Professional Documents
Culture Documents
تعتبر الحرية حق أصيل تنطوي عليه بقية الحقوق اإلنسانية وهو حق أسست له رسالة اإلسالم ؛ وهو
حق كرم هللا به بني آدم في الرساالت السماوية جميعا ً ؛وقبل أن يتناوله الغرب أي قبلهم بقرنين ويزيد إذ ٌ
قال هللا ربنا تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم) ..؛ و حتى قبل بدايات الفالسفة الغربيين في مجرد التفكير أو
التحدث عنها في عام .888ورغم أن مفهوم الحرية قديم قدم الزمن إال أن المصطلح ) ( freedom
الذي نعرفه اليوم كان قد ظهر ألول مرة عند الغربيين ليتم بعد ذلك التطرق إلى مجموعة من الحريات
أبرزها:الحرية االقتصادية.
ففي أوسط القرن التاسع عشر ،نادت البشرية في صرخة عفوية حادة تقول "النظام الطبيعي" والعودة إلى
أصل وطبيعة األشياء ،فطالما مجد "روسو" للحياة السلمية الفاضلة عند سكان الحقول حيث كان
الطبيعيون ،وتسير األمور فيه وفقا ً قوانينها العفوية الطبيعية.
وكان الفيزوقراطيون الطبيعيون أول من ألقى األضواء على كيفية توزيع الثروات بين الطبقات العاملة
المنتجة (أي مجتمع المنتجين فقط) في أمة من األمم ،كما أن "كيسنا" و"تيرغو" كانا أول من رسم
المالمح األولى لتقسيم طبيعي للمجتمع إلى عدة طبقات ،وكان أهم تقسيم لهم ذلك الذي يستند إلى زراعة
األرض ،وكان بذلك الطبيعيون هم أول من أدخلوا كلمة "طبقة" في قاموس اللغة االقتصادية على
اإلطالق ،ومن هنا بدأ العالم وكل األبحاث االقتصادية والتجارية واالجتماعية تدخل في حساباتها
التقسيمات المجتمعية والطبقات المختلفة لتحدد الفئات المستهدفة من كل بحث أو دراسة.
ومع ا نتشار هذا المذهب ظهرت أول نتائج انهيار فكرة التنظيم الحكومي ،وتدخل الدولة في االقتصاد،
وبالتالي في النظام االجتماعي ،وبالتالي ال دخل للدولة في تحقيق العدالة االجتماعية من قريب أو بعيد.
حيث تترك األمور االقتصادية واالجتماعية على طبيعتها ،وتبرير الفوارق االجتماعية وعدم المساواة،
ألن هذه الفوارق أن هي كما يرى إال نتيجة حتمية لقوانين الطبيعة التي قد ال يدركها العقل ،وبالتالي ال
يقرها ألنه محدود العلم والفهم بتركيب الكون ،إال أن أصحاب هذا المذهب اعترفوا بوجود حقوق طبيعية
مغايرة للحقوق الوضعية التي اصطلح عليها البشر.
وانتهى الفيزيوقراطيون إلى أن النطاق الطبيعي هو الذي يحدد لإلنسان ما له وما عليه من حقوق
وواجبات ،أما القوانين الوضعية فما هي إال تفسير وتبرير للقوانين الطبيعية .وضربوا مثال من الحقوق
الطبيعية للبشر :حق التملك والعمل واألمن والحرية و حق المنافسة...
وفي هذا البحث الذي نحن بصدد صياغته سنتناول موضوع الحرية االقتصادية و بالضبط حرية
االحتكار.
الفصل األول :الحرية االقتصادية.
يقصد بالحرية االقتصادية التحرر من جميع القيود التي من شانها إن تفوق االقتصاد أو تحد من حرية
التجارة و العمل و هذه الحرية تتمثل في أمور عديدة لها صلة وثيقة برفع القيود عن التجارة و العمل
وهذه األمور هي:
•حرية جميع األنشطة االقتصادية أيا كانت صورها و أشكالها.
•حرية تداول الثروات بين الناس وتحويلها من ثروة إلى أخرى دون قيود...
والنظام االقتصادي اإلسالمي يحترم هذه الحرية االقتصادية ويعتبرها من الحقوق األساسية لإلنسان ،وإن
كان يضعها في إطار جلب المصالح ودرء المفاسد.
يسمح اإلسالم لإلنسان بحرية في النشاط االقتصادي مقيَّدة بحدود من القيم األخالقية .إن حرية التملك
التي أقرها اإلسالم لألفراد ال تهيئ لهم البذل والعطاء لإلعتاق من ذل القيود األرضية فحسب ،بل تهيئ
لهم اإلنفاق في المباح وتوفير المال وتثميره في ظل الشريعة الغراء ،ولهذه الحرية منافع جمة ،فالتربية
االقتصادية اإلسالمية تعطي الفرد الحق بالشراء واالستهالك واإلنفاق واالستثمار واالدخار وكل ذلك
ضمن الضوابط الشرعية اإليمانية ،فيضع أعماله جميعها في ميزان االعتدال والقصد .والفرد المسلم ال
يرضى لنفسه أن يتنعم بالمال وال يتذكر إخوانها من حوله فيبادر إلى المساهمة في بناء المجتمع من
خالل هذا المال ،فيشعر في قراره نفسه أنه قدم شيئا للمسلمين.
ومن هنا كانت إباحة الملكية الخاصة هي المظهر األول للحرية ،والدليل األول على وجودها ،والضمان
أقر حق الملكية الخاصة ،إنما أراد بذلك أن يُشبع ذلك الدافع األول لبقائها .وإن نظام اإلسالم حين ّ
الفطري األصيل في اإلنسان ،وهو حبّ التملك ،فالطفل منذ نعومة أظفاره يحبّ أن يتملك ،ويفرح بما
عا ٍد على ملكه ،فطرة هللا ال تلقين اإلنسان.
يملك ،ويبكي ويصرخ إذا اعتدى َ
تسعى منظمة التراث وهي منظمة غير ربحية تأسست سنة 1973إلى فهرسة بلدان العالم في مؤشر
للحريات تسميه مؤشر البلدان اقتصاديا.
يتجدد هذا المؤشر كل عام و الغرض منه بيان فوائد الحرية االقتصادية على ازدهار الشعوب و أثار هذه
الحرية على الصحة و المجتمع وكذلك على تطور المجتمع و الديمقراطية.
تعرف هذه المؤسسة مصطلح الحرية االقتصادية على انه لكل إنسان حق أساسي في أن يتحكم بعمله و
ملكيته.
و تعرف الفرد في المجتمعات الحرة اقتصاديا على أن له حرية العمل ،التصنيع ،االستهالك و االستثمار
بأي طريقة تسعده.
والحكومات في الدول الحرة اقتصاديا تسمح بحرية انتقال رؤوس األموال و البضائع وكذلك تمتنع عن
تقييد أو إكراه هذه األساسيات حتى و إن كانت من ضروريات المرحلة االقتصادية وذلك لحماية الحرية
االقتصادية نفسها.
يستند مقياس الحرية االقتصادية على 10عوامل مقسمة إلى أربعة مجاميع
رابعا األسواق الحرة (حرية التبادل التجاري حرية االستثمار الحرية المالية)
يقوم القائمون على هذه المنظمة بدراسة التقارير الواردة عن االقتصاد ل 178بلد من بين 186بلدا .
-2معايير الحرية االقتصادية.
في عام 1995أعتمد رقم قياسي كمحاولة لقياس «الحرية االقتصادية» للدول .وتوصل بعض
الدراسات االقتصادية المعتمدة له ،إلى وجود عالقة بين الرقم القياسي والنمو االقتصادي في الكثير من
الدول .في إطار هذا المؤ ّ
شر ،وضع تعريف للحرية االقتصادية بأنها «حرية إنتاج السلع والخدمات
واستهالكها ،والمتاجرة بها من دون استخدام «القوة» أو «االحتيال» أو «السرقة» ،وأن مؤسسات
تحقيق الحرية االقتصادية تتمثل في :حكم القانون ،حقوق الملكية الخاصة وحرية التعاقد .المقصود بحكم
القانون أن تحكم الدولة بالقانون وتحتكم إليه في ضوء قيم اجتماعية مشتركة واسعة ،ومعايير أخالقية
تحكمها حركة المجتمع الدينامية ،إضافة إلى شمولية القانون والمساواة في الوضعية والفرص المتاحة
من دون التدخل في الجانب المادي لكونه سيحد من الحرية االقتصادية ذاتها وتتمثل حقوق الملكية بحق
السيطرة على الملكية واالستفادة منها وحق تحويل الحقوق بوسائل طوعية تحقق للناس االستقالل الذاتي
وفق معاييرهم وأهدافهم ،من دون اللجوء إلى القوة أو االحتيال أو السرقة .أما حرية التعاقد فتكمن في
حرية الناس إلبرام عقودهم وفق قواعد قانونية تتالءم مع ظروفهم الخاصة لكن في إطار الدستور وفي
أن يتوافر للمتعاقدين حرية االحتكام للقضاء لذا فإن تعريف الرقم القياسي للحرية االقتصادية جاء جامعا ً
للشروط األساسية أعاله ،ونص على أنه يعكس « درجة الحرية االقتصادية التي يتوافر عندها الحق
المطلق في التملّك وانتقال العمل ورأس المال والسلع في شكل ال يتعرض للحدود الالزمة لحماية
المواطنين وضمان استدامة الحرية نفسها».
