You are on page 1of 94

‫منهاج مدخل لالقتصاد‪:‬‬

‫دليل المادة التعليمية ‪Syllabus‬‬

‫اسم المادة‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫جذع مشترك‬ ‫الفرع‬ ‫العلوم االقتصادية‪ ،‬التسيير والعلوم‬ ‫الميدان‬


‫التجارية‬

‫أولى ليسانس‬ ‫المستوى‬ ‫‪////////////////////////////////////‬‬ ‫التخصص‬

‫السنة الجامعية‬ ‫األول‬ ‫السداسي‬

‫التعرف على المادة التعليمية‬

‫األساسية‬ ‫وحدة التعليم‬ ‫مدخل لالقتصاد‬ ‫اسم المادة‬

‫‪60‬‬ ‫المعامل‬ ‫‪60‬‬ ‫عدد األرصدة‬

‫‪ 60‬سا‬ ‫المحاضرة (‬ ‫‪ 60‬سا ‪06‬‬ ‫الحجم الساعي‬


‫عدد الساعات‬ ‫األسبوعي‬
‫في األسبوع )‬

‫‪ 60‬سا ‪06‬‬ ‫أعمال م‪ /‬ت (‬ ‫‪////////////////////////////////////‬‬ ‫أعمال م‪/‬تط( عدد‬


‫عدد الساعات‬ ‫الساعات في األسبوع )‬
‫في األسبوع )‬

‫مسؤول المادة التعليمية‬

‫‪................................‬‬ ‫الرتبة‬ ‫‪................................‬‬ ‫االسم اللقب‬

‫‪................................‬‬ ‫البريد‬ ‫‪................................‬‬ ‫تحديد موقع المكتب‬


‫االلكتروني‬
‫‪................................‬‬ ‫توقيت الدرس‬ ‫‪................................‬‬ ‫رقم الهاتف‬
‫ومكانه‬
‫وصف المادة التعليمية‬

‫يحتاج الطالب إلى التفكر واالستنباط العقالني الرشيد لفهم هذه المادة‪.‬‬ ‫المكتسبات‬

‫للم ددادة تمكين الطالب من استيعاب مدخل لعلم االقتصاد والتدرب على مواضيعه األساسية ومصطلحات‬ ‫اله دددف الع ددام‬
‫المسائل االقتصادية الهامة‬ ‫التعليمية‬

‫أهداف التعلم(المهارات ‪ -‬التعرف على علم االقتصاد وموضوعاته ومصطلحات المسائل االقتصادية‪ ،‬وعالقته باالقتصاد‬
‫المراد الوصول إليها) السياسي وبمختلف العلوم األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد مفهوم المشكلة االقتصادية وطرق معالجتها‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على عناصر اإلنتاج وعلى أهم األنشطة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على األعوان االقتصاديين وعلى المؤسسة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على السوق والنقود‬

‫‪ -‬تمكين الطالب للتعرف على مشكل التضخم والبطالة والسياسات االقتصادية لمواجهتهما‪.‬‬

‫‪ -‬تمكين الطالب للتعرف على أهم المؤسسات االقتصادية الدولية والتكتالت االقتصادية الجهوية‪.‬‬

‫محتوى المادة التعليمية‬

‫المحور األول طبيعة علم االقتصاد وعالقته باالقتصاد السياسي وبالعلوم األخرى‪.‬‬
‫‪The nature of economics and its relationship with political‬‬
‫‪economy and other sciences.‬‬
‫المحور الثاني المشكلة االقتصادية مفهوم الحاجة الموارد ووسائل اإلشدباع ييييدة عدالج المشدكلة االقتصدادية مدن‬
‫قبل الرأسمالية واالشتراكية وفي اإلسالم‪.‬‬
‫‪The economic problem, the concept of the need, resources, and‬‬
‫‪means of satisfaction, and how the economic problem is treated‬‬
‫‪by capitalism, socialism, and in Islam.‬‬
‫المحور الثالث عناصر اإلنتاج العمل الطبيعة رأس المال التنظيم‪.‬‬
‫‪Factors of production, labor, nature, capital and organization.‬‬
‫المحور الرابع األعوان االقتصاديون أو الوحدات االقتصادية التي توفر النشاط االقتصادي‬
‫‪Economic agents or economic units that provide economic‬‬
‫‪activity.‬‬
‫المحور الخامس النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬اإلنتاج‪ ،‬االستثمار التبادل االستهالك االدخار‬
‫‪Economic activity and economic processes: production,‬‬
‫‪investment, exchange, consumption, saving.‬‬
‫المحور السادس المؤسسات االقتصادية‪ :‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫‪Economic‬‬ ‫‪enterprises:‬‬ ‫‪their‬‬ ‫‪concepts,‬‬ ‫‪definitions,‬‬
‫‪classifications and characteristics.‬‬
‫المحور السابع السوق‪ :‬مفهومه المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ .‬يييية تحديد األسعار في مختلف أنواع األسواق‪.‬‬
‫‪The market: its concept, those involved in it, its types. How to‬‬
‫‪determine prices in different types of markets.‬‬
‫المحور الثامن النظام االقتصادي والسياسات االقتصادية‬
‫‪Economic system and economic policies‬‬
‫المحور التاسع النقود لمحة تاريخية عن نشأة النقدود مفهدوم وأندواع النقدود الو دائف التقليديدة والحديثدة للنقدود النقدود‬
‫في النشاط االقتصادي والمالي‪.‬‬
‫‪Money: A historical overview of the origin of money. The‬‬
‫‪concept and types of money. The traditional and modern‬‬
‫‪functions of money. Money in economic and financial activity.‬‬
‫المحور العاشر المش ددكالت االقتص ددادية الكب ددرى‪ :‬التض ددخم (أس ددبابه والسياسد دات االقتص ددادية لمواجهت دده)‪ ،‬البطالد دة(‬
‫أنواعها وأسبابها والسياسات االقتصادية لمواجهتها)‬
‫‪Major economic problems: inflation (its causes and economic‬‬
‫‪policies to confront it), unemployment (its types, causes, and‬‬
‫)‪economic policies to confront it‬‬
‫المحور الحادي عشر المؤسس ددات االقتص ددادية الدولي ددة والتك ددتالت االقتص ددادية الجهوي ددة ص ددندوق النق ددد ال دددولي البند د ‪.‬‬
‫العددالمي‪ .‬المنظمددة العالميددة للتجددارة‪ .‬االتحدداد األوروبددي‪ .‬نافتددا (‪ ،)NAFTA‬آسدديان (‪،)ASEAN‬‬
‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬االتحاد المغاربي‬

‫‪International economic institutions and regional economic‬‬


‫‪blocs, the International Monetary Fund and the Bank. Global.‬‬
‫‪World Trade Organization. European Union. NAFTA,‬‬
‫‪ASEAN, Gulf Cooperation Council, Maghreb Union‬‬
‫طريقة التقييم‬

‫الوزن النسبي للتقييم‬ ‫العالمة‬ ‫التقييم بالنسبة المئوية‬

‫‪%60‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫وزن المحاضرة‬ ‫‪06/06‬‬ ‫إمتحان‬

‫‪%10‬‬ ‫وزن األعمال‬ ‫‪5‬‬ ‫امتحان جزئي‬

‫‪%20‬‬ ‫الموجهة‬ ‫‪10‬‬ ‫أعم د د د د د ددال موجه د د د د د ددة )البح د د د د د ددث ‪:‬‬
‫والتطبيقية‬ ‫إعداد‪/‬إلقاء)‬

‫‪-‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أعمال تطبيقية‬


‫‪%40‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المشروع الفردي‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫األعمد د د د ددال الجما يد د د د ددة (ضد د د د ددمن‬


‫فريق)‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫خرجات ميدانية‬

‫‪%06‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الموا بة (الحضور ‪ /‬الغياب )‬

‫‪%04‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عناصر أخرى ( المشارية )‬

‫بالنسدبة للمدواد التددي تدددرس فددي شددكل محاضدرات وأعمددال موجهدة ‪ /‬تطبيقيددة أو طبيعددة تقييمهددا امتحددان ومراةبددة مسددتمرة يقدداس‬
‫معدل المادة بالوزن الترجيحي للمحاضرة واألعمال الموجهة‬
‫معدل المادة‬ ‫نقطة المحاضرة * ‪ + 6.0‬نقطة األعمال الموجهة‪ /‬التطبيقية ‪= 6.0‬‬

‫‪Moy.M‬‬ ‫)‪= (Note Ex * 0.6) + (Note Td * 0.4‬‬


‫الدرس االول‪ :‬طبيعة علم االقتصاد وعالقته باالقتصاد السياسي وبالعلوم األخرى‪........‬من اعداد‬
‫االستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫وعن صللا المتعد ة نجد‬ ‫من أجل التوصللل إلى تحديد واضل لموضللو علم االقتصل والذي يتمثل في المشللةل االقتصل‬
‫من الضل للاوني أض نوض ل ل كيف نش ل ل وتطون ذا العلم وتوضل للي م تلم المم ويم وايا ل ل ال للي ا ال ص ل ل ز ذا العلم و ز اا‬
‫العالق زينه وبين العلوم ايخاى‪.‬‬

‫‪ -1‬تطور علم االقتصاد‪:‬‬

‫وانم قه وفي‬ ‫اإلنسل ل ض الذي يتعلق بةيفي حص للوله على الم‬ ‫علم االقتصل ل من العلوم االجتم ي التي ت تم زد انال ل نشلل‬
‫أنال للطو وازن خلدوض وغيا م زد انا ل ل علم االقتص ل ل ول ن م‬ ‫كيفي إنت ج الثاوة وتو يع ‪ .‬ولقد ا تم المالال للم ايوائل أمث‬
‫اعتباوه جزءا من علم الملس للم ‪ .‬أم تعبيا االقتص ل الس للي ا للي فقد اا للتعمله يو ماة ال تب المانس للي ماتیاتي ا في كت به‬
‫بحث في االقتصل ل السل للي ال للي ع م ‪1613‬م ليعني به مب ئ اإل انة الم لي للدول ‪ .‬وأعتباه علم الثاوة ينه يدنس الثاوة من‬
‫الما ي‬ ‫بل نله يبحلث في طللل الجزء من النش ل ل ل ل ل ل ل‬ ‫نل حيل إنتل ج ل وتبل ل ل كمل عافله أ م ال ل ل ل ل ل للميل ث واعتباه الما مل نا ل ل ل ل ل ل ل‬
‫وب ا ل ل ل للت دام ‪ ،‬وأض تعايف ليونيل نوبنز و الذي لقي قبوال عند‬ ‫واالجتم عي المتعلق ب لحص ل ل ل للو على المتطلب ا الم‬
‫الح ج ا ) واالختي ند‬ ‫اا للتعم له‪ ،‬وقد أكد نوبنز على عنص للاي الندنة د ندنة وال ل ئل إا للب‬ ‫ال ثيا من االقتصل ل يين وال ل‬
‫زين الح ج ا العديدة التي يايد اإلنس ل ض إا لب ع ) يض ح ج ا اإلنس ل ض عديدة ومتنوع و متزايدة طبق للتطون الحض ل ني‬
‫ذه الح ج ا ي محدو ة ون نة بسبب ندنة العن صا المست دم في إنت ج ‪.‬‬ ‫والت نولوجي‪ ،‬إال أض وا ئل إاب‬

‫‪-2‬تعريف علم اإلقتصاد‪:‬‬

‫الت لي ‪:‬‬ ‫أ م التع نيف في النق‬ ‫ن ك العديد من التع نيف الموضوع لعلم اإلقتص ‪ ،‬ويمةن إجم‬

‫تص زد انا ل الوا ل ئل التي مةن زوااللطت يم‬ ‫‪ -‬عاف آ م اللميث ‪ Adam Smith‬علم االقتص ل ب نه " العلم الذي‬
‫م أض تغتني"‪.‬‬

‫‪ -‬عافه االقتصل ي االن ليزي دد ليونيل روبنز )) ب نه" العلم الذي يدنس السللوك اإلنسل ني كعالق زين اي داف والعن صلا‬
‫الن نة التي ل إاتعم الا زديل ‪".‬‬

‫إلنت ج الس لللا وتو يع لالا للت الك في‬ ‫‪ -‬عاف كذلل ب نه علم اجتم عي يبحث االا للت دام ا المتعد ة للموان االقتص ل‬
‫ال ضا والمستقبل زين أف اا المجتما‪ .‬وياكز ذا التعايف على ثالث عن صا‪:‬‬

‫▪ أض االقتص علم ا نه ا ض بقي العلوم ايخاى؛‬

‫▪ أنه علم اجتم عي‪ ،‬أي ي تم ب لسلوك االقتص ي الما كمست لل أو منتج‪ ،‬في إط ن عالقته زب قي أف اا المجتما؛‬
‫الدرس االول‪ :‬طبيعة علم االقتصاد وعالقته باالقتصاد السياسي وبالعلوم األخرى‪........‬من اعداد‬
‫االستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬

‫▪ أض اإلنت ج بغاض االات الك في الح ضا والمستقبل‪.‬‬

‫على أض علم االقتصل ل ل يبحث في أمون‬ ‫وب لاغم من إختلم وج ا النظا في تعايف علم اإلقتصل ل ل إال أن جميع اتمق‬
‫ومن ‪:‬‬ ‫تتعلق بطبيع المشةل االقتص‬

‫الح ج ا؛‬ ‫الال م إلاب‬ ‫أ‪ -‬يدنس علم االقتص ندنة الموان االقتص‬

‫ب‪ -‬يدنس علم االقتص في كيفي ااتغال الموان وت صيص بم يتالءم ما طبيع المجتمع ا واحتي ج ت ؛‬

‫الموان ؛‬ ‫جل‪ -‬يبحث علم االقتص في البدائل وال ي ناا المت ح لدى المجتما بسبب محدو‬

‫‪ ،‬والعالق ا السلببي التي تسل عد في التنبؤ‬ ‫‪ -‬ي تم علم االقتصل زتمسليا العالق ا الق ئم زين م تلم الظوا ا االقتصل‬
‫بم اوف حدث في المستقبل؛‬

‫مثل الن تج التض م‬ ‫طلل بةثيا من المتغيااا االقتص‬ ‫السعا‪ ،‬وانتب‬ ‫ل ل ل ل ل ل ل ‪ -‬يدنس علم االقتص آلي السوق‪ ،‬وج‬
‫البط ل معدالا االات الك‪ ،‬االاتثم ن السي ا ا الم لي والنقد ‪ ،‬والتج نة ال نجي وغيا ‪.‬‬

‫نظا مجا ا زل أصل ل للب علم تطبيقي يامي إلى تحقيق أغااض‬
‫ا‬ ‫‪ -3‬أهداف علم اإلقتصاااااد‪ :‬إض علم اإلقتصل ل ل لم تعد علم‬
‫مةن تحديد فيم يلي‪:‬‬ ‫معين وأ داف اقتص‬

‫‪ .‬و ذا‬ ‫ب عتب ن أ اة للتنبؤ بم حتمل حدوثه في المسللتقيل من الوق ئا االقتصل‬ ‫‪ .1‬إض االلت دام القوانين االقتصل‬
‫التنبؤ سم لمدياي المؤاس ا والمش نيا الم لي والتج ني والصن ي زاام السي ا التي سياوض علي ‪.‬‬

‫ول من الدو ‪ ،‬كم مةن الدول من‬ ‫التي تع ني من‬ ‫تقدم العالج ايمااض االقتص ل‬ ‫‪ .2‬إض النظاي ا االقتص ل‬
‫‪.‬‬ ‫تم ي اي م ا االقتص‬

‫اياللع ن‪ .‬ولعالج ذه المشللةل ال زد من إ ال أاللب ب ذا التض ل م ويتم ذا‬ ‫فإض التض ل م النقدي يؤ ي إلى انتم‬ ‫وكمث‬
‫‪.‬‬ ‫من خال الدناا ا االقتص‬

‫‪ - 4‬اإلقتصاااد بين العلم والفن‪ :‬مةن طاح الس لؤا الت لي‪ :‬ل االقتص ل علم أم فن ؟ ولإلج ب على ذا الس لؤا تقتضللي‬
‫من أوال اإلج ب على اؤا آخا و ‪ :‬م و العلم وم و المن ؟‬

‫ث زت‬ ‫ماق العلم ء ع ة زين نوعين نئيس ل ل ل لليين من أنوا المعاف اإلنس ل ل ل ل ني ‪ .‬المعاف التي تتوافا ب لنس ل ل ل للب ل أوض ل ل ل ل‬
‫محد ة‪ ،‬وتات ز على قواعد ونظاي ا ع م ق زل للتطبيق‪ ،‬فيطلقوض علي إا ل ل للم العلم‪ ،‬والمعاف التي ال تتوافا ب لنس ل ل للب ل‬
‫واالزت ن والتمنن واإلزدا الشل صلي‬ ‫ث زت ‪ ،‬وال تات ز على قواعد و نظاي ا محد ة‪ ،‬زل يدخل في عنصلا اإلجت‬ ‫أوضل‬
‫الدرس االول‪ :‬طبيعة علم االقتصاد وعالقته باالقتصاد السياسي وبالعلوم األخرى‪........‬من اعداد‬
‫االستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬

‫من‬ ‫فيطلقوض علي اا للم المن‪ ،‬وعلى أال ل س ذه التماق زين فاو المعاف اإلنسل ل ني تواض للا العلم ء على إعتب ن البع‬
‫ا خا فنونل ‪ ،‬فل لايل ضل ل ل ل ل ل ليل ا وال يميل ء والملللل والو انثل تعتبا علومل ‪ ،‬حيللث أن ل تقوم على قواعللد‬ ‫معلومل ‪ ،‬واعتبل ن البع‬
‫ونظاي ا ث زت ‪ ،‬محد ة‪ ،‬ع م التطبيق‪ .‬أم الموال ل ل لليقى‪ ،‬والنحث‪ ،‬والاال ل ل للم والتصل ل ل للويا مثال تعتبا فنون ‪ ،‬حيث أن ال تقوم‬
‫على قواعد ونظاي ا محد ة ث زت ‪ ،‬و نم تعتمد على نو من اإلل م واإلزت ن واإلزدا الش ل ل ص ل للي‪ .‬على ض ل للوء ذه التماق‬
‫عد علم من العلوم أم فن من المنوض‪.‬‬ ‫زين العلم والمن مةنن أض نقان م إطا ك ض اإلقتص‬

‫ضلا لع مل اإلجت‬ ‫من الواضل أض االقتصل لي الا فن من المنوض ك لمواليقى أو الاالم أو التصلويا مثال‪ ،‬طلل ب نه ال‬
‫ن لل‬ ‫ضللا لقواعد و نظاي ا محد ة معاوف كسل ئا العلوم الطبيعي ايخاى‪ .‬وكل م‬ ‫والتين واإلزدا الشل صللي‪ ،‬زل أنه‬
‫أض قواعد ونظاي ا طلل العلم ال نتسللم ب لدق أو التعميم الذي تتسللم ز قواعد و نظاي ا العلوم الطبيعي ‪ .‬و طا ك ض اإلنس ل ض‬
‫ف ض ذا ال عني أض القواعد والنظاي ا التي تات ز‬ ‫و أا ل ل ل س الد انا ل ل ل اإلقتص ل ل ل‬ ‫بةل وافعه وتص ل ل لاف ته على الطبيع‬
‫علي تلل الد انا ل أقل ا ل ن من التي تات ز علي العلوم الطبيعي التي تقوم على قواعد محد ة‪ ،‬إط أض القوانين اإلقتص ل‬
‫وأي‬ ‫ذه الص ل ل للب غ ب لتجاب ص ل ل للب ل تطبيق ع م في أي وق‬ ‫بعد ص ل ل للي غت من واقا الحي ة‪ ،‬وبعد الت كد من ص ل ل للح‬
‫االاتثن ءاا‪.‬‬ ‫إاتثن ءاا ف ذا ا نه ا ض كل علم لقواعده بع‬ ‫جم ع ‪ ،‬و طا وجدا بع‬

‫‪ -5‬مراحل البحث العلمي في االقتصاد‪ :‬و ي مااحل معين سيا البحث العلمي على أا ا عند ناا مشةل و ي‪:‬‬

‫▪ تحديد مشةل البحث ووضا الماوض؛‬

‫▪ جما البي ن ا والمعلوم ا عن مشةل البحث؛‬

‫▪ تصنيف وعاض وتبويب البي ن ا والمعلوم ا وجدولت ؛‬

‫▪ حس ب المؤاااا أو المع لم للبي ن ا وفق النم طج اإلحص ئي الم ت نة ؛‬

‫▪ التمسيا والتنبؤ‪.‬‬

‫الت لي و ي‪:‬‬ ‫‪ -6‬عالقة علم اإلقتصاد بالعلوم األخرى‪ :‬مةن تحديد عالق علم االقتص ب لعلوم ايخاى في النق‬

‫▪ عالقته بعلم إدارة اإلعمال‪ :‬ي تم علم اإل انة زدناا كيفي ا انة المشاو بةم ءة‪ .‬أم االقتص في تم زدناا النش‬
‫ا اإلعم ‪.‬‬ ‫ا اإل انة وكذلل اقتص‬ ‫و و اقتص‬ ‫االقتص ي بةل فاوعه وظ ون فا جديد في ا انة اإلعم‬
‫▪ عالقته بعلم المحاساابة ‪ :‬أض أحدى الوال ل ئل لقي س كم ءة وف علي المش للاو الص للن عي الابحي الم لي ف لمح ا للب‬
‫يتع مل ما الت ليف واإلي اا اا‪ ،‬الض المح اب أ اة م م لدناا كم ءة المشاو ومسياة االقتص القومي‪.‬‬
‫الدرس االول‪ :‬طبيعة علم االقتصاد وعالقته باالقتصاد السياسي وبالعلوم األخرى‪........‬من اعداد‬
‫االستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬

‫يلج الب حث االقتص ل ل ل ي في كثيا من ايحي ض‬ ‫▪ عالقته بعلم الرياضاااايا ‪ :‬إلثب ا العديد من الظوا ا االقتص ل ل ل‬
‫في عالق‬ ‫إلى اعتم البا ض الاي ض ل ل للي من خال االعتم على مع الا ني ض ل ل للي تابي المتغيااا االقتص ل ل ل‬
‫الم تلم التي تواجه أي اقتص ‪.‬‬ ‫ني ضي صحيح تسم ب ت ط الق ااناا السليم لحل المشةالا االقتص‬
‫وبين ايف اا والدول‬ ‫من ج‬ ‫▪ عالقة االقتصاااد بالقانون‪ :‬حد الق نوض طبيع العالق ا زين ايف اا بعضل ل م زبع‬
‫والعمل على‬ ‫أخاى‪ .‬وع ة عمل علم الق نوض عل انال ل ل ل ل ل الجوانب طاا اي مي في الحي ة االقتصل ل ل ل ل ل‬ ‫من ج‬
‫‪ ،‬فمثال تنظيم الدول للا ل ل ل لواق وفاض الاال ل ل للوم‬ ‫تحليل ووضل ل ل للا القوانين الملزم للف اا والمع مالا االقتص ل ل ل ل‬
‫والجم نك والتدخل في تنظيم ايا ل ل لواق الم لي أو حتى تحديد ال ل للعا الم ئدة كل طلل له أثا في الحي ة االقتص ل ل ل‬
‫يي مجتما‪.‬‬

‫▪ عالقته بعلم النفس وعلم االجتماع‪ :‬لج االقتصل يوض زدنج كبياة إلى علم النم ‪ ،‬إض ق نوض االختي ن الذي عتبا‬
‫له أال س نمسل ني وقد وصلم دميل) االقتصل السلي الي ب نه علم أ زي أو نمسل ني‪ .‬أم‬ ‫من أ م القوانين االقتصل‬
‫إط ق ‪ :‬حس ل ل ل ل ل ب المنمع بشل ل ل ل للةل كلي‪ ،‬وقد اعتمدا المدنا ل ل ل ل ل‬ ‫دجيمونا) فقد جعله أقاب من طلل إلى علم النم‬
‫بماض داإلنس ل ل ض االقتص ل ل ي) الذي‬ ‫عندم اال للتع ن‬ ‫في تحليل الظوا ا االقتص ل ل‬ ‫ال الال لليةي على علم النم‬
‫حمزه افا المص ل ل ل لللح الذاتي فحس ل ل ل للب‪ ،‬وحيث أض التحليل ال الا ل ل ل لليةي جا اإلنسل ل ل ل ل ض من كل البواعث‪ ،‬ب الف‬
‫المصلح ال ص ‪.‬‬

‫▪ فإض ال الاليةيين اعتمدوا في الواقا على التحليل النمسلي الما ي وض التحليل النمسلي الجم عي‪ ،‬وقد اتضل أض ذه‬
‫الطايق غيا موفق تم م ‪ ،‬ف لمدنال ل ل الت ني ي والنظاي ا االا ل للتااكي زوص ل للم ن فعل للتحليل النمسل ل ل ني المجا ‪،‬‬
‫وبا ا أ مي علم االجتم ‪ ،‬حيث أض اإلنس ل ض عيي في زيم معين ويتم عل مع ‪ ،‬إض انا ل الوا للي االجتم عي‬
‫المع صاة‪.‬‬ ‫تقوم زدون جو اي في ايبح ث االقتص‬

‫و بح ج م ال ل ل ل ل إلى البي ن ا والمعلوم ا اإلحصل ل ل ل ل ئي لتمس ل ل ل لليا الظوا ا‬ ‫▪ عالقته بعلم اإلحصااااااا االقتصاااااااد‬
‫من خال االت دام النم طج وايال ليب اإلحصل ئي المتعد ة لمعاف تطون االقتصل القومي كةل وللتنبؤ‬ ‫االقتصل‬
‫بمعدالا وتسب النمو في المستقبل‪.‬‬

‫قوم أال ال زد انال كيفي تمويل و انة السلي ال الم لي للدول ‪ ،‬ف لظوا ا‬ ‫▪ عالقته بعلم الساياساة‪ :‬أض علم االقتصل‬
‫االقتص ل‬ ‫ل عالق ب لظوا ا االجتم ي والس للي ا للي ويجب توظيف الس للي ا ل ل دم االقتص ل ولي‬ ‫االقتص ل‬
‫في خدم السي ا ‪.‬‬
‫الدرس االول‪ :‬طبيعة علم االقتصاد وعالقته باالقتصاد السياسي وبالعلوم األخرى‪........‬من اعداد‬
‫االستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬

‫في تعظيم الاب وتصل ل ل ل ل ل للغيا الت ل ليف من خال نم ل طج‬ ‫ي عالق ل صل ل ل ل ل ل لميمي ل‬ ‫▪ عالقتااه بعلم بحوث العمليااا‬
‫وغيا ‪.‬‬ ‫السمبلية‬

‫في وجو فا من فاو‬ ‫▪ عالقتاه بعلم الغررايياة ‪ :‬إض العالقل الوثيقل زين علم االقتص ل ل ل ل ل ل ل وعلم الجغاافيل تنعة‬
‫‪.‬‬ ‫المعاف سمى ب لجغاافي اإلقتص‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‪......‬من اعداد االستاذة بوشنقير ايمان‬
‫‪.1‬طبيعة المشكلة اإلقتصادية‪:‬‬

‫تتميز طبيعة اإلنسان منذ بدء الخليفة بان له رغبات متنوعة يهدف إلى إشباعها ومن الواضح أن هذه الرغبات‬
‫اإلنسانية متعددة وغير محدودة‪ .‬فيمكنا أن نتصور عدد ال نهائيا من الرغبات التي يمكن أن يستشعر الفرد بالميل اإلشباعها‪.‬‬
‫ومن المشاهد في الحياة العملية أن كثي ار من رغبات اإلنسان متداخلة بمعنى أن الواحدة منها تسوق إلى األخرى ‪ ،‬أي أن‬
‫إشباع رغبة ما ال يمكن أن يتحقق إال بإشباع رغبة أخرى‪ ،‬مثال ذلك الرغبة في اقتناء سيارة والرغبة في شراء البنزين‪ ،‬أو‬
‫الرغبة في شراء السكر ‪ .‬كما نشاهد أيضا في الحياة العملية أن رغبات اإلنسان هي رغبات متجددة متنوعة بمعنى أنه كال‬
‫أشبع رغبة منها ثارت في نفسه رغبات جديدة تطلب أنواع أخرى من اإلشباع وهكذا‪ .‬ويتحدد مدى إشباع هذه الرغبات‬
‫اإلنسانية عادة بمدى ما قد يوجد تحت تصرف اإلنسان من موارد اقتصادية ‪ .‬فهي المحدد في النهاية العدد الرغبات التي‬
‫مكن له إشباعها‪ ،‬والموارد االقتصادية قد تتيسر بكميات محدودة أو غير محدودة ‪ ،‬بل قد يكون االحتماالت المختلفة‬
‫إلستخدام ال موارد النادرة ذات االستعماالت البديلة ‪ ،‬فإذا لم هناك مجال لهذه الموازنة ‪ ،‬واقتصر األمر على مجرد الخبرة‬
‫الفنية فان المشكلة تصبح حينئذ مشكلة فنية‪.‬‬

‫‪.2‬تعريف المشكلة اإلقتصادية‬

‫لقد تعددت وجهات النظر فيما يخص المشكلة اإلقتصادية ومن بين التعاريف المقدمة لها نجد‪:‬‬

‫‪ -‬إن المشكلة االقتصادية تتمثل ببساطة في القدرة النسبية ‪ Relative Scarcity‬للموارد االقتصادية المتاحة على‬
‫اختالف أنواعها‪ ،‬ومهما بلغت أحجامها فهي موارد إقتصادية محدودة في كل دولة إذا ما قورنت بالحاجات اإلنسانية‬
‫المتعددة والمتجددة و المتباينة باستمرار‪ ،‬ويمكن أن نستخلص أن المشكلة االقتصادية تقوم على جانبين أساسيين‬
‫هما‪:‬‬

‫▪ حاجات إنسانية متعددة وغير محدودة؛‬

‫▪ موارد وإمكانات محدودة نسبيا‪.‬‬

‫و هناك ‪ 3‬أسئلة تواجه أي ﺇقتصاد في العالم يجب البحث عن ﺇجابة محددة لها مع ﺇختالف اإلجابة من ﺇقتصاد‬
‫آلخر حسب النظام اإلقتصادي السائد حيث تكوِّن في مجموعها األركان األساسية المكونة للمشكلة اإلقتصادية و‬
‫تقاس كفاءة أي نظام ﺇقتصادي و فعاليته باإلجابة علي تلك األسئلة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ماﺫا ننتج ؟‪ :‬أي علي اإلقتصاد الوطني أو المجتمع أن يختار من قائمة طويلة من السلع و الخدمات ماﺫا‬ ‫▪‬
‫ينتج و بأي كمية و تتحدد هذه السلع من خالل ﺁليات السوق وتجدر اإلشارة إلي أن علم اإلقتصاد ينطوي علي‬
‫العديد من التقسيمات ألنواع السلع والخدمات لعل من أهمها‪ :‬السلع الحرة والسلع اإلقتصادية‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‪......‬من اعداد االستاذة بوشنقير ايمان‬
‫‪-2‬كيف ننتج؟‪ :‬أي كيف نختار األسلوب الذي يتم به اإلنتاج و تحديد الكيفية التي سوف يتم عن طريقها‬ ‫▪‬
‫مزج عناصر اإلنتاج المتوفرة في المجتمع إلنتاج السلع و الخدمات التي تحقق أقصى إشباع ممكن وذلك سيعتمد‬
‫علي مدى توفر عنصر من عناصر اإلنتاج عن عنصر آخر وهذا يعني أن اإلقتصاد القومي أو المجتمع الذي‬
‫تتوفر لديه أعداد كبيرة من عناصر اإلنتاج مثل عنصر العمل سيعمل علي إختيار أسلوب إنتاجي يعتمد علي‬
‫إستخدام األيدي العاملة بنسبة أكبر من عنصر رأس المال وهو ما يعرف بأسلوب اإلنتاج كثيف العمل أما‬
‫إلقتصاد القومي أو المجتمع الذي يتوفر لديه رأس المال بوفرة فيعمل علي إختيار أسلوب إنتاج يستخدم نسب‬
‫أكثر من رأس المال مقابل نسب أقل من عنصر العمل وهوما يعرف بأسلوب اإلنتاج كثيف رأس المال‪.‬‬
‫‪ -3‬لمن ننتج؟‪ :‬ويعني كيفية توزيع السلع و الخدمات علي من شاركوا في اإلنتاج حيث تتم عملية التوزيع عن‬ ‫▪‬
‫طريق تفاعل العرض والطلب أي بواسطة السوق و قد تتدخل الدولة عن طريق سياستها اإلقتصادية إلعادة توزيع‬
‫الدخل لصالح الطبقات المحدودة الدخل‪.‬‬
‫‪.3‬أسباب ظهور المشكلة اإلقتصادية‪:‬‬
‫تنشأ المشكلة االقتصادية عندما ال نستطيع إشباع جميع حاجاتنا المتعددة والمتنوعة و المتداخلة من خالل مواردنا‬
‫المحدودة وسببها اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الندرة‪:‬‬

‫الندرة المقصودة هنا الندرة النسبية وليست الندرة المطلقة أي عدم التناسب بين ما يتوفر من موارد اقتصادية محدودة‬
‫وبين حاجات اإلنسان المتزايدة والال محدودة وبالتالي فهي عاجزة نسبيا عن تلبية جميع حاجات األفراد‪ ،‬وذلك لعدة‬
‫أسباب‪:‬‬

‫‪ -‬المورد االقتصادي موجود ولكن بكميات قليلة بسبب عدم أو سوء االستغالل باإلضافة إلى إمكانية نفاذ بعض الموارد‬
‫بسبب عدم حكمة اإلنسان في التصرف تجاه تلك الموارد؛‬

‫‪ -‬التطور في المجال الصحي مما أدى إلى زيادة عدد السكان وذلك من خالل ارتفاع معدل األعمار ونقص مستويات‬
‫الوفيات بين األطفال مما أدى إلى عجز نسي في الموارد االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلختيار‪:‬‬

‫هو عملية المفاضلة بين البدائل المحدودة وال يخفى لنا أن جانبا كبي ار من علم اإلقتصاد يدور حول كيفية قيام الناس‬
‫باإلختيار عندما تكون البدائل المتاحة محدودة‪ ،‬فمثال إختيار األسرة لمشترياتها محدودة بميزانياتها‪ ،‬كما أن إختيار‬
‫صانعي الق اررات في المؤسسات اإلقتصادية محدودة بالمنافسة الموجودة وبتكاليف اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -3‬كثرة الحاجات اإلنسانية وتعددها وتطورها وتزايدها ‪:‬‬


‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‪......‬من اعداد االستاذة بوشنقير ايمان‬
‫من أهم غرائز بني البشر هي العمل على إشباع الحاجات والرغبات المختلفة والعمل على إشباع حاجات أخرى كلما‬
‫عمل على إشباع ما سبقها من حاجات ويمكن القول أن الفرد في أي مجتمع اقتصادي يعمل عادة على تقسيم حاجاته‬
‫إلى قسمين أساسيين هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحاجات األولية األساسية ‪:‬‬

‫وهي تلك الحاجات التي لو استغني عنها اإلنسان لعنت له الفناء والزوال وال يمكن تأجيل الحصول عليها تحت أي‬
‫ظرف من الظروف‪ .‬وتعتبر القاعدة األساسية حتى يستطيع اإلنسان تحقيق حاجاته األخرى ويستطيع أن يحقق ذاته‬
‫ووجوده‪ .‬ومن هذه الحاجات الماء والغذاء والمسكن‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحاجات الثانوية الكمالية ‪:‬‬

‫وهي تلك الحاجات التي لو قام اإلنسان بتأجيل استخدامها أو حتى االستغناء عنها بشكل نهائي فإنه لن يتعرض ألي‬
‫نوع من الخطر قد يهدد وجوده في أي من المجتمعات المختلفة‪ .‬ومثال ذلك وجود الهاتف النقال بدل الهاتف المنزلي‬
‫الذي ال يعتبر من الضروريات التي قد تعرض حياة الفرد إلى الخطر‪.‬‬

‫‪-4‬عناصر المشكلة اإلقتصادية‪:‬‬

‫يمكن إيجاز عناصر المشكلة االقتصادية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الندرة‪ :‬وهي ندرة الموارد االقتصادية (الموارد التي يمكن لإلنسان أن يستخدمها في إنتاج السلع والخدمات)‪.‬‬

‫‪-2‬تعدد الحاجات اإلنسانية‪ :‬من ملبس ومسكن وتعليم وصحة ومواصالت ومرافق ومستلزمات الحياة‪.‬‬

‫‪ -3‬قرار االختيار‪ :‬بسبب ندرة الموارد‪ ،‬في مقابل تعدد الحاجات‪ ،‬هذا يجعل من الضروري اتخاذ قرار اختيار أفضل‬
‫استخدام للموارد إلشباع أهم الحاجات‪.‬‬
‫‪ -5‬حلول المشكلة االقتصادية‪:‬‬
‫من خالل دراستنا للمشكلة االقتصادية نالحظ ان الصراع المستمر بين االنسان والطبيعة يحسم هذه الظاهرة‪ ،‬حيث يجب‬
‫على االنسان أن يعمل على تحرير الموارد الطبيعية ليحقق منها المنفعة‪ ،‬فالموارد اإلنتاجية تستلزم مجهودات كي تصبح‬
‫صالحة إلشباع الحاجات‪ ،‬والواقع أن أي نظام إقتصادي مهما‬
‫كان توجهه يتعين عليه القيام بمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد أو تقرير الحاجات المطلوب إشباعها او االهداف االنتاجية حسب مختلف طبقات أفراد‬
‫المجتمع‪،‬‬
‫‪ -‬توزيع الموارد االقتصادية على فروع االنتاج المختلفة وهذا ما يسمى بتخصيص الموارد‪،‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‪......‬من اعداد االستاذة بوشنقير ايمان‬
‫‪ -‬توزيع المنتجات على الحاجات المختلفة‪ ،‬او ما يسمى بتوزيع الناتج الكلي على أفراد المجتمع‪،‬‬
‫‪ -‬تحديد أسعار السلع والخدمات بما يتوافق وحاجيات كل طبقة من طبقات المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬المشكلة االقتصادية في الفكر اإلسالمي‪:‬‬
‫جاء اإلسالم منذ أربعة عشر قرنا بمنهج كامل للحياة بجانبها المادي و الروحي‪ .‬واعتبر أن المشكلة االقتصادية‬
‫بشكل عام تتمثل في وجود الفقر داخل المجتمع‪.‬هذا في بداية األمر‪ ،‬قبل أن تتطورر المجتمعات و تظهر مشكالت‬
‫اقتصادية أخرى كالبطالة والتضخم‪ ،‬وافتقار العدالة في توزيع موارد اإلنتاج المتوفرة في المجتمعات‪ .‬حيث يقوم‬
‫اإلسالم بتوفر الحاجات األساسية بضمان حاد الكفاءة‪.‬واعتبر ذلك من واجبات الدولة‪ .‬واإلسالم يرى أن سبب‬
‫المشكلة االقتصادية يتمثل أساسا في بعد المسلمين عن طريق شرع هللا تعالى وانهم لو اخذوا به لما كان هناك وجود‬
‫للمشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ _7‬حل المشكلة االقتصادية في النظام االشتراكي‪:‬‬
‫يقوم النظام االشتراكي على فلسفة هدفها األساسي هو المصلحة العامة و ليس المصلحة الخاصة‪ ،‬حيث تسود هذا‬
‫النظام مجموعة من المبادئ تتماشى مع فلسفته الجماعية األساسية فعوامل اإلنتاج مملوكة بالكامل أو تكاد للدولة‪ ،‬كما ان‬
‫الملكية الخاصة محصورة في أضيق نطاق‪ .‬فهي ببساطة تقوم بحل المشكلة االقتصادية عن طريق ما يعرف باسم جهاز‬
‫التخطيط الذي يأخذ شكل هيئة او لجنة و يقوم بدارستها و أبحاث مستفيضة مسبقة قبل ان يقدم على اقتراح السياسات التي‬
‫تصدر بها بعد ذلك ق اررات مركزية للتنفيذ‪.‬‬

‫فجهاز التخطيط هو الذي يحدد نوعيا و كميا تلك السلع كما انه يقوم بتنظيم عملية اإلنتاج بتعبئة الموارد االقتصادية‬
‫الالزمة لترجمة رغبات أفراد المجتمع الى سلع و خدمات متاحة و إتاحتها لمختلف استخداماتها البديلة‪.‬‬

‫كما ان هذا النظام يهدف الى تحقيق مجتمع '' الكفاية و العدل ''‪ .‬الكفاية بمعنى حسن استغالل الموارد االقتصادية‬
‫النادرة المتاحة‪ ،‬و العدل بمعنى عدالة توزيع الدخول و الثروات في المجتمع بين مختلف أفراده‪.‬‬

‫‪- 8‬حل المشكلة االقتصادية وفق النظام الرأسمالي‪:‬‬

‫يعالج النظام الرأسمالي المشكلة االقتصادية عن طريق زيادة السلع و الخدمات ألنها عبارة عن صراع بين الحاجات‬
‫الالنهائية و الموارد المحدودة فمن الطبيعي ان يرتكز عالج المشكلة االقتصادية على كيفية زيادة السلع و الخدمات و لو‬
‫فرضنا ان السلع و الخدمات المنتجة في مجتمع ما ممثلة بمنحى إمكانيات اإلنتاج فسيكون ذلك بزيادة عناصر اإلنتاج او‬
‫التكنولوجيا ‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬المشكلة االقتصادية‪......‬من اعداد االستاذة بوشنقير ايمان‬
‫و ذلك يتم باكتشاف موارد جديدة او بالتطور التكنولوجي و هذا ما يسعى لتحقيقه النظام الرأسمالي لعالج المشكلة‬
‫االقتصادية و يرى الباحثون ان هناك توافق بين االقتصاد اإلسالمي و الوضعي‪ ،‬فزيادة التكنولوجيا تقلل من حدة المشكلة‬
‫االقتصادية و ذلك من حيث ضرورة التنمية االقتصادية ألنها من ضروريات االستخالف و إعمار األرض و كذلك من حيث‬
‫ضرورة استخدام جميع الموارد و عدم هدرها دون فائدة‪.‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫هو من صنع االنسان و قابل للزيادة ‪،‬و كذلك يختلف‬ ‫تمهيد ‪:‬‬
‫التنظيم عن العمل الن المنظم يحتاج الى صفات ذهنية‬ ‫يتطلب إنتاج السلع والخدمات تضافر مجموعة من‬
‫العناصر يطلق عليها اصطالحا عناصر او عوامل‬
‫و مهارات فكرية خاصة و يتحمل مخاطر المشروع و‬
‫اإلنتاج فإنتاج األثاث توفير األخشاب من مصادرها‬
‫نتائج أعماله ‪ ،‬بينما يعتمد العامل بدرجة اكبر على‬
‫الطبيعية ‪،‬وهي غابات األشجار و نشرها و تصنيعها‬
‫المجهود العضلي و يحصل على دخل ثابت دون‬
‫هذه‬ ‫أداء‬ ‫في‬ ‫مع االستعانة باآلالت و المعدات‬
‫التعرض الية مخاطرة ‪ ،‬أضف إلى ان تقسيم عناصر‬ ‫العمليات ‪،‬و بذلك نجد إنتاج هذه السلع يحتاج إلى‬
‫االاالنتاج غلى اربعة يتفق و التقسيم الرباعي للدخول‬ ‫تضافر ثالثة عوامل هي ‪:‬‬
‫حيث يحصل العامل على األجر ‪ ،‬وصاحب األرض‬ ‫*الموارد الطبيعية و هي االرض ‪ :‬ممثلة في الغابات‬

