You are on page 1of 11

‫الخصائص العامة لإلقتصاد اإلسلمي وأهم المبادئ التي تحكمه‬

‫الملخص لطالما اهتم اإلسالم بتنظيم كافة األمور والعالقات الدنيوية للبشر والتي من أهمها العالقات‬
‫االقتصادية بين األفراد والمجتمعات‪ ،‬حيث تنبثق هذه المبادئ واألصول من العقيدة والقانون اإلسالمي‬
‫الذي نظم هذه النشاطات االقتصادية والتجارية للدول والمجتمعات لكي تكون صالحة لكل زمان ومكان‪.‬‬
‫يناقش هذا البحث نشأة علم االقتصاد اإلسالمي منذ العام الهجري األول والمبادئ العامة لالقتصاد‬
‫اإلسالمي مثل مبادئ الملكية المزدوجة والحرية االقتصادية والعدالة االجتماعية‪ ،‬حيث اعتمد هذا البحث‬
‫على المنهج االستقرائي المستند على الدراسات السابقة للتوصل إلى نتائج الدراسة ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬خَََ لص البحث إلى أن خاصية االستخالف والتكافل والشمول والربانية والتوازن‬
‫والواقعية والعدالة هي من أهم خصائص االقتصاد اإلسالمي التي تميزه عن باقي النظم االقتصادية من‬
‫الرأسمالية واالشتراكية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬االقتصاد اإلسالمي – االستخالف – العدالة‪.‬‬

‫مقدمة تناول اإلسالم حياة البشر في مختلف نواحيها الروحية والمادية ولم يقتصر على العقائد والهداية‬
‫يعبر عنه بمصطلح اإلسالم دين‬‫ُ‬ ‫الروحية وإنما جاء بتوجيه سياسي واجتماعي واقتصادي عام وهذا ما‬
‫ودنيا وأنه عقيدة وشريعة صالحة لكل زمان ومكان ‪.‬‬
‫يمكن تعريف االقتصاد اإلسالمي بأنه مجموعة المبادئ واألصول االقتصادية التي تنبثق من العقيدة‬
‫واألخالق اإلسالمية التي تحكم النشاط االقتصادي للدولة اإلسالمية كما وردت في نصوص القرآن والسنة‬
‫النبوية الواجب تطبيقها بما يتالئم مع ظروف الزمان والمكان‪ .1‬فهو يعالج مشاكل المجتمع االقتصادية‬
‫وفق القوانين اإلسالمية للحياة وبالتالي فان كافة أصوله ومبادئه التي وردت في القرآن والسنة النبوية‬
‫هي كاملة‪ ،‬مناسبة ‪،‬شاملة‪ ،‬ال تقبل التعديل إذ أنها صالحة لكل زمان ومكان بصرف النظر عن تغير‬
‫األزمنة واألمكنة‪.‬‬
‫ف فيه فاإلنسان مسؤول‬‫تقوم عقيدة االقتصاد اإلسالمي على مبدأ أن المال مال هللا واإلنسان مستخلَ ُ‬
‫عن هذا المال كسبا ً وإنفاقا ً أمام هللا في اآلخرة وأمام الناس في الدنيا وبالتالي ال يجوز أن ُ‬
‫يَُ كتسب المال‬
‫من معصية أو أن ينفقَ في حرام أو فيما يضر الناس‪ .‬فعن أبي برزة نضلة بن عبيد األسلمي قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا ﷺ ‪:‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟‬
‫وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أباله؟‪2‬‬

‫يخض ُع االقتصاد اإلسالمي في جميع جوانبه إلى التعاليم الدينية الربانية التي تعتبر النشاطات‬
‫االقتصادية من العبادات حيث إن العمل واالستثمار والتجارة إحدى الوسائل للتقرب من هللا سبحانه تعالى‪.‬‬
‫وذلك ألن الهدف األول من هذا االقتصاد هو تحقيق مصلحة المجتمع ككل قبل المصلحة الشخصية‪ .‬عن‬
‫أنس رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم انه قال‪« :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب‬
‫لنفسه» رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫حينما تتم المقارنة بين األنظمة االقتصادية الرأسمالية واالشتراكية واإلسالمية يتبين لنا مدى‬
‫القصور الذي يميز المذهبين االقتصاديين الرأسمالي واالشتراكي من حيث تأثر أفكارهم بنوازع بشرية‬
‫في حدود وظروف خاصة هدفها األول واألخير تحقيق المصلحة الشخصية التي تقود لتحقيق المصلحة‬

‫م‬
‫العامة في المجتمع ككل‪ .‬حيث يكمن الفرق األساسي بين األنظمة الرأسمالية واالشتراكية في مدى تدخل‬
‫الحكومة باالقتصاد‪ ،‬بحيث يعتمد النظام الرأسمالي على ظروف السوق الحرة لخلق الثروات‪ ،‬يقول‬
‫العالم االقتصادي آدم سميث‪) :‬إننا ال نتوقع أن يتكرم علينا الجزار أو الخباز بطعام العشاء لكننا نتوقعه‬
‫من اعتبارهما لمصلحتهما الشخصية‪ ،‬ونحن ال نخاطب إنسانيتهما لكن نخاطب حبهما لنفسيهما وال نتحدث‬
‫عن ضروراتنا لكن عن مكاسبهما‪.‬‬
‫بينما يقول جاك أوستري أح د العلماء الفرنسيين البارزين في االقتصاد‪« :‬إن طريق اإلنماء االقتصادي‬
‫ليس محصورا في النظامين المعروفين الرأسمالي واالشتراكي بل هناك مذهب اقتصادي ثالث راجح هو‬
‫مذهب االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وسيسود هذا المذهب عالم المستقبل ألنه طريقة كاملة للحياة المعاصرة ‪».‬‬
‫على الرغم من أن الورقة تتناول خصائص االقتصاد اإلسالمي وهي من القضايا التي تم تناولها سابقا ً‬
‫‪،‬ولكن تم إعادة التطرق لهذا الموضوع حاليا ً نظرا ً ألهمية إعادة النظر في خصائص ومميزات االقتصاد‬
‫اإلسالمي في العصر الحالي لما تحملهُ من حلول لمشاكل االقتصاد الرأسمالي المعاصرة خصوصا ً في‬
‫ظل جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم وغيرت الكثير من قواعده‪.‬‬
‫يتميز البحث بتفرده في دمج معظم خصائص االقتصاد اإلسالمي بحيث يتطرق في الفقرات التالية‬
‫باالعتماد على المنهج االستقرائي إلى كل من نشأة علم االقتصاد اإلسالمي وأهم المبادئ العامة التي‬
‫تحكم هذا االقتصاد‪ ،‬يليها الحديث عن أهم خصائص االقتصاد اإلسالمي في الفقرة الثالثة وليختم هذا‬
