Professional Documents
Culture Documents
السنة:
مقياس:
الفوج:
من إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد:
األســــــتاذ:
2
المطلب األول :تعريف االستراتيجية
من خالل مجموعة التعاريف ،والمفاهيم التي أوردها كبار المهتمين موضوع اإلدارة
االستراتيجية فإن االستراتيجية هي العملية التي تتضمن وضع وتصميم ومن ثم تنفيد
األهداف ذات األمد البعيد والتي تؤدي إلى بلوغ المنظمة أهدافها األساسية.
كما أن من أبسط تعاريفها أنها:
مجموعة القرارات والتصرفات التي تنشأ عنها صياغة وتنفيذ الخلل التي تحقق أهداف
المنظمة وطموحاتها بالشكل المرغوب
والشكل التالي يوضح مفهوم التخطيط االستراتيجي:
3
ويؤكد العالمان Thompson & Stricklandعلى أن اإلدارة اإلستراتيجية هي:
العملية التي بواسطتها يتمكن المدراء من تأسيس اتجاه طويل األمد للمنظمة ,وتحديد
أهدافها وتطوير االستراتيجيات لغرض تحقيق هذه األهداف في ضوء المتغيرات الداخلية
والخارجية ذات العالقة .
ويرى هيجنز وفنسر على أن اإلدارة اإلستراتيجية هي العملية اإلدارية التي تستهدف
1
إنجاز رسالة المنظمة من خالل إدارة وتوجيه عالقة المنظمة مع بيئتها ..
ويرى آخرون أنها مفهوم واسع يشتمل على مضامين ال تهتم فقط بإدارة المراحل
الحالية وإ نما كذلك المراحل الالحقة لتحديد مهمة وأهداف أية منظمة ضمن إطار البيئة
الداخلية والخارجية لها ,فهي سلسلة مترابطة من المراحل والتي يمكن لإلدارة العليا أن
تحقق من خاللها المهام اآلتية:
التأكيد على مجال أنشطة الرقابة اإلستراتيجية من أن أهداف المنظمة قد تحققت. ج-
وعرفت بأنها فن وعلم تكوين القرارات الوظيفية المتقابلة وتنفيذها وتقويمها بما يمكن
2
المنظمة من بلوغ أهدافها.
وتعرف اإلدارة بأنها مجموعة من القرارات والنظم اإلدارية التي تحدد رؤية ورسالة
المنظمة Mission & visionفي األجل الطويل في ضوء ميزاتها التنافسية
competitive advantageوتسعى نحو تنفيذها من خالل دراسة ومتابعة وتقييم
الفرص والتهديدات البيئية opportunities & threatsوعالقتها بالقوة والضعف
- 1عبوي ,2006 ,ص35
- 2الخفاجي ,2010 ,ص37
4
التنظيمي weaknesses & strengthsوتحقيق التوازن بين مصالح األطراف المختلفة
1
)( stakeholders
المطلب الثاني:تطور مفهوم التخطيط االستراتيجي
مر التخطيط االستراتيجي من حيث المفهوم والمحتوى واألبعاد بعد مراحل تاريخية يمكن
تلخيصها بما يلي:
مفهوم عسكري بحت من سنة ( ۵۰۰ق.م حتى اآلن(. أ-
ظهور أول نموذج للتخطيط االستراتيجي في إدارة األعمال (نموذج هارفارد) سنة ب-
( (۱۹۲۰
أول نموذج في التخطيط االستراتيجي في التنمية الصناعية والتسويق ظهر سنة) ت-
(۱۹۵۰
انتشار فرضية مفادها إن لجميع المنظمات استراتيجيات سواء أعلنتها أو لم تعلنها، ث-
وسواء اعترفت بذلك أم ال ،شعرت بذلك أو لم تشعر وذلك سنة)۱۹۵۰- ۱۹۵۵
(
الخطة البعيدة المدي تأخذ معنى االستراتيجية التي تسعى المنظمة من خاللها إلى ج-
بدأت تتكشف عيوبه وثغراته على صعيد المنظمات المختلفة خالل الفترة (-۱۹۹۰
.(۱۹۹۵
أصبح التخطيط االستراتيجي أداة لإلدارة الحكومية (القطاع العام) منذ سنة) ( د-
(۱۹۸۰
1
-https://www.4shared.com/get/su14jCc-/__online.html
5
تناول تفسيرات جديدة لالستراتيجية وبعض العلوم ذات العالقة بها .بدأ من سنة ( ذ-
(۱۹۸۹
ظهور محاوالت لتحديث التخطيط االستراتيجي،ـ وظهور التفكير االستراتيجي ر-
كبديل للتخطيط االستراتيجي وكمرحلة تسبق عملية التخطيط ،وطرح أفكار عن
القيادات ،والعقول التي يتعين أن تفكر بطريقة استراتيجية ابتداء من سنة (۱۹۹۲
– .(۱۹۹۹
تقدم التفكير االستراتيجي على بقية المصطلحات االستراتيجية األخرى باعتباره ز-
نقطة البدء واالنطالق وبدونه ال يمكن أن تكون هناك خطط أو استراتيجية (۲۰۰۱
– اآلن(.
المطلب الثالث :فوائد التخطيط االستراتيجي
تتلخص أهمية التخطيط االستراتيجي كونه يحقق الفوائد التالية- :
توضيحه للمستقبل والتنبؤ باألحداث والتهيؤها فيساعد المنظمة على االستعداد .1
والتحوط للمتغيرات القادمة واتخاذ اإلجراءات الكفيلة لمواجهتها.
يساعد المنظمة على استخدام الطريقة العقالنية في تحديد خياراتها في العمل .2
وسلوك الطريق األفضل لتحقيق أهدافها.
يساعد المنظمة على التوظيف الرشيد لقدراتها المالية واالقتصادية وتحقيق نتائج .3
أفضل من هذا التوظيف في المستقبل.
يعزز العمل الجماعي ويكسب الخبرة لكافة أفراد المنظمة حيث يشارك جميعهم في .4
1
بناء االستراتيجية ووضع أهدافها.
يساعد على تحسين أداء المنظمة من خالل كشف القضايا الرئيسية ألنشطتها .5
والصعوبات التي تواجهها والتعامل بكفاءة مع الظروف و المتغيرات بسرعة.
يدفع باتجاه تحسين كيفية صنع القرار ألنه يؤكد على النشاطات الرئيسية للمنظمة .6
وكيفية تحقيقها والقرارات Vالفاعلة لبلوغها ،فهو يساعد المنظمة على تثبيت نواياها
- 1أبو بكر ,مصطفى ؛ النعيم ,فهد2008 ( .م ) .اإلدارة اإلستراتيجية و جودة التفكير و القرارات في المؤسسات
المعاصرة.مصر :الدار الجامعية.Vص85
6
ووضع األساليب الالزمة للتعامل معها وإ صدار التوصيات الالزمة بوضعها على
مسالكها الصحيحة.
