Professional Documents
Culture Documents
1
1
الملخص لطالما اهتم اإلسالم بتنظيم كافة األمور والعالقات الدنيوية للبشر والتي من أهمها العالقات
االقتصادية بين األفراد والمجتمعات ،حيث تنبثق هذه المبادئ واألصول من العقيدة والقانون اإلسالمي
الذي نظم هذه النشاطات االقتصادية والتجارية للدول والمجتمعات لكي تكون صالحة لكل زمان ومكان.
يناقش هذا البحث نشأة علم االقتصاد اإلسالمي منذ العام الهجري األول والمبادئ العامة لالقتصاد
اإلسالمي مثل مبادئ الملكية المزدوجة والحرية االقتصادية والعدالة االجتماعية ،حيث اعتمد هذا البحث
على المنهج االستقرائي المستند على الدراسات السابقة للتوصل إلى نتائج الدراسة .
باإلضافة إلى ما سبق ،خَََ لص البحث إلى أن خاصية االستخالف والتكافل والشمول والربانية والتوازن
والواقعية والعدالة هي من أهم خصائص االقتصاد اإلسالمي التي تميزه عن باقي النظم االقتصادية من
الرأسمالية واالشتراكية.
مقدمة تناول اإلسالم حياة البشر في مختلف نواحيها الروحية والمادية ولم يقتصر على العقائد والهداية
يعبر عنه بمصطلح اإلسالم دينُ الروحية وإنما جاء بتوجيه سياسي واجتماعي واقتصادي عام وهذا ما
ودنيا وأنه عقيدة وشريعة صالحة لكل زمان ومكان .
يمكن تعريف االقتصاد اإلسالمي بأنه مجموعة المبادئ واألصول االقتصادية التي تنبثق من العقيدة
واألخالق اإلسالمية التي تحكم النشاط االقتصادي للدولة اإلسالمية كما وردت في نصوص القرآن والسنة
النبوية الواجب تطبيقها بما يتالئم مع ظروف الزمان والمكان .1فهو يعالج مشاكل المجتمع االقتصادية
وفق القوانين اإلسالمية للحياة وبالتالي فان كافة أصوله ومبادئه التي وردت في القرآن والسنة النبوية
هي كاملة ،مناسبة ،شاملة ،ال تقبل التعديل إذ أنها صالحة لكل زمان ومكان بصرف النظر عن تغير
األزمنة واألمكنة.
ف فيه فاإلنسان مسؤولتقوم عقيدة االقتصاد اإلسالمي على مبدأ أن المال مال هللا واإلنسان مستخلَ ُ
عن هذا المال كسبا ً وإنفاقا ً أمام هللا في اآلخرة وأمام الناس في الدنيا وبالتالي ال يجوز أن ُ
يَُ كتسب المال
من معصية أو أن ينفقَ في حرام أو فيما يضر الناس .فعن أبي برزة نضلة بن عبيد األسلمي قال :قال
رسول هللا ﷺ :ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟
وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أباله؟2
يخض ُع االقتصاد اإلسالمي في جميع جوانبه إلى التعاليم الدينية الربانية التي تعتبر النشاطات
االقتصادية من العبادات حيث إن العمل واالستثمار والتجارة إحدى الوسائل للتقرب من هللا سبحانه تعالى.
وذلك ألن الهدف األول من هذا االقتصاد هو تحقيق مصلحة المجتمع ككل قبل المصلحة الشخصية .عن
أنس رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم انه قال« :ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب
لنفسه» رواه البخاري ومسلم.
حينما تتم المقارنة بين األنظمة االقتصادية الرأسمالية واالشتراكية واإلسالمية يتبين لنا مدى
القصور الذي يميز المذهبين االقتصاديين الرأسمالي واالشتراكي من حيث تأثر أفكارهم بنوازع بشرية
في حدود وظروف خاصة هدفها األول واألخير تحقيق المصلحة الشخصية التي تقود لتحقيق المصلحة
م
العامة في المجتمع ككل .حيث يكمن الفرق األساسي بين األنظمة الرأسمالية واالشتراكية في مدى تدخل
الحكومة باالقتصاد ،بحيث يعتمد النظام الرأسمالي على ظروف السوق الحرة لخلق الثروات ،يقول
العالم االقتصادي آدم سميث) :إننا ال نتوقع أن يتكرم علينا الجزار أو الخباز بطعام العشاء لكننا نتوقعه
من اعتبارهما لمصلحتهما الشخصية ،ونحن ال نخاطب إنسانيتهما لكن نخاطب حبهما لنفسيهما وال نتحدث
عن ضروراتنا لكن عن مكاسبهما.
