You are on page 1of 11

‫المقطع (‪ :)05‬النظم االجتماعية األساسية‬

‫أهداف المقطع‪:‬‬
‫يهدف هذا المقطع إلى تمكين الطالب من ‪:‬‬
‫‪ -‬فهم المقصود بالنظام االجتماعي وأهم تعريفات الباحثين في هذا الخصوص‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على تحديد خصائص النظام االجتماعي وأهم وظائفه‪.‬‬
‫‪ -‬المعرفة والتمييز بين أنواع النظم االجتماعية السائدة في المجتمعات مثل النظام التربوي والنظام‬
‫السياسي‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن النظام االجتماعي هو طريقة مقننة للسلوك االجتماعي‪ ،‬وهو بذلك وسيلة لتوجيه الطاقة‬
‫االجتماعية وإستخدامها صحيحًا‪.‬‬
‫وقد تم استخدام مفهوم النظام االجتماعي‪ ،‬بهدف تبيان العالقة الموجودة بين األفراد من خالل‬
‫عملية اإلعتماد المتبادل لألفراد في الكل اإلجتماعي‪ ،‬مع ضرورة وجود فئة معينة من القيم يدور حولها هذا‬
‫النظام‪.‬‬
‫إن النظم اإلجتماعية تعتبر دعامة أساسية في بناء المجتمع‪ ،‬فبواسطتها يتم إشباع اإلحتياجات‬
‫الضرورية لألفراد والجماعات‪ ،‬إضافة إلى أنها (النظم اإلجتماعية)‪:‬‬
‫‪ ‬تنظم السلوك‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه العالقات‪.‬‬
‫‪ ‬تضمن استقرار المجتمع واستم ارره في الوجود‪.‬‬
‫ونظ ار ألهمية "النظم االجتماعية" في الدراسات السوسيولوجية فإننا سنتطرق في هذا المقطع إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف النظام االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر النظام االجتماعي‪ ،‬خصائصه ووظائفه‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع النظم‪.‬‬
‫أوال) تعريف النظام االجتماعي‬
‫النظام االجتماعي هو شكل منظم للسلوك االجتماعي ضمن نشاط معين‪ ،‬يتضمن مجموعة من‬
‫القواعد والطرق ألساليب العمل والسلوك‪ ،‬وعناصر النظام االجتماعي هي األشخاص أو الجماعة البشرية‬
‫والمعدات واألجهزة والتنظيم والطرق ومجريات العمل والشعائر‪ ،‬وله خصائص تشكل نماذج للتفكير والتصرف‬

‫‪1‬‬
‫ولكل نظام اجتماعي هدف‪( .‬زبيدي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتتصف باالستقرار النسبي وتتصف بالشمول والعمومية والتكامل‬
‫‪ ،0200 ،0202‬ص ‪.)85‬‬
‫كما أن هناك اختالف في تحديد مفهوم النظام االجتماعي‪ ،‬فنجد "هوبيوس" » ‪ «Hoppeos‬يشير‬
‫إلى هذا االختالف بقوله "من المشكوك فيه أن يحدث اتفاق حول تحديد هذا المفهوم‪ ،‬فكل عالم يحاول‬
‫تعريف النظام حسب الوظائف التي يؤديها بالعناصر التي يتكون منها "‪( .‬الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪)79‬‬
‫ومن بين تعريفات النظام االجتماعي نجد‪( :‬الزيود‪ ،0202 ،‬ص ص ‪.)75 ،79‬‬
‫تعريف رادكليف‪" :‬النظام االجتماعي هو عبارة عن الحاالت المقررة للسلوك"‪.‬‬
‫تعريف إلوود‪ :‬النظم االجتماعية عبارة عن العادات االجتماعية التي تترتب في شكل أنساق"‪.‬‬
‫تعريف مكييفر وبيج‪" :‬النظم االجتماعية هي تلك األشكال المقررة ألساليب العمل والسلوك فلي الحياة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫تعريف ليستروارد‪ :‬النظام االجتماعي هو وسيلة لتوجيه الطاقة االجتماعية واستخدامها استخدامًا صحيحًا"‪.‬‬