يعمل على توسيع معارف المنظمة ودراساتها وبناء قواعد معلوماتية لمختلف .7
جوانب عملها الداخلية و البيئة الخارجية المحيطة بها.
يساعد التخطيط االستراتيجي على تكامل واتساق أنشطة المنظمة وذلك بإحداثه .8
أنظمة عمل متوائمة ومتكاملة بعيدة عن التقاطع والتضارب.
1
وكما يظهره الشكل التالي:
7
.1األفق الزمني لإلستراتيجية:
يلعب الزمن دورا كبيرا في تحديد اآلثار المتوقعة من تنفيذ االستراتيجية فهناك قرارات
قصيرة المدى تتعلق بالتشغيل في المدى القصير وهناك القرارات المتوسطة المدى كخطط
القوى العاملة والتوزيع وتحديد مستوى الطلب .وأخيرا القرارات طويلة المدى كاإلنشاءات
وتغيير خطوط اإلنتاج ونمط المنتج وغيرها.
.2التركيز في اإلنتاج:۔
يقصد بالتركيز هنا عدد المنتجات أو الخدمات التي تنتجها المنظمة ،فكلما قلی هذا
العدد استطاعت أن تبسط سيطرتها وتحكمها في تنفيذ برامجها وأنشطتها وهذا تسهل على
المنظمات ذات التركيز العالي التي تنتج خدمات محددة صياغة وتنفيذ خططها
االستراتيجية.
.3التناسق في السياسات:
تعتمد المنظمة مجموعة من السياسات ،كل منها يتعلق بهدف من أهدافها ولكي تؤدي هذه
السياسات دورها في تحقيق األهداف بشكل فاعل يتعين على المخطط االستراتيجي العمل
على التنسيق بين السياسات المذكورة ،وبدون ذلك تؤول أعمال المنظمة إلى فوضى
وارتباك.
8
تمر المنظمة بمراحل عدة فهناك مرحلة النشوء ومن ثم مرحلة الصعود وهناك مراحل
المنافسة ومن ثم االستقرار فاالنكماش ثم االضمحالل وكل مرحلة تتطلب استيعاب كامل
لخصائصها وأهدافها والسياسات الواجب اتخاذها.
.6إيمان اإلدارة العليا وحماسها للعمل االستراتيجي:ـ
فكلما ازداد إدراك اإلدارة العليا وحماسها للتخطيط االستراتيجي كلما کانت احتماالت
1
نجاحه عالية والعكس بالعكس.
9
عدم قدرة اإلدارة على تحديد األهداف وبناء خطة استراتيجية:ـ
بالرغم من أن اإلدارة قد يتوفر لديها إيمان كامل بأهمية التخطيط االستراتيجي وضروراته
ولكنها ال تملك مقومات وقدرات على وضع الخطة االستراتيجية وتحديد أهدافها وخطتها
التنفيذية حيث أن الخطة هي أوال وأخرا تعبر عن إمكانيات المنظمة الذاتية وان استعانت
بالغير في وضع خطتها لكنها لن تكون قادرة على تنفيذها.
مقاومة بعض العناصر في المنظمةـ للتغيير:
أن من أول مهام التخطيط االستراتيجي إحداث تغيرات في عمل المنظمة نحو األفضل
وتبني سياسات وبرامج وإ جراءات لهذا الغرض وقد تعمل بعض العناصر في المنظمة
التي عهدت السياسات القائمة وإ جراءاتها وتعودت عليها إلى رفض السياسات الجديدة
1
والتمسك بواقعها القائم.
الموارد المالية للمنظمة:
من المعروف أن أية خطة استراتيجية مهما كانت طموحاتها وحسن صياغتها فإنها قد
تصطدم بعقبة الموارد المالية التي يتعين على المخطط التفكير بها منذ البداية ألن عدم
توفر األموال الالزمة لتغطية نفقات الخطة يؤدي بها إلى التوقف وربما الفشل.
- 1الخفاجي ,نعمة 2010 ( .م ) .اإلدارة اإلستراتيجية المداخل والمفاهيم والعمليات .عمان :دار الثقافة للنشر
والتوزيع.ص.103-102
10
إن إعطاء األعمال اليومية االهتمام األول وعدم االكتراث بالمشکالت االستراتيجية التي
تنهض بها المنظمة وتعمل على تطورها يلهي المنظمة ويمنعها من االنصراف إلى وضع
خطة استراتيجية تنهض بها إلى األمام.
المعلومات والبيانات اإلحصائية:
تقوم الخطة االستراتيجية على بعض األسس المهمة منها دراسة الماضي والحاضر والتنبؤ
بالمستقبل بما في ذلك البيئة الداخلية والخارجية ولكي تكون هذه األسس صحيحة ال بد من
توفر بيانات ومعلومات كافية لهذا الغرض ،وبعكسه يواجه المخطط صعوبات في بناء
أهدافه وسياساته المستقبلية ورسم خطة استراتيجية سليمة.
ربط التخطيط االستراتيجيـ بفترة األزمات
يسود االعتقاد بأن التخطيط االستراتيجي هو عمل لمواجهة األزمات ،وهذا أعتقاد خاطئ
يقلل من أهمية التخطيط ويقلص من دوره في تطوير المنظمة ونجاحها حيث أن التخطيط
االستراتيجي أسلوب لكل الظروف وضروري للمحافظة علي ديمومة المنظمة
1
واستمرارها.
وتظهر معوقات التخطيط االستراتيجي ملخصة بالشكل اآلتي :
11
المطلب الثالث :مسؤولية إعداد الخطة االستراتيجية
إن إعداد الخطة االستراتيجية يتطلبها جهود كبير وخبرات ،متراكمة ومعرفة واسعة
بظروف المنظمة ومستقبلها والبيئة الخارجية التي تحيط بها وتشارك بها جميع المستويات
اإلدارية في المنظمة ويمكن تحديد أشكال المشاركة في إعداد االستراتيجية وتنفيذها حسبما
يلي:
.1المسؤولية الجماعية
إن إعداد االستراتيجية مسؤولية جماعية وليست مسؤولية فرد معين في المنظمة وال
مجموعة صغيرة ولكن يضطلع بمسؤوليتها عادة فريق عمل واسع يتكون من المدراء
واالستشاريين والخبراء من داخل وخارج المنظمة باإلضافة إلى عدد من موظفي
1
المنظمة.
2.مسؤولية مجلس اإلدارة:
تقع على مجلس اإلدارة أعباء إدارة العملية االستراتيجية في مرحلة البناء والتنفيذ
والمتمثلة بمتابعة أعمال الفريق المكلف ببناء االستراتيجية والنظر في المشاكل الناشئة
التي يرفعها الفريق وهو الذي يضع الصياغة النهائية للرؤية والرسالة ويشارك في وضع
اإلطار العام لألهداف االستراتيجية كما انه يقوم بتحديد الخيارات االستراتيجية المطروحة.
