You are on page 1of 2

‫وحدة االقتصاد االجتماعي‬

‫الحصة الرابعة مفهوم االقتصاد االجتماعي‬


‫(بطاقة تقنية ‪ :‬أهداف الحصة‪ ،‬مضمونها ومراجعها)‬

‫‪ .1‬أهداف الحصة‬
‫تهدف هذه الحصة إلى ‪:‬‬
‫‪-‬االلمام بمفهوم االقتصاد االجتماعي من خالل تبين مفهوم االقتصاد في عالقته‬
‫بالمجتمع وبالسياسة من جهة أولى‪ ،‬من خالل النظر في الشروط التاريخية التي‬
‫تبلور في إطارها االقتصاد االجتماعي وطبعت هويته من جهة ثانية ومن خالل‬
‫المقارنة بين االقتصاد االجتماعي واقتصاد السوق واالقتصاد الدولتي من جهة ثالثة؛‬

‫‪-‬االلمام بما يجمع االقتصاد االجتماعي مع االقتصاد التضامني والمقاولة االجتماعية‬


‫وما يميزه عنهما‪.‬‬

‫‪ .2‬وصف موجز لمحتوى الحصة‬


‫‪ .1.2‬االقتصاد االجتماعي كاستجابة لضرورة جعل الحاجات االجتماعية في قلب الفعل‬
‫االقتصادي ‪ :‬التربة التاريخية التي ترعرع عليها االقتصاد االجتماعي‬
‫أبرز كارل بوالنيي في كتابه "التحول الكبير" واقعة تاريخية أصبحت اليوم متداولة على‬
‫أنها حقيقة بديهية مشتركة بين غالبية من يبحثون في االقتصاد مفادها أن االقتصاد في تاريخ‬
‫البشرية كان دوما مندرجا في السياق االجتماعي السياسي‪ ،‬خاضعا لمقتضياته‪.‬‬
‫إال أن االنتقال إلى الرأسمالية الذي نضج خالل القرن التاسع عشر وديناميكية النمو‬
‫االقتصادي وتراكم الثروات التي رافقته ستؤدي إلى افالت االقتصاد من شكل االرتباط الذي‬
‫كان يخضع بمقتضاه للسياق االجتماعي والسياسي وسيظهر إلى الوجود ما يسمى بالسوق‬
‫ذات التنظيم الذاتي الذي يدعي القدرة على تنظيم ذاته بذاته دون حاجة إلى تدخل اجتماعي‬
‫أو سياسي من خارجه‪ .‬وقد أدت سيادة اقتصاد السوق إلى سيادة االقتصاد على باقي أبعاد‬
‫الحياة‪ .‬مما نتج عنه تغيرات هائلة ذات وجه إيجابي وذات وجه سلبي‪ .‬الوجه اإليجابي هو‬
‫ذاك التطور غير المسبوق لقوى اإلنتاج وذاك التراكم الهائل للثروات‪ .‬أما الوجه السلبي فهو‬
‫تفاقم الفوارق االجتماعية وغرق فئات واسعة من المجتمع في البؤس واالمالق أهمها‬
‫وأكثرها عددا الطبقة العاملة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع الجديد الذي هناك من يطلق‬
‫عليها مجتمع األجراء‪.‬‬
‫‪ .2.2‬االقتصاد االجتماعي واقتصاد السوق‬
‫ترتسم هوية االقتصاد االجتماعي في أوضح أشكالها االجتماعي لما نقارنه مع اقتصاد‬
‫السوق‪.‬‬
‫فالمرتكزات األساسية التي يستند إليها في تحديد هوية االقتصاد االجتماعي هي التالية ‪:‬‬
‫‪-‬هو فعل اقتصادي ال يهدف إلى الربح الفردي بل يهدف إلى تحقيق االستجابة الجماعية‬
‫لحاجات المنخرطين فيه وتحقيق وتكريس التضامن بينهم‪ .‬عكس اقتصاد السوق الذي يقوم‬
‫على المبادرة الفردية بغية تحقيق الربح الفردي وتسخير كل الوسائل للوصول إليه بما في‬
‫ذلك استغالل اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬هو فعل اقتصادي حامل للديموقراطية ومشيع لها بين المنخرطين فيه‪ .‬فالمنتمون لتنظيمات‬
‫االقتصاد االجتماعي يدبرون حياة تنظيماتهم بناء على مبدإ المساواة في السطلة بينهم‪ .‬فكل‬
‫شخص يساوي صوتا‪ .‬عكس مقاوالت اقتصاد السوق التي هي بطبيعتها تنظيمات تراتبية‬
‫يكون لك من السلطة فيها بقدر ما تملك من أسهم أو من نسبة من الرأسمال‪.‬‬
‫‪ -‬هو فعل يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة أو المنفعة االجتماعية‪ ،‬أي أنه ينتج ما يحتاجه‬
‫الناس ويشغل وفق معايير توازن بين الحاجة إلى الفعالية والحاجة إلى تحقيق المنفعة‬
‫االجتماعية بما في ذلك في التشغيل‪ .‬في حين أن اقتصاد السوق يسعى إلى الربح الفردي‬
‫ويحل معايير الفعالية والمردودية مكانا مركزيا في تدبير شؤونه‪.‬‬
‫‪ .2.3‬االقتصاد االجتماعي واالقتصاد المتعدد‬
‫يخلص بوالنيي في قراءته لتاريخ االقتصاد من منظور عالقته بالمجتمع وبالسياسة إلى أن‬
‫الفعل االقتصادي في كل المجتمعات فعل متعدد ينتظم وفق ثالثة مبادئ ‪:‬‬
‫‪-‬مبدأ السوق ‪ :‬والذي يجعل من المبادرة الحرة الهادفة إلى الربح وتحقيق المنفعة الخاصة‬
‫محركا للفعل االقتصادي المكوم بالعالقة بين العرض والطلب‪،‬‬
‫‪-‬مبدأ إعادة التوزيع ‪ :‬وهو المبدأ الذي تضطلع بموجبه سلطة مركزية أو عليا بمسؤولية‬
‫ضبط العالقة بين الثروات والخيرات والحاجات من خالل آلية إعادة التوزيع‬
‫‪-‬مبدأ التبادل من موقع الندية وهو المبدإ الذي يجعل من الفعل االقتصادي (اإلنتاج‬
‫والتوزيع) مناسبة لبناء وتمتين وإدامة عالقات اجتماعية‬

You might also like