You are on page 1of 26

‫تقديــــــــــم ‪:‬‬

‫تعتبر الحرية حق أصيل تنطوي عليه بقية الحقوق اإلنسانية وهو حق أسست له رسالة اإلسالم ؛ وهو‬
‫حق كرم هللا به بني آدم في الرساالت السماوية جميعا ً ؛وقبل أن يتناوله الغرب أي قبلهم بقرنين ويزيد إذ‬ ‫ٌ‬
‫قال هللا ربنا تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم)‪ ..‬؛ و حتى قبل بدايات الفالسفة الغربيين في مجرد التفكير أو‬
‫التحدث عنها في عام ‪ .888‬ورغم أن مفهوم الحرية قديم قدم الزمن إال أن المصطلح ) ‪( freedom‬‬
‫الذي نعرفه اليوم كان قد ظهر ألول مرة عند الغربيين ليتم بعد ذلك التطرق إلى مجموعة من الحريات‬
‫أبرزها‪:‬الحرية االقتصادية‪.‬‬
‫ففي أوسط القرن التاسع عشر‪ ،‬نادت البشرية في صرخة عفوية حادة تقول "النظام الطبيعي" والعودة إلى‬
‫أصل وطبيعة األشياء‪ ،‬فطالما مجد "روسو" للحياة السلمية الفاضلة عند سكان الحقول حيث كان‬
‫الطبيعيون‪ ،‬وتسير األمور فيه وفقا ً قوانينها العفوية الطبيعية‪.‬‬

‫وكان الفيزوقراطيون الطبيعيون أول من ألقى األضواء على كيفية توزيع الثروات بين الطبقات العاملة‬
‫المنتجة (أي مجتمع المنتجين فقط) في أمة من األمم‪ ،‬كما أن "كيسنا" و"تيرغو" كانا أول من رسم‬
‫المالمح األولى لتقسيم طبيعي للمجتمع إلى عدة طبقات‪ ،‬وكان أهم تقسيم لهم ذلك الذي يستند إلى زراعة‬
‫األرض‪ ،‬وكان بذلك الطبيعيون هم أول من أدخلوا كلمة "طبقة" في قاموس اللغة االقتصادية على‬
‫اإلطالق‪ ،‬ومن هنا بدأ العالم وكل األبحاث االقتصادية والتجارية واالجتماعية تدخل في حساباتها‬
‫التقسيمات المجتمعية والطبقات المختلفة لتحدد الفئات المستهدفة من كل بحث أو دراسة‪.‬‬

‫ومع ا نتشار هذا المذهب ظهرت أول نتائج انهيار فكرة التنظيم الحكومي‪ ،‬وتدخل الدولة في االقتصاد‪،‬‬
‫وبالتالي في النظام االجتماعي‪ ،‬وبالتالي ال دخل للدولة في تحقيق العدالة االجتماعية من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫حيث تترك األمور االقتصادية واالجتماعية على طبيعتها‪ ،‬وتبرير الفوارق االجتماعية وعدم المساواة‪،‬‬
‫ألن هذه الفوارق أن هي كما يرى إال نتيجة حتمية لقوانين الطبيعة التي قد ال يدركها العقل‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يقرها ألنه محدود العلم والفهم بتركيب الكون‪ ،‬إال أن أصحاب هذا المذهب اعترفوا بوجود حقوق طبيعية‬
‫مغايرة للحقوق الوضعية التي اصطلح عليها البشر‪.‬‬

‫وانتهى الفيزيوقراطيون إلى أن النطاق الطبيعي هو الذي يحدد لإلنسان ما له وما عليه من حقوق‬
‫وواجبات‪ ،‬أما القوانين الوضعية فما هي إال تفسير وتبرير للقوانين الطبيعية‪ .‬وضربوا مثال من الحقوق‬
‫الطبيعية للبشر‪ :‬حق التملك والعمل واألمن والحرية و حق المنافسة‪...‬‬
‫وفي هذا البحث الذي نحن بصدد صياغته سنتناول موضوع الحرية االقتصادية و بالضبط حرية‬
‫االحتكار‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬الحرية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ ‬المحور األول‪ :‬الحرية االقتصادية‪.‬‬


‫‪ -1‬مفهوم الحرية االقتصادية‬

‫يقصد بالحرية االقتصادية التحرر من جميع القيود التي من شانها إن تفوق االقتصاد أو تحد من حرية‬
‫التجارة و العمل و هذه الحرية تتمثل في أمور عديدة لها صلة وثيقة برفع القيود عن التجارة و العمل‬
‫وهذه األمور هي‪:‬‬
‫•حرية جميع األنشطة االقتصادية أيا كانت صورها و أشكالها‪.‬‬
‫•حرية تداول الثروات بين الناس وتحويلها من ثروة إلى أخرى دون قيود‪...‬‬

‫وتعتبر الحرية االقتصادية مذهبا اقتصاديا يقوم على دعامتين‪:‬‬


‫‪-‬افتراض أن الفرد يزداد إنتاجه عندما تُتاح له فرصة تحقيق مصالحه الخاصة دون أي قيود أو تدخل‬
‫في شؤونه‪.‬‬
‫‪-‬اإليمان بأن هناك قوانين طبيعية تكفل سعادة األفراد وحرياتهم‪ ،‬وبأن من شأن تدخل الحكومة تعطيل‬
‫هذه القوانين أو تعويقها على أقل تقدير‪.‬‬

‫والنظام االقتصادي اإلسالمي يحترم هذه الحرية االقتصادية ويعتبرها من الحقوق األساسية لإلنسان‪ ،‬وإن‬
‫كان يضعها في إطار جلب المصالح ودرء المفاسد‪.‬‬

‫يسمح اإلسالم لإلنسان بحرية في النشاط االقتصادي مقيَّدة بحدود من القيم األخالقية‪ .‬إن حرية التملك‬
‫التي أقرها اإلسالم لألفراد ال تهيئ لهم البذل والعطاء لإلعتاق من ذل القيود األرضية فحسب‪ ،‬بل تهيئ‬
‫لهم اإلنفاق في المباح وتوفير المال وتثميره في ظل الشريعة الغراء‪ ،‬ولهذه الحرية منافع جمة‪ ،‬فالتربية‬
‫االقتصادية اإلسالمية تعطي الفرد الحق بالشراء واالستهالك واإلنفاق واالستثمار واالدخار وكل ذلك‬
‫ضمن الضوابط الشرعية اإليمانية‪ ،‬فيضع أعماله جميعها في ميزان االعتدال والقصد‪ .‬والفرد المسلم ال‬
‫يرضى لنفسه أن يتنعم بالمال وال يتذكر إخوانها من حوله فيبادر إلى المساهمة في بناء المجتمع من‬
‫خالل هذا المال‪ ،‬فيشعر في قراره نفسه أنه قدم شيئا للمسلمين‪.‬‬

‫ومن هنا كانت إباحة الملكية الخاصة هي المظهر األول للحرية‪ ،‬والدليل األول على وجودها‪ ،‬والضمان‬
‫أقر حق الملكية الخاصة‪ ،‬إنما أراد بذلك أن يُشبع ذلك الدافع‬ ‫األول لبقائها‪ .‬وإن نظام اإلسالم حين ّ‬
‫الفطري األصيل في اإلنسان‪ ،‬وهو حبّ التملك‪ ،‬فالطفل منذ نعومة أظفاره يحبّ أن يتملك‪ ،‬ويفرح بما‬
‫عا ٍد على ملكه‪ ،‬فطرة هللا ال تلقين اإلنسان‪.‬‬
‫يملك‪ ،‬ويبكي ويصرخ إذا اعتدى َ‬

‫تسعى منظمة التراث وهي منظمة غير ربحية تأسست سنة ‪ 1973‬إلى فهرسة بلدان العالم في مؤشر‬
‫للحريات تسميه مؤشر البلدان اقتصاديا‪.‬‬
‫يتجدد هذا المؤشر كل عام و الغرض منه بيان فوائد الحرية االقتصادية على ازدهار الشعوب و أثار هذه‬
‫الحرية على الصحة و المجتمع وكذلك على تطور المجتمع و الديمقراطية‪.‬‬
‫تعرف هذه المؤسسة مصطلح الحرية االقتصادية على انه لكل إنسان حق أساسي في أن يتحكم بعمله و‬
‫ملكيته‪.‬‬
‫و تعرف الفرد في المجتمعات الحرة اقتصاديا على أن له حرية العمل‪ ،‬التصنيع‪ ،‬االستهالك و االستثمار‬
‫بأي طريقة تسعده‪.‬‬

‫والحكومات في الدول الحرة اقتصاديا تسمح بحرية انتقال رؤوس األموال و البضائع وكذلك تمتنع عن‬
‫تقييد أو إكراه هذه األساسيات حتى و إن كانت من ضروريات المرحلة االقتصادية وذلك لحماية الحرية‬
‫االقتصادية نفسها‪.‬‬

‫يستند مقياس الحرية االقتصادية على ‪ 10‬عوامل مقسمة إلى أربعة مجاميع‬

‫أوال القوانين(حقوق الملكية التحرر من الفساد)‬

‫ثانيا محدودية الحكومة (الحرية الضريبية إنفاقات الحكومة)‬

‫ثالثا كفاءة التنظيم (حرية التجارة حرية العمالة و الحرية النقدية)‬

‫رابعا األسواق الحرة (حرية التبادل التجاري حرية االستثمار الحرية المالية)‬

‫يقوم القائمون على هذه المنظمة بدراسة التقارير الواردة عن االقتصاد ل‪ 178‬بلد من بين ‪ 186‬بلدا ‪.‬‬
‫‪ -2‬معايير الحرية االقتصادية‪.‬‬
‫في عام ‪ 1995‬أعتمد رقم قياسي كمحاولة لقياس «الحرية االقتصادية» للدول‪ .‬وتوصل بعض‬
‫الدراسات االقتصادية المعتمدة له‪ ،‬إلى وجود عالقة بين الرقم القياسي والنمو االقتصادي في الكثير من‬
‫الدول‪ .‬في إطار هذا المؤ ّ‬
‫شر‪ ،‬وضع تعريف للحرية االقتصادية بأنها «حرية إنتاج السلع والخدمات‬
‫واستهالكها‪ ،‬والمتاجرة بها من دون استخدام «القوة» أو «االحتيال» أو «السرقة»‪ ،‬وأن مؤسسات‬
‫تحقيق الحرية االقتصادية تتمثل في‪ :‬حكم القانون‪ ،‬حقوق الملكية الخاصة وحرية التعاقد‪ .‬المقصود بحكم‬
‫القانون أن تحكم الدولة بالقانون وتحتكم إليه في ضوء قيم اجتماعية مشتركة واسعة‪ ،‬ومعايير أخالقية‬
‫تحكمها حركة المجتمع الدينامية‪ ،‬إضافة إلى شمولية القانون والمساواة في الوضعية والفرص المتاحة‬
‫من دون التدخل في الجانب المادي لكونه سيحد من الحرية االقتصادية ذاتها وتتمثل حقوق الملكية بحق‬
‫السيطرة على الملكية واالستفادة منها وحق تحويل الحقوق بوسائل طوعية تحقق للناس االستقالل الذاتي‬
‫وفق معاييرهم وأهدافهم‪ ،‬من دون اللجوء إلى القوة أو االحتيال أو السرقة‪ .‬أما حرية التعاقد فتكمن في‬
‫حرية الناس إلبرام عقودهم وفق قواعد قانونية تتالءم مع ظروفهم الخاصة لكن في إطار الدستور وفي‬
‫أن يتوافر للمتعاقدين حرية االحتكام للقضاء لذا فإن تعريف الرقم القياسي للحرية االقتصادية جاء جامعا ً‬
‫للشروط األساسية أعاله‪ ،‬ونص على أنه يعكس « درجة الحرية االقتصادية التي يتوافر عندها الحق‬
‫المطلق في التملّك وانتقال العمل ورأس المال والسلع في شكل ال يتعرض للحدود الالزمة لحماية‬
‫المواطنين وضمان استدامة الحرية نفسها»‪.‬‬

