Professional Documents
Culture Documents
ال تكتمل الصورة عن محددات السلوك الفردي والجماعي على أهميتها لتفسير
السلوك اإلداري اال بالتعرف على مفهوم القيادة اإلدارية ،وذلك لما للقائد اإلداري من
تأثيرات على مجريات األمور في أي تنظيم ،سواء كان بذلك التنظيم صغي ار أم كبي ار،
فالقيادة اإلدارية الناجحة أساس ضروري ألي تنظيم بدءا باألسرة مرو ار بالجماعة ،ووصوال
إلى الدول أو مجموعة الدول ،فرغم تقاسم األدوار الوظيفية واالنتقال من أسلوب القيادة
الفردية في اإلدارة ،واالتجاه نحو القيادة المؤسسية كأساس للتطوير والتقدم الثابت للجذور،
إال أنه يبقى هناك دور مهم يلعبه القائد في حياة واستم اررية ونجاح أية مؤسسة ،فمن
المهم لإلداري أن يجمع بين المواصفات القيادية إلى جانب ما يتمتع به من سلطة قانونية
أو الحق الذي يخوله إياه المركز الوظيفي .هذا ما أريد ألي مؤسسة التطور والتقدم
وخاصة في عصر المنافسة وزيادة توقعات الجماهير من القيادات على مختلف
المستويات.
23
مفهوم القيادة اإلدارية:
أوال :القيادة لغة:
قال" ابن منظور " :القود :نقيض السوق ،يقود الدابة من أمامها ،ويسوقها من خلفها فالقود
من األمام والسوق من الخلف ،واالسم من ذلك كله القيادة( .ابن منظور ،ص.)3748-
وعليه فمكان القائد هو المقدمة كالدليل المرشد والقدوة.
فالقائد :هو الشخص الذي يستعمل نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجيهات األفراد من
حوله ليوجههم إلنجاز أهداف محددة.
والقيادة هي الجسر الذي يستعمله المسؤولون ليؤثروا على سلوك وتوجهات
المرؤوسين ليربطوا به بين تحقيق أهداف المؤسسة وأهدف الفرد ،وهي ذلك السلوك الذي
يقوم به شاغل القياد أثناء تفاعله مع غيره من أفراد المجموعة ،وهي في مجملها تحمل
المسؤولية اتجاه المجموعة ،كما قال الخليفة عمر بن عبد العزيز "أنا لست بخيركم ولكنني
رجل منكم غير أن هللا جعلني أكثر منكم حمال".
فالقيادة ليست مغنما يتمتع به القائد ويتلذذ بعبارات الثناء فيه بل عناء وتبعية.
(العدلوني محمد ،2002 ،ص .)165-
وبتعريف آخر هومن القود وهو نقيض السوق :فهومن األمام والسوق من الخلف،
ومنها القيادة واالنقياد ،والخضوع.
وفي حديث علي رضي هللا عنه ،قال " :قريش قادوه ذادت" أي يقودون الجيوش وهو جمع
قائد ،وفرس قؤود تيس منقاد وأقود :دليل منقاد :واالسم من ذلك كله القيادة ،وقادت الريح
السحاب على المثل ،والقيادة مصدر القائد ورجل أقود ال يلتفت( .العبادلة عبد الرحمن
ص. ) 165 -
24
ثانيا :القيادة اصطالحا :
في دراسة قدمها "هيث وزمالئه" عرفوا القيادة على أنها " نشاط وفعالية تحتوي على
التأثير في سلوك اآلخرين كأفراد وجماعات نحو إنجاز وتحقيق األهداف المرغوبة".
(الزبيدي كامل ،1988 ،ص .)65-
من خالل هذا التعريف يتضح أن عملية القيادة عملية نشطة وفعالة وهي عملية
التأثير على سلوكات اآلخرين وذلك لتحقيق األهداف المرغوبة.
القيادة كذلك هي " :عملية التأثير التي تحدث بين فرد وآخر أو فرد وجماعة أو جماعة
وجماعة أخرى".
ولقد عرف الكاتب رنسيس ليكرت ( ) Rensis Likertالقيادة على أنها " قدرة الفرد
على التأثير على شخص أو جماعة وتوجيههم وارشادهم لنيل تعاونهم وتحفيزهم للعمل
(السلمي علي،1988 ، بأعلى درجة من الكفاءة من أجل تحقيق األهداف المرسومة ".
ص .)156-155 -
ويعرفها "أوردواي تيد " ( )Ordway Teedعلى "أنها الجهد أو العمل الذي يمارسه
شخص للتأثير في الناس وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون كلهم في تحقيقه".
) (Ordway Teed , 1963, p – 16
ويشير كل من " سيزالقي أندرودي ( ) Syzlaque Androdiو"جي واالس مارك"
( ) Jiwalass Markالقيادة" هي الطريقة التي يحاول أحد األفراد التأثير بموجبها
(سيزالقي أندرودي ،واالس مارك جي، على أمر لتحقيق هدف أو أهداف معينة" .
،1991ص . ) 290 -
أما صالح الدين الفكي فيقول أن القيادة "هي فعل يهدف إلى التأثير على أمور ذات
عالقة لتنظيم معين ،وهي عالقة تربط بين الشخص المؤثر والشخص المتأثر( .الفكي
صالح الدين ،1406 ،ص ) 24 -
25
ويرى" مدني عالقي" أنها ممارسة التأثير على المرؤوسين ودفعهم لتحقيق األهداف
المطلوبة " ( .عالقي مدني ،1981 ،ص . ) 38 -
ومن جهة فإن "العشماوي" يعرفها بأنها "تنسيق جهود األشخاص والجماعات ورفع روحهم
المعنوية للوصول إلى أهداف معينة" ) .العشماوي سعد الدين 1992 ،ص – . )232
أما مفهوم القيادة اإلدارية هو مشتق من المفهوم األصلي للقيادة والذي يركز على
التفاعل بين القائد والعملية اإلدارية.
وعليه يعرف "وايت " () Whiteالقيادة اإلدارية على أنها " قيام القائد بتوجيه وتنسيق
ورقابة العمال اآلخرين في اإلدارة"( White,.1962, p,185, ).
في حين يشير " هانت والسون " بأنها " الوسيلة التي يتمكن بواسطتها المدير من بث روح
التآلف والتعاون المثمر بين الموظفين في المنظمة من أجل تحقيق األهداف المشروعة .
( هانت والسون ،1977 ،ص .) 238 -
فالقيادة اإلدارية تشير إلى محصلة التفاعل بين شخصية القائد وخصائص األتباع
(طريف وطبيعة المهمة وسمات النسق التنظيمي والسياق الثقافي المحيط بالمنظمة.
شوقي ،1992 ،ص .)41-
واعتبر "كاهن وكاتز" أن جوهر القيادة اإلدارية هو التأثير الذي يتجاوز االمتثال
(حريم حسين ،2004 ،ص- اآللي األوتوماتيكي للتوجيهات الروتينية في المنظمة.
.)194
ومن خالل ما عرض من تعاريف نستطيع القول بأن القيادة اإلدارية تعمل في مجال
تنمية روح التآلف والتعاون بين القائد والمرؤوسين داخل المنظمة ،من أجل القيام باألعمال
الموكلة للمرؤوسين ،وتوجيه طاقاتهم واستخدامها إلى أقصى درجة ممكنة من أجل تحقيق
األهداف المرغوبة.
26
-2القيادة وعالقتها ببعض المفاهيم:
1-2اإلدارة:
منذ سنوات مضت نشرت قصيدة في صحيفة "الوول ستريت" بعنوان " فلنتخلص من
اإلدارة " ،أما افتتاحية القصيدة فقد كانت" :ال يريد الناس أن يداروا إنهم يريدون أن يقادوا"
تظهر هذه الفكرة أيضا في العديد من كتب ومواضيع األعمال التي نشرت في
العقدين الماضيين ،وكلها تدور حول فكرة :أن القيادة أمر جيد واإلدارة أمر سيء( .راي
بورش ،كريس هاجين ،2005،ص .)23-
إن أبسط ما يمكن قوله حول الفرق بين القيادة واإلدارة هو كون اإلدارة ترتبط ارتباطا
بالسلطة المستمدة من الوظيفة أومن الهيكل التنظيمي ،بتعبير أدق فهي ال تعمل إال في
ظل إجراءات محددة وقوانين يفرضها النظام الرسمي للمؤسسة ،وهي تجسيد للبيروقراطية
من حيث االرتباطات في الهيكل التنظيمي ،بينما القيادة فترتبط أساسا بالقائد نفسه ،وقوة
(كال لدة ظاهر محمود، تأثيره على الجماعة سواء وفق ما هو رسمي أو غير رسمي .
،1997-ص.)29 -
في حين ترى بعض االتجاهات أن القيادة واإلدارة مفهومان متالزمان بمعنى أنه ال
وجود إلحداهما دون األخرى ،وبالرغم من تقدم المفاهيم اإلدارية التي تساعد من زيادة
مفهوم اإلدارة كعلم له أصوله وقواعده إال أن الحقيقة التي يجب أن ال نغفلها أن اإلدارة ال
(عثمان فاطمة ،ص.)71 - يمكن فصلها عن مفهوم القيادة.
فالقيادة حسب "كوتر"( )KOTTERتكمل اإلدارة دون أن تحل مكانها ،فالقيادة
تهدف إلى التأثير على اآلخرين ولكنها تحتاج إلى سلطة لكي تنجح في قيادة سلوكيات
وشعور األفراد( .بلوط حسن إبراهيم 2005 ،ص .)418 -
وبالتالي فإن القيادة هي إحدى مكونات اإلدارة والتي تتم ممارستها بالعمل مع األفراد أومن
خاللهم لتحقيق األهداف التنظيمية ،وقد حددت عدة فروق بين القيادة واإلدارة نلخصها في
الجدول التالي:
27
جدول رقم ( :) 01الفرق بين القيادة واإلدارة
القيادة اإلدارة النشاط
28
من خالل الجدول نالحظ الفروقات بين اإلدارة والقيادة.
فالمنظمات من أجل أن تحقق الفعالية في عملياتها فإنها بحاجة إلى كل من اإلدارة
والقيادة ،فالقيادة ضرورية لتحقيق التغيير والهام األف ارد وتوحيد جهودهم ،بينما اإلدارة
ضرورية لتحقيق النتائج لهذا فإن توفر المهارات اإلدارية والقيادية في شخص واحد تجعله
المدير والقائد الذي تحتاجه المنظمات في ظل الظروف والمتغيرات الحالية.