بينما يقول جاك أوستري أح د العلماء الفرنسيين البارزين في االقتصاد« :إن طريق اإلنماء االقتصادي
ليس محصورا في النظامين المعروفين الرأسمالي واالشتراكي بل هناك مذهب اقتصادي ثالث راجح هو
مذهب االقتصاد اإلسالمي ،وسيسود هذا المذهب عالم المستقبل ألنه طريقة كاملة للحياة المعاصرة ».
على الرغم من أن الورقة تتناول خصائص االقتصاد اإلسالمي وهي من القضايا التي تم تناولها سابقا ً
،ولكن تم إعادة التطرق لهذا الموضوع حاليا ً نظرا ً ألهمية إعادة النظر في خصائص ومميزات االقتصاد
اإلسالمي في العصر الحالي لما تحملهُ من حلول لمشاكل االقتصاد الرأسمالي المعاصرة خصوصا ً في
ظل جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم وغيرت الكثير من قواعده.
يتميز البحث بتفرده في دمج معظم خصائص االقتصاد اإلسالمي بحيث يتطرق في الفقرات التالية
باالعتماد على المنهج االستقرائي إلى كل من نشأة علم االقتصاد اإلسالمي وأهم المبادئ العامة التي
تحكم هذا االقتصاد ،يليها الحديث عن أهم خصائص االقتصاد اإلسالمي في الفقرة الثالثة وليختم هذا
البحث بالفقرة الرابعة بالتوصيات والخاتمة .
أوالً :نشأة علم االقتصاد اإلسلمي
بدأ الحديث عن االقتصاد اإلسالمي في النصف الثاني ِم َِن القرن العشرين معتبرا ً أن جوهر ومضمونهذا
االقتصاد مرتبط باإلسالم منذ ظهوره .وكان كتاب «المرصاد في مسائل االقتصاد» من تأليف عبد القادر
المجاوي وعمر بريهمات أولى المحاوالت للتأليف في االقتصاد من وجهة نظر إسالمية .3حيث جاء في
مقدمة الكتاب «وبعد ،فإنه لما دلت اآليات القرآنية واألحاديث الشريفة النبوية على أن هللا خلق هذا العالم
يَُ صار إليها في المعيشة الدنيوية ،وكان للعمارة ،وهي تتوقف على تنظيمات اقتصادية وافرة ،وقوانين ُ
يَّ ة ،فصعب ألجل ذلك االطالع على قواعده، مفرَّ قا ً في بطون الكتب والدواوين السام ّ
هذا العلم ّ
واقتطاف أزهاره وفوائده ،ظهر لنا أن نجمع تلك القواعد ،لتكون بكل خير عوائد ».
وقد بينت العديد من الكتب والمؤلفات األوائل في االقتصاد اإلسالمي مثل كتاب الخراج للقاضي
لع َِلم
أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم كيف نشر اإلسالم مع بزوغه األسس الشرعية والفكرية والتطبيقية ِ
االقتصاد حيث عَُُ رفت الممارسات االقتصادية منذ العام الهجري األول .ففي بداية اإلسالم أقام الرسول
سَُ وقا ً في المدينة المنورة ووضع الضوابط الالزمة للمعامالت بما الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم ُ
يكفل القضاء على الغش والغبن واالحتكار والربا وحرص على جمع الزكاة وإقطاع األرض لمن يريد
ورس خ مفهوم العدل في المعامالت واحترام ّ أن يحييها باالستصالح ونظم استخدام الموارد المائية ْ
الم َِلكية الفردية وحرية األسواق وما يجري فيها ِم َِن معامالت وأسعار ما دامت في إطار الشريعة ِ
ووضََ ع الضوابط الالزمة لمجاالت اإلنتاج والتوزيع واالستهالك.4
َ اإلسالمية الغر اء
صَّ در اإلسالم محدودة مقارنة بالمعامالت الماليةكانت المعامالت المالية واالقتصادية في ّ
والتكنولوجية التي تتم اليوم في األسواق المالية ،حيث كان اعتماد المجتمع المحلي في ذلك الوقت على
الرعي بشكل كبير باإلضافة إلى بعض التعامالت التجارية في األسواق التي حفز رسولنا الكريم صلى
هللا عليه وسلم على إنشائها في المدينة المنورة في صدر اإلسالم ،فقد روي عنه )حدثنا إبراهيم بن المنذر
قال ،حدثنا إسحاق بن جعفر ابن محمد قال ،حدثنا عبد هللا بن جعفر بن المسور ،عن شريك بن عبد هللا
