Professional Documents
Culture Documents
New Microsoft Word Document
New Microsoft Word Document
اإلطار النظري
مفهوم القيادة
تعتبر القيادة قلب وروح اإلدارة التنظيمية ،وفي حين أنه ال يوجد تعريف محدد للقيادة ،اإل أن هناك اتفاق على حقيقة
أن القيادة تنطوي على عملية التأثير املتبادل بين القائد واملرؤوسين لتحقيق اإلهداف التنظيمية .فقد أشار (( 2016
Silvaفي تعريفه للقيادة على أنها "عملية التأثير التفاعلي التي تحدث في سياق تنظيمي معين ،عندما يتقبل بعض اإلفراد
شخصا كقائد لهم لتحقيق أهداف مشتركة" ،ويتوافق هذا التعريف مع املفهوم الحديث للقيادة ،الذي يمنح القائد،
واملرؤوسين ،والسياق التنظيمي دورا مهما في عملية القيادة.
تعرف القيادة بأنها قدرة إدارة الشر كة على اتخاذ القرارات السليمة والهام اإلخرين وتحفيزهم أللداء الجيد .من
خالل تحديد وتحقيق اإلهداف ،و اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ،و التفوق على املنافسين ،و املخاطرة ،واملثابرة في
مواجهة الفشل ،باإلضافة إلى تحفيز اإلخرين لتحقيق ّ الفع ،والثقة بالنفس ،والقدرة على إدارة اإلخرين،
تعب عملية تفاعل مستمر بين القائد واملرؤوسين ،وتستند هذه العملية
ّ على قناعة واحترام املرؤوسين للقائد ،بحيث يتوجهون إلى اإلتجاه الذي يحدده قناعة تامة بأن توجيه القائد لهم
سيحقق أهداف ذات قيمة تهم كافة اإلطراف املعنية في املنظمة.
وعلى الرغم من تعدد الطرق التي يمكن من خاللها تصور مفهوم القيادة ،اإل انه هناك مكونات تعتبر محورية ومركزية
لهذا املفهوم والتي أشار إليها Northous 2015وتتمثل هذه املكونات في اإلمور التالية:
1القيادة هي "عملية" ،ويشير ذلك إلى أن القيادة حدث تفاعلي وليس أحادي اإلتجاه ،وأن القائد يؤثر ويتأثر
باملرؤوسين .عندما يتم تعريف القيادة بهذه الطريقة ،تصبح متاحة للجميع وغير مقتصرة على القائد فقط.
2القيادة تنطوي على التأثير ،والذي يشير إلى تأثير القادة على املرؤوسين .فالتأثير شرط ال غنى عنه في القيادة ومن دون
التأثير القيادة غير موجودة.
3القيادة تحدث في املجموعات ،فاملجموعة هي السياق الذي تتم به القيادة ،والتي تعرف بأنها العملية التي يؤثر بها فرد
على مجموعة من اإلفراد لتحقيق أهداف مشتركة.
4القيادة تتضمن أهداف مشتركة ،وهو ما يمنح القيادة مهارة أخالقية ألنها تشدد على ضرورة أن يعمل القادة مع
أتباعهم لتحقيق اإلهداف املحددة ،اإلمر الذي يقلل من احتمالية أن يتصرف القادة تجاه أتباعهم بطرق غير أخالقية
،Northous, 2015و يزيد من احتمالية أن يعمل القادة واملرؤوسين معا في سبيل الصالح العام .Rost, 1991
يمكن إرجاع مفهوم القيادة الخادمة إلى Greenleaf .K Robertالذي كان أول من بدأ بعملية تفعيل وتطبيق فكرة
القيادة الخادمة في املنظمات املعاصرة .al et Candolfi,. 2017وفي عام 1970كتب Greenleafمقاله بعنوان "الخادم
كقائد" Leader As Servant Theحيث بين أهمية القائد الخادم وسماته والتي يمكن ذكر أهمها كما يلي:
"القائد الخادم هو خادم أواال .فهي أي القيادة الخادمة تبدأ مع اإلحساس الطبيعي برغبة الشخص بالخدمة .ثم يأتي
اإلختيار الواعي بأن يطمح للقيادة .ويختلف القائد الذي يخدم أواال اختالفا جوهريا عن الخادم أواال القائد الذي يقود
أواال ...من خالل الرعاية التي يمارسها للتأكد من تلبية احتياجات اإلشخاص اإلخرين ذات اإلولوية القصوى ...ويتم
معرفة ذلك من خالل اإلجابة على أسئلة مثل :هل ينمو أولئك اإلشخاص الذين تتم خدمتهم؟ هل يصبحون في حالة
خدمتهم أكثر صحة ،وحكمة ،وحرية ،واستقاللية ،وأكثر قدرة ألن يصبحوا هم أيضا خدما لغير هم؟ وما هو التأثير
على املجتمع؟" Greenleaf .P.15, ,1970
16
ووفقا ملركز Leadership Servant for Center Greenleafتعرف القيادة الخادمة بأنها فلسفة ومجموعة من املمارسات
التي تثري حياة اإلف ارد ،وتبني منظمات أفضل ،وتخلق في نهاية املطاف عاملا أكثر عداال ورعاية .ويعرفها Spears 2004
على أنها مجموعة من سلوكيات القيادة التي تبرز من خالل وضع احتياجات املرؤوسين قبل احتياجات القادة .ويرى
Parolini 2005أنها القيادة التي تقوم على تقييم وتطوير املرؤوسين ،وبناء مجتمع أساسه العالقات اإلنسانية ،باإلضافة
إلى مشاركة القيادة.
أما Laub 2004فيشير إلى أن القيادة الخادمة تقوم على فهم وممارسة للقيادة التي تضع مصلحة مرؤوسيها قبل
مصلحتها الشخصية والتي تشجع على تقييم اإلفراد وتطويرهم ،و بناء روح الجماعة ،وممارسة اإلصالة ،ومشاركة
املرؤوسين في القوة واملكانة لتحقيق مصلحة مشتركة لكل من الفرد
واملنظمة على حد سواء .بينما عرفها Dierendonck 2011بأنها نهج شمولي وايثاري للقيادة يتميز بتركيز القائد على
احتياجات مرؤوسيه وتطلعاتهم املستقبلية ،وأن تطبيق مفهوم القيادة الخادمة متوقف على إعطاء املزيد من اإلهتمام
لجانب "الخدمة" وعدم إيالء الكثير من اإلهتمام لجانب "القيادة" كهدف نهائي.
فالقيادة الخادمة تسعى إلى خدمة ومساعدة املرؤوسين والتأثير عليهم من خالل خلق بيئة عمل قائمة على الثقة
والتقدير والعمل بحماس وجدية لتحقيق أهداف مشتركة ،Mustafa, 2015وأن تسّ خر كل إمكاناتها وقدراتها أيضا
لخدمة اإلطراف ذوي العالقة املباشرة باملؤسسة .Shobaki Al and Hila Al 2017,ويتجسد دور القائد الخادم في رغبته
الصادقة لخدمة املنظمة والعاملين فيها ،وتقديم الرعاية لهم إلشباع رغباتهم ،فهو ال يقدم اإلفكار ويجبر املرؤوسين
على قبولها وتنفيذها ،قناعة منه أن املرؤوسين لديهم أفكارا قد تكون أفضل من أفكاره أبو النصر.2012 ،
17
وفي ضوء ما سبق ترى الباحثة أن القيادة الخادمة تتلخص بالنمط القيادي الذي تطغى به مهمات القائد الخدمية على
مهماته القيادية ،وتتجلى اهتماماته بتلبية احتياجات مرؤوسيه بالدرجة اإلولى ،ويتطلع في النهاية إلى خلق بيئة تنظيمية
خدمية يتطلع العاملون فيها إلى خدمة املجتمع اإلوسع.
على الرغم من أن مفهوم القيادة الخادمة قد برز منذ عهد قريب ،اإل أنه في الواقع يتجسد منذ زمن بعيد يمتد إلى
اإلف السنين ،فقد عرف الصينيون القيادة الخادمة في القرن الرابع قبل امليالد .وتشير إحدى مخطوطات القائد Tzu -
Laoالذي يعتقد بأنه عاش في الفترة ما بين 570 490-في مدينة Te Tao Chingالصينية إلى "أن القائد يجب أن ينظر
جيدا ليس إلى ما يرضي نفسه ولكن إلى ما يرضي رعاياه ،وامللك هو خادم رعاياه ويتمتع بموارد الدولة جنبا إلى جنب
.2016وذكر دهليز وغالي 2018أحد اإلقوال اإلمريكية واإلوروبية الشائعة اإلستخدام:
مع رعاياه" رشيد ومطر،
" The first responsibility for the leader is to clarify the goals of his subordinate, finally to tell them thank you, in
".between he is as a servant
ويتضح من ترجمة هذه املقولة أن املسؤولية اإلولى للقائد هي توضيح اإلهداف للعاملين معه ،وفي النهاية يشكرهم على
اإلداء املنجز ،وهو بين هاتين املهمتين يعمل معهم كخادم .كما وأشار الباحثان إلى م اردف هذا القول في الفكر العربي
قديما ،فإن املثل العربي يقول سيد القوم خادمهم.
أما اإلديان فقد اشتملت جميعها على مبادئ فاضلة في منظورها للعالقات اإلنسانية مثل الشفقة ،والعطف ،والتواضع،
واإلمتنان ،وأشار رشيد ومطر 2016إلى وجود إشارات واضحة للقيادة الخادمة في السجل التوراتي ،باإلضافة إلى ما
جاء من قصص في اإلنجيل والتي تدلنا بوضوح على أن القيادة الخادمة قد تمثلت بممارسات سيدنا عيسى عليه السالم.
18
وفي الفكر اإلسالمي فقد كان الرسول عليه الصالة والسالم أعظم من مثل هذا النموذج القيادي من خالل اإلهتمام
بالصحابة ،وتوجيههم ،والعمل على اإلهتمام باحتياجاتهم ،وتشجيعهم ،وتحفيزهم ،وتمكينهم
من الوصول إليها ،باإلضافة إلى تجسيده ملبدأ ف بأنه "عملية مناقشة مستفيضة لقضيةّ الشورى الذي يعر
ما من جميع جوانبها ،واختيار أفضل اإلراء املعطاة حول هذه املسألة ،واختبار تلك اإلراء للتأكد من تحقيق املصالح
الفضلى للمجتمع" .Faris-Abul, :1980 79كما وكان رسول اهلل يتصدر قومه في واحدا بقوله" :كلكم راع ا البناء
والحروب .وحدد الرسول عليه الصالة والسالم أن القيادة ليست شخصا وكلكم مسؤول عن رعيته" متفق عليه من
حديث عبداهلل بن عمر رضي اهلل عنه .وأشار Dierendonck 2010 Patterson andإلى أن مفهوم القيادة الخادمة ال
يقتصر على الثقافة الغربية ،وقدم الخليفة عمر بن الخطاب كمثال من خالل تطبيقه ملبدأ الشورى في سبيل التوصل
ألفضل قرار للمجتمع .ولذلك ال يعد مفهوم القيادة الخادمة غريبا على مجتمعاتنا الشرقية فهو يستمد مبادئه من
القيم اإلساملية.
باإلضافة إلى اإلنبياء والرسل فقد برزت القيادة الخادمة لدى العديد من الشخصيات القيادية املشهورة من بينهم
مارتن لوثر King Luther Martinحيث برز مفهوم القيادة الخادمة في مقولته "أن أكثر اإلسئلة إلحاحا هو :ماذا تفعل
آللخرين" ،واإلم تيري از Theresa Motherوالتي نقل عنها القول "أن هناك متعة
في تجاوز نفسك لخدمة اإلخرين" .Voerman and Trompenaars 2009, 6-7:باإلضافة إلى غاندي ،Gandhiونيلسون
مانديال ،Mandela Nelsonوسيزار تشافيز Chavz Cesarالذين أشار لهم Trammel and Cooper 2001كنماذج مقنعة
لهذا النمط القيادي.
