Professional Documents
Culture Documents
الاقتصاد الاسلامي - تاريخه, أعلامه ومراحل تطوره.
الاقتصاد الاسلامي - تاريخه, أعلامه ومراحل تطوره.
مقدمة
الخاتمة
المصادر والمراجع
مقدمة
لقد جاء اإلسالم بمنهج شامل لعالج كل المشاكل واألزمات ،وعلىرأسها المشاكل االقتصادية ،والَّتي كانت محدودة في الصدر
األول من اإلسالم ،وذلك؛ لفقر البيئة ،وتواضع األنشطة االقتصادية كالرعي والتجارة ،باإلضافة لقوة الوازع الديني فـي النفوس ،فال
تجد غشا ،وال تدليسا ،وال غبنا ،وال احتكارا.
ثم لما توسعت المعامالت بين الناس وازدهرت التجارة والصناعة ،وانفتحت المجتمعات والدول على بعضها البعض ،وضعف
الوازع الديني ،واإليمان بالله ،وظهور الحيل والخديعة في معامالت الناس؛ استجدت قضايا اقتصادية تختلف تماما عما عاشه
سلف األمة كالشركات الحديثة ،وبيوع األسهم ،والبورصات ،والمعامالت المصرفية ،وغيرها ،إضافة إلى الحاجة لضبط معامالت
الناس وعقودهم؛ لكي ال تفضي إلى النزاع والخالف؛ مما أدى إلى اهتمام العلماء بدراسة هذا العلم ،وبحث قضاياه ،ومعالجة
مشكالته.لقد جاء اإلسالم بمنهج شامل لعالج كل المشاكل واألزمات ،وعلىـرأسها المشاكل االقتصادية ،والَّتي كانت محدودة في
الصدر األول منـ اإلسالم ،وذلك؛ لفقر البيئة ،وتواضع األنشطة االقتصادية كالرعي والتجارة ،باإلضافة لقوة الوازع الديني في النفوس،
فال تجد غشا ،وال تدليسا ،وال غبنا ،وال احتكارا.
ثم لما توسعت المعامالت بين الناس وازدهرت التجارة والصناعة ،وانفتحت المجتمعات والدول على بعضها البعض ،وضعف
الوازع الديني ،واإليمان بالله ،وظهور الحيل والخديعة في معامالت الناس؛ استجدت قضايا اقتصادية تختلف تماما عما عاشه
سلف األمة كالشركات الحديثة ،وبيوع األسهم ،والبورصات ،والمعامالت المصرفية ،وغيرها ،إضافة إلى الحاجة لضبط معامالت
الناس وعقودهم؛ لكي ال تفضي إلى النزاع والخالف؛ مما أدى إلى اهتمام العلماء بدراسة هذا العلم ،وبحث قضاياه ،ومعالجة
مشكالته.
الفصل األول :االقتصاد
اإلسالمي ،تعريفه و خصائصه
و تاريخه
خصائص االقتصاد اإلسالمي
ي تميز االقتصاد اإلسالمي عن باقي االقتصاديات بسمات خاصة ،فال تقابل سمات االقتصاد الرأسمالي وال سمات االقتصاد
االشتراكي ،ألنها مستمدة من الشريعة اإلسالمية التي هي من وضع الله عز وجل وليست من وضع البشر كما في االقتصاد
الرأسمالي واالشتراكي ،والشريعة اإلسالميةزاخرة بالقيم والفضائل واآلداب منها العدل ،الحرية ،الشورى ،الصبر ،المسـؤولية،
االستقاللية...الخ.
االقتصاد اإلسالمي اقـتصاد إلهي ،أي أن الله هو واضعه وبالتالي فإن أصوله وتشريعاته ثابتة غير قابلة للتغير أو التبديل مع تغير
األمم وعلى مر الزمن ،ولكن هذا ال يمنع من وجود بعض الجزئيات وبعض األمور القابلة للتغير يتدخل فيها العقل البشري واالجتهاد
العلمي وتراعي فيها المصلحة العام.
االقتصاد اإلسالمي اقـتصاد عقائدي ،قائم على العقيدة أي التصديق واإليمان يظهر من خالل تعامالتنا ومن خالل ما يشترط في
العقيدة.
االقتصاد اإلسالمي اقتصاد أخالقي ،بحيث على المسلم أن يتحلى بالصفات الحميدة التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية
الشريفة كالتحلي باألمانة والصدق في كل المعامالت ،والسـماحة والمرونة في طريقة التعامل مع الغير.