‫البحث بالفقرة الرابعة بالتوصيات والخاتمة ‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬نشأة علم االقتصاد اإلسلمي‬
‫بدأ الحديث عن االقتصاد اإلسالمي في النصف الثاني ِم َِن القرن العشرين معتبرا ً أن جوهر ومضمونهذا‬
‫االقتصاد مرتبط باإلسالم منذ ظهوره‪ .‬وكان كتاب «المرصاد في مسائل االقتصاد» من تأليف عبد القادر‬
‫المجاوي وعمر بريهمات أولى المحاوالت للتأليف في االقتصاد من وجهة نظر إسالمية‪ .3‬حيث جاء في‬
‫مقدمة الكتاب «وبعد‪ ،‬فإنه لما دلت اآليات القرآنية واألحاديث الشريفة النبوية على أن هللا خلق هذا العالم‬
‫يَُ صار إليها في المعيشة الدنيوية‪ ،‬وكان‬ ‫للعمارة ‪،‬وهي تتوقف على تنظيمات اقتصادية وافرة‪ ،‬وقوانين ُ‬
‫يَّ ة‪ ،‬فصعب ألجل ذلك االطالع على قواعده‪،‬‬ ‫مفرَّ قا ً في بطون الكتب والدواوين السام ّ‬
‫هذا العلم ّ‬
‫واقتطاف أزهاره وفوائده‪ ،‬ظهر لنا أن نجمع تلك القواعد‪ ،‬لتكون بكل خير عوائد ‪».‬‬
‫وقد بينت العديد من الكتب والمؤلفات األوائل في االقتصاد اإلسالمي مثل كتاب الخراج للقاضي‬
‫لع َِلم‬
‫أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم كيف نشر اإلسالم مع بزوغه األسس الشرعية والفكرية والتطبيقية ِ‬
‫االقتصاد حيث عَُُ رفت الممارسات االقتصادية منذ العام الهجري األول‪ .‬ففي بداية اإلسالم أقام الرسول‬
‫سَُ وقا ً في المدينة المنورة ووضع الضوابط الالزمة للمعامالت بما‬ ‫الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم ُ‬
‫يكفل القضاء على الغش والغبن واالحتكار والربا وحرص على جمع الزكاة وإقطاع األرض لمن يريد‬
‫ورس خ مفهوم العدل في المعامالت واحترام‬ ‫ّ‬ ‫أن يحييها باالستصالح ونظم استخدام الموارد المائية‬ ‫ْ‬
‫الم َِلكية الفردية وحرية األسواق وما يجري فيها ِم َِن معامالت وأسعار ما دامت في إطار الشريعة‬ ‫ِ‬
‫ووضََ ع الضوابط الالزمة لمجاالت اإلنتاج والتوزيع واالستهالك‪.4‬‬
‫َ‬ ‫اإلسالمية الغر اء‬
‫صَّ در اإلسالم محدودة مقارنة بالمعامالت المالية‬‫كانت المعامالت المالية واالقتصادية في ّ‬
‫والتكنولوجية التي تتم اليوم في األسواق المالية‪ ،‬حيث كان اعتماد المجتمع المحلي في ذلك الوقت على‬
‫الرعي بشكل كبير باإلضافة إلى بعض التعامالت التجارية في األسواق التي حفز رسولنا الكريم صلى‬
‫هللا عليه وسلم على إنشائها في المدينة المنورة في صدر اإلسالم‪ ،‬فقد روي عنه )حدثنا إبراهيم بن المنذر‬
‫قال‪ ،‬حدثنا إسحاق بن جعفر ابن محمد قال ‪،‬حدثنا عبد هللا بن جعفر بن المسور‪ ،‬عن شريك بن عبد هللا‬
‫بن أبي نمر‪ ،‬عن عطاء بن يسار قال‪ :‬لما أراد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى‬
‫سوق بني قينقاع‪ ،‬ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال‪ « :‬هذا سوقكم‪ ،‬فال يضيق‪ ،‬وال يؤخذ فيه‬
‫خراج”‪ . 5‬وعندما توسعت الدولة اإلسالمية وازدادت رقعتها الجغرافية توسعت المعامالت التجارية‬
‫واالقتصادية وظهرت الحاجة إلى مزيد من التنظيم‪ .‬بدأ ظهور الكتب واألبحاث الفقهية االقتصادية في‬
‫القرون األولى من العصر االسالمي لتناقش بعض المسائل االقتصادية من أمثال كتاب المبسوط‬
‫للسرخسي أو المدونة الكبرى لإلمام مالك‪ .‬بعد فترة من الزمن صدرت مجلة األحكام العدلية التي وضعتها‬
‫لجنة من العلماء في الد ولة العثمانية لتنظم وتقونن الجانب االقتصادي في الدولة العثمانية‪ ،‬حيث كانت‬
‫تشتمل على مواضيع شتى من أحكام المعامالت المالية حيث ابتدأت بكتاب البيوع‪ ،‬فااليجارات‪ ،‬فالكفالة‪،‬‬
‫جَْر‪ ،‬واإلكراه‪ ،‬والشفعة‪ ،‬والشركات‪،‬‬ ‫فالحوالة‪ ،‬الرهن ‪،‬فاألمانات‪ ،‬فالهبة‪ ،‬فالغصب‪ ،‬فاإلتالف‪ ،‬فال َح ْ‬
‫ي نات والتحليف‪ ،‬فالقضاء‪ .‬أما‬ ‫َّ‬ ‫والوكالة‪ ،‬والصلح‪ ،‬واإلبراء ‪،‬فاألمور المتعلّقة باإلقرار‪ ،‬فالدعوى‪ ،‬فالب ّ‬
‫في العهد القريب فقد صدرت العديد من األبحاث وعَُُ قدت المؤتمرات والندوات لتأطير أحكام المعامالت‬
‫المالية واالقتصادية بما يوافق أحكام الشريعة الغراء‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬المبادئ العامة للقتصاد اإلسلمي‬
‫يعتمد االقتصاد اإلسالمي على ثالثة مبادئ رئيسة تميزه عن سائر المذاهب االقتصادية األخرى‬
‫منها مبدأ الملكية المزدوجة ومبدأ الحرية االقتصادية ضمن نطاق الشرع والعقل ومبدأ العدالة االجتماعية‬
‫وسيتم توضيح كل منها بشكل مقتضب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ الملكية المزدوجة‪:‬‬
‫بدايةً اتفق معظم علماء االقتصاد اإلسالمي أن ملكية اإلنسان لألشياء في هذه الدنيا هي فقط ملكية اعتبارية‬
‫ومؤقتة‪ ،‬ألن المالك الحقيقي لجميع هذه المخلوقات واألصول واألشياء هو هللا سبحانه وتعالى وهي من‬
‫ي ْحَْ يي‬
‫ض ُ‬ ‫ت واأل َ ْر َْ ِ‬
‫﴿وََ لهُ ُم لكُ الس َم اوا ِ‬
‫شؤونه الخالقية فهو الخالق‪ ،‬المبدع جل جالله‪ .‬قال تعالى َ‬
‫ي ِم يتُ و ه َو عَََ لى ُك ِّل َ‬
‫شََ ي ءٍ قَد ير ‪.﴾7‬‬ ‫َو ُ‬
‫ثانيا ً‪ ،‬يقّر االقتصاد اإلسالمي مبدأ الملكية المزدوجة الذي يقوم على دمج الملكية الفردية )الخاصة( مع‬
‫الملكية العامة مع ملكية الدولة فهو يعطي كل ذي حق حقه‪ .‬وبهذا فهو اليتفق مع الشكل الرأسمالي للملكية‬
‫الذي يقوم فقط على تعظيم الملكية الخاصة واعتبارها المبدأ األساسي للملكية وال مع الشكل االشتراكي‬
‫التي تلتزم بالملكية العامة بحيث تعتبرها المبدأ العام الطبيعي‪ ،‬فقد روي عن اإلمام أحمد وغيره أن‬
