Professional Documents
Culture Documents
2
2
تمهيد:
إن االنتكاسات التي أصبحت تالزم االقتصاديات المعاصرة أوضحت بما ال يدعو إلى الشك إلى ضرورة البحث عن
مبادئ وأسس أخرى تكون أكثر عدال وإ نصافا ،ومن خالل هذا البحث سوف نتطرق إلى أهم مبادئ وخصائص
االقتصاد 8اإلسالمي.
يقول "جاك أوستري" أحد العلماء الفرنسيين البارزين في االقتصاد :إن طريق اإلنماء االقتصادي ليس
محصورا في النظامين المعروفين ( الرأسمالي واالشتراكي ) بل هناك مذهب اقتصادي ثالث راجح
هو مذهب االقتصاد اإلسالمي ،وسيسود هذا المذهب عالم المستقبل ،ألنه طريقة كاملة للحياة
المعاصرة .يأتي هذا االعتراف ليؤكد على القصور 8الذي يميز المذهبين االقتصاديين الرأسمالي 1
واالشتراكي ،ألن أفكارهما وآرائهما متأثرة بنوازع بشرية في حدود ظروف خاصة ،حتىوإ ن اختلفا
في ظاهرهما بتركيز األول على الفرد والثاني على الجماعة ،فإنهما يصدران عن أصل واحد وهو
الفصل بين النشاط االقتصادي واألخالق ،فال يعنيهما أن يكون النشاط االقتصادي أخالقيا أو غير
أخالقي ،وال يهمهما الحالل والحرام ،العدل أو الظلم ،وإ نما يعنيهما تحقيق المنفعة فحسب .
2
بينما االقتصاد اإلسالمي يخضع بكل جوانبه إلى التعاليم الدينية ،هذا ما جعل منه مذهبا ذا صفة
إنسانية ورسالة واضحة ،وليس علما أو مجموعة من العلوم المختلفة المقتصرة على تفسير القوانين
التالية:
شهدت العقود الثالثة األخيرة من القرن العشرين بزوغ علم الجديد الذي يجمع بين الدراسة الفقهية
واالقتصادية ،أطلق عليه الباحثون "علم االقتصاد اإلسالمي" ،وقد كان ذلك بالتحديد في أعقاب المؤتمر
العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي الذي عقد بمكة عام 1976م ،ثم بدأت الجامعات في العديد من
الدول اإلسالمية بفتح أقسام وإ عداد برامج خاصة باالقتصاد اإلسالمي ،ورافق ذلك االنتشار الكبير
للمصارف اإلسالمية على مستوى الدول اإلسالمية والعالم وازدهار أدبيات االقتصاد اإلسالمي حيث
1كمال توفيق :منهجية البحث في االقتصاد اإلسالمي ،بحث مقدم إلى مجلة جامعة ملك عبد العزيز،مجلد
،16عدد،2003 ،2ص6
2
الشك أن مصطلح "االقتصاد اإلسالمي" ينقسم إلى كلمتين "االقتصاد" و" اإلسالمي" .واالقتصاد
كلمة مشتقة من لفظ إغريقي معناه "تدبير أمور البيت" وبالرجوع إلى قواميس اللغة العربية نجد لها
1
لم ترد كلمة االقتصاد بذاتها في آيات القرآن الكريم بل وردت بعدة صور ذات الصلة
"القصد" في قوله ﴿وعلى اللَّ ِه ﹶقصد السبِيِ ِل ﴾ [النحل ]09/بمعنى الطريق المستقيم؛
"مقتصدة" في قوله عز وجل﴿ ِمنهم ﹸأمة مقتِصدة ﴾ [المائدة ]66/بمعنى جماعة معتدلة ،وهم من أسلم
"قاصد" في قوله ﴿ وسفرا ﹶقاِ ِصدا ﴾ [التوبة ]42/بمعنى سفرا متوسطا بين القريب والبعيد؛
واالقتصاد في مفهوم علماء الفقه والشريعة عادة ما يرتبط بالمعامالت خاصة تلك المتعلقة باألموال
مفهومه -كما ذكرنا -على الوسطية واالعتدال واالستقامة ،أما كلمة "اإلسالمي" فهي بطبيعة
الحالتتعلق بمصطلح "االقتصاد اإلسالمي" فقط وتعتبر الحد الفاصل لتمييزه عن العلم الوضعي .
