق صور التنبؤ باملتغيرات املختلفة "االقتصادية واالجتماعية
والثقافية والتكنولوجية....الخ".
-1-1-IIIمفهوم التخطيط:
ال يوجد هناك اتفاق بين الباحثين واالختصاصيين واملنظرين في مجال إدارة األعمال حول تعريف موحد
وشامل للتخطيط نظرا باعتباره عملية معقدة تحكمها ظروف وعوامل مختلفة ،إال أننا سنحاول تقديم
بعض التعريفات املتمثلة فيما يلي:
oلقد عرف "جورج تيري" التخطيط بأنه" :أسلوب للتفكير في املستقبل ،واستعراض احتياجات
ومتطلبات هذا املستقبل وظروفه ،حتى يمكن ضبط التصرفات الحالية بما يكفل تحقيق األهداف
60
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املنشودة" ،ما يعني أن التخطيط هو بمثابة بحث دقيق ومدروس بغرض وضع الخطة وتحديد التتابع
والتسلسل املنتظم للتصرفات التي يتوقع لها تحقيق الهدف املنشود ،والتخطيط يجب أن يسبق
مرحلة التنفيذ ،كما أن معظم الجهود الفكرية والجماعية يمكن أن تكون أكثر فاعلية عن طريق
التحديد املسبق للعمل املطلوب أدائه ،وأين سيؤدي هذا العمل ،وكيف سيؤدي ،ومن سيؤديه82؛
oيعرف هنري فايول التخطيط بأنه" :يشمل التنبؤ بما سيكون عليه الوضع في املستقبل مع االستعداد
لهذا املستقبل"83؛
oكما يعرف التخطيط أيضا بأنه" :عبارة عن مجموعة النشاطات اإلدارية التي تهدف إلى تكييف
املنظمة مع املستقبل ،وإلى التأكد من أن القرارات املتعلقة باملدخالت تساعد على إيجاد النواتج
املطلوبة (لتحقيق األهداف)" 84؛
oكما ينظر إلى التخطيط من ناحية أخرى على أنه "عبارة عن عملية اختيار بين البدائل التي تتاح
مستقبال ،بما يناسب املنظمة ككل وما يناسب كل إدارة من إداراتها الفرعية" ،ويمكن أن نوجز
نشاطات وظيفة التخطيط باختصار في اإلجابة عن األسئلة املوالية:85
▪ ماذا ستقوم املنظمة بعمله؟ What؛
▪ متى ستقوم به؟ When؛
▪ كيف ستقوم به؟ How؛
▪ من سيقوم به؟ .Who
من خالل هذه التعريفات يمكن أن نستنتج أن التخطيط "يعتبر الوظيفة اإلدارية األولى والتي تعتمد عليها
الوظائف اإلدارية األخرى ،والذي يعني االختيار من بين عدة بدائل إلجراءات العمل سواء على مستوى
املنظمة أو اإلدارات واألقسام التي تنتمي إليها ،كما يشتمل التخطيط أيضا على اختيار وتحديد أهداف
املنظمة والوحدات التي تتكون منها ،وبرامج العمل وتحديد وسائل تحقيقها ،وبذلك نجد أن التخطيط يزودنا
باملدخل املنطقي للتنبؤ بهذه األهداف".
-2-1-IIIعناصر التخطيط:
- 82المنصور كاسر ،عواد يونس" ،وظائف اإلدارة" ،جامعة دمشق ،الطبعة الثانية ،سوريا ،1998 ،ص.51
- 83بشير العالق" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص .96
- 84جمال الدين لعويسات" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص .51
- 85نفس المرجع ،ص.51
61
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
إن عناصر التخطيط تتناول املجاالت املختلفة التي تسعى من خاللها املنظمة املعنية من تغطية جميع
النشاطات ذات العالقة لتحقيق الغايات واألهداف املراد إنجازها ،والشكل املوالي يوضح تلك املجاالت.
املوازنات التقديرية
البرامج الغايات واألهداف
عناصرالتخطيط
القواعد االستراتيجيات
اإلجراءات السياسات
املصدر :خضير كاظم حمود ،موس ى سالمة اللوزي" ،مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص.130
أوال-األهداف والغايات:
األهداف هي نهاية ما يسعى إليه النشاط خالل فترة زمنية معينة ،وبذلك يسعى التخطيط والتنظيم وحشد
املوارد املختلفة والتوجيه والرقابة إلى تحقيق هذه األهداف ،وتعكس الخطة الرئيسية للشركة األهداف التي
تسعى إليها.86
ثانيا-االستر اتيجيات:
لقد عرف ألفريد شاندلر " "Alfred Chandlerاإلستراتيجية بأنها" :تمثل إعداد األهداف والغايات األساسية
طويلة األجل للمنظمة ،واختيار خطط العمل وتخصيص املوارد الضرورية لبلوغ هذه الغايات".87
مما سبق نفهم بأن اإلستراتيجية تشمل األهداف والسياسات والخطط الرئيسية ،وتتناول االستراتيجيات
مختلف الخطط الزمنية والوظيفية التي تقوم املنظمة عادة باعتمادها في مختلف املستويات الكلية أو
أنشطة األعمال أو التشغيلية ،والشكل املوالي يوضح طبيعة تلك االستراتيجيات املختلفة.
اإلستر اتيجيات
87
الكلية
- 86عبدالغفار حنفي ،محمد فريد الصحن" ،إدارة األعمال" ،مرجع سيق ذكره ،ص.100
-Alfreid Chandler, « Strategy and Structure », Mass :M.I.T. Press, Cambridge, 1962, p15.
62
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املصدر :خضير كاظم حمود ،موس ى سالمة اللوزي" ،مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص.131
ثالثا-السياسات:
نقصد بالسياسات (مجموعة اإلرشادات التوجيهية العامة التي توضح االتجاهات التي يجب أن تسلكها
كذلك تعرف السياسات بأنها مجموعة من املبادئ التي توضح كيفية االلتزام من قبل اإلدارات املختلفة في
املنظمة بتحقيق وإنجاز األهداف املطلوبة ،وذلك من خالل تطبيق بعض القواعد واألنظمة .ومن هذين
التعريفين نستنتج أن السياسة عبارة عن مبدأ عام ،أما القاعدة فهي تصرف محدد يجب أن يتم لتحقيق
هذا املبدأ في جانب محدد من العمل والنشاط.88
يمكن تصنيف السياسات حسب املستوى اإلداري الذي تشكل وتطبق فيه إلى (سياسات أساسية "إدارة
عليا" ،سياسات فرعية "إدارة وسطى" ،سياسات تنفيذية "إدارة دنيا").
ر ابعا-اإلجراءات:
اإلجراء هو نظام يصف بالتفصيل الخطوات التي ينبغي القيام بها لتحقيق أو إنجاز عمل ما ،واإلجراءات تركز
على التفاصيل أما السياسات فتركز على املداخل العامة الرئيسية ،وأهم ما يوصف به اإلجراء هو عملية
التتابع الزمني واملنطقي للخطوات التفصيلية الالزمة لتنفيذ العمل ،ولتوضيح العالقة بين السياسة واإلجراء،
مثال لنفترض أن سياسة املشروع هي (منح إجازات للعاملين باملنظمة القائمة على املشروع) ،وهذا ينبغي
تحديد اإلجراءات الالزمة لوضع هذه السياسات موضع التطبيق مثل إجراء وضع جدول باإلجازات حتى ال
- 88مدني عبدالقادر عالقي" ،اإلدارة" ،دار تهامة للنشر ،جدة المملكة العربية السعودية ،2004 ،ص.276
63
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
تتعطل مصالح العمل ،وتحديد أنواع اإلجازات (اعتيادية ،مرضية ،عارضة ،براتب كامل ،بنصف راتب ،بدون
راتب ،)...وكيفية شروط الحصول عليها. 89
خامسا-القواعد:
القاعدة عبارة عن خطة أو مرشد تفصيلي تتضمن ما يجب القيام به وما يجب االمتناع عنه عند تنفيذ
العمل ،وفق قاعدة األمر والنهي ،والقواعد نوعان :النوع األول يكون مرتبطا بالسلوك فتوضح السلوك
الصحيح من السلوك غير الصحيح ،فعبارة ممنوع التدخين مثال قاعدة سلوكية يجب التقيد بها ،والنوع
الثاني يكون مرتبطا بالسياسات واإلجراءات فتوضح ما يجب القيام به ،إذ يمكن القول أن القواعد ال يمكن
تجاوزها ال في السلوك وال في أداء العمل ،كما أن املرونة غير واردة فيها إال أنها تكون واضحة ومفهومة ومعلنة
على الجميع ،كما أنها مرتبطة بالئحة الجزاءات والعقوبات التي تطبق على كل فرد يخالفها لتكتسب الجدية
وااللتزام بها ،وهي كذلك تعتبر أداة للرقابة على السلوك اإلنساني ،وتشكل القواعد والسياسات واإلجراءات
دائرة متكاملة تضبط حسن سير وتنفيذ الخطة.90
سادسا -البرامج:
إن البرامج تشكل مزيجا مركبا ومعقدا من األهداف والسياسات واإلجراءات والقواعد واملهام والخطوات التي
ينبغي القيام بها وتحديد املوارد املطلوبة بشأنها وجميع التسهيالت الالزمة ألداء نشاط إنتاجي أو خدمي معين،
كذلك تحديد املوازنات التقديرية الالزمة إلنجازها ،والبرامج تتضمن عادة برامج فرعية أصغر ترتبط بها
ارتباطا عضويا ،بحيث أن أي تأخير في إنجاز أحدهما يؤثر بشكل واضح في إنجاز البرامج األخرى ،والبرامج
تتعلق بمختلف النشاطات التي تقوم بأدائها املنظمة ،وهناك صفات مشتركة تتسم بها مختلف البرامج وهي:91
سابعا-املوازنات التقديرية:
64
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املوازنة كخطة عبارة عن بيان أو تقرير بالنتائج املتوقعة معبرا عن ذلك في شكل رقمي ،وقد يعبر عن ذلك في
شكل مالي أو في شكل ساعات عمل ،أو وحدات إنتاج ،أو ساعات عمل لآلالت ،أو معايير أخرى ،ما يعني أن
امليزانية التقديرية ال تتعلق بالنواحي املالية فقط.
قد تكون هذه املوازنات خاصة بالنشاط أو العمليات ،لذلك توضع ميزانية للنفقات ،وقد تعبر عن التدفقات
الرأسمالية الخارجية وتسمى بامليزانية الرأسمالية ،وقد تركز على التدفقات النقدية وتسمى بامليزانية النقدية.
تستخدم هذه امليزانيات كأدوات رقابية ،إال أن إعداد هذه امليزانيات في حد ذاته هي عملية تخطيطية ،فهي
تجبر الشركة لإلعداد املسبق لها سواء لفترة قصيرة أو طويلة ،والذي يتطلب إعداد تقديرات بالتدفقات
النقدية املتوقعة ،والنفقات واإليرادات وتقدير اإلنفاق الرأسمالي ،وساعات العمل لألفراد واآلالت خالل
الفترة التي تعد عنها امليزانية املعنية ،وهي ضرورية حيث تستخدم كمعايير للرقابة ولكنها ال تصلح إال إذا كانت
تعكس الخطة.
-3-1-IIIأهمية التخطيط:
إن أهمية ممارسة التخطيط الذي يساعد على تحقيق أهداف عديدة من بينها ما يلي:92
هناك خمسة ( )05خطوات أساسية للعملية التخطيطية ،وهي" :تحديد األهداف ،وضع الفروض ،تحديد
البدائل ،تقييم البدائل ،اختيار الخطة املقترحة"،وفي أدناه شرح موجز لكل خطوة:
- 92جمال الدين لعويسات" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص .53
65
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
يتم من خالل هذه املرحلة القيام بإجراءات وتحليل ( ،)SWOTإذ يتناول دراسة وتحليل البيئة الداخلية
والخارجية على النحو املوالي:
يعتمد تحليل البيئة الخارجية بدرجة أولى على جمع املعلومات املختلفة الخاصة بعوامل هذه البيئة.
