You are on page 1of 26

‫جامعة تبسة‬

‫كمية العموم االقتصادية والعموم التجارية وعموم التسيير‬

‫السنة األولى جذع مشترك عموم إقتصادية وعموم التسيير والمحاسبة‬

‫بحث حول‬

‫الفكر االقتصادي عند الكالسيكية‬

‫تحت إشراف الدكتور(ة) ‪ :‬حمايدية‬


‫المجموعة ‪:‬‬
‫« من إعداد الطالب ‪:‬‬
‫‪...**...‬‬ ‫‪. ‬شنيخر نزار‬
‫‪ ‬غنيات خميل‪.....‬‬
‫الفوج ‪** A2:‬‬

‫السنة الجامعية ‪2024‬‬


‫خطة البحث ‪................................................................................‬‬

‫خطة البحث‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬
‫‪10‬‬ ‫خطة البحث‬
‫‪12‬‬ ‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬تعريف ونشأة المدرسة الكالسيكية‬
‫‪15‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬مبادئ وأسس الكالسيك‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬
‫‪01‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬الرواد المتفائمون ونظرياتهم‬
‫‪04‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬الرواد المتشائمون ونظرياتهم‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تقييم المدرسة الكالسيكية‬
‫‪01‬‬ ‫المطمب األ ول ‪ :‬مساهمات الكالسيك في تطور الفكر اإلقتصادي‬
‫‪01‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة لممدرسة الكالسيكية‬
‫‪11‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪13‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪01‬‬
‫المقدمة‬
‫المقدمة ‪....................................................................................‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫كان ظيور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام‬
‫االرتباط بالتطور الذي شيدتو الدول األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة‪ .‬فقد‬
‫كان ىذا التطور كبي ار من حيث التغيرات التي حدثت فيو‪ ،‬وشامال من حيث النواحي التي أثر‬
‫عمييا‪ ،‬ألنو أثر في كل الجوانب التي تتكون منيا مختمف أوجو الحياة الحضارية أي االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪ .‬فإذا كان التطور االقتصادي الذي شيدتو المجتمعات األوروبية قد نقميا‬
‫من مرحمة االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحمة الرأسمالية التجارية عمى نحو ما وقفنا عميو لدى‬
‫التجاريين ‪ ،‬فإن الرأسمالية لم تتوقف عند ىذا الوضع ‪ ،‬بل تطورت حتى وصمت في حوالي‬
‫منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل الثورة الصناعية‪.‬‬

‫وعميو فإن السؤال المطروح ىو ما ىو الفكر االقتصادي عند الكالسيك وما ىي أسسو ومبادئو ؟‬

‫‪03‬‬
‫المبحث األول‬
‫ماهية المدرسة الكالسيكية‬
‫المبحث األول ‪ ................................................. :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫المطمب األول ‪ :‬تعريف ونشأة المدرسة الكالسيكية‬

‫تعتبر ىذه المدرسة من الفروع اإلنجميزية لمدرسة الحرية ‪ ،‬حيث وضع الطبيعيون‬
‫األسس األولى لقيام النظرية االقتصادية التي طورىا الحقا مجموعة من الميتمين والعمماء‬
‫البريطانيين والفرنسيين في القرن الثامن عشر ‪،‬إذ أثمرت مجيوداتيم وآلت إلى قيام مدرسة‬
‫اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام‬
‫‪،‬حيث أعترف ليا بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين‪.‬‬
‫وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية وباالعتماد عمى أدوات‬
‫التحميل المنطقي وباتجاىاتيا الموضوعية في التحميل‪ .‬وبيذا أعطت االقتصاد صفتو العممية‬
‫الحديثة التي عرف بيا منذ ذلك الحين‪.‬‬
‫ولكي يتسنى لنا فيم ما حققو الكالسيك بالنسبة لميالد عمم االقتصاد السياسي يتعين عمينا فيم‬
‫الوسط التاريخي الذي نشأ فيو الفكر الكالسيكي ‪ ،‬سواء من حيث الوقائع أو الفكر‪ .‬فمن وجية‬
‫نظر الوقائع االقتصادية رأينا أن األمر يتعمق بمرحمة الرأسمالية الصناعية ‪ ،‬مرحمة التوسع‬
‫الصناعي وانعكاساتو في الزراعة‪.‬‬
‫وبالتالي من الصعب تعيين الحدود الزمنية لممذىب الكالسيكي‪ .‬إال أنو في اإلمكان بدئو مع‬
‫كتاب آدم سميث "بحث في طبيعة وأسباب ثروة األمم" الذي نشر عام ‪ ،1 1776‬شريطة أال‬
‫نغفل العمل التمييدي الذي قام بو الرواد األوائل أىميم‪ :‬وليام بتي (‪)1687-1623‬في إنجمت ار ‪،‬‬
‫والطبيعيون في فرنسا‪ .‬وقد كان بناء مذىب الكالسيك (إلى حد كبير) من عمل رجمين اثنين ‪:‬‬
‫آدم سميث (‪ ، )1790-1723‬دافيد ريكاردو (‪ .)1823-1772‬وقد أسيم في إرساء بعض‬
‫مبادئ المدرسة الكالسيكية توماس مالتس )‪ .(1766-1843‬وروج لتعاليم المدرسة في انجمت ار‬
‫جون ستيوارت ميل (‪ ،)1873-1806‬وفي فرنسا جان باتيست ساي‪(1767-1832) .‬‬

‫‪ 1‬باإلنجميزية ‪An Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations :‬‬

‫‪05‬‬
‫المبحث األول ‪ ................................................. :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬مبادئ وأسس الكالسيك‬