– 2-2اإلشراف :
المشرف فهو القائد اإلداري الذي يعمل على مستوى اإلدارة المباشرة أي في
المستوى اإلداري األول في المنظمة باعتباره حلقة وصل بين العاملين التنفيذيين وبين بقية
(بني جابر جودت ،2004 ،ص.)196- المستويات اإلدارية.
هناك تشابه كبير بين مصطلحي القيادة واإلشراف ،حيث يرى العديد من الباحثين أنه ال
يوجد هناك فرق جلي بين القيادة واإلشراف ،حيث يعتبر الكثيرون أن اإلشراف هو عبارة
عن قيادة رسمية وذلك أن الوظائف الملقاة على عاتق المشرف هي نفسها وظائف القائد،
والفرق الوحيد بين المصطلحين يظهر في الجانب الرسمي لإلشراف والجانب التلقائي
للقيادة( .عنصر يوسف ،2007 ،ص .)24-
ومن ثم يمكننا القول بأن اإلشراف يعتمد على الجانب الرسمي أي يستند على اللوائح
والقوانين والمراسيم والقانون الداخلي لكل مؤسسة ...الخ.
أما فيما يخص القائد فإنه يعتمد على الجانب التلقائي أو الغير الرسمي الذي يستند على
مهارة وكفاءة القائد وقدرته على حل المشاكل واتخاذ القرارات الصائبة.
لهذا فان كل من المصطلحين (اإلشراف والقيادة) متشابهين إلى حد ما والفرق الوحيد
بينهما هو الجانب الرسمي والغير الرسمي.
29
-3-2الرئاسة:
إن القيادة تنبع من داخل الجماعة ،وتظهر تلقائيا وتكون مسبوقة بعملية تنافس
عليها من قبل عدد من أعضاء الجماعة .والجماعة هي التي تحدد هدفها وليس القائد،
وسلطة القائد يمليها عليه تلقائيا أفراد الجماعة الذين يختارونه كقائد ويصبحون أتباعا له،
أما الرئاسة فتقوم نتيجة لنظام وليس نتيجة العتراف تلقائي من جانب األفراد ،كما أنه
يوجد تباعد بين الرئيس وأعضاء الجماعة العتقاد الرئيس بأن تباعده عن الجماعة
(زهران عبد السالم ،ص – .)301 يساعده عن إرغامها على طاعة أوامره.
كما أنه تنبع قوة القائد من منحها من جانب باقي أعضاء الجماعة أما نماذج الرئاسة
(جوسكوبلر أسنكور، فتعني أنها تستمد قوتها خارجيا (من خارج المجموعة).
،1993ص .)551-
وعليه فإن الفكر اإلداري ميز بين هذين المصطلحين فيمايلي:
الرئيس ( : ) THE BOSSهو النموذج الذي يستند إلى المقومات أو المصادر القانونية
في ممارسة السلطة أو القيادة .
أما القائد ( :)leaderوهو النموذج الذي يستند إلى مقومات القوة والقدرة .
ولعل الفرق الجوهري بين القائد والرئيس هو مصدر السلطة ،فالقائد يخلعها عليه تلقائيا
(السيد عليوة، أفراد الجماعة ،أما سلطة الرئيس فهي مستمدة من سلطة خارج الجماعة.
،2001ص . ) 90 -
ومن هنا فان الفرق بين الرئيس والقائد هو إن القائد يعين ويختار من طرف
الجماعة أي الجماعة هي التي تختاره وتديره قائدا لها وعليها ،أما الرئيس فهو يعين خارج
إطار الجماعة أي نتيجة نظام أو نتيجة قوة خارجية كما إن القائد يمكن للجماعة فصله
عن منصبه أما الرئيس فليس للجماعة حق في ذلك.
30
الجدول رقم ( ) 02يبين الفرق بين الرئيس والقائد
القائد الرئيس
-ينفذ أكثر مما يخطط فهو معني -يخطط أكثر مما ينفذ فهو يهتم برسم
بتوفير الظروف المناسبة واإلمكانيات السياسة العامة للمؤسسة بصورة رئيسية
-يقوم القائد بالتأثير في نشاطات األفراد المادية والبشرية الالزمة
-يقتصر عمل الرئيس على تنسيق وسلوكهم لتحقيق األهداف العامة للمؤسسة
-يحاول تغيير الواقع وتجديده فهو داعية نشاط األفراد لتحقيق األهداف المحددة
-يحاول الحفاظ على الوضع الراهن للتغيير ومطلوب منه أن يحدث تغييرات في
وليس له دور في تغييره فهو عنصر من التنظيم
-يفكر في المستقبل أكثر مما يفكر في عناصر االتزان
-يفكر في الحاضر أكثر مما يفكر في الحاضر
-يبتكر ويبدع ويجدد المستقبل
-سلطته غير رسمية في الغالب يستمدها من -يعمل وفق خطوات محددة سلفا
-سلطته رسمية يستمدها من القوانين قدرته على التأثير في األفراد للتعاون والعمل
المشترك والتشريعات والنظم التي تحكم المؤسسة
-تقوم القيادة على النفوذ والقدرة على التأثير -الرئاسة مفروضة على الجماعة
-هناك تباعد اجتماعي كبير بين -تتميز القيادة بمشاعر مشتركة كبيرة وهي
تسعى لتحقيق هدف الجماعة الرئيس وأعضاء الجماعة
31
4-2الزعامة:
تعرف الزعامة إجرائيا بأنها "مجموعة الخصال الزعامية في شخصية القائد التي
تمكنه من التأثير البالغ في تابعيه وعلى تحقيق أهدافه بواسطتهم عن رضا وطيب خاطر
من جانبهم ،وعن اقتناع بأنها أهدافهم الخاصة"( .طريف شوقي ،1992 ،ص .)624 -
ويتضح من خالل هذا التعريف أن الزعامة شكل من أشكال القيادة وأن كل ما
يميزها عنها يتمثل في القدر البالغ في التأثير الذي يمارسه الزعيم على تابعيه اعتمادا
على تأثيره الشخصي وقدرته على إقناعهم بأداء ما يطلبه منهم بصرف النظر عن
المنطق أو المبرر لذلك ،وقد ساعدت البحوث التي أجريت على طبيعة القيادة على انه لم
تعد القيادة تفهم على أنها مجموعة من الخصائص عند الفرد تؤهله للقيادة.
بل ينظر إليها على أنها دور وظيفي لعضو الجماعة يقوم به أحد األفراد في الوقت
المعين وفي جماعة معينة من الناس ،فإذا استطاع أحد أعضاء الجماعة في وقت معين
على تشخيص حاجاتها واشباعها ،فانه يكون القائد الوظيفي للجماعة في ذلك الوقت.
(ريان فكري حسن ،1993 ،ص .)122 -
32
-2أنها البوتقة التي تنصهر داخلها كافة المفاهيم واالستراتيجيات والسياسات.
-3تدعيم القوى اإليجابية في المؤسسة وتقليص الجوانب السلبية قدر اإلمكان.
-4السيطرة على مشكالت العمل وحلها وحسم الخالفات والترجيح بين اآلراء.
-5تنمية وتدريب ورعاية األفراد باعتبارهم أهم موارد المؤسسة ،كما أن األفراد يتخذون
من القائد قدوة لهم.
-6مواكبة المتغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة.
أنها تحقق للمؤسسة تحقيق األهداف المرسومة( .سالمة ابتسام خالد يحي،
،2007ص.) 10- 07 -
– 8تعتبر القيادة المعيار الذي يحدد على ضوئه نجاح أي تنظيم إداري ،ومن هنا
جعل علماء اإلدارة من القيادة موضوعا رئيسيا في دراساتهم ،وأصبحت تحتل جزءا بار از
(كنعان نواف، في معظم كتب اإلدارة العامة وادارة األعمال وعلم النفس اإلداري.
،1985ص. )111 -
كما يبرز دور القيادة اإلدارية في الجانب اإلنساني لإلدارة وأهدافها لتوجيه هذه النشاطات
(المزروع بدر سليمان، واستغاللها بما يكفل تعزيز التعاون بين العاملين في المنظمة.
1417هـ ،ص.)20-
ومن خالل ذلك نستطيع القول بأن القيادة لها أهمية كبيرة في جميع التنظيمات التي
تؤدي عمال جماعيا مشتركا ،باعتبارها فعالة لتنظيم وتنسيق جهود العاملين وحل
الخالفات والصراعات التي تنشأ بينهم والترجيح في اآلراء ،كما تساهم القيادة كذلك في
محاولتها لتحقيق األهداف التنظيمية رغم تعقدها وتباينها من أجل مواكبة التغيرات
المحيطة بها خاصة في عنصر التكنولوجيا المتطورة.
33
كما تظهر أهمية القيادة في االهتمام بالجانب اإلنساني الذي يتمثل في االهتمام
بالمرؤوسين وتنمية مهاراتهم ومساعدتهم إلشباع حاجاتهم وتكوين عالقات مع القائد
أساسها االحترام والمودة لبلوغ األهداف المرغوبة.
34
قرون واستخلص من تلك الدراسة إلى أن شخصية القائد وقدراته هي التي تصنع األمة
وتشكلها طبقا لهذه القدرات القيادية .
أما " جنينجز " فقد قام في عام 1960بعمل مسح وتحليل شامل لنظرية الرجل
العظيم في القيادة ،وقام بتحديد عدد من النماذج على غرار الرجل العظيم في القيادة ،وقام
بتحديد عدد من النماذج على غرار الرجل العظيم وأمثلة له ،ثم قام " " bidبنموذج البطل
(النيوب أحمد محمد أحمد، وأمثلة له كما قدم أيضا نموذج الرجل المتميز وأمثلة له.
،2003ص .)18-
وعلى ضوء ما سبق فإن هذه النظرية تعود جذورها إلى تراث الحضارات القديمة
والتي ظلت موضع اهتمام من قبل الباحثين والدارسين على مدار فترات طويلة خالل هذا
القرن.
كما تشير هذه النظرية على أن القادة يولدون وقد وهبوا القيادة كما توجد فيهم من
سمات وخصائص تميزهم عن مرؤوسيهم بمعنى أن القيادة هنا ذات طبيعة موروثة وليست
مكتسبة أي ال يمكن للقائد اإلداري أن يصقل مهاراته من خالل التعليم والتدريب والخبرة
التي يمكن أن يكتسبها من خالل تفاعله مع المواقف اإلدارية المختلفة.
