Professional Documents
Culture Documents
بحث حول
خطة البحث
الصفحة البيان
10 خطة البحث
12 المقدمة
المبحث األول :ماهية المدرسة الكالسيكية
14 المطمب األول :تعريف ونشأة المدرسة الكالسيكية
15 المطمب الثاني :مبادئ وأسس الكالسيك
المبحث الثاني :رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم
01 المطمب األول :الرواد المتفائمون ونظرياتهم
04 المطمب الثاني :الرواد المتشائمون ونظرياتهم
المبحث الثالث :تقييم المدرسة الكالسيكية
01 المطمب األ ول :مساهمات الكالسيك في تطور الفكر اإلقتصادي
01 المطمب الثاني :اإلنتقادات الموجهة لممدرسة الكالسيكية
11 الخاتمة
13 قائمة المراجع
01
المقدمة
المقدمة ....................................................................................
المقدمة :
كان ظيور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام
االرتباط بالتطور الذي شيدتو الدول األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة .فقد
كان ىذا التطور كبي ار من حيث التغيرات التي حدثت فيو ،وشامال من حيث النواحي التي أثر
عمييا ،ألنو أثر في كل الجوانب التي تتكون منيا مختمف أوجو الحياة الحضارية أي االقتصادية
واالجتماعية والسياسية .فإذا كان التطور االقتصادي الذي شيدتو المجتمعات األوروبية قد نقميا
من مرحمة االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحمة الرأسمالية التجارية عمى نحو ما وقفنا عميو لدى
التجاريين ،فإن الرأسمالية لم تتوقف عند ىذا الوضع ،بل تطورت حتى وصمت في حوالي
منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل الثورة الصناعية.
وعميو فإن السؤال المطروح ىو ما ىو الفكر االقتصادي عند الكالسيك وما ىي أسسو ومبادئو ؟
03
المبحث األول
ماهية المدرسة الكالسيكية
المبحث األول ................................................. :ماهية المدرسة الكالسيكية
تعتبر ىذه المدرسة من الفروع اإلنجميزية لمدرسة الحرية ،حيث وضع الطبيعيون
األسس األولى لقيام النظرية االقتصادية التي طورىا الحقا مجموعة من الميتمين والعمماء
البريطانيين والفرنسيين في القرن الثامن عشر ،إذ أثمرت مجيوداتيم وآلت إلى قيام مدرسة
اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام
،حيث أعترف ليا بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين.
وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية وباالعتماد عمى أدوات
التحميل المنطقي وباتجاىاتيا الموضوعية في التحميل .وبيذا أعطت االقتصاد صفتو العممية
الحديثة التي عرف بيا منذ ذلك الحين.
ولكي يتسنى لنا فيم ما حققو الكالسيك بالنسبة لميالد عمم االقتصاد السياسي يتعين عمينا فيم
الوسط التاريخي الذي نشأ فيو الفكر الكالسيكي ،سواء من حيث الوقائع أو الفكر .فمن وجية
نظر الوقائع االقتصادية رأينا أن األمر يتعمق بمرحمة الرأسمالية الصناعية ،مرحمة التوسع
الصناعي وانعكاساتو في الزراعة.
وبالتالي من الصعب تعيين الحدود الزمنية لممذىب الكالسيكي .إال أنو في اإلمكان بدئو مع
كتاب آدم سميث "بحث في طبيعة وأسباب ثروة األمم" الذي نشر عام ،1 1776شريطة أال
نغفل العمل التمييدي الذي قام بو الرواد األوائل أىميم :وليام بتي ()1687-1623في إنجمت ار ،
والطبيعيون في فرنسا .وقد كان بناء مذىب الكالسيك (إلى حد كبير) من عمل رجمين اثنين :
آدم سميث ( ، )1790-1723دافيد ريكاردو ( .)1823-1772وقد أسيم في إرساء بعض
مبادئ المدرسة الكالسيكية توماس مالتس ) .(1766-1843وروج لتعاليم المدرسة في انجمت ار
جون ستيوارت ميل ( ،)1873-1806وفي فرنسا جان باتيست ساي(1767-1832) .