بن أبي نمر ،عن عطاء بن يسار قال :لما أراد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى
سوق بني قينقاع ،ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال « :هذا سوقكم ،فال يضيق ،وال يؤخذ فيه
خراج” . 5وعندما توسعت الدولة اإلسالمية وازدادت رقعتها الجغرافية توسعت المعامالت التجارية
واالقتصادية وظهرت الحاجة إلى مزيد من التنظيم .بدأ ظهور الكتب واألبحاث الفقهية االقتصادية في
القرون األولى من العصر االسالمي لتناقش بعض المسائل االقتصادية من أمثال كتاب المبسوط
للسرخسي أو المدونة الكبرى لإلمام مالك .بعد فترة من الزمن صدرت مجلة األحكام العدلية التي وضعتها
لجنة من العلماء في الد ولة العثمانية لتنظم وتقونن الجانب االقتصادي في الدولة العثمانية ،حيث كانت
تشتمل على مواضيع شتى من أحكام المعامالت المالية حيث ابتدأت بكتاب البيوع ،فااليجارات ،فالكفالة،
جَْر ،واإلكراه ،والشفعة ،والشركات، فالحوالة ،الرهن ،فاألمانات ،فالهبة ،فالغصب ،فاإلتالف ،فال َح ْ
ي نات والتحليف ،فالقضاء .أما َّ والوكالة ،والصلح ،واإلبراء ،فاألمور المتعلّقة باإلقرار ،فالدعوى ،فالب ّ
في العهد القريب فقد صدرت العديد من األبحاث وعَُُ قدت المؤتمرات والندوات لتأطير أحكام المعامالت
المالية واالقتصادية بما يوافق أحكام الشريعة الغراء.
ثانيا ً :المبادئ العامة للقتصاد اإلسلمي
يعتمد االقتصاد اإلسالمي على ثالثة مبادئ رئيسة تميزه عن سائر المذاهب االقتصادية األخرى
منها مبدأ الملكية المزدوجة ومبدأ الحرية االقتصادية ضمن نطاق الشرع والعقل ومبدأ العدالة االجتماعية
وسيتم توضيح كل منها بشكل مقتضب فيما يلي:
.1مبدأ الملكية المزدوجة:
بدايةً اتفق معظم علماء االقتصاد اإلسالمي أن ملكية اإلنسان لألشياء في هذه الدنيا هي فقط ملكية اعتبارية
ومؤقتة ،ألن المالك الحقيقي لجميع هذه المخلوقات واألصول واألشياء هو هللا سبحانه وتعالى وهي من
ي ْحَْ يي
ض ُ ت واأل َ ْر َْ ِ
﴿وََ لهُ ُم لكُ الس َم اوا ِ
شؤونه الخالقية فهو الخالق ،المبدع جل جالله .قال تعالى َ
ي ِم يتُ و ه َو عَََ لى ُك ِّل َ
شََ ي ءٍ قَد ير .﴾7 َو ُ
ثانيا ً ،يقّر االقتصاد اإلسالمي مبدأ الملكية المزدوجة الذي يقوم على دمج الملكية الفردية )الخاصة( مع
الملكية العامة مع ملكية الدولة فهو يعطي كل ذي حق حقه .وبهذا فهو اليتفق مع الشكل الرأسمالي للملكية
الذي يقوم فقط على تعظيم الملكية الخاصة واعتبارها المبدأ األساسي للملكية وال مع الشكل االشتراكي
التي تلتزم بالملكية العامة بحيث تعتبرها المبدأ العام الطبيعي ،فقد روي عن اإلمام أحمد وغيره أن
الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم أنه قال) :لمسلمون شركاء في ثالث :في الماء والكأل والنار.(8
وبكلمات أخرى يمكن القول أن االقتصاد اإلسالمي يؤمن بالملكية الخاصة والملكية العامة على ح ٍد سواء
يَُ عتبر االقتصاد اإلسالمي نظاما ً قائما ً مستقالً يعتمد
ويخصص لكل منهما حقالً خاصا ً تعم ُل فيه .حيث ُ
مبني على أسس وقواعد أصولية وفكرية َ مبدأ الملكية المزدوجة التي تدمج بين كال الشكلين من الملكية،
متينة تتوافق مع الشريعة اإلسالمية السمحة.
.2مبدأ الحرية االقتصادية:
ُ
حيث أن للمسلم حرية التملك والتصرف بمشاريعه الحرية الفردية االقتصادية في اإلسالم أمر مشروع،
الخاصة وممارسة نشاطاته التجارية والمالية ضمن الضوابط الشرعية المحددة في القرآن والسنة دون
أن يؤذي األخرين .
