Professional Documents
Culture Documents
والمحاولة
الدائمة للحفاظ على الزبائن الحاليين ،بدال من السعي إلى البحث عن عمالء جدد ،وذلك باعتبار أن هذه
العملية األخيرة مكلفة من حيث الوقت ،الجهد والمال ،من العملية السابقة والمتضمنة االحتفاظ بالزبائن
الحاليين ،ولهذا تبنى التسويق بالعالقات عملية تنطوي على العديد من المزايا والفوائد على المؤسسة من
جهة ،وعلى الزنون من جهة أخرى ،وهذا إذا ما تم تطبيقه في الوقت المناسب ،واجمالل المناسب له
فبعض اجمالالت والميادين والظروف تتطلب تطبيق هذا المنهج ،وأخرى ال يناسبها هذا المنهج التسويقي،
وسنقوم بتوضيح ذلك الحقا ،وعليه يمكن إبراز مزايا فوائد التسويق بالعالقات بالنسبة للمؤسسة ،وبالنسبة
1
للزبون على النحو التالي
إن تعامل المؤسسة مع عمالء محددين وتركيز اهتمامهم حولهم ،من أجل تلبية حاجياتهم ورغباتهم
بناءا على الفهم الجيد لهم من جهة ،ومن جهة أخرى استمرار تعامل هؤالء الزبائن مع مؤسسة واحدة وتشكيل
عالقة طيبة وحسنة مبنية على اللغة الذي سيوفر العديد من المزايا والفوائد على هؤالء الزبائن هذا ما يمكن
تلخيصه في النقاط التالية:
-تخفيض تكاليف وأعباء البحث و المفاضلة واالختبار التي يمكن أن يتحملها الزبون أثناء العملية
التسويقية
يقوم التسويق بالعالقات على عملية إرضاء الزبون وتحسين خدمته وتطويرها باستمرار بالشكل الذي
يرفع درجة والئه لها ،هذا األمر يعود باإلنجاب على وضعيتها التنافسية ،ولهذا فإن المزايا السابقة الذكر
الخاصة بالزبون آثار ،تنعكس إيجابا على المؤسسة خاصة أن الهدف األساسي لهذا المنهج هو بناء عالقات
أ .رفع درجة والء الزبون للمؤسسة ،وبالتالي تخفيض احتمال قطع العالقة معهم واالنتقال للمنافسين
ب .تسهيل عملية تحديد احتياجات ورغبات الزبون وتطلعاته ،ومن ثم العمل على تلبيتها بسرعة
ت .زيادة سرعة تقديم منتجات جديدة :هنا بناءا على سرعة فهم وتحديد حاجات ورغبات الزبائن،
وخاصة بالنسبة للتطور والتغير الذي يط أر على الحاجات أو بالنسبة لظهور حاجات جديدة ،والتي
تستدعي تصميم منتجات جديدة وانتاجها وتسويقها فهنا ال تحتاج المؤسسة إلى دراسة موسعة
وطويلة لعدد كبير من الزبائن ما دامت تقتصر في ذلك تعامالتها على عدد محدد.
ث .سهولة التطلع إلى معرفة شكاوى وأسباب عدم الرضا ،وبالتالي معالجتها في الوقت المناسب وهذا
من خالل االتصال المباشر بهم والتفاعل معهم.
إن الغرض األساسي للتسويق بالعالقات يكمن في بناء وتطوير عالقات طويلة األجل ،يمكن تحديد
عدة أهداف فرعية تصب في هذا االتجاه والمتمثلة فيما يلي: 1
. 1االحتفاظ بالزبائن
فالهدف األساسي من التسويق بالعالقات هو االحتفاظ بالزبائن وذلك من خالل تحسين عالقاتهم
بالمؤسسة ،والتركيز الدائم على تلبية حاجاتهم ورغباتهم ،أي التركيز على االحتفاظ بالزبائن بدال من البحث
وبشكل مستمر عن عمالء جدد وهذا ما يمكنها من جني عوائد االستثمار في عملية البحث عن الزبائن،
والحرص على إشباع حاجاتهم.
عبد اهلل قلش ،أهمية التسويق بالعالقات في تحقيق الميزة التنافسية باإلسقاط على المؤسسات االقتصادية ،العربية 1
تركز المؤسسة هنا على تدعيم وتعزيز والء الزبائن ،وهذا كأساس لتقوية عالقاتهم وضمان بقائهم
واالحتفاظ بهم،
وهذا بهدف إقامة حواجز وعوائق تمنع أو تجعل من الصعب على الزبون قطع العالقة مع المؤسسة
ويكون مضط ار بمواصلة التعامل معهما يمكن تحقيق ذلك من خالل التميز عن المنافسين ،و األخذ بمبدأ
األفضلية في إشباع حاجات ورغبات الزبون مقارنة بالمنافسين ،علما أن العالقة الطويلة تشكل بحد ذاتها
رابطة يكون من الصعب على الزبون فكها ،كما يمكن االعتماد على العالقات االجتماعية والصداقة بين
العاملين بالمؤسسة و الزبائن ،ويكون أساس تكون العالقات القوية و الطويلة هو بناء الثقة بين المؤسسة و
زبائنها ،وهو
هدف جوهري من التسويق العالقة ،ونشير هنا إلى أن الروابط الهيكلية التي يمكن أن تعتمد عليها المؤس
االحتفاظ بالزبائن و إطالة عالقاتهم هبا ،وتكون غير محبذة من طرف الزبائن الذين يميلون دوما إلى أن
تكون لهم نوع من الحرية ،وال يرغبون في أن يشعرون أنهم مقيدون.