1باإلنجميزية An Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations :
05
المبحث األول ................................................. :ماهية المدرسة الكالسيكية
06
المبحث األول ................................................. :ماهية المدرسة الكالسيكية
يعتمد التحميل الكالسيكي عمى تحقيق المصمحة الخاصة التي تعد من بين المبنات األساسية
المكونة لممصمحة العامة ،كما يرى آدم سميث بأن اليد الخفية التي يعتمد عمييا في تحميالتو
ىي عبارة عن تمك القوى الوىمية التي تربط بين المصمحة العامة والخاصة إذ عمى أساسيا
يتحقق التكامل االقتصادي.
يرى الفكر الكالسيكي بأن البطالة ىي إرادية من طرف العمال ،ألن االقتصاد في مرحمة
التشغيل الكامل ،وعميو يتحمل العمال مسؤولياتيم إزاء االنتقال من وظيفة ألخرى التي يطمق
عمييا بالبطالة المؤقتة ،إال أنيم يرجعونيا في بعض الحيان إلى عدم مرونة األجور وىو السبب
الرئيسي النتقال العمال.
انطالقا من اعتقادىم في وجود قوانين طبيعية تحكم النشاط االقتصادي يرى الكالسيك أن دور
الباحث في االقتصادي ىو البحث والكشف عن ىذه القوانين فعمم االقتصاد يصبح في نظر
الكالسيك عمما كباقي العموم لو قوانينو التي يسعى الباحث في االقتصاد إلى الكشف عنيا و
منيا :
« نظرية اإلنتاج :عرفت نظرية اإلنتاج ،والتي ارتكزت عمى نظرية العمل في القيمة،
تطو ار ىاما عمى يد المذىب التقميدي ،فاإلنتاج يتمثل في خمق المنافع أو زيادتيا ،ويختمف بذلك
عما كان سائدا لدى التجاريين والطبيعيين .وعناصر اإلنتاج ىي العمل ورأس المال والطبيعة،
ولكن العمل ىو العنصر الرئيسي .وقد اىتم التقميديون بناحيتين من النواحي الفنية لإلنتاج ،وىما
ظاىرة تقسيم العمل ،وقانون (الغمة المتناقصة).
.1ظاىرة تقسيم العمل :ذىب آدم سميث إلى أن تقسيم عممية إنتاج سمعة من السمع
إلى عدة عمميات جزئية ،يقوم بكل واحدة منيا شخص أو أشخاص يتخصصون فييا ،يؤدي إلى
زيادة اإلنتاج وتحسين نوعو .ذلك أن التخصص عمى ىذا النحو (تقسيم العمل الفني) أدعى إلى
إتقان العامل لمعممية التي يقوم بيا ،والى استخدام اآلالت بطريقة أكفأ .كما ذىب إلى أن بموغ
درجة عالية من التخصص ،وتقسيم العمل ،يتوقف عمى مدى اتساع السوق.
.2قانون الغمة المتناقصة :فقد أعطى لو الكتاب الكالسيكي أىمية خاصة في تحميميم،
فعمى أساسو تقوم نظرية ريكاردو في الريع ،ونظرية مالتس في السكان .ومقتضى ىذا القانون أنو
إذا زاد أحد عناصر اإلنتاج بكميات متساوية صغيرة مع بقاء عناصر اإلنتاج األخرى ثابتة فإن
الناتج الكمي سوف يتزايد بنسبة متزايدة في البداية( مرحمة تزايد الغمة) ،ولكن بعد حين فإن الزيادة
07
المبحث األول ................................................. :ماهية المدرسة الكالسيكية
في الناتج الكمي تكون بمعدل متناقص حتى يصل إلى حده أقصى ،بعدىا يبدأ الناتج الكمي في
التناقص حتى مع استمرار زيادة العنصر المتغير(مرحمة تناقص الغمة).
