You are on page 1of 11

‫كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‬

‫قسم علم االجتماع والديموغرافيا‬


‫محاضرة رقم ‪5‬و‪6‬‬

‫علم االجتماع تنظيم وعمل‬


‫مقياس ميادين علم االجتماع‬
‫السنة الثانية ليسانس علم االجتماع‬
‫د‪ /‬أنس عرعار أستاذ محاضر‬
‫من مطبوعة ميادين علم االجتماع للدكتورة ياسمينة كتفي جامعة المسيلة بتصرف‬
‫سيتم ادراج المراجع بعد االنتهاء من اعداد المحاضرات في شكلها النهائي‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم علم اجتماع التنظيم والعمل‪ :‬يعتقد البعض أن التنظيم الصناعي هو مجرد‬
‫ترتيب لبعض األعمال على شكل خريطة بيانية تبين مدى تكامل األعمال‪ ،‬أو هي‬
‫وضع نوع من النظام في مخزون من الموارد المختلفة لكي تجعل منها أداة أو آلة‬
‫في خدمة إرادة تسعى إلى تحقيق مشروع معين‪ ،‬أو مجموعة أشياء توضح وفق‬
‫نظام معين تشكل مستودع فيما بينها تنظيما‪ ،‬إل أن هذا يعد جانب فقط من التنظيم‪،‬‬
‫ومن هذا جاءت العديد من المحاولت التي عملت على تحديد مدلول التنظيم‬
‫الصناعي من خالل وضع بعض األسس التي تعتبر أساسية في التنظيم‪ ،‬وهذا ما‬
‫نستشفه من خالل تطرقنا لهذه التعاريف‪.‬‬
‫يعرف تالكونتبارسونز ‪T.Parsons‬التنظيم بأنه "وحدات اجتماعية تقام وفقا لنموذج‬
‫بنائي معين لكي تحقق أهدافا معينة‪ ،‬وينطبق ذلك على المؤسسات الصناعية‬
‫والشركات والتنظيمات العسكرية ‪ ...‬وتخرج عن نطاق هذا التعريف القبائل‬
‫والطبقات والجماعات العنصرية وجماعات الصداقة واألسرة" (محمد علي محمد‪،‬‬
‫‪ ،1978‬ص‪.)05‬‬
‫ويعرفه ماكس فيبر ‪ M.weber‬بأنه "تنسيق غرضي مستمر لنشاط فرع مميز"‪،‬‬
‫وقد ميز فيبر في كتاباته بين الجماعات المتضامنة وجميع أشكال التنظيم حيث يعرفها‬
‫بأنها "عالقة اجتماعية تكون مغلقة أو محدودة النضمام إليها طبقا لقواعد مميزة"‬
‫(محمد على محمد‪ ،1986 ،‬ص ‪.)31‬‬
‫أما علم اجتماع التنظيم فقد عرفه سميث ‪ Smith‬بأنه "دراسة العالقات الجتماعية‬
‫داخل المصنع والمنظمات إلى جانب دراسة التأثير المتبادل بينها وبين المجتمع‬
‫المحلي"‪ .‬وجاء في قاموس علم الجتماع أنه "تحليل للنظم الصناعية والتنظيمات‪،‬‬
‫وللعالقات فيما بينها وكذلك للعالقات بين الظواهر الصناعية والنظم في المجتمع‬
‫األكبر"‪.‬‬
‫أما تعريف شالسسبولدينج ‪ Spaulding‬فيعتبره "دراسة للتنظيم الجتماعي للمصنع‬
‫والمتجر أو ألي مهنة أخرى‪ ،‬وللتفاعالت بين من يشغلون األدوار داخله‪ ،‬وللعالقات‬
‫التي تربط بين أدوارهم في العمل وبين غيرها من جوانب حياتهم"‪ .‬وفي تعريف‬
‫آخر قدمه جيسبرت‪ Gisbert‬هو "العلم الذي يدرس العوامل الجتماعية والتفاعلية‬
‫ويهتم بالعالقات اإلنسانية والصناعية‪ ،‬وبالتنظيم الرسمي أو الغير الرسمي‪ ،‬وفريق‬
