You are on page 1of 15

ISSN: 2437-0827 ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬

DOI:5424/IJO/21547 9102 01 :‫عدد‬ 10 :‫مجمد‬

‫ النظرية الكالسيكية لمتنظيم‬:‫محاولة في االتجاهات السوسيولوجية لمتنظيم‬


"‫ روبرت ميشمز‬،‫ ماكس فيبر‬،‫"كارل ماركس‬

An attempt at the sociological trends of organization: the classical theory of


organization "Karl Marx, Max Weber, Robert Michaels"

dr.aliouaali@yahoo.fr ،‫ سوق أهراس‬- ‫ جامعة محمد الشريف مساعدية‬،‫ أستاذ محاضر أ‬،‫ عمي عميوة‬.‫د‬

9102/16/00 :‫تاريخ القبول‬ 9100/10/10 :‫تاريخ اإلستقبال‬

:‫المم ّخص‬

‫البحثية أردنا تسميط الضوء عمى مفيوم التنظيم في النسق الكبلسيكي وبدايات التنظير الجادة ليذه‬
ّ ‫من خبلل ىذه الورقة‬
‫التنظيمية وربطيا‬
ّ ‫منا لتفسير السموكات‬
ّ ‫ في محاولة‬،‫ عند كل من كارل ماركس وماكس فيبر وروبرت ميشمز‬،‫الظاىرة‬
.‫باألطر التاريخية والسوسيولوجية القائمة آنذاك‬

‫كما ُيعتبر االتجاه البيروقراطي لمتنظيم عند ىؤالء من أىم المقاربات السوسيولوجية لمتنظيم في النظرية الكبلسيكية رغم‬
.‫المحاوالت الحديثة في قراءة الواقع من خبلل ىذه المقاربات بطريقة جديدة‬

.‫ روبرت ميشمز‬،‫ ماكس فيبر‬،‫ كارل ماركس‬،‫ االتجاه البيروقراطي‬،‫الكممات المفتاحية< سوسيولوجيا التنظيم‬

Abstract:
In this paper we wanted to highlight the concept of regulation in the classical style
and the beginnings of serious theorization of this phenomenon, in both Karl Marx and Max
Weber and Robert Michels, in an attempt to explain organizational behavior and link it to the
historical and sociological frameworks of the time.
The bureaucratic orientation of the organization is one of the most important
sociological approaches to organization in classical theory, despite recent attempts to read
reality through these approaches in a new way.
Keywords: Sociology of Organization, Bureaucratic Direction, Karl Marx, Max Weber,
Robert Michaels

25
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫التنظيم االجتماعي بشكل عام ىو تقسيم لمميام واشراك لؤلفراد في العممية االجتماعية عامة‪ ،‬سواء كانت‬
‫فإن مفردة تنظيم تعني "كل مشروع تشترك فيو جماعة من‬
‫اقتصادية في تقسيم العمل والميام‪ ،‬أو تربوية أو ‪ ،...‬لذلك ّ‬
‫سياسي أو إيديولوجي‪ ،‬يعمل‬
‫ّ‬ ‫صناعي‪ ،‬أو خاص بالتقديمات االجتماعية) خاص أو عام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬أو‬
‫ي‪ ،‬أو تجار ّ‬
‫البشر‪( ،‬إدار ّ‬
‫ويحدد‬
‫ّ‬ ‫توزع مناصب العمل والمسؤوليات‪ ،‬ويجري التنسيق ومراقبة النتائج‪ ،‬ويرتبط بمحيط معين‪،‬‬
‫أي ّ‬‫اتبية واضحة ّ‬
‫وفقاً لتر ّ‬
‫وشخصية معنوية"‪.21‬‬
‫ّ‬ ‫أىدافاً ووسائل‪ ،‬ويتخذ مق اًر‬
‫وقد كان التنظيم االجتماعي محل بحث لمكثير من الفبلسفة في الفكر التنظيمي‪ ،‬ثم أرسى قواعد تمخضت عنو والدة عمم‬
‫التنظيمات‪ ،‬لذلك كان لزاما عمينا أن نتكمم في ىذا الفصل عن مختمف االتجاىات والمدارس والمداخل النظرية في قراءة‬
‫وتفسير وتأويل الظواىر التنظيمية‪.‬‬
‫ظرة لمتنظيم في بداياتيا مع عصر الصناعة والعمل‪ ،‬ىي كتابات كارل ماركس وماكس فيبر‬
‫الجادة المن ّ‬
‫ّ‬ ‫وكانت أىم الكتابات‬
‫وروبرت ميشمز في االتجاه البيروقراطي لمتنظيم‪.‬‬
‫‪ -1‬التصور الماركسي لمتنظيم‪" :‬ال يمكننا فيم القرن العشرين دون فيم القرن التاسع عشر و ال يمكننا فيم القرن التاسع‬
‫عشر دون قراءة ماركس"‪ ،‬كممات كتبيا جاك أتالي ‪ jacques Attali‬عن ماركس ‪ Marx‬في كتابو "ماركس أو روح‬
‫العالم"‪ ،3‬فالنظرية الماركسية تعالج كثي اًر من القضايا المتعمقة بالتنظيمات االجتماعية‪ ،‬ومقدار تأثيرىا في مستويات األداء‬
‫واإلنتاجية‪،‬كالصراع الطبقي‪ ،‬والبناء االجتماعي وقضايا اإلنتاج‪ ،‬وظروف العمل المتنوعة وقضايا التغير والتطور ضمن‬
‫التنظيمات الصناعية وخارجيا‪ ،‬وتعد مشكمة االغتراب واحدة من القضايا التي يمكن من خبلليا معرفة العناصر األساسية‬
‫في التحميل الماركسي المتعمقة بقضايا التنظيم‪.‬‬
‫يتكون البناء االجتماعي لمتنظيم بمعناه العام (المرادف لمفيوم المجتمع) وفق المنظور الماركسي من بنيتين أساسيتين<‬
‫‪ o‬البنية التحتية‪.‬‬
‫‪ o‬البنية الفوقية‪.‬‬
‫وتتألف البنية التحتية من عبلقات اإلنتاج وقوى اإلنتاج‪ ،‬أما البنية الفوقية فتتألف من السياسة‪ ،‬والقانون‪ ،‬والفن‪ ،‬واألدب‪،‬‬
‫والفمسفة‪ ،‬والدين‪ ،‬وقد ربط ماركس استقرار ىذه البنى الفوقية باألساس االقتصادي "فالتغيير في األساس االقتصادي سيؤدي‬
‫عاجبل أم آجبل إلى سيوقع اضطرابا في كل البنى الفوقية"‪ 4‬ويحدث التغير في البناء االجتماعي نتيجة التفاعبلت التي‬
‫تحدث في البنية التحتية‪ ،‬أي بين قوى اإلنتاج وعبلقات اإلنتاج‪ ،‬والتي يسمييا (ماركس) بالعبلقات االجتماعية‪ ،‬فماركس‬
‫يعتقد كثي ار بما يسمى"القوة الجماعية" كون اإلنسان حيوان اجتماعي "فالتواصل االجتماعي وحده القادر عمى مضاىاة‬
‫الغرائز الحيوانية‪ ،‬مما يزيد من قدرة األداء الفردي"‪.5‬‬
‫‪6‬‬
‫ويبين التحميل الماركسي أن أسس التناقض داخل كل البناء االجتماعي مرتبطة بعاممين أساسيين ىما<‬
‫‪ o‬ظروف موضوعية معطاة (قوى اإلنتاج وعبلقات اإلنتاج)‪.‬‬
‫‪ o‬ضرورات بشرية مقرونة برغبة تفصح عن نفسيا بشكل حاجات متجددة ومتطورة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫ويعطي التحميل الماركسي أىمية بالغة وأساسية لمظروف الموضوعية عمى أنيا<"المركب الكمي لمقوى الطبيعية‪ ،‬والقوى‬
‫التقنية والتنظيم االجتماعي التي تيدف إلى كفاية حاجات اإلنسان الضرورية االقتصادية"‪ ،7‬ولم ييتم التحميل الماركسي بأثر‬
‫القيم المحفزة لمتغيير والتطوير‪ ،‬التي تؤثر في البناء االجتماعي‪ ،‬وأىمل أثرىا الفعال في قضايا التنظيم االجتماعي جميعيا‪،‬‬
‫إذ ركز عمى األساس االقتصادي لمبناء االجتماعي‪ ،‬ألن لمعبلقات االقتصادية أث اًر أساسياً في تكوين التنظيمات االجتماعية‬
‫المتعددة‪ .‬والواقع أن وجية نظر الماركسية التقميدية في ىذه القضية المتعمقة بالقيم والعوامل التي تحرك أو تؤثر في البناء‬
‫االجتماعي فييا بعض التطرف‪ ،‬وذلك لتركيزىا الكبير عمى العنصر االقتصادي وحده أو(البنية التحتية) بوصفيا "المحرك‬
‫أو المؤثر الوحيد في جميع النظم السائدة في البناء االجتماعي‪ ،‬واىماليا أثر باقي العوامل المختمفة التي ال تقل أىمية عن‬
‫األثر االقتصادي المادي"‪ .8‬وىناك كثير من المفكرين الذين يؤيدون وجية النظر الماركسية‪ ،‬منيم (فميتشر) الذي يقول<‬
‫"البناء االقتصادي ىو األساس الحقيقي لممجتمع‪ ،‬ومنو تنبثق المؤسسات التشريعية والسياسية لمبناء األعمى الذي يشغل‬
‫بدوره األساس االجتماعي"‪ 9‬ولم يحتل موضوع التنظيم االجتماعي مكاناً أساسياً في النظرية الماركسية‪ ،‬عمى الرغم من أنيا‬
‫أسيمت في شرح قضايا التنظيم البيروقراطي الرأسمالي وتفسيره‪ ،‬من خبلل معالجتيا لمسائل الصراع الطبقي‪ ،‬وأزمة‬
‫المجتمع الرأسمالي وحتمية المجتمع الشيوعي‪ ،‬إذ رأى التحميل الماركسي أن التنظيمات البيروقراطية أداة طيعة تستخدميا‬
‫التنظيمات االجتماعية الرأسمالية والطبقة المالكة الحاكمة من أجل إحكام السيطرة عمى العمال واستغبلليم بأشكال متعددة‪،‬‬
‫إذن فالتنظيمات البيروقراطية عند ماركس تشكل فئة اجتماعية متميزة‪ ،‬يرتبط وجودىا بانقسام المجتمع إلى طبقات‬
‫‪10‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬إلى جانب تدعيميا لموضع القائم‪ ،‬فرض النظام‪ ،‬استمرار آليات القير واالستغبلل"‪.‬‬

