Professional Documents
Culture Documents
أهداف المقطع:
يهدف هذا المقطع إلى تمكين الطالب من :
-فهم المقصود بالنظام االجتماعي وأهم تعريفات الباحثين في هذا الخصوص.
-القدرة على تحديد خصائص النظام االجتماعي وأهم وظائفه.
-المعرفة والتمييز بين أنواع النظم االجتماعية السائدة في المجتمعات مثل النظام التربوي والنظام
السياسي.
تمهيد:
إن النظام االجتماعي هو طريقة مقننة للسلوك االجتماعي ،وهو بذلك وسيلة لتوجيه الطاقة
االجتماعية وإستخدامها صحيحًا.
وقد تم استخدام مفهوم النظام االجتماعي ،بهدف تبيان العالقة الموجودة بين األفراد من خالل
عملية اإلعتماد المتبادل لألفراد في الكل اإلجتماعي ،مع ضرورة وجود فئة معينة من القيم يدور حولها هذا
النظام.
إن النظم اإلجتماعية تعتبر دعامة أساسية في بناء المجتمع ،فبواسطتها يتم إشباع اإلحتياجات
الضرورية لألفراد والجماعات ،إضافة إلى أنها (النظم اإلجتماعية):
تنظم السلوك.
توجيه العالقات.
تضمن استقرار المجتمع واستم ارره في الوجود.
ونظ ار ألهمية "النظم االجتماعية" في الدراسات السوسيولوجية فإننا سنتطرق في هذا المقطع إلى:
-تعريف النظام االجتماعي.
-عناصر النظام االجتماعي ،خصائصه ووظائفه.
-أنواع النظم.
أوال) تعريف النظام االجتماعي
النظام االجتماعي هو شكل منظم للسلوك االجتماعي ضمن نشاط معين ،يتضمن مجموعة من
القواعد والطرق ألساليب العمل والسلوك ،وعناصر النظام االجتماعي هي األشخاص أو الجماعة البشرية
والمعدات واألجهزة والتنظيم والطرق ومجريات العمل والشعائر ،وله خصائص تشكل نماذج للتفكير والتصرف
1
ولكل نظام اجتماعي هدف( .زبيدي،
ّ وتتصف باالستقرار النسبي وتتصف بالشمول والعمومية والتكامل
،0200 ،0202ص .)85
كما أن هناك اختالف في تحديد مفهوم النظام االجتماعي ،فنجد "هوبيوس" » «Hoppeosيشير
إلى هذا االختالف بقوله "من المشكوك فيه أن يحدث اتفاق حول تحديد هذا المفهوم ،فكل عالم يحاول
تعريف النظام حسب الوظائف التي يؤديها بالعناصر التي يتكون منها "( .الزيود ،0202 ،ص )79
ومن بين تعريفات النظام االجتماعي نجد( :الزيود ،0202 ،ص ص .)75 ،79
تعريف رادكليف" :النظام االجتماعي هو عبارة عن الحاالت المقررة للسلوك".
تعريف إلوود :النظم االجتماعية عبارة عن العادات االجتماعية التي تترتب في شكل أنساق".
تعريف مكييفر وبيج" :النظم االجتماعية هي تلك األشكال المقررة ألساليب العمل والسلوك فلي الحياة
االجتماعية.
تعريف ليستروارد :النظام االجتماعي هو وسيلة لتوجيه الطاقة االجتماعية واستخدامها استخدامًا صحيحًا".
تعريف هايس" :النظم االجتماعية هي عبارة عن فئات من المناشط التي يتمسك بها المجتمع على اعتبار
أنها وسائل هادفة يستعين بها في تحقيق أهداف مقصودة ومقبولة".
من خالل هذه التعريفات يتضح أن النظم االجتماعية هي عبارة عن أساليب مقننة للسلوك االجتماعي،
تدور حول مجموعة من القيم وتعمل على إشباع مختلف الحاجات إلنسانية.