-2-4نظرية السمات:
تقوم هذه النظرية على االفتراض بأن هناك مجموعة من الصفات والخصائص التي
تفسر القدرات القيادية عند البعض ،وهي بمجموعها تكون ما يمكن تسميته بالشخص
العظيم( .الخض ار بشير محمد ،1982،ص .)9-7-
كما ترى هذه النظرية بأن هذه الصفات والخصائص من الممكن اكتسابها ،ومن ثم فإنها
ليست بالضرورة وراثية ،كما تدعي في ذلك نظرية الرجل العظيم.
فهناك من يرى أن أهم تلك السمات تتمثل في الصحة الممتازة ،والقدرة على االهتمام
باآلخرين والنزاهة وبقدرة الحكم على األشياء وغريزة الوالء للجماعة ،ومنهم من يرى أن
35
أهم سمات القيادة الشخصية القوية التي تمتاز باالستواء النفسي والسلوكي باإلضافة إلى
الثقة بالنفس والقدرة على التعرف على أفكار اآلخرين وميولهم.
ومنهم من اهتم بصفة الذكاء وأعطاها أهمية كبيرة ومن اهتم بصفة المرح حيث القدرة على
تلطيف جو ومناخ التعامل بين الجماعة والقائد.
-كما قدم "أردواي تيد" في كتابه "فن القيادة" سمات أوصاف عشرة البد من توفرها لنجاح
القيادة ،وهي :الطاقة البدنية والعصبية ،والشعور بالفرد ،واالتجاه والحماس والشغف بالعلم
والصداقة ،والمودة ،والكمال ،والتكامل ،واألمانة والحكم والمهارة الفنية والبث في األمور
والحسم ،والذكاء والمهارة في التعليم واإليمان .وقد افرد لتلك الصفحة األخيرة أكثر من
(النيوب أحمد،2003،ص )19- فصل في كتابه.
ومن خالل ما ورد في هذه النظرية نرى أنها تعتمد على افتراض بان مجموعة
الخصائص الجسمية والعقلية واالجتماعية واإلنسانية والشخصية هي التي تحدد شخصية
القائد وتساعده في النجاح على ممارسة المهام القيادية كما ترى بأن هذه الخصائص
والسمات ليست بالضرورة أن تكون وراثية فهي من الممكن اكتسابها.
36
1-3-4دراسات وتجارب هاوثورن:
لقد كان من بين االستنتاجات التي توصلت إليها تجارب الهاوثورن هي وجود عالقة
بين نمط اإلشراف واإلنتاجية ،ودلت النتائج على أن نمط اإلشراف المساند المؤازر له
تأثير إيجابي على أداء العاملين وأدى هذا االستنتاج إلى االعتقاد بوجود األسلوب
(حريم حسين ،2004 ،ص.)201- األفضل في القيادة واإلشراف.
كما توصلت الدراسات السلوكية التي قام بها بعض الباحثين من جامعتي "أوهايو،
وميتشجان" إلى تحديد نمطين أساسين للسلوك القيادي هما:
* السلوك القيادي الذي يهتم بتنظيم العمل.
* السلوك القيادي الذي يهتم بمشاعر العاملين( .عبد الفتاح حسين ،1999 ،ص-
.)255
37
وقد تم تطبيق ثالثة أنماط من السلوك القيادي هي:
-1النمط الديمقراطي
-2النمط االستبدادي المنفرد (البيروقراطي)
-3النمط الفوضوي المتساهل( .حريم حسين 2004 ،ص .)202-
من خالل النتائج استنتج أن الجو الديمقراطي ينتج جماعة أكثر تعاونا أو أكثر إيجابية
وأكثر تقبال ألفرادها بعضهم لبعض ،بينما ينتج الجو االستبدادي جماعة سلبية مفككة
غير متعاونة ،أما الجو المتسيب (الفوضوي) فينتج جماعة تسود في داخلها الفوضى.
(عنصر يوسف ،2007،ص.)133-132-
3-3-4دراسة ليكرت وأنماط القيادة األربعة :
استمرت الدراسة والتجارب المكثفة حول أساليب (أنماط) القيادة في العديد من المنظمات،
حيث اقترح "ليكرت" أربعة أنظمة قيادية هي:
-1النظام التسلطي المستغل
-2النظام األوتوقراطي الخير.
-3النظام المشارك.
(حريم حسين ،2004،ص . )203- -4النظام الديمقراطي.
4-3-4نظرية الشبكة اإلدارية:
تعتبر هذه النظرية ذات أهمية كبيرة والتي طورها كل من "روبرت بالك " و"جين
موتون" " »Robert Blake and Jane Moutonحيث وظفا نتائج دراسة "أهايو"
( )OHAOحول القيادة اإلدارية واستطاعا وضع مخطط ذكي للتعامل مع بعدي القيادة
وهما االهتمام باألفراد واالهتمام بالنتائج.
حيث قسما كل بعد من هذه األبعاد إلى تسع درجات من االهتمام للحصول على
( )81نمطا قياديا ولكنهما اهتما بوصف أنماط قيادية( .عياصرة علي عبد الرحمان،
،2006ص. )59-
38
كما هو موضح في الشكل التالي:
إدارة النادي إدارة الفريق
1،9 9.9
-1القائد المنسحب التسيبي ( :)1،1وهو الذي يترك األمور دونما تدخل فيها ،وال
يهتم سواء باإلنتاج أو اإلنسان ،فهو ينسحب من العملية القيادية.
39
-4القائد الوسط ( :)5،5وهو الذي يوجه اهتماما متوسطا لكل من اإلنتاج والناس،
ولكن هذا القائد يواجه مشكلة في الموازنة بين البعدين ،فإذا واجهته مشكلة يضحي
بأحد البعدين على حساب اآلخر.
4-4النظرية الوظيفية:
القيادة وفق هذه النظرية ال تتعلق بشخص ما في حد ذاته ،بل هي وظيفة تؤدى،
حيث يتطلب الموقف القيادي أنواعا محددة من اإلجراءات واألعمال ،ينبغي تأديتها ،وعلى
ذلك فالقيادة هي القيام بتلك األعمال والوظائف
يتطلبها الموقف ،وكذلك فإن القيادة وفق هذا المفهوم ال تعني القيادة ،فالقائد هنا ماهو إال
أداة يتم من خاللها تنفيذ هذه اإلجراءات المؤدية إلى تحقيق الحل المالئم طبقا لمتطلبات
الموقف القيادي.
كما تركز النظرية الوظيفية على دراسة المهام واألعمال التي يتعين على الجماعة
القيام بها لتحقيق أهدافها ،ودراسة دور كل عضو في هذه األعمال ،ودور القائد من
الناحية التنظيمية في مساعدة الجماعة على بلوغ أهدافها ،ويهتم أصحاب هذه النظرية
بكيفية توزيع المسؤوليات والمهام القيادية بين أفراد الجماعة( .الحديدي عماد.2010 ،
ص.)30-
40
حيث يرى أصحاب هذه النظرية انه يمكن تفسير ظاهرة القيادة من خالل الوظائف
التي تنطوي عليها عملية القيادة ،تلك الوظائف التي ال تتغير بتغير الموقف ،بجانب أن
هذه الوظائف تختلف عن وظائف بقية أعضاء الجماعة.
ويهتم أصحاب هذه النظرية بالسؤال التالي :كيف تتوزع الوظائف القيادية في الجماعة ؟.
"فقد يكون توزيع الوظائف القيادية على نطاق واسع وقد يكون ضيقا لدرجة أن الوظائف
القيادية تنحصر في شخص واحد وهو القائد".
وقد تعددت الدراسات الخاصة بالكشف عن طبيعة وظائف القادة في الجماعات والعوامل
المحددة لهذه الوظائف ،وتتلخص أهم وظائف القائد في الجماعة فيما يلي:
-التخطيط لألهداف القريبة المدى والبعيدة المدى:
-وضع السياسة :والقائد منها يتحرك في إطار تحدد فيه األهداف من ثالثة مصادر
"مصادر فوقية نابعة من قرار أعضاء الجماعة ككل ،ومن القائد نفسه ،حيث تفوضه
السلطة العليا أو الجماعة نفسها في حالة الثقة الكاملة فينفرد فيه بوضع السياسة.
-اإليديولوجية :وهنا ينظر إلى القائد كإيديولوجي عقائدي ،فهو كثي ار من األحيان قد
يعمل كمصدر لألفكار ومعتقدات وقيم األعضاء.
-الخبرة :وهنا ينظر إلى القائد كخبير ومصدر الفنية أو اإلدارية والمعرفة في الجماعة.
-اإلدارة والتنفيذ :تحريك التفاعل االجتماعي وتنسيق سياسة وأهداف الجماعة ومراقبة
تنفيذ السياسة وتحقيق األهداف .
-الحكم والوساطة :وهنا يكون القائد حكما وسيطا فيما ينشب من صراعات أو مشاحنات
داخل الجماعة
-الثواب والعقاب :حيث يكون القائد هو مصدر الثواب والعقاب وهذا يمكنه من
المحافظة على النظام وعلى الضبط والربط في الجماعة .
-نموذج سلوكي :وهو مثل أعلى وقدوة حسنة بالنسبة ألعضاء الجماعة.
41
-رمز الجماعة :وهو استمرارها في أداء مهمتها.
-صورة األب :وهو رمز مثالي للتوحيد والتقمص ،فهذه النظرية تنظر للقيادة باعتبارها
وظائف تنظيمية يجب القيام بها من خالل توزيعها على الجماعة ،حيث يذهب "كاتل" إلى
"أن سلوك العضو الذي يحرك الجماعة نحو أهدافها ،يعتبر هذا من وظيفة القيادة فكل
أفراد الجماعة قادة بحد أدنى أو بحد أعلى ،أي يختلف مدى سلوكهم من حيث تحريك
الجماعة نحو هدفها".