‫تعريف هايس‪" :‬النظم االجتماعية هي عبارة عن فئات من المناشط التي يتمسك بها المجتمع على اعتبار‬
‫أنها وسائل هادفة يستعين بها في تحقيق أهداف مقصودة ومقبولة"‪.‬‬
‫من خالل هذه التعريفات يتضح أن النظم االجتماعية هي عبارة عن أساليب مقننة للسلوك االجتماعي‪،‬‬
‫تدور حول مجموعة من القيم وتعمل على إشباع مختلف الحاجات إلنسانية‪.‬‬
‫فالمجتمع ينظر إليه بوصفه نظاماً اجتماعيا ‪ ،‬حيث يولد األفراد ويعيشون ويموتون‪ ،‬ويبقى المجتمع بوصفه‬
‫نظامًا‪ ،‬هذا النظام ليس بنظام بيولوج ي أو ثقافي أو ديني ‪...‬إلخ‪ ،‬وإنما هو نظام اجتماعي اقتصادي يحدد‬
‫كل محتوى األشكال األخرى (ثقافية‪ ،‬دينية‪ ،‬فكرية‪( )...‬زبيدي‪ ،0200 ،0202 ،‬ص ‪.)87‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ّأنه ال ّبد من التفرقة بين النظام االجتماعي والنسق االجتماعي ‪ ،‬فهذا األخير (النسق‬
‫االجتماعي ) يتألف من مجموعة من النظم‪ .‬التي يعتبر الواحد منها بمثابة نسق فرعي أو جزئي‪ ،‬فنسق‬
‫القرابة شمن عدداً من النظم االجتماعية التي يشترك كّلها في معالجة فئات معينة من الظواهر تدور حول‪:‬‬
‫الزواج‪ ،‬العائلة‪ ،‬العالقات القرابية (كالمصاهرة)‪ .‬والنسق االقتصادي يضم عدداً من النظم االجتماعية التي‬
‫تدور حول النشاط االقتصادي في المجتمع مثل نظام الملكية‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬العمل واالستهالك‪.‬‬

‫ثانيا) عناصر النظام االجتماعي‬

‫‪2‬‬
‫النظام االجتماعي هو شكل منظم للسلوك االجتماعي ضمن نشاط معين‪ ،‬يتضمن مجموعة من‬
‫القواعد والطرق ألساليب العمل والسلوك ‪ ،‬كما توجد هناك نظم اقتصادية وأسرية وسياسية ودينية وتاريخية‬
‫(زبيدي‪ ،0200-0202 ،‬ص ‪ .)87‬وعليه فإن النظرة التحليلية للنظام االجتماعي تقتضي تحديد العناصر‬
‫التي يتألف منها النظام‪ ،‬ذلك ألن أي نظام اجتماعي يتألف من عدد من النظم الجزئية البسيطة‪ ،‬والتي هي‬
‫بدورها تتأ لف من عدد كبير من العناصر المتشابكة‪ ،‬وفي هذا الصدد قام بعض علماء االجتماع‬
‫واألنثروبولوجيا بمحاوالت جادة في هذا المجال عن طريق محاولتهم تحديد مكونات النظام اإلجتماعي‬
‫وعناصر ونذكر منهم‪ :‬وليام جراهام سمنر ومالينوفسكي‪( ،‬الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪)75‬‬
‫حسب"جراهام سمنر" فإن النظام االجتماعي يتكون من أربعة عناصر هي‪( :‬محمد حسن‪،0750 ،‬‬
‫ص ص ‪)153 ،150‬‬
‫‪ -0‬األشخاص (الجماعة البشرية)‪.‬‬
‫‪ -0‬المعدات أو األدوات‪.‬‬
‫‪ -1‬التنظيم والطرق (مجريات العمل)‪.‬‬
‫‪ -3‬الشعائر والرسميات‪.‬‬
‫هذه العناصر األربع لها وظيفتها في النظام االجتماعي وهي على هذا الشكل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة األشخاص أو الجماعات البشرية‪:‬‬
‫وظيفتهم في النظام اإلجتماعي يتمثل في كونهم هم الذين يسهرون على تنفيذ قواعد النظام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للمعدات‪ :‬يستخدمها النظام اإلجتماعي ألداء وظائفه وتحقيق أهدافه كأدوات اإلنتاج وأثاث‬
‫األسرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للتنظيم والطرق (مجريات العمل)‪ :‬فهو الشكل الذي يتخذه النظام لتحقيق أهدافه‪ ،‬والذي من‬