‫على الريع ‪،‬وصاحب رأس المال على الفائدة ‪ ،‬و‬ ‫التي تمدنا باألشجار الخشبية ‪.‬‬
‫*الجهد البشري او العمل ‪ :‬وهو المجهود اإلنساني في‬
‫يحصل المنظم على الربح ‪.‬‬
‫العملية اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ 2-1‬معارضوا التقسيم الرباعي لعوامل االنتاج‪:‬‬ ‫*رآس المال ‪ :‬ممال في األالت و المعدات التي تعين‬
‫العامل على آداء النشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫اظما الفريق المعارض ‪،‬فيرى انه ال توجد حدود فاصلة‬
‫*التننظيم ‪ :‬ويضيف بعض االقتصاديين عامال رابعا و‬
‫بين عوامل اإلنتاج تبرز األخذ بهذا التقسيم الرباعي ‪،‬‬
‫هو التنظيم ‪،‬ألهميته في الدول التي تأخذ بمبدأ الحرية‬
‫فالموارد الطبيعية ال تصلح بحالتها األولى إلشباع‬ ‫االقتصادية و نظام السوق حيث يتولى المنظم‬
‫الحاجة و تحتاج إلى تدخل اإلنسان بالعمل و بالتعاون‬ ‫مسؤولية تجميع عناصر اإلنتاج السالفة الذكر و‬
‫مع رأس المال لجعلها صالحة لالستخدام ‪ ،‬األرض‬ ‫يتحمل المخاطر الناجمة عن النشاط اإلنتاجي ‪.‬‬

‫الصحراوية تحتاج إلى عمليات استصالح و استزراع‬ ‫‪ -1‬التقسيم الرباعي لعناصر االنتاج بين التاييد‬

‫حتى تصبح مواتية إلنتاج المحصوالت الزراعية ‪،‬و‬ ‫والمعارضة ‪:‬‬

‫المعادن في باطن األرض تتطلب بدورها جهد اإلنسان‬ ‫لقد أثار هذا التقسيم الرباعي لعناصر اإلنتاج جدال‬
‫الستخراجها و معالجتها لخدمة أغراض التصنيع و‬ ‫كبي ار بين االقتصاديين ‪:‬‬
‫االستهالك ‪ ،‬ويضيف أصحاب هذا الرأي أن التفرقة‬
‫‪ 1-1‬مؤيدوا التقسيم الرباعي لعوامل اإلنتاج ‪:‬‬
‫بين األرض و رأس المال على أساس الندرة ال تعد‬
‫تفرقة سليمة ‪،‬حيث يمكن زيادة المساحات األرضية‬ ‫يستند مؤيدوا هذا التقسيم إلى وجود فروق جوهرية‬

‫بتجفيف المستنقعات وتحلية مياه البحار و يمكن رفع‬ ‫بين العناصر االنتاجية تستدعي تمييز كل عنصر عن‬

‫إنتاجيتها من خالل التوسع الرأسي في الزراعة ‪،‬أما‬ ‫األخر فاالرض هبة من هللا تعالى و هي محدودة‬

‫رأس المال فال يصح النظر إليه على أنه مورد غير‬ ‫الكمية و ال يصح اعتبارها من قبيل رأس المال الذي‬

‫‪1‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫األجر ‪،‬كما قد تتضمن الفائدة على القروض في جزء‬ ‫محدود بصفة مطلقة النه عرضة للتقادم و البلي مع‬
‫ّ‬
‫منها عائذا نظير مخاطر عدم السداد و هو ما يمثل‬ ‫مرور الزمن ‪،‬و تتوقف إمكانية زيادة الكميات المتاحة‬
‫ربحا و ليس فائدة بالمعنى الصحيح ‪ .‬أما عن العدد‬ ‫منه على قدرة المجتمع على االدخار و االستثمار‬
‫األربع لعوامل اإلنتاج فهناك من يرى أن عوامل اإلنتاج‬ ‫‪،‬عالوة على ذلك هناك درجة من االحالل بين االرض‬
‫هما عنصران فقط وهما العمل ورأس المال على اعتبار‬ ‫و رأس المال و يمكن تعويض محدودية المساحة‬
‫أن التنظيم نوعا من العمل و األرض من قبيل رأس‬ ‫االرضية بالتوسع في استخدام اآلالت و األساليب‬
‫المال‬ ‫الحديثة في الزراعة و الري ‪،‬مثل التوسع في نظام‬
‫المركنة الزراعية و الصوب و الري بالتنقيط ‪.‬‬
‫والواقع ان أي تقسيم من التقسيمات السابقة لعناصر‬
‫اإلنتاج ال يخلوا من العيوب فالشرط األساسي لقبول‬ ‫اما القول بان هناك تفرقة بين العمل و التنظيم فحسب‬
‫أي تقسيم هو تجانس مفردات المجموعة الواحدة من‬ ‫و تعليلهم ان العامل يقوم‬ ‫رايهم هم يرفضون ذلك‬
‫عن مفردات‬ ‫ناحية و اختالف المفردات كمجموعة‬ ‫بجهد عضلي و مجهود فكري ‪ ،‬خاصة مع التقدم‬
‫وهذا الشرط ال‬ ‫بقية المجموعات من ناحية أخرى‬ ‫العلمي و التوسع في استخدام االالت الحديثة التي‬
‫يتوفر في تقسيمات عناصر اإلنتاج اذ توجد صعوبة‬ ‫تتطلب مهارات عمالية عالية ‪ ،‬كما أن العامل عرضة‬
‫في اإلحالل بين وحدات العنصر الواحد لعدم تجانس‬ ‫أفي‬ ‫بدوره للمخاطر في حالة المرض أو االصابة‬
‫هذه الوحدات ‪،‬فعنصر العمل غير متجانس نظ ار لوجود‬ ‫واالستغناء عنه‬ ‫حاالت كساد النشاط الذي يعمل فيه‬
‫أنواع مختلفة من العمالة الماهرة و العادية و الغير‬ ‫و من ناحية اخرى ال ينبغي المغاالة في تقدير المخاطر‬
‫ماهرة ‪،‬ولتعدد و تفاوت األعمال و المهن مما يتعذر‬ ‫التي يتعرض لها المنظم إذ ساعد التقدم في استعمال‬
‫معه إحالل نوعية من العمل مع أخرى ‪،‬فعمل المهندس‬ ‫وسائل االتصال و تطور نظم المعلومات و االساليب‬
‫ال يمكن إحالله بعمل الطبيب أو المحامي و بالمثل‬ ‫العلمية في التنبؤ و التقليل الكثير من احتماالت‬
‫تختلف الموارد األرضية في خصوبتها و فيما تحويه‬ ‫مخاطر النشاط ناهيك بدور شركات التامين في‬
‫من ثروات و معادن و قد يتعذر تحويلها فنيا من‬ ‫التخفيف من حدة مخاطر االستثمار ‪.‬‬
‫استخدام ألخر أو قد يقترن ذلك بتكلفة مالية مرتفعة ال‬
‫أما القول بان التقسيم الرباعي لعناصر االنتاج يتفق و‬
‫تحفز على إجراء هذا التحويل مثل استغالل األرض‬
‫توزيع العوائد فمردود عليه بان تقسيم الدخول إلى‬
‫الصخرية في الزراعة أو األرض الطفيلية أو الرخوة في‬
‫أربعة أنواع إنما جاء نتيجة وليس سببا ‪،‬حيث يمكن‬
‫تشييد المباني على نقيض ذلك هناك إمكانية لتطبيق‬
‫ان يعمل المصدر الواحد على اكثر من عائد ‪،‬فقد‬
‫مبدأ اإلحالل بين العناصر المختلفة كاإلحالل اآلالت‬
‫يحصل العامل مثال على نسبة من اإلرباح إل جانب‬
‫‪2‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫تؤثر الموارد الطبيعية بكافة أنواعها في الحياة‬ ‫محل العمالة في الزراعة أو الصناعة أو مثل إحالل‬
‫االقتصادية و في مستويات التنمية والرفاهية في البالد‬ ‫اآلالت واألسمدة محل األرض ‪.‬‬
‫المختلفة ‪،‬فالدول التي تتوفر بها مساحات شاسعة من‬
‫‪-2‬عوامل االنتاج ‪:‬‬
‫األراضي كالواليات المتحدة األمريكية و االتحاد‬
‫السوفياتي ‪،‬تكون أمامها فرصة أكبر من غيرها في‬ ‫‪ 1-2‬الموارد الطبيعية (االرض)‪:‬‬

‫إحداث التقدم االقتصادي و في استغالل ما تدخره من‬ ‫أ‪-‬معنى االرض ‪:‬يقصد بالطبيعة او االرض جميع‬
‫ثروات ‪،‬حيث يؤدي اتساع اإلقليم إلى تعدد المناطق‬ ‫الموارد الطبيعية التي ال دخل لالنسان في وجودها و‬
‫المناخية وإلى تعدد أنواع التضاريس و المعادن و‬ ‫التي تعينه على تدبير وسائل إشباع حاجاته وتضم‬
‫المزروعات ‪ ،‬وبالتالي إلى دعم القدرة االقتصادية‬ ‫هذه الموارد ‪:‬‬
‫للدولة و تنوع هيكلها اإلنتاجي‪،‬وكذلك تستطيع الدول‬
‫*سطح القشرة األرضية ‪:‬اي التربة األرضية التي‬
‫الغنية بالبترول مثل دول الشرق األوسط استغالل هذه‬
‫يستغلها اإلنسان قي نشاط الزراعة و تنمية المراعي و‬
‫الثروات في توفير احتياجاتها من الطاقة بأسعار‬
‫في أغراض البناء و التشييد ‪.‬‬
‫رخيصة و تنمية الصناعات التي تقوم عليها فضال عن‬
‫تصدير الفائض من خالل التجارة الخارجية و الحصول‬ ‫*ما في باطن األرض من بترول و فحم وغاز طبيعي و‬

‫على دخل من العمالت األجنبية‪.‬‬ ‫معادن كالحديد و النحاس و الرصاص ‪........‬الخ‬

‫و الظروف المناخية تؤثر بدورها على النشاط‬ ‫*ما يقع على سطح األرض من جبال وهضاب و‬

‫االقتصادي حيث نجد أن المناطق التي تسودها ظروف‬ ‫غابات و محيطات و بحار و مساقط مياه و ما تحتويه‬

‫مناخية صعبة ‪،‬مثل المناطق الجبلية و االستوائية‬ ‫هذه الموارد من ثروات معدنية و نباتية و حيوانية و‬

‫‪،‬عادة ما يتعذر استغالل ثرواتها المتاحة والكامنة ‪،‬في‬ ‫سمكية ‪.‬‬

‫حين أن المناطق المعتدلة مناخيا تكون في وضع‬ ‫ويرى بعض االقتصاديين أن مفهوم االرض يتسع‬
‫أفضل نسبيا من حيث إمكانيات التقدم االقتصادي‬ ‫ليشمل الظروف المناخية من درجات الحرارة و الرطوبة‬
‫‪،‬عالوة على أن اختالف المناخ من إقليم إلى أخر ال‬ ‫و األمطار و الرياح باعتبارها عوامل طبيعية تسهم في‬
‫يساعد على تنوع الحياة االقتصادية ‪،‬فنجد على سبيل‬ ‫تحديد النشاط االنساني و في تباين الموارد االقتصادية‬
‫المثال سويس ار تشتهر بسياحة الجبال لبرودة الجو‬
‫ب‪-‬األهمية االقتصادية لألرض ‪:‬‬
‫وانتشار الثلوج ‪،‬كما تشتهر اسباني و ايطاليا و اليونان‬

‫‪3‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫الخاصية مع خاصية الثبات النسبي لالرض‬ ‫بسياحة الشواطئ أو االصطياف العتدال درجة الحرارة‬
‫إلى ظهور مايسمى بالريع االقتصادي و هو‬ ‫و امتداد الشواطئ‪.‬‬
‫عبارة عن الفرق بين أثمان المنتجات التي‬
‫جـ ـ الخصائص المميزة لعنصر االرض ‪:‬‬
‫تتحدد على أساس نفقات إنتاجها في األراضي‬
‫األقل خصوبة و تكاليف اإلنتاج في األراضي‬ ‫تتسم الموارد الطبيعية عن غيرها من العناصر بعدة‬

‫الخصبة التي تم استزراعها في البداية‬ ‫خصائص يمكن إيجاز أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪،‬ويحصل على هذا الدخل أصحاب األراضي ‪،‬و‬ ‫‪ ‬األرض هبة هللا فهي ليست من صنع االنسان‬
‫هو يزداد مع نمو السكان و زيادة الطلب على‬ ‫و ال دخل له في نشأتها فالمعادن موجودة في‬
‫المحصوالت الزراعية من ناحية و مع اضطرار‬ ‫باطن األرض و ال فضل لإلنسان في ذلك‪،‬كما‬
‫المجتمع إلى زراعة األراضي الجيدة من ناحية‬ ‫أن مناطق الغابات و الجبال ال دخل لإلنسان‬
‫أخرى‬ ‫في تواجدها و ال تخضع لسيطرته ‪،‬و يصدق‬

‫‪ 2-2‬العمل ‪:‬‬ ‫نفس القول بالنسبة لسطح القشرة األرضية و‬


‫الظروف المناخية التي ال يستطيع االنسان‬
‫أ‪-‬معنى العمل ‪ :‬ينصرف معنى العمل إلى أي مجهود‬
‫التحكم فيها إال بقدر ضئيل ‪.‬‬
‫عقلي أو بدني يبدله اإلنسان في سبيل تدبير معيشته‬
‫‪ ‬الثبات النسبي لألرض ‪،‬تتمتع االرض بدرجة‬
‫أي في سبيل الحصول على السلع و الخدمات الالزمة‬
‫كبيرة من الثبات على خالف عناصر اإلنتاج‬
‫إلشباع حاجاته ويتضح من هذا التعريف مايلي ‪:‬‬
‫فالمساحات األرضية المتاحة للزراعة و‬
‫‪ ‬أن مفهوم العمل يقتصر على المجهود‬ ‫لالمتداد العمراني محدودة بطبيعتها و غير‬
‫اإلنساني فقط و ال يدخل في نطاقه بالتالي‬ ‫قابلة للزيادة إال بدرجة طفيفة للغاية و تكلفة‬
‫مجهودات العناصر الغير بشرية مثل عمل‬ ‫اقتصادية عالية ‪.‬‬
‫الدواب في جر العربات أو في حرث األرض‬ ‫‪ ‬اختالف القدرات اإلنتاجية لوحدات األرض‬
‫‪ ‬أن العمل اإلنساني يضم كافة المجهودات‬ ‫‪،‬تختلف األرض في خصائصها االقتصادية و‬
‫البشرية سواء الفكرية أو العضلية فاألعمال‬ ‫قدرتها اإلنتاجية فالمالحظ تفاوت األرض‬
‫التي يقوم بها الفالحين أو الصناع أو التجار‬ ‫الزراعية في خصوبتها و اختالف المناطق في‬
‫وكذلك خدمات الطبيب و المحامي و األستاذ و‬ ‫مراعيها الطبيعية ‪،‬وفيما تحتويه من ثروات‬
‫معدنية وبترولية و كذلك بحرية و تؤدي هذه‬

‫‪4‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫المصنع إذ يلزم للقيام بالعمل التواجد‬ ‫المهندس تدخل جميعها في نطاق مفهوم‬
‫الشخصي لصاحبه ‪،‬ومن هنا تبرز أهمية توفير‬ ‫العمل‪.‬‬
‫البيئة والمناخ المالئم للعامل حتى يمكنه أداء‬ ‫‪ ‬يرتبط العمل بتحقيق منفعة اقتصادية بمعنى‬
‫عمله على أكمل وجه ‪.‬‬ ‫انه يقابله إنتاج سلعة أو خدمة ذات منفعة‬
‫‪ ‬استقاللية العمل ‪:‬بمعنى أن العامل يعرض‬ ‫فقط فقط يبدل الفرد جهدا كبي ار في صنع شيئ‬
‫العمل و يظل مستقال مالكا لذلك ‪،‬و ذلك على‬ ‫غير قابل لالستخدام ال فائدة منه لذلك‬
‫خالف السلع التي تنتقل ملكيتها من يد إلى يد‬ ‫المقصود بالعمل هو العمل االقتصادي الذي‬
‫عن طريق التبادل ‪.‬‬ ‫يسفر عن منفعة ‪.‬‬
‫‪ ‬محدودية األفق الزمني للعمل ‪ :‬يعرض العامل‬
‫ويشترط بعض االقتصاديين أن يكون العمل نظير ثمن‬
‫خدماته في سوق العمل لمدة زمنية محددة و‬
‫أو أجر حتى يدخل في عداد األعمال االقتصادية‬
‫هي سنوات العمل ‪،‬و يتوقف طول هذه المدة‬
‫على فترة حياته و ظروفه الصحية و قدرته‬ ‫ب‪ -‬خصائص العمل ‪:‬‬

‫على العطاء الذي يمر على العامل بمثابة‬ ‫يختلف عنصر العمل عن غيره من العناصر في أنه‬
‫اقتطاع لجزء من قوة عمله و هو جزء غير‬ ‫يجمع بين صفتين ‪،‬األولى بصفته أداة من أدوات‬
‫قابل للتعويض و لعل هذا هو سبب ضعف‬ ‫اإلنتاج و الثانية بصفته اإلنسانية ‪،‬و تعني الصفة‬
‫القدرة التفاوضية للعمال مع أرباب العمل ‪،‬‬ ‫األولى أنه يسهم في العملية اإلنتاجية شأنه شان‬
‫فالعامل يقبل أج ار منخفضا بدال من البقاء‬ ‫عناصر اإلنتاج األخرى ‪،‬وتعني الصفة الثانية أنه‬
‫عاطال ألنه يعلم تماما أن قبول أي أجر هو‬ ‫محور النشاط االقتصادي و غايته النهائية ‪،‬فالهدف‬
‫أفضل من أن يترك قوة عمله تضيع هباءا بال‬ ‫من االنتاج أوال و أخي ار هو إشباع الحاجات اإلنسانية‬
‫مقابل بمعنى آخر ال يوجد سعر إحتياطي‬ ‫و إذا أمعنا النظر في عنصر العمل لوجدنا أنه يتسم‬
‫للعامل ليدفعه لعدم قبول سعر أدنى منه ‪.‬‬ ‫بخصائص و سمات معينة تتفق و طبيعته الخاصة ‪ ،‬و‬
‫‪ ‬إختالف درجة االستجابة للمؤثرات المختلفة ‪:‬‬ ‫يمكن ايجاز هذه الخصائص فيمايلي ‪:‬‬
‫تلعب الصفة اإلنسانية و االجتماعية للعامل‬
‫‪ ‬شخصية العمل ‪ :‬وتعني هذه الخاصية عدم‬
‫دو ار هاما في اتخاذ ق ارراته االقتصادية لتجد‬
‫إمكانية فصل العمل فصال ماديا عن الشخص‬
‫مثال أن إحساس العامل بالراحة و السعادة في‬
‫الذي يؤديه فال يستطيع العامل أن يبقى في‬
‫أداء عمل معين قد يجعله يتمسك به رغم توفر‬
‫منزله مثال بينما يستمر عمله في الحقل أو‬
‫فرص أخرى أعلى دخال كما قد تدفعه الرغبة‬
‫‪5‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف رأس المال ‪ :‬يقصد برأس المال العنصر‬ ‫في الحفاظ على الروابط األسرية و االجتماعية‬
‫الثالث من عناصر اإلنتاج و هو عنصر‬ ‫إلى نبذ فكرة الهجرة أو العمل خارج الدولة األم‬
‫رئيسي في العملية اإلنتاجية حيث ال يكتفي‬ ‫و تفضيل البقاء في وظيفته الحالية بغض‬
‫االعتماد على عنصري العمل و األرض فقط‬ ‫النظر عن مستوى الدخل المحقق منها‪.‬‬
‫في مباشرة النشاط االقتصادي ‪ ،‬ويعرف رأس‬
‫مالحظة ‪:‬يالحظ أن استجابة عرض العمل لمستويات‬
‫المال بأنه مجموعة من اآلالت و المعدات و‬
‫األجور السائدة قد ال تعكس العالقة الطردية المتوقعة‬
‫األدوات و التسهيالت و السلع التي صنعها‬
‫التي تحكم سوق السلع و الخدمات فالقاعدة العامة‬
‫اإلنسان و تسهم في زيادة قدرته على اإلنتاج‪.‬‬
‫هي أن عرض السلع يتجه إلى الزيادة مع ارتفاع‬
‫ب‪-‬تقسيمات رأس المال ‪:‬‬ ‫السعر و إلى االنكماش مع انخفاضه ‪،‬أما في سوق‬
‫العمل فمن المحتمل أن يحدث عكس ذلك فقد يشجع‬
‫‪ ‬رأس المال الثابث و رأس المال المتداول ‪:‬‬
‫ارتفاع االجور على تغيب العمال اكتفاءا بمستوى معين‬
‫يقصد برأس المال الثابث رأس المال الذي يستخدم في‬ ‫من الدخل كما هو مشاهد في بعض األعمال الحرفية‬
‫العملية اإلنتاجية مرة تلو األخرى مثل اآلالت و‬ ‫حيث يكتفي الكهربائي أو المكانيكي أو عامل البناء‬
‫المعدات و األدوات و المباني و المرافق العامة أما‬ ‫مثال بالعمل بضعة أيام في األسبوع أو الشهر طالما أن‬
‫رأس المال المتداول فهو الذي يدخل في العملية‬ ‫األجر المرتفع الذي حصل عليه خالل فترة العمل يحقق‬
‫اإلنتاجية مرة واحدة و يهلك باالستخدامات مثل المواد‬ ‫له مستوى الدخل المنشود ‪.‬وبالمثل قد يؤدي انخفاض‬
‫األولية و السلع النصف مصنعة ‪.‬‬ ‫االجر عن حد معين إلى عدم إمكانية الوفاء‬

‫‪ ‬الرأس المال العيني و الرأس المال القيمي ‪:‬‬ ‫بالضروريات الحياة مما يدفع العامل إلى العمل ساعات‬
‫اضافية أو ايم العطل األسبوعية أو اإلجازات بل قد‬
‫يقصد برأس المال العيني مجموعة السلع المادية التي‬
‫يضطر باقي أفراد االسرة كالزوجة و األبناء إلى الخروج‬
‫صنعها اإلنسان بغرض استخدامها في اإلنتاج و زيادة‬
‫الى العمل للنهوض بمستوى دخل األسرة وفي جميع‬
‫انتاجية العمل ‪،‬وهو بذلك يختلف عن الرأس المال‬
‫الحاالت يكون انخفاض األجر اقترن بزيادة عرض‬
‫القيمي الذي يأخذ شكل النقود أو األسهم أو السندات‬
‫العمل على عكس ما هو متوقع نظريا على األقل ‪.‬‬
‫و هذا النوع االخير ال يساهم في حد ذاته في اإلنتاج و‬
‫إنما العبرة بما يقابله من أصول مادية و رأس مال‬ ‫‪ 3 -2‬راس المال ‪:‬‬

‫عيني ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الدكتورة امال خدادمية‬ ‫املحاضرة‪ :‬الثالثة عناصراإلنتاج‪ :‬الطبيعة‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس املال‪ ،‬التنظيم‪.‬‬

‫سياسات التوظيف و التسعير و التسويق‬ ‫‪ ‬رأس المال االجتماعي و الخاص ‪:‬‬


‫‪.....‬الخ ‪.‬‬
‫يقصد براس المال االجتماعي األصول العينية التي‬
‫‪ ‬تحمل مخاطر النشاط ‪.‬‬
‫تاخذ شكل تسهيالت إنتاجية تعود بالنفع على العديد‬
‫‪ ‬أدارة المشروع ‪.‬‬
‫من المشروعات و األفراد مثل الطرق و الموانئ البرية‬
‫‪ ‬إدال التوسيعات او التجديدات المطلوبة‬
‫و البحرية و محطات المياه و الكهرباء و الجسور و‬
‫‪ ‬ويختلف عنصر التنظيم اختالفا جوهري عن‬
‫غيرها من المنشآت التي تخدم الكثير من المشروعات‬
‫عنصر العمل فرغم اشتراكهما في ان كل منهما‬
‫و الجماعات و ال تقتصر خدماتها على فئة محدد‬
‫يعتمد على الجهد البشري ‪.‬‬
‫ويطلق على هذه االصول العينية لفظ أر المال االجتماي‬
‫الثابت أما رأس المال الخاص فيضم المفردات و‬
‫العناصر التي تقتصر خدماتيا على منشأة معينة أو‬
‫عدد محدد من األفراد في صناعة أو شركة محددة‬
‫‪،‬مثل آالت المصنع و معداته و مبانيه و خاماته و‬
‫مستلزمات التشغيل ‪....‬الخ‬

‫‪ 4-2‬التنظيم ‪:‬‬

‫أ‪-‬تعريف المنظم ‪ :‬هو العقل المفكر للمشروع الذي‬


‫يتولى كافة الوظائف و األعمال المتعلقة بالنشاط سواء‬
‫في مرحلة التخطيط أو مرحلة التأسيس أو مرحلة‬
‫التشغيل و المتابعة ‪ ،‬حيث يقوم بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إتخاذ قرار االستثمار ‪.‬‬


‫‪ ‬تخطيط إنشاء المشروع ‪.‬‬
‫‪ ‬تأسيس المشروع وتجميع عناصر االنتاج‬
‫للبدء في التشغيل ‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ كافة الق اررات االقتصادية المتعلقة بطاقة‬
‫المشروع و حجم االنتاج و توليفة المنتجات و‬
‫طريقة التصنيع و التكنولوجيا المستخدمة و‬

‫‪7‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫األعوان االقتصادية‬ ‫المحاضرة الثالثة‬
‫‪ -1‬تعريف العون االقتصادي‪:‬‬
‫العون االقتصادي هو كل شخص طبيعي أو معنوي يزاول نشاطا اقتصاديا‪.‬‬
‫‪ -2‬فئات األعوان االقتصاديين‪:‬‬
‫يتم تصنيف األعوان االقتصاديين إلى مجموعات يطلق عليها مصطلح القطاعات وهي‪:‬‬
‫‪ 1-2‬العائالت‪ :‬تعتبر العائلة الخلية األساسية في المجتمع ‪،‬ويتمثل نشاطها األساسي في استهالك السلع والخدمات ‪.‬‬
‫تنقسم إلى‪:‬‬
‫العائالت العادية ‪:‬وتضم شخص أو أكثر تربطهم أواصر القرابة والدم‪.‬‬
‫العائالت الغير العادية‪ :‬وهي مجموعة من األشخاص الذين يعيشون تحت سقف واحد وال تربطهم أواصر القرابة‬
‫مثل الجنود في الثكنات‪.‬‬
‫ويتمثل نشاط العائالت في‪:‬‬
‫االستهالك و هو نشاطها األساسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استعمال جزء من دخلها في اإلنفاق االستهالكي )السلع والخدمات( ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إدخار الجزء المتبقي من دخلها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استثمار المدخرات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دفع الضرائب والرسوم لإلدارات )الدولة(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 2-2‬المؤسسات االقتصادية‪ :‬المؤسسات االقتصادية عبارة عن وحدات تقوم على أساس تجميع الوسائل المادية‬
‫والبشرية مع التنسيق فيما بينها بغرض إنتاج السلع والخدمات ( خلق المنافع ) من أجل بيعها قصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫يتلخص نشاط المؤسسات االقتصادية في‪:‬‬
‫‪ ‬إنتاج السلع والخدمات من خالل مزج الوسائل المادية والبشرية وبيعها في السوق‪ .‬وهذا النشاط يعتبر هو النشاط‬
‫الرئيسي للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم باالستثمار من أجل تجديد وسائل اإلنتاج أو توسيع نشاطها‪.‬‬
‫‪ ‬تدفع الضرائب والرسوم للدولة‪.‬‬
‫‪ 3-2‬المؤسسات المالية‪ :‬عبارة عن مؤسسات تقوم بجمع مدخرات األعوان االقتصاديين وتقديمها في شكل قروض‬
‫لألعوان االقتصاديين اآلخرين مقابل فوائد وتحقق من وراء عملياتها المالية أرباحا‪ .‬مثل البنوك‪.‬‬
‫ويتلخص نشاطها في‪:‬‬
‫‪ ‬تجميع مدخرات األعوان االقتصاديين اآلخرين‬
‫‪ ‬تقدم قروضا لألعوان االقتصاديين مقابل الفوائد‬
‫‪ ‬تدفع الضرائب والرسوم لخزينة الدولة‬
‫‪ ‬تستهلك السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ 4-2‬االدارات العمومية‪ :‬عبارة عن هيئات تقوم بتقديم خدمات عامة ( غير السوقية ) مجانا للعائالت مثل التعليم‪،‬‬
‫األمن‪ ،‬العدالة‪...،‬الخ‪ ،‬وتغطي نفقاتها عن طريق عائدات الضرائب‪.‬‬
‫ويتلخص نشاطها في‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم خدمات ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تتحصل على إيرادات في شكل ضرائب ورسوم من األعوان االقتصاديين اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬تستهلك السلع والخدمات المشتراة من المؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬تقوم باالستثمار في المجاالت مختلفة‪.‬‬
‫‪ 5-2‬العالم الخارجي‪ :‬يمثل مختلف األعوان االقتصاديين ( الغير المتجانسين ) المتواجدين خارج الوطن الذين تربطهم‬
‫عالقات اقتصادية مع األعوان االقتصاديين في الدولة المعينة‪ ،‬ويطلق على هذا القطاع أيضا مصطلح باقي العالم‪.‬‬
‫ويتلخص نشاط العالم الخارجي في‪:‬‬
‫‪ ‬تصدير واستيراد السلع والخدمات‪،‬‬
‫‪ ‬انتقال رؤوس األموال من والى العالم الخارجي‬

‫مخطط عالقة العائالت بباقي األعوان االقتصاديين‪.‬‬

‫العالم‬
‫الخارجي‬

‫تحويالت من الخارج‬ ‫تحويالت إلى الخارج‬

‫تقديم عمل‬ ‫دفع نقود‬

‫المؤسسات‬ ‫دفع أجور‬ ‫سلع و خدمات‬ ‫المؤسسات‬


‫المالية‬ ‫االلتزام بالتسديد‬ ‫العـائالت‬ ‫تقديم عمل‬ ‫االقتصادية‬
‫تقديم قروض‬ ‫دفع أجور‬

‫خدما‬
‫ت دفع دفع تقديم‬
‫مجان ضرا أجو عمل‬
‫ئب ر‬
‫ية‬

‫االدارات‬
‫العمومية‬

‫ملخص الدرس‬

‫‪2‬‬
‫االستهالك و هو نشاطها األساسي‬ ‫‪ 1-2‬العائالت‪ :‬تعتبر العائلة الخلية‬
‫األساسية في المجتمع ‪،‬ويتمثل نشاطها‬
‫األساسي في استهالك السلع والخدمات ‪.‬‬
‫استعمال جزء من دخلها في اإلنفاق االستهالكي )السلع والخدمات)‬ ‫تنقسم إلى‪:‬‬
‫العائالت العادية ‪:‬وتضم شخص أو أكثر‬
‫إدخار الجزء المتبقي من دخلها‬ ‫تربطهم أواصر القرابة والدم‪.‬‬
‫العائالت الغير العادية‪ :‬وهي مجموعة‬
‫استثمار المدخرات‬ ‫من األشخاص الذين يعيشون تحت سقف‬
‫واحد وال تربطهم أواصر القرابة‬
‫دفع الضرائب والرسوم لإلدارات )الدولة(‪.‬‬

‫‪ 2-2‬المؤسسات االقتصادية‪:‬‬
‫انتاج السلع و الخدمات و هو نشاطها األساسي‬ ‫المؤسسات‬
‫االقتصادية عبارة عن وحدات تقوم‬
‫على أساس تجميع الوسائل المادية‬
‫تقوم باالستثمار من أجل تجديد وسائل اإلنتاج أو توسيع نشاطها‬
‫والبشرية مع التنسيق فيما بينها‬
‫بغرض إنتاج السلع والخدمات ( خلق‬
‫تدفع الضرائب والرسوم للدولة‬
‫المنافع ) من أجل بيعها قصد تحقيق‬
‫الربح‪ .‬يتلخص نشاط المؤسسات‬
‫االقتصادية في‪:‬‬

‫تجميع مدخرات األعوان االقتصاديين اآلخرين‬ ‫‪ 3-2‬المؤسسات المالية‪ :‬عبارة عن‬


‫مؤسسات تقوم بجمع مدخرات األعوان‬
‫االقتصاديين وتقديمها في شكل‬
‫تقدم قروضا لألعوان االقتصاديين مقابل الفوائد‬
‫قروض لألعوان االقتصاديين اآلخرين‬
‫مقابل فوائد وتحقق من وراء عملياتها‬
‫تدفع الضرائب والرسوم لخزينة الدولة‬
‫المالية أرباحا‪ .‬مثل البنوك‪ .‬ويتلخص‬
‫نشاطها في‪:‬‬
‫تستهلك السلع والخدمات‬

‫تقديم خدمات ألفراد المجتمع‬ ‫‪ 4-2‬االدارات العمومية‪ :‬عبارة عن‬


‫هيئات تقوم بتقديم خدمات عامة (‬
‫غير السوقية ) مجانا للعائالت مثل‬
‫تتحصل على إيرادات في شكل ضرائب ورسوم من األعوان االقتصاديين‬
‫التعليم‪ ،‬األمن‪ ،‬العدالة‪...،‬الخ‪ ،‬وتغطي‬
‫اآلخرين‬
‫نفقاتها عن طريق عائدات الضرائب‪.‬‬
‫تستهلك السلع والخدمات المشتراة من المؤسسات االقتصادية‬
‫ويتلخص نشاطها في‪:‬‬

‫تقوم باالستثمار في المجاالت مختلفة‬


‫‪ 5-2‬العالم الخارجي‪ :‬يمثل مختلف‬
‫األعوان االقتصاديين ( الغير‬
‫تصدير واستيراد السلع والخدمات‬ ‫المتجانسين ) المتواجدين خارج الوطن‬
‫الذين تربطهم عالقات اقتصادية مع‬
‫األعوان االقتصاديين في الدولة المعينة‪،‬‬
‫ويطلق على هذا القطاع أيضا‬
‫انتقال رؤوس األموال من والى العالم الخارجي‬ ‫مصطلح باقي العالم‪ .‬ويتلخص نشاط‬
‫العالم الخارجي في‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬االنتاج ‪-‬‬ ‫محاضرة‪ :70‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫عتتن تقنيتتة اإلنتتتاج أو الف تن اإلنتتتاجي‪ ،‬كتتل الخصتتاتص التقنيتتة و‬ ‫محاضرة ‪ :‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج‬
‫المادية لانتاج‪:‬‬ ‫– االستثمار )‬
‫‪ ‬خصت ت تتاتص قت ت تتوة العمت ت تتل إلحجت ت تتم ‪ ،‬مست ت تتتو التعهيت ت تتل ‪،‬‬
‫‪ -1‬نعريف النشاط االقتصادي ‪ :‬بعرف على أنه مجموعة من‬
‫اإلنتاجية ‪ ..‬؛‬
‫المبادرات واألنشطة والجهود‪ ،‬التي يقوم بها األفراد في شتى‬
‫‪ ‬خصاتص أدوات اإلنتاج إلحجم ‪ ،‬نو ية ‪ ،‬إهتالك ‪ ..‬؛‬
‫المجاالت االقتصادية‪ ،‬مثل القطاع الزراعي‪ ،‬والصناعي‪،‬‬
‫‪ ‬زمن اإلنتاج؛‬
‫والتجاري‪ ،‬والخدمات‪ ،‬بهدف توفير وإشباع رغباتهم واحتياجاتهم‪،‬‬
‫‪ ‬المخزون‬
‫عن طريق شراء سلعة أو بيعها‪ ،‬أو صنع أي منتج‪ ،‬وهي عملية‬
‫بإختصتتار‪ ،‬تتتترجم العالقتتات الفنيتتة معطيتتات دالووة ا نتوواج وتنشتتع‬ ‫يتخللها اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬وتعد الطاقة واأليدي‬
‫العالق ت تتات اإلجتما ي ت تتة لانت ت تتاج م ت تتن جت ت تراء طابع ت تته اإلجتم ت تتاعي‬
‫العاملة‪ ،‬ورأس المال والموارد‪ ،‬المدخالت األساسية ألي نشاط‬
‫بإعتبتتار أن اإلنتتتاج هتتو نتيجتتة عمتتل األف تراد اإلجتمتتاعيين ال تتذين‬
‫اقتصادي‪.‬‬
‫تربطهم عالقات محددة‪ ،‬بمناسبة قيامهم باإلنتاج‪ ،‬وهتذ العالقتات‬
‫‪ -‬التت تتي هت تتي جت تتزء مت تتن العالقت تتات اإلقتصت تتادية تست تتمى عالقت تتات‬ ‫ففي صميم كل نشاط اقتصادي تكمن حاجات بشرية ِّ‬
‫تحركه‪.‬‬
‫اإلنتتاج‪ .‬وتشتتمل هتذ العالقتتات حستب عبوود اللفيووف يووا ا ونهو‪،‬‬ ‫ومع أن النشاط االقتصادي قد ال ُي ِّ‬
‫شبع الحاجة البشرية مباشرًة‪،‬‬
‫على ما يلي‪:‬‬ ‫يحركها إشباع الحاجات البشرية‬‫فإن جميع األنشطة االقتصادية ِّ‬
‫مباشرة‪ .‬وهذا هو السبب في أن الحاجات‬ ‫مباشرة أو غير ِّ‬
‫بطريقة ِّ‬
‫‪-‬عالقة التخصيص‪ :‬و تعير على مد تحكم الفترد فتي المنتتج‬
‫في سياق العمل‪ ،‬من خالل عالقته بوساتل اإلنتاج‬ ‫البشرية أبسط وحدة بناء لالقتصاد‪ .‬وبدون الحاجات البشرية‬
‫سيخلو مجتمعنا من أي نشاط اقتصادي‪ .‬ومثلما تتغيَّر حاجات‬
‫‪ -‬عالقة الحيازة ‪ :‬التي تعبر عن مد تحكم الفرد في إلالمنتتج‬
‫األفراد المختلفين على نطاق واسع‪ ،‬تتغيَّر األنشطة االقتصادية‬
‫في تسيير وساتل اإلنتاج‪ :‬مراقبة‪ ،‬صيانة‪ ،‬تنظيم ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫من شخص إلى آخر‪ .‬فحتى عندما يكون لفردين الحاجة نفسها‪،‬‬
‫‪ -‬عالقة الملكية ‪ :‬والتي تعبر عن مد القتدرة علتى تخصتيص‬ ‫كل منهما في أنواع مختلفة من األنشطة االقتصادية‬
‫قد يشارك ٌّ‬
‫المنتوج و وساتل اإلنتاج و التصرف بها۔‬ ‫إلشباع الحاجة نفسها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬نفترض أن فردين‬
‫في د ارستة اإلنتتاج يجتب اعتبتار كتال النتوعين متن العالقتات الفنيتة‬ ‫شبع أحدهما حاجته‬ ‫بحاجة إلى ُّ‬
‫تعلم أشياء عن ماليزيا‪ .‬قد ُي ِّ‬
‫و اإلجتما يتتة فتتال يقتتل أحتتدهما أهميتتة عتتن األختتر و كمتتا تتتر‬ ‫في ِّ‬
‫شبع الحاجة نفسها‬ ‫بالسفر إلى ماليزيا ‪ ،‬أما الشخص اآلخر ُ‬
‫جت توان روبنس تتون " فالعالق تتات اإلجتما ي تتة تتتتوبر علتتتى األس تتلو‬ ‫بشراء كتب عن ماليزيا وقراءتها‪.‬‬
‫الذي تستتوف بته المتطلبتات الفنيتة لانتتاج و كتذلا حجتم اإلنتتاج‬
‫و توزيعه و العالقات الفنية من جهتها قد تمزق نظامتا قاتمتا متن‬ ‫‪ -2‬العمليات االقتصادية‪:‬‬

‫العالقات اإلجتما ية"‬ ‫‪ 1-2‬االنتاج‬


‫‪ 2-2‬أهمية االنتاج ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مفهوووووا ناوووواا ا نتوووواج‪ :‬اس تتتنادا إلتتتى م تتنهج التحلي تتل‬
‫لانتاج أهمية كبر تكمن أساسا في خلق وتحقيق المنافع‬ ‫النظتتامي‪ ،‬يمكتتن تعريتتك اإلنتتتاج كنظ تتام متتن العالقتتات‬
‫االقتصادية ألفراد المجتمع‪ ،‬كما يعتبر نشاط االنتاج الدافع‬ ‫الفني ت تتة واإلجتما ي ت تتة‪ ،‬و الض ت تترورية لتكيي ت تتك أو تح ت تتول‬
‫والمحرك للعجلة االقتصادية ويمكن ايراد بعض النقاط األساسية‬ ‫الموارد لجعلها سلعا‪.‬‬
‫في هذا االتجا فيما يعتي‪:‬‬ ‫ب‪ -‬العالقات الفنية لإلنتاج‪:‬‬
‫•المنفعة الشكلية(التحويلية)‪ :‬ذلا بتغيير جوهر المادة‬ ‫تنشت تتع العالقت تتات الفنيت تتة لانتت تتاج ج ت تراء طابعت تته المت تتادي و التقنت تتي‪.‬‬
‫وتحويلها إلى مادة نفعية سواء سلعة أو خدمة؛‬ ‫بإعتبتتار أن اإلنتتتاج هتتو ستتياق عمتتل محتتدد أي متتزج معتتين لقتتوة‬
‫العمتتل و وستتاتل اإلنتتتاج إل عوامتتل اإلنتتتاج أو المتتدخالت ‪ ،‬ب يتتة‬
‫الحصول على نتيجة أي المنتتوج و تشتمل العالقتات الفنيتة فضتال‬

‫‪1‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬االنتاج ‪-‬‬ ‫محاضرة‪ :70‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫إن عوام تتل اإلنت تتاج متكامل تتة ف تتي الغال تتب ف تتال ت تتتم عملي تتة اإلنت تتاج‬ ‫•المنفعة المكانية ‪:‬وهي نقل السلع والخدمات من مكانها إلى‬
‫بعامتتل واحتتد بتتل‪ ،‬يتضتتافر عتتدة عوامتتل و هتتذ خاصتتية األساستتية‬ ‫أماكن أكثر حاجة إليها وذلا عن طريق النقل الذي يعد طريقة‬

‫ألي دالة إنتاج‪ .‬فعندما يكون أحد عوامل اإلنتاج‪ a‬أو ‪ b‬مستاويا‬ ‫اقتصادية فعالة؛‬
‫•المنفعة الزمنية ‪:‬وذلا عن اإلدخال والتخزين و اختبار الوقت‬
‫للصفر‪ ،‬فإن دالتة اإلنتتاج متن النتوع إل ‪ Q=f(a, b‬تكتون مستتمرة‬
‫المناسب الذي تزداد فيه الحاجة إليها؛‬
‫و معدومتتة لكتتن‪ ،‬اإلق ترار بتكامتتل عوامتتل اإلنتتتاج ال ينفتتي إمكانيتتة‬
‫•المنفعة الكلية ‪:‬وذلا عن طريق نقل ملكية السلعة أو الخدمة‬
‫االستتتبدال و منفعتتته‪ ،‬متتن الزاويتتة اإلقتصتتادية‪ ،‬متعتتددة و متنوعتتة‬ ‫أحيانا من شخص إلى آخر؛‬
‫نذكر منها‪:‬‬ ‫•المنفعة االجتماعية‪:‬وهي محصلة المنافع السابقة ويمكن‬

