Professional Documents
Culture Documents
New Microsoft Word Document
New Microsoft Word Document
االطار النظري
مفهوم القيادة
تعتبر القيادة قلب وروح االدارة التنظيمية ،وفي حين أنه ال يوجد تعريف محدد للقيادة ،اال أن هناك اتفاق على حقيقة
أن القيادة تنطوي على عملية التأثير املتبادل بين القائد واملرؤوسين لتحقيق االهداف التنظيمية .فقد أشار (( 2016
Silvaفي تعريفه للقيادة على أنها "عملية التأثير التفاعلي التي تحدث في سياق تنظيمي معين ،عندما يتقبل بعض االفراد
شخصا كقائد لهم لتحقيق أهداف مشتركة" ،ويتوافق هذا التعريف مع املفهوم الحديث للقيادة ،الذي يمنح القائد،
واملرؤوسين ،والسياق التنظيمي دورا مهما في عملية القيادة.
تعرف القيادة بأنها قدرة إدارة الشر كة على اتخاذ القرارات السليمة والهام االخرين وتحفيزهم لألداء الجيد .من
خالل تحديد وتحقيق االهداف ،و اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ،و التفوق على املنافسين ،و املخاطرة ،واملثابرة في
مواجهة الفشل ،باالضافة إلى تحفيز االخرين لتحقيق أعلى مستوى من االداء ,كما تعد مهارات االتصال الفعالة ،والثقة
بالنفس ،والقدرة على إدارة االخرين ،والرغبة في التغيير من مميزات القادة الجيدين.
وأكد بربر 2008أن القيادة تعبر عن عملية تفاعل مستمر بين القائد واملرؤوسين وتستند هذه العملية على قناعة
واحترام املرؤوسين للقائد ،بحيث يتوجهون إلى االتجاه الذي يحدده طاملا ترّس خت لديهم قناعة تامة بأن توجيه القائد
لهم سيحقق أهداف ذات قيمة تهم كافة االطراف املعنية في املنظمة.
وعلى الرغم من تعدد الطرق التي يمكن من خاللها تصور مفهوم القيادة ،اال انه هناك مكونات تعتبر محورية ومركزية
لهذا املفهوم والتي أشار إليها Northous 2015وتتمثل هذه املكونات في االمور التالية:
القيادة هي "عملية" ،ويشير ذلك إلى أن القيادة حدث تفاعلي وليس أحادي االتجاه ،وأن القائد يؤثر ويتأثر باملرؤوسين.
عندما يتم تعريف القيادة بهذه الطريقة ،تصبح متاحة للجميع وغير مقتصرة على القائد فقط.
القيادة تنطوي على التأثير ،والذي يشير إلى تأثير القادة على املرؤوسين .فالتأثير شرط ال غنى عنه في القيادة ومن دون
التأثير القيادة غير موجودة.
القيادة تحدث في املجموعات ،فاملجموعة هي السياق الذي تتم به القيادة ،والتي تعرف بأنها العملية التي يؤثر بها فرد
على مجموعة من االفراد لتحقيق أهداف مشتركة.
القيادة تتضمن أهداف مشتركة ،وهو ما يمنح القيادة مهارة أخالقية ألنها تشدد على ضرورة أن يعمل القادة مع
أتباعهم لتحقيق االهداف املحددة ،االمر الذي يقلل من احتمالية أن يتصرف القادة تجاه أتباعهم بطرق غير أخالقية
،Northous, 2015و يزيد من احتمالية أن يعمل القادة واملرؤوسين معا في سبيل الصالح العام .Rost, 1991
وبناءا على هذه املكونات االربع ،فقد عرف Northous 2015القيادة على أنها عملية يؤثر فيها الفرد على مجموعة من
االفراد لتحقيق أهداف مشتركة
يمكن إرجاع مفهوم القيادة الخادمة إلى Greenleaf .K Robertالذي كان أول من بدأ بعملية تفعيل وتطبيق فكرة
القيادة الخادمة في املنظمات املعاصرة .al et Candolfi,. 2017وفي عام 1970كتب Greenleafمقاله بعنوان "الخادم
كقائد" Leader As Servant Theحيث بين أهمية القائد الخادم وسماته والتي يمكن ذكر أهمها كما يلي:
القائد الخادم هو خادم أوال .فالقيادة الخادمة تبدأ مع االحساس الطبيعي برغبة الشخص بالخدمة .ثم يأتي االختيار
الواعي بأن يطمح للقيادة .ويختلف القائد الذي يخدم أوال اختالفا جوهريا عن القائد الذي يقود أوال ...من خالل
الرعاية التي يمارسها الخادم أوال للتأكد من تلبية احتياجات االشخاص االخرين ذات االولوية القصوى ...ويتم معرفة
ذلك من خالل االجابة على أسئلة مثل :هل ينمو أولئك االشخاص الذين تتم خدمتهم؟ هل يصبحون في حالة خدمتهم
أكثر صحة ،وحكمة ،وحرية ،واستقاللية ،وأكثر قدرة ألن يصبحوا هم أيضا خدما لغير هم؟ وما هو التأثير على
املجتمع؟" Greenleaf .P.15, ,1970
ووفقا ملركز Leadership Servant for Center Greenleafتعرف القيادة الخادمة بأنها فلسفة ومجموعة من املمارسات
التي تثري حياة االف ارد ،وتبني منظمات أفضل ،وتخلق في نهاية املطاف عاملا أكثر عدال ورعاية .ويعرفها Spears 2004
على أنها مجموعة من سلوكيات القيادة التي تبرز من خالل وضع احتياجات املرؤوسين قبل احتياجات القادة .ويرى
Parolini 2005أنها القيادة التي تقوم على تقييم وتطوير املرؤوسين ،وبناء مجتمع أساسه العالقات االنسانية،
باالضافة إلى مشاركة القيادة.
أما Laub 2004فيشير إلى أن القيادة الخادمة تقوم على فهم وممارسة للقيادة التي تضع مصلحة مرؤوسيها قبل
مصلحتها الشخصية والتي تشجع على تقييم االفراد وتطويرهم ،و بناء روح الجماعة ،وممارسة االصالة ،ومشاركة
املرؤوسين في القوة واملكانة لتحقيق مصلحة مشتركة لكل من الفرد واملنظمة على حد سواء .بينما عرفها 2011
Dierendonckبأنها نهج شمولي وايثاري للقيادة يتميز بتركيز القائد على احتياجات مرؤوسيه وتطلعاتهم املستقبلية ،وأن
تطبيق مفهوم القيادة الخادمة متوقف على إعطاء املزيد من االهتمام لجانب "الخدمة" وعدم إيالء الكثير من االهتمام
لجانب "القيادة" كهدف نهائي.
فالقيادة الخادمة تسعى إلى خدمة ومساعدة املرؤوسين والتأثير عليهم من خالل خلق بيئة عمل قائمة على الثقة
والتقدير والعمل بحماس وجدية لتحقيق أهداف مشتركة ،Mustafa, 2015وأن تسخر كل إمكاناتها وقدراتها أيضا
لخدمة االطراف ذوي العالقة املباشرة باملؤسسة .Shobaki Al and Hila Al 2017,ويتجسد دور القائد الخادم في رغبته
الصادقة لخدمة املنظمة والعاملين فيها ،وتقديم الرعاية لهم إلشباع رغباتهم ،فهو ال يقدم االفكار و يجبر املرؤوسين
على قبولها وتنفيذها ،قناعة منه أن املرؤوسين لديهم أفكارا قد تكون أفضل من أفكاره أبو النصر.2012 ،
وفي ضوء ما سبق يرى الباحث أن القيادة الخادمة تتلخص بالنمط القيادي الذي تطغى به مهمات القائد الخدمية على
مهماته القيادية ،وتتجلى اهتماماته بتلبية احتياجات مرؤوسيه بالدرجة االولى ،ويتطلع في النهاية إلى خلق بيئة تنظيمية
خدمية يتطلع العاملون فيها إلى خدمة املجتمع االوسع.
على الرغم من أن مفهوم القيادة الخادمة قد برز منذ عهد قريب ،اال أنه في الواقع يتجسد منذ زمن بعيد يمتد إلى االف
السنين ،فقد عرف الصينيون القيادة الخادمة في القرن الرابع قبل امليالد .وتشير إحدى مخطوطات القائد Tzu -Lao
الذي يعتقد بأنه عاش في الفترة ما بين 570 490-في مدينة Te Tao Chingالصينية إلى "أن القائد يجب أن ينظر جيدا
ليس إلى ما يرضي نفسه ولكن إلى ما يرضي رعاياه ،وامللك هو خادم رعاياه ويتمتع بموارد الدولة جنبا إلى جنب مع
.2016وذكر دهليز وغالي 2018أحد االقوال االمريكية واالوروبية الشائعة االستخدام:
رعاياه" رشيد ومطر،
" The first responsibility for the leader is to clarify the goals of his subordinate, finally to tell them thank you, in
".between he is as a servant
ويتضح من ترجمة هذه املقولة أن املسؤولية االولى للقائد هي توضيح االهداف للعاملين معه ،وفي النهاية يشكرهم على
االداء املنجز ،وهو بين هاتين املهمتين يعمل معهم كخادم .كما وأشار الباحثان إلى مرادف هذا القول في الفكر العربي
قديما ،فإن املثل العربي يقول سيد القوم خادمهم.