4
يسمى االقتصاد اإلسالمي وبأي شكل ووفقا ألي معنى ،فإن علماء االقتصاد اإلسالمي اجتهدوا في
-االقتصاد اإلسالمي هو مجموعة األصول العامة التي نستخرجها من القرآن والسنة لبناء االقتصاد
-وهو العلم الذي يبحث في كيفية إدارة واستغالل الموارد االقتصادية النادرة إلنتاج ما يمكن إنتاجه من
السلع والخدمات إلشباع الحاجات اإلنسانية التي تتسم بالوفرة والتنوع في ظل إطار معين من القيم
-وهو العلم الذي يبحث عن الطريقة التي يوزع بها الناتج االقتصادي بين المشتركين في العملية
يتميز االقتصاد اإلسالمي عن باقي االقتصاديات بسمات خاصة ،فال تقابل سمات االقتصاد
الرأسمالي وال سمات االقتصاد االشتراكي ،ألنها مستمدة من الشريعة اإلسالمية التي
واالشتراكي ،والشريعة اإلسالمية زاخرة بالقيم والفضائل واآلداب منها العدل ،الحرية ،الشورى،
االقتصاد اإلسالمي اقتصاد إلهي ،أي أن اﷲ هو واضعه وبالتالي فإن أصوله وتشريعاته أ-
ثابتة غير قابلة للتغير أو التبديل مع تغير األمم وعلى مر الزمن ،ولكن هذا ال يمنع من وجود بعض
1
الجزئيات وبعض األمور القابلة للتغير يتدخل فيها العقل البشري واالجتهاد
العلمي وتراعى فيها المصلحة العامة ،ألن االقتصاد اإلسالمي يعتمد على القاعدة الفقهية التي تقول:
2
"أن الشريعة مبنية على التيسير ورفع الحرج" لقوله تعالى ﴿ وما جع ﹶل عﹶلي ﹸك م ِيِف الديِ ِن ِِم ن
3
ٍج ﴾
حر ٍ
[احلج]78/
االقتصاد اإلسالمي اقتصاد عقائدي ،وهي من أهم خصائصه وقد ورد لفظ "اإليمان" في الكتاب ب-
والسنة بدل لفظ "العقيدة" وذلك للداللة على الهدف األسمى من اإليمان وهو األمن لقوله تعالى ﴿ اَّ
أن معناها ليس التصديق فحسب ،وإ نما التصديق الذي يتبعه االنقياد ومما يدل على ارتباط االقتصاد
1
﴾ [األعراف ،]96/وعن ثوبان قال ،قال الرسول(صلى 8اﷲ عليه وسلم) »:ال يزيد في العمر إال البر
وال يرد القدر إال الدعاء وإ ن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه « ،وعن سعيد بن حريث
2
أنالنبي(صلى اﷲ عليه وسلم) قال » من باع دارا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها « وفي
3
هذا بيان أن اإليمان والتقوى أهم أسباب االزدهار وتحقيق الرفاهية في االقتصاد اإلسالمي.
وفي القرآن الكريم عدة أسس عقائدية إيمانية ضرورية لقيام االقتصاد اإلسالمي ونجاحه منها :
4
اإليمان التام بأن اﷲ سبحانه وتعالى هو المالك الحقيقي واألصلي لعناصر اإلنتاج قال
ض وما فِيِ ِهن و هو عﹶىل ﹸكل ِّ شٍ ي ٍء ﹶقِ ِدير ﴾ [المائدة،]120/ ِه مﹾل ك الس ما واِ ِ
ت واﹾلﹶأِ ر ِ تعالى ﴿ ِلل ِ
َّ
وأن اإلنسان مستخلف فيها يسعى إلى طلب الرزق وعمارة األرض لقوله تعالى ﴿ ه و ﹶأن شﹶأ
فِيِ ِه ﴾ [الحديد]07/؛
1نفس المرجع
2سنن ابن ماجه ،جزء ،12ص178
6
اإليمان بأن اﷲ عز وجل خلق السماوات واألرض وسخرها لخدمة اإلنسان من أجل إشباع
و سخر ﹶل ﹸكم اﹾلﹶأنهار ( )32و سخر ﹶل ﹸك م الش م س واﹾلﹶق مر داِئبيِ ِن و سخر ﹶل ﹸك م
[إبراهيم ]32،33/وأن األرض تتسع لبني البشر رزقا ،ومكانا مهما كثر عددهم ،يقول اﷲ عز
ِعباِ ِد ي اَّ لِ ِذي ن َآَمنوا ِإن َّ ﹶأِ ر ِضي واِ ِسعﹲة ﹶفِِإيا ي ﹶفا عب د ِو ِن ﴾
