You are on page 1of 4

‫المطلب الثاني‪ :‬عالج المشكلة االقتصادية وفق النظام االشتراكي‬

‫يقوم النظام االشتراكي على المصلحة االجتماعية وليس المصلحة‬


‫الخاصة حيث تسيطر على هذا النظام مجموعة من المبادئ‬
‫االساسية تتماشى مع المصلحة االجتماعية فعوامل االنتاج مملوكة‬
‫بالكامل‪ ،‬كما ان الملكية الخاصة محصورة في نطاق ضيق ال تكاد‬
‫تتعدى االشياء الشخصية‪ ،‬فالدولة هي التي تقوم بحصر الموارد‬
‫االقتصادية و تعبئتها و توجيهها نحو االستخدامات المختلفة‬
‫المرغوبة فيها فضال عن عملية تنميتها‪ .‬فالدولة ببساطة هي التي‬
‫تقوم بحل كل عناصر المشكلة االقتصادية مهما كانت معقدة ويكون‬
‫ذلك عن طريق ما يسمى بجهاز التخطيط‪.‬‬
‫وقد يأخذ جهاز التخطيط في الواقع العملي شكل هيئة او لجنة او‬
‫وزارة او خليط من هذه االشكال معا‪.‬‬
‫ويقوم جهاز التخطيط بدراسات و أبحاث مسبقة قبل ان يقدم اقتراح‬
‫السياسات التي تصدر بها القرارات المركزية للتنفيذ‪.‬‬
‫ان جهاز التخطيط هو الذي يحدد نوعيا و كميا تلك السلع التي‬
‫يجب انتاجها في الفترة القادمة إلشباع رغبات المستهلكين كما أنه‬
‫يقوم بتنظيم عملية االنتاج عن طريق تعبئة الموارد االقتصادية‬
‫الالزمة لترجمة رغبات أفراد المجتمع إلى سلع و خدمات متاحة و‬
‫كذلك من حيث توزيع وتخصيص هذه الموارد االقتصادية على‬
‫مختلف استخداماتها البديلة‪ .‬فضال على أنه يقوم بتحديد األجور و‬
‫الجوائز التي يتحصل عليها العاملون في المجاالت‪.‬‬
‫كما يقوم جهاز التخطيط برسم السياسات و الخطط االنمائية سواء‬
‫كانت طويلة االجل او متوسطة االجل او قصيرة االجل‪ ،‬و التي‬
‫تهدف كلها إلى ضمان النمو االقتصادي الناجح للمجتمع‪ ،‬اضافة‬
‫الى ان هذا النظام يهدف الى تحقيق مجتمع الكفاية و العدل‪ ،‬حيث‬
‫نقصد بالكفاية حسن استغالل الموارد االقتصادية النادرة و المتاحة‬
‫بينما نقصد بالعدالة توزيع الدخل و الثروات في المجتمع بين‬
‫مختلف افراده بالتساوي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عالج المشكلة االقتصادية وفق النظام المختلط‬
‫يعرف النظام االقتصادي المختلط على انه نظام يجمع بين جوانب‬
‫كل من النظام الرأسمالي و النظام االشتراكي‪ ،‬حيث يحمي النظام‬
‫االقتصادي المختلط الملكية الخاصة‪ ،‬ويسمح بمستوى من الحرية‬
‫االقتصادية في استخدام رأس المال ولكنه يسمح ايضا للحكومات‬
‫بتدخل في االنشطة االقتصادية؛ من اجل تحقيق األهداف‬
‫االجتماعية‪ .‬فمع ظهور النظام االقتصادي المختلط‪ ،‬والذي كان‬
‫بمثابة مزيج من النظام االقتصادي الرأسمالي‪ ،‬و النظام‬
‫االقتصادي االشتراكي‪ ،‬تم تقديم عدة حلول لحل المشكلة‬
‫االقتصادية؛ وذلك عن طريق آليات التسعير المجانية‪ ،‬و آليات‬
‫االسعار الخاضعة للرقابة حيث‪:‬‬
‫•آلية السعر المجاني‪ :‬يشير مصطلح نظام السعر الحر الى نظام‬
‫اقتصادي ضمن االقتصاد المختلط؛ حيث يعمل على تحديد االسعار‬
‫من خالل تبادل العرض و الطلب‪ ،‬و يتم اعتبار االسعار الناتجة‬
‫عنه بمثابة اشارة يتم توصيلها بين المستهلكين و المنتجين‪ ،‬و التي‬
‫تساعد في توجيه االنتاج و توزيع الموارد‪ ،‬و يعرف هذا النظام‬
‫باسم آلية السعر المجاني‪ ،‬و احيانا يطلق عليه بشكل غير رسمي‬
‫آلية السعر‪ ،‬او نظام السعر‪.‬‬
‫وعلى عكس االقتصاد الموجه يتم تحديد االسعار من قبل الدولة‬
‫بنظام سعر ثابت؛ حيث يتم تحديد االسعار في اقتصاد السوق من‬
‫خالل نظام السعر الحر‪ ،‬مما يعني ان االسعار يتم تحديدها بطريقة‬
