Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
المبحث األول :مبادئ و وظائف التسيير
المطلب األول :مفهوم التسيير
المطلب الثاني :المبادئ العامة للتسيير
المطلب الثالث :خصائص التسيير
المبحث الثاني:المسير و وظائف التسيير
المطلب األول :مفهوم المسير
المطلب الثاني :دور المسير و وظائفه
المطلب الثالث :وظائف المسير
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
إن عملية التسيير عملية معقدة تحتاج إلى مسير ناجح و كفء و الذي بدوره يحتاج إلى أدوات
تسييرية تساعده في العملية التسييرية و اتخاذ القرار في المؤسسة ،من هذه األدوات المحاسبية العامة
باعتبارها األداء األنجح و األقرب للقيام بمتابعة و رصد التدفقات المجسدة لحركية أداة المؤسسة سواءا
على المستوى الداخلي أو الخارجي ،حيث تعتبر التقنية األكثر تداوال من قبل المسيرين و المالكين.
المبحث األول :مبادئ و وظائف التسيير :
نبذة تاريخية حول التسيير :
التسيير قديم قدم اإلنسان نفسه،فقد أخذ بالظهور بصورة معينة و بدرجة معينة منذ قام اإلنسان
بتحديد أهداف معينة و العمل على تحقيقها .
فالت اريخ اليون اني الق ديم و ك ذا اإلمبراطوري ة الروماني ة يق دمان الكث ير من األدل ة على المعرف ة
التسييرية و خاصة في مجاالت القضاء و عمليات الحكومة و تنظيم الجيش .
و م ع تط ور المع امالت االقتص ادية و ظه ور الش ركات التجاري ة خاص ة في إيطالي ا في الق رن
15و انتشارها بعد ذلك في أوروبا حيث كانت هناك نظرة أكثر تطورا لمفهوم اإلدارة و التسيير خاصة
بعد استعمال الوسائل الكمية مثل :المحاسبة،و إدارة األعمال و القواعد المالية في البنوك ،و قد ساهم
العديد من الرجال في هذه الحركة و هم الذين يطلق عليهم رواد اإلدارة األوائل أمثال –أدام سميث –
أول من حاول وضع القواعد الحديثة لإلدارة و التنظيم ،و استمرت هذه المحاوالت بأعمال– تايلور –
( )1856-1915بالواليات المتحدة األمريكية حول تقسيم العمل و تنظيمه،أعمال–فايول – ( -1925
)1814بفرنسا حول اإلدارة و تنظيم المؤسسات و تقسيم الوظائف و غيرها. 1
وك انت ه ذه األعم ال بداي ة اإلع داد للتس يير العقالني كف رع خ اص من العل وم ذو الط ابع
االقتصادي و االجتماعي و التقني بقصد متابعة األعمال مما كون عدة اتجاهات و مدارس تنظيمية و
إدارية ركزت على جانب المؤسسة و المنظمة بشكل أوسع و انطلقت من التنظيم بمعناه العام إلى مع نى
اإلدارة الحديثة.
المطلب األول :مفهوم التسيير :
للتسيير مفهوم واسع اختلف تحديده من قبل االقتصاديون ،مما جعل من الصعوبة الوصول إلى تعريف
ش امل ل ه يح وي ك ل المع اني المختلف ة ،و ح تى يمكنن ا اإللم ام بمع نى التس يير س نقوم باس تعراض بعض
تعاريفه الشائعة المعروفة .
تعريف :01
التسيير مجموعة من اآلليات أو الميكانيزمات المنتجة لتحديد مسار منظمة دون أن تتناظر هذه األخيرة
و أهدافها .
. 1زواغي محمد ،مطبوعة بيداغوجية في مقياس تسيير المؤسسة كلية العلوم االقتصادية ،قسم العل وم التجاري ة ،جامع ة الب ويرة
.2018/2017ص 163
تعريف :02
يعت بر التس يير طريق ة عقالني ة للتنس يق بين الم وارد البش رية و المادي ة و المالي ة قص د تحقي ق األه داف
1
المسطرة ،و تتم هذه الطريقة حسب سيرورة التخطيط ،التنظيم ،اإلدارة و الرقابة للعمليات .
