Professional Documents
Culture Documents
.....كلية
قسم ل.م.د
التخصص:
بحث حول:
- -
-
-
السنة الجامعية 2023 - 2022
خ ـط ــة ال ـب ـحـ ــث:
مقدمة
الخاتمة
1
مقدمة
اصبحت املؤسسات اخلدمية اليوم تعمل يف بيئة أكثر تعقيداً ،حيث اندماج األسواق العاملية وظهور اسواق جديدة وقواعد جديدة
للعمل بسبب ما خلفته االندماجات والتحالفات والشركات سواء كان على مستوى الشركات او الدول ،كما ان التغري املستمر يف
األفك ار والتكنولوجي ا واالذواق واخلدمات والس كان وتالش ي الفواص ل اجلغرافي ة يف ظ ل العوملة تعت رب من أك رب التح ديات ال يت تواج ه
املؤسسات اخلدمية ،وملا كان البقاء واالستمرار والرحبية من االهداف الي مؤسسة خدمية فالبد من مواجهة التغيري ومواكبة التقدم
والتكيف مع البيئة .وتعترب االسرتاتيجية هي الطريق الذي حيدد التوجهات اخلاصة باألنشطة ملواجهة املشاكل والتعامل مع املتغريات
الداخلية واخلارجية والبد للمؤسسات اخلدمية من تبين االدارة االسرتاتيجية ملواجهة حتديات هذه البيئة السريعة التغري ،باعتبارها عملية
مهمة وحيوية عليها ان حتقق تفاعل املنظمة مع بيئتها ،وان التغري الذي حل يف بيئة اخلدمات والذي فرضته ثورة املعلوماتية وانفجار
املعرفة وكونية اخلدمات اعطى لإلدارة االسرتاتيجية امهية قصوى باعتبارها املسؤولة عن توظيف إمكانيات املؤسسة وتكيفها مع البيئة
اخلارجي ة ،من هن ا ب رزت مش كلة البحث ال ذي س نتطرق إلي ه من خالل معرف ة ماهي ة اإلدارة االس تراتيجية وم ا ه و دوره ا في
المؤسسات الخدمية؟
2
المبحث األول :ماهية اإلدارة االستراتيجية
اإلدارة هي وظيفة تنفيذ األعمال عن طريق اآلخرين باستخدام التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ،وذلك من أجل حتقيق أهداف
إن كلم ة االس رتاتيجية ليس هلا م رادف يف اللغ ة العربي ة وهي منقول ة بلفظه ا األص لي من اللغ ة اليوناني ة ( )Stratēgosاملش تقة من
كلم تني :كلم ة ( )Stratosوال يت تع ين (عس كري) وكلم ة ( )Agoوال يت تع ين (قي ادة) ،فكلم ة االس رتاتيجية تش ري إىل (القائ د
العسكري) خالل العصر اليوناين ،ومعناها من مصدرها األصلي يعطينا بعض الدالالت لتعريفها مثل( :الدهاء يف املناورة العسكرية
واالسرتاتيجية هي عبارة عن اختيار اليوم الذي سيؤثر يف نتائج الغد ،فلو قمنا بقياسها على قطاع األعمال بعيداً عن املقاييس العسكرية
لوجدنا أن املنظمات تستطيع أن تبقى يف البيئة التنافسية ألطول مدة يف ظل ظروف من االستقرار النسيب لبيئة عمل قليلة االضطرابات
م ع اخنف اض املنافس ة على املوارد ،ولكن يف احلقيق ة إن ه ذه الش روط غ ري س ائدة حالي اً وال ميكن توفره ا ملدة زمني ة طويل ة يف الع امل
احلديث.
واالسرتاتيجية حسب بورتر Porterهي ”:عملية تكوين وضع منفرد للمنظمة ذي قيمة لعمالئها من خالل تصميم جمموعة أنشطة
أما دافيد فقد عرف االسرتاتيجية بأهنا“ :صياغة وتطبيق وتقومي التصرفات واألعمال اليت من شأهنا متكني املنظمة من وضع أهدافها
3
ويصف ) Thompson & et al. (2010االسرتاتيجية بأهنا ”:خطة عمل إدارة املنظمة إلدارة العمل وتنفيذ العمليات ،أي أهنا
التحركات التنافسية ومداخل األعمال اليت ينفذها مديرو املنظمة من أجل منو األعمال وجذب الزبائن وإسعادهم ،واملنافسة بنجاح،
وتوصل Minzber :1987إىل صياغة مفهوم االسرتاتيجية من خالل تضمينه آراء جمموعة كبرية من الباحثني ليصل إىل ما يعرف
اخلطة :أي أن االسرتاتيجية عبارة” عن خطة موصوفة حتدد سياقات التصرف وسبلها ،فهي دالة مرشدة للتعامل مع موقف أو حالة
املناورة :أي أن االسرتاتيجية هي مناورة القصد منها خداع املنافسني وااللتفاف حوهلم.