.
االقتصاد اإلسالمي اقتصاد واقعي ،ال يميل إلى الخيال فهو واقعي في غاياته وطريقته ألنه يستهدف في مبادئه الغايات
التي تنسجم مع واقع اإلنسانية.
االقتصاد اإلسالمي اقتصاد شمولي ،فهو إلى جانب اهتمامه بالجانب المادي يهتم بالجوانب الروحية واألخالقية وتضمنه
لكافة االحتياجات البشرية ،أي العمل على توفير ضروريات الحياة من مأكل ،مشرب ،مسكن ،تعليم ،رعاية ،صحة ،حرية
وغيرها من الحاجات ،وباإلضافة إلى ذلك فهو يعمل على الرقي بالقيم األخالقية مثل األخوة والصدق والعدالة ،ولذلك فهو
اقتصاد هادف يجمع بين العقيدة واألخالق ،بعكس األنظمة االقتصادية األخرى التي تركز اهتمامها على الجانب المادي
فقط.
تاريخ االقـتصاد اإلسالمي
اإلسالم قد قرر أصول االقتصاد منذ بداية التشريع اإلسالمي ،وكانت حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم -نموذجا حيا لتطبيق هذا
التشريع الذي استمر على نهجه الخلفاء الراشدون من بعد.
وان كانت الحياة والمشكالت االقتصادية في الصدر األول محدودة فإن ذلك يرجع ألمرين:
األول :فقر البيئة والتواضع في النشاط االقتصادي؛ إذ كانوا يقتصرون على أعمال الرعي ،والزراعة المحدودة ،والتجارة الضيقة
الحدود.
الثاني :قوة الوازع الديني وتمكنه من النفوس ،فال غش وال تدليس وال غبن وال احتكار.
لقد قرر اإلسالم أصول االقتصاد اإلسالمي منذ بداية التشريع اإلسالمي ،وكانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا حيا
لتطبيق هذا التشريع الدي استمر على نهجه الخلفاء الراشدون من بعده.
عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: ●
كان النظام االقتصادي للدولة اإلسالمية في مكة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس إشباع حاجات فقراء
المسـلمين ،وكان يستلزم األمر فيـ ذلك الحين ضرورة الحصول على األموال الالزمة لإلنفاق من أجل تحقيق هذا الهدف ،وكان
يكتفي في ذلك الوقت باألموال التي يتربع بها الصحابة لإلنفاق على فقراء المسلمينـ .ولم تكن الزكاة اجبارية ،بل كانت طواعية
واختيارا وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة أخد شكل المدينة اإلسالمية يظهر بوضوح ،وازداد عدد المسلمين،
ونزلت اآليات التي أوجبت علىـ المسـلمين الزكاة في أموالهم ،وتولت السـنة النبوية بيان الشروط التي يجب توافرها في المزكي
وفي المال نفسه.
علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد حارب المرتد عن دفع الزكاة
ٌ لم يختلف النظام االقتصادي في عهد أبي بكر
تأكيدا ألهميتها.
.
خالفة عمر رضي الله عنه: ●
لقد رتب عمر شؤون الدولة ،وأحكم مواردها ،وحارب االنحراف ،وأعلى كلمة الحق ،وكثرت األموال في عهده .لم يكن هدف عمر
جمع المال فـحسـب ،بل كانت هناك سياسة حكيمة في اإلنفاق تعود على ما ينفع المسلمينـ .واهتم عمر بتعمير البالد وإصالحها.
يعتبر عمر أول من أمر بسـك النقود ،ولكنها لم تأخذ الشكل الرسمي إال في عهد عبد الملك بن مروان في الخالفة األموية
لما تولىـ عثمان الخالفة لم يغير من سياسة عمر المالية ،وحققت المالية العامة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
التوازن المالي ،ففاضت اإليرادات العامة عن النفقات العامة مما مكن من االستمرار في نظام األعطيات ،فكان له األثر في تحقيق
التوازن االجتماعي.
كان علي أقرب الى عمر في سياسته المالية من شدة تقتيره على نفسه وعلى أقرب الناس له ،كما كانت سياسته تشتمل على
أسس فيـ فرض الضرائب وتنظيمها ،وتدعيم النظام المالي للدولة بقواعد متينة تزيد من عمرانها ،وحفظ أموالهم ،وتحول دون خرابها
أو إفالسها.