12
تطور العمل بها وتطلعات وطموحات المنظمة وهو المسؤول عن حل جميع اإلشكاالت
العالقة فيها.
4.مدراء الوحدات واإلدارات
وتشمل وظيفتهم في إعداد االستراتيجية في تقديم الدراسات المساندة والمعلومات
والبيانات ،والتحليالت ،والمقترحات والرد على االستفسارات التي ترد من مجلس اإلدارة
أو المدير العام باإلضافة إلى قيامهم بإعداد االستراتيجيات الوظيفية المتعلقة بالنشاط الذي
يؤدوه واإلشراف على تنفيذ هذه االستراتيجيات.
.5األخصائيين والفنيون:
يشارك األخصائيون والفنيون في إعداد األستراتيجية من خالل تقديم الدعم والمساندة
للمدير في إعداد الجوانب االستراتيجية المتعلقة بنشاطهم وتقديم الدراسات واألبحاث
1
المساندة والمشاركة في تفاصيل العملية التي تقتضيها مهمة تكوين االستراتيجية.
13
المبحث الثالث :التخطيط االستراتيجي
المطلب األول :خصائص التخطيط االستراتيجي
يتميز التخطيط االستراتيجي بخصائص عدة يمكن إجمالها باآلتي:
- 1األثار الطويلة األجل
يهدف التخطيط االستراتيجي إلى إحداث تغيرات جوهرية وهامة في المنظمة وهذا ال
يظهر في األجل القصير بل يحتاج إلى فترة طويلة األمد و تكاليفه كبيرة وجهود مهمة.
- 2المشاركة الواسعة
يتطلب التخطيط االستراتيجي مشاركة واسعة في وضعه ابتداء من اإلدارة العليا
ونزوال إلى العاملين والمستفيدين والجمهور وغيرهم.
- 3المرونة:
يتميز التخطيط االستراتيجي بالمرونة لكي يستطيع مواجهة التغيرات المحتملة عند
التنفيذ.
- 4حشد الطاقات الكامنة والموارد:
يسعى التخطيط االستراتيجي لحشد جميع طاقات المنظمة الكامنة ومواردها المتاحة
سواء الذاتية أو التي يمكن توفيرها من خارج المنظمة وتوجيهها نحو تحقيق األهداف
المرسومة.
- 5المستقبلية:
ينظر التخطيط االستراتيجي إلى المستقبل فهو أسلوب مستقبلي ( )Futuringبالرغم
من انه يعتمد مؤشرات الماضي ومعطيات الحاضر ألغراض معرفة واقع المنظمة اال انه
14
1
ينطلق من منا ليرسم أهداف المستقبل.
- 6ترتيبـ الخيارات واألولويات
من الخصائص المهمة للعمل االستراتيجي أنه يضع الخيارات أمام المنظمة التي تسلكها
في خطتها التنفيذية وانه يرتب البرامج التنفيذية حسب أولوياتها وأهميتها.
- 1السالم ,مؤيد 2009 ( .م ) .أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية .عمان :دار وائل للنشر والتوزيع.ص.45
15
الكيمياء وقسم علوم الحياة من كلية العلوم وتتميز هذه االستراتيجيات بكونها قصيرة األمد
2
وذات عالقة بالجانب التشغيلي للقسم .
16
باإلضافة إلى ذلك تحتاج المنظمة وهي تريد أن تنتقل إلى حالة أفضل إلى تحديد
معالم المستقبل :أي معرفة اتجاهاتها المستقبلية ،والتنبؤ بصورتها القادمة ()Forecasting
لكي تتعرف على ما يمكن أن تصل إليه وفقا لوضعها الحالي ومن ثم تعيد راسم هذه
1
الصورة بإدخال تحسينات جمية عليها وفق ما تطمح إليه وتستطيع تحقيقه.
إن دراسة الواقع ودراسة البيئة الخارجية والداخلية والتنبؤ بصورة المستقبل تحتاج
إلى خزين من المعلومات المتعلقة بنشاط المنظمة ذاتها وبنشاط بيئتها الخارجية وهنا يأتي
دور قواعد البيانات والمعلومات التي بدونها ال يمكن للمنظمة إجراء مسح ناجح لوضعها
الراهن وتحديد اتجاهاتها المستقبلية ،وهذا يتوقف على توفر قاعدة بیانات متكاملة وكافية
وفاعلة لديها وإ دارة كفئة لهذه القاعدة بمقدورها تلبية متطلبات المخطط االستراتيجي ،وهو
يقوم بتحضير األسس الالزمة لبناء خطة المنظمة.
وعلى أساس ما تقدم يتضح الترابط بين الخطة االستراتيجية الجيدة وبين قاعدة
البيانات الوافية واإلدارة الناجحة لهذه القاعدة ،فهي قضايا متالزمة فبقدر ما تجهز قاعدة
البيانات الخطة بما تحتاجه من معلومات فإن الخطة االستراتيجية تفتح اآلفاق المستقبلية
أمام قاعدة البيانات للتوسع والتطور من خالل كشفها ألنشطة المنظمة خالل مرحلة
التطبيق والمتابعة والتقييم .وهكذا تحدث التغذية المتبادلة بين الطرفين وتغدو قاعدة
2
البيانات المعين الذي ال غنى عنه للتخطيط االستراتيجي.
17
المبحث الرابع:تنفيذ اإلستراتيجية
المطلب األول :خطوات التخطيط االستراتيجي
كما ذكرنا في الفقرة السابقة يجري إعداد الخطة االستراتيجية وفق خطوات متتابعة ،وال
يجوز أن تبدأ مرحلة إال بعد انتهاء المرحلة التي تسبقها .وتتميز هذه الخطوات بما يلي :
جودة الخطوة الالحقة تعتمد على جودة سابقتها. -
خطوات العمل مترابطة ومتكاملة. -
خطوات العمل تتميز باالستمرار ،فكلها تخضع للمتابعة والمراجعة الدورية. -
وفي ضوء ما تقدم فإن الخطوات األساسية للخطة االستراتيجية هي:
مرحلة التحليل والرصد البيئي Environmental Scanning .1
مرحلة صياغة االستراتيجية Strategy Formulation .2
مرحلة التطبيق Strategy Implementation .3
مرحلة المتابعة والتقييمMonitoring and Evaluation .4
وتظهر هذه المراحل كما في الشكل
وقد يكون من المناسب عرض التفاعل المتبادل بين مكونات الخطة االستراتيجية وفق
النموذج أعاله ووضعها على شكل مجموعات رئيسية من العمليات تبدأ بالمسح البيئي
18
وتنتهي بالمتابعة والتقييم وكما مبين في الشكل التالي حيث ستأتي على شرح كل مجموعة
1
مفصلة في الفصول القادمة .