‫خالله يمكن تنسيق الجهود وتحديد األدوار وتوزيع المسؤوليات واالختصاصات فعلى سبيل المثال‪ :‬التنظيم‬
‫في األسرة األبوية يجعل السلطة العليا في يد األب (أي في يد أكبر أفراد األسرة سنا من الذكور)‪ ،‬واألمر‬
‫نفسه بالنسبة لألسرة األموية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬بالنسبة للشعائر والرسميات‪ :‬فهي عبارة عن العادات والتقاليد والجوانب الرمزية المرتبطة بالنظام‬
‫ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬شعائر دفع المهر وعقد القران‪.‬‬
‫‪ ‬رفع علم الدولة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬عزف السالم الملكي أو الجمهوري‪.‬‬

‫ثالثا) خصائص النظم االجتماعية‪:‬‬


‫يمكن أن نجمل أهم خصائص النظام االجتماعي في النقاط التالية‪( :‬زبيدي‪ ،0200-0202 ،‬ص‬
‫‪.)87‬‬
‫‪ُ .0‬يشكل نموذج للتفكير والتصرف‪.‬‬
‫‪ .0‬يتصف باالستقرار النسبي‪.‬‬
‫‪ .1‬يتصف بالشمول والعمومية‪.‬‬
‫‪ .3‬يتصف بالتكامل‪.‬‬
‫‪ .8‬لكل نظام إجتماعي هدف‪.‬‬

‫رابعا) وظائف النظام اإلجتماعي‬


‫يتمثل الوظيفة األساسية للنظم اإلجتماعية في‪( :‬الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪.)77‬‬
‫‪ .0‬إشباع الحاجات األساسية للفرد والجماعة‪.‬‬
‫‪ .0‬تحديد حقوق وواجبات األفراد‪.‬‬
‫‪ .1‬تحديد الدور الذي يقوم به الفرد‪.‬‬
‫‪ .3‬تساعد الفرد على التكيف واإلنسجام مع اإلطار الثقافي العام للمجتمع‪.‬‬
‫‪ .8‬تسهيل عمل األفراد‪.‬‬
‫فإن وظائف النظم اإلجتماعية‬
‫إن المالحظ على المجتمعات اإلنسانية ّأنها تخضع للتغير‪ ،‬وعليه ّ‬
‫ال آخر‪.‬‬
‫تتغير تبعًا لذلك‪ ،‬فقد تنقص أو تزيد أو تأخذ شك ً‬

‫خامسا) أنواع النظم‪:‬‬


‫صنفه "هربرت سبنسر" إلى ست (‪ )6‬أنواع‪( :‬الزيود‪،‬‬
‫إختلف علماء اإلجتماع على تصنيف النظام‪ ،‬فقد ّ‬
‫‪ ،0202‬ص ‪.)022‬‬
‫‪ .0‬النظام العائلي (األسرة)‪.‬‬
‫‪ .0‬النظام السياسي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .1‬النظام الديني‪.‬‬
‫‪ .3‬النظام المهني‪.‬‬
‫‪ .8‬النظام الصناعي‪.‬‬
‫في حين نجد أن "إنكليس أليكس" صنفه إلى أربع مجموعات‪( :‬محمد حسن‪ ،0750 ،‬ص ‪.)152‬‬
‫‪ ‬المجموعة األولى (النظم السياسية)‪ :‬وهي التي تتعلق بممارسة القوة‪ ،‬كما تتميز باإلحتكار المشروع‬
‫للقوة‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثانية (النظم اإلقتصادية)‪ :‬وهي التي تختص باإلنتاج وتوزيع السلع‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثالثة (النظم التكاملية التعبيرية)‪ :‬وهي التي ترتبط بالدراما واإلبداع واألفكار والقيم‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الرابعة (النظم القرابية)‪ :‬وهي التي تتركز حول تنظيم العالقات الجنسية وتهيئة الظروف‬
‫لرعاية الصغار‪.‬‬
‫وعليه يمكننا أن نحدد أنواع النظم كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظام األسرة والزواج‪:‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم األسرة‪ :‬يعتبر مفهوم األسرة من المفاهيم التي حظيت بإهتمام كبير من طرف الباحثين‬
‫والمهتمين بميدان األسرة والعائلة‪ ،‬إالّ أنهم إختلفوا في تعريفهم لألسرة حسب بناء ما أو وظيفتها‬