.
التطور التاريخي لالقتصاد اإلسالمي
وحين بدأ الناس التوسع في المعامالت نشطت الدراسات الفقهـية االقتصادية وبدأ العلماء يضعون أحكاما ً شرعية لما
استجد في زمانهم من أمور ومسائل ،فألفوا في ذلك التصانيف التي تبحث المسائل الفقهية في الجوانب االقتصادية،
فكتب الفقه التي ظهرت في القرن الثاني الهجري فما بعده ،زخرت بمسائل اقتصادية مهمة كالزكاة ،والكفارات ،والعقود،
والمعامالت ،والنفقات ،والصداق ،و المواريث ،والديات.
ومن هذه الكتب (المدونة الكبرى) لإلمام مالك ،و(المبسوط) للسرخسي ،و(األم) لإلمام الشافعي ،و(المغني) البن قدامة.
كما ظهرت كتب خاصة في االقتصاد كـ(الخراج) ألبي يوسف ،و(الخراج) ليحيى بن آدم القرشي و(األموال) ألبي عبيد،
وكتاب (االكتساب في الرزق المستطاب) للشيباني ،و(أحكام السوق) ليحيى بن عمر ،وكتاب (البركة في فضل السعي
والحركة) لمحمد الحبشي اليمني ،وكتاب (الحسبة) البن تيمية وغيره من العلماء.
باإلضافة لكتابات ابن خلدون والمقريزي والعيني والدلجي في أواخر القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر الميالدي
نقطة البدء للمدرسة العلمية في االقتصاد الحديث.
.
الفصل الثالث:
التاريخ الحديث
لالقتصاد اإلسالمي
تمهيد
مع بداية القرن العشرين ,عرف االقتصاد اإلسالمي تطورا ً متسارعا ً وتحوالت مهمة ,كان
ناتجها أن تحول االقتصاد اإلسالمي من تشريعات و أفكار نظرية إلى مؤسسات وتجارب
عملية ,خصوصا في القطاع البنكي الذي حظي باالهتمام األكبر نظرا لتأخره عن باقي
المكونات االقتصادية األخرى ,كالوقف والزكاة والعقود .كما شهدت هذه الفترة بروز دراسات
اقتصادية إسالمية معاصرة ,مندرة بنشأة علم االقتصاد اإلسالمي .فما هي أبرز المراحل
واإلعالم التي شهدتها هذه الفترة؟
األحداث والتطورات التي عرفها االقتصاد اإلسالمي مع مطلع القرن العشرين
تميزت المرحلة المعاصرة عن سابقاتها ببروز أعمال فكرية إسالمية متخصصة في االقتصاد ,ومن أبرز
هذه األعمال نجد كتاب اقتصادنا وهو من أوائل االنتاجات الفكرية المعاصرة في ما يخص االقتصاد
اإلسالمي .حيث تناول فيه كاتبه الميزات والخاصيات وكذا المنافع الممكن تحصيلها من إنشاء نظام
اقتصادي إسالمي متكامل.
كما أن الكتاب احتوى على انتقادات للصراع بين النظامين السائدين آنذاك الرأسمالية واالشتراكية ,وقد
حذر من خالله الكاتب من االنجرار وراء كال النظامين ,وعلى ضرورة اإلسراع في تطوير النظام
االقتصادي اإلسالمي .و ال يزال كتاب اقتصادنا الى يومنا هذا يشكل مرجعا ً للكثير من قواعد البنوك
اإلسالمية ،وكذا طرق التعامل والتوزيع واالنتاج في االقتصاد اإلسالمي.