يضم الرقم القياسي للحرية االقتصادية عشرة بنود :حرية األعمال ،حرية التجارة ،الحرية النقدية،
الحريات الممنوحة من الدولة ،حرية التمتع بأموال الدولة ،حقوق الملكية ،الحرية االستثمارية ،الحرية
المالية والتمويل ،التحرر من الفساد وحرية العمل .ويعتقد بعض االقتصاديين أن مكونات الرقم القياسي
غير كافية لتأشير حسن أداء اقتصاد ما ،وأن االقتراب من أعلى درجات الحرية (100في المائة) ال
يعني بالضرورة أن السياسات والبيئة االقتصادية لبلد ما ،تعتبر األكثر مالئمة لحفز الحرية االقتصادية.
وعزز بعض الدراسات التطبيقية القياسية ذلك ،بالتوصل إلى عدم وجود ارتباط قوي بين الرقم القياسي
وبين األداء الفعلي لالقتصاد الوطني .
-1تعريف االحتكار
يشممممممل االحتكمممممار الكاممممممل نممممموعين ممممممن االحتكمممممار وهمممممما احتكمممممار البيمممممع واحتكمممممار الشمممممراء
فاحتكمممممار البيمممممع فمممممي المعنمممممى الشمممممائع همممممو انفمممممراد شمممممخص أو هيئمممممة بإنتممممماج وبيمممممع سممممملعة معينمممممة
لممممميس لهمممممما بممممممديل قريب.وبممممممذالك يكممممممون العممممممرض الفممممممردي لهممممممذا المنممممممتج هممممممو العممممممرض الكلممممممي
للسممممملعة .وممممممن ثمممممم يسمممممتطيع المنمممممتج المممممتحك م فمممممي السمممممعر ويسممممممى صمممممانع السمممممعر .أمممممما احتكمممممار
الشمممممممراء فهمممممممو تلمممممممك الحالمممممممة التمممممممي يكمممممممون فيهممممممما مشمممممممتر واحمممممممد بغمممممممض النظمممممممر عمممممممن عمممممممدد
البائعين.فالطلب الفردي هو الطلب الكلي .
-2صفات االحتكار
-3نشأة االحتكار
احتكمممممار البيمممممع التمممممام عبمممممارة عمممممن سممممموق تتمممممولى فيهممممما منشممممماة وحيمممممده بيمممممع سممممملعه أو خدممممممة
اليوجمممممد لهمممممما بممممممد يل وسمممممموقها بأكملمممممه مممممممن نصمممممميب هممممممذه المنشممممماة .ويعنممممممي ذالممممممك أن المرونممممممة
التبادليمممممة للطلمممممب همممممي مرونمممممة تكممممماد أن تكمممممون منعدممممممة أي مايسممممماوي أو يقمممممرب ممممممن الصمممممفر
ولمممممذلك لعمممممدم وجمممممود بمممممديل لهمممممذه السممممملعة ممممممن وجهمممممة نظمممممر المسمممممتهلك وفمممممي همممممذه الحالمممممة فمممممان
المنشمممماة فممممي ظممممل االحتكممممار تعتبممممر ممممممثال للصممممناعة بأكملهمممما ألنممممه اليوجممممد غيرهمممما فممممي ميممممدان
هذه الصناعة .
قمممممد يكمممممون االحتكمممممار المطلمممممق عامممممما أي الدولمممممة نفسمممممها همممممي المحتكمممممرة إلنتممممماج سممممملعة أو خدممممممة
معينمممممة أو احتكمممممار خممممماص .وينشممممما االحتكمممممار فمممممي السممممموق نتيجمممممة لظمممممروف وعواممممممل مختلفمممممة
نجملها في ما يلي .:
االحتكار الطبيعي
طبيعممممممة بعممممممض أنممممممواع اإلنتمممممماج واتصممممممالها بالمصممممممالح العامممممممة للدولممممممة تحممممممتم قيممممممام مثممممممل هممممممذا
االحتكممممممار الطبيعممممممي .مثممممممل المرافممممممق العامممممممة للدولممممممة كالكهربمممممماء والميمممممماه والسممممممكك الحديديممممممة
وغيرهمممما .وغالبمممما ممممما تحتكممممر الدولممممة مثممممل هممممذا النمممموع مممممن االحتكممممار الطبيعممممي وذلممممك بهممممدف
تقمممممميم مثممممممل هممممممذه الخممممممدمات بأقممممممل التكمممممماليف وبأحسممممممن الوسممممممائل الرتباطهمممممما بالمصممممممالح العامممممممة
االقتصادية للدولة.
االحتكار القانوني
يمكممممممن لمنممممممتج واحممممممد أن يتممممممولى إنتمممممماج سمممممملعة أو خدمممممممة معينممممممة بحكممممممم القممممممانون.ففي حالممممممة
اختممممممراع أو ابتكممممممار سمممممملعة معينممممممة يحممممممق لصمممممماحبها بحكممممممم بممممممراءة االختممممممراع أن يسممممممتغلها دون
غيرة.كممممممذلك فممممممي حالممممممة شممممممراء حممممممق امتيمممممماز مممممممن الدولممممممة السممممممتغالل مممممممورد طبيعممممممي معممممممين
كالمنممممماجم والمحمممممافر أو حمممممق امتيممممماز إنتممممماج سممممملعة أو خدممممممة معينمممممة فيسممممممى احتكمممممارا قانونيممممما.
وفممممي مثممممل هممممذه الحمممماالت اليجممممموز لمنممممتج أخممممر منافسممممة هممممذا المنمممممتج فيممممما يحصممممل عليممممة ممممممن
حقممممموق .فممممممثال لممممموان الدولمممممة منحمممممت احمممممد المنتجمممممين حمممممق امتيممممماز اسمممممتقالل المواصمممممالت داخمممممل
الدولمممممة فممممم ال يجممممموز قانونممممما ألي منمممممتج أخمممممر اسمممممتخدام همممممذا الحمممممق وانشممممماء شمممممبكة مواصمممممالت
منافسة للمنتج صاحب حق امتياز .
االحتكار الفعلي
تتطلمممممممب بعمممممممض المشمممممممروعات خبمممممممرات ضمممممممخمة ورأس ممممممممال كبيمممممممر ممممممممما يجعمممممممل فمممممممرص
الممممدخول لمنافسممممة مثممممل هممممذه الصممممناعات صممممعبا جممممدا .فضممممال عممممن ذلممممك فممممان حجممممم سمممموق بيممممع
السمممممملعة أو الخدمممممممة يكممممممون غالبمممممما مناسممممممبا للحجممممممم األمثممممممل للطاقممممممة اإلنتاجيممممممة للمنشممممممأة العاملممممممة
فعمممممال فمممممي إنتممممماج همممممذه السممممملعة أو الخدممممممة .ويعنمممممي ذلمممممك أن حجمممممم إنتممممماج المشمممممروع الواحمممممد
يكممممممون تقريبمممممما كافيمممممما لسممممممد حاجممممممة السمممممموق مممممممن السمممممملعة أو الخدمممممممة حيممممممث أن حجممممممم اإلنتمممممماج
قريمممممب ممممممن الحجممممممم األمثمممممل للطاقممممممة اإلنتاجيمممممة .فعنمممممد دخممممممول مشمممممروع جديممممممد سممممميؤدي إلممممممى
زيممممادة العممممرض الكلممممي أكثممممر مممممن الطلممممب الكلممممي مممممما قممممد يممممؤدي إلممممى خفممممض األسممممعار إلممممى اقممممل
مممممممن التكمممممماليف المتوسممممممطة بالنسممممممبة للمشممممممروعين اللممممممذين يعمممممممالن بطاقممممممة إنتاجيممممممة قريبممممممة مممممممن
الحجم األمثل للطاقة اإلنتاجية لمثل هذه الصناعة .وكالهما سيحقق خسائر .
-4لماذا االحتكار؟
هنممممماك عمممممدة أسمممممباب تجعمممممل المنشممممماة تبتعمممممد عمممممن المنافسمممممة وتصمممممبح بالتمممممالي احتكاريمممممة وممممممن
أهم تلك األسباب:
العالمممممممممات المميممممممممزة أو بممممممممراءات االختممممممممراع إذ يمكممممممممن إن تصممممممممبح إحممممممممدى المنشممممممممات
محتكمممممره إذا أعطيمممممة الحمممممق المطلمممممق فمممممي إنتممممماج السممممملعة التمممممي عملمممممت علمممممى تطويرهممممما
بشكل أو بأخر .
الملكيممممممة التامممممممة ألحممممممدى مممممممواد الخممممممام إذ يمكممممممن إن تصممممممبح إحممممممدى المنشممممممات محتكممممممرة
إذا سمممممميطرت علممممممى إجمممممممالي المعممممممروض مممممممن إحممممممدى المممممممواد الخممممممام الالزمممممممة إلنتمممممماج
سلعه معينه.
