You are on page 1of 38

‫(‪)1‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم النظرية النقدية‪:‬‬


‫قبل أن نتطرق إلى معرفة تسلسل النظريات النقدية‪ ،‬يجدر بنا أن نعرف إلى معنى النظرية العلمية‬
‫بشكل عام‪ .‬إن احدى التعاريف العامة‬
‫يقول بأن‪ :‬النظرية‪ << :‬بناء منهجي عقلي ومنظم‪ ،‬ذو طبيعة افتراضية ( على األقل بالنسبة لبعض‬
‫‪ Claude Bernard‬يضيف القاموس بأن‬ ‫أجزائه ) وتركيبه ونقال عن العالم والفيلسوف الكبير‬
‫النظرية ماهي إال الفكرة العلمية المراقبة من طرف التجربة >>‪.‬‬
‫إذن فالنظرية ليست مجموعة من المقوالت غير المحقق فيها‪ ،‬بل هي وضع فرضية ‪ ،‬بحيث يمكن أن‬
‫تقبل أو ترفض أثر البحث‪ .‬فالنظرية العلمية إذن قابلة للنحريف أو " لإلبطال " وذلك بإكتشاف ما‬
‫(‪MALINVAUD)1981‬‬ ‫يناقضها عن طريق البحث العلمي‪ .‬إن هدف النظرية كما يقول‬
‫بما معناه‪ ،‬هو إلقاء الضوء على الواقع العلمي وذلك بواسطة نماذج تفسيرية المفروض أنها تمثل‬
‫العالقات النسبية بين مختلف الظواهر في العالم الحقيقي‪.‬‬
‫وهكذا تأخذ النظرية شكل مجموعة حوادث ووقائع منظمة تنظيما عقالنيا ولكن نظرا لتعدد الظواهر‬
‫والتشابك المعقد للعالقات فيما بينها تلجأ النظرية إلى التبسيط والتجريد‪ ،‬أي عزل أهم الظواهر‬
‫وإظهار العالقات األساسية بينها‪ .‬فالنظرية إذن هي تبسيط واعي أو( تجريد) للروابط المالحظة ( بين‬
‫الظواهر ) قصد تفسير طبيعتها وتفاعالتها المتبادلة‪.‬‬
‫وهنى فالنظرية النقدية كأي نظرية علمية تندرج تحت النرية االقتصادية تهتم وتفسر الظواهر بطريقة‬
‫‪.‬‬
‫تبسيطية في مجالها االقتصادي والنقدي في فترة محددة‬

‫(‪ )1‬د‪ :‬محمد الشريف المان‪ ،‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية ( نظريات ونماذج التوازن والال توازن )‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر ط ‪ ،2003‬ص ‪.2،3،‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الهدف من الدراسة النقدية‪:‬‬
‫تهدف الدراسة النظرية النقدية إلى التعرف إلى العوامل التي تحدد قيمة النقود في فترة محددة‪،‬‬
‫والعوامل التي تؤثر في االنتاج والتشغيل والمستوى العام لألسعار‪ .‬والتعرف على أهم النظريات‬
‫النقدية التي توافقت مع التطور االقتصادي والنقدي ‪ .‬ومعرفة ما قدمه الفكر االقتصادي والنقدي عبر‬
‫المراحل المختلفة‪ .‬ومحاولة تقدير كل النظريات النقدية التي جاء بها الفكر االقتصادي وتقييم معطياته‪.‬‬
‫ويجب أن نشير إلى أن المساهمات الجادة للفكر االقتصادي والنقدي العربي كانت األساس لما جاء به‬
‫الفكر االقتصادي والنقدي الغربي‪.‬‬
‫فمقدمة ابن خلدون تضمنت تحليال لطبيعة النقود وأهميتها في االقتصاد‪ .‬فأكدت على ثبات قيمة معدني‬
‫الذهب والفضة‪.‬‬
‫اللذين استخدما أداة للتبادل واالدخار‪ .‬وأوضح طبيعة العالقة بين كمية النقود وتوزيعها‪ ،‬وحالة‬
‫العمران وازدهار المعامالت‪ ،‬فالنقود قيمة لكل متمول‪ ،‬والذهب والفضة هم الذخيرة ألهل العالم غالبا‪.‬‬
‫و إن اقتنى الفرد سواهما في بعض األحيان‪ ،‬فإنما هويقصد تحصيلهما بما بقع في غيرهما من حوالة‬
‫األسواق التي هما عنها بمعزل‪ ،‬وتطرق ابن خلدون إلى أن العمران يوفر أو ينقص النقود‪ ،‬فالعمران‬
‫يجلب النقود إلى البالد الغنية‪ ،‬وكذلك يؤدي الرخاء إلى سرعة تداول النقود وكثرة التعامل‪ ،‬فينتج عن‬
‫‪.‬‬
‫ذلك ارتفاع رقم النقود المتداولة‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير شامية‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1993:‬ص‪.102.‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تطور النظرية النقدية‪:‬‬
‫تطورت النظرية النقدية تطورا كبيرا‪ ،‬منذ نهاية القرن الثامن عشر وحتى العصر الحاضر‪ ،‬من حيث‬
‫الموضوع الذي تبحثه‪ ،‬أو من حيث أدوات التحليل التي تستخدمها‪ .‬وكان هذا التطور إنعكاسا لتطور‬
‫في الفكر االقتصادي عامة وفي الواقع االقتصادي خاصة‪.‬‬
‫وفي أوائل القرن التاسع عشر‪ ،‬كانت المسألة األساسية التي تبحثها النظرية النقدية‪ ،‬هي معرفة‬
‫العوامل التي تحدد وتفسر تقلبات قيمة النقود‪ ،‬فكانت نظرية كمية النقود‪ .‬التي ركزت اهتمامها على‬
‫كمية النقود المتداولة وأنها العامل األساسي الذي يؤثر في قيمة النقود‪ .‬وفي نهاية القرن التاسع عشر‬
‫ظهرت النظرية النفسية للنقود‪ ،‬التي اتخذت من التغيرات التي تطرأ على الدخول األساسي لتقلبات‬
‫قيمة النقود‪ ،‬وظهرت كذلك المدرسة السويدية التي ترأسها االقتصادي فيكسل‪ ،‬وعرضت تحليال جديدا‬
‫للكيفية التي تؤثر بها كمية النقود في مستوى األسعار‪ .‬وكانت جميع هذه األفكار األساس الفكري لكثير‬
‫من األبحاث االقتصادية والنقدية الحديثة‪.‬‬
‫وفي العشرينات من هذا القرن‪ ،‬ظهرت أفكار االقتصادي كينز‪ ،‬واتجه االقتصاديون إلى دراسة تأثير‬
‫النقود على مستوى االنتاج والتشغيل والمستوى العام لألسعار‪ ،‬وإلى تحديد الكيفية التي تباشر بها‬
‫النقود ذلك التأثير‪ .‬وبذلك ارتبطت النظرية النقدية بنظرية التشغيل والدخل القومي‪ ،‬وبنظرية التقلبات‬
‫االقتصادية الدورية‪ ،‬فكانت أفكار ودراسات االقتصادي كينز‪ ،‬واالقتصاديون الذين جاءو بعده محور‬
‫‪.‬‬
‫الدراسات النظرية النقدية المعاصرة‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير شامية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103،102‬‬
‫‪.‬‬
‫تمهيد‪ :‬لم يقتصر التحليل االقتصادي التقليدي على دراسة الجوانب العينية وإنما قدم دراسة عن‬
‫الظواهر النقدية في االقتصاد‪ ،‬إذن هي انعكاسا للفكر للفكر التقليدي للظواهر النقدية والعينية‪ ،‬التي لم‬
‫تخرج عن االفتراضات والمباديء التي قام عليها الفكر التقليدي نفسه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلب (‪ :)1‬نظرية كمية النقود‬
‫هي نظرية تبحث في كيفية تحديد القيمة النقدية للدخل الكلي‪ .‬ونظرا ألنها تعبر عن مقدار كمية النقود‬
‫التي تتم حيازتها عند مستوى دخل معين‪ .‬فهي نظرية الطلب على النقود‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف الفروض األساسية للفكر التقليدي إلى مجموعتين‪ :‬الفروض األولى ترتبط بالجانب‬
‫العيني من النشاط االقتصادي والمجموعة الثانية ترتبط بالجانب النقدي من النشاط االقتصادي وهي‬
‫(‪)2‬‬
‫كالتالي‬
‫فروض المجموعة األولى‪:‬‬
‫‪ -1‬النموذج االقتصادي مغلق‪ ،‬ال توجد معامالت بينه وبين االقتصاديات األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬االقتصاد يتم استخدام موارده االقتصادية والبشرية بالكامل وبذلك يتسم الجهاز االنتاجي‬
‫بالجمود تجاه التغيرات في الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ -3‬العرض يخلق الطلب " قانون ساي في األسواق" لذلك يتصور عدم حدوث أزمات افراط في‬
‫االنتاج على مستوى االقتصاد ككل‪.‬‬
‫‪ -4‬سيادة حالة المنافسة الصافية في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -5‬ظهور أزمات افراط أو عجز الناتج ( فائض عرض أو طلب كلي ) تنشأ نتيجة لجمود األسعار‬
‫واألجور والبطالة الفنية‪ ،‬فإذا توافرت درجة عالية من مرونة تغير األسعار واألجور فإن هذه‬
‫األزمات ستختفي تلقائيا‪.‬‬
‫‪ -6‬االدخار يتساوى مع االستثمار عند سعر فائدة توازني يعبر عن ظاهرة عينية‪.‬‬
‫فروض المجموعة الثانية‪:‬‬
‫‪ -7‬جميع المعامالت في االقتصاد تنفذ من خالل السوق بإستخدام النقود وال توجد معامالت خارج‬
‫السوق مثل االنتاج االستهالكي الذاتي‪.‬‬
‫‪ -8‬الوظيفة الوحيدة للسوق هي التبادل ال وظيفة ذاتية‪.‬‬
‫‪ -9‬ال يباشر تغير كمية النقود أي تأثير على حجم االنتاج‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬احمد أبو الفتوح الناقة‪ :‬نظرية النقود والبنوك واألسواق المالية‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1997‬ص‪.29‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ :‬محمد عزت غزالن‪ :‬اقتصاديات السوق والمصارف‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪،2002 ،1‬ص‪.186،187‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -1‬معادلة التبادل‪:‬‬
‫قدمها أرننج فيتر " االقتصادي األمريكي " وجاء بشرح العالقة الكمية بين كمية النقود ‪ M‬واالنفاق‬
‫الكلي للسلع والخدمات (‪ )PT‬حيث‪:‬‬
‫‪ P :‬المستوى العام لألسعار‬
‫‪ T :‬حجم المعامالت‬
‫إذن ‪ PT :‬هو االنفاق الكلي ويمكن النظر إليه على أنه الدخل النقدي الكلي في االقتصاد القومي أو‬
‫القيمة النقدية أو اإلسمية للناتج القومي االجمالي سرعة الدوران ‪ SV‬هي متغير يربط بين كمية النقود‬
‫‪ M‬واالنفاق الكلي (‪)PT‬وتعرف ‪V‬على أنها متوسط عدد المرات التي تنفق خاللها وحدة النقد في‬
‫شراء السلع والخدمات المنتجة في االقتصاد القومي في فترة زمنية معينة وهي عادة السنة‪ ،‬وبأكثر‬
‫‪PT V‬‬ ‫دقة فإن ‪ SV‬هي حاصل قسمة االنفاق الكلي على كمية النقود أي )‪............(1‬‬
‫‪M‬‬ ‫‪MV = PT‬‬ ‫ومن (‪.........)2‬‬