النموذج :أي أن االسرتاتيجية هي منوذج متناغم األجزاء من خالل السلوك املعتمد وحىت غري املعتمد.
املوقف :االسرتاتيجية موقف أو وضع مستقر يف البيئة يتم الوصول إليه .وهذا الوضع يتصف بالديناميكية والفاعلية.
املنظور :االسرتاتيجية هي منظور يعطي القدرة على رؤية األشياء وإدراكها وفقا لعالقاهتا الصحيحة.
تص دى العدي د من الكت اب والب احثني لتعري ف اإلدارة اإلس رتاتيجية ،حيث يعرفه ا ،Ansoffوه و أح د رواد الفك ر اإلداري بأهنا:
“تصور املنظمة عن العالقة املتوقعة بينها وبني بيئتها ،حبيث يوضح هذا التصور نوع العمليات اليت جيب القيام هبا على املدى البعيد،
واحلد الذي جيب أن تذهب إليه املنظمة ،والغايات اليت جيب أن حتققها”.
أما ( )Strickland & Thompsonفقد عرفا اإلدارة اإلس رتاتيجية بأهنا“ :رسم االجتاه املستقبلي للمنظمة وبي ان غاياهتا على
املدى البعي د ،واختي ار النم ط اإلس رتاتيجي املناس ب لتحقي ق ذل ك يف ض وء العوام ل واملتغ ريات البيئي ة الداخلي ة واخلارجي ة ،مث تنفي ذ
4
وعرف كل من جوش وجلويك ( )Jauch & Glueckاإلدارة اإلسرتاتيجية بأهنا“ :اخلطة املوحدة ،املتفاعلة والشاملة اليت تربط
املزاي ا اإلس رتاتيجية للمنظم ة بتح ديات البيئ ة .وق د ص ممت لض مان حتقي ق األه داف األساس ية للمنظم ة من خالل التنفي ذ املالئم
للمنظمة”.
عرف ( )Fred R Davidفريد داوود اإلدارة اإلسرتاتيجية بقوله إهنا“ :فن وعلم صياغة ،وتطبيق ،وتقومي التصرفات واألعمال
وميكننا حتديد تعريف أكثر عمقا لإلدارة اإلسرتاتيجية “بأهنا جمموعة من القرارات والنظم اإلدارية اليت حتدد رؤية ورسالة املنظمة يف
األجل الطويل ،يف ضوء ميزاهتا التنافسية ،وتسعى حنو تنفيذها من خالل دراسة ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات البيئية ،وعالقتها
1
لإلدارة اإلسرتاتيجية أمهية كبرية يف املؤسسة ،وذلك ما أشارت إليه العديد من الدراسات امليدانية واملتمثلة يف:
-جعل املديرين – بصفة دائمة –أكثر استجابة ووعيا بظروف البيئة وتغرياهتا.
-توفري فرص مشاركة مجيع املستويات اإلدارية يف العملية ،ومن مث تقليل املقاومة اليت قد حتدث عند القيام بتنفيذ أي برنامج للتغيري.
1مؤيد سعيد السالم ،أساسيات اإلدارة االستراتيجية ،ط ،1دار وائل للنشر ،األردن ،2005 ،ص.20-19
2تبيدى ،محمد حنفي محمد نور ( .) 2004أثر اإلدارة اإلستراتيجية على كفاءة وفعالية األداء (دراسة قطاع االتصاالت السودانية) رسالة دكتوراه غير
منشورة ،جامعة النيلين ،السودان ،ص .20
5
-اإلس رتاتيجية مهم ة ألهنا ليس من املمكن التنب ؤ باملس تقبل .ب دون بع د نظ ر مث ايل ،جيب أن تك ون املؤسس ات مس تعدة للتعام ل مع
-تتعامل اإلسرتاتيجية مع التطورات طويلة األجل بدالً من العمليات الروتينية ،أي أهنا تتعامل مع احتمالية االبتكارات أو املنتجات
اجلديدة أو األساليب اجلديدة لإلنتاج أو األسواق اجلديدة اليت سيتم تطويرها يف املستقبل.
-مت وض ع اإلس رتاتيجية ملراع اة الس لوك احملتم ل ملق دم اخلدم ة وطالبه ا يف إط ار اس رتاتيجيات التعام ل م ع املوظفني ال يت تتنب أ بس لوك
املوظف.