-بعد جمع املعلومات األساسية و تنظيمها في شكل مناسب يتم تقديمها إلى املديرين و أصحاب القرار
ملناقشتها و تقديم تقارير و تحاليل حولها و منه الفرص املتاحة أمام املؤسسة و التهديدات املحيطة بها.
الفرص" :"Opportunitiesهي أوضاع أفضل للمؤسسة في املستقبل النتهازها في عقد صفقات أو
زيادة مبيعات أو دخول سوق جديدة أو إزاحة منافس.
التهديدات" :"Threatsهي مشاكل أو اضطرابات أو أضرار محتملة تنشأ جراء تغيرات غير محددة
بعناصر البيئة ،هذه التغيرات لها آثار عكسية على أهداف املشروع مثل ظهور منافسين أقوياء،
فرض ضرائب على منتجاتها...
ب .تحليل البيئة الداخلية:
يعني تحليل البيئة الداخلية إلقاء نظرة فاحصة على التنظيم من الداخل لتحديد مستويات األداء ،مجاالت
القوة و مجاالت الضعف باإلضافة إلى القيود ،إن مثل هذا التحليل عادة ما يكون أكثر جدوى وفائدة ،قياسا
على تحليل املنافسة نظرا ألهميته في بناء اإلستراتيجية و كثرة املعلومات التي يقدمها واملجاالت التي يعطيها،
ويقدم التحليل الداخلي معلومات تفصيلية عن املبيعات ،اإلنتاج األرباح ،التكاليف ،الهيكل التنظيمي ،نمط
اإلدارة...
تلك األشياء امللموسة و غير امللموسة التي تمتلكها املنظمة و تكون قادرة على استخدامها بشكل إيجابي
إلنجاز أهدافها و بما يجعلها متفوقة على املنافسين في ذات الصناعة.
66
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
هو النقص في اإلمكانيات و القدرات التي تمكن املنظمة من بلوغ ما تسعى إلى تحقيقه قياسا باملنافسين و ما
ينعكس سلبا على أداء املنظمة ككل.
-الجدول املوالي يوضح متضمنات بعض من عناصر القوة و الضعف و اللذان يمثالن تحليل البيئة الداخلية
في املنظمة و التي يمكن أن تختلف من منظمة إلى أخرى بحسب خصوصية نشاطها.93
مالحظة:
يتم اكتشاف نقاط القوة و نقاط الضعف الداخلية بعد جمع املعلومات و الخاصة باألداء الداخلي،
يستطيع القائمون على إدارة املؤسسة أن يحددوا اتجاه بياناتهم على أساس املاض ي و الحاضر ،يمكن التنبؤ
باملستقبل من خالل:
ثانيا-تحديد األهداف:
من أولى خطوات التخطيط أن يكون للمشروع مجموعة من األهداف املحددة والقابلة للتنفيذ ،حيث أن
أهمية تحديد األهداف تعتبر كشرط أساس ي من شروط تحقيق الخطط لألهداف املرسومة ،فاألهداف
العامة للمنظمة مطلوب وضعها وتحديدها ،وكذلك أهداف كل الوحدات التابعة للمنظمة (أهداف فرعية)،
وينبغي أن تحكم أهداف املنظمة طبيعة كل الخطط الرئيسية ،وأهداف هذه اإلدارات تحكم بدورها أهداف
األقسام وهكذا كلما اتجهنا إلى األسفل.
ضرورة العناية الفائقة بوضع فروض تخطيطية على أسس علمية آخذين بعين االعتبار عوامل البيئة
الداخلية والخارجية ،حيث إن هذه الفروض في غاية األهمية ألنها تمثل املستقبل الذي على أساسه سوف
توضع الخطط ،ووضع الفروض يتطلب تنبؤات.
ر ابعا-تحديد البدائل:
- 93ثامر ياسر البكري" ،استراتيجيات التسويق" ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2008 ،ص ص.221-220
67
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
من النادر أن نجد خطة ليس أمامها إال بديل واحد ،بل العكس هو الصحيح ،حيث يوجد عادة أكثر من بديل
واحد ،وكثيرا ما يثبت أن الدليل غير الواضح أو غير الظاهر من أول وهلة هو األفضل ،وبعد تخفيض عدد
البدائل ا ملتاحة عن طريق االقتصار على تلك التي تعد بأفضل النتائج ،ويقوم املخطط بعد ذلك باختبار هذه
البدائل ،وبالنسبة للبدائل الخاصة بالخطط الرئيسية فإن هذا االختبار قد يكون على جانب كبير من
التعقيد ،ويستلزم إعداد تنبؤات مفصلة للتكاليف واإليرادات وللمركز املادي وللكثير من االعتبارات األخرى
ذات الطبيعة املرسومة.
خامسا-تقييم البدائل:
إن هذه الخطوة تتطلب جهودا مضنية من اإلدارة األمر الذي يفرض االستعانة بالحاسوب الذي يمكن من
خالله استخدام أساليب بحوث العمليات القيام بعملية املفاضلة بين هذه الخطط على ضوء االعتبارات
الداخلية والخارجية املحتملة ،وعلى أساس معايير التكلفة والجهد ،والجوانب اإلنسانية ،وفي هذه الخطوة
تتم اإلجابة على أسئلة مثل:
✓ هل تتواءم هذه الخطوط البديلة مع األهداف العامة لإلدارة العليا ومع األساليب التنفيذية للعمليات
القائمة اآلن في املنظمة؟
✓ ما هي التعديالت املطلوب اتخاذها في حالة تبني إحدى هذه الخطط؟
✓ هل يحقق اختيار واحدة من هذه الخطط األهداف املطلوبة من حيث "التكاليف ،السرعة ،أو جودة
العمل املطلوب".
سادسا-اختيارالخطة املقترحة:
إن هذه الخطوة هي نهاية املطاف في عملية إعداد الخطة ،وهنا يجب على اإلدارة وقبل اتخاذ القرار حول
الخطط الواجب اتخاذها ،اإلجابة على التساؤالت التالية:
68
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
على ضوء ذلك يتم تحديد الخطة املطلوبة ،وتبدأ من ثم عملية إعداد الخطط الفرعية في مختلف النشاطات
والعمليات باملنظمة ،وهنا ينبغي أن تشتمل هذه الخطط الفرعية على تحديد العمليات املطلوبة من كل
قسم ،الوقت الذي يجب أن يبدأ وينتهي منه العمل ،واألشخاص واملسؤولين عن التنفيذ.94
للتخطيط الجيد في منظمات األعمال خصائص معينة تميزه عن غيره من التخطيط الذي ال يعتمد املنهج
العلمي وال يقوم على أساس تقديرات منطقية ،ومن هذه الخصائص ما يلي:95
ترشيد اإلنفاق :ويقصد بذلك أن على املخطط أن يأخذ بعين االعتبار موضوع االستخدام األمثل
للموارد البشرية واملالية واملادية املتاحة ،فعليه أن يعمل وفق عنصر التكلفة املثالية بحيث ال تكون
عالية؛
املرونة :يعمل التخطيط في ظروف عدم التأكد والغموض الذي يكتنف املستقبل ،ويحاول املخطط
أن يكشف عن ما سيأتي به الزمن القادم ،من خالل عملية التنبؤ ودراسة احتماالت حدوث
متغيرات ،فإذا ما كانت الخطة مرنة فإن ذلك سيساعد على إجراء التعديالت عندما يستلزم األمر
ذلك ،وهذه هي طبيعة التخطيط في منظمات األعمال؛
املشاركة :ويقصد بذلك أن تقوم بعملية التخطيط لجنة من ذوي الخبرة وليس شخصا واحدا ،ألن
هذا الشخص غير قادر بمفرده أن يضع خطة جيدة ،فطبيعة التخطيط تقتض ي أن يشارك فيها
جميع العاملين في املنظمة ،وتقوم اللجنة بجمع وجهات النظر واآلراء من املوظفين كل حسب موقعه
التنظيمي؛
التوقيت :ويقصد بذلك أن يكون للخطة جدول زمني محدد له بداية ونهاية محددتان ،يلتزم به
الجميع ،بحيث يضع األعمال ضمن سلم أولويات ،وبحيث يعرف أي األنشطة سيبدأ أوال وأي
األعمال ثانيا....وهكذا حتى نهاية فترة الخطة؛
الشمولية :أن يكون اهتمام املخططين بكافة جوانب العمل في املنظمة ،بمعنى أن ال يكون التخطيط
نشاطا على حساب نشاط آخر أو لفرد على حساب آخر ،فاهتمام املخطط يجب أن يكون عادال
ومتوازنا؛
االستمرارية :التخطيط عملية مستمرة ال تنتهي إال بانتهاء حياة املنظمة؛
- 94جميل أحمد توفيق" ،إدارة األعمال-مدخل وظيفي ،"-دار الن هضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان ،2004 ،ص ص.162-161
- 95علي عباس" ،أساسيات علم اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .96-95
69
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املتابعة :يجب على املسؤولين في املنظمة القيام بمهام املتابعة ،ألن املتابعة ضرورية حتى تكشف
االنحرافات السلبية ويتم القيام بتصحيحها أوال بأول قبل أن تكبر ويصبح أمر معالجتها صعب
ومكلف؛
الوضوح :أن تتصف الخطة بوضوح أهدافها والبعد ما أمكن عن التعقيد وتجنب الظن والتشويش
وسوء الفهم من قبل من يقوم بتنفيذها؛
السرية :بعض جوانب الخطة وأهدافها يعتبر مهما جدا للمنظمة ،خاصة تلك الجوانب املتعلقة
بالسوق ،فهذه أمور سرية يجب املحافظة عليها حتى ال تتسرب إلى املنافسين؛
الو اقعية :يجب أن يقوم التخطيط ومن خالل التنبؤ على توقعات معقولة ومحسوبة وغير مبالغ
فيها؛
مراعاة العنصر اإلنساني :أي معاملة املوظفين والعمال معاملة ممتازة واملحاولة دائما رفع معنوياتهم
لنضمن حسن تنفيذ الخطة وتحقيق أهدافها.
-2-IIIوظيفة التنظيم:
يعد التنظيم من أكثر املفاهيم اإلدارية التي تباينت بشأنه اآلراء واملفاهيم الفكرية تبعا لتباين اإلطار الفكري
واملعرفي للباحثين ،حيث أن التنظيم ال يعد غاية بحد ذاته وإنما يعتبر وسيلة أساسية لتحقيق أهداف إدارية
محددة.
-1-2-IIIمفهوم التنظيم:
oيعرف كل من" "Koontz&O’Donnellالتنظيم بأنه" :تجميع أوجه النشاط الالزمة لتحقيق األهداف
والخطط ،وإسناد هذه النشاطات إلى إدارات تنهض بها ،وتفويض السلطة والتنسيق بين الجهود"96؛
oويعرف " "Henry Fayolالتنظيم بأنه" :امتداد املنشأة بكل ما يساعدها على تأدية وظائفها من املواد
األولية والعدد ورأس املال واألفراد ،وتستلزم وظيفة التنظيم من املدير إقامة العالقات بين األفراد
بعضهم البعض وبين األشياء بعضها البعض"97؛
- 96أحمد محمد حسن" ،إدارة التخطيط والتنظيم" ،دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2007 ،ص.85
- 97فتحي أحمد دياب عواد" ،إدارة األعمال الحديثة بين النظرية والتطبيق" ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2013 ،ص.140
70
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
oيعرف " "Daviesالتنظيم بأنه" :الوظيفة التي تخلق أو توفر الظروف األساسية والعالقات التي هي
بمثابة متطلبات للتنفيذ االقتصادي الفعال للخطة والتنظيم يشمل تبعا لذلك التجهيز أو اإلعداد
والتوفيق املسبق للعوامل الرئيسية وللقوى األساسية ،كما هو موضح في الخطة"،98
oيعبر عن التنظيم كذلك بذلك اإلطار الذي يتم بموجبه ترتيب جهود األفراد وتنسيقها نحو تحقيق
أهداف محددة تسعى املنظمة املعنية لبلوغها ،حيث أن التنظيم يتطلب أن يتم تحديد األطر
املوالية:99
)aتحديد األعمال والنشاطات التي تمارسها اإلدارة لتحقيق أهدافها؛
)bتحديد األفراد العاملين في املنظمة على مختلف مستوياتهم العلمية والفنية؛
)cتصميم وإعداد الهيكل التنظيمي الذي يتم بموجبه توزيع األفراد العاملين بين مختلف األعمال
والنشاطات املختلفة؛
)dتحديد العالقات وسبل االتصاالت بين مختلف الوحدات اإلدارية والتنظيمية للمنظمة؛
)eتحديد الصالحيات واملسؤوليات املناطة بكل فرد داخل الوحدات اإلدارية املختلفة.