ويمكن وضع المخطط أعاله في صورة أكثر تفصيال لتظهر العمليات التي تجري عند
كل مرحلة من مراحل التخطيط االستراتيجي دون التطرق إلى التفريعات التي تخرج من
2
كل خطوة من هذه الخطوات وكما مبين في الشكل التخطيطي اآلتي :
19
المطلب الثاني :نماذج التخطيط االستراتيجي
تختلف سبل إعداد االستراتيجية وفقا لآلراء المختلفة بشان النموذج الذي يمكن أن
يعتمد هذا الغرض حيث يعكس كل نموذج طبيعة المنظمة ومسؤولية وضعها و
االقتراضات التي تستند إليها .ومن النماذج المتداولة هي:
- 1نموذج التخطيط المبني على النتائج )Outcome -Based Planning(OBF
خالل الخمسة أعوام الماضية قامت دول عدة بتطبيق التخطيط االستراتيجي المبني
على النتائج وقد أثمر ذلك األسلوب عن نتائج متميزة .كما ساعد هذا النوع من التخطيط
20
كبار المسؤولين التنفيذيين في هذه الدول على التركيز في عمل أجهزتهم ومؤسساتهم على
1
اآلتي:
توضيح كيفية تحقيق اإلنجازات التي تتطلع إليها الجهات العليا.
االنتقال إلى مرحلة يصبحون فيها أكثر استجابة لحاجات ومتطلبات المواطنين.
إظهار مدى كفاءة مؤسساتهم في تقديم خدمات ذات قيمة عالية للمستفيدين.
جذب العناصر المبدعة والملتزمة Vبتحقيق أفضل النتائج والحفاظ عليها في هذه
المؤسسات.
إنه منهج يعمل على حث األجهزة والمؤسسات لتركز على تحقيق النتائج .وينأى عن
مناهج التخطيط االستراتيجي التي تسببت في حدوث مشکالت ألجهزة ومؤسسات
الخدمات العامة في الماضي ويحقق الكثير من المزايا والمنافع.
- 2النموذج الخط Linear Model
يعتمد النموذج الخطي على أساس تكامل القرارات والتصرفات والخطط من اجل
تحقيق األهداف الموضوعة من قبل اإلدارة العليا للمنظمة ويفترض هذا النموذج ما يلي:
استقرار البيئة وإ مكانية التنبؤ بها.
أهداف المنظمة هي أهداف جميع العاملين فيها.
القرارات ،تتخذ بشكل عقالني .
محور االستراتيجية رضا المستفيدين من المنظمة .
- 3النموذج التكييفي:ـ Adaptive Model
يعتمد هذا النموذج على التناسق والتطابق بين المنظمة والبيئة التي تعمل بها حيث تحتل
التغيرات في البيئة أهمية كبيرة في استراتيجية المنظمة ولهذا فهي تهتم في مالحقة هذه
التغييرات والتكييف لها وتحرص على تعديل برامجها ونمط خدماتها بهدف مواجهة
- 1القطامين ,أحمد 2002 ( .م ) .اإلدارة االستراتيجية مفاهيم وحاالت تطبيقية .عمان :دار مجدالوي للنشر
والتوزيع.ص.47-46-45
21
التغيير في حاجات الفئات المستهدفة وأصحاب المصالح ( ) Stakeholdersوالمنظمات
األخرى.
- 4النموذج التفسيري Interpretive Model
يقوم هذا النموذج على مجموعة من المتغيرات المتشابكة عندما يكون واقع المنظمة
التنظيمي غير متجانس وهذا ما يدعو إلى مساهمة عدد كبير من األطراف في تفسير هذا
الواقع ووضع االستراتيجية ،وعليه تعتبر الدافعية المحرك األساس لهذا النموذج وال تلعب
المعلومات عادة دورا حاسما في حركة المنظمة وتطورها وبناء أستراتيجيتها.
- 5النموذج الكليMacro Model :
يعتمد هذا النموذج على مبدأ صياغة االستراتيجية من العام إلى الخاص أي دراسة
المنظمة بشكل شامل ثم االنتقال إلى تحليل أنشطتها الفرعية وعليه يفترض النموذج البدء
بصياغة رسالة المنظمة ومن ثم تحليل البيئة الخارجية ويتبع ذلك تحليل البيئة الداخلية
1
لغرض تحديد عناصر القوة والضعف في المنظمة وهكذا.
22
والعوامل اإلنسانية التي قد تلعب دورا هاما في اتجاهات ونشاطات المنظمة.
- 8النموذج التحليلي Analysis Model
يدعو هذا النموذج إلى اعتماد األسلوب التحليلي في بناء االستراتيجية دون الحاجة إلى
توصيف برامجها وإ جراءاتها وسياساتها وهذا يحتاج إلى حشد کبير من الطاقاته
والمستلزمات لتحقيق أهداف االستراتيجية.
- 9النموذج الوصفيDescriptive Model :
وهذا النموذج على العكس من النموذج الموضوعي يعطي الجانب الوصفي دورا
حاسما في بناء االستراتيجية دون االستغراق في التحليالت الكمية التي قد ال تتوفر لها
1
البيانات والمعلومات الالزمة إلنجازها بالشكل المطلوب.
- 10نموذج هارفارد Harvard Model -
يعتبر هذا النموذج من أولى النماذج التي طرحت ،موضوع اإلدارة االستراتيجية
وقد استفادت من مكوناته معظم النماذج المبكرة ويدعو النموذج إلى تحديد الموارد المتاحة
للمنظمة وتحديد أهدافها وسياساتها ومن ثم إحداث موازنة بين عوامل القوة والضعف Vفي
البيئة الخارجية وعوامل القوة والضعف في بيئتها الداخلية| .
ووفق هذا النموذج تبني االستراتيجية على مرحلتين األولى :مرحلة التوجه
االستراتيجي للمنظمة والثانية :مرحلة التنفيذ.
- 11نموذج أصحاب المصالح Stakeholders Model -
ويؤكد هذا النموذج على أن األفراد والجماعات والمنظمات والمؤسسات ذات العالقة
بالمنظمة تؤثر وتتأثر بقراراتها وأفعالها وينطلق هذا النموذج من الفكر اإلداري التقليدي
الذي يبحث عن تحقيق مصالح أصحاب العالقة بالمنظمة كأصحاب رؤوس األموال من
المساهمين وغيرهم.
- 12النموذج التنافسي Cairpetitive Model :
23
ويركز هذا النموذج على أن مستقبل أي منظمة مرهون بالقوى التنافسية التي تحيط
بها وهذا ما يدفعها للتعامل مع مجموعة القوي الفاعلة في البيئة التنافسية وهي :المساومة
مع المشترين والمنتجات البديلة والمنافسة مع الموردين والمنافسين الجدد والمنافسة مع
المنظمات المشابهة القائمة وما شابه.