هذه الحرية االقتصادية تتيح األفراد أن ينفقوا أموالهم في المباحات أو استثماره وفق الشريعة اإلسالمية
أو بإدخاره وفق الطرق المشروعة ،وبذلك فتكون تلك الحرية هي الوسيلة لتحقيق المصالح العامة للمجتمع
ككل ،
2
وسيلة وليس غاية واإلنسان مستخلف على هذا المال .يقول هللا سبحانه وتعالى« :آمنوا باهلل ورسول ِه
أجر كبير »)سورة الحديد.(:7
وأنَ ََ فقوا مما َجََ علكم مَستخلفين فيه فالذينَ آمنوا ِم َِنكم وأنفَقوا لهم ُ
إن ملكية المال في االقتصاد اإلسالمي مرتبطة بأهداف صادقة لما فيه خير اإلنسان والمجتمع
وبما فيه رضا هللا أوالً وأخيراً ،كما أنها مقيدة بشروط محددة بحيث يجب أن يحصل عليه بطرق مشروعة
وأن يستخدمه فيما أحل هللا له وأال ينسى حق هللا عليه من أموال الزكاة والصدقات للفقراء مما يؤدي إلى
زيادة تنظيم الدورة االقتصادية بين المجتمع .روى ابن حبان والترمذي في جامعه ،أن رسول هللا صلى
عََ ن عَُُ ِ
مره فيما أفناه أربع َ
ٍ يَُ سأ َل عن يوم القيام ِة حتَّ ََ ى ُ
هللا عليه وسلم قال ”ال تزو ُل قدما عبد َ
ب هُ وفيما أنفقَهُ .«11
َ َس تَكْ ا ي
ْنَ َ أ ْ
ن م
ِ ِه
ِ ل ما وعن ه
ِ في ل
َ َ
ع ِ ِ
م وعن جسد ِه فيما أباله وعن ع لم ِه ماذا َ
التكامل والشمول:
يرتبط االقتصاد اإلسالمي بكافة نظمه الدينية واالجتماعية والسياسية فيما بينها بحيث تتكامل هذه النظم
الثالثة لتقدم حلوالً شاملة للفرد والمجتمع .في هذا السياق يتصل النظام االقتصادي اإلسالمي بالعقيدة
اإلسالمية التي ترتكز على أن هللا عز وجل مالك الملك وله الحكم .كما يتصل االقتصاد اإلسالمي
بالعبادات فيفرض الزكاة لرعاية الفقراء والمساكين وإعطائهم حقوقهم من مال األغنياء ،ويرتبط االقتصاد
اإلسالمي بنظام المعامالت المالية إذ أنه حفظ المال بوسائل عديدة وربط عملية التنمية االقتصادية باإلنتاج
الحقيقي الذي فيه نفع للفرد وللمجتمع.12
في هذا الصدد يمكن القول إن هناك كثيرا ً من المفاهيم الخاطئة بنيت حول االقتصاد اإلسالمي ضمن
المجتمعات اإلسالمية ،ومنها أن البعض يظن أن نظام االقتصاد اإلسالمي هو مختزل في المصارف
اإلسالمية .هذه الفكرة خاطئة حيث إن المصارف اإلسالمية هي جزء بسيط من االقتصاد اإلسالمي الذي
يضم أركانا ً عديدة كاألوقاف والزكاة والتأمين التكافلي وبيت مال المسلمين وغيرها .
ومن بين أهم مزايا هذا االقتصاد أيضاً ،هو تلك النظرية الشمولية التي تربط المال والمعامالت المالية
بمعظم القضايا في الشريعة اإلسالمية من العبادات أو المعامالت األسرية أو العالقات الدولية فيكون لكل
جزء منهذه العلوم ارتباط مباشر أو غير مباشر بتلك المعامالت المالية والتي تنظمها قوانين االقتصاد
اإلسالمي فيما بينها.
االرتباط بالقيم األخالقية:
كما بينا سابقا ً فإن االقتصاد اإلسالمي يتميز بجوانبه األخالقية اإلنسانية بعكس االقتصاد الرأسمالي أو
االشتراكي الذي يهتم بالحاجات اإلنسانية ووسائل إشباعها بغض النظر عن سياقها األخالقي .يعتمد
االقتصاد اإلسالمي على القيم األخالقية وله نظرة خاصة للمال الذي يعتبره وسيلة ال غاية وأنه ميدان
استخالف ال استقالل . 7تعد األخالق جانب مؤثر في االقتصاد اإلسالمي بحيث تحكم القيم األخالقية
العالقة بين األفراد والمجتمعات ،فاالقتصاد اإلسالمي بني أساسا ً على مجموعة من القيم األخالقية
والمعايير الشرعية التي يتميز بها .كيف ال وقد بُ َُ عث الرسول الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم
لتعزيز وضبط هذه القيم األخالقية في المجتمعات المسلمة لتعكس سلوكا ً اقتصاديا ً منضبطا ً بكافة جوانبه
مما يحقق الخير والنمو للمجتمع وأفراده على حد سواء .