أما االديان فقد اشتملت جميعها على مبادئ فاضلة في منظورها للعالقات االنسانية مثل الشفقة ،والعطف ،والتواضع،
واالمتنان ،وأشار رشيد ومطر 2016إلى وجود إشارات واضحة للقيادة الخادمة في السجل التوراتي ،باالضافة إلى ما
جاء من قصص في االنجيل والتي تدلنا بوضوح على أن القيادة الخادمة قد تمثلت بممارسات سيدنا عيسى عليه السالم.
وفي الفكر االسالمي فقد كان الرسول عليه الصالة والسالم أعظم من مثل هذا النموذج القيادي من خالل االهتمام
بالصحابة ،وتوجيههم ،والعمل على االهتمام باحتياجاتهم ،وتشجيعهم ،وتحفيزهم ،وتمكينهم من الوصول إليها ،باالضافة
إلى تجسيده ملبدأ الشوري الذي يعرف بأنه "عملية مناقشة مستفيضة لقضيةّ ما من جميع جوانبها ،واختيار أفضل
االراء املعطاة حول هذه املسألة ،واختبار تلك االراء للتأكد من تحقيق املصالح الفضلى للمجتمع" Faris-, :1980 79
.Abulكما وكان رسول هللا يتصدر قومه في البناء والحروب .وحدد الرسول عليه الصالة والسالم أن القيادة ليست
شخصا واحدا بقوله "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" متفق عليه من حديث عبدهللا بن عمر رضي هللا عنه .وأشار
Dierendonck 2010 Patterson andإلى أن مفهوم القيادة الخادمة ال يقتصر على الثقافة الغربية ،وقدم الخليفة عمر
بن الخطاب كمثال من خالل تطبيقه ملبدأ الشورى في سبيل التوصل ألفضل قرار للمجتمع .ولذلك ال يعد مفهوم
القيادة الخادمة غريبا على مجتمعاتنا الشرقية فهو يستمد مبادئه من القيم االسالمية.
باالضافة إلى االنبياء والرسل فقد برزت القيادة الخادمة لدى العديد من الشخصيات القيادية املشهورة من بينهم
مارتن لوثر King Luther Martinحيث برز مفهوم القيادة الخادمة في مقولته "أن أكثر االسئلة إلحاحا هو :ماذا تفعل
لآلخرين" ،واألم تيريزا Theresa Motherوالتي نقل عنها القول "أن هناك متعة في تجاوز نفسك لخدمة االخرين" , 6-7:
.Voerman and Trompenaars 2009باالضافة إلى غاندي ،Gandhiونيلسون مانديال ،Mandela Nelsonوسيزار تشافيز
Chavz Cesarالذين أشار لهم Trammel and Cooper 2001كنماذج مقنعة لهذا النمط القيادي.
إن فكر القيادة فكر متجدد ومتغير ،و يظهر ذلك من خالل تعدد االساليب القيادية التي ظهرت على مر العقود املاضية
والتي كانت القيادة الخادمة أحدها .وفي هذا الجزء من الدراسة يشير الباحث إلى كيفية ارتباط القيادة الخادمة بغيرها
من االساليب القيادية ،فالقيادة الخادمة ليست وليدة اللحظة ،ولم تنشأ بشكل مفاجئ انما هي متداخلة ،ومرتبطة،
وقد تكون متشابهة مع أساليب القيادة املختلفة السابقة والالحقة لها ،وهو ما أشار ت إليه دراسات عدة حول عالقة
القيادة الخادمة بغيرها من االنماط القيادية والتي نوضحها في التالي:
تلتقي القيادة الخادمة و القيادة التحويلية leadership Transformationalالتي تعرف بأنها عملية بناء االلتزام نحو
االهداف التنظيمية ،وتمكين املرؤوسين لتحقيق هذه االهداف .Yukl, 1998حيث أشار al et Avolio,. 1991إلى أربع
سلوكيات للقيادة التحويلية :التأثير املثالي ،influence Idealizedالحافز االلهامي ،motivation Inspirationalاالثارة
الفكرية ،stimulation Intellectualواالعتبار الفردي ،consideration Individualizedوأنه من خالل هذه االبعاد يظهر
أن هناك العديد من أوجه التشابه والتوازي بين القيادة الخادمة والقيادة التحويلية ،حيث أن كالهما معروف بأساليب
القيادة املوجهة نحو االفراد واملتمحورة حول املرؤوسين .كما أن هناك العديد من الخصائص املتماثلة بين النظريتين
بما في ذلك التأثير ،والرؤية ،والثقة ،واالحتر ام ،واملصداقية ،ومشاركة املخاطر ،والتفويض ،والنزاهة Stone .et al.,
2004
أما الفرق الجوهري بين القيادة الخادمة والقيادة التحويلية leadership Transformationalيكمن بأن تركيز القادة
التحويليين موجه نحو املنظمة وبناء االلتزام باالهداف التنظيمية من خالل تمكين املرؤوسين ،بينما يتجه تركيز القيادة
الخادمة نحو خدمة املرؤوسين بشكل أساسي .Kim, 2016كما وتركز القيادة الخادمة على التواضع ،واالصالة،
والقبول الشخصي والتي ال يعد أي منها عنصرا صريحا في القيادة التحويلية . Dierendonck, 2011
وتظهر العالقة بين القيادة الخادمة والقيادة الديمقراطية leadership Democraticالتي تعرف بأنها فريق يسترشد
بقائد ،يشارك فيه جميع االفراد في عملية صنع القرار لتحديد ما يجب القيام به وكيفية القيام بذلك ،ويتمتع قائد
املجموعة بسلطة اتخاذ القرار النهائي ،dictionary Business, 2019كو ن القيادة الخادمة تعتبر من أشكال القيادة
الديمقراطية .حيث تتسم كل من القيادة الخادمة والقيادة الديمقراطية باعتمادهم سلوكيات االستشارات ،والتركيز
على املوظف ،والحفاظ على عالقات عمل جيدة ،باالضافة بأن لديهم اعتقاد أساسي بان املرؤوسين لديهم دوافع داخلية
للقيام بالعمل بشكل جيد والبحث عن فرصة الثبات قيمتهم .كما ويشجع كال النمطين القياديين ضرورة التعامل مع
أخطاء املرؤوسين باعتبارها فرصا للتعلم .اال أن القادة الخادمون يشاركون بشكل أكبر في عملية صنع القرار ويفضلون
البقاء خارج دائرة الضوء عند تحقيق أي إنجاز مما يسمح للمرؤوسين باستشعار قيمة عملهم الشاق .Kim, 2016
أما القيادة االوتوقراطية leadership Autocraticوالتي تعرف بأنها القيادة التي يملي بها القائد السياسات واالجراءات،
ويقرر ما هي االهداف املراد تحقيقها ،ويوجه ،ويتحكم في جميع االنشطة دون أي مشاركة مجزية من قبل املرؤوسين
،dictionary Business, 2019فهي تعتبر نمط معاكس ملا تنادي به القيادة الديمقراطية والقيادة الخادمة ،حيث يركز
هذا النمط القيادي على انجاز املهام وال يوجد أي تعاون أو اعتبار للموظفين أو أعضاء الفريق .Kim, 2016
كما وتظهر العالقة بين القيادة الخادمة والقيادة املتساهلة Leadership faire-Laissezوالتي تعرف بأنها أسلوب قيادي
غير استبدادي ،يحاول به القادة إعطاء أقل قدر ممكن من التوجيه للمرؤوسين ،ومحاولة تحقيق السيطرة من خالل
وسائل أقل وضوحا ،بحيث يؤمن القادة أن االفراد يتفوقون عندما يتركون وحدهم للتعامل مع مسؤولياتهم
والتزاماتهم بطرقهم الخاصة ،dictionary Business, 2019حيث يظهر وجود تشابه بين النمطين القياديين في تفويض
السلطة ،اال أن الفرق يكمن في سلوكيات القادة ،بحيث ال يشرف القادة في القيادة املتساهلة مباشرة على املرؤوسين
ويفشلون في توجيههم و تقديم التغذية الراجعة لهم ،وهو ما يشير إلى االفتقار إلى الرقابة االدارية .Kim, 2016
و فيما يتعلق بالقيادة التبادلية leadership Transactionalالتي تعرف أيضا بالقيادة االدارية وهي مرتبطة بقدرة القائد
على االستجابة ملصالح املرؤوسين من خالل إقامة عالقة قائمة على التبادل .Avolio 1999,بمعنى إذا أدى املرؤوسين أداء
جيد ،فسيحصلون على مكافئة ،ولكن إذا أدوا أداء سيئ فستتم معاقبتهم .ويظهر الفرق هنا بأن أسلوب القيادة
التبادلية يستند على ردود الفعل السلوكية من مكافآت وعقوبات ،بينما تستند القيادة الخادمة في املقام االول على
االحترام ،والتحفيز ،واملوقف االيجابي بحيث يشعر املرؤوسين بامللكية تجاه املنظمة فيقدمون أفضل ما لديهم , 2016
.Kim
واذا ما تمت مقارنة القيادة الخادمة بقيادة املستوى الخامس leadership 5 Levelوهو أسلوب القيادة الذي حدده
Collins 2001في كتابه ،great to Goodحيث أشار من خالله إلى أن القيادة من حيث االرادة املهنية will Professional
إلى جانب التواضع الشخصي humility Personalهي العامل الرئيسي الذي يتيح للمنظمات تحقيق التميز في أدائها
التنظيمي على املدى البعيد .وأشار بوصفه لقائد املستوى الخامس "بالخادم" .وقد كان هناك تصور شائع بين قادة
االعمال بأن قيادة املستوى الخامس تعد مجرد اسم آخر للقيادة الخادمة ،Lichtenwalner, 2010وأشار 2011
Dierendonckإلى أن هناك تداخال واضحا بين القيادة الخادمة وقيادة املستوى الخامس وأن هذا التداخل يكمن في
خصائص القيادة الخادمة املتمثلة في التواضع ،والتوجيه ،اال أنها تختلف في عناصر أخرى مثل االصالة ،والتركيز على
تطور املرؤوسين ،واالشراف .باالضافة إلى أن القيادة الخادمة ال تمثل عنصر االرادة املهنية في قيادة املستوى الخامس
Reid et al., 2014.