13نموذج التخطيطPlanning Model :
ويؤكد نموذج التخطيط على إجراء الدراسات التي تشمل كافة الجوانب التي تحيط
بالمنظمة من أجل توفير البيئة المناسبة التخاذ القرارات االستراتيجية المائية ،ولهذا يدعو
النموذج إلى إيجاد قاعدة معلومات كافية ألجل تحقيق حالة الوضوح والتكيف بين المنظمة
1
وبيئتها الخارجية قبل الشروع في صياغة االستراتيجية.
- 14نموذج السبعة أبعادSeven Dimensions Model :
وهو نموذج تطويري لنموذج التخطيط يهدف إلى تفادي عدم كفاية التحليالت الكمية
لضمان نجاح االستراتيجية وهذا طرح النموذج أبعاد مضافة إلى البعدين الذين يعتمدهما
النموذج التخطيط وهما البناء ( )Structureأي إتخاذ القرارات والعمل االستراتيجي
Strategyأما األبعاد المضافة فهي اإلجراءات التنظيمية ( )Systemsالتي توفر الرقابة
على البعدين أعاله واألساليب اإلدارية ( ) Stylesوكيفية أداء العاملين في المنظمة
ألعمالهم بما يتوافق مع الوصف السائد ( ) Starrوالمهارات التي يتمتع بها العاملون في
المنظمة ( ) Skillsوأخيرا الغايات التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها في المستقبل وتوجيه
جميع طاقاتها وقراراتها باتجاهه ( )Super Ordinate Goalsويرمز للسبعة أبعاد أعاله
بالرمز ((7S
- 15نموذج ستنيرSteiner Model :
وبموجب هذا النموذج فإن عملية التخطيط االستراتيجي تبدأ من مرحلة التخطيط التي
تركز على الجوانب األربعة األساسية التالية:
24
األطراف الخارجية ،اإلدارة الداخلية ،قاعدة البيانات ،التقويم والتحليل ،ثم تبدأ مرحلة
بناء الخطة التي تتضمن تحديد األهداف والسياسات والبرامج وتليها مرحلة خطة البرامج
التنفيذية حيث تنقسم إلى نوعين من البرامج :متوسطة المدى وقصيرة المدى ويلي ذلك
مرحلة التنفيذ ومن ثم المتابعة والتقييم .
16نموذج هوشين Hoshin Midel:
يتلخص نموذج هوشين في بناء الخطة االستراتيجية بالعمليات التالية:
تحديد القضايا الرئيسية للمنظمة.
وضع األهداف االستراتيجية .Overall Goals
وضع االستراتيجيات .Objectives
توزيع األهداف الفرعية حسب األهداف االستراتيجية.
1
وضع مقاييس لتقدم األداء.
ويركز هذا النموذج على القيم ويربط بين الخطط االستراتيجية والتشغيلية ويفرد بندا
للسيناريوهات البديلة ويوصي بتعديل الخطة عند الحاجة.
17نموذج كوفمان Kaufman Model
يقوم هذا النموذج على اإلجابة على السؤال التالي أين نريد أن نذهب ولماذا وما هي
مستلزمات ذلك ؟ وتلمس مستقبل المنظمة جيدا قبل وضع األهداف وعلي هذا يجري
تحديد األسس والقيود التي تحيط بالمنظمة ومن ثم تشخيص الواقع والمشاركة الميدانية
والمجتمعية وبعدها تحدد المنطلقات االستراتيجية ومن ثم توضع الرؤية والرسالة
واألهداف العامة واالستراتيجية وتتبعها الخطة التنفيذية وخطة المتابعة والتقييم.
- 18نموذج فيشر Pfeffer Model -
يتلخص نموذج فايفر بالقول بأن التخطيط االستراتيجي مفتاح التطور المنظمة ونجاحها
ويدعو إلى اعتماد األسلوب العملي سبيال في ذلك ،و يتضمن صفحتين هما التدقيق
25
والفحص البيئي ،و االعتبارات التطبيقية ،وتحتوي هاتين الصفحتين على ( )۹خطوات
إلنجاز الخطة االستراتيجية هي :التخطيط للتخطيط ،وفحص وتشخيص القيم ،وصياغة
الرسالة ووضع النموذج االستراتيجي للمنظمة وتحليل الواقع ،وتحليل الفجوات ،ووضع
محطة تنفيذية متكاملة ،ووضع خطة بديلة (أي خطة لمواجهة الطوارئ) وأخيرا المتابعة
و التحقق من النتائج.
ويؤكد هذا النموذج على :ثقافة المنظمة والتكامل بين الخطط اإلدارية و الوظيفية وتحليل
1
الواقع وأداء المنظمة وتحليل الفجوات وتحديد القيم.
- 19نموذج التخطيط االستراتيجيـ األساسي:
إن هذا النموذج تأخذ به المنظمات الصغيرة جدا غير الربحية ،والتي لم تكن قد جربت
التخطيط االستراتيجي ،ويمكن أن يطبق في السنة األولى من حياتها لكي تتعرف المنظمة
على كيفية إدارة الخطة االستراتيجية .وفي ضوء ذلك يمكن أن تعمق معرفتها هذه
السنوات الالحقة .وعادة ما توضع خطة من هذا النوع من قبل القيادة العليا في المنظمة.
ويتضمن التخطيط االستراتيجي األساسي ما يلي - :
تحديد الرسالة :التي تصف المنظمة وتبين أغراضها وحاجات المستفيدين .
تحديد األهداف التي يجب أن تنجز من أجل تحقيق الرسالة ،ويتضمن أيضا تحديد
القضايا الرئيسية للمنظمة.
تحديد سبل تحقيق كل هدف :أي وضع األهداف الفرعية التي تتالءم مع طبيعة
البيئة الخارجية والداخلية للمنظمة.
تحديد الخطة التنفيذية :والتي تتطلب وضع البرامج التنفيذية لتحقيق كل هدف
فرعي .
المتابعة وتحديث االستراتيجية والتي تقضي التعرف على مدى تحقيق األهداف
خالل معايير توضع لهذا الغرض.
26
إن المنظمات التي تأخذ بهذا النموذج يمكنها التوسع في أهدافها وسبل تنفيذها الواردة في
الفقرتين ( )۳۰۲أعاله.
- 20نموذج التخطيط االستراتيجيـ القائم على القضايا األساسية Issue-Based
Planning
إن المنظمات التي طبقت نموذج التخطيط االستراتيجي األساسي المذكور في البند السابق
مؤهلة لألخذ بأسلوب التخطيط االستراتيجي القائم على القضايا الرئيسية الذي يعتبر أكثر
1
شمولية وفعالية .وتتبع في هذا النموذج الخطوات التالية:
تقييم البيئة الخارجية والداخلية لوضع .SWOT
تحديد القضايا الرئيسية واألهداف والبدائل.