فالمجتمع ينظر إليه بوصفه نظاماً اجتماعيا ،حيث يولد األفراد ويعيشون ويموتون ،ويبقى المجتمع بوصفه
نظامًا ،هذا النظام ليس بنظام بيولوج ي أو ثقافي أو ديني ...إلخ ،وإنما هو نظام اجتماعي اقتصادي يحدد
كل محتوى األشكال األخرى (ثقافية ،دينية ،فكرية( )...زبيدي ،0200 ،0202 ،ص .)87
وتجدر اإلشارة إلى ّأنه ال ّبد من التفرقة بين النظام االجتماعي والنسق االجتماعي ،فهذا األخير (النسق
االجتماعي ) يتألف من مجموعة من النظم .التي يعتبر الواحد منها بمثابة نسق فرعي أو جزئي ،فنسق
القرابة شمن عدداً من النظم االجتماعية التي يشترك كّلها في معالجة فئات معينة من الظواهر تدور حول:
الزواج ،العائلة ،العالقات القرابية (كالمصاهرة) .والنسق االقتصادي يضم عدداً من النظم االجتماعية التي
تدور حول النشاط االقتصادي في المجتمع مثل نظام الملكية ،اإلنتاج ،العمل واالستهالك.
2
النظام االجتماعي هو شكل منظم للسلوك االجتماعي ضمن نشاط معين ،يتضمن مجموعة من
القواعد والطرق ألساليب العمل والسلوك ،كما توجد هناك نظم اقتصادية وأسرية وسياسية ودينية وتاريخية
(زبيدي ،0200-0202 ،ص .)87وعليه فإن النظرة التحليلية للنظام االجتماعي تقتضي تحديد العناصر
التي يتألف منها النظام ،ذلك ألن أي نظام اجتماعي يتألف من عدد من النظم الجزئية البسيطة ،والتي هي
بدورها تتأ لف من عدد كبير من العناصر المتشابكة ،وفي هذا الصدد قام بعض علماء االجتماع
واألنثروبولوجيا بمحاوالت جادة في هذا المجال عن طريق محاولتهم تحديد مكونات النظام اإلجتماعي
وعناصر ونذكر منهم :وليام جراهام سمنر ومالينوفسكي( ،الزيود ،0202 ،ص )75
حسب"جراهام سمنر" فإن النظام االجتماعي يتكون من أربعة عناصر هي( :محمد حسن،0750 ،
ص ص )153 ،150
-0األشخاص (الجماعة البشرية).
-0المعدات أو األدوات.
-1التنظيم والطرق (مجريات العمل).
-3الشعائر والرسميات.
هذه العناصر األربع لها وظيفتها في النظام االجتماعي وهي على هذا الشكل:
أوال :بالنسبة األشخاص أو الجماعات البشرية:
وظيفتهم في النظام اإلجتماعي يتمثل في كونهم هم الذين يسهرون على تنفيذ قواعد النظام.
ثانيا :بالنسبة للمعدات :يستخدمها النظام اإلجتماعي ألداء وظائفه وتحقيق أهدافه كأدوات اإلنتاج وأثاث
األسرة.
ثالثا :بالنسبة للتنظيم والطرق (مجريات العمل) :فهو الشكل الذي يتخذه النظام لتحقيق أهدافه ،والذي من
خالله يمكن تنسيق الجهود وتحديد األدوار وتوزيع المسؤوليات واالختصاصات فعلى سبيل المثال :التنظيم
في األسرة األبوية يجعل السلطة العليا في يد األب (أي في يد أكبر أفراد األسرة سنا من الذكور) ،واألمر
نفسه بالنسبة لألسرة األموية.
رابعا :بالنسبة للشعائر والرسميات :فهي عبارة عن العادات والتقاليد والجوانب الرمزية المرتبطة بالنظام
ومن أمثلة ذلك:
شعائر دفع المهر وعقد القران.
رفع علم الدولة.
3
عزف السالم الملكي أو الجمهوري.
4
.1النظام الديني.
.3النظام المهني.
.8النظام الصناعي.
في حين نجد أن "إنكليس أليكس" صنفه إلى أربع مجموعات( :محمد حسن ،0750 ،ص .)152
المجموعة األولى (النظم السياسية) :وهي التي تتعلق بممارسة القوة ،كما تتميز باإلحتكار المشروع
للقوة.
المجموعة الثانية (النظم اإلقتصادية) :وهي التي تختص باإلنتاج وتوزيع السلع.
المجموعة الثالثة (النظم التكاملية التعبيرية) :وهي التي ترتبط بالدراما واإلبداع واألفكار والقيم.
المجموعة الرابعة (النظم القرابية) :وهي التي تتركز حول تنظيم العالقات الجنسية وتهيئة الظروف
لرعاية الصغار.