تعريف :03
تعرف ه الموس وعة االجتماعي ة »Encyclopédie of the social scienceأن ه العملي ة ال تي يمكنن ا
بواسطتها تنفيذ غرض معين و اإلشراف عليه كما يعرف التسيير أيضا بأنه الناتج المشترك ألنواع و
درجات مختلفة من الجهد اإلنساني الذي يبذل في هذه العملية و مرة أخرى فإن تجمع هؤالء األشخاص
الذين يبذلون مًع ا هذا الجهد في أي منشأة يعرف بإدارة المنشأة «.
تعريف :04
تعرف اإلدارة على أنها عملية التخطيط ،اتخاذ القرار ،التنظيم ،القيادة ،التحفيز ،والرقابة التي تمارس
قص د حص ول المنظم ة على الم وارد البش رية و المادي ة و المالي ة و المعلوماتي ة ،مزجه ا و توحي دها و
تحويها إلى مخرجات بكفاءة لغرض تحقيق أهدافها و التكيف مع بيئتها .
تعريف :05
عرف ه ت ايلور Taylorبأن ه علم مب ني على ق وانين و قواع د وأص ول علمي ة قابل ة للتط بيق على مختل ف
النشاطات اإلنسانية .
تعريف :06
التس يير ه و تل ك المجموع ة منم العملي ات المنس قة و المتكامل ة ال تي تش مل أساًس ا التخطي ط ،التنظيم،
الرقابة ،التوجيه و هو باختصار تحديد األهداف و تنسيق جهود األشخاص لبلوغها .
تعريف :09
يق ول ج ون مي John Meeب أن التس يير فن الحص ول على أقص ى النت ائج بأقص ى جه د ح تى يمكن
تحقيق أقصى رواج و سعادة لكل من صاحب العمل و العاملين مع تقديم أفضل خدمة للمجتمع .
المطلب الثاني :المبادئ العامة للتسيير :
2
حسب الفقهاء الذين يدرسون علم اإلدارة أو التسيير ،فإن المبادئ األساسية لهذا العلم هي:
التخطيط ،التنظيم ،التنسيق ،القيادة و أن كل مبدأ له عالقة بالمبادئ األخرى .
المبدأ األول :التخطيط :
1
نفس المرجع السابق
2
سكينة بن حمود ،مدخل للتسيير والعمليات االدارية ،دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر .2012 ،ص 253
-1مفهوم التخطيط :
كلمة التخطيط من الكلمات ذات المعنى الواسع ،فيعتبره البعض اصطالًح ا شامًال له منفعته المؤكدة و
الذي يمتد مضمونه العام من اإلعتبارات الفلسفية
الواسعة إلى التفاصيل الدقيقة المحددة،و هناك من يفكر في التخطيط كنشاط محدد ،بينما البعض األخر
يعتقد انه جزء من كل شيء تقريبا يقوم به الشخص .
تعريف :
التخطيط من اكثر المصطلحات استعماال في وقتنا الحالي ،وهو من مميزات العصر ،فالتخطيط
عب ارة عن التكهن بالمس تقل و اإلع داد ل ه و اتخ اذ الع دة لمواجهت ه ،و التخطي ط عملي ة نق وم به ا لتس يير
الحق ائق ال تي يتض منها موق ف من المواق ف ،و تحدي د العم ل ال ذي يتخ ذ على ض وء ه ذه الحق ائق م ع
1
تفصيل الخطوات التي تتبع في إطار المهام الموكلة لمنشأة من المنشآت لتحقيق األهداف المرسومة .
-2أهمية التخطيط :
التخطي ط يش كل األس اس ال ذي تق وم علي ه ك ل األعم ال المس تقبلية لإلدارة ،فال ش ك أن الم دير
يع رف ك ل األم ور اآلتي ة :م ا هي الخط وات ال تي يجب اتخاذه ا لتحقي ق النت ائج المرغوب ة؟ م ا هي
األهداف التي تحدد؟ و ما هي النتائج التي يجب الوصول إليها فالمدير يكون متأكد لحد كبير من تحقيق
الكثير لمنشأته.