تحديد البرامج التي تندرج تحت كل هدف.
تقييم أو تحديث الرؤية والرسالة والقيم (بعض المنظمات تضع هذه المسائل في
البداية).
بناء الخطة التنفيذية التي تحتوي على األهداف الفرعية ،المواد الالزمة ،والقواعد
والمسؤوليات ألجل التنفيذ.
توثيق العمليات أعاله( -القضايا ،األهداف ،البرامج ،وتحديث الرؤية والرسالة،
والخطة التنفيذية) في وثيقة واحدة وإ رفاق تحليل الواقع SWOTمعها.
وضع خطة تشغيلية سنوية للخطة بما فيها الموازنة المالية المطلوبة.
البدء بتنفيذ الخطة التشغيلية السنوية (سنة بعد أخرى ) .
متابعة وتقييم ومراجعة وتحديث وثيقة الخطة.
-21نموذج التالف :Alignrrent Model
يحرص هذا النموذج على إيجاد تألف متين وقوي بين رسالة المنظمة ومواردها ألجل
ضمان تشغيل المنظمة بفعالية.
27
إن هذا النموذج مفيد للمنظمات التي تريد التحول أو التي تريد اكتشاف أسباب العطل في
عملياتها ،كما أن المنظمات التي تدير عمليات كثيرة وتريد رفع كفاءتها .أما خطوات بناء
هذا النموذج فهي كاآلتي
- 1يقوم الفريق المكلف بوضع الخطة بصياغة الرسالة ،والبرامج ،وتحديد الموارد،
1
والمستلزمات المساندة.
- 2تحديد ما هي العمليات التي تعمل جيد ،وما هي التي تحتاج إلى إصالحات وتعديل.
- 3تحديد كيف يمكن إجراء هذه اإلصالحات والتعديالت كبرامج في الخطة
االستراتيجية.
28
اختيار التغير الخارجي األكثر تأثيرا على المنظمة ،مثال ذلك اختيار البرامج
واالستراتيجيات األكثر معقولية التي يمكن بها مواجهة التغير المذكور.
-23التخطيط االستراتيجيـ العضوي :Organic Planning
1
إن هذا النموذج هو النموذج التقليدي الذي يتبع الخطوات التالية - :
تقييم البيئة الخارجية والبيئة الداخلية .
وضع تحليل .SWOT
تحديد القضايا وأولوياتها .
وضع البرامج
تحديد قيم وثقافة المنظمة استخدام السيناريو" أو .Storyboarding
تحديد الرؤية
24النموذج الذي أخذ به هذا الكتاب :
لدى استعراض نماذج التخطيط االستراتيجي السالفة الذكر وجد أنها تشترك جميعها في
مسائل أساسية هي
تأكيدها على وضع رؤية ورسالة للمنظمة وإ رساء قيم تعمل في ضوئها.
تركيزها على أهمية تحليلى واقع المنظمة الحالي واعتباره المنطلق الصحيح
التطويرها في المستقبل.
تشديدها على ضرورة وضع أهداف استراتيجية مجزأة إلى أهداف فرعية.
اعتبارها الخطة التنفيذية الجزء العملي لنقل الخطة االستراتيجية من نصوص إلى
واقع عملي.
تأكيدها على أهمية متابعة وتقييم خطوات تنفيذ االستراتيجية والوقوف على تقدم
العمل فيها وتصحيح االنحرافات الحاصلة ومعرفة مستوى األداء المتحقق.
29
وإ ذا كانت هناك ثمة خالفات أو فروق بين هذه النماذج فهي تنصب على تسلسل مراحل
إعداد الخطة ومراحل تنفيذها ،فالبعض منها على سبيل المثال يقدم تحليل الواقع والبعض
اآلخر يؤخره ومنها من يؤتر وضع الرؤية والرسالة و منها من يقدمها وبعضها من يؤكد
1
على هذا الجانب أو ذاك من البناء االستراتيجي.
وعلى أساس ما تقدم ومن خالل تحليل التجارب التخطيطية للعمل االستراتيجي فقد
وجدنا أن النموذج األكثر واقعية وفاعلية هو الذي يجمع بين توجهات أكثر النماذج
واهتماماتها وبين ضرورة المحافظة على تتابع خطوات بناء االستراتيجية لكي يأتي بناؤه
متماسكا .كما وجدنا أن النموذج اآلتي هو أكثر واقعية ويحرص على دور التغذية الراجعة
في توفير إمكانيات إعادة النظر في الخطوات السابقة في ضوء ما تفرزه الخطوات
الالحقة.
30
إستراتيجية اإلدارة : Managementهي عملية تكييف المنظمة مع بيئتها
لتحقيق الغايات التنظيمية ومن أجل تأكيد بقاء التنظيم.
التخطيط اإلستراتيجي : Staetegic Plannigوهو الذي يتوقع حال المستقبل
وبالتالي يعمل على االستعداد لمواجهة متغيرات هذا المستقبل.
صياغة اإلستراتيجية :Startegic Formalationوتعني إيضاح وتمهيد الطرف
الذي تعتقد المنظمة أنه سيقودها لتحقيق غاياتها ,ومن ثم فهي ترسم رسالتها وتحدد
غاياتها ,وتوجه جهودها لتحليل العوامل والمتغيرات Vالبيئية الخارجية والداخلية وبما
يسهم في إنتاج واختيار البديل المناسب.
المراجعة اإلستراتيجية : Startegic Revienوهي الخطوة األخيرة من خطوات
1
اإلدارة اإلستراتيجية لقياس اإلدارة الفعلي واتخاذ اإلجراءات الصحيحة.
الفرص والتهديدات :"Opportunities & Threats" Vالفرص هي التغيرات
ًّ
إيجابيا عليها ،أو هي الموقف المواتية في البيئة الخارجية للمنظمة والتي تؤثر
المفضل أو المرغوب Vفي بيئة المنظمة ،وتعتبر اتجاهات التغير في البيئة الخارجية
التي تتمخض عن استكشاف احتياجات غير مشبعة للعمالء أو التغيرات في البيئة
التشريعية أو القانونية أو تحسين العالقات مع الموردين مصادر جيدة للفرص.
أما التهديدات فهي التغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية في غير صالح المنظمة
وتؤثر عليها ًّ
سلبيا ،وقد تتمثل مصادر التهديدات في دخول منافسين جدد إلى
السوق ،وانخفاض معدالت نمو الطلب ،وزيادة القوة التساومية للمشترين،
والتغيرات التكنولوجية وغيرها.