‫أن معظمهم لتفق على أربعة معايير أساسية لألسرة وهي‪( :‬بومخلوف وآخرون‪،‬‬
‫ونمط معيشتها‪ ،‬غير ّ‬
‫‪ ،0225‬ص ‪.)07‬‬
‫* معيار الرابطة القانونية (الشرعية اإلجتماعية)‪ :‬وهي التي تربط بين الرجل والمرأة وهما الزوجين‪.‬‬
‫* معيار الرابطة البيولوجية‪ :‬وهي العالقة التي تربط بين اآلباء واألبناء‬
‫* معيار الرابطة المجالية‪ :‬وهو اإلشراك في مجال معيشي واحد وهو البيت‪.‬‬
‫* معيار الرابطة الوظيفية والعضوية‪ :‬وهو ذلك التعاون بين العائلة واإلحساس والشعور المشترك باألفراح‬
‫واألحزان‪.‬‬
‫هذه المعايير المذكورة تبقى نسبية وهي أقرب إلى مجتمعنا‪ ،‬حيث توجد أُسر بدون عالقة دموية بيولوجية‬
‫(حالة التبني في بعض المجتمعات)‪ ،‬وكذلك العالقة القانونية الشرعية بين الزوجين قد تختلف من مجتمع‬
‫آلخر‪...‬إلخ‪.‬‬
‫فاألسرة من المنظور السوسيولوجي حسب "برجس ولوك" هي‪" :‬جماعة من األشخاص اتحدوا برباط الزواج‬
‫أو الدم أو التبني‪ ،‬حيث يشكلون بيتًا واحدًا‪ ،‬فيتفاعلون ويتصل بعضهم ببعض في قيامهم بأدوارهم اإلجتماعية‬

‫‪5‬‬
‫الخاصة بكل منهم كزوج وزوجة‪ ،‬أم وأب‪ ،‬ابن وابنة وأخ وأخت‪ ،‬تجمعهم ثقافة مشتركة يحافظون عليها"‪.‬‬
‫(خوج‪ ،‬عبد السالم‪ ،0757 ،‬ص ‪.)09‬‬
‫ومنه فإن األسرة إذن هي‪ :‬مجموعة من األشخاص تربط بينهم روابط الدم أو الزواج‪ ،‬يعيشون تحت سقف‬
‫واحد‪ ،‬يتفاعلون مع بعضهم البعض وفقا لألدوار االجتماعية المحددة لكل ِ‬
‫فرد‪.‬‬
‫وتعتبر األسرة هي المؤسسة األولى للتنشئة والضبط االجتماعي‪ ،‬باعتبارها هي المؤسسة التي تربي الناشئين‬
‫وتستمر معهم استمرار الحياة‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مراحل تطور األسرة‪ :‬هناك مرحلتين أساسيتين لتطور األسرة وهما‪( :‬الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪.)020‬‬
‫* المرحلة األولى (المرحلة األمية)‪ :‬وتميزت بزعامة األم لألسرة‪ ،‬حيث أشار "ماكلينان" أن األم كانت لها‬
‫السلطة على أبناءها‪ ،‬بعدما ترك زوجها السبب أو آلخر ‪ ،‬فقد كان األوالد ينتسبون لألم أحياناً‪.‬‬
‫* المرحلة الثانية (المرحلة اإلنفرادية أو اإلستقاللية)‪ :‬وهي المرحلة التي يستقل فيها كل من الزوجين‬
‫بنفسه‪ .‬فال يكون لآلخر سلطة على الثاني‪ ،‬جاءت هذه ا لمرحلة نتيجة لتطور المجتمعات األوروبية وتطور‬
‫النظام اإلقتصادي فيها‪.‬‬
‫‪ .1.1‬وظائف األسرة‪ :‬تقوم األسرة بعدد من الوظائف نذكر من أهمها‪:‬‬
‫* لها وظيفة إقتصادية فهي التي تقوم بتوفير حاجاتها ومستلزماتها من مأكل ومأوى‪.‬‬
‫* لها أهمية كبيرة في التنشئة اإلجتماعية‪ ،‬فهي التي تقوم بصقل شخصية الطفل وتكوينه في مراحله األولى‬
‫في الحياة‪.‬‬
‫* لها دور كبير في توفير الراحة النفسية لألبناء من خالل توفير الحب والحنان واألمن والسالم في الوسط‬
‫األسري‪.‬‬
‫وتبقى وظائف األسرة تخضع لإلختالف والتغير والتطور نتيجة لتطور العصور والمراحل التي مرت بها‬
‫األسرة‪ ،‬والتي كان لها األثر على طبيعة وظائفها‪.‬‬
‫‪ .1.1‬أشكال األسرة‪ :‬وهي في الغالب نوعين‪( :‬زبيدي‪ ،0200-0202 ،‬ص ‪.)62‬‬
‫* األسرة النووية‪ :‬وهي التي تتكون من الزوج‪ ،‬الزوجة واألوالد أو بدونهم‪.‬‬