من خالل ما سبق يتضح بأن التسويق بالعالقات يركز بشكل أساسي على العالقة ،فهو يهدف إلى بناء
هذه العالقة والمحافظة عليها وتنميتها وتطويرها بشكل مستمر من خالل عمليات جذب الزبائن والسعي
الدائم إلشباع حاجاتهم ورغباتهم وبناء روابط معهم ،ورغم ذلك إال أن المؤسسة تعتمد على وسائل تسويقية
المبنية على عناصر المزيج التسويقي التقليدي وذلك من أجل تحقيق األهداف التسويقية
.1االتصال
يعتبر االتصال وسيلة تبادل رسمية أو غير رسمية للمعلومات بين البائعين و المشترين ،ألن
التسويق بالعالقات يسلط الضوء على أهمية تبادل المعلومات في العالقات التجارية و لما لهذا العنصر من
تأثير ايجابي و غير مباشر على عنصر االلتزام في العالقات التجارية كذلك إن عملية االتصال بالعمالء
من بين السمات التي تتميز | المؤسسات التي تقوم بإدارة عمالئها مباشرة من خالل التقنيات الخاصة
بالتسويق مثل :التسويق عبر التلفون أو 2البريد المباشر و االنترنت و نظ ار لدوره الهام في العالقات السائدة
بين الزبائن و الموردين ،ومنهم من اعتبر أن االتصال جوهر عملية التفاعل الحاصلة بين الموردين و
الزبائن.
.2الثقة
يعتبر هذا العنصر من عناصر العالقات التجارية و يعني به ذلك المستوى الذي يشعر به كل
طرف في االعتماد على سالمة الوعود التي يقدمها الطرف اآلخر في عالقات التبادل كما يعتبر هذا
العنصر مفتاحا لبناء نموذج التسويق بالعالقات و الثقة وتعرف الثقة على االستعداد لالعتماد على شريك
التبادل سواء كان ذلك من جانب الزبون أو المسوق ،كما أنه ال يتصف فقط بالسلوك و إنما أيضا بخصائص
جوهرية كالدفاعية و الكفاءة و األمانة والنزاهة والمصداقية والشفافية و الوعود و الميل إلى المساعدة .و
بالتالي تعد الثقة أهم عنصر من عناصر التسويق بالعالقات سواء في العالقات التجارية أو غير التجارية
ألن الثقة أساس التعامل ،و أساس بناء عالقات طويلة األجل و متينة بين الزبون و المؤسسة حتى مستوى
الموظف الداخلي فيها.
.3االلتزام
يعتبر االلتزام عنصر هام و أساسي في التسويق بالعالقات ،حيث يعتبر من التحديات التي تواجه
الباحثين في مجال اإلدارة والسلوك التنظيمي و الموارد البشرية ،و هو مقياس يقيس قدرة الفرد في تحديد
تعامالته مع المؤسسة باستمرار .و يعتبر االلتزام واحد من المواضيع المهمة و المتكررة في العالقات
المتعلقة في مجال األعمال ،و يعتبر عنص ار رئيسيا في التأثير على والء الزبائن أو المشترين.
.4التعاطف
يعتبر هذا العنصر مهما في العالقات التجارية في كونه يسعى إلى فهم حاجات ورغبات العمالء
و مشكالت و العمل على حلها و تقديم الخدمات اإلضافية المرافقة للمنتجات والعمل على مواكبة توقعات
العمالء بشكل مستمر مع التركيز على أن صيانة العالقة مسؤولية مشتركة لجميع موظفي المؤسسة
.5التبادلية
إن عملية التبادل هي أساس ،العالقة و يقصد بالتبادل تقديم كل من األطراف االمتيازات للطرف
األخر مقابل الحصول على نفس االمتيازات و التبادلية أو المعاملة بالمثل شرط أساسي في التسويق
بالعالقات ،أي ضرورة المعاملة بالمثل من قبل جميع األطراف .فالمعاملة بالمثل عبارة عن دافع لجعل
عالقة التبادل متوازنة وبالتالي تساهم في إقامة عالقة طويلة األجل.
.6الروابط :
كذلك يعتبر هذا العنصر مهما في التي التسويق بالعالقات ،حيث يتصرف كل من البائع والمشتري
بطريقة واحدة لهدف واحد وكلما كانت هناك روابط مشتركة أكثر كلما زاد والء و رضا الزبائن.
.7القيمة المشتركة:
و نقصد بالمنافع االقتصادية والمعنوية التي تعود على كل من البائع والمشتري ،فمن جهة البائع
تتمثل القيمة في كسب ثقة العمالء و والئهم و كسب األرباح على المدى الطويل باإلضافة إلى ذلك كسب
الصورة الحسنة .أما القيمة التي يكتسبها الزبون من خالل ممارسة التسويق بالعالقات تتمثل في المعاملة
الخاصة االهتمام والعناية و السعر المناسب و الجودة و إشباع حاجاته .كما يمكن اعتبار عملية االحتفاظ
بالعمالء ألطول فترة ممكنة إحدى أدوات التسويق بالعالقات التي تساعد على الوصول إلى العميل الموالي
أو ما يعرف زبون مدى الحياة كما تعتبر أحد األهداف التي يسعى إليها مفهوم التسويق بالعالقات.
يقوم مفهوم التسويق بالعالقات على سنة مرتكزات أساسية هي: 1
-خلق قيمة مضافة جديدة للعمالء من خالل استهالكهم أو استعمالهم للسلعة أو الخدمة المقدمة.
-إدراك الدور الرئيسي للمستهلك أو العميل في تحديد القيمة و المنافع التي يرغب في تحقيقها من
خالل عملية اختيار و استهالك السلعة أو الخدمة.
-العمل على تحديد عملية االتصال بين البائع والمشتري بشكل يدعم القيمة المدركة من قبل المستهل
أو العميل.