إن فكر القيادة فكر متجدد ومتغير ،و يظهر ذلك من خالل تعدد اإلساليب القيادية التي ظهرت على مر العقود املاضية
والتي كانت القيادة الخادمة أحدها .وفي هذا الجزء من الدراسة تشير الباحثة إلى كيفية
19
ارتباط القيادة الخادمة بغيرها من اإلساليب القيادية ،فالقيادة الخادمة ليست وليدة اللحظة ،ولم تنشأ بشكل نما هي
متداخلة مفاجئ وا ،ومرتبطة ،وقد تكون متشابهة مع أساليب القيادة املختلفة السابقة وااللحقة لها ،وهو ما أشار ت
إليه دراسات عدة حول عالقة القيادة الخادمة بغيرها من اإلنماط القيادية والتي نوضحها في التالي:
تلتقي القيادة الخادمة و القيادة التحويلية leadership Transformationalالتي تعرف بأنها عملية بناء اإللتزام نحو
اإلهداف التنظيمية ،وتمكين املرؤوسين لتحقيق هذه اإلهداف .Yukl, 1998حيث أشار al et Avolio,. 1991إلى أربع
سلوكيات للقيادة التحويلية :التأثير املثالي ،influence Idealizedالحافز اإللهامي ،motivation Inspirationalاإلثارة
الفكرية ،stimulation Intellectualواإلعتبار الفردي ،consideration Individualizedوأنه من خالل هذه اإلبعاد يظهر
أن هناك العديد من أوجه التشابه والتوازي بين القيادة الخادمة والقيادة التحويلية ،حيث أن كالهما معروف بأساليب
القيادة املوجهة نحو اإلفراد واملتمحورة حول املرؤوسين .كما أن هناك العديد من الخصائص املتماثلة بين النظريتين
بما في ذلك التأثير ،والرؤية ،والثقة ،واإلحتر ام ،واملصداقية ،ومشاركة املخاطر ،والتفويض ،والنزاهة Stone .et al.,
2004
أما الفرق الجوهري بين القيادة الخادمة والقيادة التحويلية leadership Transformationalيكمن بأن تركيز القادة
التحويليين موجه نحو املنظمة وبناء اإللتزام باإلهداف التنظيمية من خالل تمكين املرؤوسين ،بينما يتجه تركيز القيادة
الخادمة نحو خدمة املرؤوسين بشكل أساسي .Kim, 2016كما وتركز القيادة الخادمة على التواضع ،واإلصالة،
والقبول الشخصي والتي ال يعد أي منها عنصرا صريحا في القيادة التحويلية . Dierendonck, 2011
20
وتظهر العالقة بين القيادة الخادمة والقيادة الديمقراطية leadership Democraticالتي تعرف بأنها فريق يسترشد
بقائد ،يشارك فيه جميع اإلفراد في عملية صنع القرار لتحديد ما يجب القيام به وكيفية القيام بذلك ،ويتمتع قائد
املجموعة بسلطة اتخاذ القرار النهائي ،dictionary Business, 2019كو ن القيادة اال من أشكال القيادة الديمقراطية.
حيث تتسم كل من القيادة الخادمة والقيادة الديمقراطية الخادمة تعتبر شك
باعتمادهم سلوكيات اإلستشارات ،والتركيز على املوظف ،والحفاظ على عالقات عمل جيدة ،باإلضافة بأن لديهم
اعتقاد أساسي بان املرؤوسين لديهم دوافع داخلية للقيام بالعمل بشكل جيد والبحث عن فرصة إلثبات قيمتهم .كما
ويشجع كال النمطين القياديين ضرورة التعامل مع أخطاء املرؤوسين باعتبارها فرصا للتعلم .اإل أن القادة الخادمون
يشاركون بشكل أكبر في عملية صنع القرار ويفضلون البقاء خارج دائرة الضوء عند تحقيق أي إنجاز مما يسمح
للمرؤوسين باستشعار قيمة عملهم الشاق .Kim, 2016أما القيادة اإلوتوقراطية leadership Autocraticوالتي تعرف
بأنها القيادة التي يملي بها القائد السياسات واإلجراءات ،ويقرر ما هي اإلهداف املراد تحقيقها ،ويوجه ،ويتحكم في
جميع اإلنشطة دون أي مشاركة مجزية من قبل املرؤوسين ،dictionary Business, 2019فهي تعتبر نمط معاكس ملا
تنادي به القيادة الديمقراطية والقيادة الخادمة ،حيث يركز هذا النمط القيادي على انجاز املهام وال يوجد أي تعاون
أو اعتبار للموظفين أو أعضاء الفريق .Kim, 2016
كما وتظهر العالقة بين القيادة الخادمة والقيادة املتساهلة Leadership faire-Laissezوالتي تعرف بأنها أسلوب قيادي
غير استبدادي ،يحاول به القادة إعطاء أقل قدر ممكن من التوجيه للمرؤوسين ،ومحاولة تحقيق السيطرة من خالل
وسائل أقل وضوحا ،بحيث يؤمن القادة أن اإلفراد يتفوقون عندما يتركون وحدهم للتعامل مع مسؤولياتهم
والتزاماتهم بطرقهم الخاصة ،dictionary Business, 2019حيث يظهر وجود تشابه بين النمطين القياديين في تفويض
السلطة ،اإل أن الفرق يكمن في سلوكيات القادة ،بحيث ال
21
يشرف القادة في القيادة املتساهلة مباشرة على املرؤوسين ويفشلون في توجيههم و تقديم التغذية الراجعة لهم ،وهو ما
يشير إلى اإلفتقار إلى الرقابة اإلدارية .Kim, 2016
و فيما يتعلق بالقيادة التبادلية leadership Transactionalالتي تعرف أيضا بالقيادة اإلدارية وهي مرتبطة بقدرة القائد
على اإلستجابة ملصالح املرؤوسين من خالل إقامة عالقة قائمة على التبادل .Avolio 1999,بمعنى إذا أدى املرؤوسين أداء
جيد ،فسيحصلون على مكافئة ،ولكن إذا أدوا أداء سيئ فستتم معاقبتهم .ويظهر الفرق هنا بأن أسلوب القيادة
التبادلية يستند على ردود الفعل السلوكية من مكافآت وعقوبات ،بينما تستند القيادة الخادمة في املقام اإلول على
اإلحترام ،والتحفيز ،واملوقف اإليجابي بحيث يشعر املرؤوسين بامللكية تجاه املنظمة فيقدمون أفضل ما لديهم , 2016
.Kim
ذا ما تمت مقارنةوا القيادة الخادمة بقيادة املستوى الخامس leadership 5 Levelوهو أسلوب القيادة الذي حدده
Collins 2001في كتابه ،great to Goodحيث أشار من خاهلل إلى أن القيادة من حيث اإلرادة املهنية will Professionalإلى
جانب التواضع الشخصي humility Personalهي العامل الرئيسي الذي يتيح للمنظمات تحقيق التميز في أدائها التنظيمي
على املدى البعيد .وأشار بوصفه لقائد املستوى الخامس "بالخادم" .وقد كان هناك تصور شائع بين قادة اإلعمال بأن
قيادة املستوى الخامس تعد مجرد اسم آخر للقيادة الخادمة ،Lichtenwalner, 2010وأشار Dierendonck 2011إلى أن
هناك تداخاال واضحا بين القيادة الخادمة وقيادة املستوى الخامس وأن هذا التداخل يكمن في خصائص القيادة
الخادمة املتمثلة في التواضع ،والتوجيه ،اإل أنها تختلف في عناصر أخرى مثل اإلصالة ،والتركيز على تطور املرؤوسين،
واإلشراف .باإلضافة إلى أن القيادة الخادمة ال تمثل عنصر اإلرادة املهنية في قيادة Reid et al., 2014.الخامس املستوى
22
وأشار Dierendonck, 2011إلى أن التداخل بين القيادة الخادمة والقيادة بالتمكين Empowering leadershipيبدو
واضحا ،والتي تعود جذورها لنظرية املعرفة اإلجتماعية ،Bandura, 1986التي تعتبر ش ارك القادة لهم في صنع الق
ارر أساسا في هذه النظريةوجهة نظر املرؤوسين ،وا ،و تشير أولى خصائص القيادة الخادمة التي حددها , 2011
Dierendonckإلى تمكين وتطوير املرؤوسين ،والتي تتقاطع مع القيادة بالتمكين من حيث أنها تؤكد على تفويض
السلطة ،ومطالبة القادة بمشاركة املعرفة واملعلومات لضمان تطير املرؤوسين ملهاراتهم .ومن ناحية أخرى ،تختلف
القيادة الخادمة عن القيادة بالتمكين في باقي سلوكياتها التي لم تظهر واضحة كسلوكيات واضحة في القيادة بالتمكين
.Dierendonck, 2011
وبالرغم من وجود التشابه بين القيادة الخادمة واإلنماط القيادية اإلخرى ،اإل أن القيادة الخادمة تتميز بوجود
خصائص أساسية غير موجودة بالكامل في غيرها من اإلنماط القيادية .Dierendonck, 2011وتتمثل هذه الخصائص
اإلساسية والتي حددها Greenleaf, 1970بما يلي :اإلصغاء ،Listening
أعضاء املنظمة هم املورد اإلكثر أهمية في تحقيق أهداف املنظمة ،ويساعدهم القائد على النمو وتعزيز
أعضاء املنظمة هم احد مواردها ووسيلة لتحقيق اإلهداف حسب تعليمات القائد.
الوعي باملوارد
23
قدراتهم.
اإلنتاج في
املنظمة
يثق القائد في قدرة أعضاء املنظمة ويحتر م قراراتهم في أداء املهام ،و يوفر القائد املوارد االلزمة التي تمكن أعضاء
املنظمة من تعزيز أعمالهم باإلضافة إلى تفويض سلطاتهم.
خبرة القائد ومعرفته متفوقة على خبرة أعضاء املنظمة .كما يتم إهمال انتقادات أعضاء املنظمة أو الرأي املعاكس.
التواصل ثنائي اإلتجاه ،نشط و يتم تبادل جميع املعلومات الصغيرة والكبيرة.
كما هو معلوم ال يوجد اتفاق على مفهوم واحد ملاهية القيادة الخادمة بل تم النظر إليها من زوايا متعددة تعكس
اهتمامات الباحثين في هذا املجال .ووفقا لـ Greenleaf, 1970فإن القيادة الخادمة تبدأ بالشعور أن يخدم ،فالخدمة
تأتي أواال الطبيعي الذي يريد املرء به ومن ثم يأتي اإلختيار الواعي للمرء ليطمح للقيادة .و في دراسة Sendjaya 2003
أكد على أنه تم تحديد قائمة بأكثر من 100خاصية للقيادة الخادمة في اإلدب السابق .فخصائص القيادة الخادمة التي
تناولها الباحثون متنوعة ومختلفة ويعود هذا
اإلختالف إلى طبيعة البيئة التي أجرى فيها الباحثون دراساتهم واملجال الذي تم تطبيق الدراسة فيه Al .Hila and Al
Shobaki, 2017
وفي هذا الجزء تسلط الباحثة الضوء على خصائص القيادة الخادمة بشكل نجمل فيه الخصائص التي
ركزت عليها الدراسات املعاصرة وأولتها أهمية خاصة ،منها دراسة Ponton and Focht 2015التي24
قامت بتعريف القيادة الخادمة بشكل أفضل من خالل تحديد قائمة بالخصائص التي تعتبر أساسية في القيادة الخادمة.
وقد حددت هذه الدراسة اثني عشر خاصية نوجزها على النحو اإلتي 1- :قيمة الناس :People Valueوتعني وضع
مصلحة املرؤوسين قبل مصلحة املنظمة .فالقائد الخادم ُ يعطي املرؤوسين حق قدرهم ،ليس فقط ملا يقدمونه للمنظمة
بل ألنهم بشر يستحقون اإلحترام والتقدير ،فهو بذلك ملزم تجاه اإلفراد بشكل عام و املرؤوسين بشكل خاص , 2015
.Ponton and Focht
2-التواضع :Humilityوينشأ التواضع من اإلعتراف الصحيح للفرد بنقاط قوته وضعفه .فالقائد الخادم يعترف
بإمكانية اإلستفادة من خبرات اإلخرين ،بل ويسعى اللستفادة من مساهماتهم ،ويشمل التواضع أيضا , 2011
،Dierendonckواإلعتراف بأن اعت ارف القائد بانجا ازت املرؤوسين وعدم نسبها لنفسه اإلنجازات تتحقق من خالل
الجميع وليس وحده .Ponton and Focht, 2015
3-اإلصغاء :Listeningفالقادة الخادمين يتواصلون من خالل اإلستماع أواال ،فهم يدركون أن اإلصغاء هو أحد املهارات
التي يتم تعلمها والتي تتضمن اإلستماع والتجاوب مع ما يقوله اإلخرون .فعن طريق
اإلستماع
4-الثقة :Trustتشير إلى إيمان القائد بالقدرة غير املرئية للمرؤوسين واعتقاده بأنهم قادرين على تحقيق يمنحون الثقة
آللخرين ،وهم أيضا مصد ارا اإلهداف .Patterson, 2003فالقادة الخادمون للثقة كونهم أصيلين ويمكن اإلعتماد عليهم
.Ponton and Focht, 2015
5-الرعاية :Caringوتشير إلى اللطف في التعامل مع اإلخرين واإلهتمام بهم .فالقادة الخادمين موجودين لخدمة
اإلخرين وليس ليقوم اإلخرو ن بخدمتهم ،ويهتم القادة الخادمين باملرؤوسين أكثر من Focht and Ponton, 2015.
باملنظمة اهتمامهم
25
6-النزاهة :Integrityوتعني تطوير القائد ملجموعة من القيم املشتركة مع اإلشخاص الذين يخدمهم ،وان ال يتخلى عنها
ويبقى وفيا لها ،مما يوفر الوضوح ويقود إلى اإللت ازم .ويتعين على القادة أن يتأكدوا من أن سلوكياتهم تتماشى مع
قيمهم ومع القيم التنظيمية املشتركة التي طوروها مع اإلخرين and Focht .Ponton, 2015
7-الخدمة : Serviceوتشير إلى أن القائد الخادم هو خادم أواال ،وأن خدمة املرؤوسين هي أولى ووفقا Greenleaf 1977
فإن اإللتزام بخدمة املرؤوسين هو اهتماماته .Ponton and Focht, 2015لـ
8-التمكين :Empowermentويتضمن التمكين في القيادة الخادمة :اإلستماع الفعال ،و منح اإلخرين الشعور باإلهمية،
و التركيز على العمل الجماعي ،و تعظيم الحب واملساواة ،ومنح املرؤوسين السلطة واملسؤولية ،والسماح لهم بالتجربة
واإلبداع دون خوف .Sendjaya; 2002 ,Stone and Russell, 2003
9-خدمة احتياجات اإلخرين قبل احتياجاتهم الخاصة :Own Their Before Need Others Serveيساهم القائد الخادم
بتلبية احتياجات اإلخرين قبل احتياجاته ،ويضع اهتمامات اإلخرين قبل اهتماماته Focht and Ponton, 2015.