‫* األسرة المركبة (الممتدة)‪ :‬وهي التي تتكون من األجداد وأبناءهم وزوجاتهم وأزواجهم واألحفاد‪.‬‬
‫وعليه في وقتنا الحالي يالحظ تحول األسرة من األسرة الممتدة إلى األسرة النووية‪ ،‬وصار الميل نحو األسرة‬
‫النووية كنمط لألسرة الحالية (الحاضرة) وتقل أهم ما تساعد على هذا التحول نحو هذا النمط ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التغير االقتصادي حيث تم ترك النمط الزراعي واالتجاه نحو الرأسمالية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬تغير طريقة حياة األسرة حيث أصبح كل أعضاءها خارج المنزل‪.‬‬
‫مما أدى إلى تقليص حجم األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬الهجرة الريفية باتجاه المدينة وخروج المرأة إلى العمل ّ‬
‫‪ -‬تقلص ظاهرة تعدد الزوجات وإتجاه الشباب إلى ميدان العمل كلها عوامل أدت إلى تغير شكل‬
‫األسرة‪.‬‬
‫ومنه يتضح أن األسرة لم تعد تلك المؤسسة الشمولية ذات الوظائف المتعددة من الناحية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والتربوية‪ ،‬وصار دورها محدداً أو عرضة لعدة تغيرات اجتماعية عميقة في بنيانها‪.‬‬
‫‪ -1‬النظام االقتصادي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم النظام االقتصادي‪ :‬المقصود بالنظام االقتصادي حاجات الفرد من المأكل والملبس والمأوى‪،‬‬
‫وهي وسائل يتميز بها النظام االقتصادي في مجتمع معين‪ ،‬وتتمثل هذه الوسائل في مجموعة الخبرات‬
‫والمهارات والفنون السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫عدة (الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪.)021‬‬
‫وما لها من أثر على التنظيم اإلجتماعي من نواحي ّ‬
‫إن تفاصيل النظام اإلقتصادي تختلف من حضارة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ .1.1‬موضوعات النشاط اإلقتصادي‪ :‬يدور النشاط اإلقتصادي حول عدة موضوعات رئيسية منها‪:‬‬
‫(الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪.)023‬‬

‫* إنتاج السلع والخدمات الالزمة للمجتمع‪ :‬يهتم االقتصاديون بالوسائل التي يمكن أن تتحول بها المواد‬
‫الخام إلى أغذية أو أدوات‪ ،‬والتي بدورها ستؤثر على النشاط اإلنساني‪ ،‬وبذلك فهم يبحثون في كيفية توزيع‬
‫عملية اإلنتاج بين األفراد في المجتمع‪ ،‬وعما إذا كان هناك أفراد متخصصون في أنواع البحارة والصناعة‪.‬‬
‫* توزيع السلع والخدمات بين أفراد المجتمع‪ :‬ويكون التركيز هنا على أنماط التفاعل التي تحكم عمليات‬
‫التوزيع وعلى الوسائل المستخدمة في التوزيع داخل األسرة كما هو الحال في المجتمعات البدائية‪.‬‬
‫وهي أنماط التصرف التي تحكم العمليات‬ ‫* استخدام واستهالك السلع والخدمات‪:‬‬
‫في المجتمعات البسي طة ال تنتج في العادة أكثر مما تستهلكه‪ ،‬لذلك ال تعرف مشكلة الفائض من اإلنتاج‪،‬‬
‫في حين نجد أن المجتمعات المتحضرة فتنتج عادة فائضًا كبي ًار تواجه معه مشكلة ملكية هذا الفائض وكيفية‬
‫التحكم فيه‪ ،‬وهذه المشكلة تتعدى نطاق النظام االقتصادي إلى نطاق النظام السياسي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬تطور نطاق النظام االقتصادي‪ :‬لقد تطور النظام االقتصادي وأصبح‪:‬‬