يساعد التخطيط على التغلب على عدم التأكد و التغيير :إن المستقبل بما يحويه من عدم تأكد و -
تغيير يجعل التخطيط ضرورة من أهم الضروريات.
تركيز اإلنتباه على األغراض :نظرًا ألن التخطيط يوجه كله نحو تحقيق أهداف المنشأة فمجرد -
القيام بالتخطيط يؤدي على تركيز اإلنتباه على هذه األهداف.
اكتس اب التش غيل االقتص ادي :يعم ل التخطي ط على تخفيض التك اليف بس بب اهتمام ه الكب ير -
بالتشغيل الكفء و التناسق في العمليات التي يمكن رؤيتها بوضوح عند مستوى اإلنتاج
-3خطوات التخطيط :
إن القائم بعملية التخطيط يعتمد على الكثير من االعتبارات منها األخذ بعين االعتبار مميزات و
خص ائص المنش أة ،رغب ات أعض اء اإلدارة العلي ا ،الظ روف المعين ة خ ارج المنش أة و ال تي ت ؤثر على
1
.شهاب إبراهيم بدر ،معجم مصطلحات اإلدارة العامة ،مؤسسة الرسالة .بيروت ،ط ،1هـ .1998 .ص 96
عملياتها ،فعملية التخطيط ليست سهلة فحسب ،و بالتالي على المخطط أن يتبع أسًس ا سليمة و مدروسة
1
يمكن تلخيصها فيما يلي :
تحديد األهداف الواجب تحقيقها .
توضيح سمات العملية .
توفير و جمع المعلومات و األرقام الالزمة لذلك .
تحليل المعلومات و ترتيبها .
مراعاة التسلسل في حلقات التخطيط .
تعيين المراحل الزمنية لكل مرحلة من مراحل العملية .
مواعيد التنفيذ و برامجه .
و من خالل ما سبق يمكن القول أن التخطيط عبارة عن مبدأ أساسي يرسم حالة المؤسسة في المستقبل،
و يهم األشخاص ،المؤسسات ،الدولة ،و أن أي مؤسسة تتجاهل هذا المبدأ ال يتصور أنها ستحقق األداء
الجي د و بدون ه ال يك ون التنظيم المناس ب ،ألن ه ذا األخ ير عب ارة عن إخ راج م ا تم تخطيط ه إلى ح يز
الوج ود و من أج ل ه ذا ن رى أن المخططين يأخ ذون ح ذرهم و يحت اطون ج دا في مخطط اتهم و يح دد
فايول شروطًا معينة لبلوغ الخطة أهدافها بدقة و هي أربعة :الوحدة ،االستمرارية ،المرونة و الدقة .
المبدأ الثاني :التنظيم :
-1مفهوم التنظيم :له العديد من التعاريف سنذكر أهمها أو البعض الشائع منها :
تعريف :01
ه و إقام ة عالق ات فعال ة للس لطة بين العم ل و األش خاص و أم اكن العم ل بغ رض تمكين الجماع ة من
العمل مع بعضها بكفاءة –جورج تيري –
تعريف :02
يقول Louis Allenأن التنظيم هو عملية تحديد و تجميع العمل الذي ينبغي أداؤه ،مع تحديد و تفويض
المسؤولية و السلطة و إقامة العالقات لغرض تمكين األشخاص من العمل بأكبر فاعلية لتحقيق األهداف
1سليمان ،ناصر عواطف ،محسن تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوس طة بالص يغ المص رفية اإلس المية ،مداخل ة مقدم ة ض من
فعاليات الملتقى الدولي األول حول " :االقتصاد اإلسالمي الواق ع و رهان ات المس تقبل ،معه د العل وم االقتص ادية و التجاري ة وعل وم
التسيير بجامعة غرداية ،" ،فيفيري .2011ص 221
2
-2عناصر التنظيم :
الفرد و الوظيفة : أ-
إن هيكل أي تنظيم إداري يتكون من مجموعة من الموظفين و الوظائف ،تعرف الوظيفة بأنها
مجموع ة من الواجب ات و المس ؤوليات ال تي تح ددها الس لطة المختص ة و تتطلب فيمن يق وم به ا
مؤهالت و شروط معينة .
