‫التراتبية االجتماعية‬

‫‪ -1‬تعاريف‬
‫‪ -2‬أشكلة عامة لموضوع التراتبّية االجتماعية‬
‫‪ -3‬نظريات التراتبّية االجتماعية‬
‫‪ -4‬التراتبّية االجتماعية والتغيير االجتماعي‬
‫‪ -5‬التراتبّية االجتماعية وعدم المساواة االجتماعية‬
 ‫تعاريف‬ ‫‪-1‬‬

‫يع رف ب ودون‪ Boudon‬التراتبّي ة االجتماعي ة باعتباره ا «تم ايزا للوظ ائف‪ ،‬مرتب ة‬
‫ومقدرة في نفس الوقت من خالل معايير محددة لكل مجتمع» (‪.)Boudon, 1992, p227‬‬

‫أما بيار أنصار ‪ P. Ansart‬فيرى أّنها «تمثيل لمجتمع بطريقة موّز عة من خالل مبدأ ممّي ز‬
‫اجتماعي ا وبطريق ة عمودي ة‪ ...‬إّنه ا توزي ع غ ير متس او للحق وق واالمتي ازات‪ ،‬للواجب ات‬
‫والمسؤوليات» (‪.)Ansart, 1999, p507‬‬

‫أخ يرا يع رف ك ازنوف‪Cazeneuve‬التراتبّي ة باعتباره ا «ترتيب ا متباين ا لألف راد ال ذين يش كلون‬
‫النس ق االجتم اعي ووص ف بعض هم لبعض ب األعلى واألس فل من خالل القيم األساس ية‬
‫للمجتمع» (‪.)Cazaneuve, 1976, p167‬‬

‫إّن عم وم التص ّو رات السوس يولوجية للتراتبي ة االجتماعي ة يعتم د على مم اثالت م ع‬
‫الفضاء (‪.)topologie‬‬

‫تصَو رالعام‬
‫أو‬ ‫باريتو‬ ‫بورديو أو‬
‫‪o‬‬ ‫‪Pareto‬‬
‫‪Bourdieu‬‬

‫يمكن أن نالح ظ ك ذلك أن التراتبي ة بن اء نظ ري فق ط ليس ل ه محت وى إم بريقي‪ ،‬هي‬

‫عمل تقوم به الدراسات السوسيولوجية لتجميع الفئات من خالل التشابهات الموجودة بينها‪.‬‬

‫أشكلة عامة لموضوع التراتبّية االجتماعية‬ ‫‪-2‬‬

‫إن أفراد المجتمع ليسوا سواء‪ ،‬هناك الكثير من االختالفات بينهم (في القوة‪ ،‬الذكاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )...‬يمكن أن نسمي ذلك «الترتيب الطبيعي»‪.‬‬
‫هن اك عالق ة بين «ال ترتيب الط بيعي» و«ال ترتيب االجتم اعي»‪ ،‬ولكنه ا عالق ة غ ير‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورية وغير ثابتة‪.‬‬
‫توج د ك ذلك ف وارق ذات ص بغة اجتماعي ة خاص ة تل ك المتعلق ة بموق ع األس ر‬ ‫‪-‬‬
‫والعائالت وما تملكه من ثروة‪ :‬عالقات‪ ،‬مال‪ ،‬إمكانات‪... ،‬‬
‫يمكن أن نقس م المجتم ع إلى ع دة تقس يمات‪ :‬باعتب ار الجنس‪ ،‬الّس ن‪ ،‬الوظ ائف‪.... ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولكن ال نعت بر ذل ك تراتبي ة اجتماعي ة إّال حينم ا يك ون أس اس التقس يم المعتم د‬
‫«الوظائف االجتماعية» وحينما تترتب هذه الوظائف اجتماعيا‪.‬‬
‫إن المعايير المعتمدة للترتيب هي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫غالب ا م ا تب نى أي تراتبي ة على معي ار أساس ي معتم د في المجتمع ات القديم ة‪ ،‬ك ان‬ ‫‪-‬‬
‫المعيار الغالب هو الوراثة ونسق القرابة‪ ،‬وأحيانا أخرى الرؤية الدينّي ة‪ .‬تأخذ هذه‬
‫التراتبيات طابعا اجتماعيا رسميا ومعتمدا‪.‬‬
‫أما المجتمعات الحديثة فتتأسس فيها التراتبية على أساس «الوظائف» وهناك ترتيب‬ ‫‪-‬‬
‫لها من األدنى إلى األعلى‪.‬‬
‫وظيفة‬
‫إن ه ذا ال ترتيب يعتم د على قيم أساس ية تحرك ه على ح د ق ول بارس ونز‪ ،Parsons‬أم ا‬
‫بودون فيرى أن أساس الترتيب االجتماعي هو مبدأ العرض والطلب‪.‬‬

‫إن هذا الترتيب االجتماعي يحّد د توزيع األشياء في المجتمع (الثروة‪ ،‬السلطة‪ ،‬الحظوة)‬
‫والتي هي نادرة ومحل تنافس بين المجتمع‪.‬‬