‫الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪) :‬لمسلمون شركاء في ثالث‪ :‬في الماء والكأل والنار‪.(8‬‬
‫وبكلمات أخرى يمكن القول أن االقتصاد اإلسالمي يؤمن بالملكية الخاصة والملكية العامة على ح ٍد سواء‬
‫يَُ عتبر االقتصاد اإلسالمي نظاما ً قائما ً مستقالً يعتمد‬
‫ويخصص لكل منهما حقالً خاصا ً تعم ُل فيه‪ .‬حيث ُ‬
‫مبني على أسس وقواعد أصولية وفكرية‬ ‫َ‬ ‫مبدأ الملكية المزدوجة التي تدمج بين كال الشكلين من الملكية‪،‬‬
‫متينة تتوافق مع الشريعة اإلسالمية السمحة‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدأ الحرية االقتصادية‪:‬‬
‫ُ‬
‫حيث أن للمسلم حرية التملك والتصرف بمشاريعه‬ ‫الحرية الفردية االقتصادية في اإلسالم أمر مشروع‪،‬‬
‫الخاصة وممارسة نشاطاته التجارية والمالية ضمن الضوابط الشرعية المحددة في القرآن والسنة دون‬
‫أن يؤذي األخرين ‪.‬‬
‫هذه الحرية االقتصادية تتيح األفراد أن ينفقوا أموالهم في المباحات أو استثماره وفق الشريعة اإلسالمية‬
‫أو بإدخاره وفق الطرق المشروعة‪ ،‬وبذلك فتكون تلك الحرية هي الوسيلة لتحقيق المصالح العامة للمجتمع‬
‫ككل ‪،‬‬

‫‪ .‬رواه السمهودي يف كتابه وفاء الوفا ‪ 935 :1‬ط‬ ‫‪5‬‬


‫ض‬
‫ي َ‬ ‫آئ َِ َ‬
‫ث َو َ‬ ‫ب ِ‬‫ي َح ِ ّر ُم عَََ لَ ْيَْ ِه ُم ْال َخ َ‬
‫ت َو ُ‬ ‫ح َِ ُّل لَهُ ُم الطي َ‬
‫با ِ‬ ‫ي ِ‬
‫قال هللا سبحانه وتعالى‪َ :‬و ُ‬
‫ت عَََ لَ ْي َْ ِه ْم )األعراف‪157(. :‬‬ ‫ص َر هُ ْم َوََ األ ْغالَ َل الت َِِي كَان ْ‬
‫ع ْنهُ ْم ِإ ْ‬
‫عُ َ‬
‫‪ .3‬مبدأ العدالة االجتماعية‪:‬‬
‫ُ‬
‫حيث تمثل الركن الثالث من أركان االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬إذ لم يتبنى اإلسالم العدالة االجتماعية بمفهومها‬
‫التجريدي العام ولم يناد بها بشكل مفتوح مطلقا ً وال أوكلها إلى المجتمعات اإلنسانية التي تختلف في‬
‫نظرتها للعدالة االجتماعية باختالف أفكارها الحضارية ومفاهيمها عن الحياة‪ .‬لقد حدد اإلسالم هذا المفهوم‬
‫وبلوره ضمن مخطط اجتماعي معين واستطاع بعد ذلك أن يجسد هذا التصميم في واقع اجتماعي مناط‬
‫بالمفهوم اإلسالمي للعدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫من أهم مفاهيم العدالة االجتماعية في االقتصاد اإلسالمي إسناد ملكية المال هلل سبحانه وتعالى باإلضافة‬
‫إلى استخالف المجتمع باالنتفاع بالمال حينما يعتبر الفرد نائبا ً أو وكيالً عن المجتمع يتصرف بالمال بما‬
‫فيه مصلحة هذا المجتمع وبما يحقق مصالحه ‪.‬‬
‫هذا وإن للدولة مسؤولية تولية وإدارة هذه المصادر واألموال باعتبارها وكيالَ للجماعة ونائبا َ عنها‪.‬‬
‫يقول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ :‬لو أن عناقا «عنزا» ذهب بشاطئ العراق ألخذ‬
‫بها عمر يوم القيامة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬فإن لالقتصاد اإلسالمي صفتان أساسيتان هما الواقعية واألخالقية‪.‬‬
‫فاالقتصاد اإلسالمي واقعي في غايته ألنه يستهدف في أنظمته وقوانينه الغايات التي تنسجم مع واقع‬
‫اإلنسانية بطبيعتها وخصائصها العامة ويقيم مخططه االقتصادي دائما ً على أساس النظرة الواقعية لإلنسان‬
‫ويتوخى الغايات التي تتفق مع تلك النظرة األخالقية‪ .‬إذ ال يهتم االقتصاد اإلسالمي بالجانب الموضوعي‬
‫فقط لتحقيق الغايات‪ ،‬وإنما بالعامل النفسي والطوعي التباع الطرق التي تتحقق بواسطتها األهداف‪ ،‬لذلك‬
‫جعل اإلسالم من الفرائض المالية الخمس والزكاة مثالً كعبادات شرعية تدفع اإلنسان إلى المساهمة في‬
‫تحقيق غايات االقتصاد اإلسالمي بشكل واع ومقصود طلبا ً لرضا هللا تعالى والقرب منه‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بأهمية األخالق في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬فإنه يمكن القول إن هذا النظام قد بني أساسا ً على‬
‫ينصف الضعيف ويحمي الفقير ويضمن حقه من مال الغني حيث شدد الرسول الكريم محمد‬ ‫ُ‬ ‫نظام أخالقي‬
‫صلى هللا عليه وسلم على أهمية الخلق الحسن عند معشر التجار وجمهور المتعاملين معهم‪ .‬قال الرسول‬
‫الكريم صلى هللا عليه وسلم «خياركم أحاسنكم أخالقا» رواه الترمذي ‪.‬وقال»إن من أحبكم إلى أحسنكم‬
‫أخالقاً» رواه البخاري ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬خصائص االقتصاد اإلسلمي‪:‬‬
‫لإلقتصاد اإلسالمي عدة خصائص تميزه عن االقتصاد التقليدي الوضعي أهمها‪:‬‬
‫االستخالف‪:‬‬
‫يعتبر االستخالف في المال أحد األصول الكبرى التي تبنى عليها نظرية االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬والمقصود‬
‫منها أن االنسان هو خليفة هللا في األرض التي مكنها هللا سبحانه وتعالى لعباده وأتاح لهم العيش فوقها‬
‫من أجل إعمارها واالنتفاع بخيراتها‪ .‬لذلك وجب على اإلنسان تنفيذ مراد هللا سبحانه وتعالى في التصرف‬
‫بهذه األموال واألمالك‪ . 6‬يقول اإلمام الزمخشري‪) :‬يعني أن األموال التي في أيديكم إنما هي أموال هللا‬
‫بخلقه وإنشائه لها وإنما والكم إياها وخولكم االستمتاع بها وجعلكم خلفاء في التصرف فيها‪ ،‬فليست هي‬
‫بأموالكم في الحقيقة وما أنتم فيها إال بمنـزلة الوكالء والنواب(‪ .‬بنا ًء عليه يمكن القول بأن هذا المال هو‬

‫‪2‬‬
‫وسيلة وليس غاية واإلنسان مستخلف على هذا المال‪ .‬يقول هللا سبحانه وتعالى‪« :‬آمنوا باهلل ورسول ِه‬