‫أكثر من متطابقة أي عالقة صحيحة ر تقرر أي عالقة بين متغيرين من متغيرات ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ويرى فيشر أنه في حالة استخدام األفراد بطاقات االتمان مثال التمام معامالتهم أي استخدام مقدار أقل‬
‫‪PT‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪ V‬ألن‬ ‫من وحدات العملة وبالتالي فإن ‪ M‬أي‬
‫‪M‬‬
‫‪PT‬‬ ‫والعكس في حالة استخدام النقد او السحب من الودائع تحت الطلب فإنه ‪V‬‬
‫‪M‬‬
‫* كما يرى فيتشر أن العوامل المؤسسية في االقتصاد والتي تؤثر على سرعة الدورات بطيئة التغير‬
‫عبر الزمن لذلك أعتبر أن ‪ V‬ثابتة تقريبا عن األجل القصير‪ ،‬ومن بين هذه العوامل ( كثافة السكان‪،‬‬
‫تطور العادات المصرفية والتعامل مع المصارف‪ ،‬تقدم الجهاز المصرفي‪ ،‬درجة تطور األسواق‬
‫النقدية والمالية وغيرها‪:‬‬

‫(‪ )1‬د‪ :‬ناظم محمد نوري الشمري‪ :‬النقود والمصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ :‬األردن‪،‬ط ‪،1999‬ص‪.92‬‬
‫‪Elément de macro- economie. Publication de l’institut français du pétrole F. Guyot Société des éditions‬‬
‫‪.technip 1979‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ارتباط تغير المستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود‪:‬‬
‫تفترض النظرية النقدية التقليدية‪ ،‬أن التغيرات التي تطرأ على كمية النقود‪ ،‬تنعكس على المستوى‬
‫العام لألسعار وبالنسبة نفسها وذلك في ظل ثبات حجم االنتاج " المبادالت االقتصادية " عند مستوى‬
‫التشغيل الكامل وثبات سرعة تداول النقود المعروضة‪ ،‬وذلك ألن الفكر التقليدي ال يعترف بالعوامل‬
‫األخرى التي يمكن أن تؤثلر في مستوى األسعار مثل العوامل التي ترتبط بالنشاط االقتصادي‬
‫الحقيقي‪ ،‬أو ارتفاع األجور‪ ،‬أو ارتفاع األسعار بسبب ظروف طارئة خاصة‪ ،‬كالحرب مثال‪ ،‬وغيرها‬
‫من العوامل األخرى‪ ،‬ألنه يعتبرها ثابتة ال تتغير في المدة القصيرة‪ ،‬فهي متغيرات خارجية تتحدد‬
‫بعوامل فنية بعيدة عن معادلة التبادل‪.‬‬
‫متوسط األسعارللناتج‬ ‫* الشكل التالي‪ :‬يوضح الرتباط تغير المستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود (‪.)2‬‬
‫الكلي‬ ‫( ن‪ 2‬س)‬ ‫طك‪2‬‬ ‫متوسط األسعار‬ ‫ن‪ 2‬عرض النقود‬

‫م‪2‬‬
‫م‪2‬‬ ‫الطلب على النقود‬

‫م‪1‬‬ ‫م‪1‬‬

‫الناتج الكلي‬ ‫ن‪1‬‬ ‫ن‪2‬‬

‫أثر زيادة كمية النقود في المستوى العام لألسعار في النموذج التقليدي‬


‫المطلب الثاني‪ :‬معادلة األرصدة النقدية " معادلة كمبردج "‬
‫من بين االنتقادات التي وجهت لمعادلة التبادل أنها تضم جميع المعامالت دون تمييز بين عمليات‬
‫االنتاج وعمليات أسواق األوراق المالية أو تبادل األصول الحقيقية وكذلك أن متوسط األسعار ‪ P‬هو‬
‫متوسط عام لألسعار ال يصلح كأداة للتحليل االقتصادي ويجب األخذ بعين االعتبار مستوى أسعار‬
‫السلع االستهالكية واالنتاجية ألن النشاط الخاص بالدخل القومي هو خلق سلع جديدة‪ .‬ومن ثم جاءت‬
‫التعديالت التي جاء بها " ألفريد مارشال " من مدرسة كمبريج وتوضح معادلة كمبريج العالقة بين‬
‫التفضيل النقدي أو األرصدة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ :‬محمد عزت غزالن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.193.‬‬
‫‪ -3‬تفترض نظرية كمية النقود ثبات سرعة التداول وهذا بعيد عن الواقع كما دلت الدراسات‬
‫االحصائية التي أجريت للتعرف على سرعة تداول النقود أنها ليست ثابتة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن النقود المتداولة في االقتصاد هي نقود ورقية ونقود كتابية‪ ،‬هذه األخيرة تتوقف على نسبة‬
‫االحتياطي النقدي السائل الذي تحتفظ به المصارف في خزائنها أو لدى المصرف المركزي‪ ،‬وهكذا‬
‫قد تكون الكمية المتداولة تقل من الحدان على‪.‬‬
‫‪ -5‬تفترض نظرية كمية النقود أن تغيرات كمية النقود هي دائما المؤثر والسبب والتغير في المستوى‬
‫العام لألسعار هي النتيجة‪ ،‬ومنه تحولت معادلة التبادل إلى دالة األسعار أي المستوى العام لألسعار‬
‫هي المتغير التابع وكمية النقود هي المتغير المستقل ولكن يمكن حدوث العكس أي تزداد األسعار‬
‫ألسباب غير كمية النقود مثل التوقعات في المستقبل‪ .‬ويحدث أن تكون كمية النقود هي النتيجة وأكثر‪.‬‬
‫‪ - 6‬ال يمكن اعتبار نظرية كمية النقود نظرية مناسبة وذلك ألنها ال تأخذ بعين االعتبار سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -7‬إن ثبات حجم المبادالت وتحقق التشغيل الكامل بصفة تلقائية ومستمرة وعدم وجود موارد‬
‫اقتصادية عاطلة‪ ،‬يمكن أن تستخدم لزيادة االنتاج الكلي أي ثبات العرض الكلي للسلع والخدمات وهو‬
‫(‪)1‬‬
‫من أهم االفتراضات التي جاءت بها النظرية التي تعتبر غير صحيحة في جميع األحوال‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.126،124،‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية النفسية‪:‬‬
‫‪ -‬تعتمد النظرية النفسية في تحليلها لقيمة النقود‪ ،‬على أفكار المدرسة الحدية التي تبنى أفكارها على‬
‫ان قيمة أي مال اقتصادي تتحدد بالمنفعة الحدية التي يحصل عليها الفرد‪ .‬أي تحدد القيمة بمنفعة‬
‫الوحدة األخيرة من المال االقتصادي‪ ،‬ويبين أنصار التحليل الحدي‪ ،‬أن المنفعة الحدية تتناقص كلما‬
‫زاد عدد الوحدات المستهلكة من المال االقتصادي‪ .‬ويخلص انصار التحليل الحدي إلى أن المنفعة‬
‫الحدية أو المنفعة تعتمد على أمرين‪ :‬احدهما كمي وهو ندرة المال االقتصادي وثانيهما كيفي وهو حدة‬
‫الحاجة التي تشبع باستعمال المال االقتصادي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية فيتور‪ :‬وينطلق من أن قيمة النقود‪ ،‬بالنسبة ألي فرد تتحدد بالمنفعة الحدية‪ ،‬التي يحصل‬
‫عليها الفرد‪ ،‬من استعمال آخر وحدة من النقود توجد تحت تصرفه‪ ،‬ويعتقد انه في المجتمع الجديد أن‬
‫النقود ليست لها منفعة ذاتية وإنما تأتي منفعتها من خالل السلع االستهالكية التي يمكن الحصول عليها‬
‫بواسطة النقود ويحدد الفرد المنفعة الحدية‪ ،‬التي يحصل عليها الفرد من استعمال آخر وحدةمن النقود‬
‫توجد تحت تصرفه‪ ،‬ويعتقد أنه في المجتمع الجديد أن النقود ليس لديها منفعة ذاتية وإنما تأتي منفعتها‬
‫من خالل السلع االستهالكية التي يمكن الحصول عليها بواسطة النقود‪ .‬ويحدد الفرد المنفعة الحدية‬
‫لوحدة النقد‪ ،‬من خالل العالقة بين حجم الدخل النقدي الفردي ومدى حدة حاجاته‪ .‬وكلما كان الدخل‬
‫النقدي للفرد كبيرا‪ ،‬كلما تضاءلت المنفعة الحدية آلخر وحدة نقدية منه‪ .‬األمر الذي ينجم عنهن أن‬
‫يكون تقدير الفرد للوحدة النقدية ضئيال‪ .‬بحيث يكون مستعدا لدفع عدد كبير من الوحدات النقدية‬
‫لشراء السلع‪ ،‬ان يتقبل أسعار مرتفعة والعكس صحيح‪ ،‬اما بالنسبة للمجتمع فتتحدد القيمة االجتماعية‬
‫للنقود من تالقي مجموع التقديرات الفردية‪.‬‬
‫فإذا زادت الدخول النقدية لألفراد دون زيادة كمية السلع والخدمات ارتفع المستوى العام لألسعار‪،‬‬
‫وانخفضت قيمة النقود‪ ،‬حيث يدفع األفراد كمية أكبر من الوحدات النقدية أي أسعار أعلى لشراء السلع‬
‫والخدمات والعكس صحيح‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص ىراء فيتزر والتعبير عنها بالمعادلة التالية‪py = x :‬‬
‫حيث ‪ x:‬الدخل النقدي الكلي‪ y: ،‬حجم أو كمية السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ p:‬المستوى العام لألسعار‪ ،‬فإذا أفترض أن ‪ y‬ثابتة فإن التغير في ‪ x:‬الدخل النقدي سيؤدي إلى‬
‫‪.‬‬
‫تغير ‪ p:‬المستوى العام لألسعار بنفس النسبة‬
‫‪.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.130،129،‬‬
‫وقام فيزر بتقديم تفسير كالتالي‪ :‬إن زيادة استخراج الذهب‪ ،‬يزيد ما يمكن المجتمع من أرصدة ذهبية‪،‬‬
‫وإن زيادة اصدار النقود الورقية‪ ،‬بنجم عنها زيادة الدخول النقدية لألفراد‪ ،‬دون زيادة كمية السلع‬
‫المادية المعروضة‪ ،‬مما يرفع من المستوى العام لألسعار بنفس نسبة زيادة الدخول النقدية‪.‬‬
‫قد يظهر أن هناك تشابه بين نظرية فيتزر ونظرية كمية النقود‪ ،‬لكن االختالف في اعتماد األولى على‬
‫تغير الدخل النقدي كسبب لتغير المستوى العام لألسعار‪ ،‬في حين أن في نظرية كمية النقود فإن‬
‫السبب هو التغير في كمية النقود‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية أفتاليون‪:‬‬
‫تتفق نظرية أفتاليون مع نظرية فيزر في كثير من االفتراضات ولكنها في الوقت نفسه‪ ،‬تختلف عنها‬
‫في نقاط عديدة يمكن ابرازها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتمد فيزر في تحديد قيمة النقود على المنفعة الحدية ولكن تضيف نظرية افتاليون منفعة‬
‫أخرى إلى المنفعة الحديثة وهي المنفعة الذاتية للنقود ( منفعة النقود ذاتها ) إذن تفضيل األفراد‬
‫للنقود عند افتاليون هو مزيج من النفعتين‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتمد فيزر في شرح نظريته على فكرة المنفعة الحدية أي جانب الطلب ولكن افتاليون يعتمد‬
‫على جانبي نظرية القيمة " العرض والطلب " وهكذا يربط نظرية القيمة ‪ ،‬العرض والطلب‪،‬‬
‫ونظرية قيمة النقود عند تحديده لسعر السلعة والمستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتبر فيزر أن تغير الدخل النقدي يؤدي باألخير إلى تغير المستوى العام لالسعار أما افتاليون‬
‫فإنه يرى أن تغير الدخل النقدي‪ ،‬سواء لزيادة انتاج الذهب أو لتغير اصدار النقود الورقية‪ ،‬أو‬
‫لتغير سعر الصرف هو أحد العوامل الهامة التي تؤثر في المستوى العام لألسعار‪ ،‬وأضاف‬
‫افتاليون عامل التوقعات لما ستكون عليه األسعار في المستقبل كمؤثر آخر‪.‬‬
‫‪ -4‬كانت دراسات فيزر وأبحاثه تجريدية بحتة‪ ،‬لكن من خالل دراستنا نجد ان افتاليون جمع بين‬
‫‪.‬‬
‫التجريد والمالحظة‬