ويالحظ أن وظائف القيادة وفق هذه النظرية قد يؤديها القائد للجماعة أو يؤديها
أكثر من واحد من أعضاء الجماعة يتعاونون مع القائد في موقفه ،ولعل أهم ما يؤخذ على
هذه النظرية هو إهمالها لدور السمات وأيضا طبيعة الموقف واللذان يؤديان معا في عالقة
تبادلية إلى تغيير وظائف العالقة وأدوارهم ،ومن ثم مراكز القيادة فيما بعد ،ويمكن القول
في األخير ":أن القائد هو الذي يحرك الجماعة نحو تحقيق أهدافها ويحسن العالقات
القائمة بين أفرادها ويحفظ تماسكها ،لذلك ليس من الضروري أن يقوم بالقيادة بل يقوم بها
عدة أشخاص "( .بلقيس أحمد ،مرعي توفيق ،ص .)306-
5-4النظرية الموقفية :
إن النظرية الموقفية تقول أن ثمة ثالث مجموعات من العناصر والعوامل التي يهتم
بها القائد في اختيار النمط القيادي الذي يتالءم ومتطلبات المواقف وهي سمات القائد
الشخصية وقدراته الكامنة وسمات األتباع والمرؤوسين واستعدادهم وقدراتهم على الفهم
والتعاون وتحمل المسؤولية وفلسفته ودرجة انتمائهم للمؤسسة التي يعملون فيها ،وسمات
الموقف وطبيعة المشكلة أو الظروف التي أوجدت الموقف ودرجة تعقدها ومتطلبات حلها،
والموقف اإلداري على أساس أن هذه المواقف هي التي تظهر وتحدد السمات الشخصية
القيادية ،وبناءا على هذه النظرية فان مهمات وواجبات ومسؤوليات الوظيفة القيادية هي
التي تحدد السمات والمهارات والقدرات التي يجب مراعاتها عند اختيار القائد ،فمثال
42
سمات القائد العسكري تختلف عن سمات القائد السياسي أو القائد اإلداري ،فكل قيادة
(الرشيدي عبد هللا،2010 ، منها تتطلب صفات وسمات معينة باختالف القيادة .
ص .)31
وقد عرف ( )HOWARD CARLISLEنظرية الموقف :باعتبارها أسلوبا للخروج
من غابة نظريات القيادة إذ أنها تمكن القائد من فهم األسلوب المالئم لحل مشاكل
المنظمة استنادا إلى ظروف الموقف الذي يواجهه.
كما أشار إلى أن النظرية الموقفية تمثل االتجاه السائد في اإلدارة اآلن.
كذلك لقد قاد "فدلر" عددا من الدراسات التي أقيمت في جامعة البنوك األمريكية
في األعوام ،1976 ،1967،1971والتي أعدت من أبرز الدراسات حول موضوع القيادة
كونها اعتمدت منهجا جديدا ،أخذ في االعتبار (طبيعة الموقف) الذي يوجد فيه القائد
وبذلك ظهر ما يسمى "النموذج الموقفي للقيادة الفعالة " والذي أسس على سؤالين يدوران
حول ماهية العوامل الشخصية التي تجعل من شخص ما قائدا ،وماهي السمات
الشخصية التي تجعل هذا القائد فعاال؟ .
وتتوقف فاعلية القيادة على االنسجام والتفاهم الصحيح بين شخصية القائد ومتغيرات
المواقف الثالث:
العالقة بين القائد والمرؤوسين
قوة مركز القائد
هيكلة المهمة أو مدى وضوح المهمة ( .خلف محمد ،2010 ،ص.) 20 -
وما يمكن قوله عن هذه النظرية أن نظرية الموقف ال تربط القيادة بالسمات الشخصية
فقط بل تربطها أيضا بالموقف اإلداري وتفاعل القيادة مع البيئة المحيطة بها الن كل
موقف له متطلباته الخاصة ،وهذا ما يوضح نجاح أو فشل بعض القيادات في مواقف
مختلفة( .أبو النيل محمود ،1985 ،ص.)333 -
43
-5أنواع القيادة اإلدارية وأشكالها :
1-5أنواع القيادة:
في هذا الصدد يمكن أن نشير إلى نوعين من القيادة :القيادة الرسمية والقيادة الغير رسمية
فيما يلي:
1-1-5القيادة الرسمية:
يعرفها "محمد فتحي" :بأنها قيادة تنتج من المركز الوظيفي الذي سينقله القائد في
المؤسسة ،وفيها تظهر سلطات القائد المؤهلة للقيادة ،ولكنه وصل للصدارة ألسباب أخرى
(فتحي مثل كونه من أبناء أصحاب أرس المال أو ألنه أهل للثقة في مجال معين.
محمد ،2003 ،ص .) 62 -
أيضا هي ذلك النوع من القيادة الذي يتم عن طريق االختيار على حسب أسس
معينة أو التعيين مثلما يحدث في حاالت رؤساء العمال والجمهورية وغيرهم ،ولقد درس
كل من "هالبنوواينز" سلوك قائد سالح الطيران فذكر أن كل من المحافظة على الجماعة
وعلى استمرارها والتوجيه في الحصول على الهدف لهما عالقة بسلوك القائد الناجح نسبة
.% 83
ويعني بالمحافظة على الجماعة وعلى استمرارها ،أن سلوك القائد يوضح دور
(أبو النيل محمود ،1985 ،ص.)333- األعضاء ويركز على الوصول للهدف.
-2-5أشكال القيادة:
تتعد أشكال القيادة فيما يلي :
-2-2-5القيادة اإلدارية:
إن القيادة فيها الفردية ،ولكنها تعطي قد ار كبي ار من الحرية لباقي أعضاء التنظيم في
المشاركة في معظم المسؤوليات ،والتوجيه ،واإلشراف والمبادرة وقد حددت نتائج بعض
الدراسات الميدانية أسس القيادة اإلدارية الناجحة التي يمكن إجمالها فيما يلي:
45
-توزيع المسؤوليات على المرؤوسين واشرافهم في ق اررات وتحديد األهداف مع
ضمان حرية االتصال والتفاعل المباشر بينهم.
-جعل العمل حول الجماعة ليس حول الذات.
إن أهم ما يالحظ على هذه المبادئ أن كثي ار منها ينطبق على القيادة بصفة عامة مع
اإلشارة إلى أن جلها موقفي ،أي تتراوح فعاليتهم من موقف إلى آخر ومن جماعة إلى
أخرى.
-3-2القيادة التربوية:
إن دور المربي في العملية التربوية سيتم بأن المربي تكون له القدرة والقوة على
التأثير في الطالب وتوحيد سلوكهم على سبيل تحقيق األهداف التربوية ،والقيادة التربوية
سلوك يقوم به المربي للمساعدة على بلوغ األهداف التربوية ،واعداد جماعية طالبية
تدريبية نموذجية لتدريب التربويين وتقديم نماذج في القيادة التربوية يقوم بها المربون
ويالحظها المدربون للتعلم منها.
3-2-5القيادة العسكرية:
وهي فن التأثير على الرجال وتوجيههم نحو هدف معين وبطريقة تضمن بها
طاعتهم وتقدير احترامهم ووالءهم وتعاونهم ،وكلها البد منها إلحراز النصر في المعارك
وتحقيق األهداف.
والقائد العسكري الجيد هو الذي يتحلى بسمات القيادة الديمقراطية والثقافة العامة،
والتدريب العملي والصحة النفسية ،ومن دالئل النجاح في القيادة العسكرية ارتفاع الكفاءة
القتالية للجماعة والتزام األفراد بقواعد الضبط والربط وارتفاع الروح المعنوية وسيادة روح
الفريق.
46
ومن مبادئ القيادة العسكرية ،التخصص في هذا النوع من القيادة ومعرفة الرجال
والجنود والعمل على رعاية شؤونهم والمداومة في إرغام الجنود ووضعهم في صورة والقدوة
والمثل األعلى للجنود( .دليلو فضيل وآخرون ،2001 ،ص.)102-
47
(حسن ماهر، ثقة بقيادتهم المتفهمين لفكرها وفلسفتها واألكثر إدراكا ألهدافها ومراميها.
،2004ص.)25-
48
2-3قوة المكافأة :
هي قوة العطاء أو حجب حوافز مادية أو غير مادية ذات قيمة مقابل التأثير على
اآلخرين ،فالقائد اإلداري (مدير أو رئيس ) يسيطر على آلية توزيع التعويضات والحوافز
تزداد أهميتها وقيمتها بمقدار ما تزداد قوة المكافأة التي أعطيت لهؤالء القادة .
(بلوط حسن،2005 ،ص) 423 -
مصادر القوة
-قوة الشرعية
جعل المرؤوسين -قوة المكافأة
يقومون بأداء عمل ما تزود القائد -قوة االكراه
وبالطريقة التي يرغبها بالقدرة على: -قوة الخبرة
-قوة المرجعية
4-6الهدف:
تستهدف عملية التأثير في المرؤوسين تحقيق األهداف المشتركة والمرغوبة لدى
جماعة المرؤوسين ،وهذه األهداف متعددة ،فهناك أهداف خاصة بالقائد أهداف خاصة
بالجماعة ككل وأهداف خاصة بكل فرد من أفراد الجماعة ،وتكمن صعوبة تحقيق هذه
األهداف في كيفية معالجة األهداف المتعارضة ،لذا تقدم لنا "ماري فوليت " " Mary
"Folletمن خالل ما أسمته "مبدأ التعارض البناء" أنه عند تعارض األهداف يلجا القائد
إ لى تحليل الخالفات ومظاهر التعارض في األهداف ثم ترتيبها من جديد بحيث يجد كل
طرف ما يرضيه ،وبذلك يتمكن القائد من مجابهة مشكلة التعارض.
(كنعان نواف ،2007 ،ص.)95 ،94-
50
-5-6الموقف :
يشكل الموقف أحد العناصر الحاسمة في القيادة ،ولهذا كان محل بحث وتحليل من
قبل العديد من الباحثين من بينهم " همفل" " "Hemphilحيث قام بمشروع حاول من
خالله التوصل إلى األبعاد األساسية التي يمكن استخدامها واإلفادة منها في وصف
الموقف والتعامل معها ،والموقف يعبر عن الظروف التي تمر بها جماعة المرؤوسين.
(حسن ماهر ،2004 ،ص.)24-
2-7التنظيم :
هو الجمع بين مختلف الوسائل المادية والبشرية المتعاونة في تحقيق الهدف
المشترك وترتيبها بطريقة تضمن إنجاز العمل اإلداري على أفضل نحو ممكن ،وذلك من
51
خالل تطوير نظام المؤسسة الذي يساعدنا على الوصول إلى تحقيق أهدافها بطريقة
فعالة.
