You are on page 1of 11

‫الدرس األول‬

‫المفاهيم‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫أهداف الدرس‪3 .................................................................................................................... :‬‬


‫مقدمة‪4 .............................................................................................................................. :‬‬
‫ا‬
‫أوًل‪ :‬تعريف المجتمع‪4 ........................................................................................................... :‬‬
‫ثانياا‪ :‬تعريف البناء اًلجتماعي للمجتمع‪4 .................................................................................... :‬‬
‫ثالثاا‪ :‬النظم اًلجتماعية‪5 ......................................................................................................... :‬‬
‫تعريفها‪5.......................................................................................................................... :‬‬

‫خصائص النظم اًلجتماعية‪5 .................................................................................................... :‬‬


‫أنواع النظم اًلجتماعية‪7 ......................................................................................................... :‬‬
‫تصنيف النظم اًلجتماعية‪8 ...................................................................................................... :‬‬
‫النظم وأوزانها داخل البناء اًلجتماعي‪9 ...................................................................................... :‬‬
‫المراجع ‪11 ...........................................................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫أهداف الدرس‪:‬‬
‫يتوقع من الطالبة بعد دراستها لهذا الدرس أن تكون قادرة على أن‪:‬‬
‫‪−‬ت ّ‬
‫عرف المجتمع‪.‬‬
‫‪ −‬توضح البناء االجتماعي للمجتمع في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ −‬تعدد خصائص النظم االجتماعية في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ −‬تذكر أنواع النظم االجتماعية في اإلسالم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫حاجة اإلنسان إلى االجتماع والتواصل مع من حوله حاجة فطرية‪ ،‬إذ ليس بوسعه أن يعيش‬
‫كثيرا من معاني إنسانيته من وجوده بين مجموعة ينعم بينهم بشعور المودة‬
‫وحيدًا؛ ألنه يستمد ً‬
‫واألمن والطمأنينة‪ .‬ومن هنا تكونت المجتمعات البشرية وتم إرساء دعائم نظمها المتعددة‪.‬‬

‫ا‬
‫أوًل‪ :‬تعريف المجتمع‪:‬‬
‫المجتمع لغة‪ :‬من جمع‪ ،‬و َج َم َع الشيء أي ضمه عن تفرقه‪ ،‬وتجمع القوم أي‪ :‬اجتمعوا من ههنا‬
‫وههنا‪.‬‬
‫المجتمع اصطال احا‪" :‬عدد كبير من األفراد المستقرين‪ ،‬تجمعهم روابط اجتماعية ومصالح‬
‫)‪(1‬‬
‫مشتركة‪ ،‬تصحبها أنظمة تضبط السلوك وسلطة ترعاها"‪.‬‬
‫وبناء على ذلك يمكن تعريف المجتمع اإلسالمي بأنه‪ :‬عدد كبير من األفراد المستقرين في أرض‪،‬‬
‫تجمعهم رابطة اإلسالم‪ ،‬وتدار أمورهم في ضوء تشريعات إسالمية وأحكام‪ ،‬ويرعى شؤونهم‬
‫حكام مسلمون‪.‬‬
‫ومما يجدر التنبيه عليه أن هناك فرقًا بين المجتمع والجماعة‪ ،‬إذ إن الجماعة هي مجموعة من‬
‫الناس اجتمعوا على أساس الشعور باالنتماء‪ ،‬أما المجتمع فإنه قائم على أساس المصالح‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬تعريف البناء اًلجتماعي للمجتمع‪:‬‬


‫يمكن تعريف البناء االجتماعي للمجتمع بأنه‪" :‬اإلطار التنظيمي العام الذي يندرج تحته كافة‬
‫أوجه السلوك اإلنساني في مجتمع ما‪ ،‬ويتضمن مجموعة النظم االجتماعية ذات القواعد السلوكية‬
‫)‪(2‬‬
‫المستقرة التي تحكم األنشطة اإلنسانية المتعددة في مجتمع ما"‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلسالم وبناء المجتمع‪( ،‬ص‪.)13 :‬‬

‫(‪ )2‬النظام السياسي والبناء االجتماعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫ثالثاا‪ :‬النظم اًلجتماعية‪:‬‬