‫أجر كبير »)سورة الحديد‪.(:7‬‬
‫وأنَ ََ فقوا مما َجََ علكم مَستخلفين فيه فالذينَ آمنوا ِم َِنكم وأنفَقوا لهم ُ‬
‫إن ملكية المال في االقتصاد اإلسالمي مرتبطة بأهداف صادقة لما فيه خير اإلنسان والمجتمع‬
‫وبما فيه رضا هللا أوالً وأخيراً‪ ،‬كما أنها مقيدة بشروط محددة بحيث يجب أن يحصل عليه بطرق مشروعة‬
‫وأن يستخدمه فيما أحل هللا له وأال ينسى حق هللا عليه من أموال الزكاة والصدقات للفقراء مما يؤدي إلى‬
‫زيادة تنظيم الدورة االقتصادية بين المجتمع‪ .‬روى ابن حبان والترمذي في جامعه‪ ،‬أن رسول هللا صلى‬
‫عََ ن عَُُ ِ‬
‫مره فيما أفناه‬ ‫أربع َ‬
‫ٍ‬ ‫يَُ سأ َل عن‬ ‫يوم القيام ِة حتَّ ََ ى ُ‬
‫هللا عليه وسلم قال ”ال تزو ُل قدما عبد َ‬
‫ب هُ وفيما أنفقَهُ ‪.«11‬‬
‫َ َ‬‫س‬ ‫تَ‬‫ك‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ْنَ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬‫ه‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫وعن‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ِ ِ‬
‫م‬ ‫وعن جسد ِه فيما أباله وعن ع لم ِه ماذا َ‬
‫التكامل والشمول‪:‬‬
‫يرتبط االقتصاد اإلسالمي بكافة نظمه الدينية واالجتماعية والسياسية فيما بينها بحيث تتكامل هذه النظم‬
‫الثالثة لتقدم حلوالً شاملة للفرد والمجتمع‪ .‬في هذا السياق يتصل النظام االقتصادي اإلسالمي بالعقيدة‬
‫اإلسالمية التي ترتكز على أن هللا عز وجل مالك الملك وله الحكم‪ .‬كما يتصل االقتصاد اإلسالمي‬
‫بالعبادات فيفرض الزكاة لرعاية الفقراء والمساكين وإعطائهم حقوقهم من مال األغنياء‪ ،‬ويرتبط االقتصاد‬
‫اإلسالمي بنظام المعامالت المالية إذ أنه حفظ المال بوسائل عديدة وربط عملية التنمية االقتصادية باإلنتاج‬
‫الحقيقي الذي فيه نفع للفرد وللمجتمع‪.12‬‬
‫في هذا الصدد يمكن القول إن هناك كثيرا ً من المفاهيم الخاطئة بنيت حول االقتصاد اإلسالمي ضمن‬
‫المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬ومنها أن البعض يظن أن نظام االقتصاد اإلسالمي هو مختزل في المصارف‬
‫اإلسالمية‪ .‬هذه الفكرة خاطئة حيث إن المصارف اإلسالمية هي جزء بسيط من االقتصاد اإلسالمي الذي‬
‫يضم أركانا ً عديدة كاألوقاف والزكاة والتأمين التكافلي وبيت مال المسلمين وغيرها ‪.‬‬
‫ومن بين أهم مزايا هذا االقتصاد أيضاً‪ ،‬هو تلك النظرية الشمولية التي تربط المال والمعامالت المالية‬
‫بمعظم القضايا في الشريعة اإلسالمية من العبادات أو المعامالت األسرية أو العالقات الدولية فيكون لكل‬
‫جزء منهذه العلوم ارتباط مباشر أو غير مباشر بتلك المعامالت المالية والتي تنظمها قوانين االقتصاد‬
‫اإلسالمي فيما بينها‪.‬‬
‫االرتباط بالقيم األخالقية‪:‬‬
‫كما بينا سابقا ً فإن االقتصاد اإلسالمي يتميز بجوانبه األخالقية اإلنسانية بعكس االقتصاد الرأسمالي أو‬
‫االشتراكي الذي يهتم بالحاجات اإلنسانية ووسائل إشباعها بغض النظر عن سياقها األخالقي‪ .‬يعتمد‬
‫االقتصاد اإلسالمي على القيم األخالقية وله نظرة خاصة للمال الذي يعتبره وسيلة ال غاية وأنه ميدان‬
‫استخالف ال استقالل‪ . 7‬تعد األخالق جانب مؤثر في االقتصاد اإلسالمي بحيث تحكم القيم األخالقية‬
‫العالقة بين األفراد والمجتمعات‪ ،‬فاالقتصاد اإلسالمي بني أساسا ً على مجموعة من القيم األخالقية‬
‫والمعايير الشرعية التي يتميز بها ‪.‬كيف ال وقد بُ َُ عث الرسول الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫لتعزيز وضبط هذه القيم األخالقية في المجتمعات المسلمة لتعكس سلوكا ً اقتصاديا ً منضبطا ً بكافة جوانبه‬
‫مما يحقق الخير والنمو للمجتمع وأفراده على حد سواء ‪.‬‬
‫ألتمم صالح‬
‫َ‬ ‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم «إنما بُ عثتُ‬
‫َ‬
‫مبعث النبي صلى هللا عليه‬ ‫األخالق» رواه أحمد‪ ،‬وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪« :‬لما بل َغ أبا ذر‬
‫ع َِلم هذا الر ُجَُ ل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخَبر من‬
‫وسلم قال ألخيه‪ :‬اركَب إلى هذا الوادي فاعلم لي ِ‬
‫السماء واسمع من قوله ثم ائتني‪ ،‬فانطلقَ األخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له‪:‬‬
‫يأمر بمكارم األخالق وكالما ً ماهو بالشعر» )رواه البخاري ‪3861(.‬‬ ‫ُ‬ ‫رأيته‬

‫‪4‬‬
‫ومن الضوابط األخالقية التي بني عليها االقتصاد اإلسالمي على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫‪ -1‬األمانة‪ :‬ومن معانيها في االقتصاد اإلسالمي أن يتم أداء الحقوق والمحافظة عليها وكذلك أال‬
‫أن‬ ‫يََ أْم ُرَُ ُك ْم ْ‬
‫لَّلا َ‬
‫يستغل الرجل منصبه لقاء منفعة تعود عليه أو على أهله‪ .‬قال هللا تعالى‪« :‬إن َ‬
‫ت إلَى أَ ْه ِل َهََ ا» سورة النساء‪ ،:58‬وقال النبي صلى لَّلا عليه وسلم‪« :‬أَ ِ ّد‬
‫ت ؤ دَُّّ َُ وا األم ان ا ِ‬
‫ْاألَم انَ ََ ة َ إِلى م ْن ائت م ن كَ َوََ ال ت خ ن َم ن َخ ان كَ » ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬الوفاء‪ :‬يقوم االقتصاد اإلسالمي على الوفاء واحترام العقود التي تسجل فيها االلتزامات المالية‬
‫آم نَُُ وا أ َ ْو َْفوا ْ‬
‫بال ُعَُ قُودِ» سورة المائدة‪،1:‬‬ ‫ي هَََ ا الذ ينَ َ‬ ‫«يََ ا أ َ ُّ‬