جيدا للمؤسسة .حيدد املهمة الشاملة والرؤية واالجتاه للمنظمة .اهلدف من اإلسرتاتيجية هو
-اإلسرتاتيجية هي خارطة طريق حمددة ً
تعظيم نقاط القوة يف املؤسسة .باختصار ،اإلسرتاتيجية تسد الفجوة بني “أين حنن” و “أين نريد أن نكون”.
ميكن تعريف هذا املستوى من اإلدارة االسرتاتيجية بأنه“ :إدارة األنشطة اليت حتدد خصائص املنظمة اليت متيزها عن املنظمات األخرى،
باإلض افة إىل أه داف ورس الة املنظم ة كك ل ،وختص يص املوارد املتاح ة إلجناز أنش طتها” .وبن اء على التعري ف الس ابق ف إن مس ؤولية
اإلدارة االسرتاتيجية يف هذا املستوى تقع على عاتق اإلدارة العليا للمنظمة ،حيث يقومون بدورهم االسرتاتيجي من خالل امتالكهم
يهتم هذا املستوى لالسرتاتيجية باجملال العام للمنظمة ،والقيمة اليت ميكن أن تضيفها إىل األجزاء املختلفة هلا (وحدات العمل) .وميكن
أن تتضمن مسائل التغطية اجلغرافية ،وتنويع املنتجات أو وحدات العمل ،واملوارد املخصصة بني األجزاء املختلفة للمنظمة.
وهي قط اع أو خ ط س لعي أو مرك ز رحبي ض من الش ركة األم ت بيع ك ل منه ا جمموع ة مميزة-من الس لع إىل جمموع ة مميزة من الزب ائن
والعمالء ،وتن افس ك ل منه ا جمموع ة حمددة من املنافس ني بش كل جي د .وميكن أن تك ون وح دة العم ل االس رتاتيجية فرع ا رئيس يا يف
املنظمة ،أو جمموعة من املنتجات املرتابطة ،أو حىت منتجا واحدا أو عالمة جتارية واحدة.
6
ولكي يتم حتديد الكيان على أنه وحدة عمل اسرتاتيجية جيب أن تتوافر فيه السمات التالية:
أن يكون له جمموعة موظفني تنفيذيني يتولون مسؤولية حتقيق األرباح له.
ويتم فص ل عوائ د وتك اليف اس تثمارات اخلط ط االس رتاتيجية لوح دة العم ل االس رتاتيجية عن تل ك املرتبط ة بالش ركة األم ،إىل ج انب
تقوميه ا أيض ا .وتعم ل وح دة العم ل االس رتاتيجية يف أس واق متنوع ة ذات ف رص ومع دالت منو خمتلف ة ودرج ات خمتلف ة من املنافس ة،
وإمكانية خمتلفة لتحقيق الربح .لذا فإن املخططون االسرتاتيجيون جيب أن يدركوا القدرات املختلفة ألداء كل وحدة عمل اسرتاتيجية،
وختصيص املوارد هلا بفعالية .وجيب أيضاً ضمان التكامل بني وحدات العمل االسرتاتيجية من أجل تنفيذ األهداف االمجالية للمنظمة.
إن اإلدارة االسرتاتيجية يف هذا املستوى متثل اخلطط واالسرتاتيجيات اليت ختص نش اط حمدد داخل املنظمة ،فقد يكون لدى املنظمة
أنشطة خمتلفة كصناعة احلواسب ،والربجميات ،والتطبيقات املعلوماتية ،فكل نشاط منها يعترب جمال مستقل بذاته وله مدير مسئول عنه
فنطلق عليه وحدة النشاط االسرتاتيجي .أما إذا مل تتعدد األنشطة داخل املنظمة أي أن املنظمة تعمل يف جمال واحد فقط ،فهذا يعين أن
االسرتاتيجية على مستوى املنظمة وعلى مستوى وحدة النشاط االسرتاتيجي تكون اسرتاتيجية واحدة.
وتقع مسؤولية اإلدارة االسرتاتيجية على مستوى وحدة النشاط االسرتاتيجي على عاتق مديري األنشطة الرئيسية يف املنظمة.