وأشار Dierendonck, 2011إلى أن التداخل بين القيادة الخادمة والقيادة بالتمكين Empowering leadershipيبدو
واضحا ،والتي تعود جذورها لنظرية املعرفة االجتماعية ،Bandura, 1986التي تعتبر وجه نظر املرؤوسيين واشراك
القادة لهم في صنع القرار أساسا في هذه النظرية ،و تشير أولى خصائص القيادة الخادمة التي حددها , 2011
Dierendonckإلى تمكين وتطوير املرؤوسين ،والتي تتقاطع مع القيادة بالتمكين من حيث أنها تؤكد على تفويض
السلطة ،ومطالبة القادة بمشاركة املعرفة واملعلومات لضمان تطوير املرؤوسين ملهاراتهم .ومن ناحية أخرى ،تختلف
القيادة الخادمة عن القيادة بالتمكين في باقي سلوكياتها التي لم تظهر واضحة كسلوكيات واضحة في القيادة بالتمكين
.Dierendonck, 2011
وبالرغم من وجود التشابه بين القيادة الخادمة واالنماط القيادية االخرى ،اال أن القيادة الخادمة تتميز بوجود
خصائص أساسية غير موجودة بالكامل في غيرها من االنماط القيادية .Dierendonck, 2011وتتمثل هذه الخصائص
االساسية والتي حددها Greenleaf, 1970بما يلي:
قيمة الناس :People Valueوتعني وضع مصلحة املرؤوسين قبل مصلحة املنظمة .فالقائد الخادم ُ يعطي املرؤوسين حق
قدرهم ،ليس فقط ملا يقدمونه للمنظمة بل ألنهم بشر يستحقون االحترام والتقدير ،فهو بذلك ملزم تجاه االفراد
بشكل عام و املرؤوسين بشكل خاص.
التواضع :Humilityوينشأ التواضع من االعتراف الصحيح للفرد بنقاط قوته وضعفه .فالقائد الخادم يعترف بإمكانية
االستفادة من خبرات االخرين ،بل ويسعى لالستفادة من مساهماتهم ،ويشمل التواضع أيضا اعتراف القائد بانجازات
املرؤوسين وعدم نسبها لنفسه فاالنجازات تتحقق من خالل الجميع وليس وحده.
االصغاء :Listeningفالقادة الخادمين يتواصلون من خالل االستماع أوال ،فهم يدركون أن االصغاء هو أحد املهارات التي
يتم تعلمها والتي تتضمن االستماع والتجاوب مع ما يقوله االخرون .فعن طريق االستماع يتعرف القادة على وجهات
نظر مرؤوسيهم.
الثقة :Trustتشير إلى إيمان القائد بالقدرة غير املرئية للمرؤوسين واعتقاده بأنهم قادرين على تحقيق االهداف فالقادة
الخادمون يمنحون الثقة لآلخرين ،وهم أيضا مصدرا للثقة كونهم أصيلين ويمكن االعتماد عليهم.
5-الرعاية :Caringوتشير إلى اللطف في التعامل مع االخرين واالهتمام بهم .فالقادة الخادمين موجودين لخدمة
االخرين وليس ليقوم االخرو ن بخدمتهم ،ويهتم القادة الخادمين باملرؤوسين أكثر من اهتماهم باملنظمة
النزاهة :Integrityوتعني تطوير القائد ملجموعة من القيم املشتركة مع االشخاص الذين يخدمهم ،وان ال يتخلى عنها
ويبقى وفيا لها ،مما يوفر الوضوح ويقود إلى االلتزام .ويتعين على القادة أن يتأكدوا من أن سلوكياتهم تتماشى مع
قيمهم ومع القيم التنظيمية املشتركة التي طوروها مع االخرين
الخدمة : Serviceوتشير إلى أن القائد الخادم هو خادم أوال ،وأن خدمة املرؤوسين هي أولى اهتماماته فإن االلتزام بخدمة
املرؤوسين هو مطلب أساسي لقيادة أفضل.
التمكين :Empowermentويتضمن التمكين في القيادة الخادمة :االستماع الفعال ،و منح االخرين الشعور باالهمية ،و
التركيز على العمل الجماعي ،و تعظيم الحب واملساواة ،ومنح املرؤوسين السلطة واملسؤولية ،والسماح لهم بالتجربة
واالبداع دون خوف .Sendjaya; 2002 ,Stone and Russell, 2003
خدمة احتياجات االخرين قبل احتياجاتهم الخاصة :Own Their Before Need Others Serveيساهم القائد الخادم
بتلبية احتياجات االخرين قبل احتياجاته ،ويضع اهتمامات االخرين قبل اهتماماته Focht and Ponton, 2015.
الشخصية
التعاون :Collaborationألن القيادة عملية تعاونية تتطلب تعاون بين القادة واملرؤوسين ،فالقادة الخادمون ال يعملون
وحدهم بل يعملون في مساعي تعاونية تخدم احتياجات مرؤوسيهم بشكل رئيس Focht and Ponton, 2015.ومنظماتهم
11-الحب غير املشروط :Love Unconditionalوهي نقطة جوهرية للقيادة الخادمة فهي املحفز الرئيسي للتعامل مع
االخرين .وتشمل هذه الفئة القبول ،واالعتراف ،وتقدير االخرين ،واملساواة ،والثقة ووصف Patterson 2003الحب
بأنه حجر االساس في العالقة بين القائد الخادم واملر ؤوسين وأن القائد الخادم يظهر هذا الحب بطرق عدة منها:
اهتمامهم باملرؤوسين أكثر من اهتمامهم باملنظمة ،و عدم التظاهر ،و تقدير االخرين والتعاطف معهم واالستماع لهم.
12-التعلم : Learningوهذا يشمل تعلم القادة من االشخاص في املستويات االدنى منهم في املنظمة ،فالقادة الخادمين
يدركون أنهم ال يعرفون كل شيء ،لذا فهم على استعداد للتعلم من جميع االتجاهات في املنظمة .فالتعلم هو املهارة
الرئيسية التي تؤدي إلى النمو املنهي لألفراد وتحسين عالقاتهم على مستوى املنظمة و املجتمع ككل.
تعتبر القيادة الخادمة االكثر فاعلية عندما يتعلق االمر بمشاركة املوظفين ،حيث أن التركيز االساسي لتحقيق االهداف
التنظيمية يستند إلى خدمة املرؤوسين املكلفين بتحقيق هذه االهداف .al et Candolfi 2017,.فالقيادة الخادمة تشجع
املرؤوسين على النمو بذكاء ،و أن يكونوا مبدعين ،وتشجعهم على إدارة الذات وخدمة الناس .al et Langreo,. 2016
كما وجدت القيادة الخادمة في مكان العمل لتحسين االنتاجية ،وزيادة رضا الزبائن ،والحد من معدل دوران العمل،
وتحسين االمن والسالمة العامة ،وزيادة الوالء التنظيمي ،وزيادة مشاركة املو ظفين ،Whorton, 2014فتحسين هذه
املخرجات التنظيمية يدفع االداء التشغيلي للمنظمة وأرباحها
سلوكيات القائد الخادم
القيادة الخادمة ليست مجرد أسلوب إداري ،بل هي مجموعة من السلوكيات التي يجب تطويرها من قبل القادة الذين
يختارون تبني هذا النمط القيادي ،وليكون القائد فعال عليه أن يتقن مجموعة من السلوكيات Makhani and, 2012
.Booneحيث ينظر لهذه السلوكيات بأنها مؤشر لنتائج ايجابيه على مستوى الفرد واملنظمة عبر الثقافات والبيئات
التنظيمية املختلفة .al et Liden,. 2015
وبالرغم من الخصائص السابقة التي ذكرت عن القيادة الخادمة ،اال أن al et Liden,.2008قد أبر ز وا هذه السمات
والخصائص بطريقة مغايرة نسبيا فقدموا لنا سبعة سلوكيات للقيادة الخادمة تتلخص في :التصور ،و التمكين ،و
املعالجة العاطفية ،و وضع املرؤوسين أوال ،و مساعدة املرؤوسين على النمو والنجاح ،و التعامل االخالقي ،وخلق قيمة
للمجتمع .وقد كانت من أهم الروافد التي ساهمت في صياغة نموذج هذه الدراسة وذلك ألهميتها وتميزها عما ذكر من
خصائص للقيادة الخادمة ,ومن الجدير ذكره هنا بأن هذه السلوكيات هي التي يتألف منها نموذج هذه الدراسة.