‫* الفرد يستخدم المعادن كالذهب والفضة بإعادة تشكيلها وتبادلها (المقايضة)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫* فتح أسواق لتبادل السلع المختلفة‪ ،‬بين القبائل المختلفة‪.‬‬
‫* تطور األسواق واستقرارها‪ ،‬أدى إلى تنوع اإلنتاج والسلع وبالتالي تطورت المبادالت التجارية وأصبح هناك‬
‫تنافس بين التجار‪.‬‬
‫* ظهور اإلقتصاد الدولي الذي فتح المجال للدول إلقامة وتطوير عالقاتها‪ ،‬حيث بدأ اإلتصال بينهم‪،‬‬
‫فتشابكت العالقات اإلقتصادية‪ ،‬وتطورت الصناعة ووسائل اإلنتاج وأرتفع مستوى المعيشة‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫ضرورة إش باع حاجيات الفرد‪ ،‬فظهرت بذلك نظم إقتصادية متعددة كنظام الملكية‪ ،‬النظام الرأسمالي‬
‫واإلشتراكي‪.‬‬
‫‪ -1‬النظام التربوي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم التربية‪ :‬لمفهوم التربية تعريفات كثيرة ومتنوعة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف دوركايم‪ :‬في كتابه "التربية وعلم االجتماع"‪ :‬التربية هي‪" :‬شيء أو بكلمة أخرى هي واقعة‪،‬‬
‫وفي الواقع فإن جميع المجتمعات تمارس عملية التربية وفقا للتقاليد والمعايير الظاهرة أو الكامنة في‬
‫إطار محدد من المؤسسات‪ ،‬وبأدوات خاصة تحت تأثير األفكار والعواطف‪.‬‬
‫وعليه فإن التربية حسية هي عملية هادفة تسعى إلى تحقيق وصنع الشخص الذي ينسجم مع‬
‫المجتمع اجتماعيا وثقافيًا‪ ،‬وذلك عن طريق تغليب استعداداته االجتماعية وفطرته التي فطر عليها‪ ،‬بعد‬
‫تخليصه من النوازع الطبيعية‪ ،‬بل وتهذيبها بما تتماشى ومقتضيات المجتمع والثقافة‪ ،‬باكتسابه المهارات‬
‫المطلوبة اجتماعيا عن طريق التعليم والتدريب وتنمية الشخصية‪( .‬بومخلوف وآخرون‪ ،0225 ،‬ص ‪.)00‬‬
‫‪ ‬تعريف "هربرت سبنسر"‪ :‬يعرف التربية على أنها‪" :‬عملية إعداد المرء للعيش حياة كاملة‪ ،‬ولهذا فهو‬
‫يؤكد على ضرورة قيام التربية بما هو نافع مفيد للفرد والمجتمع‪( ،‬بومخلوف وآخرون‪ ،0225 ،‬ص‬
‫‪.)00‬‬
‫‪ ‬تعريف "كيفن هاربس"‪ :‬ينظر إلى التربية بإعتبارها "ضرورة اجتماعية اقتضتها حاجة المجتمعات لنقل‬
‫المعرفة وتراكمها بين أجيالها المتعاقبة‪( .‬بومخلوف وآخرون‪ ،0225 ،‬ص ‪.)00‬‬
‫‪ ‬تعريف "جون ديوي"‪ :‬التربية هي "الحياة‪ ،‬وهي عملية تكيف من الفرد وبيئته‪ ،‬وصياغة لفعالية األفراد‬
‫وتحويلها إلى عمل اجتماعي تجيزه الجماعة االجتماعية ونظمها"‪( .‬الجوالني‪ ،0779 ،‬ص ‪.)03‬‬
‫وعليه فالتربية إذن‪ :‬هي عبارة عن عملية تحمل في طياتها األفعال والتأثيرات التي تستهدف نمو‬
‫الفرد من كل جهاته‪ ،‬حيث يجعله كامل الوظائف من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬التكيف مع ما يحيط به‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬التكيف من حيث ما تحتاجه هذه الوظائف من أنماط السلوك وقدراته‪.‬‬
‫‪ .1.1‬وظائف التربية‪ :‬تحددت وظائف التربية في عدة نقاط أهمها‪( :‬بومخلوف وآخرون‪ ،0225 ،‬ص‬
‫‪.)08‬‬
‫‪ -‬نقل التراث الثقافي بين األجيال والقيام بعملية التطبع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬إكساب الفرد والشخص الصفات اإلنسانية وتحويله إلى إنسان اجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق النمو الشامل بتعهده جسميًا وعقليًا واجتماعيا من طرف البالغين‪.‬‬