‫فتنظيمات العمل في المجتمع الصناعي الرأسمالي (وفق التحميل الماركسي) ىي تنظيمات بيروقراطية‪ ،‬وىي ال تشغل وضعاً‬
‫عضوياً في البناء االجتماعي‪ ،‬فضبلً عن أنيا ال ترتبط بعممية اإلنتاج ارتباطاً مباش اًر‪ ،‬فوجودىا وجود مؤقت ونموىا نمو‬
‫طفيمي‪ ،‬وميمتيا األساسية ىي االحتفاظ باألوضاع الراىنة التي تتمثل في استغبلل الطبقات الحاكمة لمطبقات المحكومة‪،‬‬
‫وفي ظل ىذه الظروف يصبح نمو ىذه التنظيمات أم اًر حتمياً في مجتمع ينقسم إلى طبقات ويسعى باستمرار إلى تدعيم‬
‫‪11‬‬
‫التقسيمات الطبقية والحفاظ عمييا‪.‬‬
‫ويفقد العاممون في مثل ىذه التنظيمات القدرة عمى اإلبداع والمبادرة واالبتكار الخبلق‪ ،‬وتنتشر بينيم مظاىر التنصل من‬
‫المسؤولية‪ ،‬وتظير الخبلفات والصراعات ضمن أجواء العمل‪ ،‬بدافع السعي وراء المصالح الشخصية بين العمال‪ ،‬ومن‬
‫خبلل السعي الحثيث بالوسائل المشروعة وغير المشروعة لمحصول عمى الترقية أو المكافأة واكتساب مكانة اجتماعية‬
‫مرموقة‪ ،‬كل ذلك لتدعيم أوضاعيم ووجودىم غير المستقر‪ ،‬مما يسيم سمبياً في تدىور مستويات أدائيم وانتاجيتيم‪ ،‬بسبب‬
‫عدم االستقرار االجتماعي والنفسي ضمن التنظيمات ذات الطابع البيروقراطي الذي يعامل الفرد العامل وكأنو شيء مجرد‪،‬‬
‫وال يعاممو عمى أنو إنسان يحمل من األحاسيس والمشاعر الشيء الكثير‪.‬‬
‫ويوضح التحميل الماركسي لمشكمة االغتراب أىم العناصر األساسية التي يعتمدىا في دراستو لمشكبلت التنظيم وقضاياه‬
‫األساسية‪ ،‬وىي المشكمة التي ِ‬
‫درست في ضوء النظرية العامة حول صراع الطبقات‪ ،‬وقد احتل مفيوم االغتراب مكانة ميمة‬
‫في فكر (ماركس)‪ ،‬بعد أن وجد مظاىره منتشرة في عبلقات العاممين بعضيم مع بعض‪ ،‬وفي عبلقتيم ببقية أفراد المجتمع‪،‬‬
‫وبداخل التنظيمات المنتشرة في المجتمع‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫وقد أفرز التطور االقتصادي مشكمة االغتراب االجتماعي والنفسي لدى العاممين في التنظيمات الصناعية الرأسمالية‪،‬‬
‫فتحطيم العمال لآلالت‪ ،‬والتخريب االجتماعي‪ ،‬والرفض الثوري‪ ،‬واالحتجاجات بأشكاليا المتعددة‪ ،‬كميا أسيمت في فقدان‬
‫الشعور بالوالء لمتنظيم الرأسمالي‪ ،‬ولذلك غاب الشعور بالعضوية في المجتمع الصناعي مما أدى إلى العزلة االجتماعية‬
‫لمعاممين‪ ،‬وقد أرجع التحميل الماركسي تمك الظاىرة إلى الممكية الخاصة لوسائل اإلنتاج‪ ،‬وتقسيم العمل‪ ،‬والصراع الطبقي‬
‫القائم عمى االستغبلل واالستئثار بالسمطة والنظر إلى العامل "عمى أنو وسيمة وليس غاية بحد ذاتو‪ ،‬وال مندوحة لمخروج من‬
‫حالة االغتراب التي يعانييا عمال المجتمع الرأسمالي إال بالقضاء عمى الممكية الخاصة واالستغبلل‪ ،‬ومعاممة العمال معاممة‬
‫إنسانية تناسب طبيعتيم البشرية وتحقق متطمباتيم االجتماعية والنفسية التي تحقق ليم االستقرار والتوازن"‪ .12‬وان ىذا الوباء‬
‫(االغتراب) الذي استشرى في التنظيمات االجتماعية والصناعية الرأسمالية ليس حك اًر عمى العبلقة بين العاممين في‬
‫التنظيمات البيروقراطية وبقية أفراد المجتمع‪ ،‬بل إنو موجود داخل التنظيمات نفسيا‪ ،‬من تسمسل رئاسي دقيق‪ ،‬ونظام محدد‪،‬‬
‫واحترام شديد لمسمطة‪ ،‬وقائمة القوانين والواجبات‪ ،‬وكميا صور من صور االغتراب‪ ،‬التي تنعكس سمبياً في عدم الكفاية‬
‫اإلنتاجية لتمك التنظيمات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫ويجد أنصار التحميل الماركسي أن ثورة البروليتاريا‪ ،‬والقضاء عمى المجتمع الطبقي‪ ،‬وتبلشي الدولة وتنظيماتيا المختمفة‪،‬‬
‫واحبلل الممكية العامة مكان الممكية الخاصة والدعوة إلى الحرية الفردية المستندة إلى إدارة ديمقراطية قائمة عمى الممكية‬
‫العامة لوسائل اإلنتاج كل ذلك من شأنو أن يسيم في القضاء عمى مشكمة االغتراب لدى العمال‪ ،‬ويسيم في تحقيق توحدىم‬
‫مع مؤسساتيم‪ ،‬وتنظيماتيم االجتماعية‪" ،‬فيكون من السيل عمى كل فرد أن يقوم بدور الرئيس والمرؤوس وبذلك تزول‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫وي َدار"‬
‫وينتخب‪ُ ،‬يدير ُ‬
‫"ويصبح العامل بعد ذلك مواطنا يتمتع بالديمقراطية الحقيقية‪َ ،‬ينتخب ُ‬ ‫الدولة"‬
‫كما تجدر اإلشارة ىنا كذلك‪ ،‬إلى أن ماركس لم يبن فمسفتو ونظرياتو ىذه من العدم بل تأثر بالكثير من األفكار التي سبقتو‬
‫أو عاصرىا‪ ،‬ومنيا عمى سبيل المثال وليس من باب التحديد‪ ،‬آراء الفيمسوف الفرنسي توكفيل‪ .‬عمى الرغم من تعارضيما‬
‫في كثير من األمور وعمى رأسيا‪ ،‬األسموب الذي حدثت بو الثورة الفرنسية‪ ..‬فتوكفيل "كان ينظر لمعنف الذي طبع ىذه‬
‫الثورة عمى أنو حادث يبعث عمى األسف‪ ،‬ألنو كان باإلمكان إحداث التغيير الحتمي دون المجوء إلى العنف‪ .‬بينما يرى‬
‫ماركس بأن رفض النظام القديم(أي نظام كان)واالنتقال إلى نظام جديد ىو نتيجة لحركة التاريخ‪ .‬وال يمكن أن يتم بصورة‬
‫تدريجية وانما كان ينبغي أن يتم بواسطة العنف"‪.15‬‬
‫أما ثاني فيمسوف تأثر بو كارل ماركس بشكل واضح ىو األلماني ويميام هيجل‪ .‬فعن ىذا التأثر كتب لينين يقول "إنك ال‬
‫تستطيع فيم ماركس بدون ىيجل" ‪ ،16‬فقد أخذ عنو نظرية الجدلية التاريخية ‪ -‬حتى ولو كانت بشكل مقموب – ألن فمسفة‬
‫ىيجل انطمقت عمى العموم من أنو "ال وجود لمروح العام"‪ ،‬فيو في ىذا ال يؤمن بالمادة كأساس لموجود‪ ،‬الشيء الذي فنده‬
‫‪17‬‬
‫أما ثاني فكرة‬ ‫تماما ماركس الذي قال أن المادة وعوامل اإلنتاج وقواه ىي التي تكون األساس األول لمحياة االجتماعية‪،‬‬
‫أود طرحيا في ىذا الموضوع‪ ،‬فيي التي تتعمق برأي ماركس في "التنظيم البيروقراطي" حيث ذىب إلى "أن الطابع الرسمي‬
‫والقانوني لمتنظيمات ال يعير عن طبيعتيا الحقيقية والواقعية‪ .‬فالتنظيمات البيروقراطية اتخذت لنفسيا صورة مزيفة مشتقة من‬
‫‪18‬‬
‫ونفيم من ىذا الموقف‪ ،‬أنو ال يؤمن بالتنظيم الذي يكون مصدره الدولة ألنيا‬ ‫النصوص القانونية والموائح اإلدارية"‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫بالنسبة إليو أداة في يد الرأسمالية الصناعية المبنية أساسا عمى االستغبلل‪ ،‬وما النصوص القانونية والموائح اإلدارية إال‬