‫َ‬ ‫‪.‬يقول هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫وال» سورة اإلسراء‪:34.‬‬ ‫«وََ ْأو َْفوا بِ ْال َع ْه ِد ِإن ال َع ْه َد َكانَ َم سؤَُُ ً‬
‫ْ‬ ‫ويقول سبحانه‪َ :‬‬
‫‪ -3‬االعتدال والقصد‪ :‬يدعو االقتصاد اإلسالمي إلى التوسط واالعتدال في كافة األمور بحيث ال‬
‫يكون اإلنسان مسرفا ً لدرجة كبيرة وال بخيالً وممسكا ً ماله خوفا ً عليه من الصرف‪ .‬يقول هللا سبحانه‬
‫ين» سورة‬ ‫بََ ذّ ِِرينَ كَانَُُ وا إِ ْخ َوََ انَ الش َ‬
‫ي اطِ َِ ِ‬ ‫يرًَ ا*إِن ْال ُم َ‬
‫بََ ذّ ِْر تَ ْب ِذ ً‬
‫وتعالى‪« :‬و َال تُ َ‬
‫ق كَ » سورة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ي َد كَ َم غ َْلولَة إِلى ع نُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ََ‬‫ع‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫تَ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫«و‬ ‫سبحانه‪:‬‬ ‫ويقول‬ ‫اإلسراء‪،72-62 :‬‬
‫اإلسراء‪ . 92 :‬وبناء عليه فإن كال الحالتين منبوذ في اإلسالم ‪،‬حيث يؤدي البخل إلى نقص ميل‬
‫الناس إلى االستهالك بينما يؤدي اإلسراف إلى تبذير وهدر الموارد ‪.‬‬
‫الربانية ‪:‬‬
‫النظام االقتصادي في اإلسالم نظام رباني المصدر فالوحي اإللهي ممثال في القرآن والسنة هو مصدر‬
‫هذا النظام ويأتي بعد ذلك مصادر التشريع األخرى كاإلجماع والقياس واالجتهاد‪ .‬هذه الخاصية ال توجد‬
‫ي آخر‪ .‬جميع المذاهب االقتصادية األخرى من وضع البشر سوا َء استندت لديانات‬
‫ي ِ مذهب اقتصاد ّ‬
‫في أ ّ‬
‫محرفة أو نظريّات وضعية من استنباط البشر الذي يصيب ويخطئ ويتأثّر بالفلسفات المعتنقة والبيئة‬
‫المحيطة‪.8‬‬
‫الربانية ضرورة فكرية مستندة على أسس ومسلمات فطرية وشرعية فاهلل سبحانه وتعالى هو المالك‬
‫للكون ولإلنسان وللمال‪ ،‬لذلك من غير المعقول أن يستخدم اإلنسان المملوك في مال غيره ليعبث في‬
‫كون مملوك لسواه‪ ،‬فالملك كله هلل واألمر كله هلل سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫هذا النِّظام االقتصادي مثل ما ذكرنا سابقا ً هو نظام رباني الهدف يتمثل مقصده في إشباع وتوفير الحاجيات‬
‫يَِّ َِبة رغدة يتحقق فيها اإلشباع المادي والروحي‬ ‫األساسية لإلنسان وحد الكفاية الالئق به ليحيا حياة ط ّ‬
‫جن ًب ا إلى جنب‪ .‬هذا بخالف النظم االقتصادية الرأسمالية أو االشتراكية التي ال مقصد لها سوى تحقيق‬
‫يَّ ة‬
‫أقصى إشباع مادي ممكن بدون أي اعتبار إلى اإلشباع الروحي غايتها تحقيق اللذة أو المنفعة الما ِ ّد ّ‬
‫مع إهمال الجوانب الروحية األخالقية‪.‬‬
‫الرقابة المزدوجة‪:‬‬
‫يخضع نظام االقتصاد اإلسالمي لرقابتين على حد سواء بشرية وذاتية‪ .9‬الرقابة البشرية رسمية تمارس‬
‫من قبل الجهات اإلشرافية في الدولة على الناس وعلى األسواق لكيال يكون هناك أي نوع من أنواع‬
‫الغش واالحتكار‪ .‬وجدت هذه الرقابة بعد الهجرة الكريمة فالرسول محمد صلى لَّلا عليه وسلم كان يراقب‬
‫األسواق بنفسه وعندما فتحت مكة أرسل إليها من يراقب أسواقها‪ ،‬ومن هنا ظهرت وظيفة المحتسب‬
‫مر على‬
‫لمراقبة النشاط االقتصادي‪ ،‬فعن أبى هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ّ‬
‫صبرة طعام فأدخل يده فيها‪ ،‬فنالت أصابعه بلالً‪ ،‬فقال‪« :‬ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال‪ :‬أصابته السماء‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬أفال جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غش فليس مني» رواه مسلم‪ .17‬أيضا ً‬
‫والنَّ هي عن المنكر الواجبة على كل مسلم والتي تذكره ّ‬
‫بأن هللا عز وجل أحل‬ ‫ّ‬ ‫هناك األمر بالمعروف‬

‫ث‬
‫كذا وحرم كذا يفرض رقابة ذاتية‪ .‬حيث ينبغي أن يكون سلوك المسلم االقتصادي موازي ومشابه لنشاطه‬
‫في العبادات المختلفة من صوم وصالة وزكاة وحج‪ .‬قالى سبحانه وتعالى‪} :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى‬
‫الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر{ سورة آل عمران‪:‬‬
‫آية‪104.‬‬
‫باإلضافة إلى الرقابة البشرية فإنه في ظ ِّل االقتصاد اإلسالمي يوجد رقابة أخرى أشد وأكثر فاعلية‬
‫الضََ مير القائمة على اإليمان باهلل وعلى الحساب في اليوم اآلخر‪ .‬قال هللا تعالى‪» :‬ه َو الذ َِِي‬ ‫َ‬ ‫هي رقابة‬
‫رض فِ َِي س ت ِة أَيَّ ََ ٍام ثُم است َوََ ى عَََ لى ْالع ْر َْ ِش ي عَْْ ل ُم َمََ ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫األ‬ ‫ََ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫او‬ ‫م‬ ‫خَََ لَقَالس‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ي نَ ِزل ِم نَ الس َمََ اءِ َو َمََ ا ي ع ُْر ُج فِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض و َمََ ا ي خ ُر ُج ِم نهَََ ا َو َمََ ا َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ي ل ُج فِ َِي األ ْر ِ‬
‫ص ير» سورة الحديد‪ ،4:‬وما أشهر‬ ‫يهَََ ا َو هُ َو َم عَََ ُك ْم أَيْنَ َمََ ا ُك ْنت ْم َوََ لَّلاُ بِ َمََ ا ت َ‬
‫عمََ لُونَ ب ِ‬
‫ق صة بائعة اللبن في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ‪،‬حيث كان يوجد بائعين اللبن الذين‬
‫كانوا يخلطون اللبن بالماء‪ ،‬واشتكى الناس من هذا فأرسل عمر ابن الخطاب بعدم جواز خلط اللبن بالماء‬
‫وان من يقوم بفعل ذلك سوف يلقى عقابا ً منه‪.‬‬