وعليه يمكننا أن نحدد أنواع النظم كما يلي:
-1نظام األسرة والزواج:
.1.1مفهوم األسرة :يعتبر مفهوم األسرة من المفاهيم التي حظيت بإهتمام كبير من طرف الباحثين
والمهتمين بميدان األسرة والعائلة ،إالّ أنهم إختلفوا في تعريفهم لألسرة حسب بناء ما أو وظيفتها
أن معظمهم لتفق على أربعة معايير أساسية لألسرة وهي( :بومخلوف وآخرون،
ونمط معيشتها ،غير ّ
،0225ص .)07
* معيار الرابطة القانونية (الشرعية اإلجتماعية) :وهي التي تربط بين الرجل والمرأة وهما الزوجين.
* معيار الرابطة البيولوجية :وهي العالقة التي تربط بين اآلباء واألبناء
* معيار الرابطة المجالية :وهو اإلشراك في مجال معيشي واحد وهو البيت.
* معيار الرابطة الوظيفية والعضوية :وهو ذلك التعاون بين العائلة واإلحساس والشعور المشترك باألفراح
واألحزان.
هذه المعايير المذكورة تبقى نسبية وهي أقرب إلى مجتمعنا ،حيث توجد أُسر بدون عالقة دموية بيولوجية
(حالة التبني في بعض المجتمعات) ،وكذلك العالقة القانونية الشرعية بين الزوجين قد تختلف من مجتمع
آلخر...إلخ.
فاألسرة من المنظور السوسيولوجي حسب "برجس ولوك" هي" :جماعة من األشخاص اتحدوا برباط الزواج
أو الدم أو التبني ،حيث يشكلون بيتًا واحدًا ،فيتفاعلون ويتصل بعضهم ببعض في قيامهم بأدوارهم اإلجتماعية
5
الخاصة بكل منهم كزوج وزوجة ،أم وأب ،ابن وابنة وأخ وأخت ،تجمعهم ثقافة مشتركة يحافظون عليها".
(خوج ،عبد السالم ،0757 ،ص .)09
ومنه فإن األسرة إذن هي :مجموعة من األشخاص تربط بينهم روابط الدم أو الزواج ،يعيشون تحت سقف
واحد ،يتفاعلون مع بعضهم البعض وفقا لألدوار االجتماعية المحددة لكل ِ
فرد.
وتعتبر األسرة هي المؤسسة األولى للتنشئة والضبط االجتماعي ،باعتبارها هي المؤسسة التي تربي الناشئين
وتستمر معهم استمرار الحياة.
.1.1مراحل تطور األسرة :هناك مرحلتين أساسيتين لتطور األسرة وهما( :الزيود ،0202 ،ص .)020
* المرحلة األولى (المرحلة األمية) :وتميزت بزعامة األم لألسرة ،حيث أشار "ماكلينان" أن األم كانت لها
السلطة على أبناءها ،بعدما ترك زوجها السبب أو آلخر ،فقد كان األوالد ينتسبون لألم أحياناً.
* المرحلة الثانية (المرحلة اإلنفرادية أو اإلستقاللية) :وهي المرحلة التي يستقل فيها كل من الزوجين
بنفسه .فال يكون لآلخر سلطة على الثاني ،جاءت هذه ا لمرحلة نتيجة لتطور المجتمعات األوروبية وتطور
النظام اإلقتصادي فيها.
.1.1وظائف األسرة :تقوم األسرة بعدد من الوظائف نذكر من أهمها:
* لها وظيفة إقتصادية فهي التي تقوم بتوفير حاجاتها ومستلزماتها من مأكل ومأوى.
* لها أهمية كبيرة في التنشئة اإلجتماعية ،فهي التي تقوم بصقل شخصية الطفل وتكوينه في مراحله األولى
في الحياة.
* لها دور كبير في توفير الراحة النفسية لألبناء من خالل توفير الحب والحنان واألمن والسالم في الوسط
األسري.
وتبقى وظائف األسرة تخضع لإلختالف والتغير والتطور نتيجة لتطور العصور والمراحل التي مرت بها
األسرة ،والتي كان لها األثر على طبيعة وظائفها.