‫آليات تستخدميا الطبقة البرجوازية المتحالفة مع أجيزة الدولة ضد ما يفضل تسميتو بالبروليتاريا‪.‬‬
‫وقد خمصت النظرية الماركسية إلى التركيز عمى ضرورة تحقيق الحاجات اإلنسانية أوالً وقبل كل شيء‪ ،‬ودعت إلى إلغاء‬
‫االستغبلل‪ ،‬ونادت بتحقيق العدل والمساواة بين جميع أفراد التنظيم االجتماعي‪ ،‬والوصول من ثم إلى أكبر قدر ممكن من‬
‫اإلنتاج الذي سيعود بالنفع الكبير عمى كل األفراد في المجتمع‪ ،‬ويؤدي إلى انتعاش المستويات االجتماعية جميعيا‪ ،‬وعميو‬
‫فإن تطوير اإلنتاج وزيادتو يصبح مطمباً ميماً وغاية سامية تسعى إلييا إدارة كل تنظيم صناعي‪ ،‬فكمما كان ىناك توافق‬
‫وتبلؤم بين عناصر البنية التحتية (قوى اإلنتاج وعبلقات اإلنتاج) كان المردود (األداء واإلنتاجية) عالياً‪ ،‬وفي حال ظيور‬
‫أي اضطرابات أو خبلفات أو أية مشاكل ضمن البنية التحتية‪ ،‬سيؤدي ذلك بالضرورة إلى تدىور وانخفاض في مستويات‬
‫األداء واإلنتاجية‪.‬‬
‫يكاد يجمع عمماء التنظيم واإلدارة‪ ،‬عمى أن ماكس فيبر ىو أول من حاول تقديم نظرية منظمة وشاممة في التنظيمات‬
‫البيروقراطية‪ ،‬إذ يعد تصوره لمبيروقراطية والتنظيم الرسمي بمثابة حجر الزاوية في أي دراسة ليذا الموضوع‪.‬‬
‫‪ -2‬ماكس فيبر والنموذج البيروقراطي المثالي‪ :‬ويعتبر ماكس فيبر من عمماء االجتماع األلمان الذين كتبوا في عدة‬
‫مواضيع تاريخية وسوسيولوجية بطريقة إبداعية ومعقمنة "فحينما تعامل فيبر مع فكرة العقمنة فإننا نجده قد تعامل مع ثقافة‬
‫متحولة عما استحدثو كانط من رؤية جديدة لمفكر األلماني"‪ ،19‬وقد أوضح في كتابو"األخبلق البروتستانتية والروح‬
‫الرأسمالية"‪ ،20‬دور اإلصبلح البروتستانتي في تعميق فمسفة الروح الفردية في المذىب الرأسمالي‪ .‬وفيو بيَّن أن الرأسمالية‬
‫َّ‬
‫تبنت االعتقاد بأن العمل الجدي المؤَّدى كواجب‪ ،‬يحمل في طياتو أحسن الجزاء‪ .‬ومن جية أخرى فقد الحظ أن اإلصبلح‬
‫البروتستانتي يؤكد عمى أخبلقيات تمجد العمل وتعتبر تضييع الوقت إثماً يعاقب اإلنسان عميو‪ ،‬وىكذا فإن األخبلقيات‬
‫البروتستانتية قد أعادت لمعمل شرفو‪ ،‬وركزت عمى أىمية الفرد معتبرة أن ىذا األخير يشكل مركز المجتمع ومؤكدة بأنو‬
‫قادر عمى التحكم في مصيره والتصرف في شؤونو‪ .‬كما مجدت أيضا الحرية الشخصية والمبادرة الفردية والطموح والثقة‬
‫‪21‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالنفس"‬
‫أعتقد أن اىتمام فيبر باألخبلقيات التي جاء بيا المذىب البروتستانتي في مجال التنظيم والعمل‪ ،‬كان ردا عمى "ادعاءات"‬
‫المفكر الييودي "فرنر زمبارت" ‪ Verner Zambart‬الذي قال أن الييود ىم المصدر الحقيقي لمرأسمالية الحديثة‪ ،‬وما‬
‫صاحبيا من نمو مذىل في جميع ميادين التنمية االقتصادية واالجتماعية في أوروبا في دراسة التنظيم عموما وىولندا‬
‫وفرانكفورت والبندقية عمى وجو الخصوص‪ ،‬كما اعتقد ىذا الكاتب أن طردىم من بعض الدول األوروبية أدى إلى الكساد‬
‫والجمود في عالم المال والتجارة‪.‬‬
‫ولكن ماكس فيبر رأى العكس من ذلك تماما وىذا عندما قال أن الييود لم يساىموا في أي نمو اقتصادي أو رأسمالي بسبب‬
‫ما اسماه "باألخبلق المزدوجة" التي طبعوا بيا‪ ،‬فقد ترددوا وحاروا بين أخبلقيم الخاصة وبين االضطياد والكراىية التي كانوا‬
‫يبلقونيا أثناء حياتيم غير المستقرة بعدما ثارت ضدىم "أخبلقيات البمدان األوروبية"‪"،‬ليس من قبيل الصدفة كون المسيحية‬
‫الغربية قد استطاعت أن تبني الىوتيا بشكل منيجي أكثر‪ ،‬وبطريقة معاكسة لعناصر البلىوت الذي نجده عند الييودية‪ ،‬بل‬
‫إنيا أعطتو تطو ار ذا معنى تاريخي‪ ...‬فالبلىوت ىو "عقمنة" فكرية لئلليام الديني"‪ ،22‬وقد وافق ىذا الرأي "ستانسبلف‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫أندراسكي" أستاذ عمم االجتماع في جامعة ردنج ‪ Reding‬في إنجمترا‪ ،‬عندما قال أن الييود لم يمعبوا دو ار أساسيا في بعث‬
‫‪23‬‬
‫الرأسمالية الحديثة‪.‬‬
‫نتيجة ليذا‪ ،‬فقد لقيت ىذه الفمسفة قبوال واسعا وتوظيفا عمميا نتيجة النمو السريع لمختمف المشاريع االقتصادية التي قامت‬
‫عمى مبدأ المقاولة والمبادرة الفردية‪ ،‬وىذا النمو صاحبتو عممية تنظيم وىيكمة المؤسسات االقتصادية التي كانت تيدف إلى‬
‫تحقيق أكبر قدر من األرباح ولو حساب اإلنسان والعبلقات اإلنسانية‪ .‬إن ىذا المنحى الجديد في مجال التنظيم يمكن‬
‫التعبير عنو بالتنظيم البيروقراطي‪.‬‬
‫من ىنا جاءت فمسفة ماكس فيبر في مجال التنظيم‪ ،‬فاىتم بالكفاءة‪ ،‬والقدرة والمعرفة في التنظيم ولقد قدم نموذجا لدراسة‬
‫البيروقراطية‪ ،‬وىو النموذج المثالي"‪ ،24‬الذي حاول من خبلليا وضع نموذج تنظيمي ارتبط فيما بعد باسمو‪ ،‬حيث أن الذي‬
‫يذكر فيبر ال يمكن أن تغيب عن ذىنو فكرة التنظيم البيروقراطي أو البيروقراطية‪ ،‬لكن من جية ثانية ال يمكن القول وفي‬
‫كل األحوال أن ماكس فيبر ىو الوحيد الذي تحدث أو اىتم بموضوع البيروقراطية كأداة لمتنظيم المؤسسي أو االجتماعي‪،‬‬
‫فقد سبقو إلى ذلك الكثير من المنظرين أو الفبلسفة ال يسع المجال ىنا إلى ذكرىم جميعا‪ ،‬ونكتفي فقط بذكر"فانسون‬
‫دوجورناي ‪ Vincent Dejournayé‬حيث وكما يقول عاطف غيث في قاموس عمم االجتماع"‪ ،25‬يرجع االستخدام األول‬
‫ليذا المصطمح إلى عالم االقتصاد "فانسون دوجورناي" (‪ )797;-7971‬ويواصل عاطف غيث في نفس القاموس الحديث‬
‫عن موضوع البيروقراطية ونشأتو حيث يرى أن مصطمح البيروقراطية قد شاع استخدامو عند بعض الدارسين األوروبيين‬
‫وبخاصة األلمان منيم‪ ،‬وذلك في القرن التاسع عشر حينما زاد تدخل الدولة وسيطر الموظفون عمى أجيزة الدولة‪ .‬وفي‬
‫إنجمت ار ذاع استخدام ىذا المصطمح منذ عام ‪ ،7:11‬عندما كان عمى الدولة أن تضع بعض برامج الرعاية االجتماعية‬
‫لمفقراء ورفع مستوى الصحة العامة‪ ،‬ولقد كتب "جون ستيوارت مل" (‪ )7:81‬يقول< إن ميام الحكومة أصبحت تتوزع بين‬
‫طرائق مينية متخصصة وذلك جوىر البيروقراطية ومعناىا‪.‬‬
‫وقد وسع ‪" Robert Michels‬روبرت ميشمز مفيوم البيروقراطية لكي يشمل الدولة واألحزاب السياسية‪ ،‬وذىب إلى أن نشأة‬
‫‪26‬‬