حمممممق االمتيممممماز إذ يمكمممممن أن تصمممممبح إحمممممدى المنشممممماة محتكمممممرة إذا أعطيمممممت امتيمممممازا ممممممن
قبل الحكومة لتقديم سلعة أو خدمه.
اقتصمممممماديات الحجممممممم الكبيممممممر ويمكممممممن أن تصممممممبح إحممممممدى المنشممممممات محتكممممممرة فممممممي حالممممممة
وصممممول تكلفممممة إنتمممماج الوحممممدة الواحممممدة إلممممى ادنممممي قيمممممة لهمممما عنممممد حجممممم إنتمممماج مرتفممممع
لدرجة يلبي فيها جميع احتياجات السوق.
-5التمييز في السعر
يسمممممود فمممممي السممممموق سمممممعر موحمممممد وبمممممذلك يفمممممرض السمممممعر علمممممى المنمممممتج وال يهمممممتم بالسياسمممممة
السممممعرية بممممل يركممممز كممممل اهتمامممممه علممممى اإلنتمممماج .أممممما فممممي حالممممة االحتكممممار فممممان المنممممتج يسممممعى
إلممممممى تحقيممممممق اكبممممممر ربممممممح ممكممممممن وان سياسممممممة األسممممممعار تلقممممممى اهتماممممممما كبيممممممرا منممممممه ويعتبممممممر
صمممممانع السمممممعر أي انمممممه همممممو المممممذي يسمممممتطيع تحديمممممد السمممممعر كمممممما يشممممماء فمممممي ضممممموء ظروفمممممه
االقتصممممممادية .وبممممممذلك قممممممد يممممممرى المحتكممممممر أن مممممممن صممممممالحه تحديممممممد سممممممعد موحممممممد فممممممي جميممممممع
األسممممواق وفممممد يممممرى أيضمممما انممممه لكممممي يحقممممق اكبممممر ربممممح ممكممممن البممممد مممممن إتبمممماع سياسممممة تعممممدد
األسممممممعار لممممممنفس السمممممملعة .وهممممممذه السياسممممممة األخيممممممرة تسمممممممى بسياسممممممة التميممممممز فممممممي األسممممممعار .
ويعتممممممد المحتكمممممر فمممممي رسمممممم سياسمممممة التمييمممممز علمممممى الكثيمممممر ممممممن الظمممممروف التمممممي تحممممميط بإنتممممماج
السلعة نجملها فيما يلي:
صممممممعوبة اتصممممممال المسممممممتهلكين بعضممممممهم بممممممبعض مممممممما يمكممممممن المحتكممممممر مممممممن وضممممممع
أسممممعار مختلفممممة لكممممل فئممممة مممممن المسممممتهلكين .فمممممثال قممممد يحممممدد لالممممماكن التممممي يسممممكن بهمممما
األغنيممممممممماء أسمممممممممعارا مرتفعمممممممممة عمممممممممن األمممممممممماكن األخمممممممممرى التمممممممممي تسمممممممممكنها الطبقمممممممممات
المتوسممممممطة.ولنجاح مثممممممل هممممممذه التفرقممممممة فممممممي األسممممممعار يعتمممممممد المحتكممممممر علممممممى عممممممدم
انتقمممممال المسمممممتهلكين ممممممن سممممموق إلمممممى أخمممممرى لمقارنمممممة األسمممممعار وأيضممممما عمممممدم اتصمممممال
المسمممممتهلكين فمممممي السممممموقين يبعضمممممهم.ألنه فمممممي حالمممممة عمممممدم تممممموفر ذلمممممك يسمممممتطيع احمممممد
المسمممممممتهلكين الشمممممممراء ممممممممن السممممممموق المنخفضمممممممة والبيمممممممع قمممممممي السممممممموق المرتفعمممممممة أو
يتحول جميع المستهلكين إلى الشراء من السوق المنخفضة .
طبيعمممممة السممممملعة نفسمممممها قمممممد تسمممممهل علمممممى المحتكمممممر إتبممممماع سياسمممممة التمييمممممز فمممممي األسمممممعار
.فممممممثال الخمممممدمات المباشمممممرة التمممممي اليسمممممتطيع المسمممممتهلك إعمممممادة بيعهممممما يمكمممممن للمحتكمممممر
مممممن وضممممع أسممممعار مختلفممممة لمثممممل هممممذه الخممممدمات مثممممل درجممممة أولممممى درجممممة ثانيممممة فممممي
المواصالت.
الحمممممواجز الجمركيممممممة التممممممي ترفضمممممها الدولممممممة قمممممم د تشممممممجع المحتكمممممر علممممممى التنمممممموع فممممممي
األسمممممممعار .فممممممممثال فمممممممي الدولمممممممة التمممممممي تفمممممممرض رسممممممموم جمركيمممممممة مرتفعمممممممة علمممممممى
وارداتهممممما ممممممن الخمممممارج قمممممد تمممممدفع المحتكمممممر الخمممممارجي إلمممممى خفمممممض أسمممممعار صمممممادراته
إلممممى هممممذه الدولممممة لتسممممهيل عمليممممة البيممممع داخممممل الدولممممة الن سممممعر البيممممع بالممممداخل سمممميزيد
بسممممممبب الرسمممممموم الجمركيممممممة .إممممممما فممممممي األسممممممواق ذات الرسمممممموم الجمركيممممممة المنخفضممممممة
أو التمممممي لمممممميس بهمممممما رسمممممموم جمركممممممة فمممممان المحتكممممممر يرفممممممع أسممممممعار الصممممممادرات لهممممممذه
األسمممممواق معتممممممدا علمممممى أن اسمممممعار اليضممممماف إليهممممما إال القليمممممل ممممممن الرسممممموم الجمركيمممممة
مممممممما يجممممممل منتجاتممممممه بممممممداخل الدولممممممة تتمتممممممع بمسممممممتوى معقممممممول لألسممممممعار . .ويعتمممممممد
المحتكمممممر فمممممي ذلممممم ك علمممممى إن أعمممممادة التصمممممدير لمممممن تكمممممون مجزيمممممة ممممممما يسممممماعده ممممممن
فصل السوقين عن بعض.
يمكمممممن للمحتكمممممر أن يضمممممع أسمممممعار مختلفمممممة طبقممممما لحجمممممم االسمممممتهالك فممممممثال يضمممممع سمممممعر
مرتفعممممما للوحمممممدات األولمممممى ممممممن االسمممممتهالك لسممممملعه وثمنممممما منخفضممممما للوحمممممدات التاليممممممة
وهكمممممذا .ويعتممممممد المحتكمممممر فمممممي ذلمممممك علمممممى المنفعمممممة الحديمممممة لمممممدى المسمممممتهلك حيمممممث إن
الوحمممممدة األولمممممى مممممممن السممممملعة تكممممممون منفعتهممممما مرتفعممممممه عمممممن الوحممممممدات التاليمممممة لهمممممما .
وبمممممذلك يكمممممون المسمممممتهلك مسمممممتعدا لمممممدفع سمممممعر أعلمممممى فمممممي الوحمممممدات األولمممممى يتمشمممممى
مممممممع منفعتممممممه المرتفعممممممة .أممممممما بالنسممممممبة للمحتكممممممر فمممممممن المعممممممرف أن تكمممممماليف الوحممممممدات
األولمممممى المنتجمممممة تكمممممون مرتفعمممممة بسممممم بب التكممممماليف الثابتمممممة التمممممي تمممممنخفض عنمممممد زيمممممادة
حجممممممم اإلنتمممممماج .وبممممممذلك مممممممن صممممممالح بيممممممع الوحممممممدات األولممممممى مممممممن السمممممملعة أو الخدمممممممة
بأسممممممعار مرتفعممممممة والوحممممممدات التاليممممممة بأسممممممعار اقممممممل ألغممممممراء المسممممممتهلك علممممممى زيممممممادة
حجممممممم اسممممممتهالكه .فمممممممثال اسممممممتهالك الكهربمممممماء ممكممممممن تحديممممممد سممممممعر للوحممممممدات األولممممممى
المسمممممتهلكة بسمممممعر مرتفمممممع وذلمممممك لتغطيمممممة التكممممماليف وبالمممممذات التكممممماليف الثابتمممممة وسمممممعر
منخفض للوحدات التالية .
قمممممد يلجممممما المحتكمممممر إلمممممى سياسمممممة التميمممممز فمممممي السمممممعر حسمممممب الغمممممرض ممممممن اسمممممتخدام
السممممملعة .فممممممثال عمممممن اسمممممتخدام السممممملعة كممممممادة أوليمممممه ممكمممممن أن يبيعهممممما بسمممممعر ممممممنخفض
عممممممن اسممممممتخدام السمممممملعة الحلمممممموى .كمثممممممل ثمممممممن السممممممكر لالسممممممتهالك المباشممممممر يمكممممممن إن
يختلمممممف عمممممن ثممممممن السمممممكر كممممممادة أوليمممممة فمممممي صمممممناعة الحلممممموى .كمممممذلك أسمممممعار نقمممممل
الركاب وأسعار نقل البضائع.