أم ا الموظ ف فه و الش خص ال ذي يش تغل و يق وم بالوظيف ة إليفائه ا حقوقه ا و واجباته ا و كلم ا
ارتفع المنصب تطلب من شاغله مؤهالت و شروط تتناسب مع المسؤوليات الموكلة إليه ،فالتنظيم يقوم
بالتنسيق بين الوظيفة و الموظف في خطوات تدريجية .
ب-تكوين الوحدات اإلدارية :
إن ك انت الوظيف ة هي الخط وة األولى من ك ل تنظيم إداري ف إن الخط وة الثاني ة هي تك وين الوح دات
العاملة من العدد المناسب من الوظائف المتناسقة وفقا لمقتضيات و تقسيم العمل .
ج-الهيئات الرئيسية التنفيذية :
نقصد بها الجهات اإلدارية المختصة بتحقيق األغراض األصلية التي قامت من أجلها المؤسسة .
د-الهيئات الفنية المساعدة:
تملك هذه الهيئات حدود اختصاصها أن تصدر القرارات ،فهي إدارات عاملة ،ال تقدم خدماتها للجمهور
مباشرة و إنما تقدمها لتسهيل عمل اإلدارات األخرى دون أن تهتم بتحسين العمل داخل هذه اإلدارات .
و-الهيئات اإلستشارية :
هي تلك الهيئات اإلدارية التي تقوم أصًال لمساعدة الهيئات التنفيذية الرئيسية ،فمن هذه الناحية تشبه إلى
حد ما الهيئات الفنية المساعدة ،لكن تختلف عنها في وظيفتها حيث أنها تنحصر في اإلعداد ،التحضير،
البحث ثم تقديم النصح للجهات اإلدارية التي تصدر القرار .
-3فوائد التنظيم :
إن أهم فائدة للتنظيم هي جعل كل عضو من أعضاء التنظيم يعرف ما هي مجموعة األنشطة التي يقوم
بأدائها ،فعمل كل عضو محدد ،و من ثم يمكنه التركيز على الوفاء بما هو مطلوب منه ،فالتنظيم في
هذه الحالة يؤدي إلى التقليل من سوء الفهم و الخلط بالنسبة لما يقوم به .
- 2علي شيتور ،مساهمة الرقابة الداخلية في تحسين األداء المالي في المؤسسة اإلقتصادية ،مذكرة ماستر غير منشورة ،جامع ة
محمد خيضر بسكرة 2013 ، 2014 ،؛ ص 187
و يحقق التنظيم الفعال استخدام للطاقات البشرية و المادية و يأتي هذا من حقيقة أن التنظيم يعمل على
إقامة و موازنة العالقات السليمة بين العمل المحدد و األشخاص القائمين به و التسهيالت المادية بحيث
يمكن الفوز بالتحقيق الفعال واالقتصادي للعمل .
المبدأ الثالث :التنسيق :
-1تعريف التنسيق :
ه و الج انب المش رف للتنظيم الحس ن و ه و م ا جع ل البعض من اإلداريين ال يفرق ون بين التنظيم و
التنس يق و ال يض عون ح اجزًا بينهم ا لم ا لهم ا من األهمي ة الموح دة و من ه فالتنس يق ه و كالعملي ة ال تي
يمكن للرئيس بواسطتها وضع ترتيب ينظم الجهد الجماعي لمرءوسيه و ضمان وحدة العمل في سبيل
الوصول إلى األهداف المشتركة .
-2أسس التنسيق :
إن مهمة التنسيق دقيقة لذا البد من اتباع عدة خطوات :
¨توضيح األهداف من العمل الذي يقوم به كل موظف .