‫يضم الرقم القياسي للحرية االقتصادية عشرة بنود‪ :‬حرية األعمال‪ ،‬حرية التجارة‪ ،‬الحرية النقدية‪،‬‬
‫الحريات الممنوحة من الدولة‪ ،‬حرية التمتع بأموال الدولة‪ ،‬حقوق الملكية‪ ،‬الحرية االستثمارية‪ ،‬الحرية‬
‫المالية والتمويل‪ ،‬التحرر من الفساد وحرية العمل‪ .‬ويعتقد بعض االقتصاديين أن مكونات الرقم القياسي‬
‫غير كافية لتأشير حسن أداء اقتصاد ما‪ ،‬وأن االقتراب من أعلى درجات الحرية (‪100‬في المائة) ال‬
‫يعني بالضرورة أن السياسات والبيئة االقتصادية لبلد ما‪ ،‬تعتبر األكثر مالئمة لحفز الحرية االقتصادية‪.‬‬
‫وعزز بعض الدراسات التطبيقية القياسية ذلك‪ ،‬بالتوصل إلى عدم وجود ارتباط قوي بين الرقم القياسي‬
‫وبين األداء الفعلي لالقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫‪ ‬المحور الثاني ‪ :‬االحتكار‬

‫‪ -1‬تعريف االحتكار‬

‫يشممممممل االحتكمممممار الكاممممممل نممممموعين ممممممن االحتكمممممار وهمممممما احتكمممممار البيمممممع واحتكمممممار الشمممممراء‬
‫فاحتكمممممار البيمممممع فمممممي المعنمممممى الشمممممائع همممممو انفمممممراد شمممممخص أو هيئمممممة بإنتممممماج وبيمممممع سممممملعة معينمممممة‬
‫لممممميس لهمممممما بممممممديل قريب‪.‬وبممممممذالك يكممممممون العممممممرض الفممممممردي لهممممممذا المنممممممتج هممممممو العممممممرض الكلممممممي‬
‫للسممممملعة ‪.‬وممممممن ثمممممم يسمممممتطيع المنمممممتج المممممتحك م فمممممي السمممممعر ويسممممممى صمممممانع السمممممعر‪ .‬أمممممما احتكمممممار‬
‫الشمممممممراء فهمممممممو تلمممممممك الحالمممممممة التمممممممي يكمممممممون فيهممممممما مشمممممممتر واحمممممممد بغمممممممض النظمممممممر عمممممممن عمممممممدد‬
‫البائعين‪.‬فالطلب الفردي هو الطلب الكلي ‪.‬‬

‫‪ -2‬صفات االحتكار‬

‫‪ ‬وجود منتج واحد فقط أو مشتر واحد فقط‪.‬‬


‫يشممممممترط فممممممي االحتكممممممار أن تكممممممون السمممممملعة التممممممي ينتجهمممممما المحتكممممممر سمممممملعة وحيممممممدة ال‬ ‫‪‬‬
‫يوجد لها بديل جيد أو شبه جيد يمكن أن يحل محلها‪.‬‬
‫سممممميطرة المنمممممتج علمممممى حجمممممم اإلنتممممماج لكمممممي يسمممممتطيع أن يمممممتحكم فمممممي الكميمممممة المعروضمممممة‬ ‫‪‬‬
‫من السلعة ضروري إلحكام االحتكار ‪.‬‬
‫البمممممد ممممممن وجمممممود عوائمممممق للمممممدخول فمممممي الصمممممناعة وبمممممذلك السمممممتطيع أي منمممممتج دخمممممول‬ ‫‪‬‬
‫مجال الصناعة وبالتالي يسيطر المحتكر على اإلنتاج وحده ‪.‬‬
‫عممممممدم الحاجممممممة إلممممممى الدعايممممممة والتممممممرويج لبيممممممع منتجممممممات المنشمممممماة الن سمممممملعة المحتكممممممر‬ ‫‪‬‬
‫هي السلعة الوحيدة في السوق وال يوجد لها بديل من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫‪ -3‬نشأة االحتكار‬

‫احتكمممممار البيمممممع التمممممام عبمممممارة عمممممن سممممموق تتمممممولى فيهممممما منشممممماة وحيمممممده بيمممممع سممممملعه أو خدممممممة‬
‫اليوجمممممد لهمممممما بممممممد يل وسمممممموقها بأكملمممممه مممممممن نصمممممميب هممممممذه المنشممممماة ‪.‬ويعنممممممي ذالممممممك أن المرونممممممة‬
‫التبادليمممممة للطلمممممب همممممي مرونمممممة تكممممماد أن تكمممممون منعدممممممة أي مايسممممماوي أو يقمممممرب ممممممن الصمممممفر‬
‫ولمممممذلك لعمممممدم وجمممممود بمممممديل لهمممممذه السممممملعة ممممممن وجهمممممة نظمممممر المسمممممتهلك وفمممممي همممممذه الحالمممممة فمممممان‬
‫المنشمممماة فممممي ظممممل االحتكممممار تعتبممممر ممممممثال للصممممناعة بأكملهمممما ألنممممه اليوجممممد غيرهمممما فممممي ميممممدان‬
‫هذه الصناعة ‪.‬‬
‫قمممممد يكمممممون االحتكمممممار المطلمممممق عامممممما أي الدولمممممة نفسمممممها همممممي المحتكمممممرة إلنتممممماج سممممملعة أو خدممممممة‬
‫معينمممممة أو احتكمممممار خممممماص‪ .‬وينشممممما االحتكمممممار فمممممي السممممموق نتيجمممممة لظمممممروف وعواممممممل مختلفمممممة‬
‫نجملها في ما يلي ‪.:‬‬
‫‪ ‬االحتكار الطبيعي‬
‫طبيعممممممة بعممممممض أنممممممواع اإلنتمممممماج واتصممممممالها بالمصممممممالح العامممممممة للدولممممممة تحممممممتم قيممممممام مثممممممل هممممممذا‬
‫االحتكممممممار الطبيعممممممي‪ .‬مثممممممل المرافممممممق العامممممممة للدولممممممة كالكهربمممممماء والميمممممماه والسممممممكك الحديديممممممة‬
‫وغيرهمممما ‪ .‬وغالبمممما ممممما تحتكممممر الدولممممة مثممممل هممممذا النمممموع مممممن االحتكممممار الطبيعممممي وذلممممك بهممممدف‬
‫تقمممممميم مثممممممل هممممممذه الخممممممدمات بأقممممممل التكمممممماليف وبأحسممممممن الوسممممممائل الرتباطهمممممما بالمصممممممالح العامممممممة‬
‫االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬االحتكار القانوني‬
‫يمكممممممن لمنممممممتج واحممممممد أن يتممممممولى إنتمممممماج سمممممملعة أو خدمممممممة معينممممممة بحكممممممم القممممممانون‪.‬ففي حالممممممة‬
‫اختممممممراع أو ابتكممممممار سمممممملعة معينممممممة يحممممممق لصمممممماحبها بحكممممممم بممممممراءة االختممممممراع أن يسممممممتغلها دون‬
‫غيرة‪.‬كممممممذلك فممممممي حالممممممة شممممممراء حممممممق امتيمممممماز مممممممن الدولممممممة السممممممتغالل مممممممورد طبيعممممممي معممممممين‬
‫كالمنممممماجم والمحمممممافر أو حمممممق امتيممممماز إنتممممماج سممممملعة أو خدممممممة معينمممممة فيسممممممى احتكمممممارا قانونيممممما‪.‬‬
‫وفممممي مثممممل هممممذه الحمممماالت اليجممممموز لمنممممتج أخممممر منافسممممة هممممذا المنمممممتج فيممممما يحصممممل عليممممة ممممممن‬
‫حقممممموق ‪.‬فممممممثال لممممموان الدولمممممة منحمممممت احمممممد المنتجمممممين حمممممق امتيممممماز اسمممممتقالل المواصمممممالت داخمممممل‬
‫الدولمممممة فممممم ال يجممممموز قانونممممما ألي منمممممتج أخمممممر اسمممممتخدام همممممذا الحمممممق وانشممممماء شمممممبكة مواصمممممالت‬
‫منافسة للمنتج صاحب حق امتياز ‪.‬‬

‫‪ ‬االحتكار الفعلي‬
‫تتطلمممممممب بعمممممممض المشمممممممروعات خبمممممممرات ضمممممممخمة ورأس ممممممممال كبيمممممممر ممممممممما يجعمممممممل فمممممممرص‬
‫الممممدخول لمنافسممممة مثممممل هممممذه الصممممناعات صممممعبا جممممدا‪ .‬فضممممال عممممن ذلممممك فممممان حجممممم سمممموق بيممممع‬
‫السمممممملعة أو الخدمممممممة يكممممممون غالبمممممما مناسممممممبا للحجممممممم األمثممممممل للطاقممممممة اإلنتاجيممممممة للمنشممممممأة العاملممممممة‬
‫فعمممممال فمممممي إنتممممماج همممممذه السممممملعة أو الخدممممممة ‪ .‬ويعنمممممي ذلمممممك أن حجمممممم إنتممممماج المشمممممروع الواحمممممد‬
‫يكممممممون تقريبمممممما كافيمممممما لسممممممد حاجممممممة السمممممموق مممممممن السمممممملعة أو الخدمممممممة حيممممممث أن حجممممممم اإلنتمممممماج‬
‫قريمممممب ممممممن الحجممممممم األمثمممممل للطاقممممممة اإلنتاجيمممممة ‪ .‬فعنمممممد دخممممممول مشمممممروع جديممممممد سممممميؤدي إلممممممى‬
‫زيممممادة العممممرض الكلممممي أكثممممر مممممن الطلممممب الكلممممي مممممما قممممد يممممؤدي إلممممى خفممممض األسممممعار إلممممى اقممممل‬
‫مممممممن التكمممممماليف المتوسممممممطة بالنسممممممبة للمشممممممروعين اللممممممذين يعمممممممالن بطاقممممممة إنتاجيممممممة قريبممممممة مممممممن‬
‫الحجم األمثل للطاقة اإلنتاجية لمثل هذه الصناعة ‪.‬وكالهما سيحقق خسائر ‪.‬‬

‫‪ ‬احتكار مصادر عناصر اإلنتاج‬


‫يسمممممميطر المحتكممممممر فممممممي العممممممادة علممممممى مصمممممممادر عناصممممممر اإلنتمممممماج والمممممممواد وجميممممممع لممممممموازم‬
‫اإلنتممممماج لكمممممي يسمممممتطيع المممممتح كم فمممممي االحتكمممممار‪ .‬وبمممممذلك السمممممتطيع المنمممممتج الجديمممممد ممممممن جمممممذب‬
‫مثل هذه العناصر أليه مما يزيد من مشاكل الدخول في الصناعة ‪.‬‬
‫‪ ‬السيطرة على سوق البيع‬
‫قمممممد يسممممميطر المحتكمممممر علمممممى سممممموق البيمممممع عمممممن طريمممممق كثمممممرة الدعايمممممة واإلعمممممالن ممممممما يقنمممممع‬
‫المسممممتهلك بممممما يقمممموم بممممه مممممن إنتمممماج ويجعلممممه يتمسممممك بسمممملعة المحتكممممر ويفضمممملها علممممى غيرهمممما‬
‫ممممممممن سممممممملع المنتجمممممممين الحممممممماليين أو المسمممممممتقبليين‪.‬ولذلك يلمممممممزم المنمممممممتج الجديمممممممد الراغمممممممب فمممممممي‬
‫دخممممممول هممممممذا المجممممممال ومنافسممممممة المحتكممممممر تضممممممحيات ماليممممممة ضممممممخمة لإلنفمممممماق علممممممى كممممممرق‬
‫الدعايممممممة واإلعممممممالن وطممممممرق التسممممممويق وغيرهمممممما لجممممممذب المسممممممتهلك لجانبممممممه واقناعممممممه بالسمممممملعة‬
‫الجديمممممدة ‪ .‬وهمممممذه الت ضمممممحيات الماليمممممة الضمممممخمة فمممممي بدايمممممة العممممممل تعرقمممممل ممممممن المممممدخول فمممممي‬
‫مجال اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬خفض األسعار‬
‫عمممممادة مممممما يلجممممما المحتكمممممر الموجمممممود فمممممي السممممموق إلمممممى سياسمممممة خفمممممض األسمممممعار‪.‬فالمحتكر عنمممممد‬
‫شمممممعوره بمحاولمممممة منمممممتج أخمممممر جديمممممد يرغمممممب فمممممي المممممدخول إلمممممى السممممموق يلجممممما إلمممممى خفمممممض‬
‫األسمممممعار ولمممممو بصمممممفة مؤقتمممممة ممممممما يمممممؤدي إلمممممى خسمممممائر متوقعمممممة للمنمممممتج الجديمممممد قمممممد يحجمممممم‬
‫بسممممببها عممممن سياسممممة الممممدخول ‪ .‬وعنممممد الممممتخلص مممممن المنممممتج الجديممممد يلجمممما المحتكممممر مممممن جديممممد‬
‫لرفممممع األسممممعار لتعممممويض مممممالحق مممممن خسممممائر بسممممبب سياسممممة خفممممض األسممممعار التممممي كممممان قمممممد‬
‫اتبعها لعرقلة الدخول في مجال إنتاجه ‪.‬‬