‫‪.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.132،131 ،‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬االنتقادات التي وجهت للنظرية النفسية في قيمة النقود‪:‬‬
‫من بين االنتقادات التي وجهت إلى النظرية النفسية تلك االنتقادات التي تركز على القياس الكمي‬
‫للمنفعة الحدية بحيث ال يمكن تحديد قيمة واحدة للمنفعة الحدية باالضافة إلى أن هذه النظرية لتعتبر‬
‫أداة كاملة تصلح لتفسير قيمة النقود‪ ،‬ألنها لم تخرج على االفتراضات التقليدية‪ ،‬بالرغم من دراسات‬
‫افتاليون لمشكلة الدورات االقتصادية وتغيرات االنتاج والتشغيل لكن لم يقدم التحليل والتفسير الدقيق‪.‬‬
‫كذلك أكملت النظرية النفسية بحث ودراسة العوامل المختلفة التي يتوقف عليها حجم االنتاج والتشغيل‬
‫في االقتصاد القومي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نظرية فيكسل‪ :‬حاول فيكسل الربط بين قسمين من التحليل وهما‪:‬‬
‫تحديد السعر لكل سلعة بمفردها وتحديد قيمة النقود والمستوى العام لألسعار فقد الحظ فيكسل أن سعر‬
‫سلعة فردية يبقى ثابت ما لم يتغير الطلب على السلعة بالنسبة لعرضها‪ ،‬فإذا حدث هذا التغير‪ ،‬تبعه‬
‫تغير السلعة بالوزيادة أو بالنقص حسب دالة التغير‪ .‬ويطبق ذلك أيضا على المستوى العام لألسعار‬
‫فهو يبقى ثابت إذا لم تتغير النسبة بين الطلب الكلي والعرض الكلي‪ ،‬فإذا تغيرت هذه النسبة تغير‬
‫أن يحدد ما يلي‪:‬‬ ‫المستوى العام لألسعار‪ ،‬وبالتالي قيمة النقود‪ ،‬وكان يجب على فيكسل حتى يحقق فكرته‬
‫أوال‪ :‬ما هي الظروف التي نضمت ثبات المستوى العام لألسعار؟‬
‫ثانيا‪ :‬اسباب تغير المستوى العام لألسعار وقيمة النقود؟ لذلك أجرى ما يحدث للمستوى العام لألسعار‬
‫في ظل نظام اقتصادي عيني ال تدخل فيه النقود وأيظا في ظل اقتصاد تدخل فيه النقود‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التوازن في ظل االقتصاد العيني‪ ،‬إذا انطلقنا من حالة التوازن في سوق رأس المال وأزداد‬
‫عرض االدخار العيني بسبب ما عن الطلب عيني لالستثمار‪ ،‬فإن هذا يؤدي على زيادة الطلب على‬
‫االستثمار وينخفض االدخار في تساوي الكمية المعروضة من االدخار مع الكمية المطلوبة منه‪،‬‬
‫ويعود التوازن إلى االقتصاد والعكس صحيح‪ .‬والخصائص التي حددها فيكسل لسعر الفائدة العيني‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه يحقق التوازن بين االدخار واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -2‬يميل سعر الفائدة العيني إلى التساوي مع االنتاجية الحدية لالستثمارات‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقق سعر الفائدة العيني في حالة التوازن‪ ،‬ثبات المستوى العام لألسعار وقيمة النقود ألنه‬
‫‪.‬‬
‫يحقق المساواة بين العرض الكلي للسلع والطلب عليها‬
‫‪.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.138،134،‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوازن في ظل االقتصاد النقدي‪:‬‬
‫يوضح االقتصادي فيكسل في تحليله أنه إذا ما تساوى سعر الفائدة النقدي‪ ،‬الذي تفرض بموجبه‬
‫المصارف‪ ،‬مع سعر الفائدة العيني الذي كان من الممكن أن يسود في حالة االقتصاد العيني‪ ،‬بما‬
‫تغير شيء في االقتصاد النقدي‪ ،‬عما يحدث في االقتصاد العيني‪ .‬حيث يتساوى االدخار مع‬
‫االستثمار ويبقى الطلب الكلي مساويا للعرض الكلي ويظل المستوى العام لألسعار ثابتا‪ ،‬ويطلق‬
‫فيكسل على سعر الفائدة النقدي الذي يتساوى مع سعر الفائدة العيني إسم سعر الفائدة الطبيعي‪.‬‬
‫ولكن هل يتساوى سعر الفائدة الطبيعي مع سعر الفائدة النقدي ؟ لذلك نميز بين الحالتين‪:‬‬
‫* الحالة األولى‪ :‬سعر الفائدة النقدي أصغر من سعر الفئدة الطبيعي‪ .‬أي يكون سعر الفائدة النقدي‬
‫أقل من االنتاجية الحديث‪ ،‬ألن سعر الفائدة الطبيعي يساوي سعر الفائدة العيني ويتساوى هذا‬
‫األخير مع االنتاجية الحدية لالستثمارات وبذلك اقتراض األموال من المصارف واقامة المشاريع‬
‫واالستثمارات الجديدة سيكون من ورائها الربح الوفير‪ ،‬والتشجيع على اقتراض كميات كبيرة من‬
‫النقود تفوق مقدار االدخار الفعلي الذي حققه المجتمع فيزداد الطلب على الموارد االنتاجية‬
‫المتاحة‪ ،‬وتتحقق المنافسة لتشغيل العمال الذين يعملون عند مستوى التشغيل الكامل لهم‪ ،‬وتزداد‬
‫األجور ويرتفع المستوى العام لألسعار وبناء على هذا تكون هناك حركة تراكمية مستمرة نحو‬
‫االرتفاع من فترة إلى أخرى‪ ،‬ما دام شرط سعر الفائدة النقدي أقل من سعر الفائدة الطبيعي‪.‬‬
‫* الحالة الثانية‪ :‬سعر الفائدة النقدي أكبر من سعر الفائدة الطبيعي‪:‬‬
‫ستوالي الظروف عكس الحالة األولى لتؤدي على انخفاض المستوى العام لألسعار‪ .‬والحركة‬
‫التراكمية لذلك‪.‬‬
‫* أوضح فيكسل ان هناك عوامل يعتمد عليها لكبح الحركة التراكمية سواء نحو االرتفاع أو نحو‬
‫االنخفاض‪ :‬مثال التوقف عن منح القروض والنقود الورقية والمصرفية‪ ،‬فيرتفع سعر الفائدة النقدي‬
‫كحل الرتفاع األسعار في الحالة األولى‪ ،‬وتسديد القروض إلى المصارف خالل فترة الحركة نحو‬
‫االنخفاض وتلجأ المصارف إلى تخفيض سعر الفائدة النقدي شجع على االستثمار الجديد ولتوظف‬
‫‪.‬‬
‫هي بدورها النقود المتراكمة ( من تسديد القروض )‬