تحديد نوع العمل لكل موظف .
توضيح الصالحيات لدى كل فرد .
تسهيل االتصاالت بين العناصر ذات المهام المتقاربة .
إيجاد جو عام من التعاون و اإلحترام .
توعية الموظفين بدور كل واحد منهم و مسؤولياته في العمل المنوط به .
التغلب على التناقضات و اآلراء الفردية و تحويلها من عناصر تنفيذية إلى عناصر تكامل.
مراجع ة التنظيم من حين إلى حين ،حيث يص بح التنس يق من أص عب األم ور ل و أخت ل التنظيم
في إدارة من اإلدارات
المبدأ الرابع :القيادة:
تعريف القيادة:
القيادة اإلدارية هي روح اإلدارة العامة فحياة المنظمة كم يقول األستاذ -هوايت -أن القيادة ال
تنبعث من الهيكل الذي تقوم عليه بل تتوقف أوًال و قبل كل شيء على خصائص إدارية.
إن حس ن القي ادة يتوق ف على م دى كف اءة الجه از اإلداري و دور القي ادة ال يقتص ر فق ط على
إصدار األوامر و التأكد من قيام المنظمة بواجبها في حدود القانون ،بل يمتد إلى القائمين بالعمل حيث
يجب أن تغ رس في نفوس هم حب العم ل باقتن اع و روح التع اون بالعم ل المش ترك ،و به ذا تك ون القي ادة
اإلدارية ناجحة.
»يفكر البعض في القيادة كمهارة يمكن إعطائها لآلخرين « .
كما يرى الدكتور جميل أحمد توفيق أن القيادة هي نشاط التأثير على الناس لكي يعملوا برغبتهم على
تحقيق األهداف المرغوبة.
المطلب الثالث :خصائص التسيير
-1أن التس يير ه و نش اط إنس اني يتك ون من وظ ائف تش كل م ع بعض ها البعض عملي ة التس يير فالتس يير
نش اط فري د من نوع ه ويختل ف عن ب اقي األنش طة اإلنس انية األخ رى لكون ه يتم يز بالش مول والتراب ط
ويساعد ترابط النشاط وشموله على ظهور ما يعرف بوظائف التسيير ،إن النظر إلى النشاط اإلداري
كعملي تساعد على تحليله ،تصنيفه ووصفه في وظائف أو مهام تتوالها جماعة من الن اس يطلق عليهم
المسييرون.
-2يشكل التسيير حلقة دائرية تبدأ بتحديد األهداف أي التخطيط وتنتهي بالرقابة فال يجوز أن نعتبرها
تنتهي عن د الرقاب ة ،فالرقاب ة الب د أن تكش ف عن وج ود انحراف ات وتص حيح ه ذه االنحراف ات الب د أن
يطلب إج راء تع ديالت جذري ة أو طفيف ة على السياس ات واإلج راءات وغيره ا من الخط ط ،بمع نى أن
الرقابة تعود من جديد للتخطيط.
-3تختص اإلدارة بتحقيق أهداف معينة تتفق عليها جماعة من الناس حيث أن العمل األساسي للتسيير
أو اإلدارة هو توجيه جهود جماعة من الناس يجتمعون مع بعضهم البعض دون هدف ال يتطلب وجود
إدارة وإ نما تصبح اإلدارة ضرورية مع وجود األهداف التي يسعى المجتمعون إلى بلوغها ،فالبد فرد
ما بتنسيق وتوجيه جهود أفراد الجماعة وذلك هو قلب العمل اإلداري وجوهره .
-4يعتبر التسيير ( اإلدارة ) جهاز المؤسسة ،وبالتالي عملية منتجة يتم بواسطتها الحص ول على الس لع
،الخدمات ،المنافع والفوائض االقتصادية واالجتماعية ،إبتداءا من الموارد البشرية و المالية للمؤسسة.