من هنا يتضح بأن التنظيم وظيفة إدارية يتم بموجبها تحديد األنشطة املختلفة للقائمين باألداء بغية تحقيق
األهداف املطلوبة ،ويتم في ضوئها تنسيق الجهود الفردية والجماعية على حد سواء بغية تحقيق اإلنجاز
املستهدف ،ويمكن القول بأنه تعبئة واعية للجهود الفردية والجماعية وتنسيقها نحو تحقيق األهداف
املطلوبة ،ويعد أكثر األساليب أهمية في تحقيق النشاطات التنظيمية في املنظمات املختلفة.
التوزيع العلمي الصحيح للوظائف بطريقة ال يكون فيها للتأثير الشخص ي دور يذكر؛
تجنب ومنع االزدواجية أو التكرار في أداء األعمال ،بحيث تعطى لكل موظف الوظيفة التي تتالءم مع
خبرته واختصاصه ومؤهله العلمي؛
تحديد العالقة بين املوظفين ،بحيث يعرف كل موظف اختصاصاته وحدود صالحياته والتنسيق
فيما بينهم بالنسبة لألعمال التي يشترك في إنجازها أكثر من موظف أو إدارة أو قسم؛
71
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
لكي تحقق إدارة املنظمة أهدافها بكفاءة وفعالية عاليتين ،البد من توافر الخصائص الهادفة للتنظيم
وهي:101
أوال-االستفادة من التخصص :البد من االستفادة من هذا املبدأ عن طريق إيجاد وحدة تنظيمية متخصصة
بإنجاز كل عمل إداري أو فني وإناطة هذه األعمال بفرد أو أكثر وفقا لطبيعة األنشطة وأحجامها التشغيلية
وأن االستفادة من التخصص الوظيفي من شأنه أن يسهل مبدأ املراقبة والتقييم لألعمال أو األنشطة
املختلفة ،إضافة لتحقيق املزايا الكامنة وراء التخصص الوظيفي أو الفني في األداء؛
ثانيا-التنسيق بين األنشطة التنظيمية :أي أن أي نشاط وظيفي من شأنه أن يعتمد على النشاطات األخرى،
حيث يساهم التنسيق بين األنشطة في تحقيق الوضوح في أداء كل نشاط وظيفي من جهة وتقليص االزدواجية
في العمل من جهة أخرى؛
ثالثا-االهتمام باألنشطة املهمة :إن النشاطات األساسية واملباشرة إلنجاز األهداف ينبغي أن يتم إعطاءها
أهمية أساسية ويتم وضعها في املستوى اإلداري املنسجم مع غيرها من األنشطة الثانوية أو غير املباشرة؛
ر ابعا-تحقيق الرقابة التلقائية :تكمن أهمية الرقابة التلقائية بعدم إعطاء شخص واحد مسؤولية إنجاز
عملين أحدهما يعد بمثابة رقابة فاعلة على اآلخر ،فمثال ال تعطى مهمة الشراء لفرد معين وفي نفس الوقت
يقوم باستالم البضاعة ،هذا ما يقلل من فاعلية الرقابة التلقائية على األداء؛
خامسا-عدم اإلسراف :يجب النظر إلى طبيعة الهياكل التنظيمية وتحقيق املوازنة الهادفة بين التكاليف
الناجمة عن إنشاء هذه الوحدات والعوائد االقتصادية املتحققة لها على املديين البعيد والقصير؛
- 101محسن مخامرة وآخرون" ،المفاهيم اإلدارية الحديثة" ،مركز الكتب األردني ،الطبعة السادسة ،عمان ،األردن ،2000 ،ص ص .135-134
72
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
سادسا-التعاون بين العاملين في املنظمة :إن خلق حالة التعاون بين العاملين بمختلف مستوياتهم
التنظيمية في املنظمة اإلنسانية الفاعلة ال يجري بصورة تلقائية أو اعتباطية ،وإنما هو عبارة عن عملية
منظمة ومستمرة وتشكل أهمية كبيرة في مواصلة األداء الفعال؛
-4-2-IIIأنواع التنظيم:
يواجه املدراء في املنظمات بصورة مستمرة حاالت من العمل بين األفراد العاملين بصورة تتطلب خلق التوازن
بين ظهور نوعين من األطر التنظيمية التي تتمحور من خاللها النشاطات التنظيمية املختلفة وهي:102
✓ التنظيم الرسمي؛
✓ التنظيم غير الرسمي.
أ .التنظيم الرسمي:
يمثل التنظيم الرسمي في املنظمة اإلطار الهرمي الذي يتحدد في ضوء العالقات التنظيمية العمودية واألفقية
على حد سواء ،كما يوضح املواقع الوظيفية وما يرافقها من صالحيات ومسؤوليات ،إضافة إلى تحديد أنواع
العالقات الرسمية بينها من حيث طبيعة االتصاالت السائدة وحركة العالقات القائمة بين التقسيمات في
إطارها األفقي والعمودي ،حيث أن العالقات العمودية (الرأسية) تبين العالقة القائمة بين الرئيس واملرؤوس،
أما العالقات األفقية فإنها توضح العالقة القائمة بين املديرين في املستوى الواحد ،ويعد تدرج السلطة
وتحديد املسؤوليات وتوزيعها من األنشطة التي البد من أن توليها املنظمة اهتماما كبيرا ،إذ بدون اعتمادها
تنظيميا فإن ذلك يؤدي إلى عدم االستجابة لألوامر وبذلك تعم الفوض ى ويكون هناك ازدواجية في التنظيم.
يتكون في إطار الهياكل التنظيمية الرسمية بروز نوع من العالقات غير الرسمية التي تفرزها حقيقة
التفاعالت االجتماعية السائدة بين األفراد أو جماعات العمل ،وتعد هذه الحالة من الحقائق التي تلعب أدوارا
واضحة في حياة املنظمة باعتبارها وحدة اجتماعية هادفة.
- 102خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود" ،نظرية المنظمة" ،2014 ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .171-164
73
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
فالعالقات غير الرسمية غالبا ما تنشأ بين األفراد بسبب وجودهم املادي في إطار العمل وتتعمق بين األفراد
تدريجيا أواصر العالقات غير الرسمية بصورة واسعة ومتزايدة ومؤثرة ،لذلك تسعى املنظمات املعاصرة إلى
دراسة وتحليل الجماعات الصغيرة واالستفادة منها لغرض زيادة كفاءة األداء وفاعليته وتعزيز دور األفراد في
تحقيق أهداف املنظمة.
-5-2-IIIالهيكل التنظيمي:
لكل نظام أو تنظيم هيكل أو بناء يمثل عمليا جسم أو جسد التنظيم ،فالسيارة والحاسوب واملنظمة...الخ كل
منهم له بناء وإطار هيكلي يتحدد بموجبه طبيعة ذلك النظام.
الهيكل التنظيمي أو البناء التنظيمي يمثل اإلطار الذي تحدد بموجبه العالقات السائدة في املنظمة ،فبمجرد
القيام بتوزيع األعمال ،وإجراءات التعيينات فإن معظم املديرين يقومون بإضفاء الشكل الرسمي على
تنظيماتهم في الخريطة التنظيمية.103
تختلف الهياكل التنظيمية للمنظمات باختالف البيئة التي تعمل بها هذه املنظمات والعوامل املؤثرة بها ،ومن
بين هذه العوامل نجد ما يلي:104
.Aحجم املنظمة :عندما يكون حجم املنظمة كبيرا يحتاج لهيكل كبير به وظائف وتقسيمات تنظيمية
كثيرة ومستويات إدارية متعددة ،والعكس صحيح عندما تكون املنظمة صغيرة؛
.Bمجال عمل املنظمة (طبيعة نشاط املنظمة) :فهيكل املنظمة يختلف حسب طبيعة نشاطها،
فالهيكل التنظيمي للمنظمة الخدمية يختلف على الهيكل التنظيمي للمنظمة الصناعية ،فمثال ال
يوجد قسم اإلنتاج في املنظمات الخدمات وهو يقتصر فقط على املنظمات الصناعية التي تقوم
بعمليات تحويلية؛
.Cدرجة التكنولوجيا :تلعب التكنولوجيا دورا كبيرا في بناء الهيكل التنظيمي للمنظمة ،ألن طبيعة
التكنولوجيا تحدد طبيعة العمل بين هذه الوظائف ،وكلما ازداد تعقيد التكنولوجيا املستخدمة كلما
ازداد تعقيد الهيكل التنظيمي للمنظمة؛
- 103عبدالمعطي محمد ع ساف" ،مبادئ اإلدارة المفاهيم واالتجاهات الحديثة" ،مكتبة المحتسب ،عمان ،األردن ،1994 ،ص.126
- 104بن حمود سكينة" ،مدخل للتسيير والعمليات اإلدارية" ،دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص.88
74
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
.Dاملنطقة الجغر افية :إن املنطقة الجغرافية التي تغطيها املنظمة تلعب دورا كبيرا في تحديد هيكلها
التنظيمي ،فاملنظمة التي توزع سلعها على نطاق واسع جغرافيا يكون هيكلها التنظيمي أكبر من
املنظمة التي توزع سلعتها في نطاق ضعيف؛
.Eدرجة التخصص :إن التركيز على التخصص يؤدي إلى زيادة درجة تعقيد الهيكل التنظيمي ،وذلك
بسبب تواجد الكثير من الوحدات اإلدارية املتخصصة.
تعمل املنظمة على تقسيم جهودها إلى عدد من الوحدات اإلدارية ،وبالتالي تحديد شكل الخريطة التنظيمية
ينبغي أن يكون نابعا من االحتياجات الحقيقية للمنظمة ،في ضوء ما تسعى إلى تحقيقه من أهداف ،وما
تفرضه عليها املتغيرات البيئية التي تعمل فيها من قيود.
هناك عدد من األسس التي يمكن على أساسها تقسيم الوحدات اإلدارية (بناء الخريطة التنظيمية) للمنظمة،
ومن أهم هذه األسس نجد ما يلي:
أ .التقسيم على أساس الوظيفة :هنا يتم تقسيم الوحدات اإلدارية وفقا للوظائف التي تؤديها هذه
الوحدات ،وهو ما سنوضحه في الشكل املوالي.
املدير العام
املصدر :خليل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود" ،نظرية املنظمة" ،2014 ،مرجع سبق ذكره ،ص .177
ب .التقسيم على أساس املنتج :يعد هذا النمط من التقسيم شائعا بشكل كبير في املنظمات التي تقوم
بإنتاج أو بيع أنواع متعددة من السلع وبكميات كبيرة ،والشكل أدناه يوضح هذا التقسيم.