فنظام المؤسسة هو الذي يحدد المسؤوليات والموارد المادية والبشرية التي ستحول
تلك الخطط إلى واقع ملموس ،وكذلك يعمل على تحقيق التوازن بين أهداف المؤسسة
واألفراد( .عاشور أحمد صقر ،1989 ،ص.)177-
3-7التنسيق :
يعتبر مهمة التنسيق من المهام الرسمية لكل قائد إذ يجب عليه أن يوفق بين
نشاطات الفروع المختلفة ،حتى تؤدي وظائفها بأعلى مستوى من الكفاءة بالمنظمة.
(حسن ماهر ،2004 ،ص.) 101 -
وفي األخير يمكن اإلشارة إلى أن وظيفة التنسيق ليست حك ار على القيادة اإلدارية
العليا ،بل هي واجب القيادات لدينا بما في ذلك المشرفين على الموظفين.
4-7االتصال :
ال يعمل التنسيق بفاعلية إال من خالل سهولة االتصال وفاعليته ،فعملية االتصال
إنما تمثل مسمار الربط الذي يجمع بين كافة قنوات التنظيم اإلداري ،فأهمية االتصال في
اإلدارة العامة ،إنما تكمن في كونه إحدى الوظائف األساسية التي تقع على عاتق القيادة
اإلدارية ،أنها الجهاز العصبي للمنظمة والتي تبعث فيها روح الحياة ،وتدفع بها لتحقيق
الهدف ،وتتضح أهمية االتصال في قوة صلته بالتخطيط من جهة ،وبإصدار الق اررات من
(جبتور بي صالح ،2005 ،ص- ناحية ثانية ،وبعملية الرقابة من ناحية أخرى.
.)163
5-7الرقابة :
عندما تستخدم كلمة الرقابة في اإلدارة فانهال تعني استغالل السلطة مع الموظفين،
بل إنها تتعلق بالتوجيه ،فالرقابة في اإلدارة تصف نظام المعلومات الذي يتضمن الخطط
52
والعمليات التي تجعل القائد اإلداري يتأكد من أن الموظفين يقومون بأداء وظائفهم ،وأن
المؤسسة تسير في االتجاه الصحيح لتحقيق األهداف.
وبالتالي فان نظام الرقابة يساهم في تحقيق األهداف ،وذلك عن طريق تحقيق التقدم
المطلوب ،وعن طريق توجيه العاملين وتحذيرهم عند مواجهة األخطار ،فعملية الرقابة هي
مجموعة الطرق المستخدمة في الرقابة على عمليات التخطيط والتنظيم والقيادة ،وتعتبر
الرقابة هي الجهاز العصبي للجسد كامال.
فالرقابة هي تلك العملية التي تقوم على تجميع المعلومات وتصحيح األخطاء
وبالتالي تصويب أداء العاملين وتحسينه بالنهاية( .شافيز بيتر ،2005 ،ص.)96-
53
الحال يتفاوت األسلوب القيادي المناسب باختالف هذه المتغيرات من فرد آلخر ومن
جماعة ألخرى ،فبينما نجد جماعة تقبل أسلوبا معينا.
ومن المتغيرات ذات العالقة بالجماعة ،حجم الجماعة ومدى تماسكها وثقافتها ،ومعاييرها
( سويس عبد ومدى تعاونها ...الخ ،التي تؤثر في اختيار نمط القيادة المناسبة.
الوهاب ،2009 ،ص.)77
4-8عامل السن:
قد يكون من األفضل استعمال األسلوب التسيبي أو الفوضوي مع كبار السن
واألسلوب الدكتاتوري مع صغار السن( .حريم حسن ،2004 ،ص)201-202-
54
وكلما توافقت بين أعضائها صفات شخصية كالتعلم والخبرة بتشجيع الرؤساء على االتجاه
إلشراك العاملين( .بن حمودة محمد ،1427 ،ص.)134-
55
تسود العالقات اإلنسانية بين أفرادها وهي تقوم أيضا على احترام شخصية الفرد ،بل ترى
أنه غاية في حد ذاته كما تقوم على حرية االختيار واإلقناع وأن القرار في النهاية يكون
بحكم األغلبية من غير تسلط أو خوف أو إرهاب.
القائد الديمقراطي ال يملي أو يفوض على اآلخرين آراءهم وانما يقترح ويترك
لآلخرين حرية االختيار واتخاذ القرار أو اقتراح الحلول أو البدائل ،وهو يراعي رغبات
اآلخرين ومطالبهم.
في حين يسعى القائد الديمقراطي إلى ضرورة مشاركة كل عضو من أعضاء
الجماعة في نشاطاتها وفي تحديد أهدافها ورسم خططها وال يميل إلى تركيز السلطة في
يده ،وانما يعمل على توزيع المسؤوليات على األعضاء لكي يعمل على تشجيع إقامة
العالقات الودية بين أعضاء الجماعة ويسعى إلى تحقيق أهداف الجماعة عن طريق
األعضاء أنفسهم ،ويقف هو موقف المحرك أو الموجه لنشاط األعضاء ،ولكن في القيادة
الديكتاتورية أو االستبدادية يحدد سياستها ويكلف األعضاء بالتنفيذ خطوة خطوة( .عويضة
كامل محمد ،1996 ،ص .)104-
56
شخص يهتم بمشاعر اآلخرين ويراعي احتياجاتهم النفسية واالجتماعية (العواشر عبد
هللا ،ص.)25-
ولكي يكون هذا النوع من القيادة ناجحا وفعاال فانه يجب مراعاة العديد من الجوانب
المهمة ونذكر من بينها:
-االهتمام بالعالقات اإلنسانية ،وكذلك محاولة رفع الروح المعنوية للعاملين
بالمؤسسة
-المشاركة في اتخاذ الق اررات
-االهتمام بالنمو المهني للعاملين
-العمل على تحقيق العدالة االجتماعية بين العاملين
-االهتمام باالتصاالت الجيدة
-تنمية روح االبتكار والعطاء بين العاملين
-تعميق اإلحساس باالنتماء للجماعة
-خلق اتجاه إيجابي نحو القائد
-أنها تشكل مظهر لتنازل القائد عن بعض مهامه القيادية التي يفرضها منصبه
-إن استشارة المرؤوسين أسلوب غير عملي وال يتناسب مع الشخصية الديمقراطية
للرؤساء
-االهتمام بجميع عناصر اإلدارة من تخطيط وتنظيم ومتابعة بشكل جيد ومن خالل
(العميان محمد ،2005 ،ص.)261- المشاركة الجماعية.
57
احترام العاملين واالهتمام بمشكالتهم الشخصية بمساعدتهم على إيجاد الحلول
المالئمة( .فليه فاروق عبده ،عبد المجيد محمد ،2005 ،ص.)237-
وما يؤخذ عن هذه القيادة الديمقراطية هو أن القائد هنا يهتم بمرؤوسيه وال يفرض األفكار
عليهم بل يفضل مناقشتها معهم قبل التنفيذ وبالتالي يتميز هذا النموذج بالتفاعل
االجتماعي بين القائد ومرؤوسيه.
58
شكه في أعوانه يؤدي إلى القلق وعدم االستقرار النفسي( .المغربي كامل محمد،2007 ،
ص.)246،247-
59
-2ج األوتوقراطي المناور :الذي جعل المرؤوسين يعتقدون أنهم شاركوا في القرار في
حين أنه هو الذي اتخذ القرار بنفسه (حسن ماهر ،2004 ،ص.)72-
60
بعدم تدخل القائد في مجريات األمور ،وال يعطي توجيهاته أو إرشاداته للعاملين إطالقا،
إال إذا طلب منه ذلك ،فهي قيادة تترك لألفراد حرية مطلقة في التصرف والعمل دون أي
تدخل من جانب القائد ،وقد يكون السبب في ذلك بترك األمور تسير في المؤسسة بدون
توجيه أو قيادة ،ويتميز هذا النمط القيادي بأنه أقل األنواع من حيث الفاعلية وانتاجية
العمل ،حيث أن أفراد مجموعته ال تحترم شخصيته ،وكثي ار ما يشعر أفرادها باإلحباط
والضياع وعدم القدرة على التصرف ،حيث يعتمدون على أنفسهم في أحوال كثيرة تتطلب
تدخل القائد في هذا النمط يترك العمل لمرؤوسيه يتصرفون كما يشاؤون .
وعليه هو تحديد السياسة العامة والخطوط الرئيسية للعمل ،ويعتقد أن تحمل
المرؤوسين للمسؤوليات يزيد من إمكانياتهم وخبراتهم في العمل ،ويزيد فرص التنمية الذاتية
لهم.
وما يميز هذا األسلوب أيضا التفويض الواسع النطاق للسلطة الذي يمنحها القائد
لمرؤوسيه ،ويترك لهم حرية التصرف واتخاذ القرار.
61
ليس للعمل فلسفة واضحة أو سياسة مرسومة محددة( .عياصرة علي أحمد،
،2006ص)50-
62
-الحيوية :فكلما كان المدير يتمتع بنوع من النشاط والطاقة اإليجابية استطاع دفع
الموظفين إلى انجاز المهام في وقت وجيز ودون الشعور بالملل.
-استيعاب اآلخرين :يتمتع بعض المدراء بالحكمة الالزمة والعقل الراجح الستيعاب
الموظفين العاملين تحت إمرتهم وتسيير شؤونهم وكذا استيعاب وحل المشاكل التنظيمية
التي تعترضهم أثناء أداء مهامهم.
2-1-11القيم والمعتقدات :تتعلق بالفلسفة التي يتبناها القائد وتقود سلوكياته لتحقيق
االنسجام الذي يعكس كفاءة المنظمة والتي من شانها خلق قيمة أساسية تساهم في تعبئة
كل الطاقات على كافة المستويات والتي تسمح لكل األف ارد بتقييم األشياء ،كما تنشأ أيضا
من التجارب المعاشة للقائد في الجماعات التي ينتمي إليها ،وتتجسد أهميتها في كونها
دستور مرجعي يسمح بتصور القرار والسلوك والفعل ،كما يسمح أيضا بالتعبير عن
اإلدراك الحسن من السيئ في السلوكيات سواء على مستوى تسيير القيم والمعتقدات
التنظيمية ،ويحاول قدر اإلمكان ترسيخها لتصبح من السلوكات المعتادة لدى الموظفين،
كما أنها تحدد نوع النمط الذي يتبناه القائد ،لتكون هي من بين األدوات التي يحقق من
خاللها أهداف المنظمة .