-5إن اإلدارة تختص بالعنصر اإلنس اني في العم ل :يتفق الكت اب على أن اإلدارة تختص باإلنس ان في
موقع العمل أو اإلنسان كعامل وأن هدفها هو إنجاز العمل ورجال اإلدارة ينظرون إلى اإلنسان ككيان
ديناميكي متحرك له دوافعه وإ شباعاته وهذه الدوافع واإلشباعات هي التي تثيره وتتحكم فيما يظه ره من
سلوك ،واإلدارة تتعامل مع هذا السلوك بل هي طرف فيه وال يمكنها االنفصال عنه.
-6إن اإلدارة ال تظه ر إال م ع وج ود العم ل الجم اعي :إن اإلدارة تختص بتوجي ه اإلنس ان في موق ع
العمل لكي يتناول مع غيره من بني اإلنسان لتحقيق أهداف معينة غير أنه إذا كانت هذه األهداف يمكن
تحقيقه ا بجه د ف رد واح د فليس هن اك حاج ة لإلدارة.ولكن من الن ادر أن يتمكن ف رد واح د من إنج از
أهداف األعمال وحده فال يوجد فرد واحد يجمع بين كل التخصصات المطلوبة األمر الذي يتطلب جهد
جماعة من الناس يتمايزون في تخصصاتهم ويصبح عمل اإلدارة في هذه الحالة هو التوجيه والتنسيق
بين هذه التخصصات.
-7يعتبر التسيير علما ألنه يقوم على استخدام األسلوب العلمي في معالجة المسائل معتمدا في ذلك على
التقنيات والطرق الكمية وما يتطلب تطبيقها من استعمال مكثف للحاسوب سواءا تعلق األمر بتخطيط
اإلنتاج ،تخطيط االستثمار ،دراسة السوق أو تحليل شبكات النقل أو التحليل المالي… الخ.
-8يعتبر التسيير فنا ألن ه يتطلب اللجوء إلى التقدير والمحاكمة الشخصية قصد معالجة الجوانب غير
الكمية لعملية التسيير وعلى رأسها الجوانب اإلنسانية.
-9يعت بر التس يير مهن ة ألن ه يحق ق المع ايير المتع ارف عليه ا ك تراكم المع ارف والخ برات ع بر ال زمن
وتحمل المسير الممتهن للمسؤوليات االجتماعية وتحليه بأخالقيات المهنة.
المبحث الثاني :المسير و وظائف التسيير:
المطلب األول :مفهوم المسير:
أوجد الباحثون عدة تعاريف للمسير منها:
تعريف :01
1
يقول دروكر أن المسير هو هيكل المجتمع حيث أن هذا األخير ال يتحدد باألغلبية و لكن بالقيادات.
حسب هذا التعريف فإن المسيرون هم فئة قليلة تسير األغلبية بحيث يساهمون في توفير الجو المناسب
ال ذي يتم في ه اس تغالل اإلمكاني ات المتاح ة بطريق ة مثلى ،األم ر ال ذي ي ؤدي إلى تحس ين و تنظيم
اإلجراءات في عدة مجاالت.
تعريف :02
الفقه اء ال ذين يدرس ون علم اإلدارة ي رون أن المس ير ه و القائ د اإلداري ال ذي يق وم بأعمال ه من خالل
2
اآلخرين ،إذ أنه مخطط و منسق و مراقب لجهود اآلخرين بغية تحقيق هدف مشترك.
تعريف :03
المسير هو ذلك العنصر الحيوي القادر على قيادة العمل اإلداري و توجيه األنشطة اإلدارية جميعها إما
نحو اإلنجاز و النجاح أو الفشل و الدمار.
المطلب الثاني :دور المسير و وظائفه:
ليك ون المس ير ذو فعالي ة في الهيك ل التنظيمي للمؤسس ة علي ه بتأدي ة بعض األدوار و الوظ ائف
الموكل ة إلي ه و للمس ير حس ب العم ل عش رة أدوار مكن ترتيبه ا في ثالث ة مجموع ات رئيس ية هي:
3
التفاعلية ،المعلوماتية ،القرارية.