ألتمم صالح
َ عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم «إنما بُ عثتُ
َ
مبعث النبي صلى هللا عليه األخالق» رواه أحمد ،وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال« :لما بل َغ أبا ذر
ع َِلم هذا الر ُجَُ ل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخَبر من
وسلم قال ألخيه :اركَب إلى هذا الوادي فاعلم لي ِ
السماء واسمع من قوله ثم ائتني ،فانطلقَ األخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له:
يأمر بمكارم األخالق وكالما ً ماهو بالشعر» )رواه البخاري 3861(. ُ رأيته
4
ومن الضوابط األخالقية التي بني عليها االقتصاد اإلسالمي على سبيل المثال ال الحصر:
-1األمانة :ومن معانيها في االقتصاد اإلسالمي أن يتم أداء الحقوق والمحافظة عليها وكذلك أال
أن يََ أْم ُرَُ ُك ْم ْ
لَّلا َ
يستغل الرجل منصبه لقاء منفعة تعود عليه أو على أهله .قال هللا تعالى« :إن َ
ت إلَى أَ ْه ِل َهََ ا» سورة النساء ،:58وقال النبي صلى لَّلا عليه وسلم« :أَ ِ ّد
ت ؤ دَُّّ َُ وا األم ان ا ِ
ْاألَم انَ ََ ة َ إِلى م ْن ائت م ن كَ َوََ ال ت خ ن َم ن َخ ان كَ » .
14 ْ ْ ُ
-2الوفاء :يقوم االقتصاد اإلسالمي على الوفاء واحترام العقود التي تسجل فيها االلتزامات المالية
آم نَُُ وا أ َ ْو َْفوا ْ
بال ُعَُ قُودِ» سورة المائدة،1: ي هَََ ا الذ ينَ َ «يََ ا أ َ ُّ
َ .يقول هللا سبحانه وتعالى:
وال» سورة اإلسراء:34. «وََ ْأو َْفوا بِ ْال َع ْه ِد ِإن ال َع ْه َد َكانَ َم سؤَُُ ً
ْ ويقول سبحانهَ :
-3االعتدال والقصد :يدعو االقتصاد اإلسالمي إلى التوسط واالعتدال في كافة األمور بحيث ال
يكون اإلنسان مسرفا ً لدرجة كبيرة وال بخيالً وممسكا ً ماله خوفا ً عليه من الصرف .يقول هللا سبحانه
ين» سورة بََ ذّ ِِرينَ كَانَُُ وا إِ ْخ َوََ انَ الش َ
ي اطِ َِ ِ يرًَ ا*إِن ْال ُم َ
بََ ذّ ِْر تَ ْب ِذ ً
وتعالى« :و َال تُ َ
ق كَ » سورة ً ُ ْ
ي َد كَ َم غ َْلولَة إِلى ع نُ ِ َ لْ ََع َ ج
ْ تَ َ
ال «و سبحانه: ويقول اإلسراء،72-62 :
اإلسراء . 92 :وبناء عليه فإن كال الحالتين منبوذ في اإلسالم ،حيث يؤدي البخل إلى نقص ميل
الناس إلى االستهالك بينما يؤدي اإلسراف إلى تبذير وهدر الموارد .
الربانية :
النظام االقتصادي في اإلسالم نظام رباني المصدر فالوحي اإللهي ممثال في القرآن والسنة هو مصدر
هذا النظام ويأتي بعد ذلك مصادر التشريع األخرى كاإلجماع والقياس واالجتهاد .هذه الخاصية ال توجد
ي آخر .جميع المذاهب االقتصادية األخرى من وضع البشر سوا َء استندت لديانات
ي ِ مذهب اقتصاد ّ
في أ ّ
محرفة أو نظريّات وضعية من استنباط البشر الذي يصيب ويخطئ ويتأثّر بالفلسفات المعتنقة والبيئة
المحيطة.8
الربانية ضرورة فكرية مستندة على أسس ومسلمات فطرية وشرعية فاهلل سبحانه وتعالى هو المالك
للكون ولإلنسان وللمال ،لذلك من غير المعقول أن يستخدم اإلنسان المملوك في مال غيره ليعبث في
كون مملوك لسواه ،فالملك كله هلل واألمر كله هلل سبحانه وتعالى .
هذا النِّظام االقتصادي مثل ما ذكرنا سابقا ً هو نظام رباني الهدف يتمثل مقصده في إشباع وتوفير الحاجيات
يَِّ َِبة رغدة يتحقق فيها اإلشباع المادي والروحي األساسية لإلنسان وحد الكفاية الالئق به ليحيا حياة ط ّ
جن ًب ا إلى جنب .هذا بخالف النظم االقتصادية الرأسمالية أو االشتراكية التي ال مقصد لها سوى تحقيق
يَّ ة
أقصى إشباع مادي ممكن بدون أي اعتبار إلى اإلشباع الروحي غايتها تحقيق اللذة أو المنفعة الما ِ ّد ّ
مع إهمال الجوانب الروحية األخالقية.