عرف Greenleaf :1970 11التصور على أنه "القدرة على االحساس باملجهول ،و التنبؤ باملستقبل" ،وأضاف بأن "هذا
هو الفهم البسيط الذي يمنح القائد في كثير من االحيان القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة" .ووصف :1970 25-23
Greenleafالقائد الخادم بأنه "القائد القادر على التوصل لحلول للمشاكل التي لم تحدث بعد" ،وبعبارة أخرى فالقائد
الخادم له القدرة على االستشراف باملستقبل.
ويعرف Lantu and Rachmawati 2014التصور بأنه التفكير الذي يتجاوز اليوم الحالي ويمتد إلى التفكير في املستقبل
املحتمل .ويشير هذا املصطلح إلى فهم القائد الشامل للمنظمة ،بأهدافها ،وتعقيداتها ،ومهمتها ،االمر الذي يمنح القائد
القدرة على التفكير في املشاكل املعقدة ،ومعرفة ما إذا كان هناك شيء ما متعلق بالعمل يسير بشكل خاطئ ،باالضافة
إلى القدرة على معالجة املشاكل بطريقة خالقة بما يتوافق مع االهداف العامة للمنظمة .Northouse, 2015
ويعرف دهليز و غالي 2018التصور بأنه :حيازة القائد للمعرفة عن املنظمة واملهام املوكلة إليه بحيث يكون في وضع
يّم كنه من تقديم املساعدة والدعم الفعال وتسهيل مهام االخرين ،خصوصا التابعين
وفي دراسات أخرى تم التعبير عن هذا املفهوم بمصطلحات عده منها الرؤية Visionكما في دراسة ،Patterson, 2003أو
البصيرة Foresightكما في دراسة Spears 1998ودراسة Greenleaf 1977الذي استخدم املصطلحين البصيرة Foresight
والتصور Conceptualizationلوصف الرؤية ،وأشار al et Latiff,. 2017إلى أنه يمكن الجمع بين هذه املفاهيم الثالثة
تحت مفهوم "تطوير الرؤية " , Develop vision.ويظهر ارتباط مفهوم التصور بمفهوم الرؤية من تعريف 2014
Andersonللتصور على أنه قدرة القائد على خلق مفهوم مستقبلي يعكس رؤية املنظمة ومهمتها.
من هنا يمكن القول بأن القدرة على رؤية املنظمة ومشكالتها من منظور مفاهيمي تعني أنه يجب على القائد أن يفكر إلى
ما هو أبعد من الواقع اليومي فالقائد الخادم إضافة إلى اهتمامه باالمور اليومية يجب أن يمتد تفكيره ليشمل تفكيرا
مفاهيميا استراتيجيا أوسع وعلى املدى البعيد ،على العكس من القائد التقليدي الذي يقتصر تفكيره على تحقيق
االهداف التنظيمية قصيرة املدى . al et Muhtasom,. 2017وعليه ،يشترط في القائد الخادم أن يسعى للوصول إلى حالة
توازن دقيق بين التفكير املفاهيمي االستراتيجي بعيد املدى والتفكير بالعمليات اليومية .Spears, 2005
باالضافة إلى ذلك ،يجب على القائد أن يكون قاد ار ليس فقط على تحديد هذه الرؤية املستقبلية وانما مشاركتها مع
املوظفين بطريقة تمكنهم من فهمها وتحفزهم للوصول إليها ،Greenleaf, 1977وتعظيم ُ جهودهم من أجل تحقيقها ,
.،2007
،Martin and Heyler 2018االمر الذي يلهمهم على التصرف بطريقة إبداعية أبو تينه وآخرون
تعبر املعالجة العاطفية عن الدرجة التي يهتم بها القائد باملشاكل الشخصية للمرؤوسين ورفاههم حيث أن اتصاف القائد
الخادم بصفة التعاطف ،وامتالكه ملهارات االستماع الفعال ،هو ما يسهل ممارسته لسلوك املعالجة العاطفية , 2006
،Wheeler and Barbutoفهي ترتبط بقدرة القائد على االستماع للمرؤوسين ،وقدرته على التعاطف مع مشاكلهم.
ويؤكد al et Latiff,. 2017على أن املعالجة العاطفية هي إحدى نقاط القوة للقيادة الخادمة ،والتي تبدأ بقدرة القائد
على االستماع ملرؤوسيه أوال للتعرف على احتياجاتهم وفهمها .فالقائد الذي يمتلك درجة عالية من القدرة على املعالجة
العاطفية هو ذلك القائد الذي يلجأ إليه املوظفين عندما يكون لديهم مشاكل ،وذلك ألن هذا القائد قد تمكن من خلق
بيئة تنظيمية آمنه للموظفين للتعبير عن قضاياهم الشخصية Barbuto and Wheeler, 2006.واملهنية ,وتظهر أهمية
هذا السلوك من خالل اعتراف العلماء بالحاجة إلى قادة قادرين على مساعدة املرؤوسين على استعادة االمل ،وتجاوز
أحالمهم املنقضية ،وعالقاتهم املقطوعة .Sturnick; 1999 ,Dacher 1998,فاملعالجة العاطفية هي بمثابة عملية لتحويل
أولئك االشخاص الذين يعانون من املشاكل ويشعرون باالحباط إلى أشخاص يشعرون باالمل Lawrence and, 2004
.Spears
ويرى Tonwe 2015ضرورة قيام القائد الخادم القيام بمحاولة التعرف بسرعة على االشخاص الذين يعانون من
املشاكل ،ومساعدتهم في التغلب عليها .ففي الكثير من االحيان قد يؤثر املوظف الذي يعاني من مشكلة معينه على من
حوله من املوظفين ،االمر الذي يؤثر بالضرورة على تحقيق أهداف املنظمة ,وتسهم املعالجة العاطفية في خلق حياة
داخل املنظمة مبنية على احترام املوظفين ومراعاتهم لبعضهم البعض .al et Kim,. 2014ويشير Maharaj 2015إلى أنه
ال توجد طريقة أفضل إلقامة عالقات طويلة املدى مع املوظفين أكثر من مساعدتهم على التغلب على العقبات التي
تواجههم ،وفي مساعدتهم بأن يصبحوا موظفين منتجين في املنظمة.
يمكن تقسيم القيادة إلى قسمين من حيث محور تركيزها :قيادة تتمحور حول القائد ،centered-Leaderوقيادة تتمحور
حول املرؤوسين . cenetred-Followersحيث تتبع القيادة التي تتمحور حول القائد الهيكل التنظيمي الهرمي والذي يعتمد
فيه القادة على السلطة ،Kim, 2016بينما تحقق القيادة التي تتمحور حول املرؤوسين النجاح التنظيمي من خالل
تحقيق نمو وتطور املرؤوسين ،حيث تتم ممارسة هذا االسلوب القيادي في املنظمات التي تعامل املوظفين باعتبارهم
االصول التنظيمية االكثر قيمة Maslennikova, 2007.
ويتميز االسلوب القيادي الذي يتمحور حول املرؤوسين باعتماده الهيكل التنظيمي الالمركزي بداال من الهيكل التنظيمي
الهرمي .وفي هذا االسلوب القيادي يشارك املرؤوسين بفاعلية في عملية صنع القرارات وحل املشكالت وتعتبر القيادة
الخادمة مثاال على هذا االسلوب القيادي .Kim, 2016وكطريقة أخرى ملقارنة أساليب القيادة يمكن النظر إليها كقيادة
موجهه نحو املهام ،oriented-Taskوقيادة موجهه نحو االفراد .oriented-Peopleحيث يركز "القادة املوجهون نحو
املهام" على املهام املطروحة وهم أقل اهتماما باملوظفين وأكثر اهتماما بإيجاد حلول مبتكرة لتحقيق االهداف املحددة
بينما تركز القيادة املوجهة نحو االفراد على العالقات بين املوظفين التي تحفز املوظفين لجعلهم يشعرون بقيمة العمل
الذي يقومون به ،االمر الذي يجعلهم يعملون بجهد أكبر ألنهم يشعرون بأنهم جزء من نجاح املنظمة ،Friedman, 2016
وهنا تعد القيادة الخادمة مثاال على القيادة املوجهة نحو االفراد.
وكما ذكر يعد سلوك القيادة بوضع املرؤوسين أوال السمة املميزة للقيادة الخادمة .ويعني ذلك استخدام الكلمات
واالجراءات التي تثبت للمرؤوسين أن اهتماماتهم تمثل أولوية بالنسبة للقائد ،بما في ذلك وضع اهتمامات املرؤوسين
ونجاحهم قبل اهتمامات القائد نفسه .مما يعني أن القائد قد يعطي مساعدة املرؤوسين في أداء مهامهم االولوية على
أدائه ملهامه الخاصة .Northouse, 2015ويحدد القادة الخادمين أولوياتهم كالتالي :املرؤوسين ،ثم املنظمات ،ومن ثم
احتياجاتهم الخاصة .Graham, 1991وقد أشار Dierendonck 2011إلى أن أكثر ما يميز القيادة الخادمة عن غيرها من
االنماط القيادية يكمن في تركيزها بوضوح على احتياجات املرؤوسين ،وأن القائد الخادم يمتلك التزاما قويا بمعاملة كل
فرد داخل املنظمة باحترام ،و ايمانا بأن كل فرد في املنظمة يستحق املحبة .ويوفر هذا التركيز على احتياجات
املرؤوسين أوال مناخا تنظيميا إيجابيا داعما يؤدي إلى عالقات قوية وأمنه داخل املنظمة باالضافة إلى تأثيره االيجابي
على كل من االلتزام التنظيمي والتزا م املرؤوسين بالتغيير التنظيمي.