الشخصية
ا 10-التعاون :Collaborationا بين القادة واملرؤوسين ،فالقادةألن القيادة عملية تعاونية تتطلب تعاون
الخادمون ال يعملون وحدهم بل يعملون في مساعي تعاونية تخدم احتياجات مرؤوسيهم بشكل رئيس Focht and.
Ponton, 2015ومنظماتهم
11-الحب غير املشروط :Love Unconditionalوهي نقطة جوهرية للقيادة الخادمة فهي املحفز الرئيسي للتعامل مع
اإلخرين .وتشمل هذه الفئة القبول ،واإلعتراف ،وتقدير اإلخرين ،واملساواة ،والثقة
.Ponton and Focht, 2015ووصف Patterson 2003الحب بأنه حجر اإلساس في العالقة بين القائد
26
الخادم واملر ؤوسين وأن القائد الخادم يظهر هذا الحب بطرق عدة منها :اهتمامهم باملرؤوسين أكثر من اهتمامهم
باملنظمة ،و عدم التظاهر ،و تقدير اإلخرين والتعاطف معهم واإلستماع لهم.
12-التعلم :Learningوهذا يشمل تعلم القادة من اإلشخاص في املستويات اإلدنى منهم في املنظمة ،فالقادة الخادمين
يدركون أنهم ال يعرفون كل شيء ،لذا فهم على استعداد للتعلم من جميع اإلتجاهات في املنظمة .فالتعلم هو املهارة
الرئيسية التي تؤدي إلى النمو املنهي أللفراد وتحسين عالقاتهم على مستوى املنظمة و املجتمع ككل Ponton and, 2015
.Focht
تعتبر القيادة الخادمة اإلكثر فاعلية عندما يتعلق اإلمر بمشاركة املوظفين ،حيث أن التركيز اإلساسي لتحقيق اإلهداف
التنظيمية يستند إلى خدمة املرؤوسين املكلفين بتحقيق هذه اإلهداف .al et Candolfi 2017,.فالقيادة الخادمة تشجع
املرؤوسين على النمو بذكاء ،و أن يكونوا مبدعين ،وتشجعهم على إدارة الذات وخدمة الناس .al et Langreo,. 2016
كما وجدت القيادة الخادمة في مكان العمل لتحسين اإلنتاجية ،وزيادة رضا الزبائن ،والحد من معدل دوران العمل،
وتحسين اإلمن والساملة العامة ،وزيادة الوالء التنظيمي ،وزيادة مشاركة املو ظفين ،Whorton, 2014فتحسين هذه
املخرجات التنظيمية يدفع اإلداء التشغيلي للمنظمة وأرباحها .Muller 2018 .,al etويوضح الجدول رقم 2أهمية
القيادة الخادمة لكل من املرؤوسين والقائد واملنظمة.
2017
للمرؤوسين:
27
Dierendonck, 2011
Dierendonck, 2011
Russell, 2016
*النمو التنظيمي
*تعظيم اإلرباح
*القوة الشرعية التي يكتسبها القائد ،والتي تنشأ من العالقة القائمة على الثقة بين
القائد واملرؤوسين.
للقائد:
-تحسين اإلداء التنظيمي اإلداء املالي ،أداء املتعاملين ،أداء العمليات الداخلية ،أداء التعلم واإلبتكار.
للمنظمة:
28
Dierendonck, 2011
استنادا .ا املصدر :إعداد الباحثة إلى الم ارجع املذكورة أعاله
القيادة الخادمة ليست مجرد أسلوب إداري ،بل هي مجموعة من السلوكيات التي يجب تطويرها من قبل القادة الذين
يختارون تبني هذا النمط القيادي ،وليكون القائد فعال عليه أن يتقن مجموعة من السلوكيات Makhani and, 2012
.Booneحيث ينظر لهذه السلوكيات بأنها مؤشر لنتائج ايجابيه على مستوى الفرد واملنظمة عبر الثقافات والبيئات
التنظيمية املختلفة .al et Liden,. 2015
وبالرغم من الخصائص السابقة التي ذكرت عن القيادة الخادمة ،اإل أن al et Liden,.2008قد أبر ز وا هذه السمات
والخصائص بطريقة مغايرة نسبيا فقدموا لنا سبعة سلوكيات للقيادة الخادمة تتلخص في :التصور ،و التمكين ،و
املعالجة العاطفية ،و وضع املرؤوسين أوال ،و مساعدة املرؤوسين على النمو والنجاح ،و التعامل اإلخالقي ،وخلق
قيمة للمجتمع .وقد كانت من أهم الروافد التي ساهمت في صياغة نموذج هذه الدراسة وذلك ألهميتها وتميزها عما ذكر
من خصائص للقيادة الخادمة في غيرها من الد ارسات ،وأيضا وفيما يلي توضيح لهذه لسلوكيات السبعة والتي تم
لتطويرها مقياسا للقيادة الخادمة.
29
ومن الجدير ذكره هنا بأن هذه السلوكيات هي التي يتألف منها نموذج هذه الدراسة والتي سيتم اختبارها ألول مرة في
سياق وبيئة مختلفة عن الدراسات السابقة.
عرف Greenleaf :1970 11التصور على أنه "القدرة على اإلحساس باملجهول ،و التنبؤ باملستقبل" ،وأضاف بأن "هذا
هو الفهم البسيط الذي يمنح القائد في كثير من اإلحيان القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة" .ووصف :1970 25-23
Greenleafالقائد الخادم بأنه "القائد القادر على التوصل لحلول للمشاكل التي لم تحدث بعد" ،وبعبارة أخرى فالقائد
الخادم له القدرة على اإلستشراف باملستقبل.
ّ فكما ويعر Lantu and Rachmawati 2014التصور بأنه التفكير الذي يتجاوز اليوم الحالي ويمتد إلى التفكير في
املستقبل املحتمل .ويشير هذا املصطلح إلى فهم القائد الشامل للمنظمة ،بأهدافها،
وتعقيداتها ،ومهمتها ،اإلمر الذي يمنح القائد القدرة على التفكير في املشاكل املعقدة ،ومعرفة ما إذا كان هناك شيء ما
متعلق بالعمل يسير بشكل خاطئ ،باإلضافة إلى القدرة على معالجة املشاكل بطريقة خالقة بما يتوافق مع اإلهداف
العامة للمنظمة .Northouse, 2015
ويعرف دهليز و غالي 2018التصور بأنه :حيازة القائد للمعرفة عن املنظمة واملهام املوكلة إليه بحيث يكون في وضع
يّم ك التابعين .نه من تقديم املساعدة والدعم الفعال وتسهيل مهام اإلخرين ،خصوصا
وفي دراسات أخرى تم التعبير عن هذا املفهوم بمصطلحات عده منها الرؤية Visionكما في دراسة ،Patterson, 2003أو
البصيرة Foresightكما في دراسة Spears 1998ودراسة Greenleaf 1977الذي استخدم املصطلحين البصيرة Foresight
والتصور Conceptualizationلوصف الرؤية ،وأشار al et Latiff,. 2017إلى أنه يمكن الجمع بين هذه املفاهيم الثالثة
تحت مفهوم "تطوير الرؤية" Develop vision.
30
ويظهر ارتباط مفهوم التصور بمفهوم الرؤية من تعريف Anderson 2014للتصور على أنه قدرة القائد على خلق
مفهوم مستقبلي يعكس رؤية املنظمة ومهمتها ،باإلضافة إلى تعريف Spears 2002بأنه قدرة القائد على إنشاء رؤية
واضحة للمنظمة ،تتجاوز العمليات اليومية باإلضافة إلى القدرة على حل املشاكل .وأضاف Makhani and Boone 2012
أن الخطوة اإلولى في رحلة نجاح القائد الخادم تتضمن تحديد رؤية مستقبلية من شأنها توحيد ،وتحفيز ،وجذب،
ومشاركة و توجيه املرؤوسين نحو غد أفضل.
من هنا يمكن القول ،بأن القدرة على رؤية املنظمة ومشكالتها من منظور مفاهيمي تعني أنه يجب على إضافةا إلى
اهتمامه باإلمور اليومية يجب القائد أن يفكر إلى ما هو أبعد من الواقع اليومي .فالقائد الخادم
است ارتيجيا أوسع وعلى املدى البعيد ،على العكس من القائد التقليدي أن يمتد تفكيره ليشمل تفكيرا مفاهيميا
الذي يقتصر تفكيره على تحقيق اإلهداف التنظيمية قصيرة املدى .al et Muhtasom,. 2017وعليه ،يشترط في القائد
الخادم أن يسعى للوصول إلى حالة توازن دقيق بين التفكير املفاهيمي اإلستراتيجي بعيد املدى والتفكير بالعمليات
اليومية .Spears, 2005
نما باإلضافة إلى ذلك ،يجب على القائد أن يكون قاد ار ليس فقط على تحديد هذه الرؤية املستقبلية وا مشاركتها مع
املوظفين بطريقة تمكنهم من فهمها وتحفزهم للوصول إليها ،Greenleaf, 1977وتعظيم ُ جهودهم من أجل تحقيقها ,
.،2007
،Martin and Heyler 2018اإلمر الذي يلهمهم على التصرف بطريقة إبداعية أبو تينه وآخرون
تعبر املعالجة العاطفية عن الدرجة التي يهتم بها القائد باملشاكل الشخصية للمرؤوسين ورفاههم ُLiden
.al et,. 2015حيث أن اتصاف القائد الخادم بصفة التعاطف ،وامتالكه ملهارات اإلستماع الفعال ،هو
31
ما يسهل ممارسته لسلوك املعالجة العاطفية ،Wheeler and Barbuto, 2006فهي ترتبط بقدرة القائد على اإلستماع
للمرؤوسين ،وقدرته على التعاطف مع مشاكلهم.
ويؤكد al et Latiff,. 2017على أن املعالجة العاطفية هي إحدى نقاط القوة للقيادة الخادمة ،والتي تبدأ بقدرة القائد
على اإلستماع ملرؤوسيه أوال للتعرف على احتياجاتهم وفهمها .فالقائد الذي يمتلك درجة عالية من القدرة على املعالجة
العاطفية هو ذلك القائد الذي يلجأ إليه املوظفين عندما يكون لديهم مشاكل ،وذلك ألن هذا القائد قد تمكن من خلق
بيئة تنظيمية آمنه للموظفين للتعبير عن قضاياهم الشخصية Barbuto and Wheeler, 2006.واملهنية
وتظهر أهمية هذا السلوك من خالل اعتراف العلماء بالحاجة إلى قادة قادرين على مساعدة املرؤوسين على استعادة
اإلمل ،وتجاوز أحاملهم املنقضية ،وعالقاتهم املقطوعة .Sturnick; 1999 ,Dacher 1998,فاملعالجة العاطفية هي بمثابة
عملية لتحويل أولئك اإلشخاص الذين يعانون من املشاكل ويشعرون باإلحباط إلى أشخاص يشعرون باإلمل , 2004
.Lawrence and Spears
ويرى Tonwe 2015ضرورة قيام القائد الخادم القيام بمحاولة التعرف بسرعة على اإلشخاص الذين يعانون من
املشاكل ،ومساعدتهم في التغلب عليها .ففي الكثير من اإلحيان قد يؤثر املوظف الذي يعاني من مشكلة معينه على من
حوله من املوظفين ،اإلمر الذي يؤثر بالضرورة على تحقيق أهداف املنظمة.
كما وتسهم املعالجة العاطفية في خلق حياة داخل املنظمة مبنية على احترام املوظفين ومراعاتهم لبعضهم البعض
.al et Kim,. 2014ويشير Maharaj 2015إلى أنه ال توجد طريقة أفضل إلقامة عالقات طويلة املدى مع املوظفين أكثر
من مساعدتهم على التغلب على العقبات التي تواجههم ،وفي
32
يمكن تقسيم القيادة إلى قسمين من حيث محور تركيزها :قيادة تتمحور حول القائد ،centered-Leaderوقيادة تتمحور
حول املرؤوسين . cenetred-Followersحيث تتبع القيادة التي تتمحور حول القائد الهيكل التنظيمي الهرمي والذي
يعتمد فيه القادة على السلطة ،Kim, 2016بينما تحقق القيادة التي تتمحور حول املرؤوسين النجاح التنظيمي من خالل
تحقيق نمو وتطور املرؤوسين ،حيث تتم ممارسة
هذا اإلسلوب القيادي في املنظمات التي تعامل املوظفين باعتبارهم اإلصول التنظيمية اإلكثر قيمة Maslennikova,.
2007
ويتميز اإلسلوب القيادي الذي يتمحور حول املرؤوسين باعتماده الهيكل التنظيمي االملركزي Flatبداال من الهيكل
التنظيمي الهرمي .وفي هذا اإلسلوب القيادي يشارك املرؤوسين بفاعلية في عملية صنع وتعتبر القيادة الخادمة مثاال على
هذا اإلسلوب القيادي .Kim, 2016القرار ات وحل املشكالت،
وكطريقة أخرى ملقارنة أساليب القيادة يمكن النظر إليها كقيادة موجهه نحو املهام ،oriented-Taskوقيادة موجهه نحو
اإلفراد .oriented-Peopleحيث يركز "القادة املوجهون نحو املهام" على املهام باملوظفين وأكثر اهتماما بإيجاد حلول
مبتكرة لتحقيق اإلهداف املحددة املطروحة ،وهم أقل اهتماما
.Media and Anzalone, 2016بينما تركز القيادة املوجهة نحو اإلفراد على العالقات بين املوظفين التي تحفز املوظفين
لجعلهم يشعرون بقيمة العمل الذي يقومون به ،اإلمر الذي يجعلهم يعملون بجهد أكبر ألنهم يشعرون بأنهم جزء من
نجاح املنظمة ،Friedman, 2016وهنا تعد القيادة الخادمة مثاال على القيادة املوجهة نحو اإلفراد.