‫سياسة الحرية االقتصادية‪ :‬يؤمن االقتصاديون الكالسيكيين بضرورة الحرية الفردية‬
‫وأىمية أن تكون األسواق حرة من سيادة المنافسة الكاممة والبعد عن أي تدخل حكومي في‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫قانون ساي لألسواق‪ :‬العرض يخمق الطمب المساوي لو أي أن العرض ىو أساس تحديد ثمن‬
‫السمعة وان الطمب تابع لو وعمى ذلك ال يكون ىناك فائض في اإلنتاج ويكون ىناك توازن دقيق‬
‫بين العرض والطمب‪.‬‬
‫إن الطريقة التي اتبعيا الكالسيك في تحميميم ىي ميكرواقتصادية أنيا جزئية عندما ييتم بدراسة‬
‫األسعار والسوق لكنيا تظير كمية لما ينشغل الكالسيك بتوزيع الدخل اإلجمالي عمى مختمف‬
‫الطبقات االجتماعية ‪ .‬كما أن طريقتيم تعتبر تجريبية واستنباطية فيي تجريبية عند ريكاردو‬
‫الذي يبتعد عن الواقع االجتماعي ليتعمق في تحميمو التجريدي وىي استنباطية ألنيم يستنتجون‬
‫القوانين العامة التي تحكم النشاط االقتصادي من مبدأ عام ىو أن كل فرد يسعى لتحقيق‬
‫مصمحتو الخاصة بأدنى تكمفة ممكنة (الرجل االقتصادي)‪.‬‬
‫التوظف الكامل‪ :‬أي أن العمالة وعناصر اإلنتاج األخرى مستخدمة استخداما كامال وبالتالي ال‬
‫يوجد بطالة إجبارية في المجتمع وعن سيادة البطالة عمى نطاق واسع أمر غير محتمل الوقوع‬
‫وىي بطالة جزئية وان وجدت البطالة فتكون إما بطالة اختيارية أو موسمية‪.‬‬
‫كل األسواق (سوق السمع والعمل) تسودىا المنافسة الكاممة‪ ،‬حيث تسعى كل المشروعات إلى‬
‫تعظيم أرباحيا الكمية في ظل ىذه المنافسة بتخفيض التكمفة عمى أقل حد ممكن مقارنة مع زيادة‬
‫قيمة الناتج الحدي‪.‬‬
‫ال يخضع أصحاب األعمال والعمال إلى الخداع النقدي ولكن تبني ىذه الق اررات عمى أساس‬
‫األسعار النسبية لكل من السمع وعوامل اإلنتاج ‪ ،‬وعندما يقرر العمال كمية العمل التي‬
‫يعرضونيا ‪ ،‬إنما يتأسس ىذا القرار عمى األجر الحقيقي وليس عمى المستوى المطمق لألجر‬
‫واألجر الحقيقي ىو عبارة عن معدل األجر النقدي عمى المستوى العام لألسعار‬
‫المرونة الكاممة لكل من األجور النقدية وأسعار السمع سواء كان ذلك بالزيادة أو النقصان‬

‫‪06‬‬
‫المبحث األول ‪ ................................................. :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫يعتمد التحميل الكالسيكي عمى تحقيق المصمحة الخاصة التي تعد من بين المبنات األساسية‬
‫المكونة لممصمحة العامة ‪ ،‬كما يرى آدم سميث بأن اليد الخفية التي يعتمد عمييا في تحميالتو‬
‫ىي عبارة عن تمك القوى الوىمية التي تربط بين المصمحة العامة والخاصة إذ عمى أساسيا‬
‫يتحقق التكامل االقتصادي‪.‬‬
‫يرى الفكر الكالسيكي بأن البطالة ىي إرادية من طرف العمال ‪ ،‬ألن االقتصاد في مرحمة‬
‫التشغيل الكامل ‪ ،‬وعميو يتحمل العمال مسؤولياتيم إزاء االنتقال من وظيفة ألخرى التي يطمق‬
‫عمييا بالبطالة المؤقتة ‪ ،‬إال أنيم يرجعونيا في بعض الحيان إلى عدم مرونة األجور وىو السبب‬
‫الرئيسي النتقال العمال‪.‬‬
‫انطالقا من اعتقادىم في وجود قوانين طبيعية تحكم النشاط االقتصادي يرى الكالسيك أن دور‬
‫الباحث في االقتصادي ىو البحث والكشف عن ىذه القوانين فعمم االقتصاد يصبح في نظر‬
‫الكالسيك عمما كباقي العموم لو قوانينو التي يسعى الباحث في االقتصاد إلى الكشف عنيا و‬
‫منيا ‪:‬‬
‫« نظرية اإلنتاج ‪ :‬عرفت نظرية اإلنتاج‪ ،‬والتي ارتكزت عمى نظرية العمل في القيمة‪،‬‬
‫تطو ار ىاما عمى يد المذىب التقميدي‪ ،‬فاإلنتاج يتمثل في خمق المنافع أو زيادتيا‪ ،‬ويختمف بذلك‬
‫عما كان سائدا لدى التجاريين والطبيعيين‪ .‬وعناصر اإلنتاج ىي العمل ورأس المال والطبيعة‪،‬‬
‫ولكن العمل ىو العنصر الرئيسي‪ .‬وقد اىتم التقميديون بناحيتين من النواحي الفنية لإلنتاج‪ ،‬وىما‬
‫ظاىرة تقسيم العمل‪ ،‬وقانون (الغمة المتناقصة)‪.‬‬
‫‪ .1‬ظاىرة تقسيم العمل‪ :‬ذىب آدم سميث إلى أن تقسيم عممية إنتاج سمعة من السمع‬
‫إلى عدة عمميات جزئية‪ ،‬يقوم بكل واحدة منيا شخص أو أشخاص يتخصصون فييا‪ ،‬يؤدي إلى‬
‫زيادة اإلنتاج وتحسين نوعو‪ .‬ذلك أن التخصص عمى ىذا النحو (تقسيم العمل الفني) أدعى إلى‬
‫إتقان العامل لمعممية التي يقوم بيا‪ ،‬والى استخدام اآلالت بطريقة أكفأ‪ .‬كما ذىب إلى أن بموغ‬
‫درجة عالية من التخصص‪ ،‬وتقسيم العمل‪ ،‬يتوقف عمى مدى اتساع السوق‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون الغمة المتناقصة‪ :‬فقد أعطى لو الكتاب الكالسيكي أىمية خاصة في تحميميم‪،‬‬
‫فعمى أساسو تقوم نظرية ريكاردو في الريع‪ ،‬ونظرية مالتس في السكان‪ .‬ومقتضى ىذا القانون أنو‬
‫إذا زاد أحد عناصر اإلنتاج بكميات متساوية صغيرة مع بقاء عناصر اإلنتاج األخرى ثابتة فإن‬
‫الناتج الكمي سوف يتزايد بنسبة متزايدة في البداية( مرحمة تزايد الغمة)‪ ،‬ولكن بعد حين فإن الزيادة‬