‫العمل‪ ،‬والتصال إلخ (حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،2005 ،‬ص‪.)63-62‬‬
‫أما بالنسبة كولبينسكا‪ Kulpnsha‬وتوبرا ‪ Topera‬فيعرفانه على أنه‪" :‬هو ذلك‬
‫العلم الذي يهتم بدراسة الطبقة العاملة وظروف حياتها وعالقاتها بالتغيرات التي‬
‫تعتري بناؤها ودورها في النسق القتصادي والسياسي والجتماعي وعالقتها‬
‫بالطبقات الجتماعية األخرى‪ ،‬ومشاركتها في اإلدارة هذا فضال عن األثر‬
‫الجتماعية للتصنيع" (طلعت إبراهيم لطفي‪ ،2007 ،‬ص ‪.)20‬‬
‫‪ -2‬نشأة وتطور علم اجتماع التنظيم والعمل‪ :‬ظهر علم الجتماع التنظيم والعمل‬
‫كعلم مستقل في بداية القرن العشرين وذلك بعد انتشار معالم الثورة الصناعية‬
‫وظهور التصنيع‪ ،‬التي بدأت في انجلترا وانتقلت إلى دول أوروبا الغربية كألمانيا‬
‫وفرنسا ثم كافة أرجاء العالم كأمريكا الوسطى والشمالية وأوروبا الغربية والشرقية‬
‫واألقطار األسيوية واإلفريقية‪ .‬فالثورة الصناعية في هذه األصقاع من العالم غيرت‬
‫مهن وأنماط المعيشة وأساليب الحياة للمجتمعات التي دخلت فيها فحسب بل غيرت‬
‫أيضا تركيب سكانها وتوزيعهم الجغرافي والمهني والجتماعي‪.‬‬
‫حيث تزايدت أهمية األنشطة الصناعية مقابل األنشطة الزراعية‪ ،‬ففي عام ‪1851‬‬
‫كانت نسبة السكان الذين يشتغلون بأعمال الزراعة والصيد في بريطانيا ‪ %22‬ثم‬
‫انخفضت هذه النسبة إلى ‪ %8‬عام ‪ %5 ،1911‬عام ‪ 1951‬وهي اآلن ‪ .%4‬ونتيجة‬
‫لما أحدثته هذه الثورة من تطورات وتقدم وازدهار‪ ،‬اعتمدت الصناعة على الموارد‬
‫المادية من طاقة وآلت وتطبيق األساليب التكنولوجية في الصناعة ورأس المال‪،‬‬
‫وارتفاع نسبة اإلنفاق على البحوث العلمية والمواد البشرية ومنح فرص أوسع‬
‫للعمالة أمام القوى العاملة الماهرة على وجه الخصوص‪ .‬وأمام اإلداريين الذين‬
‫يقومون بأمر الصناعة وتنظيم عملية الستفادة منها من أجل تحقيق اإلنتاج‬
‫الصناعي‪ ،‬وذلك كله من خالل ظهور المصنع كوسيلة حديثة في تنظيم الستفادة من‬
‫عناصر اإلنتاج الصناعي المادية والبشرية‪.‬‬
‫من خالل هذه التحولت نتجت مشکالت إنسانية وأمراض اجتماعية أخلت بالنظام‬
‫الجتماعي وعرقلت عملية تكييف اإلنسان لمجتمعه الحديث‪ ،‬كان لبد من ظهور‬
‫علم جديد يدرس األسباب اإلنسانية والحضارية لعمليات التصنيع ويدرس في ذات‬
‫الوقت النتائج التي تتمخض عنها ظاهرة الصناعة والتصنيع‪ ،‬ومدى تأثيرها على‬
‫بني ومؤسسات المجتمع وهذا العلم الجديد الذي يتخصص في هذا النمط من الدراسة‬
‫هو علم الجتماع التنظيم والعمل‪.‬‬
‫فعلى هذا النحو أخذت دراسات علم الجتماع التنظيم والعمل تسير بخطى ثابتة‬
‫وسريعة عام ‪ 1940‬وخاصة بعد أن اتجه الباحثون إلى الدراسة السوسيولوجيا داخل‬