وكما قلنا سابقا يعد سلوك القيادة بوضع املرؤوسين أواال السمة املميزة للقيادة الخادمة .ويعني ذلك استخدام الكلمات
واإلجراءات التي تثبت للمرؤوسين أن اهتماماتهم تمثل أولوية بالنسبة للقائد ،بما في ذلك
33
وضع اهتمامات املرؤوسين ونجاحهم قبل اهتمامات القائد نفسه .مما يعني أن القائد قد يعطي مساعدة املرؤوسين في
أداء مهامهم اإلولوية على أدائه ملهامه الخاصة .Northouse, 2015ويحدد القادة الخادمين أولوياتهم كالتالي :املرؤوسين،
ثم املنظمات ،ومن ثم احتياجاتهم الخاصة .Graham, 1991
وقد أشار Dierendonck 2011إلى أن أكثر ما يميز القيادة الخادمة عن غيرها من اإلنماط القيادية يكمن في تركيزها
بوضوح على احتياجات املرؤوسين ،وأن القائد الخادم يمتلك التزاما قويا بمعاملة كل
مناخا تنظيميا إيجابيا داعما يؤدي إلى عالقات قوية وأمنه داخل املنظمة احتياجات املرؤوسين أواال
،Peachey and Burton, 2013باإلضافة إلى تأثيره اإليجابي على كل من اإللتزام التنظيمي Jaramillo .Kool and
Dierendonck, 2012التنظيمي بالتغيير املرؤوسين والتزامet al., 2009،
السلوك الرابع :مساعدة املرؤوسين على النمو والنجاح succeed and grow followers Helpingيشير هذا السلوك إلى
قدرة القائد على التعرف على اإلهداف املهنية والشخصية للمرؤوسين ومساعدتهم على تحقيقها .حيث يجعل القادة
الخادمين التطور الوظيفي للمرؤوسين أولوية ،من خالل توجيه املرؤوسين وتقديم الدعم االلزم لهم ،ومساعدتهم على
تحقيق الذات ،والوصول إلى أقصى إمكاناتهم البشرية .Northouse, 2015
و تتشابه القيادة الخادمة في هذا السلوك مع القيادة التحويلية من خالل الدعوة لنمو وتطور املرؤوسين Yeadon, 2016
.and Timiyoحيث ينظر القادة الخادمون لتطور املرؤوسين كهدف ،فهم يسعون لتطوير املرؤوسين من أجل مصلحة
هؤالء املرؤوسين ،كما يسعى القادة الخادمون جاهدين لخدمة جميع أتباعهم .Ehrhart, 2004ومن الناحية العملية،
يمكن أن يشمل هذا السلوك على سبيل املثال ال
الحصر إجراءات مثل :توفير موازنات خاصة ظهار لدعم التطور املنهي والشخصي للمرؤوسين ،وا
34
اإلهتمام بأفكار واقتر احات الجميع ،وتشجيع مشاركة املرؤوسين في عملية صنع القرار ،باإلضافة إلى مساعدة
املرؤوسين الذين تم تسريحهم في العثور على وظائف أخرى .Spears, 2010
وكما أشارت الباحثة سابقا Greenleaf 1970للقيادة الخادمة حيث قاس فاعلية القادة إلى تعريف
وأضاف موضحا ذلك ،بأن املنظمات تعمل في الخادمون بقدرتهم على مساعدة اإلخرين على النمو،
قطاعات مختلفة وتوفر خدمات ومنتجات مختلفة ،وأنه يعتقد أن العمل اإلساسي ألي منظمة يكمن في تنمية موظفيها،
وأن هذه هي الطريقة التي يمكن أن تحقق بها كل منظمة نجاحا أكبر.
كما أن مساعدة املوظفين على النمو واإلداء بمستويات عالية هي إستراتيجية رئيسية لتحقيق النجاح على املدى البعيد.
فعندما ينمو املوظفون ،تزداد قدرتهم اإلنتاجية ،وعندما تزداد الطاقة اإلنتاجية للموظفين ،تزداد القدرة اإلنتاجية
للمنظمة ،بحيث يمكنها أداء املهام بشكل أفضل ،كم يمكنها القيام بمهام لم تكن قادرة على القيام بها من قبل .وهذا
يعني أن املنظمة يمكن أن تخدم زبائنها بشكل أفضل ،وبالتالي من املرجح أن تصبح منظمة ناجحة .هذه هي الفكرة وراء
القيادة الخادمة التي تعرف بأنها فلسفة قائمة على قيمة "الخدمة" .Keith, 2013
فالقيادة الخادمة تركز على اإلستقرار والتطور التنظيمي من خال النمو الشخصي للمرؤوسين .وان كان هذا اإلمر
يستغرق وقتا ،اإل أن عامل الوقت في القيادة الخادمة ال يعتبر حاسما حيث أنها تركز على أهمية التعاون والنزاهة في
تطوير املنظمات ،وأن اإلهم في عملية صنع القرار هو قبول القرار من جميع اإلطراف من خالل الفهم الجيد ونضج
املرؤوسين ،وان الهدف النهائي للمنظمة هي نمو ونضج املرؤوسين .Lantu and Rachmawati, 2014وأكدت النشاش
2015أن القادة الخادمين ملتزمون بشكل كبير بالنمو الشخصي واملنهي والروحي لكل فرد في املنظمة ،فهم يخدمون
ليس فقط لصنع مرؤوسين أفضل ولكن أيضا لصنع جميع أفراد املنظمة بصورة أفضل.
35
إن أكثر ما يميز القيادة الخادمة عن غيرها من اإلنماط القيادية هو التوجه نحو املرؤوسين والسلوك اإلخالقي , 2004
،Ehrhartفهي النهج القيادي اإلنسب لتعزيز وجود املناخ اإلخالقي داخل املنظمات .al et Dodd,. 2018ويشير هذا
السلوك إلى اإلحتفاظ بمعايير أخالقية قوية ،بما في ذلك أن يكون وصادقا وعاداال في تعامله مع املرؤوسين .فالقائد
الخادم ال يتنازل عن مبادئه اإلخالقية في القائد صريحا
سبيل تحقيق النجاح ، Northouse, 2015حيث يتخذ القادة الخادمون قرارات مستنيرة مبنية على اعتبارات أخالقية
ومعنوية مدفوعة بالقيم اإلساسية مثل الصدق والنزاهة .Russell, 2001
وذكر Mak and Chan 2014انه عندما اتبع القادة الخادمون السلوكيات اإلخالقية ،وكانوا موضع للثقة من قبل مو
ظفيهم ،ظهرت نتائج تنظيمية ايجابية مثل الرضا الوظيفي واإللتزام التنظيمي .باإلضافة إلى ذلك ،كان املرؤوسون أكثر
استعدادا للتعبير عن مخاوفهم ومعالجة النزاعات اليومية ضمن بيئة عمل ا
أخالقية ،حيث تساعد القيادة الخادمة على تقليل املمارسات غير اإلخالقية Peachey and Burton .2014; Burton et,
al., 2017
ووفقا لنظرية التعلم اإلجتماعي فاملوظفين سيكون لديهم الدافع إلتباع القادة املوثوق بهم الذين يمثلون قدوة حسنة في
السلوك واإلداء والقيم املشتركة .Bandura, 1977فالصدق ،واإليثار ،والرحمة ،واإلنصاف ،والشجاعة والتواضع هي
قيم سائدة في القيادة الخادمة .وعليه ينبغي على القادة إظهار القيادة اإلخالقية ،قبل مطالبتهم ملوظفيهم باإللتزام
بالسلوكيات اإلخالقية . al et Shin,. 2015حيث يؤكد أنصار القيادة الخادمة أن القادة الذين تعكس سلوكياتهم هذه
القيم سيكونون أكثر فاعلية .Tanno, 2018وأنه إذا عمل القائد الخادم بشكل أخالقي فسيقلده مرؤوسيه , 2018
.Dodd
36
وتتشابه القيادة الخادمة في هذا السلوك مع القيادة اإلخالقية ،التي يعرفها al et Brown,. 2005على أنها "إظهار
السلوك املناسب من خالل اإلجراءات والعالقات الشخصية ،والترويج ملثل هذا السلوك للمرؤوسين عن طريق
التواصل ،والتعزيز ،واتخاذ القرار ثنائي اإلتجاه" .حيث تشبه القيادة اإلخالقية القيادة الخادمة من حيث رعاية الناس،
والنزاهة ،والجدارة بالثقة ،وخدمة الجميع.
وفي دراسة أجراها Dierendonck 2011قارن فيها بين القيادة الخادمة مع عدد من اإلنماط القيادية ،أشار إلى وجود
ثالث صفات مشتركة بين القيادة الخادمة والقيادة اإلخالقية هي :التمكين وتطوير املرؤوسين ،والتواضع ،واإلشراف.
وأن هناك ثالث صفات للقيادة الخادمة ال تعتبر أساسية في القيادة
التمكين هو مصطلح يشير إلى نوع من أنواع الترتيب التنظيمي الذي يزيد اإلستقاللية ،وسلطة اتخاذ القرار،
واملسؤولية عن صنع القرار للمرؤوسين .ويعني أن يتم تزويد اإلفراد بالحرية الكافية واملعلومات بنجاح بداال من
إجبارهم على أن يفعلوا ما يريده الضرورية حتى يفعلوا ما يريدون لتحقيق أهداف املنظمة
اإلخرون ،ويشير أيضا إلى تشجيع اإلفراد على املشاركة في صنع القرارات التي تؤثر على أعمالهم ،وهذا يعني أن يتم
توفير املساعدة لهم ليكونوا قادرين على خلق أفكار جديدة وتحويلها إلى أفعال .Nedaei and Begzadeh, 2017ويعد
التمكين العنصر املركزي في القيادة املمتازة ،وخاصة القيادة Russell and Stone, 2002.الخادمة
37
ّ فويعر Northouse 2015التمكين بأنه طريقة يتقاسم بها القادة السلطة مع املرؤوسين عن طريق السماح لهم
بالسيطرة ،حيث يعزز التمكين ثقة املرؤوسين بقدرتهم الذاتية على التفكير والتصرف بأنفسهم،
حيث يتم منحهم الحرية للتعامل مع املواقف الصعبة بالطريقة التي يشعرون بأنها اإلفضل .فاملوظفون املمكنون
يشاركون في التخطيط وصنع القرار ،والذي سيؤدي في نهاية املطاف إلى تعزيز االملركزية في إدارة املنظمات وتحسين
مستويات تقاسم السلطة ،Dierendonck, 2011باإلضافة إلى تدعيم الثقة
.،2008
املتبادلةبينالرئيسواملرؤوسين،وإغناءوظائفاإلفرادوزيادةمعارفهمالعدوانوالخوالدة
ّ فويعر Melhem and Qudah 2011بأنه تشجيع املوظفين على املشاركة بشكل أكبر في عملية صنع القرار واإلنشطة
التي تؤثر على وظائفهم ،وبأنه عملية لتزويد املوظفين بالفرص االلزمة إلثبات قدرتهم
على تقديم الحلول ،وامتالكهم للمهارات االلزمة لتحويل أفكارهم إلى ممارسات .ويشير Melhem 2018
ال يعتمدون على أدلة التعليمات املكتوبة ،أو على تعليمات املديرين ،وا
على مخزونهم الخاص من املعلومات ،واملعرفة ،واإلدراك ،وأن اتخاذهم لقراراتهم يتطلب استرجاع هذه املعلومات
واإلفكار.