السلوك الرابع :مساعدة املرؤوسين على النمو والنجاح succeed and grow followers Helping
يشير هذا السلوك إلى قدرة القائد على التعرف على االهداف املهنية والشخصية للمرؤوسين ومساعدتهم على تحقيقها.
حيث يجعل القادة الخادمين التطور الوظيفي للمرؤوسين أولوية ،من خالل توجيه املرؤوسين وتقديم الدعم االلزم
لهم ،ومساعدتهم على تحقيق الذات ،والوصول إلى أقصى إمكاناتهم البشرية .Northouse, 2015
و تتشابه القيادة الخادمة في هذا السلوك مع القيادة التحويلية من خالل الدعوة لنمو وتطور املرؤوسين , 2016
.Yeadon and Timiyoحيث ينظر القادة الخادمون لتطور املرؤوسين كهدف ،فهم يسعون لتطوير املرؤوسين من أجل
مصلحة هؤالء املرؤوسين ،كما يسعى القادة الخادمون جاهدين لخدمة جميع أتباعهم .Ehrhart, 2004ومن الناحية
العملية ،يمكن أن يشمل هذا السلوك على سبيل املثال ال الحصر إجراءات مثل :توفير موازنات خاصة لدعم التطور
املنهي والشخصي للمرؤوسين ،واظهار االهتمام بأفكار واقتر احات الجميع ،وتشجيع مشاركة املرؤوسين في عملية صنع
القرار ،باالضافة إلى مساعدة املرؤوسين الذين تم تسريحهم في العثور على وظائف أخرى .Spears, 2010
فالقيادة الخادمة تركز على االستقرار والتطور التنظيمي من خال النمو الشخصي للمرؤوسين .وان كان هذا االمر
يستغرق وقتا ،اال أن عامل الوقت في القيادة الخادمة ال يعتبر حاسما حيث أنها تركز على أهمية التعاون والنزاهة في
تطوير املنظمات ،وأن االهم في عملية صنع القرار هو قبول القرار من جميع االطراف من خالل الفهم الجيد ونضج
املرؤوسين ،وان الهدف ألنهائي للمنظمة هي نمو ونضج املرؤوسين .Lantu and Rachmawati, 2014وأكدت النشاش
2015أن القادة الخادمين ملتزمون بشكل كبير بالنمو الشخصي واملنهي والروحي لكل فرد في املنظمة ،فهم يخدمون
ليس فقط لصنع مرؤوسين أفضل ولكن أيضا لصنع جميع أفراد املنظمة بصورة أفضل.
إن أكثر ما يميز القيادة الخادمة عن غيرها من االنماط القيادية هو التوجه نحو املرؤوسين والسلوك االخالقي , 2004
،Ehrhartفهي النهج القيادي االنسب لتعزيز وجود املناخ االخالقي داخل املنظمات .al et Dodd,. 2018ويشير هذا
السلوك إلى االحتفاظ بمعايير أخالقية قوية ،بما في ذلك أن يكون القائد صريحا وصادقا وعادال في تعامله مع
املرؤوسين .فالقائد الخادم ال يتنازل عن مبادئه االخالقية في سبيل تحقيق النجاح ،Northouse, 2015حيث يتخذ
القادة الخادمون قرارات مستنيرة مبنية على اعتبارات أخالقية ومعنوية مدفوعة بالقيم االساسية مثل الصدق
والنزاهة .Russell, 2001
وذكر Mak and Chan 2014انه عندما اتبع القادة الخادمون السلوكيات االخالقية ،وكانوا موضع للثقة من قبل
موظفيهم ،ظهرت نتائج تنظيمية ايجابية مثل الرضا الوظيفي وااللتزام التنظيمي .باالضافة إلى ذلك ،كان املرؤوسون
أكثر استعدادا للتعبير عن مخاوفهم ومعالجة النزاعات اليومية ضمن بيئة عمل أخالقية ،حيث تساعد القيادة الخادمة
على تقليل املمارسات غير االخالقية Peachey and Burton .2014; Burton et al., 2017,
ووفقا لنظرية التعلم االجتماعي فاملوظفين سيكون لديهم الدافع إلتباع القادة املوثوق بهم الذين يمثلون قدوة حسنة في
السلوك واالداء والقيم املشتركة .Bandura, 1977فالصدق ،وااليثار ،والرحمة ،واالنصاف ،والشجاعة والتواضع هي
قيم سائدة في القيادة الخادمة .وعليه ينبغي على القادة إظهار القيادة االخالقية ،قبل مطالبتهم ملوظفيهم بااللتزام
بالسلوكيات االخالقية . al et Shin,. 2015حيث يؤكد أنصار القيادة الخادمة أن القادة الذين تعكس سلوكياتهم هذه
القيم سيكونون أكثر فاعلية .Tanno, 2018وأنه إذا عمل القائد الخادم بشكل أخالقي فسيقلده مرؤوسيه .Dodd, 2018
وتتشابه القيادة الخادمة في هذا السلوك مع القيادة االخالقية ،التي يعرفها al et Brown,. 2005على أنها "إظهار
السلوك املناسب من خالل االجراءات والعالقات الشخصية ،والترويج ملثل هذا السلوك للمرؤوسين عن طريق
التواصل ،والتعزيز ،واتخاذ القرار ثنائي االتجاه" .حيث تشبه القيادة االخالقية القيادة الخادمة من حيث رعاية الناس،
والنزاهة ،والجدارة بالثقة ،وخدمة الجميع.
وفي دراسة أجراها Dierendonck 2011قارن فيها بين القيادة الخادمة مع عدد من االنماط القيادية ،أشار إلى وجود
ثالث صفات مشتركة بين القيادة الخادمة والقيادة االخالقية هي :التمكين وتطوير املرؤوسين ،والتواضع ،واالشراف.
وأن هناك ثالث صفات للقيادة الخادمة ال تعتبر أساسية في القيادة االخالقية هي :االصالة ،Authenticityوالقبول
،Acceptance Personal-Interوتوفير االتجاه .Direction Providingفالقيادة الخادمة تتمحور حول تطوير وتمكين
وحماية املرؤوسين ،بينما تتمحور القيادة االخالقية حول العمل واتخاذ القرارات بطريقة أخالقية بما في ذلك مكافأة
السلوك االخالقي ،ومعاقبة وانتقاد االفراد الذين يمارسون سلوكيات غير أخالقية .Mohamad and Yasir, 2015
التمكين هو مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الترتيب التنظيمي الذي يزيد االستقاللية ،وسلطة اتخاذ القرار،
واملسؤولية عن صنع القرار للمرؤوسين .ويعني أن يتم تزويد االفراد بالحرية الكافية واملعلومات بنجاح بدال من
إجبارهم على أن يفعلوا ما يريده الضرورية حتى يفعلوا ما يريدون لتحقيق أهداف املنظمة االخرون ،ويشير أيضا إلى
تشجيع االفراد على املشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على أعمالهم ،وهذا يعني أن يتم توفير املساعدة لهم ليكونوا
قادرين على خلق أفكار جديدة وتحويلها إلى أفعال .Nedaei and Begzadeh, 2017ويعد التمكين العنصر املركزي في
القيادة املمتازة ،وخاصة القيادة الخادمة.
ويعرف Northouse 2015التمكين بأنه طريقة يتقاسم بها القادة السلطة مع املرؤوسين عن طريق السماح لهم
بالسيطرة ،حيث يعزز التمكين ثقة املرؤوسين بقدرتهم الذاتية على التفكير والتصرف بأنفسهم ،حيث يتم منحهم
الحرية للتعامل مع املواقف الصعبة بالطريقة التي يشعرون بأنها االفضل .فاملوظفون املمكنون يشاركون في التخطيط
وصنع القرار ،والذي سيؤدي في نهاية املطاف إلى تعزيز الالمركزية في إدارة املنظمات وتحسين مستويات تقاسم السلطة
س واملرؤوسين وإغنا ء وظائف االفراد وزيادة معارفهم (العدوانوالخوالدة,
باالضافة إلى تدعيم الثقة املتبادلةبينالرئي
.)2008
ويعرف Melhem and Qudah 2011بأنه تشجيع املوظفين على املشاركة بشكل أكبر في عملية صنع القرار واالنشطة
التي تؤثر على وظائفهم ،وبأنه عملية لتزويد املوظفين بالفرص الالزمة إلثبات قدرتهم على تقديم الحلول ،وامتالكهم
للمهارات الالزمة لتحويل أفكارهم إلى ممارسات .ويشير Melhem 2018إلى أن املوظفون املّم كنون ال يعتمدون على أدلة
التعليمات املكتوبة ،أو على تعليمات املديرين ،وا نما على مخزونهم الخاص من املعلومات ،واملعرفة ،واالدراك ،وأن
اتخاذهم لقراراتهم يتطلب استرجاع هذه املعلومات واالفكار.