‫‪07‬‬
‫المبحث األول ‪ ................................................. :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫في الناتج الكمي تكون بمعدل متناقص حتى يصل إلى حده أقصى ‪ ،‬بعدىا يبدأ الناتج الكمي في‬
‫التناقص حتى مع استمرار زيادة العنصر المتغير(مرحمة تناقص الغمة)‪.‬‬
‫« نظرية األجور عند الكالسيك ‪ :‬يرى الكالسيك أن أجور العمال ىي أحد تكاليف اإلنتاج‬
‫وتختمف أىمية عنصر األجور تبعا الختالف الصناعة ويرى الكالسيك أن تخفيض أجور العمال‬
‫سوف يؤدي إلى تخفيض تكاليف اإلنتاج وبالتالي تنخفض أسعار بيع السمع مما يؤدي إلى زيادة‬
‫الطمب عمى ىذه السمع والذي يشجع المنتجون عمى زيادة اإلنتاج ومن ثم يزيد الطمب عمى‬
‫األيدي العاممة‪ .‬ويرى الكالسيك إن العمل كأي سمعة في السوق وان تخفيض األجور سوف‬
‫يؤدي إلى زيادة الطمب عمى العمال‬
‫« نظرية الريع عند الكالسيك ‪ :‬يرى الكالسيك أن األجر الذي يدفع لمالك األرض في‬
‫مقابل استغالليا في الزراعة أو في غير ذلك يسمى (ريع) ويختمف ىذا الريع باختالف درجة‬
‫خصوبة األرض وموقعيا‬
‫« نظرية سعر الفائدة ‪ :‬سعر الفائدة عند الكالسيك ىو مقابل الحرمان من االستيالك‬
‫الحالي لمتمتع بالنقود في المستقبل بعد زيادتيا بمقدار الفائدة وان مصدر النقود المعروضة ىو‬
‫االدخار‪ .‬زيادة الطمب عمى االستثمار يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة وزيادة المعروض من‬
‫المدخرات يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة ويتحقق التوازن عند سعر الفائدة الذي يتعادل عنده‬
‫العرض والطمب‪.‬‬
‫« إدارة النشاط االقتصادي عن طريق جياز األثمان أو قوى العرض ‪ :‬يرى الكالسيك أن‬
‫ىناك يد خفية تحقق التوازن في السوق وىذه اليد الخفية عبارة عن جياز الثمن أو قوى العرض‬
‫والطمب في السوق وذلك من خالل توضيح رغبات المستيمك والمنتج ويتحقق التوازن بشكل آلي‬
‫لذا ينادي الكالسيك دائما بعدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي حيث أن مصمحة الفرد ال‬
‫تتعارض مع مصمحة المجتمع فالفرد عندما يسعى لتحقيق مصمحتو الشخصية فيو يحقق‬
‫مصمحة المجتمع أيضا‪.‬‬
‫« نظرية السكان (نظرية مالتس لمسكان) ‪ :‬نظرية تشاؤمية وىي تنص عمى أن عدد‬
‫السكان يتزايد وفقا لمتوالية ىندسية بينما يتزايد اإلنتاج وفقا لمتوالية حسابية(عددية) وتكون‬
‫النتيجة ىي محدودية اإلنتاج والموارد بالنسبة لمسكان ولكي يعود التوازن من جديد يمزم موت‬
‫وفناء السكان‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫المبحث األول ‪ ................................................. :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫« نظرية التجارة الخارجية ‪ :‬نادى الكالسيك بحرية التجارة وعدم فرض رسوم جمركية وغير‬
‫جمركية عمى الصادرات والواردات‪.‬‬
‫وابتداء من القيمة يبنون نظريتيم في التجارة الخارجية (التي تقوم عمى التقسيم الدولي لمعمل)‪،‬‬
‫في أسباب قياميا‪ ،‬في مزاياىا‪ ،‬وفي كيفية توزيع مزاياىا بين الدول المتبادلة‪.‬‬
‫وقد ىاجم الكالسيك ما كان ينادي بو التجاريون من تدخل الدولة في تنظيم شؤون التجارة‬
‫الخارجية‪ .‬ذلك أن أتباع سياسة تجارية حرة عمى المستوى الدولي يؤدي بكل بمد إلى أن‬
‫يتخصص في إنتاج السمع التي يتمتع فييا بأكبر ميزة نسبية في مواجية البالد األخرى‪ .‬بل إن‬
‫المبادالت التجارية نفسيا عندما تتم بين الدول تؤدي إلى زيادة كبيرة في اإلنتاج‪ ،‬فضال عن‬
‫جعل الجيد البشري في كل دولة أكثر عائدا من الناحية اإلنتاجية‪ .‬ىذا التخصص الدولي القائم‬
‫عمى أساس اختالف النفقات النسبية يزيد من رفاىية الشعوب‪.‬‬
‫« نظرية التخصص وتقسيم العمل ‪ :‬نادى آدم سميث بضرورة التخصص وتقسيم العمل‬
‫لما يترتب عميو من زيادة في اإلنتاج حيث يتولد عن التخصص وتقسيم العمل ميارة في تأدية‬
‫العمل‪.‬‬
‫اعتقد الكالسيك أن حجم التشغيل (العمالة) البد أن يتحدد عند مستوى التشغيل الشامل‪ ,‬بمعنى‬
‫أن كل العمال الراغبين في العمل البد أن يعمموا‪ ،‬وأن كل بطالة بين العمال ال يمكن أن تكون‬
‫إال ظاىرة عارضة‪ .‬إذ يترتب عمى البطالة انخفاض األجور وزيادة التشغيل من جانب المنظمين‬
‫حتى يستوعب كل المتعطمين عن العمل‪.‬‬
‫وتستند ىذه النظرية في التشغيل إلى قانون األسواق‪ ،‬أو "قانون ساي"‪ ،‬والذي بمقتضاه يخمق‬
‫العرض طمبا مساويا لو في قيمتو‪ .‬فالطمب الكمي عمى المنتجات إنما يتساوى دائما مع عرضيا‬
‫الكمي‪.‬‬
‫ىذا التساوي يتحقق تمقائيا عند مستوى اإلنتاج الذي يكفل العمالة الكاممة في االقتصاد القومي‪.‬‬
‫وبالتالي يكون من المستحيل وقوع كساد وبطالة لفترة ممتدة من الزمن‪.‬‬
‫« نظرية القيمة ‪ :‬إن دراسة الكالسيك لمقيمة لم تكن من جانب الطمب أو جانب المستيمك‬
‫(القيمة المنفعة) بل من جانب العرض أو من جانب اإلنتاج القيمة المبنية عمى التكمفة‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫المبحث األول ‪ ................................................. :‬ماهية المدرسة الكالسيكية‬