وجل ﴿ يا ِ
[العنكبوت.]56/
بٍ ع ٍ
ض ِيِف الرِ ز ِق ﴾ [النحل]71/؛
ﹶأي اإليمان بأن اﷲ هو الرقيب على عباده في كل تصرفاتهم وأفعالهم قال عز وجل﴿وه و مع ﹸك م
ن
على أفعالهم لقوله تعالى ﴿ ﹶف ورب ك ﹶلن سﹶأﹶلنه م ﹶأ جِ م ِع ين ( )92عما ﹶكانوا يع مﹸلو ﹶن ﴾
[الحجر.]92،93/
ج -االقتصاد اإلسالمي اقتصاد أخالقي ،بحيث على المسلم أن يتحلى بالصفات الحميدة التي دعا إليها
وت خونوا ﹶأماناِت ﹸك م وﹶأنت م تعﹶل مو ﹶن ﴾ [األنفال ،]27/وعن أبو سعيد الخذري أن
رسول اﷲ(صلى اﷲ عليه وسلم) قال » التاجر األمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء« ،
1
وأن يوفي
بوعوده لقوله تعالى ﴿ وﹶأ وﹸفوا ِباﹾلعِ ه ِد ِإن َّ اﹾلع ه د ﹶكا ﹶن م سﹸئوﹰال ﴾ [اإلسراء ،]34/وأن يتميز
تعامله مع الغير ،عن جابر بن عبد اﷲ أن الرسول ( صلى اﷲ عليه وسلم ) قال»رحم اﷲ عبدا
سمحا إذا باع ،سمحا إذا اشترى ،سمحا إذا قضى ،سمحا إذا اقتضى« ،وأن يلتزم بالعدل في
2
الربح ،والقناعة بما كتبه اﷲ له من ربح ورزق ،عن جابر أن الرسول (صلى اﷲ عله وسلم)
وعلى المسلم مراعاة الحالل والحرام في ممارسته للنشاط االقتصادي وذلك بفعل ما أحل اﷲ
[البقرة.]275/
د -االقتصاد اإلسالمي اقتصاد واقعي ،ال يميل إلى الخيال فهو واقعي في غاياته وطريقته
يتعذر تحقيقها ،مثل ما هو الحال في االقتصاد االشتراكي الذي يؤمن بالمساواة المطلقة ،أو في 1
االقتصاد الرأسمالي الذي يعتقد أنه ليس هناك تعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ،ففي
نظرهم تتحقق مصلحة المجتمع إذا حققها الفرد لنفسه أي أن المنفعة الكلية للمجتمع تتماشى مع المنفعة
في حين تبدوا واقعية االقتصاد اإلسالمي في نظرة اإلسالم للفرد المستمدة من إمكانياته وظروف
كما ال يقبل اإلسالم من اإلنسان القادر على الكسب التعطل عن العمل بل يفرض عليه السعي ويقدم له
يد العون ويرشده فاليد العليا خير من اليد السفلى وأن المؤمن القوي خير وأحب عند اﷲ من المؤمن
الضعيف ،حتى يحقق لنفسه حياة عزيزة تغنيه عن المذلة والمسكنة .
3
هـ -خاصية الشمولية التي يتمتع بها االقتصاد اإلسالمي ،فهو إلى جانب اهتمامه بالجانب المادي يهتم
بالجوانب الروحية واألخالقية وتضمنه لكافة االحتياجات البشرية ،أي العمل على توفير ضروريات
الحياة من مأكل ،مشرب ،مسكن ،تعليم ،رعاية ،صحة ،حرية وغيرها من الحاجات ،وباإلضافة إلى
ذلك فهو يعمل على الرقي بالقيم األخالقية مثل األخوة والصدق والعدالة ،ولذلك فهو اقتصاد هادف
فقط.
يقوم االقتصاد اإلسالمي على ثالث مرتكزات أساسية تختلف في محتواها ومعناها عن باقي النظم
االقتصادية الوضعية وإ ن كانت تتشابه من حيث المصطلحات ،وألن االقتصاد في اإلسالم يعني
تختلف الملكية في اإلسالم اختالفا جوهريا بالمقارنة مع النظم االقتصادية الوضعية 8،فالملكية في
النظام الرأسمالي هي ملكية خاصة تبيح للفرد حق التملك والسيطرة التامة على الموارد االقتصادية
والثروة بكل أنواعها وبدون حدود أو شروط ،حتى وإ ن كانت تتعارض مع مصلحة المجتمع ،أما
1
الملكية في النظام االشتراكي فهي العكس تماما ،حيث تكون الملكية جماعية أي ملكية لجميع أفراد
المجتمع.