وفي القيادة الخادمة ،يشير التمكين إلى سلوكيات عدة تتضمن :اإلستماع ،والتأكيد على العمل ووفقا لـ Greenleaf 1998
فإن إيمان القائد الجماعي ،وتثمين املحبة واملساواة .al et Heidari,. 2013بالقيمة الذاتية لكل فرد هي اإلساس في مفهوم
التمكين ،د ارك قد ارت كل ويتعلق ذلك باإلعت ارف واإلق ارر وا
شخص وما يستطيع الشخص تعلمه .حيث أن تمكين املوظفين لتحقيق اإلهداف التنظيمية هو من العوامل الحاسمة
لنجاح أي منظمة ،وهو الجهد اإلكثر أهمية للقائد الخادم لزيادة الثقة التنظيمية ،واإلبتكار ،واالملركزية ،والتخلص من
البيروقراطية .Nedaei and Begzadeh, 2017
38
ويتمثل الهدف من التمكين في خلق قادة في جميع املستويات التنظيمية ،وعن طريق التمكين يسهم القادة الخادمون في
قلب الهرم التنظيمي ،Turner, 2000فدون تقاسم السلطة ،ال يمكن أن تكون هناك قيادة ا يساهم تمكين املوظفين في
زيادة خادمة .ponton and Focht, 2015وفي املؤسسات الخدمية تحديدا
قدرة املوظف على التعامل بمستويات عالية من املرونة ،والفهم ،والتكيف ،واإلستجابة ،مما يقود إلى تحقيق نتائج
جيدة من اإلداء ،واإلنجاز ،وجودة املدخالت ،بعكس املوظف الذي ينتظر التعليمات من غيره ،حيث أن السرعة في
انجاز معامالت الزبائن تعد من أهم عناصر الجودة في قطاع الخدمات ،كما كما أن هدف أي منظمة من التمكين هو
تحسين مستوى اإلداء ورفع مستوى اإلنتاجية ،فتحسين اإلداء ونوعا خاصة في املؤسسات الخدمية يعد عاماال من
عوامل النجاح ملحم.،2006
وفي دراسة al et Liden,. 2014التي قدمت مبررا العتبار التمكين أحد سلوكيات القائد الخادم ،تم ذكر أرب Conger
,and Kanungo, 1988; Spreitzer, 1995; Thomas and Velthouseلـ وفقا للتمكين أبعاد عة 1990تتمثل بما يلي :حق
تقرير املصير -determination-Selfالتأثير -Impactاملعنى
-Meaningالكفاءة .Competenceوعن عالقة هذه اإلبعاد بالقيادة الخادمة فقد أشار al et Liden 2014,.إلى التالي:
-أواال حق تقرير املصير و د ارك امتالك املرؤوسين للخيار في بدء اإلج ارءات يشير إلى عملية فهم وا
وتنفيذها ،Spreitzer, 1995حيث يتوافق هذا املصطلح مع مفهوم التصور Conceptualizationللقيادة الخادمة الذي
ورد في دراسة al et Liden,. 2008والذي يركز على إعطاء املرؤوسين الحرية في صنع القرار.
ثانيا التأثير ويشير إلى الدرجة التي يشعر بها املوظفون بأنهم قادرون على التأثير على مخرجات العمل ا إيجابي داخل
املنظمة .al et Liden,. 2014
39
-ثالثا املعنى و يشير إلى درجة إدراك املوظفين ألهداف العمل ،أو درجة اهتمام املوظفين بمهامهم Velthouse and, 1990
،Thomas; 1995 ,Spreitzerوالذي يتداخل مع القيادة الخادمة باعتبار أن القادة الخادمون ملتزمون بخلق قيمة
للمجتمع مما يزيد من احتمالية اعتبار املرؤو سين ألهداف العمل بأنها ذات معنى وقيمة .al et Liden. , 2014
ُ وهنا ي إحساسا عاليا بالكفاءة بسبب إدراكهم ملدى جدارتهم في اكتساب -اربعا الكفاءة ظهر املرؤوسون
ثقة القائد ،وكونهم يستحقون اهتمامه ودعمه ،اإلمر الذي يقود إلى خلق عواطف ايجابية بينهم Chen .and Bliese,
2002; Conger and Kanungo, 1988
السلوك السابع :خلق قيمة للمجتمع community the for value Creating
إن خلق قيمة للمجتمع يعد من مميزات القيادة الخادمة عن غيرها من اإلنماط القيادية التي تركز على تحقيق
املخرجات التنظيمية دون اإللتفات لحاجات املجتمع املحلي .al et Panaccio,. 2015ويتم ذلك من خالل املشاركة في
اإلنشطة املجتمعية ،وتشجيع املرؤوسين على املشاركة في اإلنشطة التطوعية لخدمة املجتمع املحلي .Northouse, 2015
وتبرز أهمية القيادة الخادمة على مستوى املجتمع من كونها تنادي بالفضائل اإلنسانية التي تحتاجها املجتمعات
املختلفة ،ومساهمتها بأن يكون لدى املجتمع قيم مثلى تصب في الصالح العام من خالل ما تفرزه من مبادئ العدل
.،2015
واملساواة غالي
و في كتاب " " Giants Smallملؤلفه Burlingham 2005الذي عرض تجارب عدد من املؤسسات
الصغيرة و متوسطة الحجم والتي لم ت نما كن سياسة زيادة العائد على اإلستثمار هي هدفها الرئيسي ،وا
تمثلت أهدافها بالتأكيد على ضرورة إنشاء مكان رائع للعمل ،وبناء عالقات عمل طويلة املدى مع جميع أصحاب
املصلحة ،والتركيز على جودة الخدمة املقدمة ،باإلضافة إلى املساهمة في خدمة املجتمع .وأشار Burlingham 2005إلى
أن معظم مالكي هذه املؤسسات قد تأثروا بأفكار القيادة الخادمة.
40
ّ وجدت العديد من الد ارسات أن القيادة الخادمة كان لها دور كبير وفعال في املسؤولية اإلجتماعية كما
للشركات CSRوالتي يعرفها Dierendonck 2011بأنها مساهمة الشركات في الخدمات اإلجتماعية التي ال يتطلبها
القانون ،والتي تتجاوز املصلحة املباشرة للشركة ومساهميها ،حيث أشارت إلى أن املسؤولية اإلجتماعية للشركات كانت
أكثر ارتباطا باملؤسسات ذات البيئة التنظيمية املوجهة نحو اإلفراد ،والتي تعد الثقة والعدالة قيمتين أساسيتين فيها ,.
al et Ghasemi; 2009 Drozdenko and Jin
وعليه ومن خالل القيادة الخادمة ،فإن الرغبة في خدمة اإلخرين تنتقل من القادة التنظيميين إلى املر ؤوسين الذين
يؤمنون بقادتهم ويطمحون أيضا لخدمة املجتمع .فالقيادة الخادمة تشكل حلقة غير منتهية من الخدمة التي تنتقل من
القادة إلى املرؤوسين ثم إلى املجتمع ،وهو ما يفسر دور القيادة الخادمة في دعم املجتمع .Wilson, 2014فمن خالل
القيادة الخادمة يتم إعداد املنظمة للمساهمة في ،مما يّم كن هذه املنظمات الخادمة من املجتمع بشكل ايجابي عن
طريق البرامج واإلنشطة التطوعية
ار واستدامة .Keith, 2013تحسين نوعية حياة املجتمعات بحيث تصبح أكثر عداال ورعاية وازدها ا
وبناءا لتأثير إيجابا على اإلداء الوظيفي ،وال بد ا على هذه السلوكيات فالقيادة الخادمة البد أنها تسهم في ا
من اختالف مستويات اإلداء الوظيفي للمنظمات ذات القادة الخادمون عنها في املنظمات التقليدية .ونظ ارا ألهمية
اإلداء الوظيفي في منظمات اإلعمال فقد جاءت هذه الد ارسة للكشف عن أثر القيادة الخادمة على اإلداء الوظيفي
للعاملين.
41
هنالك قول معروف في اإلدارة اإلستراتيجية يقول أن الذي ال يمكن قياسه ال يمكن إدارته ،ويقول البعض أنه إذا لم
تتمكن املنظمة من تحديد اإلداء فإنه ال يمكن قياسه و إدارته وفي هذا الصدد يشير Bates 1995 Holton andإلى أن
اإلداء مفهوم متعدد الوجهات واإلبعاد وبذلك تختلف عملية قياسه وفقا لعدد من العوامل املتداخلة .وبذلك يرى 2007
al et Latham,.أن تحديد اإلداء املناسب هو شرط أساسي لعمليات التقييم ووضع اإلهداف التنظيمية ويرون أيضا ا
بحاجة إلى نظرية لفهم ماهية اإلداء بحيث أنن
وتجدر اإلشارة إلى أن هنالك العديد من وجهات النظر حول ماهية اإلداء ،حيث يعتبره البعض مجرد سجل للنتائج
املتحققة على أساس فردي بمعنى انجازها بطريقة فردية من خالل موظفي منظمة ما ّ .رويعب al et Bernardin,. 1995
عن اإلداء على أنه الفعل املوجه نحو نتائج العمل والتي تشمل على سبيل املثال اإلهداف اإلستراتيجية للمنظمة ،ورضا
املتعاملين ،واملساهمات اإلقتصادية.
وقد حدد قاموس أكسفورد اإلنجليزي معنى اإلداء بأنه اإلنجاز ،والتنفيذ ،ويشير كذلك إلى املخرجات /النتائج ،أو
اإلنجاز .كما يعتبر البعض اإلداء سلوكا ألنه الطريقة التي تنجز بها املنظمات وفرق العمل واإلفراد أعمالهم.
42
و يعرف اإلداء بأنه قيام الفرد بأداء واجباته ومسؤولياته الوظيفية بشكل جيد .al et Rashid,. 2017ويتعلق اإلداء
بتحديد ما يجب القيام به وكيفية القيام بذلك ،كما ويمثل نتيجة لعمل له عالقة قوية مع اإلهداف اإلستراتيجية
للمنظمة ،ورضا الزبائن ،واملساهمة اإلقتصادية ،al et Muhtasom,. 2017ويعكس اإلداء اإلنتهاء من الدور أو املهمة
املخصصة لشخص معين .Bhau and Jyoti, 2015
أما اإلداء الوظيفي فيعرف بأنه كن املوظف من إنجاز املهام أو اإلهداف املحددة له بنجاح ّ،نشاط يم
وباإلستخدام اإلمثل للموارد ،Jamal, 1985ويتضمن ذلك مجموعة من السلوكيات املعبرة عن قيام املوظف بأداء
مهامه وتحمل مسؤولياته ،ويتضمن كذلك جودة اإلداء ،وكفاءة التنفيذ ،والخبرة الفنية املطلوبة في الوظيفة ،فضاال
عن اإلتصال والتفاعل مع باقي أعضاء املنظمة ،وقبول املهام الجديدة ،واإلبداع ،واإللتزام بالنواحي اإلدارية في العمل،
واإلستجابة لها بكل حرص وفاعلية سيزالقي وواإلس،
1991.
تقييمه عموما على أساس تحقيق املوظفين لهذه اإلهداف ،ويدل على قدرة املوظف وفاعليته للقيام بالعمل.
وقد تم تحديد ثالث أنواع رئيسية من السلوك التي تشكل مفهوم اإلداء وفقا لـ Judge and Robbins 2013كما يلي:
أواال :أداء املهام :performance Taskويعني أداء الواجبات واملسؤوليات التي تسهم في إنتاج سلعة ،أو خدمة ،أو مهام
إدارية ،وهذا يشمل معظم املهام في الوصف الوظيفي التقليدي.
ثانيا :املواطنة :Citizenshipوتعني اإلجراءات التي تسهم في تحسين البيئة النفسية للمنظمة ،مثل مساعدة اإلخرين حتى
في حال عدم الحاجة إليها أو طلبها ،دعم اإلهداف التنظيمية ،معاملة اإلخرين
باحترام ،تقديم اقتراحات بناءة ،والتحدث بايجابية حول مكان العمل وعدم التذمر.
43
ثالثا :اإلداء السلبي أو املعاكس :productivity-Counterوتعني اإلجراءات التي تضر بنشاط املنظمة .الحاق الضرر
بممتلكات املنظمة ،و التصرف بعنف تجاه اإلخرين ،وتشمل هذه السلوكيات السرقة ،و
ويتطلب اإلداء الجيد من املوظفين أن ال يقوموا فقط بوظائفهم املحددة في الوصف الوظيفي أو ما يسمى وا لقيام
بأعمال إضافية role-Extraبالدور اإلساسي للموظف performance role-Inنما با ،performanceحيث يعرف الدور
اإلساسي للموظف بأنه السلوك االلزم النجاز العمل املطلوب ،Anderson and Williams, 1991أما الدور اإلضافي
فيتمثل بالسلوكيات التي قد ال تكون مطلوبة بشكل واضح وصريح ولكنها تساهم في اإلداء .al et Organ,. 2006
ويطلق أيضا على هذا الدور اإلضافي بسلوك املواطنة التنظيمية ،OCBوالذي يعرفه et Muhtasom 2017 .,alبأنه "أداء
دور إضافي منفصل عن الدور أو اإلداء الذي يطابق الوصف الوظيفي التقليدي للموظف" ،ويشير هذا الدور اإلضافي
إلى سلوكيات مثل ،استبدال املوظفين الغائبين مؤقتا ،ودعم Rashid et al., 2017.الجدد املوظفين
وبناءا على ما سبق تعرف الباحثة اإلداء الوظيفي بأنه :قيام املوظف بإنجاز الواجبات واملهام املوكلة إليه بكفاءة
وفاعلية وتحمل مسؤولية مخرجات عمله ،باإلضافة إلى ما يبادر به املوظف من سلوكيات قد تسهم في تحسين اإلداء
العام للمنظمة.
قد تسمى عناصر أو أبعاد اإلداء الوظيفي ،ويعود هذا اإلختالف في التسمية إلى طبيعة الدراسات التي ّ ر عن املعايير التي
يتم من خاللها قياس اإلداء الوظيفي.تناولت هذا املفهوم ،اإل أنها في املحصلة تعب
44
وقد تعددت هذه العناصر بتعدد الدراسات التي تناولت مفهوم اإلداء الوظيفي .منها دراسة عكاشة 2008 34:الذي
أشار إلى أربعة عناصر أللداء الوظيفي وهي:
1-املعرفة بمتطلبات الوظيفة :وتشمل املعارف العامة ،واملهارات الفنية واملهنية االلزمة لتنفيذ الوظيفة ،والخلفية
العلمية عن الوظيفة واملجاإلت املرتبطة بها.