‫تعريفها‪:‬‬

‫تعددت تعريفات النظم االجتماعية عند علماء االجتماع‪ ،‬إال أنه يمكن القول بأن هناك شبه اتفاق‬
‫بين المشتغلين بعلوم االجتماع واإلنسان على أن النظم االجتماعية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫األساليب المقننة والمتفق عليها اجتماعيًا (سلوك وعالقات وتفاعالت وأفكار ومعايير ومفاهيم‬
‫وجزاءات)‪ ،‬والتي تستهدف إشباع حاجات أفراد المجتمع‪.‬‬
‫وهذه النظم قد تنشأ بشكل تلقائي أو بشكل مقصود‪ ،‬وقد يكون مصدرها إلهيًا (تشري ًعا سماويًا) أو‬
‫وضعيًا (من وضع البشر)‪.‬‬
‫والنظم تتفاعل وتتساند من حيث أداؤها لوظائفها بشكل يؤدي إلى تسميتها باألنساق المعيارية‪.‬‬
‫ويقصد باألنساق المعيارية مجموعة من العناصر المتفاعلة فيما بينها والتي تتجه نحو هدف محدد‪.‬‬
‫والنظم االجتماعية بوصفها أنساقًا معيارية تتضمن السلوك المتوقع والهدف ونماذج العالقات في‬
‫المجتمع‪ ،‬إضافة إلى الغايات القيمية والضوابط والجزاءات المطبقة فيه‪.‬‬

‫خصائص النظم اًلجتماعية‪:‬‬


‫تتعدد خصائص النظم اًلجتماعية‪ ،‬ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن لكل نظام وظيفة أو مجموعة من الوظائف يؤديها داخل المجتمع‪.‬‬
‫‪ )2‬يتكون كل نظام اجتماعي من مجموعة من العناصر يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ −‬هدف أساسي ومجموعة من األهداف الفرعية‪.‬‬
‫‪ −‬مجموعة من النماذج السلوكية التي تحكمها معايير أو قواعد معينة‪.‬‬
‫‪ −‬جوانب رمزية للنظام‪.‬‬
‫‪ −‬جوانب مادية للنظام‪.‬‬
‫‪ −‬مجموعة من التقاليد الشفاهية والمدونة‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬نجد أن نظام األسرة يستهدف تحقيق أهداف معينة‪ ،‬مثل‪ :‬اإلشباع‬
‫العاطفي والجنسي‪ ،‬وعاطفة األبوة واألمومة وإنجاب األطفال وتربيتهم‪ ،...‬باإلضافة إلى‬
‫أن لألسرة مجموعة من االتجاهات ونماذج السلوك التي تتمثل في تصرفات الزوج تجاه‬
‫زوجته‪ ،‬وتصرفات الزوجة مع زوجها‪ ،‬وتصرفات اآلباء مع األبناء والعكس‪ ،‬يضاف إلى‬

‫‪5‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫هذا عواطف الحب والحنان والوالء واالحترام‪ ،...‬أما النواحي الرمزية فتتمثل في خاتم‬
‫الزواج وشعار األسرة‪ ،‬وتتمثل الماديات في المنزل واألثاث‪ ،‬وتتمثل الجوانب القانونية في‬
‫وثيقة الزواج‪.‬‬
‫‪ )3‬يرتبط النظام بفكرة المعايير أو القواعد الضابطة للسلوك‪ .‬فهو ليس مجرد نماذج سلوكية‪،‬‬
‫وإنما هو إضافة إلى ذلك نماذج مقننة‪ ،‬أي تخضع لقواعد معينة متفق عليها‪ ،‬ويجب على‬
‫الناس االلتزام بها‪.‬‬
‫‪ )4‬إن التزام الناس بهذه القواعد والنظم يرتبط بفكرة الجزاءات االجتماعية‪ ،‬إذ إن اتباع الناس‬
‫لنماذج السلوك المعترف بها في المجتمع يرجع إلى التربية أو التنشئة االجتماعية كأساس‬
‫أول‪ ،‬وإذا فشلت فإن األساس الثاني هو الخوف من الجزاءات االجتماعية السلبية‪.‬‬
‫‪ )5‬إن النظام هو السلوك االجتماعي الذي يعترف به أعضاء المجتمع‪.‬‬
‫‪ )6‬أغلب النظم تتسم بدرجة عالية من التعقيد؛ بحيث يتضمن ك ٌل منها مجموعة معقدة‬
‫ومتشابكة من النماذج السلوكية‪ ،‬وضوابط السلوك وقواعد معينة يجب أن يتبعها إلى جانب‬
‫شبكة معقدة من العالقات التي تحتاج إلى كثير من الجهد لفهمها وتحليلها‪.‬‬
‫‪ )7‬الترابط الوظيفي بين النظم االجتماعية داخل المجتمع‪ .‬ويقصد بهذا الترابط أن النظم ليست‬
‫مستقلة بعضها عن بعض‪ ،‬ولكنها تمثل أجزاء مترابطة متساندة متداخلة متكاملة‪ ،‬فنظام‬
‫الخطبة يسبق ويمهد لنظام الزواج‪ ،‬ونظام الزواج يمهد لنظام األسرة‪ ،‬ونظام األسرة‬
‫يرتبط بالنظام الديني الذي يبين الحالل والحرام‪ ،...‬وكذلك يرتبط نظام األسرة بالنظام‬
‫االقتصادي والسياسي والقانوني‪ ،...‬وهكذا ينطبق نفس األمر على بقية النظم المكونة لبناء‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫أنواع النظم اًلجتماعية‪:‬‬