‫‪ ‬مدي تخصص العوامل أي متد قابليتة إل أو استتحالة‬ ‫تحقيقها بتكامل للنشاط االقتصادي وذلا عن طريق تحقيق‬
‫األهداف والفعالية اإليجابية‪.‬‬
‫تعويض عامل بعخر‪..‬‬
‫‪ ‬الوضع النق أي متطلبات تقنية اإلنتاج نفسها‬ ‫‪ 3-2‬دالة ا نتاج ‪( :‬التعريف والصيغة العامة)‬
‫‪ ‬أسعار العوامل أي اعتبار تكلفة و مردود اإلستبدال‬ ‫أ‪ -‬دالووووة ا نتوووواج هوووو ‪ " :‬عالقت تتة فيزيقيت تتة بت تتين الكميت تتات مت تتن‬
‫‪ ‬القابليووووووة للتقسووووووي أي اعتب ت تتار الخص ت تتاتص الفيزيقي ت تتة‬ ‫العوام تتل المس تتتخدمة و اإلنت تتاج المتحص تتل علي تته ف تتي وح تتدة م تتن‬
‫للحوامل‬ ‫‪ ،‬و يمكت تتن التعبيت تتر عت تتن دالت تتة اإلنتت تتاج‬ ‫الت تتزمن "إل‪R.Barre‬‬

‫‪ ‬حج و ا نتوواج أي بإعتبتتار منفعتتة اإلستتتبدال عنتتد حجتتم‬ ‫بالصيغة العامة التالية‪:‬‬

‫معلوم النتاج إل و فورات الحجم ‪.‬‬ ‫)‪Q = f(a,b,c,d,.........‬‬

‫جو‪ -‬اختيار المزج األمثل لعوامل ا نتاج‬ ‫المتتدخالت أو عوامتتل‬ ‫حي تث‪ Q‬هتتي كميتتة اإلنتتتاج ‪ ،‬و‪a,b,c,d‬‬
‫اإلنتتتاج و تشتتير هتتذ الحالتتة إلتتى أنتته باإلمكتتان تغييتتر ‪ Q‬بتغييتتر‬
‫ال يكتفتتي المنتتتج ‪ -‬عن تتد إتختتاذ القت ت اررات ‪ -‬بالمعطيتتات التقنيتتة‪،‬‬
‫وهنتتا ‪ ،‬تطتترم المشتتكلة العصتتية‬ ‫الكميتتات متتن العوامتتل‪a,b,c,d‬‬
‫لتحديد مقدار الزيادة في اإلنتاج متن جتراء توفيتك وحتدة إ تافية‬
‫المعزوفت تتة ‪ ،‬أي مشت تتكلة إختيت تتار المت تتزج بت تتين العوامت تتل ‪ .‬و يمكت تتن‬
‫متتن عامتتل بتتل يتعتتين عليتته إعتبتتار المعطيتتات اإلقتصتتادية أيضتتا‪:‬‬ ‫صياغة هذ المشكلة بيانيا ‪ ،‬في حالة استخدام عاملين كالتالي‬
‫ستتعر العوامتتل‪ ،‬ستتعر المنتتتوج‪ ،‬وذلتتا لتحديتتد متتا إذا متتا إذا كتتان‬
‫من المفيد إستعمال وحدة إ افية أم ال‪.‬‬

‫و لتحدي تتد م تتزج العوام تتل ال تتذي س تتيعخذ ب تته‪ ،‬يج تتب معرف تتة حج تتم‬
‫تسمى المنحنيات م‪ ، 1‬م‪3 ، 2‬م‬
‫الموارد المتاحة لديه أي‪ ،‬اعتبار ما يسوم القيود الميزانو التذي‬
‫منحنيت ت تتات النت ت تتاتج المتست ت تتاوي‪ .‬و‬
‫يواجهه عند أي مزج ممكتن بتين العوامتل و بالمقارنتة متع أستعار‬
‫يع تترف منحن تتى النت تاتج المتس تتاوي‬
‫هتتذ العوامتتل و ستتعر المنتتتوج متتن ختتالل رستتم منحنتتى الميزانيتتة‬
‫بي مكان التوليفات من العوامتل ‪ a‬و ‪ b‬التتي تعطينتا نفتا الكميتة‬
‫أو منحنت تتى التكلفت تتة الت تتذي يمثت تتل مكت تتان التوليفت تتات مت تتن العوامت تتل‪،‬‬
‫متتن اإلنتتتاج و يعبتتر إنحتتدار المنحنتتي عنتتد أيتتة نقطتتة عتتن معتتدل‬
‫مرجحتتة بعستتعارها و نحصتتل علتتى المتتزج األمثتتل بمقابلتتة منحنتتى‬
‫التنازل عن أحد العوامل مقابل الحصول على العامل الثتاني عنتد‬
‫التكلفة مع منحنيات المتساوي‪.‬‬
‫تلا النقطة‪ .‬و يسمى هذا المعدل‪ ،‬المعدل الحتدي لاحتالل‪ .‬أي‪،‬‬
‫‪ 4-2‬تحليل ا نتاج ‪( :‬قوانيا ا نتاج)‬ ‫الكميتتة متتن العامتتل ‪ a‬التتتي يجتتب تعويضتتها بوحتتدة إ تتافية متتن‬

‫أ‪ -‬قوووانول الموووردود المتنووواقص‪ :‬الفكووورة الجووو ور الم ووومول‬ ‫العامل ‪ b‬حتى ال يتغير مستو اإلنتاج‪.‬‬

‫ا فتراضات‪:‬‬ ‫ب‪ -‬روط المزج أو التنسيق بيا العوامل‬

‫‪2‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬االنتاج ‪-‬‬ ‫محاضرة‪ :70‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫تبق تتى اإلش تتارة الض تترورية إل تتى أن ه تتذا الق تتانون مقي تتد بجمل تتة م تتن‬ ‫يستتتند هتتذا القتتانون فتتي األصتتل‪ ،‬علتتى فكتترة بستتيطة مفادهتتا‪ ،‬أن‬
‫الشروط ‪ -‬الفر يات ‪ ، -‬التتي يتعتين إستحضتارها فتي كتل مترة‪.‬‬ ‫فعالية عملية اإلنتتاج تتنتاقص تتدريجيا‪ ،‬متع توستع نطتاق اإلنتتاج‪.‬‬
‫و هذ الشروط هي‪:‬‬ ‫و تتتترجم هتتذ الفك ترة فتتاهرة متتا يستتمى التش و ع أو ا سووتنفا أي‬

‫يص تتل ه تتذا الق تتانون ف تتي ح تتدود إفتت تراض حال تتة م تتن الم تتردود‬ ‫‪‬‬ ‫الوصت تتول إلت تتى حت تتدود الست تتيا‪ ،‬حيت تتث يصت تتب عنت تتدها المت تتردود أو‬

‫الاستبدالي‪ .‬و هو إقتراض صري في نص القانون و نعني‬ ‫اإلشتتباع متناقصتتا و علتتى حتتد تعبيتتر سامولسوووول فهتتذ فتتاهرة‬

‫بتته‪ ،‬إ تتافة كميتتات متغي ترة متتن عامتتل إلتتى كميتتة بابتتتة متتن‬ ‫عامة ال يستثنى منها سو "العلم"‪.‬‬

‫عامل أخر ‪.‬‬ ‫‪JAQUES‬‬ ‫أول متتتن عت تترف هت تتذا القت تتانون هت تتو جت تتاك ترجت تتو‬

‫يصل هذا القانون في حدود إقتراض تجانا عوامل اإلنتتاج‬ ‫‪‬‬ ‫‪TURG0T‬إل‪ . 1671‬كم تا ت تتال ‪ ،‬توم تتاس م تتالتوس ‪T.Malthus‬‬

‫‪.‬‬ ‫الذي و ع نظريته المشهورة‪ ،‬المتعلقة بتزايد السكان إستنادا على‬


‫مفعتتول هتتذا القتتانون‪ ،‬أمتتا دافيتتد ريكتتاردو ‪ David Ricardo‬فقتتد‬
‫أخيترا‪ ،‬يصتل القتتانون فتي حتدود و تتع تقنتي معطت إل ببتتات‬ ‫‪‬‬
‫ذهب إلتى أبعتد منهمتا‪ ،‬بصتياغته الدقيقتة للقتانون‪ .‬خصوصتا‪ ،‬فتي‬
‫التقنية‬
‫سياق تعسيسه لنارية الريع قبل أن نتناول مضتمون القتانون‪ ،‬متن‬
‫ب‪ -‬قانول المردود المتزايد‪ :‬الم مول الحدود‪:‬‬
‫الضتتروري أيضتتا اإللمتتام بتتبعض المصتتطلحات التتتي تستتاعد علتتى‬
‫عنت تتد إفت ت تراض دالت تتة إنتت تتاج‪ ،‬تتضت تتمن كميت تتات متغي ت ترة مت تتن جميت تتع‬ ‫إستيعابه‪ ،‬و إدراك فاتدته‬
‫العوامتل‪ ،‬أي عنتد زيتادة الرقعتة اإلنتاجيتة أو مستتو اإلنتتاج‪ ،‬فتإن‬
‫ا نتوووواج الكلووووو ‪ :‬و هت تتو مجمت تتوع اإلنتت تتاج المتحقت تتق يفضت تتل‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاج يعخذ بالتزايد بطريقة أكثتر تناستبا متن ت ازيتد كميتات عوامتل‬
‫إستخدام جميع عوامل اإلنتاج‬
‫اإلنتاج‪ ،‬يفضل تحقيق ما يسمى‪ :‬وفورات إلإقتصتادية الحجتم أو‬
‫ا نتووواج المتوسووو ‪ :‬و هتتو اإلنتتتاج المتعلتتق بكتتل وحتتدة متتن‬ ‫‪‬‬
‫المستو ‪economies d'échelle‬‬
‫وحدات العامل المتغير أي حاصل قسمة اإلنتاج الكلى على‬
‫ويفرق اإلقتصاديون بتين نتوعين متن الوفتورات‪ :‬الوفتورات الداخليتة‬
‫الكمية المستخدمة من هذا العامل۔‬
‫المقصود بهما‪:‬‬ ‫و الوفورات الخارجية‪ ،‬فلنو‬
‫ا نتاج الحدي‪ :‬و يمثتل الزيتادة فتي اإلنتتاج الكلتى متن جتراء‬ ‫‪‬‬
‫وفووورات الحج و الداخليووة هتتي اإلرتفتتاع فتتي متتردود اإلنتتتاج‬ ‫‪‬‬
‫إس تتتعمال وح تتدة إ تتافية مت تتن العام تتل المتغي تتر إلو م تتن هن ت تا‬
‫مص تتحوبا‪ ،‬بإنخف تتاض التكلف تتةإل المتوس تتطة ‪ ،‬الن تتاجمين ع تتن‬
‫تست تتميته بمعت تتدل اإلنتت تتاج الكلت تتى و ريا ت تتيا هت تتو اإلشت تتتقاق‬
‫إتستتاع رقعتتة المصتتنع‪ ،‬يمتتا يتصتتل بتته متتن م ازيتتا‪ :‬تخصتتص‪،‬‬
‫الجزتي لدالة اإلنتاج‪ ،‬بالنسبة لعامل إنتاج معين‪.‬‬
‫تنظيم أحسن‪ ،‬إستعمال تكنولوجيات متقدمة ‪ ...‬إلخ‬
‫عند إفتراض دالتة إنتتاج تتضتمن كميتات بابثتة متن جميتع العوامتل‬
‫وفووورات الحجو الخارجيووة هتتي الوفتتورات الناجمتتة عتتن الفتترق‬ ‫‪‬‬
‫ما عدا واحدا‪ ،‬فإن اإلنتاج الكلتي يعختذ بالت ازيتد‪ ،‬متن جتراء إ تافة‬
‫بت ت تتين التكت ت تتاليك إل أو المنت ت تتافع الخاصت ت تتة و التكت ت تتاليك إل أو‬
‫وحتتدات متتن العامتتل المتغيتتر و ذلتتا إلتتى حتتد معتتين يصتتب عنتتد‬
‫المنافع اإلجتما ية‪ .‬و من أمثلتها‪ :‬بناء شتبكة طترق‪ ،‬تمتر‬
‫ه تتذا الت ازيت تتد أقت تتل فعقت تتل‪ ،‬حيت تتث يتنت تتاقض اإلنتت تتاج الحت تتدي للعامت تتل‬
‫بجانتتب المصتتنع‪ ،‬إكتشتتاف م توارد جديتتدة ‪ ...‬و هتتذ وفتتورات‬
‫المتغي تتر‪ ،‬إل تتى أن يص تتب منعت تتدما‪ ،‬ب تتم س تتلبيا و ه تتذا بالمختص تتر‬
‫إيجابيت تتة أو‪ ،‬آبت تتار التلت تتوا‪ ،‬إنعت تتدام الم ارفت تتق العامت تتة‪ ،‬وجت تتود‬
‫مضمون القانون۔‬
‫تضييقات قانونية ‪ ...‬و هذ وفورات سلبية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬االنتاج ‪-‬‬ ‫محاضرة‪ :70‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫لكتتن‪ ،‬تحقيتتق الوفتتورات الداخليتتة ‪ -‬والتتتي تعنينتتا حص ت ار هنتتا ‪ .‬ال‬


‫يستمر إلى ما نهاية فهناك حجم أمثل للمصنع أو الموسستة إن‬
‫ياعات تحتول‬ ‫لم تجاوز تتقلب هذ الوفورات إلى ال وفورات أو‬
‫ت تتد بحيت تتث يميت تتل مت تتردود اإلنتت تتاج إلت تتى‬ ‫مفعت تتول القت تتانون إلت تتى‬
‫اإلنخفت تتاض بفعت تتل إرتفت تتاع التكلفت تتة وتت تتنجم تلت تتا الضت تتياعات مت تتن‬
‫الصتعوبات المختلفتتة لتستيير الموسستتات ذات الحجتم الكبيتتر التتذي‬
‫يتجتتاوز الحجتتم األمثتتل‪ ،‬و متتن إرتفتتاع تكتتاليك النقتتل لحجتتم أكبتتر‬
‫من السلع‪ ،‬من مكان وحيد إلى زباتن بعيدين أكتر فعكثر ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫أوال‪ -‬توزيع الدخل)‪(The Income distribution‬‬


‫‪:‬‬
‫بعد عملية االنتاج تتم عملية تقسيم عوائد عوامل االنتاج على المساهمين في نشاط االنتاج مما يتشكل‬
‫عنه وجود مجموعة من الدخول( العوائد)‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم توزيع الدخل‪:‬‬

‫ويعرف توزيع الدخل بـ " توزيع الدخل القومي والثروة على قوى اإلنتاج في المجتمع"‪ ،‬أو بصيغة‬
‫أخرى توزيع عوائد اإلنتاج على عناصر اإلنتاج التي ساهمت في العملية اإلنتاجية‪ ،‬كما يمكن تعريفه بأنه‬
‫الطريقة التي يتم بها تقسيم الثروة والدخل الوطنيين بين أفراد المجتمع وفئاته‪ ،‬في ظل إطار معين من القيم‬
‫والتقاليد والتطلعات الحضارية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬أبعاد عملية التوزيع‪:‬‬

‫يرى ريكاردو أن المشكلة الرئيسية في علم االقتصاد تنحصر في تحديد القوانين التي تنظم توزيع ما‬
‫ينتجه المجتمع على طبقاته وليس في طرق تنمية الثروة‪ .‬وتتعلق مشكلة التوزيع في صعوبة تحديد‬
‫الطريقة المثلى لتقسيم الثروة والدخل القوميين على أفراد المجتمع وقطاعاته‪ ،‬نظرا لألبعاد االقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية والدينية واألخالقية المتداخلة‪ ،‬ويكمن توضيح مشكلة التوزيع بأبعادها المتداخلة‬
‫من خالل افتراض طرق مختلفة لتقسيم الثروة والدخل‪ ،‬يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المساواة في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع‪ :‬تقضي هذه الطريقة بإحالل المساواة‬
‫والقضاء على أغلب مظاهر التفاوت في توزيع الثروة الدخل بين أفراد المجتمع‪ ،‬فالعدالة االجتماعية‬
‫تقتضي القضاء على كل تمايز في التوزيع‪ ،‬خاصة وأن أكثر هذا التفاوت مصدره التفاوت في الملكية‪،‬‬
‫وهي خاصية مميزة للنظام االشتراكي‪.‬‬
‫‪ ‬التفاوت في توزيع الثروة والدخل‪ :‬وتقوم هذه الطريقة على البعد الفردي في التوزيع‪ ،‬إذ تقر‬
‫باالختالف في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك على أساس نظرة فردية في المجتمع‪،‬‬
‫باعتبار الفرد متميزا عن غيره بمواهبه وثروته التي جمعها بجهده أو من عند أبائه‪ ،‬فتقتضي الكفاءة‬
‫اإلنتاجية اإلقرار بالتفاوت وإال لغابت دوافع العمل لدى األفراد وما يترتب عن ذلك من نتائج على‬
‫المجتمع ككل ‪ .‬هذا البعد هو حجر الزاوية بالنظام الرأسمالي الذي تظهر فيه درجة معتبرة من التفاوت‬
‫في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع نتيجة اعتماده على الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬البعد الفردي والجماعي في توزيع الثروة‪ :‬إن اعتماد البعد الجماعي في توزيع الثروة والدخل‬
‫يعيق العملية اإلنتاجية والعمل بصفة عامة لغياب الحوافز‪ ،‬وما لهذا األمر من مترتبات على تطور‬
‫المجتمع وتقدمه‪ ،‬كما أن اإلقرار بالبعد الفردي في التوزيع يخل بالعدالة االجتماعية وما ينتج عن ذلك‬
‫من تفاوت طبقي واستغالل للطبقة الضعيفة‪ ،‬فالتوفيق بين البعدين وخلق حالة من التوازن بين كفاءة‬
‫اإلنتاج والعدالة االجتماعية ينتج عنه هذا البعد المزدوج في توزيع الثروة والدخل بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫نتيجة العوائق السابقة في عملية التوزيع لألنظمة الوضعية فقد جاء النظام االقتصادي اإلسالمي ليعتمد‬
‫التوزيع المزدوج بين الفردي والجماعي ليحقق التكافؤ والتوازن االجتماعي والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع التوزيع‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوزيع الوظيفي‪ :‬يقصد به توزيع عوائد عوامل اإلنتاج(األرض‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس المال‪ ،‬التنظيم)‬
‫حسب مساهمة كل عامل في العملية اإلنتاجية‪ ،‬ويقتضي هذا النوع توزيع الدخل القومي على أفراد‬
‫المجتمع الذين ساهموا في العملية اإلنتاجية تبعا لمقدار ما يملكه وأهمية مساهمته في العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫ب‪ -‬التوزيع الشخصي‪ :‬يوضح التوزيع الشخصي تقسيما لألفراد وإجمالي الدخل الذي يحصلون‬
‫عليه‪ ،‬وال يهم مصدر الدخل في هذا النوع‪ ،‬ويتم ترتيب أفراد المجتمع ترتيبا تصاعديا تبعا لدخولهم‪ ،‬ثم‬
‫تقسيمهم إلى شرائح مختلفة متمايزة حسب الدخل‪ ،‬ثم يتم تحديد النسبة من الدخل القومي التي تستلمها‬
‫مجموعة دخلية‪ .‬ففي هذا النوع يتم توزيع الدخل على أفراد المجتمع بغض النظرة عن مساهمة كل‬
‫واحد في العملية اإلنتاجية‪ ،‬فهو توزيع ذو طابع جماعي واجتماعي‪.‬‬
‫أما نشاط إعادة التوزيع فيتمثل في عملية جباية الدولة للضرائب والرسوم لتمول بها المشاريع العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬توزيع الدخل على عناصر اإلنتاج‪:‬‬


‫يتحصل كل عنصر أو عامل من عوامل اإلنتاج المختلفة على عائد معين مقابل إشراكه في العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وهذا العائد يعتبر بمثابة الثمن أو السعر لهذا العنصر‪ ،‬أو بتعبير أدق ثمنا لخدمة هذا العنصر‬
‫وليس ثمنا للعنصر نفسه‪.‬‬
‫لقد حدد االقتصاديون أربعة أنواع للعوائد المقابلة لعناصر اإلنتاج‪ ،‬يمكن توضيحها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الريع)‪ :( The rent‬يمثل الريع العائد المقابل لعنصر األرض‪ ،‬وهو العائد الذي يتحصل عليه‬
‫مالك األراضي والموارد الطبيعية مقابل مساهمتهم بأراضيهم في مختلف العمليات اإلنتاجية‪ .‬ويتم‬
‫تصنيف الريع إلى صنفين أساسين‪:‬‬
‫‪ ‬الريع المطلق أو ريع األرض‪ :‬ويطلق على ثمن االنتفاع باألرض كعنصر إنتاجي‪.‬‬
‫‪ ‬الريع التفاضلي( أو ريع الخصوبة)‪ :‬وهو الذي ينتج عن درجة اختالف خصوبة‬
‫األراضي المستخدمة للزراعة‪ ،‬وبما إن أسعارها تتحدد بتكلفة اإلنتاج الحدية لألرض أي‬
‫األقل خصوبة فإنه يستفيد منها أصحاب األراضي العالية الخصوبة‪ .‬و‬
‫وقد كتب دافيد ريكاردو في هذا الصدد أنه" عندما تستقر جماعة اجتماعية ألول مرة في‬
‫منطقة ما‪ ،‬حيث األراضي الصالحة للزراعة شاسعة ومتوفرة بكثرة‪ ،‬فإنه يكفي استغالل‬
‫جزء صغير منها لتلبية احتياجات الجماعة‪ ،‬وهذا االستغالل ال يحتاج إلى رؤوس أموال‬
‫كبيرة‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يمكن الحديث عن وجود ريع‪ ،‬ألنه ما من أحد من أفراد الجماعة‬
‫سيقوم بشراء حقوق استغالل األراضي مملوكة في حين يوجد الكثير منها بال مالك"‪.‬‬
‫ب‪ -‬األجر)‪ :( The wage‬وهو العائد من العمل‪ ،‬حيث عرف بأنه ثمن العمل أو المقدار من النقود‬
‫الذي يدفعه صاحب العمل إلى العامل نظير خدمات يؤديها له‪ ،‬وهي بالنسبة للعامل تمثل الدخل الذي‬
‫يحصل عليه مقابل ما يبذله من مجهود في فترة زمنية معينة لحساب صاحب العمل‪ .‬كما عرفه ريكاردو‬
‫بأنه األجر الطبيعي الذي يمثل الحد الالزم من األجر الذي يمكن العامل من البقاء‪ ،‬بينما يؤكد ألفريد‬
‫مارشال أن تباين نسبة األجور بين العمال يرجع إلى نوعية المهارات والخبرة نظرا الرتباط عنصري‬
‫المهارة والخبرة بمستويات زيادة اإلنتاجية والجودة والمنافسة‪.‬‬

‫كما يعرف األجر بأنه" نصيب الفرد في الدخل القومي‪ ،‬ويتحدد بما يضمن مستوى من الحياة الالئقة‬
‫طبقا للمستوى االقتصادي والحضاري للمجتمع‪ ،‬ويتفاوت بين األفراد بما يسهم به كل فرد في تكوين‬
‫الدخل القومي"‪.‬‬

‫والتطرق إلى مفهوم األجر ال يكتمل دون التعرض ألشكاله‪ ،‬فنفرق بين األجر النقدي أو االسمي وهو‬
‫المقابل النقدي لقيمة العمل الذي يقوم به الفرد‪ ،‬واألجر العيني وهو مقابل غير مادي يظهر في شكل‬
‫خدمات يقدمها صاحب العمل للعامل كالمواصالت والرعاية الطبية وغيرها‪ ،‬واألجر الشخصي ويتخذ‬
‫ثالث أشكال‪ :‬أجر الزمن‪ ،‬أجر الوحدات وأجر المكافأة‪ .‬أما األجر الحقيقي فيقصد به مقدار السلع‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫والخدمات التي يستطيع العامل الحصول عليها بأجره النقدي‪ ،‬بمعنى القدرة الشرائية لألجر االسمي(‬
‫النقدي)‪ ،‬فكلما انخفضت القدرة الشرائية قل حجم السلع والخدمات التي بإمكان األجير الحصول عليها‬
‫والعكس بالعكس‪.‬‬

‫ج‪ -‬الفائدة )‪:(The interest rate‬وهي العائد من رأس المال يحصل عليه صاحبه مقابل مساهمته‬
‫في العملية اإلنتاجية وتعرف بأنها المبلغ النقدي الذي يحصل عليه الدائنون مقابل تنازلهم للمدينين عن‬
‫منفعة النقود التي يمتلكونها آلجل محدود‪.‬‬

‫كما تعرف الفائدة أيضا بأنه الثمن المدفوع نظير استعمال النقود أو الزيادة مقابل إقراض النقود إلى‬
‫أجل‪ .‬ويعتبر آدم سميث الفائدة ثمنا الستخدام رأس المال الناتج عن تضحية ادخارية حقيقة‪ .‬أما‬
‫ريكاردو" فعرفها بـ " التعويض الذي يدفعه المقترض عن الربح الذي كان يمكن أن يحققه باستثمار‬
‫ماله‪ ،‬والفائدة عند كينز هي " ثمن التنازل عن السيولة‪ ،‬أو ثمن عدم االكتناز‪ ،‬فهي الثمن الذي يجب‬
‫دفعه لحاملي األموال للتنازل عن األصول السائلة في صورة نقدية أو الحصول على أصول أخرى‬
‫تحمل مخاطر أكبر"‪.‬‬

‫د‪ -‬الربح)‪ : ( The profit‬الربح هو العائد المقابل لعنصر التنظيم‪ ،‬والربح هو عبارة عن الفرق ما بين‬
‫اإليرادات التي يحصلها المنظم ببيع السلع والخدمات التي تم إنتاجها‪ ،‬والمصاريف واألعباء التي يتحملها‬
‫جراء استخدام مختلف عوامل اإلنتاج‪ ،‬أي بأنه المبلغ المتبقي للمنظم بعد دفع عوائد عوامل اإلنتاج األخرى‬
‫وهي الريع‪ ،‬الفائدة‪ ،‬واألجر‪ ،‬وبعد استقطاع كل االلتزامات األخرى كالضرائب ويسمى الربح البحت أو‬
‫الخسارة البحتة إذا كان ذو قيمة سالبة‪.‬‬

‫والمالحظ أن عائد الربح يختلف عن باقي العوائد األخرى من ناحية عدم وجود قيمة ثابتة للربح فهو‬
‫مرتبط بعامل المخاطرة وظروف األسواق‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اإلدخار)‪saving‬‬
‫‪:(The‬‬
‫يعتبر االدخار نشاط اقتصادي مهم لضمان استمرارية الدورة االقتصادية‪ ،‬وهو ظاهرة اقتصادية مرتبطة‬
‫بالدخل واالستهالك‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم االدخار)‪: (Saving’s concept‬‬


‫لقد تعددت التعاريف بشأن االدخار‪ ،‬فقد عرفه كينز بذلك الجزء غير الموجه لالستهالك من الدخل‪،‬‬
‫حيث تم تحليل االدخار باعتباره رصيد حساب أو باقي الدخل على االستهالك في ضوء ارتباطه بعدة‬
‫عوامل كالعادات االجتماعية لألعوان االقتصاديين‪ ،‬مستوى اإلشباع‪....،‬إلخ‪.‬‬
‫كما يعرف االدخار على أنه" اقتطاع جزء من الدخل الحالي وعدم إنفاقه حاليا من أجل استخدامه‬
‫مستقبال‪ ،‬ويوجه إما لالستثمار أو لموجهة طوارئ معينة‪ ،‬أي أن االدخار يتضمن فقط تأجيل لالنتفاع‬
‫باألموال دون ارتباط بالزيادة أو النقصان في حجم المنافع المضحى بها حاليا"‪ ،‬قد يكون على شكل أصول‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫نقدية( مدخرات في صورة أصول نقدية( أموال سائلة) ومن أمثلة ذلك الودائع الجارية لدى المؤسسات‬
‫المالية األوراق المالية كاألسهم والسندات‪ ،‬أو االحتفاظ بأرصدة نقدية‪ ،‬أو على شكل أصول مادية( أصول‬
‫عينية مادية‪ :‬اآلالت والسلع‪ ،‬والمعادن النفيسة كالذهب والفضة)‪.‬‬

‫‪ ‬االدخار واالكتناز)‪:(The compactness/ The hoarding‬‬

‫االدخار هو ذلك الجزء من الدخل واإلنفاق الجاري وال يخصص لـالكتناز‪ ،‬هذا األخير يعد حفظا‬
‫األموال خارج المنظومة المالية( المؤسسات المالية)‪ ،‬لذا ال يعد ادخارا بالمفهوم االقتصادي ألن تلك‬
‫األموال تبقى خارج الدورة االقتصادية‪.‬‬
‫يتشابه االكتناز مع االدخار بمفهومه السابق‪ ،‬من حيث أن كل منهما يمثل جزءا من الدخل الجاري‬
‫لم ينفق على االستهالك الجاري‪ ،‬ويختلفان في أن االكتناز يمثل احتجازا لجزء من الدخل سواء في شكل‬
‫نقدي أو عيني بعيدا عن دورة النشاط االقتصادي‪ ،‬ومن ثم يعتبر تسربا من دورة الدخل الوطني وما عليها‬
‫بدورة النشاط االقتصادي‪ ،‬مما يخرجه عن مفهوم االدخار تماما على مستوى االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫ويعرف االكتناز بأنه رغبة األفراد في االحتفاظ بالثروة في شكل نقدي‪ ،‬وهو ما يشابه مفهوم كينز خول‬
‫تفضيل السيولة‪ .‬ويلجأ األفراد إلى االحتفاظ السيولة لتمكنهم من دفع المخاطر النقدية أو االقتصادية أو‬
‫السياسية أو تحقيق آمالهم ‪.‬وهنا يمكن القول أنه إذا كان االستهالك هو البديل لالدخار فإن االستهالك‬
‫واالدخار هما بديالن لالكتناز‪ ،‬وإذا كان االدخار ستضمن التضحية باالستهالك الحالي لتعظيمه في‬
‫المستقبل‪ ،‬فإن االكتناز يتضمن التضحية باالستهالك الحاضر وبالعوائد المستقبلية التي كان من الممكن‬
‫تحصيلها لو استعمل المبلغ المكتنز في اإلقراض أو االستثمار‪ .‬ويأخذ االكتناز عدة صور‪ ،‬منها االحتفاظ‬
‫بالذهب والعمالت األجنبية أو االحتفاظ بالمبالغ السائلة في شكل نقود‪ ،‬ولالكتناز آثار سلبية كثيرة على‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬إذ أنه تعطيل لجزء من دخول األفراد وعدم صبه في تمويل االستثمارات المطلوبة أو‬
‫القيام بعملية االستثمار مباشرة‪ ،‬وهو مرفوض في كل األنظمة االقتصادية الوضعية‪ ،‬وقد حرمه الدين‬
‫اإلسالمي صراحة‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية االدخار‪:‬‬
‫إن االدخار تأجيل االنتفاع بالدخل أو جزء منه إلى المستقبل‪ ،‬فهو يرتبط بالتضحية ولكن ليس‬
‫بالضرورة بالمخاطرة‪ ،‬وبناء على هذا تتضح المعالم االقتصادية لالدخار على أنه‪:‬‬
‫‪ ‬مصدر أساسي لتمويل االستثمار ‪.‬‬
‫‪ ‬عملية اقتصادية تضمن استمرارية الدورة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ ‬جزء من الدخل‪.‬‬
‫‪ ‬يوجه لتحقيق منافع مستقبلية وهو بذلك يتضمن التضحية باالستهالك الحالي‪.‬‬
‫‪ ‬ظاهرة مرتبطة بالدخل واالستهالك‪ ،‬حيث أنه معاكس لمفهوم االستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬ال يتضمن بالضرورة مخاطر حول إمكانية فقدان المنافع المستقبلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع االدخار )‪:(Types of saving‬‬

‫أ‪ -‬االدخار اإلجباري و االدخار الحر‪:‬‬


‫االدخار اإلجباري هو ادخار عن طريق ما تفرضه الدولة من ضرائب‪ ،‬مثل الضرائب المفروضة‬
‫على أمالك المواطنين‪ ،‬وممارسة األنشطة االقتصادية‪ ، ...‬أما االدخار الحر هو الفرق ما بين الدخل‬

‫‪4‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫الصافي (اقتطاع الضرائب) واالستهالك‪ ،‬مثل ادخار األفراد ما يزيد عن االستهالك لوقت الحاجة أو‬
‫من أجل إقامة مشروع ما‪.‬‬
‫إن االدخار الحر أو االختياري هو ادخار فردي متروك لحرية الفرد ووعيه وقدرته ورغبته في‬
‫االدخار‪،‬‬
‫دون أن يكون هناك دافع خارجي يجبره عليه أو يلزمه به‪ ،‬أما االدخار االجباري فهو االدخار الذي‬
‫تلجأ إليه الدولة لصالحها ولصالح األفراد‪ ،‬ويتحقق باقتطاع جزء من الدخل بصورة إلزامية‪ ،‬فهذا النوع‬
‫يعتبر مصدرا مهما لتمويل المشاريع االستثمارية العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االدخار المحلي واالدخار الوطني ‪:‬‬
‫االدخار المحلي هو مجموع مدخرات الدولة داخل حدودها الجغرافية‪ ،‬فهو يعبر عن مدخرات القطاع‬
‫العائلي ومدخرات قطاع األعمال ومدخرات الدولة والمؤسسات والشركات التابعة لها‪ ،‬أما االدخار‬
‫الوطني فهو االدخار المحلي المتولد من جانب أطراف النشاط االقتصادي داخل حدود الدولة باإلضافة‬
‫إلى جزء يتكون في الخارج وهو صافي المعامالت الخارجية‪.‬‬
‫ج‪-‬ادخار العائالت‪ ،‬ادخار المؤسسات وادخار الدولة‪:‬‬
‫يتمثل ادخار العائالت في االدخار الذي يقوم به األفراد عندما تفيض دخولهم على ما ينفقونه على‬
‫االستهالك ويوجه الفائض لالدخار‪ ،‬بأن يوضع في صناديق التوفير‪ ،‬أو بواليص التأمين‪ ،‬أو الودائع‬
‫اآلجلة‪ ،‬أو شراء أوراق مالية‪ ،‬أو االكتتاب في أسهم الشركات‪ ،‬أما ادخار المؤسسات فيمثل ادخار‬
‫قطاع األعمال الخاص والعمومي في كل ما تخصصه الشركات والمؤسسات المنتجة والتجارية وذات‬
‫الطابع الخدمي من أرباحها في زيادة استثمارها‪.‬‬
‫في حين ادخار الدولة أو الحكومي فيتعلق بتكوين الحكومات لرأس مال حقيقي جديد من خالل تنمية‬
‫مواردها وتخفيض نفقاتها من أجل تمويل استثماراتها‪ ،‬أو إيداعه كاحتياطي لمواجهة ما يطرأ من عجز‬
‫في الميزانية العامة للدولة في السنوات المقبلة‪ .‬ويتحقق االدخار الحكومي بالفرق بين اإليرادات‬
‫الحكومية الجارية والنفقات الحكومية الجارية‪.‬‬
‫د‪ -‬االدخار العام واالدخار الخاص‪:‬‬
‫يشمل االدخار الخاص كل ما يحتفظ به األشخاص من أموال بفرض إنفاقه في المستقبل‪ ،‬أما االدخار‬
‫العام فيتمثل في الفوائض المالية التي تحتفظ بها الدولة أو هيئاتها بغرض إنفاقه مستقبال على‬
‫مشاريعها‪.‬‬

‫‪ -3‬محددات االدخار)‪:( Determinants of saving‬‬

‫إن العوامل المؤثرة على االستهالك هي نفسها العوامل المؤثرة على االدخار‪ ،‬فهناك عدة عوامل ذاتية‬
‫ترتبط بالمتغيرات النفسية والتي تؤثر في سلوك األفراد كما ترتبط بالتوقعات المستقبلية للحياة االقتصادية‬
‫وما تتطلبه هذه التوقعات من ضمان اجتماعي أو االتجاه نحو االدخار‪ ،‬وبصورة عامة فإن هذه العوامل‬
‫تحدد سلوك األفراد سواء االستهالكي أو االدخاري‪ ،‬أما العوامل الموضوعية فهي تتحدد بكونها قابلة‬
‫للقياس وأنها ذات سمات اقتصادية‪.‬‬

‫أ‪ -‬العوامل الشخصية‪ :‬وهي مرتبطة بعوامل ذاتية نابعة من شخصية الفرد‪ ،‬حيث يكون من الصعب‬
‫التنبؤ بها وتحديد اتجاهاتها وقوتها في التأثير على االدخار‪ ،‬ويمكن إبراز أهم هذه العوامل من خالل ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حاجات ورغبات الفرد‪ :‬كلما كانت حاجات و رغبات األفراد متعددة وواسعة كلما زادت نزعتهم‬
‫نحو االستهالك وقل ميولهم نحو االدخار من منطلق أن اإلنسان ينفق من أجل إشباع حاجاته و‬
‫‪5‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫رغباته أوال‪ ،‬وما تبقى عن ذلك يوجه إلى االدخار‪ ،‬ولهذا فإن تأثير الحاجات والرغبات على‬
‫االدخار يكون وفق عالقة عكسية‪ ،‬فكلما زاد عدد الحاجات وتنوعت أو ظهرت حاجات جديدة كلما‬
‫قل حجم االدخار الفردي والكلي‪.‬‬
‫‪ ‬دافع اقتناء السلع الجديدة‪ :‬ويقصد به ميل الفرد إلى اقتناء السلع الجديدة‪ ،‬والرغبة في تجديد ما‬
‫لديه منها باستمرار‪ ،‬هذا الدافع يؤثر سلبا على االدخار‪ ،‬حيث يضطر الفرد في كل مرة إلى اإلنفاق‬
‫على االستهالك بدال من توجيه ذلك إلى االدخار‪.‬‬
‫‪ ‬دافع التقليد والمحاكاة‪ :‬يتمتع الكثير من األفراد بحب التقليد والمحاكاة لآلخرين‪ ،‬إذا كان التقليد‬
‫والمحاكاة ألشخاص يميلون لالدخار واالستثمار‪ ،‬فسيعمل هذا األمر على تشجيع االدخار‪ ،‬أما إذا‬
‫كان التقليد ألشخاص يميلون إلى اإلنفاق االستهالكي أكثر من خالل تتبع الموضات والكماليات‪ ،‬فإن‬
‫التقليد هنا يؤثر سلبا على االدخار‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص شخصية الفرد‪ :‬تختلف تركيبة وخصائص الشخصية من فرد آلخر‪ ،‬وذلك أنها تخضع‬
‫لعوامل عديدة في تركيبتها‪ ،‬ومن بين تلك العوامل والخصائص الشخصية المحددة والمؤثرة على‬
‫االدخار نذكر‪ :‬الميل لالدخار أو لالستهالك‪ ،‬التوقعات‪ ،‬المستوى التعليمي والثقافي‪ ،‬الذكاء‪ ،‬طريقة‬
‫التفكير ومعالجة المشكالت والمواقف‪.‬‬
‫‪ ‬عوامل اجتماعية وثقافية‪ :‬وتتمثل في كافة العوامل المحيطة بالفرد والتي تؤثر على موقفه‬
‫قراراته الخاصة باالدخار‪ ،‬حيث تؤثر تلك العوامل بشكل حاسم على عالقة االدخار بالدخل‬
‫واالستهالك‪ ،‬ومن بين هذه العوامل نجد‪ :‬عدد أفراد األسرة‪ ،‬طبيعة التعليم‪ ،‬ثقافة المجتمع‪ ،‬طبيعة‬
‫النظام االجتماعي واالقتصادي السائد في المجتمع‪.‬‬

‫ب‪ -‬العوامل الموضوعية‪ :‬وهي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مستوى الدخل‪ :‬يزداد مستوى االدخار لدى األفراد بازدياد مقدار الدخل والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة توزيع الدخل الوطني‪ :‬تستطيع الطبقة الغنية أن تدخر مقارنة بالطبقة الفقيرة التي تنفق‬
‫معظم دخلها في االستهالك‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى انخفاض نسبة االدخار‪ ،‬ولذلك يجب إعادة توزيع‬
‫الدخل الوطني توزيعا عادال وذلك بفرض الضرائب التصاعدية وفي نفس الوقت تخفيف العبء‬
‫الضريبي على الفقراء‪ ،‬ما يؤدي إلى زيادة استهالك ونقص ادخار الطبقة الغنية‪.‬‬
‫‪ ‬تنبؤ األفراد بحركات األسعار وتغيرات الدخل‪ :‬إذا تبين لألفراد بأن األسعار سترتفع فإن هذا‬
‫التقدير سوف يدفع األفراد إلى الزيادة في االستهالك وانخفاض في االدخار‪ ،‬في حين إذا توقعوا بأن‬
‫دخلهم سيرتفع‪ ،‬فإنهم يميلون إلى االستهالك أكثر من االدخار‪.‬‬
‫‪ ‬معدل الفائدة‪ :‬تعتبر الزيادة في معدل الفائدة عامال مشجعا لألفراد إليداع أموالهم في البنوك‪،‬‬
‫فكلما ازداد معدل الفائدة كلما شجع ذلك األفراد على االدخار والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ -4‬دالة االدخار)‪: (Saving function‬‬


‫يعرف االدخار على أنه ما تبقى من الدخل بعد االستهالك‪ ،‬فهو يتحدد في الدرجة الثانية بعد‬
‫االستهالك‪ ،‬وهذا يعني أن االستهالك واالدخار مرتبطين مع بعضهما البعض ومع الدخل وهو ما يفسر‬
‫تصرف األفراد في دخلهم‪ ،‬فإذا بقي الدخل ثابت فإن الوسيلة الوحيدة لزيادة االدخار هي تخفيض‬
‫االستهالك‪ ،‬ومنه يمكن استخراج دالة االدخار عن طريق طرح مستوى االستهالك من مستوى الدخل‬
‫المتاح)‪ ،(Yd‬ويمكن التعبير رياضيا كالتالي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫)‪𝑌𝑑 = 𝐶 + 𝑆 … … . . (1‬‬
‫{‬ ‫لدينا‬
‫)‪𝐶 = 𝑎 + 𝑏𝑌𝑑 … … (2‬‬

‫𝒅𝒀𝒃 ‪𝑺 = −𝒂 +‬‬ ‫نجد‪:‬‬ ‫بتعويض (‪ )1‬في (‪)2‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫)‪ (-a‬هو االدخار المستقل بمعنى االدخار الذي ال يتبع الدخل) مساعدات حكومية‪ ،‬إعانات‬
‫عائلية‪ (......................‬؛‬

‫)‪ (b‬الميل الحدي لالدخار‪ ،‬وهو مقدار التغير في االدخار الناتج عن التغير في الدخل المتاح بوحدة‬
‫واحدة‪ ،‬يتم حسابه رياضيا كالتالي‪:‬‬

‫‪MPS(Marginal propensity to save) = ΔS/ ΔYd=𝒅S/𝒅Yd‬‬


‫ويكون ‪ MPS‬أقل من الواحد وأكبر من الصفر‪0 >MPS> 1 :‬‬

‫أما الميل المتوسط لالدخار فهو النسبة التي يمثلها االدخار الجاري من الدخل المتاح‪ ،‬ويمكن حسابه‬
‫بالعالقة الرياضية التالية‪:‬‬

‫‪APC ( Average propensity to save ) = S/yd‬‬

‫‪ -5‬العالقة بين االستهالك واالدخار‬


‫‪:‬‬ ‫)‪(The relationship between consumption and saving‬‬

‫‪7‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫يمكن تلخيص العالقة ما بين االدخار واالستهالك ضمن الجدول التالي‪:‬‬

‫إن مجموع الميل الحدي لالستهالك والميل الحدي لالدخار يساوي واحد صحيح‪:‬‬

‫‪MPC+MPS=1‬‬

‫انطالقا من‪:‬‬

‫‪Yd=C+S‬‬

‫‪C= a+MPC Yd‬‬

‫‪Yd= (a+MPC Yd )+S‬‬

‫‪S=Yd - MPC Yd - a‬‬

‫‪S= (1- MPC) Yd – a‬‬

‫ومنه‪:‬‬

‫‪S= – a + (1- MPC) Yd‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‪ :‬توزيع الدخل واالدخار‬