2-نوعية العمل :وتتمثل في مدى إدراك املوظف لعمله الذي يقوم به ،وما يمتلكه من رغبة ،ومهارة ،وبراعة ،وقدرة
على تنفيذه دون الوقوع في اإلخطاء.
3-كمية العمل املنجز :وتشير إلى مقدار العمل الذي ينجزه املوظف ،ومقدار سرعة هذا اإلنجاز.
4-املثابرة والوثوق :وتشمل الجدية ،والتفاني واإلخالص في العمل ،وتحمل املسؤولية ،واإللتزام بإنهاء العمل في الوقت
املحدد ،ومدى حاجة املوظف إللرشاد والتوجيه من قبل املشرفين.
وباإلضافة إلى ما سبق أشار درة والصباغ :2008 71إلى ثالث عناصر أخرى هي:
1-قدرات كفايات املوظف :ويقصد بها معلومات املوظف ،ومهاراته ،واتجاهاته ،وهي تمثل خصائصه الّ.اإلساسية التي
تقوده نحو اإلداء الفع
2-متطلبات العمل الوظيفة :وتشمل املهام ،واملسؤوليات ،واإلدوار ،والخبرات التي يتطلبها العمل الوظيفة.
3-بيئة التنظيم :تتكون من مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية .تتمثل العوامل الداخلية :بالتنظيم ،وهيكله،
وأهدافه ،وموارده ،ومركزة اإلستراتيجي ،واإلجراءات املستخدمة .أما العوامل الخارجية فتتضمن :العوامل
اإلقتصادية ،واإلجتماعية ،والتكنولوجية ،والسياسية ،والقانونية .ويوضح الجدول رقم 3أبعاد
داء الوظيفي وفقا ،والذي يتضح من خاهلل اختالف هذه اإلبعاد من دراسة إلى أخرى .اإل لبعض الد ارسات
45
الساعاتي والخفاجي
2017
عايض واملطاع
2017
الفاعلية.
2018
أبو جليدة
2019
أبو عشيبة وحجازي
وفي هذه الدراسة تم اعتماد عناصر اإلداء الوظيفي التالية :جودة اإلداء ،وكمية اإلداء ،ودقة اإلداء ،وسرعة اإلداء،
والخبرة ،واإلبتكار ،والتعاون ،وتحمل املسؤولية ،واإللت ازم بقوانين واج ارءات العمل.
تكمن أهمية اإلداء الوظيفي في كونه الناتج النهائي لجميع أنشطة املنظمة ،وكونه يمثل العنصر اإلساسي في استقرار
املنظمة ،وبقائها ،واستمراريتها ،وملا له من دور في تحقيق رؤية ورسالة املنظمة ،كما و ترجع أهمية اإلداء الوظيفي من
وجهة نظر املنظمة الرتباطه بدورة حياتها في مراحلها املختلفة ،والتي تبدأ بمرحلة الظهور ،ومرحلة اإلستمرار والبقاء،
ومرحلة اإلستقرار ،ومرحلة السمعة واإلعتزاز،
46
ومرحلة التميز ،ثم مرحلة الريادة ،حيث أن قدرة املنظمة على تخطي أي مرحلة من مراحل النمو للدخول في مرحلة
.،2018
أفضل يتوقف على مستويات اإلداء الوظيفي لها الدليمي
ويعد اإلداء الوظيفي أحد الجوانب املهمة التي تساعد املنظمة على تحقيق أهدافها .et Setyaningrum 2017 .,al
واستنادا لرأي Brightman and Moran 2000يمكن أن يؤدي اإلداء الوظيفي للعاملين إلى خلق قدرة تنافسية أكبر
للشركة ،وتحسين ميزتها التنافسية وصواال إلى تحقيق أهدافها بصورة أسرع وأفضل.
نما على اإلف ارد أنفسهم وذلك بكونه مصدر وال تقتصر أهمية اإلداء الوظيفي على املنظمة وحسب ،وا
راحة ،واكتفاء ،وفخر للفرد نتيجة انجازه ملهامه على أكمل وجه .Ayo and Oluseyi, 2009ويتسع هذا التأثير في مداه
ليصل إلى مستوى الدولة ،حيث أن اإلداء على مستوى الدولة ما هو اإل انعكاس وتعبير عن أداء املنظمات العاملة فيها
أبو جليدة.،2018
1-الهيكل التنظيمي وما يتضمنه من وضوح اإلدوار ،واملسؤوليات ،والصالحيات ،وجهة املسائلة واملكافئة ،باإلضافة إلى
تنظيم وتنسيق جهود العاملين للوصول إلى اإلهداف املتفق عليها مسبقا.
2-أنظمةوإجراءات العمل:والتيتمثلمجموعةالسياسات،والقوانين،واإلجراءاتالتيتتحكمبأنشطة
املنظمة،والتيقدتسهمفيتنميةروحاإلبداعلدىاملوظفينإذاماتسمتباليسروالبساطة،والبتعا د عنالروتينوالتشددوالتعقيد.
47
3-اإلتصاإلت :و تعد أساس العمليات اإلدارية ،فمن خاللها يتم الحفاظ على تدفق وانسياب املعلومات داخل املنظمة
وخارجها ،حيث أن زيادة كفاءة العمل مرتبطة بوجود أنظمة اتصاإلت جيدة في املنظمة.
4-نمط القيادة :حيث أن توفر القيادة الواعية والحكيمة من شأنه تنمية وتعزيز أداء املوظفين من خالل إرشادهم ،و
تنسيق وتنظيم جهودهم ،وتوجيههم نحو تحقيق اإلهداف والغايات املرجوة.
5-الحوافز :والتي تعتبر من أهم الوسائل التي تحث املوظفين على العمل بكفاءة وفاعلية ،وعلى تنمية اإلداء واإلبداع في
املنظمات ،ملا لها من دور في تشجيع املوظفين على املبادأة ،والتجديد ،واإلنجاز .حيث تعتبر الحوافز مقوما رئيسا في
املنظمات املبدعة ،ومؤش ارا لوجود اإلبداع والتنمية.
6-التدريب :والذي يعد من أدوات التنمية التي إذا أحسنت املنظمة استثمارها أمكنتها من تحقيق الكفاءة والكفاية في
اإلداء واإلنتاج .وتبرز أهمية اإلداء الوظيفي كونه أساس تطوير وتنمية العنصر البشري الذي يعد العنصر اإلهم في
تكوين املنظمة.
ويشير أبو جليدة 2018إلى العوامل املؤثرة على مستويات اإلداء واملرتبطة باملوظف واملتمثلة باإلتي :معرفة املوظف
بمتطلبات عمله وامتالكه للخبرات االلزمة النجازه ،والطاقة الجسمية والعقلية التي يبذلها املوظف ألداء عمله،
والخصائص الشخصية للموظف الجدية في العمل ،والقدرة على تحمل املسؤولية،
اد ارك وامكاناته ،و وانجاز املهام في الوقت املحدد لها ،ونوعية العمل املكلف به ومدى اتساقه مع قد ارته املوظف
ألبعاد الدور املوكل إليه ومدى اعتقاده بأهمية هذا الدور في انجاز العمل .باإلضافة إلى العوامل الديمغرافية للموظف
واملتمثلة بالعمر ،والجنس ،والحالة اإلجتماعية الشريف.،2013
ويمكن تلخيص هذه العوامل املؤثرة على اإلداء بما يلي :أواال "املوظف" وما يمتلكه من معارف ،ومها ارت ،وخب ارت
واهتمامات ،وقيم ،ودوافع ،واتجاهات ،ثانيا "الوظيفة" وما تشمله من مهام ومتطلبات
48
وتحديات ،ثالثا "البيئة التنظيمية" وما تتضمنه من مناخ العمل ،وتوفر املوارد ،واإلش ارف ،واإلنظمة اإلدارية،
والهيكل التنظيمي الجناعي،وصالح.،2018
تحتاج املنظمات للحفاظ على بقائها ،واستمراريتها ،وتحسين مستوى التنافسية فيها إلى موارد بشرية تظل ملتزمة
باملحافظة على أعلى مستوى من اإلداء .and Saha; 2011 ,Sadia; 2010 ,Leiter and Bakker 2012 ,Gregarحيث ينظر
للموارد البشرية على أنها اإلصول التنظيمية اإلعلى قيمة and Pareek
،Rao, 2007التي من املمكن أن تولد ميزة تنافسية مستدامة من خالل ما تقدمة من أفكار خالقة از في تحفيز املوارد
البشرية على املزيد من ار بار اومبتكرة .al et Jung,. 2003و تلعب القيادة الخادمة دو ا
اإلبتكارات من خالل توافر قيادة تؤمن بقدرات موظفيها واستغاللها بكفاءة al et Liaw; 2012 ,Shanker,.ار هاما في هذا
املجال حيث يشير al et ,Thigpen. 2012إلى أن كفاءة القائد.2010 ،ويلعب القائد دو ا وسلو كياته هي من العوامل
الحاسمة للتأثير على أداء املوظف .فالقيادة التي تدفع املوظفين للعمل بشكل جيد يتوافق مع معايير اإلداء التي تتطلبها
املنظمة من املمكن أن تحسن أداء املوظف Setyaningrum .et al., 2017
ولتوضيح أثر القيادة الخادمة على مخرجات املرؤوسين ،استندت الدراسات السابقة على نظرية التعلم اإلجتماعي
.Bandura, 1977التي تقترح أن اإلفراد يتعلمون من خالل مراقبة ،ومحاكاة ،وتقليد مواقف وقيم وسلوكيات من
يمثلون نماذج القدوة املهمة في بيئتهم مثل قادتهم .Bandura, 1977وفي مكان العمل ،يعتبر القائد مصدر مهم لكونه مثال
أعلى وقدوة للموظفين نظرا ملا يتمتع به من مكانه وسلطه عليهم .كما يظهر تأثير القائد على سلوكيات املرؤوسين من
خالل التواصل مع املرؤوسين ،وتوضيح
القائد ملستويات السلوكيات املتوقعة ،وموائمة املكافئات لتحفيز مثل هذه السلوكيات al et Schwarz,.
2016.
49
ومقارنة مع غيرها من أساليب القيادة ،فان القيادة الخادمة أكثر احتماال ألن ينظر لقادتها كنماذج يحتذى بها ملا تتمتع
به من مصداقية ،وبالنظر إلى ما يراه املرؤوسين في قادتهم بأنهم يتصرفون بطريقة غير أنانية ،وأنهم يسعون لخدمتهم
دون مقابل ،al et Sendjaya,. 2008باإلضافة إلى كونهم أمناء ،وجديرين بالثقة ،وما يتمتعون به من سلوكيات أخالقية
تجعلهم قدوة للمرؤوسين .Bandura, 1977
وفي القطاع الخدمي تحديدا ،أكد al et Wang,. 2017في دراستهم التي اشتملت على املستويات ا
التنظيمية كافة في قطاع البنوك في الصين ،والتي كان الهدف منها التعرف على أثر ممارسة القيادة الخادمة من قبل
القادة واملشرفين على أداء املوظفين في املستويات اإلدنى .وأظهرت الدراسة أن القادة
al et Liden,. 2014ذلك بأنه من خالل تقديم الخدمة الجيدة من قبل القادة الخادمين ،فان ذلك يغرس في املوظفين
الرغبة والحافز لتقليد مثل هذه املواقف ،والقيم ،والسلوكيات ،وخدمة اإلخرين.
وتتشابه سلوكيات القيادة الخادمة مع السلوكيات املتعلقة بخدمة الزبائن بكونهما تنطويان على عنصر واحد وهو "التو
جه نحو الخدمة .orientation Service "2017 .,al et Wangوبالتالي فإن مواقف ،وقيم ،وسلوكيات القيادة الخادمة
يمكن تقليدها من قبل املرؤوسين لتلبية احتياجات الزبائن وتحقيق أداء أعلى من خالل خدمة العمالء ،فالقادة
الخادمين يعملون كقدوة للمرؤوسين الذين يقلدون سلوكياتهم وخاصة السلوكيات التي تتعلق بخدمة الزبائن وأصحاب
املصلحة .al et Hunter. 2013
ّ ي القائد ا علىوتأكيدا ما سبق أشار al et Schwarz,. 2016إلى أن ممارسة نمط القيادة الخادمة وتحل بالسلوكيات
اإليثارية قد ساهم بدوره في تحسين دوافع املوظفين نحو الخدمة ،مما يقودهم لبذل جهد إضافي ملساعدة الزبائن
واملوظفين اإلخرين في املؤسسة ،اإلمر الذي ينعكس على مستويات أعلى من اإلداء الوظيفي .وأشار الباحثون في هذه
الدراسة املطبقة على إحدى الوكاإلت الحكومية في الصين
50
أيضا لتعلم اإلجتماعي في تفسيرها ألثر القيادة إلى أنها كانت الد ارسة اإلولى التي اعتمدت على نظرية ا
أن خدمة القادة للموظفين قد تمنحهم شعو ارا الخادمة على اإلداء ،وبرر الباحثون ذلك ب بال ارحة ،وبأن خدمتهم
للزبائن لن يتم استغاللها من قبل قادتهم من أجل مكاسب املنظمة .وهو ما أشار إليه et Liden 2014 .,alالقيادة
الخادمة تؤثر ايجابيا على اإلداء من خالل "ثقافة الخدمة" التي يمارسها القادة ويقلدها املوظفون.