تسعى المؤسسة في إطار هذا المنهج على بناء عالقة طبيعية وقوية مع كافة األطراف التي تتعامل
معها ،والعمل على تطوير تلك العالقات كأساس لتحقيق النجاح االستراتيجي ،وذلك بالتعاون و التشارك
والتفاعل على أساس تطوير وتنمية تلك العالقات ،ولتحقيق المصالح المشتركة بين الطرفين إن هذا التوجه
التسويقي الجديد يتخذ مجموعة من األبعاد التي تبدأ من التفاعل في إطار عالقة التعاون والتشارك ،إلى
البعد االستراتيجي الذي يشير إلى طول العالقة وامكانية االستثمار فيها ،مع التركيز في ذلك على البعد
الداخلي الذي يتأسس حول اعتبار أن االهتمام بالزبون الداخلي ،من خالل إرضائه وتنمية مهاراته وقدراته
وتوجيه ذلك إلرضاء والحفاظ على الزبون الخارجي مع ضرورة أن تعتمد المؤسسة على التحسين والتطوير
المستمر لكافة أنشطتها وعمليتها ،وذلك بعرض تحقيق التوافق مع رغبات وحاجات الزبائن ومواكبة التطور
الحاصل في بيئتها ،ويمكن شرح هذه األبعاد في النقاط التالية: 1
.1البعد االستراتيجي
يركز التسويق بالعالقات أنشطته على تدعيم وبناء عالقات قوية وطويلة األجل من مبدأ االستثمار
في هذه العالقة ،وبالتالي فهو يستهدف تحقيق مزايا ومنافع على المدى البعيد من خالل التنازل على بعض
المزايا في المدى القصير والتي تظهر على المستوى اإلجرائي ،وذلك ألن هدف نجاح العملية أو صفقة
التبادل ال تعتبر هدف نهائي ،بل هي نقطة بداية اإلقامة عالقة طويلة تضمن استم اررية التبادل والتعامل،
وتدعم العالقة هنا من خالل وجود روابط مختلفة سواء كانت هيكلية قانونية تكنولوجية نفسية أو اجتماعية،
وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه بإمكان المؤسسة أن تفقد زبائنها إن لم تنجح في بناء وتطوير عالقتها معهم،
خاصة في ظل التغير والتطور البيئي الذي قد يولد تباين بين طرفي العالقة أو حالة عدم االستقرار هذا ما
. 2العالقة والتفاعل:
فالتسويق بالعالقات يقوم أساسا على بناء وتنمية العالقات في إطار تبادل المنافع والتشارك في
بناء تلك العالقة ،فكل االتصاالت التي تحدث في هذا اإلطار تكون ذات صبغة مباشرة وتفاعلية ،أي ذات
اتجاهين تمكن المؤسسة من إيصال رسائلها والحصول على ردود الفعل الممكنة والتي تساعدها على تنمية
وتطوير عالقتها الداخلية والخارجية حيث يتطلب بناء العالقات وتطويرها
إن هذا البعد للتسويق بالعالقات والمبني على التفاعل الذي يتلخص في مفهوم التسويق التفاعلي،
يبين لنا استم اررية االتصال والتواصل بين المؤسسة و ،زبائنها و بينها وبين العمال في إطار العالقات
االجتماعية ولهذا فإن التسويق التفاعلي يركز على أمرين أساسين وهما االتصال ذو االتجاهين و االستم اررية
في االتصال
إن اتجاه التسويق بالعالقات هو شامل ويركز على كافة األطراف التي تتعامل مع المؤسسة،
فباإلضافة إلى تركيزه على البعد الخارجي ،يتجه نحو الزبون الداخلي باستخدام أساليب التسويق الداخلي،
وذلك لبناء عالقات بين المؤسسة والموظفين وتنميتها وتطويرها وزيادة والئهم لها ،ألن اهتمام المؤسسة
بعميلها الداخلي يرفع قدرتها على االحتفاظ بالزبون الخارجي ،ولذلك نجد في إطار التسويق بالعالقات
يستخدم مفهومين أساسيين هما:
يشمل كافة األطراف الخارجية التي لها عالقة مع المؤسسة كالزبائن والموردين والمنافسين وغيرهم،
وهنا تعمل األنشطة التسويقية الخارجية على عالقتها بمختلف األطراف وبالتركيز على الزبائن باعتبارهم
أساس قيام كل أنشطة المؤسسة.
1
ب .مفهوم متعلق بالبعد الداخلي:
يركز على تدعيم العالقة بين المؤسسة و زبائنها وهذا ما يتمثل في التسويق الداخلي حيث نشأ هذا
المفهوم ضمن التسويق بالعالقات ويركز على اختيار أفضل األفراد ذوي االتصال المباشر مع الزبائن من
أجل تحقيق أفضل تفاعل فيعرف على أنه تطبيق لفلسفة وممارسات كما يعتبر " إستراتيجية لتطوير العالقات
بين األفراد لتسويق على األفراد ذوي االتصال المباشر بالزبائن العاملين في المؤسسة من أجل إنتاج المعرفة
وبناء نشاطات داخلية تحسن نوعية العالقات الخارجية .إذا يركز هذا البعد على بناء وتطوير العالقات
الداخلية للمؤسسة ،أي بين األفراد والمؤسسة وذلك كأساس لتحسين عالقاتها الخارجية ،حيث تهدف المؤسسة
من وراء التسويق الداخلي إلى الحصول على موارد بشرية ذات مهارات وقدرات عالية ومستقرة تتصف بروح
معنوية ذات مسؤولية ،بما يؤدي إلى التقليل من معدل تسرب العمال وزيادة رضاهم عن المؤسسة ،فالهدف
األساسي هو تنمية وتطوير قدرات ومهارات األفراد واالستفادة منها في تحسين األداء من خالل تخفيض
التكاليف ورفع اإلنتاجية ،وهذا من أجل زيادة كفاءة األفراد وقدرتهم على تلبية حاجات ورغبات الزبون
الخارجي وتحقيق رضاه ،وهذا كله يتمحور حول فكرة أن كل وحدة داخل المؤسسة ،تسوق قدراتها وامكانياتها
للوحدة األخرى في شكل سلسلة األنشطة وصوال إلى الزبون .ويتحقق هدف التسويق الداخلي المبني على
تعزيز العالقات الداخلية للمؤسسة وتنميتها من الخارجي :خالل استخدام مجموعة من اإلجراءات أهمها
التوظيف الفعال ،التدريب الحوافز والمكافآت تفويض الصالحيات والتمكين بث المعلومات التسويقية والتي
تتجسد من خالل توفير نظام معلومات فعال يربط بين البيئة الخارجية وادارة المؤسسة.