‫‪ -4‬لماذا االحتكار؟‬

‫هنممممماك عمممممدة أسمممممباب تجعمممممل المنشممممماة تبتعمممممد عمممممن المنافسمممممة وتصمممممبح بالتمممممالي احتكاريمممممة وممممممن‬
‫أهم تلك األسباب‪:‬‬
‫‪ ‬العالمممممممممات المميممممممممزة أو بممممممممراءات االختممممممممراع إذ يمكممممممممن إن تصممممممممبح إحممممممممدى المنشممممممممات‬
‫محتكمممممره إذا أعطيمممممة الحمممممق المطلمممممق فمممممي إنتممممماج السممممملعة التمممممي عملمممممت علمممممى تطويرهممممما‬
‫بشكل أو بأخر ‪.‬‬

‫‪ ‬الملكيممممممة التامممممممة ألحممممممدى مممممممواد الخممممممام إذ يمكممممممن إن تصممممممبح إحممممممدى المنشممممممات محتكممممممرة‬
‫إذا سمممممميطرت علممممممى إجمممممممالي المعممممممروض مممممممن إحممممممدى المممممممواد الخممممممام الالزمممممممة إلنتمممممماج‬
‫سلعه معينه‪.‬‬

‫‪ ‬حمممممق االمتيممممماز إذ يمكمممممن أن تصمممممبح إحمممممدى المنشممممماة محتكمممممرة إذا أعطيمممممت امتيمممممازا ممممممن‬
‫قبل الحكومة لتقديم سلعة أو خدمه‪.‬‬

‫‪ ‬اقتصمممممماديات الحجممممممم الكبيممممممر ويمكممممممن أن تصممممممبح إحممممممدى المنشممممممات محتكممممممرة فممممممي حالممممممة‬
‫وصممممول تكلفممممة إنتمممماج الوحممممدة الواحممممدة إلممممى ادنممممي قيمممممة لهمممما عنممممد حجممممم إنتمممماج مرتفممممع‬
‫لدرجة يلبي فيها جميع احتياجات السوق‪.‬‬
‫‪ -5‬التمييز في السعر‬

‫يسمممممود فمممممي السممممموق سمممممعر موحمممممد وبمممممذلك يفمممممرض السمممممعر علمممممى المنمممممتج وال يهمممممتم بالسياسمممممة‬
‫السممممعرية بممممل يركممممز كممممل اهتمامممممه علممممى اإلنتمممماج ‪.‬أممممما فممممي حالممممة االحتكممممار فممممان المنممممتج يسممممعى‬
‫إلممممممى تحقيممممممق اكبممممممر ربممممممح ممكممممممن وان سياسممممممة األسممممممعار تلقممممممى اهتماممممممما كبيممممممرا منممممممه ويعتبممممممر‬
‫صمممممانع السمممممعر أي انمممممه همممممو المممممذي يسمممممتطيع تحديمممممد السمممممعر كمممممما يشممممماء فمممممي ضممممموء ظروفمممممه‬
‫االقتصممممممادية ‪.‬وبممممممذلك قممممممد يممممممرى المحتكممممممر أن مممممممن صممممممالحه تحديممممممد سممممممعد موحممممممد فممممممي جميممممممع‬
‫األسممممواق وفممممد يممممرى أيضمممما انممممه لكممممي يحقممممق اكبممممر ربممممح ممكممممن البممممد مممممن إتبمممماع سياسممممة تعممممدد‬
‫األسممممممعار لممممممنفس السمممممملعة‪ .‬وهممممممذه السياسممممممة األخيممممممرة تسمممممممى بسياسممممممة التميممممممز فممممممي األسممممممعار ‪.‬‬
‫ويعتممممممد المحتكمممممر فمممممي رسمممممم سياسمممممة التمييمممممز علمممممى الكثيمممممر ممممممن الظمممممروف التمممممي تحممممميط بإنتممممماج‬
‫السلعة نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬صممممممعوبة اتصممممممال المسممممممتهلكين بعضممممممهم بممممممبعض مممممممما يمكممممممن المحتكممممممر مممممممن وضممممممع‬
‫أسممممعار مختلفممممة لكممممل فئممممة مممممن المسممممتهلكين‪ .‬فمممممثال قممممد يحممممدد لالممممماكن التممممي يسممممكن بهمممما‬
‫األغنيممممممممماء أسمممممممممعارا مرتفعمممممممممة عمممممممممن األمممممممممماكن األخمممممممممرى التمممممممممي تسمممممممممكنها الطبقمممممممممات‬
‫المتوسممممممطة‪.‬ولنجاح مثممممممل هممممممذه التفرقممممممة فممممممي األسممممممعار يعتمممممممد المحتكممممممر علممممممى عممممممدم‬
‫انتقمممممال المسمممممتهلكين ممممممن سممممموق إلمممممى أخمممممرى لمقارنمممممة األسمممممعار وأيضممممما عمممممدم اتصمممممال‬
‫المسمممممتهلكين فمممممي السممممموقين يبعضمممممهم‪.‬ألنه فمممممي حالمممممة عمممممدم تممممموفر ذلمممممك يسمممممتطيع احمممممد‬
‫المسمممممممتهلكين الشمممممممراء ممممممممن السممممممموق المنخفضمممممممة والبيمممممممع قمممممممي السممممممموق المرتفعمممممممة أو‬
‫يتحول جميع المستهلكين إلى الشراء من السوق المنخفضة ‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعمممممة السممممملعة نفسمممممها قمممممد تسمممممهل علمممممى المحتكمممممر إتبممممماع سياسمممممة التمييمممممز فمممممي األسمممممعار‬
‫‪.‬فممممممثال الخمممممدمات المباشمممممرة التمممممي اليسمممممتطيع المسمممممتهلك إعمممممادة بيعهممممما يمكمممممن للمحتكمممممر‬
‫مممممن وضممممع أسممممعار مختلفممممة لمثممممل هممممذه الخممممدمات مثممممل درجممممة أولممممى درجممممة ثانيممممة فممممي‬
‫المواصالت‪.‬‬
‫‪ ‬الحمممممواجز الجمركيممممممة التممممممي ترفضمممممها الدولممممممة قمممممم د تشممممممجع المحتكمممممر علممممممى التنمممممموع فممممممي‬
‫األسمممممممعار ‪ .‬فممممممممثال فمممممممي الدولمممممممة التمممممممي تفمممممممرض رسممممممموم جمركيمممممممة مرتفعمممممممة علمممممممى‬
‫وارداتهممممما ممممممن الخمممممارج قمممممد تمممممدفع المحتكمممممر الخمممممارجي إلمممممى خفمممممض أسمممممعار صمممممادراته‬
‫إلممممى هممممذه الدولممممة لتسممممهيل عمليممممة البيممممع داخممممل الدولممممة الن سممممعر البيممممع بالممممداخل سمممميزيد‬
‫بسممممممبب الرسمممممموم الجمركيممممممة ‪ .‬إممممممما فممممممي األسممممممواق ذات الرسمممممموم الجمركيممممممة المنخفضممممممة‬
‫أو التمممممي لمممممميس بهمممممما رسمممممموم جمركممممممة فمممممان المحتكممممممر يرفممممممع أسممممممعار الصممممممادرات لهممممممذه‬
‫األسمممممواق معتممممممدا علمممممى أن اسمممممعار اليضممممماف إليهممممما إال القليمممممل ممممممن الرسممممموم الجمركيمممممة‬
‫مممممممما يجممممممل منتجاتممممممه بممممممداخل الدولممممممة تتمتممممممع بمسممممممتوى معقممممممول لألسممممممعار ‪. .‬ويعتمممممممد‬
‫المحتكمممممر فمممممي ذلممممم ك علمممممى إن أعمممممادة التصمممممدير لمممممن تكمممممون مجزيمممممة ممممممما يسممممماعده ممممممن‬
‫فصل السوقين عن بعض‪.‬‬

‫‪ ‬يمكمممممن للمحتكمممممر أن يضمممممع أسمممممعار مختلفمممممة طبقممممما لحجمممممم االسمممممتهالك فممممممثال يضمممممع سمممممعر‬
‫مرتفعممممما للوحمممممدات األولمممممى ممممممن االسمممممتهالك لسممممملعه وثمنممممما منخفضممممما للوحمممممدات التاليممممممة‬
‫وهكمممممذا‪ .‬ويعتممممممد المحتكمممممر فمممممي ذلمممممك علمممممى المنفعمممممة الحديمممممة لمممممدى المسمممممتهلك حيمممممث إن‬
‫الوحمممممدة األولمممممى مممممممن السممممملعة تكممممممون منفعتهممممما مرتفعممممممه عمممممن الوحممممممدات التاليمممممة لهمممممما ‪.‬‬
‫وبمممممذلك يكمممممون المسمممممتهلك مسمممممتعدا لمممممدفع سمممممعر أعلمممممى فمممممي الوحمممممدات األولمممممى يتمشمممممى‬
‫مممممممع منفعتممممممه المرتفعممممممة ‪ .‬أممممممما بالنسممممممبة للمحتكممممممر فمممممممن المعممممممرف أن تكمممممماليف الوحممممممدات‬
‫األولمممممى المنتجمممممة تكمممممون مرتفعمممممة بسممممم بب التكممممماليف الثابتمممممة التمممممي تمممممنخفض عنمممممد زيمممممادة‬
‫حجممممممم اإلنتمممممماج‪ .‬وبممممممذلك مممممممن صممممممالح بيممممممع الوحممممممدات األولممممممى مممممممن السمممممملعة أو الخدمممممممة‬
‫بأسممممممعار مرتفعممممممة والوحممممممدات التاليممممممة بأسممممممعار اقممممممل ألغممممممراء المسممممممتهلك علممممممى زيممممممادة‬
‫حجممممممم اسممممممتهالكه‪ .‬فمممممممثال اسممممممتهالك الكهربمممممماء ممكممممممن تحديممممممد سممممممعر للوحممممممدات األولممممممى‬
‫المسمممممتهلكة بسمممممعر مرتفمممممع وذلمممممك لتغطيمممممة التكممممماليف وبالمممممذات التكممممماليف الثابتمممممة وسمممممعر‬
‫منخفض للوحدات التالية ‪.‬‬

‫‪ ‬قمممممد يلجممممما المحتكمممممر إلمممممى سياسمممممة التميمممممز فمممممي السمممممعر حسمممممب الغمممممرض ممممممن اسمممممتخدام‬
‫السممممملعة‪ .‬فممممممثال عمممممن اسمممممتخدام السممممملعة كممممممادة أوليمممممه ممكمممممن أن يبيعهممممما بسمممممعر ممممممنخفض‬
‫عممممممن اسممممممتخدام السمممممملعة الحلمممممموى‪ .‬كمثممممممل ثمممممممن السممممممكر لالسممممممتهالك المباشممممممر يمكممممممن إن‬
‫يختلمممممف عمممممن ثممممممن السمممممكر كممممممادة أوليمممممة فمممممي صمممممناعة الحلممممموى‪ .‬كمممممذلك أسمممممعار نقمممممل‬
‫الركاب وأسعار نقل البضائع‪.‬‬

‫‪ ‬قمممممد يتخمممممذ المحتكمممممر صمممممورة متعمممممددة أخمممممرى للتمييمممممز فمممممي السمممممعر مثمممممل اسمممممتغالل حمممممب‬
‫الظهمممممممور لمممممممدى بعمممممممض وشمممممممراء السممممممملع ذات السمممممممعار المرتفعمممممممة أو اسمممممممتغالل حمممممممب‬
‫المظهر لدى المستهلك مثل تغليف السلعة أو اللون أو غير ذلك ‪.‬‬