‫‪.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.142،140.‬‬


‫المطلب الرابع‪ :‬االنتقادات الموجهة انظرية فيكسل‪:‬‬
‫لقد وجه للتحليل الذي قدمه فيكسل عدة انتقادات أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬تعتبر فكرة االقتصاد العيني‪ ،‬وسعر الفائدة العيني والطبيعي فكرة محدودة بعيدة عن الواقع‬
‫االقتصادي الحالي الذيي يتميز بوجود االئتمان والقروض‪.‬‬
‫‪ -2‬اهتم بدراسة االستعمار والتغيرات التي تحدث فيه وتأثيرها على الطلب الكلي في االقتصاد‪،‬‬
‫واهمل دراسة االستهالك وتغيراته وآثاره في الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ -3‬افتراض حالة التشغيل الكامل بشكل دائم عند تحليله لتغيرات المستوى العام لألسعار وخاصة‬
‫بما يتعلق بعنصر العمل وهذا ما منعه من دراسة وتحليل تغيرات التشغيل واالنتاج ومن اقامة‬
‫نظرية عامة لتحديد مستوى الدخل القومي‪ ،‬لكن بالرغم من ذلك فإن فيكسل تقدم بالفكر‬
‫االقتصادي السابق من زوايا يمكن ان نشير إليها أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬الربط بين النظرية النقدية ونظرية القيمة بشكل عام وطبق مباديء نظرية القيمة العرض‬
‫والطلب على تغيرات المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ -2‬أفادت فكرة الحركة التراكمية في تحليل الدورات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬توضح ضرورة توجيه اهتمام النظرية االقتصادية نحو تحليل االقتصاد الحركي الذي يقوم‬
‫‪.‬‬
‫على دراسة التغيرات االقتصادية في كل فترة من الفترات موظوع الدراسة‬

‫‪.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.146،145 .‬‬


‫المطلب األول‪ :‬نموذج الفكر الكينزي‪:‬‬
‫ركز الفكر الكينزي على دور النقد كأداة ادخار للقيم ( مستودع للقيم ) وميز بين ثالث دوافع مختلفة‬
‫لالحتفاظ بالنقد‪.‬‬
‫‪-1‬الطلب على النقود بدافع المعامالت‪ :‬يعتبر دافع المعامالت العامل الرئيسي الذي يحفز األفراد‬
‫والمشروعات على االحتفاظ بثروتهم في شكل نقود‪ ،‬وهو أكثر الدوافع شيوعا ويبين على خاصتين‬
‫هما‪ :‬الثقة في النقود والراحة في استعمالها‪،‬ويطلق على النقود التي يستلزمها النشاط ألغراض‬
‫المعامالت مصطلح النقود الفعالة أو العاملة‪ ،‬فاألفراد يفضلون النقود " السيولة " لمواجهة المدفوعات‬
‫النقدية التي تستلزمها المعامالت المختلفة في حياتهم اليومية فهي الفترة الواقعة بين استالمهم لدخولهم‬
‫في شكل رواتب وأجور واجراء المدفوعات النقدية ( أي ما يطلق عليه فترة الدخل واالنفاق )‪.‬‬
‫وتتوقف كمية النقود أو حجم األرصدة النقدية بدافع المعامالت على مستوى الدخل القومي‪ ،‬وعلى‬
‫حجم المبادالت وكذلك سرعة دوران النقود‪ ،‬رغم أن العالقة بينهم ليست ثابتة على الدوام‪ ،‬وفي المدة‬
‫(‪)1‬‬
‫الطويلة ‪ ،‬إال أنه يمكن اعتبارها ثابتة في المدة القصيرة‪ ،‬وهي دالة متزايدة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والشكل التالي يوضح دالة طلب النقد بدافع المعامالت عند كينز‪.‬‬
‫النقد‬

‫)‪M1= L(Y‬‬

‫الدخل‬

‫الطلب على النقد بدافع االحتياط‪ :‬يقصد بدافع االحتياط‪ ،‬الدافع الذي يجبر األفراد والمشروعات على‬
‫طلب النقود ( االحتفاظ بها ) لمواجهة ما يحدث من ظروف طارئة وهو دافع الحيطة والحذر لما قد‬
‫يحدث من انفاق غير متوقع في المستقبل‪ .‬ويتوقف هذا الطلب على مستوى الدخل القومي فيزيد‬
‫بزيادته وينقص بنقصانه ويمثل كل من الطلب على النقود بدافع االحتياط والطلب على النقود بدافع‬
‫المعامالت الجزء األكبر من مجموع الطلب على النقود واستنادا لما سبق فإن طلب النقد من أجل‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ :‬الدكتور مفتاح صالح‪ ،‬محاضرات في االقتصاد النقدي المعمق‪ ( .2004.2003،‬غير منشورة )‪.‬‬
‫االحتياط هو دالة مستقرة ترتبط بمستوى الدخل وال ترتبط بمعادالت الفائدة‪ .‬ومنه فإن الطلب على‬
‫النقد كاالحتياط والمعامالت يرتبط بالدخل ) ‪ML= L ( y‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -3‬الطلب على النقد للمضاربات‬
‫فضله كينز عن الدافعين السابقين لما له من تأثير على األفراد لالحتفاظ بالنقود وأطلق عليه تعبير‬
‫تفضيل السيولة وهو يعني االحتفاظ بالنقد لالستفادة من فروق األسعار‪ ،‬وتحقيق الربح أو تفادي‬
‫الخسارة‪ ،‬بسبب ما يحدث من تطورات في الحياة االقتصادية وخاصة في سوق الفائدة‪.‬‬
‫فعندما يتوقع مستثمر أن السند سوف يؤدي إلى خسارة في رأس المال يفوق اجمالي الفوائد فإنه سوف‬
‫يؤثر ( يفضل ) عدم االستثمار ويفضل حيازة النقد ألن مردود السندات سلبيا‪ .‬وإن كانت الخسارة‬
‫المحتملة تساوي الربح المتوقع فإن المستثمر سوف لن يكترث سواء حاز السنادات أو النقد‪ .‬أما إذا‬
‫كان الدخل المتوقع يفوق الخسارة المتوقعة فإن المستثمر يقدم بالتأكيد على شراء السندات إذن‬
‫فاالحتفاظ بالسيولة أو التخلي عنها يرتبط بالعالقة بين معدل الفائدة الجاري ومعدل الفائدة المتوقع‬
‫خالل الفترة التي سيحصل فيها االحتفاظ بالسند‪.‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪W‬‬

‫السندات‬ ‫النقد‬
‫مثال السند له قيمتان‪ :‬القيمة اإلسمية التي يصدر بها وهي ثابتة حتى النصفية‪.‬‬
‫والقيمة النقدية الجارية ( القيمة السوقية للسند ) وتتناسب هذه القيمة تناسبا عكسيا مع سعر الفائدة‬
‫الجاري في السوق‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ويمكننا توضيح العالقة العكسية بين سعر الفائدة الجاري والقيمة الجارية للسند‪.‬من خالل العالقة‪.‬‬
‫ج=ك‪x‬س‬
‫ن‬

‫القيمة السوقية الجارية للسند = القيمة اإلسمية للسند ‪ x‬سعر الفائدة للسند‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬مفتاح الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.184.183.‬‬
‫سعر الفئدة الجاري في األسواق‬