4نفس المرجع،ص01
عﹶىل ﹸكل ِّ شٍ ي ٍء ﹶقِ ِدير ﴾ [آل عمران ،]189/وأن اإلنسان إنما هو مستخلف في ملك اﷲ تعالى
يستخدمه ليستفيد منه في حياته ثم يتركه لألجيال القادمة كما ورثها هو من األجيال السابقة ،يقول اﷲ
ف ين فِيِ ِه ﹶفاَّ لِ ِذي ن َآمنوا ِمن ﹸك م وﹶأنﹶفﹸقوا ﹶله م ﹶأ ج ور س ِولِِه وﹶأنِ ِ
فﹸقوا ِِمما جعﹶل ﹸك م م ست خﹶلِ ِ
ر ﹶكِ ِ
ب ير ﴾ [الحديد ،]07/ومن هذا المنطلق فإن الفرد المسلم وإ ن حق له التملك فإنه يخضع ضمن
الشريعة اإلسالمية لشروط المحافظة عليها عن طريق االستخدام العادل لها وعدم إهدارها أو
اإلضرار بها ،إذا فاإلسالم يميز بين ما هو للفرد وما هو للمجتمع ويعطي لولي األمر (الحكومة)
صالحية اإلشراف والمراقبة واتخاذ ما هو واجب للمحافظة على الموارد وضمان ديمومتها خدمة
يقر اإلسالم حق الملكية الفردية (الخاصة) بوسائل التملك المشروعة مما يترتب عليه حفظ هذا
الحق لصاحبه من االعتداء عليه بالغصب أو السرقة أو االختالس ،وقد شرع اإلسالم العقوبات الكفيلة
بحفظ هذا الحق ،عن أبي هريرة قال ،قال (صلى اﷲ عليه وسلم) » كل المسلم على المسلم حرام دمه
وماله وعرضه « ،عن أبي أمامة أن الرسول (صلى اﷲ عليه وسلم ) قال» من اقتطع حق امرئ 2
مسلم بيمينه ،فقد أوجب اﷲ له النار وحرم عليه الجنة ،فقال له رجل :وإ ن كان شيئا يسيرا يا رسول
اﷲ ،قال :وإ ن قضيبا من أراك « ،إضافة إلى التوجيهات التهذيبية لكف النفوس عن التطلع إلى ما
3
2صحيح مسلم،جزء، 16كتاب البر والصلة،باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره في دمه وعرضه وماله،ص419
3صحيح مسلم،جزء،1كتاب اإليمان،باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فأجره بالنار،ص444
11
ليس لها ،كما يترتب على هذه الملكية حق التصرف المشروع فيما يملك بالبيع واإلجارة والرهن
والهبة والوصية وغيرها ،وتقرير هذا النوع من الملكية يحقق العدالة بين الجهد والجزاء واتفاقه مع
الميول األصلية في النفس البشرية ،وفي ذات الوقت يقف مع مصلحة الجماعة فال يدع حق الملكية
الفردية مطلقا بل يقرر إلى جواره الحدود والقيود التي تكاد تجعل صاحبه مسيرا ال مخيرا
وأباح اإلسالم الملكية العامة إلى جانب الملكية الخاصة ،ومنع األفراد من تملك بعض
2
األموالالرتباطها بحق الجماعة حيث تكون ملكيتها ملكية مشتركة ،ويتم االنتفاع منها بصورة مشتركة
وسلم) » الناس شركاء في ثالث الماء والنار والكأل « وفي رواية أخرى(الملح) ،أي شركاء في
3
ضرورات الحياة.
كما أجاز اإلسالم ملكية الدولة عندما تقتضي مصلحة المجتمع ذلك وبالذات الثروات الطبيعية ،أو
تلك الملكية التي تتطلب مصلحة المجتمع تحويلها من ملكية خاصة إلى ملكية الدولة نتيجة عدم
وعلى أساس هذا السلوك اإلسالمي الشامل المتكامل يقوم النظام االقتصادي في اإلسالم إنسانيا
أخالقيا بريئا من عيوب جميع األنظمة االقتصادية األخرى ،فال فردية مطلقة تجعل مصلحة الفرد
مقدمة على مصلحة الجماعة ،وتتيح له أن يصنع ما يشاء دون أن توقفه مثل أو قيم ،وال جماعية
3ابن رجب الحنبلي :جامع العلوم والحكم بشرح خمسين حديثا من جوامع الكلم ،الحديث ،32ص18
4فليح حسن خلف ،مرجع سابق،ص34
12
مطلقة تتجاهل ذاتية الفرد وال تقيم لكيانه وزنا في تكوين المجتمع ،ولكن طريق اإلسالم في ذلك
وسط ،عدل ،موزون يعترف بذاتية الفرد ودوره في تكوين المجتمع ومن ثم يترتب على الفرد واجبا
للمجتمع أن يكون في خدمته ،عن أبي موسى -رضي اﷲ عنه -قال ،قال الرسول (صلى اﷲ عليه 1