.1.1أشكال األسرة :وهي في الغالب نوعين( :زبيدي ،0200-0202 ،ص .)62
* األسرة النووية :وهي التي تتكون من الزوج ،الزوجة واألوالد أو بدونهم.
* األسرة المركبة (الممتدة) :وهي التي تتكون من األجداد وأبناءهم وزوجاتهم وأزواجهم واألحفاد.
وعليه في وقتنا الحالي يالحظ تحول األسرة من األسرة الممتدة إلى األسرة النووية ،وصار الميل نحو األسرة
النووية كنمط لألسرة الحالية (الحاضرة) وتقل أهم ما تساعد على هذا التحول نحو هذا النمط ما يلي:
-التغير االقتصادي حيث تم ترك النمط الزراعي واالتجاه نحو الرأسمالية.
6
-تغير طريقة حياة األسرة حيث أصبح كل أعضاءها خارج المنزل.
مما أدى إلى تقليص حجم األسرة.
-الهجرة الريفية باتجاه المدينة وخروج المرأة إلى العمل ّ
-تقلص ظاهرة تعدد الزوجات وإتجاه الشباب إلى ميدان العمل كلها عوامل أدت إلى تغير شكل
األسرة.
ومنه يتضح أن األسرة لم تعد تلك المؤسسة الشمولية ذات الوظائف المتعددة من الناحية االقتصادية
واالجتماعية والتربوية ،وصار دورها محدداً أو عرضة لعدة تغيرات اجتماعية عميقة في بنيانها.
-1النظام االقتصادي:
.1.1مفهوم النظام االقتصادي :المقصود بالنظام االقتصادي حاجات الفرد من المأكل والملبس والمأوى،
وهي وسائل يتميز بها النظام االقتصادي في مجتمع معين ،وتتمثل هذه الوسائل في مجموعة الخبرات
والمهارات والفنون السائدة في المجتمع.
عدة (الزيود ،0202 ،ص .)021
وما لها من أثر على التنظيم اإلجتماعي من نواحي ّ
إن تفاصيل النظام اإلقتصادي تختلف من حضارة إلى أخرى.
.1.1موضوعات النشاط اإلقتصادي :يدور النشاط اإلقتصادي حول عدة موضوعات رئيسية منها:
(الزيود ،0202 ،ص .)023
* إنتاج السلع والخدمات الالزمة للمجتمع :يهتم االقتصاديون بالوسائل التي يمكن أن تتحول بها المواد
الخام إلى أغذية أو أدوات ،والتي بدورها ستؤثر على النشاط اإلنساني ،وبذلك فهم يبحثون في كيفية توزيع
عملية اإلنتاج بين األفراد في المجتمع ،وعما إذا كان هناك أفراد متخصصون في أنواع البحارة والصناعة.
* توزيع السلع والخدمات بين أفراد المجتمع :ويكون التركيز هنا على أنماط التفاعل التي تحكم عمليات
التوزيع وعلى الوسائل المستخدمة في التوزيع داخل األسرة كما هو الحال في المجتمعات البدائية.
وهي أنماط التصرف التي تحكم العمليات * استخدام واستهالك السلع والخدمات:
في المجتمعات البسي طة ال تنتج في العادة أكثر مما تستهلكه ،لذلك ال تعرف مشكلة الفائض من اإلنتاج،
في حين نجد أن المجتمعات المتحضرة فتنتج عادة فائضًا كبي ًار تواجه معه مشكلة ملكية هذا الفائض وكيفية
التحكم فيه ،وهذه المشكلة تتعدى نطاق النظام االقتصادي إلى نطاق النظام السياسي.
.1.1تطور نطاق النظام االقتصادي :لقد تطور النظام االقتصادي وأصبح:
* الفرد يستخدم المعادن كالذهب والفضة بإعادة تشكيلها وتبادلها (المقايضة).
7
* فتح أسواق لتبادل السلع المختلفة ،بين القبائل المختلفة.
* تطور األسواق واستقرارها ،أدى إلى تنوع اإلنتاج والسلع وبالتالي تطورت المبادالت التجارية وأصبح هناك
تنافس بين التجار.