‫تنقسم النظم االجتماعية إلى عدة أنواع يمكن تصنيفها بحسب عد ٍد من المعايير‪ ،‬وذلك من حيث‪:‬‬
‫‪ .1‬أوًلا‪ :‬العمومية والخصوصية‪ :‬أي إما أن تكون عامة في جميع المجتمعات أو خاصة ببعضها‬
‫دون بعض‪ ،‬مع مالحظة أن مسألة عمومية النظام تعد مسألة نسبية‪.‬‬
‫فنجد أن هناك نظ ًما عامة تشيع في كل المجتمعات‪ ،‬كاألسرة والدين وغيرها‪ ،‬وإن اختلف‬
‫شكل النظام ومضمونه من مجتمع آلخر‪.‬‬
‫وهناك نظم خاصة بمجتمعات معينة مثل نظام الرق الذي ساد ببعض المجتمعات سابقًا‪.‬‬
‫مستمرا داخل‬
‫ً‬ ‫‪ .2‬ثانياا‪ :‬اًلستمرار والعرضية أو الوقتية في الحدوث‪ :‬فنجد أن هناك نظا ًما‬
‫المجتمع كنظام األسرة وغيره‪.‬‬
‫وهناك نظم أخرى تتكرر في مواسم معينة بالذات يطلق عليها النظم التكرارية؛ حيث يتكرر‬
‫القيام بالنماذج السلوكية وفق معايير ثابتة في أوقات محددة من السنة‪ ،‬مثل نظام االختبارات‬
‫نهاية العام الدراسي‪.‬‬
‫وهناك نوع ثالث من النظم يعترف بها المجتمع ومستقرة ثقافيًا‪ ،‬ولكنها ليست مستقرة وال‬
‫تتكرر في مواسم معينة‪ ،‬وإنما يصار إليها كلما دعت الحاجة لمثلها‪ ،‬كنظام الزواج‬
‫وإجراءاته النظامية المختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬ثالثاا‪ :‬التلقائية والتقنين‪ :‬هناك نظم تنشأ بشكل تلقائي عفوي دون تخطيط أو تدبير بشري‬
‫منظم‪ ،‬كنظام الدين واألسرة والزواج فقد ظهرت بشكل تلقائي استجابة لحاجات بشرية ملحة‪،‬‬
‫باإلضافة للفطرة اإلنسانية التي فطر هللا اإلنسان عليها‪.‬‬
‫وهناك نظم تظهر نتيجة للقصد أو الجهد البشري المنظم مثل نظام التعليم‪ ،‬ونظام البنوك‪،‬‬
‫واالدخار‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ .4‬راب اعا‪ :‬المشروعية وعدم المشروعية‪ :‬فهناك نظم يعترف بها المجتمع وال تتعارض مع‬
‫القانون العام السائد داخله‪ ،‬مثل نظام الدين والملكية وغيرها‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من النظم التي تتضمن نماذج سلوكية وقواعد معينة تحكمها‪ ،‬لكنها‬
‫تتعارض مع مبادئ المجتمع وقوانينه‪ ،‬كنظام الرشوة والسرقة المنظمة في بعض المجتمعات‪.‬‬
‫سا‪ :‬الهدف‪ :‬هناك نظم عاملة لها وظائف نوعية محددة تنظم مجموعة من الممارسات‬
‫‪ .5‬خام ا‬
‫السلوكية والعالقات االجتماعية طبقًا لمعايير معينة‪ ،‬كنظام الصناعة ونظام التعليم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫وهناك نظم ضابطة‪ ،‬تسهم في تهيئة المناخ للنظم العاملة أن تؤدي وظائفها على خير وجه‬
‫بحيث تعمل هذه النظم إلى جانب تنظيم السلوك للحيلولة دون وقوع االنحراف ثم عقاب‬
‫المنحرفين وردع غيرهم‪ ،‬كالنظام القانوني‪.‬‬
‫سا‪ :‬ما إذا كان النظام أساسياا أو فرعياا‪ :‬يجمع العلماء على أن هناك أربعة نظم أساسية‬
‫‪ .6‬ساد ا‬
‫عامة في كل المجتمعات‪ ،‬هي‪ :‬النظام الديني‪ ،‬واًلقتصادي‪ ،‬واألسري‪ ،‬والسياسي‪.‬‬
‫ولكن في كل مجتمع يوجد مجموعة أخرى من النظم التي تتفاوت أهميتها من مجتمع آلخر‬
‫بحسب المستوى الحضاري لكل مجتمع‪ ،‬كنظم التعليم والتربية‪.‬‬
‫وما يُعد أساسيًا في مجتمع معين‪ ،‬قد ال يُعد كذلك في مجتمع آخر‪.‬‬
‫‪ .7‬سابعاا‪ :‬النظم اًلختيارية والنظم اإلجبارية‪ :‬فالنظم اإلجبارية ال يكون للفرد حرية االلتزام بها‬
‫أو ال‪ ،‬كنظام األسرة وغيرها‪.‬‬
‫أما النظم االختيارية‪ ،‬فهي تلك التي يشارك بها الفرد ويملك االنسحاب منها‪ ،‬كالنظم المهنية‬
‫والتعليمية‪.‬‬
‫‪ .8‬ثامناا‪ :‬النظم األولية والنظم الثانوية‪ :‬فالنظم األولية أساسية تلقائية النشأة‪ ،‬كالدين واألسرة‪ .‬ومع‬
‫تعقد المجتمعات ونمو الحضارات ظهر العديد من النظم االختيارية‪ ،‬وهي نظم فرعية تتفرع عن‬
‫النظم األولية‪ ،‬كنظام الصناعة ونظام التعليم المتطور‪.‬‬
‫‪ .9‬تاس اعا‪ :‬المنشأ‪ :‬فهناك نظم إلهية المنشأ مصدرها الكتب السماوية المنزلة على الرسل عليهم‬
‫السالم‪ ،‬وهناك نظم وضعية المنشأ من صنع البشر‪.‬‬