وفي القيادة الخادمة ،يشير التمكين إلى سلوكيات عدة تتضمن :االستماع ،والتأكيد على العمل ووفقا لـ Greenleaf 1998
فإن إيمان القائد الجماعي ،وتثمين املحبة واملساواة .al et Heidari,. 2013بالقيمة الذاتية لكل فرد هي االساس في مفهوم
التمكين ،ويتعلق ذلك باالعتراف واالقرار وادراك قدرات كل شخص وما يستطيع الشخص تعلمه .حيث أن تمكين
املوظفين لتحقيق االهداف التنظيمية هو من العوامل الحاسمة لنجاح أي منظمة ،وهو الجهد االكثر أهمية للقائد
الخادم لزيادة الثقة التنظيمية ،واالبتكار ،والالمركزية ،والتخلص من البيروقراطية .Nedaei and Begzadeh, 2017
ويتمثل الهدف من التمكين في خلق قادة في جميع املستويات التنظيمية ،وعن طريق التمكين يسهم القادة الخادمون في
قلب الهرم التنظيمي ،Turner, 2000فدون تقاسم السلطة ،ال يمكن أن تكون هناك قيادة خادمة وفي املؤسسات
الخدمية تحديدا يساهم تمكين املوظفين في زيادة قدرة املوظف على التعامل بمستويات عالية من املرونة ،والفهم،
والتكيف ،واالستجابة ،مما يقود إلى تحقيق نتائج جيدة من االداء ،واالنجاز ،وجودة املدخالت ،بعكس املوظف الذي
ينتظر التعليمات من غيره ،حيث أن السرعة في انجاز معامالت الزبائن تعد من أهم عناصر الجودة في قطاع الخدمات،
كما كما أن هدف أي منظمة من التمكين هو تحسين مستوى االداء ورفع مستوى االنتاجية ،فتحسين االداء كما و
نوعا خاصة في املؤسسات الخدمية يعد عامال من عوامل النجاح (ملحم)2006 ,
وفي دراسة al et Liden,. 2014التي قدمت مبررا العتبار التمكين أحد سلوكيات القائد الخادم ،تم ذكر أربعة أبعاد
للتمكين تتمثل بما يلي :حق تقرير املصير -determination-Selfو التأثير -Impactو املعنى -Meaningو الكفاءة
.Competenceوعن عالقة هذه االبعاد بالقيادة الخادمة فقد أشار al et Liden 2014,.إلى التالي:
-أوال حق تقرير املصير و يشير إلى عملية فهم وادراك امتالك املرؤوسيين للخيار في بدء االجراءات وتنفيذها , 1995
،Spreitzerحيث يتوافق هذا املصطلح مع مفهوم التصور Conceptualizationللقيادة الخادمة الذي ورد في دراسة 2008
al et Liden,.والذي يركز على إعطاء املرؤوسين الحرية في صنع القرار.
ثانيا التأثير ويشير إلى الدرجة التي يشعر بها املوظفون بأنهم قادرون على التأثير على مخرجات العمل ا إيجابي داخل
املنظمة .al et Liden,. 2014
-ثالثا املعنى و يشير إلى درجة إدراك املوظفين ألهداف العمل ،أو درجة اهتمام املوظفين بمهامهم Velthouse and, 1990
،Thomas; 1995 ,Spreitzerوالذي يتداخل مع القيادة الخادمة باعتبار أن القادة الخادمون ملتزمون بخلق قيمة
للمجتمع مما يزيد من احتمالية اعتبار املرؤو سين ألهداف العمل بأنها ذات معنى وقيمة .al et Liden. , 2014
ُ وهنا ي إحساسا عاليا بالكفاءة بسبب إدراكهم ملدى جدارتهم في اكتساب -اربعا الكفاءة ظهر املرؤوسون
ثقة القائد ،وكونهم يستحقون اهتمامه ودعمه ،االمر الذي يقود إلى خلق عواطف ايجابية بينهم Chen .and Bliese,
2002; Conger and Kanungo, 1988
السلوك السابع :خلق قيمة للمجتمع community the for value Creating
إن خلق قيمة للمجتمع يعد من مميزات القيادة الخادمة عن غيرها من االنماط القيادية التي تركز على تحقيق
املخرجات التنظيمية دون االلتفات لحاجات املجتمع املحلي .al et Panaccio,. 2015ويتم ذلك من خالل املشاركة في
االنشطة املجتمعية ،وتشجيع املرؤوسين على املشاركة في االنشطة التطوعية لخدمة املجتمع املحلي .Northouse, 2015
وتبرز أهمية القيادة الخادمة على مستوى املجتمع من كونها تنادي بالفضائل االنسانية التي تحتاجها املجتمعات
املختلفة ،ومساهمتها بأن يكون لدى املجتمع قيم مثلى تصب في الصالح العام من خالل ما تفرزه من مبادئ العدل
.،2015
واملساواة غالي
و في كتاب " " Giants Smallملؤلفه Burlingham 2005الذي عرض تجارب عدد من املؤسسات
الصغيرة و متوسطة الحجم والتي لم ت نما كن سياسة زيادة العائد على االستثمار هي هدفها الرئيسي ،وا
تمثلت أهدافها بالتأكيد على ضرورة إنشاء مكان رائع للعمل ،وبناء عالقات عمل طويلة املدى مع جميع أصحاب
املصلحة ،والتركيز على جودة الخدمة املقدمة ،باالضافة إلى املساهمة في خدمة املجتمع .وأشار Burlingham 2005إلى
أن معظم مالكي هذه املؤسسات قد تأثروا بأفكار القيادة الخادمة.
ّ وجدت العديد من الد ارسات أن القيادة الخادمة كان لها دور كبير وفعال في املسؤولية االجتماعية كما
للشركات CSRوالتي يعرفها Dierendonck 2011بأنها مساهمة الشركات في الخدمات االجتماعية التي ال يتطلبها
القانون ،والتي تتجاوز املصلحة املباشرة للشركة ومساهميها ،حيث أشارت إلى أن املسؤولية االجتماعية للشركات كانت
أكثر ارتباطا باملؤسسات ذات البيئة التنظيمية املوجهة نحو االفراد ،والتي تعد الثقة والعدالة قيمتين أساسيتين فيها ,.
al et Ghasemi; 2009 Drozdenko and Jin
وعليه ومن خالل القيادة الخادمة ،فإن الرغبة في خدمة االخرين تنتقل من القادة التنظيميين إلى املر ؤوسين الذين
يؤمنون بقادتهم ويطمحون أيضا لخدمة املجتمع .فالقيادة الخادمة تشكل حلقة غير منتهية من الخدمة التي تنتقل من
القادة إلى املرؤوسين ثم إلى املجتمع ،وهو ما يفسر دور القيادة الخادمة في دعم املجتمع .Wilson, 2014فمن خالل
القيادة الخادمة يتم إعداد املنظمة للمساهمة في ،مما يّم كن هذه املنظمات الخادمة من املجتمع بشكل ايجابي عن
طريق البرامج واالنشطة التطوعية
ار واستدامة .Keith, 2013تحسين نوعية حياة املجتمعات بحيث تصبح أكثر عداال ورعاية وازدها ا
وبناءا لتأثير إيجابا على االداء الوظيفي ،وال بد ا على هذه السلوكيات فالقيادة الخادمة البد أنها تسهم في ا
من اختالف مستويات االداء الوظيفي للمنظمات ذات القادة الخادمون عنها في املنظمات التقليدية .ونظ ارا ألهمية
االداء الوظيفي في منظمات االعمال فقد جاءت هذه الد ارسة للكشف عن أثر القيادة الخادمة على االداء الوظيفي
للعاملين.
هنالك قول معروف في االدارة االستراتيجية يقول أن الذي ال يمكن قياسه ال يمكن إدارته ،ويقول البعض أنه إذا لم
تتمكن املنظمة من تحديد االداء فإنه ال يمكن قياسه و إدارته وفي هذا الصدد يشير Bates 1995 Holton andإلى أن
االداء مفهوم متعدد الوجهات واالبعاد وبذلك تختلف عملية قياسه وفقا لعدد من العوامل املتداخلة .وبذلك يرى 2007
al et Latham,.أن تحديد االداء املناسب هو شرط أساسي لعمليات التقييم ووضع االهداف التنظيمية ويرون أيضا ا
بحاجة إلى نظرية لفهم ماهية االداء بحيث أنن
وتجدر االشارة إلى أن هنالك العديد من وجهات النظر حول ماهية االداء ،حيث يعتبره البعض مجرد سجل للنتائج
املتحققة على أساس فردي بمعنى انجازها بطريقة فردية من خالل موظفي منظمة ما ّ .رويعب al et Bernardin,. 1995
عن االداء على أنه الفعل املوجه نحو نتائج العمل والتي تشمل على سبيل املثال االهداف االستراتيجية للمنظمة ،ورضا
املتعاملين ،واملساهمات االقتصادية.
وقد حدد قاموس أكسفورد االنجليزي معنى االداء بأنه االنجاز ،والتنفيذ ،ويشير كذلك إلى املخرجات /النتائج ،أو
االنجاز .كما يعتبر البعض االداء سلوكا ألنه الطريقة التي تنجز بها املنظمات وفرق العمل واالفراد أعمالهم.
و يعرف االداء بأنه قيام الفرد بأداء واجباته ومسؤولياته الوظيفية بشكل جيد .al et Rashid,. 2017ويتعلق االداء
بتحديد ما يجب القيام به وكيفية القيام بذلك ،كما ويمثل نتيجة لعمل له عالقة قوية مع االهداف االستراتيجية
للمنظمة ،ورضا الزبائن ،واملساهمة االقتصادية ،al et Muhtasom,. 2017ويعكس االداء االنتهاء من الدور أو املهمة
املخصصة لشخص معين .Bhau and Jyoti, 2015
أما االداء الوظيفي فيعرف بأنه كن املوظف من إنجاز املهام أو االهداف املحددة له بنجاح ّ،نشاط يم
وباالستخدام االمثل للموارد ،Jamal, 1985ويتضمن ذلك مجموعة من السلوكيات املعبرة عن قيام املوظف بأداء
مهامه وتحمل مسؤولياته ،ويتضمن كذلك جودة االداء ،وكفاءة التنفيذ ،والخبرة الفنية املطلوبة في الوظيفة ،فضاال
عن االتصال والتفاعل مع باقي أعضاء املنظمة ،وقبول املهام الجديدة ،واالبداع ،وااللتزام بالنواحي االدارية في العمل،
واالستجابة لها بكل حرص وفاعلية سيزالقي وواالس،
1991.
