You are on page 1of 6

‫المقطع ‪ : 1-3‬النظام االقتصادي‬

‫األستاذة‪ :‬سويلم ليلى‬ ‫درس‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫منذ أن وجد اإلنسان على سطح األرض وهو يعيش في مجموعات يرتبط فيها مع غيره بعالقات‬
‫اجتماعية واقتصادية‪ ،‬وقد تشكلت العالقات بين األفراد على مر العصور بأشكال مختلفة ‪ ،‬كل شكل منها‬
‫اتخذ قواعد معينة للملكية‪ ،‬طرق اإلنتاج‪ ،‬كيفية توزيع الناتج على أفراد المجتمع و غيرها من القواعد‪،‬‬
‫ويطلق على الشكل الذي تتخذه هذه العالقات بـ" النظام االقتصادي"‪.‬‬

‫تهدف النظم االقتصادية على اختالف أنواعها إلى حل المشاكل المتعلقة بالندرة النسبية للموارد و‬
‫تعدد االحتياجات اإلنسانية‪ ،‬فلكي يسير أي مجتمع بشكل منظم البد من تواجد جهاز دقيق ينظم استخدام‬
‫الموارد المحدودة و يوازن بينها وبين االحتياجات المتعددة التي يسعى األفراد إلشباعها‪ .‬ومن هنا ظهرت‬
‫العديد من النظم االقتصادية‪ ،‬والتي نسلط الضوء على أبرزها‪.‬‬

‫نتطرق في هذا المقطع إلى‪ - :‬مفهوم النظام االقتصادي‬

‫‪ -‬عناصر النظام االقتصادي‬

‫‪ -‬فلسفة و مذهبية النظام االقتصادي‬

‫‪ -‬وظائف النظام االقتصادي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األستاذة‪ :‬سويلم ليلى‬ ‫درس‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫‪-1‬تعريف النظام االقتصادي ‪ :‬يعرف النظام االقتصادي بأنه‪:‬‬

‫" مجموعة المبادئ والقواعد واألعراف واألفكار والفلسفات والتقاليد والقيم والمعتقدات التي يتبناها‬

‫مجتمع ما في تعامله مع المشكلة االقتصادية" ‪.‬‬


‫"مجموعة القوانين االقتصادية التي يتم بموجبها استخدام الموارد االقتصادية النادرة والمحدودة‬
‫بعقالنية وكفاءة‪ ،‬إلشباع حاجات الفرد المتعددة وغير المحدودة لتحقيق الرفاهة االقتصادية"‪.‬‬
‫" مجموعة األجهزة والتشريعات والتدابير التي تحمي المجتمع في تعامله مع المشكلة‬
‫االقتصادية"‪.‬‬

‫يمثل النظام االقتصادي مجموعة المبادئ و األسس التي تقوم عليها حياة المجتمع االقتصادية ‪،‬‬
‫وعليه فهو يتضمن أساليب حل مشكالتها االقتصادية ‪ ،‬و أساليب تنظيم و إدارة و تخطيط العالقات‬
‫االقتصادية وفقا لتلك المبادئ‪.‬‬

‫‪ -2‬عناصر النظام االقتصادي‪:‬‬

‫تتمثل في األوضاع الخاصة بالنشاط االقتصادي‪ ،‬فال يمكن أن نعتبر أن أي نظام بأنه نظام‬
‫تكون من ثالثة عناصر رئيسية‪ .‬فحسب "صومبارت ‪ " Sombart‬النظام االقتصادي‬
‫اقتصادي إالَ إذا َ‬
‫يتكون من ثالثة عناصر رئيسية هي ‪:‬‬

‫روح النظام‪.‬‬

‫الشكل الذي يبرز عليه النظام‬

‫جوهر (أساس) النظام‬

‫‪3‬‬
‫األستاذة‪ :‬سويلم ليلى‬ ‫درس‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -1-2‬روح النظام‪ :‬يمثل هدف أو دافع القيام بالنشاط االقتصادي‪ ،‬و نقصد به الدوافع اإلنسانية‬

‫المهيمنة و المسيطرة على العمليات االقتصادية المختلفة ‪ .‬فقد يكون الدافع هو الحصول على أقصى قدر‬

‫ممكن من الربح‪ ،‬أو على أكبر دخل نقدي ممكن‪ ،‬كما هو الحال في النظام الرأسمالي‪ ،‬وقد يكون دافع‬

‫النشاط االقتصادي هو إشباع حاجات الجماعة‪ ،‬كما هو الحال في النظم األخرى المخططة مركزيا‬

‫كالنظام االشتراكي‪.‬‬

‫‪ -2-2‬شكل النظام‪ :‬يمثل اإلطار القانوني‪ ،‬السياسي واالجتماعي الذي يهيئ الجو المناسب لتحقيق‬

‫أهداف النشاط االقتصادي‪ ،‬بمعنى هو عبارة عن مجموعة العوامل التي تحدد إطار الحياة االقتصادية‬