‫تصنيف النظم اًلجتماعية‪:‬‬


‫كثيرا في تصنيف النظم االجتماعية‪ ،‬ويرجع اختالفهم إلى اختالف معايير‬
‫يختلف العلماء ً‬
‫التصنيف‪ ،‬إال أنهم أجمعوا على أربعة نظم أساسية‪ ،‬هي‪ :‬الدين واألسرة واالقتصاد والسياسة‪،‬‬
‫باعتبارها النظم األساسية والمنتشرة في كل المجتمعات‪.‬‬
‫وبالتالي قام الباحثون بتصنيف النظم االجتماعية إلى ما يلي‪:‬‬
‫• النظم اًلقتصادية والحكومية‪ :‬والتي من أهم وظائفها توفير الطعام وتنظيم الملكية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى جانب تنظيم سلوك الناس وعالقاتهم من خالل القانون‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫• النظام العائلي‪ :‬ويتصل هذا النظام بالزواج والطالق وتنشئة األبناء وأسلوب معاملة كبار‬
‫السن‪.‬‬
‫• نظام الدين‪ :‬الدين اإلسالمي الحنيف هو الدين الوحيد الذي ينظم حياة اإلنسان بجميع‬
‫جوانبها‪.‬‬
‫• نظام التعبيرات الجمالية والعقلية والترويح (الترفيه)‪ :‬ويتمثل في مجموعة من‬
‫الممارسات السلوكية كالشعر والعلم‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬واأللعاب‪ ،‬والتسلية‪.‬‬
‫وبالمجمل فإن النظم ترتبط بالحاجات البشرية‪ ،‬ولهذا يختلف عددها ونوعيتها باختالف المجتمعات‬
‫وموقعها على سلم التطور الحضاري والتكنولوجي‪.‬‬