قمممممد يتخمممممذ المحتكمممممر صمممممورة متعمممممددة أخمممممرى للتمييمممممز فمممممي السمممممعر مثمممممل اسمممممتغالل حمممممب
الظهمممممممور لمممممممدى بعمممممممض وشمممممممراء السممممممملع ذات السمممممممعار المرتفعمممممممة أو اسمممممممتغالل حمممممممب
المظهر لدى المستهلك مثل تغليف السلعة أو اللون أو غير ذلك .
االحتكار في االقتصاد الوضعي كلمة تعني عدم وجود منافسة بين الشركات وبعضها البعض كما أن تلك
الكلمة أيضا تعني سيطرة شركة واحدة على منتج بعينة مهما كانت جودة ذلك المنتج أو سعره نظرا لعدم
قدرة الشركات المنافسة لهم القيام بتوفير ذلك المنتج لعمالئهم والجدير بالذكر فإن الدول جميعها تبذل
قصارى جهدها من أجل وضع القوانين الصارمة تجاه المحتكرين في األسواق حيث أن تلك النوعية من
التجارة تهدف إلى تحقيق تضخم في الثروة لدى شركة أو شخص ما على حساب الطبقات الكادحة في
مختلف البالد ووسط الضغوط التي تعمل عليها الدول ضد المحتكرين فقد يعمل المحتكرين على خفض
األسعار الخاصة بالمنتجات األمر الذي يعود عليهم بخسارة جزء من األرباح الخاصة بهم .لم يترك الدين
اإلسالمي أي من األشياء الهامة في الحياة مهما كانت صغيرة أو كبيرة إال وقد تحدث عنها ومن بين
تلك األشياء الهامة والضرورية االحتكار في الدين اإلسالمي
لقد حرم الدين اإلسالمي االحتكار ألن به ضرر كبير على الناس وخاصة الطبقة الكادحة الفقيرة كما أن
االحتكار يهدف بشكل كبير في نشأة روح الكراهية والبغضاء بين المسلمين وبعضهم البعض وهو أمر
غير محبب في الدين اإلسالمي وقد نهانا عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .كما أن االحتكار ال يوجد
به التوزيع العادل الذي قد نص عليه الدين اإلسالم .ال يفضل أن يتحكم شخص معين أو شركه بعينها فيما
يحتاج الناس إليه ألنه أمر غير عادل وليس من اإلسالم .بهذا االحتكار تتكون القوى الرأسمالية التي مع
مرور الوقت تتحكم في مصير األفراد بهذا المجتمع مما يجعلهم أشبه بالعبيد لدى أصحاب المال.
االحتكار في البيع
إذا كان المقصود هو االحتكار الذي يذكره الفقهاء في باب البيع ،فالجواب أن الفقهاء عرفوه بتعاريف
متقاربة وتصب في مجملها في معنى واحد هو :حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم
إليها ليرتفع السعر ويغلى ،وقد اتفقوا في الجملة على أنه ال يجوز إذا أضر بالناس ،وقيدوا ذلك بقيود
اتفقوا على أغلبها واختلفوا في بعضها .ودليل التحريم عندهم ما أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى هللا
عليه وسلم قال " ال يحتكره إال خاطئ".
االحتكار في الشراء
مشترى واحد ،وهو عكس االحتكار ألبيعي ،والذي يكون فيه هناك بائع
ٍ يعني أن يكون هناك
واحد.فالمشتري يكون في مركز قوي الستغالل مورد السلعة أو الخدمة المطلوبة .ويمكن أن يتم هذا من
خالل إجبار لمورد على تخفيض األسعار ويكون ذلك إما عن طريق تأجيل الدفع أو عبر فرض معايير
للجودة ال يستطيع هو أو هي الوفاء بمتطلباتها .وقد قيل أحيانا ً أن بعض الشركات اليابانية تقوم باحتكار
للشراء ،فتقوم بدفع متطلبات حملة األسهم لمورديهم وإجبار ك ٌل منهم على المنافسة بشدة من أجل العمل.
االحتكار المتبادل
رغم أن األحداث الجسام التي يعيشها العرب اآلن تشغل العالم وقد يترتب عليها صياغة مصير ألمة
بأسرها ،إال أننا نتردد أحيانا ً في االقتراب منها وثمة من يلوذون بأحداث أقل فاعلية وتأثيرا ً كيال
يتورطون بالمساحة الحرجة بين إرهابيين :إرهاب رسمي له مؤسساته وأدواته ،وإرهاب آخر قد ال يكون
معلنا ً على المأل لكنه يتسلل خلسة في السجاالت السياسية اليومية بدءا ً من الشارع والمقهى حتى الكتابات
والتعليقات الجوبلزية التي تحتكر الحقائق وتنذر من يختلف معها بما هو أبعد من التخوين ،وأبسط
أبجديات الديمقراطية إذا كان لها وجود في هذا الواقع الذي يعج بصراعات قبلية وكيدية هو حق ابداء
الرأي فيما يجري وتتبع الخيوط نحو جذورها ،فالسيناريو بات متكررا ً وممالً ،ألن السينارست هو ذاته
وقد أركن الى استراتيجية بائسة تراهن على عمى الضحايا وجهلها وأحيانا ً على اشتباكاتها المحلية.
والميديا المشحوذة كالمدية هي األخرى تقترب من أعناق من يصرون على التفكير بالدماغ ال بالقلب،
فهي بالمرصاد لمن تسول له نفسه أن يتمهل ولو دقيقة لقراءة هذا النص العربي الغامض ،والملغوم من
ألفه...
في بداية الدراما العربية تساءلنا :هل هو ربيع شعوب أم شيخوخة نظم ودول ومفاهيم أفقدها التاريخ
صالحيتها؟ وهناك من زجرونا بأدوات القمع ذاتها المستعارة من النظم الشائخة قائلين :ال تهم التسميات
وذلك انسجاما ً مع عقل سياسي أدمن الشخصنة وتفزعه المفاهيم ،ألنه يتعامل مع الواقع بحواسه فقط
وعلى نحو مباشر ،فال يرى ما وراء االكمات والسيناريوهات وكواليس المؤتمرات ،وقد يكون فائض
المكبوتات بدءا ً من الجسد حتى كل مكونات النفس مسؤوال عن حالة الهياج و االحتكار.
احتكار القلة
فعلى سبيل المثال ،تسيطر ثالث شركات على صناعة الخدمات الالسلكية في كندا – شركة روجرز
لالتصاالت والتأمين ( ،)RCIوشركة بي سي ايه للتأمين ( )BCEالتابعة لشركة بيل و تيلوس كورب
( )TUعلى حوالي ٪90من السوق ،و يدرك الكنديون الهيكل السوقي الحتكار القلة وغالبا ما يتجمع
الثالثة معا باسم "روبلس" ،كما لو أنهم ال يمكن تمييزهم عن بعض ،وفي الواقع ،فإنها غالبا ما تكون
غير قابلة للتمييز في السعر حيث رفعت الشركات الثالث في أوائل عام 2014خطط أسعار الهاتف
الذكي إلى 80دوالر في معظم األسواق ،بشكل أو بآخر فى الوقت نفسه.
ويبين هذا المثال أن المشاركين في احتكار القلة غالبا ما يكونوا قادرين على تحديد األسعار بدال من
أخذها .ولهذا السبب يعتبر احتكار القلة قادر على رفع هامش الربح بنسبة أعلى مما يمكن أن يسمح
به السوق الحر حقا ،وتمتلك معظم الواليات القضائية قوانين ضد تحديد األسعار والتواطؤ ،حيث أن
احتكار القلة الذي يشارك فيه المشاركون بشكل صريح في تحديد األسعار هو كارتل (اتحاد احتكاري)،
و تعتبر أوبك مثال على ذلك ،ومن ناحية أخرى ،قد يكون التواطؤ الضمني أكثر شيوعا على الرغم من
صعوبة اكتشافه وغالبا ما يكون الحتكار القلة المستقر رئيس للسعر فعندما يرفع الرئيس األسعار ،سوف
يتبعه اآلخرون.
والبديل هو أن تستفيد شركة واحدة أو أكثر من ارتفاع األسعار عن طريق خفض األسعار واختالس
األعمال بعيدا عن الشركة بأعلى سعر ،وإذا حدث ذلك ،يمكن للشركات أن تتماشى مع عدد من الطرق
المختلفة قد تحافظ األغلبية على انخفاض األسعار في محاولة للضغط على الشركة بأعلى سعر بعيدا عن
السوق و لذلك فإن األغلبية قد ترفع األسعار ،وتعزل الشركة "المحتالة" وتضعها تحت الضغط المالي أو
أنها قد تحاول العرض بسعر أقل ،مما أدى إلى حرب أسعار قد تضر بهم جميعا ،وقد اتسمت كارتل
للسكك الحديدية في أواخر القرن التاسع عشر في الواليات المتحدة بالتواطؤ الصارخ وتحديد األسعار
وممارسة حرب أسعار خبيثة ،وقد طور منظمو اللعبة نماذج لهذه السيناريوهات ،والتي تشكل نوعا من
المشاكل ،وبوجه عام تعتبر حالة التواطؤ (الضمني) في األسعار حالة توازن ناش ) (NASHبالنسبة
الحتكار القلة ،وتميل الشركات في احتكارات القلة إلى تفضيل استخدام التمايز بين المنتجات والعالمات
التجارية والتسويق للمنافسة ،بهدف زيادة حصتها في السوق بدال من استخدام األسعار.