« نظرية األجور عند الكالسيك :يرى الكالسيك أن أجور العمال ىي أحد تكاليف اإلنتاج
وتختمف أىمية عنصر األجور تبعا الختالف الصناعة ويرى الكالسيك أن تخفيض أجور العمال
سوف يؤدي إلى تخفيض تكاليف اإلنتاج وبالتالي تنخفض أسعار بيع السمع مما يؤدي إلى زيادة
الطمب عمى ىذه السمع والذي يشجع المنتجون عمى زيادة اإلنتاج ومن ثم يزيد الطمب عمى
األيدي العاممة .ويرى الكالسيك إن العمل كأي سمعة في السوق وان تخفيض األجور سوف
يؤدي إلى زيادة الطمب عمى العمال
« نظرية الريع عند الكالسيك :يرى الكالسيك أن األجر الذي يدفع لمالك األرض في
مقابل استغالليا في الزراعة أو في غير ذلك يسمى (ريع) ويختمف ىذا الريع باختالف درجة
خصوبة األرض وموقعيا
« نظرية سعر الفائدة :سعر الفائدة عند الكالسيك ىو مقابل الحرمان من االستيالك
الحالي لمتمتع بالنقود في المستقبل بعد زيادتيا بمقدار الفائدة وان مصدر النقود المعروضة ىو
االدخار .زيادة الطمب عمى االستثمار يؤدي إلى ارتفاع سعر الفائدة وزيادة المعروض من
المدخرات يؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة ويتحقق التوازن عند سعر الفائدة الذي يتعادل عنده
العرض والطمب.
« إدارة النشاط االقتصادي عن طريق جياز األثمان أو قوى العرض :يرى الكالسيك أن
ىناك يد خفية تحقق التوازن في السوق وىذه اليد الخفية عبارة عن جياز الثمن أو قوى العرض
والطمب في السوق وذلك من خالل توضيح رغبات المستيمك والمنتج ويتحقق التوازن بشكل آلي
لذا ينادي الكالسيك دائما بعدم تدخل الدولة في النشاط االقتصادي حيث أن مصمحة الفرد ال
تتعارض مع مصمحة المجتمع فالفرد عندما يسعى لتحقيق مصمحتو الشخصية فيو يحقق
مصمحة المجتمع أيضا.
« نظرية السكان (نظرية مالتس لمسكان) :نظرية تشاؤمية وىي تنص عمى أن عدد
السكان يتزايد وفقا لمتوالية ىندسية بينما يتزايد اإلنتاج وفقا لمتوالية حسابية(عددية) وتكون
النتيجة ىي محدودية اإلنتاج والموارد بالنسبة لمسكان ولكي يعود التوازن من جديد يمزم موت
وفناء السكان.
08
المبحث األول ................................................. :ماهية المدرسة الكالسيكية
« نظرية التجارة الخارجية :نادى الكالسيك بحرية التجارة وعدم فرض رسوم جمركية وغير
جمركية عمى الصادرات والواردات.
وابتداء من القيمة يبنون نظريتيم في التجارة الخارجية (التي تقوم عمى التقسيم الدولي لمعمل)،
في أسباب قياميا ،في مزاياىا ،وفي كيفية توزيع مزاياىا بين الدول المتبادلة.
وقد ىاجم الكالسيك ما كان ينادي بو التجاريون من تدخل الدولة في تنظيم شؤون التجارة
الخارجية .ذلك أن أتباع سياسة تجارية حرة عمى المستوى الدولي يؤدي بكل بمد إلى أن
يتخصص في إنتاج السمع التي يتمتع فييا بأكبر ميزة نسبية في مواجية البالد األخرى .بل إن
المبادالت التجارية نفسيا عندما تتم بين الدول تؤدي إلى زيادة كبيرة في اإلنتاج ،فضال عن
جعل الجيد البشري في كل دولة أكثر عائدا من الناحية اإلنتاجية .ىذا التخصص الدولي القائم
عمى أساس اختالف النفقات النسبية يزيد من رفاىية الشعوب.
« نظرية التخصص وتقسيم العمل :نادى آدم سميث بضرورة التخصص وتقسيم العمل
لما يترتب عميو من زيادة في اإلنتاج حيث يتولد عن التخصص وتقسيم العمل ميارة في تأدية
العمل.
اعتقد الكالسيك أن حجم التشغيل (العمالة) البد أن يتحدد عند مستوى التشغيل الشامل ,بمعنى
أن كل العمال الراغبين في العمل البد أن يعمموا ،وأن كل بطالة بين العمال ال يمكن أن تكون
إال ظاىرة عارضة .إذ يترتب عمى البطالة انخفاض األجور وزيادة التشغيل من جانب المنظمين
حتى يستوعب كل المتعطمين عن العمل.
وتستند ىذه النظرية في التشغيل إلى قانون األسواق ،أو "قانون ساي" ،والذي بمقتضاه يخمق
العرض طمبا مساويا لو في قيمتو .فالطمب الكمي عمى المنتجات إنما يتساوى دائما مع عرضيا
الكمي.
ىذا التساوي يتحقق تمقائيا عند مستوى اإلنتاج الذي يكفل العمالة الكاممة في االقتصاد القومي.
وبالتالي يكون من المستحيل وقوع كساد وبطالة لفترة ممتدة من الزمن.
« نظرية القيمة :إن دراسة الكالسيك لمقيمة لم تكن من جانب الطمب أو جانب المستيمك
(القيمة المنفعة) بل من جانب العرض أو من جانب اإلنتاج القيمة المبنية عمى التكمفة.
09
المبحث األول ................................................. :ماهية المدرسة الكالسيكية
تعتبر نظرية القيمة الركيزة التي يقوم عمييا كل البناء النظري لممدرسة التقميدية .وجوىر ىذه
النظرية أن المنفعة شرط القيمة ،إذ لكي تكون لمسمعة قيمة البد أن تكون نافعا اجتماعيا ،أي
صالحة إلشباع حاجة ما .ولكن القيمة تستمد مصدرىا من العمل وتقاس بكمية العمل المبذول
فييا .وذلك عمى تفصيل كبير فيما يتعمق بفكر كل من آدم سميث ودافيد ريكاردو الخاص
بالقيمة كأساس لتحديد األثمان .وقد عرفت ىذه النظرية بنظرية "العمل في القيمة" ،أو قيمة
العمل.
« نظرية النقود :عمى عكس المركنتيمين الذين كانوا يعتقدون أن النقود ىي الثروة يعتبر
الكالسيك أن النقود ال تنتج أية ثروة وما ىي إال وسيط لممبادالت وأداة لقياس القيم فيي إذن في
نظرىم مجرد ستار يحجب الحقيقة االقتصادية.
10
المبحث الثاني
رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم
المبحث الثاني ........................................ :رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم
12
المبحث الثاني ........................................ :رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم
وفي إجابتو عن ذلك يقول سميث بأن كل فرد في سعيو وراء ربحو الخاص يبذل مجيودا فعاال
في رفع دخل المجتمع ودائما في سعيو وراء مصالحو الخاصة ىناك "يد خفية" توجيو ليحقق
غاية من الغايات خارجة عن إرادتو ونواياه وىنا نسجل الدعم السيكولوجي لميبرالية من طرف
سميث وذلك باعتقاده أن التنظيم العفوي لمحياة االقتصادية يحدث بفضل المنافسة بين المصالح
الخاصة وىنا نسجل بعض التفاؤل عنده .وىذه الفكرة تصمح باألفراد وتصمح كذلك باألمم بحيث
أن كل أمة تطمح إلى التخصص سوف تعمل بصفة غير مباشرة عمى تشكيل جميورية سمعية
ضخمة
.2السوق ىو أساس التوازن :يقول سميث أن الوسيمة التي تضمن التوازن بين المصالح
المتناقضة لألفراد ىي السوق وذلك بفضل حرية األسعار ومن ىنا نفيم أن سميث يعتمد عمى
مفيوم السعر في تحميمو لمظواىر االقتصادية بحيث يعتبر بأن اإلنتاج ما ىو إال مجموعة من
التكاليف أي من األسعار ،كما أن األجر أيضا يعتبره سع ار.
.3تراكم رأس المال ىو أساس التطور :إن نظرة سميث إلى التوازن ليست بالنظرة الساكنة
إذ أنو يفرق بين الحالة التطورية ،الحالة السكونية والحالة الرجعية .ويقول أن عجمة الحالة
التطورية تكمن في تراكم رأس المال مع التفوق النسبي ليذا التراكم عن النمو الديمغرافي لألجراء
الذي يؤدي إلى االرتفاع في مستوى كل من األجور واألرباح في نفس الوقت وتعتبر فكرة سميث
ىذه فكرة أولية عن النمو.
.4نظرية القيمة :مادام سميث جعل من العمل مصدر لمثروة فمن الطبيعي أنو يجعل من
العمل مصد ار لمقيمة كما أنو يميز بين القيمة االستعمالية والقيمة التبادلية فاألولى أساسيا المنفعة
الشخصية والثانية فقيمتيا تحدد في السوق ويأتي سميث بمثال حول الماء واأللماس وىو بذلك
يطرح لغز حيث يقول " :الماء ىو نافع جدا ال قيمة لو في المبادلة أما األلماس ىو غير ذي
قيمة استعمالية ولكنو بكمية كبيرة من السمع " ومن خالل ىذا المثال يؤكد سميث إن القيمة
االستعمالية ال تشكل أساس القيمة التبادلية ويبرر ذلك بأن العمل ىو القياس الشامل الوحيد
والدقيق لمقيم في كل مكان وزمان ،لكنو يعتقد أن ىناك باإلضافة إلى العمل مصدران آخران
لمقيمة وىما الريع والربح ألن القميل من األشياء حسب رأيو تأخذ قيمتيا التبادلية من العمل فقط.
13
المبحث الثاني ....................................... :رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم
(وىذا يخص المجتمعات البدائية) وبذلك حسب سميث أغمب األشياء يكون مصدر قيمتيا متعدد
األنواع أي من عمل ،ريع وربح ويعتبر ىذا أساس نظرية القيمة التي تحددىا تكمفة اإلنتاج أي
القيمة المتكمفة.
« جون ستيوارت ميل ( : )1873 – 1806جون ستيوارت ميل ىو ابن الفيمسوف الكبير
(جيمس ميل) ،وقد ثقفو والده منذ الصغر ،وكان أستاذا لمفمسفة ثم أستاذا لالقتصاد السياسي ،
لقد تأثر بريكاردو عن طريق والده ،والذي كانت ميمتو الفكرية ىي شرح ومعالجة نظريات
االقتصاديين الكالسيكيين اإلنجميز وخصوصا ريكاردو ،إال أن ستيوارت ميل جاء بعناصر
جديدة متأث ار باالشتراكيين الفرنسيين األوائل وخصوصا سان سيمون .حاول ميل الموافقة بين
أطروحات "القوانين الطبيعية" التي شرحيا أصحاب المدرسة الكالسيكية والتي اعتبرىا صحيحة
وبين أطروحات المخالفين ليا الممثمة في اتجاه التدخل الحكومي.
وىو صاحب كاتب مبادئ االقتصاد السياسي الذي نشر سنة 1848وقد حاول ميل أن يوفق
بين التشاؤم والتفاؤل من جية وبين صرامة الميبرالية والطموح االجتماعي من جية أخرى .واسيام
ميل في النظرية الميبرالية يكمن في أنو ميز بين قوانين اإلنتاج التي يطغى عمييا الطابع
االجتماعي والنسبية الذاتية.
.1تحميل ميل لإلنتاج :الجديد في تحميل ميل لإلنتاج ،ىو إضافتو لرأس المال
كعامل ثالث من عوامل اإلنتاج إلى جانب الطبيعة ،ويؤكد ميل أن رأس المال منتج ،وأنو يأتي
من االدخار ،وحسب ميل فإن التقدم االقتصادي ال يمكن أن يتم إال بتراكم رأس المال.
.2تحميل ميل لمتوزيع :لم يدرك ميل أن الدخول ىي أسعار عوامل اإلنتاج ،كما انو لم
يميز بين المستحدث والرأسمالي ،كما فعل ساي ،بل اعتمد عمى ريكاردو مقسما الدخول إلى
ثالثة أنواع حسب أصحابيا :أجر العمال وريع مالك العقارات وأرباح الرأسماليين.
« جان باتيست ساي ( : )1832 – 1767وىو أول أستاذ لالقتصاد السياسي في فرنسا
ويعود إليو الفضل في التقسيم الكالسيكي اإلنتاج ،التداول ،التوزيع واالستيالك .وقد استطاع
أن يضع بوضوح عوامل اإلنتاج المتمثمة آنذاك في األرض ،العمل رأس المال مع التفرقة بين
عنصر رأس المال والتنظيم كما يعود لو الفضل في وضع قانون المنافذ الذي يقول بأنو ال مجال
ألزمات فيض اإلنتاج ألنو ىناك تبادل بين المنتجين وأن العرض يخمق الطمب عميو إما التبادل
14
المبحث الثاني ....................................... :رواد المدرسة الكالسيكية ونظرياتهم
فيجب أن يكون حرا .ومن الواضح أن أفكار ساي يطبعيا شيء من التفاؤل عمى عكس ريكاردو
ومالتس.
لقد تأثر مالتوس كثي ار بالبؤس الذي عاشتو انجمت ار إثر الثورة الصناعية ومختمف الثورات ضد
فرنسا ويظير ىذا التأثير في أعمالو الفكرية بحيث يطبعيا شيء من التشاؤم .وقد اشتير
مالتوس بوضعو لقانون السكان الذي ينص عمى أن ىناك فرق بين التزايد اليندسي لمسكان
والتزايد الحسابي لمنمو االقتصادي المواد الغذائية الموجودة عمى سطح األرض إذ أن عدد
السكان يتزايد بأكثر سرعة من سرعة تزايد كمية األغذية .ومن ىنا يستنتج ماتوس بأن البشرية
محكوم عمييا بالبؤس والمجاعة والحروب ،وىذا القانون كان لو تأثير بالغ عمى الميبراليون في
مجال الديمغرافي حيث ألن نسبة الوالدات تدنت في أواخر القرن 19وبداية القرن 20وذلك في
البمدان األوروبية.
والنتيجة الحتمية ىي زيادة ىائمة في السكان بالنسبة لألرزاق مما يؤدي إلى المجاعات والمرض
والحروب...ويحدد مالتوس بعض الحمول التي قد تؤجل النياية المؤلمة لمبشرية وىي:
تحديد النسل ضرورة البد منيا ،وىي منافية لألخالق والدين إذا تم ىذا التحديد بعد
الزواج لذلك البد من العفة واالمتناع عن الزواج أو تأخيره أو إلغاؤه نيائيا.
مطالبة الطبقة الفقيرة بعدم الزواج أو تأخيره عمى األقل ومطالبة الطبقة الغنية بعدم
اإلحسان إلى الطبقة الفقيرة ألنو يشجعيا عمى الزواج.
16
المبحث الثالث
تقييم المدرسة الكالسيكية
المبحث الثالث ................................................. :تقييم المدرسة الكالسيكية
18
المبحث الثالث ................................................. :تقييم المدرسة الكالسيكية
النظرية الحدية (النيوكالسيك) لمقيمة لكي تنتقد ىي األخرى المفيوم الكالسيكي لمقيمة المبنى
عمى التكمفة والميمل لمجانب الشخصي السمع (القيمة/المنفعة)
نظرية التوزيع :ىنا أيضا يتعرض الفر الكالسيكي لالنتقادات من طرف
الفكر االقتصادي الحديث وخاصة منو النظرية الحدية التي تقول بأن ما حصل عميو مل عمل
من عوامل اإلنتاج إنما يتحدد عمى أساس اإلنتاجية الحدية ليذا العامل اإلنتاجي.
نظرية النقود :بينما كان الكالسيك يولون أىمية لمنقود (مجرد وسيط
لممبادلة) نجد أن الفكر االقتصادي الحديث وعمى رأسو كينز يمح يؤكد عمى أىمية النقود كمخزن
لمقيمة باإلضافة إلى وظيفتيا كوسيط وقد أكد كينز عمى أن ميل الفرد لالحتفاظ بالنقود قد يزيد
فيقل الطمب الكمي فينقص اإلنتاج وتنشأ البطالة فالنقود إذا من خالل وظيفتيا كمخزن لمقيمة قد
تؤدي إلى حدوث بطالة أي أنيا تؤثر عمى مستوى البطالة ومن ثم فيي ليست مجرد وسيط
لممبادلة.
نظرية التجارة الخارجية :في تحميميم لمتجارة الخارجية لم يأخذ الكالسيك
العوامل اآلتية في الحسبان:
تداخل القطاعات في بمد معين
اندماج االقتصاد.
ظواىر الييمنة االقتصادية عمى المستوى الدولي.
التخصص في إنتاج منتج واحد قد يجعل االقتصاد في بمد ما تابع لمخارج.
« النقد من الجانب المذىبي :من ىذا الجانب نجد أن المدرسة االشتراكية ىي التي
انتقدت بشدة الفكر الكالسيكي القائم عمى الميبرالية وذلك لألسباب اآلتية :
إن النظام الميبرالي قائم عمى استغالل الرأس ماليين لمطبقات الفقيرة (كارل
ماركس).
إن الدخل اإلجمالي في البالد الرأسمالية يتم توزيعو بصفة غير عادلة وغير
متساوية فيترتب عن ذلك وجود طبقات متفاوتة كذلك أن الزيادة في اإلنتاج ال تصرف كميا في
الداخل بما أن ىناك فيض في اإلنتاج بل تتطمب أسواق خارجية تضمنيا المستعمرات والتي
تكون أيضا مصد ار لممواد األولية
19
المبحث الثالث ................................................. :تقييم المدرسة الكالسيكية
إن النظام الرأس مالي يؤدي بطبيعتو إلى أزمات اقتصادية ( أزمة فيض
اإلنتاج ،البطالة ،التضخم )... ،ولذا فيو ليس األمثل حسب المدرسة االشتراكية التي تقترح
نفسيا كبديل والتي تأتي كرد فعل لميبرالية.
20
الخاتمة
الخاتمة ....................................................................................
الخاتمة :
وفي الختام يمكننا أن نقول أن الفكر الكالسيكي والنيوكالسيكي ىو فكر ظير نتيجة
لمتطورات التي عرفتيا أوروبا خالل القرن الثامن عشر والمتمثمة في الثورة الصناعية وما أحدثتو
من تغيرات جذرية في المجال االقتصادي وال سيما الميدان الصناعي .حيث إن الفكر
االقتصادي الحر الذي ظير في فرنسا في بادئ األمر –إال أنو مذىب حر -كان ميتم بالمجال
الزراعي العتقاد الفيزيوقراط أن الزراعة ىي النشاط المنتج الوحيد أي النشاط الوحيد الذي يحقق
ناتج صافي لذلك ارتبطت أفكارىم بحرية ىذا القطاع والتبادل الخاص بمنتجاتو .بعكس الكالسيك
في انجمت ار الذين كانوا يناشدون بحرية التبادل والمعامالت مما جعميم ييتمون بجميع األنشطة
االقتصادية وينددون بتدخل الدولة في النشاط االقتصادي خوفا من إعاقة تقدمو وفي مابين
ىاتين المدرستين ظيرت مدارس أخرى لمفكر االقتصادي ينادي بعضيم بالحماية عن جانب
الدولة مثل المدرسة النيوكالسيكية أو الحدية ،والبعض األخر ينادي باالشتراكية وتحويل النزعة
الفردي إلى نزعة جماعية ،وميما تكن من أمر تمك المذاىب الفكرية فإنو يمكننا القول أن كل
تيار فكري كان لو مؤيديو من الظروف والوقائع االقتصادية التي كانت تمر بيا االقتصاديات.
22
قائمة المراجع
قائمة المراجع ..............................................................................
24