75
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املصدر :بشير العالق" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص .156
ج .التقسيم على أساس املنطقة الجغر افية :تبعا للتقسيم الجغرافي فإنه يتم تنظيم أقسام مستقلة
لكل من املناطق التي يقوم املشروع بتقديم أعماله فيها ،سنوضح هذا النوع من التقسيم من خالل
الشكل املوالي.
املدير العام
املصدر :جمال الدين عويسات" ،مبادئ اإلدارة " ،مرجع سبق ذكره ،ص .79
د .التقسيم على أساس العمالء :يشيع في منظمات كثيرة تقسيم أوجه النشاط على أساس مصالح
مختلف العمالء في منظمات األعمال ،والشكل املوالي يوضح هذا النوع من التقسيم.
املدير العام
املصدر :خضير كاظم حمود ،موس ى سالمة اللوزي" ،مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص .231
ه .التقسيم على أساس العمليات :وفيه يتم تقسيم النشاطات في املنظمة وفقا للعمليات الفنية التي
تتم تأديتها ،والشكل أدناه يوضح هذا النوع من التقسيم.
76
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
و .تقسيم على أساس الزمن :من أمثلة هذا النوع هو تقسيم العاملين في املنظمة أو في قسم منها على
أساس البعد الزمني ،وعادة ما يتبع هذا األسلوب من أساليب التقسيم في املستويات السفلى من
التنظيم ،ومن أنواع املنظمات التي يشيع فيها استخدام هذه الطريقة منظمات األمن ،فتجد فريق
من العاملين يعم ل في الفترة الصباحية ،وفريق آخر يعمل في الفترة املسائية ،كذلك املستشفيات
تجد فريق طبي يعمل في الفترة الصباحية وفريق طبي آخر يعمل في الفترة املسائية.105
ز .التقسيم املختلط (املزيج التنظيمي) :يمثل هذا النمط من التقسيم مزيجا مختلطا من تطبيق
القواعد املختلفة لتقسيم األنشطة ،سيما وأنه ليس هناك نموذج تنظيمي متكامل يصلح للتطبيق في
مختلف املنظمات أو لجميع املستويات التنظيمية ،وسنوضح هذا النوع من التقسيم من خالل
عرض الشكل املوالي.
- 105جمال الدين عويسات" ،مبادئ اإلدارة" نفس المرجع السابق ،ص .82
77
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املصدر :بشير العالق" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص .156
-3-IIIوظيفة التنسيق:
تنبع الحاجة إلى التنسيق من اختالف وجهات النظر بشأن كيفية تحقيق األهداف الجماعية أو كيفية عمل
املجموعة بانسجام وتوافق ،حيث غالبا ما يفسر األشخاص األهداف املتشابهة بطرق مختلفة ،وكثيرا ما ال
تتفق جهودهم لتحقيق تلك األهداف مع جهود اآلخرين ومن ثم تصبح مهمة املدير التوفيق بين االختالفات في
كيفية أداء العمل وتوقيته واالهتمامات واألهداف الفردية والجماعية ،ويتضمن القيام بالتنسيق االطمئنان
إلى أن كل املجموعات وجميع األشخاص يعملون بفاعلية وعلى نحو اقتصادي وبتوافق في اتجاه الهدف
الرئيس ي ،هذا ويمكن القول أن املنظمة الكفؤة تعمل على خلق تنسيق فعال.
إن التنسيق هو العملية التي تهدف إلى الوصول إلى وحدة العمل بين األنشطة املتداخلة ،ويكون التنسيق
ضروريا حيثما وجد اثنان أو أكثر من األفراد املتداخلين ،أو الجماعات املتداخلة أو األقسام املتداخلة تسعى
لتحقيق هدف عام ،ونجد أن مسؤولية التنسيق تقع أساسا على مجلس اإلدارة واملدير التنفيذي ،والحاجة
إلى هدف رئيس ي يعتبر أمرا إلزاميا ،حيث بدون وجود هدف واحد في أذهان الناس فإن تنسيق الجهود
يستحيل تحقيقه.
حيث أنه ال يمكن إجبار األفراد على التعاون فإنه من املهم وجود بيئة مناسبة لتبادل املعلومات ،وقد تنشأ
نزاعات ما بين اإلدارة والعاملين ،وينبغي تهدئة تلك النزاعات ،ولو تحقق االهتمام بالنواحي اإلنسانية فإن تلك
النزاعات سوف يتم القضاء عليها ،وبذلك فإن التنسيق وظيفة إدارية ضرورية هامة لنجاح التنظيم في
تحقيق أهدافه املرسومة.
كما أن درجة وأهمية وثقل أبعاد التنسيق ال تتشابه في جميع املنظمات والحاالت والظروف ،فبعض األقسام
تتسم بالتداخل الشديد ،ويتعين على املدير بذل جهود كبيرة لضمان التنسيق ،ومن ناحية أخرى فإن عمل
بعض األقسام في بعض املنظمات ال يتضمن تقريبا أي تداخل ،مثال "قد يقرر الرئيس إنشاء أقسام مستقلة
لكل خط منتجات يدار كل قسم بعد ذلك كعمل مستقل ال يعتمد على غيره من األعمال ،وهنا تكون وظيفة
78
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
تحقيق التنسيق بين األعمال املستقلة بسيطا نسبيا ،طاملا أنه ليس بالضرورة أن تعمل هذه األقسام بصورة
تبعدها عن استقاللها".106
هناك مبادئ وأساسيات تحكم التنسيق الفعال ،وهذه املبادئ تتمثل فيما يلي:
.Aإن أول األساليب التي ينبغي على املدير تنفيذها هي" :القواعد ،األهداف ،الهرمية" ،حيث تعمل هذه
األساليب على تسيير عملية التنسيق بصفة رئيسية ،ويتحول املديرون بشكل نمطي إلى طرق أخرى
عندما ال تصبح هذه األساليب فعالة في املدى الطويل لتحقيق التنسيق107؛
.Bكلما زاد حجم التداخل بين األقسام ازدادت صعوبة التنسيق بينها وازداد التعقيد بالنسبة آللية
التنسيق ،وكقاعدة فإن التقسيم الوظيفي يؤدي إلى درجة عالية من التداخل ،بينما يؤدي التنظيم
على أساس األقسام إلى درجة أقل من التداخل ،إن الطريقة الوحيدة لتقليل الدور التنسيقي للمدير
تكون بجعل كل مرؤوس مسؤوال عن وظائف مستقلة مثل "اإلنتاج ،املبيعات ،التمويل"108؛
.Cكلما زاد التنوع في األهداف على مستوى األقسام املطلوب تنسيقها زادت صعوبة وظيفة التنسيق بين
تلك األقسام ،حيث كلما كان هناك تعارض في األهداف التنظيمية لكل قسم مع األهداف العامة
للمنظمة تحدث عرقلة للعملية التنسيقية وتصبح هناك صعوبة فيها ،لذا يتطلب تشكيل لجان
خاصة من أجل تعزيز عملية االتصال وتحقيق التكامل ما بين األقسام109؛
.Dطاملا أن املشكالت غير املتوقعة تميل إلى التزايد فإنه يتعين على املدير االعتماد على القواعد
واألهداف في التنسيق ،وأن يزيد اعتماده على اجتماعات اللجان املجدولة وغير املجدولة ،وكذا
تحقيق االتصال والتكامل ما بين الوحدات اإلدارية. 110
-4-IIIوظيفة التوجيه:
79
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
يعتبر التوجيه بمثابة القلب النابض في أعمال اإلدارة ألنه هو الذي يحفز على العمل ،ويشمل التوجيه ضمن
ما يشمل القيادة أو املالحظة أو إعطاء األوامر أو اإلرشاد...الخ.
-1-4-IIIمفهوم التوجيه:
يمكن تعريف التوجيه بأنه "الوظيفة اإلدارية التنفيذية التي تنطوي على قيادة األفراد واإلشراف عليهم
وتوجيههم وإرشادهم عن كيفية تنفيذ األعمال وإتمامها وتحقيق التنسيق بين مجهوداتهم وتنمية التعاون
االختياري بينهم من أجل تحقيق هدف مشترك".
واملقصود بالقيادة في إطار هذا التعريف "القدرة في الحصول على تعاون ومساعدة األفراد على قبول توجيه
نشاطهم بطريقة اختيارية" ،أي أن السلطة التي يتمتع بها القائد إنما تنبع في حقيقة األمر من الذين يقوم
بتوجيه نشاطهم ،وبذلك تعمل جماعة العمل في شكل منسق ومترابط.
على هذا األساس وفي إطار هذه املفاهيم فإن التوجيه هو "وظيفة مركبة تنطوي على كل األنشطة التي
صممت لتشجيع املرؤوسين على العمل بكفاءة وفعالية في كل من الفترة القصيرة واملدى الطويل ،وهي إحدى
الوظائف األساسية للمدير أو املشرف ،والتي تعتبر من الوظائف املعقدة" ،والسبب في ذلك يرجع إلى أن
املدير أو املشرف يتعامل مع أفراد عاملين سلوكياتهم ومستوياتهم مختلفة.111
-2-4-IIIأسس التوجيه:
إن التوجيه يقوم على أساس عنصرين رئيسيين هما "االتصال ،القيادة" ،ومن ثم يشمل التوجيه كل ما
يستعمله املدير للتأثير على سلوك معاونيه في أداء أعمالهم ،وعليه فإن أسس التوجيه تستند بشكل عام إلى
ما يلي:112
oإصدار األوامر الواضحة والكاملة في حدود طاقة املرؤوسين ،وأن تكون هذه األوامر مقنعة وقابلة
للتنفيذ؛
oأن يتم تزويد املرؤوسين بتعليمات وإرشادات واضحة تدلهم على طرق ووسائل إنجاز املهمات ،وأن
تتناسب هذه التوجيهات مع ظروف العمل؛
oتحفيز األفراد على إنجاز مهامهم بكفاءة وفعالية عالية؛
80
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
oاملحافظة على النظام ومكافأة األفراد املجتهدين بما يشعرهم بتقدير اجتهادهم وحماسهم في العمل؛
من خالل هذه األسس يمكن أن نشير إلى أن التوجيه يتركب من ثالثة ركائز أساسية هي:
أ .االتصال؛
ب .القيادة؛
ج .رفع الروح املعنوية ألفراد القوى العاملة ،وهذه الركائز متداخلة يصعب تحديد الخطوة الفاصلة
بينها.
-5-IIIوظيفة القيادة:
تعد القيادة من العوامل املهمة ذات األثر الكبير في حركية الجماعة ونشاط املنظمة ،وفي خلق التفاعل
اإلنساني لتحقيق أهداف الفرد واملنظمة على حد سواء ،وتزخر التفاعالت اإلنسانية بالعديد من أنماط
التفاعل بين الفرد وغيره من األفراد اآلخرين ،وتتبدى منها صور التأثير من جانب هذا الفرد أو ذاك على
مشاعر وسلوك اآلخرين ،وبأشكال مختلفة متأثرة بالعديد من املتغيرات.
-1-5-IIIمفهوم القيادة:
لقد تعددت تعاريف القيادة في أدبيات اإلدارة ،نظرا لكونها ظاهرة سلوكية معقدة تتحكم وتؤثر فيها مجموعة
من العوامل املختلفة ،سيتم عرض بعض التعاريف فيما يلي:
oيعرفها ليترر " "Littererبأنها" :ممارسة التأثير من قبل فرد على فرد آخر لتحقيق أهداف معينة"113؛
oيعرفها فلمر " "Flumerبأنها" :القدرة على إقناع اآلخرين للسعي لتحقيق أهداف معينة ،ومهارة
إيصالهم إليها".114
oبينما يعرفها ستوغديل " "Stogdillبأنها" :النشاط املتخصص الذي يمارسه شخص للتأثير في اآلخرين
وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في بلوغه"115؛
بناء على هذه التعاريف يتضح أن القيادة عملية سيكولوجية لتوجيه التابعين والتأثير في أفكارهم ومشاعرهم
وسلوكهم ،والتنسيق بينهم لتحقيق أهداف معينة بشكل مرغوب ،والقيادة أيا كان نوعها ال يمكن أن تتحقق
إال بتوافر ثالثة شروط أساسية وهي:116
113
-Joseph August Littere, « The Analysis of Organization », John Niley & Sonsic, New York, 2ed , 1973, p168.