‫المصنع‪ ،‬ففي عام ‪ 1946‬ألف (ولبرت مور) كتابا بعنوان المجتمع الصناعي والنظم‬
‫الجتماعية‪ ،‬وفي نفس السنة ظهر كتاب (وليم هوايت) بعنوان الصناعة والمجتمع‪.‬‬
‫وفي الوقت الحاضر نجد أن علم الجتماع التنظيم والعمل قد أصبح يدرس في‬
‫الجامعات في كثير من أقطار العالم‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك نذكر الوليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬إنجلترا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬هولندا‪ ،‬مصر والجزائر (طلعت إبراهيم لطفي‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.)18-17‬‬
‫‪ -3‬نظريات علم اجتماع التنظيم والعمل‪:‬‬
‫‪ - 3-1‬النظرية البيروقراطية‪ :‬تعتبر النظرية البيروقراطية من النظريات األولى‬
‫التي تمحور اهتمامها حول البناء الرسمي وعالقته بتحقيق الكفاية التنظيمية‪ ،‬بمعنى‬
‫أن البيروقراطية أعارت اهتماما لوظيفة التغيرات التنظيمية في تحقيق الكفاية‬
‫التنظيمية‪ ،‬ويعتبر ماكس فيبر (‪ )1920-1964‬األلماني الجنسية رائدا للنظرية‬
‫البيروقراطية في اإلدارة‪ ،‬وكان معاصر الرواد اإلدارات العلمية ومبادئها‪ ،‬حيث‬
‫اعتبر تلك النظريات للمشاريع الصغيرة وغير صالحة للمشاريع الكبيرة وقد اعتبر‬
‫نظريته النظرية المثلى التي تضمن لإلدارة أحكام السيطرة والرقابة وتحقيقي فعالية‬
‫وكفاءة عالية‪.‬‬
‫ويكاد يجمع علماء التنظيم واإلدارة على أن ماكس فيبر هو أول من حاول تقديم‬
‫نظرية منظمة وشاملة في التنظيمات البيروقراطية‪ ،‬إذ يعد تصوره للبيروقراطية‬
‫والتنظيم الرسمي بمثابة حجر الزاوية في أي دراسة لهذا الموضوع ل يمكن تجاوزها‬
‫‪،‬لكن من جهة ثانية ل يمكن الدعاء بأنه الوحيد الذي تحدث أو اهتم بموضوع‬
‫البيروقراطية كأداة للتنظيم المؤسسي أو الجتماعي‪ ،‬فقد سبقه إلى ذلك العديد من‬
‫المفكرين والمنظرين كما أشار إليه محمد عاطف غيث في كتابه قاموس‬
‫علم الجتماعي‪ ،‬أمثال عالم القتصاد فانسون دو جورناي ‪Vincent De‬‬
‫‪ ،)1952-1912( Journaye‬كما شاع استخدامه عند بعض الدارسين األوروبيين‬
‫وبخاصة األلمان منهم في القرن ‪ 19‬حينما زاد تدخل الدولة وسيطرة الموظفين على‬
‫أجهزة الدولة‪ ،‬أما في انجلترا شاع استخدامه منذ عام ‪ 1820‬عندما كان للدولة أن‬
‫تضع بعض برامج الرعاية الجتماعية للفقراء ورفع مستوى الصحة العامة‪ ،‬ولقد‬
‫كتب جون ستيوارت ميل ‪ " 1860‬إن مهام الحكومة أصبحت تتوزع بين طرائق‬
‫مهنية متخصصة وذلك جوهر البيروقراطية ومعناها"‪ ،‬أما روبرمشلز ‪Robert‬‬
‫‪ Michels‬فقد وسع مفهوم البيروقراطية ليشمل الدولة واألحزاب السياسية (محمد‬
‫عاطف غيث‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.) 42،43‬‬