تأسيس أول بنك إسالمي بمصر سنة 1963
تم إنشاء أول بنك إسالمي رسمي في مصر في مدينة ميت غمر سنة ,1963من طرف الدكتور أحمد النجار ,وكان أول
بنك ادخار إسالمي لم يتعامل بالفائدة الربوية ,واتبع الشريعة اإلسالمية في جميع المعامالت التي شملت القروض
واإليداع والمشاركة فيرأس المال .وقد عرف بنك ميت غمر قدرا ً من النجاح حيث بلغ عدد فروعه 53فرع ,وضم نحو
85الف مشترك .اال ان التجربة لم تدم طويال ً مع تصاعد المشاكل السياسية آنذاك في مصر ,و التي أدت إلى وضع بنك
ادخار ميت غمر تحت سيطرة وقيادة البنك الوطني المصري سنة ,1967كما أنه تم إعادة إدخال التعامل بالفائدة
الربوية في جميع المعامالت .ورغم قصرها اال انه أدت هذه التجربة الى إحداث ضجة كبيرة في جميع أوساط الطبقة
الفكرية بالعالم العربي اإلسالمي ،حيث قام العديد من العلماء المسلمين وخاصة ذوي الخلفية االقتصادية ,بالتفكير
بشكل جدي في إقامة مصارف ومؤسسات مالية معتمدة على الشريعة اإلسالمية وخالية من الفائدة .وتم إنشاء وتطوير
المبادئ و اإلطار العام للعمليات المصرفية على أساس الشريعة اإلسالمية ,من أجل توحيدها على المستوى العالمي،
إال أن هذا التطور عرف خموال ُوتباطأ في ظل ندرة علماء مليمين بالعلوم الشرعية وفي نفس الوقت خبراء في العلوم
االقتصادية.
تأسيس بنك التنمية اإلسالمي سنة 1973
تم إنشاء بنك التنمية اإلسالمي عقب انعقاد مؤتمر وزراء مالية الدول اإلسالمية ,الـذي عقد في مدينة جدة ،في شهر
ديسمبر , 1973والذي نتج عنه تحديد األهداف والوظائف األساسية المنتظرة من بنك التنمية اإلسالمي ,والتي ترتكز
على دعم التنمية االقتصادية والتقدم االجتماعي لشعوب الدول األعضاء ,والمجتمعات اإلسالمية في دول غير
األعضاء ،مجتمعة ومنفردة ،وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية ,وكذا تقديم أشكال مختلفة من المساعدة اإلنمائية لتمويل
التجارة ومكافحة الفقـر مـن خالل التنمية البشرية ،والتعاون االقتصادي ،وتعزيز دور التمويل اإلسالمي في التنمية
االقتصادية واالجتماعية .كما أنيطت بالبنك مهمة إنشاء وإدارة صناديق خاصة ألغراض معينة ،ومن بينها صندوق إلعانة
المجتمعات اإلسالمية في الدول غير األعضاء ،وكذا تولّي النظارة على صناديق األموال الخاصة ,ومن مسؤوليات البنك
أن يساعد في تنمية التجارة الخارجية للدول األعضاء ،وأن يعزز التبادل التجاري بينها ،وبخاصة في السلع اإلنتاجية،
وأن يقدم لها المساعدة الفنية ،وأن يوفر التدريب للموظفين الذين يتولون أنواع النشاط االقتصادي والمالي والمصرفي
في الدول اإلسالمية ويقع المقر الرئيسي لبنك التنمية اإلسالمية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وتم إنشاء
مكتبين إقليميين أحدهما بالرباط عاصمة المغرب واآلخر بماليزيا.
تسارع تأسيس البنوك اإلسالمية وانعقاد أول مؤتمر عالمي لالقتصاد اإلسالمي ما بين
1975و 1987
بعد نهاية تجربة بنك ميت غمر بمصر ,اضطر العالم اإلسالمي إلى االنتظار 8سنوات لظهور بنوك إسالمية أخرى ,إلى
أن مدة االنتظار لم تكن مهدرة حيث استفادـة االقتصاديون اإلسالميون من
تجربة بنك ميت غمر ومن عدة تجارب تمويلية بباكستان وماليزية األمر الذي أسهم في عودة البنوك االسالمية بقوة
وبصورة أكثر هيكلية عقب انعقاد مؤتمر وزراء مالية الدول االسالمية سنة 1973الذي أكد على سالمة الجوانب
النظرية والعملية للبنوك اإلسالمية األمر الذي أدى إلى ظهور متسارع للبنوك اإلسالمية أولها بنك دبي اإلسالمي
باإلمارات عام 1975وبنك فيصل اإلسالمي المصري وبنك فيصل اإلسالمي السوداني وبيت التمويل الكويتي عام
،1977والبنك اإلسالمي األردني عام ،1978وبنك البحرين اإلسالمي عام ،1979وكذلك تأسيس أول بنك إسالمي في
الغرب عام 1987وهو المصرف اإلسالمي الدولي في الدنمارك.