حتدد اإلدارة” االسرتاتيجية يف هذا املستوى اخلطط واالسرتاتيجيات الالزمة إلدارة الوظائف الفرعية داخل النشاط ،وهي الزمة لتدعيم
وتقوية اسرتاتيجية النشاط وصبغها بالصبغة العملية لتحقيق االسرتاتيجية العامة للمنظمة .وعادة ما متيل املنظمات إىل وجود وحدات
تنظيمي ة مس تقلة لك ل من الش ؤون املالي ة ،واملوارد البش رية وغريه ا ،حيث متث ل ه ذه الوح دات اإلدارة االس رتاتيجية على املس توى
7
المبحث الثاني :اإلدارة االستراتيجية في المؤسسات الخدمية
التعريف األول :عرفت اخلدمة أهنا " تتضمن كل األنشطة االقتصادية اليت خمرجاهتا ليست منتجات مادية ،وهي بشكل عام تستهلك
عند وقت انتاجها ،وتقدم قيمة مضافة ،وهي بشكل أساسي غري ملموسة".
التعريف الثاين :اخلدمة هي ":اي نشاط او سلسة من األنشطة ذات طبيعة غري ملموسة يف العادة ،ولكن ليس ضروريا أن حتدث عن
كما ميكن تعريف اخلدمة على أساس احملتوى غري ملموس أو املخرجات غري امللموسة اليت تتوفر أو تقدمي للمستفيد من اخلدمة ،حيت
1
ميكن التمييز بني العناصر امللموسة وغري امللموسة للخدمة".
ولق د ع رفت مجعي ة التس ويق األمريكي ة اخلدم ة على أس اس أهنا" :أنش طة وفوائ د أو ن واحي اش باع تقدم لل بيع أو تك ون مص احبة ل بيع
2
السلع".
-منافع غري ملموسة تعرض للبيع دون ارتباطها بالسلع كخدمات التأمني ،احملماة ...اخل
-أنشطة غري ملموسة (خدمات) واليت تتطلب استخدام السلع امللموسة كإجيار العقار.
تتميز اخلدمات جبملة من اخلصائص اليت متيزها عن السلع املادية ،وفيما يلي استعراض ألمهها:
د .بشير العالق د .عبد النبي الطائي ،تسويق الخدمات ،دار زهران للنشر والتوزيع ،2007 ،ص37 1
عبد الجبار منديل ،أسس التسويق الحديث ،الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2002 ،ص.26 2
8
أ -الالملموس ية :تع ين بأن ه من غ ري املمكن رؤيته ا ،ت ذوقها ،مشها أو مسعها .أي ليس تطيع املش رتي اس تخدام حواس ه إلدراكه ا قب ل
شراءها ،وهلذا فإنه يصعب شرحها وتوضيحها يف املعارض وعرضها يف حمالت التجزئة آو شرحها من خالل اإلعالن وهلذا البد من
استعمال اخلدمة.
لكن الب احث ( )Bateson 1979أضاف بعدا آخ ر هلذا املفهوم وهو امللموسية الذهني ة ،وبعد كل من الباحثني ( Beilem et
)Semplsحيث يبنا أن هناك بعدين لعدم امللموسية أحدمها مادي ،واآلخر ذهين يتعلق بعدم قدرة على التصوير أو تشكيل أو فهم
1
املنتج خدمي.
ولكن يف احلقيقة هناك القليل من املنتجات فقط ميكن اعتبارها ذات ملموسية حبتة ،أو ذات عدم امللموسية حبتة ،فاالمتزاج صار غالبا
يف معظم املنتجات ،والدراسات أصبحت هتتم أكثر يف تصنيف املنتجات اخلدمية إىل مدى ميوله إىل امللموسية آو الالملموسية ،عوض
2
اللجوء إىل الفصل بينهما ،هذا منتج مادي واآلخر غري مادي.
وللتغلب على ص عوبة الالملموس ية ،يلج أ مس وقو اخلدم ة إىل إض فاء أش ياء أو رم وز مادي ة وملموس ة للتعب ري عن وج ود اخلدم ة ،مث ل
االهتم ام بالبين ة املادي ة ال يت تق دم من خالهلا اخلدم ة وك ذلك األش خاص املق دمني هلا ،ه ذا من جه ة ،ومن جه ة أخ رى الالملموس ية
للخدمات تعين أيضا صعوبة إضافية للعمالء ،حيت ال ميكن تقييم جودة اخلدمة قبل استهالكها ،وبالتايل يستفيد العمالء يف قرارهم
3
الشرائي على مسعة مقدم اخلدمة وصورته يف السوق .ومن أبرز ما يرتتب على ملموسية اخلدمات ما يلي:
-صعوبة تقييم اخلدمات املتنافسة هبدف التميز بينها قبل احلصول عليها.
-ارتباط احلصول عليها واستخدامها بعنصر خماطرة عدم الرضا عنها بعد جندهتا.