‫ويصور فيبر التنظيم على النموذج الرشيد‪ ،‬ويتضمن هذا النموذج مجموعة من‬
‫األفكار والتصورات والمبادئ‪ ،‬من بين هذه أن التنظيم مجرد وسيلة لتحقيق أهداف‬
‫الجماعة التي تصنعها عن عمد لتحقيق أغراض بطريقة فعالة‪ ،‬ومعنى هذا أن السلوك‬
‫التنظيمي يتم بطريقة شعورية ورشيدة‪ ،‬كما يتم تحديد أنماط السلوك عن طريق‬
‫التحقيق لتحسين مستوى الكفاية‪ ،‬وتتخذ القرارات في ضوء دراسة الموقف دراسة‬
‫رشيدة باستخدام المعارف العلمية مع وجود جهاز قانوني‪ ،‬ولذلك يقتصر الهتمام‬
‫بأبنية محددة قانونا" (عبد الهادي الجوهري‪ ،1998 ،‬ص ‪.)44‬‬
‫فالتنظيم البيروقراطي عند فيبر يتميز عن بقية أشكال التنظيم األخرى بالتفوق من‬
‫الناحية التقنية‪ ،‬وقد يعود هذا إلى وضوح األدوار التي على الموظفين خاصة وأفراد‬
‫المجتمع على العموم القيام واللتزام بها دون تدخل عوامل خارج التنظيم‪.‬‬
‫‪ - 3-2‬نظرية اإلدارة العلمية‪ :‬يعتبر تايلور من رجال اإلدارة واإلنتاج وأول من‬
‫أسس اإلدارة العلمية حيث يلقب بأب اإلدارة العلمية‪ ،‬فارتقائه في المناصب مكنه من‬
‫اكتساب خبرة واسعة أعطته فهما متعمقا للعمل‪ ،‬وجعلته يتيقن من وجوب تغيير‬
‫النظام اإلداري جذريا للحصول على إنتاجية مرتفعة‪.‬‬
‫فالمتتبع لحياة تايلور العملية يجد أنه قد بدأ من أبسط الوظائف‪ ،‬حيث عمل منذ مطلع‬
‫حياته كتلميذ صناعي في ورشة صغيرة‪ ،‬ثم أصبح عامال بشركة ميدفل للحديد‬
‫والصلب‪ ،‬وتدرج من عامل بسيط إلى رئيس جماعة إلى مالحظ عمال ثم دخل سلك‬
‫المهندسين بعد ترقيته من مساعد المهندسين إلى أن أصبح كبير المهندسين بالشركة‬
‫(قباري محمد إسماعيل‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪.)92‬‬
‫وأثناء عمله لحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والموارد دون تحقيق‬
‫فائدة إنتاجية مثلی‪ ،‬وسرعنا ما أخذ بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاية‬
‫اإلنتاجية وضبط الوقت والجهد‪ ،‬حيث ركزت هذه التجارب على الجوانب العادية‬
‫المتعلقة بالعمل واإلنتاج مما كان على حساب العنصر البشري الذي كان ينظر إليه‬
‫على أنه آلة بيولوجية هدفها الكسب المادي فقط‪ ،‬مع وجود األنانية والكسل في القيام‬
‫بالواجبات‪ ،‬والتركيز على الهيئات اإلدارية العليا أكثر من العمال المنفذين (محمد‬
‫رسالن الجيوشي‪ ،‬جميلة جاد هللا‪ ،2000 ،‬ص ‪.) 34‬‬
‫فتركيز تايلور على الهيئات اإلدارية العليا‪ ،‬ألنهم في رأيه لم يكن لهم صلة بالمصنع‬
‫والعمال‪ ،‬حيث كان يوكل للمشرف مسؤولية اإلنتاج‪ ،‬ويرى بأن " اإلداريين‬
‫متعسفين‪ ،‬جهلة‪ ،‬أنانيين ول عقالنيين‪.‬‬
‫(‪)2019()www.sol.Brunel.ac‬‬
‫إل أنه لم ينفي وجود رجال خلقوا إلدارة الصناعة لكنهم قلة‪ ،‬أما نظرته السلبية‬
