You are on page 1of 5

‫جامعة ابجي خمتار _ عنابة _ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري _ حماضرات يف اتريخ الفكر االقتصادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ‪2024_2023‬‬

‫حماضرة الفكر االقتصادي االشرت اكي املاركسي‬

‫من اعداد الدكتورة لونيسي لطيفة‬

‫توجه جلميع اجملموعات‬

‫متهيد‬

‫يف الظرف التارخيي و االجتماعي الذي ظهر فيه ماركس كان اجملتمع األورويب بشكل عام يعيش يف ظل سيادة اإلنتاج الرأمسايل‬
‫حيث كانت هناك طبقة كبرية من السكان يف اجملتمع تنمو و تتكاثر يوما بعد يوم ‪ ،‬و هي حتت ظل أي ظرف لن تستطيع‬
‫العيش اال اذا عملت لقاء اجر معني و حمدد من مالكي وسائل اإلنتاج‪.‬‬

‫اكتسبت املاركسية كنسق فكري شهرهتا التارخيية بقيامها على أساس االنتقاد الذي ظهر بوضوح يف نقد الفلسفة املثالية األملانية‬
‫حيث اندت املاركسية ابلفلسفة املادية و االشرتاكية العلمية ‪ ،‬حيث ذاعت بني خمتلف النقاابت و االحتادات العمالية ‪.‬‬

‫من خالل هذه احملاضرة نتطرق اىل ‪:‬‬

‫_ ماهية االشرتاكية‬

‫_ الفلسفة املادية ملاركس‬

‫_ أفكار ماكس االقتصادية‬

‫علما ان اهلدف من احملاضرة توضيح أفكار ماركس دون التعرض اىل نقد أفكاره ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة ابجي خمتار _ عنابة _ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري _ حماضرات يف اتريخ الفكر االقتصادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ‪2024_2023‬‬

‫أوال ‪ :‬ماهية االشرتاكية‬

‫االشرتاكية بشكل عام تستند على النزعة اجلماعية ‪ ،‬و بذلك فهي تتناقض مع مضمون فكرة النزعة الفردية اليت تستند اليها‬
‫الرامسالية ‪ ،‬حيث ال وجود لنظام السوق و ال دور له يف حتديد حجم ة نوع السلع و اخلدمات ‪ ،‬ألهنا حتدد ضمن جهاز التخطيط‬
‫املركزي ‪.‬‬

‫فالنظام االشرتاكي متتلك فيه الدولة مجيع عناصر اإلنتاج كاألرض و املصانع و اآلالت ‪ ،‬و اختاذ القرارات القتصادية من خالل‬
‫جهاز التخطيط بدال من جهاز االمثان يف النظام الرأمسايل ‪ ،‬و مت تطبيق االشرتاكية يف القرن العشرين عندما قامت الثورة البلشفية‬
‫يف روسيا عم ‪. 1917‬‬

‫و ينقسم الفكر االشرتاكي اىل قسمني اساسني‪:‬‬

‫‪ -‬االشرتاكية اخليالية او الطوابئية‬


‫‪ -‬االشرتاكية املاركسية او العلمية‬

‫كما توجد أنواع أخرى من االشرتاكية كاالشرتاكية الدميقراطية و االشرتاكية الشعبية و اشرتاكية الدولة ‪.‬‬

‫من خالل هذه احملاضرة نسلط الضوء على االشرتاكية املاركسية ( العلمية)‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬الفلسفة املادية ملاركس‬