ب -عدم التجانس :نعين هبذه اخلاصية الصعوبة البالغة آو عدم القدرة يف الكثري من احلاالت على تنميط اخلدمات ،وخاصة تلك ايل
يعتمد تقدميها على العنصر البشري بشكل كبري .وهذا يعين ببساطة أنه يصعب على مقدم اخلدمة أن يتعهد بان تكون خدماته متماثلة
أو متجانسة على الدوام ،وبالتايل فهو ال يستطيع ضمان مستوى جودة معني هلا مثلما يفعل منتج السلعة ،وبذلك يصبح من الصعوبة
4
مبكان على طريف التعامل (مقدم اخلدمة واملستفيد) التنبؤ مبا ستكون عليه اخلدمات قبل تقدميها واحلصول عليها.
1محمد محمود مصطفى ،التسويق Fاالستراتيجي للخدمات ،ط ،1المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ،ص.51
2عبد العالي الغيشي ،أهمية نوعية االتصال في تحسين جودة الخدمات ،مذكرة ماجستير ،تخصص تسويق ،قسم العلوم التجارية ،جامعة قسنطينة ،الجزائر،
،2007ص.23
3عبد العالي الغيشي ،مرجع سابق ،ص.24
4سعيد محمد المصري ،إدارة األنشطة الخدمية وتطبيقاته ،ط ،1مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،ص ص .166-165
9
من هنا فإن على املؤسسة اخلدمية آن تعمل على:
-بذل جمهود كبري لتقدمي اخلدمات تتسم بالثبات يف اجلودة قدر اإلمكان.
-وض ع نظ ام لرص د وقي اس درج ة رض ا العمي ل عن اخلدم ة املقدم ة الي ه ،ولع ل من أهم الوس ائل هن ا نظم الش كاوى واملقرتح ات
ج -التالزمية :ونعين بالتالزمية درجة ترابط بني اخلدمة ذاهتا وبني الشخص الذي يتوىل تقدميها ،فنقول إن درجة الرتاب أعلى بكثري
يف اخلدمات قياس ا اىل الس لع ،فاخلدمات تق دم وتس تهلك يف نفس ال وقت ،وه ذا األم ر ال ينطب ق على الس لع ال يت تص نع وتوض ع يف
املعارض أو توزع على البائعني ،ومن خالهلم على الزبائن ليتم استهالكها الحقا ،أن األفراد الذين يقدمون اخلدمة يف ذهن العميل هم
أنفس هم اخلدم ة ،وق د ي رتتب على ذل ك يف كت ري من اخلدمات ض رورة حض ور ط الب اخلدم ة إىل أم اكن تق دميها ،كم ا ه و احلال يف
اخلدمات ذات االتص ال املباش ر احلايل حيث تك ون اخلدم ة موجه ة اىل جس م املس تفيد من اخلدم ة ،مث ل اخلدمات الطبي ة ،أو احلالق ة
1
وغريها.
د -الفنائي ة :تتم يز اخلدمات خباص ية تعرض ها لل زوال ،واهلالك عن د اس تخدامها ،إىل ج انب ع دم إمكاني ة ختزينه ا ،ل ذا ف إن املؤسس ة
املتخصصة يف جمال اخلدمات تتعرض خلسارة كبرية يف حالة عدم استخدام الزبون هلا 2 .إن عدم إمكانية التخزين للخدمات جيعل األمر
ص عب ،فاملديرون يف املؤسس ات اخلدمي ة عليهم أن يواجه وا التقلب ات يف الطلب أو الق درة االس تيعابية ،وذل ك بتب ين سياس ة س عرية
مناسبة ،حبيث يرتفع السعر يف فرتة ذروة الطلب وينخفض عند نقصانه ،هذا األمر قد يؤثر على الزبائن املفضلني والدائمني ،مما أدى
إىل اق رتاح حل ول أخ رى وهي جتزئ ة ط اليب احلج ز املس بق ملواجه ة التغي ري يف مس توى الطلب ،م ع تط وير أس اليب اخلدمات املش رتكة،
3
إضافة إىل استخدام طرق جديدة للرتويج.
1بشير عباس العالق ،حميد عبد النبي الطائي ،مرجع سابق ،ص ص .44-43
2مذكرة عمور محمد عبد العزيز ،الخدمة التسويقية ،في المؤسسة ،مذكرة ماستر ،كلية علوم تجارية ،تخصص تسويق الخدمات ،جامعة مستغانم،2018 F،
ص.47
3عبد العالي الغيشي ،مرجع سابق ،ص.24
10
هـ -ع دم الملكي ة :ان ع دم التنق ل يش كل خاص ة مميزة للخ دمات مقارن ة بالس لع ،فعلى العكس من الس لع ال يت ميكن للمش رتي أن
يستخدم املنتوج بشكل كامل أو جزئي كما بإمكانه خزنه أو بيعه الحقا ،أما بالنسبة للخدمة فاملستفيد قادر فقط على احلصول على
-تعريف الدليل إحصاين الفرنسي سنة 1999الذي اعترب أهنا ":كل وحدة قانونية متكونة من أشخاص طبيعيني أو معنويني يتمتعون
1
حبرية اختاذ القرارات ،يف إنتاج السلع واخلدمات".