وصاحب هذا كله انعقاد المؤتمر العالمي األول لالقتصاد اإلسالمي عام 1976وهو أول تجمع علمي ضم عددا ً ً
كبيرا من
الباحثين والمهتمين بقضايا االقتصاد اإلسالمي من مختلف أنحاء العالم ،وقد تناول هذا المؤتمر بين موضوعاته فكرة
البنوك اإلسالمية.
توسع نشاط البنوك اإلسالمية في الثمانينات والتسعينات
تميزت هذه المرحلة بظهور مجموعات مالية إسالمية منظمة تتكون من عدد من البنوك اإلسالمية ومن شركات
االستثمار المنتشرة حول العالم مثل دار المال اإلسالمي ومجموعة البركة التي ساهمت في انتشار البنوك اإلسالمية
في العديد من الدول كالبحرين وتونس والسودان ومصر والجزائر وتركيا وجنوب إفريقيا وغيرها ،كما تميزت هذه المرحلة
بمحاوالترائدة ألسلمة النظام المصرفي في بعض الدول اإلسالمية مثل السودان وباكستان وإيران ،حيث أصبحت
إعطاء.
ً جميع الوحدات المصرفية لديها تعمل وفقا ً ألحكام الشريعة اإلسالمية وال تتعامل بالفائدة أخذا ً أو
إضافة الى تنامي جهود علمية كبيرة لدعم فكرة البنوك اإلسالمية من خالل تأسيس عدد من مراكز األبحاث في
االقتصاد اإلسالمي ،وعقد ندوات فقهية واقتصادية سنوية لمعالجة المستجدات المصرفية وكذلك نشر العديد من الكتب
والمطبوعات العلمية والرسائل الجامعية.
بداية انتشار األبناك اإلسالمية في المغرب
تعتبر المملكة المغربية من أواخر الدول اإلسالمية المتبنية األبناك اإلسالمية حيث عرفت أول انطالق لألبناك
اإلسالمية سنة ,2017أي 56سنة من بعد ظهور أول بنك إسالمي وكان هذا التأخيرراجع الى قوة النظام البنكي
التقليدي الذي انتهج منهج المنافسة الغير الشريفة بتأخير انطالق البنوك اإلسالمية اضافة الى امتياز المؤسسات
المالية التنظيمية ومن بينهـا بنك المغرب بالحذر المبالغ فيه ,المعاكس للتطوير واالبتكار ,حيث تم رفض أول محاولة
إلنشاء بنك إسالمي بالمغرب سنة 1980وكانت هذه المحاولة مقدمة من طرف مؤسسة دار المال اإلسالمي
ومجموعة البركة ,كما أن معاكسة انتشار األبناك اإلسالمية بالمغرب لم تنحصر فقط على األبناك الخارجية فقط ,بل
طالت ايضا ً محاوالت داخلية أبرزها محاولة التجاري وفا بنك سنة ,1991الذي حاول فتح فروع متخصصة في طرق
التمويل اإلسالمية قبل أن يقابل بالرفض وااليقاف من طرف بنك المغرب .اال ان عاد بنك التجاري وفابنك سنة
2007إلى تقديم خدمات إسالمية بعد إصدار منشور /33ج 2007 /من طرف بنك المغرب الذي سمح بالشروع
بتقديم الخدمات البنكية االسالمية االمر الذي اكتمل بإصدار قانون 103.12سنة 2015الذي وضع االسس القانونية
النشاء وتسويق االبناك االسالمية بالمغرب
أبرز أعالم المرحلة الحديثة
محمد باقر الصدر
خورشيد أحمد ولد سنة 1932في دلهي وهو عالم واقتصادي وكاتب وناشط إسالمي
وعل ْ ِم التشريع ،ودرجة ماجستير فيـ مل درجة البكالوريوس في القانون ِ ح ُ باكسـتاني .يَ ْ
االقتصاد والدراسات اإلسالمي ِة ،ودكتوراه فخرية (دكتوراه) في التعلي ِم ودكتوراه فخرية في
ِ
الدولية ماليزيا وقد شغل عدة ِ
اإلسالمية اإلسالمي منحت له من الجامع ِة
ِ االقتصا ِد
اإلسالمي ( )1992-1984ورئيسِ مناصب مهمة ومنها رئيس الهيئة الدولية لالقتصا ِد
اإلسالمي بالجامعة اإلسالمية الدولية بإسالم آباد (-1983 ِ المعهد الدولي لالقتصا ِد