وسلم) »المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا « ،وليس هناك أدل على صحةالموفق
2
اإلسالمي من الملكية القائمة على أساس مبدأ الملكية المزدوجة من واقع التجربتين
الرأسماليةواالشتراكية ،فالتجربة الرأسمالية أفرزت عدة آثار سلبية أهمها :كثرة األزمات االقتصادية،
وانتشارالبطالة والتفاوت الكبير بين الدخول وظهور االحتكارات ،وكذلك بالنسبة لالشتراكية التي
نجمت عنها عدة مشاكل منها مصادمة الفطرة اإلنسانية لغريزة التملك ،وإ حباط الهمة والحافز لدى
اإلنسان وانتشار الكسل بين األفراد ،مما أجبر كل نظام على االعتراف بالشكل اآلخر للملكية التي
3
1محمد عبد المنعم الجمال :موسوعة االقتصاد اإلسالمي،طبعة،2دار الكتاب المصري،القاهرة،1986،ص ص200،199
2بدر الدين العيني :عمدة القاري شرح صحيح البخاري،حزء،22كتاب األدب،باب تعاون المؤمنين بعضهم
بعضا،ص114
3حمد بن عبد الرحمن جنيدل ،مرجع سابق ،ص ص37،38
13
إن أصل التعامل في االقتصاد اإلسالمي اإلباحة والحرية إال إذا ورد نص يحرم ذلك ،وعليه
فإن للمسلم الحرية في ممارسة النشاط الذي يرغب فيه ،وال يمنع من ذلك إال إذا تبين أن هذا العمل
والحرية في االقتصاد اإلسالمي ليست مطلقة ،إنما هي مقيدة بقيود أخالقية وتشريعية ،فهناك
الحرام والمكروه والمباح والمندوب ( المستحب) والواجب ،وإ ذا تعارضت المصلحة الخاصة مع
المصلحة العامة قدمت العامة على الخاصة ،فال يجوز تعطيل األرض ،واكتناز المال ،واحتكارالسلع،
والربا والغش وإ لحاق الضرر باآلخرين ،ألن حرية الفرد في اإلسالم تنتهي عندما تبدأ حريةاآلخرين،
فال يجوز استعمال الحرية في االعتداء على اآلخرين كأن تجعل من بيتك مثال ورشةللنجارة أو
الحدادة فتسبب اإلزعاج لجيرانك ،أو تحتكر السلع في السوق بهدف رفع األسعار واغالئها على
الناس .
2
ويختلف موقف اإلسالم من الحرية االقتصادية مقارنة بالنظم االقتصادية الوضعية ،فبينما يمارس
األفراد حريات غير محدودة في ظل االقتصاد الرأسمالي ،وبينما يصادر االقتصاد االشتراكي حريات
الجميع ،يقف اإلسالم موقفه الذي يتفق مع طبيعته العامة فيسمح لألفراد بممارسة حرياتهم ضمن
نطاق من القيم والمثل التي تهذب الحرية وتصقلها وتجعل منها أداة خير لإلنسانية كلها .
3
إن الحرية في اإلسالم هي حرية حقيقية وليست نظريات ومقوالت ،وحرية تخدم مصلحة الجميع
ومبرأة من الظلم واالستغالل واالستعباد فهي حرية معززة بالكرامة اإلنسانية والعدالة في توزيع
الثروات وضمان الحاجات األساسية للفرد ،وهي الحرية التي حماها الرسول(صلى اﷲ عليه وسلم)،
1رضا صاحب أبو حمد ،مرجع سابق ،ص ص39،40
2رفيق يونس المصري :أصول االقتصاد اإلسالمي،طبعة ،3دار القلم،دمشق،1999،ص ص64،65
3فالق علي ،مرجع سابق ،ص4
14
ورعاها أبو بكر الصديق بقوله" :القوي فيكم عندي ضعيف متى آخذ الحق منه ،والضعيف فيكم عندي
قوي حتى آخذ الحق له" ،وأعلنها عمر بن الخطاب بقوله" :متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم
أحرارا؟" .إذن فهي حرية في التعمير ال التدمير ،وفي النفع ال الضرر .
1
/3العدالة االجتماعية:
تعتبر العدالة االجتماعية أساسا من أسس االقتصاد اإلسالمي ألن اإلسالم ينظر إلى المجتمع
علىأنه كيان إنساني متواصل ومتراحم وأن األسرة ترتبط بالمودة والمواصلة 8،والجماعات تتعاون
فيمابينها على الخير والنفع ،فالقوي ينصر الضعيف ،والعالم يعلم الجاهل وإ ن اختلفت األلوان
واألجناسواللغات ألن ذلك ال يقتضي التفاوت في معنى اإلنسانية وحقوقها ،بل الجميع سواء في
اإلسالم .