نالحظ أن هذا التعريف لو يتضمن الوسائل املادية وعناصر اإلنتاج اليت تؤدي اىل احلصول على السلع واخلدمات.
كما ميكن تعريفها أيضا على أهنا ":وحدة اقتصادية تضم عددا من األشخاص ،وتستخدم خمتلف عناصر اإلنتاج لتحويلها إىل خمرجات
2
عن طريق قيامها بأنشطة وذلك هبدف إشباع حاجات ورغبات املستهلكني من السلع واخلدمات ".
املؤسسة اخلدمية عبارة عن ":نظام يتكون من جمموعة من األشخاص والوسائل املنظمة ،واملتفاعلة فيما بينها إلنتاج قيمة غري مادية
فاملؤسسة اخلدمية هي كل مؤسسة يتحدد غرضها األساسي يف تقدمي خدمة العميل مثل :الفنادق ،املطاعم ،املستشفيات ،واملؤسسات
املالية والتعليمية ومؤسسات االتصاالت ،باإلضافة اىل مؤسسات خدمية أخرى متنوعة.
أما اخلدمة فيعرفوهنا على إهنا شيء غري ملموس وشراؤها ال ينتج عنه بالضرورة أو حيازته ،وإمنا تتضمن عملية إنتاجها احلصول على
منافع.
ختتلف طبيعة اخلدمة عن طبيعة السلعة ،وبالتايل فإن املؤسسة اليت تنتج اخلدمة ختتلف عن املؤسسة اليت تنتج سلعا مادية ،هذا ما جيعل
1
R- Brenneman et S- Separi, Economie d’entreprise, édition Dunod, 2001, p22
أحمد شاكر العسكري ،التسويق ،مدخل استراتيجي ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،2000 ،ص.15 2
11
-اتساع مدخل مشويل لكل األنشطة الوظيفية يقوم على وجود األهداف والقيم الواضحة ،والنظر إىل تلك األهداف على أهنا أهداف
-أن تؤخذ جودة اخلدمة على أهنا حمور رئيسي جيب إثبات واالنتظام يف تقدميها بذات املستوى من خالل مدى واسع من العالقات
-أن يك ون العمي ل ه و احملور الرئيس ي حلركته ا ،وان تعم ل على بن اء ،واحلف اظ على ت دعيم عالق ات مس تمرة يف األج ل الطوي ل م ع
عمالئها.
-كما تتميز املؤسسات اخلدمية حباجاهتا املستمرة اىل املعلومات الصحيحة واملراقبة الدقيقة لبيئتها حىت يستطيع التخطيط ألنشطتها
التسويقية ،بسبب الطبيعة غري ملموسة ملنجاهتا وطبيعة العمل الدي متارس هذه املؤسسات واليت حتتاج اىل عمليات اإلنتاج أكثر من
1
غريها ،وبسبب ما تتميز به منتجاهتا من إنتاج وتقدمي وانتفاع يف وقت واحد وبشكل متتابع.
-تقوم املؤسسات اخلدمية بتحويل تشكيلة من املدخالت املادية والالمادية اىل املخرجات ملموسة ولكنها حمسوسة يف صورة خربات
أو جتارب مير هبا عمالء املؤسس ة ،ه ذه املخرج ات ق د ترتب ط هبا كيان ات مادي ة تتبل ور من خالهلا اخلدم ة املقدم ة ،إال أن ه ذا ال يع ين
2
حتوهلا اىل خمرجات مادية.
-كما تتميز املؤسسة اخلدمية بأن عمالؤها حيصلون على ما يطلبونه من خدمات يف أماكن إنتاجها ،ويشاركون أحيانا يف إنتاجها
مشاركة مباشرة ،وال ميكنهم امتالك ما حيصلون عليه من خدمات ،وختزينها واستهالكها باملعىن االقتصادي ،بإضافة إىل أن املخرجات
3
اخلدمية لتلك املؤسسات يتعذر تنميطها ،فهي دائما متغرية ومتنوعة حسب ما يطلبه كل عميل أو جموعة من العمالء.
-بعض املؤسسات اخلدمية تعارض فكرة التسويق ألهنا تعترب أن بعض التطبيقات التسويقية للسلع ال تتوافق مع طبيعة مهنتها .كاملهن
4
القانونية والطبية والتعليمية .كم أن هؤالء يعتربون أنفسهم منتجني ومقدمني خلدمات وليسوا مسوقني هلا.