‫البيروقراطية ترجع إلى بعض المتطمبات اإلدارية الخاصة بتنظيم وتدعيم قوة االوليجاركية "‪.‬‬
‫إن المتمعن في آراء ىؤالء الكتّاب‪ ،‬يبلحظ أنيم يجمعون عمى أن الوضع الجديد الذي آلت إليو المجتمعات الغربية بعد‬
‫الثورة الصناعية عمى وجو التحديد‪ ،‬والتغيرات الجذرية التي مست مجال العبلقات االجتماعية المختمفة أدت إلى ضرورة‬
‫وضع نظام جديد يتحكم في ىذه العبلقات‪ ،‬ىذا النظام أطمقوا عميو اسم النظام البيروقراطي‪ ،‬لكن من جية ثانية يبدو‬
‫االختبلف بينيم واضحا في نظرتيم ليذه الظاىرة‪ ،‬فالمفكرون البريطانيون مثبل نظروا إلييا عمى أساس أنيا مرتبطة بالخدمة‬
‫االجتماعية التي تعنى باالىتمام بالفقراء و المرضى ‪ ...‬بينما نظر إلييا روبرت ميشمز‪ ،‬عمى أنيا ظاىرة برزت من أجل‬
‫حماية مصالح األقمية الحاكمة أو الصفوة من المجتمع (‪ .)L'élite‬أما إذا عدنا إلى مفيوم مصطمح البيروقراطية‪ ،‬فسنبدأ‬
‫بمفيومو المغوي‪ .‬حيث جاء في قاموس عمم االجتماع أن مفيوم البيروقراطية ىو إدارة " المكتب" أو اإلدارة عن طريق‬
‫‪27‬‬
‫الموظفين‪ .‬ولكنيا في االستخدام الشائع تنطوي عمى المعاني السمبية‪.‬‬
‫أما قاموس المنيل‪ ،‬فقد عرف البيروقراطية (أوالديوانية) عمى أنيا< " تسمط الدواوين الحكومية ونمطيتيا الجامدة‪ .‬أما‬
‫الديوانيون فيم مجموع موظفي الدواوين‪ ،‬منظور إلييم من حيث نفوذىم في الدولة‪ ،‬في حين تعني كممة "بيروقراطي" أو‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫ديواني‪ ،‬موظف ديوان أو مكتب‪ ،‬وىو موظف إداري في ديوان حكومي يؤدي عممو بنمطية جامدة مستغبل سمطتو عمى‬
‫‪28‬‬
‫الجميور"‪.‬‬
‫من جيتو فقد عرف ‪ Le Petit La Rousse‬البيروقراطية عمى ‪ Bureaucratie‬عمى أنيا" سمطة الجياز اإلداري‪ ،‬لمدولة‬
‫أو لمحزب أو لممؤسسة‪ ...‬الخ‪ .‬وىي مجموع الموظفين الذين يتعسفون في استخدام السمطة بشكل روتيني‪.‬‬
‫أما البيروقراطي ‪ Bureaucrate‬بالنسبة ليذا المعجم‪ ،‬فيو "موظف يستغل أىمية دوره اتجاه الجميور"‪ .29‬واذا كان ىناك‬
‫من تعقيب نقدمو بعد سردنا ليذه التعاريف‪ ،‬فيو أن جميعيا نظرت إلى البيروقراطية والبيروقراطي نظرة سمبية بحتة فيي لم‬
‫تأت إال ألجل مصمحة خاصة ضيقة‪ ،‬حسب رأى أصحاب ىذا االتجاه‪.‬‬
‫وباخ تصار يمكن القول أن ىناك جانبان شائعان لمبيروقراطية< جانب سمبي وآخر إيجابي‪ .‬وبالنسبة لمجانب األول‪ ،‬يبلحظ‬
‫أن البيروقراطية تثبط روح االبتكار والتجديد واإلبداع‪ ،‬فيي ال تسمح بالتنمية الذاتية لمفرد وال بالتنمية الشخصية وانما تنمي‬
‫اتجاىات االنقياد والخضوع وال تأخذ في الحسبان وجود تنظيم غير رسمي أو حدوث مشاكل طارئة‪ .‬كما أن البيروقراطية‬
‫تعنى بالييكل الوظيفي الجامد والتدرج اليرمي الذي قد يؤدي إلى تشوه االتصاالت‪ ،‬لذلك ييتم ماكس فيبر بالفرد داخل‬
‫الجماعة‪ ،‬حيث اعتبر إن جميع البنيات االجتماعية كالدولة‪ ،‬التعاونية‪ ،‬وغيرىا من التجمعات ليست سوى شكل من أشكال‬
‫تطور النشاطات الخاصة بالفرد"‪.30‬‬
‫أما مزايا التنظيم البيروقراطي فقد كانت نابعة من كونيا رد فعل منطقي لبعض الممارسات اإلدارية السمبية‪ ،‬ومن ذلك‬
‫محاباة األقارب واسناد األحكام إلى اليوى الشخصي وسيادة االتجاىات العاطفية وغيرىا من المظاىر التي تجمت في بداية‬
‫الثورة الصناعية‪ ،‬لذا كان المخرج من ىذا الوضع اإلداري السيئ ىو أن يحل سمطان العقل والرشد والقانون والموضوعية‪،‬‬
‫وأن يكون االعتبار والتقييم لمجدارة وحدىا‪ ،‬وبيذا وفرت البيروقراطية الدقة والسرعة والمعرفة الكاممة بالمستندات واالستمرار‬
‫‪31‬‬
‫وخفضت االحتكاك بين األفراد وعززت التخصص"‪.‬‬
‫يفيم من ىذا الرأي أنو لم يقدم البيروقراطية عمى أن كميا شر فقط‪ ،‬وانما يمكن أن تكون خي ار إذا أحسن استخداميا من قبل‬
‫القائمين عمييا‪ ،‬وىذا ما أراد "ماكس فبير" إب ارزه من خبلل نموذجو البيروقراطي المثال معتمدا عمى منيجو في صياغة‬
‫وجيات النظر والتراث النظري "تصعيد وجمع بين وجية نظر أو مجموعة وجيات نظر وتسمسل وترابط مجموعة من‬
‫الشواىد المعطاة بشكل منعزل منتشرة ومتسترة بيذا فإننا نرسم لوحة منسجمة"‪ ،32‬تبرز نبرات المثالية في التصور الفيبري‬
‫في كون "النمط المثالي مجرد لوحة أو جدول من األفكار‪ ،‬إنو ليس الواقع التاريخي وليس أيضا الواقع األصيل بل يصمح‬
‫كخطاطة من خبلليا يتم تنظيم وترتيب الواقع إنو المثل أو النموذج الذي ال داللة لو سوى أنو تصور محدود مثالي خالص‪،‬‬
‫من خبللو نقيس الواقع لتوضيح المضمون االختياري لبعض العناصر الميمة التي تقارنو بيا"‪ ،33‬وسوف نتعرض إليو‬
‫بشيء من التفصيل بعد أن ندرج تعريفو لمبيروقراطية‪ ،‬فالبيروقراطية عند ماكس فبير ىي عبارة عن "مجموعة صارمة وثابتة‬
‫من القواعد والعقوبات الجزائية والمكاتب التي تحكم المنظمة ككل‪ .‬والمسؤولية موكمة بصفة خاصة لبعض الموظفين ويتم‬
‫‪34‬‬
‫تنفيذ الواجبات طبقا لبلئحة ثابتة‪ ،‬كما أن تنظيم المكاتب يتبع مبدأ التسمسل اليرمي"‪.‬‬
‫أعتقد أن نظرة فيبر ىذه لمفيوم البيروقراطية ىي التي عرضتو النتقادات كثيرة من قبل الكثير من الباحثين اآلخرين‪.‬‬
‫خصوصا لما حدد ىذا المفيوم في العقوبات الجزائية وربط المسؤولية داخل التنظيم ببعض الموظفين فقط‪ ،‬إضافة إلى مبدأ‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫الصرامة في التسمسل اليرمي الذي يجب أن يكون عميو ىذا التنظيم‪ .‬أما إذا عدنا ثانية إلى موضوع البيروقراطية والنموذج‬
‫البيروقراطي عند ماكس فيبر نقول أن ذيوع وانتشار ىذا المصطمح (البيروقراطية) في العموم االجتماعية يعود إلى التعريف‬
‫الكبل سيكي الذي قدمو" فبير" والذي لم يشر فيو إلى أية مضامين سمبية‪ .‬فقد اعتقد أن البيروقراطية ىي أعظم اختراع‬
‫اجتماعي توصل إليو اإلنسان‪ ،‬أو أن التنظيم البيروقراطي يعد أكثر األشكال التنظيمية التي ابتدعيا اإلنسان حتى اليوم‬
‫كفاءة‪ ،‬وذلك ألن التنظيم البيروقراطي بالنسبة إليو يتميز عن بقية أشكال التنظيم األخرى بالتفوق من الناحية التقنية‪ .‬وقد‬
‫يعود ىذا إلى وضوح األدوار التي عمى الموظفين خاصة وأفراد المجتمع عمى العموم القيام وااللتزام بيا‪ ،‬دونما تدخل عوامل‬
