You are on page 1of 7

‫تعريف الماركسية ‪:‬‬

‫يمكن تعريف الماركسية على أنها فلسفة اجتماعية وسياسية واقتصادية سميت باس م ك ارل م اركس ‪ ،‬تق وم الماركس ية على‬
‫دراس ة ت أثير الرأس مالية على العم ل واإلنتاجي ة والتنمي ة االقتص ادية وت دافع عن ث ورة عمالي ة لقلب الرأس مالية لص الح‬
‫الش يوعية ‪ ،‬حيث تف ترض الماركس ية أن الص راع بين الطبق ات االجتماعي ة وتحدي دًا بين البرجوازي ة أو الرأس ماليين‬
‫والبروليتاريا أو العمال هو الذي يقوم بتح دد العالق ات االقتص ادية في االقتص اد الرأس مالي وس يؤدي حتم ا إلى الش يوعية‬
‫الثورية ‪.‬‬

‫إن الماركس ية هي نظري ة اجتماعي ة وسياس ية واقتص ادية نش أت من قب ل ك ارل م اركس وال تي ترك ز على الص راع بين‬
‫الرأسماليين والطبقة العاملة ‪ ،‬حيث كتب كارل ماركس أن عالقات القوة بين الرأسماليين والعمال كانت اس تغاللية بطبيعته ا‬
‫وستؤدي حتًم ا إلى نزاع طبقي ‪ ،‬وكان كارل ماركس يعتقد أن هذا الصراع س يؤدي في النهاي ة إلى ث ورة تقلب فيه ا الطبق ة‬
‫العاملة الطبقة الرأسمالية وتسيطر على االقتصاد‬
‫النظام الشيوعي هو التطبيق العملي للفلسفة الماركسية‪ ،‬وكما أوضحنا فالماركسية تقيم الوجود كله على أساس مادي‬
‫بحت‪ ،‬وتعتبر أن تطور الحياة البشرية يتم بآلية حتمية كتطور الحياة الطبيعية‪ ،‬وأن عقل اإلنسان نفسه ليس سوى انعكاس‬
‫للمادة‪ ،‬وهي تنكر أي ُبعد روحي أو ميتافيزيقي (ماورائي أو غيبي) للحياة اإلنسانية‪ ،‬لذا ترفض الماركسية األديان جميعًا‬
‫وترى أنها أداة لتخدير الناس‪ ،‬فكان ماركس يقول “الدين أفيون للشعوب‬
‫ملخص‬
‫يعد كتاب رأس المال أحد أعمال الخبير االقتصادي والفيلسوف الشهير كارل ماركس‪ ،‬ويناقش هذا الكتاب عدة مواضيع‪،‬‬
‫وفيما يأتي توضيح لهذه المواضيع‪:‬‬
‫السلع والمال يعّر ف ماركس السلعة في هذا الجزء بأنها أي شيء يلبي رغبة اإلنسان‪ ،‬وتعد السلع هي أصغر وحدة في‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وتعد الرأسمالية من وجهة نظر ماركس محاولة الفرد أو الشركة لتجميع المزيد والمزيد من الثروة‪ ،‬غالًبا عن‬
‫طريق امتالك وسائل اإلنتاج‪ ]٣[.‬يعني هذا أّن ه إذا كان بإمكان شخص ما امتالك مطبعة‪ ،‬فسيكون لديه الوسائل الالزمة‬
‫إلنتاج كتاب‪ ،‬ويمكنه استخدام السلع الناتجة لصنع وبيع المزيد من السلع‪ ،‬أي الكتب‬
‫قيمة االستخدام وقيمة التبادل‬
‫تشير نظرية القيمة العمالية لماركس إلى أّن ه ليست كل السلع متساوية‪ ،‬ويمكن فهم قيمة السلعة من خالل قيمتها‬
‫االستخدامية و قيمتها التبادلية‪ ،‬وتشير قيمة االستخدام إلى فائدة الشيء الذي يملكها بشكل طبيعي؛ على سبيل المثال‪،‬‬
‫المطرقة التي تكون جيدة في طرق مسمار عبر سطح صلب‬
‫تشير قيمة التبادل على النقيض من ذلك إلى القيمة المصطنعة‪ ،‬وتعتمد على قيمة السلعة بالمقارنة مع السلع األخرى‪،‬‬
‫وتوضح قيمة التبادل لماذا تستطيع شركة "برادا" بيع قميص بأسعار أعلى من شركة "جاب على الرغم من أن الشركتين‬
‫تبيعان قميًص ا يؤدي نفس الوظيفة‪ ،‬إال أن هناك ميزة اجتماعية ال يمكن وصفها يقدمها قميص "برادا" وال يوفرها قميص‬
‫"جاب‬
‫اختالف األسعار‬
‫وضح ماركس أن ما يفسر االختالف الشديد في األسعار لشيء ما يعتمد على مقدار العمل المبذول في صنعه‪ ،‬ولذلك يعد‬
‫مقدار االرأسماليين والعمال‬
‫وضح ماركس أن الرأسماليين يحاولون استغالل قيمة التبادل‪ ،‬إذ يبيعون السلع دائًم ا بهدف زيادة أرباحهم‪ ،‬وذلك على‬
‫حساب العمال‪ ،‬إال أّن العمال ليسوا في وضع يسمح لهم بالنضال من أجل حقوقهم‪]٣[.‬‬
‫يمتلك الرأسماليين المتاجر واآلالت والمصانع ووسائل اإلنتاج األخرى‪ ،‬لذلك فإنهم يمتلكون كل القوة ويمكنم أن يمليوا‬
‫على العمال كيف يقضون أيام عملهم‪ ،‬ويشير توماس أيًض ا إلى أّن الطبقة الدنيا من الناس تتم معاملتهم مثل الماشية منذ‬
‫الثورة الصناعية‪ ]٣[.‬يضطر بعض األشخاص من جميع األعمار إلى العمل إلى ما يصل أربع عشرة ساعة في اليوم في‬
‫مصانع قذرة للقيام بمهمة واحدة بشكل متكرر‪ ،‬ويشير توماس بأنهم يعاملون مثل اآلالت‪ ،‬إال أّن العمال من خالل عملهم‬
‫يضيفون قيمة تبادلية للسلع‪]٣[.‬‬
‫تباع السلع التي تكتسب قيمة تبادلية في السوق‪ ،‬لكن الطرف الوحيد الذي يستفيد من هذا هو المالك الرأسمالي‪،‬‬
‫ويستعرض ماركس في الكتاب العديد من الثورات‪ ،‬بما في ذلك الثورة الفرنسية‪ ،‬ويفترض أن الرأسمالية نظام غير مستقر‬
‫ألن العمال سوف يدركون يوًما ما مدى استغاللهم‬
‫المال ورأس المال‬
‫يميز ماركس بشكل كبير بين المال ورأس المال‪ ،‬ويوضح أّن رأس المال هو المال المستخدم لكسب المزيد من المال‪ ،‬أما‬
‫المال فهو مجرد رمز للسلع ذات األحجام المختلفة‬