‫(‪)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية كينز في قيمة النقود والمستوى العام لألسعار‪:‬‬
‫لقد انتقد كينز التحليل االقتصادي التقليدي الذي يقوم على الفصل التام بين نظرية القيمة أو الثمن‪،‬‬
‫وهو قيمة السلعة معبرا عنها في شكل وحدات نقدية بدراسة قوى العرض والطلب‪ ،‬والتغيرات في‬
‫التكلفة الحدية ومرونة العرض في األجل القصير‪ .‬ثم حينما ينتقل التحليل التقليدي إلى دراسة مستوى‬
‫األسعار وهو قيمة النقود‪ ،‬يفسر قيمة النقود‪ ،‬دون الرجوع إلى المفاهيم السابقة الواضحة باالعتماد‬
‫على مفاهيم أخرى‪ ،‬مثل كمية النقود وسرعة التداول مقارنة بحجم المعامالت واالكتناز واالدخار‬
‫االجباري‪ ،‬ودون محاولة تذكر لربط هذه األخيرة بالمفاهيم األولى لتحديد ثمن السلعة الفردية‪.‬‬
‫وبناء عليه فقد حاول كينز الربط بين القوى التي تحدد ثمن السلعة أو الخدمة الواحدة‪ ،‬وتلك التي‬
‫تحدد قيمة النقود والمستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫ويقدم كينز نموذجين‪:‬‬
‫‪ -1‬النموذج البسيط‪:‬‬
‫‪ -‬يفترض أن الطلب الفعلي يتغير بالنسبة نفسها التي تتغير بها كمية النقود‪.‬‬
‫‪ -‬يفترض أن جميع عناصر االنتاج متجانسة‪ .‬ويمكن أن يحل بعضها مكان البعض اآلخر‪.‬‬
‫هناك تماثل ما بين وحدات عناصر االنتاج وأن تتغير مكافآت عوامل االنتاج األخرى بالنسبة نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬أن تبقى أسعار مكافآت عوامل االنتاج‪ ،‬وخاصة أجور اليد العاملة ثابتة دون تغيير‪ ،‬ما دام هناك‬
‫وحدات عاطلة‪ ،‬أي ثبات أسعار مكافآت عوامل االنتاج ‪ ،‬إلى أن يتحقق التشغيل الكامل‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك فما هو أثر الزيادة في كمية النقود في كل من حجم التشغيل واالنتاج القومي من جهة‪،‬‬
‫وفي المستوى العام لألسعار من جهة ثانية؟ ونميز في هذا الصدد بين مرحلتين من مراحل التشغيل‬
‫‪ -‬مرحلة ما قبل التشغيل الكامل‪ ،‬ومرحلة التشغيل الكامل‪ ،‬ففي مرحلة التشغيل الكامل وبوجود‬
‫عناصر انتاج معطلة فإذا زادت كمية النقود بنسبة معينة فإنها تؤدي على ارتفاع الطلب الفعلي بالنسبة‬
‫نفسها وذلك يؤدي إلى زيادة حجم الناتج والتشغيل بنفس النسبة دون زيادة األسعار ( لوجود عناصر‬
‫االنتاج لم تدخل عملية االنتاج عاطلة )‪ .‬أما في مرحلة التشغيل الكامل فإن زيادة كمية النقود تؤدي‬
‫إلى زيادة الطلب بالنسبة نفسها‪ ،‬لن تؤدي إلى زيادة حجم التشغيل والناتج القومي في األجل القصير ‪.‬‬
‫أي لن تزيد من الناتج الحقيقي لعدم وجود عوامل انتاج معطلة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق ص‪ ،‬ص‪.191.189 .‬‬
‫‪ -2‬النموذج الواقعي‪ :‬يعني هذا النموذج ان نتغلب على االفتراضات السابقة التب ابعدت النموذج‬
‫المبسط علن الواقع ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس هناك تناسب حتمي بين تغير كمية النقود وتغير حجم الطلب الفعلي أو حجم االنفاق الكلي ‪.‬‬
‫‪ -‬ليست عناصر االنتاج متجانسة‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على عدم قابلية عناصر االنتاج لالحالل (الالتجانس ) التجانس التام عدم وصولها إلى‬
‫مستوى التشغيل الكامل في وقت واحد‪.‬‬
‫‪ -‬ليس هناك تماثل عام في عوامل االنتاج أي أن مع تزايد حجم االنتاج والتشغيل سوف يلجأ المنتجون‬
‫إلى تشغيل وحدات جديدة من العمل ورأس المال أقل كفاءة وانتاجية من الوحدات األولى التي سبق‬
‫تشغيلها في عملية االنتاج وهي أكثر انتاجية‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ارتفاع تكاليف االنتاج‪ ،‬وبالتالي ارتفاع‬
‫مستوى األسعار قبل الوصول إلى مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬أجور العمال غير ثابتة حتى يصل االقتصاد القومي على مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلب (‪ )3‬االنتقادات الموجهة للنظرية الكينزية‪:‬‬
‫من المزايا التي اعتمدها كينز مثال اعتماده على قانون ساي واعتباره العرض هو المتغير التابع‬
‫والطلب الفعلي هو المتغير المستقل‪ ،‬وجعله للنقود دور هاما في تحديد مستوى الدخل والتشغيل في‬
‫االقتصاد القومي‪ ،‬وأيضا ربطه بين نظرية المستوى العام لألسعار ونظرية القيمة‪ .‬وأيضا توصله إلى‬
‫أن الوحدات االقتصادية المدخرة تختلف عن المستثمرة‪ ،‬وتأكيده أن دالة الطلب على النقود هي دالة‬
‫في سعر الفائدة إلى جانب الدخل وأيضا بين كينز أن االقتصاد يعمل في مستوى أدنى من مستوى‬
‫التشغيل الكامل‪ .‬بالرغم من كل هذه المزايا لكن الفكر الكينزي تعرض النتقادات أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتباره سعر الفائدة ظاهرة نقدية ولم يشير إلى التغيرات في مستوى الدخل التي يمكن أن تؤثر‬
‫في سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتمد كينز في تحليله على أن سعر الفائدة يتحدد بعامل واحد فقط‪ ،‬ويتمثل في الطلب على‬
‫النقود بدافع تفضيل السيولة‪ ،‬في حين نجد أن هناك عوامل أخرى ال تقل أهمية عنه في تحديد‬
‫سعر الفائدة وفي مقدمتها الدخل‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.202.197.‬‬
‫‪ -3‬لقد اكتفي كينز بتوضيح العوامل التي تحدد سعر الفائدة في األجل القصير ولم يتناول العوامل‬
‫التي تحددها في األجل الطويل‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التطورات الحاصلة في نظرية الطلب على النقد عند كينز‪:‬‬
‫* عمقت النظرية المعاصرة للطلب على نقد التحليل الكينزي مع تعديله وفيها يبرز الطلب على النقد‬
‫للمعامالت واالحتياط مرتبط بالدخل والفائدة أما الطلب على النقد للمضاربة فأعيد تكوينه من خالل‬
‫محفظة األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ -1‬الطلب على األرصدة النقدية للمعامالت‪:‬‬
‫إن حائزي األرصدة النقدية غير المستثمرة للمعامالت ( المخصصة للمعامالت ) قد يجد من األنسب‬
‫لهم تحويل هذه األرصدة إلى أصول مالية قصيرة األجل ( سندات ) بشرط استفادتهم في أسرع وقت‬
‫ممكن النقد الضروري لتسديد االلتزامات ( االنفاقات ) فإذا كان تدفق االنفاقات " منظما‪ ،‬متساويا "‬
‫وكانت األرصدة النقدية للمعامالت بجزء منها محفوظ على شكل سندات قصيرة األجل تصبح الكمية‬
‫الوسطية من النقد المحتفظ بها بدافع المعامالت بجزء منها محفوظ على شكل سندات قصيرة األجل‬
‫تصبح الكمية الوسطية من النقد المحتفظ بها بدافع المعامالت تساوي‬
‫‪ :y‬الدخل السنوي‬ ‫‪Mt = 1 (y)6‬‬
‫‪ :6‬عدد األيام التي تتضمن فترة األجر‬ ‫‪2n 365‬‬
‫‪ n:‬العدد االجمالي للعمليات الواقعة على‬
‫سندات ( بافتراض من وجود عملية شراء و‬
‫( ‪ ) n-1‬عمليات بيع للسندات السابقة‪.‬‬

‫ولنفرض اآلن في ظل الشروط المذكورة لكن يحتفظ بكل األرصدة النقدية المخصصة للمعامالت‪،‬‬
‫أثناء عملية بيع السندات التي تلب عملية شرائها نقص قيمة السندات المباعة دائما على حالها مساوية‬
‫ل ( ‪ ) b‬في بداية الفترة يحتفظ باألرصدة في شكل سندات تساوي ) ‪. b ( n-1‬‬
‫تشكل المبيعات الالحقة للسندات المتبقى تدريجيا أي القيمة الوسطية للسندات المحازة ‪.‬‬
‫‪Bd = ( n-1 ) b‬‬
‫‪2‬‬
‫( ‪ ) j. Tobin‬صياغة دافع المضاربة ( عند‬ ‫‪ -2‬الطلب على النقد بصفته كأصل‪ :‬أعاد االقتصادي‬
‫كينز ) من خالل دافع حيازة األصول‪ ،‬فإن المستثمرين عند ( توبان ) يحتفظون بتركيبة من النقد‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬مفتاح الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫واألوراق المالية ترتبط بموقفهم من الخطر الناتج من عدم التأكد من معدل فائدة مستقبلي‪ ،‬وأفترض‬
‫ان المستثمر يختار بين نموذجين من األصول‪ ،‬أوراق مالية طويلة األجل وأرصدة نقدية‪ ،‬إذا المعدل‬
‫الحقيقي لمردود ورقة يرتبط بمردودها في السوق وقت الشراء من جهة‪ ،‬ويتغير سعرها وقت البيع أو‬
‫التسديد من جهة أخرى‪.‬‬
‫النقود واالنتاج عند النيوكينزيين‪:‬‬
‫إن نموذج ( ‪ ) I S L M‬كان بفضل االقتصاديين الكينزيين الجدد المحدثين ( النيوكينزيين ) وهما‬
‫( ‪ ) J.Hicks‬و ( ‪ ( ، ) AHam Sen‬هيكس‪ /‬هانس ) والذين بذال كثيرا لنشر نظريات كينز فمنها‬
‫من عدل النظرية الكينزية‪.‬‬
‫وبداية نتطرق إلى نموذج ( ‪) IS – LM‬‬
‫أوال نموذج ( ‪ ) IS – LM‬الذي يستخدم في اقتصاد مغلق أو في ايطار اقتصاديات متكاملة تماما‬
‫وتكون األسعار محددة ولكننا نستطيع االبتعاد على هذه الفرضيات المقيدة عن طريق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النموذج يتكون من جزء حقيقي وجزء آخر نقدي‪.‬‬
‫أوال الجزء الحقيقي للنموذج‪ :‬يقدم بشكل معادالت ثالث وأربعة مجاهيل وهي ( ‪) S.I.Y.i‬‬
‫‪y = C+S‬‬ ‫‪S=I‬‬
‫‪= C0+by+S‬‬ ‫(*) ‪S = Sy – C0‬‬
‫‪S= y-C0-by‬‬ ‫* )‪I = I0 +F(i‬‬
‫‪= y(1-by)-C0‬‬ ‫= ‪I0 – gi‬‬
‫……‪*..‬‬ ‫‪S = Sy-C0‬‬

‫بالنسبة للمعادلة االخيرة تمثل الشكل الخطي وهو في الواقع يكون متناقص بمعدل مرتفع ‪ .‬الحد‬
‫الثابت‪ I0 :‬يأخذ بعين االعتبار كل العوامل األخرى وهو االستثمار المستقل التطور التقني‬
‫التكنولوجي‪ ،‬ويمكن دراسة تغير مجهول بالنسبة لآلخر بالعالقة بين الدخل‪ y :‬والفائدة‪ i :‬والتي تكون‪:‬‬
‫‪S=I‬‬
‫‪Sy-C0 = I0 – gi‬‬
‫)‪Y = -g i+ 1( C0+I0‬‬
‫‪y‬‬ ‫‪y‬‬
‫) ‪I = - y y+ 1 ( C0+ I0‬‬
‫‪g‬‬ ‫‪g‬‬
‫‪:‬‬
‫هذه الدالة الخطية متناقصة مع احداثيات المبدأ والحل البياني يكون كما يلي‬
‫‪:‬المرجع السابق‬
‫‪i‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪s‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪ -)1‬بمثل دالة االدخار‬
‫(‪ -)2‬يمثل دالة االستثمار‬
‫(‪ -)3‬يمثل تبسيط للتحويل الذي‬
‫يسمح بإيجاد المخطط (‪)4‬‬
‫(‪ -)4‬يمثل المجموع( عالقة الفائدة‬
‫‪I‬‬ ‫‪y‬‬ ‫بالدخل)‪.‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪i IS‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪y‬‬

‫هذا النموذج يسمح بدراسة العالقة بين الفائدة والدخل‪ ،‬وبصفة خاصة يمكن تحديد أثر تغير‬
‫االستثمارات المستقلة‪ I0 :‬والتي يمكن أن تكون نتيجة لسياسة مقصودة من السلطات الحكومية‬
‫( سياسة مالية) ‪ ،‬وهذه السياسة يمكن أن تكون مباشرة مثل نفقات عمومية أو غير مباشرة مثل‬
‫التفضيالت الجبائية ( انخفاض الضرائب مثال )‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجزء النقدي للنموذج‪:‬‬
‫)‪Md1 = L1 (y‬‬ ‫‪SMd 0 ،‬‬
‫)‪Md2 = L2(i‬‬ ‫‪Sy‬‬
‫‪Md = Md1 + Md2 SMd‬‬ ‫‪0‬‬
‫(عرض خارجي) ‪Ms = M0‬‬ ‫‪Si‬‬
‫(توازن السوق النقدية) ‪Md = Ms‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫‪M1‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪M1‬‬
‫‪:‬‬
‫شكل دالة الطلب على النقد يكون بيانيا كما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬المخطط (‪ )1‬يمثل دالة الطلب على النقد ‪L1‬‬
‫(‪ )2‬يمثل (نسبة) إلى التوزيع المحتمل للنقود بدل‬
‫المقبوضات النقدية ‪ M1‬و ‪ M2‬الموافقة للطلبين ‪ Md1‬و‬
‫‪.Md2‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫(‪ )3‬يمثل الدالة ‪. L2‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )4‬هو المنحنى البياني الشامل ‪.LM‬‬