3-1-11األفكار والخبرات :وهي التجارب التي مر بها المدير ومن خاللها كون
حصيلته المعرفية والتي تعطيه القوة الشرعية
4-1-11طموحات القائد :وهي األهداف التي يرمي القائد الوصول إليها على المدى
القريب أو البعيد
5-1-11دافعية اإلنجاز :هذا يرتبط ارتباطا مباش ار بالعنصر المتعلق بطموحات
القائد واألهداف التي يسعى إلى تحقيقها ،فهي التي تزوده بالدافعية الالزمة إلنجاز المهام
الموكلة إليه .
63
2-11خصائص المرؤوسين :وتتضمن العناصر التالية:
1-2-11المستوى التعليمي :يلعب المستوى التعليمي الجيد للمرؤوسين دو ار مهما في
تسهيل القيام بالمهام الموكلة إليهم ،كما أنه يسهل عملية التفاهم والتواصل بينهم وبين
القائد.
2-2-11طبيعة القادة السابقين :يتأثر سلوك المرؤوسين سلبا أو إيجابا بطبيعة
القائد السابق ،وهذا حسب النمط القيادي الممارس عليهم ،فإذا كان القائد السابق على
سبيل المثال يتبع النمط القيادي المتساهل ،فهذا سينتج عنه تعود المرؤوسين على القيام
باألعمال المنوطة بهم دون اللجوء إلى المشرف المباشر أو إهمالهم للقيام بمهامهم،
وسيصعب عليهم مستقبال التعامل مع قائد آخر يتبع نمط قيادي مغاير للنمط الذي تعودوا
عليه ،وستحدث صراعات بينهم وبين قائدهم .
بير ما في تسهيل
دور ك ا
3-2-11قيمهم ومعتقداتهم :لقيم ومعتقدات المرؤوسين ا
المهمة على القائد لقيامه بالوظائف اإلدارية ومن بينها عملية القيادة أو العكس ،حيث أن
كل موظف يأتي الى المنظمة حامال معه قيمه ومعتقداته الخاصة ،وهنا يأتي دور القائد
لتوحيد قيم ومعتقدات مرؤوسيه
64
بين القادة أنفسهم أو بينهم وبين األفراد في حد ذاته ،كما إن صغر حجم جماعة العمل
يسهل عملية اإلشراف على القادة أو المشرفين.
3-3-11هدف المنظمة
4-3-11الهيكل التنظيمي
4-11خصائص المهمة :وتتضمن العناصر التالية:
-المهمة نمطية متكررة أم تحتاج إلى ابتكار وابداع
-المهمة مؤقتة أو دائمة
-تتطلب أداء جماعي أم فردي
(خلف بالل ،2010 ،ص.)33-32 - -مدى وضوح المهمة.
65
كما أن ما يملكه القائد من مهارة وفن يتميز بهما عن غيره من الرؤساء لها األثر
في قوته حيث يقبل مرؤوسيه سلطته احترافا بمعرفته.
2-1-10المصادر الذاتية أو الشخصية:
فاتصاف القائد بالصفات الشخصية المميزة تضيف أث ار كبي ار على قوة القيادة
بمصدرها الرسمي ،فشخصية القائد المحببة لمرؤوسيه تشكل مصدر إشعاعا جانبا لمحبة
مرؤوسيه والتزامهم بأوامره وتوجيهاته ،كما أن مشاركة القائد لهموم مرؤوسيه وعونهم
وتوجيههم ،وتهيين الصعاب عنهم كلها عوامل تؤثر على قوة القائد لمجموعته.
3-1-10مصدر السلطة النظامية :
وهي التأثير على المرؤوسين باستخدام السلطة الممنوحة للقائد وهي صالحيات أعطاها
إياه النظام لمنحه صنع الق اررات.
4-1-10مصدر التأثير النابع من االحترام:
الذي تكون قواعده النزاهة الشخصية وكبر السن واألقدمية كلها مجتمعة تساعد على
التأثير في منح القائد القوة.
4-1-10مصدر استخدام الضغط :
إن الضغط يؤدي إلى نتائج عكسية إذا ما شعرت الجماعة بالخطر وتضامنت في الوقوف
(الغامدي سعيد ،1430 ،ص .)40-39 بقوة لمواجهة الخطر.
2-10مستويات القيادة :
تتحدد مستويات القيادة فيما يلي:
1-2-10قائد الجماعة :وهما مستويان من القادة الطبيعيين من الشباب أنفسهم.
2-2-10المساعد :يعد عن طريق دراسات قصيرة .
3-2-10الرائد :وهو قائد مهني أعد عن طريق دراسات متخصصة طويلة من المعاهد
أو قصيرة من المعسكرات.
66
4-2-10الموجه :وهو قائد مهني يتولى مسؤولية توجيه األفراد.
5-2-10المخطط :وهوأعلى مستوى من القائد ويتولى مهمة التخطيط ورسم السياسة
لرعاية الشباب ،وال تعني هذه التقسيمات وضع خطوط فاصلة بين مستويات القيادة ،وانما
تؤدي إلى فهم أوضح للمجال والميدان أو الهدف الذي ترعاه القيادة وتتحمل مسؤوليته،
والمشاكل في مسؤوليات القيادة في قطاعات متتالية أو متسلسلة أو متدرجة( .الصديقي
سلوى وآخرون ،2002 ،ص.)403-
67
6-12تحقيق أهداف الجماعة :أي القدرة على التوجيه واإلنجاز والتخطيط الجيد
والمستمر وتقييم النتائج.
7-12التخطيط والنظام والتنظيم :أي بتخطيط السلوك االجتماعي للجماعة وتنظيم
السلوك وتنسيق وتوجيه وتركيز انتباه األعضاء على الهدف وفقا لضوابطه وخطة زمنية
محددة واقعية.
8-12التوافق النفسي :وهي أهم الخصائص النفسية الضرورية للقائد من الناحية
النفسية والعقلية والجسمية فهي يتوقف عليها قوة تحمله الستمرار أو إنهاء أي خطة
لتحقيق الهدف والمهمة المطلوبة ألنها ترتبط بالثبات والرزانة وعدم التأثر بالنقد وتقبله
بروح طيبة واالعتراف باألخطاء والمبادرة في إصالحها.
الذكاء :أي اتصاف القائد بقدرة عقلية عالية تتيح له مواجهة المشكالت وحسن 9-12
التصرف
10-12الحكمة :أي القدرة على وزن وتقدير األمور بميزان حكيم والوصول إلى ق اررات
سديدة موضوعية دون تحيز العالقات العامة ،من خالل تحقيق سالمة التماسك
االجتماعي مع القدرة على تكوين العالقات السليمة مع كافة أعضاء الجماعة واالتصال
بكل األطراف
11-12التقدير والتقبل واالعتراف المتبادل بين القائد واألتباع :وهذا من خالل إتباع
جو من األلفة واالعتراف بين الطرفين مع االلتفات حوله وتشجيعه وتقديره واالحتكام إليه
واعتباره رمز الجماعة وصورة األب المثالي.
12-12األخالق الحميدة والصفات النبيلة والخصال المرغوب :مثل التواضع وتحرير
النفس من التعاظم والغرور بروح تسودها المساواة مع عدم المحاباة سواء في الثواب أو
العقاب والوالء سواء لوطنه أو لرؤسائه أو مرؤوسيه ،وتقبل المتاعب بروح مرحة والتمسك
بالقيم الدينية واإليمان باهلل والقيم الروحية واإلنسانية والمعايير االجتماعية .
68
العمل الصالح الجماعة :أي العمل دون أنانية أو تركيز على منفعة شخصية مع القدرة
على تحمل المسؤولية وانكار الذات( .كامل سهير ،200 ،ص.)270-269-
69
2-13طرق اختيار القائد:
هناك عدة طرق الختيار القائد ومن أهمها:
1-2-13السمات :يتم االختيار على أساس منهج السمات ،وكذلك عن طريق تقدير
المرشحين وفقا للسمات التي تميز القائد عن غيره وقياس هذه السمات بالرغم من كونها
تعتبر من الطرق التقليدية البعيدة عن الكمال.
2-2-13االختبارات النفسية :وذلك باستخدام االختبارات النفسية كاختبار الذكاء،
التوافق النفسي ،االتزان ...الخ ،ويتم االختبار وفق كل موقف معين وغرض معين.
3-2-13المقابلة :وهي وسيلة من وسائل االختبار القيادي ،ويتوقف هذا على مهارة
القائم بالمقابلة والفرص المتاحة لمالحظة المترشح ،لذلك يصعب التنبؤ بصيغة المقابلة،
ولكن يمكن التغلب على ذلك بتكرار المقابلة.
4-2-13اختبارات المواقف :يوضع عدد من األفراد في مواقف محددة ثم يقومون فيه
بسلوك اجتماعي معين كمناقشة موضوع أوحل مشكلة ما ،ثم يرصد من هو األكثر نشاطا
واألكثر تأثي ار في سلوك اآلخرين فيكون هو القائد ،وتعتبر هذه الطريقة أفضل في أساليب
اختيار القادة.
5-2-13التعيين :يتولى شخص أو جماعة تشغل مركز القيادة تعيين قائد في وظيفة
ما ،هذا األسلوب المتبع في أجهزة الدولة التنفيذية .
6-2-13االختيار :حيث تتولى جماعة أو هيئة متخصصة في اختيار القادة من بين
عدد من المرشحين ،ويتم اختيارهم وفق قدرتهم على القيام بعمل محدد في الجماعة.
(البدري طارق،2001 ،ص .)66-65
70
– 14المداخل المتعددة للقيادة اإلدارية:
القيادة موضوع كغيره من المواضيع األخرى فيه آراء متعددة واجتهادات تختلف من
دراسة الى أخرى ومن موقف إلى آخر ،فهناك من يؤكد على الجماعة المرؤوسة وهناك
من يؤكد على أهمية الموقف وآخرون يعطون أهمية الصالحية وقوة المركز الوظيفي.