‫خارج التنظيم‪" .‬وحتى يوضح فيبر ىذا التفوق‪ ،‬فقد درس نماذج التنظيم المختمفة التي عاشتيا أوروبا مستخمصا ثبلثة نماذج‬
‫مختمفة ألشكال التنظيم‪ ،‬وىذه النماذج ىي<‬
‫أ‪ -‬السمطة التقميدية< وفي إطار ىذا النموذج‪ ،‬يستمد القائد شرعية من توارث السمطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سمطة الهبة اإللهية< يستمد القائد شرعيتو من الخصائص الجسمية والقدرات التي يتميز بيا عن بقية األفراد‪ ،‬مما‬
‫يجعل لو ىالة من التعظيم والتقدير نتيجة القدرة التي يتمتع بيا‪ .‬وىذا النموذج يبلحظ في بعض الشخصيات الدينية والقادة‬
‫العسكريين والمصمحين االجتماعيين الذين استطاعوا التأثير في توجيو أتباعيم نتيجة حسن التدبير وقوة الببلغة في الخطابة‬
‫والحزم‪.‬‬
‫ج‪ -‬السمطة العقمية الشرعية< "وتقوم عمى أساس التنظيم العقمي لئلدارة والتسيير بصفة عامة"‪ ،35‬حيث نبلحظ جميا تأثر‬
‫فيبر بفكرة كانط "لن يكون ذلك األصل أقل من ذلك الذي يسمو باإلنسان فوق ذاتو‪ ،‬بوصفو جزءا من العالم المحسوس‪ ،‬لن‬
‫يكون شيئا آخر غير الشخصية أي الحرية واالستقبلل تجاه قوانين الطبيعية بكامميا‪ ،‬متصورين في الوقت ذاتو بوصفيا قدرة‬
‫يمتمكيا كائن خاضع لقوانين خاصة أي لقوانين عممية خالصة معطاة بواسطة عقمو الخالص" ‪36‬وفي ىذا النوع من السمطة‬
‫"يؤمن األفراد بسمطة وسيادة القانون‪ ،‬وىذه السمطة تخص المجتمعات الحديثة التي تتميز بالنظام الحكومي وتقوم عمى‬
‫أساس التنظيم العقمي لئلدارة والتسيير ‪37‬ولعل أفضل نموذج من بين ىذه النماذج الثبلث بالنسبة لماكس فيبر ىو نموذج‬
‫السمطة العقمية الشرعية‪ ،‬الذي يقوم عمى اإليمان بسيادة القانون وصوابو‪ ،‬إذ تفترض ىذه السمطة وجود مجموعة رسمية‬
‫مستقرة من المع ايير االجتماعية تتولى تنظيم السموك تنظيما رشيدا‪ .‬بحيث يتمكن ىذا السموك من تحقيق أىداف محددة‪،‬‬
‫فالطاعة في ىذا النمط أو النموذج من السمطة ال تكون لشخص محدد‪ ،‬وانما تكون لمجموعة من المبادئ الموضوعية التي‬
‫تفرض إتباع التوجيات واألوامر الصادرة عن الرئيس بغض النظر عن شخصية ىذا الرئيس‪ .‬وفضبل عن ذلك فإن ىناك‬
‫إجراءات واضحة تتبع لكي يشغل الرئيس وضعو االجتماعي (كالتعيين أو االنتخاب)‪ ،‬وبمقتضى ذلك يمارس سمطتو في‬
‫إطار الحدود التي رسميا القانون الساري المفعول‪ .‬ويذىب فيبير إلى أن السمطة القانونية تمثل النمط الشائع في التنظيمات‬
‫الحديثة وعمى األخص الحكومية منيا‪ .‬ومن السمات األساسية التي تبنى عمييا التنظيمات التي تستند إلى السمطة القانونية‬
‫فصل اإلدارة عن الممكية الخاصة‪ ،‬ألن موارد التنظيم ال يمكن أن تكون ممكا ألعضائو وأن وظائفو ال تباع وال تشترى وال‬
‫تورث وال يمكن أن تضاف إلى الممكية الخاصة‪ .‬أما الخصائص األساسية لمنموذج البيروقراطي المثالي فقد حددىا "فيبر"‬
‫في النقاط اآلتية<‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫‪ o‬توزيع السمطة توزيعا ىرميا متسمسبل طبقا لقواعد محددة‪ .‬وتتركز في كل وظيفة عمى السمم اليرمي (وليس‬
‫الشخص نفسو)‪ ،‬سمطة ومسؤولية محددة‪ ،‬وتوجد عمى قمة اليرم طبقة اإلدارة التي تتكون من متخصصين عمى‬
‫مستوى رفيع من الخبرة والتدريب في إدارة البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ o‬تحديد العمل المطموب وتعريف واجباتو تعريفا دقيقا وتوزيعيا عمى المراكز الوطنية المختمفة بناء عمى تخصص‬
‫شاغمي ىذه المراكز‪.‬‬
‫‪ o‬تعيين الموظفين بناء عمى شروط دقيقة ومحددة سمفا وىي‪ ،‬مؤىبلتيم وخصائصيم الفنية التي تطابق العمل‬
‫وصبلحيتيم لمقيام بأعبائو‪.‬‬
‫‪ o‬تدريب الموظفين تدريبا فنيا دقيقا عمى أعباء وظائفيم حتى يتقنونيا فترتفع كفاءة أدائيم‪.‬‬
‫‪ o‬االرتباط الدائم بين الموظف والبيروقراطية واستق ارره في مينتو‪ ،‬وصعوده السمم اليرمي بالترقية عن طريق األقدمية‬
‫والجدارة‪.‬‬
‫‪ o‬إتباع نظام دقيق يتكون من قواعد واجراءات وتعميمات تتميز بالشمول والعمومية تضمن التطبيق الواحد لمحاالت‬
‫الواحدة‪ ،‬وتكفل استمرار العمل بغض النظر عن األشخاص القائمين بو‪.‬‬
‫‪ o‬وجود نظام مستندي يحتوي عمى معمومات تفصيمية عن كل أمور العمل وجزئياتو يستند إليو الموظفون‪ ،‬وال‬
‫يتخذون خطوة معينة إال إذا كان مستند يعززىا‪.‬‬
‫‪ o‬قيام العبلقات بين العاممين‪ ،‬وبينيم وبين الجميور عمى أساس موضوعي‪ ،‬وال يسمح بالعبلقات الشخصية التي‬
‫‪38‬‬
‫تؤثر عمى الحكم السميم فتضعف لقاءه األداء"‪.‬‬
‫لي‪ ،‬وكثي ار ما انتقد عمى ىذا األساس خاصة من قبل‬
‫نموذج مثا ٌ‬
‫ٌ‬ ‫يقال عن ىذا النموذج الذي صاغو "ماكس فيبر" أنو‬
‫أصحاب االتجاه الوظيفي في عمم االجتماع‪ ،‬ألن الجانب الوظيفي فيو ىو الذي كان أكثر استيدافا لمنقد‪.‬‬
‫"فإذا كان فيبر قد اىتم بتوضيح إسيام العناصر التنظيمية المختمفة في تحقيق فعالية التنظيم‪(.‬وىذا ما أشرنا إليو في‬
‫‪39‬‬
‫نموذجو المثالي)‪ ،‬فإنو لم ينجح في الكشف عن المعوقات الوظيفية التي تنطوي عمييا ىذه العناصر"‪.‬‬
‫واذا كان قصده وىدفو أيضا‪ ،‬ىو صياغة نموذج يضمن قضاء المصالح وانجاز الميام بصفة موضوعية غير ذاتية لتحقيق‬
‫درجات عالية من الكفاءة في أداء األعمال‪ ،‬فإنو لم ينج من النقد كذلك‪ ،‬لما الحظ الوظيفيون أنو أىمل تأثير التنظيمات‬
‫غير الرسمية عمى التطبيق الواقعي ليذا النموذج(إذا رأت ىذه التنظيمات أنو ال يخدم مصالحيا) ألن "فيبر" غالى في‬
‫التركيز عمى الرقابة المحكمة واجراءاتيا الدقيقة‪ ،‬األمر الذي ال يتيح لمعاممين قد ار من حرية التصرف أو المبادرة أو اإلبداع‪،‬‬
‫فيصاب التنظيم كميا بالجمود‪.‬‬
‫كما يمكن مبلحظة أن ىذا النموذج التنظيمي يدعو العاممين إلى التركيز عمى إتباع اإلجراءات التنظيمية حتى يتفادوا‬
‫العقاب‪ ،‬مما يكون لدييم ما يعرف بالشخصيات البيروقراطية التي تعارف الناس عمييا اليوم‪ ،‬وأصبحت مرادفة لمبطء‬
‫وتأخير اإلنجاز والضعف الشديد في كفاءة األداء‪.‬‬
‫إضافة إلى ىذا‪ ،‬فقد تعرض نموذج فيبر إلى انتقادات مركزة خاصة من قبل "بارسونز وغولدنر وايتزيوني"‪ ،‬حيث أشاروا إلى‬
‫أن فيبر أىمل جممة من "المتغيرات" التي تتحكم في الجياز التنظيمي ككل ومنيا<‬