‫‪:‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪L2‬‬
‫‪LM‬‬
‫‪M2‬‬ ‫‪y‬‬
‫ثالثا‪ :‬النموذج الحقيقي والنقدي ( الجزئين معا ) ( ‪) I S L M‬‬
‫ويكون كما في الشكل البياني التالي‪:‬‬
‫سعر الفائدة‬ ‫‪i‬‬

‫‪LM‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪i‬‬
‫نقطة‬
‫التوازن‬

‫‪y‬‬ ‫الدخل‬
‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬
‫تمهيد‪ :‬ادى تعرض المدرسة الكينزية‪ ،‬على االنتقاد والتصدع بسبب ظهور مشكالت الكساد والتضخم‬
‫واعجازها عن تقديم الحل الناجح إلى ظهور النظريات النقدية المعاصرة ومحاولتها الجمع بين‬
‫التحليل النقدي التقليدي ونتائج المدرسة الكينزية األمر الذي أدى إلى اعادة احياء الفكر والتحليل‬
‫التقليدي من جديد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية الحديثة لفريدمان‬
‫بالنسبة لفريدمان فإن تحليله هو امتداد أو تطوير لتحليل فيشر‪ ،‬فقد اعتبر الطلب على النقود جزءا من‬
‫نظرية الثروة أو نظرية رأس المال‪ ،‬والتي تهتم بتكوين الميزانية أو محفظة األصول‪ ،‬ولقد ميز‬
‫فريدمان بين حائزي األصول النهائيين والذين تمثل النقود بالنسبة لهم شكال من أشكال الثروة يتم‬
‫حيازة الثروة فيه‪ ،‬وبين مؤسسات األعمال الذين تمثل النقود بالنسبة لهم سلعة رأسمالية مثل اآلالت‬
‫والمخزون‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب على النقود عند حائزي الثروة عند فريدمان يعتمد على أربعة متغيرات ‪.‬‬
‫أ‪ -‬الثروة الكلية‪ :‬التي تملكها الوحدات االقتصادية موزعة حسب األشكال التالية‪:‬‬
‫* النقود‬
‫* السندات‬
‫* األسهم‬
‫* األصول الطبيعية‬
‫* رأس المال البشري او االستثمار اإلنساني‬
‫ب‪ -‬تقسيم الثروة بين الثروة البشرية والثروة غير البشرية‪:‬‬
‫أي استخدام ثروة بشرية مثل المقدرة الشخصية على اكتساب الدخل كمؤشر للثروة البشرية وهذا‬
‫الدخل يمكننا من اكتساب مقدار معين من النقود كأصل سائل كامل السيولة‪.‬‬
‫ج‪ -‬العوائد المتوقعة على النقود واألصول األخرى‪ :‬أي الدخل والعائد الذي تدره النقود مقارنا باثمان‬
‫وعائدات مكونات الثروة والبدائل االخرى لالحتفاظ بالثروة‪.‬‬
‫ومعدل العائد اإلسمي إن هو إال مقدار ما يحصل عليه الفرد من دخل – فائدة‪ -‬من وراء النقود‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد أبو الفتوح الناقة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.253.250 :‬‬
‫مقسوما على القيمة اإلسمية لألصل – النقود – ويمكن تقسيم معدل العائد على األصول االخرى إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫جزئين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أي عائد أو تكلفة تدفع حاليا مثل الفائدة على السند او الربح الموزع على السهم وتكاليف‬
‫تخزين األصول الطبيعية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التغيرات في األسعار اإلسمية للسلع وهذا له أهمية خاصة في ظل ظروف التضخم‪ ،‬ومعدل‬
‫العائد يحسب كما يلي‪:‬‬
‫العائد اإلسمي على األصل ‪ +‬التغير في سعره اإلسمي‬
‫السعر اإلسمي لألصل‬
‫وبالنسبة للنقود فإن معدل العائد = معدل الفئدة على النقود ‪ +‬معدل التغير في الهوة الشرائية للنقود‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان المقصود بالنقود وحدات العملة فغن معدل الفائدة يساوي صفرا وكذلك‪:‬‬
‫معدل العائد على وحدات العملة = صفر ‪ +‬مقدار سالب = (‪ )-‬في حالة التضخم‬
‫= صفر ‪ +‬مقدار موجب = (‪ )+‬في حالة انخفاض مستوى األسعار‪.‬‬
‫(د) متغيرات أخرى محددة للمنفعة المرتبطة بالخدمات التي تؤديها النقود بالنسبة للمنافع التي تؤديها‬
‫األصول األخرى‪ :‬وهي متبطة بخاصية السيولة التي أشار إليها كينز‪.‬‬
‫إذن يقرر فريدمان إلى أن النظرة إلى الطلب على النقود‪ ،‬يجب أن تكون نظرة شاملة من خالل‬
‫(‪)2‬‬
‫مقارنة‪:‬‬
‫‪ -1‬عائد النقود الحقيقي والمتمثل في قيمتها‪ ،‬أو نسبة مبادلتها بالسلع األخرى حيث تتحدد قيمتها‬
‫بالمستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ - 2‬عوائد االصول األخرى التي تشكل الثروة والتي تتمثل في الفائدة على األصول النقدية‬
‫( السندات ) والفائدة على األصول المالية " األسهم " وعائد راس المال المادي كاآلالت ‪ ،‬وعائد رأس‬
‫المال اإلنساني‪.‬‬
‫‪ - 3‬العوامل األخرى التي ترتبط بالجانب الموضوعي للثروة مثل األذواق والعادات والتفضيل السائد‬
‫في وقت معين‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬أحمد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص‪.255.254 :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ :‬أحمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220.‬‬
‫‪ -4‬التغيرات الهيكلية المؤثرة في توزيع الثروة بين األصول المختلفة المكونة لها والتي تختلف من‬
‫دولة إلى أخرى‪ ،‬وتتطور عبر الزمن‪ ،‬وفق للظروف االقتصادية مثل اتجاه األفراد في بعض‬
‫الظروف " األزمات " إلى تفضيل االهتمام بجانب هام من ثروتهم على شكل نقود‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬دالة الطلب على النقود عند فريدمان‬
‫حاول فريدمان مثل من سيقود االجابة عن السؤال " لماذا يختار األفراد حيازة النقود " ومن هذا‬
‫المنطلق صاغ دالة الطلب على األرصدة النقدية الحقيقية (‪ )Md‬كما يلي‪:‬‬
‫‪p‬‬
‫) ‪f ( yp/rb- rm,re-rm , e-rm‬‬ ‫( ‪= ) Md‬‬
‫(‪)+‬‬ ‫(‪)-( )-‬‬ ‫(‪)-‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ : Yp‬الدخل الدائم وهومقياس للثروة عند فريدمان‪ ،‬وفنيا هو القيمة الحالية لكل الدخول‬
‫المتوقعة من وراء الثروة‪ ،‬ولكن بلغة أكثر عموما يمكن وصف ‪ yp‬على أنه متوسط الدخل المتوقع‬
‫في األجل الطويل‪.‬‬
‫‪ : rm‬العائد المتوقع على النقود ويشمل هذا العائد الخدمات التي تقدمها البنوك على الودائع التي‬
‫يشملها العرض النقدي ومن بينها تحصيل الشيكات‪ ،‬والدفع الفوري لإليصاالت المستحقة‪ .‬كما يشمل‬
‫العائد المتوقع على النقود الفائدة على األرصدة النقدية المودعة في حسابات االدخار والودائع األخرى‬
‫التي يشملها العرض النقدي‪ ،‬وكلما زادت الفائدة المدفوعة على تلك الودائع فإن العائد المتوقع على‬
‫النقود يزيد‪.‬‬
‫‪ : rb‬العائد المتوقع على السندات ويتكون من الفائدة اإلسمية على السند والمكسب الرأسمالي على‬
‫السند ( التغير في السعر السوقي للسند عن السعر اإلسمي نتيجة تغير سعر الفائدة اإلسمي الثابت على‬
‫السند )‪.‬‬
‫‪ : re‬العائد المتوقع على األسهم‪ ،‬ويتكون من األرباح الموزعة على األسهم باالضافة إلى المكسب‬
‫الرأسمالي على السهم‪ ( ،‬الفرق بين سعر السهم السوقي وسعر اصدار السهم )‪.‬‬
‫‪ : s‬معدل التضخم المتوقع والذي يستخدم كمؤشر للعائد المتوقع من وراء السلع واألصول الحقيقية‬
‫التي يرتفع سعرها مع التضخم‪.‬‬
‫* مالحظة‪ :‬تشير االشارات تحت المتغيرات في الدالة على نوعية العالقة بين الطلب على األرصدة‬
‫النقدية ( ‪ ) Md/p‬وكل متغير في الطرف االيمن‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬احمد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.259.258.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التفرقة بين نظرية كينز وفريدمان للطلب على النقود‪:‬‬
‫‪ -1‬أدخل فريدمان كثير من األصول في دالة الطلب على النقود كبدائل للنقود‪.‬‬
‫‪ -2‬لم يعطي كينز اهتماما للسلع واألصول الحقيقية عند تحليله لمحددات الطلب على األرصدة‬
‫النقدية الحقيقية‪ ،‬ومن هنى لم يظهر مؤشر للعائد على تلك االصول في دالة الطلب على النقود‬
‫عند كينز‪ ،‬بينما فريدمان أدخل العائد المتوقع على السلع مقارنا بالعائد على النقود ( ‪) rm -‬‬
‫كحد في دالة الطلب على النقد التي اقترحها‪ ،‬وتمكن فريدمان من صياغة الغرض‬
‫األساسي‪ <<.‬إن التغيرات في االنفاق الكلي التي يمكن تفسيرها مباشرة بالتغيرات في كمية‬
‫النقود >>‪.‬‬
‫‪ -3‬كينز في دالة تفضيل السيولة أخذ العائد على النقود على أنه ثابت على الدوام ويساوي‬
‫صفرا‪.‬وربما يرجع ذلك على النقود كعملة ال عائد مادي عليها‪ ،‬كذلك الودائع الجارية في‬
‫الحسابات الجارية في وقت كينز كانت ال تعطي فوائد‪ ،‬ولكن األمر يختلف عند فريدمان فقد‬
‫شدد على أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬العائد المتوقع على النقود ليست ثابتة‪ ،‬فعندما يرتفع سعر الفائدة في سوق االئتمان ( القروض‬
‫وسوق السندات ) فإن البنوك تحقق مزيدا من األرباح على قروضها ولجذب المزيد من الودائع‪ ،‬فإنها‬
‫تدفع سعرفائدة أعلى الودائع حتى تستطيع زيادة حجم قروضها الجديدة المربحة‪ ،‬ونظرا ألن‬
‫الصناعات المصرفية " البنكية" تنافسية‪ ،‬فغن العائد المتوقع على النقود التي يتم حيازتها كودائع‬
‫مصرفية‪ ،‬يرتفع بإرتفاع سعر الفائدة على السندات والقروض وفي غياب هذه الظروف فإن المقدار (‬
‫‪ )rb-rm‬يبقى ثابتا نسبيا والنتيجة هي أن الطلب على النقود غير حساس للتغيرات في سعر الفائدة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬األمر يتعلق بإستقرار دالة الطلب على النقود بينما يرى كينز أن تقلب سعر الفائدة يصاحبه‬
‫سرعة دوران النقد في نفس االتجاه مما يعني أن دالة الطلب على النقود غير مستقرة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية األموال القابلة لإلقراض‪:‬‬
‫وهي بمثابة تجديد للنظرية التقليدية من حيث العوامل التي تدخل في تحديد مستوى سعر الفائدة‬
‫فالتقليديون النقود هي وسيلة للتبادل وتسارا وراءه حقيقة التبادل العيني بين السلع‪ ،‬ويتحدد سعر الفائدة‬
‫حسب رأي التقليديين عند نقطة إلتقاء منحنى عرض االدخار ومنحنى الطلب على االدخار‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬احمد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.266.263.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ :‬احمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227.‬‬
‫( االستثمار ) وسعر الفائدة له عالقة طردية مع االدخار وعكسية مع االستثمار‪ ،‬إذن بذلك سعر‬
‫الفائدة هو األداة الموجهة لإلدخار إلى االستثمار وتحاول نظرية األموال القابلة لإلقراض أن تقدم‬
‫نظرية لسعر الفائدة ترتبط بالسوق االئتمانية التي تتعلق بعمليات االقراض واالقتراض المصرفي‪،‬‬
‫فالطلب على األموال القابلة لالقراض‪ ،‬يصدر عن المستثمرين الذين يرغبون في تموين نشاطهم‬
‫االستثماري واالنتاجي‪ ،‬ويرتبط هذا الطلب مع سعر الفائدة عكسيا‪ ،‬بينما يتوقف عرض األموال القابلة‬
‫لالقراض على حجم االدخار الذي يرتبط بسعر الفائدة ارتباطا طرديا‪.‬‬
‫فإذا كان االدخار في االقتصاد القومي عند مستوى معين‪ ،‬وهذا المستوى يلبي طلبات المستثمرين‬
‫ورجال األعمال على االقتراض‪ ،‬فإن المصرف المركزي يستطيع أن يزيد كمية النقود الورقية عن‬
‫طريق االصدار النقدي الجديد ( االضافي ) ومن ثم زيادة عرض النقود أي كمية األموال القثابلة‬
‫لإلقراض‪ ،‬ويحدث أن يكون حجم الزيادة في عرض النقود أكبر من كمية االصدار النقدي وذلك‬
‫لزيادة اجمالي الودائع لدى المصارف التجارية‪.‬‬
‫وهي المكون الثاني لعرض النقود‪ ،‬وتؤدي هذه الزيادة في الودائع على زيادةى قدرة المصارف‬
‫التجارية على خلق النقود والتوسع في االئتمان‪ ،‬ومن هذا فإن قيام المصرف المركزي بزيادة‬
‫االصدار النقدي‪ ،‬ينجم عنه زيادة األموال القابلة لالقراض من خالل القدرة على خلق االئتمان‪،‬‬
‫والعمل المضاعف النقدي للمصارف التجارية‪.‬‬
‫ومنه فغنه تصل هذه النظرية إلى أن هناك امكانية لزيادة عرض األموال القابلة لإلقراض‪ ،‬دون ان‬
‫يقابل هذه الزيادة زيادة مماثلة في حجم االدخار‪ ،‬كما تؤكد على أن العالقة بين عرض االموال القابلة‬
‫لإلقراض ( االدخار ) وسعر الفائدة هي عالقة طردية‪ ،‬حتى في حالة سعر الفائدة منخفضا جدا ففي‬
‫هذه الحالبة سوف يتحول االدخار إلى نوع من اإلكتناز‪ .‬إلنعدام الرغبة في ايداعها لدى المصارف‪،‬‬
‫سبب االنخفاض الشديد في سعر الفائدة وبذلك تبقى هذه األموال خارج تداول الجهاز المصرفي‪.‬‬
‫إذن فنظرية األموال القابلة لالقراض تأخذ بمتتغيرين أساسيين جديدين عن نظرية كمية النقود وهما‬
‫االصدار النقدي الجديد والمتغير الثاني هو االكتناز‪ ،‬بينما نظرية كمية النقود لم تأخذ بهذين المتغيرين‬
‫(‪)1‬‬
‫بالرغم من التشابه في النظريتين في المباديء حيث تعد هذه النظرية امتداد للنظرية النقدية التقليدية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الشكل التالي يوضح مباديء النظرية‪ ،‬االأموال القابلة لإلقراض‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬احمد زهير الشامية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.229،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬مفتاح الصالح‪ ،‬محاضرات في االقتصاد النقدي المعمق (غير منشورة )‪.‬‬
‫‪i‬‬ ‫عرض االموال‬ ‫‪S‬‬ ‫‪S+DM‬‬
‫القابلة لالقراض‬