في ظل التطورات والتغيرات التي شهدها العالم واشتداد المنافسة واالتجاه نحو اقتصاد المعرفة وفي
ظل الكثير من المعطيات أخذ التسويق أهمية قصوى ومهمة على مستوى المؤسسات ،إذ بدون تسويق فعال
ال يمكن للمؤسسة تحقيق رسالتها وأهدافها ،حيث يعتبر الزبائن بالنسبة للمؤسسة مركز اهتمام ،فهي تستقي
منهم المواصفات التي تحولها إلى مقاييس أو معايير تنتج ،وفقها ولهذا تتسابق المؤسسات بالظفر بأكبر
عدد من الزبائن الحاليين والمرتقبين مع بذل الجهد في الحفاظ على زبائن الحاليين ويتحقق ذلك بما يسمى
إدارة عالقات الزبون
وللتعرف أكثر على إدارة عالقات الزبائن وخصائصها تطرقنا إليها من خالل النقاط التالية:
يعود تاريخ نشوء إدارة عالقات الزبائن إلى عصر ما قبل الصناعة نتيجة التفاعل بين المزارعين
وزبائنهم ففي القرن الثامن عشر الذي سمي بعصر الثورة الصناعية كانت اآللة وما يرتبط من سعي
المؤسسات آنذاك إلنتاج منتجات متميزة في خصائصها ،باإلضافة للتميز في أداء العمليات الذي أدى إلى
التوصل لتلك المنتجات بأدنى تكلفة كل ذلك كان بسبب تركيز رؤية المؤسسة على النظام التشغيلي واعطائه
األولوية القصوى في عملها ،وهذا ما يطلق عليه "بإستراتيجية دفع التكنولوجيا "1
وفي نهاية القرن العشرين الذي أساسه اقتصاديات المعرفة و مع احتدام المنافسة بين المؤسسات
تحولت الرؤية إلى الزبون إذ أصبح هدفها األساسي هو كيفية الوصول إليه وبناء عالقة قوية معه ،فيقوم
هو بتحديد حاجاته ورغباته أوال ،ومن ثم تقوم المؤسسة بالعمل على إشباع الحاجات والرغبات من خالل
ترجمتها إلى منتجات جديدة.
وبذلك أصبح التفوق يعتمد على التنافس بين المؤسسات على أساس من تستطيع تلبية هذه الحاجات
والرغبات بشكل أفضل ،وفي هذه المرحلة المبكرة كان على المؤسسة أن تتبع الزبون فيما يسمي بإستراتيجية
السوق. 2
ولذلك توج هذا التطور الكبير بالمفاهيم الجديدة التي أصبحت أساس الترابط الفعال والعالقات القوية مع
الزبون بهدف الحصول على رضاه وكسب والئه وتحقيق قيمة له مدى الحياة بعد أن تحول الزبون من كونه
خصما لثقافة المؤسسة القائمة على (الربح -خسارة) إلى شريك في ثقافتها القائمة على (ربح -ربح) ومن
1
p p10 Rene lefebwer, Gilles Ventre, gestion de la relation client,edition eyrolles,paris, 3eme edition, 2001
2عالء طالب فرحان وامير الجنايني -ادارة المعرفة (ادارة معرفة الزبون) -طبعة ، 6،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان
،2009ص 662
وفي العقد األخير ظهرت إدارة عالقات الزبائن لتعكس الدور المركزي للزبون في الموقع اإلستراتيجي
للمؤسسة ،فهي تحيط بكل اإلجراءات التنظيمية إلنجاز فهم الزبون واستغالل هذه المعرفة في المجال
1
التسويقي
احسان دهاش جالب هاشم فوزي دباس العبادي ،التسويق وفق منظور فلسفي ومعرفي معاصر مؤسسة الورق للنشر 1
المصدر :إحسان دهاش جالب هاشم فوزي دباس العبادي ،التسويق وفق منظور فلسفي ومعرفي معاصر،
مؤسسة الورق للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،2060 ،ص 391-396
إدارة عالقات الزبائن هي بناء عالقة مع الزبون عن طريق االستخدام االستراتيجي للمعلومات
العمليات التقنية واألفراد بما يحقق أهداف المؤسسة ويلبي حاجات ورغبات الزبائن.
لقد تعددت المفاهيم واختلف الباحثون حول إعطاء مفهوم معين إلدارة عالقات الزبون ومن بينها
مايلي:
"على أنها عملية تتضمن جمع المعلومات المفصلة ،والمتعلقة بكل زبون Philip kotlerيعرفها
على حدا ،وكذا اإلدارة بعناية بكل لحظات االتصال مع الزبون هذا كله من اجل تحقيق االحتفاظ بوالء
الزبون للمؤسسة".1
1يوسف حجيم سلطان الطائي وهشام فوزي دباسي العيادي ،ادارة عالقات الزبون الطبعة المؤسسة الوراقة للنشر
والتوزيع ،عمان 9102.991
"على أنها كل تفاعالت الزبون من خالل استخدام معلوماته الحالية Edelsteinكما يعرفها.