تقييمه عموما على أساس تحقيق املوظفين لهذه االهداف ،ويدل على قدرة املوظف وفاعليته للقيام بالعمل.
وقد تم تحديد ثالث أنواع رئيسية من السلوك التي تشكل مفهوم االداء وفقا لـ Judge and Robbins 2013كما يلي:
أوال :أداء املهام :performance Taskويعني أداء الواجبات واملسؤوليات التي تسهم في إنتاج سلعة ،أو خدمة ،أو مهام
إدارية ،وهذا يشمل معظم املهام في الوصف الوظيفي التقليدي.
ثانيا :املواطنة :Citizenshipوتعني االجراءات التي تسهم في تحسين البيئة النفسية للمنظمة ،مثل مساعدة االخرين حتى
في حال عدم الحاجة إليها أو طلبها ،دعم االهداف التنظيمية ،معاملة االخرين
باحترام ،تقديم اقتراحات بناءة ،والتحدث بايجابية حول مكان العمل وعدم التذمر.
ثالثا :االداء السلبي أو املعاكس :productivity-Counterوتعني االجراءات التي تضر بنشاط املنظمة .الحاق الضرر
بممتلكات املنظمة ،و التصرف بعنف تجاه االخرين ،وتشمل هذه السلوكيات السرقة ،و
ويتطلب االداء الجيد من املوظفين أن ال يقوموا فقط بوظائفهم املحددة في الوصف الوظيفي أو ما يسمى وا لقيام
بأعمال إضافية role-Extraبالدور االساسي للموظف performance role-Inنما با ،performanceحيث يعرف الدور
االساسي للموظف بأنه السلوك االلزم النجاز العمل املطلوب ،Anderson and Williams, 1991أما الدور االضافي
فيتمثل بالسلوكيات التي قد ال تكون مطلوبة بشكل واضح وصريح ولكنها تساهم في االداء .al et Organ,. 2006
ويطلق أيضا على هذا الدور االضافي بسلوك املواطنة التنظيمية ،OCBوالذي يعرفه et Muhtasom 2017 .,alبأنه "أداء
دور إضافي منفصل عن الدور أو االداء الذي يطابق الوصف الوظيفي التقليدي للموظف" ،ويشير هذا الدور االضافي
إلى سلوكيات مثل ،استبدال املوظفين الغائبين مؤقتا ،ودعم Rashid et al., 2017.الجدد املوظفين
وبناءا على ما سبق تعرف الباحثة االداء الوظيفي بأنه :قيام املوظف بإنجاز الواجبات واملهام املوكلة إليه بكفاءة
وفاعلية وتحمل مسؤولية مخرجات عمله ،باالضافة إلى ما يبادر به املوظف من سلوكيات قد تسهم في تحسين االداء
العام للمنظمة.
قد تسمى عناصر أو أبعاد االداء الوظيفي ،ويعود هذا االختالف في التسمية إلى طبيعة الدراسات التي ّ ر عن املعايير التي
يتم من خاللها قياس االداء الوظيفي.تناولت هذا املفهوم ،اال أنها في املحصلة تعب
وقد تعددت هذه العناصر بتعدد الدراسات التي تناولت مفهوم االداء الوظيفي .منها دراسة عكاشة 2008 34:الذي
أشار إلى أربعة عناصر أللداء الوظيفي وهي:
1-املعرفة بمتطلبات الوظيفة :وتشمل املعارف العامة ،واملهارات الفنية واملهنية االلزمة لتنفيذ الوظيفة ،والخلفية
العلمية عن الوظيفة واملجاالت املرتبطة بها.
2-نوعية العمل :وتتمثل في مدى إدراك املوظف لعمله الذي يقوم به ،وما يمتلكه من رغبة ،ومهارة ،وبراعة ،وقدرة
على تنفيذه دون الوقوع في االخطاء.
3-كمية العمل املنجز :وتشير إلى مقدار العمل الذي ينجزه املوظف ،ومقدار سرعة هذا االنجاز.
4-املثابرة والوثوق :وتشمل الجدية ،والتفاني واالخالص في العمل ،وتحمل املسؤولية ،وااللتزام بإنهاء العمل في الوقت
املحدد ،ومدى حاجة املوظف إللرشاد والتوجيه من قبل املشرفين.
وباالضافة إلى ما سبق أشار درة والصباغ :2008 71إلى ثالث عناصر أخرى هي:
1-قدرات كفايات املوظف :ويقصد بها معلومات املوظف ،ومهاراته ،واتجاهاته ،وهي تمثل خصائصه الّ.االساسية التي
تقوده نحو االداء الفع
2-متطلبات العمل الوظيفة :وتشمل املهام ،واملسؤوليات ،واالدوار ،والخبرات التي يتطلبها العمل الوظيفة.
3-بيئة التنظيم :تتكون من مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية .تتمثل العوامل الداخلية :بالتنظيم ،وهيكله،
وأهدافه ،وموارده ،ومركزة االستراتيجي ،واالجراءات املستخدمة .أما العوامل الخارجية فتتضمن :العوامل
االقتصادية ،واالجتماعية ،والتكنولوجية ،والسياسية ،والقانونية
وفي هذه الدراسة تم اعتماد عناصر االداء الوظيفي التالية :جودة االداء ،وكمية االداء ،ودقة االداء ،وسرعة االداء،
والخبرة ،واالبتكار ،والتعاون ،وتحمل املسؤولية ،وااللت ازم بقوانين واج ارءات العمل.
تكمن أهمية االداء الوظيفي في كونه الناتج ألنهائي لجميع أنشطة املنظمة ،وكونه يمثل العنصر االساسي في استقرار
املنظمة ،وبقائها ،واستمراريتها ،وملا له من دور في تحقيق رؤية ورسالة املنظمة ،كما و ترجع أهمية االداء الوظيفي من
وجهة نظر املنظمة الرتباطه بدورة حياتها في مراحلها املختلفة ،والتي تبدأ بمرحلة الظهور ،ومرحلة االستمرار والبقاء،
ومرحلة االستقرار ،ومرحلة السمعة واالعتزاز،
ومرحلة التميز ،ثم مرحلة الريادة ،حيث أن قدرة املنظمة على تخطي أي مرحلة من مراحل النمو للدخول في مرحلة
.،2018
أفضل يتوقف على مستويات االداء الوظيفي لها الدليمي
ويعد االداء الوظيفي أحد الجوانب املهمة التي تساعد املنظمة على تحقيق أهدافها .et Setyaningrum 2017 .,al
واستنادا لرأي Brightman and Moran 2000يمكن أن يؤدي االداء الوظيفي للعاملين إلى خلق قدرة تنافسية أكبر
للشركة ،وتحسين ميزتها التنافسية وصواال إلى تحقيق أهدافها بصورة أسرع وأفضل.
نما على االف ارد أنفسهم وذلك بكونه مصدر وال تقتصر أهمية االداء الوظيفي على املنظمة وحسب ،وا
راحة ،واكتفاء ،وفخر للفرد نتيجة انجازه ملهامه على أكمل وجه .Ayo and Oluseyi, 2009ويتسع هذا التأثير في مداه
ليصل إلى مستوى الدولة ،حيث أن االداء على مستوى الدولة ما هو اال انعكاس وتعبير عن أداء املنظمات العاملة فيها
أبو جليدة.،2018
يتأثر االداء الوظيفي بمجموعة من العوامل والتي يمكن أن تؤثر فيه سلبا أو إيجابا ،والبد للمؤسسات من أخذها بعين
2019لـ أبو يمكن أن تتلخص هذه العوامل
االعتبار في سبيل تحسين ورفع مستويات االداء فيها .ووفقا عشيبة وحجازي
بما يلي:
الهيكل التنظيمي وما يتضمنه من وضوح االدوار ،واملسؤوليات ،والصالحيات ،وجهة املسائلة واملكافئة ،باالضافة إلى
تنظيم وتنسيق جهود العاملين للوصول إلى االهداف املتفق عليها مسبقا.
أنظمةوإجراءات العمل:والتيتمثلمجموعةالسياسات،والقوانين،واالجراءاتالتيتتحكمبأنشطة
املنظمة،والتيقدتسهمفيتنميةروحاالبداعلدىاملوظفينإذاماتسمتباليسروالبساطة،والبتعا د عنالروتينوالتشددوالتعقيد.
االتصاالت :و تعد أساس العمليات االدارية ،فمن خاللها يتم الحفاظ على تدفق وانسياب املعلومات داخل املنظمة
وخارجها ،حيث أن زيادة كفاءة العمل مرتبطة بوجود أنظمة اتصاالت جيدة في املنظمة.
-نمط القيادة :حيث أن توفر القيادة الواعية والحكيمة من شأنه تنمية وتعزيز أداء املوظفين من خالل إرشادهم ،و
تنسيق وتنظيم جهودهم ،وتوجيههم نحو تحقيق االهداف والغايات املرجوة.