الشيوخ الباكستانى (منذ 2003حتى اآلن) .نظرا ً لمساهما ِته في ِ )1987و عضو مجلس
مصرف التنمية اإلسالمي ِة
ِ اإلسالمي كأكاديمي منضبط فـقد ُم ِن َح جائز َة
ِ تطوير االقتصا ِد
ِ
األولى لالقتصا ِد عام .1988كما أن مساهماته في القضايا اإلسالميِة تم تقديرها بمنحه
جائزة الملك فيصل العالمية عام 1990
محمد يونس
أستاذ االقتصاد السـابق فـي جامعة شيتاجونج إحدى الجامعات الكبرى في
بنغالديش ،ومؤسس بنك غرامين ويعتبر األب المؤسس للقروض الصغيرة ,حيث
فيـ عام 1976وخالل زياراته لألسر األكثر فقرا ً في إحدى قرى بنجالديش،
اكتشف أن القروض الصغيرة جدا ً يمكن أن تحدث فرقا ً لهؤالء الفقراء ،حيث وجد
مجموعة من النساء يصنعون من الخيزران أثاثا ً و يعتمدون على القروض الربوية
لشراء الخيزران ،ولهذا فإن حتى أرباحهم تذهب للمقرضين .ولم تكن البنوك
التقليدية تقرض القروض الصغيرة بفائدة معقولة للفقراء بسـبب ارتفاع المخاطر
االفتراضية على البنوك ,مما دفع محمد يونس إلىـ إنشاء بنك خاص بالقروض
الصغرى للفقراء بنجالديش ،وتمت تسـميته بنك غرامين (بنك القرية) .بحلول
يوليو ،2007غرامين أقرضت 6.38مليار دوالر أمريكي على 7.4مليون مقترض،
ولضمان السداد ،يستخدم البنك نظام «مجموعات التضامن» لدعم جهود بعضهم
البعض في النهوض باالقتصاد الذاتي.وقد حصل محمد يونس على جائزة نوبل
للسالم سنة ،2006مناصف ًة مع بنك غرامين ،لما بذلوه من جهود لخلق التنمية
االقتصادية واالجتماعية
خاتمة
عرف االقتصاد اإلسالمي تطورات ومراحل كثيرة منذ القدم ,و واجه صعوبات وتحديات مختلفة مع
اختالف األزمان والحاجيات ,كما أن االمتداد الجغرافي الواسع للحضارة اإلسالمية ادى إلى تباين في
المناهج وسرعات االنتشار ,وكان من عواقب هذه العوامل ضعف التطور والحصيلة العلمية والمعرفية
لالقتصاد اإلسالمي مقارنة مع مدة تواجده ,ويمكن أن نرجع هذا الخمول إلى الفشل في التفرقة
المبكرة بين العلوم الشرعية والعلوم االقتصادي مما حال دون تأسيس علم اقتصاد إسالمي مستقل
مبكرا وحال أيضا ً ضد ظهور علماء اقتصاديين متخصصين واكتفى العالم اإلسالمي بإسهامات عباقرة
مجاالت أخرى كابن تيمية وابن خلدون الذين انصب معظم تركيزهم على ميادين أخرى وكانت
إسهاماتهم في االقتصاد اإلسالمي عارضة .ولكن مع طلوع القرن العشرين تسارعت التطورات
واالنجازات فيما يخص االقتصاد اإلسالمي وبرزت مؤسسات وأكاديميات بلورت البحث العلمي
المختص بشؤون االقتصاد اإلسالمي مما مكن من تطوير بنوك ومؤسسات مالية إسالمية تعد وتندر
بإنشاء نظام اقتصادي إسالمي متكامل وشمولي.
المصادر والمراجع
مقال جريدة الشرق األوسط" ,الدكتور أحمد عبد العزيز" ,الحم الناصر2009 , ●
مقال اسالم منار" ,نشأة البنوك التشاركية في المغرب" ,ابراهيم بوادي2019 , ●
مقال مؤسسة الصدرين للدراسات االستراتيجية" ,السيرة الذاتية لإلمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر", ●
مقال دار اإلفتاء" ,نشأة االقتصاد اإلسالمي" ,المفتي الدكتور صفوان عضيبات2019 , ●
المؤتمر العلمي العالمي الرابع ،د .عبد اللطيف سليمان عثمان احالج ،دور االقتصاد اإلسالمي في بناء ●
اقتصاديات الدولة/7-6 ،نونبر2018/