والمحتملة ألجل التفاعل بفعالية أكبر معه في جميع مراحل العالقة المتمثلة ب :
فقد عرفت أيضا على أنها" :القدرة على المستمر مع الزبائن باستعمال تشكيلة متنوعة من الوسائل المختلفة
التي تعمل على البقاء في اتصال دائم مع الزبون "1
"وتعرف كذلك على أنها علم وفن جذب مستهلكين جدد واالحتفاظ بالمستهلكين الحاليين وتحقيق
النمو الالزم للمعامالت التي تتم مع المستهلكين المربحين"2
وأيضا هي :إستراتيجية تحتوي على جوانب بشرية تتبعها المؤسسة من أجل تنفيذ الق ار ارت ،عمليات و
تكنولوجيا محددة ومعينة ،وتعتبر مجموعة األنشطة الهادفة إلى وتطوير العالقات مع الزبائن وفهم حاجاتهم
3
ورغباتهم المتعددة
وتعرف :هي تلك العمليات الشاملة لبناء وتدعيم العالقات مع هؤالء المستهلكين المريحين ،وذلك من
خالل إمدادهم بأكبر قيمة وأفضل إشباع ممكن بناء على ما تقدم من تعاريف ممكن القول أن إدارة عالقات
الزبالي هي تلك المجهودات التي تقوم بها المؤسسة لفهم سلوك المستهلكين والتأثير فيهم من خالل التواصل
معهم والمحافظة عليهم .ثانيا :خصائص إدارة عالقات الزبائن
-يهدف منظور العالقة مع الزبون إلى االحتفاظ بالزبائن المنتقيين ويكون ذلك على المدى الطويل.
-تقديم القيمة للزبون من خالل تقديم الخدمات المناسبة لألقسام الجزئية االنتقال من إدارة محفظة المنتجات
تكتسب إدارة عالقات الزبون أهميتها من خالل األهداف التي تسعى إلى تحقيقها حيث تبين األدبيات
التسويقية أن هناك مجموعة من النقاط التي تعبر عن أهمية إدارة عالقات الزبائن وهي على النحو التالي:1
-يعتبر مفهوم إدارة عالقات الزبون متطلب أساسي في عصر التسويق الحديث ،ويعد أحد االتجاهات
التي تدعوا إليها مؤسسات األعمال بشكل مستمر ؛
-يساعد مفهوم إدارة عالقات الزبون المؤسسة على المحافظة على الزبائن واالتصال بهم بشكل فعال
عن طريق قنوات اتصالية معينة ،وعلى نحو يحقق التكامل بين المؤسسة والزبائن؛
-تحسين فاعلية التسويق واستخدام الوقت الحقيقي للجهود الترويجية وخلق الحوافز للزبائن ،وبناء
العالمة التجارية وتعزيز والء الزبون وبناء عالقات طويلة األجل؛
-إعطاء أهمية للموظفين والزبائن في المؤسسات الخدمية ،وأن عالقة الزبون بالموظف هي جزء
أساسي من عالقة الزبائن بالمؤسسة ككل؛
-تقليل تكاليف اإلعالن من خالل التركيز على حاجات الزبائن وتسهيل استهداف الزبائن المهمين؛
تعمل على تسهيل تعقب فاعلية الحملة اإلعالنية؛
1سليماني سفيان ،التسويق بالعالقات كمدخل جديد لتعزيز الوالء عند الزبون في المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ،مذكرة
مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة ماستر في علوم التسيير ،جامعة ورقلة ،.99. ،ص . 47
-تصنف المؤسسات المنافسة على أساس خدمة الزبائن وليس األسعار؛
-تسهيل التعامل بين كل من الزبائن والموظفين و تطوير العالقة بينهم؛ -يعتبر مفهوم إدارة عالقات
الزبون من المفاهيم الحديثة والتي أصبح وجودها في المؤسسة ضروري وأساسي؛
-الحصول على تخفيضات وامتيازات وهدايا بصورة دورية
-شعور الزبون بأهميته لدى المؤسسة خاصة عند حصوله على كل رغباته
-الراحة والثقة في التعامل مع الجهة التي اعتاد الزبون في التعامل معها
-تحقيق موقع في ذهن الزبون بان المؤسسة تحتل موقع الخبير والمستشار بالنسبة له في مجال
تخصصها
-تساعد على استهداف الزبون المناسب والمربح في الوقت المناسب ومن خالل العروض المربحة.
يرتكز مفهوم تطبيق إدارة عالقات الزبائن على مجموعة من األدوات المتمثلة في تكنولوجيا
المعلومات (مثل :قواعد البيانات ،البريد االلكتروني مواقع التواصل االجتماعي ...الخ) 1ونجد من بين
األدوات المستخدمة مايلي:
عبارة عن برمجيات اإلعالم اآللي التي تساعد في إعطاء عمليات البيع صفة آلية من أجل تقصير دورة
البيع وزيادة مردودية عملية البيع ،كما تسمح للمؤسسة بتخطيط وادارة عمليات االتصال من خالل دورة البيع
التي تتضمن وظيفة مساعدة الزبون ،كما تحسن هذه البرمجيات من برامج االتصاالت التسويقية وتعطي
الدقة العملية التنبؤ بالمبيعات
-توفير سجالت محدثة عن الزبون الحالي والمحتمل هذا ما يساعد مقدمي الخدمة في تفعيل العالقة مع
الزبون.
.2مراكز االتصاالت
تنشأ مراكز االتصاالت من ازدواج استعمال الهاتف والجهاز اآللي إلى استعمال تكنولوجيا معالجة الصوت
والبيانات ويتكون هذا النظام من:
-مركز تليفوني؛
-موزع آلي متخصص موزع صوتي موزع ،ويب ،موزع بريدي ،موزع يسمح بالحصول على تطبيقات
وقواعد البيانات الموجودة)
بإدارة العالقة الموجودة بين الهاتف ومختلف تطبيقات المعلوماتية ICT ،يقوم موزع ويلعب هذا
النظام دور أساسيا في عملية تشخيص العالقة مع الزبون إذ يسمح بإظهار المعلومات المتواجدة في ملف
الزبون عند االتصال به ،ويتم ذلك بصفة أوتوماتيكية.