2
ومن صور العدالة في االقتصاد اإلسالمي ،العدالة في توزيع الدخل في إطار أحكام الشرعية
اإلسالمية وضوابطها ،فحرم اﷲ تعالى االكتناز ألنه يعني تراكم األموال في يد فئة معينة من المجتمع
وحرمان اآلخرين من االنتفاع بهذه األموال المكتنزة ،مما اقتضى األمر إنفاقها في عمل الخير
وأقر اإلسالم عدة سبل لإلنفاق وتحقيق عدالة توزيع الدخل من فرائض إجبارية والمتمثلة في
الزكاة التي تعتبر الركن الثالث من أركان اإلسالم الخمس بحيث يتم توزيع الزكاة من أموال األغنياء
إلى اإلرث الذي يحقق إعادة توزيع أموال المورث على ورثته ومنعها من التراكم واالكتناز .
1
في البداية ينبغي اإلشارة إلي التفرقة بين المذهب والنظرية والنظام .إذ تدرس الظاهرة
االقتصادية من ثالثة أبعاد هي الجانب المذهبي ويقصد به القيم والمبادئ التي يرتكز عليها النشاط
االقتصادي ،والجانب النظري (التحليلي) وينصرف إلى التعرف على الظاهرة االقتصادية من حيث
هي للوصول إلى التعميمات والقوانين في علم االقتصاد ،أما الجانب الثالث فهو الجانب التطبيقي أو
السياسة االقتصادية والذي يعنى بدراسة السياسات والتطبيقات التي تتفق مع القواعد والقيم الحاكمةفي
المجتمع .
2
وعلى مر العصور ظهرت مذاهب اقتصادية مختلفة أهمها المذهب االقتصادي الرأسماليوالمذهب8
االقتصادي االشتراكي ،حيث يقوم المذهب الرأسمالي على مبدأ الحرية االقتصادية (حرية التملك،
حرية االستغالل ،حرية االستهالك ،)...أما النظرية الرأسمالية فتقوم على أن المنافسة الحرة تؤدي
إلى إشباع الحاجات اإلنسانية باالستخدام األمثل للموارد ،وبالنسبة للمذهب االشتراكي فيقوم على أسس
اشتراكية كل حسب عمله وحسب حاجته ،أما النظرية االشتراكية فتقوم على المادية التاريخية .وعن
النظام االقتصادي فهو يعني التطبيقات وهذا ما يؤدي إلى ظهور أنظمة تأخذ بمبادئ الرأسمالية،
وأنظمة تأخذ بمبادئ االشتراكية ،وتوجد أنظمة تجمع بين الرأسمالية واالشتراكية معا .
3
قائم على مبادئ عامة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ال تتغير وال تتبدل على مر
األزمنة ،وفيما يخص النظرية االقتصادية اإلسالمية فهي تقوم على اجتهادات الفقهاء لتفسير هذه
المبادئ ومواجهة التغيرات والتطورات التي تطرأ على المجتمع بما يجعلها صالحة للتطبيق ،وأما
النظام االقتصادي اإلسالمي فهو عبارة عن التطبيقات التي تتم في الدول اإلسالمية وتختلف باختالف
المذهب االقتصادي اإلسالمي هو عبارة عن مجموعة المبادئ واألصول التي جاءت بها
فالقرآن هو كتاب اﷲ الحكيم ورسالته إلى عباده ،رحمة للعالمين وهدى للبشر على مر
األزمانوالسنين ،وهو اإلعجاز والدليل في كل جوانب الحياة وفي كل العلوم ما ترك كبيرة وال صغيرة
ِإن ه ﹶذا اﹾلﹸقَ رآَ ﹶن يِ ه ِدي َّ
ِلل إال أحصاها وأوجد لها األدلة وهيأ لها األسباب والحلول قال تعالى ﴿ َّ
3
ِيِت ِ
ِه ي ﹶأﹾقوم
1نفس المرجع
2محمد شوقي الفنجري :المذهب االقتصادي في اإلسالم ،بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي،مكة المكرمة ،1976،ص76
3رياض صالح عودة ،مرجع سابق ،ص63
17
والسنة النبوية الشريفة هي السيرة الحسنة وهي الهدي الذي كان عليه الرسول(صلى اﷲ عليه
وسلم) وأصحابه ،علما واعتقادا وقوال وعمال ،وتبقى دائما تطبيقا عمليا لما جاء في القرآن الكريم
1
تحقق أهدافه وغاياته ،فهي بمنزلة الوحي الثاني قال تعالى ﴿وما ينِ ِط ق ِ ع ِن اﹾلهوى ِ )(3إ ﹾن هو َِّإ ال