إذن :هناك اختالف في وجهات النظر ولكل منها مبرراتها وقناعاتها ونحن هنا البد من
توضيح كافة المداخل المتعددة لموضوع القيادة وهي:
1-14المدخل الوظيفي : leadership Position
القيادة هنا تأخذ البعد التقليدي في ممارستها حيث يكون الموقع الرسمي هو محور
السلوك القيادي ،ويكتسب القائد في هذا الموقع كافة الصالحيات الممنوحة ويمارسها على
المرؤوسين دون االعتماد كثي ار وبنفس الدرجة على ثقافته مثال وقدرته على اإلقناع والطرح
أو على شخصيته ...الخ والقيادة هنا هي أقرب ما تكون إلى تعبير األمرية.
ويقصد بالمدخل الوظيفي المعرفة العلمية والفنية في العمل والقدرة على استخدام
األدوات العلمية والقدرة على التحليل ،إذا هناك بعدين هامين :فهناك نوع من القادة
يستخدم موقعه الوظيفي لفرض سلطته الشخصية بأسلوب متشدد لتنفيذ المهام.
وهناك نوع من القادة والذي يتعمق في مجال اختصاصه الوظيفي ويحاول أن
يفرض احترامه على العاملين من خالل إبداعه ومهاراته وقدراته في مجال العمل بحيث
يواجه العاملين بأسلوب عقلي منطقي علمي ينمي مهاراتهم ويبرمج لهم برامج للتدريب
والتأهيل ويحاول أن يثني ويدعم القدرات واإلبداعات الفردية ويعززها من خالل أنظمة
التعزيز وحسب الصالحيات المخولة له بحكم مركزه الوظيفي وفي كل األحوال فإن القائد
أو المرؤوسين أو التنظيم كل منهم يسعى لتحقيق الهدف الذي ينشده.
واألهداف الوظيفية متعددة ومتنوعة منها:
71
1-1-14أهداف التنظيم : organizational Goal
إن المهمة الرئيسية للقائد هو تحقيق أهداف التنظيم من خالل وضع السياسات
العامة والقيام بالتوجيه والتأثير في سلوك اآلخرين وتوزيع األدوار واالختصاصات المختلفة
حسب الكفاءات المطلوبة في كافة أجزاء التنظيم الهيكلي أو شبكة العمل Net Work
للتنظيم بعد أن يقوم بتعريف ووصف الوظائف وتحديد الواجبات والمسؤوليات وقنوات
االتصال ودراسة بيئة العلم الداخلية والخارجية وتأثيراتها على سير العمل لتحقيق األهداف
العامة ثم وضع اإلجراءات والخطوات وطرق االقتراب ومسالك التنفيذ والتطبيق ليكون
الهدف واضحا محددا.
وهذا يساعد إلى حد كبير كافة المشتركين من رؤساء ومرؤوسين في االنصهار في
بوتقة واحدة والعمل كفريق واحد باتجاه تحقيق هذه األهداف ،ألن غموض األهداف يؤدي
إلى تفسيرات مختلفة واجتهادات قد تؤدي إلى بذل الجهود في اتجاهات غير مرغوبة
وبالتالي تشتيت هذه الجهود وضياعها.
2-1-14أهداف العاملين : Subordinates Goals
أهداف العاملين قد تكون أهداف فردية وقد تكون جماعية ،فالقائد اإلداري معني
بحل المشاكل الفردية وأن يكون لديه معرفة عن كل فرد مشاكله الشخصية وقدراته
وامكانياته وثقافته ...الخ
أما األهداف الجماعية فهي ذات تأثير قوي طرديا أو عكسيا على تحقيق الهدف
العام.
والجماعة في اتصاالتها الرسمية وغير الرسمية تتكون لديها قيم واتجاهات نحو العمل
وهذه يجب أن تؤخذ بعين االعتبار ،غالبا ما تتوحد األهداف الفردية في هدف جماعي
ليصبح قوة ضاغطة ،قد يؤدي في بعض المؤسسات إلى شلها ووقف العملية اإلنتاجية
72
كاإلضراب عن العمل ،لذلك فإن القائد عليه أن ال يتجاهل مطالب الجماعة وأن يساعد
في حل الصراع الناشئ بين أهداف التنظيم وأهداف العاملين.
3-1-14األهداف الشخصية : Personal Goals
هناك أهداف شخصية تتعلق بالقائد نفسه مثال :إثبات قدرته على القيادة وتنفيذ
المهام المطلوبة منه لتعزيز مركزه والحصول على الترقية والترفيع ،وقد تكون أهداف تتعلق
بتحسين وضعه االجتماعي أو النفسي أو المادي ،وحتى تكون أهداف القائد الشخصية
مشروعة وسهلة التحقيق البد من أن تلتقي مع أهداف التنظيم وأهداف المرؤوسين الفردية
والجماعية.
إن المأزق الحقيقي للقائد والصعوبات واإلشكاالت الكبيرة تظهر على السطح عندما
تكون أهداف القائد الشخصية متعارضة مع سلوكيات وقيم الجماعة وال تشكل حاف از
للسلوك الفردي ،خاصة أن القائد قد يصدر أوامره وتعليماته تحت غطاء األهداف العامة،
ألن األهداف الشخصية للقائد أهداف غير معلنة بينما األهداف الفردية والجماعية قد
تكون موضع نقاش أو مطالب أو مساومة في بعض األحيان.
2-14مدخل المزاياtrait approach :
وهذا المدخل في القيادة يعتمد على عوامل كثيرة وصفات ومزايا يجب أن يتحلى بها
القائد نفسه لممارسة القيادة.
وهي بالتأكيد تختلف من قائد آلخر ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1-2-14القائد المولودBorn Leader :
األبحاث تقول أنه ليس هناك قائد مولود بل إن هذا التعبير ال يعد سوى خرافة ،ولقد
حاولت أبحاث ودراسات كثيرة أن تعرف المميزات والصفات التي تجتمع مع القيادة
الناجحة مثل:
-الشخصية Personality
73
-المميزات الشخصية Physical Characteritics
-القدرة العقلية والذكاء Mental ability and intelligance
-األصالة
-القدرة على الحكم واتخاذ القرار السريع
Ability of Judgement and rapid decision-making
2-2-14القدرات والملكات Capacity :
وهي تتعلق بعدة نواحي منها:
-الذكاء intelligance
-االستعدادية Alertness
-المهارات اللفظية Verbal Skill
-الحكم Judgement
3-2-14التحصيل Achievement :وهوالتحصيل العلمي واألكاديمي.
4-2-14المسؤوليةResposibility :
وهذه تحدد من خالل القدرة على االستقاللية والمبادرة والثقة بالنفس والقابلية للعمل.
5-2-14المشاركةParticipation :
وتتمثل بالنشاطات االجتماعية وااليجابية والتفاعل مع اآلخرين باإلضافة للتعاون والتنسيق
في مختلف الشؤون بروح عالية وصبر واحترام لوجهات نظر اآلخرين حتى لوكانت
مخالفة.
6-2-14التكيفAdaptability :
ويتمثل في قدرة القائد على التكيف مع الظروف والمواقف المختلقة التي تسهل من مهمته
في قيادة اآلخرين ،وتتمثل بالمرونة في السلوك والتعامل والتقبل للواقع والتفاعل معه.
74
3-14المدخل السلوكيBehavioral Approcach :
هذا المدخل يؤكد على تصنيفا للسلوك وأن هناك أنواع مختلفة ولكل قائد من أنواع القادة
المعروفين سلوك يوصف به فمثال هناك:
-القائد الديكتاتوري
-القائد الديمقراطي
فالقائد الديكتاتوري هو الذي يحدد المهام ويتخذ القرار بنفسه دون إبداء أري من أحد .وهو
الذي يسمح للمرؤوسين بدرجة حرية عالية في مناقشة األهداف والوسائل وأيضا يسمح
بالمشاركة ويفوض لآلخرين اتخاذ الق اررات.
إ ن المدخل السلوكي من المداخل المهمة في القيادة وقد كان أحد مظاهر اإلدارة في
الخمسينات والستينات وال يزال علماء النفس واإلدارة يؤكدون على أهمية اإلحساس
بالمسؤولية واإليمان باألهداف والعمل على تحقيقها ،وتطوير المهارات والقدرات العلمية
والفنية ،باإلضافة للثقة بالنفس وااللتزام بالعمل ومتطلباته ،وأن يكون القائد القدوة الحسنة
للمرؤوسين ،وأن يكون أمينا ومخلصا ذو خلق رفيعة ،يحترم مشاعر اآلخرين يحاور وال
يجادل ويتقبل االقتراحات التي تساهم في تطوير التنظيم ويستمع لوجهات النظر المتعددة.
4-14مدخل المهمة والعالقات tash and Relationship:
هناك بعض الدراسات تؤكد على أن القائد يجب عليه أن يعطي أولوية لتنفيذ المهمة
Taskأو اإلنتاج ،Productionوالواقع أن هذا النوع من القادة هو أقرب للقائد
الديكتاتوري منه للديمقراطي ،ألنه ال يسمح للعالقات والنشاطات االجتماعية بأن تأخذ
دورها بشكل فعال في اإلنجاز وتحقيق األهداف .
وقد كان هذا المبدأ هو أحد المزايا الرئيسية لالتجاه الكالسيكي في القيادة اإلدارية
والتي ظهرت في مطلع هذا القرن ،بينما نالحظ ان أبحاث كثيرة أكدت على عنصر آخر،
مهما في ممارسة القيادة وهو العالقات ،relationوهذا المبدأ هو أحد مزايا مدرسة
75
العالقات اإلنسانية والتي ظهرت في الثالثينات من هذا القرن ،والتي تؤمن بالمشاركة
وحقوق العاملين وأن أهداف المؤسسة بحيث أن ال تتعارض مع أهداف العاملين.
5-14المدخل الموقفي Situational Cotingency :
القيادة هنا تعتمد على الموقف ،حيث أن الظروف المختلفة والسلوكات المختلفة،
هي التي تظهر القائد الن المهام كذلك متغيرة والموقف متغير.
فالقيادة موقف يعقبه سلوك أو قرار.
إذن :ليس هناك مفتاح واحد للقيادة الناجحة أو الصحيحة .هناك آراء كثيرة منها:
راي فيدلر : fiedlerالذي قسم القيادة إلى نوعين :
-1القيادة المهتمة بالمهمة
-2القيادة المهتمة بالعالقات
وقد قال أن هناك ثالثة تصنيفات لموقف الجماعة
عالقات القائد مع األعضاء
بناء المهمة في التنظيم
قوة الموقع الوظيفي
إذن :القيادة تعتمد على عوامل مثل الموقف ،الجماعة ،القائد نفسه والصفات التي تؤهله
للقيادة باإلضافة إلى طبيعة التنظيم والقوى الموجودة فيه
قوى القائد
قوى في المرؤوسين
قوى في الموقف
إ ن مجمل األبحاث تقول ليس هناك منظار واحد للقيادة ،إنما يمكن أن ينجح القائد في
موقع ويمكن أن يفشل في آخر لذلك من المهم دراسة الظروف وتعريف القوى التي أثرت
على النموذج القيادي المتبع.