‫‪ -II‬االحتكار في االقتصاد الوضعي و رأي اإلسالم فيه‬

‫االحتكار في االقتصاد الوضعي كلمة تعني عدم وجود منافسة بين الشركات وبعضها البعض كما أن تلك‬
‫الكلمة أيضا تعني سيطرة شركة واحدة على منتج بعينة مهما كانت جودة ذلك المنتج أو سعره نظرا لعدم‬
‫قدرة الشركات المنافسة لهم القيام بتوفير ذلك المنتج لعمالئهم والجدير بالذكر فإن الدول جميعها تبذل‬
‫قصارى جهدها من أجل وضع القوانين الصارمة تجاه المحتكرين في األسواق حيث أن تلك النوعية من‬
‫التجارة تهدف إلى تحقيق تضخم في الثروة لدى شركة أو شخص ما على حساب الطبقات الكادحة في‬
‫مختلف البالد ووسط الضغوط التي تعمل عليها الدول ضد المحتكرين فقد يعمل المحتكرين على خفض‬
‫األسعار الخاصة بالمنتجات األمر الذي يعود عليهم بخسارة جزء من األرباح الخاصة بهم‪ .‬لم يترك الدين‬
‫اإلسالمي أي من األشياء الهامة في الحياة مهما كانت صغيرة أو كبيرة إال وقد تحدث عنها ومن بين‬
‫تلك األشياء الهامة والضرورية االحتكار في الدين اإلسالمي‬
‫لقد حرم الدين اإلسالمي االحتكار ألن به ضرر كبير على الناس وخاصة الطبقة الكادحة الفقيرة كما أن‬
‫االحتكار يهدف بشكل كبير في نشأة روح الكراهية والبغضاء بين المسلمين وبعضهم البعض وهو أمر‬
‫غير محبب في الدين اإلسالمي وقد نهانا عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬كما أن االحتكار ال يوجد‬
‫به التوزيع العادل الذي قد نص عليه الدين اإلسالم‪ .‬ال يفضل أن يتحكم شخص معين أو شركه بعينها فيما‬
‫يحتاج الناس إليه ألنه أمر غير عادل وليس من اإلسالم‪ .‬بهذا االحتكار تتكون القوى الرأسمالية التي مع‬
‫مرور الوقت تتحكم في مصير األفراد بهذا المجتمع مما يجعلهم أشبه بالعبيد لدى أصحاب المال‪.‬‬

‫االحتكار في البيع‬

‫إذا كان المقصود هو االحتكار الذي يذكره الفقهاء في باب البيع‪ ،‬فالجواب أن الفقهاء عرفوه بتعاريف‬
‫متقاربة وتصب في مجملها في معنى واحد هو‪ :‬حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم‬
‫إليها ليرتفع السعر ويغلى‪ ،‬وقد اتفقوا في الجملة على أنه ال يجوز إذا أضر بالناس‪ ،‬وقيدوا ذلك بقيود‬
‫اتفقوا على أغلبها واختلفوا في بعضها‪ .‬ودليل التحريم عندهم ما أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم قال " ال يحتكره إال خاطئ"‪.‬‬

‫ومن الشروط التي يتحقق بها االحتكار‬


‫ـ أن يكون المحت َكر طعاماً‪ ،‬وهذا ما تفيده تعاريفهم له‪ ،‬وقد تقدمت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬وهنالك أقوال أخرى‬
‫يذكرونها في ثنايا كالمهم على االحتكار وتفصيالً‪ ،‬منها‪ :‬أن االحتكار يجري في كل ما يحتاجه الناس‬
‫ويتضررون بحبسه من قوت وإدام ولباس ونحو ذلك‪ .‬ومنها‪ :‬أن االحتكار يجري في الطعام واللباس‬
‫خاصة لمسيس حاجة الناس إليهما‪.‬‬
‫ـ أن يكون تملك السلعة عن طريق الشراء‪ ،‬وهذا مذهب الجمهور‪ ،‬وعليه فلو تملكها عن طريق الهبة أو‬
‫اإلرث‪ ،‬أو كان ذلك حصاد زرعه ثم حبس السلعة فال يعتبر ذلك احتكاراً‪ ،‬وذهب بعض الفقهاء إلى أن‬
‫العبرة إنما هي باحتباس السلع بحيث يضر بالعامة حبسها‪.‬‬
‫ـ أن يكون الشراء وقت الغالء بقصد حبس السلعة حتى يرتفع سعرها ويكثر الطلب عليها‪ ،‬فلو اشتراها‬
‫وقت الرخص وحبسها حتى ارتفع سعرها فال يكون ذلك احتكاراً‪ ،‬وهذا الشرط محل خالف كبير بين‬
‫الفقهاء‪.‬‬
‫ـ أن يترتب على حبسها التضييق والضرر عليهم‪ ،‬وهنالك بعض الصور والتفاريع مختلف فيها‪ ..‬تراجع‬
‫في المطوالت‪.‬‬
‫وأخيرا ً ننبه إلى أن التجار إذا احتكروا ما يحرم احتكاره فإن على الحاكم أن يأمرهم بإخراج ما احتكروه‬
‫وبيعه للناس‪ ،‬فإن لم يمتثلوا ذلك أجبرهم على البيع إذا خيف الضرر على العامة‪ ،‬أو أخذه منهم وباعه هو‬
‫ورد عليهم الثمن‪.‬‬
‫احتكار العرض أو البيع يعني سيطرة من قبل شركة أو شخص أو مجموعة على إنتاج سلعة ومن ثم‬
‫التحكم في حركة سعرها في مواجهة المشترين‪ ،‬والعكس تماما فيما يخص احتكار البيع أو الطلب حيث‬
‫ينفرد مشتر واحد فقط في مواجهة البائعين في طلب السلعة‪.‬‬

‫االحتكار في الشراء‬

‫مشترى واحد‪ ،‬وهو عكس االحتكار ألبيعي‪ ،‬والذي يكون فيه هناك بائع‬
‫ٍ‬ ‫يعني أن يكون هناك‬
‫واحد‪.‬فالمشتري يكون في مركز قوي الستغالل مورد السلعة أو الخدمة المطلوبة‪ .‬ويمكن أن يتم هذا من‬
‫خالل إجبار لمورد على تخفيض األسعار ويكون ذلك إما عن طريق تأجيل الدفع أو عبر فرض معايير‬
‫للجودة ال يستطيع هو أو هي الوفاء بمتطلباتها‪ .‬وقد قيل أحيانا ً أن بعض الشركات اليابانية تقوم باحتكار‬
‫للشراء ‪ ،‬فتقوم بدفع متطلبات حملة األسهم لمورديهم وإجبار ك ٌل منهم على المنافسة بشدة من أجل العمل‪.‬‬

‫االحتكار المتبادل‬

‫رغم أن األحداث الجسام التي يعيشها العرب اآلن تشغل العالم وقد يترتب عليها صياغة مصير ألمة‬
‫بأسرها‪ ،‬إال أننا نتردد أحيانا ً في االقتراب منها وثمة من يلوذون بأحداث أقل فاعلية وتأثيرا ً كيال‬
‫يتورطون بالمساحة الحرجة بين إرهابيين‪ :‬إرهاب رسمي له مؤسساته وأدواته‪ ،‬وإرهاب آخر قد ال يكون‬
‫معلنا ً على المأل لكنه يتسلل خلسة في السجاالت السياسية اليومية بدءا ً من الشارع والمقهى حتى الكتابات‬
‫والتعليقات الجوبلزية التي تحتكر الحقائق وتنذر من يختلف معها بما هو أبعد من التخوين‪ ،‬وأبسط‬
‫أبجديات الديمقراطية إذا كان لها وجود في هذا الواقع الذي يعج بصراعات قبلية وكيدية هو حق ابداء‬
‫الرأي فيما يجري وتتبع الخيوط نحو جذورها‪ ،‬فالسيناريو بات متكررا ً وممالً‪ ،‬ألن السينارست هو ذاته‬
‫وقد أركن الى استراتيجية بائسة تراهن على عمى الضحايا وجهلها وأحيانا ً على اشتباكاتها المحلية‪.‬‬
‫والميديا المشحوذة كالمدية هي األخرى تقترب من أعناق من يصرون على التفكير بالدماغ ال بالقلب‪،‬‬
‫فهي بالمرصاد لمن تسول له نفسه أن يتمهل ولو دقيقة لقراءة هذا النص العربي الغامض‪ ،‬والملغوم من‬
‫ألفه‪...‬‬

‫في بداية الدراما العربية تساءلنا‪ :‬هل هو ربيع شعوب أم شيخوخة نظم ودول ومفاهيم أفقدها التاريخ‬
‫صالحيتها؟ وهناك من زجرونا بأدوات القمع ذاتها المستعارة من النظم الشائخة قائلين‪ :‬ال تهم التسميات‬
‫وذلك انسجاما ً مع عقل سياسي أدمن الشخصنة وتفزعه المفاهيم‪ ،‬ألنه يتعامل مع الواقع بحواسه فقط‬
‫وعلى نحو مباشر‪ ،‬فال يرى ما وراء االكمات والسيناريوهات وكواليس المؤتمرات‪ ،‬وقد يكون فائض‬
‫المكبوتات بدءا ً من الجسد حتى كل مكونات النفس مسؤوال عن حالة الهياج و االحتكار‪.‬‬

‫احتكار القلة‬

‫حالة يكون السوق محكوما من قبل عدد قليل من الموفرين للبضاعة‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬تسيطر ثالث شركات على صناعة الخدمات الالسلكية في كندا – شركة روجرز‬
‫لالتصاالت والتأمين (‪ ،)RCI‬وشركة بي سي ايه للتأمين (‪ )BCE‬التابعة لشركة بيل و تيلوس كورب‬
‫(‪ )TU‬على حوالي ‪ ٪90‬من السوق‪ ،‬و يدرك الكنديون الهيكل السوقي الحتكار القلة وغالبا ما يتجمع‬
‫الثالثة معا باسم "روبلس"‪ ،‬كما لو أنهم ال يمكن تمييزهم عن بعض‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬فإنها غالبا ما تكون‬
‫غير قابلة للتمييز في السعر حيث رفعت الشركات الثالث في أوائل عام ‪ 2014‬خطط أسعار الهاتف‬
‫الذكي إلى ‪ 80‬دوالر في معظم األسواق‪ ،‬بشكل أو بآخر فى الوقت نفسه‪.‬‬

‫ويبين هذا المثال أن المشاركين في احتكار القلة غالبا ما يكونوا قادرين على تحديد األسعار بدال من‬
‫أخذها‪ .‬ولهذا السبب يعتبر احتكار القلة قادر على رفع هامش الربح بنسبة أعلى مما يمكن أن يسمح‬
‫به السوق الحر حقا‪ ،‬وتمتلك معظم الواليات القضائية قوانين ضد تحديد األسعار والتواطؤ‪ ،‬حيث أن‬
‫احتكار القلة الذي يشارك فيه المشاركون بشكل صريح في تحديد األسعار هو كارتل (اتحاد احتكاري)‪،‬‬
‫و تعتبر أوبك مثال على ذلك‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬قد يكون التواطؤ الضمني أكثر شيوعا على الرغم من‬
‫صعوبة اكتشافه وغالبا ما يكون الحتكار القلة المستقر رئيس للسعر فعندما يرفع الرئيس األسعار‪ ،‬سوف‬
‫يتبعه اآلخرون‪.‬‬

‫والبديل هو أن تستفيد شركة واحدة أو أكثر من ارتفاع األسعار عن طريق خفض األسعار واختالس‬
‫األعمال بعيدا عن الشركة بأعلى سعر‪ ،‬وإذا حدث ذلك‪ ،‬يمكن للشركات أن تتماشى مع عدد من الطرق‬
‫المختلفة قد تحافظ األغلبية على انخفاض األسعار في محاولة للضغط على الشركة بأعلى سعر بعيدا عن‬
‫السوق و لذلك فإن األغلبية قد ترفع األسعار‪ ،‬وتعزل الشركة "المحتالة" وتضعها تحت الضغط المالي أو‬
‫أنها قد تحاول العرض بسعر أقل‪ ،‬مما أدى إلى حرب أسعار قد تضر بهم جميعا‪ ،‬وقد اتسمت كارتل‬
‫للسكك الحديدية في أواخر القرن التاسع عشر في الواليات المتحدة بالتواطؤ الصارخ وتحديد األسعار‬
‫وممارسة حرب أسعار خبيثة‪ ،‬وقد طور منظمو اللعبة نماذج لهذه السيناريوهات‪ ،‬والتي تشكل نوعا من‬
‫المشاكل‪ ،‬وبوجه عام تعتبر حالة التواطؤ (الضمني) في األسعار حالة توازن ناش )‪ (NASH‬بالنسبة‬
‫الحتكار القلة‪ ،‬وتميل الشركات في احتكارات القلة إلى تفضيل استخدام التمايز بين المنتجات والعالمات‬
‫التجارية والتسويق للمنافسة‪ ،‬بهدف زيادة حصتها في السوق بدال من استخدام األسعار‪.‬‬