‫المركزية؛ عن طريق التجارة التي تحدث نتيجة االسعار التي‬
‫يطلبها المنتجون او البائعون‪ ،‬المطابقة مع اسعار العطاء للمشترين‬
‫او العمالء‪ ،‬و التي تأتي كنتيجة حكم للقيمة الذاتية‪.‬‬
‫•ألية االسعار الخاضعة للرقابة‪ :‬يتم تسمية هذه اآللية باسم‬
‫(التخطيط االقتصادي) ويتم استخدام هذه اآللية للقطاع العام من قبل‬
‫هيئة التخطيط‪ ،‬كما ان السلع و الخدمات التي يتم انتاجها في القطاع‬
‫العام يتم تحديدها من قبل سلطة التخطيط المركزي‪.‬‬
‫يحدد القطاع الخاص اسلوب االنتاج و طريقته على أساس أسعار‬
‫العوامل و توافر التكنولوجيا‪ ،‬و من ناحية أخرى يتم تحديد اسلوب‬
‫االنتاج وطريقة االنتاج للقطاع العام من قبل سلطة التخطيط‬
‫المركزية‪ ،‬و عند تحديد اسلوب االنتاج للقطاع العام‪ ،‬فإن االولوية‬
‫الوطنية واألهداف االجتماعية تعتبر من االعتبارات الرئيسية‪،‬‬
‫ويخصص القطاع الخاص وفق هذا النظام موارده إلنتاج تلك السلع‬
‫التي يطالبها االفراد الذين يتمتعون بقوة شرائية عالية‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من أن االنتاج الذي ينتجه القطاع الخاص يخضع لسيطرة والتنظيم‪،‬‬
‫من قبل الحكومة و ذلك من خالل سياسيات مختلفة‪.‬‬
‫مثل سياسة الترخيص‪ ،‬و الضرائب‪ ،‬و الدعم و ما إلى ذلك‪ ،‬فإن‬
‫السعر الذي تحدده هذه اآللية قد يتجاوز القوة الشرائية؛ لمجموعة‬
‫الدخل المنخفض‪.‬‬
‫لذلك قد تتولى الحكومة إنتاج بعض السلع‪ ،‬كما يتم إدخال سياسة‬
‫التقنين و التي نقصد بها التوزيع المراقب للموارد النادرة‪ ،‬او‬
‫السلع‪ ،‬او الخدمات‪ ،‬او القيود االصطناعية على الطلب‪ ،‬حيث‬
‫يتحكم التقنين في حجم الحصة التموينية؛ و هي الجزء المسموح به‬
‫للفرد من الموارد المتوزعة في يوم معين او في وقت معين؛ و ذلك‬
‫لتوفير السلع االساسية بأسعار معقولة للفقراء‪ ،‬و بالتالي تضمن‬
‫الحكومة العدالة االجتماعية من خالل اعمالها في االقتصاد‬
‫المختلط‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫تمثل المشكلة االقتصادية تحديا كبيرا للمجتمعات و الحكومات في‬
‫جميع أنحاء العالم‪ .‬تترك تلك المشكلة تأثيرات عميقة على حياة‬
‫االفراد واالستقرار االقتصادي فمن خالل هذا البحث‪ ،‬قمنا بتحليل‬
‫و مناقشة عددا من تلك المشكالت بما في ذلك‪ ،‬البطالة‪ ،‬التضخم‪،‬‬
‫الديون الحكومية‪ ،‬الفقر‪ ،‬التلوث البيئي‪ ،‬وعدم التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫قد تكون هذه المشكالت تحديات ضخمة‪ ،‬و لكنها ليست خارج‬
‫االمكانيات للتغلب عليها‪ .‬حيث توضح الخطوات التي تمت‬
‫مناقشتها في هذا البحث ان هناك اساليب ممكنة لمواجهتها‪ .‬كما‬
‫يمكن للحكومات و القطاع الخاص و المجتمع المدني ان يتعاونوا‬
‫فيما بينهم لتحقيق تلك الحلول و تطبيقها بنجاح‪.‬‬
‫لكن يجب ان نتذكر دائما ان الحلول ال تنتهي وان االوضاع‬
‫االقتصادية تتغير بمرور الوقت‪ ،‬لذلك يجب على الحكومات و‬
‫المؤسسات و االفراد ان يظلوا حذرين و ملتزمين بتحسين الوضع‬
‫االقتصادي بشكل دائم و مستدام‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪ .1‬الدكتور عبد النعيم محمد مبارك‪ :‬مبادئ علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪ .2‬الدكتور حسين عمر‪ :‬مبادئ علم االقتصاد المشكلة‬
‫االقتصادية و السلوك الرشيد التحليل جزئي و كلي ‪.‬‬
‫‪ .3‬الدكتور سالم توفيق النجفي‪ :‬اساسيات علم االقتصاد‪.‬‬

You might also like