‫حيث يمثل )‪ (1- MPC‬الميل الحدي لالدخار )‪ ،MPS=1- MPC :(MPS‬وعليه‪:‬‬

‫‪MPC+MPS=1‬‬

‫عندما يكون الدخل معدوم )‪ (Yd= 0‬فإن ‪( a=-S‬االستهالك المستقل)‪ ،‬وذلك ألن األفراد سيطلبون سلع‬
‫وخدمات حتى لو كان دخلهم منعدم‪ ،‬فهناك عوامل أخرى غير الدخل تحدد حجم اإلنفاق‪ ،‬كما ذكرنا سابقا‪،‬‬
‫ويكون مصدر تمويل هذا اإلنفاق هو السحب من األرصدة المدخرة التي تشكلت سابقا‪ ،‬وهو ما يفسر‬
‫اإلشارة السالبة لالدخار وهذا داللة على عملية سحب المدخرات ‪.‬‬

‫أما عندما يكون ‪ Yd=C‬يكون ‪ ،S=0‬بمعنى أن األفراد في هذه الحالة سينفقون كل الدخل على السلع‬
‫والخدمات ألن دخلهم ال يكفي إال لهذا الغرض‪ ،‬ومنه سيصبح االدخار منعدم‪.‬‬

‫‪ -6‬عالقة االدخار باالستثمار) ‪: (The relationship between saving and investment‬‬


‫عالقة االدخار باالستثمار عالقة تمويلية‪ ،‬حيث يقوم االدخار بتمويل االستثمار‪ ،‬كما أن االستثمار يحول‬
‫رأس المال المدخر من رأس نقدي إلى رأس مال عيني (حقيقي)‪ ،‬من أجل تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬لذا‬
‫فنجاح أي سياسة استثمارية وتحقيق أهدافها يعتمد على سياسات ادخارية ذات كفاءة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫اإلنتاج وتوسيعه أو المحافظة عليه و هو‬ ‫أوالً‪ -:‬مفهوم االستثمار وأهميته االقتصادية‬
‫اإلضافة إلى الطاقة اإلنتاجية‬
‫المكون الثاني والرئيسي من عناصر‬ ‫يعد االستثمار‬
‫‪ ‬اما تكوين رأس المال فيمثل مجموع االموال‬ ‫الطلب الكلي الفعال المهمة في االقتصاد والمتمثلة ب ـ ‪:‬‬
‫غير المباشرة والوسيطة والتي من خالل دورات‬
‫‪ ( -‬االستهالك ‪ -‬االستثمار – اإلنفاق الحكومي –‬
‫االنتاج وبذل قدر من الوقت تجعل العمل‬
‫صافي التجارة الخارجية ) يعرف االستثمار بأنه ((عملية‬
‫االنساني اكثر انتاجية واقل جهدا‪.‬‬
‫توظيف األموال الفائضة في أدوات ومجاالت استثمارية‬
‫‪ ‬و يحظى موضوع االستثمار بأهمية بالغة من قبل‬ ‫متنوعة بهدف خلق إنتاج جديد أو توسيع اإلنتاج الحالي‬
‫جميع دول العالم المتقدمة منها والنامية على حد‬ ‫وزيادة تكوين رأس المال على مستوى االقتصاد والمجتمع‬
‫قبل صناع الق ارر السياسي‬ ‫سواء السيما من‬ ‫أو لتحقيق زيادة فعلية في الثروة ))‬
‫وذلك لما يحققه من فائض‬ ‫واالقتصادي‬
‫و يعرف ايضاً بأنه (( اإلضافة إلى الطاقة اإلنتاجية أو‬
‫اقتصادي يؤدي إلى زيادة الدخل القومي وزيادة‬
‫اإلضافة إلى رأس المال او استخدام المدخرات في تكوين‬
‫معدالت التنمية االقتصادية وتحقيق الرفاهية‬
‫الطاقات اإلنتاجية الجديدة الالزمة إلنتاج السلع‬
‫االقتصادية واالجتماعية لعموم أفراد المجتمع ‪،‬‬
‫والخدمات وللحفاظ علــى الطاقات اإلنتاجية القائمة‬
‫ولالستثمار أهمية كبيرة من شأنه أن يولد آثار‬
‫وتوسيعها)‬
‫ايجابية على مستوى االقتصاد الوطني من خالل‬
‫توزيع االستثمارات قطاعيا ومكانياً ‪ ،‬والذي يؤدي‬ ‫‪ ‬كما و يمكن أن نميز بين مفهومي االستثمار‬

‫معدالت الدخل الوطني للبلد وتوليد‬ ‫إلى زيادة‬ ‫وتكوين رأس المال‬

‫والى زيادة اإلنتاج ‪ ،‬حيث‬ ‫فرص عمل جديدة‬ ‫فاالستثمار هو التخلي عن أموال يمتلكها الفرد‬ ‫‪‬‬
‫تؤدي زيادة معدالت االستثمار إلى زيادة الطاقة‬ ‫في لحظة زمنية معينة ولفترة من الزمن بقصد‬
‫اإلنتاجية للبلد وبالتالي زيادة الدخل من خالل‬ ‫الحصول على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن‬
‫إلى دوره‬ ‫إضافة‬ ‫عمل مضاعف االستثمار‪.‬‬ ‫القيمة الحالية لألموال المستثمرة وكذلك عن‬
‫االقتصادي كونه‬ ‫في تحريك النشاط‬ ‫البارز‬ ‫النقص المتوقع في قيمتها الشرائية بفعل عامل‬
‫في تحديد معدالت النمو‬ ‫المتغير األهم‬ ‫التضخم ‪ ،‬وعن عامل المخاطرة المرافق للمستقبل‬
‫االقتصادية إضافة إلى إسهامه في دعم الميزان‬ ‫الذي يتم فيه تحصيل هذه التدفقات ‪.‬او هو ذلك‬
‫التجاري وميزان المدفوعات ودعم عملية التنمية‬ ‫الجزء من الدخل غير المستهلك (االدخار) والذي‬
‫االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬حيث يقوم االستثمار‬ ‫يعاد استخدامه في العمليات اإلنتاجية بهدف زيادة‬

‫‪1‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫الطلب الكلي ويختل التوازن بين الطلب الكلي‬ ‫بدور رئيسي في تحديد مستوى النشاط االقتصادي‬
‫والعرض الكلي‪ ،‬بحيث يصبح هناك فائض في‬ ‫ويؤدي التغير في االستثمار إلى تغيرات مضاعفة‬
‫العرض الكلي فيتجه االقتصاد نحو حالة الكساد‪.‬‬ ‫في الدخل الوطني والتوظف كذلك يحدد االستثمار‬
‫سرعة النمو االقتصادي للمجتمع وذلك ألن اتجاه‬
‫‪ ‬يعمل االستثمار على زيادة طاقة البلد اإلنتاجية‬
‫هذا النمو يرتبط ارتباطا وثيقا بتكوين رأس المال‬
‫من خالل انتاجه السلع االنتاجية الجديدة وتطويرها‬
‫والذي يحدد بدوره االستثمار ‪ ،‬وبالرغم من أهمية‬
‫بحيث تكون اكثر كفاءة وانتاجية بمرور الزمن ‪.‬‬
‫االستثمار إال انه الزالت الدول النامية ال تولي‬
‫‪ ‬يتمثل االستثمار باإلنفاق على تكوين االصول‬ ‫األهمية القصوى له بسبب ندرة رأس المال لديها‬
‫االنتاجية كالمواد االولية والمكائن‪ ،‬وفي حالة عدم‬ ‫الناجم عن عدة أسباب والمتمثلة بارتفاع معدالت‬
‫وجود استثمار فال يوجد انتاج او تجديد او صيانة‬ ‫االستهالك ومعدالت النمو السكاني والى انخفاض‬
‫وبالتالي فسوف تندثر المكائن بعد نفاذ عمرها‬ ‫معدالت نمو الدخل الوطني والى ضعف الوعي‬
‫االنتاجي اي دون قدرة انتاجية فتتوقف الحياة‬ ‫االدخاري واالستثماري والى عدم توفر البيئة‬
‫االقتصادية اذ ان االستثمار ينقل اقتصاد اي دولة‬ ‫والمناخ االستثماري المالئم إضافة إلى االستخدام‬
‫من حالة الركود االقتصادي الى حالة الرخاء‬ ‫غير الرشيد لرأس المال المتاح‪ .‬ويمكن بيان اهمية‬
‫االقتصادي‪.‬‬ ‫االستثمار من الناحية االقتصادية بمجموعة من‬

‫‪ ‬يعمل االستثمار على تنشيط االقتصاد القومي‬ ‫بمجموعة من‬ ‫تكمن وتتجسد‬ ‫التي‬ ‫النقاط‬

‫ويؤثر بشكل كبير على الدخل القومي الذي هو‬ ‫المكاسب وكاالتي ‪-:‬‬

‫تابعاً لالستثمار والعالقة طردية بينهم حيث مع‬ ‫‪ ‬االستثمار عملية اقتصادية يستخدم لمواجهة‬
‫زيادة االستثمار يزداد الدخل والعكس صحيح‬ ‫الزيادة في الطلب الكلي نتيجة الزيادة في عدد‬
‫فضال عن تأثيره على المدخرات التي ستصبح‬ ‫السكان وتحسن الدخل والمستوى المعاشي للسكان‬
‫مكدسة في البنوك ويصبح سعر الفائدة صفر‬
‫ّ‬ ‫وصوالً الى امتالك‬ ‫وتلبية الحاجات الضرورية‬
‫ويختل التوازن في االقتصاد القومي اذ يزداد‬ ‫السلع الكمالية ومن بينها الرحالت السياحية‪ ،‬وهذا‬
‫الطلب على السلع االستهالكية دون انتاج مقابل‬ ‫يتطلب تحقق المزيد من االستثمارات لزيادة القدرة‬
‫لها‬ ‫االنتاجية لسد الحاجة المتزايدة في الطلب الكلي‪.‬‬

‫‪ ‬يعمل االستثمار على تعظيم ثروة المستثمر‬ ‫مهما من عناصر‬ ‫ولكون االستثمار عنص ار‬

‫وتحقيق المزيد من االرباح وتحقيق الرفاهية‬ ‫ففي حالة توقف االستثمار يقل‬ ‫الطلب الكلي‬

‫‪2‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫االستهالك‬ ‫‪Income‬‬ ‫الدخل‬ ‫‪‬‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬اضافة الى كونه ضمانة لإلنسان‬
‫‪Saving‬‬ ‫االدخار‬ ‫‪consumption‬‬ ‫بعد بلوغه سن التقاعد وان ينفق امواله اما عن‬
‫االقتراض ‪Borrowing‬‬ ‫طريق االستهالك او االدخار واالستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬يمثل الدخل مجموع عوائد عناصر االنتاج خالل‬ ‫‪ ‬يعد االستثمار من اهم العوامل المحددة للتنمية‬
‫فترة زمنية معينة عادة تكون سنة ويكون على‬ ‫االقتصادية واالساس لعملية التنمية االقتصادية‬
‫شكل صورة نقدية ‪ ،‬وعناصر االنتاج تتمثل بـ (‬ ‫السيما للبلدان النامية التي تسعى للنهوض لتلحق‬
‫االرض وعائدها الريع – راس المال وعائدها‬ ‫بركب العالم المتقدم من خالل تحقيق المزيد من‬
‫الفائدة – العمل وعائده االجر – التنظيم وعائده‬ ‫االستثمارات ‪ ،‬كذلك فأن االستثمار يدعم التجارة‬
‫الربح )‬ ‫الخارجية وميزان المدفوعات ويحقق فوائض في‬
‫الصادرات تدعم التنمية االقتصادية وتوفر االموال‬
‫االستهالك واالدخار‬ ‫وينقسم الدخل الى‬ ‫‪‬‬
‫لمزيد من االستثمارات للتطور نحو األفضل‬
‫‪Income= consumption+ Saving‬‬
‫‪ ‬إن األهمية االقتصادية لالستثمار في المجتمع ال‬
‫‪ ‬حيث يعرف االستهالك بأنه استخدام حجم معين‬
‫تأتي من خالل االستثمار اإلنتاجي المادي فقط‬
‫من السلع والخدمات من خالل الطلب المدعوم‬
‫بل من خالل اآلثار االجتماعية لالستثمار اذ‬
‫بقوة شرائية‬
‫يوفر المزيد من فرص العمل ومعالجة البطالة ‪،‬‬
‫‪ ‬ويعرف االدخار على انه ذلك الفائض من الدخل‬ ‫وفي مجال البحث العلمي والمعرفة والصحة‬
‫بعد االنفاق االستهالكي بحيث يوجه الى نوع آخر‬ ‫والتعليم‪ ،‬أي في مجال االستثمار في رأس المال‬
‫وهو ما يطلق عليه باالنفاق‬ ‫من االنفاق‬ ‫البشري وبالتالي يخلص البلد من التقاليد البالية‬
‫االستثماري ويعد االدخار من المصادر االساسية‬ ‫ويصبح أكثر انفتاحاً من الناحية االجتماعية‪.‬‬
‫التنمية‬ ‫لعملية‬ ‫الالزمة‬ ‫االستثمارات‬ ‫لتمويل‬
‫‪ ‬ثانياً‪ -:‬عالقة االستثمار ببعض المفاهيم‬
‫االقتصادية‬
‫االقتصادية‬
‫‪ ‬اذن فأن الدخل = االستهالك ‪ +‬االستثمار‬
‫‪ ‬ان لالستثمار صلة وثيقة بمجموعة من المفاهيم‬
‫‪Income= consumption+ Investment‬‬ ‫‪‬‬ ‫االقتصادية من اهمها‪-:‬‬

‫‪ ‬وبناءا على ذلك نتوصل الى ان‬

‫االدخار= االستثمار ‪Saving = Investment‬‬

‫‪3‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫كفاية‬ ‫معينة بهدف تغطية أوجه اإلنفاق لعدم‬ ‫وكذلك يمكننا بيان حالة التوازن والالتوازن بين‬
‫الدخل‬ ‫عمليتي االستثمار واالقتراض‬

‫‪ ‬ثالثاً‪ -:‬أنواع االستثمار اقتصادياً‬ ‫ال نقدياً يحرص على زيادته من اجل‬
‫‪ ‬ان للفرد دخ ً‬
‫تلبية رغباته واحتياجاته وتحقيق أقصى مستوى‬
‫‪-1‬االستثمار الحقيقي و االستثمار المالي ‪ :‬ويقصد‬
‫ممكن من اإلشباع وذلك ما يتطلب منه استهالك‬
‫باالستثمار الحقيقي هو التوظيف الذي يتحقق من‬
‫هذا الدخل أو جزء منه ‪ ،‬فإذا تساوى دخله مع‬
‫شراء وبيع أو استخدام األصول اإلنتاجية التي تعمل‬
‫استهالكه تماماً حينئذ انه في حالة توازن ‪ ،‬أما إذا‬
‫على زيادة السلع والخدمات بشكل فائض مما يزيد من‬
‫لم يتساويا يحقق حالة الال توازن ‪ .‬ونظ اًر الن‬
‫الناتج القومي اإلجمالي ‪ ،‬أما االستثمار المالي ال‬
‫االفراد يتفاوتون في دخولهم النقدية كما أن لكل‬
‫ينتج عنه زيادة حقيقية في إنتاج السلع والخدمات وإنما‬
‫منهم نمطاً معيناً في استهالك السلع والخدمات ‪،‬‬
‫يتم من خالل نقل ملكية وسائل اإلنتاج واألموال‬
‫فان حالة التوازن هي االستثناء ‪ ،‬وحالة الال توازن‬
‫المستثمرة من مستثمر آلخر والمتمثلة بشراء تكوين‬
‫هي القاعدة وبالتالي يتولد اما عجز او فائض‬
‫رأسمال موجود‪ ،‬كاألسهم والسندات وشهادات اإليداع‬
‫والذي بدوره تتضح العالقة الوثيقة التي تربط بين‬
‫واذونات الخزينة مما يعمل على تحقيق إيرادات‬
‫عمليتي االستثمار واالقتراض‪.‬‬
‫ووفورات مالية ‪.‬‬
‫‪ ‬ففي حالة تساوي الدخل مع االستهالك يكون الفرد‬
‫‪-2‬االستثمار المولد أو المحفز واالستثمار المستقل (‬
‫في حالة توازن أما اذا لم يتساويا يكون الفرد في‬
‫التلقائي )‪ :‬يتعلق االستثمار المولد أو المحفز بصورة‬
‫حالة الال توازن فاذا كان الدخل اكبر من‬
‫مباشرة بالدخل أو الطلب الكلي حيث يرتبط هذا النوع‬
‫االستهالك سيولد بدوره فائض وهذا الفائض‬
‫ارتباطا داليا بالدخل فعند الزيادة في الطلب الكلي سيزداد‬
‫سيوجه إلى االدخار والتي توجه نحو االستثمار‬
‫الدخل واإلنفاق مما يحفز المنشآت على توسيع طاقتها‬
‫اإلنتاجية لمواجهة الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي ويكون‬ ‫‪ ‬اما اذا كان الدخل اقل من االستهالك سيواجه‬
‫له تأثي ار مضاعفا على مجمل الفعاليات االقتصادية‪ ،‬أي‬ ‫الفرد حالة عجز مما يضطره الى تغطية هذا‬
‫سيحدث توسع تراكمي لالقتصاد وهنا يصبح االستثمار‬ ‫العجز عن طريق االقتراض والذي يعرف على انه‬
‫المولد موجبا وبالعكس في حالة انخفاض الطلب الكلي‬ ‫عملية اخذ مبالغ من المال من االفراد والبنوك‬
‫يصبح سالبا ‪ ،‬أما االستثمار المستقل عندما تكون الزيادة‬ ‫مقابل التعهد بأعادة هذه المبالغ خالل مدة زمنية‬
‫في االستثمار مستقلة عن الدخل او الطلب الكلي حيث‬

‫‪4‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫خارج النظام النقدي والمالي‬ ‫وأدواتها االستثمارية‬ ‫يرتبط بعوامل مستقلة كإدخال تقنيات جديدة وتطوير موارد‬
‫وتتم هذه‬ ‫والقانوني للدولة المستثمرة‬ ‫واالقتصادي‬ ‫جديدة ونمو السكان والقوى العاملة إضافة إلى السياسة‬
‫االستثمارات إما بشكل مباشر وهو استثمار حقيقي طويل‬ ‫االستثمارية الحكومية‬
‫األجل في أصول إنتاجية أو أن يكون غير مباشر أو ما‬
‫يمثل‬ ‫‪-3‬االستثمار الصافي واالستثمار االحاللي ‪:‬‬
‫يسمى باالستثمار في األوراق المالية هو استثمار مالي‬
‫االستثمار الصافي اإلضافات إلى رصيد رأس المال‬
‫قصير األجل‬
‫الحقيقي‪ ،‬أما االستثمار االحاللي يمثل ما يتم تخصيصه‬
‫‪ -6‬االستثمارات اإلستراتيجية و استثمارات البنية‬ ‫لمواجهة العوامل التي تؤثر على حجم الرصيد الفعلي لرأس‬
‫األساسية‪ :‬وهذا النوع من االستثمارات اإلستراتيجية يأخذ‬ ‫المال والناتجة عن الهالك أو االندثار أو التقادم في رأس‬
‫صفتين األولى دفاعية لحماية المشاريع االستثمارية التي‬ ‫المال الحقيقي‪ .‬ويمثل مجموعهما االستثمار اإلجمالي ‪.‬‬
‫تواجه مسيرة التطور والثانية هجومية لما تتميز به‬
‫‪-4‬االستثمار العام واالستثمار الخاص ‪ :‬ويقصد‬
‫المشاريع االستثمارية من تقدم تكنولوجي تجعلها في‬
‫باالستثمار العام أن يتم اإلنفاق من قبل الدولة بهدف تنمية‬
‫المقدمة ‪ .‬أما المقصود بأستثمارات البنية األساسية فهي‬
‫واالجتماعية للبلد في تحقيق مستوى‬ ‫البنية االقتصادية‬
‫االستثمارات في مجال المصلحة العامة كمشاريع الطرق‬
‫التوظف الكامل واستقرار المستوى العام لألسعار ولدعم‬
‫والجسور واالتصاالت وكافة المرافق العامة‬
‫القطاع الخاص أيضا لسد الفجوة الحاصلة في إنفاقه‬
‫واالستثمارات‬ ‫‪-7‬االستثمارات في الموارد البشرية‬ ‫االستثماري ‪ ،‬أما المقصود باإلنفاق الخاص فيتمثل في‬
‫االجتماعية ‪ :‬ويعد االستثمار في الموارد البشرية نوع‬ ‫اإلنفاق من قبل األفراد والمنشآت الخاصة بهدف الربح‬
‫مهم من أنواع االستثمار يركز على الثروة البشرية ويقوم‬ ‫بشكل أساسي و تكون معظم هذه االستثمارات قصيرة‬
‫على أساس التنمية البشرية في إعداد وتدريب أفراد‬ ‫األجل‬
‫المجتمع ورفع المستوى التعليمي والمهني ليكونوا أداة فاعلة‬
‫ويقصد‬ ‫‪-5‬االستثمار المحلي واالستثمار األجنبي‪:‬‬
‫في سياسة التنمية االقتصادية للدولة ‪.‬أما االستثمارات‬
‫باالستثمار المحلي جميع الفرص المتاحة لالستثمار في‬
‫االجتماعية فيقصد بها االستثمارات التي تستهدف زيادة‬
‫داخل السوق المحلية واإلقليمية للبلد بغض النظر عن‬
‫الرفاهية االجتماعية لألفراد ‪.‬‬
‫حيث يتم تمويل هذه‬ ‫طبيعتها وأدواتها االستثمارية‬
‫‪ -8‬االستثمار الثابت واالستثمار في المخزون ‪ :‬ويقصد‬ ‫االستثمارات من قبل المدخرات الوطنية‪ .‬أما االستثمار‬
‫به االستثمار في تكوين رأس المال الثابت أي كل ما‬ ‫األجنبي أو الخارجي فيعني جميع الفرص المتاحة‬
‫يضاف إلى األصول بهدف التوسيع والمحافظة على‬ ‫لالستثمار في األسواق األجنبية بغض النظر عن طبيعتها‬

‫‪5‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫وسياسات ضريبية مشجعة تتضمن إعفاءات ضريبية لمدة‬ ‫الطاقة اإلنتاجية فهنالك استثمارات تولد زيادة مباشرة في‬
‫معينة يتم إخضاع الدخول المتآتية من االستثمار بعدها‬ ‫الطاقة اإلنتاجية كإنشاء المباني والمصانع وعمليات‬
‫إلى الضريبة وتوافر فرص استثمارية مناسبة في ظل‬ ‫االستصالح الزراعي‪ ،‬واستثمارات تولد زيادة غير مباشرة‬
‫اقتصاد يتسم بالرخاء والنمو االقتصادي ووجود ادخارات‬ ‫في الطاقة اإلنتاجية كالمشاريع االستثمارية في البنى‬

‫ووعي ادخاري واستثماري َ‬


‫بعد االدخار مصدر التمويل‬ ‫االرتكازية ‪ ،‬والنوع األخير من االستثمارات ال تولد أي‬
‫لالستثمار ووجود أسواق مالية كفوءة يسهل تداول األوراق‬ ‫زيادة في الطاقة اإلنتاجية بنوعيها وهي االستثمارات في‬
‫المالية فيها ‪،‬إضافة إلى وجود جهاز ادراي كفوء إلدارة‬ ‫مشاريع إنشاء النصب التذكارية والمتاحف‪ .‬أما االستثمار‬
‫وتنظيم االستثمارات وجذبها‪.‬‬ ‫في المخزون فهو يمثل اإلضافة في المخزون السلعي من‬
‫مواد أولية أو نصف مصنعة أو نهائية الصنع لتسهيل‬
‫حيث تعد فوائض الدخول‬ ‫ولالستثمار عدة متطلبات‬
‫العمليات اإلنتاجية وعدم توقفها وبالتالي إذا كانت قيمة‬
‫النقدية سواء لدى االفراد او المنظمات بمثابة المصدر‬
‫المخزون في نهاية السنة اكبر من أول السنة يكون‬
‫االساسي لالستثمار‪ ،‬ولكن هذا ليس كافياً لكي ينشط‬
‫االستثمار موجبا حيث يتم استخراج صافي المخزون‬
‫حركة االستثمار ‪ ،‬بل البد من أن يرافق ذلك توفر‬
‫السلعي والذي يمثل قيمة التغيير في قيمة المخزون من‬
‫مجموعة اخرى من العوامل تخلق الدافع لدى أصحاب هذه‬
‫خالل طرح المخزون السلعي أخر المدة من أول المدة ‪.‬‬
‫الفوائض لتحويلها الى استثمارات ‪ ،‬وهذا يتطلب ما يلي ‪:‬‬
‫رابعاً‪ -:‬البيئة االستثمارية‬
‫‪- 1‬توفر درجة عالية من الوعي االستثماري لدى‬
‫المواطنين لكي يتولد لدى المدخرين حس استثماري‬ ‫ويقصد بها البيئة التي تتوافر فيها جميع مستلزمات‬
‫يجعلهم يقدرون المزايا المترتبة على توظيف مدخراتهم‬ ‫االستثمار والتي على أساسها يتم اتخاذ القرار االستثماري‬
‫في شراء أصول منتجة وليس تجميدها ومن الممكن‬ ‫من قبل المستثمر‪ ،‬ويرتبط مفهوم البيئة االستثمارية‬
‫تناقص قيمتها الشرائية مع الزمن بفعل التضخم ‪ ،‬كما‬ ‫بالمناخ االستثماري والذي يقصد به مجموعة من األطر‬
‫يؤدي هذا الوعي الى كسر حاجز الرهبة من المستقبل‬ ‫المؤسسية والنظم االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫لدى المدخرين وحثهم على قبول قدر معقول من‬ ‫والقانونية المؤثرة في الق اررات االستثمارية والتي يكون‬
‫مخاطرة االعمال سعياً وراء الحصول على عوائد تزيد‬ ‫تأثيرها ايجابيا أو سلبيا في المشروع االستثماري‪ ،‬حيث‬
‫قيمة مدخراتهم‪.‬‬ ‫االستثمار إلى بيئة تتوفر فيها مقومات نجاح‬ ‫يحتاج‬
‫المستثمر في حسن االختيار للفرص االستثمارية المتاحة ‪،‬‬
‫البد من توفر المناخ االجتماعي والسياسي‬ ‫‪2‬‬
‫ومن ابرز هذه المقومات استقرار سياسي واقتصادي وأمني‬
‫المناسب لالستثمار وذلك لتوفير حد أدنى من‬
‫وتشريعات مالية وقانونية مشجعة تسهل عملية االستثمار‬

‫‪6‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫قيمة رأس المال األصلي المستثمر في المشروع (األصول‬ ‫االمام يشجع المدخرين على تقبل المخاطرة‬
‫الحقيقية ) وتوفير مستوى مناسب من السيولة لضمان‬ ‫المصاحبة لالستثمار‪ .‬ولعل من أبرز مظاهر هذا‬
‫تغطية متطلبات العملية اإلنتاجية للمشروع ‪.‬وينخرط‬ ‫مقننة تحمي حقوق المستثمرين‬
‫المناخ وجود قوانين ّ‬
‫أصحاب األعمال والشركات في االستثمار بهدف تحقيق‬ ‫وغيرها‪.‬‬
‫الربح ‪ ،‬لذلك نجد أن أهم القوى‬ ‫مردودات وافرة من‬ ‫‪ -3‬وجود سوق مالي كفء ّ‬
‫وفعال يوفر المكان‬
‫االقتصادية التي تحدد االستثمار هي اإليرادات التي يتم‬ ‫والزمان المناسبين للجمع بين رغبة المدخرين في‬
‫جنيها من جراء ذلك االستثمار من خالل الطلب على‬ ‫استثمار اموالهم‪ ،‬ورغبة المقترضين في الحصول‬
‫الناتج الذي يتم الحصول عليه من المشروع االستثماري‬ ‫على هذه االموال‪ ،‬سوق يوفر للمستثمرين تشكيلة‬
‫والتي تتأثر بصفة أساسية بأوضاع دورة النشاط‬ ‫منوعة من أوجه االستثمار من حيث االداة والعائد‬
‫االقتصادي ‪ ،‬وتكاليف االستثمار التي تتحدد من خالل‬ ‫والمخاطرة‪ .‬كما يوفر للمقترضين مصادر تمويل‬
‫‪ ،‬وكذلك التوقعات‬ ‫أسعار الفائدة والسياسة الضريبية‬ ‫منوعة تهيئ لكل منهم اختيار المصدر المناسب‬
‫فاالستثمار غالبا ما يكون تطلعاً للمستقبل‬ ‫المستقبلية‬ ‫من حيث االداة والتكلفة والمخاطرة‪.‬‬
‫فعندما تعتمد محددات االستثمار على أحداث مستقبلية‬
‫‪ -4 ‬وجود فئة نشطة من صانعي االسواق‬
‫يصعب التنبؤ بها والتي ترافق المشروع االستثماري الذي‬
‫‪ Market Makers‬ويقصد بهم مجموعة الوسطاء‬
‫يحاول أن يحقق إيرادات تفوق التكاليف للبقاء في السوق‬
‫بشقيها الوكالء ‪ Dealers‬والسماسرة ‪Brokers‬‬
‫من جهة والتي تواجه االقتصاد ككل من جهة أخرى لذلك‬
‫تكون من أكثر المكونات تقلبا في إجمالي االستثمار‪.‬‬ ‫خامساً‪ -:‬اهداف ومحددات االستثمار‬

‫وهنالك عددا من الظروف والمتغيرات االقتصادية التي‬ ‫لقد أصبح الهدف األساسي من االستثمار في هذا‬

‫تحدد حجم ونشاط االستثمار وهذه المحددات تمتاز‬ ‫العصر تعظيم ثروة المستثمر في ضوء التطور الذي‬

‫بشموليتها وتأثيرها المباشر على المستثمر والسوق‬ ‫حصل في الفكر المالي والنظرية المالية‪ ،‬إذ يقع ضمن‬

‫وهي كاآلتي ‪-:‬‬ ‫ذلك تحقيق األرباح الذي يعد هدف تقليدي للمستثمرين‪،‬‬
‫أي تحقيق اكبر عائد بأقل درجة من المخاطر وإلى إنعاش‬
‫‪ ‬يعد توافر االئتمان المصرفي عامال محددا ومؤث ار‬
‫االقتصاد وزيادة الرفاهية وتوظيف األموال للحصول على‬
‫على االستثمار لدعم وتشجيع االستثمار‪.‬‬
‫العائد للمستثمر يحفزه على االستمرار في مشروعه‬
‫‪ ‬مدى توافر النقد األجنبي لمتطلبات العملية‬ ‫االستثماري و زيادة العائد وتنميته واستم اررية الحصول‬
‫اإلنتاجية والخدمية التي يتم استيرادها من الخارج‪.‬‬ ‫على الدخل والعمل على زيادته‪ .‬وكذلك المحافظة على‬

‫‪7‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫‪The‬‬ ‫‪Principle‬‬ ‫‪of‬‬ ‫المقارنة‬ ‫مبدأ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬مدى توافر االستقرار السياسي واالقتصادي للبلد‬
‫‪Comparability‬‬ ‫لكونهما من العوامل المهمة في تهيئة مناخ‬
‫استثماري مناسب‪.‬‬
‫‪The Principle of‬‬ ‫‪ ‬مبدأ الموضوعية‬
‫‪Objectivity‬‬ ‫‪ ‬سعر الفائدة والكفاية الحدية لرأس المال والتقدم‬
‫التكنولوجي للدولة ودرجة المخاطر تُعد من‬
‫‪ ‬مبدأ الموائمة او المالئمة ‪The Principle of‬‬
‫العوامل المهمة التي توثر على القرار االستثماري‪.‬‬
‫‪Relevance‬‬
‫عالمياً ُيعد من العوامل‬ ‫‪ ‬تقلبات أسعار النفط‬
‫‪The Principle of‬‬ ‫‪ ‬مبدأ توزيع االخطار‬
‫المهمة والمؤثرة ‪ ،‬فعند ارتفاع العوائد النفطية‬
‫‪:distribution of Risks‬‬
‫سيؤدي إلى توفير تخصيصات اكبر من قبل‬
‫يعتبر هذا مبدأ االختيار ‪The Principle of‬‬ ‫الدولة على المشاريع التنموية ‪،‬مما لها األثر في‬
‫‪ Choice‬االكثر أهمية بين مبادئ االستثمار‪،‬‬ ‫جميع مفاصل المجتمع وبالتالي على االستثمار‬
‫ويترجمه المستثمر عملياً عندما يختار من بين‬
‫سادسا ‪ :‬مبادئ االستثمار ‪:‬‬
‫مجاالت وادوات االستثمار المتاحة – المجال واالداة‬
‫المناسبين لرغبته وميوله التي يحددها ما يعرف‬ ‫تتسم الفوائض النقدية لدى االفراد او المنظمات‬ ‫‪‬‬
‫بمنحنى التفضيل ‪ Preference Curve‬ويتحدد‬ ‫بسمة الندرة‪ ،‬لذا تتنافس على توظيف هذه‬
‫شكله بمجموعة من العوامل أهمها ‪ :‬دخله‪ ،‬وعمره‪،‬‬ ‫الفوائض فرص استثمارية متعددة تفرض على‬
‫ووظيفته وكذلك حالته االجتماعية والصحية‪ .‬ويقوم‬ ‫المستثمر اختيار ما يناسبها من خالل عملية‬
‫مفهوم منحنى تفضيل المستثمر على فرض ان لكل‬ ‫مفاضلة تأخذ بعين االعتبار مجموعة من العوامل‬
‫مستثمر نمط تفضيل معين يحدد درجة اهتماماته تجاه‬ ‫أهمها ‪ :‬معدل العائد المتوقع على االستثمار ‪،‬‬
‫العناصر االساسية في قرار االستثمار وهي‪ :‬معدل‬ ‫درجة المخاطرة ‪ ،‬السيولة‪ ،‬تكلفة الفرصة البديلة‬
‫العائد على االستثمار‪ ،‬ودرجة المخاطرة‪ ،‬والسيولة‬ ‫لكل بديل من البدائل االستثمارية المتاحة‪ ،‬وبذلك‬
‫‪ ...‬الخ‪ .‬وبناء عليه تتحدد أولوية هذه العناصر لديه‪.‬‬ ‫يتوصل المستثمر الى اتخاذ ق ارره االستثماري من‬
‫فاذا وضع المستثمر معدل العائد على رأس أولوياته‬ ‫خالل توفر مجموعة من المبادئ المتعارف عليها‬
‫فانه يفضل حينئذ استثمار امواله في شراء سندات‬ ‫في عالم االستثمار منها‪:‬‬
‫طويلة االجل‪ ،‬بينما لو وضع عامل السيولة على رأس‬
‫مبدأ االختيار ‪The Principle of Choice‬‬ ‫‪‬‬
‫االولويات‪ ،‬فانه يفضل حينئذ استثمارها اما في سندات‬

‫‪8‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫وفي الرغبة بالقيام به وتحمل كلفته الى ان تتحقق‬ ‫قصيرة االجل‪ ،‬او في حساب توفير في البنك‪ .‬لكن اذا‬
‫أهدافه االنتاجية وخلق فرص العمل ‪ .‬وهناك عدد من‬ ‫كان ميل المستثمر الى تفضيل مجال استثماري معين‬
‫العوامل المؤثرة في البيئة االستثمارية على المستوى‬ ‫عن مجال آخر مرتبطاً بعامل نفسي او سيكولوجي‪،‬‬
‫الجاذبة‬ ‫(العوامل‬ ‫منها‬ ‫االيجابية‬ ‫االقتصادي‬ ‫فان ذلك ال يعني ان يترك المستثمر لهذا الميل فرصة‬
‫لالستثمار) واخرى سلبية (العوامل الطاردة لالستثمار)‬ ‫التحكم المطلق في توجيه استثماراته‪ ،‬بل عليه ان‬
‫تشكل بمجموعها مالمح البيئة االستثمارية في‬ ‫يدخل عامالً موضوعياً في عملية اتخاذ ق ارره‬
‫االقتصاد القومي والتي تم ذكرها سابقاً والمتمثلة‬ ‫االستثماري يقوم على الموازنة بين معدل العائد‬
‫باالستقرار السياسي واالمني واالستقرار االقتصادي‬ ‫المتوقع ودرجة المخاطرة المتوقعة ليصل الى تحديد ما‬
‫يعرف بمعدل العائد المرجح على االستثمار‪ ،‬ودرجة‬
‫ومعدالت اسعار الفائدة ومستوى الدخل القومي‬
‫المخاطرة المرجحة‪ ،‬وعن طريقهما يتمكن من المفاضلة‬
‫ومعدالت التضخم النقدي والحوكمة االلكترونية‬
‫بين البدائل االستثمارية‪.‬‬
‫واالنفتاح االقتصادي‬

‫أما عن المخاطرة فهي تعد عنص اًر مالزماً لالستثمار أياً‬


‫ويمكن تبويب المخاطرة تبويبات مختلفة على أسس‬
‫كان مجاله وذلك لصعوبة توفر شرطين مهمين معاً في‬
‫متباينة ‪ ،‬فحسب النوع تبوب مخاطر االستثمار الى ‪:‬‬
‫عملية االستثمار وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مخاطرة أعمال‪،Business Risk‬‬
‫‪ ‬ان تكون التدفقات النقدية المتوقعة من االستثمار‬
‫‪ ‬ومخاطرة مالية ‪، Financial Risk‬‬
‫مؤكدة تماماً من حيث القيمة والكمية‪.‬‬
‫‪ ‬ومخاطرة سيولة ‪. Liquidity Risk‬‬
‫‪ ‬وان يكون توقيت استالم هذه التدفقات مؤكداً تماماً‬
‫أما حسب توقيت حدوثها الى‪:‬‬ ‫ايضاً‪.‬‬
‫ويتفاوت المستثمرون في مدى استعدادهم لتحمل هذه‬
‫‪ ‬مخاطر منتظمة ‪،Systematic Risks‬‬
‫المخاطرة‪ ،‬اذ ان مصلحة كل منهم ان يخفض درجة‬
‫‪Non Systematic‬‬ ‫‪ ‬ومخاطر غير منتظمة‬
‫المخاطرة في استثماره الى حدها االدنى ‪ .‬وتنشأ‬
‫‪.Risks‬‬
‫فتبوب الى‪:‬‬ ‫المخاطرة عن حالة عدم التأكد المحيطة بالبيئة‬
‫أما من حيث أسبابها ّ‬
‫االستثمارية ‪ Investment Environment‬للسوق‬
‫‪ ‬مخاطر سوقية ‪،Market Risks‬‬
‫او المناخ االستثماري ‪Investment Climate‬‬
‫‪ ‬ومخاطر غير سوقية ‪. Non Market Risks‬‬
‫والتي تعرف( المخاطرة ) على انها‪ :‬مجموع العوامل‬
‫التي تؤثر في فرصة وربحية االستثمار ومخاطره ‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫الدكتورة آمال خدادمية‬ ‫‪ -‬ااالستثمار ‪-‬‬ ‫محاضرة ‪ :80‬النشاط االقتصادي و العمليات االقتصادية ( االنتاج – االستثمار )‬

‫فيمكن أن تحوي أسهم عادية منخفضة السعر الى جانب‬ ‫وتعرف المخاطر السوقية او يطلق عليها مصطلح‬
‫اسهم ممتازة مرتفعة السعر‪ .‬ويطبق المستثمر في تنويع‬ ‫المخاطر العادية بأنها ‪ :‬المخاطر التي ترتبط أسبابها‬
‫محفظته على مبدأ توزيع االخطار‬ ‫بشكل عام بظروف السوق المالي‪ ،‬وتنعكس آثارها‬
‫على أسعار أدوات االستثمار فيه على شكل تقلبات‬
‫سعرية صعوداً وهبوطاً‪ ،‬ويتميز هذا النوع من المخاطر‬
‫بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تكون درجة المخاطرة منخفضة نسبياً‪.‬‬


‫‪ ‬تكون منتظمة في حدوثها‪ ،‬ويمكن حدوثها في‬
‫مواسم معينة ودورات سوقية معينة‪.‬‬
‫‪ ‬ألنها مرتبطة بظروف السوق المالي بشكل عام‬
‫فمن الصعب تجنبها‪.‬‬
‫أما المخاطر غير السوقية والتي هي من النوع غير‬
‫العادي على عكس المخاطر السوقية ‪ ،‬اذ انها تحدث في‬
‫أوقات غير منتظمة‪ ،‬وألسباب خارجة عن ظروف السوق‬
‫المالي ‪ ،‬لذا ال يمكن التنبؤ بحدوثها‪ ،‬وفي حالة حدوثها‬
‫تسبب آثار جسيمة على اسعار أدوات االستثمار‪.‬‬

‫ويطبق مبدأ توزيع االخطار في الواقع العملي باتباع ما‬


‫يعرف باستراتيجية التقسيم التناسبي للسوق‪ ،‬أي بتوزيع‬
‫أموال المحفظة االستثمارية بنسب مختلفة على مجاالت‬
‫استثمارية مختلفة‪ ،‬تتفاوت فيما بينها سواء من حيث معدل‬
‫العائد المتوقع على االستثمار‪ ،‬ام من حيث درجة‬
‫المخاطرة‪.‬‬

‫أداة هامة من أدوات‬ ‫وتعد المحفظة االستثمارية‬


‫االستثمار وهي اداة مركبة ألنها تتألف من أصلين او‬

‫أكثر‪ ،‬تختلف من حيث النوع فيمكن ان تحوي أصالً‬


‫حقيقياً كالعقار وأصل مالي كالسند‪ .‬ومن حيث الجودة‬

‫‪10‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪:(The‬‬ ‫أوال‪ -‬التبادل)‪exchange‬‬


‫لم يكن التنظيم االقتصادي للبشرية في بدايات نشأته كما هو عليه اليوم اقتصادا نقديا مبنيا على المبادلة‬
‫النقدية‪ ،‬فالنقود لم تكن يوما ما موجودة‪ ،‬وكان ذلك يعكس حالة التنظيم االجتماعي واالقتصادي لمختلف‬
‫التجمعات البشرية البدائية‪ ،‬فلم يكن االقتصاد في مرحلة معينة يقوم على التبادل‪.‬‬

‫مع تزايد وتنوع الحاجات غير المتناهية لألفراد‪ ،‬واختالف طاقة اإلنتاج من جماعة ألخرى) حسب‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬مؤهالت خاصة‪ ،‬عوامل طبيعية‪ ) .....‬بدأ االهتمام بالتخصص وتقسيم العمل وضرورة االنتقال من‬
‫نمط اإلنتاج البدائي البسيط إلى نمط اإلنتاج الموسع‪ ،‬مما ساهم في ظهور نشاط التبادل) التبادل السوقي(‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم التبادل(‪:(The concept of exchange‬‬

‫إن عمليةة التبةادل عمليةة اجتماعيةة بتبيعتهةا‪ ،‬يقصةد بهةا االنتقةال اإلرادي لملكيةة السةلع والخةدمات المتحصةل‬
‫عليها من النشةاط االقتصةادي‪ ،‬فهةو عمليةة وسةيتية بةين التوزيةع واالسةتهال‪ ،،‬إذ تسةم للمتعةاملين االقتصةاديين‬
‫بتبادل المنافع والحصول على مداخيل يتم توجيهها لتغتية احتياجاتهم‪.‬‬
‫كما يعرف التبادل على كونه عملية استبدال الفةائ مةن اإلنتةاج ( الفةائ مةن الحاجةة) مقابةل سةلع أخةرى‪ ،‬هةه‬
‫األخيرة تمثل حاجات يرغب بها ولكنها متوفرة لدى الغير‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية التبادل)‪:(The importance of exchange‬‬