- 114حسين حريم" ،السلوك التنظيمي :سلوك األفراد والجماعات في منظمات األعمال" ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2004 ،ص .193
- 115محمود المساد" ،اإلدارة الفعالة" ،مكتبة لبنان ناشرون بيروت ،الطبعة األولى ،بيروت ،لبنان ،2003 ،ص .95
81
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
أ .وجود جماعة من الناس :وهو املعيار الذي يمكن على أساسه تقرير إذا ما كانت مجموعة من األفراد
يمارسوا وجودهم كجماعة ،بمعنى أن يعملوا ويستجيبوا كجماعة ،وأن يتفاعل هؤالء األفراد مع
بعضهم البعض تفاعال قويا ونشيطا ،هذا حسب ما جاء عن كل من ""Krech&Crutchfield؛
ب .عملية التأثير :أي وجود شخص من بين أعضاء الجماعة (القائد) قادر على التأثير اإليجابي في سلوك
بقية األعضاء بهدف توجيه نشاطهم وجهودهم في اتجاه معين؛
ج .تحقيق األهداف املرغوبة :بمعنى أن تستهدف عملية التأثير توجيه نشاط الجماعة وتعاونها لتحقيق
األهداف املشتركة وجعلها مرغوبة.
-2-5-IIIنظريات القيادة:
احتلت نظريات القيادة مكانة متميزة حسب آراء االختصاصيين واملفكرين والباحثين ،وقد تم تناول ظاهرة
القيادة بالدراسة والتحليل في مجاالت جادة من قبلهم نحو بلورة معايير مناسبة تتجلى من خاللها السبل
املثلى في اختيار القادة اإلداريين ،ولعل هذه الدراسات تمحورت في إطار النظريات املوالية:
يعتبر هذا املدخل من أولى املحاوالت التي استهدفت تحديد خصائص القيادة الناجحة ،ومؤداه أن القيادة
تقوم على سمة أو مجموعة من السمات يتمتع بها فرد معين حتى تكون لديه القدرة على القيادة ،ويمكن أن
يكون قائدا ناجحا في كل املواقف.
لقد امتدت الدراسات املتعلقة بفعالية القيادة على أساس السمات ملدة 70سنة ولم تستطع أن تكشف عن
سمات قيادية متميزة سوى لخمس سمات فقط ارتبطت إيجابيا بفعالية القيادة وهي" :الذكاء ،الهيمنة ،الثقة
بالنفس ،مستوى النشاط ،املعرفة الجيدة بالعمل".117
ثانيا-النظرية املوقفية:
تعني هذه النظرية أن كل ش يء يتوقف على املوقف أو الظرف ،فهي نظرية شرطية حاول أصحاب هذه
النظرية صياغة مدخل للقيادة بالتركيز على كفاءة ومقدرة القائد للتكيف مع الظروف ،والتي تشمل العوامل
البيئية التي يصعب عليه التحكم فيها ،واالفتراض بأن القائد هو ذلك الشخص الذي يستطيع التكيف
- 116نواف كنعان" ،القيادة اإلدارية" ،دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة ،عمان ،األردن ،1999 ،ص .91
- 117نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .315
82
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
واملواءمة مع التغيرات البيئية ،فالجوانب األساسية املركز عليها في هذه النظرية هي" :القائد ،الجماعة،
املوقف" ،فمتغير املوقف له أهمية كبيرة في تحديد من هو القائد الذي يمكنه إنجاز أهدافه.
بدأت هذه النظرية منذ عام 1948عندما ذكر ستوغديل " "Stogdillأنه أصبح من الواضح أن التحليل
املنطقي للقيادة ال يقتصر على القادة ،وإنما البد من التطرق للمواقف ،وقد اتضح من الدراسة التجريبية
التي قام بها " "Bavelasأن التعرف على القادة يتم إلى حد كبير من خالل املراكز اإلستراتيجية التي يشغلونها
في شبكة االتصاالت ،أكثر مما يعتمد على السمات الشخصية للقادة.118
ثالثا-النظرية السلوكية:
نظرا إلخفاق نظرية السمات في تقديم تفسير واضح لفعالية القيادة ،وكذا ظهور حركة العالقات اإلنسانية
في اإلدارة نتيجة دراسات (الهاوثورن) ،تحول اهتمام الباحثين في اإلدارة إلى جانب آخر وهو السلوك القيادي
بدال من السمات ،استنادا إلى افتراض أن سلوك القائد يؤثر مباشرة في فعالية املرؤوسين ،وهناك العديد من
النظريات التي تصب في هذا االتجاه ال يسع املجال لذكرها كلها ،لهذا سنركز على نظرية الشبكة اإلدارية
فقط.
قام كل من روبرت بالك وجان موتون " "Robert Blake & Jane Moutonبتطوير نظرية الشبكة اإلدارية
استنادا على تفاعل بعدي (اهتمام القائد باإلنتاج ومدى اهتمامه باملرؤوسين" ،حيث قدم الباحثان نموذج
سمي بالشبكة اإلدارية ،وهي عبارة عن شبكة ذات محورين ،يمثل محورها األفقي (بعد االهتمام باإلنتاج)،
بينما يمثل بعدها العمودي (بعد االهتمام باملرؤوسين) ،هذا ما سيتم توضيحه في الشكل املوالي.
- 118عبدالغفار حنفي ،محمد فريد الصحن" ،إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .413-412
83
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
بعد االهتمام
9.5 5.5 1.5 باملرؤوسين
من الشكل نالحظ أنه بالرغم من أن الشبكة اإلدارية تظهر واحد وثمانون ( )81أسلوبا قياديا إال أن بالك
وموتون أكدا على خمس أساليب قيادية وهي:119
أسلوب القيادة :1.1وهو أسلوب القائد املنسحب التسيبي ،الذي يبدي اهتماما منخفضا بكل من
اإلنتاج واملرؤوسين ،ويتجنب الصراع بين الحاجة للعمل والحاجة لعالقات طيبة ،لذا فهو يبذل أقل
جهد ممكن إلنجاز العمل املطلوب ولتهيئة درجة من رضا املرؤوسين ،بالقدر الذي يبقيه في مركزه
الوظيفي ،كما يكتفي بكونه همزة وصل بين اإلدارة ومرؤوسيه ويتجنب املشاكل ويدفن االبتكارات؛
أسلوب القيادة :1.9وهو أسلوب القائد االجتماعي ،الذي يبدي اهتماما عاليا باملرؤوسين واهتماما
ضعيفا باإلنتاج ،فهو يمارس إدارة النادي ،حيث يقوم بتكوين عالقات ودية مع مرؤوسيه وييهئ مناخا
يسوده األمان والراحة إلرضائهم ،كما يتجنب إعطاء األوامر ملرؤوسيه خوفا من تلقي إجابات غير
مرغوب فيها؛
119
-Michele Myers & Gail Myers, « Managing by communication : An Organisational approach », McGraw-Hill :
New York, N éd, N d, pp 198-199.
84
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
أسلوب القيادة : 9.1وهو أسلوب القائد املهتم باإلنتاج ،الذي يبدي اهتماما عاليا باإلنتاج وبالعتاد
والوسائل أكثر من االهتمام باملرؤوسين وبمشاعرهم ،كما يستخدم أسلوب التهديد
والتلويح بالعقاب طلبا لالمتثال من مرؤوسيه ،ويراقبهم عن كثب وال يسمح لهم باملشاركة في اتخاذ
القرارات ،مما يؤدي بهم لإلحباط وغياب الوالء التنظيمي؛
أسلوب القيادة :5.5وهو أسلوب القائد الوسط أو قائد منتصف الطريق ،ألنه يوجه اهتماما
متوسطا لكل من اإلنتاج واملرؤوسين ،لكنه يواجه حرجا وصعوبة في إقامة التوازن بين هذين
البعدين خاصة إذا واجه مشكال فسرعان ما يضحي بأحد البعدين لصالح اآلخر؛
أسلوب القيادة :9.9وهو أسلوب القائد املثالي أو قائد الفريق ،الذي يبدي اهتماما عاليا بكل من
اإلنتاج واملرؤوسين معا ،حيث يستطيع أن يحقق التوازن بين أعلى إنجاز للمهام واألعمال وبين
أقص ى تحفيز للمرؤوسين وإرضائهم في العمل ،من خالل الثقة بهم واإلحساس بحاجاتهم واحترامهم
مما يجعلهم ملتزمين ببذل أقص ى جهد ممكن إلنجاز العمل.
-6-IIIوظيفة التحفيز:
لقد حظي موضوع التحفيز باهتمام العديد من الباحثين واالختصاصيين واملفكرين في شتى حقول املعرفة
اإلنسانية ،ملا تتسم به الحوافز من أهمية أساسية في توجيه سلوك الفرد والجماعة نحو تحقيق أهداف
املنظمات بكفاءة وفعالية.
-1-6-IIIمفهوم التحفيز:
هناك عدة مفاهيم وتعريفات مختلفة حول التحفيز نذكر منها ما يلي:
oالتحفيز هو عبارة عن "عوامل أو وسائل أو أساليب تختارها اإلدارات بعناية فائقة من أجل خلق أو
توجيه السلوك اإلنساني لكي يساهم مساهمة فعالة في رفع الكفاءة اإلنتاجية ويحقق للعاملين
حاجاتهم ودوافعهم املختلفة"120؛
oكما يعرف التحفيز أيضا بأنه" :تلك املجهودات التي تبذلها اإلدارة لحث العاملين على زيادة إنتاجيتهم،
وذلك من خالل إشباع حاجاتهم الحالية وخلق حاجات جديدة لديهم والسعي نحو إشباع تلك
الحاجات شريطة أن يتميز ذلك باالستمرارية"121؛
- 120سنان الموسوي" ،إدارة الموارد البشرية وتأثيرات العولمة عليها" ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،2004 ،ص
.230
- 121محمد الصيرفي" ،السلوك اإلداري-العالقات اإلنسانية ،"-دار الوفاء للطباعة والنشر ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية ،مصر ،2007 ،ص.235
85
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
oيعبر على التحفيز كذلك بأنه "مجموعة األدوات التي تسعى املنظمة لتوفيرها للعاملين بها سواء كانت
مادية أو معنوية ،فردية أو جماعية ،إيجابية أو سلبية ،بهدف إشباع الحاجات والرغبات
اإلنسانية هذا من ناحية ،وتحقيق الفعالية املنشودة من ناحية أخرى ،وذلك بمراعاة الظروف
البيئية املحيطة".122
من خالل هذه التعريفات يمكن استنتاج العناصر التي يتضمنها مضمون مفهوم التحفيز فيما يلي:
عليه يعتبر التحفيز اعتراف اإلدارات الناجحة بالحاجات اإلنسانية وضرورة احترامها لألفراد والجماعات كل
حسب كفاءته وقدراته ومهاراته.