السبب فى ذلك أن نادرا ما يأتي المنافسون الجدد لعرقلة السوق حيث أن صناعات احتكار القلة تميل إلى
وجود شروط حاسمة للدخول ،فعلى سبيل المثال ،يجب على مشغلي الشبكات الالسلكية إما بناء أبراج
والحفاظ عليها ،مما يتطلب نفقات رأسمالية هائلة ،أو استئجار البنية التحتية لشاغليها بمعدالت هائلة،
ويميل الناقلون أيضا إلى أن تكون هذه الشروط قوية ،التعرف على العالمات التجارية على الفور ،حتى
لو كانت هذه العالمات التجارية تحمل بعض الجمعيات السلبية (أي "كارتيل") ،فإنها توفر ميزة واضحة
على الداخلين الجدد غير معروفة ،كما أن الصناعات األخرى التي تشهد عادة احتكارات القلة لديها
عوائق كبيرة أمام داخليهاِ :الباحثون عن النفط والغاز وشركات الطيران ومحالت البقالة و استوديوهات
األفالم هي أمثلة قليلة .االحتكار الثنائي هو احتكار القلة يتكون من اثنين من المشاركين.
المنافسة االحتكارية
المنافسة االحتكارية تميز الصناعة التي تقدم فيها العديد من الشركات المنتجات أو الخدمات المتشابهة
ولكنها ليست بدائل مثالية ،تعتبر العوائق التي تعرقل الدخول والخروج في الصناعة قليلة ،حيث أن قرار
أي شركة ال يؤثر بشكل مباشر على منافسيها ،كما تمتلك كل الشركات نفس الدرجة المنخفضة نسبيا من
قوة السوق ،حيث أنهم جميعا صناع أسعار .وعلى المدى الطويل ،يصبح الطلب مرتفع للغاية وذلك يعني
انه حساس من تقلب األسعار ،وعلى المدى القصير ،تصبح األرباح االقتصادية إيجابية لكن تقترب من
الصفر على المدى الطويل ،وتميل الشركات إلى اإلعالنات في المنافسة االحتكارية بشكل كبير.
تعتبر المنافسة االحتكارية حل وسط بين االحتكار من ناحية وبين المنافسة المثالية ( حالة نظرية بحتة)
من ناحية أخرى ،عالوة على أنها تجمع عناصر كل منهما ،كما تعتبر نوع من أنواع المنافسة التي تميز
عدد من الصناعات المألوفة للمستهلكين في حياتهم اليومية مثل المطاعم وصالونات الحالقة ومحالت
المالبس و االلكترونيات االستهالكية ،ولتوضيح مميزات المنافسة االحتكارية سوف نرى مثال على
منتجات التنظيف المنزلي.
عدد الشركات
لنفترض أنك قد ا نتقلت للتو إلى منزل جديد وترغب في تخزين مواد التنظيف ،اذهب إلى الممر المناسب
في محل بقالة ،وسترى أن أي عنصر متوفر في عدد من األصناف مثل ،الصحن والصابون وصابون
اليد ومنظفات الغسيل ومطهر األسطح ومنظف المرحاض وما إلى ذلك ،كما تحتاج كل عملية شراء إلى
تقديم معين ،حيث ربما تتنافس خمس أو ست شركات على عملك.
يوجد خيارات قليلة نسبيا لكي يميز البائع عروضه عن شركة أخرى وخاصة أن جميع المنتجات تحقق
نفس الغرض ،قد يكون هناك "خصومات" على أصناف ذات جودة أقل ،ولكن من الصعب معرفة ما إذا
كانت الخيارات األعلى سعرا هي في الواقع أفضل ،حيث ينتج عدم التأكد ذلك عن معلومات غير كاملة
عن المنتج :وال يعرف المستهلك العادي االختالفات الدقيقة بين مختلف المنتجات ،أو ما هو السعر العادل
ألي منها ،تميل المنافسة االحتكارية إلى التسويق بشكل كبير ولذلك ألن الشركات المختلفة تحتاج إلى
التميز بشكل كبير بين المنتجات المماثلة ،قد تختار إحدى الشركات خفض سعر منتجات التنظيف
الخاصة بها ،مما يجعلها تضحي بهامش ربح أعلى في المقابل -من الناحية المثالية -من أجل زيادة
المبيعات ،قد تأخذ شركة آخرى الطريق المعاكس ،وترفع السعر وتستخدم التعبئة والتغليف الذي يشير
إلى الجودة والتطوير ،وقد تروج الشركة الثالثة لنفسها كأنها صديقة للبيئة ،مستخدما صور "خضراء"
ويعرض ختم الموافقة من هيئة مراقبة بيئية (والتي من المحتمل أن تكون العالمات التجارية األخرى
مؤهلة لها أيضا ،ولكن ال تعرضها) .في الواقع ،كل واحدة من العالمات التجارية قد تكون فعالة على قدم
المساواة.
اتخاذ القرار
تعني المنافسة االحتكارية أن هناك ما يكفي من الشركات في هذه الصناعة و أن قرار شركة واحدة ال
يفجر سلسلة من ردود الفعل ،و فباحتكار ،يمكن أن يؤدي خفض األسعار من قبل شركة واحدة إلى
اندالع حرب أسعار ،ولكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للمنافسة االحتكارية.
قوة التسعير
كما هو الحال في االحتكار ،تعتبر الشركات في المنافسة االحتكارية محددة لألسعار ،بدال من أن يقبلوا
األسعار التي يفرضها عليهم السوق.
مرونة الطلب
يرتفع الطلب بشكل كبير نظرا لمدى تشابه العروض ،وبعبارة أخرى ،فإن الطلب يستجيب لتغيرات
األسعار ،إذا كان منظف األسطح المتعدد األغراض المفضل لديك يكلف فجأة ٪20أكثر ،ربما لن تتردد
في التحول إلى بديل.
الربح االقتصادي
يمكن للشركات أن تحقق أرباحا اقتصادية زائدة على المدى القصير ،ألن الحواجز أمام الدخول للصناعة
منخفضة ،شركات أخرى لديها حافز لدخول السوق ،وزيادة المنافسة حتى يصبح الربح االقتصادي العام
صفر ،الحظ أن األرباح االقتصادية ليست هي نفسها األرباح المحاسبية؛ حيث يمكن للشركة التي
تحقق صافي دخل إيجابي أن تحقق ربحا اقتصاديا صغيرا ،أما النوع الثاني يتضمن تكاليف الفرص
البديلة.
االحتكار الحكومي
التحدث عن االحتكار الحكومي يستوجب ذكر قضية من أهم قضايا االحتكار و هي قصية شركات
المحمول.