‫تعتبر نظرية القيمة الركيزة التي يقوم عمييا كل البناء النظري لممدرسة التقميدية‪ .‬وجوىر ىذه‬
‫النظرية أن المنفعة شرط القيمة‪ ،‬إذ لكي تكون لمسمعة قيمة البد أن تكون نافعا اجتماعيا‪ ،‬أي‬
‫صالحة إلشباع حاجة ما‪ .‬ولكن القيمة تستمد مصدرىا من العمل وتقاس بكمية العمل المبذول‬
‫فييا‪ .‬وذلك عمى تفصيل كبير فيما يتعمق بفكر كل من آدم سميث ودافيد ريكاردو الخاص‬
‫بالقيمة كأساس لتحديد األثمان‪ .‬وقد عرفت ىذه النظرية بنظرية "العمل في القيمة"‪ ،‬أو قيمة‬
‫العمل‪.‬‬
‫« نظرية النقود ‪ :‬عمى عكس المركنتيمين الذين كانوا يعتقدون أن النقود ىي الثروة يعتبر‬
‫الكالسيك أن النقود ال تنتج أية ثروة وما ىي إال وسيط لممبادالت وأداة لقياس القيم فيي إذن في‬
‫نظرىم مجرد ستار يحجب الحقيقة االقتصادية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬
‫المبحث الثاني ‪........................................ :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬


‫المطمب األول ‪ :‬الرواد المتفائمون ونظرياتهم‬
‫« آدم سميث (‪ : )1790 – 1723‬ولد آدم سميث في اسكتمندا عام ‪ 1723‬من عائمة‬
‫متواضعة حيث كان أبوه يعمل في الجمارك ‪ ،‬تعمم في جامعة غالسكو ثم في جامعة أكسفورد‬
‫وعاد من جديد إلى اسكوتمندا ليمتقي باالقتصادي المشيور دافيد ىيوم الذي كان يطرح آراء حول‬
‫نظرية المنفعة الشخصية أو المنفعة الفردية ‪ ،‬ابتدأ حياتو العممية بتعيينو أستاذا لعمم المنطق‬
‫بجامعة غالسكو سنة ‪.1752‬سافر إلى فرنسا في سنة ‪ 1766‬واتصل ىناك بأصحاب المذىب‬
‫الفيزيوقراطي ‪ ،‬واطمع عمى آخر التطورات االقتصادية التي ساعدتو عمى انجاز مؤلفو الكبير في‬
‫االقتصاد السياسي الذي كان بعنوان "بحث في طبيعة وأسباب ثروة األمم" والذي نشره في عام‬
‫‪. 1776‬ويعتبر آدم سميث مؤسس المدرسة الكالسيكية ومذىب الحرية االقتصادية ‪ ،‬ولقد كان‬
‫لو فضل عظيم في ترسيخ االقتصاد كعمم ‪ ،‬لذا عرف بأب االقتصاد السياسي‪ .‬وعمى عكس فكره‬
‫ومؤلفاتو ‪ ،‬لم يكن بارعا في عالم األعمال لذا قضى حياتو المتواضعة يعمل في إدارة الجمارك‬
‫اإلسكوتمندية حتى توفي عام ‪.1790‬‬
‫وال شك أن سميث استقى من الفكر الفيزيوقراطي ومن الفكر السائد ‪ ،‬لكنو طور فيو وأضاف‬
‫أشياء كثيرة وجديدة ‪ ،‬وقد تضمن كتاب "ثروة األمم" مجمل أفكاره‪ .‬وما ييمنا في ىذه النقطة ىو‬
‫دراسة القانون الطبيعي والمصمحة الفردية ‪ ،‬والحرية االقتصادية ودور الدولة ونظريتو في التجارة‬
‫الخارجية‪ .‬ونتطرق ليا بالتفصيل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلنسان ىو أساس اإلنتاج ‪ :‬يقول آدم سميث أن مصدر ثروة األمم يكمن في عمل‬
‫اإلنسان‪ .‬ويؤكد سميث خاصة عمى مزايا تقسيم العمل كما أن العمل في المجتمعات المتطورة‬
‫ينتج عن تكوين رأس المال الذي يقسمو سميث إلى رأسمال ثابت ورأسمال متداول ويضيف بأن‬
‫عنصر رأس المال ىو الذي يرفع من إنتاجية العمل ولكي يزيد رأس المال يطالب سميث بأن‬
‫يكون ىناك ادخار الذي يقول عنو بأنو عبارة عن استيالك مؤجل‪ .‬وفي ىذا الصدد يتسأل‬
‫سميث عن الشيء الذي يدفع باإلنسان إلى العمل واالدخار لوال مصمحتو الخاصة ؟ وكيف أن‬
‫المنافسة بين مصالح األفراد المختمفة ال يؤدي إلى الفوضى؟‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثاني ‪........................................ :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬

‫وفي إجابتو عن ذلك يقول سميث بأن كل فرد في سعيو وراء ربحو الخاص يبذل مجيودا فعاال‬
‫في رفع دخل المجتمع ودائما في سعيو وراء مصالحو الخاصة ىناك "يد خفية" توجيو ليحقق‬
‫غاية من الغايات خارجة عن إرادتو ونواياه وىنا نسجل الدعم السيكولوجي لميبرالية من طرف‬
‫سميث وذلك باعتقاده أن التنظيم العفوي لمحياة االقتصادية يحدث بفضل المنافسة بين المصالح‬
‫الخاصة وىنا نسجل بعض التفاؤل عنده‪ .‬وىذه الفكرة تصمح باألفراد وتصمح كذلك باألمم بحيث‬
‫أن كل أمة تطمح إلى التخصص سوف تعمل بصفة غير مباشرة عمى تشكيل جميورية سمعية‬
‫ضخمة‬
‫‪ .2‬السوق ىو أساس التوازن ‪ :‬يقول سميث أن الوسيمة التي تضمن التوازن بين المصالح‬
‫المتناقضة لألفراد ىي السوق وذلك بفضل حرية األسعار ومن ىنا نفيم أن سميث يعتمد عمى‬
‫مفيوم السعر في تحميمو لمظواىر االقتصادية بحيث يعتبر بأن اإلنتاج ما ىو إال مجموعة من‬
‫التكاليف أي من األسعار ‪ ،‬كما أن األجر أيضا يعتبره سع ار‪.‬‬
‫‪ .3‬تراكم رأس المال ىو أساس التطور ‪ :‬إن نظرة سميث إلى التوازن ليست بالنظرة الساكنة‬
‫إذ أنو يفرق بين الحالة التطورية ‪ ،‬الحالة السكونية والحالة الرجعية‪ .‬ويقول أن عجمة الحالة‬
‫التطورية تكمن في تراكم رأس المال مع التفوق النسبي ليذا التراكم عن النمو الديمغرافي لألجراء‬
‫الذي يؤدي إلى االرتفاع في مستوى كل من األجور واألرباح في نفس الوقت وتعتبر فكرة سميث‬
‫ىذه فكرة أولية عن النمو‪.‬‬
‫‪ .4‬نظرية القيمة ‪ :‬مادام سميث جعل من العمل مصدر لمثروة فمن الطبيعي أنو يجعل من‬
‫العمل مصد ار لمقيمة كما أنو يميز بين القيمة االستعمالية والقيمة التبادلية فاألولى أساسيا المنفعة‬
‫الشخصية والثانية فقيمتيا تحدد في السوق ويأتي سميث بمثال حول الماء واأللماس وىو بذلك‬
‫يطرح لغز حيث يقول ‪ " :‬الماء ىو نافع جدا ال قيمة لو في المبادلة أما األلماس ىو غير ذي‬
‫قيمة استعمالية ولكنو بكمية كبيرة من السمع " ومن خالل ىذا المثال يؤكد سميث إن القيمة‬
‫االستعمالية ال تشكل أساس القيمة التبادلية ويبرر ذلك بأن العمل ىو القياس الشامل الوحيد‬
‫والدقيق لمقيم في كل مكان وزمان ‪ ،‬لكنو يعتقد أن ىناك باإلضافة إلى العمل مصدران آخران‬
‫لمقيمة وىما الريع والربح ألن القميل من األشياء حسب رأيو تأخذ قيمتيا التبادلية من العمل فقط‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني ‪ ....................................... :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬

‫(وىذا يخص المجتمعات البدائية) وبذلك حسب سميث أغمب األشياء يكون مصدر قيمتيا متعدد‬
‫األنواع أي من عمل‪ ،‬ريع وربح ويعتبر ىذا أساس نظرية القيمة التي تحددىا تكمفة اإلنتاج أي‬
‫القيمة المتكمفة‪.‬‬
‫« جون ستيوارت ميل (‪ : )1873 – 1806‬جون ستيوارت ميل ىو ابن الفيمسوف الكبير‬
‫(جيمس ميل) ‪ ،‬وقد ثقفو والده منذ الصغر ‪ ،‬وكان أستاذا لمفمسفة ثم أستاذا لالقتصاد السياسي ‪،‬‬
‫لقد تأثر بريكاردو عن طريق والده ‪ ،‬والذي كانت ميمتو الفكرية ىي شرح ومعالجة نظريات‬
‫االقتصاديين الكالسيكيين اإلنجميز وخصوصا ريكاردو ‪ ،‬إال أن ستيوارت ميل جاء بعناصر‬
‫جديدة متأث ار باالشتراكيين الفرنسيين األوائل وخصوصا سان سيمون‪ .‬حاول ميل الموافقة بين‬
‫أطروحات "القوانين الطبيعية" التي شرحيا أصحاب المدرسة الكالسيكية والتي اعتبرىا صحيحة‬
‫وبين أطروحات المخالفين ليا الممثمة في اتجاه التدخل الحكومي‪.‬‬
‫وىو صاحب كاتب مبادئ االقتصاد السياسي الذي نشر سنة ‪ 1848‬وقد حاول ميل أن يوفق‬
‫بين التشاؤم والتفاؤل من جية وبين صرامة الميبرالية والطموح االجتماعي من جية أخرى‪ .‬واسيام‬
‫ميل في النظرية الميبرالية يكمن في أنو ميز بين قوانين اإلنتاج التي يطغى عمييا الطابع‬
‫االجتماعي والنسبية الذاتية‪.‬‬
‫‪ .1‬تحميل ميل لإلنتاج ‪ :‬الجديد في تحميل ميل لإلنتاج ‪ ،‬ىو إضافتو لرأس المال‬
‫كعامل ثالث من عوامل اإلنتاج إلى جانب الطبيعة ‪ ،‬ويؤكد ميل أن رأس المال منتج ‪ ،‬وأنو يأتي‬
‫من االدخار ‪ ،‬وحسب ميل فإن التقدم االقتصادي ال يمكن أن يتم إال بتراكم رأس المال‪.‬‬
‫‪ .2‬تحميل ميل لمتوزيع‪ :‬لم يدرك ميل أن الدخول ىي أسعار عوامل اإلنتاج ‪ ،‬كما انو لم‬
‫يميز بين المستحدث والرأسمالي ‪ ،‬كما فعل ساي ‪ ،‬بل اعتمد عمى ريكاردو مقسما الدخول إلى‬
‫ثالثة أنواع حسب أصحابيا ‪ :‬أجر العمال وريع مالك العقارات وأرباح الرأسماليين‪.‬‬
‫« جان باتيست ساي (‪ : )1832 – 1767‬وىو أول أستاذ لالقتصاد السياسي في فرنسا‬
‫ويعود إليو الفضل في التقسيم الكالسيكي اإلنتاج ‪ ،‬التداول ‪ ،‬التوزيع واالستيالك‪ .‬وقد استطاع‬
‫أن يضع بوضوح عوامل اإلنتاج المتمثمة آنذاك في األرض ‪ ،‬العمل رأس المال مع التفرقة بين‬
‫عنصر رأس المال والتنظيم كما يعود لو الفضل في وضع قانون المنافذ الذي يقول بأنو ال مجال‬
‫ألزمات فيض اإلنتاج ألنو ىناك تبادل بين المنتجين وأن العرض يخمق الطمب عميو إما التبادل‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني ‪ ....................................... :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬

‫فيجب أن يكون حرا‪ .‬ومن الواضح أن أفكار ساي يطبعيا شيء من التفاؤل عمى عكس ريكاردو‬
‫ومالتس‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الرواد المتشائمون ونظرياتهم‬


‫« دافيد ريكاردو (‪ : )1824 – 1772‬ولد دافيد ريكاردو في لندن عام ‪، 1772‬من‬
‫صيرفي ييودي ‪ ،‬عمل ولم يتجاوز الرابعة عشر مع والده ‪ ،‬ثم ترك عائمتو بعد اعتناقو‬
‫المسيحية‪ .‬في عام ‪ 1792‬بدأ يقوم بعمميات في البورصات لوحده حتى أصبح مميوني ار ‪ ،‬وبعدىا‬
‫انسحب من عالم األعمال في عام ‪ 1814‬واشترى ممكية كبيرة حيث نشر مؤلفو الرئيسي عام‬
‫‪ 1817‬بعنوان "أسس االقتصاد السياسي والضرائب" ‪ ،‬وىو المؤلف الذي جعل من ريكاردو أكبر‬
‫اسم بعد آدم سميث ‪ ،‬بل إن شمولية ذلك الكتاب وطريقتو في التحميل والتجريد جعمتو يفوق‬
‫مؤلف سميث "ثروة األمم"‪ .‬وفي عام ‪ 1819‬انتخب عضوا في مجمس العموم البريطاني حيث‬
‫أخذ يشارك في األعمال البرلمانية‪ .‬دخل ريكاردو عمم االقتصاد وىو يبحث عن حمول لممشاكل‬
‫المطروحة في عصره وأىميا مشكمة التضخم وانخفاض قيمة العممة الورقية ‪ ،‬وارتفاع أسعار‬
‫الذىب ‪ ،‬والتي كانت تعاني منيا إنجمت ار ‪ ،‬لقد درس ريكاردو المشاكل التي أىمميا آدم سميث‬
‫وخصوصا مشاكل القيمة والنقد والتجارة الخارجية ‪ ،‬ووجو موضوع الدراسة بشكل خاص إلى‬
‫دراسة توزيع الدخول ‪ ،‬توفي ريكاردو عام ‪ 1823‬وىو في ذروة نشاطو العممي واالجتماعي‪.‬‬
‫إن معظم أفكار ريكاردو يتضمنيا كتابو مبادئ االقتصاد السياسي ومن أىميا‪:‬‬
‫نظرية القيمة في العمل التي أصبحت فيما بعد إحدى نظريات كارل ماركس‪.‬‬
‫نظرية إصدار العممة التي طبقيا البنك اإلنجميزي آنذاك‪.‬‬
‫نظرية التكاليف النسبية المقارنة في مجال التجارة الخارجية‪.‬‬
‫نظرية الريع التفاضمي ‪ -‬مفيوم األجر الطبيعي المساوي إلى الحد األدنى‬
‫الفيزيولوجي (الحاجات الضرورية)‪.‬‬
‫« توماس روبرت مالتوس (‪ : )1836 – 1766‬ولد مالتوس من أسرة انجميزية مثقفة ‪،‬‬
‫درس مالتوس األفكار الفمسفية واإلقتصادية الجديدة التي كانت منتشرة في أوروبا ‪ ،‬ثم تخصص‬
‫عمم الالىوت في جامعة كامبردج وأصبح مدرسا فييا‪ .‬وفي عام ‪ 1807‬صار أستاذ الالىوت‬
‫في جامعة ىايمبري وبقي في مركزه حتى وفاتو‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المبحث الثاني ‪ ....................................... :‬رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم‬