الرقابة المزدوجة:
يخضع نظام االقتصاد اإلسالمي لرقابتين على حد سواء بشرية وذاتية .9الرقابة البشرية رسمية تمارس
من قبل الجهات اإلشرافية في الدولة على الناس وعلى األسواق لكيال يكون هناك أي نوع من أنواع
الغش واالحتكار .وجدت هذه الرقابة بعد الهجرة الكريمة فالرسول محمد صلى لَّلا عليه وسلم كان يراقب
األسواق بنفسه وعندما فتحت مكة أرسل إليها من يراقب أسواقها ،ومن هنا ظهرت وظيفة المحتسب
مر على
لمراقبة النشاط االقتصادي ،فعن أبى هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ّ
صبرة طعام فأدخل يده فيها ،فنالت أصابعه بلالً ،فقال« :ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال :أصابته السماء
يا رسول هللا ،قال :أفال جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غش فليس مني» رواه مسلم .17أيضا ً
والنَّ هي عن المنكر الواجبة على كل مسلم والتي تذكره ّ
بأن هللا عز وجل أحل ّ هناك األمر بالمعروف
ث
كذا وحرم كذا يفرض رقابة ذاتية .حيث ينبغي أن يكون سلوك المسلم االقتصادي موازي ومشابه لنشاطه
في العبادات المختلفة من صوم وصالة وزكاة وحج .قالى سبحانه وتعالى} :ولتكن منكم أمة يدعون إلى
الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر{ سورة آل عمران:
آية104.
باإلضافة إلى الرقابة البشرية فإنه في ظ ِّل االقتصاد اإلسالمي يوجد رقابة أخرى أشد وأكثر فاعلية
الضََ مير القائمة على اإليمان باهلل وعلى الحساب في اليوم اآلخر .قال هللا تعالى» :ه َو الذ َِِي َ هي رقابة
رض فِ َِي س ت ِة أَيَّ ََ ٍام ثُم است َوََ ى عَََ لى ْالع ْر َْ ِش ي عَْْ ل ُم َمََ ا َ َ ْ
األ ََ وَ ت ِ ا او م خَََ لَقَالس
ُ ْ ْ
ي نَ ِزل ِم نَ الس َمََ اءِ َو َمََ ا ي ع ُْر ُج فِ ْ ْ
ض و َمََ ا ي خ ُر ُج ِم نهَََ ا َو َمََ ا َ َْ َ ْ
ي ل ُج فِ َِي األ ْر ِ
ص ير» سورة الحديد ،4:وما أشهر يهَََ ا َو هُ َو َم عَََ ُك ْم أَيْنَ َمََ ا ُك ْنت ْم َوََ لَّلاُ بِ َمََ ا ت َ
عمََ لُونَ ب ِ
ق صة بائعة اللبن في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ،حيث كان يوجد بائعين اللبن الذين
كانوا يخلطون اللبن بالماء ،واشتكى الناس من هذا فأرسل عمر ابن الخطاب بعدم جواز خلط اللبن بالماء
وان من يقوم بفعل ذلك سوف يلقى عقابا ً منه.
وفي ليلة ما خرج عمر من أجل أن يتفقد أحوال رعيته وقرر ان يستريح بجانب بيت ما ،فسمع
فيه أم تقول البنتها اخلطي اللبن بالماء ،فقالت الفتاة ألمها :يا امي لقد حذر الخليفة عمر ابن الخطاب
من ذلك الفعل وصرح أنه سيعاقب من يفعل ذلك ،فقالت االم البنتها :اخلطي اللبن بالماء في مكان ال
يراه عمر أو احد من رجاله ،فأجابت الفتاة :يا امي إن كان عمر ال يرانا فإن هللا تعالى يرانا.
ض َو َال فِ َِي الس ي َْء فِ َِي ْاأل َ ْر َْ ِ
ي ْخ َْفَى عَََ لي ِه ش ْ وقال تعالى أيضاً» :إِن َ
لَّلا َال َ
َمََ اءِ » سورة آل عمران . 5:فحينما يشعر اإلنسان بأنه إذا ما انفلت من الرقابة البشرية فإنه ال يستطيع
يَّ ة التي أعدت له عذابا َ أليما َ في حالة انحرافه عن المنهج القويم الذي أمر هللا اإلفالت من الرقابة اإلله ّ
به.