جاء قرار شركات المحمول الثالث ..باالمتناع عن التقدم للحصول على رخصة الجيل الرابع ليؤكد
فالواقعة تكشف عما يمكن اعتباره بلغة القانون اتفاقا ً احتكاريا ً بين الشركات الثالث في مواجهة الدولة
ومحاولة للضغط عليها سواء بهدف الحصول على مزايا محددة لكل شركة في مجال الترددات حسبما
كشفت بعض المصادر رفيعة المستوى في جهاز االتصاالت ،أو بهدف تقليل قيمة الرسوم المقررة
مقابل الحصول على الرخصة أو على األقل وضع هذه الرسوم بالجنيه بدالً من دفع نصفها
هذه الممارسات لم تقف عند شركات المحمول ..بل امتدت إلى عامة قطاعات السوق وكانت األيام
الماضية وما شهدناه فى سوق السجائر وكروت الشحن وقبلها األرز والسكر واللحوم والزيوت وصوالً
للحديد واألسمنت واألسمدة ..فى اختفاء ونقص متعمد لتلك السلع ثم ارتفاع لألسعار غير مبرر مع
مبررات غير حقيقية من قبل المنتجين والتجار ..إنما يؤكد أن ما يجرى ممارسات احتكارية من جهة
ويؤكد من جهة أخرى عجز الدولة عن المواجهة مع احتمالية العمل بقانون «أحمد عز» لحماية المنافسة
و منع االحتكار الذى يحمى المحتكر وكان يجرم المبلغ عنه والذى يجرم االحتكار وال يجرم الممارسات
االحتكارية والتى أصبحت طوق االنقاذ للمتالعبين والمحتكرين من الوقوع تحت طائلة هذا القانون
المشبوه ..مع تزايد األشكال المختلفة للممارسات االحتكارية .تفتح «الوفد» من جديد ملف االحتكار فى
ولعل من إيجابيات حل أزمة نقص أو اختفاء ألبان األطفال بتدخل القوات المسلحة المصرية كمستورد
لأللبان ..أنه وألول مرة نجد إرادة حقيقية ألهم ضلع من ضلوع الدولة يكسر حلقة من حلقات االحتكار
وهى حلقات عديدة والتى كانت وال تزال الدولة تتلكأ فى التعامل معها بحسم وجدية بل وجدناها فى
حاالت عديدة تحمى المحتكرين ..الذين تشعبوا فى كل اتجاه ..وجعل من الضرورى عندما يرتفع سعر
سلعة معينة وقبل البحث عن القرار الحكومي الذى يقف وراء هذا االرتفاع ..األهم أن نبحث ونفتش عن
«اإلمبراطور» الذى أصبح يحكم ويتحكم فى سوق السلعة ..بعد ما أصبح سوق السلع فى مصر أيا ً كان
يتحرك وفقا ً لقرارات مجموعة وهم قلة من األباطرة الذين يتحكمون في مستويات ضخها وأسعارها على
حسب أمزاجهم وأهوائهم بعد ما أصبح المحتكر بمفرده أو بمشاركته مع آخرين المصدر الوحيد واألبرز
لها ومن ورائه سلطة من نوع ما تحميه بقرارات وقتية أو متسرعة أو قوانين منعدمة الجدوى فى مجملها
جعلت أى حديث عن ضرب المحتكرين واالحتكارات ضربا ً من الخيال ..وعلى العكس جعلت
المحتكرين فى بر مصر على كل شكل ولون من أيام نظام المخلوع محمد حسنى مبارك وحتى بعد قيام
الشعب بثورتين فى « 25يناير و 30يونيه ..والتى طالبت أولهما بمحاربة الفساد والذي كان جوهره
االحتكارات بعد ما أصبح وراء كل محتكر سلطة من نوع ما تحميه ..وصوالً لحكومة « 30يو نية»
«حكومة الجباية» والتخلي عن الدعم ومن كانت وراء جنون األسعار ليس بهدف سد عجز الموازنة
ويشير السيد طارق بن جازية المدير العام للمعهد الوطني لالستهالك من ناحيته إلى ّ
أن الممارسات
االحتكارية تؤدّي إلى تدهور القدرة الشرائية للتونسيين وتردّي جودة الخدمات.
عن هذا السؤال يجيب السيد خليفة التونكتي بالقول« :عند وجود اقتصاد مواز فال معنى للمنافسة
ألن هذا االقتصاد ال يخضع إلى قوانين تزويد السوق وضمان حقوق المستهلك وهذا يعني أنّه ال يوجد
ّ
اقتصاد ّ
منظم يقوم على قواعد ّ
ألن المنافسة الحقيقيـــة ال تقــع إال إذا كان االقتصاد خاضعا إلى قوانين
ّ
المنظم وتطبيق وترتيبات .ومن جهة أخرى يش ّجع االقتصاد الموازي الت ّجار على الخروج من السوق
االحتكار».
الرقابة
االحتكار وضعف ّ
يرجع الخبير االقتصادي السيد خليفة التو نكتي تفاقم االحتكار إلى ضعف إمكانيات الدولة البشرية
الرقابية من حيث العدد والكفاءات ّ
ألن عملية المراقبة هي عملية تقنية دقيقة تحتاج إلى إمكانيات بشرية ّ
ومادية هامة .ومن جهته يؤ ّكد مدير األبحاث االقتصادية بوزارة التجارة ّ
أن مصالح المراقبة بالوزارة
جعلت الممارسات االحتكارية من أولويات عملها في حدود اإلمكانيات البشرية والمادية المتوفّرة .ويفيد
أن مصالح المراقبة قامت بتطوير طرق التد ّخل وتطبيق رؤية جديدة للرقابة تواكب الممارسات
ّ
االحتكارية في السوق ،مشيرا إلى أنّه انطالقا خا ّ
صة من سنة 2012أصبحت المراقبة نوعية وشاملة
من خالل اعتماد المراقبة المشتركة بتجنيد إمكانيات غير متوفّرة لدى مصالح وزارة التجارة مثل التّعزيز
األمني أو اإلسناد من هياكل أخرى كوزارة المالية ..ويبيّن السيد حسام التويتي ّ
أن المراقبة تتصــدّى
إلى ما ينتج عن االحتكار من غالء في األسعار أو نقص في البضاعة أو ممارسة البيع المشروط ّ
وأن
أغلب نشاطها مر ّكز على مسالك التوزيع بالتفصيل .ويؤ ّكد ّ
أن الرقابة أصبحت تتد ّخل على مستوى
المخازن ووسائل النقل عبر الطرقات بدوريات مشتركة يقع تركيزها في نقاط العبور وبعض النقاط
المرورية المعروفة بالكثافة الستهداف نشاط هؤالء المحتكرين والتد ّخل قبل وقوع المشكل ومعالجته.
وهذه العمليات هي التي تفضي ،حسب السيد حسام التويتي ،إلى عدة عمليات حجز تقوم بها مصالح
المراقبة.
الرادعة لالحتكار والتي تصدر بمقتضاها عقوبات مثل حجز البضائع والخطايا من الواضح ّ
أن القوانين ّ
وسجن المخالفين وغلق المحالّت لم تقض على ظاهرة االحتكار التي ال يزال يعاني منها المستهلك .كما
أقرها ّ
أن الحرب التي أطلقتها الحكومة على االحتكار والمضاربة منذ نوفمبر 2017والعقوبات التي ّ
التشريع لم تكن كافية لحماية المستهلك من بارونات االحتكار الذين يتع ّمدون التخفيض في تموين السوق
ّ
مشطا. أو يرفّعون األسعار ارتفاعا
سعريّة في سنة 2018
المخالفات االحتكاريّة وال ّ
القطاع المخالفات
خضر وغالل 954
تغذية عا ّمة 1986
دواجن وبيض 115
أسماك 9
لحوم حمراء 7
مواد علفية 29
مخابز ،مقاهي ،مطاعم 509
مواد صناعية حساسة 17
مواد صناعية وخدمات مختلفة 1175
المجموع 4801
لماذا ال تتد ّخل الدولة وتحدّد أسعار الخضر والغالل واألسماك يوميا عند اإلنتاج وتفرض على أسواق
الجملة سعرا للبيع بالجملة ونسبة ربح محدّدة بما ّ
أن سوق الجملة هو ّأول حلقة في التسويق يخضع إليها
والمخزن القانوني والوسيط هو الذي يتح ّكم في أسعارها .وللهروب من سوق الجملة أحدثت
ّ المنتج الفالح
أسواق موازية غير قانونية تباع فيها ،حسب ّ
منظمة الدّفاع عن المستهلك ،حوالي ٪ 60من منتوجات
الخضر والغالل واألسماك.وعدم السيطرة على مسالك التوزيع العشوائية يفقد الدولة رسوما كانت
ستكسبها من مسالك التوزيع القانونية.
تمر حسب السيد طارق بن جازية عبر التصدي إلى انتشار ومن جهة أخرى ّ
فإن محاربة االحتكار ّ
مخازن التبريد العشوائية التي يمكن كشفها بسهولة لو تتعاون فرق المراقبة مع الشركة التونسية للكهرباء
خاص بتشغيل
ّ والغاز التي تصبح مطالبة بإعالم فرق المراقبة بك ّل من يتولّى تركيب عدّاد كهربائي
المخازن أو ك ّل من يستهلك كهرباء بصورة كبيرة وليس له رخصة لنشاط صناعي.وعموما ّ
فإن محافظة
الدولة على دورها التّعديلي وترك األسعار ّ
حرة تماما وخاضعة إلى قواعد العرض والطلب يسمح
للمحتكرين والمضاربين بالتح ّكم في األسعار وفي النهاية يبقى الضحيّة دائما هو المستهلك والفالح.
ي دور للمستهلك؟
في الختام بقي لنا أن نتساءل :أ ّ
أن الدولة وحدها غير قادرة على مقاومة الممارسات االحتكارية بالقوانين فحسب إذ ّ
أن هناك من البديهي ّ
طرفا آخر يجب أن يكون فاعال في هذا المجال وهو المستهلك .وهنا يأتي دور منظمة الدفاع عن
المستهلك المطالبة اليوم بنشر الوعي االستهالكي بين المواطنين ليصبحوا قادرين على توحيد جهودهم
ض ّد الممارسات االحتكارية كلّما ظهرت في منتوج أو أكثر في السوق فيفرضون قرارهم بمقاطعة
المنتوج الذي ترتفع أسعاره بسبب االحتكار أو التشهير بالمحتكرين في اإلعالم ووسائل التواصل
االجتماعي.
قال صلَّى هللا عليه وسلَّم -في النهي عن االحْ تِكار وإظهار بشاعة جريمتِه كثيرة ،نذكر منها(( :الجالب
وق والمحت َ ِكر ملعون))؛ رواه ابن ماجه والدارمي. مرز ٌ
إهدار لحريَّة ال ِت ّجارة والصناعة ،وتح ُّكم في األسواق يَستطي ُع معهٍ اإلسالم يُحارب االحتكار لما فيه من
يفرض ما شاء من أسْعار على النَّاس ،فيُر ِهقُهم ويُضاربُهم في معا ِشهم وك ْس ِبهم ،فوق أنَّهُ يس ُّد المحت ِكر أن ِ
أبواب الفُ َرص أمام اآلخَرين ليعملوا أو يرتزقوا كما يرتزق المحت ِكر ،ويقتل روح المنافسة التي تؤ ّدِي
والتفوق في اإلنتاج-.