‫(نظام الملكية‪ ،‬نظام العمل‪ ،‬عالقات اإلنتاج‪ ،‬دور الدولة في الحياة االقتصادية‪.)...‬‬

‫‪ -3-2‬أساس النظام ‪ :‬نقصد به األساليب الفنية التي تتم بواسطتها عمليات اإلنتاج‪ ،‬النقل و التوزيع و‬

‫غيرها‪ .‬فممكن أن تستخدم أدوات بسيطة أو ممكن أن تكون ضخمة‪ ،‬أو ممكن أن يكون الفن اإلنتاجي‬

‫من خالل تقسيم العمل‪ ،‬بحيث يمكن أن يصل تقسيم العمل الواحد إلى عدة عمليات فنية صغيرة‪.‬‬

‫وتتحدد طبيعة النظام االقتصادي من التداخل بين العناصر الثالثة المذكورة‪ ،.‬و المالحظ أن‬

‫تعبير عن الروحية التي تعكس في النهاية بالعقيدة‬


‫عنصر الشكل هو المحدد الرئيسي لطبيعة النظام؛ ألنه ٌ‬

‫التي يقوم عليها النظام‪ .‬وتتوافق الروحية أيضاً مع مستوى معين من تطور وسائل اإلنتاج ‪.‬‬

‫هذه العناصر الثالثة تشكل في مجموعها النظام االقتصادي‪ ،‬و ال بد من اجتماعها‪ ،‬فبدون‬
‫العالقات اإلنتاجية ال يمكن تطبيق مذهب فكري معين‪ ،‬فالعالقات اإلنتاجية هي الكفيلة بوضعه موضع‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األستاذة‪ :‬سويلم ليلى‬ ‫درس‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫‪ -3‬فلسفة ومذهبية النظام االقتصادي‬

‫يتميز المذهب االقتصادي عن النظام االقتصادي‪ ،‬فالمذهب له قواعد أكثر ثباتًا ويبنى على‬
‫فلسفة معينة فيعمل القائمون على أمور الجماعة على عدم الخروج على مبادئها‪٠‬‬

‫وال شك أن هناك عالقة قوية بين كل من النظام االقتصادي والمذهب االقتصادي‪ ،‬فالنظام‬
‫االقتصادي‪ ،‬على الرغم من استعداده للتكفل بحاجات المجتمع وظروفه‪ ،‬إال أنه ال يستطيع أن يخرج عن‬
‫فلسفة المذهب االقتصادي الذي تعتنقه الجماعة‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن مبادئ أي من المذاهب‬
‫االقتصادية ال يمكن إال أن تكون تعبي اًر عن الوسائل االقتصادية التي يظن أنها أفضل طريقة لتحقيق‬
‫رفاهية أفراد المجتمع‪ ،‬أي إشباع حاجاتهم ورغباتهم‪ ،‬فمهمة المذهب تكمن في إيجاد طريقة لتنظيم الحياة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -4‬وظائف النظام االقتصادي‪:‬‬

‫تتمثل وظيفة النظام االقتصادي بغض النظر عن نوع النظام في حل المشكلة االقتصادية المتمثلة‬
‫في الموازنة بين الموارد االقتصادية وتعدد الحاجات البشرية‪ ،‬لذلك فإن النظام االقتصادي سواء من حيث‬
‫المفهوم أو الوظيفة يرتبط بالمشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫للتعامل مع كيفية معالجة المشكلة االقتصادية يتعين تحديد المسائل الثالث اآلتية‪:‬‬

‫ماذا ينتج المجتمع؟‬


‫كيف ينتج المجتمع؟‬
‫على من يتم توزيع ما تم إنتاجه فعال؟ و على أي أساس؟‬

‫‪5‬‬
‫األستاذة‪ :‬سويلم ليلى‬ ‫درس‪ :‬مدخل لالقتصاد‬

‫على هذا األساس نقسم وظيفة النظام االقتصادي إلى ثالثة وظائف أساسية هي‪:‬‬

‫‪ 1-4‬تقرير ماذا ننتج‪ :‬حيث يجب على المجتمع أن يقرر األهداف اإلنتاجية التي يسعى لتحقيقها‪،‬‬

‫من خالل تحديد السلع الخدمات التي يرغب المجتمع في توفيرها ‪.‬‬

‫‪ 2-4‬تقرير كيف ننتج‪ :‬فال بد للنظام االقتصادي أن يقرر كيف يخصص موارده اإلنتاجية‬

‫المحدودة بين المنتجات المختلفة من جهة وبين الوحدات اإلنتاجية المختلفة من جهة أخرى‪ ،‬بالطريقة التي‬

‫يتسنى منها الحصول على أكبر كمية من المنتجات التي يرغب فيها المجتمع‪.‬‬

‫‪ 3-4‬تقرير كيفية توزيع الناتج الكلي ‪ :‬ال بد في النظام االقتصادي من تقسيم الناتج الكلي من‬

‫السلع والخدمات بين أفراد المجتمع الذين أسهموا في إنتاجه‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like