‫وفي ليلة ما خرج عمر من أجل أن يتفقد أحوال رعيته وقرر ان يستريح بجانب بيت ما‪ ،‬فسمع‬
‫فيه أم تقول البنتها اخلطي اللبن بالماء‪ ،‬فقالت الفتاة ألمها‪ :‬يا امي لقد حذر الخليفة عمر ابن الخطاب‬
‫من ذلك الفعل وصرح أنه سيعاقب من يفعل ذلك‪ ،‬فقالت االم البنتها‪ :‬اخلطي اللبن بالماء في مكان ال‬
‫يراه عمر أو احد من رجاله‪ ،‬فأجابت الفتاة‪ :‬يا امي إن كان عمر ال يرانا فإن هللا تعالى يرانا‪.‬‬
‫ض َو َال فِ َِي الس‬ ‫ي َْء فِ َِي ْاأل َ ْر َْ ِ‬
‫ي ْخ َْفَى عَََ لي ِه ش ْ‬ ‫وقال تعالى أيضاً‪» :‬إِن َ‬
‫لَّلا َال َ‬
‫َمََ اءِ » سورة آل عمران‪ . 5:‬فحينما يشعر اإلنسان بأنه إذا ما انفلت من الرقابة البشرية فإنه ال يستطيع‬
‫يَّ ة التي أعدت له عذابا َ أليما َ في حالة انحرافه عن المنهج القويم الذي أمر هللا‬ ‫اإلفالت من الرقابة اإلله ّ‬
‫به‪.‬‬
‫التوازن‪:‬‬
‫سََ ً‬
‫طا‬ ‫«وََ َكذَ ِل كَ َج عَََ ْلنَ ََ ا ُك ْم أُمَّ ََ ةً َو َ‬
‫النظام االقتصادي اإلسالمي نظام وسطي‪ .‬قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫شََ هِيدًًَ ا» سورة‬ ‫سَُ و ُل عَََ لَ ْي َْ ُك ْم َ‬ ‫يََ ُكونَ الر ُ‬
‫اس و َ‬ ‫ل تَ ََ ُكونَُُ وا ش ه َدََ ا َء عَََ لَى النَّ ََ ِ‬
‫البقرة‪ .143 :‬نظا ُم قوامه العدل والتوازن فال طغيان وال إخسار وال مكان فيه للتوازن المصنوع أو‬
‫المغشوش ال توازن سوى لتوازن العدل والقسط والوسطية في مآالتها هي التوازن بين المثالية‬
‫يَّ ة وبين المادية والروحية حيث يجمع بينهما وبين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة‬ ‫والواقع ّ‬
‫َ‬
‫الدَََ ولة وبين مصلحة األغنياء ومصلحة الفقراء ‪ .‬من مظاهر توازن االقتصاد اإلسالمي أيضا التوازن‬
‫‪10‬‬

‫بين الملكية العامة والملكية الخاصة والتوازن بين االستهالك واإلمساك والتوازن بين االستهالك‬
‫واالدخار‪.‬‬
‫والتطور‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الجمع بين الثبات‬
‫يَّ ر الزمان والمكان كالمبادئ والتعاليم‬
‫ي ِ أمور ثابتة ال تتغير مهما تغ ّ‬‫في االقتصاد اإلسالم ّ‬
‫االقتصاديَّ ََ ة التي وردت في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية‪ .‬هناك أمور متطورة يمكن أن‬
‫تتغير مع تغير المكان والزمان‪ .11‬الدين اإلسالمي هو آخر األديان السماوية يصلح لكل زمان ومكان‬
‫وبالتالي فان اقتصاده يمتاز بالمرونة التي تجعله يتسع لألساليب المختلفة والوسائل المتجددة والعرف‬
‫مادام ال يتعارض مع أصل ثابت‪.‬‬
‫تنص القاعدة الشرعية على أن األصل في العبادات الحظر ّإال ما ورد عن الشارع تشريعه‪،‬‬
‫واألصل فيالمعامالت اإلباحة إال ما ورد عن الشَّ ََ ارع تحريمه‪ .‬بنا َء عليه فقد توسع االقتصاد‬
‫الربا والغرر الفاحش وغيرها‬
‫اإلسالمي ليشمل كل ما استجدمن المعامالت المختلفة الحديثة التي خلت من ِ‬
‫من األمور المحرمة التي نَ ََ ص عليها صراحةَ في المصادر التشريعية ‪.‬‬
‫التوازن بين المادة والروح‪:‬‬
‫مكوَّ نات اإلنسان ذاته فال يهمل‬ ‫يوازن النّظام االقتصادي اإلسالمي بين المادية والروحية باعتبارهما ّ‬
‫الجوانب المادية عِلى حسِاب الجوانب الروحيِة أو ي ِهمل الج ِوانب الروحية ويقدس الج ِوانب المادية‬
‫النفعيّ ِة‪.12‬‬
‫ت الص َالة ُ فَا ْنتَ ش ُرَُ وا فِي ْاأل َ ْر َْض َو ابْتَ غَُُ وا م ْن فَ ْ‬
‫ضَْ ل‬ ‫تض َي ِ‬
‫ي ِ‬‫قال هللا تعالى‪« :‬فَإذَا قُض َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يرًَ ا ل َعََ لك ْم تُ َُ فل ُحَُ ونَ » سورة الجمعة‪:10.‬‬ ‫َ‬ ‫لَّلا َوََ ا ْذ ُك ُرَُ وا لَّلاَ كَث ً‬
‫يعتبر هذا التالحم القوي بين المادة والروح أساس االقتصاد اإلسالمي بحيث ال يمكن اعتبار العوامل‬
‫االقتصادية فقط هي المحرك األساسي لتقدم االقتصاد والدولة‪ ،‬وبالمقابل ال يمكن التفرغ إلى الصالة‬
‫والعبادات دون العمل وايجاد الكسب الحالل الذي يعين اإلنسان على تحقيق أهداف حياته‪ .‬قال هللا تعالى‪:‬‬
‫«وقُل اعملوا فَسيرى ُ‬
‫هللا عَََ ملكم ورسولهُ والمؤمنون» سورة التوبة‪.:105‬‬
‫التوازن بين المصالح الخاصة والعامة‪:‬‬
‫باإلضافة إلى التوازن المطلوب بين المادة والروح‪ ،‬يوازن االقتصاد اإلسالمي بين المصالح الخاصة‬
‫والمصالح العامة لألفراد والمجتمع‪ ،‬فك ُل منهما في نظر اإلسالم أص ُل له أهميته بحيث ال تهدر المصلحة‬
‫العامة شأن النظم الفردية وال تهدر المصلحة الخاصة شأن النظم االجتماعية وإنما يهتم بالمصلحتين على‬
‫حد سواء بحيث تحاول الدولة أو السلطات اإلشرافية دوما َ التوفيق بين تلك المصلحتين ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن من مقتضى أحكام الشرع في االقتصاد اإلسالمي هو تحقيق التوازن بين‬
‫الموارد المالية للدولة وبين أوجه اإلنفاق المتعددة من خالل سياسة مالية متقدمة تقوم على تدبير موارد‬
‫الدولة ومصارفها بشكل يضمن تسديد كافة النفقات التي تطلبها المرافق العامة دون إرهاق أو تفويت‬
‫للمصالح الخاصة مع مراعاة مبادئ االعتدال والمصلحة في اإلنفاق ‪.‬‬
‫العالمية‪:‬‬
‫وهي تعني أن النظام االقتصادي اإلسالمي نظام عالمي بطبيعته‪ ،‬حيث ينبثق من عالمية الرسالة التي‬
‫جاءت بمنهج اإلسالم الشامل الذي يمثل النظام االقتصادي اإلسالمي أحد أجزائه وبالتالي ال يمكن حصر‬
‫النَّ َِظام االقتصادي اإلسالمي على بيئة أو مكان معين أو قوم محددين كما هو الحال في نظام‬ ‫نطاق ِّ‬