* ظهور اإلقتصاد الدولي الذي فتح المجال للدول إلقامة وتطوير عالقاتها ،حيث بدأ اإلتصال بينهم،
فتشابكت العالقات اإلقتصادية ،وتطورت الصناعة ووسائل اإلنتاج وأرتفع مستوى المعيشة ،مما أدى إلى
ضرورة إش باع حاجيات الفرد ،فظهرت بذلك نظم إقتصادية متعددة كنظام الملكية ،النظام الرأسمالي
واإلشتراكي.
-1النظام التربوي:
.1.1مفهوم التربية :لمفهوم التربية تعريفات كثيرة ومتنوعة نذكر منها:
تعريف دوركايم :في كتابه "التربية وعلم االجتماع" :التربية هي" :شيء أو بكلمة أخرى هي واقعة،
وفي الواقع فإن جميع المجتمعات تمارس عملية التربية وفقا للتقاليد والمعايير الظاهرة أو الكامنة في
إطار محدد من المؤسسات ،وبأدوات خاصة تحت تأثير األفكار والعواطف.
وعليه فإن التربية حسية هي عملية هادفة تسعى إلى تحقيق وصنع الشخص الذي ينسجم مع
المجتمع اجتماعيا وثقافيًا ،وذلك عن طريق تغليب استعداداته االجتماعية وفطرته التي فطر عليها ،بعد
تخليصه من النوازع الطبيعية ،بل وتهذيبها بما تتماشى ومقتضيات المجتمع والثقافة ،باكتسابه المهارات
المطلوبة اجتماعيا عن طريق التعليم والتدريب وتنمية الشخصية( .بومخلوف وآخرون ،0225 ،ص .)00
تعريف "هربرت سبنسر" :يعرف التربية على أنها" :عملية إعداد المرء للعيش حياة كاملة ،ولهذا فهو
يؤكد على ضرورة قيام التربية بما هو نافع مفيد للفرد والمجتمع( ،بومخلوف وآخرون ،0225 ،ص
.)00
تعريف "كيفن هاربس" :ينظر إلى التربية بإعتبارها "ضرورة اجتماعية اقتضتها حاجة المجتمعات لنقل
المعرفة وتراكمها بين أجيالها المتعاقبة( .بومخلوف وآخرون ،0225 ،ص .)00
تعريف "جون ديوي" :التربية هي "الحياة ،وهي عملية تكيف من الفرد وبيئته ،وصياغة لفعالية األفراد
وتحويلها إلى عمل اجتماعي تجيزه الجماعة االجتماعية ونظمها"( .الجوالني ،0779 ،ص .)03
وعليه فالتربية إذن :هي عبارة عن عملية تحمل في طياتها األفعال والتأثيرات التي تستهدف نمو
الفرد من كل جهاته ،حيث يجعله كامل الوظائف من حيث:
-التكيف مع ما يحيط به.
8
-التكيف من حيث ما تحتاجه هذه الوظائف من أنماط السلوك وقدراته.
.1.1وظائف التربية :تحددت وظائف التربية في عدة نقاط أهمها( :بومخلوف وآخرون ،0225 ،ص
.)08
-نقل التراث الثقافي بين األجيال والقيام بعملية التطبع االجتماعي.
-إكساب الفرد والشخص الصفات اإلنسانية وتحويله إلى إنسان اجتماعي.
-تحقيق النمو الشامل بتعهده جسميًا وعقليًا واجتماعيا من طرف البالغين.
-إكساب الفرد أو الشخص الخبرات االجتماعية الضرورية لمواجهة شؤون الحياة ،إلى جانب التوجيه
والسيطرة والتي تشير إلى الضبط االجتماعي الضروري لتستقيم حياة الجماعات االجتماعية.
-اكتساب اللغة التي هي أداة أساسية لالتصال والتواصل بين األفراد.
-اكتساب القيم الخلقية والجمالية والذوق السليم السائدة في المجتمع.
9
التربية النظامية :وتتصف بأنها مدرسية ومقصودة ،وتتم في المؤسسات التعليمية بدءًا بدور الحضانة
وروضات األطفال ،وانتهاء بالكليات والمدارس الجامعية العليا المتخصصة ،ويتميز هذا الصنف
باالنضباط الشديد والضبط والتوجيه المستمرين.
التربية الالنظامية :وتتصف بكونها غير رسمية وال مقصودة وتتم في مؤسسات اجتماعية مثل :البيت
والنادي ومكان العمل ومع األصدقاء ،ويتميز هذا الصنف من التربية بكون عملية التوجيه والضبط فيه
تتوقف على مقدار ما يبذله القائمين عليه (أي مدى تدخل األولياء في ذلك ،أو المكلفون بمهام التنشيط
في النوادي ومسيري األعمال والمؤثرين في جماعات األصدقاء...إلخ.