‫السبب فى ذلك أن نادرا ما يأتي المنافسون الجدد لعرقلة السوق حيث أن صناعات احتكار القلة تميل إلى‬
‫وجود شروط حاسمة للدخول‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يجب على مشغلي الشبكات الالسلكية إما بناء أبراج‬
‫والحفاظ عليها‪ ،‬مما يتطلب نفقات رأسمالية هائلة‪ ،‬أو استئجار البنية التحتية لشاغليها بمعدالت هائلة‪،‬‬
‫ويميل الناقلون أيضا إلى أن تكون هذه الشروط قوية‪ ،‬التعرف على العالمات التجارية على الفور‪ ،‬حتى‬
‫لو كانت هذه العالمات التجارية تحمل بعض الجمعيات السلبية (أي "كارتيل")‪ ،‬فإنها توفر ميزة واضحة‬
‫على الداخلين الجدد غير معروفة‪ ،‬كما أن الصناعات األخرى التي تشهد عادة احتكارات القلة لديها‬
‫عوائق كبيرة أمام داخليها‪ِ :‬الباحثون عن النفط والغاز وشركات الطيران ومحالت البقالة و استوديوهات‬
‫األفالم هي أمثلة قليلة‪ .‬االحتكار الثنائي هو احتكار القلة يتكون من اثنين من المشاركين‪.‬‬

‫المنافسة االحتكارية‬

‫المنافسة االحتكارية تميز الصناعة التي تقدم فيها العديد من الشركات المنتجات أو الخدمات المتشابهة‬
‫ولكنها ليست بدائل مثالية‪ ،‬تعتبر العوائق التي تعرقل الدخول والخروج في الصناعة قليلة‪ ،‬حيث أن قرار‬
‫أي شركة ال يؤثر بشكل مباشر على منافسيها‪ ،‬كما تمتلك كل الشركات نفس الدرجة المنخفضة نسبيا من‬
‫قوة السوق‪ ،‬حيث أنهم جميعا صناع أسعار‪ .‬وعلى المدى الطويل‪ ،‬يصبح الطلب مرتفع للغاية وذلك يعني‬
‫انه حساس من تقلب األسعار‪ ،‬وعلى المدى القصير‪ ،‬تصبح األرباح االقتصادية إيجابية لكن تقترب من‬
‫الصفر على المدى الطويل‪ ،‬وتميل الشركات إلى اإلعالنات في المنافسة االحتكارية بشكل كبير‪.‬‬

‫تفسير المنافسة االحتكارية‬

‫تعتبر المنافسة االحتكارية حل وسط بين االحتكار من ناحية وبين المنافسة المثالية ( حالة نظرية بحتة)‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬عالوة على أنها تجمع عناصر كل منهما‪ ،‬كما تعتبر نوع من أنواع المنافسة التي تميز‬
‫عدد من الصناعات المألوفة للمستهلكين في حياتهم اليومية مثل المطاعم وصالونات الحالقة ومحالت‬
‫المالبس و االلكترونيات االستهالكية‪ ،‬ولتوضيح مميزات المنافسة االحتكارية سوف نرى مثال على‬
‫منتجات التنظيف المنزلي‪.‬‬
‫عدد الشركات‬

‫لنفترض أنك قد ا نتقلت للتو إلى منزل جديد وترغب في تخزين مواد التنظيف‪ ،‬اذهب إلى الممر المناسب‬
‫في محل بقالة‪ ،‬وسترى أن أي عنصر متوفر في عدد من األصناف مثل‪ ،‬الصحن والصابون وصابون‬
‫اليد ومنظفات الغسيل ومطهر األسطح ومنظف المرحاض وما إلى ذلك‪ ،‬كما تحتاج كل عملية شراء إلى‬
‫تقديم معين‪ ،‬حيث ربما تتنافس خمس أو ست شركات على عملك‪.‬‬

‫التمييز بين المنتجات‬

‫يوجد خيارات قليلة نسبيا لكي يميز البائع عروضه عن شركة أخرى وخاصة أن جميع المنتجات تحقق‬
‫نفس الغرض‪ ،‬قد يكون هناك "خصومات" على أصناف ذات جودة أقل‪ ،‬ولكن من الصعب معرفة ما إذا‬
‫كانت الخيارات األعلى سعرا هي في الواقع أفضل‪ ،‬حيث ينتج عدم التأكد ذلك عن معلومات غير كاملة‬
‫عن المنتج‪ :‬وال يعرف المستهلك العادي االختالفات الدقيقة بين مختلف المنتجات‪ ،‬أو ما هو السعر العادل‬
‫ألي منها‪ ،‬تميل المنافسة االحتكارية إلى التسويق بشكل كبير ولذلك ألن الشركات المختلفة تحتاج إلى‬
‫التميز بشكل كبير بين المنتجات المماثلة‪ ،‬قد تختار إحدى الشركات خفض سعر منتجات التنظيف‬
‫الخاصة بها‪ ،‬مما يجعلها تضحي بهامش ربح أعلى في المقابل ‪ -‬من الناحية المثالية ‪ -‬من أجل زيادة‬
‫المبيعات‪ ،‬قد تأخذ شركة آخرى الطريق المعاكس‪ ،‬وترفع السعر وتستخدم التعبئة والتغليف الذي يشير‬
‫إلى الجودة والتطوير‪ ،‬وقد تروج الشركة الثالثة لنفسها كأنها صديقة للبيئة‪ ،‬مستخدما صور "خضراء"‬
‫ويعرض ختم الموافقة من هيئة مراقبة بيئية (والتي من المحتمل أن تكون العالمات التجارية األخرى‬
‫مؤهلة لها أيضا‪ ،‬ولكن ال تعرضها)‪ .‬في الواقع‪ ،‬كل واحدة من العالمات التجارية قد تكون فعالة على قدم‬
‫المساواة‪.‬‬

‫اتخاذ القرار‬
‫تعني المنافسة االحتكارية أن هناك ما يكفي من الشركات في هذه الصناعة و أن قرار شركة واحدة ال‬
‫يفجر سلسلة من ردود الفعل‪ ،‬و فباحتكار‪ ،‬يمكن أن يؤدي خفض األسعار من قبل شركة واحدة إلى‬
‫اندالع حرب أسعار‪ ،‬ولكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للمنافسة االحتكارية‪.‬‬

‫قوة التسعير‬
‫كما هو الحال في االحتكار‪ ،‬تعتبر الشركات في المنافسة االحتكارية محددة لألسعار‪ ،‬بدال من أن يقبلوا‬
‫األسعار التي يفرضها عليهم السوق‪.‬‬

‫مرونة الطلب‬
‫يرتفع الطلب بشكل كبير نظرا لمدى تشابه العروض‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن الطلب يستجيب لتغيرات‬
‫األسعار‪ ،‬إذا كان منظف األسطح المتعدد األغراض المفضل لديك يكلف فجأة ‪ ٪20‬أكثر‪ ،‬ربما لن تتردد‬
‫في التحول إلى بديل‪.‬‬

‫الربح االقتصادي‬
‫يمكن للشركات أن تحقق أرباحا اقتصادية زائدة على المدى القصير‪ ،‬ألن الحواجز أمام الدخول للصناعة‬
‫منخفضة‪ ،‬شركات أخرى لديها حافز لدخول السوق‪ ،‬وزيادة المنافسة حتى يصبح الربح االقتصادي العام‬
‫صفر‪ ،‬الحظ أن األرباح االقتصادية ليست هي نفسها األرباح المحاسبية؛ حيث يمكن للشركة التي‬
‫تحقق صافي دخل إيجابي أن تحقق ربحا اقتصاديا صغيرا‪ ،‬أما النوع الثاني يتضمن تكاليف الفرص‬
‫البديلة‪.‬‬

‫االحتكار الحكومي‬

‫التحدث عن االحتكار الحكومي يستوجب ذكر قضية من أهم قضايا االحتكار و هي قصية شركات‬
‫المحمول‪.‬‬

‫جاء قرار شركات المحمول الثالث‪ ..‬باالمتناع عن التقدم للحصول على رخصة الجيل الرابع ليؤكد‬

‫الممارسات االحتكارية التي يعج بها السوق المصري في كافة قطاعاته‪.‬‬

‫فالواقعة تكشف عما يمكن اعتباره بلغة القانون اتفاقا ً احتكاريا ً بين الشركات الثالث في مواجهة الدولة‬

‫ومحاولة للضغط عليها سواء بهدف الحصول على مزايا محددة لكل شركة في مجال الترددات حسبما‬

‫كشفت بعض المصادر رفيعة المستوى في جهاز االتصاالت‪ ،‬أو بهدف تقليل قيمة الرسوم المقررة‬

‫مقابل الحصول على الرخصة أو على األقل وضع هذه الرسوم بالجنيه بدالً من دفع نصفها‬

‫بالدوالر حسبما اشترط عليهم جهاز تنظيم االتصاالت‪.‬‬

‫هذه الممارسات لم تقف عند شركات المحمول‪ ..‬بل امتدت إلى عامة قطاعات السوق وكانت األيام‬

‫الماضية وما شهدناه فى سوق السجائر وكروت الشحن وقبلها األرز والسكر واللحوم والزيوت وصوالً‬

‫للحديد واألسمنت واألسمدة‪ ..‬فى اختفاء ونقص متعمد لتلك السلع ثم ارتفاع لألسعار غير مبرر مع‬

‫مبررات غير حقيقية من قبل المنتجين والتجار‪ ..‬إنما يؤكد أن ما يجرى ممارسات احتكارية من جهة‬
‫ويؤكد من جهة أخرى عجز الدولة عن المواجهة مع احتمالية العمل بقانون «أحمد عز» لحماية المنافسة‬

‫و منع االحتكار الذى يحمى المحتكر وكان يجرم المبلغ عنه والذى يجرم االحتكار وال يجرم الممارسات‬

‫االحتكارية والتى أصبحت طوق االنقاذ للمتالعبين والمحتكرين من الوقوع تحت طائلة هذا القانون‬

‫المشبوه‪ ..‬مع تزايد األشكال المختلفة للممارسات االحتكارية‪ .‬تفتح «الوفد» من جديد ملف االحتكار فى‬

‫محاولة لمعرفة من هم أباطرة االحتكار الجدد ومن وراءهم‪!.‬‬

‫ولعل من إيجابيات حل أزمة نقص أو اختفاء ألبان األطفال بتدخل القوات المسلحة المصرية كمستورد‬

‫لأللبان‪ ..‬أنه وألول مرة نجد إرادة حقيقية ألهم ضلع من ضلوع الدولة يكسر حلقة من حلقات االحتكار‬

‫وهى حلقات عديدة والتى كانت وال تزال الدولة تتلكأ فى التعامل معها بحسم وجدية بل وجدناها فى‬

‫حاالت عديدة تحمى المحتكرين‪ ..‬الذين تشعبوا فى كل اتجاه‪ ..‬وجعل من الضرورى عندما يرتفع سعر‬

‫سلعة معينة وقبل البحث عن القرار الحكومي الذى يقف وراء هذا االرتفاع‪ ..‬األهم أن نبحث ونفتش عن‬

‫«اإلمبراطور» الذى أصبح يحكم ويتحكم فى سوق السلعة‪ ..‬بعد ما أصبح سوق السلع فى مصر أيا ً كان‬

‫يتحرك وفقا ً لقرارات مجموعة وهم قلة من األباطرة الذين يتحكمون في مستويات ضخها وأسعارها على‬

‫حسب أمزاجهم وأهوائهم بعد ما أصبح المحتكر بمفرده أو بمشاركته مع آخرين المصدر الوحيد واألبرز‬

‫لها ومن ورائه سلطة من نوع ما تحميه بقرارات وقتية أو متسرعة أو قوانين منعدمة الجدوى فى مجملها‬

‫جعلت أى حديث عن ضرب المحتكرين واالحتكارات ضربا ً من الخيال‪ ..‬وعلى العكس جعلت‬

‫المحتكرين فى بر مصر على كل شكل ولون من أيام نظام المخلوع محمد حسنى مبارك وحتى بعد قيام‬

‫الشعب بثورتين فى «‪ 25‬يناير و‪ 30‬يونيه‪ ..‬والتى طالبت أولهما بمحاربة الفساد والذي كان جوهره‬

‫االحتكارات بعد ما أصبح وراء كل محتكر سلطة من نوع ما تحميه‪ ..‬وصوالً لحكومة «‪ 30‬يو نية»‬

‫«حكومة الجباية» والتخلي عن الدعم ومن كانت وراء جنون األسعار ليس بهدف سد عجز الموازنة‬