ُّ إلى اإلتْقان
ما تزال بعض الممارسات غير األخالقية تزعج العديد من تجار الصناعات ،فالشكاوى لم تنقطع
وأصحاب المهن قد يلتجئون الى اإلضراب مجدّدا حماية لمصالحهم وكذلك لتطهير القطاع م ّما
يس ّمونه االحتكار.
األول
ان احتكار صناعة الحديد يعتبر الحديد من أهم بل هي الصناعة بشكل عام في العالم والعنصر ّ
في عمليات الصناعة مثل السيارات واآلالت والقطع والبناء ،فهناك شركات عالميّة مسؤولة عن
استخالص الحديد تقدّر ميزانيّتها بمليارات الدوالرات وهذه المصانع التي تستخلص الحديد أكثرها
أن اقتصاد البلدين يعتمد بشكل كبير على استخالص وجودا ً في الواليات المتحدة وألمانيا ،حيث ّ
الحديد وصناعتهُ ،وهذه الشركات تعمل على احتكار الحديد بشكل ال يوصف حتّى تنفرد في
صناعاتها للسيارات واآلالت ،وقد توجد شركات أخرى تستخلص الحديد ولكن ليس بكميّة ألمانيا
أن شركات السيارات العالميّة الموجودة في ألمانيا تحتكر في صناعة والواليات المتّحدة ،حيث ّ
السيارات وتسيطر على سوق السيارات العالمي وأيضا ً شركات اآلالت وصناعة القطع تحتكر
بدورها القطع التي تنتجها لتصليح السيارات األلمانيّة ،فلذلك نرى ّ
أن أسعار السيارات األلمانيّة
وقطعها أغلى من السيارات األخرى ،وقد يكون هناك منافسين للسيارات األلمانيّة ولكن ليست
بجودة تصنيع ألمانيا ،وكذلك الواليات المتّحدة بالسيارات والمعدات اآلليّة ،واليابان تحتكر في
صناعتها للحديد وما شابهها في أمور التكنولوجيا فهي الرقم واحد عالميّا ً في صناعة التكنولوجيا
أن القطع أو األجهزة اليابانيّة من أغلى األجهزة للجودة التي تصنّعها من الحديد ومواد أخرى ، فتجد ّ
فعمليّة اإلحتكار ال تحدث فقط في استخالص الحديد وإنّما أيضا ً على تصنيع الحديد.
ففي مصر ـ على سبيل المثال ـ تبدو إشكالية االحتكار واضحة للغاية ،وخاصة في صناعة الحديد؛
نتيجة الحتكار أحد قيادات الحزب الوطني (الحاكم) لهذه الصناعة ،األمر الذي انعكس بدوره على
ضا في ارتفاع في سوق العقارات المصري بشكل ارتفاع باهظ في تكاليف البناء ،وهو ما ساهم أي ً
الفت.
وفى دراسة حديثة أكد فيها الدكتور فرج عبد الفتاح (الخبير بمعهد البحوث والدراسات األفريقية في
جامعة القاهرة) أن ظاهرة االحتكار وطرق عالجها في االقتصاد المصري تتمثل في ضرورة تطبيق
سياسة المنافسة ،وتفعيل دور "جهاز حماية المنافسة" ومنع االحتكار ،وقيام هذا الجهاز بإيقاع
قرارات إدارية لها الطبيعة العقابية ،وهو أمر يجب إسناده للجهات القضائية المتخصصة ،فيما يظل
للجهاز دوره األساسي في إرساء قواعد المنافسة ومنع االحتكار.
عزا عدد من الفالحين الغاضبين الزيادة في أسعار الخضر والفواكه في األيام األخيرة لسنة 2018
بمجموعة من األسواق في العديد من المدن المغربية ،وعلى رأسها مدن الدار البيضاء وفاس أكادير
بذور مجموعة من الخضر ،تأتي في مقدمتها بذور َ ومراكش وتطوان ،إلى احتكار بعض المضاربين
البطاطس المستوردة من الخارج .من بين األسباب المؤدية إلى االرتفاع المهول للخضر والفواكه في
احتكار مضربين للبذور ،وهو األمر الذي كان أيضا محط شكاية تقدمت بها كل من
ُ هذه الفترة من السنة،
تعاونية الفتح لإلنتاج وتسويق المنتوجات الفالحية والجمعية المغربية للمستخدمين والمهنيين في سوق
الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء .وأكدت هذه الشكاية ،والموجهة إلى وزير العدل والحريات،
على ضرورة فتح تحقيق في االرتفاع المهول والصاروخي في أثمنة بذور البطاطس المستوردة وفي
جودتها وسبب احتكارها من لدن أحد المضاربين في إقليم الجديدة ،خاصة وأنه ال يتوفر ،كما جاء في
الشكاية ،على أبسط الشروط المنصوص عليها في قانون إنتاج وتسويق البذور المختارة .وأكدت الشكاية
نفسها أن هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي توفرها من أجل تسويق البذور ،ومن بينها ضرورة
الحصول على رخصة رسمية مسلمة من طرف مصالح وزارة الفالحة ،وتوفر كل من يسوق البذور
على مهندس مصرح به لمدة ستة أشهر على األقل في مصالح صندوق الضمان االجتماعي ،والتوفر
على محل لتخزين هذه البذور.
ومن أمثلة أسواق االحتكار بصفة عامة :نجد االحتكار في صناعة السيارات ،وشبكات البث
التليفزيوني أو المرئي ،أما المنافسة االحتكارية وأبرز أمثلتها سوق الخدمات مثل :المطاعم،
والصناعة ،والمالبس ،والخدمات المصرفية ،وما إلى ذلك.
وعادة ما تكون آثار االحتكار أشد قسوة ،عندما تمارسه مجموعة متضامنة أو الشركات الضخمة
وفيرا ،تستطيع بموجبه أن تتحكم في السوق ،وأن تفرض ً التي تمتلك رؤوس أموال كبيرة وإنتا ًجا
أسعارا فيها مغاالة فادحة وهو ما يعرف في علم االقتصاد باحتكار القلة؛ حيث يقوم عدد قليل من
ً
الشركات أو مصادر توريد السلع بالسيطرة على سوق صنف معين من المنتجات أو الخدمات.
.1تفتقر المؤسسة االحتكارية إلى الكفاءة اإلنتاجية او الفنية ألنها تقوم بإنتاج السلعة التي تعضم أرباحها
.2االحتكار يؤدي إلى تقيد عرض السلعة بقصد رفع سعرها في السوق
.3إعادة توزيع الدخل القومي في المجتمع لمصلحة المساهمين والمالكين للمؤسسة االحتكارية على
حساب فئة المستهلكين للسلعة أو الخدمة الذين يتحملون أعباء إضافية نتيجة ارتفاع سعرها .
–4يساهم في تعظيم حجم ثروة المحتكر بشكل كبير وفي زمن قياسي مع تحكمه في األسعار.
–5يؤدي إلى ضعف المنافسة وانعدام وجود حافز مع عدم االهتمام بجودة المنتج المقدم أو الخدمة.
–6التحكم في حركة األسعار يؤثر سلبا على التضخم ومن ثم القوة الشرائية للنقود وترك آثار سلبية
–7ضعف أداء القطاع الذي يعمل به المحتكر وإمكانية حصوله على استثمارات جديدة تساهم في دعم
االقتصاد.
–8ضعف دور الجهات الرقابية والمساعدة في انتشار الفساد اإلداري والرشاوي ضمانا لبقاء “المنتج
-9يؤدي إلى ضعف المنافسة وانعدام وجود حافز مع عدم االهتمام بجودة المنتج المقدم أو الخدمة
-11يؤثر بالسلب على التضخم .ضعف أداء القطاع الذي يعمل به المحتكر
. -12زيادة ثورة المحتكر .ضعف دور الجهات الرقابية والمساعدة في انتشار الفساد اإلداري
والرشاوي
وتبقى اإلشارة إلى أن اإلسالم نبذ االحتكار وحرمه فال يعقل أن يستأثر شخص أو شركة بالتحكم فيما
سيأكله الناس أو ما هو ضروري لحياتهم ،وصدق رسول هللا صلي هللا عليه وسلم حين قال في الحديث
الذي رواه ابن ماجه“ :من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه هللا بالجذام واإلفالس”.