‫على عكس هيجل الذي يرى ان اتريخ العامل ما هو اال انعكاس لتطور الفكر االنساين الذي يتجه يف تطوره حنو الفكرة‬
‫املطلقة ‪ ،‬فان ماركس يرى ان املادة هي األساس يف التطور التارخيي ‪ ،‬فقد أدى هذا اىل اعتبار تطور العوامل االقتصادية ممثلة‬
‫يف اإلنتاج املادي و ما يتبعه من تقسيم العمل و ما يرتتب عن هذا التقسيم من صراع طبقي و القوة اليت تشكل و تفسر اتريخ‬
‫البشرية ‪.‬و ابلتايل فهو يرى ان العامل املادي هو الذي صنع األفكار ‪.‬‬
‫و دراسة التاريخ اإلنساين و تطوره نتعرف عليه ابتداءا من اوج نشاط االفراد يف جمال اإلنتاج ‪ ،‬و قوانني هذا التطور هو جيب‬
‫اكتشافها و دراستها ‪ ،‬و تشمل اهليكل االساسي لالقتصاد ‪ ،‬اهليكل العلوي للنظام االجتماعي و الصراع الطبقي ‪ ،‬و نوضح‬
‫ذلك كمايلي ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة ابجي خمتار _ عنابة _ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري _ حماضرات يف اتريخ الفكر االقتصادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ‪2024_2023‬‬

‫‪ -‬اهليكل االساسي لالقتصاد ( قوى اإلنتاج و عالقات اإلنتاج و نظام اإلنتاج االجتماعي )‪:‬‬

‫فقوى اإلنتاج هي جمموع الوسائل اليت بواسطتها يتم انتاج السلع املادية و تشمل االالت و وسائل النقل و اليد العاملة ‪ ،‬و‬
‫توضح املادية التارخيية ان تطور قوى اإلنتاج هي املسبب األساسي لكافة التغريات يف احلياة االجتماعية ‪،‬‬

‫اما عالقات االنتاج فهي العالقة اليت تربط االفراد ببعضهم البعض و يف عالقاهتم أبدوات اإلنتاج ‪ ،‬مبعىن ملكية األموال و وسائل‬
‫اإلنتاج و االمنتجات ‪ ،‬إضافة اىل تنظيم العمل و تقسيمه و توزيعه ‪.‬‬

‫اما نظام اإلنتاج (منط االنتاج) ‪ :‬و هو يتكون من قوى النتاج و عالقات اإلنتاج ‪ ،‬حيث بدراسة قوى و عالقات اإلنتاج ميكن‬
‫ان حندد حسب ماركس أي مرحلة من النظم االقتصادية متيز جمتمع معني ‪ ،‬حيث يف كل مرحلة متر قوى اإلنتاج مبرحلة معينة من‬
‫عالقات اإلنتاج يالئمها و يسهل تطبيقها ‪ ،‬و تنوضح هذه النظام حسب تطورها التارخيي املادي كما يلي ‪ :‬البدائية ‪ ،‬الرق ‪،‬‬
‫االقطاع ‪ ،‬الرامسالية و أخريا االشرتاكية ‪ .‬كما ان تغيري قوى اإلنتاج يسبق دائما تغري عالقات اإلنتاج ‪.‬‬

‫_ اهليكل العلوي للنظام االجتماعي (األساس و البناء و العالقات املتبادلة بينهما )‬

‫يقصد باألساس( اهليكل االقتصادي للمجتمع ) جمموع العالقات االجتماعية السائدة يف اجملتمع خاصة عالقات امللكية و‬
‫ينتج عنها من تقسيم طبقي ‪ ،‬و على أساسه يتم بناء النظم القانونية و السياسية و األفكار الدينية و الفلسفية يف مرحلة اترخيية‬
‫معينة‪ .‬اما البناء ( اهليكل العلوي) فهو األفكار و النظرايت املذاهب السائدة يف جمتمع إضافة اىل النظم املقابلة هلا ‪ :‬الدولة ‪،‬‬
‫القانون ‪ ،‬األحزاب السياسية ‪ ،‬الضوابط اخللقية ‪...‬اخل ‪،‬يف اجلدلية املادية البناء ينبع من األساس ‪.‬‬