76
لقد أكد Hersyعلى النضج في نظرية دورة الحياة والنضج المقصود :هو النضج العقلي
أو النفسي وليس الزمني.
وقال إن النضج تحدده عوامل متعددة مثل الثقافة ،الخبرة ،التحصيل ،الدافعية،
الرغبة ،ثم القدرة والقابلية على تحمل المسؤولية.
ويمكن قياس النضج من خالل بعدين هامين هما:
المهمة والعالقات ،فكلما كانت المهمة عالية وانخفضت درجة العالقات االجتماعية.
معنى ذلك أن هناك خبرة قليلة لدى الشخص وأيضا دافعية قليلة.
وكلما زادت درجة العالقات كلما أصبح الفرد لديه القدرة على القيام بالعمل بمفرده،
بينما إذا كانت منخفضة وارتفعت درجة العالقات فإن الشخص يعتبر في مرحلة نضج
جيدة وطبيعية.
ومن كل ما سبق يمكن أن نستخلص أنه ليس هناك نموذج قيادي أمثل لكل
الظروف ،وأن القيادة يجب أن تتغير في نموذجها المتبع حسب متغيرات الموقف،
الجماعة المرؤوسة والمهمة( .ظاهرة كاللدة ،1997 ،ص .)65-64-63-62-61
وما يمكن قوله فيما يتعلق بالمداخل المتعلقة بالقيادة اإلدارية هو أن هناك خمسة مداخل
للقيادة والتي تتمثل فيما يلي:
-المدخل الوظيفي :الذي يعتمد على الموقع الرسمي الذي هو محور السلوك القيادي
والذي بواسطته يكتسب القائد كافة الصالحيات باإلضافة إلى أسلوب القائد المتشدد
واألهداف الوظيفية منها أهداف تنظيمية وأهداف العاملين وأهداف شخصية.
-مدخل المزايا :الذي يعتمد على عدة صفات توجد في القائد منها القائد المولود ،القدرات
ومنها الذكاء ،المهارات والتحصيل العلمي والمسؤولية والمشاركة والتكيف.
-المدخل السلوكي :الذي يؤكد على وجود وصف لسلوكي القائد وهما القائد الدكتاتوري
والقائد الديمقراطي.
77
-مدخل المهمة والعالقات :والذي يؤكد هذا المدخل على وجود نوعين من القادة أحدهما
يهتم بالمهمة أو اإلنتاج واآلخر يهتم بالعالقات والنشاطات االجتماعية.
-المدخل الموقفي :الذي يعتمد على الموقف ويوجد ثالثة تصنيفات لموقف الجماعة وهي
عالقة القائد مع األعضاء ،بناء المهمة في التنظيم ،وقوة الموقع الوظيفي.
78
ويرى أصحاب هذا االتجاه بأن الموقف هو الذي يتطلب قيادة معينة أي مالمسات
الموقف هي التي تتطلب صفات خاصة في القائد ،ويالحظ على هذا االتجاه أنه نقيض
االتجاه السابق الذي يجعل القيادة ترتبط بسمات شخصية القائد.
2-1-15اتجاه يرى أن الموقف يخلق قيادة معينة:
من الممكن أن يكون كل فرد في المجتمع وفي موقع عمله صالحا للقيادة إذا ما اتبعه
بفرصة الموقف الذي يمارسه إلى جانب وفرة قدرات خاصة تمكنه من الممارسة.
-يؤكد أصحاب هذا االتجاه على أهمية التدريب على القيادة خاصة وجه أصحاب هذا
االتجاه النقد ألصحاب نظرية السمات ،أولئك الذين يتصورون أن القائد موهوب وأصبح
الموقف والتدريب يمثالن المحكمين الهامين في القيادة.
-أصر أصحاب هذا االتجاه على حاجات األفراد هي مفتاح هام ولكي يكون القائد
ناجحا البد من مساعدة اإلفراد على تحقيق واشباع الحاجات.
3-1-15اتجاه يرى أن التفاعل أساس القيادة:
يتصف هذا االتجاه بالديناميكية ويقوم على أساس التكامل والتفاعل بين كل
المتغيرات الرئيسية في القيادة فنجده يرتبط بين االتجاه األول للسمات الشخصية واالتجاه
الثاني وهو الموقفي بتفاعل ديناميكي ،وهذا التفاعل يحقق هذا التكامل بين المتغيرات التي
قد تدخل في القيادة ،مثل شخصية القائد وما يجب أن يتوفر فيها من عناصر الجماعة
من حيث تركيبها واتجاهاتها وحاجاتها ،العالقات الموجودة بين األشخاص وأهدافها،
والمواقف والعوامل المتدخلة في إحداث هذه المواقف.
-يالحظ من خالل هذا المفهوم للقيادة على أنه يؤكد على أهمية التفاعل بين األفراد
وعلى ضرورة تحقيق هذا التفاعل ،وكما أن القائد هو الذي يحقق هذا التفاعل يدرك
مشكالت الجماعة فيتعرف على مشكالتها وأهدافها فيعمل بقدر تفاعله مع األفراد على
حلها.
79
2-15عوامل تدني عملية القيادة:
هناك فئات من المتغيرات تشمل ما يلي:
1-2-15متغيرات مزاجية :وتدخل فيها العناصر التالية:
-انخفاض ثقة القائد في األتباع على النحو الذي يجعله يقوم على تفويضهم بعض
الصالحيات أو تنمية قدراتهم على تحمل المسؤولية.
–الخوف من نجاح التابع وادراك هذا النجاح كمصدر تهديد ما يدفع بالقائد إلى حجب
خبراته عنه ومحاولة تعويقه حتى ال يصبح منافسا له على المدى القريب أو البعيد.
-اإلفراط في الثقة بالنفس أو الذات.
-ضعف المهارات االجتماعية للقائد.
-عدم تحمل المشقة بحيث أن قدراته على التحكم في أدائه العقلي واالنفعالي تتأثر بشدة
المواقف العصبية على نحو يعجز على إدارة الجماعة إبان األزمات.
-الخوف من تحمل المسؤولية.
2-2-15متغيرات معرفية :وتشمل العناصر التالية:
-انخفاض المرونة العقلية.
-العجز عن التحليل واالستفادة من سلوك النماذج المحيطة سواء كان هذا السلوك إيجابي
يجب االقتداء به ،أو سلبي ينبغي تجنبه.
-عدم تبني استراتيجيات واضحة بالتعاون مع المهام أو األفراد وما ينجم عن ذلك من
التذبذب في مواقفه ،وعدم التيقن من ردود أفعاله بصورة تعجزهم عن التنبؤ بسلوكه ،مما
يشيع لديهم حالة االضطراب والنفور من القائد.
3-2-15متغيرات دفاعية :ومن أبرز المتغيرات ما يلي:
-ضعف القدرة على التحدي
80
-اإلعراض على المعرفة ،ذلك أن السلطة ليست فقط مصدر قوة القائد بل األفكار
األصلية والمعرفة والحكمة والكفاءة أيضا.
-غياب المحاوالت المنظمة للتنمية الذاتية
4-2-15متغيرات أخالقية وقيمة :وتتضمن العناصر التالية:
-ضعف الوازع الديني
-األنانية واالنتهازية االجتماعية
5-2-15متغيرات ثقافية :ويندرج خاللها مايلي :
ضعف الجماعة المرجعية :أي الجماعة التي ينتمي إليها الفرد والتي تساهم في تشكيل
سلوكه ،ويكمل المشكل بالنسبة للقائد في مثل هذا الموقف حين تتعارض أهداف الجماعة
المرجعية مع أهداف منظمته ،فهو إذا استجاب لضغوط جماعته سيخل بواجباته ،ومن ثم
يصبح غير فعال بنسبة كافية وان سلك على النحو الذي يتفق ومصلحة المنظمة
سيغضب جماعته ،وقد يتعرض لردود أفعال انتقامية منها:
-ضغوط الرؤساء التي يمكن أن تتصاعد على القائد في ظل ظروف معينة مثل ارتكابه
أخطاء معينة أو أخالقية أو تهافتية على بلوغ مرتبة أعلى مما يدفع به للرضوخ لتلك
الضغوط ،ومن ثم يرتكب العديد من التصرفات التي تضر بجماعة العمل والمنظمة ككل
حين تكون تلك المطالب غير مشروعة.
(كامل أحمد سهير ،2001 ،ص.)83 ،79،81-
81
خالصة :
تعتبر القيادة اإلدارية المحرك األساسي لفاعلية أي تنظيم ،وذلك الن القائد يستطيع
تسخير وحشد الطاقات الموجودة لدى العاملين معه لتحقيق األهداف المطلوبة ،وال يأتي
ذلك بالضرورة بحكم المركز الوظيفي أو درجة السلطة التي يتمتع بها المدير ،إذ أن هناك
كثي ار من المديرين يفتقرون للمهارات القيادية ،مما يحد من قدرهم على تحقيق األهداف
المنوطة بهم .ذلك أن القيادة عالقة ذو شقين :أطرافها قائد وجماعة راغبة في التعاون
معه.
فال قيادة دون تبعية وبالتحديد تبعية طوعية ،فإذا أحبت الجماعة المدير يمكن له
عندها أن يسيرها وراءه في تحقيق األهداف المحددة للعمل وما يزيد عليها ودون المطالبة
بزيادة األجور وبذلك يتجاوز دوره مجرد دور اإلدارة إلى دور القيادة وعلى العكس من ذلك
فإذا لم يتمتع المدير بمهارات قيادية ،فمن الصعب عليه حشد الطاقات الموجودة لتحقيق
الحدود الدنيا من األهداف التنظيمية ،ألن العاملين ال يتعاونون وال ينقادون له إال بالدرجة
التي تجنبهم التعرض للجزاءات والعقوبات.
والقاعدة الشعبية معروفة بأن اإلنسان يبدع عندما يؤدي عمله عن رغبة وطواعية.
82