ومن خالل فهم الفرص والتهديدات المؤثرة التي تواجه المنظمة يتمكن المدراء من
تحديد البدائل الموضوعية لالختيار االستراتيجي والتعرف على أفضل قطاعات
السوق التي يجب تركيز الجهود عليها.
نقاط القوة والضعف ":"Strengths & Weaknessesنقاط القوة هي المزايا
واإلمكانات التي تتمتع بها المنظمة بالمقارنة بما يتمتع به المنافسون ،ويطلق على
نواحي القوة البارزة مصطلح "القدرة المميزة" أو "،"Distinctive Competence
31
وقد تتمثل مجاالت القوة في الموارد المالية ،والصورة Vالذهنية ،والقيادة السوقية،
والعالقات بالموردين أو العمالء.
وتتمثل نقاط الضعف في قصور اإلمكانات والمشكالت التي تعوق المنظمة عن
المنافسة بفاعلية كما أنها تقلل من رضاء المتعاملين معها ،ومن أمثلتها ضعف
الموارد المالية والتكنولوجية والتسهيالت والقدرات اإلدارية والتسويقية والصورة
الذهنية لمنتجات المنظمة.
1
البيئة الخارجية ":"External Environment
تتكون البيئة الخارجية من المؤسسات واألفراد والقوى االجتماعية والسياسية
واالقتصادية والثقافية والطبيعية والقانونية والتكنولوجية التي تؤثر على المنظمة في
حين أن المنظمة ليس لها تأثير عليها.
مثال :ارتفاع أسعار الطاقة ،التغيرات في أسعار صرف العمالت األجنبية،
وظهور حركات حماية المستهلك وحماية البيئة ،وزيادة االعتماد على الحاسبات
اآللية وثورة المعلومات.
البيئة الداخلية ":"Internal Environment
وتتكون من الخصائص المادية والمعنوية التي تميز وحدات المنظمة اإلدارية
ومواردها البشرية والمادية والتي تميز الحضارة السائدة فيها والقيم والعادات التي
تحكم الممارسات اإلدارية والفنية واإلنسانية.
ومن خالل مصفوفة " "SWOTأو غيرها من المصفوفات التحليلية نتمكن من
تحليل البيئة الداخلية والخارجية ومن ثم تحديد مواطن الضعف والقوة ودراسة
إمكانية وجود فرص الستثمارها أو تهديدات يجب الحذر منها ،ومصفوفة "
،"SWOTهي الحروف األولى المختصرة لكلمات أربع ،وهي:
أ Strengths .#أو القوة.
ب Weaknesses .#أو الضعف.
ت Opportunities .#أو الفرص.
ث Threats .#أو التهديدات.
32
توضيحا لمصفوفة ":"SWOT
ً ويظهر الشكل التالي
المطلب الثاني:نماذج اإلدارة اإلستراتيجية:
نموذج جامعة Harvard
نموذج إستراتيجية التنافس
نموذج عملية التخطيط
نموذج األبعاد السبعة
نموذج جامعة هارفارد :يعد هذا النموذج األول زمنيا واألكثر تأثيرا على التطورات
الالحقة في مجال اإلدارة اإلستراتيجية ,والحقيقة أن كافة النماذج األخرى لإلدارة
1
اإلستراتيجية مشتقة من نموذج "هارفارد" ومتأثرة بأطروحاته.
يعرف هذا النموذج اإلدارة اإلستراتيجية بأنها نموذج من القرارات والسياسيات التي تحدد
طبيعة المؤسسة وطبيعة المنتجات أو الخدمات التي تقدمها خدمة المجتمع لمجتمعها.ويدعو
هذا النموذج مدراء المؤسسات إلى التحديد الدقيق والموضوعي لما لدى مؤسساتهم من
موارد وإ مكانيات وموازنتها مع ما في بيئة المؤسسة الخارجية من فرص ومخاطر مما
يتيح لهم الوصول إلى نقطة من التوازن االستراتيجي بين ما في البيئة الخارجية من
عوامل مشجعة أو محبطة وما لدى المؤسسة من عوامل قوة أو عوامل ضعف في بيئتها
الداخلية.
ويقسم نموذج هارفارد اإلدارة اإلستراتيجية إلى مرحلتين :
األولى :تتألف من مجموعة القرارات ذات الصلة بما يجب أن يتم لمساعدة المؤسسة على
صياغة رسالتها وأهدافها وسمى تلك بمرحلة بناء التوجيه االستراتيجي للمؤسسة.
الثانية :تركز على مجموعة القرارات Vذات العالقة بتنفيذ ما تم في المرحلة األولى وسماها
2
بمرحلة التنفيذ .
33
3
ويبين الشكل التالي نموذج جامعة هارفورد لإلدارة اإلستراتيجية .
المطلب الثالث:التحديات التي تواجه اإلدارة اإلستراتيجية:
.1تسارع التغيرات الكمية والنوعية في بيئة األعمال:
نعيش اليوم في عالم سريع التغير في كل نواحيه ومظاهره ,عالم تكاد تتالشى فيه حدود
الزمان والمكان ,بين ما هو قديم وجديد ,ويظهر هذا التغير في البيئة السياسية واالجتماعية
واالقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية .ومن ثم فقد أصبح وضع االستراتيجيات والتعامل
مع الفرص والتهديدات أمراً حيوياً وهاماً في مختلف أنواع المنظمات العربية.
.2ازدياد حدة المنافسة:
لم تعد المنافسة مقتصرة على السعر وجودة المنتج فقط كما كان الوضع سابقاً ,بل تعددت
اآلن أسس المنافسة لتشمل كل أنشطة المنظمة ,ولتصبح منافسة كونية أيضاَ .وتتضح هذه
الصورة في ظهور منافسين جدد باستمرار وزيادة حدة المنافسة بصورة عامة ,األمر الذي
يفرض على اإلدارة العليا تحدي وضع خطط إستراتيجية كفوه وبعيدة المدى لمعالجة
وضع المنظمة في أسواق مختلفة.
.3التحالفات اإلستراتيجية:ـ
لقد تالشت من عالم األعمال الحدود السيادة بين الدول وذلك مع تزايد الطبيعة االعتمادية
المتبادلة لالقتصاديات ,ونمو المنافسة األجنبية في األسواق المحلية ,وندرة المواد الطبيعية,
وحرية التبادل التجاري.
.4ندرة الموارد:
كما أصبح الصراع على موارد الطاقة والماء والكفاءات العلمية النادرة سمة العصر,
وترتب على المنظمات وضع االستراتيجيات التي تضمن توفير الموارد بالقدر
والمواصفات المطلوبة وفي الوقت المناسب.