وجاءت نصوص القرآن الكريم والسنة في المجال االقتصادي متضمنة أصوال ومبادئ
معينة ،فهي إلهية محضه أي من عند اﷲ تعالى ،ومن ثم فهي منزهة عن الخطأ ويخضع لها
العموم والمرونة ،فأحكامهما نافذ على جميع الناس دون استثناء مما رفع معه الحرج وحقق -1
عدم التغيير والتبديل على مر الزمن ،فما كان حالال فهو حالل أبدا ،وما كان حراما فهو حرام -2
أبدا ،وعدم التغيير والتبديل ال يعني توقف وتجميد النصوص واألحكام مع مستجدات
الحياة ،وإ نما هذا الثبات لحماية االقتصاد اإلسالمي وقواعده من شر الفساد ،ومن التأثير
وقد عنى القرآن الكريم بكل شؤون الحياة منها الشؤون االقتصادية فعالج مختلف القضايا
وأرشداالقتصاديين إلى الطريقة المثلى في رسم السياسة االقتصادية التي ال تعترف باألزمات
والمشاكل التي يعرفها العالم اليوم ،ومن األحكام الثابتة في المجال االقتصادي على سبيل المثال:
الل ه اﹾلبي ع و حرم الربا ﴾ [البقرة ،]275/وجوب أداء
حل َّ
تحريم الربا في قوله تعالى ﴿ وﹶأَّ
1ناصر عبد الكريم العقل :عقيدة أهل السنة والجماعة،طبعة،1دار الوطن،الرياض1412،هـ،ص8
2عبد اﷲ بن عبد المحسن الطريقى :االقتصاد اإلسالمي أسس ومبادئ ،طبعة،1مكتبة الحرمين،الرياض ،
1409هـ،ص
18
الزكاة ،قال تعالى ﴿ :خ ﹾذ ِِم ن ﹶأموالِه م ص دﹶقﹰة ت ﹶطهره م وتِّ
زك يِه م ِبها ﴾ [التوبة،]103/
وجوب الوفاء بالعقود في قوله عز وجل ﴿ يا ﹶأيها اَّ لِ ِذي ن َآمنوا ﹶأ وﹸفوا ِباﹾلعﹸق ِو ِد ﴾ [المائدة،]01/
وتحريم أكل المال بالباطل قال تعالى ﴿ وﹶال تﹾأ ﹸكﹸلوا ﹶأمواﹶل ﹸك م بين ﹸك م ِباﹾلِ
باط ِِل
حك اِِم ِلتﹾأ ﹸكﹸلوا ﹶفِ ِريﹰقا ِم ن ﹶأمواِِل الناِ ِس باﹾِإل ﹾمِثِ وﹶأنت م تعﹶل مو ﹶن ﴾
وت دﹸلوا ِبها ِإﹶىل اﹾلَّ
[البقرة.]188/
إذا فالمذهب االقتصادي اإلسالمي وليد الدراسات المعمقة لألحكام المنصوص عليها في القرآن
الكريم والحديث النبوي الشريف ،بينما تظل المذاهب االقتصادية األخرى وليدة إنشاء وإ بداع من
طرف المنظرين ،مما يجعلها عرضة للنقد نتيجة تأثر الباحثين بالظروف البيئية المكانية والزمنية من
جهة وتسرب شخصية الباحث وظهور بصماته من جهة ثانية .وبذلك كان المذهب االقتصادي
والتطبيقي:
لم يقف االقتصاد اإلسالمي عند حد المبادئ واألصول التي وردت في القرآن والسنة فحسب ،بل
نزل إلى ميدان التطبيق منذ عهد الرسول (صلى اﷲ عليه وسلم) وعهد الخلفاء الراشدين وسائر حكام
المسلمين من بعدهم ،ومن خالل تلك الممارسة برزت مشكالت ومواقف استلزمت إعمال
هذه التطبيقات االجتهادية هي عبارة عن األساليب والخطط العملية والحلول االقتصادية التيتتبناها
السلطة الحاكمة في كل مجتمع إسالمي إلحالة أصول اإلسالم وسياسته االقتصادية إلى واقع مادي
1محمد فرحي :الثابت والمتغير 8في االقتصاد اإلسالمي ،ملتقى العلمي الدولي التاسع :الثابت والمتغير في
اإلسالم " ،الجزائر 23-22ماي 2007م ،ص3
2حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ،مرجع سابق ،ص32
19
يعيش المجتمع في إطاره ،ومن أمثلة ذلك بيان العمليات التي توصف أنها ربا أو صور الفائدة
محرمة ،بيان مقدار حد الكفاية أو الحد األدنى لألجور ،وإ جراءات تحقيق التوازن االقتصادي بين
أفراد المجتمع ،وبيان نطاق الملكية العامة ومدى تدخل الدولة في النشاط االقتصادي ،وغيرها من
القضايا .