‫للعمال ووصفهم باألنانية والكسل وعدم استغاللهم كل طاقاتهم‪ ،‬راجع لعتقادهم بأن‬
‫العمل بشكل جيد سيؤدي في النهاية تقليص أجورهم‪ ،‬حيث يعملون بالساعة وفي‬
‫حالة عملهم في وقت قصير يكون أجرهم أقل‪.‬‬
‫يري فايول أن اإلدارة وخصوصا العليا متطلب أساسي لتنفيذ كل المهام اإلنسانية‬
‫وبمختلف وجوهها سواء في العمل أو المدرسة أو البيت فهي بمثابة العقل في جسم‬
‫الكائن الحي وللقيام بالجهود اإلنسانية المنظمة وتنفيذ العناصر التي عرفها بعناصر‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫ولقد أكد فايول على أن األنشطة الخمس األولى معروفة يدركها الجميع لكنه ميز من‬
‫بينها األنشطة اإلدارية‪ ،‬حيث أبرز وظائف محددة وأسس ومبادئ يقوم عليها التنظيم‬
‫اإلداري‪ ،‬ووظائف اإلدارة كما حددها هي‪ :‬التخطيط ‪ -‬التنظيم ‪ -‬القيادة ‪ -‬التنسيق –‬
‫الرقابة (أحمد صقر عاشور‪ ،1989 ،‬ص ‪:)41‬‬
‫التخطيط‪ :‬يري فايول أن التخطيط يتطلب قيام المدير بدراسة مختلف التغيرات‬
‫المستقبلية المتوقعة‪ ,‬ثم يضع الخطة الالزمة للعمل بها‪ ,‬ويتأكد من أن الخطة تتضمن‬
‫الوحدة والستمرارية‪ ,‬والمرونة والدقة‪ ,‬يقول فايول‪ :‬حقيقة أن التخطيط ليس كل‬
‫اإلدارة‪ ,‬إل أنه جانبا أساسيا فيها فهو يعتبر من أصعب األمور التي تواجه المنظمات‪,‬‬
‫وتعتمد خطة العمل للمستقبل عند فايول على ثالث نقاط‪( :‬موارد المنظمة‪ ,‬طبيعة‬
‫العمل وأهميته‪ ,‬اتجاهات المستقبل)‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم‪ :‬يري فايول أن التنظيم يتكون من عملية بناء كيان مزدوج (تشري‪ ,‬مادي)‬
‫يراعی فيه المدير صالحية األفراد والمعدات لتحقيق أهداف المنظمة وفقا للخطة‬
‫الموضوعية في حدود موارد واحتياجاتها‪ ,‬على أن يكون اختيار األفراد أساسه قواعد‬
‫وأسس علمية بحيث يوضع كل فرد في أكثر األعمال صالحية له‪ ,‬وأن تكون لكل‬
‫قسم رئيس كفء ونشيط يعمل في اتجاه واحد وهو تحقيق اللتزامات المتضمنة في‬
‫الخطة‪ ,‬وأن يحدد الختصاصات بوضوح‪ ,‬وأن تنسق جميع الجهود وأن يتم تالفي‬
‫الشكليات التي قد تعطل العمل‪ ,‬وأن تشجع المرؤوسين على تحمل المسئولية‪.‬‬
‫‪ -‬القيادة‪ :‬ويقصد بها فايول اإلبقاء على األفراد العاملين بالمنظمة في نشاط دائم‬
‫لتنفيذ وظيفة التنظيم وذلك باإلشراف الفعال‪ ,‬ولكي يكون اإلشراف فعال يجب على‬
‫المدير ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون لديه معرفة كاملة باألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يلم إلماما تاما بالتفاقيات التي تربط العمل بالعاملين‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون قدوة حسنة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقوم بالمراجعة الدورية للتنظيم‪ ،‬مستخدما في ذلك الخرائط التنظيمية التي‬