.5ظهور المنظمات المتعلمة:
- 3حبتور,2004,ص69
34
أمام التغيرات البيئية السريعة وغير المؤكدة أصبح لزاماً على المنظمات امتالك القدرة
على التنافس الناجح في مثل هذه البيئات .وال يتحقق لها ذلك إال إذا امتلكت مرونة
إستراتيجية تمكنها من تكوين ميزة تنافسية مستدامة .وتتطلب المرونة اإلستراتيجية التزاماً
طويل األمد لتطوير وتنمية الموارد ذات األهمية االستثنائية .كما تتطلب إلزامية أن تصبح
المنظمة متعلمة وتركز بشكل مباشر على الحصول على المعرفة .ويمكن أن تشكل
المعرفة ميزة إستراتيجية في أي مكان على المدى البعيد وهي أساس القدرة في عملية
خلق المنتجات الجديدة أو تطوير المنتجات الحالية .وتقوم المعرفة بدور المضاعف للثورة
والقوة بمعنى أن باإلمكان استخدامها إما لزيادة (أو تقليل) المتاح منها من اجل تحقيق
1
زيادة قصوى في الكفاءة .
المطلب الرابع :مستويات اإلدارة اإلستراتيجية:
تتكون اإلدارة اإلستراتيجية من ثالثة مستويات:
-1اإلدارة اإلستراتيجيةـ للمنظمة (األم) :
في هذا المستوى تتولى اإلدارة اإلستراتيجية عملية تخطيط كل األنشطة المتصلة بصياغة
رسالة المنظمة وتحديد األهداف اإلستراتيجية لها وحشد الموارد الالزمة وصياغة الخطة
اإلستراتيجية في ضوء تحليل البيئة الداخلية للمنظمة وبيئة األعمال الدولية.
-2اإلدارة اإلستراتيجيةـ في مستوىـ وحدات األعمال اإلستراتيجية:
تتولى اإلدارة اإلستراتيجية هنا صياغة وتنفيذ الخطة اإلستراتيجية الخاصة بكل وحدة
أعمال ,وبصورة عامة فإن اإلدارة اإلستراتيجية تكون مسئولة بصورة مباشرة عن تخطيط
وتنظيم كافة األنشطة الخاصة بالخطة اإلستراتيجية للوحدة واتخاذ القرارات الالزمة
للتنفيذ.
-3اإلدارة اإلستراتيجيةـ على المستوى الوظيفي:
35
يعني يوجد خطة إستراتيجية للتسويق وخطة إستراتيجية لألفراد وخطة لإلنتاج ,تتولى كل
خطة عملية تقييم السياسات والبرامج Vواإلجراءات الخاصة بتنفيذ كل وظيفة من دون
1
الدخول في تفاصيل اإلشراف المباشر على األنشطة اليومية لهذه الوظائف .
خاتمة:
تتولى اإلدارة اإلستراتيجية ويقع على عاتقها عملية التخطيط لجميع األنشطة المتصلة
بصياغة رسالة المنظمة وتحديد األهداف اإلستراتيجية مع رصد الموارد الالزمة وصياغة
الخطة اإلستراتجية في ضوء تحليل البيئة الداخلية للمنظمة وبيئة األعمال الدولية .وفي
هذا المستوى يؤخذ بنظر االعتبار توزيع الموارد بين الوحدات األعمال اإلستراتيجية
وتحقيق التناسق والتكامل في أنشطة وعمليات هذه الوحدات .
تمثل اإلدارة اإلستراتيجية في هذا المستوى الخطط واالستراتيجيات التي تخص نشاط
محدد داخل المنظمة ،فقد يكون لدى المنظمة أنشطة مختلفة كالتعليم الفني ،والتعليم
التقني ،والتدريب المهني ،فكل نشاط منها يعتبر مجال مستقل بذاته وله مدير مسئول
عنه فنطلق عليه وحدة العمل االستراتيجي .أما إذا لم تتعدد األنشطة داخل المنظمة أي أن
المنظمة تعمل في مجال واحد فقط ،فهذا يعني أن اإلستراتيجية على مستوى المنظمة
2
تكون إستراتيجية واحدة
وعلى مستوى وحدة النشاط االستراتيجي ّ
عبوي,2006,ص49 -1
36
الفهرس
مقـدمة
المبحث األول :ماهية االستراتيجية
المطلب األول :تعريف االستراتيجية
المطلب الثاني:تطور مفهوم التخطيط االستراتيجي
المطلب الثالث :فوائد التخطيط االستراتيجي
المبحث الثاني :الخطة االستراتيجية
المطلب األول :العوامل المؤثرة في صياغة الخطة االستراتيجية
المطلب الثاني :معوقات التخطيط االستراتيجي
المطلب الثالث :مسؤولية إعداد الخطة االستراتيجية
المبحث الثالث :التخطيط االستراتيجي
37
المطلب األول :خصائص التخطيط االستراتيجي
المطلب الثاني :مستويات التخطيط االستراتيجي
المطلب الثالث :التخطيط االستراتيجي وقواعد البيانات والمعلومات
المبحث الرابع :تنفيذ االستراتيجية
المطلب األول :خطوات التخطيط االستراتيجي
المطلب الثاني :نماذج التخطيط االستراتيجي
المبحث الخامس :اإلدارة اإلستراتيجية
المطلب األول:مفاهيم ومصطلحات أساسية في اإلدارة اإلستراتيجية
المطلب الثاني:نماذج اإلدارة اإلستراتيجية
المطلب الثالث:التحديات التي تواجه اإلدارة اإلستراتيجية
المطلب الرابع :مستويات اإلدارة اإلستراتيجية
خاتمة
المراجع
أوال :الكتب العربية:
أبو بكر ,مصطفى ؛ النعيم ,فهد2008 ( .م ) .اإلدارة اإلستراتيجيةـ و جودة .1
التفكير و القرارات في المؤسسات المعاصرة.مصر :الدار الجامعية.
حبتور ,عبد العزيز 2004 ( .م ) .اإلدارة اإلستراتيجية إدارة جديدة في عالم .2
متغير .عمان :دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة .
الخفاجي ,نعمة 2010 ( .م ) .اإلدارة اإلستراتيجية المداخل والمفاهيم .3
والعمليات .عمان :دار الثقافة للنشر والتوزيع .
السالم ,مؤيد 2009 ( .م ) .أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية .عمان :دار وائل .4
للنشر والتوزيع .
الظاهر.نعيم2009 ( .م ) .اإلدارة االستراتيجية المفهوم ,االهمية, .5
التحديات.األردن :عالم الكتب الحديث.
38
عبوي ,زيد 2006 ( .م ) .اإلدارة اإلستراتيجيةـ .عمان :دار كنوز المعرفة .6
للنشر والتوزيع .
القطامين ,أحمد 2002 ( .م ) .اإلدارة االستراتيجيةـ مفاهيم وحاالت تطبيقيةـ. .7
عمان :دار مجدالوي للنشر والتوزيع.
39