‫‪i1‬‬

‫‪i2‬‬

‫‪I+DM‬‬
‫‪I‬‬ ‫الطلب على األموال‬

‫‪IS‬‬
‫‪S+DM=I+DM‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬نظرية التوقعات " المدرسة السويدية "‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬احمد زهير الشامية‪ :‬ص‪،‬ص‪.231.230.‬‬
‫هي اتقاد للفكر الكينزي‪ ،‬قدمها اتباع المدرسة السويدية ومن بينهم ( ‪ )landberg‬و ( ‪ )lindel‬و‬
‫( ‪ )ohlin‬و ( ‪ ) Myrdel‬و ( ‪ ،) Hansen‬وترجع افكارها على ظهور موجة الكساد االقتصادي‬
‫الواسعة التي سادت معظم بلدان العالم الرأسمالي المتقدم وعجز نظرية كينز لحل األزمة التي أدت‬
‫إلى زيادة البطالة وتكدس المعروض السلعي وانخفاض األسعار‪ ،‬وتتميز هذه النظرية في أنها تعتمد‬
‫على التوقعات في االقتصاد القومي فكينز وصل إلى ان توازن الدخل القومي يتحقق بمجرد التوازن‬
‫بين االدخار واالستثمار‪ ،‬لكن نظرية التوقعات تؤكد اهمية التمييز بين االدخار المتوقع من جهة‬
‫واالدخار المحقق واالستثمار المحقق من جهة أخرى أيضا تؤكد أنه ليس هناك ما يدعو على افتراض‬
‫تساوي االستثمار المتوقع مع االدخار المحقق إال عند التوازن ‪ ،‬إذ تاخذ بعين االعتبار اختالف دوافع‬
‫وقرارات االستثمار عنها في االدخار‪ ،‬أما االستثمار المحقق فال بد أن يساوي االدخار المحقق‪.‬‬
‫فمثال‪ :‬إذا افترضنا أن المجتمع قد قرر استثمار كمية معينة من االموال وادخار جزء معين من الدخل‬
‫القومي في أول الفترة‪ ،‬وليس من الضروري كما هو معروف أن تتعادل الكمية التي يرغب المجتمع‬
‫في استثمارها مع الكمية التي يرغب المجتمع في ادخارها وذلك كما سبق الذكر الختالف القرارات‪،‬‬
‫وتعيين زيادة االستثمار المتوقع عن االدخار المتوقع ان الكمية التي تنفق في سوق السلع والخدمات‬
‫وهي االستثمار أكبر من الكمية من هذه السوق في شكل ادخار‪ -‬أي أن حجم االنفاق الكلي في المجتمع‬
‫قد ازداد مما يؤدي إلى ارتفاع الدخل القومي‪ ،‬بمقدار زيادة االستثمار عند االدخار‪ ،‬ويؤدي ارتفاع‬
‫الدخل القومي‪ ،‬بمقدار زيادة الالستثمار عن االدخار‪ .‬ويؤدي ارتفاع الدخل القومي‪ ،‬إذا كان الميل‬
‫الحدي لالستهالك موجبا‪ ،‬إلى زيادة االنفاق على سلع االستهالك يؤدي إلى ارتفاع الدخل القومي‪،‬‬
‫وهنا مفهوم مضاعف االستثمار يكتمل ‪ .‬ويزيد الدخل القومي زيادة تساوي الزيادة األصلية في‬
‫االستثمار مضروبة في مقلوب الميل الحدي لالدخار ( مضاعف االستثمار عند كينز )‪.‬‬
‫وبناءا عليه فإذا كان االستثمار المتوقع مختلفا عن االدخار المتوقع في بداية الفترة‪ ،‬فينعكس هذا‬
‫االختالف على الدخل القومي بالزيادة أو بالنقصان حتى يصل إلى المستوى التوازني الذي يقبل عنده‬
‫األفراد ادخار جزء من دخلهم يتساوى مع حجم االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬أيضا أضافة المدرسة السويدية ما يعرف بإسم الفجوة المتوقعة في كل من أسواق السلع والخدمات‬
‫وفي أسواق عوامل االنتاج كبديل للفجوة التضخمية واالنكماشية عند كينز وتتمثل في القيمة المتوقعة‬
‫للطلب الكلي الفعلي ( في السوقين المذكورين ) عن المعروض من السلع والخدمات خالل فترة زمنية‬
‫(‪)1‬‬
‫محددة وعند مستوى األسعار السائد وقت التوقيع او التقدير‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ :‬مفتاح الصالح‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫(‪ )1‬د‪ :‬أحمد أبو الفتوح الناقة‪ :‬نظرية النقود والبنوك واألسواق المالية‪ ،‬مدخل حديث للنظرية النقدية‬
‫واألسواق المالية مؤسسة شباب الجامعة االسكندرية‪.1998 ،‬‬