‫تعرييييف الفكر السياسي التنويري هو تيار فكري نشأ خالل العصور الوسطى في أوروبا‪ ،‬وترتبط فلسفته‬
‫بالحركة التنويرية التي أّث رت في الفلسفة والسياسة والثقافة في ذلك الوقت‪ .‬يتميز الفكر السياسي التنويري بالتركيز على‬
‫القيم العقالنية والعلمية والتحرر من القيود الدينية والتقاليد القديمة‪ .‬أحد أبرز الفالسفة التنويريين السياسيين هو جان جاك‬
‫روسو‪ ،‬الذي دعا إلى فكرة العقد االجتماعي وحقوق اإلنسان الطبيعية‪ .‬وقد أثرت أعماله مثل "المشتركة" و "العقد‬
‫االجتماعي" في صياغة الفكر السياسي التنويري‪ .‬يؤمن الفكر السياسي التنويري بأهمية فصل السلطات وإقامة الحكم‬
‫الديمقراطي‪ ،‬حيث ُيعتبر الحكم الشعبي والمشاركة السياسية أساسيين في تحقيق العدالة والحرية‪ .‬كما يؤمن بأهمية حماية‬
‫حقوق اإلنسان وتحقيق المساواة بين جميع األفراد‪ .‬الفكر السياسي التنويري أيًض ا ينادي بضرورة تعزيز التعليم والثقافة‪،‬‬
‫وتشجيع النقد والتفكير الحر‪ ،‬وتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي‪ .‬يعتبر الفكر التنويري اإلنسان والعقل البشري مصدر‬
‫السلطة والتقدم والتحرر‪ .‬يعود تأثير الفكر السياسي التنويري على العديد من الثورات والتغييرات السياسية في العالم‪ ،‬مثل‬
‫الثورة األمريكية والثورة الفرنسية‪ .‬كما أثر في تشكيل الدول الليبرالية الحديثة ونهضة العلوم والفلسفة والثقافة‪.‬‬