-مخزن البيانات
هو عبارة عن أداة تهدف إلى جمع المعطيات من مصادر مختلفة متواجدة بالمؤسسة ليتم تحويلها إلى
معطيات متجانسة ومعلومات تساعد على اتخاذ الق ار ارت التسويقية ،كما تمكن العاملين بالمؤسسة من الولوج
إلى هذه المعلومات ،ومن بين التطبيقات التي تتيحها هذه األداة نجد:
-التنبؤ بالمشتريات.
.3أداة التنقيب عن البيانات: 1
يتضمن مفهوم التنقيب عن البيانات استخالص المعلومات المفيدة عن األفراد ،االتجاهات وأقسام
الزبائن ،ويرتكز هذا المفهوم على تقنيات إحصائية ورياضية ويمكن االستفادة من أداة التنقيب عن البيانات
في المجاالت التالية:
بعد جذب المؤسسة للزبائن من خالل الرسائل اإلعالنية المستهدفة لهم ،يتم إنشاء قاعدة بيانات
تضم المعلومات المنبثقة عن االتصاالت األولية التي يقوم بها الزبائن بالمؤسسة ،ليتم بعد ذلك القيام بالتنقيب
عن البيانات من أجل اختيار الزبائن المستهدف االتصال بهم عن طريق البريد أو الهاتف
من أجل تفعيل استهداف العملية التسويقية تقوم المؤسسة بتحديد خصائص الزبائن الذين تود
استهدافهم ،ثم بعدها البحث في قاعدة بياناتها عن الزبائن الموافقين للخصائص المحددة ،كما تقوم بتسجيل
معدالت تطور الزبائن واالتصاالت مع كل زبون ليتم معرفة تحسن عملية االستهداف مع مرور الوقت؛
ج.االحتفاظ بالزبائن:
من ممكن للمؤسسة أن تحتفظ بزبائنها من خالل مكافئتهم بهدايا شخصية تقديم عروض خاصة أو
مدهم بقسيمات تخفيض السعر ،ويتم هذا باالرتكاز على المعلومات المتوفرة في قاعدة البيانات من أجل
معرفة خصائص الزبون
من أجل إعادة إحياء اهتمام الزبائن بالمؤسسة ومنتجاتها ،تقوم هذه األخيرة بإعداد وارسال الرسائل
مكيفة حسب خصائص كل زبون ويكون هذا إعادة في فرص المناسبات العامة
يساعد استخدام المؤسسة ألداة التنقيب عن البيانات في تدارك بعض األخطاء الناشئة عن سوء
االتصال بالزبائن حيث يمكنها هذا من إعادة االتصال بهم ومراجعة تلك األخطاء من خالل دراسة أسباب
إنهائهم للعالقة مع المؤسسة.1
سنحاول في هذا المبحث عرض خطوات تنفيذ مفهوم إدارة عالقات الزبائن ،ثم سوف نستعرض
أهم الوسائل التي تسمح بتحقيق والء الزبائن و إدارة عالقات قوية معهم
يمر تنفيذ مفهوم إدارة العالقات مع الزبائن بالخطوات األربع التالية: 1
القطاع السوقي المستهدف هو مجموعة الزبائن الذين تتوافر لديهم مجموعة من الدوافع والصفات
الشراء منتجات (سلع وخدمات ) المؤسسة .كما يشترط توفر القدرة على الش ارء في هذه المجموعة من
الزبائن حتى تقوم المؤسسة باستهدافهم.
وبعد تحديد القطاع السوقي المستهدف تقوم المؤسسة بتحديد الزبائن الذين سوف تستهدفهم عبر نظام إدارة
عالقات الزبائن ،وذلك عبر :
وفي نهاية هذه المرحلة تقوم المؤسسة بجمع أكبر كم ممكن من المعلومات المتعلقة بالزبائن بشكل فردي
(أي معلومات دقيقة عن كل زبون) وهو ما يسمح لها بالتعرف على زبائنها بشكل كاف .فبناء عالقات جيدة
مع الزبائن يمر عبر امتالك المؤسسة لقاعدة بيانات تسمح للمؤسسة بمعرفة حاجاتهم ورغباتهم والكيفية
المثلى لالتصال بهم وضمان استم اررية تعاملهم مع المؤسسة.
يعتبر تقييم الزبون أحد أهم أسس إدارة العالقات مع الزبائن وهو يعتمد على كم المعلومات المتاحة لدى
الشركة عن الزبون ويتم التقييم باستخدام األدوات والمعايير التالية:
تقاس بكم ونوع المنتوجات التي يشتريها الزبون مخصوما منها تكاليف الوصول إليه وخدمات ما
بعد البيع والضمانات التي يطلبها .ويمكن تمثيلها بالمعادلة التالية ربحية الزبون = قيمة ما حصل عليه من
الشركة تكلفته على الشركة.
وذلك اعتماد على طول فترة عالقة الشركة بالزبون و احتماالت استمرارها وعالقة الزبون بالمنافسين
ويحددها موظف االتصال المخصص إلدارة عالقة المؤسسة بالزبون بناء على انطباعاته نحوه
ومدى اهتمام الزبون بتوطيد عالقة طويلة األجل مع المؤسسة.
يعبر عدد الشكاوي عن تذمر الزبون من الشركة ولكنه يتحول إلى فرصة ورابط جيد بين الشركة
والزبون تم إذا تذليل أسباب الشكوى.
يتحقق هذا التوافق بتطابق العناصر األساسية التي يبحث عنها الزبون في المنتج والكفاءات المحورية
للمؤسسة .إذا أما كانت العناصر األساسية التي يبحث عنها الزبون في المنتج تمثل العناصر الثانوية
للمؤسسة فهذا يعني أنه ال يوجد توافق بين الزبون والمؤسسة.