‫‪ -‬إكساب الفرد أو الشخص الخبرات االجتماعية الضرورية لمواجهة شؤون الحياة‪ ،‬إلى جانب التوجيه‬
‫والسيطرة والتي تشير إلى الضبط االجتماعي الضروري لتستقيم حياة الجماعات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب اللغة التي هي أداة أساسية لالتصال والتواصل بين األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب القيم الخلقية والجمالية والذوق السليم السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫يحددها التربويون بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة في‬


‫‪ .1.1‬أهداف وظيفة التربية‪ :‬للتربية أهداف ّ‬
‫اآلتي‪( :‬بومخلوف وآخرون‪ ،0225 ،‬ص ‪.)00‬‬
‫‪ -‬حفظ ونقل التراث باعتباره عنص ًار أساسيًا للهوية‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين وتدعيم الروابط العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬نقل الخبرات والمهارات والتقنيات لألجيال المتعاقبة الستخدامها في الحصول على ضرورات الحياة (أي‬
‫دعم البناء اإلقتصادي بالقوى العاملة المطلوبة كميًا وكيفيًا)‪.‬‬
‫‪ -‬إلعداد المبدعين الذين يقومون بما هو ضروري للتغيير االجتماعي‪ ،‬وتمكين المجتمع من التكيف الدائم‬
‫مع المعطيات المعاصرة بهدف االستمرار في العطاء وبالتالي البقاء‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم العالقات االجتماعية السياسية بما يتماشى وتنظيم المجتمع وأهدافه‪.‬‬
‫‪ -‬حسن استغالل أوقات الفراغ‪.‬‬
‫وعليه فإن التربية إذن هي‪ :‬دور األسرة في رعاية وتأديب وحماية األبناء‪.‬‬
‫‪ .1.1‬أصناف العملية التربوية‪ :‬يصنف المهتمون بالتربية العملية التربوية حسب الوسط أو المجال الذي‬
‫تتم فيه وبحسب الطريقة التي تؤدي بها إلى ثالث أصناف هي‪( :‬بومخلوف وآخرون‪ ،0225 ،‬ص ‪.)53‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬التربية النظامية‪ :‬وتتصف بأنها مدرسية ومقصودة‪ ،‬وتتم في المؤسسات التعليمية بدءًا بدور الحضانة‬
‫وروضات األطفال‪ ،‬وانتهاء بالكليات والمدارس الجامعية العليا المتخصصة‪ ،‬ويتميز هذا الصنف‬
‫باالنضباط الشديد والضبط والتوجيه المستمرين‪.‬‬
‫‪ ‬التربية الالنظامية‪ :‬وتتصف بكونها غير رسمية وال مقصودة وتتم في مؤسسات اجتماعية مثل‪ :‬البيت‬
‫والنادي ومكان العمل ومع األصدقاء‪ ،‬ويتميز هذا الصنف من التربية بكون عملية التوجيه والضبط فيه‬
‫تتوقف على مقدار ما يبذله القائمين عليه (أي مدى تدخل األولياء في ذلك‪ ،‬أو المكلفون بمهام التنشيط‬
‫في النوادي ومسيري األعمال والمؤثرين في جماعات األصدقاء‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬التربية التلقائية‪ :‬هي ذلك النوع من التربية الذي يتم من خالل التفاعل العفوي بين الفرد وبيئته الطبيعية‬
‫واالجتماعية بمكوناتها وعاداتها وتقاليدها وقيمها‪ ،‬ويتميز هذا الصنف عادة بعدم االنضباط والتوجيه‬
‫وعليه فهي تربية عفوية تلقائية من غير أهداف محددة‪.‬‬
‫‪ -1‬النظام السياسي‪:‬‬
‫‪ -1.1‬مفاهيم في النظام السياسي‪:‬‬
‫بعدة تعريفات نذكر منها تعريف "بول يوزيل" ع ّرف النظام‬