-2-6-IIIأهمية التحفيز:
تنبع األهمية األساسية للحوافز من أهمية العنصر البشري كأحد عناصر اإلنتاج التي يمكن من خالل
استخدامها بكفاءة تحقيق أهداف الفرد وأهداف املنظمة واملجتمع ككل ،واملتمثلة في التنمية االقتصادية
واالجتماعية ،ليصبح التحفيز أكثر أهمية في الوقت الحاضر لألسباب التالية:123
.Aزيادة حدة املنافسة بين املؤسسات على املوارد البشرية التي تتحكم في التطورات التقنية ،فالتحفيز
يلعب دور جوهري في اجتذاب املهارات الالزمة وانتقاء العناصر الصالحة للعمل ووضعهم في املكان
املناسب؛
.Bغموض مفهوم مضمون عملية التحفيز الرتباطها بمجموعة من العوامل النفسية واالجتماعية
والتنظيمية املعقدة واملتشابكة ،األمر الذي أدى بالباحثين إلى االهتمام أكثر بهذا املجال ودراسته
قصد التوصل إلى فهم واضح للعملية والعوامل املؤثرة على نجاحها؛
- 122عبدالحميد عبدالفتاح المغربي" ،االتجاهات الحديثة في دراسات وممارسات إدارة الموارد البشرية" ،المكتبة العصرية ،مصر ،2007 ،ص.265
- 123ليازيد وهيبة" ،فعالية أساليب التحفيز في استقرار الموارد البشرية بالمؤسسة-دراسة ميدانية بالمجمع الصناعي إلنتاج األلبان بتلمسان" ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص تسيير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي
بكر بلقايد-تلمسان-الجزائر ،2014 ،ص.76
86
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
.Cزيادة التنظيمات العمالية والتشريعات الحكومية ،جعل من الحوافز وسيلة للحد من تأثير القيود
والتحديات التي تواجه املؤسسة والتي لها تأثير مباشر على كفاءتها وقدرتها على البقاء واالستمرار.
عليه أضحى للحوافز في الوقت الراهن أهمية بالغة سواء على املستوى الفردي أو على مستوى الجماعات أو
على مستوى املنظمة.
الدوافع عبارة عن "عوامل داخلية أو قوى محركة وموجهة للسلوك اإلنساني نحو تحقيق هدف معين ،إذ ال
يمكن قياسها أو رؤيتها بصورة مباشرة ،وإنما يمكن معرفتها من خالل اآلثار املقترنة بأنماط السلوك اإلنساني
واملؤثرة فيه ،فالدوافع تشير هنا إلى عملية الجهود التي يبذلها الفرد نحو تحقيق إشباع معين لحاجات
محددة" ،124والشكل املوالي يبين طبيعة العالقة بين اإلشباع للحاجات وعملية الدوافع.
حاجات انخفاض
إنسانية غير ضغوط إنسانية جهود مبذولة تحقيق اإلشباع الضغوط
مشبعة النفسية
▪ جهود مكثفة
▪ توجيهات
▪ ضغوطات
املصدر :خضير كاظم حمود ،موس ى سالمة اللوزي "مبادئ إدارة األعمال" ،نفس املرجع ،ص.317
يتضح من الشكل أعاله بأن الحاجات اإلنسانية غير املشبعة تخلق ضغوطات جسمانية ونفسية وذهنية على
الفرد أو الجماعة ،وإلشباع تلك الحاجات اإلنسانية تبذل جهود ذاتية وتوجهات نحو تحقيق سبل اإلشباع،
وحينما يتحقق إشباع تلك الحاجات اإلنسانية تبدأ الضغوط تنحسر وتنخفض بما يتالءم مع إمكانية
تحقيق اإلشباع املتحقق للفرد أو الجماعة وهكذا.
- 124خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي "مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص .316
87
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
إذن الفرق بين الدوافع والحوافز ،يتمثل بأن الدوافع قوة تتحرك داخل النفس وتوجه سلوك الفرد بهدف
إشباع حاجة داخلية من حيث اإللحاح والدوافع وتحقيق االستجابة لها ،وهي نابعة من املجتمع الذي تعمل
فيه املنظمة ،وغالبا ما يمارسه املدير إزاء مرؤوسيه بغية تحقيق سبل إنجاز األهداف املطلوبة للمنظمة مع
مراعاة التشريعات والقوانين والعادات وثقافة املنظمة وقيمها الجوهرية.
أما الحوافز فإنها تمثل مجموعة املؤثرات التي تستخدم في إثارة الدوافع لدى الفرد ،وبالتالي في تحديد محتوى
وشكل السلوك الذي ينتهجه في إشباع الحاجات التي تحرك الدوافع لديه.125
أوال-القابلية للقياس:
يجب أن تترجم السلوكيات والتصرفات واإلنجاز الذي سيتم تحفيزه في شكل يمكن تقديره وقياس أبعاده.
ثانيا-إمكانية التطبيق:
تشير هذه الخاصية إلى تحري الواقعية واملوضوعية عند تحديد معايير الحوافز بال مبالغة في تقدير الكميات
أو األوقات أو األرقام.
ثالثا-الوضوح والبساطة:
يجب أن يتصف نظام الحوافز بالصفات التالية" :الوضوح إمكانية فهمه واستيعاب أسلوبه واالستفادة منه
وذلك من حيث إجراءات تطبيقه ،وحسابه".
ر ابعا-املشاركة:
على اإلدارة أن تشرك العاملين في وضع نظام الحوافز ،وهذا لتثبيتهم وتحمسهم له وزيادة اقتناعهم به
والدفاع عنه.
- 125خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي "مبادئ إدارة األعمال" ،نفس المرجع السابق ،ص .318
- 126بشار يزيد الوليد" ،اإلدارة الحديثة للموارد البشرية" ،دار الراية للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،2008 ،ص ص.149-148
88
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
يعتمد نظام الحوافز بصورة جوهرية على وجود معدالت محددة وواضحة وموضوعية لألداء ،ويجب أن
يشعر األفراد بأن مجهوداتهم تؤدي للحصول على الحوافز من خالل تحقيقهم لتلك املعدالت.
سادسا-القبول:
النظام الفعال للحوافز يجب أن يقبل من طرف األفراد املستفيدين منه ،وإال فقد أهميته وتأثيره.
سابعا-املالئمة:
يجب أن يعتمد نظام الحوافز في مدخالته على مراعاة االختالفات في" :املستويات اإلدارية ،الحاجات
اإلنسانية ،الكميات والجودة وغيرها من معايير تحديد مقدرا الحوافز" ،كون أن الحوافز تفقد أهميتها إذا
حصل جميع العاملين على نفس املقدار منها.
ثامنا-املرونة:
يجب أن يتسم نظام الحوافز باالستقرار واالنتظام إال أن هذا ال ينفي إمكانية تطويره أو تعديل بعض معاييره
إذا استدعي األمر ذلك.
تاسعا-الجدوى التنظيمية:
يجب أن ينعكس تطبيق نظام الحوافز إيجابيا على املؤسسة ،وهذا في شكل زيادة إيراداتها وأرباحها أو نتائج
أعمالها ،ويتم هذا بمقارنة نتائج أعمال املؤسسة قبل وبعد النظام.
عاشرا-التوقيت املناسب:
تتعلق فعالية تقديم الحوافز بالتوقيت ،فالثواب الذي يتبع السلوك بسرعة أفضل من ذلك الذي يتم بعد
فترة طويلة من حدوث الفعل والتصرف.
- 127فليا شي سامية" ،مدخل إلدارة األعمال" ،مطبوعة دروس موجهة لطلبة السنة أولى جذع مشترك ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم
التسيير ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ،2018 ،ص ص .61-60
89
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
أ .األداء العادي :حيث تعطى الحوافز هنا مقابل األداء العادي وهو ما كانت تشترطه النظريات
الكالسيكية في اإلدارة ،فإن حوافز األداء العادي مثل "الترقية ،التقدير العالوات وغيرها"؛
ب .األداء املمتاز :حيث تقدم الحوافز هنا للشخص صاحب األداء املمتاز والذي يتضمن قدرا من
االبتكار والتجديد ،وهذا ما تسعى إليه االتجاهات الحديثة باإلدارة.
أ .الحو افز املادية :تتعدد أشكال الحوافز وتختلف من حيث طبيعة عمل املنظمة منها" :األجر اليومي
أو الشهري ،العالوات املستحقة ،مكافأة نوعية العمل ،مكافأة االنضباط ،مكافأة نهاية
الخدمة...الخ".
ب .الحو افز املعنوية :تعتبر الحوافز املعنوية أحد الركائز ذات األهمية القصوى في نظام الحوافز الذي
تضعه املنظمة ،والتي بدونها ال يمكن أن تكتمل صورة الحوافز التي تشجع على العمل وتزيد من
األداء ،ومن أمثلة الحوافز املعنوية "إشراك العاملين في اتخاذ القرارات وتحديد األهداف ،زيادة دور
العاملين وتفاعلهم مع املنظمة ،االعتراف بجهد العاملين ،التشجيع ،وضع أسماء املجدين في لوحات
الشرف ،التكريمات وغيرها".
ثالثا-الحو افزمن حيث األطراف ذات العالقة أو املستفيدون :تنقسم إلى قسمين ،هما:
أ .الحو افز الفردية :وهي الحوافز التي تركز على إيجاد روح التنافس وهي التي تمنح لفرد معين
ملضاعفة األداء أو كمكافأة له على إنتاجه املتميز ،ويؤدي هذا إلى خلق روح التنافس بين األفراد ،ومن
أمثلة هذا النوع من الحوافز "الترقيات ،املكافآت ،العالوات التشجيعية...الخ" ،والحوافز الفردية قد
تكون إيجابية أو سلبية ،مادية أو معنوية.
ب .الحو افز الجماعية :وهذه الحوافز تركز على العمل الجماعي والتعاون بين العاملين ،ومن أمثلتها
"املزايا العينية والرعاية الصحية والرعاية االجتماعية التي توجه إلى مجموعة من األفراد العاملين في
وحدة إدارية واحدة ،أو قسم واحد ،لحفزهم على تحسين ورفع كفاءة األداء واإلنتاجية ،وقد تكون
الحوافز الجماعية مادية أو معنوية ،إيجابية أو سلبية.
أ .حو افز إيجابية :وهي ما تحمل من مزايا مختلفة للفرد إذا قام بالعمل املطلوب وتقدم له عطاء
ملموسا أو غير ملموس ،وتعتمد على الترغيب واألمل والتفاؤل ،وهذه الحوافز تدخل فيها كافة
90
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املغريات املادية واملعنوية عند زيادة اإلنتاج أو تحسين مستواه ،وتعتبر من أفضل األساليب في تحريك
األفراد العاملين في معظم الحاالت ألنها تشبع مناخا صحيا مناسبا في ظروف العمل املحيطة ،ومن
أمثلة الحوافز اإليجابية هو عدالة األجور األساسية ومنح األكفاء عالوات استثنائية.
ب .حو افز سلبية :وهي التي تهدف إلى التأثير في سلوك العاملين عن طريق أسلوب العقاب والوعيد
والتأدي ب املتمثل في جزاءات مادية ك"الخصم من األجر أو الحرمان من العالوة والترقية" ،فالحافز
السلبي يجعل الشخص يخش ى تكرار الخطأ حتى يتجنب العقوبة ،وهذا يعتبر حافزا لعدم الوقوع في
الخطأ واملخالفة ،والحافز السلبي ال يحفز العامل على العمل وإنما يحذره وال يدفع للتعاون وال يعلم
األداء وإنما يعلم العامل كيف عليه أن يتجنب العقاب.
-7-IIIوظيفة االتصال:
يعتبر االتصال واحد من األجنحة األساسية لوظيفة التوجيه ،وال يستطيع املدير أن يوجه مرؤوسيه ألداء
العمل ما لم يتصل بهم ،بل يمكن القول أنه ليس هناك عملية إدارية يمكن أن تتم ما لم يكن ذلك من خالل
االتصال ،فإصدار األوامر والتعليمات والتحدث إلى املرؤوسين ،واالستماع إلى الرؤساء ،واملقابالت
الشخصية ،واالجتماعات ،والتعبير الشفوي ،وكتابة الخطابات والتقارير واملذكرات هي من أنواع االتصال،
وال يمكن أن يكون هناك عمل دون حديث أو كالم أو كتابة ،حيث أن االتصال يعتبر بمثابة زيت التشحيم
لكل العمليات اإلدارية واإلنسانية ،ال يمكن لها الحركة بسهولة ويسر ما لم يكن هناك اتصال.