‫لقد تأثر مالتوس كثي ار بالبؤس الذي عاشتو انجمت ار إثر الثورة الصناعية ومختمف الثورات ضد‬
‫فرنسا ويظير ىذا التأثير في أعمالو الفكرية بحيث يطبعيا شيء من التشاؤم‪ .‬وقد اشتير‬
‫مالتوس بوضعو لقانون السكان الذي ينص عمى أن ىناك فرق بين التزايد اليندسي لمسكان‬
‫والتزايد الحسابي لمنمو االقتصادي المواد الغذائية الموجودة عمى سطح األرض إذ أن عدد‬
‫السكان يتزايد بأكثر سرعة من سرعة تزايد كمية األغذية‪ .‬ومن ىنا يستنتج ماتوس بأن البشرية‬
‫محكوم عمييا بالبؤس والمجاعة والحروب ‪ ،‬وىذا القانون كان لو تأثير بالغ عمى الميبراليون في‬
‫مجال الديمغرافي حيث ألن نسبة الوالدات تدنت في أواخر القرن ‪ 19‬وبداية القرن ‪ 20‬وذلك في‬
‫البمدان األوروبية‪.‬‬
‫والنتيجة الحتمية ىي زيادة ىائمة في السكان بالنسبة لألرزاق مما يؤدي إلى المجاعات والمرض‬
‫والحروب‪...‬ويحدد مالتوس بعض الحمول التي قد تؤجل النياية المؤلمة لمبشرية وىي‪:‬‬
‫تحديد النسل ضرورة البد منيا‪ ،‬وىي منافية لألخالق والدين إذا تم ىذا التحديد بعد‬
‫الزواج لذلك البد من العفة واالمتناع عن الزواج أو تأخيره أو إلغاؤه نيائيا‪.‬‬
‫مطالبة الطبقة الفقيرة بعدم الزواج أو تأخيره عمى األقل ومطالبة الطبقة الغنية بعدم‬
‫اإلحسان إلى الطبقة الفقيرة ألنو يشجعيا عمى الزواج‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تقييم المدرسة الكالسيكية‬
‫المبحث الثالث ‪ ................................................. :‬تقييم المدرسة الكالسيكية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تقييم المدرسة الكالسيكية‬


‫المطمب األول ‪ :‬مساهمات الكالسيك في تطور الفكر االقتصادي‬
‫لقد دفعوا إلى األمام الفكر اإلقتصادي مؤسسين بذلك عمم االقتصاد الذي‬
‫أصبح عمما قائما مستقال عن العموم األخرى‪.‬‬
‫لقد سمح المذىب الميبرالي الذي عمموا وفقو بتحرير المبادرة الفردية ‪،‬‬
‫الشيء الذي أدى إلى التطور اإلقتصادي خاصة وأن ذلك تزامن مع الثورة الصناعية‪.‬‬
‫لقد سمح المذىب الكالسيكي بظيور الحرية والمبادالت التجارية الوطنية والدولية (نظرية التجارة‬
‫الخارجية عند سميث وريكاردو)‪.‬‬
‫إن النظريات االقتصادية الكالسيكية تعتبر أساس عمم االقتصاد وذلك ألن كل ما‬
‫جاء فيما بعد إنما جاء ليكمل ويطور الفكر الكالسيكي‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة لممدرسة الكالسيكية‬
‫لقد تعرضت المدرسة الكالسيكية لمنقد من ثالث جوانب ‪ :‬الجانب المنيجي ‪ ،‬الجانب التحميمي‬
‫والجانب المذىبي‪.‬‬
‫« النقد من الجانب المنيجي ‪ :‬لقد اتبع الكالسيك في بحثيم طريقة االستنتاج التجريدية ولم‬
‫ييتموا بالجانب التاريخي وذلك العتقادىم في وجود قوانين اقتصادية مطمقة صالحة في كل مكان‬
‫وزمان‪،‬وكرد فعل إىمال الجانب التاريخي من طرف الكالسيك جاءت المدرسة التاريخية األلمانية‬
‫التي تقر بأن القوانين االقتصادية تقسم بالطبع النسبي والتغييري وأنو ليست مطمقة وليست‬
‫صالحة في كل مكان وزمان أي بمعنى آخر أن كل مرحمة من مراحل التطور االقتصادي‬
‫لممجتمعات تخضع لقوانين خاصة بيا‬
‫« النقد من الجانب التحميمي ‪ :‬لقد انتقدت المدرسة الكالسيكية في ما جاءت بو نظريات‬
‫اقتصادية وعمى وجو الخصوص القيمة ‪ ،‬التوزيع ‪ ،‬النقود والتجارة الخارجية‪.‬‬
‫نظرية القيمة ‪ :‬إن قيمة السمعة حسب الكالسيك تتحدد عمى أساس عدد‬
‫الساعات التي تبذل في إنتاج ىذه السمعة ولقد انتقدت ىذه الفكرة بحيث أن العمل ليس بالعنصر‬
‫الوحيد الذي يدخل في إنتاج البضاعة بل ىناك أيضا األرض ورأس المال وتأتي فيما بعد‬

‫‪18‬‬
‫المبحث الثالث ‪ ................................................. :‬تقييم المدرسة الكالسيكية‬