التوازن:
سََ ً
طا «وََ َكذَ ِل كَ َج عَََ ْلنَ ََ ا ُك ْم أُمَّ ََ ةً َو َ
النظام االقتصادي اإلسالمي نظام وسطي .قال هللا تعالىَ :
شََ هِيدًًَ ا» سورة سَُ و ُل عَََ لَ ْي َْ ُك ْم َ يََ ُكونَ الر ُ
اس و َ ل تَ ََ ُكونَُُ وا ش ه َدََ ا َء عَََ لَى النَّ ََ ِ
البقرة .143 :نظا ُم قوامه العدل والتوازن فال طغيان وال إخسار وال مكان فيه للتوازن المصنوع أو
المغشوش ال توازن سوى لتوازن العدل والقسط والوسطية في مآالتها هي التوازن بين المثالية
يَّ ة وبين المادية والروحية حيث يجمع بينهما وبين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة والواقع ّ
َ
الدَََ ولة وبين مصلحة األغنياء ومصلحة الفقراء .من مظاهر توازن االقتصاد اإلسالمي أيضا التوازن
10
بين الملكية العامة والملكية الخاصة والتوازن بين االستهالك واإلمساك والتوازن بين االستهالك
واالدخار.
والتطور:
ِ الجمع بين الثبات
يَّ ر الزمان والمكان كالمبادئ والتعاليم
ي ِ أمور ثابتة ال تتغير مهما تغ ّفي االقتصاد اإلسالم ّ
االقتصاديَّ ََ ة التي وردت في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية .هناك أمور متطورة يمكن أن
تتغير مع تغير المكان والزمان .11الدين اإلسالمي هو آخر األديان السماوية يصلح لكل زمان ومكان
وبالتالي فان اقتصاده يمتاز بالمرونة التي تجعله يتسع لألساليب المختلفة والوسائل المتجددة والعرف
مادام ال يتعارض مع أصل ثابت.
تنص القاعدة الشرعية على أن األصل في العبادات الحظر ّإال ما ورد عن الشارع تشريعه،
واألصل فيالمعامالت اإلباحة إال ما ورد عن الشَّ ََ ارع تحريمه .بنا َء عليه فقد توسع االقتصاد
الربا والغرر الفاحش وغيرها
اإلسالمي ليشمل كل ما استجدمن المعامالت المختلفة الحديثة التي خلت من ِ
من األمور المحرمة التي نَ ََ ص عليها صراحةَ في المصادر التشريعية .
التوازن بين المادة والروح:
مكوَّ نات اإلنسان ذاته فال يهمل يوازن النّظام االقتصادي اإلسالمي بين المادية والروحية باعتبارهما ّ
الجوانب المادية عِلى حسِاب الجوانب الروحيِة أو ي ِهمل الج ِوانب الروحية ويقدس الج ِوانب المادية
النفعيّ ِة.12
ت الص َالة ُ فَا ْنتَ ش ُرَُ وا فِي ْاأل َ ْر َْض َو ابْتَ غَُُ وا م ْن فَ ْ
ضَْ ل تض َي ِ
ي ِقال هللا تعالى« :فَإذَا قُض َ
ْ ُ
يرًَ ا ل َعََ لك ْم تُ َُ فل ُحَُ ونَ » سورة الجمعة:10. َ لَّلا َوََ ا ْذ ُك ُرَُ وا لَّلاَ كَث ً
يعتبر هذا التالحم القوي بين المادة والروح أساس االقتصاد اإلسالمي بحيث ال يمكن اعتبار العوامل
االقتصادية فقط هي المحرك األساسي لتقدم االقتصاد والدولة ،وبالمقابل ال يمكن التفرغ إلى الصالة
والعبادات دون العمل وايجاد الكسب الحالل الذي يعين اإلنسان على تحقيق أهداف حياته .قال هللا تعالى:
«وقُل اعملوا فَسيرى ُ
هللا عَََ ملكم ورسولهُ والمؤمنون» سورة التوبة.:105
التوازن بين المصالح الخاصة والعامة:
باإلضافة إلى التوازن المطلوب بين المادة والروح ،يوازن االقتصاد اإلسالمي بين المصالح الخاصة
والمصالح العامة لألفراد والمجتمع ،فك ُل منهما في نظر اإلسالم أص ُل له أهميته بحيث ال تهدر المصلحة
العامة شأن النظم الفردية وال تهدر المصلحة الخاصة شأن النظم االجتماعية وإنما يهتم بالمصلحتين على
حد سواء بحيث تحاول الدولة أو السلطات اإلشرافية دوما َ التوفيق بين تلك المصلحتين .