‫تساعد على بلوغ هذه الغاية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتخلص من العاملين غير األكفاء ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع كبار المعاونون عن المؤتمرات لتركيز الجهود وتوحيد توجيههم‪.‬‬
‫‪ -‬أن ل يبذل جهدا أو وفتا كبيرا في تفاصيل األمور التي يمكن للمرؤوسين الهتمام‬
‫بها على حساب المشاكل الكبيرة التي تنتظر دون حلول لها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستخدم المثيرات والحوافز لتحقيق الوحدة وتركيز الجهود بين أفراد القوى‬
‫العاملة وحثها على النشاط والولء‪ ،‬وتشجيع روح البتكار والمبادرة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق‪ :‬ينظر إليه فايول على أنه تحقيق النسجام بين أوجه النشاط في المنظمة‬
‫بقصد تيسير عملها وتحقيق نجاحها‪ ،‬ويتناول التنسيق فيما يتناول الجوانب المادية‬
‫والجتماعية والوظيفية للتأكد من مالءمتها فيما تقوم به من مهام وقدرتها على أداء‬
‫ذلك بصورة اقتصادية‪ .‬ويرى فايول أن التنسيق الجيد في أي مشروع من‬
‫المشروعات يجب أن تتوافر فيه الحقائق التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تعمل جميع إدارات المشروع في النسجام تام مع بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون كل إدارة من إدارات المشروع واألقسام التابعة لها على دراية تامة بالدور‬
‫المنوط بها وضرورة وجود المساعدة المتبادلة بين هذه اإلدارات‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتناسق باستمرار جدول العمل لإلدارات المختلفة واألقسام الفرعية لها‬
‫مع مختلف الظروف واألحوال‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة‪ :‬هي عملية التأكيد من أن كل شيء قد تم إنجازه‪ ،‬وفقا للخطة الموضوعية‬
‫واألوامر الصادرة‪ ,‬على أن يصاحب ذلك مكافأة المجدين وفرض العقوبات عند‬
‫ارتكاب الخطأ‪ ,‬ويری فايول أن الرقابة ترمي إلى كشف عن نقاط الضعف كي تتمكن‬
‫المنظمة من تعديلها والعمل على عدم تكرارها في المستقبل‪ ,‬وأنها يجب أن تشمل‬
‫كل ما بالمنظمة من مواد وأعمال وأفراد‪.‬‬
‫‪ - 3-3‬نظرية العالقات اإلنسانية‪ :‬من المتعارف عليه أن ظهور حركة العالقات‬
‫اإلنسانية مرتبط بجهود إلتونمايو‪ ،‬خاصة سلسلة التجارب التي أجراها في مصنع‬
‫الهاوثورن التابع الشركة ويستر إلكتريك بمشاركة مجموعة من الباحثين منهم‬
‫روثلسبرجر ‪ Roethlisberger‬ووليم ديكسون ‪ W.Dikson‬من جامعة هارفارد‬
‫‪ ،Harvard‬هذه الدراسات التي دامت بين سنتي ‪ 1927‬و‪ 1932‬توجهت بشكل‬
‫خاص إلنتاجية العامل وعالقتها بمتغيرات عديدة أراد مايو وزمالئه أن يثبتوا دورها‬
‫المؤثر على كفاية العامل‪ ،‬ويرجع الفضل لتلك البحوث والتجارب في اكتشاف‬