‫‪56‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫‪ o‬إىمالو لمشكمة الديمقراطية في التنظيم‪.‬‬
‫‪ o‬إىمالو لمعبلقات الشخصية والجماعات غير الرسمية‪.‬‬
‫‪ o‬إىمالو لتأثير الروح المعنوية والرضا الوظيفي عمى األداء األمثل لمعمل‪.‬‬
‫‪ o‬إىمالو لمشكمة المسؤولية‪.‬‬
‫ونتيجة ليذا فقد أظير نموذج "فيبر" اختبلالت ونقص كبيرين عند التطبيق ‪ -‬الفعمي‪ .‬ألنو جاء نتيجة واقع معين عاشو‬
‫‪40‬‬
‫ماكس فيبر"‪.‬‬
‫وانطبلقا من كون "فيبر" قد اعتبر أن فعالية السمطة القانونية تتوقف عمى طريقة وضع القواعد القانونية (باالتفاق أو‬
‫باإلجبار أو بكمييما معا)‪ ،‬عمى أساس أن ىذه القواعد تتفق مع القيم الرشيدة‪ ،‬فقد حاول غولدنر (فيما بعد) اختبار بعض‬
‫متضمنات نظري ة "فيبر" في الواقع‪ ،‬وأورد نتائجو في كتابو "أنماط البيروقراطية في الصناعة" حيث خمص إلى أن "فيبر"‬
‫خمط بين نمطين من أنماط السمطة القانونية واعتبرىما نمطا واحدا‪ ،‬ىذان النمطان ىما البيروقراطية النيابية والبيروقراطية‬
‫‪41‬‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫من جيتو فقد اتجو بيتر ببلو ‪ peter blau‬نفس االتجاه عندما حاول تحديد البيروقراطية عمى أساس مبدئيا التنظيمي إما‬
‫‪42‬‬
‫مبدأ الفعالية اإلدارية وىو ما تحدث عنو ‪ P.Bernoux‬عنو "فيبر"‪ ،‬واما مبدأ حرية المخالفة وىو ما أىممو "فيبر"‪.‬‬
‫ونخمص بعد ىذا‪" ،‬إلى أن االنتقادات أو المبلحظات (عمى كثرتيا) التي وجيت لمنموذج المثالي لمتنظيم لم تقمل من قيمتو‬
‫بوصفو أداة منيجية تعين عمى فيم الواقع الممموس‪ ،‬ويشيد عمى ىذا أن النموذج ظل ‪-‬و ال يزال‪ -‬مصدر إليام ونقطة‬
‫انطبلق لكل من شرع في دراسة التنظيم‪ ،‬ذلك ألن فيبر لم يقدم النموذج بطريقة توحي لمبعض باستخدامو استخداما حرفيا‬
‫جامدا‪ .‬ودليل ذلك ما نمحظو من تفاوت ومرونة في كتابات "ماكس فيبر" والمنيج الذي استخدمو بالفعل في تحميبلتو‬
‫التاريخية‪.‬‬
‫ولقد أوضح "‪ "D.Martindale‬دون مارتندال ىذه النقطة بجبلء حينما أشار إلى أن "فيبر" لم يكن يقارن الظواىر المثالية‬
‫بالظواىر الواقعية لكي يكشف مدى االبتع اد والقرب بينيا‪ ،‬ولكنو كان يستخدم النموذج المثالي بوصفو أداة لممقارنة التاريخية‬
‫بين موقفين واقعيين أو أكثر‪ .‬وىنا تكمن أىمية النموذج المثالي من حيث أنو يمكننا من عزل العوامل التي تصبح المقارنة‬
‫عمى أساسيا ىامة وحاسمة‪.‬فإذا دققنا النظر فيما قدمو فيبير‪ ،‬فإننا لن نجد أي ضرب من المثالية فيما تضمنتو كتاباتو عن‬
‫التنظيم البيروقراطي‪ .‬لقد كان "فيبر" يعالج موضوعو عمى مستوى من التجريد ال يبعد كثي ار عن الواقع الذي يمكن‬
‫مبلحظتو‪.‬‬
‫ويضيف "السيد الحسيني" تعقيبا آخر مضافا لمرأيين السابقين (وفي نفس االتجاه)‪ ،‬وىو أن "فيبر" لم يستخدم مصطمح‬
‫التنظيم البيروقراطي لكي يقدم تحميبل ضيق النطاق لمبناء الداخمي لمتنظيم (رغم أنو خصص بعض الصفحات من كتابو‬
‫لمناقشة خصائص التنظيم وبنائو الداخمي) كما نمحظ ذلك في النظريات والدراسات الحديثة في التنظيم‪ ،‬ولكنو استخدم ىذا‬
‫المصطمح في نطاق تحميمو الحضاري المقارن الواسع النطاق‪ ،‬لكي يميز بين أنماط السمطات الثبلث وما يقابميا من أجيزة‬
‫إدارية مبلئمة ليا‪ ،‬وفي حدود ىذا الفيم يصبح الخبلف حول التفصيبلت الدقيقة المتعمقة بالنموذج المثالي لمتنظيم مسألة‬
‫‪43‬‬
‫ىينة"‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫وما يمكن استنتاجو من عرض ألفكار فيبر أن فيبر يرى أن الحياة االجتماعية في النظام الرأسمالي خاضعة لدرجة عالية‬
‫‪44‬‬
‫وليا ىيكل تنظيم تصاعدي يتألف من مراتب متدرجة بصورة عقبلنية وفق التخصص‬ ‫من الضبط في إطار تنظيم عقبلني‬
‫كما يفترض فيبر الرشد في أعضاء التنظيم ويعتبرىم كآالت ال يؤثرون في السموك التنظيمي كما أنو ركز عمى عدة‬
‫ع ناصر مثل تقسيم العمل والييكل التنظيمي وتحديد السمطة وتوزيع المسؤولية في التنظيم‪ ،‬وحسب فيبر فالتنظيم مغمق كما‬
‫أن التنظيم البيروقراطي عنده شكل أو نمط من أنماط التنظيم يتصف بالعمومية والعقبلنية ويدعم قضيتو ىذه بالنموذج‬
‫السالف عرضو الذي ال يزال حتى اآلن مصدر إلليام الدارسين المحدثين‪.‬‬
‫‪ -3‬روبرت ميشيمز (ومشكمة الديمقراطية في التنظيم)‪ :‬إذا كان ماركس قد عالج التنظيمات البيروقراطية في ضوء مفيومو‬
‫عن الصراع الطبقي واالغتراب وتصوره لممجتمع الشيوعي‪ ،‬واذا كان فيبر قد اىتم عموما بدراسة التأثيرات التي يمكن أن‬
‫تحدثيا التنظيم ات البيروقراطية عمى البناء السياسي لممجتمع‪ ،‬فإننا نجد "روبرت ميشيمز يقدم تحميبل جذابا لمسياسة الداخمية‬
‫التي تتبعيا التنظيمات الكبيرة الحجم ‪ ،‬ولكي يكشف ميشيمز عن أبعاد مشكمة الديمقراطية في التنظيمات الحديثة الكبيرة‬
‫الحجم‪ ،‬درس ‪45 Michels‬عددا من األحزاب االشتراكية ونقابات العمال في أوربا فيما قبل الحرب العالمية األولى‪ ،‬ثم قدم‬
‫سياسي‬
‫ّ‬ ‫فاألوليغارشية "ىي حكم‬
‫ّ‬ ‫"لؤلوليغارشية" ‪46‬حكم األقمية في المنظمات ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫قانونا شيي ار أطمق عميو القانون الحديدي‬
‫تنحصر فيو السمطة بين أيدي عدد قميل من األفراد أو األسر"‪" ،47‬وىو دون شك مفيوم مرتبط بروبرت ميشمز"‪.48‬‬
‫ومن خبلل ىذه النتيجة قدم ميشيمز استنتاجا مؤداه أن كل التنظيمات الكبيرة الحجم تشيد نمو كبي ار في جيازىا اإلداري‬
‫نموا يستبعد تحقيق ديمقراطية داخمية حقيقية‪ ،‬برغم ما تعتنقو ىذه التنظيمات من إيديولوجيات تؤكد المساواة وتكافؤ الفرص‬
‫والديمقراطية ‪.‬‬
‫ولقد أوضح ميشيمز أن الديمقراطية الحقيقية عسيرة التحقيق في التنظيمات الكبيرة الحجم‪ ،‬خاصة إذا ما كانت ىذه‬
‫الديمقراطية تعني مشاركة كل أعضاء التنظيم في العمل السياسي المتعمق بإصدار الق اررات فمشاركة ىؤالء األعضاء‬
‫مستحيمة فنيا ‪ ،‬ألن كثي ار منيم ينتمون إلى طبقتي العمال وصغار الموظفين‪ ،‬فضبل عن أن كثي ار من مشكبلت التنظيم‬
‫تنطوي عمى تعقيد يفرض ضرورة وجود معرفة متخصصة وتدريب فني ال يتوفر لدى ىؤالء العمال والموظفين ويقابل ذلك‬
‫موقف قادة التنظيم‪ ،‬فبحكم موقفيم ىذا يتحكمون في قنوات االتصال وما يرتبط بيا من سمطة وقوة مما يدعم في النياية‬
‫أوضاعيم ويزيدىا رسوخا واستق ار ار وما يمبث ىؤالء القادة أن يكتسبوا من خبلل ممارستيم لوظائفيم معرفة متخصصة‬
‫وميارات سياسية تبعدىم بالتدريج عن المشكبلت الحقيقية لتنظيماتيم‪ ،‬وتشجعيم عمى السعي لتحقيق مصالحيم وأىدافيم‬
‫الخا صة‪ ،‬وىكذا يحدث تحول عن األىداف الديمقراطية لمتنظيم‪ ،‬ويتضمن مؤلف ميشيمز باإلضافة إلى ذلك تحميبل‬
‫لديناميات العبلقة بين الصفوة والجماىير من خبلل مناقشتو لقضية الديمقراطية ‪.49‬‬
‫فبوصول القادة إلى مراكز القوة‪ ،‬يصبحون جزءا مكمبل لمصفوة وبذلك تصبح مصالحيم متعارضة بالضرورة مع مصالح‬
‫الجماىير ألنيم حينئذ سوف يسعون لتحقيق أوضاعيم حتى ولو كان ذلك عمى حساب التنظيم‪.‬‬
‫ومن الواضح أن ميشيمز قد تأثر ىنا بوضوح بالمبدأ الميكافيمي الذي يسمم بأن سموك أية جماعة مسيطرة أو حاكمة ينبع من‬
‫مصمحتيا الذاتية ‪ ،‬ثم درس بعد ذلك األيديولوجيات المختمفة التي تستخدميا األقميات الحاكمة في تبرير أوضاعيا فذىب‬

‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫إلى أن ىذه األقميات الحاكمة تسعى باستمرار إلى إييام الجماىير بضرورة تحقيق الوحدة الداخمية واالستقرار حتى يمكن‬
‫مواجية ما ييدد المجتمع من أخطار خارجية ‪.‬‬
‫‪ -4‬تقييم لالتجاه النظري البيروقراطي< إن ىذه النظريات تشترك جميعا في خاصية أساسية ىي محاولة تحميل المشكبلت‬
‫الخطيرة التي نجمت عن الحضارة الصناعية وما ترتب عمييا من نمو تنظيمي ىائل بيدف تقديم حمول حاسمة ليذه‬
‫المشكبلت‪ ،‬وليذا يمكن القول بأن كتابات ماركس وفيبر وميشيمز تشكل عموما إطا ار فكريا متسقا يعكس بصفة عامة‬
‫المشكبلت المختمفة التي فرضيا النمو الكيفي والكمي الذي ط أر عمى التنظيمات في المجتمعات الحديثة‪.‬‬
‫إن التنظيم البيروقراطي لم يشغل المكانة األساسية في نقد ماركس لممجتمع الصناعي‪ ،‬ذلك ألنو قد نظر إلى مشكمتي‬
‫البيروقراطية واالغتراب بوصفيما جزءا من مشكمة عامة ىي االستغبلل والسيطرة الطبقية‪ ،‬وعبلج ىذا الموقف عند ماركس‬
‫يكمن في إلغاء الطبقات ألن في ذلك قضاء عمى كل ضروب االغتراب‪ ،‬وفي المجتمع الشيوعي الذي رسم ماركس أبعاده‪،‬‬
‫سيختفي االستغبلل الطبقي تماما‪ ،‬ومن الواضح أن التحميل الماركسي قد ضيق من نطاق مصطمح التنظيم البيروقراطي‬
‫ليقصره عمى التنظيمات اإلدارية في الدولة‪ ،‬كما أن موقف ماركس من ىذه التنظيمات مرتبط أساسا بفكرة الصراع بين‬
‫الطبقات وما يسفر عنو من انتصار البيروليتاريا‪ ،‬واقامة مجتمع ال طبقي تختفي فيو التنظيمات البيروقراطية اختفاء‬
‫تدريجيا‪ .‬إن تفاءل ماركس المتمثل في إيمانو بحتمية ظيور مجتمع ال طبقي‪ ،‬قد عاقو عن تحديد المشكبلت التنظيمية‬
‫بصفة عامة‪ ،‬كما أن النمو الحديث لمتنظيمات البيروقراطية الذي شيدتو مجتمعات ذات أنظمة اقتصادية واجتماعية‬
‫وسياسية مختمفة ليكشف بجبلء عن عدم تحقق تنبؤ ماركس باالنييار التدريجي في التنظيمات الحكومية‪ ،‬ومن ىنا يمكن‬
‫أن نعتبر تحميبلت فيبر وميشيمز مكممة لنقد ماركس لمرأسمالية‪.‬‬
‫ذلك أن فيبر قد انطمق منذ البداية من قضية أساسية ىي أن التنظيم البيروقراطي شكل أو نمط من أنماط التنظيم يتصف‬
‫بالعمومية وأىمية ىذا التنظيم بوصفو أكفأ الوسائل لتحقيق األىداف المجتمعية فالنمو التنظيمي أصبح يعني السيطرة الكاممة‬
‫لمتنظيم الرشيد عمى كل النظم اإلدارية الحديثة‪ ،‬رغم االختبلف الشديد بين وجيتي نظر ماركس وفيبر إال أننا نستطيع أن‬
‫نممس عنص ار مشتركا في اتجاىيما ىو دراسة مشكمة التنظيم من وجية نظر واسعة ومن منظور تاريخي فالمشكبلت التي‬
‫أثارىا مشكبلت تتعمق بالمجتمع ككل‪،‬ذلك المجتمع الذي يعد وحدة أساسية في تحميبلتيما‪.‬‬
‫أما موقف "روبرت ميشيمز" من التنظيم فيختمف إلى حد كبير عن موقف سمفيو‪،‬فمقد نظر إلى التنظيم بوصفو نظاما لمسيطرة‬
‫السياسية وأداة تستخدميا قمة حاكمة‪ ،‬وىي لذلك تسعى جاىدة إلى إبعاد القوة عن مصدرىا الشرعي لتكون في يدىم أداة‬
‫لخدمة مصالحيم الخاصة‪ ،‬وكما أنو اكتفى بتحميل دور األقميات الحاكمة في التنظيم وما يرتبط بذلك من مشكبلت‬
‫ديمقراطية‪.‬‬
‫ولو أمعنا مرة أخرى النظر في تحميبلت كل من ماركس وفيبر وميشيمز أنيا تنطوي عمى عناصر مشتركة‪ ،‬لعل أىميا‬
‫اتساع نطاق معالجتيم لظاىرة التنظيم‪ ،‬ذلك أنيم لم يدرسوا التنظيمات في فراغ سياسي واجتماعي كما تفعل بعض‬
‫النظريات الحديثة بل ربطوا ىذه الظاىرة بالبناء االجتماعي وما يتضمنو من صراع ومشكبلت‪ ،‬فمقد تتبعوا المشكبلت‬
‫األساسية في المجتمع حتى وصموا إلى انعكاساتيا عمى الواقع التنظيمي‪ ،‬ثم عادوا مرة أخرى فدرسوا التأثيرات التي تحدثيا‬
‫التنظيمات البيروقراطية عمى بناء القوة في المجتمع‪ ،‬ولقد أثروا تحميبلتيم ىذه بمنظور تاريخي واسع مكنيم من دراسة‬

‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫المجتمعات والتنظيمات دراسة دينامية ولقد ساعدىم ذلك أيضا عمى إدراك المشكبلت التنظيمية األساسية وتحديد نتائجيا‬
‫وآثارىا‪.‬‬
‫عمى أن الشيء الجدير بالتأكيد ىنا ىو أن ىذه التحميبلت الكبلسيكية لم تستند في الغالب إلى شواىد واقعية بالمعنى‬
‫المعروف في ال دراسات الحديثة‪ ،‬ولكن مع ذلك تكشف عن وعي عميق بالفارق بين ما يقولو الناس وما يفعمونو‪ ،‬بين‬
‫عبلقاتيم االجتماعية كما تعبر عنيا الموائح والقواعد الرسمية‪ ،‬وعبلقاتيم الواقعية في ضوء القوة والسمطة‪.‬‬
‫ومن اليسير بعد ذلك أن نكشف عن سمة مشتركة تسم التحميبلت الكبلسيكية عموما‪ ،‬ىي اىتماميا بدراسة تأثير التنظيمات‬
‫البيروقراطية عمى وجود الفرد وحريتو فماركس يؤكد فكرة اغتراب اإلنسان وضياعو وضعفو أمام الطبقة المتسمطة التي‬
‫تسيطر عمى التنظيمات البيروقراطية‪ ،‬وفبير يكشف عن انييار شخصية العامل نتيجة لزيادة حدة تقسيم العمل‪ ،‬ثم يؤكد بعد‬
‫ذلك سيطرة التنظيمات الكبيرة الحجم عمى المجاالت االقتصادية والسياسية والتعميمية والعسكرية‪ ،‬مما ترتب عميو زيادة‬
‫الصورية واآللية والجيل بما يحيط بو وعدم القدرة عمى استيعاب األىداف التنظيمية والتوحد معيا‪ ،‬لذلك يشير "الباساد"‬
‫‪ "Lapassade‬أول ما ُيعاب عمى البيروقراطية ىو أنيا تسمب األفراد القيام باالتصال والمبادرة‪ ،‬وتحمل مسؤولية أعماليم‪،‬‬
‫وقدرتيم عمى اتّخاذ الق اررات‪ ،50‬وأخي ار ييتم ميشيمز بتوضيح الجانب السياسي الغتراب الفرد‪ ،‬والضياع الذي يعاني منو‬
‫أعضاء التنظيم نتيجة النصراف القمة الحاكمة عن شؤون التنظيم ومشكبلتو‪ ،‬فالبيروقراطية" تجرد أعضاء المنظمة من‬
‫حقيم في اتخاذ الق اررات‪ ،‬وتحوليم إلى مجرد أفراد ينفذون ما يتمقونو من أوامر‪ ،‬تمنع أعضاء المنظمة من اإلحاطة الوافية‬
‫‪52‬‬
‫اطي ىو عالم ال‬
‫إن العالم البيروقر ّ‬
‫إمكانية قياس مجيودىم الخاص" ‪ .‬ووفقاً لموكاس )‪ّ "،(Lukas‬‬
‫ّ‬ ‫بالوقائع"‪" ،51‬وتجردىم من‬
‫ذاتي‪ ،‬ومكممو الضروري ىو ما يسميو الماركسيون الوعي الزائف"‪.53‬‬
‫ّ‬
‫إن ىذه النظريات قد استخدمت في بعض األحيان مفاىيم غير دقيقة‪ ،‬وكنتيجة لذلك كمو نجد ىذه النظريات تتضمن‬
‫تعميمات وأحكام عامة ال تصدق إال تحت ظروف معينة ولقد أثارت ىذه النقطة بالذات اىتمام الدارسين المحدثين لمتنظيم‪،‬‬
‫وحاولوا اختبارىا اختبا ار واقعيا بيدف التعرف عمى الظروف التي تكشف عن مدى صدقيا ومبلءمتيا‪ ،‬ولقد اقتضى ذلك‬
‫تحول االىتمام من المستوى المجتمعي إلى المستوى التنظيمي ومن النظرة الرحبة الواسعة النطاق إلى نظرة ضيقة محدودة‬
‫نسبيا‪ ،‬كما أنيم لم يدرسوا المعوقات التنظيمية بشيء من الدقة والتحميل بل كانت تحميبلتيم ليا في السياق العام لممشكبلت‬
‫التنظيمية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫الهوامش والمراجع‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪A. Mucchielli, Approche systémique et communicationnelle des organisations, Armand‬‬
‫‪Colin, Paris, 1998, P.100‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jacques Attali, Karl Marx, ou l’esprit du monde, éditions fayard, Paris, 2005 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Karl Marx, "Préface ", in Contribution à la critique de l’économie politique, Paris, Éditions‬‬
‫‪sociales, 1972, p. 18.‬‬
‫‪5‬‬
‫)‪Marx, Karl, "Le Capital", in Œuvres Économie I, Gallimard (Bibliothèque de la Pléiade‬‬
‫‪,1965.p864.‬‬
‫‪ 6‬األخرس‪ ،‬صفوح‪ ،‬عمم االجتماع العام‪ ،‬المطبعة الجديدة‪ ،‬دمشق‪ ،7;:1 ،‬ص‪.:7‬‬
‫‪7‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.:9‬‬
‫‪8‬‬
‫زىري‪ ،‬زينب محمد‪ ،‬واسماعيل‪ ،‬محمد قباري‪ ،‬أساسيات عمم االجتماع االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،7‬المنشأة العامة‪ ،‬لمنشر‬
‫واإلعبلن‪ ،‬طرابمس‪ ،‬ليبيا‪ ،7;:7 ،‬ص ص ‪791-78:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Fletcher, R., The Making of Sociology، Beginning and foundations, volume 1, Nelson’s‬‬
‫‪university, G.B, 1972, P.388.‬‬
‫‪10‬‬
‫بمقاسم سبلطنية‪ ،‬واسماعيل قيرة‪ ،‬التنظيم الحديث لممؤسسة التصور والمفهوم ‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الفجر لمنشر و التوزيع‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،111: ،‬ص ‪. 719‬‬
‫‪11‬‬
‫الحسيني‪ ،‬السيد محمد‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬ط‪ ،7‬دار المعارف بمصر‪ ،7;91 ،‬ص ص ‪.8;-8:‬‬
‫‪12‬‬
‫شتا‪ ،‬السيد عمي‪ ،‬اغتراب اإلنسان في التنظيمات الصناعية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون تاريخ نشر‪،‬‬
‫ص ‪.17‬‬
‫‪13‬‬
‫عمي سعيدان‪ ،‬بيروقراطية اإلدارة الجزائرية‪ ،‬الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ 7;:7. ،‬ص‪.87‬‬
‫‪14‬‬
‫الحسني ‪،‬السيد ‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪15‬‬
‫ريموند أرون‪ ،‬المجتمع الصناعي‪ ،‬ترجمة فكتور باسيل‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪،7;87. ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪16‬‬
‫حسن شحاتة سعفان‪ ،‬دراسات في عمم االجتماع االقتصادي‪ ،‬المطبعة العالمية‪ ،‬القاىرة‪ ،7;97. ،‬ص ‪.799‬‬
‫‪17‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.777‬‬
‫‪18‬‬
‫الحسني‪ ،‬السيد‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Boutot, Alain, La pensée allemande Moderne, PUF, que.sais.je, 1995, p29.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Max Weber, L'Éthique protestante et l'esprit du capitalisme, Paris, Gallimard, 2004.‬‬
‫‪21‬‬
‫مصطفى عشوي‪ ،‬أسس عمم النفس الصناعي التنظيمي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪،7;;1،. ،‬ص‪.8:‬‬
‫‪22‬‬
‫ماكس فيبر‪ ،‬رجل العمم ورجل السياسة‪ ،‬ترجمة نادر ذكرى‪ ،‬دار الحقيقة‪ ،7;:1 ،‬ص;‪.8‬‬
‫‪23‬‬
‫قباري محمد إسماعيل‪ ،‬عمم االجتماع الصناعي ومشكالت اإلدارة والتنمية‪ ،‬منشأة المعارف‪ . ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪،7;:1‬ص‪.179‬‬
‫‪24‬‬
‫‪Jean-Pierre Durand et Robert Weil, Sociologie contemporaine, Ed Vigot, Paris, 1989, p‬‬
‫‪377.‬‬
‫‪25‬‬
‫محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس عمم االجتماع‪ ،‬دار الفرقة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪26‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫‪9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫‪27‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪28‬‬
‫سييل إدريس‪ ،‬المنهل‪ ،‬قاموس عربي فرنسي‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪،1111 ،‬ص‪.7:1‬‬
‫‪29‬‬
‫‪Le petit la rousse, Ulustre-Maury Imprimeur S.A , Paris , 2001 ,P160.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Weber Max, Economie et société, Vol 1, Paris, Pocket, Plon, 1995, p. 41‬‬
‫‪31‬‬
‫محمد منير حجاب‪ ،‬الموسوعة اإلعالمية‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،1118 ،‬ص ‪،778‬‬
‫‪.779‬‬
‫‪32‬‬
‫‪Weber Max, Essais sur la théorie de la science. Libraire, plan, 1965, p172.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Weber Max, Essais sur la théorie de la science, Op.cit, p 177.‬‬
‫‪34‬‬
‫وليام روث‪ ،‬تطور نظرية اإلدارة‪ ،‬ترجمة عبد الحكيم أحمد الخزامي‪ ،‬إتراك لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪،1117‬ص‪.1:‬‬
‫‪ 35‬مصطفى عشوي‪ ،‬أسس عمم النفس الصناعي التنظيمي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪،7;;1.،‬ص;‪.8‬‬
‫‪36‬‬
‫‪Kant Emmanuel, Critique de la raison pratique, PUF, Paris, p 91.‬‬
‫‪ 37‬فاروق مدارس ‪ ،‬التنظيم و عالقات العمل ‪ ،‬مؤسسة االخوة مدني ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1111 ،‬ص ‪. 77‬‬
‫‪38‬‬
‫سعيد يس عامر وعمي محمد عبد الوىاب‪ ،‬الفكر المعاصر في التنظيم واإلدارة‪ ،‬ط ‪ .1‬مركز وايد سرفيس لبلستشارات‬
‫والتطوير اإلداري‪ ،‬مصر‪ ،7;;: ،‬ص ص ‪.71-77‬‬
‫‪39‬‬
‫السيد الحسيني‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7:‬‬
‫‪40‬‬
‫طمعت إبراىيم لطفي‪ ،‬عمم االجتماع الصناعي‪ ،‬شركة عكاظ لمنشر والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،7;:1 .‬ص‪.771‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Bagla-Gökalp L, Sociologie des organisations, Paris, coll. Repères, 8991, P 43.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Bernoux. (P) .L a sociologie des organisations. Ed du Seuil. Paris.1985. P 470.‬‬
‫‪43‬‬
‫الحسني السيد ‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪44‬‬
‫عمي ليمى ‪ ،‬النظرية االجتماعية المعاصرة‪ ،‬األنساق الكالسيكية ‪ ،‬المكتبة المصرية ‪ ،‬االسكندرية ‪،1111،‬ص ‪.8;7‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Robert, Michels, Les partis politiques : essai sur les tendances oligarchiques des‬‬
‫‪démocraties, traduction française de S. Jankelevitch, Flammarion, 1971.‬‬
‫‪46‬‬
‫الحسني السيد‪ ،‬النظرية االجتماعية و دراسة النظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪47‬‬
‫‪D’après le dictionnaire encyclopédique Quillet‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Robert, Michels, Les partis politiques ، essai sur les tendances oligarchiques des‬‬
‫‪démocraties, Op.cit, P 309.‬‬
‫‪49‬‬
‫الحسني‪ ،‬السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Lapassade, G, groupes, organisations, institutions, Bordas, Paris 1974, P.148‬‬
‫‪51‬‬
‫‪M. Crozier, Le Phénomène bureaucratique, Op. cit, P.229‬‬
‫‪52‬‬
‫‪Id, P. 256‬‬
‫‪53‬‬
‫‪Lapassade, G, Op. cit, P. 94‬‬

‫‪55‬‬

You might also like