‫وظيفة‬ ‫وظيفة‬

‫‪++‬‬ ‫‪++‬‬
‫توزيع‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫توزيع‬

‫فرد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫فرد‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬

‫إن طريقة توزيع «األشياء» االجتماعية غالبا ما تكون غير متساوية‪ ،‬إنها تحدث حس ب‬
‫المخطط التالي‪:‬‬

‫أكثرية‬ ‫أقلية‬

‫جيد‬ ‫جيد‬

‫نظريات التراتبية االجتماعية‬ ‫‪-3‬‬

‫إن األصل العام ألشكال التراتبية االجتماعية هو مبدأ «الالمساواة» الذي بدأ التفكير فيه‬
‫في القرن ‪ .18‬هناك ‪ 3‬طرق في بناء النظريات حول التراتبية االجتماعية‪ )1( :‬التراتبية‬
‫االجتماعية تتأسس من خالل الطبيعة أم من خالل «المتعالي»‪ Latranscendance‬في الرؤية‬
‫الديني ة‪ )2( ،‬دراس ة أص ل الالمس اواة (خاص ة عن د ل وك ‪ Loke‬ال ذي يعت بر أنه ا ناتج ة عن‬
‫تح ول الملكي ة الجماعي ة إلى ملكيةفردي ة‪ )3( ،‬وأخ يرا محاول ة تحلي ل الص يرورات‬
‫االجتماعية التي تعمل على إنتاج الالمساواة والحفاظ عليها‪.‬‬

‫النظرية الوظيفية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تط رح النظري ة الوظيفي ة الس ؤال الت الي‪ :‬كي ف تح دد طريق ة عم ل مجتم ع م ا ت رتيب‬
‫الوظائف بطريقة معينة؟‬

‫ترى هذه النظرية أن تشكل تراتبية اجتماعية يّم ر ب ‪ 03‬صيرورات‪:‬‬

‫تباين وتمايز الوظائف االجتماعية‬ ‫‪-‬‬

‫ترتيب هذه الوظائف من األدنى (‪ )-‬إلى األعلى (‪)+‬‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع الموارد االجتماعية بحسب هذا الترتيب‬ ‫‪-‬‬

‫نظرية الطبقات االجتماعية‬ ‫‪-‬‬

‫ي رى دع اة ه ذه النظري ة أن المجتم ع ينقس م إلى طبق ات (مجموع ة كلي ة وك برى‬

‫‪Max‬‬ ‫متجانس ة) ولكن تختل ف النظري ة الماركس ية عن الرؤي ة ال تي يق دمها م اكس فيب ير‬
‫‪ ،Wiber‬إن أصل االختالف بين التصّو رين يمكن أن يصاغ في السؤال التالي‪ :‬هل للطبقات‬
‫االجتماعي ة وج ود حقيقي وفعلي أم هي فق ط مف اهيم يبينه ا الب احث للتحلي ل السوس يولوجي‬
‫فقط؟ يرى الماركسيون أن للطبقات وجودا فعليا‪ ،‬أما فيبر فيعتبرها تسميات لوقائع منهجية‬
‫وإ يبستمولوجية فقط‪.‬‬

‫التراتبية والتغّير االجتماعي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫هناك طريقتين في دراسة ديناميكية التراتبية االجتماعية‪:‬‬

‫من جه ة دراس ة مس ار التراتبي ة ومآله ا بطريق ة كلي ة‪ ،‬إنه ا الرؤي ة الماركس ية‬ ‫‪-‬‬
‫وتقسيمها للمجتمع إلى أجزاء قليلة (كبيرة الحجم) ومتصارعة‪.‬‬
‫من جه ة أخ رى هن اك دراس ة التغ ير داخ ل التراتبي ة‪ ،‬هن ا نتح دث عن إش كال‬ ‫‪-‬‬
‫«الحراكاالجتم اعي» وكي ف يتح رك األف راد من مس توى اجتم اعي إلى آخ ر س واء‬
‫صعودا أو هبوطا في سلم التراتبية االجتماعية‪.‬‬

‫التراتبية وإ شكال «الالمساواة االجتماعية»‬ ‫‪-5‬‬

‫تعتبر الالمساواة االجتماعية ‪ L’inégalitésociale‬كنتيجة لتوزيع غير العادل للموارد بين‬

‫أف راد المجتم ع‪ ،‬يرج ع ذل ك إلى منط ق عم ل التراتبي ة االجتماعي ة‪ ،‬و يخل ق ذل ك إحساس ا‬
‫بالظلم االجتماعي لدى األفراد الذين يحصلون على الحد األدنى من الموارد الموّز عة‪.‬‬

‫تتميز الالمساواة االجتماعية بالخصائص التالية‪:‬‬

‫إنها متعددة األبعاد وتشمل كل مناحي الحياة االجتماعية‬ ‫‪-‬‬

‫إنها تشكل نسق ويتوّلد بعضها عن بعض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنها تتراكم‪ :‬هناك مراكمة لالمتيازات ومراكمة للنقائص والمشاكل االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنها تتطور‪ ،‬تتعدد وتتحّو ل‪.‬‬ ‫‪-‬‬