‫_ الثورة و الصراع الطبقي‬

‫ان حدوث الثورات االجتماعية ستؤدي حتما اىل هناية النظام الرأمسايل ‪ ،‬و يقصد ابلثورة االجتماعية حسب ماركس هي انتقال‬
‫اجملتمع اإلنساين من نظام انتاجي معني اىل نظام اعلى منه ‪ ،‬و حتدث هذه الثورات نتيجة لوجود تناقض بني قوى اإلنتاج و‬
‫عالقات اإلنتاج ‪ ،‬فقوى اإلنتاج يف تطور مستمر ‪ ،‬اما عالقات التملك فيهي بطيةة التغيري ‪ ،‬فالنظام الرأمسايل املرتكز على‬
‫امللكية اخلاصة و على استقالل كل مشروع عن غريه يف رسم سياسته اإلنتاجية يعترب عائقا لتقدم قوى اإلنتاج و هذا سيؤدي اىل‬
‫زوال هذا النظام ليحل حمله نظام يوفق بني الطابع االجتماعي لإلنتاج و الطابع الفردي للتملك ‪ ،‬فيقضي على امللكية الفردية و‬
‫يقيم عالقات جديدة و هي العالقات االشرتاكية ‪ ،‬بذلك حسب ماركس فاالشرتاكية حتمية اترخيية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جامعة ابجي خمتار _ عنابة _ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري _ حماضرات يف اتريخ الفكر االقتصادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ‪2024_2023‬‬

‫اما الطبقات و الصراع الطبقي فهي مفجر الثورة حيث ان ختلف عالقات اإلنتاج عن قوى اإلنتاج يف النظام الرامسايل ‪ ،‬هذا‬
‫يؤدي اىل وجود صراع بني طبقة املالك و بني طبقة العمال ‪ ،‬حيث ترى املاركسية ان طبقة املالك تستغل طبقة العمال ‪ ،‬و‬
‫ابعتبار طبقة العمال األكثر عددا فإهنا ستنتصر يف صراعها و تفرض فيما بعد نوع جديد من عالقات اإلنتاج و هذا حيدث‬
‫فجأة يف شكل ثورة اجتماعية والصراع بني الطبقات عند املاركسيني لس مشكال جيب عالجه ‪ ،‬ابلعكس فهم يروه حتمية‬
‫اترخيية ‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬أفكار ماركس االقتصادية‬

‫_ القيمة ‪ :‬بدأ ماركس بتحليل السلعة و وضح ان هلا قيم خمتلفة ‪:‬‬

‫‪ -‬قيمة استعمالية ‪ :‬يقصد هبا منفعة السلعة اليت تستطيع اشباع حاجات اجملتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة تبادلية ‪ :‬أي قدرة السلعة على املبادلة بسلعة أخرى ‪.‬مبعىن قدرة السلعة على جلب لصاحبها سلع أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬القيمة ‪ :‬السلع ذات قيمة من حيث اهنا جتسد العمل (حيث تقاس كمية العمل مبدته)‪ ،‬و العمل هو كل جهد عضلي‬
‫او ذهين يبذله االنسان ‪ ،‬إضافة اىل االلة او مادة أولية ‪ ،‬املنتجات الطبيعية ليس هلا قيمة مامل يبذل يف اقتنائها عمل ‪.‬‬

‫_ فائض القيمة ‪:‬هو الفرق بني االجر الذي يشرتي به قوة عمل ‪ ،‬و الثمن الذي يبيع به انتج العمل ‪ ،‬و هو يفسر مصدر‬
‫دخول الرأمساليني و خاصة الربح‪ ،‬و ينقسم فائض القيمة اىل ‪:‬‬