1بيشه حمودي دور ادارة العالقة مع العمالء في تحسين تنافسية الشركات ،رسالة ماجيستير ،الجزائر ،جامعة محمد
خضير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية ،قسم علوم التسبير .991
.3التفاعل مع زبائن المؤسسة:
تتمثل الخطوة الثالثة من خطوات إدارة عالقات الزبائن في إنشاء شبكة اتصال مع الزبائن ،وذلك
بعد إنشاء قاعدة بيانات الزبون وتقييم الزبائن بشكل يسمح بالتمييز بينهم بحسب قيمتهم بالنسبة للمؤسسة
ومدى إمكانية الحفاظ على عالقات دائمة معهم.1
ويتمثل الغرض الرئيسي من هذه المرحلة في بناء حوار مستمر بين المؤسسة وزبائنها من خالل جميع
-العروض الترويجية؛
-معالجة الشكاوي؛
-الطلبيات والمشتريات؛
-أسئلة الزبائن؛
-البريد االلكتروني.
المبادئ األساسية لخلق المؤسسة لعالقات قوية ومتواصلة مع الزبائن هي :شراء جميع وظائف
(مصالح) المؤسسة في إدارة رضا ووالء الزبون ،أخذ بعين االعتبار صوت الزبون في كل ،قرار ،تقديم
منتجات (سلع وخدمات وتجارب ذات جودة ،بناء قاعدة بيانات حول الزبائن وتفعيل دورها خلق قنوات يمكن
وحسب بارارسيرمان وبيري فإنه زيادة على المبادئ سالفة الذكر ،يمكن للمؤسسة استخدام ثالث
وسائل من أجل تحقيق عالقات جيدة مع زبائنها بشكل يضمن والئهم لها ،وتتمثل هذه الوسائل الثالثة في:
.1الحوافز المالية:
وسائل التحفيز األكثر استعماال في مجال التسويق ،1هي برامج والء الزبائن (والتي تم اإلشارة إليها
بالتفصيل في المطلب السابق ( والنوادي .فمثال جميع شركات الطيران الواحدة تلوى األخرى قامت بخلق
برامج تقدم مزايا عديدة للزبائن المتعاملين مع المؤسسة بصفة منتظمة .ونفس الشيء بالنسبة للفنادق وشركات
تأجير السيارات والمساحات الكبرى والمحالت
وتعتبر النوادي كذلك فرصة لخلق عالقات بين المؤسسة والزبائن من جهة وبين الزبائن فيما بينهم
واكتساب عضوية النوادي يمكن أن يكون بمجرد شراء المنتوج ألول مرة كما يمكن أن يكون عبر دفع حقوق
الدخول
2
،عبر خلق عالقات شخصية (فردية) معهم حيث قامت بعض يمكن التقرب كذلك من الزبائن
المؤسسات يجعل جميع عالقاتها مع زبائنها شخصية ،كما يفرق الباحثون في مجال التسويق بين الزبائن
والزبائن الجيدون ،فالزبائن يمكن أن يكونوا غير معروفين أما الزبائن الجيدين يتوجب الحصول على بياناتهم
ومعاملته بشكل شخصي وخاص من أجل ضمان والئهم لعالمة المؤسسة ،فعلى سبيل المثال يمكن تقديم
الخدمة للزبائن العاديين من طرف أي رجل بيع بالمؤسسة ،أما الزبائن الجيدون فإن معاملتهم وخدمتهم توكل
لبائع خاص
تعد مسألة الحوافز االجتماعية مهمة بالنسبة للمؤسسات الناشطة في مجال التجارة االلكترونية،
حيث لم يعد يمكنها االكتفاء بمعرفة الزبون عبر الحصول على بياناته بل أصبحت مطالبة بتأسيس عالقات
1
Philipe kotler et al marketing et managment.pearson education.p48,2006
2
Philipe kottler op.cit p49.
اجتماعية بين ممثليها والزبائن .وأشارت إحدى الدراسات إلى أن أكثر من %16من المشترين عبر االنترنت
يتراجعون عن الشراء بعد الضغط على خانة اختيار المنتوج ،فحوالي 6.6%المشترين ينهون عملية الشراء
مقابل %6بالنسبة لزوار المحالت ،وذلك لغياب روابط بين البائع والزبون بالنسبة لهذا النوع من التجارة
االلكترونية.
أما بالنسبة للتوزيع التقليدي ،يمكن للحوافز االجتماعية أن تكون عامال محددا لوالء الزبون للمحل
أو العالمة التجارية لنقطة البيع ،وهو أثبتته دراسة حديثة حول دور جانب العالقات في التسويق أجريت
حول عالمتين المحالت بيع العطور ومواد التجميل "سيفو ار "و "ماريونود".
1
.3الروابط الهيكلية
وتتمثل هذه الروابط في تجهيز الزبائن بوسائط أو أجهزة تسمح لهم بإجراء الطلبيات والحصول
على الفواتير بصفة أوتوماتيكية.
يتعهدون بالشراء بصفة منتظمة تخفيض األسعار للزبائن الذين يقومون بشراء كميات كبيرة ،أو الذين تحويل
المنتوج المادي إلى خدمة (غير ملموسة) طويلة األجل ،فمثال يمكن لمصنعي السيارات أن يقوموا ببيع
كيلومترات للزبون عوض بيع سيارات حيث يمكن للزبون تغيير السيارة وفقا لحاجته (سيارة صغيرة في أيام
العمل وسيارة كبيرة الحجم في العطل ونهاية األسبوع)
1
Philipe kottler op.cit p48.
المطلب الثالث :معايير قياس األداء
تعتبر عملية تحديد معايير أداء موضوعية العنصر الرئيسي لنجاح عملية الرقابة داخل المؤسسة،
فبدون وجود المعايير يصعب الحكم على العمل المنجز .كما أن تقييم األداء يعتبر جزءا من عملية الرقابة.
وتختلف معايير األداء باختالف األنشطة المستويات اإلدارية والمؤسسات ،حيث توجد معايير متعلقة باألداء
1
المالي التسويقي والبيئي .وفي ما يلي أهم معايير األداء التي يمكن للمؤسسة وضعها :
-معايير الربح :من خالل تحديد نسبة الزيادة في األرباح المستهدفة ،أو النتيجة الصافية المراد تحقيقها.