-1األدوار التفاعلية (العقالنية)
تستهدف سير العمل بصورة منتظمة و تتمثل فيما يلي:
الواجهة:
يقصد بها إعالم و إفهام اآلخرين بأن المسير هو الممثل و صاحب األمر في وحدته.
1بوزيد نذير ،دور المسير في تسير الكفاءات البشرية بالمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،مذكرة ماستر غير منشورة ،جامعة قاصدي مرباح
ورقلة 2012 ،؛ ص 224
2بوغابة محمد الحافظ أثر ثقافة المالك المسير على أداء و نمو المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجزائرية ،أطروحة دكتورا غير منشورة ،
جامعة قاصدي مرباح ورقلة ، 2017ص 153
3دادن عبد الوهاب ،دراسة تحليلة للمنطق المالي لنمو المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجزائرية ،اطروحة دكتورا غير منشورة
،جامعة الجزائر ،2008،ص 65
القائد:
يعمل على توعية و توجيه المرؤوسين ،و يحفزهم باتجاه إنجاز العمل.
حلقة وصل أو رابط:
يعت بر الم دير وس يطًا أو هم زة وص ل بين وحدت ه و المس يرين اآلخ رين أي أن ه يرك ز على العالق ات
األفقية مع المسيرين في المنظمة من أجل تحقيق التعاون.
-2األدوار المعلوماتية أو اإلعالمية:
1
دورها الحصول على معلومات و إيصالها إلى الجهات المعنية و تتضمن:
الملتقط (المراقب) :
يحصل على معلومات تفيد في تسير شؤون وحدته.
الموصل (المرسال) :
يقوم بإرسال المعلومات المحصل عليها إلى أفراد المنظمة.
المتحدث (الناطق بإسم المنظمة) :
و ذلك من الجهات الرئيسية أي صاحبة النفوذ في الداخل و الخارج.
تجميع و تحليل البيانات:
تجميع البيانات سواء داخل المنظمة ’ثم القيام بتحليلها لتوصل إلى خالصة ذات معنى للعملية اإلدارية.
-3األدوار القرارية ( التقريرية)
تتمثل هذه األدوار في اتخاذ القرارات و تتكون من أربعة أطراف:
المنظم و رب العمل:
يبادر إلى التغير و التعديل بعد معرفته و رصده للمشكل.
المعالج:
يتفادى المشكالت قبل وقوعها و في حالة وقوعها يعمل على حلها بتوزيع الموارد المتاحة للمؤسسة.
المفاوض:
يق وم ب إبرام العق ود و قب ول اإللتزام ات و تق ديم التن ازالت و هن ا يج در بن ا اإلش ارة إلى أن اختص اص
المس ير ه و ال ذي يح دد ل ه ال دور ال ذي يجب علي ه تأديت ه فمثال مس ؤول اإلنت اج يعتم د على األدوار
1الصادق محمد محمود علي المهير ،دور وظائف اإلدارة المالية في رفع كفاءة األداء المالي لتحقيق أه داف منظم ات األعم ال ،
أطروحة دكتورا في ادارة األعمال غير منشورة ،كلية الدراسات العليا ،جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا 2015 ،؛ ص 54
التقريري ة أم ا مس ؤول المبيع ات فيعتم د على األدوار التفاعلي ة أم ا المستش ار فيعتم د على األدوار
المعلوماتية.
1كعواش جمال الدين أثر الممارسات اإلدارية للمالك المسير على أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،أطروحة دكتورا غير منشورة ،جامعة
محمد خيضر ،بسكرة ، 2008 ،ص 145
وظائف التسيير:
2
قسم فايول Henri Fayolوظائف التسيير إلى ما يلي:
-1الوظيفة الفنية:
و تشمل كأهم إدارة ،إدارة اإلنتاج و تقوم هذه اإلدارة بجميع األعمال الفنية الخاصة باستخدام عناصر
اإلنتاج و وضع الخطة الكاملة للصنع ،و ما يتعلق به من آالت و أوامر و احتياجات.