‫االقتصاد التقليدي التي ارتبطت بالبيئة المحيطة والفلسفة المعتنقة والهوى المتبع‪.21‬‬
‫فقد ارتبط نزول الشرائع السابقة للشريعة اإلسالمية بقومها خاص َة بينما أنزلت الشريعة اإلسالمية‬
‫اس ب ِش َِيراً و نَ‬ ‫رسََ ْلن اكَ إال كَافةً ل لنَّ ََ ِ‬
‫للنَّ ََ اسكافة‪ .‬قال هللا سبحانه وتعالى‪« :‬و َمََ ا أ َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سَُ و ُل لَّلاِ إِل ْيَْ ك ْم َج‬ ‫ّ‬
‫اس إِ ِنَّ َِي َر ُ‬
‫ي هَََ ا الن ُ‬ ‫يََ ا أ َ ُّ‬
‫ذ َِِيراً» سورة سـبأ‪ ،82:‬وقالتعالى‪« :‬قُ ْل َ‬
‫ِم َِيعاً» سورة األعراف‪. :158‬‬
‫اذا ً فإن هذا الدين الخاتم تميز بعالميته وجاء بأحكام كلية ومبادئ عامة تناسب كل زمان ومكان وجمع‬
‫بين الثبات والمرونة واتسع الجتهادات المجتهدين وجعل األصل في المعامالت اإلباحة ما لم يوجد ما‬
‫يعارض نصا ً أو أصال ثابتا أو مقصدا من مقاصد التشريع اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ 6102) 12‬روشاع( قباسال عجرمال ‪21‬‬


‫العدالة‪:‬‬
‫بني االقتصاد اإلسالمي على أساس العدال والتوازن والمعاملة الحسنة للمسلمين وغير المسلمين على حد‬
‫سواء حيث يسعى االقتصاد اإلسالمي بكافة وسائله وأدواته إلى تحقيق العدل والتوازن في التنمية‬
‫االقتصادية بهدف قيادة المجتمع إلى االعتدال والموازنة دون إفراط أو تفريط‪ .‬كمثال على ذلك موضوع‬
‫العدالة في توزيع الدخل حيث حرص اإلسالم على تنمية اإلنسان وتنمية موارده االقتصادية ليعيش حياة‬
‫طيبة كريمة مليئة باإلنجاز واإلنتاج والعمل الصالح الذي يؤتي ثماره في الحياة الدنيا والحياة اآلخرة‬
‫وهي الحياة التي ترفع المسلم من حد الكفاف إلى الرفاهية مما يؤدي إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة‬
‫وشاملة في المجتمع تقضي على مشكلة الفقر والتخلف‪.‬‬
‫مثال أخر على العدل في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬موضوع العدالة االجتماعية حيث يحرص االقتصاد‬
‫اإلسالمي على تكافئ الفرص بين أفراد الشعب الواحد ويوفر المناخ المناسب والفرص الكافية لكل‬
‫شخص في الدولة‪ .‬بذلك يشعر كل مواطن بأنه تلقى نصيبه العادل من السلع والخدمات‪ .‬بتحقيق هذا‬
‫المطلب تقلص الدولة التفاوت بين الطبقات وتمنح الفرص المتساوية للسكان‪ .‬قد تستهدف الدولة أيضا َ‬
‫الشأن االقتصادي عبر توجيه االدخار نحو االستثمار اإلنتاجي أو عبر إتاحة الفرص أمام زيادة االستهالك‬
‫الجماعي الذي يؤدي إلى زيادة اإلنتاج الداخلي للدولة ‪.‬‬
‫من صور العدالة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬التكافل االجتماعي الذي ينص على أن يتضامن ويتكاتف أبناء‬
‫المجتمع الواحد فيما بينهم أفرا َد أو جماعات على تحقيق مساهمات ايجابية فيما بين أبناء المجتمع الواحد‬
‫مثل رعاية األيتام وكفالتهم أو المساعدة على نشر العلم بين الشباب مما يعزز الشعور الوجداني العميق‬
‫ير أُم ِة‬
‫بين أفراد المجتمع والذي ينبع من أصل العقيدة اإلسالمية‪ .‬قال هللا سبحانه وتعالى‪ُ « :‬كنتم َخ َ‬
‫أخرجت للناس تَ ََ أمرونَ بالَمعروفِ وتنهونَ عن المنكر» سورة آل عمران‪ .011 :‬عن حذيفة رضي‬
‫هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬والذي نفسي بيد ِه لتأمَرن بالمعروفِ وتنهون عن المنكر‬
‫أو ليوشكن هللا أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فال يستجاب لكم»‪ .‬رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬خاتمة‬
‫إن ربانية اإلسالم غمرت جميع مبادئ هذا الدين العظيم وشملت كافة مجاالت الحياة فيه‪ .‬من أهم هذه‬
‫المجاالت االقتصاد اإلسالمي باعتباره من أهم المجاالت االنسانية التي نظمتها القوانين اإللهية عن طريق‬
‫القران والسنة ومصادر التشريع األخرى‪.‬‬
‫خلص البحث على أن االقتصاد اإلسالمي هو عبارة عن مجموعة من القواعد االقتصادية التي‬ ‫َ‬
‫تؤطرهاقواعد الشريعة اإلسالمية ليتم تطبيقها داخل المجتمع اإلسالمي ويتم استنباط كافة األحكام المتعلقة‬
‫بالنظاماالقتصادي اإلسالمي من مصادر التشريع وهي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ‪.‬‬
‫بينا في هذا البحث أن عقيدة االقتصاد اإلسالمي تقوم على مبدأ أن المال مال هللا واإلنسان مستخلَ ُ‬
‫ف فيه‬
‫وبذلك فاإلنسان مسؤول عن هذا المال كسبا ً وإنفاقا ً أمام هللا في اآلخرة وأمام الناس في الدنيا وبالتالي ال‬
‫يجوز أن يكتسب المال من معصية أو أن ينفق في حرام أو فيما يضر الناس‪.‬‬
‫بين البحث أيضا ً أن من أهم المبادئ العامة لالقتصاد اإلسالمي مبدأ الملكية المزدوجة ومبدأ الحرية‬
‫االقتصادية ومبدأ العدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫أهم خصائص االقتصاد اإلسالمي مبدئ التكامل والشمول ومبدئ االرتباط بالقيم األخالقية ومبدئ الربانية‬
‫ومبدئ الرقابة المزدوجة ومبدئ التوازن بين الروح والمادة‪ ،‬باإلضافة إلى مبادئ العالمية والواقعية‬
‫والعدالة التي تشكل الركن األساس لالقتصاد اإلسالمي ‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم‪ ،‬خلصت الدراسة إلى النتائج والتوصيات التالية‪:‬‬
‫اإلسالم دين رباني مميز عن غيره من األنظمة اإلنسانية يستقي قوانينه وأحكامه من‬ ‫‪-1‬‬