-معايير تسويقية :تتمثل في الحصة السوقية للمؤسسة ،حجم المبيعات ونسبة الزيادة في المبيعات.
-معايير مالية :ومن أهم المعايير المالية نجد نسبة السيولة ،نسبة االستقاللية المالية ونسبة المردودية
المالية
-معايير زمنية :تحديد أجال محددة إلنجاز مهام أو نشاطات معينة .
معايير بيئية :وهي من المعايير الحديثة والتي تدخل ضمن مفهوم األداء البيئي داخل المؤسسة ،كما تدخل
ضمن مفهوم التنمية المستدامة ،غير أنه يصعب ترجمتها إلى أرقام معايير كمية معايير اجتماعية تدخل
هذه المعايير ضمن مفهوم األداء االجتماعي داخل المؤسسة ،ومن أهم المعايير االجتماعية الممكن وضعها
معايير أخرى نوعية ال يمكن التعبير عنها بشكل رقمي مثل درجة رضا العمال .ولقياس األداء
الشامل داخل المؤسسة البد من األخذ بعين االعتبار جميع المعايير المذكورة أعاله ،حيث ظهر هذا المفهوم
الجديد لألداء نتيجة زيادة اهتمام المؤسسات االقتصادية بالتنمية المستدامة والتي تضمن للمؤسسة تحقيق
أهدافها االقتصادية دون إلحاق الضرر بالبيئة الطبيعية واإلنسان .
و بعد تحديد معايير األداء تأتي الخطوة الثانية في عملية الرقابة وهي عملية قياس األداء الراهن
طبق ويقصد بتقييم األداء كافة اإلجراءات اإلدارية التي تؤدي في النهاية إلى إصدار الحكم حول مدى
1محمد قاسم القريوني ،مبادئ االدارة النظريات والعمليات والوظائف ،وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،عمان 2002
ص 669
اإلنجاز الذي تحقق من الهدف المقصود انجازه خالل فترة زمنية ومستوى جودة محددين ،مما يسمح
باكتشاف االنحرافات وتحديد األسباب المؤدية لها.
لقد تم إعطاء المزيد من االهتمام إلى وسائل تقييم إدارة عالقات الزبائن ألن المؤسسات اليوم بحاجة
لتحديث المقاييس التي كانت تستخدم من قبل المدراء لقياس نجاح السلعة والخدمة في األسواق ،ألن أهم
المؤشرات التي كانت تعتمد عليها األسواق المالية هو الربحية ونسبة المساهمة في السوق وهوامش الفائدة
والتي تبقى ذات أهمية أيضا في المستقبل.
على أية حال يتجه العالم اليوم نحو بناء عالقات أفضل مع الزبون ،لذا كان على هذه المؤسسات
أن تبدي اهتمام أكبر بتطوير مقاييس تقييم األداء التسويقي والتي تجعل الزبون يكون محور األساس ،إضافة
إلى إعطاء المدير رؤية أو فكرة أفضل عن كيفية عمل نظام إدارة عالقات الزبائن والبرامج المعتمدة في
إدارته ومن بين هذه المعايير التي تمكن من قياس أداء إدارة عالقات الزبائن بالمؤسسة:1
-حصة الزبون
على العموم يمكن تقييم أداء إدارة عالقات الزبائن ضمن تقييم األداء التسويقي للمؤسسة كونهما
يسعيان لتحقيق هدف مشترك هو استم اررية تعامل الزبون مع المؤسسة وزيادة ربحيته بالنسبة لها .حيث
يقترح Kotlerخمسة 06معايير لتقييم األداء التسويقي للمؤسسة ،هي فلسفة التسيير ،أسلوب التنظيم ،نظام
1درمان سليمان صادق التسويق بالعالقات :رؤية تكاملية في الفلسفة والمفاهيم واألسس ،مطبوعة كلية اإلدارة واالقتصاد
جامعة دهوك ،العراق 2006 06ص 613
المعلومات ،التوجهات اإلستراتيجية والوسائل العملياتية و إضافة إلى هذه المعايير ،يمكن تقييم أداء الوظيفة
التسويقية للمؤسسة من خالل مجموعة من والمؤشرات الظاهرة في الجدول أدناه:
ويری درمان سليمان صادق أن تقييم أداء الوظيفة التسويقية بما في ذلك أداء إدارة عالقات الزبائن يكون
من خالل جانبين هما :1
.6مجال اكتساب الزبون األفراد الذين لديهم خبرة أو يكونون ماهرين في مجال كسب الزبون عادة
ما تكون لهم أو يتمتعون بخبرات تكتيكـية في جوانب التسويق مثل الدعاية واإلعالن وتقنيات البيع وغيرها
من األمور
.2مجال االحتفاظ بالزبون وتختلف المهارة في مجال االحتفاظ بالزبائن عن مهارة اكتساب زبون
جديد فالمهمة هنا تتطلب فهما أفضل في كيفية تحديد ما يرغب فيه الزبون ،وطريقة كسب والئه والتفافه
حول عالمة المؤسسة.
إدارة عالقة الزبون هي منهجية لفهم سلوك الزبون والتأثير فيه من خالل التواصل معه أو هي عبارة
عن مجموعة من الوسائل التنظيمية والتقنية والبشرية إلدارة عالقة من نوع جديد مع الزبون هدفها األساسي
ربط عالقة خاصة وشخصية مع كل زبون تسمح بضمان والئه لعالمة المؤسسة واستم اررية تعامله معها
فبالتالي التسويق االلكتروني يتيح فرصا عديدة للمسوق فيكسب رضا الزبائن و االحتفاظ بهم و
في تعظيم الربح وتقليل التكاليف بأسرع وقت ممكن ،كما يمكن المتسوق من تلبية احتياجاته ورغباته كما
يريد و في الوقت الذي يريد وباألسعار المناسبة له على مدار 22ساعة يوميا.