التربية التلقائية :هي ذلك النوع من التربية الذي يتم من خالل التفاعل العفوي بين الفرد وبيئته الطبيعية
واالجتماعية بمكوناتها وعاداتها وتقاليدها وقيمها ،ويتميز هذا الصنف عادة بعدم االنضباط والتوجيه
وعليه فهي تربية عفوية تلقائية من غير أهداف محددة.
-1النظام السياسي:
-1.1مفاهيم في النظام السياسي:
بعدة تعريفات نذكر منها تعريف "بول يوزيل" ع ّرف النظام
عرف النظام السياسي ّ
-النظام السياسيّ :
السياسي على أنه" :مجموعة من العناصر التي يتم بينها نوع من الترابط والتضامن المتبادل ،على
نحو تسهم فيه كّلها مجتمعة في تحقيق نتيجة شاملة ،ويقوم الروابط بينها على أساس ثبات العالقات
فيما بينها"( .الزيود ،0202 ،ص .)025
-بينما تعني الحكومة :جهاز يعمل على تطبيق نظام سياسي معين للسياسات والق اررات والقضايا
المتصلة بسيادة الدولة.
-أما السياسة :فهي الوسائل التي تستخدم بها السلطة لتفعيل األنشطة الحكومية في نطاق معين
ووفق مضمون محدد.
-وتعني السلطة :القدرة على إنفاذ األوامر ،وأحيانا استخدام القوة بصورة مشروعة وفي هذه الحالة
فإن الشرعية تعني أن من يخضعون لسلطة الدولة يظهرون اقتناعهم ورضاهم عن سلطة الحكومة.
(غدنز)369 ،
-الحزب السياسي :هو منظمة تسعى إلى تحقيق السيطرة والوصول إلى الحكم بطريقة قانونية
مشروعة عن طريق العملية االنتخابية.
-1.1أنواع الحكم السياسي:
10
اعتمدت البشرية طيلة تاريخها على أنواع مختلفة من انساق الحكم السياسي ،وحتى اليوم مازالت دول العالم
تنظم نفسها وفقا ألنماط وأشكال مختلفة ،نذكر من األنواع الموجودة اليوم:
-الملكية :تمثل الملكية نسقا سياسيا يرأسه شخص واحد ،يجري توارث سلطته في داخل العائلة
المالكة عبر األجيال ،وتتولى السالالت الملكية حكم الناس باعتبارهم رعايا ،سواء أكانت هذه
السالالت تتوارث الحكم بحكم التقاليد أو بالرجوع إلى ما يسمى بالحق اإللهي .وقد ترسخن سلطة
األنظمة الملكية واكتسبت شرعيتها بحكم العادات والتقاليد أكثر مما بحكم القانون.
-النظام الجمهوري :هو نظام ال يسمح بالحكم ألساللي المتوارث ،بل يكون له رئيس منتخب وفق
ما ينص عليه قانون االنتخاب بتلك الدولة ،يتولى رئيس الجمهورية زمام األمور في البالد ويتقاسمها
مع الحكومة التنفيذية ومع السلطتين األخريين وهما السلطة التشريعية والسلطة القضائية( .غدنز،
)390
المراجع:
-زبيدي عائشة ( .)0202/0200علم االجتماع العام النظريات والتحديث الفكري ،جامعة الجزائر .20
-محمد بومخلوف وآخرون ( .)0225واقع االسرة الجزائرية والتحديات التربوية في الوسط الحضري ،الجزائر:
دار الملكية.
-انتوني غدنز ( .)0228علم االجتماع ،تر :فايز الصياغ ،لبنان :مركز دراسات الوحدة العربية.
-اسماعيل محمد الزيود ( .)0200علم االجتماع ،األردن :دار الكنوز.
-عبد هللا خوج وفاروق عبد السالم( .)0757األسرة العربية ودورها في الوقاية من الجريمة واالنحراف ،
الرياض :المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب.
-فادية عمر الجوالني ( .)0779علم االجتماع التربوي ،مصر :مركز اإلسكندرية للكتاب.
11