‫عرف النظام السياسي ّ‬
‫‪ -‬النظام السياسي‪ّ :‬‬
‫السياسي على أنه‪" :‬مجموعة من العناصر التي يتم بينها نوع من الترابط والتضامن المتبادل‪ ،‬على‬
‫نحو تسهم فيه كّلها مجتمعة في تحقيق نتيجة شاملة‪ ،‬ويقوم الروابط بينها على أساس ثبات العالقات‬
‫فيما بينها"‪( .‬الزيود‪ ،0202 ،‬ص ‪.)025‬‬
‫‪ -‬بينما تعني الحكومة‪ :‬جهاز يعمل على تطبيق نظام سياسي معين للسياسات والق اررات والقضايا‬
‫المتصلة بسيادة الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬أما السياسة‪ :‬فهي الوسائل التي تستخدم بها السلطة لتفعيل األنشطة الحكومية في نطاق معين‬
‫ووفق مضمون محدد‪.‬‬
‫‪ -‬وتعني السلطة ‪ :‬القدرة على إنفاذ األوامر‪ ،‬وأحيانا استخدام القوة بصورة مشروعة وفي هذه الحالة‬
‫فإن الشرعية تعني أن من يخضعون لسلطة الدولة يظهرون اقتناعهم ورضاهم عن سلطة الحكومة‪.‬‬
‫(غدنز‪)369 ،‬‬
‫‪ -‬الحزب السياسي‪ :‬هو منظمة تسعى إلى تحقيق السيطرة والوصول إلى الحكم بطريقة قانونية‬
‫مشروعة عن طريق العملية االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -1.1‬أنواع الحكم السياسي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫اعتمدت البشرية طيلة تاريخها على أنواع مختلفة من انساق الحكم السياسي‪ ،‬وحتى اليوم مازالت دول العالم‬
‫تنظم نفسها وفقا ألنماط وأشكال مختلفة‪ ،‬نذكر من األنواع الموجودة اليوم‪:‬‬
‫‪ -‬الملكية‪ :‬تمثل الملكية نسقا سياسيا يرأسه شخص واحد‪ ،‬يجري توارث سلطته في داخل العائلة‬
‫المالكة عبر األجيال ‪ ،‬وتتولى السالالت الملكية حكم الناس باعتبارهم رعايا‪ ،‬سواء أكانت هذه‬
‫السالالت تتوارث الحكم بحكم التقاليد أو بالرجوع إلى ما يسمى بالحق اإللهي‪ .‬وقد ترسخن سلطة‬
‫األنظمة الملكية واكتسبت شرعيتها بحكم العادات والتقاليد أكثر مما بحكم القانون‪.‬‬
‫‪ -‬النظام الجمهوري‪ :‬هو نظام ال يسمح بالحكم ألساللي المتوارث‪ ،‬بل يكون له رئيس منتخب وفق‬
‫ما ينص عليه قانون االنتخاب بتلك الدولة‪ ،‬يتولى رئيس الجمهورية زمام األمور في البالد ويتقاسمها‬
‫مع الحكومة التنفيذية ومع السلطتين األخريين وهما السلطة التشريعية والسلطة القضائية‪( .‬غدنز‪،‬‬
‫‪)390‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬زبيدي عائشة (‪ .)0202/0200‬علم االجتماع العام النظريات والتحديث الفكري‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.20‬‬
‫‪ -‬محمد بومخلوف وآخرون (‪ .)0225‬واقع االسرة الجزائرية والتحديات التربوية في الوسط الحضري‪ ،‬الجزائر‪:‬‬
‫دار الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬انتوني غدنز (‪ .)0228‬علم االجتماع ‪ ،‬تر‪ :‬فايز الصياغ‪ ،‬لبنان‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬اسماعيل محمد الزيود (‪ .)0200‬علم االجتماع‪ ،‬األردن‪ :‬دار الكنوز‪.‬‬
‫‪ -‬عبد هللا خوج وفاروق عبد السالم(‪ .)0757‬األسرة العربية ودورها في الوقاية من الجريمة واالنحراف ‪،‬‬
‫الرياض‪ :‬المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪.‬‬
‫‪ -‬فادية عمر الجوالني (‪ .)0779‬علم االجتماع التربوي‪ ،‬مصر‪ :‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like