الحوافز :والتي تعتبر من أهم الوسائل التي تحث املوظفين على العمل بكفاءة وفاعلية ،وعلى تنمية االداء واالبداع في
املنظمات ،ملا لها من دور في تشجيع املوظفين على املبادأة ،والتجديد ،واالنجاز .حيث تعتبر الحوافز مقوما رئيسا في
املنظمات املبدعة ،ومؤش ارا لوجود االبداع والتنمية.
التدريب :والذي يعد من أدوات التنمية التي إذا أحسنت املنظمة استثمارها أمكنتها من تحقيق الكفاءة والكفاية في
االداء واالنتاج .وتبرز أهمية االداء الوظيفي كونه أساس تطوير وتنمية العنصر البشري الذي يعد العنصر االهم في
تكوين املنظمة.
ويشير أبو جليدة 2018إلى العوامل املؤثرة على مستويات االداء واملرتبطة باملوظف واملتمثلة باالتي :معرفة املوظف
بمتطلبات عمله وامتالكه للخبرات االلزمة النجازه ،والطاقة الجسمية والعقلية التي يبذلها املوظف ألداء عمله،
والخصائص الشخصية للموظف الجدية في العمل ،والقدرة على تحمل املسؤولية،
اد ارك وامكاناته ،و وانجاز املهام في الوقت املحدد لها ،ونوعية العمل املكلف به ومدى اتساقه مع قد ارته املوظف
ألبعاد الدور املوكل إليه ومدى اعتقاده بأهمية هذا الدور في انجاز العمل .باالضافة إلى العوامل الديمغرافية للموظف
واملتمثلة بالعمر ،والجنس ،والحالة االجتماعية الشريف.،2013
ويمكن تلخيص هذه العوامل املؤثرة على االداء بما يلي :أوال "املوظف" وما يمتلكه من معارف ،ومها ارت ،وخب ارت
واهتمامات ،وقيم ،ودوافع ،واتجاهات ،ثانيا "الوظيفة" وما تشمله من مهام ومتطلبات
وتحديات ،ثالثا "البيئة التنظيمية" وما تتضمنه من مناخ العمل ،وتوفر املوارد ،واالش ارف ،واالنظمة االدارية،
والهيكل التنظيمي الجناعي،وصالح.،2018
تحتاج املنظمات للحفاظ على بقائها ،واستمراريتها ،وتحسين مستوى التنافسية فيها إلى موارد بشرية تظل ملتزمة
باملحافظة على أعلى مستوى من االداء .and Saha; 2011 ,Sadia; 2010 ,Leiter and Bakker 2012 ,Gregarحيث ينظر
للموارد البشرية على أنها االصول التنظيمية االعلى قيمة and Pareek
،Rao, 2007التي من املمكن أن تولد ميزة تنافسية مستدامة من خالل ما تقدمة من أفكار خالقة از في تحفيز املوارد
البشرية على املزيد من ار بار اومبتكرة .al et Jung,. 2003و تلعب القيادة الخادمة دو ا
االبتكارات من خالل توافر قيادة تؤمن بقدرات موظفيها واستغاللها بكفاءة al et Liaw; 2012 ,Shanker,.ار هاما في هذا
املجال حيث يشير al et ,Thigpen. 2012إلى أن كفاءة القائد.2010 ،ويلعب القائد دو ا وسلو كياته هي من العوامل
الحاسمة للتأثير على أداء املوظف .فالقيادة التي تدفع املوظفين للعمل بشكل جيد يتوافق مع معايير االداء التي تتطلبها
املنظمة من املمكن أن تحسن أداء املوظف Setyaningrum .et al., 2017
ولتوضيح أثر القيادة الخادمة على مخرجات املرؤوسين ،استندت الدراسات السابقة على نظرية التعلم االجتماعي
.Bandura, 1977التي تقترح أن االفراد يتعلمون من خالل مراقبة ،ومحاكاة ،وتقليد مواقف وقيم وسلوكيات من
يمثلون نماذج القدوة املهمة في بيئتهم مثل قادتهم .Bandura, 1977وفي مكان العمل ،يعتبر القائد مصدر مهم لكونه مثال
أعلى وقدوة للموظفين نظرا ملا يتمتع به من مكانه وسلطه عليهم .كما يظهر تأثير القائد على سلوكيات املرؤوسين من
خالل التواصل مع املرؤوسين ،وتوضيح
القائد ملستويات السلوكيات املتوقعة ،وموائمة املكافئات لتحفيز مثل هذه السلوكيات al et Schwarz,.
2016.
ومقارنة مع غيرها من أساليب القيادة ،فان القيادة الخادمة أكثر احتماال ألن ينظر لقادتها كنماذج يحتذى بها ملا تتمتع
به من مصداقية ،وبالنظر إلى ما يراه املرؤوسين في قادتهم بأنهم يتصرفون بطريقة غير أنانية ،وأنهم يسعون لخدمتهم
دون مقابل ،al et Sendjaya,. 2008باالضافة إلى كونهم أمناء ،وجديرين بالثقة ،وما يتمتعون به من سلوكيات أخالقية
تجعلهم قدوة للمرؤوسين .Bandura, 1977
وفي القطاع الخدمي تحديدا ،أكد al et Wang,. 2017في دراستهم التي اشتملت على املستويات ا
التنظيمية كافة في قطاع البنوك في الصين ،والتي كان الهدف منها التعرف على أثر ممارسة القيادة الخادمة من قبل
القادة واملشرفين على أداء املوظفين في املستويات االدنى .وأظهرت الدراسة أن القادة
al et Liden,. 2014ذلك بأنه من خالل تقديم الخدمة الجيدة من قبل القادة الخادمين ،فان ذلك يغرس في املوظفين
الرغبة والحافز لتقليد مثل هذه املواقف ،والقيم ،والسلوكيات ،وخدمة االخرين.
وتتشابه سلوكيات القيادة الخادمة مع السلوكيات املتعلقة بخدمة الزبائن بكونهما تنطويان على عنصر واحد وهو "التو
جه نحو الخدمة .orientation Service "2017 .,al et Wangوبالتالي فإن مواقف ،وقيم ،وسلوكيات القيادة الخادمة
يمكن تقليدها من قبل املرؤوسين لتلبية احتياجات الزبائن وتحقيق أداء أعلى من خالل خدمة العمالء ،فالقادة
الخادمين يعملون كقدوة للمرؤوسين الذين يقلدون سلوكياتهم وخاصة السلوكيات التي تتعلق بخدمة الزبائن وأصحاب
املصلحة .al et Hunter. 2013
ّ ي القائد ا علىوتأكيدا ما سبق أشار al et Schwarz,. 2016إلى أن ممارسة نمط القيادة الخادمة وتحل بالسلوكيات
االيثارية قد ساهم بدوره في تحسين دوافع املوظفين نحو الخدمة ،مما يقودهم لبذل جهد إضافي ملساعدة الزبائن
واملوظفين االخرين في املؤسسة ،االمر الذي ينعكس على مستويات أعلى من االداء الوظيفي .وأشار الباحثون في هذه
الدراسة املطبقة على إحدى الوكاالت الحكومية في الصين
أيضا لتعلم االجتماعي في تفسيرها ألثر القيادة إلى أنها كانت الد ارسة االولى التي اعتمدت على نظرية ا
أن خدمة القادة للموظفين قد تمنحهم شعو ارا الخادمة على االداء ،وبرر الباحثون ذلك ب بال ارحة ،وبأن خدمتهم
للزبائن لن يتم استغاللها من قبل قادتهم من أجل مكاسب املنظمة .وهو ما أشار إليه et Liden 2014 .,alالقيادة
الخادمة تؤثر ايجابيا على االداء من خالل "ثقافة الخدمة" التي يمارسها القادة ويقلدها املوظفون.
كما وتسهم القيادة الخادمة بشكل غير مباشر في تحسين مستويات االداء في املنظمة من خالل تلبية حاجات املوظفين
املادية واملعنوية ،وخلق بيئة عمل أكثر مالئمة للعمل دون ضغوطات ،مما يؤدي إلى زيادة والء و التزام املوظفين
والعمل بشكل طوعي ،حيث أن وجود بيئة عمل مواتية ملا سلف في
املنظمة قادر على تشجيع املوظفين على تحقيق مستوى أعلى من االداء al et Setyaningrum .2017,.
وعلى النقيض من ذلك ،أشار Rocco, 2016إلى أن القيادة الخادمة ليس بالضرورة أن يكون لها تأثير على االداء
الوظيفي .كما أشار al et ,Dierendonck,.2009في دراسة حول تحقيق أداء أعلى من خالل القيادة الخادمة إلى أن
القيادة الخادمة ليس لها أي تأثير على االداء .وذكر Sivro and Waal 2012,أن البحوث التجريبية التي بحثت هذه العالقة
غير كافية.
وعليه فإن هذا الجدل بين الباحثين حول أثر القيادة الخادمة على االداء الوظيفي ،وقلة الدراسات وخاصة في البيئة
املحلية يشجع الباحثين على محاولة استكشاف أثر القيادة الخادمة ودورها في رفع مستويات االداء الوظيفي وفي خلق
نتائج جيدة ملنظمات االعمال التي تسعى لتحسين صورتها أمام زبائنها ،وموظفيها ،واملجتمع الخاص بها.