-العديد من املؤسسات اخلدمية صغرية احلجم وقد ال حتتاج لطرق التسويق نفسها كما هو املطلوب املتوسطة وكبرية احلجم ،حيث
أن العديد من األساليب اإلدارية والتسويقية ال تتناسب مع مثل هذه املؤسسات اخلدمية الصغرية احلجم.
زكي خليل المساعد ،تسويق Fالخدمات وتطبيقاته ،ط ،1دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ،ص.27 1
هاني حامد ضمور ،تسويق الخدمات ،ط ،1دار النشر ،عمان ،2002 ،ص.58 4
12
إن لإلدارة االسرتاتيجية دورا بارزا يف استجابتها ألبرز التحديات اليت تواجه املؤسسات اخلدمية يف الوقت احلاضر نذكر منها:
-التغري السريع والكبري الذي حدث يف العامل من خالل ظواهر عديدة من أمهها ظاهرة العوملة اليت تالشت فيها الفواصل اجلغرافية
وحص ل تغ ري يف البيئ ة السياس ية واالجتماعي ة واالقتص ادية وزي ادة الطبيع ة االعتمادي ة املتبادل ة لالقتص اديات ومنو املنافس ة االجنبي ة يف
االسواق احمللية ،وندرة املوارد الطبيعية ،وحرية التبادل التجاري هذه مجيعاً جعلت نشاط املؤسسات اخلدمية أكثر عاملية ،كما ان التغري
الذي احدثه التطور العلمي والتكنولوجي واملعريف والتغريات اليت احدثتها ثورة االتصاالت كل هذا يضع عبء ومسؤولية ذلك على
عاتق صانعي االسرتاتيجية مواكبة هذه التغريات الكتساب املزيد من اخلربة والتعلم يف ادارة التغري بطريقة كفؤة وفعالة.
-ان زيادة حدة املنافسة اصبحت واضحة بفعل الظواهر اليت سبق االشارة اليها حيث غريت العوملة وثورة العلم والتكنولوجيا حدود
املنافسة بصورة واسعة ،وازدادت حدة املنافسة يف االسواق احمللية والعاملية وظهور منافسني جدد مما يفرض على صانعي االسرتاتيجية
حتدي صياغة وتطوير خطط اسرتاتيجية كفؤة وبعيدة املدى ملعاجلة وضع منظماهتم يف االسواق.
-التطور التكنولوجي :تعترب التكنولوجيا عامل مهم يف حتقيق امليزة التنافسية للبقاء يف عامل االعمال وباألخص املؤسسات اخلدمية،
وان عدم مواكبة التطور التكنولوجي يضع املنظمات يف مواجهة هتديد حقيقي بالفشل والضعف ،عادة هتيئ ادارة املؤسسات اخلدمية
نفسها بتطوير طرق جديدة للمنافسة يف امليزات التقنية اجلديدة اليت تنعكس على نوعية اخلدمة.
-التح ول اىل جمتم ع املعرف ة :ان املعرف ة هي اس اس الق درة يف عملي ة خل ق اخلدمات اجلدي دة او تط وير وحتس ني اخلدمات احلالي ة وهي
الطريق للوصول اىل مستوى عايل من النوعية واالبداع ،وعلى صانعي االسرتاتيجية معرفة كيفية ادارة املعرفة من اجل حتليل عناصر
القوة والضعف والفرص والتهديدات باعتبارها عامل حيوي يلعب دور يف جناح او فشل املؤسسات اخلدمية.