‫‪ -‬فائض القيمة املطلق ‪ :‬هو الفائض املطلق الذي حيصل عليه الرامسايل نتيجة زايدة عدد ساعات العمل ليزداد حجم‬
‫الفائض‪.‬‬
‫‪ -‬فائض القيمة النسيب ‪ :‬هو الفائض املطلق الذي حيصل عليه الرامسايل نتيجة نقص وقت العمل الضروري ‪ ،‬أي الوقت‬
‫الالزم حلياة العامل و استمرارها ‪ ،‬و حيدث هذا النقص يف وقت العمل الضروري نتيجة الخنفاض امثان السلع اليت تعترب‬
‫من ضرورايت الالزمة للعامل و اسرته ‪.‬‬
‫هذا الفائض سواءا مطلق او نسيب يؤدي اىل زايدة يف كمية النقود عند الرامسايل و حرمان العامل منه و هو ما يطلق‬
‫عليه ماركس ب االستغالل ‪.‬‬
‫اما راس املال الثابت (مثن اآلالت و االلة ) فهو عمل ميت و ال خيلق فائض قيمة ‪ ،‬اذا فائض القيمة يعطيها ( قوة‬
‫العمل ) ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫جامعة ابجي خمتار _ عنابة _ كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري _ حماضرات يف اتريخ الفكر االقتصادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ‪2024_2023‬‬

‫_ الرتاكم املتزايد لراس املال ‪ :‬مبعىن ازدايد حجم روس األموال اإلنتاجية ‪ ،‬و يكون ذلك بتحقيق الرتاكم أي بتحويل فائض‬
‫القيمة اىل راس مال انتاجي ‪ ،‬و ينجح الرامسايل يف الوصول اىل الرتاكم عندما ينجح يف تصريف منتجاته ‪،‬‬

‫و مبا ان فائض القيمة هي األساس يف الرتاكم و اليت ينتجها العمل فالبد له من شراء قوة العمل ‪ ،‬و ليحصل ذلك فالبد ان‬
‫تزول ملكية صغار املالك ‪ ،‬و هذا يؤدي اىل تركز راس املال يف اجلهاز اإلنتاجي ابستمرار ‪.‬‬

‫_تركز رؤوس االموال ‪ :‬تركز راس املال فرياد هبا انتشار الوحدات اإلنتاجية الكبرية على انقاض الوحدات الصغرية يف اجلهاز‬
‫اإلنتاجي ‪ ،‬مبعىن اخراج املشروعات الصغرية من السوق هنائيا و حتويل عدد كبري من صغار املنتجني و التجار اىل عمال فقط‬
‫عند أصحاب املشروعات الكبرية ‪.‬‬

‫_ االزمات االقتصادية و فناء الرامسالية ‪ :‬االزمات تصدر من ذاتية نظام اإلنتاج الرامسايل الذي مييزه التناقض بني الطابع‬
‫االجتماعي لإلنتاج و الطابع الرامسايل للتملك ‪.‬و هذا بدوره يؤدي اىل ‪:‬‬

‫‪ -‬تناقض بني اإلنتاج و االستهالك ‪ :‬مبعىن فقر املستهلكني و معظمها مؤلفة من عمال و فةات حمدودة الدخل و بقصور‬
‫استهالكها ابلنسبة اىل ميل االنتاج الرامسايل اىل تنمية القوى اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -‬التناقض بني خمتلف فروع اإلنتاج ‪ :‬بسبب افتقار النظام الرامسايل اىل التناسب و التناسق بني خمتلف فروع اإلنتاج‬
‫الداخلة فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬التناقض بني حتسني طرق اإلنتاج و األرابح ‪ :‬يسعى الرامسايل اىل زايدة أرابحه بزايدة نسبة الراس املال الثابت و هو ما‬
‫تقتضيه املنافسة ‪ ،‬و كلما زادت نسبة الراس املال الثابت نقصت األرابح و بذلك فان السلوك املفيد ملشروع واحد على‬
‫حدة ‪ ،‬سيضر بسائر املشروعات ‪.‬‬

‫كل هذه التناقضات حسب ماركس ستؤدي اىل انتداثر النظام الرامسايل ‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like