‫ولكن بوضعها للمواطنين وتركهم تحت مطرقة االحتكارات‪.‬‬

‫تاتير االحتكار على االقتصاد‬


‫النمو االقتصادي ّ‬
‫ألن المنافسة في‬ ‫ّ‬ ‫لالحتكار ثالثة تأثيرات سلبية على االقتصاد الوطني‪ّ :‬أولها تعطيل‬
‫االقتصاديات النامية ضعيفة لعدم توفّر حرية اقتصادية كافية إذ هناك عوائق كبيرة أمام دخـــول‬
‫الســــوق وبالتّالي ال تتحقّق األهداف من المنافسة بخفض األسعار وجودة اإلنتاج وهذا يؤدّي إلى تعطيل‬
‫النمو االقتصادي‪ .‬وثانيها الزيادة في التض ّخم وهذا له تأثير سلبي على التشغيل واإلنتاج والتصدير‬
‫ّ‬
‫والقدرة التنافسية للبالد‪ .‬أ ّما ثالثها فيتعلّق بتراجع االستثمارات الخارجية بسبب الصعوبات القائمة في‬
‫مجالي المنافسة ومقاومة التض ّخم‪ ...‬وتذكر أرقام البنك المركزي ّ‬
‫أن ارتفاع األسعار هو من األسباب‬
‫المباشرة التي ساهمت في زيادة نسبة التضخ ّم في تونس والتي فاقت ‪ ٪ 7‬خالل السنة الحالية وتصل‬
‫حسب الخبراء إلى ‪ ،٪10‬وكان المعهد الوطني لإلحصاء أ ّكد على سبيل المثال ارتفاع أسعار المواد‬
‫الغذائية بنسبة ‪ ٪ 8.7‬سنة ‪ .2017‬كما يؤثر االحتكار حسب مدير األبحاث االقتصادية بوزارة التجارة‬
‫ويمس ذلك منظومة االستهالك عموما‪ ،‬كما يثقل ميزانية الدولة بالنسبة‬
‫ّ‬ ‫على المقدرة الشرائية للمستهلك‬
‫التهرب الجبائي‪ ،‬عالوة‬
‫ّ‬ ‫إلى االعتماد المخصصة للمواد المدعّمة ويحرم الدولة من مداخيل إضافية بسبب‬
‫يضر االحتكار بالقطاعات المشتركة معه في‬
‫ّ‬ ‫على الكلفة اإلضافية للمراقبة والوسائل المستعملة ‪.‬كما‬
‫حلقة اإلنتاج ويؤثّر سلبا على ديمومة القطاعات‪ .‬ويبقى الضامن الوحيد لتأمين المنافسة والح ّد من‬
‫اإلشكــاالت والصعـــوبات هـــي سلطة المنافسة‪.‬‬

‫ويشير السيد طارق بن جازية المدير العام للمعهد الوطني لالستهالك من ناحيته إلى ّ‬
‫أن الممارسات‬
‫االحتكارية تؤدّي إلى تدهور القدرة الشرائية للتونسيين وتردّي جودة الخدمات‪.‬‬

‫هل توجد عالقة بين االحتكار واالقتصاد الموازي؟‬

‫عن هذا السؤال يجيب السيد خليفة التونكتي بالقول‪« :‬عند وجود اقتصاد مواز فال معنى للمنافسة‬
‫ألن هذا االقتصاد ال يخضع إلى قوانين تزويد السوق وضمان حقوق المستهلك وهذا يعني أنّه ال يوجد‬
‫ّ‬
‫اقتصاد ّ‬
‫منظم يقوم على قواعد ّ‬
‫ألن المنافسة الحقيقيـــة ال تقــع إال إذا كان االقتصاد خاضعا إلى قوانين‬
‫ّ‬
‫المنظم وتطبيق‬ ‫وترتيبات‪ .‬ومن جهة أخرى يش ّجع االقتصاد الموازي الت ّجار على الخروج من السوق‬
‫االحتكار‪».‬‬

‫الرقابة‬
‫االحتكار وضعف ّ‬

‫يرجع الخبير االقتصادي السيد خليفة التو نكتي تفاقم االحتكار إلى ضعف إمكانيات الدولة البشرية‬
‫الرقابية من حيث العدد والكفاءات ّ‬
‫ألن عملية المراقبة هي عملية تقنية دقيقة تحتاج إلى إمكانيات بشرية‬ ‫ّ‬
‫ومادية هامة ‪ .‬ومن جهته يؤ ّكد مدير األبحاث االقتصادية بوزارة التجارة ّ‬
‫أن مصالح المراقبة بالوزارة‬
‫جعلت الممارسات االحتكارية من أولويات عملها في حدود اإلمكانيات البشرية والمادية المتوفّرة‪ .‬ويفيد‬
‫أن مصالح المراقبة قامت بتطوير طرق التد ّخل وتطبيق رؤية جديدة للرقابة تواكب الممارسات‬
‫ّ‬
‫االحتكارية في السوق‪ ،‬مشيرا إلى أنّه انطالقا خا ّ‬
‫صة من سنة ‪ 2012‬أصبحت المراقبة نوعية وشاملة‬
‫من خالل اعتماد المراقبة المشتركة بتجنيد إمكانيات غير متوفّرة لدى مصالح وزارة التجارة مثل التّعزيز‬
‫األمني أو اإلسناد من هياكل أخرى كوزارة المالية ‪ ..‬ويبيّن السيد حسام التويتي ّ‬
‫أن المراقبة تتصــدّى‬
‫إلى ما ينتج عن االحتكار من غالء في األسعار أو نقص في البضاعة أو ممارسة البيع المشروط ّ‬
‫وأن‬
‫أغلب نشاطها مر ّكز على مسالك التوزيع بالتفصيل‪ .‬ويؤ ّكد ّ‬
‫أن الرقابة أصبحت تتد ّخل على مستوى‬
‫المخازن ووسائل النقل عبر الطرقات بدوريات مشتركة يقع تركيزها في نقاط العبور وبعض النقاط‬
‫المرورية المعروفة بالكثافة الستهداف نشاط هؤالء المحتكرين والتد ّخل قبل وقوع المشكل ومعالجته‪.‬‬
‫وهذه العمليات هي التي تفضي‪ ،‬حسب السيد حسام التويتي‪ ،‬إلى عدة عمليات حجز تقوم بها مصالح‬
‫المراقبة‪.‬‬

‫التعرف إلى باروناتها‬


‫ّ‬ ‫صل الرقابة إلى كشف شبكات االحتكار‪ ،‬يشير إلى أنّه يصعب‬
‫وبخصوص مدى تو ّ‬
‫تورطه في ممارسة احتكارية يتح ّمل وحده تبعات القضية‬ ‫ألن ال ّ‬
‫شخص الذي تكتشف مصالح المراقبة ّ‬ ‫ّ‬
‫رغم أنّه يمثّل حلقة من حلقات الشبكة وال يكشف عن بقيّة أفراد الشبكة لحمايتهم وهكذا يستطيع أن يعود‬
‫إلى العمل معهم بعد قضاء عقوبته‪ ،‬مضيفا ّ‬
‫أن قليلة هي الحاالت التي ت ّم فيها كشف الشبكة كاملة‪،‬‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫وبالتالي تواصل تلك األيادي الخفية نشاطها االحتكاري بعد إفالتها من ّ‬

‫ويرى السيد طارق بن جازية المدير العام للمعهد الوطني لالستهالك ّ‬


‫أن مواطن الخلل في منظومة‬
‫مقاومة الممارسات المخلّة بالمنافسة في عدم توفّر الموارد البشرية العاملة في قطاع المنافسة بالكفاءة‬
‫المطلوبة ليقوموا بالبحوث الضرورية وفي عدم تقييم قانون إعادة تنظيم المنافسة واألسعار ‪ -‬الذي مضى‬
‫على صدوره ثالث سنوات ‪ -‬وإجراء اإلصالحات الالزمة فيه‪،‬عالوة على ضعف االستعالمات‬
‫االقتصادية لمتابعة الممارسات االحتكارية في السوق مثل انتشار المخازن العشوائية‪.‬ويقترح السيد طارق‬
‫بن جازية إصدار مجلة لالستهالك تجمع كل القوانين المتشابهة في هذا المجال‪.‬‬

‫متى الحرب على االحتكار؟‬

‫الرادعة لالحتكار والتي تصدر بمقتضاها عقوبات مثل حجز البضائع والخطايا‬ ‫من الواضح ّ‬
‫أن القوانين ّ‬
‫وسجن المخالفين وغلق المحالّت لم تقض على ظاهرة االحتكار التي ال يزال يعاني منها المستهلك‪ .‬كما‬
‫أقرها‬ ‫ّ‬
‫أن الحرب التي أطلقتها الحكومة على االحتكار والمضاربة منذ نوفمبر ‪ 2017‬والعقوبات التي ّ‬
‫التشريع لم تكن كافية لحماية المستهلك من بارونات االحتكار الذين يتع ّمدون التخفيض في تموين السوق‬
‫ّ‬
‫مشطا‪.‬‬ ‫أو يرفّعون األسعار ارتفاعا‬
‫سعريّة في سنة ‪2018‬‬
‫المخالفات االحتكاريّة وال ّ‬

‫القطاع‬ ‫المخالفات‬
‫خضر وغالل‬ ‫‪954‬‬
‫تغذية عا ّمة‬ ‫‪1986‬‬
‫دواجن وبيض‬ ‫‪115‬‬
‫أسماك‬ ‫‪9‬‬
‫لحوم حمراء‬ ‫‪7‬‬
‫مواد علفية‬ ‫‪29‬‬
‫مخابز‪ ،‬مقاهي‪ ،‬مطاعم‬ ‫‪509‬‬
‫مواد صناعية حساسة‬ ‫‪17‬‬
‫مواد صناعية وخدمات مختلفة‬ ‫‪1175‬‬
‫المجموع‬ ‫‪4801‬‬

‫لماذا ال تتد ّخل الدولة وتحدّد أسعار الخضر والغالل واألسماك يوميا عند اإلنتاج وتفرض على أسواق‬
‫الجملة سعرا للبيع بالجملة ونسبة ربح محدّدة بما ّ‬
‫أن سوق الجملة هو ّأول حلقة في التسويق يخضع إليها‬
‫والمخزن القانوني والوسيط هو الذي يتح ّكم في أسعارها‪ .‬وللهروب من سوق الجملة أحدثت‬
‫ّ‬ ‫المنتج الفالح‬
‫أسواق موازية غير قانونية تباع فيها‪ ،‬حسب ّ‬
‫منظمة الدّفاع عن المستهلك‪ ،‬حوالي ‪ ٪ 60‬من منتوجات‬
‫الخضر والغالل واألسماك‪.‬وعدم السيطرة على مسالك التوزيع العشوائية يفقد الدولة رسوما كانت‬
‫ستكسبها من مسالك التوزيع القانونية‪.‬‬

‫تمر حسب السيد طارق بن جازية عبر التصدي إلى انتشار‬ ‫ومن جهة أخرى ّ‬
‫فإن محاربة االحتكار ّ‬
‫مخازن التبريد العشوائية التي يمكن كشفها بسهولة لو تتعاون فرق المراقبة مع الشركة التونسية للكهرباء‬
‫خاص بتشغيل‬
‫ّ‬ ‫والغاز التي تصبح مطالبة بإعالم فرق المراقبة بك ّل من يتولّى تركيب عدّاد كهربائي‬
‫المخازن أو ك ّل من يستهلك كهرباء بصورة كبيرة وليس له رخصة لنشاط صناعي‪.‬وعموما ّ‬
‫فإن محافظة‬
‫الدولة على دورها التّعديلي وترك األسعار ّ‬
‫حرة تماما وخاضعة إلى قواعد العرض والطلب يسمح‬
‫للمحتكرين والمضاربين بالتح ّكم في األسعار وفي النهاية يبقى الضحيّة دائما هو المستهلك والفالح‪.‬‬
‫ي دور للمستهلك؟‬
‫في الختام بقي لنا أن نتساءل‪ :‬أ ّ‬

‫أن الدولة وحدها غير قادرة على مقاومة الممارسات االحتكارية بالقوانين فحسب إذ ّ‬
‫أن هناك‬ ‫من البديهي ّ‬
‫طرفا آخر يجب أن يكون فاعال في هذا المجال وهو المستهلك‪ .‬وهنا يأتي دور منظمة الدفاع عن‬
‫المستهلك المطالبة اليوم بنشر الوعي االستهالكي بين المواطنين ليصبحوا قادرين على توحيد جهودهم‬
‫ض ّد الممارسات االحتكارية كلّما ظهرت في منتوج أو أكثر في السوق فيفرضون قرارهم بمقاطعة‬
‫المنتوج الذي ترتفع أسعاره بسبب االحتكار أو التشهير بالمحتكرين في اإلعالم ووسائل التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫قال صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ -‬في النهي عن االحْ تِكار وإظهار بشاعة جريمتِه كثيرة‪ ،‬نذكر منها‪(( :‬الجالب‬
‫وق والمحت َ ِكر ملعون))؛ رواه ابن ماجه والدارمي‪.‬‬ ‫مرز ٌ‬