‫تكمن أهمية التبادل فيما يلي‪:‬‬

‫تمكين المنتجين من بيع جميع السلع والخدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تمكين المستهلكين من استعمال السلع التي يريدون الحصول عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سير الدورة االقتصادية)التيارات السلعية والنقدية( بين مختلف المتعاملين االقتصاديين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على المستوى االجتماعي واالقتصادي لفئات المجتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد درجة تلبية السلع لحاجات األفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معرفة القنوات المختلفة للتوزيع ومدى قدرتها على إيجاد اقتصاد وطني متكامل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد نوعية العالقة بين المتعاملين االقتصاديين ودرجة االرتباط بينهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬موضوع وح ّيز التبادل)‪: (Subject and scope of exchange‬‬

‫أ‪-‬المبادلة بضاعة‪-‬بضاعة(اإلنتاج الطبيعي)‪ :‬وهو ما اصتل على تسميته باالقتصاد التبيعي أو المقايضة‪،‬‬
‫إذ أصبحت الوحدة االقتصادية تعرف فائضا في منتجات معينة‪ ،‬وفي المقابل لديها عجز في بع المنتجات‬
‫نتيجة التخصص وتقسيم العمل وهو ما أدى إلى ظهور المبادلة ما بين الوحدات االقتصادية التي اتخهت شكل‬
‫التبادل البسيط ( سلعة مقابل سلعة)‪.‬‬
‫ومن ميزات نظام المقايضة‪:‬‬
‫‪ ‬تزامن عمليتي البيع والشراء في الوقت نفسه مما يعني عدم وجود فاصل زمني بين العمليتين‪.‬‬
‫‪ ‬لم يكن هنا‪ ،‬تمييز واض بين البائع والمشتري أو بين المنتج والمستهلك‪ ،‬لكن بعد زيادة التخصص‬
‫في اإلنتاج وتقسيم العمل بين األفراد تمخ عنه زيادة في كمية السلع المنتجة وتباين أنواعها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫في مرحلة الحقة‪ ،‬أصب نظام المقايضة عاجزا وغير مجد عمليا وغير كاف لتسهيل عملية الحصول على‬
‫السلع والخدمات نظرا للصعوبات الكثيرة التي صاحبت نظام المقايضة‪ ،‬ويمكن حصر أهم هه الصعوبات في‬
‫الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬صعوبة االهتداء أو الرجوع إلى نسبة مبادلة السلع ببعضها البع ‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة توافق رغبات المتبادلين‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة خزن السلعة بسبب تعرضها إلى التلف السريع وانخفاض قيمتها‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة توافق رغبات األفراد خاصة مع زيادة عددهم وتنوع حاجات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم قابلية بع األنواع من السلع للتجزئة ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر أداة صالحة الختزان القيم‪ ،‬أي أن الفرد ال يستتيع االحتفاظ بثروته المتمثلة في السلعة‪ ،‬في نفس‬
‫الوقت إذا أراد شخص أن يدخر جزءا من إنتاجه الجاري لمواجهة ما يحمله المستقبل من ظروف طارئة أو‬
‫مبادلته بقيم أخرى عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر وسيلة للدفع المؤجل‪ ،‬ففي سوق المقايضة ال يوجد طريقه للتسديد إال عن طريق السلعة العينية‬
‫التي استخدمت كواستة إلبراء الهمم بين الدائن والمدين‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تقدير السلع المعدة للتبادل نظرا لعدم وجود وحدة حساب مشتركة أو أداة لقياس قيم السلع‬
‫المتداولة‪ ،‬أي عدم وجود وحدة حساب عامة ومشتركة يقاس بها أثمان السلع والخدمات المتداولة في األسواق‪.‬‬
‫هه الصعوبات‪ ،‬السابقة الهكر‪ ،‬كانت الدافع للبحث عن وسةيلة تمكةن اإلنسةان مةن إتمةام مبادالتةه بكةل يسةر‬
‫فجاءت مرحلة االقتصاد النقدي(سيتم التوسع في هها الموضوع الحقا)‪.‬‬

‫ب‪-‬المبادلة بضاعة‪-‬نقد‪-‬بضاعة(إنتاج المبادلة البسيطة)‪ :‬خالل هه المرحلة بدأ المنتج الهي يملك وسائل‬
‫إنتاج محدودة في بيع السلع التي ينتجها‪ ،‬واستخدام المدخول المتحصل عليه لشراء سلع أخرى يقوم باستعمالها‬
‫إما إل شباع حاجاته النهائية أي استهالكها نهائيا أو في اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي فعملية التبادل البسيتة تتمثل في‬
‫التخلي عن السلعة في مقابل النقود‪ ،‬ثم التخلي عن النقود مقابل السلع (سلعة ــــــــــــــ نقود ـــــــــــــــ سلعة)‪.‬‬

‫ج‪-‬المبادلة نقد‪-‬بضاعة‪-‬نقد( إنتاج المبادلة الرأسمالية )‪ :‬مع تتور الحرفيين من منتجين إلى أرباب عمل‪،‬‬
‫أضحت عملية التبادل تتم من خالل دورة رأسمال المنتج‪ ،‬وذلك على مراحل ثالثة هي‪:‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى‪ :‬يقوم صاحب الرأسمال باستخدامه في شراء قوى اإلنتاج (قوة العمل‪ ،‬وسائل اإلنتاج)‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬تستخدم وسائل اإلنتاج وقوة العمل في إنتاج سلعة معينة‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬يقوم المنتج ببيع السلع التي ينتجها في السوق ليحصل على مقابل نقدي يتضمن الرب‬
‫والهي يكون أكثر من الرأسمال النقدي الهي تخلى عنه في المرحلة األولى‪.‬‬
‫وبالتةالي يتمثةل اإلنتةاج فةةي عمليةة المبادلةة الرأسةمالية بةةالتخلي عةن النقةود فةي مقابةةل السةلعة والتخلةي عةن‬
‫السلعة مقابل النقود (نقود ــــــــــــ سلعة ــــــــــــــ نقود)‪.‬‬

‫د‪-‬المبادلة نقد‪-‬نقد‪ :‬تتورت الشركات من الناحية االقتصادية والقانونية في االقتصاديات المعاصرة‪،‬‬


‫وأصبحت شركات أموال" مساهمة "أسهمها متروحة في األسواق المالية للتعامل من طرف المتعاملين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬وذوي رؤوس األموال الضخمة لتصب العالقة نقود مقابل نقود أكثر‪ ،‬كما أن الدولة أصبحت‬
‫تترح األسهم والسندات لبيعها‪ ،‬وذلك بإتباع إجراءات مختلفة في السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫ثانيا‪ -‬عملية االستهالك‪Consommation:‬‬


‫يعتبر االستهال‪ ،‬استعمال السلع والخدمات في إشباع الحاجات والرغبات‪ ،‬وهو ضروري لحماية وجود‬
‫اإلنسان وبقائه على وجه األرض‪ ،‬وتحقيق رفاهيته وسعادته‪ ،‬عرف االستهال‪ ،‬تتورات نظرية هامة بفضل‬
‫علماء االقتصاد‪ ،‬وأبرز من وظف هها المصتل هو االقتصادي اإلنجليزي "كينز" الهي وضع أسس النظام‬
‫االقتصادي الجديد بعد األزمة االقتصادية العالمية عام ‪ ،1929‬في كتابه المشهور "النظرية العامة للعمل والفائدة‬
‫والنقود"‪ ،‬حيث حلل العالقة بين إجمالي االستهال‪ ،‬للعائالت ومستوى الدخل الوطني في إطار ختته الرامية إلى‬
‫تشغيل اليد العاملة بفضل إنعاش االستثمار‪ ،‬وقد اتبع االقتصاديون نهجه في دراستهم من خالل التركيز على‬
‫توزيع الدخل الوطني بين االستهال‪ ،‬من جهة وبين االدخار من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم االستهالك‪:‬‬
‫االسةةتهال‪ ،‬هةةو هةةدف النشةةاط االقتصةةادي والمحةةر‪ ،‬لةةه نتيجةةة تةةأثير الةةديناميكي علةةى اإلنتةةاج‪ ،‬فهةةو عمليةةة‬
‫اقتصادية تمكن األفراد من إشباع حاجات األعوان االقتصاديين سـواء كانوا أفراد مسةتهلكين نهةائيين‪ ،‬مؤسسةات‬
‫إنتاجية‪ ،‬هيئات رسمية أو شبه رسمية‪ ،‬وعليه فهةو االسةتخدام النهةائي للسةلع والخةدمات بغةرض إشةباع الحاجةات‬
‫والرغبات‪.‬‬
‫كما يعرف االسةتهال‪ ،‬بـةـهلك "الجةزء المسةتقتع مةن الةدخل والةهي يمكةن إنفاقةه علةى شةراء السةلع والخةدمات‬
‫إلشباع حاجات ورغبات المستهلك"‪ ،‬وهو أيضا "الفعل المتحقق من قبل الفةرد فةي شةراء أو اسةتخدام أو االنتفةاع‬
‫من منتج أو خدمة متضمنة عدد من العمليات الههنية واالجتماعية التي تقود إلى تحقيق ذلك الفعل"‪.‬‬
‫تبعا لما سبق ذكر ‪ ،‬يأخه مفهوم االستهال‪ ،‬عدة دالالت وخصائص يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يعتبر االستهال‪ ،‬جزء من الدخل؛‬


‫‪ ‬يرتبط االستهال‪ ،‬بوجود اإلنسان واستمرارية الحياة؛‬
‫‪ ‬يتمثل االستهال‪ ،‬في اإلشباع الحالي للحاجات والرغبات؛‬
‫‪ ‬االستهال‪ ،‬هو الغاية النهائية من األنشتة االقتصادية؛‬
‫‪ ‬يرتبط االستهال‪ ،‬بشكل عضوي باإلنتاج وهو ضروري الستمرارية الدورة اإلنتاجية؛‬
‫‪ ‬االستهال‪ ،‬أحد مكونات الدخل القومي؛‬
‫‪ ‬يعاكس مفهوم االستهال‪ ،‬مفهوم االدخار‪ ،‬فاألول يمثل استهالكا حاضرا‪،‬أما الثاني فيعد استهالكا مؤجال‬
‫إلى وقت آخر‪.‬‬
‫أما مضمون االستهال‪ ،‬فيمكن إيجاز فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬السلع الدائمة( المادية)‪ :‬هي تلك السلع التي تستهلك عدة مرات‪ ،‬مثل‪ :‬المالبس‪.‬‬
‫‪ ‬السلع غير الدائمة(غير مادية)‪ :‬وهي تلك السلع التي تستهلك مرة واحدة‪ ،‬مثل‪ :‬األكل أو األطعمة‪.‬‬
‫‪ ‬السلع التجارية‪ :‬هي السلع التي تغتي خدمات اإلنتاج‪ ،‬مثل تكاليف اإلنتاج ومصاريف النقل‪.‬‬
‫‪ ‬السلع غير التجارية‪ :‬وهي تلك السلع التي ال تغتي خدمات اإلنتاج‪ ،‬مثل اإلدارة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬سلع المبادلة‪ :‬هي سلع تغتي خدمات اإلنتاج‪ ،‬ألنه يتم الحصول عليها عن طريق السوق‪ ،‬وتغتي تكلفةة‬
‫جماعية غير اإلنتاج والفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬سلع غير المبادلة‪ :‬وهي تلك التي ال تغتي تكلفة اإلنتاج‪ ،‬مثل‪ :‬الدخول إلى حديقة عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬تصنيف االستهالك)‪( Consumption classification‬‬
‫يمكن التمييز بين عدة أنواع من االستهال‪ ،‬بالنظر إلى المعايير التي تستخدم في ذلك‪ ،‬والتي يمكن ايجازها‬
‫على سبيل الهكر ال الحصر فيما يلي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪ -1-2‬حسب الغرض من االستخدام‪:‬‬


‫أ) االستهالك النهائي‪ :‬وهو استعمال اإلنتاج النهائي من السلع و الخدمات االستهالكية لسد حاجات األفراد‬
‫أو الجماعات‪ ،‬أي التمتع باإلنتاج إلشباع أغراض القتاع العائلي‪.‬‬
‫ب) االستهالك الوسيط‪ :‬وهو إعادة استخدام جزء من السلع والخدمات في العملية اإلنتاجية‪ ،‬فهو استهال‪،‬‬
‫غير مباشر‪ ،‬كاستهال‪ ،‬المواد نصف مصنعة في إنتاج سلعة أخرى‪ ،‬استخدام الفاكهة في صناعة المربى‬
‫والعصائر وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2-2‬من حيث اعتماده على الدخل‪:‬‬
‫أ) االستهالك المستقل عن مستوى الدخل( باالستهالك التلقائي)‪ :‬وهو ذلك الجزء من االستهال‪ ،‬الهي ال‬
‫يرتبط بالدخل الشخصي للمستهلك‪ ،‬والهي ال بد إن يحصل عليه حتى وان كان دخله معدوما‪ ،‬وذلك إما‬
‫بالسحب من مدخراته إن وجدت أو باالقتراض‪ ،‬بمعنى أنه يمثل الحد األدنى من االستهال‪ ،‬الضروري لبقاء‬
‫الشخص على قيد الحياة‪.‬‬
‫ب) االستهالك المعتمد على مستوى الدخل‪ :‬وهو ذلك الجزء من االستهال‪ ،‬الهي يرتبط بدخل المستهلك‬
‫في عالقة طردية‪ ،‬فكلما زاد دخله زاد مستوى استهالكه‪ ،‬والعكس صحي ‪.‬‬

‫‪-3-2‬على أساس طريقة إشباع الحاجات والرغبات‪:‬‬

‫أ)االستهالك الفردي‪ :‬وهو االستهال‪ ،‬الهي يخص شخصا أو فردا بعينه‪ ،‬حيث يأخه النزعة الفردية في‬
‫إشباع الحاجات والرغبات‪ ،‬كالغهاء واللباس‪.‬‬
‫ب) االستهالك الجماعي‪ :‬المقصود به استخدام أفراد المجتمع الخدمات التي يقدمها القتاع الحكومي بمقابل‬
‫أو بدون مقابل‪ ،‬فهو يتعلق بعملية إشباع الحاجات والرغبات العامة الخاصة بالمجتمع ككل‪ ،‬حيث تشتر‪،‬‬
‫فئة كبيرة أو جميع أفراد المجتمع في هها النوع من االستهال‪ ،‬مثل األمن‪ ،‬الصحة‪ ،‬والتعليم وغيرها‪.‬‬

‫‪ -4-2‬االستهالك السلعي واالستهالك الخدمي‪:‬‬


‫أ) االستهالك السلعي‪ :‬يخص كل المواد ذات التبيعة المادية الملموسة‪ ،‬والتي يمكن لألفراد االنتفاع بها‬
‫إلشباع حاجاتهم ‪ ،‬ومن أمثلتها األطعمة‪ ،‬السيارة‪...،‬إلخ‪.‬‬

‫ب) االستهالك الخدمي‪ :‬يتعلق باألشياء غير المادية التي ينتفع بها األفراد‪ ،‬ومن أمثلتها خدمة النقل‪،‬‬
‫التعليم‪....،‬‬

‫‪ -2‬محددات االستهالك)‪:( Determinants of consumption‬‬


‫يتأثر مستوى االستهال‪ ،‬بعديد من المتغيرات االقتصادية وغير االقتصادية‪ ،‬ومن أهم هه العوامل ما يلي‪:‬‬
‫أ) المحددات االقتصادية لالستهالك‪:‬‬
‫‪ ‬المستوى العام لألسعار‪ :‬يؤدي التضخم إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار‪ ،‬وهو ما يعني انخفاض‬
‫استهالكهم‪ ،‬والعكس‬ ‫القدرة الشرائية للمواطنين في حالة ثبات دخولهم النقدية‪ ،‬مما يؤدي إلى تخفي‬
‫بالعكس‪ ،‬وعليه فالعالقة ما بين االستهال‪ ،‬والمستوى العام لألسعار هي عالقة عكسية‪.‬‬
‫‪ ‬الدخل‪ :‬يعتبر الدخل من أهم المحددات األساسية التي تؤثر على االستهال‪ ،‬والعكس صحي ضمن‬
‫عالقة طردية بين الدخل والتلب‪.‬‬
‫وإذا لم يكن للفرد أي دخل تحت تصرفه قصد تحقيق رغبة االستهال‪ ،‬لجأ إلى االستعانة باآلخرين أو بيع‬
‫أو التنازل عن ممتلك من ممتلكاته‪ ،‬ولقد قام ميلتون فريدمان بتفسير العالقة بين الدخل واالستهال‪ ،‬عندما‬
‫أكد بأن االستهال‪ ،‬العائلي يتحدد بنسبة كبيرة بمستوى الدخل المتوقع الحصول عليه للفترة المقبلة أو‬
‫‪4‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫بالدخل المتاح‪ ،‬فإذا كان هنا‪ ،‬انخفاض في دخل اليعني ذلك التقليل في استهال‪ ،‬بل اللجوء إلى االستدانة‬
‫والعكس إذا ا زاد الدخل ال يعني ذلك الزيادة في االستهال‪ ،‬بل يخصص ذلك الجزء إلى االدخار‪.‬‬
‫‪ ‬سعر الفائدة‪ :‬إن دخل الفرد المتاح للتصرف فيه يقسم عادة ما بين االدخار واالستهال‪ ،،‬حيث أن زيادة‬
‫أحدهما تؤدي إلى نقصان اآلخر‪ ،‬وألن سعر الفائدة من أهم محددات االدخار فهو يلعب الدور ذاته بالنسبة‬
‫لالستهال‪ ،،‬حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة سيغري األفراد لتخصيص جزء أكبر من دخولهم لالدخار‪ ،‬وهو‬
‫ما يعني انخفاض االستهال‪ ،،‬أما انخفاض أسعار الفائدة فسيجعل من عملية االدخار غير مرغوب فيها‪،‬‬
‫وهو ما يزيد من حجم االستهال‪ .،‬وعليه‪ ،‬فالعالقة ما بين سعر الفائدة واالستهال‪ ،‬هي عالقة عكسية‪،‬‬
‫حيث أن ارتفاع سعر الفائدة يؤدي إلى التقليل من االستهال‪ ،‬الحالي‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ ‬الثروة‪ :‬وهي مجموع ما يكتنز ‪ ،‬يدخر ويمتلكه األفراد سواء كانت ماال أو عقارا أو أي شيء آخر‪،‬‬
‫والتي تعد تمويال لنفقاتهم االستهالكية‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيلة السلع والخدمات‪ :‬سيتصرف المستهلك بدخله استنادا لما يتوفر له من سلع وخدمات متنوعة‪،‬‬
‫فإذا زاد الدخل ولم يجد المستهلك عرضا وفيرا من السلع والخدمات فإنه يضتر لالدخار‪ ،‬لهلك‬
‫فاالستهال‪ ،‬يتأثر بالعرض‪ ،‬أما إذا قابل زيادة الدخل تنويع في تشكيلة السلع والخدمات المعروضة فإن هها‬
‫سيؤدي حتما لزيادة مستوى االستهال‪.،‬‬

‫ب) المحددات غير اقتصادية لالستهالك‪:‬‬

‫‪ ‬العقيدة الدينية‪ :‬والمقصود بها تعاليم الدين وتنظيمه لالستهال‪ ،‬بمنع اإلسراف والتوسط في اإلنفاق‪،‬‬
‫وتحريمه لكل ما هو ضار بالفرد‪ ،‬وهو ما يدعو إليه الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬السياسة المالية المنتهجة من قبل الدولة‪ :‬للضرائب تأثير سلبي على االستهال‪ ،‬من حيث أنها تؤثر‬
‫على ثروة ودخل األشخاص مما يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على القدرة الشرائية للفرد‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكارات‪ :‬كلما ظهرت سلع أو أنماط استهالكية جديدة كلما حفزت األشخاص على االستهال‪ ،‬خاصة‬
‫عن طريق االبتكارات التسويقية‪.‬‬
‫‪ ‬العادات والتقاليد االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬نمط توزيع الدخل بين أفراد المجتمع( تميل التبقات الفقيرة‪ ،‬مقارنة بالغنية منها‪ ،‬إلى االستهال‪ ،‬أكثر‬
‫من االدخار النخفاض دخولها)‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف االجتماعية والطبيعية واالقتصادية المحيطة باإلنسان( أزمة الصحية الكوفيد ‪ ،19‬الكوارث‬
‫التبيعية‪ ،‬الركود االقتصادي‪.)...‬‬
‫‪ ‬عوامل أخرى ال ترتبط بدخل الفرد إال أنها تأثير على االستهال‪ ،‬كتوقعات األسعار والدخل‪ ،‬التقليد‬
‫والمحاكاة‪ ،‬األذواق‪ ،‬الميل لالدخار ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لالستهالك الكلي( مستوى المجتمع) فانه يتأثر باإلضافة إلى العوامل السابقة بعدد السكان‬
‫ومتوسط االستهالك الفردي‪ ،‬حيث أنه كلما زاد عدد السكان ومتوسط االستهال‪ ،‬الفردي يرتفع حجم االستهال‪،‬‬
‫والعكس صحي ‪.‬‬

‫‪ -3‬العالقة بين الدخل واالستهالك)‪:(The relationship between consumption and income‬‬

‫يرتبط االستهال‪ ،‬بعالقة عضوية مع الدخل‪ ،‬وذلك أن االستهال‪ ،‬يتوقف بالدرجة األولى على هها األخير‬
‫الهي يعتبر من الناحية المالية جزء منه‪ ،‬فالدخل هو العامل الرئيسي المؤثر على االستهال‪.،‬‬
‫وتتحدد العالقة بين الدخل واالستهال‪ ،‬من خالل مؤشرين وهما‪:‬‬
‫‪ ‬الميل المتوسط لالستهالك)‪:)Average propensity to consume((APC‬‬

‫‪5‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫وهو النسبة التي يمثلها االستهال‪ ،‬الجاري من الدخل المتاح‪ ،‬ويمكن حسابه بالعالقة الرياضية التالية‪:‬‬
‫‪APC= C/Yd‬‬
‫حيث أن‪ C :‬االستهال‪ ،‬الجاري‪ Yd ،‬الدخل المتاح الممكن التصرف فيه‪ ،‬مع العلم أن قيمة هها الميل‬
‫محصورة ما بين الصفر والواحد‪ ،‬وهي في تناقص‪.‬‬
‫‪ ‬الميل الحدّي لالستهالك )‪:)Marginal propensity to consume((MPC‬‬
‫وهو التغير الهي يترأ على االستهال‪ ،‬نتيجة للتغير الهي حدث في الدخل‪ ،‬بمعنى أنه يمثل نسبة الزيادة في‬
‫االستهال‪ ،‬الناتجة عن زيادة الدخل بوحدة واحدة‪ ،‬ويمكن تمثيله بالعالقة اآلتية‪:‬‬
‫‪MPC= ΔC/ ΔYd=𝒅C/𝒅Yd‬‬
‫وهو محصور بين الصفر والواحد( حسب كينز)‪ ،‬ويميل إلى الثبات في األجل القصير‪.‬‬

‫فهنا‪ ،‬عالقة مباشرة بين الدخل واالستهال‪ ،‬سواء على مستوى الفرد الواحد أو على مستوى المجتمع ككل‪ ،‬ومن‬
‫الناحية الرياضية يمكن التعبير عن هه العالقة من خالل دالة االستهال‪.،‬‬
‫‪ -7‬دالة االستهالك)‪: (Consumption function‬‬
‫يعد المفكر االقتصادي" كينز "أول من أشار إلى أن اإلنفاق االستهالكي يعتمد بصورة أساسية على‬
‫مستوى الدخل الجاري‪ ،‬كما أشار إلى أن اإلنفاق االستهالكي يتجه للزيادة مع كل زيادة في الدخل‪ ،‬بحيث‬
‫تكون زيادة االستهال‪ ،‬أقل من إجمالي الزيادة في الدخل طالما أن هنا‪ ،‬جزء من الدخل يوجه لالدخار‪.‬‬
‫ويمكن توضي العالقة الدالية بين االستهال‪ ،‬والدخل وفق نظرية كينز من خالل الصيغة اآلتية‪:‬‬
‫‪C= f(y) =a+b yd‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ = a ‬االستهال‪ ،‬المستقل عن الدخل أو االستهال‪ ،‬التلقائي‪ ،‬ويتحدد هها الجزء من االستهال‪ ،‬بعوامل‬
‫أخرى غير الدخل المتاح كالثروة‪ ،‬المدخرات السابقة‪ ،‬االستدانة وغيرها‪ ،‬بمعنى اخر االستهال‪ ،‬المستقل‬
‫هو قيمة االستهال‪ ،‬عندما يكون الدخل المتاح مساويا للصفر‪ ،‬مع العلم أن ‪.0 a‬‬
‫‪ = (MPC)) b ‬الميل الحدي لالستهال‪ ،‬وهو ثابت حسب كينز(‪.)0b 1‬‬
‫‪ = b yd ‬االستهال‪ ،‬التابع أو االستهال‪ ،‬المستحث‪ ،‬إذ يكون تابعا للدخل‪ ،‬بمعنى انه يتغير بتغير الدخل‪.‬‬

‫يتض من الدالة السابقة‪ ،‬أن عالقة االستهال‪ ،‬بالدخل في األجل القصير حسب كينز هي عالقة ختية‪ ،‬أي أن‬
‫تغير االستهال‪ ،‬بالزيادة والنقصان أو االنتقال من نقتة إلى أخرى على نفس منحنى االستهال‪ ،‬يرجع إلى تغير‬
‫الدخل الجاري وفي نفس االتجا ( أنظر الشكل في أسفله)‪.‬‬

‫التمثيل البياني لدالة االستهالك‬

‫‪6‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النشاط االقتصادي والعمليات االقتصادية‪ :‬التبادل‪ ،‬االستهالك‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫وافترض كينز عند صياغة دالة االستهال‪ ،‬أن الميل المتوسط في تناقص‪ ،‬بينما يتزايد الميل المتوسط لالدخار‪،‬‬
‫وأن الدخل المتاح يتكون من عنصرين أساسين هما االستهال‪ ،‬واالدخار(‪ ،)S‬أي أن‪.Y= C + S :‬‬
‫ورغم التأييد الهي صاحب هه النظرية‪ ،‬والقبول العام الهي حضيت به ما بين الحربين العالميتين‪ ،‬إال أنها‬
‫خضعت لعدة دراسات وتجارب أبرزها تلك التي قام االقتصادي األمريكي كوزنتس(‪ )S.Kuznets‬منه سنة‬
‫‪ ،1989‬والتي تبين من خاللها أن الميل المتوسط لالستهال‪ ،‬يميل إلى الثبات في المدى التويل‪ ،‬لكن في المدى‬
‫القصير فإنه تميز باالنخفاض في فترات التوسع واالرتفاع في فترات االنكماش‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬المؤسسات االقتصادية ‪:‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة‬ ‫الحصة األولى‬
‫نجوى‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعد المؤسسة االقتصادية الهيكل القائم والمحرك األساسي لكل نشاط اقتصادي باعتبارها النواة األساسية فيه‪ ،‬كما‬
‫أنها تعبر عن عالقات اجتماعية‪ ،‬كون العملية اإلنتاجية تتضمن مجموعة من العناصر البشرية متعاملة فيما بينها‬
‫من جهة والعناصر المادية وعناصر أخرى معنوية من جهة ثانية‪ ،‬كما يشمل تعاملها المحيط الذي تتواجد به‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المؤسسة القتصادية‪:‬‬

‫المالحظ أنه ال يوجد تعريف جامع للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬وهذا راجع لجملة من األسباب أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬التطور الذي شهدته المؤسسة االقتصادية في طرق تنظيمها وأشكالها القانونية‪.‬‬


‫‪ ‬تعدد أنشطة المؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬التمايز األيدولوجي لألنظمة االقتصادية( الرأسمالية‪ ،‬االشتراكية)‪.‬‬
‫ولعل من التعاريف التي أصبح يشوبها القصور والنقص نتيجة النقاط السالفة الذكر‪ ،‬ونتيجة الواقع السائد في‬
‫زمن المفكرين الدين جادوا بهذه التعاريف‪:‬‬
‫‪ ‬التعريف األول‪ " :‬المؤسسة هي الوحدة التي تجمع فيها وتنسق العناصر البشرية والمادية للنشاط‬
‫االقتصادي" (‪)M . TRUCHY‬‬

‫يالحظ من هذا التعريف أن الباحث يعتبر المؤسسة عبارة عن وحدة إنتاجية‪ ،‬وهذا ما يتنافى مع واقع‬
‫المؤسسات حاليا‪ ،‬حيث توجد العديد من المؤسسات تتكون من عدة وحدات‪ ،‬وتتوزع في أمكنة مختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬التعريف الثاني‪ " :‬تتكون المؤسسة الرأسمالية من عدد كبير من العمال يعملون في نفس الوقت تحت إدارة‬
‫نفس رأس المال‪ ،‬وفي نفس المكان‪ ،‬من أجل إنتاج نفس النوع من السلع"(‪)K.Marx‬‬

‫يالحظ من هذا التعريف أن المؤسسة تستعمل عدد كبير من العمال‪ ،‬وتنتج نفس النوع ة من السلع‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتنافى مع الواقع الذي نجد به عدد كبير من المؤسسات المصغرة والصغيرة‪ ،‬كما هناك العديد من المؤسسات من‬
‫تنتج عدة أنواع من المنتجات‪.‬‬

‫‪ ‬التعريف الثالث‪ " :‬المؤسسة هي منظمة تجمع أشخاصا ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس أموال‬
‫وقدرات من أجل إنتاج سلعة‪ ،‬والتي يمكن أن تباع بسعر أعلى مما تكلفة" (‪)F. PEROUX‬‬

‫يالحظ من التعريف السابق أنه أشمل من التعاريف السابقة‪ ،‬إال أنه لم يتطرق إلى الناحية القانونية للمؤسسة‪،‬‬
‫والتي تطرق إليها" ليبريتون )‪ (M.Lebreton‬حيث يعرف المؤسسة على أنها‪" :‬كل شكل تنظيم اقتصادي‪،‬‬
‫مستقل ماليا‪ ،‬والذي يقترح نفسه إلنتاج سلع أو خدمات للسوق"‪ .‬ورغم أن هذا التعريف يبرز نقطة هامة وهي‬
‫نقطة االستقاللية المالية للمؤسسة‪ ،‬إال أنه يحدد نشاط المؤسسة في أحد العنصرين‪ :‬سلع أو الخدمات‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتنافى مع العديد من المؤسسات التي تنتج سلع وتقدم خدمات معا‪.‬‬

‫كمحصلة حاصل لما ذكر سابقا‪ ،‬يمكن األخذ بالتعريف التالي للمؤسسة‪ ،‬فهي" كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا‬
‫في إطار قانوني عي واجتماعي معين‪ ،‬هدفه دمج عوامل اإلنتاج من أجل اإلنتاج وتبادل سلع و‪ /‬أو خدمات مع‬
‫أعوان اقتصاديين آخرين‪ ،‬بغرض تحقيق نتيجة مالئمة‪ ،‬وهذا ضمن شروط اقتصادية تختلف باختالف الحيز‬
‫المكاني والزماني الذي توجد فيه‪ ،‬و تبعا لحجم ونوع نشاطه"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬المؤسسات االقتصادية ‪:‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة‬ ‫الحصة األولى‬
‫نجوى‬

‫‪ -1‬خصائص المؤسسة االقتصادية‪:‬‬


‫تتميز المؤسسات االقتصادية بجملة من الخصائص‪ ،‬يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة وحدة لإلنتاج‪ :‬تكون المؤسسة مهيكلة على أساس قوانين وإجراءات خاصة‪ ،‬ويقصد بكونها وحدة‬
‫لإلنتاج أنها عون اقتصادي وذلك كون وظيفتها األساسية تكمن في إنتاج السلع والخدمات قصد تبادلها في‬
‫السوق من أجل تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة مركز لتوزيع المداخيل‪ :‬تعد المؤسسة المكان الذي يتم فيه توزيع العوائد على عوامل اإلنتاج كل‬
‫حسب مساهمته فيه ( األجور‪ ،‬األرباح‪ ،‬مستحقات اإليجار‪ ،‬الفوائد‪.)...‬‬
‫‪ ‬المؤسسة منظمة اجتماعية‪ :‬تعتبر المؤسسة مكان للعمل الجماعي من اجل إلى تحقيق أهداف المؤسسة‬
‫وذلك بالتعاون والتنسيق في إطار احترام وقيم المؤسسة‪ ،‬حيث يقضي اغلب العمال ثلث أو أكثر من حياتهم‬
‫فيها ‪ ،‬مما يؤدي إلى مجموعة من السلوكيات‪ :‬محبة‪ ،‬أمل‪ ،‬رضا‪ ،‬خيبة‪ ......‬لذا يحاول المسير التكيف مع‬
‫االختالفات في اتجاهات العمال وأفكارهم وإيديولوجياتهم من اجل تحقيق أهداف المؤسسة بأكبر فعالية‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة كمجموعة إنسانية‪ :‬لكل مؤسسة تاريخ وتقاليد وقوانين وأفكار وأعمال مشتركة نوعا ما من‬
‫طرف كل األعضاء وهذا النظام المتضمن قيم أعضاء المؤسسة يمثل هويتها وثقافتها قصد إعداد مشروعها‪.‬‬
‫ومع ظهور مفهوم ثقافة المؤسسة عرف" بريلمان" المؤسسة سنة ‪ 1990‬بأنها" منظمة حية متكونة من عاملين‬
‫منظمين حسب هيكل متميز ومزودة بثقافة خاصة تكمن في مجموعة قيم‪ ،‬معارف عادات وإجراءات متراكمة‬
‫مع الزمن"‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة مركز القرارات االقتصادية‪ :‬تقوم المؤسسة بدور هام في أداء االقتصاد إذ أنها تمثل مركز‬
‫القرارات االقتصادية وذلك فيما يخص نوع وكمية منتجات وأسعارها‪،‬التوزيع‪...‬إلخ‪ .‬هذه القرارات تمثل‬
‫اختيارات اقتصادية تتعلق بكيفية استعمال الموارد المالية والمادية المحدودة قصد تحقيق أهداف المؤسسة‬
‫بفعالية قصوى‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة كنظام‪ :‬كل مؤسسة مكونة من أقسام مستقلة‪ ،‬مجمعة حسب هيكل خاص بها‪ ،‬كما أنها تملك حدودا‬
‫تمكنها من تحديدها وتفصلها عن المحيط الخارجي‪ ،‬ولهذا يمكن النظر إليها كنظام مفتوح ألنها تعتبر كوحدة‬
‫متكاملة قائمة على أساس العالقات والتبادالت بين مختلف مكوناتها وأجزائها‪ ،‬وتتكيف بوعي مع تغييرات‬
‫المحيط بفعل القرارات المتخذة من طرف مسيريها‪ ،‬وبواسطة نشاطات أعضائه‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف المؤسسة االقتصادية‪:‬‬
‫تسعى المؤسسات االقتصادية إلى تحقيق العديد من األهداف إليها من خالل القيام بنشاطاتها‪ ،‬والتي يمكن‬
‫إيجازها العناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬األهداف االقتصادية‪ :‬تتمثل أهم األهداف االقتصادية للمؤسسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق الربح‪ :‬يعتبر الربح من أهم المعايير الدالة على وضعية المؤسسة اقتصاديا‪ ،‬نظرا إلى حاجة هذه‬
‫األخيرة إلى األموال من أجل تحقيق االستمرارية في النشاط و النمو‪ ،‬حيث أن تحقيق الربح يسمح بتوسيع‬
‫نشاطات المؤسسة وتجديد التكنولوجيات المستعملة وتسديد الديون‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق متطلبات المجتمع‪ :‬إن تحقيق المؤسسة للنتائج المسطرة يمر حتما عبر بيع منتجاتها وتغطية تكاليفها‪،‬‬
‫فهي بذلك تحقق طلبات المجتمع‪ ،‬و ذلك من خالل إنتاج سلع معتدلة الثمن وكذا تلبية حاجات المستهلكين بأثمان‬
‫معقولة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬المؤسسات االقتصادية ‪:‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة‬ ‫الحصة األولى‬
‫نجوى‬

‫‪ ‬عقلنة اإلنتاج ‪ :‬يسمح االستعمال العقالني و الرشيد لعوامل اإلنتاج بعقلنة اإلنتاج‪ ،‬ورفع إنتاجية تلك‬
‫العوامل بواسطة التخطيط الجيد والدقيق لإلنتاج والتوزيع‪ ،‬باإلضافة إلى مراقبة عملية تنفيذ هذه الخطط‬
‫والبرامج‪ ،‬وهو ما يسمح بتحقيق رضا المستهلكين‪ ،‬تدني التكاليف مقابل زيادة األرباح‪.‬‬
‫‪ ‬االستقالل االقتصادي‪ :‬وذلك بتقليل الواردات و زيادة الصادرات من اإلنتاج المحلي‪ ،‬وهو ما يحسن من‬
‫رصيد الميزان التجاري وبالتالي ميزان مدفوعات الدولة‪ ،‬ما يضمن دخال معتبرا من العملة الصعبة يدعم‬
‫احتياطات الصرف للدولة‪.‬‬

‫ب‪ -‬األهداف االجتماعية‪ :‬تتمثل األهداف االجتماعية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬امتصاص البطالة بخلق مناصب شغل وضمان مستوى مقبول من األجور‪.‬‬


‫‪ ‬التأثير على األجور بسبب قوة استقطاب اليد العاملة و تحويل العمال إلى قطاع معين‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة أنماط استهالكية معينة‪ ،‬وذلك بتقديم منتجات جديدة بواسطة التأثير على أذواق المستهلك عن طريق‬
‫اإلشهار والدعاية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين متواصل لوضع العمال) الوضع المالي‪ ،‬ظروف وشروط العمل‪ ،‬المنح‪ ،‬المواصالت‪ ،‬الترقية‪،‬‬
‫العطل‪ ،‬التكوين‪ ،‬االستقرار‪.)...‬‬
‫‪ ‬توطيد العالقات المهنية واالجتماعية بين العاملين وتنمية روح المسؤولية والمبادرة في العمل‪.‬‬
‫‪ ‬توفير تأمينات ومرافق للعمال‪ ،‬مثل التأمين الصحي‪ ،‬التأمين ضد حوادث العمل‪ ،‬التقاعد‪...‬الخ‪ ،‬فضال عن‬
‫المرافق العامة مثل التعاونيات االستهالكية والمطاعم‪...‬‬

‫ج‪ -‬األهداف الثقافية والرياضية‪:‬‬

‫تتعلق هذه األهداف بالجانب التكويني و الترفيهي‪ ،‬ومن بينها‪ :‬توفير وسائل ترفيهية وثقافية) المسرح‪،‬‬
‫المكتبات ‪،‬الرحالت( مع تدريب العمال المبتدئين ورسكلة القدامى‪ ،‬وكذا تخصيص أوقات للرياضة‪ .‬هذه العناصر‬
‫تعد جد مفيدة في االستعداد للعمل والتحفيز‪ ،‬مواكبة التطورات التقنية‪ ،‬وتحسين الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬

‫د‪ -‬األهداف التكنولوجية أدى التطور العلمي والتقني المستمر تزامنا مع التحرير االقتصادي إلى اهتمام‬
‫المؤسسات‪:‬‬

‫‪ ‬البحث والتطوير‪ :‬وذلك بتوفير إدارة أو مصلحة خاصة بعملية تطوير الوسائل والطرق اإلنتاجية علميا‪،‬‬
‫وترصد لهذه العملية مبالغ قد تزداد أهمية لتصل إلى نسبة عالية من األرباح‪ ،‬ويمثل هذا البحث نسبة عالية من‬
‫الدخل الوطني في الدول المتقدمة وخاصة في السنوات األخيرة‪ ،‬إذ تتنافس المؤسسات فيما بينها على الوصول‬
‫إلى أحسن طريقة إنتاجية وأحسن وسيلة تؤدي إلى التأثير على اإلنتاج ورفع المردودية اإلنتاجية في المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ ‬مساندة ودعم السياسة الوطنية للبحث والتطوير التكنولوجي‪ :‬تساهم المؤسسات في تنفيذ الخطة التنموية‬
‫المسطرة من طرف الدولة في مجال البحث والتطوير‪ ،‬من خالل إقامة نظام وطني لالبتكار القائم على التنسيق‬
‫بين مختلف الجهات من مؤسسات البحث العلمي‪ ،‬جامعات ومؤسسات اقتصادية وغيرها كالمجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -3‬تصنيف المؤسسات االقتصادية‪:‬‬

‫تأخذ المؤسسات االقتصادية عدة أشكال ذلك تبعا للمعيار المعتمد في تصنيفها‪ ،‬حيث يتم االعتماد عادة على‬
‫المعيار القانوني و االقتصادي باإلضافة إلى معيار الملكية والحجم‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬المؤسسات االقتصادية ‪:‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة‬ ‫الحصة األولى‬
‫نجوى‬

‫‪ ‬المعيار القانوني‪ :‬يتم وفق هذا المعيار تصنيف المؤسسة االقتصادية تبعا لشكلها القانوني‪ ،‬فعادة ما تقسم‬
‫حسبه إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬مؤسسات فردية‪ :‬وهي مؤسسات تعود ملكيتها لشخص واحد يعتبر هو المسؤول األول واألخير عن نتائج‬
‫أعمالها ‪ ،‬فهي مؤسسات تتسم بسهولة إنشائها وبساطة هيكلها التنظيمي‪ ،‬و لكن في المقابل قد تكون ضعف‬
‫خبرة مالكها وضعف مستواه في اإلدارة و التسيير عامال لفشلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشركات‪ :‬تعرف الشركة على أنها عبارة عن مؤسسة تعود ملكيتها لشخصين أو أكثر يلتزم كل منهم‬
‫بتقديم حصة من مال أو من عمل القتسام ما قد ينشأ عنها من أرباح أو خسارة‪ .‬ويمكن تقسيمها إلى‪:‬‬
‫‪ ‬شركة األشخاص ‪ :‬وهي شركة تضم عددا من المؤسسات الفردية‪ ،‬يكون الشريك فيها مسؤوال شخصيا‬
‫في ذمته الخاصة و تضامنيا مع بقية الشركاء‪ ،‬مثالها شركات التضامن و وشركات التوصية البسيطة‪.‬‬
‫‪ ‬الشركات ذات المسؤولية المحدودة )‪ : ( SARL‬تتميز بمحدودية مسؤولية الشريك بقدر حصته التي‬
‫تكون متساوية وغير قابلة للتداول ‪ ،‬كما أن رأسمالها محدود و شركائها محدودين‪ ،‬أما إذا كانت مؤسسة‬
‫تتكون من شخص واحد فتأخذ تسمية )‪. ( EURL‬‬
‫‪ ‬شركات األموال‪ :‬يتولى تسييرها مجلس إدارة‪ ،‬و تتكون من مجموعة مساهمين في رأسمالها عن طريق‬
‫األسهم التي تكون قيمتها متساوية وقابلة للتداول‪ ،‬تحمل المساهم فيها الخسارة بقدر رأسماله‪ ،‬مثالها‬
‫شركات التوصية باألسهم و شركات المساهمة)‪. (SPA‬‬