باإلضافة إلى ما سبق ،فإن من مقتضى أحكام الشرع في االقتصاد اإلسالمي هو تحقيق التوازن بين
الموارد المالية للدولة وبين أوجه اإلنفاق المتعددة من خالل سياسة مالية متقدمة تقوم على تدبير موارد
الدولة ومصارفها بشكل يضمن تسديد كافة النفقات التي تطلبها المرافق العامة دون إرهاق أو تفويت
للمصالح الخاصة مع مراعاة مبادئ االعتدال والمصلحة في اإلنفاق .
العالمية:
وهي تعني أن النظام االقتصادي اإلسالمي نظام عالمي بطبيعته ،حيث ينبثق من عالمية الرسالة التي
جاءت بمنهج اإلسالم الشامل الذي يمثل النظام االقتصادي اإلسالمي أحد أجزائه وبالتالي ال يمكن حصر
النَّ َِظام االقتصادي اإلسالمي على بيئة أو مكان معين أو قوم محددين كما هو الحال في نظام نطاق ِّ
االقتصاد التقليدي التي ارتبطت بالبيئة المحيطة والفلسفة المعتنقة والهوى المتبع.21
فقد ارتبط نزول الشرائع السابقة للشريعة اإلسالمية بقومها خاص َة بينما أنزلت الشريعة اإلسالمية
اس ب ِش َِيراً و نَ رسََ ْلن اكَ إال كَافةً ل لنَّ ََ ِ
للنَّ ََ اسكافة .قال هللا سبحانه وتعالى« :و َمََ ا أ َ َ
ُ َ
سَُ و ُل لَّلاِ إِل ْيَْ ك ْم َج ّ
اس إِ ِنَّ َِي َر ُ
ي هَََ ا الن ُ يََ ا أ َ ُّ
ذ َِِيراً» سورة سـبأ ،82:وقالتعالى« :قُ ْل َ
ِم َِيعاً» سورة األعراف. :158
اذا ً فإن هذا الدين الخاتم تميز بعالميته وجاء بأحكام كلية ومبادئ عامة تناسب كل زمان ومكان وجمع
بين الثبات والمرونة واتسع الجتهادات المجتهدين وجعل األصل في المعامالت اإلباحة ما لم يوجد ما
يعارض نصا ً أو أصال ثابتا أو مقصدا من مقاصد التشريع اإلسالمي .
عبد الرحمن يسري أحمد :االقتصاد اإلسالمي بين منهاجية البحث وإمكانية التطبيق ،المعهد اإلسالمي
للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية ،جدة ،ط.1999 ،1
عبد الرزاق بلعباس« :كتاب المرصاد في مسائل االقتصاد» مجلة دراسات اقتصادية إسالمية ،المجلد
الثامن عشر ،العدد الثاني .2012 .1433،
عز الدين خوجة :النظام المصرفي اإلسالمي الموسوعة الميسرة للمعامالت المالية اإلسالمية ،تونس
االمتثال للمالية اإلسالمية عام 2013م .
علي السالسوس :القضايا الفقهية المعاصرة واالقتصاد اإلسالمي ،دار بالل بن رباح للنشر والتوزيع عام
2013م.
علي القره داغي :المدخل إلى االقتصاد اإلسالمي ضمن حقيبة طالب العلم االقتصادية ،بيروت دار
البشائر اإلسالمية عام 2013م .
2011م. قرارات وتوصيات مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،الشارقة األمانة العامة لألوقاف لعام
كمال توفيق :منهجية البحث في االقتصاد اإلسالمي ،بحث مقدم إلى مجلة جامعة الملك عبد العزيز
المجلد 61
العدد 2لعام 2003م.
محمد الدرداري :االستخالف المالي في اإلسالم /https://www.alukah.net/culture/0/110457.محمد
شوقي الفنجري :المذهب االقتصادي في اإلسالم ،بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي األول لالقتصاد
اإلسالمي،مكة
المكرمة ،1976،ص7محمد عبد المنعم الجمال :موسوعة االقتصاد اإلسالمي الطبعة الثانية،
دار الكتاب المصري القاهرة عام 6891م.محمود الخالدي :مفهوم االقتصاد في اإلسالم ،شركة
الشهاب الجزائر عام .1988
مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،دراسات في االقتصاد اإلسالمي ) بحوث مختارة من المؤتمر الدولي
الثاني لالقتصاد
اإلسالمي( ،جامعة الملك عبد العزيز ،جدة ،ط.1985 ،1
منذر قحف :النصوص االقتصادية من القرآن والسنة ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،جدة ،ط،1
.1995
ناصر مراد :مبادئ ومنهج االقتصاد اإلسالمي – الملتقى الدولي :االقتصاد اإلسالمي :الواقع ورهانات
المستقبل .
جامعة غرداية – الجزائر 23 – 24 .فيفري .2011