-2الوظيفة التجارية:
و تشمل إدارة المشتريات و إدارة المبيعات.
أ -إدارة المشتريات:
ق د تفص ل إدارة المش تريات عن إدارة اإلنت اج و ذل ك إن ك ان له ا أهمي ة مالي ة كب يرة و بالت الي ال يمكن
إلدارة اإلنتاج السيطرة عليها سيطرة كاملة ،و في بعض األحيان تضم اإلدارة المشتريات ،المخازن و
مراقبة المواد.
ب -إدارة المبيعات:
تقوم بدراسة جميع أعمال البيع و التوزيع و اإلتصال بالعمالء و دراسة السوق و المستهلك.
-3الوظيفة المالية ( التمويلية ):
و تش مل ت دبير رأس الم ال بأفض ل طريق ة اقتص ادية و توف ير األم وال الخاص ة و الالزم ة للمؤسس ة
إلنشائها و استمرار العمل بها بعد ذلك.
-4الوظيفة التأمينية:
تتمثل في حماية ممتلكات المؤسسة و تأمين العمال و هي تتكون من:
أ -إدارة الشؤون والعال قات اإلنسانية:
تقوم بجميع األعمال الخاصة باألفراد العاملين بالمؤسسة و التعاون مع إدارة اإلنتاج.
ب -إدارة الشؤون و العالقات العامة:
واجب هذه اإلدارة اإلتصال بالمجتمع من أفراد و هيئات إلكتساب الرأي العام و إزالة اإلشاعات.
-5الوظيفة المحاسبية
أ -إدارة المراقبة:
و تق وم بتحض ير األرق ام و اإلحص ائيات و البيان ات ال تي يمكن لإلدارة العام ة على ض وءها وض ع
2
نفس المرجع السابق ،ص 145
سياس ات و تع ديلها و تس تخدم في ذل ك عل وم المحاس بة و اإلحص اء و يش مل ك ذلك عم ل الحس ابات
الختامية و الميزانيات و بيان المركز المالي.
ب -إدارة البحوث و التطور:
و تشمل بحوث المواد و اآلالت و الطرق الصناعية.
ج -إدارة المكاتب:
و تشمل جميع وسائل اإلتصال و حفظ األوراق و السجالت.
-6الوظيفة اإلدارية:
و هي تخص التنب ؤ ،التنظيم ،القي ادة ،التنس يق ،و المراقب ة و ه ذه الوظيف ة هي ال تي تق وم بمراقب ة ك ل
الوظائف السابقة.
خاتمة
نستطيع أن نقول أن التسيير قد مر بعدة تطورات وهذا راجع للتعقيدات التي طرأت على معظم
المتغ يرات الم اكرو والميكروبيئي ة ولكي نتفهم بش كل أدق مع نى التس يير من الض روري أن ن ذرك
التضافر بين العناصر الثالثة التالية؛ االستراتيجية والبنية وثقافة المؤسسة التي تسمح للمقرر الوصول
ألمثل قرارات لصالح المؤسسة في المدى البعيد.
لقد حظي مفهوم التسيير في المؤسسة بإهتمام الكثير من المؤسسات و الحكومات في الدول ،و
ه ذا م ا ش جع على تدريس ه في الجامع ات والمعاه د و تك وين الم ورد البش ري المؤه ل ،كم ا جع ل أيض ا
الباحثين أيضا يهتمون بتطوير نظريات جديدة تتناسب مع التطورات الحاصلة في عصرنا الحالي ،و
هذا ما يجعلنا نوجه الطلبة نحو اإلطالع على الكتب واألبحاث و الدراسات الجديدة في هذا الميدان.
المسير في الشركات الصغيرة والمتوسطة هو المشرف على عمليات المؤسسة ؛يهدف التسير
المالي الى تحقيق التوازن وتقليل المخاطر ،التخطيط المالي يساعد في الكشف عن الفرص المستقبلية
التخاذ الحيطة و االبتعاد عن العقبات المستقبلية.
قائمة المراجع: