Professional Documents
Culture Documents
بالكثير من العوامل المتغيرة التي تتشابك مع بعضها في الواقع العملي و من بينها النقود
وتشغل النظرية النقدية حيزا هاما في الفكر االقتصادي الحديث من خالل األبحاث و
الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بغية شرح وفهم اآلليات وعمل وتفاعل العناصر
المكونة لهذه النظرية كإطار لتفسير مجموعة كبيرة من الظواهر و المتغيرات التي تصحب
…….التغير في كمية النقود المتداولة في المجتمع كالتضخم و الكساد
النظرية النقدية هي نظرية اقتصادية تركز على اآلثار االقتصادية الكلية لتوريد النقود
والبنوك المركزية .التي صاغها ميلتون فريدمان ،فإنه يقول إن التوسع المفرط في العرض
النقدي هو التضخمية بطبيعتها ،والتي ينبغي أن تركز السلطات النقدية فقط على الحفاظ على
استقرار األسعار .هذه النظرية توجه جذوره من مدرستين معادية تاريخيا للفكر:
والنظريات th،سياسات المال الثابت الذي هيمن على التفكير النقدي في أواخر القرن 19
النقدية من جون ماينارد كينز ،الذي يعمل في فترة ما بين حرب خالل فشل الذهب استعادة
القياسية ،اقترح نموذجا يحركها الطلب على النقود .بينما كان كينز تركز على استقرار قيمة
العملة ،مع الفزع الناجمة استنادا إلى عدم كفاية المعروض من النقود مما يؤدي إلى انهيار
العملة البديلة و ،ثم ركز فريدمان على استقرار األسعار ،وهو التوازن بين العرض والطلب
على النقود .وقد لخصت النتيجة في التحليل التاريخي للسياسة النقدية ،تاريخ النقد في
الواليات المتحدة ، 1960-1867والتي تأليفه مع آنا شوارتز فريدمان .وأرجع الكتاب
التضخم إلى المعروض من النقود الزائدة الناتجة عن البنك المركزي .وأرجع اللوالب
االنكماشية إلى تأثير عكسي على فشل البنك المركزي لدعم عرض النقود خالل أزمة
السيولة .فريدمان اقترح أصال قاعدة النقدية الثابتة ،ودعا الحكم فريدمان ك في المئة ،حيث
سيتم احتساب إمدادات المال عن طريق عوامل االقتصاد الكلي والمالية المعروفة ،واستهداف
مستوى معين أو مجموعة من التضخم .بموجب هذه المادة ،لن يكون هناك أي فسحة للبنك
االحتياطي المركزي مع تزايد المعروض من النقود يمكن تحديد «بواسطة جهاز كمبيوتر» ،
.واألعمال التجارية يمكن أن نتوقع كل قرارات السياسة النقدية
المبحث األول :اإلطار العام للتحليل الكالسيكي للنقود
إن فكرة النظرية قديمة فقد تعرض لبعض عناصرها فالسفة اليونان و الرومان كما يمكن
تتبع صورها في آراء بعض مفكري و علماء اإلسالم ( المقريزي ) إال أنها تطورت أكثر بعد
ثورة األسعار في القرن السادس عشر 16م خاصة بعد ذلك التدفق الكبير للمعادن النفيسة من
أمريكا إلى أوروبا مما دفع الكثير من االقتصاديين إلى البحث في العالقة بين زيادة كمية
.النقود و ارتفاع األسعار نتيجة تدفق الذهب و الفضة
كان جون بودان أول من أعطى مالحظة مفادها أن الزيادة في كمية النقود المتداولة هي
.السبب في ارتفاع األسعار ومن ثم انخفاض في قيمة النقود
ويقصد بالنظرية النقدية الكالسيكية تلك النظرية التي نشأت و تطورت بفضل جهود
االقتصاديين في المدرسة الكالسيكية والتي تبلورت فيما بعد وأصبحت تعرف باسم نظرية
.كمية النقود
لقد اعتبر الكالسيك أن التوازن االقتصادي يتحقق دائما بصورة تلقائية عند مستوى التشغيل
الكامل و من بينهم ادم سميث و دافيد ريكاردو و جون باتيست ساي كما اعتقدوا اعتقادا تاما
.بان اثر التغيرات في كمية النقود يتصف بالحياد التام
ولهذا فان الثروة الحقيقية في نظر الكالسيك تتمثل في السلع االستهالكية واالستثمارية اما
النمو االقتصادي فيقاس بالقدرة على زيادة السلع الحقيقية و اهتموا اهتماما خاصا بمشكلة
النمو االقتصادي في األجل الطويل واالدخار واالستثمار وتوازنهما والسبب في ذلك هو
.المشكلة التي تطرح حول تغير قيمة النقود مع الزمن
دور معايير التقييم الدولية في تطبيق القياس بالقيمة العادلة :دراسة(Read more)
استطالعية ألراء المهنيين واألكادميين
و قد اعتمد الكالسيك عموما في مناقشاتهم على األسعار النسبية بدال من استخدام األسعار
مما سبق نستطيع أن نستنتج أن أي شخص أو أي مشروع حينما يحصل على نقود من جراء
معامالته فانه في رأي المدرسة الكالسيكية لن يحقق منها أي نفع حقيقي حتى يقوم بإنفاقها
.كلها ويستبعد الكالسيك اختزان النقود ألنه تصرف غير رشيد
إذن فالطلب على النقود في نظر الكالسيك يكون من اجل المعامالت فقط
لقد أكد الكالسيك مسالة التوازن التلقائي بين االدخار واالستثمار في نظريتهم عن سعر الفائدة
ويرون أن المتغيرات Žالكبرى في النشاط االقتصادي التتاثر بالنقود .وورد في المناقشات
الكالسيكية احتمال أن تؤدي التغيرات Žفي عرض النقود( تغير كمياتها أو سرعة دورانها)
إلى اإلخالل األسعار النسبية أي اإلخالل بين معدالت التبادل الحقيقية بين السلع لكن
الكالسيك أن مثل هذه االختالالت لن تبقى في األجل الطويل حيث أن المرونة التامة لألسعار
.في ظروف المنافسة التامة في السوق كفيلة بإعادة األمور مرة أخرى إلى مجراها
و لقد كانت آراء مالتوس تمثل االستثناء الوحيد من الفكر االقتصادي فقد اعتقد أن مسالة
.تحقيق التوازن ليست حتمية
ويعتمد الكالسيك في معارضتهم إلى زميلهم مالتوس إلى قانون ساي لألسواق الذي مفاده أن
:العرض يخلق طلبه الخاص والذي يرتكز على ثالث فرضيات
إن النظرية النقدية الكالسيكية تعبر عن مجموعة من اآلراء والمفكرين واألفكار المفسرة
:والمحللة لعمل النظام الرأسمالي الحر وباختصار فيما يلي
:الحرية االقتصادية
إن ترك الفرد الحر في اختيار نشاطه و عمله ل فقط بل سوف يعمل على تحقيق المنفعة
.العامة
أن الدولة تخدم المجتمع فيما لوانها لم تتدخل في حرية األفراد ذلك أن تدخلها يجب أن يكون
في نطاق ضيق سواء في مجال التوزيع أو اإلنتاج فالنظام الطبيعي يقتضي الحد من تدخلها
.إال في أمور معينة كالدفاع وتنظيم القضاء والقيام بالمشروعات العامة
:الملكية الخاصة
إن الملكية الفردية هي احد أركان النظام الرأسمالي وان إيمان الفرد بها يجعله يسعى إلى
تحقيق أقصى منفعة ممكنة وتحقيق أقصى منفعة للمجتمع وعليه الكالسيك ال يرون أي
.تعارض بين مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة
:مبدأ المنافسة الحرة
إن المنافسة غير المقيدة هي وحدها القوة االجتماعية المنظمة للحياة االقتصادية وهي الكفيلة
بتحقيق التقدم االقتصادي
قانون السوق :يقوم هدا على أساس مبدأ السوق وان جهاز الثمن هو القوة الحقيقية الموجهة
.للنشاط اإلنتاجي وتحقيق التوازن
مبدأ حيادية النقود:إن Žالنقود في الحياة االقتصادية ليست سوى أداة تبادل فهي حيادية و
.الحقيقة أن السلع تبادل بالسلع و النقود ليست إال وسيلة لذلك
.مبدأ مرونة جهاز سعر الفائدة :فهي تفترض تحقيق التوازن بين االستثمار و االدخار
مبدأ التوظيف الكامل :فالكالسيك يفترضون حسب قانون ساي لألسواق أن االقتصاد في
.حالة العمالة الكاملة
تقوم النظرية الكمية للنقود عند الكالسيك على فرضية أن حجم المعامالت و مستوى النشاط
االقتصادي يتم تحديده بعوامل موضوعية وان النقود ليس لهل لثر في تحقيق التوازن
االقتصادي باعتبارها وسيط في المبادلة أن حجم المعامالت متغير خارجي ومن ثم يعامل
.على انه ثابت خاصة وان حجم العوامل التي تؤثر في حجم المعامالت ثابتة
وهذا الثبات هو وفقا ألحد مقومات ودعائم الفكر الكالسيكي الذي يعتقد أن النظام االقتصادي
يملك القدرة الذاتية على التحرك بصورة تلقائية نحو مستوى التوظيف الكامل للموارد
.اإلنتاجية
و تقوم هذه النظرية على أساس أن سرعة دوران النقود هي ثابتة على األقل في المدى
القصير ألنها تحدد بعوامل بطيئة التغير ومستقلة عن كمية النقود فافتراض التحليل
الكالسيكي ثبات سرعة دوران النقود على أساس أن تغيرها يرتبط بتغير عوامل أخرى منها
درجة كثافة السكان وتطور العادات المصرفية ومستوى تطور وتقدم الجهاز المصرفي
ثبات : .V Tواألسواق المالية والنقدية وهذه العامل كلها ال تتغير في األجل القصير مع
يتبقى في المعادلة متغيرين اثنين فقط وهما كمية النقود في الطرف األيمن من المعادلة
والمستولى العام لألسعار في الطرف األيسر تقتصر نظرية كمية النقود على بيان العالقة
.بينهما
تقوم النظرية الكمية للنقود على افتراض أساسي مفاده أن أي تغير في كمية النقود سيحدث
تغير بنفس النسبة واالتجاه في المستوى العام لألسعار أي أن هناك عالقة طردية بين كمية
النقود وذلك بافتراض ثبات حجم المعامالت وسرعة دوران النقود أي أن نظرية كمية النقود
.هي دالة كمية النقود متغير مستقل والمستوى العام لألسعار متغير تابع
يستند أصحاب هذا الرأي إلى منطق معين يتمثل في أن زيادة كمية النقود يعني في واقع
األمر زيادة في وسائل الدفع األمر الذي يؤدي إلى زيادة األسعار ذلك أن كمية اكبر من
النقود سوف تتنازع لشراء نفس الكمية الثابتة من السلع والخدمات و في هذه الحالة سوف
.يتناسب التغير في أسعار السلع والخدمات مع التغير في كمية النقود
و يسمى هذا الشكل لنظرية كمية النقود بالشكل الجامد فحدوث التغير في كمية النقود يؤدي
.إلى تغير بنفس النسبة وفي نفس االتجاه في المستوى العام لألسعار
كما سبق وقلنا أن فكرة النظرية قديمة حتى قبل الكالسيك إال أن أهم من اخذ بالتحليل السابق
و استخدمه في تحليل ظاهرة التضخم التي عرفتها بريطانيا في القرن 19هو االقتصادي
دافيد ريكاردو الذي كان له دور أساسي في بناء النموذج الكالسيكي حيث توصل في هذا
الشأن إلى أن قيمة النقود تتناسب عكسيا مع قيمتها باعتبار أن أي زيادة في العرض النقدي
.ستؤدي إلى زيادة في المستوى العام لألسعار بنفس النسبة
إذن فالنظرية الكمية هي دالة المستوى العام لألسعار متغير تابع وكمية النقود متغير مستقل و
:بثبات كمية المبادالت وسرعة دوران النقود فانه يمكن صياغة المعادلة رياضيا كما يلي
M V= P T
إن كمية النقود مضروبة في سرعة دورانها تساوي كمية المبادالت مضروبة في المستوى
:العام لألسعار و منها يمكن تحديد المستوى العام لألسعار كالتالي
P=MV/T
مقلوب حجم(xحيث المستوى العام لألسعار =(كمية النقود مضروبة في سرعة دورانها)
).المعامالت
ولقد حاول فيشر ٭( وهو من الكالسيك الجدد ) الوصول إلى ما هو ابعد من ذلك وذلك
بإدخال النقود المصرفية ( الداخلية) في معادلة التبادل أي انه سعى إلى التمييز بين النقود
القانونية ( الخارجية ) و النقود المصرفية بغرض إبراز أهمية كل منهما في تحقيق مستوى
:معين من المبادالت ولهذا جاءت معادلة التبادل كاآلتي
ن :النقود القانونية
س:سرعة دورانها
ن’:النقود Žالمصرفية
س’ :سرعة دورانها
ك xن س ن’س’= م
’/ومن ثم م = ن س ن’س
:تعرضت هده النظرية إلى النقد أو إلى انتقادات عديدة يمكن إيجازها فيم يلي
افتراضها دوما ثبات العوامل المحددة لقيمة النقد ( باستثناء مستوى األسعار ) إال انه إذا1-
.رجعنا إلى التجارب الواقعية نجد عدم صحة ثبات هذه الفروض
لم تأخذ النظرية التقليدية النقدية بعين االعتبار متغيرات أخرى هامة كسعر الفائدة حيث –
.اعتبرته ظاهرة حقيقية
التأهيل البيئي 7للدول النامية النفطية و أولية تقدم وتيرة 7التنمية 7االقتصاد(Read more)
إال أن كمية النقود ليست العامل الوحيد Pو Mتقوم هذه النظرية على العالقة االلية بين –
فقد ترتفع هذه األخيرة ألسباب ال عالقة لها بزيادة النقود كما أن زيادة النقود Pالذي يؤثر في
.ال تؤدي بالضرورة Žإلى ارتفاع األسعار خاصة إذا كانت هناك طاقات عاطلة
إن العالقة بين كمية النقود و بين المستوى العام لألسعار ليست مباشرة أو تناسبية فقد 3-
أشار باتنكان في خضم االنتقادات الشديدة التي تعرضت لها النظرية إلى أن العملية التي
تعقب حدوث زيادة في النقود سوف تصبح أكثر تعقيدا من العالقة البسيطة التي تصفها
النظرية الكمية للنقود
تعتمد النظرية الكمية للنقود في تحليلها على التحليل الساكن و ليس على التحليل 4-
.الديناميكي
تعد نظرية كمية النقود من أولى النظريات التي حاولت تفسير تحديد المستوى العام لألسعار
و ما يحدث فيها من تقلبات وهي تتمثل في مجموعة من الفروض المتعلقة بأهمية كمية النقود
.بالنسبة إلى غيرها من العوامل في التأثير على قيمتها
:االيجابيات
.إن النظرية الكمية للنقود كانت متفقة تماما مع التحليل والواقع االقتصادي السائد آنذاك-
.إن لنظرية كمية النقود أهمية ودور كبيرين في تفسير ظاهرة التضخم –
:االنتقادات
عقب ظهور أزمة الكساد العالمي و قبل ذلك ظهرت عدة انتقادات للنظرية النقدية الكالسيكية
:و بصفة عامة يمكن تقديم نوعين من االنتقادات
لقد قدم الكالسيك الجدد أمثال ” مارشال و روبنسون و بيجو ” طلبا جديدا على النقود
.كمخزن للقيمة أي أداة للوفاء بالمدفوعات اآلجلة
حيث يرغب األفراد في االحتفاظ بالنقود في صورة أرصدة نقدية حاضرة أي طريقة
:األرصدة النقدية الحاضرة كالتالي
M=pyk
:انتقادات عامة
افتراض ثبات الناتج الوطني يستند إلى افتراض حالة التوظيف الكامل ولكن اثبت عدم صحة
هذا االفتراض عند حدوث األزمة العالمية 1933-1929وإذا تخلينا على هذا االفتراض
.يزول اثر التغير في المستوى العام لألسعار
فسرعة الدوران يمكن أن تتغير في المدى الطويل و بالتالي تؤثر على حجم المعامالت
:وتتغير النتيجة
و المثال على ذلك فترة الكساد العظيم حيث حاولت الحكومة األمريكية مكافحة هذا الكساد
عن طريق حلق عجز في الميزانية و تمويله بإصدار كميات جديدة من البنكنوت فساعدت
البنوك على التوسع في االئتمان المصرفي للعناصر االقتصادية المختلفة أفراد ومشروعات
ولكن األفراد احتفظوا بالنقود لتوقعهم حدوث انخفاض كبير في األسعار فازداد تفضيلهم
النقدي مما أدى بدوره إلى حدوث انخفاض في سرعة دوران النقود و قد نتج عن هذا الوضع
أن الزيادة في كمية النقود لم يترتب عليها ارتفاع في األسعار بل العكس انخفضت هذه
.األخيرة .و يرجع إخفاق النظرية إلى أنها أعطت وظيفة وحيدة للنقود
خاتمةلقد أسس التحليل الكالسيكي للنقود على فرضيات و أسس تبين فيما بعد أنها غير
صحيحة كفاية أو غير صالحة لكل األوقات كحياد النقود والتشغيل الكامل و هذا أثناء األزمة
.العالمية 1929وعجز التحليل الكالسيكي عن تفسير األزمة آنذاك
و لكن ال يمكن إلغاء دور التحليل الكالسيكي في شق البداية إلى تفسير عدة ظواهر كالتضخم
.و اعتمد كقاعدة للتحليل الحديث للنظرية النقدية عند فريدمان