‫مونتس‪YY‬كيووووو ‪ :::::‬ك اتب وفيلس وف فرنس ي ع اش بين س نتي ‪ 1689‬و ‪ 1755‬من فالس فة األن وار‪ ،‬ومن أهم‬
‫منظ ري الحكوم ات وأنواعه ا‪ .‬ويق ترن اس م مونتس كيو بفص ل الس لط‪ ،‬حيث أك د على ض رورة الفص ل بين الس لطة‬
‫التشريعية والسلطة الدمقراطية والسلطة القضائية لتحقيق الحرية السياسية‪ .‬من مؤلفاته‪“ :‬روح القوانين” و “في الذوق”‪.‬‬

‫نص روح القوانين وفصل السلط – طبيعة السلطة السياسية للدولة‬


‫في كل دولة‪ ،‬توجد ثالثة أن واع من الس لط‪ :‬الس لطة التش ريعية‪ ،‬والس لطة التنفيذي ة المتعلق ة بحق وق الن اس‪ ،‬والس لطة‬
‫التنفيذية المتعلقة بالحق المدني‪ .‬يضع األمير أو القاضي –انطالق ا من الس لطة األولى – الق وانين لف ترة مح دودة أو إلى‬
‫األبد‪ ،‬ويصحح أو يلغي القوانين الموضوعة سابقا‪ ،‬ويقوم –طبق ا للس لطة الثاني ة– ب إقرار الس لم أو الح رب ويرس ل أو‬
‫يستقبل السفراء‪ ،‬ويعمل على اس تتباب األمن وحماي ة البل د من اإلعت داءات‪ ،‬ويع اقب –طبق ا للس لطة الثالث ة– مرتك بي‬
‫الجرائم‪ ،‬أو يكون َح كَم ًا في النزاعات التي تنشأ بين األفراد‪ .‬هذه السلطة األخيرة هي سلطة إصدار األحكام‪ ،‬أم ا الثاني ة‬
‫فهي السلطة التنفيذية للدولة‪.‬‬
‫الحرية السياسية بالنسبة للمواطن هي طمأنينة النفس التي تنتج عن التصور الذي يكوِّن ه كل فرد عن أمنه الخاص‪ ،‬ولكي‬
‫نحصل على هذه الحرية‪ ،‬يجب أن تكون الحكومة في مستوى معين يجعل أي مواطن ال يخاف من مواطن آخر‪.‬‬
‫عندما تجتمع السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية بين يدي ش خص واح د أو في هيئ ة قض اء واح دة‪ ،‬فإن ه ال يع ود ثم ة‬
‫مكان للحرية‪ ،‬ألنه بإمكاننا أن نتخوف من قيام الملك أو مجلس النواب بصياغة ق وانين اس تبدادية‪ ،‬ولن تك ون هن اك أي ة‬
‫حرية إطالقا إذا لم تكن السلطة المتعلقة بإصدار األحكام منفص لة عن الس لطة التش ريعية والتنفيذي ة‪ .‬ف إذا ك انت س لطة‬
‫إصدار األحكام غير منفصلة عن السلطة التشريعية‪ ،‬فغن الحكم الممارس على حياة وحرية المواطنين سيكون اعتباطي ا‪.‬‬
‫الن القاضي سيكون المشرع نفسه‪ ،‬أما إذا كانت غير منفصلة عن السلطة التنفيذي ة ف إن القاض ي يمكن ه أن يمتل ك ق وة‬
‫الق امع؛ أم ا إذا تجمعت ه ذه الس لطات الثالث بين ي دي ش خص واح د‪ ،‬أو في هيئ ة عظم اء أو نبالء واح دة‪ ،‬أو في ي د‬
‫الشعب وحده‪ ،‬فإن كل شيء سيتعرض للضياع‪.‬‬