‫(‪ )2‬د‪ :‬أحمد زهير الشامية‪ :‬النقود والمصارف‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬االردن ( عمان )‪.1993 ،‬‬

‫(‪ )3‬د‪ :‬سالم توفيق النجفي‪ :‬أساسيات علم االقتصاد‪ ،‬جامعة الموصل ( العراق)‪ ،‬الدار الدولية‬
‫لإلستثمارات الثقافية‪ ،‬مصر‪.2000،‬‬

‫(‪ -)4‬د‪ :‬محمد الشريف المان‪ :‬محاظرات في النظرية االقتصادية الكلية نظريات ونماذج التوازن‬
‫والالتوازن‪ ،‬الجزء (‪ ، )1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫(‪ )5‬د‪ :‬محمد عزت غزالن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬

‫(‪ )6‬د‪ :‬محمد دويدار‪ :‬مباديء االقتصاد السياسي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2001 ،‬‬

‫(‪ )7‬د‪ :‬مجدي محمد شهاب‪ :‬اقتصاديات النقود والمال‪ :‬النظرية والمؤسسات النقدية‪ ،‬بورصة األوراق‬
‫المالية في مصر‪ ،‬نشأة وتطور النظام المصرفي المصري‪ ،‬دار الجامعية الجديدة للنشر‪ ،‬ط ‪.2000‬‬

‫(‪ )8‬د‪ :‬مروان عطوان‪ ،‬النظريات النقدية‪ ،‬دار البعث للطباعة والنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ط ‪.1989‬‬

‫(‪ )9‬د‪ :‬مفتاح الصالح‪ :‬محاضرات النقد المعمق للدكتور ( غير منشورة )‪.‬‬

‫(‪ )10‬د‪ :‬ناظم محمد نوري الشمري‪ :‬النقود والمصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط ‪.1999‬‬
‫تعتبر دراسة النظرية النقدية من الدراسات الهامة في علم االقتصاد وتبدو أهميتها من خالل األثر‬
‫الفعال الذي تمارسه في مختلف المتغيرات االقتصادية الحقيقية الحياة االجتماعية ‪.‬‬
‫و تعتبر النظرية النقدية بدراسة العالقات االقتصادية الحقيقية وما يترتب عليها من إنتاج حقيقي يقدره‬
‫مستوى النشاط االقتصادي السائد وتزداد أهمية دراسة النقود و النظرية النقدية في الدول الصناعية‬
‫المتقدمة ‪.‬‬
‫حيث تظهر أهمية األرباح الناجمة عن التوسع في االستثمارات المالية والنقدية االتي ال تقل أهمية عن‬
‫أرباح االستثمارات العينة و دراسة النظرية النقدية هي جزء من النظرية االقتصادية و ال يمكن‬
‫الفصل بينهما ‪ .‬فالنظرية الى االقتصاد هي نظرة واحدة بجوانب الحقيقية و النقدية ‪.‬‬
‫و ال ثراء موضوعنا اتبعنا الخطة الموضحة لدينا و ذلك انطلقا من التساؤالت المطروحة ‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي النظرية النقدية؟‬
‫‪ -‬ما الهدف من الدراسة لهذه النظرية ؟‬
‫‪ -‬ما مدى تطور هذه النظرية وتغيرها ؟‬
‫‪ -‬ماهي النظريات النقدية بتسلسل واألفكار التي جاءت بها في كل فترة ؟‬
‫‪ -‬ماهي االنتقادات الموجهة لكل نظرية ؟‬
‫‪ -‬نخلص من العرض السابق للنظريات النقدية أنه ‪:‬‬
‫‪ / 1‬يعتبر التحليل النقدي جزءا ال يتجزأ من التحليل اإلقتصاد الكلي ومن ثم كما سبق الذكر فإن‬
‫النظرية النقدية هي جزء من النظرية االقتصادية‬
‫‪ /2‬هناك ارتباط وثيقا بين النظريات االقتصادية والنقدية من جهة والواقع االقتصادي للدول‬
‫الرأسمالية من جهة أخرى ‪ ،‬وخاصة فإن تطور هاته النظريات جاء مع تطور النظام الرأسمالي وذلك‬
‫لعالج أزماته ‪ ،‬فاألفكار التي قدمتها النظرية التقليدية لعالج أزمة النظام الرأسمالي وكانت تقوم على‬
‫أساس التشخيص التقليدي لألزمة ‪ .‬ووضع كينز أفكاره لعالج أزمة ‪ .1929‬في الوقت الذي عجزت‬
‫نظريته إيجاد الحل المناسب األمر الذي أدى إلى ظهور أفكار ونظريات جديدة من أفكار النظرية‬
‫النقدية وبروح جديدة ‪.‬‬
‫‪ / 3‬تستند هذه النظريات في عالجها لالزمات إلى فعالية السياسة االقتصادية عامة ‪ ،‬والسياسة النقدية‬
‫والسياسة المالية خاصة ‪ ،‬وترتبط كل سياسة بالتحليل االقتصادي ودقته وطبيعة األزمة االقتصادية‬
‫التي يعاني منها االقتصاد القومي ‪.‬‬
‫‪ -‬المقدمة‬
‫‪ -‬مبحث تمهيدي ‪ :‬مدخل عام للنظرية النقدية‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم النظرية النقدية‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الهدف من النظرية النقدية‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تطور النظرية النقدية‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬النقد والنظريات الكالسيكية‬
‫تمهيد‬ ‫‪‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية الكمية للنقود وافتراضاتها " معادلة التبادل "‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معالة كمبردج"معادلة األرصدة النقدية "‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬أثران رصدة الحقيقة "اثر بيجو "‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االنتقادات الموجهة الى النظرية الكالسيكية للنقود‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬النظرية التقنية ونظرية فيكسل‬
‫تمهيد‬ ‫‪‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظرية التقنية لفيزر وافتاليون‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االنتقادات الموجهة للنظرية التقنية‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نظرية فيكسل‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االنتقادات الموجهة لنظرية فيكسل‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث ‪ :‬النظرية الكنيزية ‪:‬‬
‫تمهيد‬ ‫‪‬‬
‫المطلب االول‪ :‬نموذج النظرية الكينزية‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االنتقادات الموجهة للنظرية‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬النظرية النقدية لكينز والمستوى العام لألسعار‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التطورات الحاصلة في نظرية الطلب على النقود‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬المبحث الرابع ‪ :‬االتجاهات النقدية الحديثة ‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬النظرية الحديثة المعاصرة‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية األموال القابلة اإلقراض‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نظرية التوقعات "المدرسة السويدية"‬ ‫‪‬‬
‫النقدية التي يرغب االفراد االحتفاظ بها من ناحية والدخول النقدية لألفراد من ناحية أخرى فالتغيرات‬
‫التي تحدث في رغبة األفراد االحتفاظ بأرصدة نقدية سائلة بنسبة من الدخل مع ثبات كمية النقود‬
‫المتداولة تؤدي إلى التأثير على حجم االنتاج ومن ثم على حجم الدخل وبالتالي المستوى العام لألسعار‬
‫(‪)1‬‬
‫بطريقة غير مباشرة ومنه‪:‬‬
‫ن = ص‪ x‬دن‪ :‬حيث ن كمية النقود وص النسبة من الدخل النقدي التي يرغب األفراد باالحتفاظ بها‬
‫على شكل أرصدة نقدية‪ .‬دن‪ :‬الدخل النقدي ‪.‬‬
‫ومنه‪ :‬ص = ن أي نسبة الرصيد النقدي = كمية النقود‬
‫الدخل القومي النقدي‬ ‫دن‬
‫‪ : K‬نسبة الرصيد النقدي‪.‬‬ ‫= الدخل القومي النقدي‬ ‫‪1‬‬
‫كمية النقود المطلوبة لغرض المعامالت‬ ‫ص‬
‫(‪)2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أثر االرصدة الحقيقية " أثر بيجو "‬
‫إن الفكرة التي بنى عليها االقتصادي" بيجو" تحليله هي أن االرتفاع في المستوى العام لألسعار‬
‫سوف يؤدي إلى انخفاض القيمة الحقيقية لألرصدة النقدية التي يحتفظ بها األفراد مما يثير رغبة‬
‫األفراد في زيادة قيمتها واعادة التوازن قبل زيادة المستوى العام لألسعار والعكس في حالة انخفاضه‬
‫ويجب التفرقة بين مصدر زيادة كمية النقود والطبقات االجتماعية التي تتأثر بها ومن ثم معرفة األثر‬
‫في المستوى العام لألسعار ‪.‬‬
‫ال تكون للزيادة في مستوى األسعار أثر حقيقي إال في األحوال التي يكون األثر فيها في سلوك‬
‫الدائنين أكبر منه في سلوك المدينين ويحدث العكس في حالة انخفاض مستوى األسعار‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االنتقادات الموجهة إلى النظرية التقليدية‪:‬‬
‫من اهم االنتقادات الموجهة مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ليست معادلة التبادل إال متطابقة صحيحة بحكم التعريف وال تقر شيئا من العالقات النسبية‪.‬‬
‫‪ -2‬تفترض ان كل متغير في كمية النقود المتداولة سيغر الطلب على السلع والخدمات المختلفة‬
‫بنفس النسبة وهذا ال يمكن التسليم به‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ :‬مروان عطوان‪ :‬النظريات النقدية‪ ،‬دار البعث للطباعة والنشر‪ ،‬قسنطينة ( الجزائر )‪ ،1989 ،‬ص‪.103.‬‬
‫(‪ )2‬د‪ :‬احمد زهير الشامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.123.‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫تخصص نقود وتمويل‬ ‫كلية التسيير والعلوم االقتصادية‬


‫أولى – ماجستير‪-‬‬ ‫قسم العلوم االقتصادية‬
‫الموضوع‬

‫األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫الطالبة‪:‬‬


‫* ساكر محمد العربي‬ ‫* عديسة شهرة‬

‫السنة الجامعية‪2006 - 2005 :‬‬


:‫قائمة المراجع باللغة األجنبية‬

David Begg , Stanley Ficher, Rudiger Bornbusch, Macro- )11(


.economie, Ediscience international
Christiane Bourdanove , Fernando Martos, Lexique de théorie )12(
.économique, Ellipses 1992
Eléments de Macro- économie, Publication de l’institut français )13(
.du pétrole F.Guyot , Société des éditions technip1979

You might also like