‫جماعات العمل غير الرسمية ودورها الفعال داخل التنظيم الرسمي للمصنع‪ ،‬من‬
‫حيث تأثيرها على مستويات اإلنتاج من جهة وسلوك العمال وأدائهم من جهة أخرى‪.‬‬
‫وقد كان الغرض األساسي لهذه الدراسات تحديد تأثير المتغيرات المادية (الظروف‬
‫الفيزيقية) في العمل اإلضاءة‪ ،‬التهوية‪ ،‬الضوضاء‪ ،‬التلوث‪ ،‬التدفئة‪ ....،‬على إنتاجية‬
‫العامل‪ ،‬ومن ثم العمل على تعديلها بما يتناسب مع معايير السلوك للعاملين من خالل‬
‫التجارب الميدانية‪.‬‬
‫ونتيجة لتجاربه المبنية على التحكم في المتغيرات نفى مايو أن يكون للظروف‬
‫الفيزيقية تأثيرا كبيرا على الكفاية اإلنتاجية للعامل‪ ،‬ولذلك تنبه إلى أن هناك أسباب‬
‫أخرى كامنة وراء ارتفاع معدلت اإلنتاج‪ ،‬أرجعها بعد التمعن والمالحظة لتأثير‬
‫الجماعة المتماسكة أو المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل والعالقة بين‬
‫اإلدارة والعمال وغيرها من المتغيرات التي تدور في فلك واحد أل وهو الجانب‬
‫اإلنساني الجتماعي الذي أغفلته النظريات الكالسيكية‪ ،‬وبذلك توصلت تلك‬
‫الدراسات إلى أنه يمكن أن " نفسر سلوك العمال وإنتاجياتهم المختلفة للقواعد‬
‫واألوامر اإلدارية ل في ضوء منطق اإلنسان القتصادي‪ ،‬بل على أساس (منطق‬
‫العواطف) طالما أنه توجد معايير جماعية يمكن أن تتعارض مع منطق اإلدارة‬
‫"(محمد على محمد‪ ،1986 ،‬ص ‪)159‬‬
‫لقد صنفت دراسة مايوعلى أنها أول دراسة إمبريقية ميدانية تجري بغرض محاولة‬
‫فهم السلوك اإلنساني داخل التنظيمات الصناعية‪ ،‬وقد خلصت إلى نتيجة هامة‬
‫مفادها‪" :‬ضرورة البحث الدائم عن تغيير اتجاهات العمال وسلوكهم‪ ،‬ثم أوضحت‬
‫بعد ذلك أن العامل ليس كائن سيكولوجي منعزل‪ ،‬ولكنه عضو في جماعة تشكل‬
‫سلوكه وتضبط تصرفاته من خالل القيم السائدة فيها والمعايير التي تحكمها" (صالح‬
‫بن نوار‪ ،2005 ،‬ص‪.)151‬‬
‫ومن أهم اإلضافات التي أعطتها النظرية في ضوء تجارب الهاوثورن التي حولت‬
‫أنظار العلماء مايلي (عبد الهادي الجوهري‪ ،1998 ،‬ص ‪:)107-101‬‬
‫‪ -‬كمية العمل الذي يستطيع العامل إنجازه ل يتحدد بقدرته الجسمية‪ ،‬وإنما بقدرته‬
‫الجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تلعب المكافئات غير القتصادية دورا هاما في تحديد حافزية العامل وسعادته‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية القيادة في وضع معايير الجماعة وتنفيذها‪ ،‬كما أوضحت الختالف بين‬
‫القيادة الرسمية والقيادة غير الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية التصال بين اإلدارة والعمال‪ ،‬وأهمية المشاركة في اتخاذ القرارات‪ ،‬وكذلك‬
‫أبرزت أهمية ودور القيادة الديمقراطية التي تعتبر وسيلة فعالة في التصال‪.‬‬