‫يرى مونتسكيو أّن هناك ثالثة أنواع من الحكومات‪ :‬الحكومات الجمهورية والتي يمكن أن تتخذ‬
‫أشكااًل من ديمقراطية أو أرستقراطية والملكيات واالستبداد‪ ،‬وعلى عكس أرسطو على سبيل‬
‫المثال ال يميز مونتسكيو بين أشكال الحكم على أساس فضيلة الحاكم‪ ،‬والتمييز بين الملكية‬
‫واالستبداد فعلى سبيل المثال ال يعتمد على فضيلة الملك ولكن على ما إذا كان يحكم بقوانين ثابتة‬
‫وراسخة‪ ،‬ولكل شكل من أشكال الحكومة مبدأ ومجموعة من المشاعر البشرية التي تحركه‪،‬‬
‫ويمكن أن يفسد كل منها إذا تم تقويض مبدأه أو تدميره‪.‬‬
‫‪:‬مونتسكيو لمفهوم الديمقراطية‬

‫في الديمقراطية الشعب هو صاحب السيادة وقد يحكمون من خالل وزراء أو أن يتلقوا المشورة‬
‫من قبل مجلس الشيوخ ولكن يجب أن يتمتعوا بسلطة اختيار الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ‬
‫ألنفسهم‪ ،‬ومبدأ الديمقراطية هو الفضيلة السياسية التي تعني بها مونتسكيو “حب القوانين وحب‬
‫بلدنا” بما في ذلك دستورها الديمقراطي‪ ،‬شكل الحكومة الديمقراطية يجعل القوانين التي‬
‫تحكم االقتراع والتصويت أساسية‪ ،‬ومع ذلك فإّن الحاجة إلى حماية مبدأها تفرض متطلبات أكثر‬
‫‪.‬شموًال‬

‫‪:‬واجبات الديمقراطية‬

‫‪‬‬ ‫‪.‬يجب على الديمقراطية أن تثقف مواطنيها لتحديد مصالحهم مع مصالح بالدهم‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬يجب أن يكون لها رقابة للحفاظ على أعرافها‬
‫‪‬‬ ‫يجب أن تسعى إلى ترسيخ مبدأ االقتصاد من خالل القانون وذلك لمنع مواطنيها من‬
‫‪.‬االنجراف إلى تعزيز مصالحهم الخاصة على حساب الصالح العام‬
‫‪‬‬ ‫وللسبب نفسه يجب أن تهدف القوانين التي يتم بموجبها نقل الملكية إلى الحفاظ على‬
‫‪.‬التوزيع المتساوي للممتلكات بين المواطنين‬
‫‪‬‬ ‫يجب أن تكون أراضيها صغيرة بحيث يسهل على المواطنين التعرف عليها ويصعب‬
‫‪.‬ظهور مصالح خاصة واسعة النطاق‬
‫طرق إفساد الديمقراطية‪:‬‬
‫يمكن إفساد الديمقراطيات بطريقتين من خالل ما يسميه مونتسكيو “روح عدم المساواة” و “روح‬
‫المساواة القصوى”‪ ،‬وتنشأ روح عدم المساواة عندما ال يعود المواطنون يقرأون مصالحهم‬
‫بمصالح بلدهم وبالتالي يسعون إلى تعزيز مصالحهم الخاصة على حساب مواطنيهم والحصول‬
‫على سلطة سياسية عليهم‪ ،‬كما تنشأ روح المساواة المتطرفة عندما ال يعود الناس راضين عن‬
‫المساواة كمواطنين ولكنهم يريدون أن يكونوا متساوين في جميع النواحي‪.‬‬

‫في ديمقراطية فاعلة يختار الناس القضاة لممارسة السلطة التنفيذية وهم يحترمون‬
‫ويطيعون القضاة الذين اختاروهم‪ ،‬وإذا فقد هؤالء القضاة احترامهم فإّن هم يستبدلونهم‪ ،‬ولكن عندما‬
‫تتجذر روح المساواة المتطرفة ال يحترم المواطنون وال يطيعون أي قاٍض وإّن هم يريدون إدارة‬
‫كل شيء بأنفسهم ومناقشة مجلس الشيوخ وإعدام القاضي واتخاذ قرار بشأن القضاة‪ ،‬وفي النهاية‬
‫ستتوقف الحكومة عن العمل وستختفي آخر بقايا الفضيلة وسيحل االستبداد محل الديمقراطية‪.‬‬
‫مونتسكيو لمفهوم األرستقراطية‪:‬‬