‫القرآن الكريم كالم هللا سبحانه وتعالى المنزل وسنة نبيه الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫االقتصاد اإلسالمي قائم على الواقعية يصلح لكل زمان ومكان يمكنه معالجة األزمات‬ ‫‪-2‬‬
‫المالية واالقتصادية في دول العالم كافةَ‪.‬‬
‫ينبغي على المسلمين تحري تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء في العبادات‬ ‫‪-3‬‬
‫والمعامالت المالية وتجنب الغش واالحتكار المنبوذ وغيرها من المحرمات الشرعية حتى تزدهر‬
‫اقتصاداتنا اإلسالمية ويفتح هللا لنا بركات السماوات واألرض ‪.‬‬
‫ينبغي على الدول االسالمية التوحد في تطبيق أحكام االقتصاد اإلسالمي وإيجاد فرق‬ ‫‪-4‬‬
‫من المختصين الخبراء لدراسة مواطن الضعف والقوة فيه بغية االستفادة العظمى من أحكامه وبما يحقق‬
‫الغاية المرجوة لمصلحة الدول االسالمية ‪.‬‬
‫ينبغي زيادة االهتمام ببرامج االقتصاد والتمويل اإلسالمي للدراسات العليا في‬ ‫‪-5‬‬
‫الجامعات الحكومية والخاصة في الدول اإلسالمية مما يعزز هذه الصناعة ويدفعها نحو النمو بوتيرة‬
‫أسرع ‪.‬‬
‫ينبغي زيادة البحث العلمي في علوم االقتصاد اإلسالمي للحد من األزمات المالية‬ ‫‪-6‬‬
‫العالمية وتخفيف تبعاتها والمساهمة في حلها‪ ،‬مع التأكيد على أن االقتصاد اإلسالمي أفضل النظم للوقاية‬
‫من ظهور مثل هذه األزمات ‪.‬‬
‫ينبغي حث المؤسسات المالية اإلسالمية بكافة أشكالها على وضع سياسات خاصة بها‬ ‫‪-7‬‬
‫لزيادة المساهمة بالمسؤولية االجتماعية التي أوصانا بها رسولنا الكريم مراعيةَ في ذلك رسالتها النابعة‬
‫من روح التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫وهللا من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪https://www.alukah.net/cultu-‬‬ ‫أحمد محمد عاشور‪ :‬نشأة الفكر االقتصادي اإلسالمي وخصائصه‪.‬‬
‫‪/re/0/102211‬‬
‫أشرف محمد دوابه‪ :‬االقتصاد اإلسالمي مدخل ومنهج الطبعة األولى‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع والترجمة عام ‪1431‬هـ‪ 2010/‬م‪.‬‬
‫حامد الحمود العجالن‪ :‬الربا واالقتصاد والتمويل اإلسالمي رؤية مختلفة‪ .‬مركز دارسات الوحدة العربية‬
‫‪.2010‬‬
‫حامد بن عبد هللا العلي‪ :‬تيسير بعض أحكام البيوع والمعامالت‪ ،‬مجموعة محاضرات عن أحكام البيوع‬
‫والمعامالت عام ‪ 1423‬ه‪.‬‬
‫‪2006‬‬ ‫رضا صاحب أبو حمد‪ :‬الخطوط الكبرى في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار مجدالوي األردن عام‬
‫م‪.‬‬
‫‪ 1999‬م‪.‬‬ ‫رفيق يونس المصري‪ :‬أصول االقتصاد اإلسالمي الطبعة الثالثة‪ ،‬دار القلم دمشق عام‬
‫سعيد سعد مرطان‪ :‬مدخل للفكر االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬مؤسسةالرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1986 ،1‬‬
‫‪.3102‬‬ ‫صبري محمد خليل‪ :‬أسس العدالة االجتماعية في المنظور االقتصادي اإلسالمي ‪ 20.‬سبتمبر‬
‫‪https/drsabrikhalil.wordpress.com://‬‬

‫عبد الرحمن يسري أحمد‪ :‬االقتصاد اإلسالمي بين منهاجية البحث وإمكانية التطبيق‪ ،‬المعهد اإلسالمي‬
‫للبحوث والتدريب‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫عبد الرزاق بلعباس‪« :‬كتاب المرصاد في مسائل االقتصاد» مجلة دراسات اقتصادية إسالمية‪ ،‬المجلد‬
‫الثامن عشر ‪،‬العدد الثاني ‪.2012 .1433،‬‬
‫عز الدين خوجة‪ :‬النظام المصرفي اإلسالمي الموسوعة الميسرة للمعامالت المالية اإلسالمية‪ ،‬تونس‬
‫االمتثال للمالية اإلسالمية عام ‪ 2013‬م ‪.‬‬
‫علي السالسوس‪ :‬القضايا الفقهية المعاصرة واالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار بالل بن رباح للنشر والتوزيع عام‬
‫‪ 2013‬م‪.‬‬
‫علي القره داغي‪ :‬المدخل إلى االقتصاد اإلسالمي ضمن حقيبة طالب العلم االقتصادية‪ ،‬بيروت دار‬
‫البشائر اإلسالمية عام ‪ 2013‬م ‪.‬‬
‫‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫قرارات وتوصيات مجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬الشارقة األمانة العامة لألوقاف لعام‬
‫كمال توفيق‪ :‬منهجية البحث في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬بحث مقدم إلى مجلة جامعة الملك عبد العزيز‬
‫المجلد ‪61‬‬
‫العدد ‪ 2‬لعام ‪ 2003‬م‪.‬‬
‫محمد الدرداري‪ :‬االستخالف المالي في اإلسالم ‪/https://www.alukah.net/culture/0/110457.‬محمد‬
‫شوقي الفنجري‪ :‬المذهب االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي األول لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪،‬مكة‬
‫المكرمة ‪،1976،‬ص‪7‬محمد عبد المنعم الجمال‪ :‬موسوعة االقتصاد اإلسالمي الطبعة الثانية‪،‬‬
‫دار الكتاب المصري القاهرة عام ‪ 6891‬م‪.‬محمود الخالدي‪ :‬مفهوم االقتصاد في اإلسالم‪ ،‬شركة‬
‫الشهاب الجزائر عام ‪.1988‬‬
‫مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دراسات في االقتصاد اإلسالمي ) بحوث مختارة من المؤتمر الدولي‬
‫الثاني لالقتصاد‬
‫اإلسالمي(‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬
‫منذر قحف‪ :‬النصوص االقتصادية من القرآن والسنة‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1995‬‬
‫ناصر مراد‪ :‬مبادئ ومنهج االقتصاد اإلسالمي – الملتقى الدولي‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪ :‬الواقع ورهانات‬
‫المستقبل ‪.‬‬
‫جامعة غرداية – الجزائر ‪23 – 24 .‬فيفري ‪.2011‬‬

You might also like