‫‪ -‬يرجع الفضل في تحديد مفهوم التنظيم الجتماعي للصناعة إلى إلتون مايو‪ ،‬حيث‬
‫يؤكد أنه عند دراسة المصنع نشاهد نوعين من التنظيم‪ ،‬تنظيم تكنولوجي وآخر‬
‫إنساني‪ ،‬والتنظيم الجتماعي للمصنع يتكون من أنماط العالقات الناشئة بين األفراد‬
‫الذين يعملون معا ويتفاعلون مع بعضهم البعض‪ ،‬ويتقبل معظم هؤلء األفراد هذه‬
‫األنماط من العالقات ويعتبرونها أشياء ضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬توصلت إلى أن التنظيم الجتماعي للمصنع ينقسم إلى نوعين من التنظيم هما ‪:‬‬
‫التنظيم الرسمي ويتمثل في اللوائح والقواعد والقوانين والتعليمات التي ترسم ما يجب‬
‫أن تكون عليه عالقات العمل‪ ،‬والنوع الثاني هو التنظيم غير الرسمي وهو تلك‬
‫العالقات التي تنشأ بين الموظفين أو العمال في أسفل التنظيم‪ ،‬وهذا نتيجة التفاعل‬
‫اليومي‪ ،‬ويؤدي التنظيم غير الرسمي وظائف محددة قد تكون طيبة وقد تكون غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬كشفت هذه الدراسات عن عالقة العتماد المتبادل بين التنظيم التكنولوجي والتنظيم‬
‫اإلنساني‪ ،‬وهذا يعني أن التنظيم اإلنساني يشكل ويعيد تشكيل التنظيم التكنولوجي‬
‫حتى يمكن تحقيق األهداف القتصادية بشيء أكثر فعالية أو زيادة رضا أعضائه‪4 .‬‬
‫‪ -‬مجاالت علم اجتماع التنظيم والعمل‪:‬‬
‫هناك اختالف حول تحديد مجالت اهتمام علم اجتماع التنظيم والعمل حيث نجد أن‬
‫(ميلر‪ ،‬وفورم) أجمعا أن هناك مشاكل سوسيولوجية كبرى تسود اليوم علم الجتماع‬
‫تنظيم وعمل هي التي تكون ميدان اهتمامه في نظرهما تتمثل في (إحسان محمد‬
‫الحسن‪ ،2005 ،‬ص ‪:)29‬‬
‫‪ -‬أثر التصنيع في المجتمع وخاصة في مكوناته من مجتمعات محلية وتنظيمات عمل‬
‫أخرى‪ ،‬على أن الهتمام بهته المشكلة يؤدي إلى دراسة المراحل المتباينة التي تمر‬
‫بها عملية التصنيع في المجتمعات ذات النظم وأبنية القيم المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬عملية التوافق بين التنظيم الرسمي مع تحديده الرشيد للمسؤوليات واألهداف‪ ،‬وبين‬
‫التنظيم غير الرسمي للعاملين وحاجاتهم الفردية والجماعية‪.‬‬
‫‪ -‬عملية التوفيق بين الحاجات الشخصية للعاملين ومصالحهم‪ ،‬وبين متطلبات مواقف‬
‫العمل الرسمية في التنظيم ومنها التوافق الذي تتطلبه عملية الحراك المهني للعاملين‬
‫بين مستويات المكانة المختلفة في تنظيم العمل‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات التنظيمية التي تدعم الروح المعنوية واإلنتاجية فكرة وفكرة فريق العمل‬
‫مثال ‪ :‬تطبيق فلسفات وأساليب القيادة التي تهدف إلى التنسيق بين أوجه النشاط على‬
‫نحو رشيد‪ ،‬وتدفع في نفس الوقت العاملين وتلزمهم على المشاركة في أهداف‬
‫التنظيم‪.‬‬

You might also like