-1-7-IIIتعريف االتصال:
oاالتصال هو عبارة عن "نقل معلومات من خالل طرف (املرسل) وذلك في شكل رسالة شفوية أو
مكتوبة ،تنتقل من خالل وسيلة إلى طرف آخر (املستقبل)"128؛
oاالتصال هو عبارة عن "نقل معلومات من طرف إلى طرف آخر ،عن طريق أمر أو طلب أو تعليمات
بصدد عملية تخطيطية أو تنظيمية أو رقابية أو لتوجيه املرؤوسين"129؛
oيعرف االتصال أيضا على أنه" :عبارة عن عملية تحويل واختيار جزء معين من املعلومات على شكل
رسالة صادرة من مصدر معين إلى شخص آخر هو املستفيد أو املستقبل". 130
- 128أحمد ماهر" ،اإلدارة-المبادئ والمهارات" ،مرجع سبق ذكره ،ص .490
- 129أحمد ماهر ،نفس المرجع ،ص.490
91
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
من خالل هذه التعريفات يمكن أن نستنتج أن عملية االتصال هي عبارة عن تفاعالت بين طرفين أو أكثر في
موقف معين لتبادل املعلومات بهدف تحقيق تأثير معين لدى كل أطراف التواصل (املرسل واملستقبل)،
باستخدام وسائل التواصل املختلفة.
يمكن إيجاز األهمية التي تنطوي عليها عملية االتصال في املنظمة فيما يلي:131
✓ االتصال نشاط إداري واجتماعي ونفس ي داخل املنظمة ،حيث أنه يسهم في نقل املفاهيم واآلراء
واألفكار عبر القنوات الرسمية لخلق التماسك بين مكونات املنظمة ،وبالتالي تحقيق أهدافها؛
✓ تعد عملية االتصال بين األفراد ضرورة أساسية في توجيه وتغيير السلوك الفردي والجماعي للعاملين
في املنظمة؛
✓ االتصاالت وسيلة أساسية إلنجاز األعمال واملهمات والفعاليات املختلفة في املنظمة؛
✓ االتصاالت وسيلة هادفة لضمان التفاعل والتبادل املشترك لألنشطة املختلفة للمنظمة؛
✓ يتم من خالل عملية االتصال اطالع الرئيس على نشاط مرؤوسيه ،كما يستطيع التعرف أيضا على
مدى تقبلهم آلرائه وأفكاره ،وصيغ عمله داخل املنظمة ،وبمعنى أكثر وضوحا فإن االتصال يمثل
وسيلة رقابية وإرشادية لنشاطات الرئيس أو املدير في مجال توجيه فعاليات املرؤوسين؛
✓ يتم من خالل االتصال نقل املعلومات والبيانات واإلحصاءات واملفاهيم عبر القنوات املختلفة ،مما
يسهم بشكل أو بآخر في اتخاذ القرارات اإلدارية وتحقيق نجاح املنظمة ونموها وتطورها.
من هنا يتضح عمق الدور الذي يلعبه االتصال في إطار املنظمة اإلنسانية.
البيئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
- 130خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي "مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص.349
- 131نفس المرجع ،ص ص .352-351
92
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
املستقبل
الوسيلة الرسالة املرسل
أوال-املرسل :وهو شخص لديه مجموعة من األفكار ومعلومات يود أن ينقلها إلى شخص آخر ،ويتأثر أثناء
محاولة نقله للمعلومات بطريقة إدراكه ،ودوافعه وشخصيته ،وقدراته في التقييم والحكم والتذكر والربط،
ومهاراته في اللغة والتعبير الشفوي.
ثانيا-الرسالة :وهي عبارة عن تحويل لألفكار إلى مجموعة من الرموز ،والكلمات والحركات واألصوات
والحروف واألرقام والصور وتعبيرات الوجه والصراخ ،والهمس كل هذا في معاني ضمنية أو خفية.
ثالثا-الوسيلة :على الراسل أن يختار الوسيلة األكثر تعبيرا وتأثيرا على من يستقبلها ،وهناك وسائل كثيرة
لالتصال منها املنطوق (الشفهي) ك"املقابالت الشخصية ،االجتماعات ،اللجان ،التليفون ،املحادثات
الشخصية والندوات" ،ومنها املكتوب ك"الخطابات ،املذكرات ،التقارير واللوائح".
ر ابعا-املستقبل :هو الطرف اآلخر في االتصال والذي يتلقى بحواسه املختلفة الرسالة ،وينظمها ويفسرها
وفقا إلدراكه ودوافعه وتعليمه وشخصيته وصفاته.
خامسا-الرد (املعلومات املرتدة) :هنا ينقلب املستقبل إلى مرسل يستخدم كل األدوات السابق اإلشارة إليها
في إرسال عبر وسيلة إلى الطرف الذي أمامه.
سادسا-بيئة االتصال :إن ما يحيط بعملية االتصال من أشخاص آخرين وعمل وأصوات أو رموز وأماكن
وعالقات ووقائع يمكنها أن تسهل أو تعيق أو تضيف أو تيسر ،أو تشوش على عملية االتصال.
- 132أحمد ماهر" ،اإلدارة-المبادئ والمهارات" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.490-490
93
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
تتضمن فعاليات االتصال الجارية داخل املنظمة أنواعا متعددة تعكس طبيعة التفاعالت الرسمية وغير
الرسمية السائدة فيها والتي تتمثل بما يأتي:
أوال-االتصاالت الرسمية:
-1االتصاالت العمودية:
أ .االتصاالت النازلة (من أعلى املنظمة إلى أسفلها) :وذلك على شكل منشورات دورية أو تقارير أو
إعالنات أو صحف داخلية أو كتيبات سياسية أو تقارير سنوية ،ومن أغراض االتصال من أعلى إلى
أسفل ما يلي:
✓ إعطاء معلومات محددة عن العمل؛
✓ شرح عالقة الوظيفة بغيرها من الوظائف في املنظمة؛
✓ شرح السياسات واإلجراءات؛
✓ إعطاء الشخص معلومات عن كيفية أدائه لعمله؛
✓ إقناع العاملين بتحقيق أهداف املنظمة.
إن عيب هذا النوع من االتصال هو أنه يساعد على خلق مناخ استبدادي في املنظمة قد يقض ي على الروح
املعنوية للعاملين فيها.
ب .االتصاالت الصاعدة (من األسفل إلى األعلى) :وذلك عن طريق السلم اإلداري أو في شكل برامج
االقتراحات ،أو في شكل استماع اإلدارة بمختلف الطرق إلى ما يصدر عن العاملين وكذلك في شكل
الوسائل والطلبات التي يقدمها العاملون إلى رؤسائهم ،وكذلك التقارير املختلفة سواء أكانت من
أفراد أم لجان ،كذلك عن طريق االجتماعات واملؤتمرات ،وأيضا عن طريق مقابالت انتهاء الخدمة
التي يتكلم فيها الشخص عادة بحرية وصراحة أكثر.133
- 133جمال الدين عويسات" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص .135
94
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
وتمثل االتصاالت القائمة بين األفراد أو الجماعات في املستويات املتقابلة ،ويعزز هذا النوع من االتصاالت
العالقات التعاونية بين املستويات اإلدارية املختلفة ،وتؤدي الثقة املتبادلة بنجاح املنظمة في تحقيق األهداف
املطلوبة إلى تعزيز هذه االتصاالت.
تشمل االتصاالت بين املدراء وجماعة العمل في إدارات غير تابعة لهم تنظيما ،ويحقق هذا النوع من
االتصاالت التفاعالت الجارية بين مختلف التقسيمات في املنظمة ،وال يظهر هذا النوع من االتصاالت عادة في
الخرائط التنظيمية ،وإنما يظهر من خالل الصيغ املتعارف عليها املألوفة في االتصاالت ،وخصوصا في
املنظمات الكبيرة.
-4االتصاالت الخارجية:
تضم االتصاالت الجارية التي تتم بين املدراء واألطراف األخرى خارج املنظمة مثل" :املوردين ،املستهلكين،
املستعملين الصناعيين وغيرهم" ،وتسهم االتصاالت الخارجية في زيادة فاعلية وكفاءة األداء وتحقيق الفرص
املتاحة واالستثمار األفضل للموارد.
ثانيا-االتصاالت غيرالرسمية:
هي بمثابة االتصاالت التي تتم بين األفراد والجماعات وتكون عادة بدون قواعد محددة وواضحة ،وتمتاز
بسرعتها قياسا باالتصاالت الرسمية.
• كلما كان خط االتصال بين املتصل واملتصل به قصيرا قل االنحراف والتشويش في مضمون الرسالة؛
• كلما كانت الرسالة واضحة في عباراتها ومعانيها يسهل فهمها من قبل املتصل به؛
• كلما كانت محتويات الرسالة غير قابلة للتأويل أو التفسير ألكثر من معنى ساعد ذلك على فهم
الرسالة بسرعة وبالتالي تحقيق أهداف املنظمة؛
• متابعة املرسل لرسالته بعد وصولها يزيد في تحقيق أهداف الرسالة.
- 134المهدي الطاهر غنية" ،مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص.218
95
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
-8-IIIوظيفة الرقابة:
كثيرا ما تحيد العملية اإلدارية وممارساتها عما هو مخطط لها ،وذلك بسبب ظروف قد تكون خارجة عن
سيطرة اإلدارة ،وربما تكون بسبب تقاعس منها ،وتأتي الرقابة كوظيفة تساعد اإلداريين لكي ال يكون هناك
خروج عن املسار املرسوم من طرف اإلدارة في وظيفة التخطيط ،وإن كان هناك خروج عن ذلك املسار هنا
تحاول العمليات الرقابية تصحيح الوضع.
-1-8-IIIمفهوم الرقابة:
لقد حظي مفهوم الرقابة بأهمية كبيرة من لدن كافة االختصاصيين واملفكرين والباحثين ملا ينطوي عليه هذا
املفهوم من أهمية كبيرة في تحقيق أهداف املنظمة بكفاءة وفعالية ،إال أن تحديد مفهوم الرقابة لقي العديد
من االختالفات في وجهات النظر من طرف الباحثين ،سنحاول تقديم بعض التعريفات املتمثلة فيما يلي:
oعرفت الرقابة بأنها" :قياس األداء املتحقق وتصحيحه بغية التأكد من أن األهداف املخطط إلنجازها
تسير وفق الخطط املوضوعة"135؛
oكما تعرف الرقابة بأنها" :مقارنة األداء الفعلي بما هو مخطط له ،واتخاذ اإلجراءات التصحيحية إن
لزم األمر"136؛
oتعرف الرقابة أيضا" :هي وظيفة من وظائف اإلدارة ،وتعني باختصار قياس وتصحيح أداء املرؤوسين
لغرض التأكد من أن أهداف املشروع والخطط املوضوعة لبلوغها قد تم تحقيقها"137
oتعرف الرقابة من جانب آخر كذلك بأنها" :هي وظيفة إدارية ،وعملية مستمرة متجددة ،يتم
بمقتضاها التحقق من أن األداء يتم على النحو الذي حددته األهداف واملعايير املوضوعة ،وذلك
بقياس درجة نجاح األداء الفعلي في تحقيق األهداف واملعايير بغرض التقويم والتصحيح".138
من خالل كل هذا نستنتج أن العملية الرقابية وفقا للتعريفات السابقة تعد أداة هادفة تساعد اإلدارة على
الكشف عن االنحرافات وتصحيحها قبل أن يتم تفاقمها بغية اتخاذ اإلجراء املالئم لتحقيق الوقاية من
االنحرافات املتوقع حدوثها.