‫النظرية الحدية (النيوكالسيك) لمقيمة لكي تنتقد ىي األخرى المفيوم الكالسيكي لمقيمة المبنى‬
‫عمى التكمفة والميمل لمجانب الشخصي السمع (القيمة‪/‬المنفعة)‬
‫نظرية التوزيع‪ :‬ىنا أيضا يتعرض الفر الكالسيكي لالنتقادات من طرف‬
‫الفكر االقتصادي الحديث وخاصة منو النظرية الحدية التي تقول بأن ما حصل عميو مل عمل‬
‫من عوامل اإلنتاج إنما يتحدد عمى أساس اإلنتاجية الحدية ليذا العامل اإلنتاجي‪.‬‬
‫نظرية النقود ‪ :‬بينما كان الكالسيك يولون أىمية لمنقود (مجرد وسيط‬
‫لممبادلة) نجد أن الفكر االقتصادي الحديث وعمى رأسو كينز يمح يؤكد عمى أىمية النقود كمخزن‬
‫لمقيمة باإلضافة إلى وظيفتيا كوسيط وقد أكد كينز عمى أن ميل الفرد لالحتفاظ بالنقود قد يزيد‬
‫فيقل الطمب الكمي فينقص اإلنتاج وتنشأ البطالة فالنقود إذا من خالل وظيفتيا كمخزن لمقيمة قد‬
‫تؤدي إلى حدوث بطالة أي أنيا تؤثر عمى مستوى البطالة ومن ثم فيي ليست مجرد وسيط‬
‫لممبادلة‪.‬‬
‫نظرية التجارة الخارجية ‪ :‬في تحميميم لمتجارة الخارجية لم يأخذ الكالسيك‬
‫العوامل اآلتية في الحسبان‪:‬‬
‫‪ ‬تداخل القطاعات في بمد معين‬
‫‪ ‬اندماج االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬ظواىر الييمنة االقتصادية عمى المستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ ‬التخصص في إنتاج منتج واحد قد يجعل االقتصاد في بمد ما تابع لمخارج‪.‬‬
‫« النقد من الجانب المذىبي ‪ :‬من ىذا الجانب نجد أن المدرسة االشتراكية ىي التي‬
‫انتقدت بشدة الفكر الكالسيكي القائم عمى الميبرالية وذلك لألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫إن النظام الميبرالي قائم عمى استغالل الرأس ماليين لمطبقات الفقيرة (كارل‬
‫ماركس)‪.‬‬
‫إن الدخل اإلجمالي في البالد الرأسمالية يتم توزيعو بصفة غير عادلة وغير‬
‫متساوية فيترتب عن ذلك وجود طبقات متفاوتة كذلك أن الزيادة في اإلنتاج ال تصرف كميا في‬
‫الداخل بما أن ىناك فيض في اإلنتاج بل تتطمب أسواق خارجية تضمنيا المستعمرات والتي‬
‫تكون أيضا مصد ار لممواد األولية‬

‫‪19‬‬
‫المبحث الثالث ‪ ................................................. :‬تقييم المدرسة الكالسيكية‬

‫إن النظام الرأس مالي يؤدي بطبيعتو إلى أزمات اقتصادية ( أزمة فيض‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬البطالة ‪ ،‬التضخم ‪ )... ،‬ولذا فيو ليس األمثل حسب المدرسة االشتراكية التي تقترح‬
‫نفسيا كبديل والتي تأتي كرد فعل لميبرالية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة ‪....................................................................................‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫وفي الختام يمكننا أن نقول أن الفكر الكالسيكي والنيوكالسيكي ىو فكر ظير نتيجة‬
‫لمتطورات التي عرفتيا أوروبا خالل القرن الثامن عشر والمتمثمة في الثورة الصناعية وما أحدثتو‬
‫من تغيرات جذرية في المجال االقتصادي وال سيما الميدان الصناعي ‪.‬حيث إن الفكر‬
‫االقتصادي الحر الذي ظير في فرنسا في بادئ األمر –إال أنو مذىب حر‪ -‬كان ميتم بالمجال‬
‫الزراعي العتقاد الفيزيوقراط أن الزراعة ىي النشاط المنتج الوحيد أي النشاط الوحيد الذي يحقق‬
‫ناتج صافي لذلك ارتبطت أفكارىم بحرية ىذا القطاع والتبادل الخاص بمنتجاتو‪ .‬بعكس الكالسيك‬
‫في انجمت ار الذين كانوا يناشدون بحرية التبادل والمعامالت مما جعميم ييتمون بجميع األنشطة‬
‫االقتصادية وينددون بتدخل الدولة في النشاط االقتصادي خوفا من إعاقة تقدمو وفي مابين‬
‫ىاتين المدرستين ظيرت مدارس أخرى لمفكر االقتصادي ينادي بعضيم بالحماية عن جانب‬
‫الدولة مثل المدرسة النيوكالسيكية أو الحدية ‪،‬والبعض األخر ينادي باالشتراكية وتحويل النزعة‬
‫الفردي إلى نزعة جماعية‪ ،‬وميما تكن من أمر تمك المذاىب الفكرية فإنو يمكننا القول أن كل‬
‫تيار فكري كان لو مؤيديو من الظروف والوقائع االقتصادية التي كانت تمر بيا االقتصاديات‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع ‪..............................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ )1‬دار النيضة العربية لمطباعة والنشر والتوزيع تاريخ النشر ‪.1955/01/01‬‬


‫‪ ‬كتاب "تاريخ الفكر االقتصادي" لمكاتب أحمد حشيش‪.‬‬
‫‪ )2‬دار الحداثة المبنانية الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ ‬كتب "االقتصاد السياسي" لمكاتب فتح اهلل ولعمو‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب "أصول االقتصاد" لمدكتور السيد عبد المولى‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب "تاريخ النظرية االقتصادية" لمدكتور المصري أحمد صقر الطبعة ‪ 3‬سنة‬
‫‪.2005‬‬
‫العماني محمد قاسم القريوتي طبعة سنة‬
‫‪ ‬كتاب "مبادئ اإلدارة الحديثة" لمكاتب ُ‬
‫‪.2005‬‬

‫‪24‬‬

You might also like