‫النظم وأوزانها داخل البناء اًلجتماعي‪:‬‬


‫اختلف الباحثون في تحديد النظم المحورية التي تحتل وزنًا خا ً‬
‫صا داخل البناء االجتماعي‪ .‬والمراد‬
‫بأوزان النظم هو قدرة بعضها على تحديد طبيعة البعض اآلخر‪ ،‬فبعض النظم يعد أكثر من غيره‬
‫ويُعد المتغير للمستقبل والذي يقود عمليات التغير في المجتمع‪.‬‬
‫وقد انقسم الفكر السوسيولوجي لدى علماء االجتماع من حيث تحديد أوزان النظم إلى تيارين‬
‫متناقضين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ .1‬التيار الماركسي الملحد ‪:‬‬

‫هو تيار ال ديني‪ ،‬ويعد معاديًا لرجال الدين‪ ،‬وفي الوقت نفسه يدعو إلى النظرة المادية في فهم‬
‫الطبيعة‪ .‬فهو يدعو إلى إلغاء الدين وقبول اإللحاد‪ .‬وسمي التيار الماركسي بهذا االسم نسبة إلى‬
‫كارل ماركس الذي يُعد مؤسس الماركسية‪ ،‬لكنه ليس المؤسس الوحيد للفلسفة الماركسية‪ ،‬فلوال‬
‫فريدريك إنجلز لما قامت الماركسية‪.‬‬
‫ويذهب التيار الماركسي إلى أن النظام االقتصادي هو النظام المحوري الذي يمثل البناء األساسي‬
‫للمجتمع ويوجه ويصوغ كل نظم البناء األخرى‪ ،‬بما فيها نظام األسرة والسياسة والدين‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫‪ .2‬التيار الديني أو (القيمي) ‪:‬‬

‫هو تيار مناقض للتيار السابق‪ ،‬حيث يؤمن بأهمية الدين والقيم المشتقة منه‪ .‬ويمثل هذا التيار في‬
‫علم االجتماع الحديث العالم ماكس فيبر‪.‬‬
‫يذهب التيار الديني أو (القيمي) إلى أن النظام الديني هو النظام المحوري الذي يوجه ويصوغ كل‬
‫النظم االجتماعية األخرى‪ ،‬بما فيها النظم االقتصادية‪.‬‬
‫يتفق النظام االجتماعي في اإلسالم مع هذا التيار من حيث أن دين اإلسالم المرتكز على القرآن‬
‫والسنة يصوغ كل النظم االجتماعية األخرى في المجتمع المسلم‪ ،‬من سياسية واقتصادية وأسرية‬
‫وغيرها‪ .‬كما يقوم على مفهوم األمة المتوادّة المتراحمة‪ ،‬من خالل قيم التعاون والحب والترابط‪،‬‬
‫والشورى‪ ،‬والعدل‪ ،‬والتقدم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الدرس األول‪ :‬المفاهيم‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ −‬اإلسالم وبناء المجتمع‪ ،‬د‪ .‬أيمن الدلوع و د‪ .‬سعد الرعوجي و د‪ .‬ماجد العوفي‪ ،‬دار‬
‫جوهرة العلوم‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ −‬بناء المجتمع اإلسالمي ونظمه‪ ،‬د‪ .‬نبيل السمالوطي‪ ،‬دار الشروق‪1426 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ −‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور األنصاري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ −‬المجتمع اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬محمد أمين المصري‪ ،‬دار األرقم‪1400 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ −‬النظام االجتماعي في اإلسالم‪ ،‬د‪ .‬رفيق السامرائي‪ ،‬دار الفتح‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ −‬النظام السياسي والبناء االجتماعي‪ ،‬د‪ .‬جمال سالمة‪ ،‬دار النهضة العربية‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like