إن مكافحة االحتكار باتت خيارا ً أولويا ً على قائمة اإلصالحات االقتصادية ،وتأتي معرفة العوائق
والتحديات التي تواجه مكافحة االحتكار أسلوبا ً واقعيا ً وبذرة تشخيص موضوعية تساعد على التعامل مع
هذا النوع من المشكالت االقتصادية المؤثرة؛ ومن تلك العوائق غياب المعلومات القطاعية واإلحصاءات
الدقيقة عن كثير من األنشطة التجارية ،وهو ما يلقي بالمسؤولية على عاتق المؤسسات واألجهزة
الحكومية -بالذات الوزارات والهيئات المعنية بالقطاع الخاص -لطرح التقارير والمعلومات للعموم
وتحديثها باستمرار لمساعدة الكتاب والمتخصصين في إعطاء التوصيات والمعالجات المتقدمة بشكل
دقيق ،ومن ناحية أخرى لتعزيز التكامل بين الهيئات والمؤسسات في ممارسة أدوارها الرقابية
والخدماتية بجودة وسرعة.
ومن التحديات حداثة مفهوم المنافسة المشروعة في المجتمع المحلي ،إذ ال تزال "ثقافة التاجر الشاطر"
سائدة في مجتمع األعمال بما تحمله من تلقائية وسطحية في األفكار والسلوكيات التجارية خصوصا ً لدى
بعض الشركات العائلية وتجار العقار ،وهو ما يجعل التاجر ينظر إلى قوانين المنافسة كنوع من التدخل
في شؤونه المالية وتضييقا ً من أفق عالقاته وممارساته أو اتفاقاته ،وفي الوقت ذاته تظل تلك الثقافة
السائدة تيارا ً هوائيا ً جامحا ً يكاد يقتلع ما قد يجد في طريقة من محاوالت متفاوتة لنشر ثقافة المنافسة
العادلة بمفهومها الجميل الذي يعزز النمو واالبتكار ويشجع على االستثمار ويحمي المستثمرين ويمنح
الغطاء البيئي اآلمن للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وشباب األعمال.
ومن أهم التحديات كذلك تفاوت مستوى فاعلية تطبيق نظام المنافسة وقواعده النظامية ،ومن المتقرر أن
الهيئة العامة للمنافسة هي الجهة الرسمية المعنية بتطبيق نظام المنافسة وإصدار القواعد واللوائح الهادفة
إلى تعزيز المنافسة العادلة ومكافحة الممارسات االحتكارية كما نص عليه تنظيمها ،وتعد لجنة النظر
والفصل في مخالفات نظام المنافسة الجهة ذات االختصاص شبه القضائي في إيقاع العقوبات على
مخالفي نظام المنافسة والئحته التنفيذية وتخضع قراراتها لرقابة القضاء اإلداري ،وتعلن الهيئة القرارات
العقابية بعد اكتسابها القطعية تأكيدا ً لقوة النظام وشفافية أدوارها الرقابية ونتائج مباشرتها النظامية للوقائع
االحتكارية بعد التأكد من استنفاد المحتكر المخالف لكافة الضمانات المقررة في األنظمة ،وقد أثمرت
جهود الهيئة إلى حد متقدم في تفعيل نظام المنافسة وتطبيق أحكامه؛ إال أن تلك الجهود ومنذ 13عاما ً ال
تزال بنظري في أطوار النمو إذا ما أُخذ باالعتبار مستوى التطلعات وعبء المسؤولية الذي يتنامى بقدر
تنامي حجم التحول االقتصادي لجذب االستثمارات وتقليل االعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل،
ويأتي تدعيم الهيئة بالخبرات والكفاءات والتجارب الدولية واحدا ً من أهم الخطوات الجديرة بتجاوز
التحديات ،وعامالً مهما ً في تفعيل "نظام المنافسة" كما هو حال قوانين المنافسة ومنع االحتكار في أمريكا
واالتحاد األوروبي.
ال شك بأن أمام الهيئة العامة للمنافسة الكثير من التحديات التي تتطلب تكامل األدوار المؤسساتية
والمجتمعية لتؤدي وظيفتها الرقابية ودورها التوعوي ومسؤولياتها التنظيمية بالمستويات العليا للتعامل
مع أفق األنشطة التجارية الملبَّد بالكثير من الممارسات االحتكارية؛ ولخلق بيئة استثمارية تقوم على
أسس العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص ،ولتعزيز سلوكيات التنافس المشروع ،ولتكريس الدور الحيوي
للمبادئ القانونية العادلة التي قررتها المملكة في نظامها األساسي وممارساتها القضائية وارتكزت عليها
ق متانة اقتصادها واستدامته
تجذير مكانتها اإلقليمية وريادتها العالمية وتعمي ِ
ِ رؤيتها وبرامجها التنموية في
وتنوعه.
خالصة :
يعتبر االحتكار جريمة من أكبر الجرائم االقتصادية ألنه صورة من صور أكل أموال الناس
بالباطل و المحتكر ملعون من هللا ورسوله وظالم و باغي وطاغية ويجب علي ولي األمر منعه
من االحتكار و تطهير األسواق بحيث تكون خالية من الغش والغرر والجهالة والتدليس وأكل
أموال الناس بالباطل .
كما يجب إصدار تشريعات لمنع رجال األعمال من التغلغل إلي األجهزة التشريعية والتنفيذية
للتأثير في القرارات بما يخدم مصالحهم الخاصة علي حساب المصالح العامة وحتي ال يفسدوا
األسواق ويظلموا الناس .
كما ال يجوز أن يشتغل الوالة و أعوانهم بالتجارة وما في
حكمها من األعمال ألن ذلك يسبب ضررا ببقية رجال األعمال
و باألسواق .فيما يتعلق بالسلع واحتكارها ،فإنه ال فرق بين أن تكون السلعة المحتكرة منتجة إنتاجا ً
خاصا ً ،أو مشتراه من السوق الداخلية ،أم مستوردة من الخارج ،فالكل احتكار ما دامت النتيجة
واحدة وهى لحوق الضرر .
رابعا ً :إن على الدولة أن تتدخل لحماية أفرادها من عبث العابثين ومصاصي دماء الشعوب ،وذلك
باتخاذ اإلجراءات المناسبة الكفيلة بقطع دابر االحتكار وإعادة الثقة والطمأنينة إلى نفوس
المواطنين
وأخيرا البد من وجود قانون يحمي المنافسة ويمنع االحتكار ويكون مصاحبا لعملية الخصخصة حيث إن
اهم العوامل األساسية لنجاح عملية الخصخصة إنما يكمن في مراعاتها للظروف السائدة وعدم تأثيرها
على معيشة الفرد ..فالهدف هو رفع مستوى معيشة الفرد وليس العكس.
الفهرس
تقديــــــــــم01…………………………………………………………………………………………………………….
الفصل األول :الحرية االقتصادية……………………………………………………………………………………02
المحور األول :الحرية االقتصادية………………………….02……............……………………………..............
مفهوم الحرية االقتصادية…………04…………………………………………………………………....... -1
معايير الحرية االقتصادية……04………………………………………………………………………….... -2
المحور الثاني :االحتكار……………………………………………………………………………………05
تعريف االحتكار …………………………………………………………………06…………………….......... -1
صفات االحتكا……………………………………………………………………07…………………........... -2
نشأة االحتكار………………………………………………………………………………07……………..... -3
لماذا االحتكار؟………………………………………………………………………………………………07 -4
التمييز في السعر……………………………………………………………………………………………08 -5
-IIاالحتكار في االقتصاد الوضعي و رأي اإلسالم فيه………09…………………………………………….........
-1االحتكار في البيع10…………………………………………………………………………………………………..
-2االحتكار في الشراء…………11………………………………………………………………………………….....
-3االحتكار المتبادل…………11………………………………………………………………………………..........
احتكار القلة………12………………………………………………………………………………………….............
المنافسة االحتكارية……………………13……………………………………………………………………………...
تفسير المنافسة االحتكارية………………13…………………………………………………………………...........
عدد الشركات………14…………………………………………………………………………………...................
التمييز بين المنتجات……………15…………………………………………………………………………............
اتخاذ القرار……………………………………………………………………………………………………………16
مرونة
الطلب………………17………………………………………………………………………………………………….....
الربح االقتصادي17………………………………………………………………………………………………………..
االحتكار
الحكومي………17…………………………………………………………………………………………………..........
تاتير االحتكار على االقتصاد18…………………………………………………………………………………………..
هل توجد عالقة بين االحتكار واالقتصاد المواز…………18………………………………………..…………….....
الرقابة………18……………………………………………………………...………………........... االحتكار وضعف ّ
متى الحرب على االحتكار؟……………19……………………………………………………………………………...
سعر ّية في سنة 19……………………………………………………..……………2018 المخالفات االحتكاريّة وال ّ
III-نمـــــــــــــــــاذج االحتـــــــــــــــــكار ،سلبياتـــــــــه ،و سبــــــل مكافحـــــــته…………20………………...
نمـــــاذج االحتـــــكــا ر…………20……………………………………….....………………………………. 1-
-1.1احتكار التجارة في اإلسالم 20…………………………………………………………………………….....
1.2االحتكار الصناعي …………………………20………………………………………………………………….....
-1.3االحتكار الفالحي المغرب كنموذج………………………………………………………………………………21
2-سلبيـــــــــــــــــــات االحتكار……………………………22………………………………………………………....
-3مكافحة االحتكار لتعميق متانة االقتصاد24………………………………………………………………………….
خالصة ………………………………25……………………………………………………………………………….....