-تقلبات السوق :حتدث مظاهر اقتصادية يف االسواق التجارية كعدم استقرار أسعار صرف العمالت وعدم استقرار اسعار الطاقة
وتزايد تأثري املتغريات السياسية يف اوضاع السوق كاحلروب اإلقليمية واالزمات الدولية املفاجأة .هذا التحدي والتحديات السابقة
حتتاج اىل تغري يف عمليات االدارة االسرتاتيجية او اجراء تعديالت مستمرة على خطط وسياسات االدارة او استحداث تكنيك جديد
يف صياغة االسرتاتيجية تكون أكثر قدرة يف التعبري عن حاجات املؤسسة اخلدمية وظروفها وأكثر واقعية يف التعامل مع موارد املؤسسة
وامكانياهتا
إن االدارة االسرتاتيجية باعتبارها منظومة متكاملة الختاذ قرارات اسرتاتيجية مستقبلية تعكس أفضل البدائل واخليارات املتاحة للمؤسسة
تلعب دوراً يف منح املؤسس ات اخلدمي ة إمكاني ة امتالك م يزة تنافس ية مؤك دة ومس تمرة باإلض افة اىل خل ق درج ة عالي ة من التكام ل
13
والتنس يق يف البيئ ة التنظيمي ة ومن املش اركة بني وح دات االعم ال االس رتاتيجية للمؤسس ة ،باإلض افة اىل ان لإلدارة االس رتاتيجية دوراً
كبرياً يف متابعة وتقييم اداء املؤسسات اخلدمية كنظام يتكون من بنية متفاعلة من االنظمة الوظيفية الفرعية فإىل جانب حتليل االنظمة
الفرعي ة ،واملن اخ التنظيمي والثقاف ة التنظيمي ة وم ا تتض من ه ذه اجملاالت واالنظم ة من عناص ر ق وة وض عف تق وم االدارة االس رتاتيجية
بتحدي د مرك ز املؤسس ات اخلدمي ة االس رتاتيجي وتق ييم االداء كك ل من خالل حتدي د دور ك ل نظ ام يف خل ق قيم ة حمددة للمؤسس ة
ومتابعة سلسلة القيمة املضافة اليت هلا االثر املباشر يف اتاحة فرص البقاء او النمو والتطور يف جمال تقدمي اخلدمات.
الخاتمة
هتتم االدارة االسرتاتيجية باحلاضر واملستقبل يف آن واحد وهي مثرة لتطور مفهوم التخطيط االسرتاتيجي الذي يعين بانه عملية تنبؤ لفرتة
طويلة االجل ،وتوقع ما سيحدث وختصيص املوارد واالمكانيات احلالية ولكن يف نطاق الزمن الذي حتدده اخلطة ،وما تقدمه االدارة
االسرتاتيجية هو تكوين البصرية والقدرة على التفكري والتحليل االسرتاتيجي وصنع القرارات االسرتاتيجية يف مرحلة استكشاف احلاضر
واملستقبل وخلق هذا املستقبل او التأثري فيه على االقل للتأكد من فرص البقاء أو النمو أو التوسع يف ميدان االعمال.
ان الدراسة او التحليل البيئي يعترب أحد املكونات اهلامة لعملية االدارة االسرتاتيجية ،فمن خالل هذا التحليل تتوافر معلومات وبيانات
هلا امهية خاصة يف التنبؤ باملستقبل ،وكثرياً من املؤسسات اخلدمية تصبح ضحايا التغري البيئي كنتيجة لعدم قدرهتا على التنبؤ به أو
مواكبته ،كما ان التحليل ودراسة البيئة هو أحد املدخالت االساسية يف بناء وتصميم االسرتاتيجيات فمن خالله تتوافر للمنظمة الكثري
من البيانات واملعلومات واإلحصاءات اليت هلا امهية يف عملية التنبؤ باملستقبل.
14
قائمة المراجع
الكتب: أ-
أمحد شاكر العسكري ،التسويق ،مدخل اسرتاتيجي ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان.2000 ، -
د .بشري العالق د .عبد النيب الطائي ،تسويق اخلدمات ،دار زهران للنشر والتوزيع.2007 ، -
زكي خليل املساعد ،تسويق اخلدمات وتطبيقاته ،ط ،1دار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان.2003 ، -
سعيد حممد املصري ،إدارة األنشطة اخلدمية وتطبيقاته ،ط ،1جمموعة النيل العربية ،القاهرة. -
عبد اجلبار منديل ،أسس التسويق احلديث ،الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األوىل، -
.2002
حممد حممود مصطفى ،التسويق االسرتاتيجي للخدمات ،ط ،1املناهج للنشر والتوزيع ،عمان.2003 ، -
مؤيد سعيد السامل ،أساسيات اإلدارة االسرتاتيجية ،ط ،1دار وائل للنشر ،األردن.2005 ، -
هاين حامد ضمور ،تسويق اخلدمات ،ط ،1دار النشر ،عمان.2002 ، -
ب -مذكرات:
تبي دى ،حمم د حنفي حمم د ن ور ( .)2004أث ر اإلدارة اإلس رتاتيجية على كف اءة وفعالي ة األداء (دراس ة قط اع االتص االت -
عبد العايل الغيشي ،أمهية نوعية االتصال يف حتسني جودة اخلدمات ،مذكرة ماجستري ،ختصص تسويق ،قسم العلوم التجارية، -
15
مذكرة عمور حممد عبد العزيز ،اخلدمة التسويقية ،يف املؤسسة ،مذكرة ماسرت ،كلية علوم جتارية ،ختصص تسويق اخلدمات، -
16