-2-8-IIIأهداف الرقابة:
- 135خضير كاظم حمود ،موسى سالمة اللوزي "مبادئ إدارة األعمال" ،مرجع سبق ذكره ،ص.382
- 136أحمد ماهر" ،اإلدارة-المبادئ والمهارات" ،مرجع سبق ذكره ،ص.564
- 137بشير العالق" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص.129
- 138نعيم إبراهيم الظاهر" ،أساسيات اإلدارة-المبادئ والتطبيقات الحديثة" ،مرجع سبق ذكره ،ص.190
96
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
-3-8-IIIخطوات الرقابة:
تقوم وظيفة الرقابة اإلدارية على ثالثة خطوات رئيسية متمثلة فيما يلي: 140
أوال-وضع املعايير:
لكي يمكن مراقبة أداء املنظمة ألعمالها بطريقة كفؤة ،فإنه يجب أن تكون هناك معايير موضوعة ملستويات
األداء ،وتختلف املعايير من منظمة ألخرى ،فنجد بعض املنظمات تحدد رقما معينا كمعيار لنتيجة نشاطها
تعمل جاهدة على الوصول إليه ،وفي منظمات أخرى يكون وضع املعايير في شكل تحديد مكانة املنظمة في
السوق.
إن الخطوة الرئيسية الثانية في نظام الرقابة تتمثل في قياس مستوى األداء الفعلي ،ومعرفة مدى قربه أو
بعده عن األهداف أو املعايير التي تم تحديدها مسبقا ،وكما أنه من الصعب القيام بمراقبة أعمال املنظمة في
- 139علي فالح الزعبي ،عبدالوهاب بن بريكة" ،مبادئ اإلدارة األصول واألساليب العلمية" ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2013 ،
ص.251
- 140جمال الدين عويسات" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.144-143
97
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
ظل غياب وجود معايير األداء ،فإنه من غير املفيد وجود هذه املعايير دون أن تجري املنظمة عملية قياس
دوري ملستوى أدائها.
بعد قياس مستوى األداء الفعلي ومقارنته باملعايير املوضوعة ،فإن الدور الهام الذي تؤديه عملية الرقابة
حينئذ يتمثل في تصحيح االنحرافات التي قد توجد في األداء الفعلي عما تم رسمه أصال من أهداف.
-4-8-IIIأنواع الرقابة:
يوجد العديد من التصنيفات ألنواع الرقابة اإلدارية ،ويمكن التعرف عليها حسب املعيار املستخدم في
تصنيفها ،لهذا سوف نوضح أنواع الرقابة وفق معايير مختلفة على النحو املوالي:141
على أساس هذا املعيار الزمني يمكن تصنيف الرقابة إلى ثالثة أنواع رئيسية وهي:
أ .الرقابة الوقائية :يعمل هذا النوع من الرقابة على أساس التنبؤ أو توقع الخطأ واكتشافه قبل
حدوثه ،ويأخذ هذا النوع من الرقابة بالحسبان ضرورة االستعداد ملواجهته أو الحيلولة دون حدوثه،
وفي املمارسة العملية يعني أن على املدير أن ال ينتظر حتى تأتيه املعلومات عن وقوع الخطأ أو
االنحراف ،بل يتوجب عليه أن يسعى إليها بنفسه ويحاول كشفه قبل حدوثه ،أي عليه أن يوجه
ويشرف ويتابع سير العمل بصورة مستمرة لكي يمنع حدوث األخطاء؛
ب .الرقابة املتزامنة :يقصد بهذا النوع مراقبة سير العمل أوال بأول ،أي منذ بدايته وحتى نهايته ،فيتم
قياس األداء الحالي وتقييمه بمقارنته مع املعايير املوضوعة الكتشاف االنحراف أو الخطأ لحظة
وقوعه والعمل على تصحيحه فورا ملنع استفحال أثره الضار ولوقف تفاقم الخسارة؛
ج .الرقابة الالحقة :ال تتوقف الرقابة بمجرد إنجاز العمل ،حيث يقارن هذا اإلنجاز الفعلي العام مع
املعايير املوضوعة سلفا في الخطة ،والغرض من هذا اإلجراء هو رصد االنحرافات واإلبالغ عنها
لعالجها ومنع تكرار حدوثها في املستقبل.
- 141علي عباس" ،أساسيات علم اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .183-182
98
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
أ .الرقابة على مستوى الفرد :يسعى هذا النوع من الرقابة إلى تقييم أداء األفراد العاملين ،ومعرفة
مستوى كفاءتهم في العمل وسلوكهم ،وذلك بمقارنة أدائهم مع املعايير الخاصة بذلك؛
ب .الرقابة على مستوى الوحدة اإلدارية :يهدف هذا النوع إلى قياس وتقييم االنجاز الفعلي إلدارة
واحدة أو قسم من أقسامها ملعرفة مدى كفاءة أدائها ملهامها وتحقيق األهداف املطلوبة منها؛
ج .الرقابة على مستوى املنظمة ككل :وهو املستوى الثالث للرقابة في منظمات األعمال ،والغرض منه
تقييم األداء الكلي للمؤسسة ومعرفة مدى كفاءتها في تحقيق األهداف العامة التي تعمل من أجل
تحقيقها ،ومن بين تلك األدوات الرقابية املستخدمة لهذا الغرض مثال" :نسب الربحية ومقدار حصة
املنظمة في السوق التجاري وقدرتها التنافسية....الخ".
يمكن تصنيف الرقابة وفق هذا املعيار إلى رقابة داخلية وأخرى خارجية:
أ .الرقابة الداخلية :وهي الرقابة التي تتم داخل املنظمة وعلى كافة املستويات اإلدارية واألفراد
العاملين فيها على اختالف وظائفهم ،وفي بعض املنظمات الكبيرة هناك وحدة إدارية متخصصة بهذا
العمل؛
ب .الرقابة الخارجية :وهي الرقابة التي تتم من خارج املنظمة وتقوم بها أجهزة رقابية متخصصة ،وتكون
تبعيتها في الغالب للدولة مثال "البنك املركزي يعتبر جهة رقابية خارجية على البنوك التجارية األخرى،
وزارة التعليم العالي جهة رقابية خارجية على أداء الجامعات ،وزارة التجارة جهة رقابية على املحالت
التجارية ،وهناك جهات رقابية خاصة كمكاتب تدقيق الحسابات املعتمدة من طرف الحكومة".
تصنف الرقابة وفق هذا املعيار إلى نوعين رقابة إيجابية ورقابة سلبية
أ .الرقابة اإليجابية :ويقصد بها تحديد االنحرافات اإليجابية ملعرفة أسبابها وتدعيمها ومن ثم
االستفادة منها بشكل أكثر في املستقبل؛
ب .الرقابة السلبية :ويقصد بها الكشف عن األخطاء واالنحرافات السلبية وتحديد معرفة أسبابها
ومسبباتها والعمل على تصحيحها فورا واتخاذ اإلجراءات ملنع تكرار حدوثها في املستقبل.
99
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
أ .الرقابة املفاجئة :وهو ذلك النوع من الرقابة اإلدارية الذي يتم بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار من
أجل مراقبة العمل وضبطه دون اتخاذ ترتيبات مسبقة من املدير أو الرئيس املباشر؛
ب .الرقابة الدورية :وهي التي تنفذ كل فترة زمنية أي حسب جدول زمني منتظم ،حيث يتم تحديدها
يوميا أو أسبوعيا أو شهريا؛
ج .الرقابة املستمرة :وتتم عن طريق املتابعة واإلشراف والتقييم املستمر ألداء العمل.
من أجل تأكيد أهمية الرقابة كوظيفة أساسية من وظائف اإلدارة ،فإن الضرورة تقتض ي اإلملام بمجاالت
الرقابة املتمثلة فيما يلي:142
- 142بشير العالق" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص145- 144
100
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
أنظمة الرقابة كثيرة ومتعددة ،ولكن الذي يهم هو أن يكون نظام الرقابة جيدا وفعاال في تحقيق األهداف التي
تم وضعه من أجلها ،ولكي يحقق نظام الرقابة ذلك فإنه ينبغي أن تتوفر الشروط التالية:143
➢ إعطاء معلومات مفيدة ومفهومة ،فنظام الرقابة الذي يعطي الكثير من املعلومات التي ال عالقة لها
بما هو مطلوب ،أو الذي يعطي املعلومات في شكل غير مفهوم ألي سبب من األسباب ،هذا النظام ال
يكون فعاال في تحقيق عملية الرقابة؛
➢ وجوب اإلخطار عن االنحرافات في الوقت املناسب ،وذلك لكي يمكن اتخاذ اإلجراءات التصحيحية
الالزمة قبل فوات األوان ،فنظام الرقابة املالي الذي يكشف للمنظمة عن اختالس مبالغ كبيرة بعد
مرور مدة زمنية طويلة من حدوث ذلك االختالس ال يعتبر نظاما فعاال؛
➢ أن يكون نظام الرقابة اقتصاديا ،فإذا ما استدعى نظام الرقابة أن تنفق عليه املنظمة أكثر بكثير مما
تحققه من ورائه من فوائد ،أمكن القول بأن النظام أيضا غير فعال؛
➢ البساطة والخلو من التعقيد ،فكلما كان نظام الرقابة مرنا سهل الفهم والتطبيق ،كلما جنت
املنظمة من ورائه فوائده املرجوة؛
➢ الوصول إلى نتائج تصحيحية ،حيث يجب أن يكون من ضمن مكونات نظام الرقابة ما يمكن املنظمة
من القيام بتصحيح األخطاء واالنحرافات التي يرشد إليها النظام .
-7-8-IIIأساليب الرقابة:
أوال-األساليب الوصفية:
تتضمن ما يلي:
- 143جمال الدين عويسات" ،مبادئ اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .145-144
- 144علي عباس" ،أساسيات علم اإلدارة" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 192-191
101
من إعداد د.عبداللطيف أوالدحيمودة محاضرات في مدخل إلدارة األعمال
.1املالحظة الشخصية :وهي أسلوب يستخدمه املدير للحصول على معلومات رقابية مالئمة في جميع
مجاالت استخدام الرقابة ،ففي األقسام اإلدارية في الشركات مثال "يعتمد املدير كثيرا على االنطباع
املتحصل من خالل االتصال الشخص ي مع مساعديه ،حيث يتم الحكم على أي منهم من خالل نتائج
أعمالهم ومن خالل مشاهدة العاملين واالستماع إلى مالحظاتهم العفوية وتوجيه األسئلة إليهم
وتقييم إجاباتهم؛
.2سجالت وبطاقات الدوام :سجل الدوام عبارة عن كشف يوقع عليه األفراد عند بداية الدوام وعند
انتهائه وفي املصانع تم االستعاضة عن كشف الدوام ببطاقة يدخلها العامل في آلة (ساعة) تسجل
ساعة حضوره ومغادرته ثم تراجع البطاقة في نهاية كل شهر أو أسبوع ملعرفة من يحضر متأخرا إلى
الدوام ومن يخرج قبل انتهاء الدوام ،حيث يتخذ اإلجراء الالزم للتصحيح ،فقد يكون الخصم من
الراتب أو لفت نظر أو الخصم من إجازات املوظف؛
.3التقارير الرقابية :وهي التقارير التي يرفعها املرؤوسين إلى رؤسائهم عن سير األعمال واملشاكل التي
تواجه العمل ،ويتضمن التقرير مقترحات الحل لالنحرافات السلبية ،وأهم هذه التقارير املثيرة
للجدل هي التقارير السنوية التي تكتب عن أداء املوظفين؛
.4خر ائط جانت :تستخدم خرائط جانت للرقابة على زمن اإلنتاج ،وتتكون من محورين عمودي
وأفقي ،املحور العمودي يمثل األنشطة التي يتم تنفيذها ،وهناك زمن معياري وزمن فعلي ،أما
املحور األفقي يكتب عليه الزمن الذي تستغرقه كل عملية صناعية أو إدارية ،ويوضح الشكل املوالي
خريطة جانت في شكلها البسيط.
الزمن الفعلي
د
ج
األنشطة
ب
الزمن باليوم (أو الساعة) أ
102