‫إهدار لحريَّة ال ِت ّجارة والصناعة‪ ،‬وتح ُّكم في األسواق يَستطي ُع معه‬‫ٍ‬ ‫اإلسالم يُحارب االحتكار لما فيه من‬
‫يفرض ما شاء من أسْعار على النَّاس‪ ،‬فيُر ِهقُهم ويُضاربُهم في معا ِشهم وك ْس ِبهم‪ ،‬فوق أنَّهُ يس ُّد‬ ‫المحت ِكر أن ِ‬
‫أبواب الفُ َرص أمام اآلخَرين ليعملوا أو يرتزقوا كما يرتزق المحت ِكر‪ ،‬ويقتل روح المنافسة التي تؤ ّدِي‬
‫والتفوق في اإلنتاج‪-.‬‬
‫ُّ‬ ‫إلى اإلتْقان‬

‫إنتاجهم لر ْفع األسعار‪ ،‬كما حدث في البرازيل‪ ،‬عندما‬ ‫ِ‬ ‫فائض‬


‫ِ‬ ‫ض المحت َ ِكرين يلجؤون إلى إتالف‬ ‫ب ْع َ‬
‫أُحْ ْ‬
‫رقت أطنانًا من البُ ِّن بينما الماليين ال ت َجد حاجاتِها منه‪ ،‬وكم رأيْنا صيدليات ت َحت ِكر األدوية‪ ،‬وت َمنعها‬
‫ش ُع والسعي وراء كسب حرام‪،‬‬ ‫أمراضهم؛ دافعها إلى االحتكار الج َ‬
‫ِ‬ ‫عن المرضى الذين يُعانون آالم‬
‫واالتِ ّجار في آالم البشَر الذين َيموتون في سبيل أن تزي َد أرباح المحت ِكر‪ .‬كما يقول جون آيز‪ ،‬أستاذ‬
‫االقتصاد في الجامعة األمريكية ‪ -‬تائِهون في ُمطاردة المال الذي يَجب أن يكون الوسيلةَ إلى الحياة‬
‫سوا الغاية وأمعنوا في التعلُّق بالوسيلة‪.‬‬
‫الط ِيّبة‪ ،‬ال غاية في ذاته‪ ،‬حتى ن ُ‬
‫تصل الشركات إلى احتكار السوق عندما تكون األرباح تصاعدية مع اإلنتاج والبيع‪ ،‬كلما ارتفع اإلنتاج‬
‫تنخفض معه الكلفة وذلك ألن االستثمار األولية األساسية تكون ضخمة جداً‪ .‬حيث تستطيع الشركة في‬
‫هذه الحالة اإلنتاج بكميات هائلة تغطي كامل السوق وال تستطيع في نفس الوقت أي شركة الدخول إلى‬
‫هذا السوق ألنها ستكون مضطرة إلى الكثير من االستثمارات‪ .‬بالتالي‪ ،‬وجود أكثر من شركة في هذا‬
‫السوق لن يكون مربحا ً لكلتا الشركتين‪ .‬نجد عادة هذه الحالة من االحتكار الطبيعي في أسواق توزيع‬
‫المياه‪ ،‬إنتاج وتوزيع الكهرباء‪ ،‬شركات النقل عبر سكك الحديد‪ ...‬ألنه في هذه األسواق تستثمر الشركة‬
‫الكثير في اإلنشاءات األولية (سكك الحديد‪ ،‬إمدادات وخطوط الكهرباء‪.)...‬‬

‫ما تزال بعض الممارسات غير األخالقية تزعج العديد من تجار الصناعات ‪ ،‬فالشكاوى لم تنقطع‬
‫وأصحاب المهن قد يلتجئون الى اإلضراب مجدّدا حماية لمصالحهم وكذلك لتطهير القطاع م ّما‬
‫يس ّمونه االحتكار‪.‬‬

‫األول‬
‫ان احتكار صناعة الحديد يعتبر الحديد من أهم بل هي الصناعة بشكل عام في العالم والعنصر ّ‬
‫في عمليات الصناعة مثل السيارات واآلالت والقطع والبناء ‪ ،‬فهناك شركات عالميّة مسؤولة عن‬
‫استخالص الحديد تقدّر ميزانيّتها بمليارات الدوالرات وهذه المصانع التي تستخلص الحديد أكثرها‬
‫أن اقتصاد البلدين يعتمد بشكل كبير على استخالص‬ ‫وجودا ً في الواليات المتحدة وألمانيا ‪ ،‬حيث ّ‬
‫الحديد وصناعتهُ ‪ ،‬وهذه الشركات تعمل على احتكار الحديد بشكل ال يوصف حتّى تنفرد في‬
‫صناعاتها للسيارات واآلالت ‪ ،‬وقد توجد شركات أخرى تستخلص الحديد ولكن ليس بكميّة ألمانيا‬
‫أن شركات السيارات العالميّة الموجودة في ألمانيا تحتكر في صناعة‬ ‫والواليات المتّحدة ‪ ،‬حيث ّ‬
‫السيارات وتسيطر على سوق السيارات العالمي وأيضا ً شركات اآلالت وصناعة القطع تحتكر‬
‫بدورها القطع التي تنتجها لتصليح السيارات األلمانيّة ‪ ،‬فلذلك نرى ّ‬
‫أن أسعار السيارات األلمانيّة‬
‫وقطعها أغلى من السيارات األخرى ‪ ،‬وقد يكون هناك منافسين للسيارات األلمانيّة ولكن ليست‬
‫بجودة تصنيع ألمانيا ‪ ،‬وكذلك الواليات المتّحدة بالسيارات والمعدات اآلليّة ‪ ،‬واليابان تحتكر في‬
‫صناعتها للحديد وما شابهها في أمور التكنولوجيا فهي الرقم واحد عالميّا ً في صناعة التكنولوجيا‬
‫أن القطع أو األجهزة اليابانيّة من أغلى األجهزة للجودة التي تصنّعها من الحديد ومواد أخرى ‪،‬‬ ‫فتجد ّ‬
‫فعمليّة اإلحتكار ال تحدث فقط في استخالص الحديد وإنّما أيضا ً على تصنيع الحديد‪.‬‬
‫ففي مصر ـ على سبيل المثال ـ تبدو إشكالية االحتكار واضحة للغاية‪ ،‬وخاصة في صناعة الحديد؛‬
‫نتيجة الحتكار أحد قيادات الحزب الوطني (الحاكم) لهذه الصناعة‪ ،‬األمر الذي انعكس بدوره على‬
‫ضا في ارتفاع في سوق العقارات المصري بشكل‬ ‫ارتفاع باهظ في تكاليف البناء‪ ،‬وهو ما ساهم أي ً‬
‫الفت‪.‬‬

‫وفى دراسة حديثة أكد فيها الدكتور فرج عبد الفتاح (الخبير بمعهد البحوث والدراسات األفريقية في‬
‫جامعة القاهرة) أن ظاهرة االحتكار وطرق عالجها في االقتصاد المصري تتمثل في ضرورة تطبيق‬
‫سياسة المنافسة‪ ،‬وتفعيل دور "جهاز حماية المنافسة" ومنع االحتكار‪ ،‬وقيام هذا الجهاز بإيقاع‬
‫قرارات إدارية لها الطبيعة العقابية‪ ،‬وهو أمر يجب إسناده للجهات القضائية المتخصصة‪ ،‬فيما يظل‬
‫للجهاز دوره األساسي في إرساء قواعد المنافسة ومنع االحتكار‪.‬‬

‫عزا عدد من الفالحين الغاضبين الزيادة في أسعار الخضر والفواكه في األيام األخيرة لسنة ‪2018‬‬
‫بمجموعة من األسواق في العديد من المدن المغربية‪ ،‬وعلى رأسها مدن الدار البيضاء وفاس أكادير‬
‫بذور مجموعة من الخضر‪ ،‬تأتي في مقدمتها بذور‬ ‫َ‬ ‫ومراكش وتطوان‪ ،‬إلى احتكار بعض المضاربين‬
‫البطاطس المستوردة من الخارج‪ .‬من بين األسباب المؤدية إلى االرتفاع المهول للخضر والفواكه في‬
‫احتكار مضربين للبذور‪ ،‬وهو األمر الذي كان أيضا محط شكاية تقدمت بها كل من‬
‫ُ‬ ‫هذه الفترة من السنة‪،‬‬
‫تعاونية الفتح لإلنتاج وتسويق المنتوجات الفالحية والجمعية المغربية للمستخدمين والمهنيين في سوق‬
‫الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء‪ .‬وأكدت هذه الشكاية‪ ،‬والموجهة إلى وزير العدل والحريات‪،‬‬
‫على ضرورة فتح تحقيق في االرتفاع المهول والصاروخي في أثمنة بذور البطاطس المستوردة وفي‬
‫جودتها وسبب احتكارها من لدن أحد المضاربين في إقليم الجديدة‪ ،‬خاصة وأنه ال يتوفر‪ ،‬كما جاء في‬
‫الشكاية‪ ،‬على أبسط الشروط المنصوص عليها في قانون إنتاج وتسويق البذور المختارة‪ .‬وأكدت الشكاية‬
‫نفسها أن هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي توفرها من أجل تسويق البذور‪ ،‬ومن بينها ضرورة‬
‫الحصول على رخصة رسمية مسلمة من طرف مصالح وزارة الفالحة‪ ،‬وتوفر كل من يسوق البذور‬
‫على مهندس مصرح به لمدة ستة أشهر على األقل في مصالح صندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬والتوفر‬
‫على محل لتخزين هذه البذور‪.‬‬

‫ومن أمثلة أسواق االحتكار بصفة عامة ‪:‬نجد االحتكار في صناعة السيارات‪ ،‬وشبكات البث‬
‫التليفزيوني أو المرئي‪ ،‬أما المنافسة االحتكارية وأبرز أمثلتها سوق الخدمات مثل‪ :‬المطاعم‪،‬‬
‫والصناعة‪ ،‬والمالبس‪ ،‬والخدمات المصرفية‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫وعادة ما تكون آثار االحتكار أشد قسوة‪ ،‬عندما تمارسه مجموعة متضامنة أو الشركات الضخمة‬
‫وفيرا‪ ،‬تستطيع بموجبه أن تتحكم في السوق‪ ،‬وأن تفرض‬ ‫ً‬ ‫التي تمتلك رؤوس أموال كبيرة وإنتا ًجا‬
‫أسعارا فيها مغاالة فادحة وهو ما يعرف في علم االقتصاد باحتكار القلة؛ حيث يقوم عدد قليل من‬
‫ً‬
‫الشركات أو مصادر توريد السلع بالسيطرة على سوق صنف معين من المنتجات أو الخدمات‪.‬‬

‫لالحتكار عدة سلبيات أو مساوئ نوجزها كما يلي ‪:‬‬

‫‪.1‬تفتقر المؤسسة االحتكارية إلى الكفاءة اإلنتاجية او الفنية ألنها تقوم بإنتاج السلعة التي تعضم أرباحها‬

‫عند نقطة التوازن بين اإليراد الحدي والتكلفة الحدية‪.‬‬

‫‪.2‬االحتكار يؤدي إلى تقيد عرض السلعة بقصد رفع سعرها في السوق‬
‫‪.3‬إعادة توزيع الدخل القومي في المجتمع لمصلحة المساهمين والمالكين للمؤسسة االحتكارية على‬

‫حساب فئة المستهلكين للسلعة أو الخدمة الذين يتحملون أعباء إضافية نتيجة ارتفاع سعرها ‪.‬‬

‫‪ –4‬يساهم في تعظيم حجم ثروة المحتكر بشكل كبير وفي زمن قياسي مع تحكمه في األسعار‪.‬‬

‫‪ –5‬يؤدي إلى ضعف المنافسة وانعدام وجود حافز مع عدم االهتمام بجودة المنتج المقدم أو الخدمة‪.‬‬

‫‪ –6‬التحكم في حركة األسعار يؤثر سلبا على التضخم ومن ثم القوة الشرائية للنقود وترك آثار سلبية‬

‫على إنفاق الفئات الكادحة‪.‬‬

‫‪ –7‬ضعف أداء القطاع الذي يعمل به المحتكر وإمكانية حصوله على استثمارات جديدة تساهم في دعم‬

‫االقتصاد‪.‬‬

‫‪ –8‬ضعف دور الجهات الرقابية والمساعدة في انتشار الفساد اإلداري والرشاوي ضمانا لبقاء “المنتج‬

‫األوحد” مسيطرا على السوق‪.‬‬

‫‪ -9‬يؤدي إلى ضعف المنافسة وانعدام وجود حافز مع عدم االهتمام بجودة المنتج المقدم أو الخدمة‬