‫‪ ‬معيار الطابع االقتصادي‪ :‬حيث يتم وفقا لهذا المعيار تصنيف المؤسسة االقتصادية تبعا لنشاطها‬
‫االقتصادي‪ ،‬فهي تقسم إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬القطاع األول‪ :‬يجمع القطاع األول أو مما يعرف بقطاع الفالحة جميع المؤسسات المتخصصة في كل من‬
‫الزراعة بمختلف أنواعها ومنتجاتها‪ ،‬وتربية المواشي‪ ،‬باإلضافة إلى أنشطة الصيد البحري‪ ،‬وغيره من‬
‫النشاطات المرتبطة باألرض وبالموارد الطبيعية القريبة إلى االستهالك‪ ،‬وعادة ما تضاف إليها أنشطة‬
‫المناجم‪ .‬ويتسم هذا النوع من المؤسسات في الغالب ببعده عن ميدان التصنيع باإلضافة إلى اعتباره المصدر‬
‫األساسي لتزويد المؤسسات الصناعية بالموارد التي تحتاجها في عملية التصنيع واإلنتاج‪.‬‬
‫ب‪ -‬القطاع الثاني‪ :‬أو ما يسمى بالقطاع الصناعي‪ ،‬والذي تندرج ضممنه مختلف المؤسسات التي تعمل في‬
‫تحويل المواد األولية التي يوفرها القطاع األول إلى منتجات قابلة لالستهالك النهائي أو الوسيط ‪ .‬وتشمل‬
‫بعض الصناعات المرتبطة بتحويل المواد الزراعية إلى منتجات غذائية وصناعية مختلفة) صناعية تحويلية)‪،‬‬
‫وكذلك صناعات تحويل وتكرير المواد الطبيعية من معادن وطاقة وغيرهما( صناعة إستخراجية)‪ .‬وعلى‬
‫العموم فإن هذه المؤسسات يمكن تجميعها في فرعيين أساسيين هما الصناعات الخفيفة والتي تكون في غالبها‬
‫استهالكية‪ ،‬والصناعات الثقيلة التي تعتبر مستعمل لموارد ومنتجات القطاعات اإلستخراجية والطاقة‪ ،‬ومنتج‬
‫لوسائل إنتاج المستعملة في مختلف القطاعات االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫ت‪ -‬القطاع الثالث‪ :‬يضم القطاع الثالث أو ما يعرف أيضا بقطاع الخدمات كما تدل تسميته‪ ،‬جميع المؤسسات‬
‫التي تنشط في مجال تقديم الخدمات بجميع أنواعها انطالقا من المؤسسات التجارية‪ ،‬المؤسسات المالية‬
‫)البنوك ومؤسسات التأمين ‪ ،....‬مؤسسات النقل بمختلف أنواعه‪ ،‬مؤسسات البريد والمواصالت‪ ،‬مؤسسات‬
‫الصحة‪ ،‬مؤسسات السياحة‪ ،‬مؤسسات التعليم بمختلف مستوياته‪...‬‬

‫‪ ‬معيار الملكية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬المؤسسات االقتصادية ‪:‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة‬ ‫الحصة األولى‬
‫نجوى‬

‫أ‪ -‬المؤسسات العمومية‪ :‬و هي المؤسسات التي تعود ملكيتها للدولة ‪ ،‬حيث ال يجوز لألشخاص المسؤولين‬
‫عنها بيعها‪ ،‬وإنما يعينون إلدارتها وتسييرها فقط نيابة عن الدولة‪ ،‬و للدولة حق تقرير التنازل عنها لصالح‬
‫الخواص( برامج الخوصصة) ‪ ،‬كما تنقسم هذه المؤسسات بدورها إلى مؤسسات تابعة للوزارات وأخرى تابعة‬
‫للجماعات المحلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المؤسسات الخاصة‪ :‬تعود ملكية هذه مؤسسات لفرد( مؤسسات فردية ( أو مجموعة من األفراد‬
‫يشتركون في ملكيتها) شركات)‪.‬‬
‫ت‪ -‬المؤسسات المختلطة ‪:‬هي مؤسسات تكون ملكيتها مشتركة بين القطاعين العمومي والخاص‪.‬‬

‫‪ ‬معيار الحجم‪ :‬يمكن تقسيم المؤسسات حسب حجمها إلى مؤسسات كبيرة وأخرى صغيرة أو متوسطة و‬
‫يعتمد التصنيف عادة على نوعين من المعايير للتفرقة بين مختلف األنواع من المؤسسات‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعيار الكمي‪ :‬هو معيار يصلح لألغراض اإلحصائية والتنظيمية‪ ،‬حيث يسهل بمقتضاه جمع البيانات‬
‫عن المؤسسات المختلفة ووضع الحدود الفاصلة بين المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الكبيرة‪ ،‬ويشمل‬
‫بدوره المعايير التالية‪:‬‬
‫‪ ‬معيار رأس المال‪ :‬يعتبر من المعايير األساسية في تمييز حجم المؤسسة نظرا ألهميته في تحديد الطاقة‬
‫اإلنتاجية للمؤسسة‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن قيمة رأس المال المعتمدة لتصنيف المؤسسة تختلف من دولة ألخر‬
‫‪ ‬معيار حجم الموجودات الثابتة‪ :‬إن القيمة المعتمدة لتصنيف المؤسسة تختلف من مؤسسة ألخرى‪ ،‬حيث‬
‫تعتمد قيمة أقل في المنشآت التي تعتمد تكثيفا للعمل‪ ،‬على عكس بعض القطاعات التي توظف تكنولوجيا‬
‫أكثر تقدما أين ترتفع هذه القيمة‪.‬‬
‫‪ ‬معيار العمالة‪ :‬يعد من أكثر المعايير المعتمدة لتمييز المؤسسات الصغيرة و المتوسطة خاصة في الدول‬
‫النامية‪ ،‬كما يختلف استخدام هذا المعيار من دولة ألخرى‪ ،‬حيث تعتمد الدول النامية قيما أدنى من عدد‬
‫العمال لتصنيف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة مقارنة بالقيم المعتمدة لدى الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬معيار معامل رأس المال‪ :‬إن االعتماد على معيار رأس المال أو معيار العمالة بشكل منفرد قد يؤدي إلى‬
‫تصنيف غير دقيق لحجم المؤسسة‪ ،‬فقد توظف المؤسسة عددا قليال من العمال بينما تعتمد أسلوب فن إنتاجي‬
‫كثيف ألرس المال فتصنف من المنشآت الكبيرة والعكس صحيح‪ ،‬لذلك فإن معيار معامل رأس المال هو‬
‫معيار يمزج بين المعيارين المذكورين آنفا‪ ،‬و يتم الحصول عليه من خالل قسمة رأس المال الثابت على‬
‫عدد العمال‪ ،‬إذ يعبر عن القيمة المضافة من رأس المال المستثمر المطلوبة لتوظيف عامل واحد إضافي في‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المعيار النوعي‪ :‬وهي مجموعة من المعايير الوظيفية التي تصلح إلجراء التحليل االقتصادي وتقويم‬
‫الكفاءة االقتصادية للمؤسسات وتحديد دور كل نوع منها في تحقيق التنمية االقتصادية‪ .‬وبدوره يعتمد في‬
‫تصنيفه للمؤسسات على مجموعة من المعايير أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬معيار قيمة المبيعات‪ :‬حيث تعبر قيمة المبيعات أو رقم األعمال في المؤسسة عن حجمها‪ ،‬كما تعتبر‬
‫مقياسا هاما لمستوى نشاط المؤسسة و قدرتها التنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار القانوني‪ :‬حيث يتوقف الشكل القانوني للمؤسسة على طبيعة و حجم رأس المال المستثمر فيها و‬
‫طريقة تمويلها‪ ،‬و غالبا ما تشمل المشروعات الصغيرة مشروعات ذات شكل غير مؤسسي مثل مشروعات‬
‫األفراد والمشروعات العائلية والتضامنية‪ ،‬والمهن الصغيرة اإلنتاجية والحرفية كالورش والمحالت‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬المؤسسات االقتصادية ‪:‬مفاهيمها وتعريفاتها‪ ،‬تصنيفاتها وخصائصها‪.‬‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة‬ ‫الحصة األولى‬
‫نجوى‬

‫‪ ‬معيار التنظيم‪ :‬حيث تتسم المؤسسات الصغيرة ببعض الخصائص المتمثلة في الجمع بين الملكية‬
‫واإلدارة‪ ،‬قلة عدد مالكي رأس المال‪ ،‬صغر حجم الطاقة اإلنتاجية واالعتماد بشكل أساسي على مصادر‬
‫تمويل محلية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار التكنولوجي‪ :‬حيث تستخدم المؤسسات الصغيرة أساليب إنتاج بسيطة ذات رأسمال منخفض‬
‫وكثافة عمالية كبيرة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫أوال‪-‬اإلطار المفاهيمي لسوق‪:‬‬

‫ينصرف مفهوم السوق إلى المكان الذي تلتقي فيه قرارات البائعين (المنتجين) والمشترين (المستهلكين ) بشأن‬
‫تبادل السلع والخدمات‪ .‬هذا التعريف يشير إلى انحصار السوق في مكان محدد‪ ،‬أما اليوم فقد أتاح التقدم‬
‫التكنولوجي في وسائل االتصال والمعلومات مع تحرير العالقات االقتصادية الدولية إمكانية التعامل بين البائعين‬
‫والمشترين دون ما حاجة إلى التقائهم في مكان واحد‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم السوق‪:‬‬

‫السوق هو المكان الذي يلتقي فيه البائعون والمشترين‪ ،‬أو هو مكان تبادل السلع والخدمات بين البائعين‬
‫والمشترين‪ ،‬يخضع لضوابط وقوانين معينة‪ .‬ويجب التنويه أن مفهوم السوق ال يرتبط بمكان معين‪ ،‬فهناك‬
‫أسواق ال وجود مكان مادي لها كأسواق النفط‪ ،‬أسواق الذهب العالمية وأسواق العمالت العالمية ‪.....‬الخ‪.‬‬

‫يتكون السوق من مجموعة عناصر‪ :‬مجموعة العارضين سواء أشخاص طبيعيين أو منشاة وسيطة من‬
‫الوسطاء الصناعيين والحكومة‪ ،‬طلب المستهلكين المحتملين لسلعة معينة أو خدمة‪ ،‬ويؤدي الوظائف التالية‪:‬‬

‫تحديد قيم السلع والخدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تنظيم اإلنتاج ويتحقق ذلك تخصيص األمثل الموارد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزيع الناتج حيث أن كل فرد من الناحية النظرية يستلم دخال طبقا ً لمقدار ماينتجه‪ ،‬أي أن األفراد‬ ‫‪‬‬
‫األكثر إنتاجية هم أولئك الذين يملكون الموارد المنتجة‪ ،‬ويحصلون على دخول عالية ويكونون تبعًا‬
‫لذلك أكثر مقدرة على طلب السلع والخدمات ‪.‬‬
‫التقنين‪ ،‬أي تقييد االستهالك الجاري طبقا ً لإلنتاج الموجود وهذا هو جوهر التسعير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬نطاق السوق‪:‬‬

‫نطاق السوق لسلعة ما ال يحدده إال مدى سهولة االتصال بين أطراف التبادل‪ ،‬ومدى قابلية السلع للنقل من مكان‬
‫إلى أخر ‪ ،‬فبعض السلع يمكن نقلها لمسافات بعيدة دون أن تتعرض للتلف كالسكر يكون نطاق سوقها واسعا‪،‬‬
‫وأخرى تكون سريعة التلف كالورود نطاق سوقها ضيق‪ ،‬من جانب أخر يمكن أن تكون نفقات نقل بعض السلع‬
‫منخفضة نسبيا مقارنة بأخرى نتيجة صغر حجمها أو لخفة وزنها كالمنسوجات لذلك يمكن نقلها اقتصاديا‬
‫لمسافات طويلة مما يوسع نطاق سوقها ‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فان نفقات بعض السلع تكون مرتفعة نتيجة لكبر‬
‫حجمها أو ثقل وزنها كالحديد بحيث ال يعتبر نقلها لمسافات طويلة أمرا اقتصاديا مما يحدّ من نطاقا السوقي‪.‬‬

‫بناءا على ما تقدم هناك جملة من العوامل التي تحدّد نطاق السوق أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬طبيعة السلع‪.‬‬
‫‪ ‬العادات والتقاليد‪.‬‬
‫‪ ‬العوائق الجمركية‪.‬‬
‫‪ ‬التقدم التكنولوجي‪.‬‬
‫كما يقسم نطاق السوق األسواق إلى‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫‪ ‬أسواق محلية‪ :‬تضم سلع معينة ال تستهلك إال في نطاق محدود خاصة ارتفاع تكاليف النقل يساعد على بقاء‬
‫السلع في نطاق محلي مثل السلع السريعة التلف‪.‬‬
‫‪ ‬أسواق إقليمية‪ :‬تضم دول متعددة لها عادات و تقاليد ومناخ واحد موجود في إقليم واحد (سلع بطيئة التلف)‪.‬‬
‫‪ ‬أسواق دولية‪ :‬تخص سلعا تصلح لالستهالك على المستوى العالمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬األطراف المتدخلة في السوق‪:‬‬

‫يقوم نظام السوق على العالقات القائمة بين وحدتين رئيسيتين تتخذان القرارات االقتصادية‪ ،‬وتتمثل بالمنتجين‬
‫(عارضي السلعة) والمستهلكين (طالبي السلعة)‪.‬‬

‫‪-1‬الطلب (قطاع المستهلكين)‪:‬‬


‫‪ ‬ماهية الطلب‪:‬‬
‫يتكون قطاع المستهلكين من األفراد والعائالت الذين يطلبون السلع والخدمات التي تشبع احتياجاتهم وتلبي‬
‫متطلباتهم ويقومون بنفس الوقت بتقديم خدمات عناصر اإلنتاج المختلفة‪ ،‬مثل خدمات العمل‪ ،‬األرض ورأس‬
‫المال‪.‬‬

‫ويعرف الطلب)‪ (The demand‬بأنه الكميات التي يكون الفرد أو المستهلك مستعدا وقادرا على شرائها عند‬
‫األسعار المختلفة لها وفي فترة زمنية معينة‪ ،‬وهذا مع افتراض بقاء األشياء األخرى على حالها‪.‬‬

‫أما منحنى طلب السوق)‪ ( The demand curve‬فهو عبارة عن تجميع لمنحنيات طلب جميع المستهلكين‬
‫لنفس السلعة عند مستويات مختلفة من األسعار خالل فترة زمنية محددة‪ .‬وهو كسائر منحنيات الطلب ينحدر من‬
‫األعلى إلى األسفل وإلى اليمين معبرا عن تزايد الكمية المطلوبة من السلعة أو الخدمة بانخفاض وتناقصها‬
‫بارتفاعه‪.‬‬

‫‪ ‬محددات الطلب‪:‬‬
‫يتأثر الطلب بمجموعة من العوامل الرئيسية‪ ،‬والتي يمكن إيجازها في اآلتي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫‪ ‬دخل المستهلك( مرونة الطلب الدخلية)‪ :‬يؤدي تزايد دخول المستهلكين يشكل عام إلى زيادة قدراتهم على‬
‫شراء كميات أكبر من السلع عند المستوى ذاته من األسعار( والعكس بالعكس)‪ ،‬هذه العالقة الطردية تنطبق‬
‫على السلع العادية) كاألدوات الكهربائية والمالبس حالة ثبات العوامل األخرى)‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى‬
‫الطلب إلى اليمين (مرونة الطلب المباشرة)‪ ،‬أما بالنسبة للسلع التي يطلق عليها السلع الرديئة أو الدنيا‬
‫فالطلب ال يزداد عليها عند زيادة الدخل بل ينخفض‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى الطلب إلى اليسار‪.‬‬
‫‪ ‬عدد المستهلكين‪ :‬يؤدي تزايد عدد مستهلكي السلعة المدروسة (بسبب زيادة النمو السكاني أو بسبب‬
‫الهجرة) إلى زيادة الطلب عليها وبالتالي انتقال منحنى الطلب إلى اليمين والعكس بالعكس‪.‬‬

‫‪ ‬أسعار السلع األخرى (مرونة الطلب التقاطعية) ‪:‬تؤثر أسعار السلع األخرى البديلة والمكملة لسلعة ما‬
‫في الطلب على السلعة‪ ،‬فالعالقة بين الكمية المطلوبة من سلعة ما ‪ x‬وأسعار السلع البديلة لها ‪ y‬هي عالقة‬
‫طردية‪ ،‬كون أن ارتفاع سعر السلعة البديلة ‪ y‬يؤدي إلى تخفيض الكمية المطلوبة منها (قانون الطلب)‬
‫وإحاللها بالسلعة البديلة لها ‪ x‬التي تؤدي نفس الغرض وبقي سعرها ثابتا‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى الطلب إلى‬
‫اليمين والعكس بالعكس‪.‬‬
‫أما عالقة الكمية المطلوبة من سلعة ما ‪ x‬وأسعار السلع المكملة لها ‪ z‬هي عالقة عكسية‪ ،‬كون أن انخفاض‬
‫سعر السلعة المكملة ‪ y‬يؤدي إلى زيادة الكمية المطلوبة منها (قانون الطلب)‪ ،‬وبما أن ‪ x‬و ‪z‬تكمالن بعضهما‬
‫البعض أو ترتبطان ببعضهما البعض إلشباع نفس الحاجة ذاتها لدى المستهلك‪ ،‬فإن هذا يؤدي إلى زيادة‬
‫الطلب على السلعة المكملة لها ‪ x‬التي بقي سعرها ثابتا وبالتالي انتقال منحنى الطلب إلى اليمين‪.‬‬
‫‪ ‬أذواق المستهلكين وعاداتهم ‪ :‬إن زيادة تفضيل المستهلكين للسلعة سيؤدي إلى زيادة الطلب عليها عند‬
‫السعر السائد ذاته‪ ،‬ويمكن التأثير على أذواق المستهلكين وميولهم وعاداتهم االستهالكية من خالل الدعاية‬
‫واإلعالن عبر وسائل اإلعالم المختلفة‪ .‬ويؤدي تغير ميول المستهلكين لصالح السلعة إلى زيادة الطلب عليها‬
‫عند نفس األسعار وبالتالي انتقال منحنى الطلب إلى اليمين والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ ‬توقعات المستهلكين‪ :‬تؤثر توقعات المستهلكين في الطلب على السلع المختلفة‪ ،‬فإذا توقع المستهلكون‬
‫ارتفاع سعر سلعة ما في المستقبل نتيجة لعدة ظروف (مناخ‪ ،‬نقص االستيراد‪ ،‬الحروب‪ )... ،‬سيزداد طلبهم‬
‫على هذه السلعة‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى الطلب إلى اليمين والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب والرسوم ‪:‬تقوم الحكومات بفرض ضرائب غير مباشرة على استهالك بعض أنواع السلع‬
‫الكمالية مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها وبالتالي تراجع الطلب عليها‪.‬‬
‫وبافتراض تغير السعر فقط وثبات العناصر األخرى المؤثرة في الطلب‪ ،‬تصبح دالة الطلب دالة لسعر السلعة‬
‫فقط وتسمى في هذه الحالة بدالة الطلب السعرية‪ ،‬وتعطى صيغتها الرياضية من خالل العالقة اآلتية‪:‬‬

‫)‪Xd= f(Px‬‬
‫حيث‪ Xd :‬الكمية المطلوبة من سلعة ما‪ ،‬و‪ Px‬سعرها في السوق‪.‬‬

‫استثناءات قانون الطلب‪:‬‬

‫ينحدر منحنى الطلب دائما من األعلى إلى األسفل ومن اليسار إلى اليمين ما عدا في بعض الحاالت‬
‫االستثنائية‪ ،‬أين يكون ميل منحنى الطلب موجبا‪ ،‬وهو ما يعني زيادة الكمية المطلوبة بزيادة سعرها‪،‬‬
‫ومن هذه الحاالت االستثنائية ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬استثناء فبلن‪ :‬يرتبط هذا االستثناء باسم األمريكي ثورستاين فبلن)‪ (Thorstain Veblen‬صاحب المبدأ‬
‫المعروف باسم االستهالك المظهري‪ ،‬حيث يوجد بعض المستهلكين الذين يخفضون استهالكهم من السلع التي‬

‫‪3‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫ينخفض ثمنها‪ ،‬والعكس بالعكس‪ ،‬ويخص هذا المبدأ أساسا سلع التفاخر‪ ،‬حيث كلما على ثمنها زادت جاذبيتها‪،‬‬
‫ويضرب فبلن كمثال عن ذلك بالماس‪.‬‬
‫‪ ‬اسثناء جيفن ‪ :‬يرتبط باسم البريطاني روبرت جيفن)‪ (Robert Giffen‬الذي الحظ أنه عند ارتفاع‬
‫أسعار الخبز في بريطانيا‪ ،‬فإن الكثير من العائالت ذات الدخل المنخفض تزيد من كمية الخبز المشتراة‪،‬‬
‫وبصفة عامة يرتبط هذا االستثناء بالسلع الدنيا‪.‬‬
‫‪ ‬الحاالت الخاصة‪ :‬كحاالت الحروب وغيرها‪ ،‬حيث يميل األفراد إلى الزيادة من مشتريات مختلف أنواع‬
‫السلع حتى مع االرتفاع المستمر لألسعار‪ ،‬وهذا بغرض تخزينها لمواجهة األخطار والظروف الصعبة‬
‫المتوقعة‪.‬‬

‫‪-2‬العرض (قطاع األعمال)‪:‬‬


‫‪ ‬ما هية العرض)‪:( The supply‬‬
‫يتكون قطاع األعمال من الوحدات اإلنتاجية التي تقوم بشراء خدمات عناصر اإلنتاج المختلفة من قطاع‬
‫المستهلكين بهدف إنتاج السلع والخدمات التي يبيعونها لقطاع المستهلكين‪ ،‬أما العرض هو الكميات المختلفة من‬
‫سلعة أو خدمة ما التي يرغب ويستطيع المنتجون عرضها للبيع في السوق عند كل سعر محدد خالل فترة زمنية‬
‫محددة‪ .‬ويتم التعبير عن العرض بالصيغة الرياضية التالية‪ ، Xs= f(Px):‬حيث‪ Xs :‬الكمية المعروضة من‬
‫سلعة ما‪ ،‬و‪ Px‬سعرها في السوق‪.‬‬

‫ويتضح من التعريف السابق وجود عالقة بين السعر والكمية المعروضة‪ ،‬فالعرض يتأثر بالسعر وبالفترة التي‬
‫يتم العرض خاللها‪ ،‬فارتفاع سعر السلعة مع ثبات العوامل األخرى يؤدي إلى ارتفاع هامش ربح المنتج وهذا‬
‫يشجع على زيادة الكمية المعروضة منها‪ ،‬وانخفاض السعر يحدّ من عرضها‪ ،‬فكلما ارتفع سعر سلعة ما في‬
‫السوق كلما زادت الكميات المعروضة منها‪ ،‬وكلما انخفض سعر السلعة في السوق كلما انخفضت الكمية‬
‫المعروضة منها‪ ،‬وهذا ما يعرف بقانون العرض‪.‬‬

‫ويعدّ منحنى العرض )‪ (The supply curve‬تمثيال بيانيا للعالقة الطردية بين سعر السلعة والكمية‬
‫المعروضة منها‪ ،‬و هو عبارة عن تجميع لمنحنيات عرض جميع المنتجين لنفس السلعة عند مستويات مختلفة من‬
‫األسعار خالل فترة زمنية محددة ‪.‬‬

‫‪ ‬محددات العرض‪:‬‬
‫عندما تتغير الكميات المعروضة من سلعة ما بسبب تغير السعر وبقاء بقية العوامل المؤثرة في العرض ثابتة‬
‫نقول عن ذلك تغير في الكمية المعروضة‪ ،‬ويعني ذلك بيانيا االنتقال من نقطة إلى أخرى على نفس منحنى‬
‫العرض‪ ،‬أما التغير في العرض‪ ،‬فيعني انتقال منحنى العرض بأكمله إلى اليمين أو إلى اليسار بفعل تأثير عوامل‬
‫أخرى غير سعر السلعة الذي يبقى ثابتا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫و تسمى مجموعة العوامل التي تؤثر في العرض محددات العرض‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬أسعار عناصر اإلنتاج(أسعار المدخالت)‪ :‬تتأثر الكمية المعروضة من سلعة ما بأسعار مدخالت اإلنتاج‬
‫المستخدمة في العملية اإلنتاجية ( أسعار المواد األولية‪ ،‬إيجار المباني‪ ،‬أجور العمال ‪ )...‬فعند انخفاض‬
‫أسعار عناصر اإلنتاج تنخفض تكاليف إنتاج سلعة ما وهذا من شأنه زيادة أرباح المنتج في حالة ثبات‬
‫العوامل ا ألخرى‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى العرض إلى اليمين‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى التقني لإلنتاج‪ :‬إن العالقة بين مستوى التقني لإلنتاج والكمية المعروضة من سلعة ما هي عالقة‬
‫طردية‪ ،‬فعند استخدام المعارف التقنية المتطورة في العمليات اإلنتاجية وتتوفر الموارد البشرية المؤهلة‬
‫تأهيال عاليا يرتفع المستوى التقني لإلنتاج وتصبح هناك إمكانية إحالل عناصر اإلنتاج محل بعضها البعض‬
‫وبالتالي تنخفض التكاليف‪ ،‬وهذا يعني مزيد من األرباح‪ ،‬تحفز على المزيد من اإلنتاج والعرض‪ ،‬وبالتالي‬
‫انتقال منحنى العرض إلى اليمين‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ ‬السياسات المالية‪ :‬تؤثر السياسات المالية المتبعة من طرف الدولة على النشاط اإلنتاجي (العرض) ذلك من‬
‫خالل الضرائب واإلعانات أو أية وسائل أخرى‪ .‬فعندما تلغي الدولة ضريبة على سلعة ما أو تخفض منها‬
‫يؤدي ذلك الى انخفاض تكاليف اإلنتاج بالنسبة للمنتجين وارتفاع هامش ربحهم عند بقاء السعر ثابت‪ ،‬وهذا‬
‫من شأنه زيادة الكميات المعروضة من السلعة‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى العرض إلى اليمين‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫كذلك األمر عندما تقدم الدولة إعانات أو دعم على سلعة ما أو ترفع منها يؤدي ذلك إلى انخفاض تكاليف‬
‫اإلنتاج بالنسبة للمنتجين وارتفاع هامش ربحهم عند بقاء السعر ثابت‪ ،‬وهذا من شأنه زيادة الكميات‬
‫المعروضة من السلعة‪ ،‬وبالتالي انتقال منحنى العرض إلى اليمين‪ ،‬والعكس بالعكس ‪.‬‬
‫‪ ‬عدد المنتجين‪ :‬مع زيادة عدد المنتجين لسلعة ما يزداد العرض السوقي لسلعة ما وبالتالي انتقال منحنى‬
‫العرض إلى اليمين‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل الطبيعية‪ :‬هناك عالقة طردية بين العرض والعوامل الطبيعية (ظروف مناخية‪ ،‬موقع جغرافي‪،‬‬
‫خامات طبيعية‪ ،)... ،‬فكلما كانت مناسبة إلنتاج السلعة فإن الكمية المعروضة منها سوف تزيد‪ ،‬وبالتالي‬
‫انتقال منحنى العرض إلى اليمين‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أنواع السوق وتوازنها ‪:‬‬

‫‪ -1‬المفهوم العام لتوازن السوق‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫إن السلع االقتصادية ال تطلب من قبل المستهلكين إال ألنها نافعة‪ ،‬كما أن المنتجين يعجزون عن عرضها‬
‫بكميات غير محدودة لكونها نادرة‪ ،‬فالنفع والندرة هما القوتان الكامنتان اللتان تؤديان إلى ظهور األسعار‪.‬‬

‫ويعكس النفع والندرة نفسيهما على شكل طلب المستهلكين من جهة وعرض المنتجين من الجهة األخرى‪.‬‬
‫ويتبين أن كال العرض والطلب لهما نفس األهمية في إيجاد سعر التوازن الذي يالئم بين الكميات التي يرغب‬
‫كافة المستهلكين بشرائها من السلعة المدروسة والتي يرغب جميع المنتجين عرضها عند ذلك السعر وتسمى‬
‫اآللية التي تخلق التوازن في السوق بالقدرة التنظيمية لألسعار‪.‬‬

‫يقصد بتوازن السوق توازن العرض والطلب في السوق‪ ،‬أي تساوي الكميات المعروضة مع الكميات المطلوبة‬
‫))‪ ، (XD(Qd)=XS(Qs‬ويتحدد سعر التوازن في السوق بيانيا عند سعر محدد وفي زمن معين عند تقاطع منحنى‬
‫الطلب السوقي مع منحنى العرض السوقي( الشكل التوضيحي في أسفله)‪.‬‬

‫‪ -2‬اشكال السوق وتوازنها‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫يقصد بشكل السوق نوع السوق الذي تعمل فيه المؤسسة‪ ،‬والذي يتحدد وفقا لدرجة المنافسة بين المنتجين أو‬
‫المؤسسة العاملة تحت ظله‪ ،‬والذي بناء عليه تتحدد دالة المبيعات المتوقعة من قبل المؤسسة و من ثم إيراداتها‪.‬‬
‫وهناك أربعة أشكال للسوق هي‪ :‬سوق المنافسة التامة‪ ،‬سوق االحتكار التام‪ ،‬سوق المنافسة االحتكارية‪ ،‬سوق‬
‫احتكار القلة‪.‬‬

‫‪ ‬المنافسة التامة(‪:)Perfect Competition‬‬

‫وبالرغم من استخدام المنافسة التامة في التحليل االقتصادي فإنها تبقى مجرد حالة مثالية ليس إال‪ ،‬فمنتج الذي‬
‫يعمل في سوق يسوده نظام المنافسة التامة يتمتع بطلب يتصف بكونه تام المرونة‪ ،‬أي إن لدى المنتج القدرة على‬
‫أن يبيع كل ما أنتجه‪ ،‬وبالسعر السائد في السوق‪.‬‬

‫تتميز سوق المنافسة الكاملة بوجود عدد كبير من المنتجين للسلعة‪ ،‬كل منهم ينتج جزء ضئيل من حجم اإلنتاج‬
‫الكلي المعروض في السوق‪ ،‬وهذا يعني أن خروج أو دخول المنتج إلى السوق لن يؤثر على العرض الكلي ‪.‬‬

‫كما تتميز المنافسة التامة بتجانس السلعة التي يقوم المنتجون بإنتاجها مما يستبعد أي شكل من أشكال الدعاية‬
‫واإلعالن‪ ،‬وطالما أن السلعة المنتجة متجانسة فيترتب عن ذلك وجود سعر واحد في السوق أي أن المنتجين ال‬
‫يستطيعون التأثير على السعر السائد في السوق وإنما يتحدد هذا السعر عن طريق تفاعل قوى العرض والطلب‪،‬‬
‫فالسعر الذي يواجه المنتج الفرد في هذه الحالة يمكن اعتباره أنه ثابت ومفروض عليه ولن يتغير نتيجة ألي كمية‬
‫ينتجها ا لمنتج‪ ،‬كما أنه ليس هناك مبرر الن يبيع سلعته بسعر أقل من سعر السوق إذ أن ذلك يحمله خسارة ال‬
‫يمكنه االستمرار في تحملها‪ ،‬لهذا السبب يكون منحنى الطلب على سلعة المنتج في المنافسة التامة عبارة عن خط‬
‫افقي مستقيم عند مستوى سعر السوق التوازني (عديم المرونة)‪ ،‬أي أن المنتج الفرد مهما غير من حجم إنتاجه‬
‫فإن ذلك لن يكون له تأثير على السعر( انظر الشكل في أسفله)‪.‬‬

‫وتتصف المنافسة التامة أيضا بحرية الدخول والخروج من السوق‪ ،‬فيفترض عدم وجود عراقيل أو صعوبات‬
‫مهما كان نوعها تمنع المنتجين من الدخول إلى السوق في حالة وجود ربح وسطي أو الخروج منه في حالة‬
‫وجود خسارة‪.‬‬

‫على المدى الطويل وتحت تأثير الربح المحقق بسوق المنافسة المثلى المدى القصير‪ ،‬تدخل مؤسسات جديدة إلى‬
‫هذا السوق فيزداد العرض ويبدأ الربح في االنخفاض إلى غاية أن يختفي تماما وذلك عندما يصبح سعر السوق‬
‫مساويا ألدنى تكلفة كلية متوسطة في المدى الطويل( انظر الشكل في أسفله)‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫‪ ‬االحتكار التام (‪: )Pure monopoly‬‬


‫يعتبر سوق سلعة ما سوق احتكار تام إذا تميز السوق بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬وجود منتج أو بائع وحيد في السوق‪ :‬في هذه الحالة فإن المحتكر هو المنتج أو البائع الوحيد للسلعة‪،‬‬
‫وبالتالي فإنه يمثل سوق السلعة‪ ،‬بمعنى عندما يقوم المحتكر برفع الكمية المعروضة من السلعة‪ ،‬فإن سعر‬
‫السلعة سوف ينخفض والعكس بالعكس‪ ،‬لذا يعتبر المحتكر صانعا ً للسعر‪ .‬وبما أن محتكر أو بائع وحيد في‬
‫السوق ‪ ،‬فإن منحنى الطلب على سلعة المحتكر هو نفسه منحنى طلب السوق‪ ،‬وتكون مرونة الطلب السعرية‬
‫لسلعة المحتكر مرونة منخفضة جداً‪ ،‬ويكون معامل المرونة مقاربا ً للصفر ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود بدائل قريبة لسلعة المحتكر‪ :‬ما يميز سلعة المحتكر هو عدم وجود بدائل قريبة للسلعة‪ ،‬وبالتالي‬
‫فهو المتحكم في سعرها‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عوائق تمنع دخول منتجين جدد إلى سوق المحتكر‪ :‬على النقيض من سوق المنافسة التامة‪ ،‬فإن‬
‫سوق اإل حتكار التام يتميز بوجود عوائق تمنع دخول أي مؤسسة إلى سوق المحتكر‪ .‬وقد تكون هذه العوائق‬
‫عوائق قانونية (براءات االختراع واالمتياز)‪ ،‬أو عوائق حكومية (قوانين محلية)‪ ،‬أو عوائق إنتاجية (ملكية‬
‫طريقة اإلنتاج أو ملكية عناصر اإلنتاج)‪ ،‬أو عوائق تقنية (التكنولوجيا المستخدمة في عملية اإلنتاج)‪ ،‬أو‬
‫عوائق طبيعية ‪.‬‬
‫يواجه المحتكر منحنى طلب سالب الميل وعليه حتى يتمكن المحتكر من زيادة مبيعاته يجب عليه تخفيض‬
‫السعر‪ ،‬وعندما يتميز منحنى الطلب بميل سالب يكون ميل اإليراد الحدي سالب أيضا‪.‬‬

‫ويصل المحتكر إلى توازنه في المدى القصير عندما يكون الربح في حده األقصى أو الخسارة في حدها األدنى‪،‬‬
‫ويتحقق ذلك حسب األسلوب الكلي عندما تنتج المؤسسة وتبيع الكمية التي تتميز بأعظم فرق ايجابي بين اإليراد‬
‫الكلي والتكلفة الكلية في حالة تعظيم الربح( وبأدنى فرق عند تدني الخسارة )‪ .‬أما حسب األسلوب الحدي يصل‬
‫المحتكر إلى التوازن عندما يتحقق شرط تساوي التكلفة الحدية مع اإليراد الحدي على أن يكون السعر أكبر من‬
‫اإليراد الحدي‪ (.‬انظر الشكل في أسفله)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫كما تتحكم المؤسسة المحتكرة في كل من السعر والكمية المعروضة‪ ،‬ويجب على هذه المؤسسة أن تكون دقيقة‬
‫في تحديد أسعارها حيث يخضع هذا التحديد إلى شروط تتعلق بمرونة الطلب السعرية‪ ،‬فإذا افترضنا أن المؤسسة‬
‫تقرر تخفيض أسعارها وكان الطلب على منتوجها غير مرن‪ ،‬نالحظ أن هذا التخفيض لن يفيدها ويؤدي إلى‬
‫تراجع اإليرادات‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم المنافسة االحتكارية)‪:(Monopolistic competition‬‬


‫تنطوي المنافسة االحتكارية على وجود عدد كبير من المؤسسات التي تقوم بإنتاج جزءا ً بسيطا ً من مجموع‬
‫السلع‪ ،‬حيث تكون السلع سلع متشابهة لكن غير متجانسة أي أنها بديلة لبعضها البعض لكنها ليست بدائل كاملة‪،‬‬
‫وكنتيجة لهذا التمايز في السلع المتشابهة فإن المنافسة االحتكارية تتميز بوجود درجة محدودة من التحكم في‬
‫األسعار ‪ ،‬كما أن الدخول إلى أو الخروج من هذه السوق ممكن ولكنه أقل سهولة من ما هو عليه في سوق‬
‫المنافسة الكاملة‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أيضا ً إلى أن التنافس في هذه السوق يتم بوسائل أخرى غير السعر مثل اإلعالن والدعاية التي‬
‫تهدف إلى إظهار الخصائص الثانوية التي تتميز بها السلع ‪.‬‬

‫وتواجه المؤسسة العاملة في سوق المنافسة االحتكارية منحنى طلب سالب الميل ينحدر من أعلى إلى أسفل ومن‬
‫اليسار إلى اليمين‪ .‬وتعتمد درجة ميل هذا المنحنى على االختالف بين السلع وعدد المؤسسات‪ ،‬حيث أنه كلما زاد‬
‫عدد المؤسسات في السوق أو قلت الفروقات بين السلع كان منحنى الطلب أقل انحدار وأقرب أن يكون أفقياً‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫في ظل المنافسة االحتكارية وعلى مدى القصير‪ ،‬إذا واجهت إحدى المؤسسات منحنى طلب على سلعتها‬
‫يتصف بمرونة عالية وميل سالب‪ ،‬فإن منحنى إيرادها الحدي سوف يقع أسفل منحنى طلبها‪ ،‬وتصل هذه‬
‫المؤسسة إلى توازنها عند مستوى إنتاج الذي تتساوى قيمة التكلفة الحدية مع اإليراد الحدي بشرط أن يكون‬
‫السعر أكبر من متوسط التكلفة المتغيرة فعند هذا المستوى تستطيع المؤسسة أن تحقق أرباح أو تصل إلى نقطة‬
‫التعادل أو تدني الخسائر( انظر الشكل في أسفله)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫أما على المدى الطويل تتجه المؤسسات العاملة في سوق المنافسة االحتكارية في طريقين‪ ،‬إما أن تنجذب إلى‬
‫صناعة ما نتيجة األرباح المحققة فيها‪ ،‬أو تخرج من الصناعة في حالة تعرضها لخسائر‪.‬‬

‫للتنويه تختفي األرباح والخسائر في المدى الطويل في حالة المنافسة االحتكارية ويتحقق التوازن عندما يتالمس‬
‫منحنى ‪ (Average total cost)ATC‬مع منحنى الطلب)‪ (AR‬عند السعر والحجم الذي تتساوي عنده التكاليف‬
‫الحدية )‪ (MC:Marginal cost‬مع اإليرادالحدي)‪.(MR: Marginal revenue‬‬

‫‪ ‬احتكار القلة)‪:(Oligopolistic‬‬
‫احتكار القلة هو سوق يتولى فيه عدد محدد من المنتجين بيع سلعة أو خدمة متماثلة أو متنوعة‪ ،‬يستأثر كل منهم‬
‫بنسبة كبيرة من اإلنتاج أو الصناعة‪ ،‬ويؤثر بقراراته وبسياساته االنتاجية أو التسويقية السعرية تأثيرا ً مباشرا ً في‬
‫باقي المنتجين‪ .‬ويعرف هذا السوق على أنه سوق استراتيجي يعبر عن تكتل قلة في إستراتيجية معينة للدفاع عن‬
‫مصالحها‪ ،‬ويتميز هذا السوق بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬وجود عدد قليل من المؤسسات التي تملك حصة كبيرة من السوق‪ ،‬يمكن قياس حجم حصة المؤسسة في‬
‫السوق بتقدير حجم المبيعات أو اإلنتاج( منظمة األوبك)‪.‬‬
‫‪ ‬وجود المنافسة غير السعرية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عوائق تمنع دخول منتجين جدد إلى السوق‪ ،‬وتعطي هذه الميزة "قوة احتكارية" للمنتجين في هذا‬
‫السوق‪ ،‬إضافة إلى وجود "عالقات متبادلة" بين المنتجين في السوق‪ .‬ويتوفر في هذا السوق حوافز االتفاق‬
‫بين المنتجين في السوق على البيع بسعر معين‪ ،‬أو تقسيم مناطق البيع بين المنتجين وهكذا‪.‬‬
‫‪ ‬تكون السلعة المنتجة سلعة متميزة‪ ،‬حيث يكون هناك اختالف بسيط كنوع التغليف أو خدمات ما بعد البيع ‪.‬‬
‫وترتبط هذه الميزة مع المنافسة غير السعرية ‪.‬‬
‫‪ ‬يتميز احتكار القلة بالتبعية المتبادلة ما بين المنتجين حيث يحاول المنتج دائما ً معرفة ردود فعل المنتجين‬
‫اآلخرين فيما يتعلق بإنتاجهم وأسعارهم وذلك إذا غير هو سعره أو إنتاجه‪ ،‬من هذا المنطلق اليمكن دراسة‬

‫‪10‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬السوق ‪:‬مفهومه‪ ،‬المتدخلين فيه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬كيفية تحديد األسعار في مختلف أنواع‬
‫األسواق‬
‫من اعداد االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬ ‫الحصة الثانية‬

‫احتكار القلة كما حدث في المنافسة الكاملة والمنافسة االحتكارية واالحتكار‪ ،‬وإنما تتم دراسة هذا السوق وفق‬
‫نماذج مختلفة‪ ،‬ففي حالة االحتكار الثنائي‪ ،‬وهي ابسط الحاالت‪ ،‬يسود نموذجين أساسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬نموذج كورنو(‪ :)The Cournot Model‬يعبر هذا النموذج عن سياسة التجاهل والتصادم‪ ،‬ويفترض‬
‫عدم وجود اتفاقيات سرية بين المحتكرين التي من شأنها أن تؤدي اقتسام السوق والتحكم فيه لتحقيق أقصى‬
‫ربح‪ .‬يتصرف كل محتكر حسب هذا النموذج وكأنه وحده في السوق وال يأخذ بعين االعتبار المحتكر األخر‪،‬‬
‫ويسعى إلى تعظيم ربحه مما يؤدي إلى تصادم المصالح‪.‬‬

‫كمايفترض هذا النموذج أيضا ً أن السلع المنتجة متماثلة حتى ال يحصل أي منتج على االمتيازات الناجمة عن‬
‫عدم التماثل‪ ،‬وهذا يعني أن يسود السوق سعر واحد‪.‬‬

‫ب‪ -‬نموذج ستاكل برغ (‪ :)Stackelberg Model‬يفترض هذا النموذج مؤسستين محتكرتين تواجهان‬
‫سوقا ً واحداً‪ ،‬فيكون الطلب واحدا ً في السوق ويلبي كل منهما جزءا ً من الطلب الكلي‪ ،‬لكن احداهما تكون‬
‫المؤسسة القائدة هي التي تحدد الكمية التي تدخل بها إلى السوق من أجل تعظيم أرباحها‪ ،‬أما األخرى فهي‬
‫المؤسسة التابعة تدخل السوق حسب الحصة المتروكة لها‪.‬‬

‫يفترض هذا النموذج أن القائد يعرف تصرف التابع وكذلك يعرف التابع تصرف القائد‪ ،‬وتكتب دالة الطلب‬
‫بداللة الكمية التي سيعرضها القائد فقط‪ ،‬فيتم تحديد حصته من السوق ثم تحدد حصة التابع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظم و السياسات اإلقتصادية‬
‫المبحث األول ‪ :‬النظم اإلقتصادية‬
‫تمهيد‬

‫نعني بالنظام اإلقتصادي‪ ،‬مجموع األفكار و المعتقدات و المبادئ و السلوكات و النظريات‬

‫و اإلستنتاجات و القوانين المنصهرة في شكل نسق جمعي متعارف عليه مبدئيا و مطبق واقعيا وفقا‬

‫للسياق التاريخي و الظرف اإلقتصادي و الحالة اإلجتماعية و الوضعية السياسية‪.‬‬

‫ومنه فقد ظهرت في تاريخ اإلنسانية أربعة نظم إقتصادية وهي‪ :‬النظام االقتصادي الرأسمالي‪،‬‬

‫النظام االقتصادي االشتراكي‪ ،،‬النظام اإلقتصادي المختلط‪ ،‬النظام االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية دراسة النظم االقتصادية‬