‫في األرستقراطية جزء من الشعب يحكم الباقي‪ ،‬ومبدأ الحكومة األرستقراطية هو االعتدال وهي الفضيلة التي تدفع أولئك‬
‫الذين يحكمون في ظل أرستقراطية إلى منع أنفسهم من قمع الشعب ومحاولة اكتساب سلطة مفرطة على بعضهم البعض‪،‬‬
‫وفي األرستقراطية يجب تصميم القوانين لغرس روح االعتدال هذه وحمايتها‬

‫مونتسكيو في مبدأ الفضيلة‪:‬‬

‫ومن وجهة نظر مونتسكيو فإّن الفضيلة التي تتطلبها ديمقراطية فاعلة وليست طبيعية‪ ،‬ويتطلب تفضياًل‬
‫دائًما للمصلحة العامة على الخاصة حيث أّن ها تقصر الطموح على الرغبة الوحيدة والسعادة الوحيدة في‬
‫تقديم خدمات أكبر للبلد مقارنة ببقية المواطنين ‪ ،‬وهو إنكار للذات وهو أمر شاق ومؤِلم على الدوام‪،‬‬
‫ويقارن مونتسكيو ذلك بحب الرهبان لترتيبهم أي إّن حكمهم يحرمهم من كل تلك األشياء التي تغذي بها‬
‫المشاعر العادية‪ ،‬لذلك يبقى فقط هذا الشغف بالقاعدة ذاتها التي تعذبهم بالميول‪ ،‬وكلما زادت القوة التي‬
‫يعطيها للشغف الوحيد الذي تركهم وإلنتاج هذا نبذ الذات غير الطبيعي هو القوة الكاملة للتعليم مطلوبة‬

‫مونتسكيو لحكومة النظام الملكي‪:‬‬


‫في النظام الملكي يحكم شخص واحد بموجب قوانين ثابتة وراسخة‪ ،‬ووفًق ا لمونتسكيو فإّن هذه القوانين تفترض بالضرورة‬
‫القنوات الوسيطة التي تتدفق من خاللها سلطة (الملك) وذلك ألّن ه إذا كانت هناك إرادة مؤقتة ومتقلبة لشخص واحد فقط‬
‫لحكم الدولة فال يمكن إصالح أي شيء وبالطبع ال يوجد قانون أساسي‪ ،‬وهذه القنوات الوسيطة هي مؤسسات تابعة مثل‬
‫النبالء والقضاء المستقل‪ ،‬ولذلك يجب تصميم قوانين النظام الملكي للحفاظ على سلطتهم‪.‬‬

‫المهمة الرئيسية للقوانين في النظام الملكي هي حماية المؤسسات التابعة التي تميز الملكية عن االستبداد‪ ،‬وتحقيقا لهذه‬
‫الغاية ينبغي عليهم تسهيل الحفاظ على العقارات الكبيرة غير المقسمة وحماية حقوق وامتيازات النبالء وتعزيز سيادة‬
‫القانون‪ ،‬وكما ينبغي أن تشجع على تكاثر الفروق والمكافآت على السلوك النبيل بما في ذلك الكماليات‪.‬‬

‫حيث تفسد الملكية عندما يقوم الملك إما بتدمير المؤسسات التابعة التي تقيد إرادته أو يقرر الحكم بشكل تعسفي بغض‬
‫النظر عن القوانين األساسية لبلده أو ينتقص من التكريم الذي قد يهدف إليه مواطنوه‪ ،‬بحيث يكون الرجال قادرين من‬
‫تحميلهم في نفس الوقت بالعار وبكرامة‪ ،‬حيث أّن الشكالن األوالن من الفساد يقضيان على الضوابط المفروضة على‬
‫إرادة الحاكم التي تفصل الملكية عن االستبداد‪ ،‬والثالث يقطع الصلة بين السلوك المشرف ومكافأته‪.‬‬

‫كما أّن ه في نظام ملكي فاعل يعمل الطموح الشخصي والشعور بالشرف مًع ا‪ ،‬وهذه هي القوة العظيمة للنظام الملكي‬
‫ومصدر استقراره االستثنائي‪ ،‬سواء كان مواطنوه يتصرفون من خالل الفضيلة الحقيقية أو اإلحساس بقيمتهم الخاصة أو‬
‫الرغبة في خدمة ملكهم أو الطموح الشخصي فسيتم دفعهم للتصرف بطرق تخدم بلدهم‪ ،‬والملك الذي يحكم بشكل تعسفي‬
‫أو الذي يكافئ الخنوع والسلوك الحقير بدًال من الشرف الحقيقي يقطع هذا االتصال ويفسد حكومته‪.‬‬