كما وتسهم القيادة الخادمة بشكل غير مباشر في تحسين مستويات اإلداء في املنظمة من خالل تلبية حاجات املوظفين
املادية واملعنوية ،وخلق بيئة عمل أكثر مالئمة للعمل دون ضغوطات ،مما يؤدي إلى زيادة والء و التزام املوظفين
والعمل بشكل طوعي ،حيث أن وجود بيئة عمل مواتية ملا سلف في
املنظمة قادر على تشجيع املوظفين على تحقيق مستوى أعلى من اإلداء al et Setyaningrum .2017,.
وعلى النقيض من ذلك ،أشار Rocco, 2016إلى أن القيادة الخادمة ليس بالضرورة أن يكون لها تأثير على اإلداء
الوظيفي .كما أشار al et ,Dierendonck,.2009في دراسة حول تحقيق أداء أعلى من خالل القيادة الخادمة إلى أن
القيادة الخادمة ليس لها أي تأثير على اإلداء .وذكر Sivro and Waal 2012,أن البحوث التجريبية التي بحثت هذه العالقة
غير كافية.
وعليه فإن هذا الجدل بين الباحثين حول أثر القيادة الخادمة على اإلداء الوظيفي ،وقلة الدراسات وخاصة في البيئة
املحلية يشجع الباحثين على محاولة استكشاف أثر القيادة الخادمة ودورها في رفع مستويات اإلداء الوظيفي وفي خلق
نتائج جيدة ملنظمات اإلعمال التي تسعى لتحسين صورتها أمام زبائنها ،وموظفيها ،واملجتمع الخاص بها.
51
تأسست شركة الخطوط الجوية امللكية اإلردنية في عام 1963على يدي ملك اإلردن الراحل الحسين بن طالل ،لتكون
الناقل الوطني للمملكة اإلردنية الهاشمية .و مع نهاية عام 2007تحولت ملكيتها إلى القطاع الخاص ،وتم إدراج أسهمها
في سوق عمان املالي كشركة مساهمه عامه محدودة يمتلك اإلردنيون
غالبية أسهمها .وتعتبر امللكية اإلردنية إحدى الدعامات اإلساسية اللقتصاد الوطني ومصد ارا لجذب العمالت الصعبة،
وتسهم بنحو 3%من الناتج املحلي اإلجمالي للمملكة املوقع اإللكتروني للملكية ،فضاال اإلردنية com.rj.wwwعن كونها
الذ ارع الرئيسية الستقدام السياحة إلى اإلردن من شتى أنحاء العالم ،باإلضافة إلى تقديمها فرص عمل مباشرة ألكثر
ّة
من 4000أردني من خالل عملياتها التي ة شركات محلية ،باإلضافة لشبك تتمحور في عمان ،وبطريقة غير مباشرة من
خالل تعاملها مع عد
وتتمثل غايات الشركة الرئيسية في قيامها بجميع نشاطات النقل الجوي املنتظم وغير املنتظم للركاب ان ،الشركات
ّة
التابع والبريد والبضائع داخل اململكة وخارجها ،من خالل مكتبها الرئيسي في العاصمة عم لها واملتمثلة بشركة اإلجنحة
امللكية ،شركة امللكية اإلردنية للسياحة والسفر رويال تورز ،وشركة
"تكرم" لخدمات املطار ،باإلضافة إلى مكاتب مبيعاتها املنتشرة في 35مدينة في العالم ،ووكالئها العاملون في نحو 46
مدينة أخرى.
تتبنى امللكية اإلردنية رؤية تقوم على "أن تكون شركة الطيران املفضلة لربط اإلردن واملشرق بالعالم" .حيث تخدم
الشركة اليوم نحو 56وجهه موزعه في أربع قارات .أما رسالتها فتتلخص بالتالي:
52
أن يعمل موظفـونا كفريق واحد بحماس وكفاءة عالية ،ألننا نوفر لهم:
ً ،ألننا
ُ ∙ اإلردن للعالم كمحطة رئيسية وبوابة دخول للشرق اإلوسط على الصعيدين السياحي واإلستثمارّيُج رون .تمع
املحلي ونقدم الرعاية ملختلـف النشاطات والفعاليات الخيري .
ّ ∙ ندعم املج ة
ّ ي موظفيها بروح الفريّق وتعكس قيم امللكية اإلردنية ز من خالل ما تدعو إليه من ضرورة تحل التمي
الواحد ،واملوضوعية ،واإلعتمادية ،واإللتزام ،واإلهتمام ،والثقة ،والتي تركز من خاللها على أمور عده نوجز منها
التالي:
إيمانها بالعمل كفريق ،تقدريها القتراحات العاملين واعتبارها اإلختالف هو وسيلة للتعلم والتقدم ،اتخاذها للقرارات
البناءة املبنية على حقائق ملموسة وحاإلت عملية واملدعمة باملعلومات الصحيحة ،تلبية حاجات زبائنها في كافة
الظروف واإلحوال و انصياغها لكافة اإلجراءات الداخلية واإلنظمة الخارجية ،التزامها بتقديم اإلفضل لجميع أصحاب
املصالح ،اعتمادها أعلى معايير ومستويات اإلداء وتطبيقها ،تحمل املسؤولية ،اإلصغاء لرغبات جميع من تتعامل معهم،
اإلهتمام بمتطلبات املسافرين والتعامل معهم
53
باإلسلوب الذي ترغب بأن يعاملوها به ،باإلضافة إلى انتهازها ملبادئ الصدق والشفافية وتعزيزها لقيم الثقة واإلحترام.
من هنا ترى الباحثة أن هذه القيم وما ورد في رسالة امللكية اإلردنية تتالءم مع موضوع الدراسة وتتشارك امللكية
اإلردنية في العديد منها مع خصائص القيادة الخادمة ،هذا و باإلضافة إلى دور امللكية اإلردنية ومسؤوليتها تجاه املجتمع
وسعيها للمحافظة على سمعة اإلردن واإلرتقاء بها ،ومشاركتها في كافة
اإلنشطة التي تهم املجتمع محليا وعامليا من الفن والترفيه ،والفعاليات الرياضة ،واملساعي التعليمية ،واملبادرات
الصحية ،والبرامج والفعاليات اإلجتماعية هو ما دعا لتطبيق الدراسة على بيئة امللكية اإلردنية للتعرف على واقع هذا
النمط القيادي فيها ومدى تأثيره على اإلداء الوظيفي.
2-4-2املميزات التنافسية
تتمتع امللكية اإلردنية بالعديد من الخصائص التي تجعلها شركة طيران متميزة عن املنافسين لها في السوق اإلردني،
وتقع في مقدمة هذه املميزات أنها الناقل الوطني للمملكة اإلردنية الهاشمية ولها أدوار ست ارتيجية في خدمة اإلردن
كبلد آمن ومستقر سياسيا ،مما يجعلها شركة الطي ارن املفضلة للسفروطنية وا
عند الغالبية العظمى من اإلردنيين إلى جميع الوجهات على شبكتها الجوية أو من خالل شبكة التحالف Oneworldالتي
تتمتع بعضويتها ،فقد انضمت امللكية اإلردنية إلى عضوية تحالف شركات الطيران وتتميز امللكية اإلردنية أيضا العاملية
Oneworldفي عام . 2007بتشغيل أسطول حديث من الطائرات تقدم علة متنها أفضل الخدمات للمسافرين .أما امليزة
التنافسية اإلكبر للملكية اإلردنية فتتمثل باملوارد البشرية العاملة من اإلردنيين وما يتمتع به العاملون من مؤهالت
وخبرات متخصصة في شتى مجاإلت العمل ،وقدرتهم على إدخال وتطبيق كل وسائل التكنولوجيا الحديثة ملواكبة
التطورات الحديثة في
54
جاء اختيار امللكية اإلردنية لدراسة موضوع القيادة الخادمة وأثرها على اإلداء الو ظيفي انطالقا من أهمية قطاع
الطيران بشكل عام وحساسية الخدمات التي يقدمها على مستوى محلي وعالمي وأهمية وجود أساليب قيادية معاصرة
في مثل هذا القطاع .وترى الباحثة أيضا أن سبب اختيار امللكية اإلردنية هو التطور الذي مرت به واستمرارها كرافد
اللقتصاد اإلردني منذ نشأتها و هو ما حفز الباحثة على اختيارها كحالة دراسية لتناول موضوع الدراسة.
55
الفصل الثالث
منهجية الدراسة
1-3املقدمة
4-3أداة الدراسة
1-5-3صدق اإلداة
2-5-3ثبات اإلداة
56
الفصل الثالث
منهجية الدراسة
1-3املقدمة
يتناول هذا الفصل وصفا إللجراءات املتبعة في تنفيذ الدراسة ،من خالل بيان أسلوب الدراسة ومنهجيتها ،و مجتمع
الدراسة وعينتها ،و أداة الدراسة املستخدمة كيفية بنائها وتطويرها ،واإلجزاء التي تكونت منها ،كما يتناول إجراءات
التحقق من صدق اإلداة وثباتها ،و اإلساليب اإلحصائية التي تم استخدامها في تحليل وأخي ار محددات الدراسة .ا
البيانات واستخالص النتائج،
استنادا الدراسة واإلهداف التي تسعى إلى تحقيقها فقد اتبعت الدراسة املنهج الكمي من خالل ا إلى طبيعة
الذي يعد مناسبا ملوضوع الدراسة ،والذي يهدف إلى تحديد خصائص الظاهرة ،والتعرف املسح امليداني
إلى مكوناتها ،باإلضافة إلى التعرف على نوعية وطبيعة العالقة بين متغيراتها واتجاهها ،وتم ذلك من خالل اإلعتماد على
اإلسلوبين التاليين:
اإلسلوب النظري :يعتمد هذا اإلسلوب على البيانات الثانوية والتي تم الوصول إليها من خالل الرجوع إلى املراجع
العربية واإلجنبية ذات العالقة ،والكتب ،واملقاإلت ،والدراسات السابقة التي تناولت موضوع الدراسة ،والبحث في
املواقع اإللكترونية وقواعد البيانات ،وذلك من أجل تكوين اإلطار النظري للدراسة.
اإلسلوب امليداني :يعكس هذا اإلسلوب الجانب التطبيقي من الدراسة ،حيث اعتمد على جمع البيانات اإلولية من
املبحوثين ،والتي من خاللها تم اإلجابة على أسئلة وفرضيات الدراسة والتحقق منها .وتم ذلك من خالل توزيع استبانه
على عينة الدراسة ومن ثم تحليليها من أجل الوصول إلى النتائج.
57
انطالقا من أهمية قطاع النقل الجوي الذي يعد أحد أهم املحفزات اإلستراتيجية للنمو اإلقتصادي في اململكة اإلردنية
الهاشمية ،والذي يسهم بنحو 6%في الناتج املحلي اإلجمالي التقرير السنوي لوزارة النقل ،2018جاءت هذه الدراسة
لتتناول أحدى أهم الشركات الرائدة في هذا املجال وهي امللكية اإلردنية .حيث تكون مجتمع الدراسة من جميع املوظفين
العاملين في امللكية اإلردنية املركز بعد
لصعوبة التواصل معهم ،حيث بلغ عدد املوظفين بعد تحديدهم من قبل امللكية اإلردنية 800موظف.
وتمثلت عينة الد ارسة التي تم اختيارها بطريقة ميسرة ووفقا لجدول Bougie and Sekaran 2016لحجم العينات
اإلحصائية امللحق رقم 3من 260موظف ،وقامت الباحثة بتوزيع 260من اإلستبيانات على عينة الدراسة ورقيا ،حيث
استغرقت عملية توزيع وجمع وفرز اإلستبانات 21يوما ،وكان عدد استبيانا جميعها صالحة للدراسة وبنسبة إرجاع
بلغت .77%اإلستبانات املستردة 201
والجدير بالذكر أن عملية توزيع اإلستبانات قد تمت بشكل مباشر من قبل أحد املسؤولين العاملين في امللكية اإلردنية،
وذلك لضمان تعبئتها بالشكل الصحيح وفي الوقت املناسب ،وأيضا لضمان استرداد أكبر عدد منها .والجدول رقم 4
يوضع مجتمع الدراسة وحجم العينة ،وعدد اإلستبانات املوزعة واملستردة والصالحة للتحليل باإلضافة إلى نسبة
اإلرجاع.
الجدول رقم 4مجتمع الدراسة وعينتها وعدد اإلستبانات املوزعة واملستردة والصالحة للتحليل
نسبة اإلرجاع
اإلستبيانات الصالحة
للتحليل
اإلستبيانات
املستردة
اإلستبيانات
املوزعة
%77
201
201
260
260
800
58
4-3أداة الدراسة
لتحقيق أهداف الدراسة والحصول على النتائج تم تطوير أداة الدراسة املتمثلة باإلستبانه من خالل اإلطالع على اإلدب
النظري والدراسات السابقة املتعلقة بموضوع الدراسة .وتكونت أداة الدراسة من ثالثة أقسام امللحق رقم :1
القسم اإلول :البيانات الشخصية والوظيفية املتعلقة بعينة الدراسة والتي تقع في الجزء اإلول من اإلستبانه واملتمثلة
بالتالي:
-العمر وله أربعة مستويات أقل من 30سنة 30- ،أقل من 40سنة 40- ،أقل من 50سنة 50 ،سنة فأكثر.
-املؤهل العلمي وله خمسة مستويات ثانوية عامة ،دبلوم متوسط ،بكالوريوس ،ماجستير ،دكتوراة.
-عدد سنوات الخدمة ولها أربع مستويات أقل من 5سنوات 5- ،أقل من 10سنوات 10- ،أقل من 15سنة 15 ،سنة
فأكثر.