‫‪. -10‬ارتفاع األسعار بشكل مبالغ فيه‪.‬‬

‫‪ -11‬يؤثر بالسلب على التضخم ‪.‬ضعف أداء القطاع الذي يعمل به المحتكر‬

‫‪. -12‬زيادة ثورة المحتكر ‪.‬ضعف دور الجهات الرقابية والمساعدة في انتشار الفساد اإلداري‬

‫والرشاوي‬

‫وتبقى اإلشارة إلى أن اإلسالم نبذ االحتكار وحرمه فال يعقل أن يستأثر شخص أو شركة بالتحكم فيما‬

‫سيأكله الناس أو ما هو ضروري لحياتهم‪ ،‬وصدق رسول هللا صلي هللا عليه وسلم حين قال في الحديث‬

‫الذي رواه ابن ماجه‪“ :‬من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه هللا بالجذام واإلفالس”‪.‬‬
‫إن مكافحة االحتكار باتت خيارا ً أولويا ً على قائمة اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬وتأتي معرفة العوائق‬
‫والتحديات التي تواجه مكافحة االحتكار أسلوبا ً واقعيا ً وبذرة تشخيص موضوعية تساعد على التعامل مع‬
‫هذا النوع من المشكالت االقتصادية المؤثرة؛ ومن تلك العوائق غياب المعلومات القطاعية واإلحصاءات‬
‫الدقيقة عن كثير من األنشطة التجارية‪ ،‬وهو ما يلقي بالمسؤولية على عاتق المؤسسات واألجهزة‬
‫الحكومية ‪-‬بالذات الوزارات والهيئات المعنية بالقطاع الخاص‪ -‬لطرح التقارير والمعلومات للعموم‬
‫وتحديثها باستمرار لمساعدة الكتاب والمتخصصين في إعطاء التوصيات والمعالجات المتقدمة بشكل‬
‫دقيق‪ ،‬ومن ناحية أخرى لتعزيز التكامل بين الهيئات والمؤسسات في ممارسة أدوارها الرقابية‬
‫والخدماتية بجودة وسرعة‪.‬‬

‫ومن التحديات حداثة مفهوم المنافسة المشروعة في المجتمع المحلي‪ ،‬إذ ال تزال "ثقافة التاجر الشاطر"‬
‫سائدة في مجتمع األعمال بما تحمله من تلقائية وسطحية في األفكار والسلوكيات التجارية خصوصا ً لدى‬
‫بعض الشركات العائلية وتجار العقار‪ ،‬وهو ما يجعل التاجر ينظر إلى قوانين المنافسة كنوع من التدخل‬
‫في شؤونه المالية وتضييقا ً من أفق عالقاته وممارساته أو اتفاقاته‪ ،‬وفي الوقت ذاته تظل تلك الثقافة‬
‫السائدة تيارا ً هوائيا ً جامحا ً يكاد يقتلع ما قد يجد في طريقة من محاوالت متفاوتة لنشر ثقافة المنافسة‬
‫العادلة بمفهومها الجميل الذي يعزز النمو واالبتكار ويشجع على االستثمار ويحمي المستثمرين ويمنح‬
‫الغطاء البيئي اآلمن للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وشباب األعمال‪.‬‬

‫ومن أهم التحديات كذلك تفاوت مستوى فاعلية تطبيق نظام المنافسة وقواعده النظامية‪ ،‬ومن المتقرر أن‬
‫الهيئة العامة للمنافسة هي الجهة الرسمية المعنية بتطبيق نظام المنافسة وإصدار القواعد واللوائح الهادفة‬
‫إلى تعزيز المنافسة العادلة ومكافحة الممارسات االحتكارية كما نص عليه تنظيمها‪ ،‬وتعد لجنة النظر‬
‫والفصل في مخالفات نظام المنافسة الجهة ذات االختصاص شبه القضائي في إيقاع العقوبات على‬
‫مخالفي نظام المنافسة والئحته التنفيذية وتخضع قراراتها لرقابة القضاء اإلداري‪ ،‬وتعلن الهيئة القرارات‬
‫العقابية بعد اكتسابها القطعية تأكيدا ً لقوة النظام وشفافية أدوارها الرقابية ونتائج مباشرتها النظامية للوقائع‬
‫االحتكارية بعد التأكد من استنفاد المحتكر المخالف لكافة الضمانات المقررة في األنظمة‪ ،‬وقد أثمرت‬
‫جهود الهيئة إلى حد متقدم في تفعيل نظام المنافسة وتطبيق أحكامه؛ إال أن تلك الجهود ومنذ ‪ 13‬عاما ً ال‬
‫تزال بنظري في أطوار النمو إذا ما أُخذ باالعتبار مستوى التطلعات وعبء المسؤولية الذي يتنامى بقدر‬
‫تنامي حجم التحول االقتصادي لجذب االستثمارات وتقليل االعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل‪،‬‬
‫ويأتي تدعيم الهيئة بالخبرات والكفاءات والتجارب الدولية واحدا ً من أهم الخطوات الجديرة بتجاوز‬
‫التحديات‪ ،‬وعامالً مهما ً في تفعيل "نظام المنافسة" كما هو حال قوانين المنافسة ومنع االحتكار في أمريكا‬
‫واالتحاد األوروبي‪.‬‬

‫ال شك بأن أمام الهيئة العامة للمنافسة الكثير من التحديات التي تتطلب تكامل األدوار المؤسساتية‬
‫والمجتمعية لتؤدي وظيفتها الرقابية ودورها التوعوي ومسؤولياتها التنظيمية بالمستويات العليا للتعامل‬
‫مع أفق األنشطة التجارية الملبَّد بالكثير من الممارسات االحتكارية؛ ولخلق بيئة استثمارية تقوم على‬
‫أسس العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص‪ ،‬ولتعزيز سلوكيات التنافس المشروع‪ ،‬ولتكريس الدور الحيوي‬
‫للمبادئ القانونية العادلة التي قررتها المملكة في نظامها األساسي وممارساتها القضائية وارتكزت عليها‬
‫ق متانة اقتصادها واستدامته‬
‫تجذير مكانتها اإلقليمية وريادتها العالمية وتعمي ِ‬
‫ِ‬ ‫رؤيتها وبرامجها التنموية في‬
‫وتنوعه‪.‬‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫‪ -‬قال هللا تبارك وتعالى ‪:‬‬

‫اس أ َ ْش َيا َء ُه ْم َوالَ ت َ ْعث َ ْوا فِي األ َ ْر ِ‬


‫ض ُم ْف ِسدِينَ ‪‬‬ ‫سوا النَّ َ‬ ‫الم ْك َيا َل َو ْال ِميزَ انَ ِب ْال ِقس ِ‬
‫ْط َوالَ ت َ ْب َخ ُ‬ ‫قـو ِم أ َ ْوفُوا ِ‬
‫‪َ ‬و َيا ْ‬
‫[هود ‪] 58 :‬‬

‫يعتبر االحتكار جريمة من أكبر الجرائم االقتصادية ألنه صورة من صور أكل أموال الناس‬
‫بالباطل و المحتكر ملعون من هللا ورسوله وظالم و باغي وطاغية ويجب علي ولي األمر منعه‬
‫من االحتكار و تطهير األسواق بحيث تكون خالية من الغش والغرر والجهالة والتدليس وأكل‬
‫أموال الناس بالباطل ‪.‬‬
‫كما يجب إصدار تشريعات لمنع رجال األعمال من التغلغل إلي األجهزة التشريعية والتنفيذية‬
‫للتأثير في القرارات بما يخدم مصالحهم الخاصة علي حساب المصالح العامة وحتي ال يفسدوا‬
‫األسواق ويظلموا الناس ‪.‬‬
‫كما ال يجوز أن يشتغل الوالة و أعوانهم بالتجارة وما في‬
‫حكمها من األعمال ألن ذلك يسبب ضررا ببقية رجال األعمال‬
‫و باألسواق ‪ .‬فيما يتعلق بالسلع واحتكارها ‪ ،‬فإنه ال فرق بين أن تكون السلعة المحتكرة منتجة إنتاجا ً‬
‫خاصا ً ‪ ،‬أو مشتراه من السوق الداخلية ‪ ،‬أم مستوردة من الخارج ‪ ،‬فالكل احتكار ما دامت النتيجة‬
‫واحدة وهى لحوق الضرر ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬إن على الدولة أن تتدخل لحماية أفرادها من عبث العابثين ومصاصي دماء الشعوب ‪ ،‬وذلك‬
‫باتخاذ اإلجراءات المناسبة الكفيلة بقطع دابر االحتكار وإعادة الثقة والطمأنينة إلى نفوس‬
‫المواطنين‬
‫وأخيرا البد من وجود قانون يحمي المنافسة ويمنع االحتكار ويكون مصاحبا لعملية الخصخصة حيث إن‬
‫اهم العوامل األساسية لنجاح عملية الخصخصة إنما يكمن في مراعاتها للظروف السائدة وعدم تأثيرها‬
‫على معيشة الفرد‪ ..‬فالهدف هو رفع مستوى معيشة الفرد وليس العكس‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫تقديــــــــــم‪01…………………………………………………………………………………………………………….‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الحرية االقتصادية……………………………………………………………………………………‪02‬‬
‫المحور األول‪ :‬الحرية االقتصادية…………………………‪.02……............……………………………..............‬‬
‫مفهوم الحرية االقتصادية…………‪04………………………………………………………………….......‬‬ ‫‪-1‬‬
‫معايير الحرية االقتصادية……‪04…………………………………………………………………………....‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬االحتكار……………………………………………………………………………………‪05‬‬
‫تعريف االحتكار …………………………………………………………………‪06……………………..........‬‬ ‫‪-1‬‬
‫صفات االحتكا……………………………………………………………………‪07…………………...........‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نشأة االحتكار………………………………………………………………………………‪07…………….....‬‬ ‫‪-3‬‬
‫لماذا االحتكار؟………………………………………………………………………………………………‪07‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التمييز في السعر……………………………………………………………………………………………‪08‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ -II‬االحتكار في االقتصاد الوضعي و رأي اإلسالم فيه………‪09…………………………………………….........‬‬
‫‪-1‬االحتكار في البيع‪10…………………………………………………………………………………………………..‬‬
‫‪-2‬االحتكار في الشراء…………‪11………………………………………………………………………………….....‬‬
‫‪ -3‬االحتكار المتبادل…………‪11………………………………………………………………………………..........‬‬
‫احتكار القلة………‪12………………………………………………………………………………………….............‬‬
‫المنافسة االحتكارية……………………‪13……………………………………………………………………………...‬‬
‫تفسير المنافسة االحتكارية………………‪13…………………………………………………………………...........‬‬
‫عدد الشركات………‪14…………………………………………………………………………………...................‬‬
‫التمييز بين المنتجات……………‪15…………………………………………………………………………............‬‬
‫اتخاذ القرار……………………………………………………………………………………………………………‪16‬‬
‫مرونة‬
‫الطلب………………‪17………………………………………………………………………………………………….....‬‬
‫الربح االقتصادي‪17………………………………………………………………………………………………………..‬‬
‫االحتكار‬
‫الحكومي………‪17…………………………………………………………………………………………………..........‬‬
‫تاتير االحتكار على االقتصاد‪18…………………………………………………………………………………………..‬‬
‫هل توجد عالقة بين االحتكار واالقتصاد المواز…………‪18………………………………………..…………….....‬‬
‫الرقابة………‪18……………………………………………………………...………………...........‬‬ ‫االحتكار وضعف ّ‬
‫متى الحرب على االحتكار؟……………‪19……………………………………………………………………………...‬‬
‫سعر ّية في سنة ‪19……………………………………………………..……………2018‬‬ ‫المخالفات االحتكاريّة وال ّ‬
‫‪ III-‬نمـــــــــــــــــاذج االحتـــــــــــــــــكار ‪ ،‬سلبياتـــــــــه‪ ،‬و سبــــــل مكافحـــــــته…………‪20………………...‬‬
‫نمـــــاذج االحتـــــكــا ر…………‪20……………………………………….....……………………………….‬‬ ‫‪1-‬‬
‫‪ -1.1‬احتكار التجارة في اإلسالم ‪20…………………………………………………………………………….....‬‬
‫‪1.2‬االحتكار الصناعي …………………………‪20………………………………………………………………….....‬‬
‫‪-1.3‬االحتكار الفالحي المغرب كنموذج………………………………………………………………………………‪21‬‬
‫‪ 2-‬سلبيـــــــــــــــــــات االحتكار……………………………‪22………………………………………………………....‬‬
‫‪ -3‬مكافحة االحتكار لتعميق متانة االقتصاد‪24………………………………………………………………………….‬‬
‫خالصة ………………………………‪25……………………………………………………………………………….....‬‬

You might also like