‫يجدر بمن يريد أن يفهم علم اإلقتصاد أن يدرس النظم اإلقتصادية األربع المجسدة على أرض‬
‫الواقع في مختلف الدول وفي مختلف األحقاب‪ ،‬و التي قامت على أساس الفكر اإلقتصادي منذ قدم‬

‫الزمن إلى يومنا هذا‪ ،‬فقد ظهرت الرأسمالية و تبعتها االشتراكية ثم ظهر النظام المختلط‪ ،‬كما ظهر‬

‫النظام اإلسالمي منذ ‪41‬قرنا‪،‬و الذي جمع كل محاسن و تجنب كل عيوب بقية األنظمة‪ ،‬وتكمن أهمية‬

‫دراسة النظم االقتصادية في معرفة أي منها أصلح للبشرية في كل زمان و مكان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العناصر المكونة للنظام االقتصادي‬

‫من الناحية المنهجية والعملية فإن النظم االقتصادية األربعة تختلف عن بعضها البعض من زاويتين‬

‫أساسيتين‪ ،‬تتعلق األولى باألهداف االقتصادية من حيث الدرجة واألهمية أما الثانية تتعلق بالوسائل‬

‫واألساليب التي تتبع لتحقيق تلك األهداف‪ ،‬زيادة عن إختالفها في الخلفية العقائدية أو اإليديولوجية‪.‬‬

‫تاريخيا‪ ،‬وبعد التطور االجتماعي واالقتصادي الكبير الذي شهدته البشرية وبعد تعدد السلع المنتجة‬

‫وتزايد االتجاه في المجتمع الواحد نحو التخصص في مجال اإلنتاج وبعد النمو السكاني الكبير وتعدد‬

‫رغبات واحتياجات الفرد في ظل هذا التطور االجتماعي واالقتصادي الكبير‪ ،‬تزايدت الحاجة ألسلوب ما‬

‫لتنظيم وتوجيه الحياة االقتصادية ووضع حل للمشكالت الرئيسية الثالثة وهي‪:‬‬

‫صيغة السؤال‬ ‫خلفية السؤال‬


‫ما هي السلع التي يقوم االقتصاد بإنتاجها؟‬ ‫متعلق باألهداف‬
‫كيف سيتم إنتاج هذه السلع؟‬ ‫متعلق بالوسائل‬
‫كيف سيتم توزيع هذه المنتجات ؟‬ ‫متعلق بالمنهج‬

‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع النظم االقتصادية‬

‫قبل قيام الثورة الروسية سنة ‪ 4141‬لم يكن هناك سوى النظام الرأسمالي‪ ،‬و قبله بكثير كان‬

‫النظام اإلقتصادي اإلسالمي‪ ،‬وبعد قيام االشتراكية في االتحاد السوفيتي سابقا بدأت الكتابات التي‬

‫تقارن بين الرأسمالية واالشتراكية و النظام اإلقتصادي في اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -4‬النظام االقتصادي الرأسمالي‬


‫إن أهم األسس التي يتسم به االقتصاد الرأسمالي هي الملكية الخاصة لعناصر اإلنتاج‪ ،‬وحرية‬

‫المنتج‪ ،‬وحرية المستهلك‪ ،‬وقابلية األسعار على الحركة بحرية معقولة‪ ،‬وأن الربح حافز لإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -2‬النظام االقتصادي االشتراكي‬

‫والذي كان يقوم على الملكية العامة لعناصر اإلنتاج‪ ،‬و تقييد حرية الفرد منتجا وعامال ومستهلكا‪،‬‬
‫ومركزية تحديد األسعار‪ ،‬و أن تحقيق أقصى األرباح المادية ليس هو الحافز الرئيسي‪.‬‬

‫‪ -3‬النطام اإلقتصادي المختلط‬


‫إن معظم االقتصادات في عالمنا المعاصر‪ ،‬خليط من النظام االقتصادي الحر والنظام االقتصادي‬

‫الموجه مع التركيز على أحد االتجاهين بشكل واضح‪ ،‬كما نجد بعض الدول اإلسالمية وغيرها تضيف‬
‫إليهما النظام اإلقتصادي اإلسالمي خاصة في جانب المالية و المصرفية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬النظام االقتصادي اإلسالمي‬

‫ومن أهم األفكار واألسس والمبادئ العامة التي يقوم عليها هي أنه ال يقر بندرة الموارد الطبيعية‪،‬‬

‫و أنه يرجع المشكلة االقتصادية إلى اإلنسان نفسه بحاجاته ورغباته التي يسعى إلى إشباعها والى‬
‫نوعية العالقات االقتصادية التي تحكمه‪ ،‬كما أنه يقر بمبدأ الحرية االقتصادية للفرد‪ ،‬إال أن هذه الحرية‬

‫ليست مطلقة وإنما تحكمها مجموعة من القيود بعضها ذاتي ينبع من أعماق النفس والبعض األخر‬
‫خارجي أو هو موضوعي وذلك وفقا لروح الشريعة اإلسالمية وتعاليمها وأحكامها‪ ،‬كما أنه يعتمد على‬

‫تحقيق التوزيع العادل للدخل والثروة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬السياسة اإلقتصادية‬
‫أوال‪ :‬تعريف السياسة االقتصادية‬
‫السياسة االقتصادية هي خطة حكومية حول كيفية إجراء العمليات االقتصادية وفقًا لمتطلبات‬

‫الظروف االقتصادية الوطنية والعالمية الحالية‪ ،‬كتحديد المعايير والعوامل التي يجب مراعاتها عند اتخاذ‬

‫قرار بشأن الضرائب واإلنفاق والميزانية وعرض النقود ومستويات أسعار الفائدة‪ ،‬و السياسة‬

‫اإلقتصادية إلى فئتين رئيسيتين‪:‬‬

‫السياسة المالية ‪:‬الضرائب واإلنفاق والميزانية‬ ‫‪‬‬

‫السياسة النقدية ‪:‬المعروض النقدي وأسعار الفائدة‬ ‫‪‬‬

‫حيث تساعد السياسات المالية والنقدية معًا الحكومة على مراقبة وتكييف اقتصاد الدولة وعرض‬

‫النقود‪ ،‬و تتم إدارة السياسة المالية من قبل اإلدارات الحكومية ذات الصلة و على رأسها وزارة المالية ‪،‬‬
‫بينما تتم إدارة السياسة النقدية من قبل البنك المركزي للدولة‪ ،‬وهي مصممة كدليل لتحقيق األهداف‬

‫االقتصادية الوطنية مثل معدالت التضخم المثلى من ‪ 2‬إلى ‪ ٪3‬ونمو الناتج المحلي اإلجمالي ‪ 2‬إلى ‪٪3‬‬

‫والبطالة من ‪ 1‬إلى ‪.٪5‬‬


‫‪ -4‬السياسة المالية‬

‫تحدد السياسة المالية كيفية قيام الحكومة بتوليد اإليرادات من خالل تحصيل الضرائب‪ ،‬وإنفاق‬
‫الدخل على النفقات العامة واالستثمارات‪ ،‬وإنشاء ميزانية باستخدام توقعات اإليرادات والنفقات‪ ،‬حيث‬

‫أن جودة السياسة اإلقتصادية لبلد ما يمكن أن تتأثر بقرارات حكومتها بشأن الضرائب واإلنفاق‪ ،‬إذ‬

‫تحقق الحكومات أهداف السياسية اإلقتصادية في شقها المالي من خالل الضرائب واإلنفاق‬

‫والميزانية‪.‬‬

‫الضرائب ‪:‬مصادر الدخل الرئيسية لإلنفاق الحكومي‪ .‬يتم تطبيقها على مجموعة واسعة من‬ ‫‪‬‬

‫العناصر مثل المنتجات االستهالكية ورواتب الموظفين واإلسكان واألنشطة التجارية‪.‬‬

‫اإلنفاق ‪:‬كيف تستخدم الحكومة الدخل الناتج عن الضرائب عند إنشاء اإلعانات وبرامج الرفاهية‬ ‫‪‬‬

‫والمشاريع العامة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الموازنة ‪:‬خطة توزيع أنشطة اإلنفاق والميزانية التقديرية للحكومة ‪ ،‬والتي يتم تحديدها في‬ ‫‪‬‬

‫الغالب في برامج الرفاهية الوطنية مثل الضمان االجتماعي والرعاية الصحية‪.‬‬

‫‪ -4-4‬أنواع السياسات المالية‬

‫سياسة المالية العامة التوسعية ‪:‬يتم تبنيها لتحفيز النمو االقتصادي عن طريق زيادة اإلنفاق‬ ‫‪‬‬

‫وخفض الضرائب‪.‬‬

‫سياسة المالية العامة االنكماشية ‪:‬تم تبنيها إلبطاء النمو االقتصادي عن طريق خفض اإلنفاق‬ ‫‪‬‬

‫وزيادة الضرائب‪.‬‬

‫السياسة المالية التقديرية ‪:‬يتم تبنيها عندما تقرر الحكومة تبني سياسة مالية توسعية أو انكماشية‬ ‫‪‬‬

‫والتي لم تكن جزءًا من السياسة المالية الرئيسية‪.‬‬

‫سياسة مالية محايدة ‪ :‬يتم تبنيها عندما ال يتوسع االقتصاد وال يتقلص ‪ ،‬ويتم الحفاظ على عجز‬ ‫‪‬‬

‫الميزانية الناجم عن اإلنفاق المنتظم بمرور الوقت‪.‬‬

‫‪ -2‬السياسة النقدية‬

‫يتم إنشاء السياسة النقدية من قبل البنك المركزي للبلد كدليل للتحكم في قيمة العملة الوطنية‪.‬‬

‫يتحكم البنك المركزي في الطلب والعرض ألغراض تحقيق أهداف االقتصاد الكلي بالتزامن مع‬

‫السياسة المالية والحفاظ على أسعار الصرف مقابل العمالت األجنبية‪ .‬إنه يتالعب بعرض النقود عن‬

‫طريق تعديالت أسعار الفائدة ‪ ،‬وعمليات السوق المفتوحة لشراء وبيع الديون ‪ ،‬ومتطلبات االحتياطي‬

‫لتنظيم البنوك‪.‬‬

‫سعر الفائدة ‪:‬النسبة المئوية األساسية للعمولة عند إقراض البنوك األخرى‪ .‬يحدد تكلفة شراء‬ ‫‪‬‬

‫العملة الوطنية كمنتج ويحدد الحد األدنى لمعدل الفائدة الذي تفرضه البنوك على عمالئها‪.‬‬

‫عمليات السوق المفتوحة ‪:‬برامج معامالت الديون مع البنوك األخرى‪ .‬يمكن أن يكون التيسير‬ ‫‪‬‬

‫الكمي‪ ،‬وضخ النقد في االقتصاد عن طريق طباعة النقود وشراء الديون‪ ،‬أو التشديد الكمي‪،‬‬

‫وإزالة النقد من االقتصاد عن طريق بيع الديون وتوفير المال‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫متطلبات االحتياطي ‪:‬عدد األموال التي يتعين على البنوك االحتفاظ بها لضمان وفاء العمالء‬ ‫‪‬‬

‫بالتزاماتهم‪ .‬يؤثر على مقدار رأس المال الذي يمكن للبنوك استخدامه لتقديم القروض أو شراء‬

‫األصول‪.‬‬

‫اإلعالنات العامة ‪:‬المؤتمرات الصحفية التي تعقدها البنوك المركزية لها تأثيرها على العرض‬ ‫‪‬‬

‫والطلب ألنها تعتزم إدارة تصور المستثمر‪ .‬يسمح للبنك بالتحكم في الطلب والعرض دون إجراء‬

‫أي تغييرات فعلية في السياسة‪.‬‬

‫‪ -4-2‬أنواع السياسات النقدية‬

‫السياسة النقدية التوسعية ‪:‬تم تبنيها لتحفيز النمو االقتصادي من خالل تعزيز عرض النقود من‬ ‫‪‬‬

‫خالل خفض أسعار الفائدة أو التيسير الكمي أو خفض متطلبات االحتياطي‪.‬‬

‫السياسة النقدية االنكماشية ‪:‬تم تبنيها إلبطاء النمو االقتصادي عن طريق تقليل المعروض‬ ‫‪‬‬

‫النقدي من خالل رفع أسعار الفائدة ‪ ،‬أو التشديد الكمي ‪ ،‬أو زيادة متطلبات االحتياطي‪.‬‬

‫السياسة النقدية غير التقليدية ‪:‬يتم تبنيها خالل األزمات االقتصادية للسيطرة على الفوضى‬ ‫‪‬‬

‫باستخدام أسعار الفائدة وعمليات السوق المفتوحة ومتطلبات االحتياطي في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ -3‬السياسات المالية والنقدية النشطة والسلبية‬

‫السياسة المالية النشطة ‪:‬تتغير مستويات الضرائب واإلنفاق وفقًا لوجهات النظر السياسية‬ ‫‪‬‬

‫لواضعي السياسات‬

‫السياسة المالية السلبية ‪:‬يتم الحفاظ على مستويات الضرائب واإلنفاق أو تغييرها وفقًا‬ ‫‪‬‬

‫لمتطلبات الميزانية الطبيعية‬

‫السياسة النقدية النشطة ‪:‬تهدف قرارات سعر الفائدة إلى تحقيق هدف التضخم بغض النظر‬ ‫‪‬‬

‫عن السياسة المالية‬

‫السياسة النقدية السلبية ‪:‬تهدف قرارات سعر الفائدة إلى موازنة السياسات المالية ‪ ،‬بغض النظر‬ ‫‪‬‬

‫عن هدف التضخم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫المحاضرة التاسعة‪ :‬النقود‬


‫تمهيد‪:‬‬

‫ال عجب أن يكون اكتشاف اإلنسان للنقود من أهم االكتشافات واالختراعـات التـي سهلت على البشرية عملية التبادل‬
‫واالنتفاع‪ ،‬إذ ولم يكن من سبيل إلجراء ذلك الكـم الهائل من المبادالت إال بالمبادالت النقدية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬لمحة تاريخية عن نشأة النقود‪:‬‬

‫لم يكن التنظيم االقتصادي للبشرية في أزمنته األولى اقتصادا مبنيا على المبادلة النقدية بل على مفهوم اإلنتاج الطبيعي‪،‬‬
‫حيث يوجه اإلنتاج‪ ،‬وفقا لهذا المفهوم‪ ،‬نحو إشباع حاجة الفرد أو العائلة التي تقوم به (مبدأ االكتفاء الذاتي)‪ ،‬ومع تطور‬
‫الحياة االجتماعية واندماج الفرد ضمن الجماعة‪ ،‬ونتيجة لتفاوت قدرات األفراد ضمن الجماعة الواحدة‪ ،‬بدء من االهتمام‬
‫بإنتاج سلع دون غيرها‪ ،‬ظهرت الحاجة للتبادل‪ ،‬والذي يمكن تصوره كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تبادل غير سوقي‪ :‬يقصد به توزيع الفائض المحقق بعيدا عن السوق (عملية تبادل ضمنية)‪ ،‬تنقصها وجود إدارة‬
‫حرة لطرفي المبادلة‪ ،‬حيث يتم تعويض السوق بوجود سلطة تعترف بها الجماعة‪ ،‬تولى لها مهمة جمع الفوائض‬
‫وتوزيعها وفقا العتبارات موضوعية وشخصية‪.‬‬

‫‪ ‬تبادل سوقي‪ :‬وهذا النوع من التبادل (التبادل السوقي) يمثل نقيض فكرة الالتبادل‪ ،‬فنظرا للحاجة الغير متناهية‬
‫للفرد‪ ،‬واختالف طاقة اإلنتاج من جماعة ألخرى (حسب اإلنتاجية‪ ،‬مؤهالت خاصة‪ ،‬عوامل طبيعية‪ ،)....‬بدأ‬
‫االهتمام بالتخصص وتقسيم العمل مع االنتقال من نمط اإلنتاج البدائي البسيط إلى نمط اإلنتاج الموسع‪ .‬فالتخصص‬
‫من ناحية يؤدي إلى أن ينتج الفرد من السلعة التـي تخـصص فـي إنتاجها كميات تفوق بكثير ما يلزم لسد حاجته‬
‫منها‪ ،‬ومن ناحية أخرى يؤدي التخصص إلـى افتقار الفرد إلى سائر السلع الالزمة لإلشباع حاجاته األخرى‪ ،‬لذا كان‬
‫مـن الـضروري اتـساع نطاق التبادل بين األفراد‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم‪ ،‬ظهرت المقايضة كأولى صور المبادلة‪ ،‬وكان يقصد بها مبادلة السلع والخدمات بعضها ببعض دون‬
‫استخدام النقود على أساس‪:‬‬

‫‪ ‬وجود الحيز الجغرافي الذي يلتقي فيه عارض السلعة مع طالبها‪ ،‬وعلى أن يتواجد طرفي المبادلة في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬السلعة موضوع المقايضة‪ ،‬على أن يكون لها مقياس تعبر عن قيمتها من خالله‪.‬‬

‫إال أن نظام المقايضة كان عاجزا عن مسايرة التطور االقتصادي الذي اسـتند فـي أساسه على ظهور التخصص وتقسيم‬
‫العمل‪ ،‬وما رافق ذلك من اتساع في عمليات المبادلة بين األفراد‪ ،‬وبالتالي فإن استخدام هذا النظام لم يساعد على تحقيق‬
‫رغباتهم بشكل كبيـر نتيجة لجملة من الصعوبات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬صعوبة التوافق المزدوج (التام) للرغبات بين طرفي المبادلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪ ‬صعوبة تقدیر قیم السلع المعدة للتبادل نظرا لعدم وجود وحدة حساب مشتركة تقاس بها أسعار السلع والخدمات‬
‫المتداولة في األسواق ومن الصعب الوصول إلى قیاس نسب التبادل الحقیقیة بین السلع المختلفة‬
‫‪ ‬عدم قابلية بعض األنواع من السلع للتجزئة‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تخزین القيمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر وسیلة للدفع المؤجل‪ ،‬حیث في سوق المقایضة ال توجد طریقة لتسدید الدیون إال السلع ومن الصعب‬
‫استعمالها‪.‬‬

‫على ضوء ما سبق ذكره من صعوبات نظام المقايضة‪ ،‬أصبح من الضروري اتخاذ وسيط للتبادل يكون وحدة للمحاسبة‬
‫ومقياس للقيم وخزان للثروة وقوة شرائية مطلقة‪ ،‬إال أن نوعية هذا الوسيط لم تكن موجودة بين الناس فكان للبيئة أثرها في‬
‫تعيين وسيط التبادل‪ ،‬فالبالد الساحلية كانت تختار األصداف نقدا‪ ،‬والبالد الباردة وجدت في الفـراء نـدرة تؤهلها الختيارها‬
‫وسيط للتبادل‪ ،‬أما البالد المعتدلة فنتيجة للرخاء في عيشة أهلها آثروا المواد الجميلة كالخرز و الرياش وأنياب الفيلة و‬
‫الحيتان نقودا ‪ ،‬ويذكر أن اليابان كانت تـستعمل األرز وسيطا للتبادل كما كان الشاي في وسط آسيا‪ ،‬وكتل الملح في إفريقي‬
‫الوسـطى والفـرو فـي شمال أوروبا‪.‬‬
‫و بتطور الحياة البشرية بمختلف أنواعها من فكرية واجتماعية واقتـصادية أضحت السلع عاجزة عن مسايرة هذا التطور‬
‫الشامل‪ ،‬فاستبدلت با لمعادن لما فيها من خصائص تجعلها قادرة على أداء دور النقود كوسيط للتبادل‪ .‬وبدأت النقود تدخل‬
‫عصرا جديدا هو عصر النقود المعدنية‪ ،‬فكانت أول المعادن استخداما كنقود الحديد والنحاس ثم تالها البرونز والزنك‬
‫فالفضة وأخيرا الذهب‪.‬‬
‫فمع حلول القرن السابع قبل الميالد ظهرت أولى القطع النقدية في مدينة ليديا في آسيا الـصغرى‪ ،‬ويذكر أن أول من‬
‫ضرب النقود كريسوس ملك ليديا في ذلك الوقت‪ ،‬ثم قام بتقليده غيره مـن ملوك المماليك المتاخمة لها السيما الفرس الذين‬
‫تعلموا منهم ضرب النقود‪ ،‬وكانـت العملـة الشائعة عندهم الدراهم الفضية‪ ،‬وفي ازدهار الحضارة اليونانية اتخذت لنفسها‬
‫عملة خاصـة وهي مصنوعة من الفضة أطلقت عليها اسم الدراخمة )‪ (drachma‬ومعناها قبضة اليد‪ .‬واستخدم الرومان‬
‫في الفترة الواقعة في القرن الثالث قبل الميالد عمالت برونزية يطلـق عليها إيز ثم استخدموا أيضا عمالت متخذة من‬
‫النحاس يقال إن أول من ضربها هـو "نومـا أوسرقيوس تليوس"‪ ،‬وسك الديناريوس )‪ (denarius‬وهو عملة مصنوعة‬
‫من الذهب‪ ،‬والـذي أصبح أساس النظام النقدي الروماني ويقال إنه سك سنة ‪268‬قبل الميالد‪.‬‬

‫كان ظهور النقود قد ساعد على تسهيل عملية التبادل للسلع والخدمات والتقليل في الوقت والجهد الالزمين لعملية‬
‫التجارة‪ ،‬كما ساعد على سهولة التقـويم والـدفع باألجـل واختـزان مدخرات لألفراد والدولة‪ .‬ومع مجيء اإلسالم وكان النقد‬
‫السائد في بالد الروم هو الدينار الذهبي‪ ،‬والـسائد فـي بالد الفرس هو الدرهم الفضي‪ ،‬فلما كان عهد الملك بن مروان أحدث‬
‫سنة ‪76‬ه (الموافق لـ ‪692‬م ) أول من ضرب الدنانير والدراهم على طراز إسالمي خاص ليس فيها إشارات رومانية أو‬
‫فارسية‪.‬‬

‫ونظـرا ألهميـة النقود وحساسيتها في المجتمع كان الحكام هم الذين يشرفون بأنفسهم على دور الضرب لكـي يتحققوا‬
‫من سالمة العملة وجودتها وليبعدوا عنها كل احتماالت الغش والتزييف‪ .‬إال أن بعض حكام العصور الوسطى‪ -‬في الغرب‬
‫والشرق – ساهموا في غش النقود وذلك عن طريق خلط الذهب بمعادن أخرى أقل قيمة منه خالل عملية السك‪ ،‬مستغلين‬
‫بذلك ثقة الناس بهـم ليحققـوا ألنفـسهم مكاسـب خاصـة صافية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫لم تقف النقود في العصر الحديث عند النقود المعدنية‪ ،‬وإنما انتقلت إلى النقود الورقيـة ‪.‬ففي أواخر القرن السابع عشر‬
‫الميالدي ظهرت العملة الورقية والمصرفية (البنكنوت) فـي أوروبا ولكن دون أن تهيمن على النقود المعدنية حيث ظلت‬
‫تقوم بـدورها فـي معظـم دول العالم مع إعطاء حاملي البنكنوت الحق في تحويله إلى عمالت ذهبية‪ ،‬غير أن قيام الحـرب‬
‫العالمية األولى أدت نفقاتها الباهظة إلى اختفاء النقود الذهبية والفضية‪ ،‬فقررت فرنسا و بلجيكا وسويسرا وإيطاليا منذ سنة‬
‫‪1914‬م التعامل الجبري بالبنكنوت‪ .‬وبمضي الحرب العالمية األولى حاولت بعض الدول على رأسهم انجلترا العودة إلى‬
‫نظام الذهب من خالل نظام السبائك الذهبية وذلك خالل الفترة الممتدة من سـنة ‪1925‬إلـى سـنة‪ ،1931‬كانت تلك السبائك‬
‫غطاءا لألوراق النقدية‪ ،‬حيث تكون قابلية تحويل األوراق النقديـة إلى سبائك ذهبية متاحة‪،‬غير أن هذا النظام لم يدم طويال‪،‬‬
‫فقـد تعرضت انجلترا ألزمة اقتصادية بسبب كثرة طلب التحويل‪ ،‬وانخفاض االحتياطي الذهبي في مصرف إنجلترا مما‬
‫اضطره إلى اإلعالن عن وقف تحويل الجنيه اإلسـترليني سنة ‪ ،1931‬وأوقفت فرنسا كذلك التحويل سنة‪ 1936‬ولم يبقى‬
‫سوى الدوالر األمريكي قابال للتحويل إلى سنة ‪ 1971‬حيث أعلن الرئيس األمريكي " نيكسون" عن وقف تحويـل الدوالر‬
‫إلى ذهب‪ ،‬وفي كل األحوال فإنه منذ الحرب العالمية األولى أصبحت األوراق النقدية إلزاميـة فـي التداول والتعامل‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مفهوم وأنواع النقود‪:‬‬

‫مفهوم النقود‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫تتعدد الزوايا التي ينظر منها الباحثون االقتصاديون إلى النقود‪ ،‬فقد تعرف علـى أسـاس الوظائف التي تؤديها‪ ،‬وقد‬
‫تعرف على أساس خصائصها الطبيعية‪،‬ومن هذه التعاريف ما يلي‪:‬‬

‫التعريف األول‪ :‬النقود هي" مجموعة وسائل الدفع المستعملة إلتمام كل المدفوعات على كامل اإلقليم"‪.‬‬

‫التعريف الثاني‪ ":‬النقـود هـي أساسـا أداة أو وسيلة تعطي في النهاية لحائزها بالمعنى االقتصادي قوة شرائية وبـالمعنى‬
‫القـانوني وسيلة تحرير ووسيلة تصفية أو تسديد الديون"‪.‬‬

‫وتباينت أيضا هذه التعاريف في مدى شمولها ‪ ،‬فقد عرفها والك في عبارته الشهيرة ‪ ′′‬النقود هي أي شيء تفعله النقود ‪′′‬‬
‫و هو تعريف واسع للنقود‪ ،‬بمعنى أننا نستطيع أن نضيف للنقـد أي شيء يؤدي وظيفتها مثل الشيكات‪ ،‬بينما عرفها‬
‫روبرتسون على أنها ‪ ′′‬سلعة تستخدم كوسيلة مبادلة بسلع أخرى لتسوية االلتزامات الجارية ‪ ،′′‬وهو تعريف ضـيق للنقـود‬
‫حيـث اقتصر على النقود السلعية التي تطلب لذاتها فقط‪ ،‬أما كينز فعرف النقود على أنها ‪ ′′‬كل شـيء يستخدم لتسوية‬
‫المدفوعات باعتباره ذو قبول عام كوسيط للمبادلـة ويـستخدم لحفـظ القـوة الشرائية"‪.‬‬

‫أما محمد زكي شافعي فيعرف النقود من حيث خصائصها بقوله‪ " :‬أي شيء يتمتع بقبول عام في الوفاء بااللتزامات"‪.‬‬
‫أما ج‪.‬ف‪.‬كراوذر فعرفها بأنها‪" :‬أي شيء يلقى قبوال عاما كوسيلة للتبادل ويعمل في نفس الوقت كمقياس للقيم وكخزانة‬
‫للثروة" وهو يعرفها من حيث وظائفها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫ويقول ناظم الشمري حول النقود‪" :‬كل شيء يقبله الجميع قبوال عاما بحكم العرف أو القانون أو قيمة الشيء نفسه‪،‬‬
‫ويكون قادرا على أن يكون وسيطا في عمليات التبادل المختلفة للسلع والخدمات‪ ،‬ويكون صالحا لتسوية الديون وإبراء‬
‫الذمم فهو عبارة عن نقود"‪.‬‬

‫يمكن القول أن التعريف السابق هو األشمل‪ ،‬إذ جمع بين خصائصها ووظائفها في تعريف واحد‪ .‬ومن هنا نجد أن‬
‫علماء االقتصاد يفرقون بين النقود والعملة فالعملة هي كل ما تعتبره السلطة الحاكمة نقودا‪ ،‬وتضفي عليه قوة القانون صفة‬
‫إبراء الذمة‪ ،‬فتلقى قبوال عاما‪ ،‬أما النقود فهي أهم من العملة‪ ،‬إذ تشمل العملة وأشباه النقود (النقود المصرفية)‪ ،‬إذن فكل‬
‫عملة نقد‪ ،‬وليس كل نقد عملة‪.‬‬

‫كما يعود اختالف وجهة النظر في مفهوم النقود لمقومات النظام االقتصادي السائد في البلد‪:‬‬

‫‪ -1‬النقود في النظام الرأسمالي ‪ :‬النظرية الرأسمالية تقوم على أساس الربح‪ ،‬و أن ملكية وسائل اإلنتاج هي ملكية‬
‫فردية‪ ،‬فالمنتجون يسعون إلى تحقيق أقصى ربح ممكن‪ ،‬وهذا الهدف يتجسد بواسطة النقود‪ ،‬فاألرباح بواسطة النقود‪ ،‬و‬
‫إشباع حاجات المستهلكين بواسطة اإلنفـاق النقـدي للحصول على السلع والخدمات ‪ ،‬فالنقود تمثل الوسيط الذي عن‬
‫طريقه يقـوم جهـاز األثمـان بمباشرة و ممارسة دوره في الحياة االقتصادية الرأسمالية ( آلية األسعار)‪ ،‬فكـل األمـور‬
‫تـتم بواسطة النقود في النظام الرأسمالي ‪.‬‬

‫‪-2‬النقود في النظام االشتراكي‪ :‬بخالف النظام الرأسمالي‪ ،‬يرتكز النظـام االشـتراكي علـى الملكية الجماعية لوسائل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬واعتماده على التخطيط المركزي للنظام االقتـصادي الـذي تضعه الدولة بهدف إشباع الحاجات االجتماعية‪،‬‬
‫لذلك فان حجـم اإلنتـاج ال يتـأثر بحركـة األ سعار و بالتالي ال يكون هناك دافع للربح النقدي الن الدولة هي التي تقوم‬
‫بتحديد كمية النقـد المطلوبة وكيفية توزيعها على القطاعات اإلنتاجية المختلفة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بخصائص النقود‪ ،‬فلهذه األخيرة عدة خصائص‪ ،‬إال أن ما يميزها عن باقي السلع والخدمات هو‪:‬‬

‫‪ ‬للنقود قوة شرائية كامنة‪ ،‬يمكن لمالكها استخدامها في أي وقت‪.‬‬


‫‪ ‬النقود هي السيولة الكاملة‪ ،‬إذ نقول عن أصل انه أصل سائل عندما تكون القدرة على تحويله إلى شكل من أشكال‬
‫اإلنفاق في وقت قصير ودون خسارة تذكر‪.‬‬

‫ويمكن إيجاز باقي خصائص النقود فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬العمومية‪ :‬يقصد بها قبول المجتمع لها في االستخدام‪ ،‬سواء كان إجباريا‪ ،‬أي تفرضه الدولة بما لها من سلطة وسيادة‬
‫بحيث تصبح ملزمة للجميع ويتم بها تسديد كافة الديون‪ ،‬أو اختياريا أي يقوم على أساس ثقة األفراد في قيمة وحدة‬
‫النقود‪.‬‬
‫‪ ‬االستمرار‪ :‬ويقصد بها أن تكون قابلة للدوام والبقاء لفترة طويلة نسبيا دون أن تتعرض للتلف أو التآكل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪ ‬الثبات النسبي القيمة‪ :‬يقصد بثبات قيمة العملة نسبيا عدم تعرضها لتقلبات عنيفة مع مرور الوقت‪ ،‬فالنقود تستخدم‬
‫للوفاء بااللتزامات اآلجلة‪ ،‬فعدم ثبات قيمتها يؤدي إلى اضطراب المعامالت وفقدان الثقة فيها‪ .‬وفي هذه النقطة نذكر أن‬
‫للنقود قيمتي‪:‬‬

‫‪ ‬القيمة الداخلية‪ :‬ويقصد بها قوتها الشرائية أو كمية السلع والخدمات التي يمكن الحصول عليها بوحدة النقد‪ .‬ويتم‬
‫تقدير قيمة النقود من خالل عالقتها بمستوى أسعار السلع والخدمات‪ ،‬فالسعر يعتبر مؤشرا نقديا لقيمة السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬فكلما اتجه المستوى العام لألسعار نحو االرتفاع كلما اتجهت قيمة النقود إلى االنخفاض‪ ،‬أي انه توجد‬
‫عالقة عكسية ما بين قيمة النقود والمستوى العام لألسعار (النقود= مقلوب المستوى العام لألسعار)‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة الخارجية للنقود‪ :‬ويعبر عنها بسعر الصرف‪ ،‬أي نسبة مبادلة العملة الوطنية بالعمالت األجنبية عند تسوية‬
‫المعامالت الخارجية‪.‬‬

‫‪ ‬الندرة النسبية‪ :‬يتم اختيار المادة التي تصنع منها النقود بحيث تكون ذات ندرة نسبية و ذلك حتى ال تفقد قيمتها‬
‫سريعا‪ ،‬و هذه الصفة واضحة بال نقود المعدنية المصنوعة من الذهب و الفضة‪ ،‬باعتبارهما معادن نفيسة تتمتع بالندرة‬
‫النسبية في الطبيعة‪.‬‬
‫‪ ‬التماثل‪ :‬أن تكون وحدات النقد متماثلة تماما‪ ،‬أي تتشابه كل وحدة تماما مع الوحدات األخرى المساوية لها في‬
‫القيمة‪ ،‬حتى ال يعطي المتعاملون لبعض وحدات النقود قيمة مختلفة عن الوحدات األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬القابلية على القسمة‪ :‬ويقصد بها أن تكون النقود قابلة لالنقسام دون أن تفقد قيمتها‪ ،‬بتعبير آخر يمكن لوحدات النقد‬
‫أن تنقسم إلى وحدات صغيرة قادرة على الوفاء بالمعامالت صغيرة الحجم والقيمة‪ ،‬وذلك دون فقدان قيمتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬أنواع النقود‪ :‬يمكن تقسيم النقود على أسس مختلفة‪:‬‬

‫‪ ‬المادة التي تصنع منها النقود؛‬


‫‪ ‬الجهة التي تقوم بإصدارها سواء كانت الحكومة أو البنك المركزي؛‬
‫‪ ‬العالقة بين قيمة النقود كنقد وقيمة النقود كسلعة‪.‬‬
‫ويعد األساس الثالث األهم ‪ ،‬إذ يتم تقسيمها وفقه إلى‪:‬‬
‫‪ )1‬النقود السلعية‪ :‬وهي أقدم أنواع النقود‪ ،‬فلمواجهة عيوب نظام المقايضة لجا األفراد إلى استخدام إحدى السلع‬
‫الواسعة االنتشار كنقود تقوم بمهمة الوسيط في المبادالت وقد اختار كل مجتمع تلك السلعة التي تنال فيه أهمية خاصة‬
‫وتتمتع بقيمة عالية كونها تحظى بالقبول العام ورغبة غالبية المتعاملين في حيازتها‪ ،‬كالماشية من أبقار وأغنام بين‬
‫القبائل الرحل‪ ،‬وأدوات الصيد بين قبائل االسكيمو‪ ،‬والقمح عند قدماء المصريين ‪...‬الخ وقد ظهرت عيوب النقود‬
‫السلعية من ناحية صعوبة إيجاد وحدات متجانسة دائما من السلعة المستخدمة كنقود‪ ،‬ومن ناحية أخرى عدم قابلية هذه‬
‫السلع لالختزان لمدة طويلة‪ ،‬وبعض هذه السلع لم تكن قابلة للتجزئة‪.‬‬
‫وإذا كانت النقود السلعية هي خطوة أولى في تطور النظم النقدية‪ ،‬فقد تقوم اعتبارات تدعو في مراحل متأخرة إلى‬
‫العودة إليها‪ ،‬ويحدث ذلك في األوقات التي تندر فيها السلع الهامة ندرة كبرى أو حين تنخفض قيمة النقود انخفاضا‬
‫مستمرا أو بدرجة خطيرة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪ )2‬النقود المعدنية‪ :‬مع اكتشاف المعادن وعرف اإلنسان خصائصها استخدمها لألغراض النقدية حيث استخدم‬
‫اإلنسان أول األمر البرونز والنحاس كمعادن نقدية‪ ،‬لكن مع اتساع النشاط االقتصادي أصبحت هذه النقود الرخيصة‬
‫غير قادرة على القيام بوظائف النقود‪ ،‬فحلت محلها المعادن النفيسة لتكون أساسا للنظام النقدي ويكون لها قوة اإلبراء‬
‫العام‪ ،‬ثم بعدها شاع استعمال الفضة وبعد ذلك وفي آخر حلقات هذا التطور جاء استخدام الذهب‪ .‬وقد فضلت المعادن‬
‫الثمينة كالذهب والفضة ألسباب معروفة‪ :‬فهي من المعادن التي ال تصدأ وتقاوم طويال وهي سهلة الحمل والتخزين‬
‫وقابلة للتجزئة ومن السهل التعرف عليها ويمكن مزجها مع غيرها من المعادن لزيادة صالبتها‪ ،‬واألهم من كل ذلك‬
‫أنهما يتمتعان بالندرة النسبية (الثبات النسبي في القيمة) بالمقارنة بغيرها من السلع نظرا لضآلة اإلنتاج منها مما يؤهلها‬
‫كقاعدة للمدفوعات المؤجلة وكمخزن للقيم‪.‬‬

‫تبعا لما تقدم ذكره‪ ،‬تقتصر النقود المعدنية‪،‬على نوعين ‪:‬‬

‫‪ ‬النوع األول‪:‬التي يفرض القانون على األفراد قبولها في التعامل مهما كبرت الكميات المتعامل بها ‪.‬وتتميز بارتفاع‬
‫قيمتها االسمية كنقد عن قيمة ما تحتويه من معدن نظرا لكونها تتصف بقوة إبراء غير محدودة‪.‬‬
‫‪ ‬النوع الثاني‪ :‬النقود المعدنية المساعدة‪ ،‬وهي تمثل أجزاء العملة الرئيسية وتستعمل في المبادالت الصغيرة‪،‬‬
‫كالنقود المعدنية من فئة القروش‪ ،‬ويجري سك هذه النقود من معادن غير نفيسة كالنيكل أو البرونز والنحاس‬
‫واأللمونيوم‪ ،‬إذ أنها تتسم بقوة إبراء محدودة‪ ،‬فالدائن يمكن أال يقبله إذا تجاوزت مبلغ معين‪ ،‬وذلك ألنها تحتوي على‬
‫معدن تقل قيمته السلعية عن قيمته االسمية كنقد‪.‬‬
‫‪ )3‬النقود الورقية‪ :‬شهدت النقود الورقية تطورات سريعة وهائلة‪ ،‬فعند بداية ظهورها كانت تمثل سندا (شهادات‬
‫إيداع ) أو إيصاال ينوب عن كمية معدن معينة(ذهب أو فضة)‪ ،‬ثم تطور األمر تدريجيا إلى أن أصبحت ال تمثل قيمة‬
‫المعدن في حد ذاتها‪ ،‬أي ال يمكن استبدالها بالذهب أو الفضة‪ ،‬وإنما تستمد قيمتها وقوتها من التشريعات والقوانين التي‬
‫تصدر بموجب استخدامها‪ .‬ولعل أول محاولة إلصدار نقود ورقية تمت في السويد سنة ‪ ،1656‬عندما اصدر بنك‬
‫ستوكهولم سندات ورقية تمثل دينا عليه للتداول‪ ،‬وتعهد بأداء قيمتها بالنقود المعدنية عند الطلب‪.‬‬

‫ولم يأت القرن التاسع عشر إال وكانت النقود الورقية التي تصدرها مختلف البنوك مصاحبة للنقود المعدنية في التداول‬
‫كأداة نقدية تقوم بوظائف النقود جميعها‪ ،‬وقد كانت النقود الورقية قابلة للتحويل إلى ذهب أو فضة في أول األمر‪ ،‬لكن‬
‫هذه القابلية للتحويل ما لبثت أن انتهت بصفة نهائية في ثالثينات القرن الماضي‪ .‬وتنحصر النقود الورقية في ثالثة‬
‫أنواع‪:‬‬

‫‪ ‬النقود الورقية النائبة‪ :‬هي أوراق نقدية تصدرها البنوك مغطاة بنسبة ‪ %100‬من قيمة النقود الورقية‪،‬‬
‫فكانت في نظر حاملها أداة ادخار هامة ووسيط سهل للتبادل‪ ،‬وكانت أولى المبادرات لتطوير هذه األوراق‬
‫وجعلها صالحة للتداول تعود إلى بنك البندقية سنة ‪ 1587‬ثم تاله بنك أمستردام سنة ‪.1609‬‬
‫‪ ‬النقود الورقية الوثيقة‪ :‬فهي صكوك تحمل تعهدا من الموقع عليها بان يدفع لحاملها عند الطلب مبلغا معينا‪،‬‬
‫وتتوقف مكانتها في التداول على مدى ما يتمتع به مصدرها من ثقة‪ .‬ومن هذا النوع أوراق النقد المصرفية‬
‫"البنكنوت" التي تصدرها بنوك اإلصدار بعد أن تحصل على إذن من الحكومة بهذا الشأن‪ .‬وتكون التغطية‬

‫‪6‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫المعدنية جزئية‪ ،‬حيث يمثل الذهب والفضة جزءا من الغطاء‪ ،‬والجزء اآلخر يستند إلى ثقة المتعاملين فيها‬
‫وائتمانهم للبنك الذي أصدرها‪ ،‬ومع ذلك يمكن تحويلها إلى معادن عند الطلب حفاظا على ثقة األفراد فيها‪.‬‬
‫‪ ‬النقود الورقية اإللزامية‪ ،‬فهي غير قابلة للصرف بالمعدن النفيس وهي نوعان‪:‬‬

‫‪ ‬نقود ورقية حكومية تصدرها الحكومات في أوقات غير عادية وتجعلها نقودا رئيسية‪ ،‬غير أنها ال تستبدل‬
‫بالمعدن النفيس وال يقابلها رصيد معدني‪.‬‬
‫‪ ‬نقود ورقية مصرفية "البنكنوت" يصدر بشأنها قانون يعفي بنك اإلصدار الذي أصدرها من إلزام صرفها‬
‫بالمعدن النفيس‪ ،‬ويستمر هذا النوع من النقود في تأدية وظيفته كأداة للتداول‪ ،‬ما حرصت السلطة المختصة‬
‫على عدم اإلفراط في اإلصدار‪ ،‬ومن ثم توافر ثقة األفراد فيه‪.‬‬

‫‪ ‬النقود المصرفية (النقود االئتمانية)‪ :‬لقد حدث االنتقال من النقود الورقية إلى النقود الكتابية بطريقة مشابهة‬
‫تماما لتلك التي حدث بواسطتها االنتقال من النقود المعدنية إلى النقود الورقية‪ ،‬فكما أن إيداع الذهب لدى البنك‬
‫قد أدى إلى استخدامه في خلق نقود من نوع جديد هي النقود الورقية‪ ،‬فان إيداع هذه النقود الورقية نفسها لدى‬
‫البنك قد أدى إلى استخدامها في خلق نقود من نوع جديد هي النقود الكتابية وبأسلوب جديد بالذات أسلوب‬
‫تحويل القيم آو الودائع من حساب إلى حساب آخر‪ .‬وبالتالي فان النقود المصرفية هي النقود التي يتم خلقها‬
‫وإيجادها من طرف البنوك التجارية بعملية االئتمان والتي تتمثل في "الشيكات" وبطاقات االئتمان وما شابهها‪.‬‬
‫فإذا كانت النقود الورقية يعترف لها القانون بصفة اإلبراء النهائية من الديون‪ ،‬فان النقود االئتمانية تتميز‬
‫بالصفة االختيارية‪ ،‬إذ تتوقف على الثقة التي يضعها العمالء في البنوك التجارية‪ ،‬فضال عن الثقة في الشخص‬
‫الذي أصدرت إليه‪ ،‬حيث ال يحبر القانون أي شخص على قبول شيك وفاء لدين أو ثمن لمشتريات‪.‬وحسب‬
‫تعريف صندوق النقد الدولي فان النقود االئتمانية تتكون من الحسابات الجارية أو الودائع تحت الطلب لدى‬
‫البنوك التجارية‪ ،‬ويتم تداولها بواسطة الشيكات‪.‬‬
‫‪ ‬النقود االلكترونية‪ :‬يعود ظهور الصيرفة االلكترونية إلى السبعينات من القرن العشرين‪ ،‬عندما بدأت البنوك‬
‫باستخدام الهاتف لعرض خدماتها‪ ،‬وبعد ظهور تكنولوجيا االنترنت في نهاية الثمانينات بدأت البنوك بعرض‬
‫خدماتها من خاللها‪ ،‬وفي سنة ‪ 1995‬أنجزت شركة ‪ NETSCOPE‬األمريكية أول برنامج يسمح بدخول‬
‫مواقع الواب‪ ،‬أما أول بنك استفاد من هذه التقنية هو "‪ ."SFNB‬تعد النقود اإللكترونية واحدة من االبتكارات‬
‫التي أفرزها التقدم التكنولوجي‪ ،‬فهي المكافئ اإللكتروني للنقود التقليدية التي اعتدنا تداولها‪ ،‬وتكون على عدة‬
‫أشكال‪ ،‬نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬

‫َّ‬
‫مخزنة فيها‪ ،‬ويُمكن‬ ‫‪ ‬البطاقات البالستيكية ال ُم َمغنَطة‪ :‬هي بطاقات مدفوعة مسبقا تكون القيمة المالية‬
‫استخدام هذه البطاقات للدفع عبر اإلنترنت وغيرها من الشبكات‪ ،‬كما يمكن استخدامها للدفع في نقاط البيع‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ ‬بطاقة االئتمان‪ :‬هي بطاقة تتضمن معلومات معينة من اسم حاملها ورقم حسابه‪ ،‬تصدرها جهات معينة‬
‫عادة ما تكون بنكا أو مؤسسة مالية‪ ،‬حيث تمكن حاملها من سداد قيمة مشترياته‪ ،‬إذ تقوم الجهة المصدرة‬
‫بتعجيل وفاء قيمة المشتريات للتاجر على أن تستردها الحقا من الحامل على دفعات مضافا لها عمولة أو فائدة‬
‫متفق عليها‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫ثالثا‪ -‬وظائف للنقود‪:‬‬

‫‪ -1‬الوظائف التقليدية‪ :‬وهي ذات طابع نقدي ترتبط بالنشأة التاریخیة للنقود وهي‪:‬‬

‫‪ ‬وحدة لقياس القيمة‪ :‬إحدى وظائف النقود أنها تعتبر أساس القيمة أو وحدة للتحاسب أي أنها تقيس لنا القيمة الفعلية‬
‫للسلع والخدمات‪ ،‬هذا وتقوم كل دولة بتحديد سعر السلعة أو الخدمة بعدد من الوحدات النقدية المتعامل بها في هذه‬
‫الدولة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الطريقة التي تقاس بها قيم األشياء بواسطة النقود إنما تختلف عن الطريقة التي تقاس‬
‫بها األطوال واألوزان أو ما شابه ذلك‪ ،‬ففي حين انه يمكن تعريف وحدات القياس المادية موضوعيا في شكل مقادير‬
‫أو كميات ثابتة ال تتغير (أمتار ‪ ،‬كيلومترات‪ ،)...،‬فان ذلك ال ينطبق على وحدات النقود‪ ،‬والسبب أن قيمة الوحدة من‬
‫النقود تتقلب ارتفاعا وانخفاضا مع الوقت‪ ،‬مما يترتب عليه زيادة أو نقص مقادير أو كميات ما تساويه هذه الوحدة من‬
‫سلع وخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬وسيط للتبادل( وسيط المدفوعات)‪ :‬تتحقق وظيفة النقود بواسطة أي شيء يلقى قبوال عاما في المبادلة مقابل‬
‫السلع والخدمات وهذا الشيء قد يكون قطعة من الذهب أو مسكوكات من النحاس أو قطع من الورق‪ ،‬أي أن عملية‬
‫المبادلة تتم على مرحلتين األولى وهي استبدال السلعة بالنقود ثم استبدال النقود بسلعة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬أداة للمدفوعات اآلجلة‪ :‬تتمثل هذه الوظيفة في كون النقود أداة لتسديد كافة االلتزامات‪ ،‬باإلضافة إلى تسهيل‬
‫عمليات االقتراض‪ ،‬دفع الضرائب‪ ،‬تقديم اإلعانات‪ ،‬دفع األجور والمرتبات‪...‬الخ‪ ،‬ذلك انه بمجرد أن يصبح النقد‬
‫مقياسا للقيمة ووسيط للتبادل فإنه ال يمكن تجنب أن يصبح وسيلة المدفوعات المؤجلة أو الدفع في المستقبل‪ ،‬فالنظام‬
‫االقتصادي الحديث يقوم في الواقع على أساس توافر عدد كبير من العقود التي ينص فيها على سداد أصول وفوائد‬
‫الديون المتعاقد عليها بوحدات نقدية‪.‬‬
‫‪ ‬مخزون للقيمة‪ :‬ال يستطيع الفرد إنفاق دخله أو كل ما يحصل عليه من أرباح دفعة واحدة‪ ،‬بل يدخر إما لوجود‬
‫فائض آو خوفا من المستقبل‪ ،‬فكل منتج أو مستهلك يسعى لتكوين احتياطي للظروف الطارئة‪ .‬فعند االحتفاظ بالنقود‬
‫لفترة معينة من الزمن بين استالم اإليرادات والقيام باإلنفاق تعد النقود كحلقة ربط بين الحاضر والمستقبل‪ ،‬وعندها‬
‫يملك األفراد حرية اكبر في اختيار مقدار أوسع من السلع والخدمات فضال عن حرية تكوين أرصدة نقدية لمواجهة‬
‫الظروف الطارئة أو توظيفها في األصول المالية كاألسهم والسندات‪.‬‬

‫ترتبط هذه الوظيفة بخاصية الدوام والثبات وتعتبر أكثر وظائف النقود أهمية في االقتصاديات الحديثة‪ ،‬إذ يمكن من‬
‫خاللها توقع المستقبل بتنبؤات ثابتة‪ ،‬وبالتالي تلعب النقود دورا هاما في تحقيق االدخار وتراكم رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -2‬الوظائف الحدیثة للنقود‪ :‬ترتبط هذه الوظائف باألنشطة االقتصادیة وتقوم النقود هنا بوظائف ذات طابع اقتصادي‬
‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬النقود أداة من أدوات السیاسة النقدیة‪ :‬يعتبر كينز النقود أداة من أدوات السياسة النقدية تستخدمها السلطة النقدیة‬
‫النقود عندما تريد التأثير على النشاط االقتصادي لتحقيق أهداف اقتصادیة معینة من خالل التأثیر على مختلف‬
‫الوحدات االقتصادیة عن طریق التحكم في كمیة النقود‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪ ‬النقود كعامل من عوامل اإلنتاج‪ :‬تعتبر النقود عامال من عوامل اإلنتاج متمثلة في رأس المال والذي یعتبر أداة‬
‫ضروریة لتحقیق العملیة اإلنتاجیة ویسمح بتحقیق أقصى إنتاجیة ممكنة‪ ،‬فإذا كانت النقود تمنح الفرد القدرة الشرائیة‬
‫للحصول على حاجاته وسداد التزاماته‪ ،‬فهي تمنح المشروعات هامش الضمان الذي یمكنها من االستمرار في نشاطها‬
‫اإلنتاجي واالستثماري‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل عملية التكوين الرأسمالي‪ :‬ال يستطيع أصحاب المشاريع توفير الموارد المالية الالزمة للقيام باستثماراتهم‬
‫من مواردهم الذاتية فيلجؤون لالقتراض من األسواق المالية أو النقدية‪ ،‬وعلية تنتقل األموال من المدخرين إلى‬
‫المستثمرين الستثمارها والمساهمة في دفع عجلة النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬النقود إلعادة توزيع الدخل والقدرة على توزيع الموارد‪ :‬تع ّد النقود وسيلة إلعادة توزيع الدخل عندما ترتفع‬
‫األسعار فان أصحاب الدخول المحدود ستنخفض القوة الشرائية لنقودهم وهذا ما يعني انخفاضا في دخولهم الحقيقية‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬أما القدرة على توزيع الموارد فيقصد بها أنه بوجود النقود يمكن توزيع موارد البلد بين مختلف‬
‫عوائد عناصر اإلنتاج‪ ،‬كأجور وفوائد وأرباح وربوع ‪ ،‬وبين مختلف القطاعات االقتصادية من صناعة وزراعة‬
‫وتجارة‪ ،... .‬كما يمكن توزيع الموارد بفضل النقود في شكل ميزانيات تحدد فيها اإليرادات والمصاريف العامة للدولة‬
‫خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬مما يسمح بضبط حساباتها بشكل امثل لتحديد نتيجة الموازنة( فائض أو عجز أو توازن)‬
‫ومن تم اتخاذ اإلجراءات الالزمة في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على االختيار‪ :‬النقود في شكلها السائل تمنح صاحبها القدرة على اختيار المكان والزمان إلنفاقها‪ ،‬والقدرة‬
‫على اختيار السلعة المناسبة أو الخدمة المعينة أو المجال المرغوب‪ ،‬وذلك لما تحمله من قوة شرائية وقبول عام لدى‬
‫الناس‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬النقود في النشاط االقتصادي والمالي‪:‬‬

‫مع زیادة التطور االقتصادي واتساع نقدیة االقتصادیات المختلفة أصبحت النقود تشكل إحدى األدوات األساسية للسیاسة‬
‫االقتصادیة الممكن استخدامها للتأثیر على مختلف المتغیرات االقتصادیة الكلیة مثل مستوى األسعار واالستهالك واالدخار‬
‫واالستثمار واإلنتاج وغیرها‪.‬‬

‫و تؤثر النقود على حركة النشاط االقتصادي عن طریق العالقة بین عرضها (كمیتها) والطلب علیها (حاجات السیولة‬
‫النقدیة)‪ ،‬فلو زاد المعروض النقدي عن المطلوب منه نتیجة إتباع سیاسات نقدیة وتوسعیة‪ ،‬فان ذلك سیؤدي إلى انخفاض‬
‫سعر الفائدة على القروض التي تمنحها البنوك إلى المنتجین ‪ ،‬مما یشجع المنتجین على زیادة إقراضهم مما یؤدي إلى زیادة‬
‫حجم االستثمار ویرتفع اإلنفاق الكلي على السلع والخدمات وهذا یؤدي بدوره إلى زیادة حجم اإلنتاج واالستخدام‪ ،‬والنتیجة‬
‫هي ارتفاع حجم النشاط االقتصادي وهكذا یشهد االقتصاد حركة توسعیة في مستوى فعالیاته االقتصادیة ككل ‪.‬‬

‫وفي الحقیقة إن زیادة اإلنتاج الذي یخلقها العامل النقدي یتوقف على شرطين‪:‬‬

‫‪ ‬الشرط األول هو مرونة جهاز اإلنتاج ‪ ،‬فكلما كان هناك عوامل إنتاج غیر مستخدمة ‪ ،‬كلما كان باإلمكان التصدي‬
‫للطلب الناتج عن زیادة كمیة النقود عن طریق زیادة اإلنتاج دون التأثیر على أسعار السلع والخدمات‪ .‬وبالعكس تؤدي‬
‫الزیادة في كمیة النقود إلى ارتفاع األسعار ولیس إلى زیادة اإلنتاج في حالة بلوغ االقتصاد مستوى االستخدام الكامل‬
‫للموارد اإلنتاجية أو تعرضه الختناقات سواء كانت كمیة كقلة عناصر اإلنتاج أو نوعیة كنقص في الخبرة الفنیة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫السنة الجامعية‪2024/2023 :‬‬

‫السنة األولى الجذع المشترك‬


‫االستاذة‪ :‬بونعيجة نجوى‬

‫‪ ‬الشرط الثاني یتعلق بالمرحلة التي یمر بها االقتصاد من حیث التوسع واالنكماش في النشاط االقتصادي‪ ،‬ففي فترات‬
‫الكساد االقتصادي الطویل األمد تعمل زیادة التفضیل النقدي على تقلیص الطلب وخاصة االستهالكي مما یقود إلى‬
‫تقلیص االستثمارات‪ ،‬لذلك ال تحدث حركة توسعیة في حركة توسعیة في النشاط االقتصادي‪ ،‬والعكس صحیح في‬
‫فترات االنتعاش‪ ،‬ویحدث العكس لو انخفضت كمیة النقود المتداولة بالنسبة إلى الطلب علیها ‪ ،‬ففي هذه الحالة سترتفع‬
‫معدالت الفائدة وتزداد كلفة االقتراض من البنوك ‪ ،‬وبالتالي سینخفض حجم االئتمان المصرفي المطلوب لتمویل اإلنتاج‬
‫وبالتالي یتقلص حجم اإلنتاج والدخل واالستخدام مما یسبب حركة انكماشیة في مستوى النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫إن النتائج المشار إليها قد برزت في العدد من الدراسات االقتصادية خاصة تك التي أجراها ملتون فريمان( وهو ما تبنته‬
‫المدرسة النقدية) إذ يرى أن تقلبات في عرض النقود ومعدالت نموه بدرجات مختلفة هي األسباب التي تقف وراء الدورات‬
‫االقتصادية والتضخم‪ ،‬فرغم تأكيد الرواد المدرسة الكالسيكية على العالقة الطردية ما بين كمية النقود المعروضة للتداول‬
‫والمستوى العام لألسعار ‪ ،‬وعلى العالقة العكسية بين كمية النقود والقدرة الشرائية لها‪ ،‬إال أنهم أهملوا دور النقود في‬
‫تصحيح األوضاع االقتصادي( مبدأ حيادية النقود)‪ .‬في حين اعتبر مفكرون آخرون بما في ذلك العديد من أتباع المدرسة‬
‫الكينزية أن التقلبات في عرض النقود هي النتيجة المباشرة للدورة االقتصادية والتضخم وليس سببا لها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫‪ 1‬تعريف التضخم‪:‬‬

‫ال كت ال عخق ل‬ ‫لكلخت الخقدي يت ال كخ‬ ‫يعرف التضخ خ خ خ خ خ خخدة فخ اخت اخل الخقدي يت التخلاه الدةخلي اترلخ‬
‫العرض ال كت لكسكع هالمدتجقت يت يتري امدلة معيدة لؤدي إلى القدي يت المستوى العقم لألسعقر‪.‬‬

‫هلعرف التض خ خخدة بيض خ خخق ف ات حقلة االرل قع المتواص خ خخل يت ا س خ خخعقر فتخ خ خ ة لقمة اتلجة القدي ال ك‬
‫ال كت ل العرض ال كت به هو االرل قع المستمر يت الرقة العقم لألسعقر‪.‬‬

‫كمق لرف التضدة ‪ : inflation‬إات ارل قع يت المستوى العقم لكشعقر يت االقتتقد ههو ارل قع الهم‬
‫هدخقا اكمتخقو يت كخقيخة ا هملخة ههمخق اكمخة لخقم ‪ general‬هاكمخة‬ ‫هلسخ خ خ خ خ خ خختمر يوا الوقخر‪ .‬هيت هخكا التعرل‬
‫مسخ خ خختلام به مسخ خ خختمر ‪ . sustained‬هاح اسخ خ خختدلم اكمة لقمة للاللة لكى بادق اتحلر ل ارل قع يت سخ خ خخعر‬
‫سخكعة به دلمة هاحلي لل ل السخكع هالدلمقت دادل اقتتخقد معي م المؤال بو هدقا فعأل ا سخعقر التت‬
‫يعل ارل قلهق بم اًر محتمقً هالبعأل اللل اة بو لهبط يت كضخوو يتري التضخدة‪ .‬يشخقر إلى التحراقت يت بسخعقر‬
‫يتري‬ ‫الس خ خ خخكعة به الدلمة الواحلي ف اهق لييرات يت ا س خ خ خخعقر الدسخ خ خ خ لة ‪ changes in relative prices‬ل‬
‫التضخدة لحلر لدلمق ارل ع التوهت احو ا سخعقر العقمة‪ .‬بمق اصخ مس مسختلام به مسختمر لعدت بو التضخدة‬
‫يعدت القدي مستمري همتواصكة يت ا سعقر‪.‬‬ ‫للس مجرد ارل قع يت مستوى ا سعقر العقمة لمري هاحلي ل‬

‫‪ 2.1‬سمات التضخم‪:‬‬

‫يت اثير م ا حلقو يس خ خ خختدلم م هوم التض خ خ خخدة دهو لوي خ خ خخل لكحقلة التت قل يع ر لدهق هل دت يع ر ل‬
‫االرل قع المستمر يت ا سعقر فقلمعدى ا قرب لكه المتكةت هم بلرا سمقت هكه الظقهري مق ي لت‪:‬‬

‫▪ يعت ر التض خخدة اتقهقً لكعلال م العوامل االقتت خخقدية التت قل ل وو متعقري خخة لمق ليدهق يهو قهري‬
‫معةلي همرابة همتعلدي ا فعقد يت آو هاحل (سلقسلة هاقتتقدية هاهتمقعلة)‪.‬‬

‫▪ ادتج التضدة ل االدتم يت العمققت السعرلة لي بسعقر السكع هالدلمقت م اقحلة هبي بسعقر‬
‫هرلع ا رايت ) م ههة بدرى‪.‬‬ ‫هبهور العمق‬ ‫المدتجي‬ ‫لدقصر اإلاتقج (بربقس هل قلل‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫▪ ااد قض قلمة العمكة المحكلة مةقلل بسخعقر السخكع هالدلمقت هالكي يع ر لدت فقاد قض الةوي الشخرايلة‬
‫لكعمكة المحكلة‪.‬‬

‫ال كت المحكت هيت اثير م‬ ‫▪ قخخل ينوو التضخ خ خ خ خ خ خخدة اخخقهة ل لوامخخل دادكلخخة لتعكا فمنواخخقت ال كخ‬
‫ا حلقو قل ينوو التضخدة مسختورد هلدجة ل التييرات االقتتخقدية هالسخلقسخلة اللهللة التت لؤىر لكى‬
‫السكع المستوردي هيت مةلمتهق بسعقر ال تره ‪.‬‬ ‫ل قلل‬

‫▪ قل ينوو البعل السخ خخلقسخ خخت المحكت هاللهلت ا كثر ل ىي اًر لكى التضخ خخدة مةقراقً فقلبعل االقتتخ خخقدي الكي‬
‫يعل لقفعقً لكعمققت السلقسلة‪.‬‬

‫▪ ادتج التضدة ل ههود يجوي لي السكع الحقيري هحجة الملاديل المتقحة لإلا قق‪.‬‬

‫▪ ادشئ التضدة ل العدتر الدةلي اعقمل محرا دايع‪.‬‬

‫▪ اإلرل قع يت المستوى العقم لألسعقر هللس إرل قع بسعقر فعأل السكع(ارل قلق اولل إرل قلقت بدرى)‪.‬‬

‫‪ 3.1‬نظريات التضخم‪:‬‬

‫لةل لعريخ خخر العلال م الدظرلقت لشخ خخرس بسخ خخبقب التضخ خخدة ه يمن بو اةسخ خخة هكه الدظرلقت إلى قسخ خخمي بهلهق‬
‫ال كت ليدمق لرهع اظرلقت العرض قهري‬ ‫التت ل سخخر قهري التضخخدة إلى االرل قع يت ال ك‬ ‫اظرلقت ال ك‬
‫العرض ال كت‪.‬‬ ‫هقا‬ ‫التضدة إلى االدتمالت التت لتي‬

‫أ‪.‬نظريات الطلب‪:‬‬

‫ال كت ه و‬ ‫ا س خ خ خخقس خ خ خخت يت إحلار التض خ خ خخدة هو القدي ال ك‬ ‫هملعهق لكى بو السخ خ خ خ‬ ‫لت ا اظرلقت ال ك‬
‫ال كت هيرلةخة الت خقلخل لي ال كخ‬ ‫ادتك خر هخكه الدظرلخقت يت ا سخ خ خ خ خ خ خبخقب التت يمن بو لؤدي ل لخقدي ال كخ‬
‫هالعرض ال كلقو ه ا رق يت هكا التلد لي ‪:‬‬

‫‪-‬نظرية كمية النقود "معادلة فيشررررررررر"‪ :‬لعت ر اظرلة املة الدةود بهلى الدظرلقت التت حقهلر ل سخ خ خ خ خ خخير ال لة‬
‫هكه الدظرلة ااريدك لشر ‪Irving‬‬ ‫لحلال المستوى العقم لألسعقر هالتةكبقت التت لحلر لت هقل ربى صقح‬
‫‪ Fisher‬ة يت اتقفت التخ خ خ خخقدر سخ خ خ خخدة ‪ 1911‬هالمعدوو ‪ The Purchasing Power of Money‬بو اظرلة‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫م للا م الوي خخوس إخا اس خختدلمر معقدلة التبقد يت ع خخرحهق هلتعكا هكه الح لةة م‬ ‫الدةود يمن بو ل تسخ خ‬
‫حتملة المد ا بو اتس خخقهى إهمقلت قلة لمكلقت المبقدالت التت لمر يت االقتت خخقد دم يتري امدلة معيدة مع‬
‫مجموع المبقلغ الدةلية المتلاهلة يت لسولة المبقدالت دم ا س ال تري ال مدلة ‪.‬‬

‫‪-‬نظرية جذب الطلب‪ :‬ل ترض هكه الدظرلة لكوغ االقتت خ خ خخقد الويدت مس خ خ خختوى التش خ خ خخييل ال قمل لموارده هلدلهق‬
‫إخ بو ال لقدي يت لرض‬ ‫المتقحة م الس خخكع هالدلمقت لمواههة ال ك‬ ‫قت خخور ال ر‬ ‫يظهر التض خخدة فسخ خ‬
‫لكى االس خ خ خ خختثمقر ههكه ال لقدي‬ ‫لكيهق ااد قض يت س خ خ خ خخعر ال قيلي ممق اؤدي إلى القدي ال ك‬ ‫الدةود س خ خ خ خخيترل‬
‫لكيهق القدي يت ددو به لوايل لوامل اإلاتقج امق يمن لكتض خ خ خخدة الدقع خ خ خخئ ل هكب ال ك‬ ‫ا ديري اترل‬
‫القدي ال قلي الحلية لمسخ خختثمقر به القدي الميل الحلي لمسخ خختهما هدهو بو ينوو متخ خخلره‬ ‫بو يحلر فس خ خ‬
‫ال كت فقلتبقر بو ال ك‬ ‫القدي لرض الدةود إخ بو ال لقدي يت اإلا قق االسخ خ خ خختثمقري سخ خ خ خختؤدي إلى القدي ال ك‬
‫ال كت ممق اؤدي إلى القدي ا سخخعقر يت ل مسخختوى التشخخييل العقمل‬ ‫لكى االسخختثمقر هو بحل منواقت ال ك‬
‫لكيهق يت بربقس المدتجي ممق يشخ خخجعهة‬ ‫إخ بو ا هور سخ خخترل ع بىدقل هبعل ال لقدي يت االسخ خختثمقر الكي سخ خخيترل‬
‫لكى االسخ خ خ خ خ خ خختثمخقر هلكى ا اخلي‬ ‫ا مر لكى الخقدي يت بربخقس المدتجي ممخق يشخ خ خ خ خ خ خخجع ا مر لكى الخقدي ال كخ‬
‫العقمكة‪.‬‬

‫ال كت مةقلل قتخخور‬ ‫امحظ بو هكه الدظرلة لمثل امتلاد لكتحكيل ال يد ي إخ باهق لةوم لكى بسخخقز القدي ال ك‬
‫العرض ال كت لكى مواكبة هكه ال لقدي ممق ادعنس فت خخوري ل لل يت المس خختوى العقم لألس خخعقر هلمن لكس خخلقس خخة‬
‫المقللة هالسلقسة الدةلية االا مقعلة م الت ىير لكى ا هيقع االقتتقدية يت الحل م هكا الدوع م التضدة‪.‬‬

‫‪ -‬النظرية الكنزية‪ :‬اقو هور بامة ال س خ خ خ خ خخقد هللم القدي املة الدةود المعرهي خ خ خ خ خخة دهرهق يت القدي مس خ خ خ خ خختوى‬
‫ا سعقر بك ر دليل لكى يشل الدظرلة الدةلية يت ل سير قهري التضدة يجقل ايد فمجمولة م االيترايقت‬
‫ال كت الكي اتحةا لدل مس خ خ خ خختوى معي م‬ ‫لدتكف ل س خ خ خ خخقفةتهق إخ ارى بو التض خ خ خ خخدة مت خ خ خ خخلره القدي ال ك‬
‫ال كت لكى المسخ خ خ خ خختوى العقم‬ ‫هالدقلج الةومت هبعخ خ خ خ خخقر إلى بو هدقا ىمر حقالت لت ىير القدي ال ك‬ ‫التو ل‬
‫لألسعقر لتمثل يت‪:‬‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫ال كت الخخقدي ممخخقىكخخة يت العرض‬ ‫لكى الخخقدي ال ك خ‬ ‫الكل ‪ :‬ييترل خ‬ ‫▪ حررالررة مرالنررة ي نلرراضيررة للعر‬
‫ال ليير م المسخ خ خ خ خ خ خختوى العقم لألسخ خ خ خ خ خ خخعقر إخ بو العرض ال كت اك ت حقهة‬ ‫ال كت لتقلت ي لقدي ال ك‬
‫ال كت؛‬ ‫ال ك‬

‫لكى القدي‬ ‫ال قمل هال اترل‬ ‫الكل ‪ :‬لنوو االقتتقد لدل مستوى التو ل‬ ‫▪ حالة عدم مرالنة العر‬
‫ال كت يت هور‬ ‫ال كت بي ليير يت العرض ال كت يترل ع ا سخ خ خ خ خ خ خعخخقر يت وو الخخقدي ال ك خ‬ ‫ال ك خ‬
‫التضدة البحث امق سمقه ايد ؛‬

‫لكيهق‬ ‫ال كت سخ خ خ خخيترل‬ ‫الكل بين الصرررررنر الينلاية‪ :‬ي ي القدي يت ال ك‬ ‫▪ حالة تراالح مرالنة العر‬
‫ال كت‬ ‫للرهة بقل م ال ك‬ ‫لشخ خ خخييل فعأل الموارد العقيكة يت االقتتخ خ خخقد ييرل ع العرض ال كت ل‬
‫ال كت س خختمتت خخت القدي اإلاتقج هالج ل ا در س خخيدعنس لكى المس خختوى العقم لألس خخعقر‬ ‫يج ل م ال ك‬
‫هلظهر مق يعرف التضدة الج يت‪.‬‬

‫‪-‬نظرية التسرررررا ‪ :‬لتمحور هكه الدظرلة حو إلبقع الحنومة لسخ خ خ خخلقسخ خ خ خخة مقللة به اةلية لوسخ خ خ خ لة لكت ىير لكى‬
‫ال كت ممخق ادجة لدخت ااد خقض يت معخلالت الب خقلخة بداى م معخلاللهخق ال ل لخة هالتت ارايةهخق ارل خقع‬ ‫ال كخ‬
‫اإلاتقج هبقلتقلت‬ ‫ا س خ خ خ خ خخعقر هم ىة ي لقدي ا هور لمجقراي هكا االرل قع يت ا س خ خ خ خ خخعقر ادتج لدهق القدي ل قلل‬
‫لسقرع معلالت التضدة‪.‬‬

‫هكه الدظرلة إلى لنكة السخ خ خخوق الحلاث الكي يعرف لت‬ ‫‪ -‬النظرية الليكلية‪ :‬لعود بسخ خ خخبقب التضخ خ خخدة حسخ خ خ‬
‫إاتقج فعأل الس خخكع احت ق ار م الش خخراقت هالمؤسخ خس خخقت ال رى التت ال لواهت بي مدقيس خخة يت الس خخوق يتحنمهق‬
‫بي ل ىير لكيهق هبهكا‬ ‫ال ك‬ ‫يت المد هو يجعكهق لحلد ا سخ خ خ خ خ خخعقر فمسخ خ خ خ خ خختولقت لقللة دهو بو ينوو لجقا‬
‫لعت ر هكه الدظرلة ا قرب يت ل سخ خ خخير بسخ خ خخبقب التضخ خ خخدة يت االقتتخ خ خخقديقت الدقملة التت لعقات م االادهاهلة‬
‫الة قعلة يقرل قع ا س خ خخعقر يت الة قع المت ور ادتةل هبس خ خخرلة إلى الة قع المتدكف اوو ا س خ خخعقر ها هور‬
‫مراة هبهكا ينوو ااتةق التضدة‪.‬‬

‫العرض ال كت‬ ‫ب‪.‬نظريات العر ‪ :‬لت ا اظرلقت العرض لكى بو مت خخلر التض خخدة اتمثل يت قت خخور هقا‬
‫ها رق يت هكا التلد لي اولي م الدظرلقت‪:‬‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫العرض بكثر م‬ ‫‪-‬نظريرة الكلنرة الردا عرة ‪ )cost - push theory‬لرا هخكه الدظرلخة لكى لحكيخل هخقاخ‬
‫يت ل سخخير التضخخدة هدقصخخة يت ال كلاو التخخدقعلة المتةلمة إو هكه الدظرلة لة لهمل الت ىيرات‬ ‫ال ك‬ ‫هقا‬
‫العرض يت ل سخير التضخدة م دم‬ ‫الدقهمة ل اإلا قق (ال ك ) إال باهق را ت للرهة بسخقسخلة لكى هقا‬
‫هكه الدظرلة اقعخ خخئ‬ ‫ل ىير اةقفقت العمق اةوي احت قرلة يت لحلال ا ربقس لهكا يإو متخ خخلر التضخ خخدة فحس خ خ‬
‫(الت قلل ) امق لؤال الدظرلة بو دايع القدي ا ربقس اج ل م (الت قلل ) ينوو ي ل ق فقل لقز إلى‬ ‫م هقا‬
‫هكه ال لقدي لدعنس فتخ خ خ خ خ خ خوري القدي يت‬ ‫المدتجي القدي يت الت قلل‬ ‫لكيهق م هقا‬ ‫دايع ا هور س خ خ خ خ خ خخيترل‬
‫هلدل اسخ خ خ خ خختجقفة المدتجي‬ ‫ا سخ خ خ خ خخعقر هكه ال لقدي لليع مجلداً فقلم قلبة ل لقدي ا هور م ق ل اةقفقت العمق‬
‫الم لش خ خ خخة ههنكا لس خ خ خختمر هكه الحكةقت‬ ‫مجلدا لبعق لكلك ا س خ خ خخعقر هل قلل‬ ‫لهكه الم قلبة س خ خ خخترل ع الت قلل‬
‫المتواصكة يت القدي ا سعقر فحيث ينوو التضدة حك هالقً ‪.)Spiralinflion‬‬

‫‪-‬النظرية الليكلية للعر ‪ :‬لهتة هكه الدظرلة لت سير التضدة للى ال كلاو السقيري يت يرلا الدمو الكي ارهع‬
‫إلى للي ادتمالت يت لنل اإلاتقج هم ممي الهق مق اكت‪:‬‬

‫▪ التركيز على إنتاج المواد األاللية م دتخ خ خ خ خخقيا ال كلاو السخ خ خ خ خخقيري يت يرلا الدمو به المتدك ة باهق‬
‫لتدتخ خ خ خ خ خ خخا يت إاتقج مواد بهللة (معلالة اراعلة لترهللة)‪ .‬هيت المةقلل لةوم ال كلاو المتةلمة فإاتقج‬
‫مدتجقت ص خ خ خ خخدقعلة ممق اؤدي إلى لب لة اقتت خ خ خ خخقدية لك كلاو المتدك ة هالس خ خ خ خخقيري يت يرلا الدمو لهكه‬
‫لكى هخخكه المواد ا هللخخة لدخخل اكتش خ خ خ خ خ خ خخقف‬ ‫ا ديري حيخخث لعمخخل ا ل كخخلاو المتةخخلمخخة لكى لد لأل ال كخ‬
‫متخ خ خ خ خخقدر للاكة لهكه ا ديري ممق يعمل لكى لراهع مسخ خ خ خ خختوى الموارد المقللة م العمكة ا هد لة للى‬
‫ال كلاو المتلري لهق همدت ااد قض يك هق لكى السكع الربسمقللة الكي اؤدي إلى لراهع العرض ال كت‬
‫همدت ارل قع المستوى العقم لألسعقر‪.‬‬

‫كمق ارل ع مس خ خ خ خختوى التض خ خ خ خخدة المس خ خ خ خختورد للى ال كلاو المتدك ة هالس خ خ خ خخقير يت يرلا الدمو لدل حلهر لييرات‬
‫اقتت خخقدية به س خخلقس خخلة لعمل لكى ريع بس خخعقر المواد ا هللة التت للدل يت إاتقج الس خخكع ال برس خخمقللة‪ .‬فقإلي خخقية‬
‫لكلت ارل قع‬ ‫إلى بو ارل قع اللدل الرل قع مس خختوى الت خخقدرات لك كلاو الس خخقيري يت يرلا الدمو هالمتدك ة اترل‬
‫ال كت ممق سلعمل لكى ارل قع ا سعقر‪.‬‬ ‫يت ال ك‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫المنتجات الغذاضية‪ :‬إو ارل قع هليري الدمو السخخنقات الكي لعريت ال كلاو السخخقيري‬ ‫مرالنة عر‬ ‫▪ انخنا‬
‫يت يرلا الدمو هالمتدك ة لدسخ خ خ خ خ خ خخبة بك ر م امو اإلاتقج اليكايت يعمل لكى ارل قع المسخ خ خ خ خ خ خختوى العقم‬
‫لألسعقر اتلجة القدي الواردات م هكه السكع التت لدضع لتةكبقت ا سعقر يت السوق اللهللة‪.‬‬

‫▪ طبيعرة عمليرة التنميرة‪ :‬إو ارلبخق لمكلخة التدملخة يت ال كخلاو السخ خ خ خ خ خ خخقيري يت يرلا الدمو هالمتدك خة ل دخقل‬
‫لقكل ققللية م ع ات ريع المستوى العقم لألسعقر فحنة بو هكه المشقرلع االستثمقرلة ال ادجر لدهق‬
‫القدي الدقلج المقدي هلكلت يإو القدي مستوى اإلا قق لكى هكه المشقرلع م ع ات القدي مستوى اللدل‬
‫للى ا يراد دهو بو يةقلكت القدي يت مسختوى الدقلج الموهت لمسختهما ممق اؤدي إلى ارل قع المسختوى‬
‫العقم لألسعقر‪.‬‬

‫‪4‬آثا التضررخم‪ :‬إو ارل قع ا سخخعقر فشخخنل مسخختمر يت ل صخخعوبة السخخل ري لكلت يحلر آىق اًر لكى المسخختوى‬
‫االقتتقدي هاالهتمقلت هلمن بو اوه هكه اآلىقر فمق ي لت‪:‬‬

‫‪1.4‬األثا اإلقتصادية‪:‬‬

‫‪ -‬أثر التضخم على إعادة توزيع الدخل‪ :‬إو التضدة امق بهيحدق هو االرل قع المستمر يت المستوى العقم‬
‫لألسعقر فمعدى ااد قض الةوي الشرايلة لأليراد الكا لة لتيير ددولهة الدةلية به باهق لييرت فمعلالت بقل م‬
‫معل القدي ا سعقر‪ .‬إو به ال ئقت المتضرري م خلك هة بصحقب اللدل الثقلر (المو وو المتةقللهو‪)...‬‬
‫الو ددولهة لرلبط فعةود ققاوالة للس م السهل ليييرهق لدل ليير ا سعقر هل داد لضرر هكه ال ئقت اكمق‬
‫كقو ارل قع ا سعقر بلكى‪ .‬لكا ارى االقتتقداوو إو خهي اللدل المحلهد هت ال ئقت التت ل وو بعل لضر ار‬
‫اهة‬ ‫يت حقلة التضدة م ال ئقت خات اللدل المرل ع الو ددولهة لتسة فقلمرهاة لدل ارل قع ا سعقر‬
‫سلحتكوو لكى ددو بلكى م هرال القدي بسعقر مدتجقلهة به دلمقلهة ههت ددو ل وق ال لقدي المستمري‬
‫يت ا سعقر‪ .‬فمعدى بات يحتل إلقدي لوالع لكلدل م خهي اللدل المحلهد إلى خهي اللدل المرل ع إخ إو‬
‫يراد المجتمع فقلدسبة ا سهق ال يحلر بي مشنكة الو حتة ال يئة ستبةى للهو لييير‪.‬‬ ‫ليير اللدو‬

‫‪ -‬اثر التضخم على ايستلالك الايدخا ‪ :‬يدتا ه ل م اللدل الةومت لمستهما هاالددقر هيت بهققت‬
‫التضدة يحلر ادتم لكعمقة لي االستهما هاالددقر‪ .‬يقرل قع المستوى العقم لألسعقر يعدت ااد قض الةوي‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫الشرايلة به اللدل الح لةت‪ .‬لكا اكج ا يراد إلى لةكلا ملدرالهة لكمحقيظة لكى استهمكهة السقلا‪ .‬امق ل ةل‬
‫الدةود ه ل تهق امد و لك لمة إخ اكج ا يراد لكتدكا م ملدرالهة هلحولكهق إلى بصو مقدية‪ .‬هاتلجة لكلك‬
‫ادعلم الحقي لمددقر هل داد االستهما‪.‬‬

‫‪ -‬اثر التضخم على ميزان المد وعات‪ :‬إو ارل قع بسعقر السكع المحكلة يت بهققت التضدة يجعكهق بلكى م‬
‫مثيملهق يت الله ا درى ممق ي ةلهق قلرلهق التدقيسلة هلةكل التقدرات مدهق ههكا ي ةل ال كل موردا مهمق م‬
‫إارادات اللهلة‪ .‬هبقلمةقلل يجعل ا سعقر ا هد لة بداى م بسعقر السكع المحكلة ممق اؤدي إلى القدي االستيرادات‬
‫هاستد اف قلر م موارد اللهلة‪.‬‬

‫‪ -‬اثر التضررررخم على ايسررررت ما ‪ :‬اؤدي االرل قع المسخ خ خختمر يت ا سخ خ خخعقر إلى عخ خ خخيوع حقلة الميةي يت الدقخ‬
‫اإلاتقج يت المس خ خ خختة ل هلةلار ا س خ خ خخعقر‬ ‫ق اررات االس خ خ خختثمقر إخ يجل المس خ خ خختثمرهو ص خ خ خخعوبة يت لةلار ل قلل‬
‫المس خختة كلة لكا يإاهة س خخوف اكج هو إلى المش خخرهلقت التت لمتقا فملي اس خخترداد قت خخيري هلع يوو ل االس خختثمقر‬
‫يت المش خ خخرهلقت اإلاتقهلة الض خ خخدمة به باهة يس خ خختثمرهو يت بسخ خ خواق المق هالمض خ خخقربة فمعدى االس خ خختثمقر يت‬
‫الدشق كير المدتج ههو مق يدكف آىق ار يقري لكى االقتتقد‪.‬‬

‫‪2.4‬اآلثا ايجتماعية للتضخم‪:‬‬

‫هلمن بو لمس ال ئقت الهقعة هالمتوس ة يت المجتمع حيث ل ىر لكيهق فشنل‬ ‫لكتضدة آىقر مدتك ة الجواا‬
‫االهتمقلت يدتكف م يئة درى‪ .‬إخ يمن‬ ‫الضخ خ خخرر الدقهة لدت م الجقا‬ ‫مبقعخ خ خخر به كير مبقعخ خ خخر ه ل‬
‫هور ايخ خ خ خ خ خ رافقت اهتمقعلة التت ادتج لدهق للي آيقت‬ ‫هرال ااد قض الةلري الشخ خ خ خ خ خرايلة إلى مس خ خ خ خ خختوى معي‬
‫اهتمقعلة مثل الس خرقة‪ ...‬ال ‪ .‬هلقدي ال ئقت التت يمن بو لتضخخرر م ارل قع ا سخخعقر هت‪:‬بصخخحقب اللدو‬
‫الثقلتة بي التت ددولهة ال لرلبط لتيير ا سعقر مدهة العمق ه المو وو المتةقللهو‪...‬ال ؛‬

‫▪ بصحقب الملدرات الدةلية سوال اقار ف قيلي به للهو يقيلي؛‬


‫ام لقالت به سخ خ خ خخدلات قرض به ف ي عخ خ خ خخنل م‬ ‫▪ المةريخ خ خ خخوو لمبقلغ اةلية فسخ خ خ خخعر يقيلي ىقلر فموه‬
‫ا عنق الةرهض ا درى التت ال لرلبط لتيير ا سعقر؛‬
‫▪ المتعققلهو لجقرلق لكى لسكلة فضقيع يت المستة ل فسعر محلد مسبةق؛‬
‫من اعداد األستاذة‪ :‬بوشنقير ايمان‬ ‫المحاضرة العاشرة‪ :‬التضخم‬

‫▪ كمق يمن بو لت ىر فعأل ال ئقت ايجقللق م التضدة مثل‪:‬‬


‫‪-‬بصخ خخحقب اللدو المتييري بي التت لتيير مع ليير ا سخ خخعقر اقلتجقر بصخ خخحقب المه الحري هبصخ خخحقب‬
‫المعقمل هالم ارلي ‪.‬‬

‫هال ضة هالتحف ال دلة‪...‬ال )‪.‬‬ ‫‪-‬بصحقب الثرهات المقدية ف عنقلهق المدتك ة اق رايت هالعةقرات هالكه‬

‫كراض اسخختهمكلة (كشخرال مد‬ ‫‪-‬المةريخخوو ف سخخعقر يقيلي ىقلتة لكى ادتمف باوالهة سخوال اقاوا مةريخخي‬
‫كراض‬ ‫كراض لمولكلة (كقلةرض الحنوملة المةري خخي‬ ‫ع خرال س خخلقري ع خرال بدهات مد للة ) به مةري خخي‬
‫استثمقرلة)‪.‬‬

‫‪-‬بصحقب الملدرات فقلعممت ا هد لة لدل ل ىير ارل قع ا سعقر لكى بسعقر الترف العمكة الويدلة لجقه‬
‫العممت ا هد لة‬

‫إلبقع اإلهرالات الدقصخ خ خ خخة لكحل م التضخ خ خ خخدة لحلال‬ ‫‪5‬طرق معالجة التضرررررخم الالسررررراضل المكا حت ‪ :‬ات ك‬
‫بسخبقفت ىة االا مق لويخع السخلقسخة ال يكة فمعقلجتت ل ر السخلقسختي المقللة هالدةلية هلمن لكدلا إهرالات‬
‫السلقستي يت‪:‬‬

‫‪-‬السرياسرة النقدية‪ :‬يمن لكدلا دهر السخخلقسخخة الدةلية ا داي يت ال المتخخرف المرا ي لمنقيحة التضخخدة يت‬
‫ال تكة الدةلية ال ايلي ل يرلا التحنة يت ل ك ة االيتمقو به االقتراض يوهود التضخخدة‬ ‫قلرلت لكى امتتخخق‬
‫فشنل ا ير يت االقتتقد اليع المترف المرا ي إلى الدقخ مجمولة م اإلهرالات لتد لأل اإلا قق العقم‪.‬‬

‫هكا ال يعدى‬ ‫العرض الدةلي هل‬ ‫ده ار هقمق يت امتتق‬ ‫‪-‬السياسة المالية‪ :‬ربادق بو السلقسة الدةلية لكع‬
‫باهق الس خ خ خخلقس خ خ خخة الوحيلي التت لس خ خ خختعمل لمنقيحة التض خ خ خخدة م دم لحرلك بدهالهق المتمثكة ارل قع الضخ خ خ خراي‬
‫هاإلا قق العقم هالرققفة لكى اللا العقم‪.‬‬

You might also like