-املستوى الوظيفي وله خمس مستويات نائب مدير ،مساعد مدير ،رئيس قسم ،رئيس شعبة ،موظف - .طبيعة
الوظيفة ولها ثالث مستويات إداري ،فني ،ميداني.
القسم الثاني :فقرات اإلستبانه الخاصة باملتغير املستقل واملتمثل بالقيادة الخادمة والتي تم قياسها بسبعة أبعاد
باإلعتماد على مقياس :al et Liden,. 2008
59
-مساعدة املرؤوسين على النمو والنجاح وتم تمثيله بالفقرات من 13-16في اإلستبانه - .التعامل اإلخالقي وتم تمثيله
بالفقرات من 17-20في اإلستبانه.
تكون هذا الجزء من إحدى عشر فقرة تقيس اإلداء الوظيفي وفقا لعدة أبعاد هي :جودة اإلداء ،و كمية اإلداء ،و دقة
اإلداء ،و سرعة اإلداء ،و الخبرة ،و اإلبتكار ،و التعاون ،و تحمل املسؤولية ،و اإللتزام بقوانين ج ارءات العمل ،وقد
تموا قياسه بالفقرات من 29-38في اإلستبانه.
وبشكلها النهائي تكونت اإلستبانه من ست متغيرات ديمغرافية و 38فقرة تعبر عن املتغيران املستقل والتابع والتي
أرفقتها الباحثة في امللحق رقم .1
تم التأكد من صدق وثبات أداة الدراسة للوصول إلى أكبر قدر من املوثوقية كما يلي:
60
1-5-3صدق اإلداة
للتأكد من الصدق الظاهري ألداة الدراسة اإلستبانة وصدق محتوى فقراتها ومالئمتها ملتغيرات وموضوع الدراسة ،تم
عرض اإلستبانة على 6من أعضاء الهيئة التدريسية ذوي اإلختصاص في كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية من قسمي
إدارة اإلعمال واإلدارة العامة في جامعة اليرموك امللحق رقم ،2وذلك للتحكيم وللوقوف على تسلسل اإلفكار ،و ساملة
الصياغة اللغوية لفقراتها ،ووضوح املعنى للفقرة ،وأي مالحظات أو تعديالت ضرورية من شأنها أن تعمل على إخراج
أداة الدراسة بالشكل املناسب .وتم اإلخذ
بآراء املحكمين بإجراء عدد من ضافة التعديالت البسيطة واملتمثلة بتعديل العبا ارت غير الواضحة ،وا
عبارات مهمة تتالءم مع متغيرات الدراسة حيث أخذت اإلستبانة شكلها النهائي كما في امللحق رقم .1
2-5-3ثبات اإلداة
للتأكد من ثبات أداة الدراسة اإلستبانة فقد اعتمدت الباحثة على التحليل العاملي التوكيدي Analysis Factor
Confirmatoryوذلك عن طريق استخدام البرنامج اإلحصائي 20V Amosوملزيد من التأكد تم حساب قيمة معامل
كرونباخ ألفا alpha Cronbachكما هو موضح في الفصل الرابع.
ا من اإلدوات واإلختبا ارت اإلحصائية وهي:لتحليل بيانات الد ارسة استخدمت الباحثة عددا
أواال :برنامج الحزم اإلحصائية للعلوم اإلجتماعية SPSSللحصول على النتائج التالية - :التكرارات ،والنسب املئوية
لوصف خصائص عينة الدراسة.
-املتوسطات الحسابية واإلنحرافات املعيارية للتعرف على استجابات أفراد العينة على كل فقرة من فقرات اإلستبانة
وكل بعد من أبعاد الدراسة.
61
باإلضافة إلى ذلك فقد تم استخدام برنامج AMOSالذي يعد نسخه مطورة من برنامج SPSSكما يعد استخدامه هو
اإلفضل في حالة كون الدراسة تستند على إطار نظري قوي أو دراسات سابقة قوية تدعم فرضيات معينة .حيث يعمل
هذا البرنامج على تحليل النموذج كله مرة واحدة دون اجتزاء عوامله والتعامل معها بشكل منفرد .كما يتميز برنامج
AMOSبإمكانية إجراء التحليل العاملي التوكيدي CFAالذي ال يجريه برنامج ،SPSSباإلضافة إلى قبوله التحليل في حالة
وجود بيانات مفقودة ،أو في حالة عدم وجود املنحنى اإلعتدالي الطبيعي للبيانات .وتم استخدامه للحصول على النتائج
التالية:
-التأكد من صدق البناء املفهوم ملقياس الدراسة من خالل إجراء التحليل العاملي التوكيدي CFA.
-تحليل املسار Analysis Pathالختبار العالقة بين متغيرات الدراسة املستقلة والتابعة.
محدد يتعلق بالشركة :تم توزيع اإلستبانات في املركز الرئيسي للملكية اإلردنية واستثناء الفروع والشركات التابعة لها
وذلك بقرار إدار ي بتطبيق الدراسة على املركز فقط ،كما تم استثناء عدد من الفئات خالل
62
عملية التوزيع وهم :املضيفين ،والطيارين ،واملراسلين ،والسائقين من قبل إدارة امللكية اإلردنية وذلك لصعوبة
التواصل معهم.
محدد يتعلق بالدراسات السابقة :من خالل إطالع الباحثة على الدراسات السابقة ذات العالقة بموضوع نقصا واضحا
الدراسة أثر القيادة الخادمة على اإلداء الوظيفي ،تبين وجود في د ارسة القيادة الخادمة في البيئة اإلردنية بشكل
خاص ،باإلضافة إلى ضعف دراستها مع متغيرات أخرى من أبرزها اإلداء الوظيفي.
محدد موضوعي :حيث كانت اإلستجابات من وجهة نظر املبحوثين وهم موظفي امللكية اإلردنية من جميع املسميات
الوظيفية باستثناء املدير وبعض الفئات التي يصعب التواصل معها ،واقتصرت الدراسة على امللكية اإلردنية بشكل
خاص وعليه فإن نتائجها تقتصر على امللكية اإلردنية وال يمكن تعميمها.
محدد بحثي :اعتمدت هذه الدراسة فقط على اإلستبانه كأداة لجمع البيانات ،وتجدر اإلشارة هنا إلى إحدى سلبيات
اإلسلوب الكمي وأسلوب اإلستبانه املتمثلة بعدم القدرة على التحكم بإجابات أفراد العينة حيان نحو الوسط
والحيادية التي قد تعد تجي ازا سلبيا الذين يتجهون في كثير من اإل يؤثر على النتائج الحقيقية في البحث العلمي .كما أنه
أثناء إجراء الباحثة لعملية تحليل بيانات الدراسة تبين عدم وجود مطابقة ألحد النماذج مع مؤشرات جودة املطابقة
fit Modelاملعتمدة في هذه الدراسة ،وعليه ترتب على ذلك استبعاد هذا البعد من الدراسة وحذف الفرضية املتعلقة
به.
63
الفصل الرابع
تحليل البيانات
1-4مقدمة
1-3-4ترميز البيانات
2-3-4البيانات املفقودة
1-5-4التحليل العاملي التوكيدي للقيادة الخادمة 4-5-2التحليل العاملي التوكيدي أللداء الوظيفي 4-6نموذج القياس
الكلي
7-4النموذج الهيكلي
8-4اختبار الفرضيات
64
الفصل الرابع
تحليل البيانات
1-4مقدمة
يعرض هذا الفصل اإلج ارءات املتبعة في تحليل البيانات ،بدءا بالتحليل اإلحصائي ألسئلة الدراسة ،ا
انتقاال عملية فحص وترميز البيانات ،وما تتضمنه من تحديد القيم املفقودة واملتطرفة ،و التحقق من إلى
التوزيع الطبيعي للبيانات .كما يتضمن هذا الفصل تحليل العامل التوكيدي CFAلكل متغير ،وجودة املقاييس،
وموثوقية وصالحية املتغيرات ،واملوثوقية املركبة ،CRومعدل التباين املستخرج ،AVEواختبار التأثيرات املباشرة
واإلجمالية .وذلك من خالل استخدام برنامج .20V AMOS
يسلط هذا املبحث الضوء على عملية عرض البيانات التي تم الحصول عليها عن طريق اإلستبانات الصالحة للتحليل
اإلحصائي وعددها 201استبانه ،وذلك من خالل وصف خصائص عينة الدراسة ،ثم تحليل ومناقشة أسئلة الدراسة
املتعلقة بمستوى ممارسة كل من القيادة الخادمة واإلداء الوظيفي في امللكية اإلردنية.
يبين الجدول رقم 5التكرارات والنسب املئوية ألفراد عينة الدراسة حسب البيانات الشخصية والوظيفية املتمثلة
بالتالي :الجنس ،والعمر ،واملؤهل العلمي ،وعدد سنوات الخدمة ،واملستوى الوظيفي ،وطبيعة الوظيفة.
65
%58.2 117
الجنس ذكر
%41.8 84
أنثى
%12.4 25
%42.8 86
30-أقل من 40سنة
%30.8 62
40-أقل من 50سنة
%13.9 28
50سنة فأكثر
%6.0 12
%19.4 39
دبلوم متوسط
%60.7 122
بكالوريوس
%13.9 28
ماجستير
%0 0
دكتو راه
%10.4 21
5سنوات
%18.4 37
5-أقل من 10سنوات
%33.3 67
10-أقل من 15سنة
%37.3 75
15سنة فأكثر
%1.0 2
املسمى الوظيفي نائب مدير
%5.0 10
مساعد مدير
66
%11.4 23
رئيس قسم
%29.9 60
رئيس شعبة
%49.3 99
موظف
%48.3 97
%26.4 53
فني
%24.4 49
ميداني
يتضح من الجدول رقم 5أن التك ار ارت والنسب املئوية ألف ارد عينة الد ارسة تبعا للمتغي ارت الديمغ ارفية جاءت
كاإلتي:
1-الجنس :يتضح من الجدول رقم 5أن نسبة الذكور كانت اإلعلى في العينة حيث بلغت 58.2%في حين كانت نسبة
اإلناث ،%41.8وتعتبر النسبة متقاربة إلى حد ما ،وتعزو الباحثة هذا التفاوت إلى أن طبيعة الوظائف وخاصة امليدانية
قد ال تناسب اإلناث في مجتمعنا .كما أن استثناء فئة املضيفين كان له أثر في هذه النتيجة حيث أن العاملين في هذه
الفئة هم من اإلناث.
2-العمر :يتضح من الجدول رقم 5أن ما نسبته 42.8%من عينة الدراسة هم من املوظفون الذين تتراوح أعمارهم
ّن
من 30إلى أقل من 40سنة ،ر الباحثة هذه النتيجة بأ وتفس شروط التوظيف في امللكية
،وما يؤكد على ذلك أيضا أن الفئة العمرية 40-أقل من 50سنةجاءت في املهنية في مواقع عملهم املرتبة الثانية وبنسبة
،30.8%بينما كانت النسبة اإلقل ملن هم دون 30سنة وترى الباحثة أن اإلفراد ضمن هذه الفئة معظمهم من حديثي
التخرج من هم في مرحلة اكتساب الخبرة.
67
3-املؤهل العلمي :يتضح من الجدول رقم 5أن ما نسبته 60.7%من عينة الدراسة هم من حملة شهادة البكالوريوس،
تالها حملة الدبلوم املتوسط واملاجستير ،مما يدل على أن مجتمع الدراسة مؤهل بدرجة علمية جيدة ،وهو ما دعا
امللكية اإلردنية لوصف مواردها البشرية بأنها امليزة التنافسية اإلكبر لها ملا يتمتع به العاملون من مؤهالت وخبرات
متخصصة.
4-عدد سنوات الخدمة :يتضح من الجدول رقم 5أن ما نسبته 37.3%من عينة الدراسة هم ممن ّ سنة فأكثر .وتفس
بوجود استقرار عام
بلغ عدد سنوات خدمتهم في امللكية اإلردنية 15ر الباحثة ذلك للموظفين ،وتمسكهم بوظائفهم ،وكذلك تمسك املؤسسة
بهم ،وأن ذلك قد يشير إلى ارتفاع نسبة رضا ووالء املوظفون ملؤسستهم.
5-املسمى الوظيفي :يتضح من الجدول رقم 5أن ما نسبته 49.3%من عينة الدراسة هم من املوظفون .وتعزو الباحثة
ذلك إلى أن التواصل معهم كان أكثر سهولة من التواصل مع املسؤ ولين الذين يعملون بمستويات أعلى.
6-طبيعة الوظيفة :يتضح من الجدول رقم 5أن ما نسبته 48.3%من عينة الدراسة هم من اإلداريين ،ويعود ذلك إلى
أن التواصل مع املوظفين املتواجدين في مكاتبهم كان أكثر سهولة من التواصل مع الفنيين وامليدانيين.
2-2-4تحليل ومناقشة أسئلة الدراسة
ان أواال بمستوى ممارسة سلوكيات القيادة الخادمة إللجابة على اإلسئلة البحثية اإلول والثاني و املتعلق
التصور ،املعالجة العاطفية ،وضع املرؤوسين أوال ،مساعدة املرؤوسين على النمو والنجاح ،التطور وثانيا اإلخالقي،
التمكين ،خلق قيمة للمجتمع لدى القادة في امللكية اإلردنية ،بمستوى اإلداء الوظيفي
68
www.manaraa.com