‫مونتسكيو للحكومات االستبدادية‪:‬‬


‫في الدول االستبدادية يوجه الفرد كل شيء بإرادته ونزوته وبدون قوانين للتحقق منه وبدون الحاجة إلى رعاية أي شخص‬
‫ال يتفق معه ويمكن للطاغية أن يفعل ما يحلو له مهما كان سوء النصح أو اللوم‪ ،‬ورعاياه ليسوا أفضل من العبيد ويمكنه‬
‫التخلص منهم بالشكل الذي يراه مناسًب ا‪.‬‬
‫مونتسكيو في طبيعة الحكومة االستبدادية‪:‬‬

‫يكتب مونتسكيو أّن مبدأ الحكومة االستبدادية يخضع لفساد مستمر ألّن ه حتى في طبيعته فاسد‪ ،‬وهذا صحيح من نواٍح‬
‫عديدة وهي‪:‬‬

‫أوًال تقوض الحكومات االستبدادية نفسها ألّن الملكية ليست آمنة في الدولة االستبدادية ولن تزدهر التجارة‬ ‫‪‬‬
‫وستكون الدولة فقيرة‪ ،‬ويجب إبقاء الناس في حالة من الخوف بسبب التهديد بالعقاب‪ ،‬ومع ذلك بمرور الوقت‬
‫ستصبح العقوبات الالزمة إلبقائهم في الطابور أكثر شدة حتى تفقد التهديدات األخرى قوتها‪ ،‬لكن األهم من ذلك‬
‫هو أّن شخصية المستبد من المرجح أن تمنعه من الحكم بفعالية‪ ،‬وبما أّن كل نزوة للطاغية ُت منح وليس لديه‬
‫فرصة للتداول وللشك وللتفكير وعليه فقط أن يفعل‪ ،‬ولهذا السبب لم ُيجبر أبًد ا على تطوير أي شيء مثل الذكاء‬
‫أو الشخصية أو الدقة‪.‬‬
‫وبدًال من ذلك فهو بطبيعته كسول وحسي وجاهل وليس لديه مصلحة في حكم شعبه فعلًيا‪ ،‬لذلك سيختار وزيًر ا‬
‫ليحكم له‪ ،‬ومع ذلك في غيابه ستتضاعف المؤامرات ضده خاصة وأّن حكمه بغيض بالضرورة لرعاياه‪ ،‬وألّن هم‬
‫لن يخسروا الكثير إذا فشلت مؤامراتهم ضده‪ ،‬وال يستطيع االعتماد على جيشه لحمايته فكلما زادت قوتهم زاد‬
‫احتمال أن يحاول جنراالته أنفسهم االستيالء على السلطة‪ ،‬ولهذا السبب ال يتمتع الحاكم في الدولة االستبدادية‬
‫بأمن أكثر من شعبه‪.‬‬
‫ثانًيا تشتمل الحكومات الملكية والجمهورية على هياكل حكومية محددة وتتطلب أن يكون لدى مواطنيها أنواع‬ ‫‪‬‬
‫محددة من الدوافع‪ ،‬وعندما تنهار هذه الهياكل أو تفشل هذه الدوافع فإّن الحكومات الملكية والجمهورية تفسد‬
‫ونتيجة فسادها تقع في االستبداد‪ ،‬ولكن عندما تسقط حكومة استبدادية معينة ال يتم استبدالها عموًما بنظام ملكي‬
‫أو جمهورية‪.‬‬

‫ومن الصعب للغاية إنشاء نظام ملكي أو جمهورية مستقرة أي تحفة تشريعية نادًر ا ما تنتج عن المخاطر ونادًر ا ما يتم‬
‫تحقيقها عن طريق الحصافة‪ ،‬وإّن ه أمر صعب بشكل خاص عندما يكون أولئك الذين سيضطرون إلى تأطير قوانين مثل‬
‫هذه الحكومة والعيش وفًق ا لها قد تعرضوا في السابق للوحشية واإلهانة من قبل االستبداد‪.‬‬

You might also like