1
إن هذا الوضع جعل لالقتصاد اإلسالمي وجها آخر متغير يفتح المجال أمام الباحثين والمجتهدين
لتقديم آرائهم حول القضايا المستجدة كل حسب منظوره وفهمه لألدلة ،فاختلفت وجهات النظر تبعا
لظروف الزمان والمكان ،ولهذا نجد عدة نظريات في نفس الظاهرة المدروسة ،مما ينتج عنه تطبيقات
اقتصادية أو نظم اقتصادية مختلفة من بلد إسالمي آلخر ،وفي هذا يقول الدكتور شوقي الفنجري في
كتابه "المذهب االقتصادي في اإلسالم"" :ليس في اإلسالم سوى مذهب اقتصادي واحد ،وإ نما في
اإلسالم عدة تطبيقات اقتصادية متعددة سواء أكانت في صورة نظام أو نظم على المستوى العملي ،أو
في صور نظرية أو نظريات على المستوي الفكري ،ومن ثم فإننا نرى أنه يصح أن يكون للمملكة
العربية السعودية تطبيق اقتصادي إسالمي يختلف عن التطبيق االقتصادي اإلسالمي المعمول به في
الكويت أو البحرين...الخ 8،كما قد يكون البن خلدون نظرية في تدخل الدولة في النشاط االقتصادي
تختلف عن نظرية شيخ اإلسالم ابن تيمية في هذا المجال ،وال يقول أحد عن هذه الدولة أو تلك ،أو
عن ذلك المفكر أو ذاك اإلمام بأنه مبتدع أو خارج عن اإلسالم طالما الثابت أنهم جميعايتحركون في
إطار الشريعة الغراء ويلتزمون باألصول والمبادئ االقتصادية اإلسالمية ،وأن خالفهم من قبيل ما
عبر عنه شيخ اإلسالم ابن تيمية بأنه :خالف تنوع ال خالف تضاد" .
2
للعالمين ،فقد كان من ضرورة ذلك اتصافها بخصائص من الشمول والبقاء والمعاصرة في ظل
الثوابت المحكمة فيها ،بما يجعلها صالحة للتطبيق واستيعاب ما يجد في ميادين الحياة في كل زمان
ومكان ،بحيث يكون للشريعة في كل شيء أو شأن حكم يدركه المجتهدون إما نصا أو استنباطا .
1
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مرونة االقتصاد اإلسالمي ،وأنه في حدود األصول
قائمة المراجع
1رياض منصور الخليفي :المقاصد الشرعية وأثرها على فقه المعامالت 8المالية ،بحث مقدم إلى مجلة جامعة ملك عبد العزيز ،مجلد ،17عدد،1ص4
2حمد بن عبد الرحمن الجنيدل ،مرجع سابق ،ص32
21
/16صحيح البخاري،جزء،7كتاب البيوع،باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع.
/17صحيح مسلم،جزء،16كتاب البر والصلة،باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره في دمه وعرضه وماله.
/18صحيح مسلم،جزء،1كتاب اإليمان،باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين 8فأجره بالنار.
/19طبري سعد :دور الجهاز المصرفي في االقتصاد اإلسالمي،رسالة ماجستير،الجزائر.2000/2001،
/20محمود لخالدي :مفهوم االقتصاد في اإلسالم ،شركة الشهاب،الجزائر.1988،
/21إبراهيم فاضل الدبو :االقتصاد اإلسالمي دراسة وتطبيق،طبعة،1دار المناهج،األردن.2008،
/22محمود سحنون :االقتصاد اإلسالمي :الوقائع واألفكار االقتصادية،طبعة،18دار الفجر،القاهرة،2006،ص199
/23كمال توفيق 1منهجية البحث في االقتصاد اإلسالمي ،بحث مقدم إلى مجلة جامعة ملك عبد العزيز،مجلد،16عدد.2003 ،2
. /24عبد اﷲ بن عبد المحسن الطريقى :االقتصاد اإلسالمي أسس ومبادئ ،طبعة،1مكتبة 8الحرمين،الرياض 1409،هـ
/25فالق علي:تمويل االستثمارات في االقتصاد اإلسالمي،رسالة ماجستير،الجزائر،2001/2002،ص31
/26فليح حسن خلف:البنوك اإلسالمية،عالم الكتب الحديث،طبعة،1األردن.2006،
/27المعجم األوسط للطبراني،جزء.15
/28محمد شوقي الفنجري :المذهب االقتصادي في اإلسالم ،بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي،مكة المكرمة ،
.1976
/29محمد عبد المنعم الجمال :موسوعة االقتصاد اإلسالمي،طبعة،2دار الكتاب المصري،القاهرة.1986،
/30محمد فرحي :الثابت والمتغير في االقتصاد اإلسالمي ،ملتقى العلمي الدولي التاسع :الثابت والمتغير في اإلسالم " ،الجزائر -22
23ماي 2007م .
/31ناصر عبد الكريم العقل :عقيدة أهل السنة والجماعة،طبعة،1دار الوطن،الرياض1412،هـ.
22