‫الفصل األول‬

‫التعريف بعلم االتصاد وتطوره‬

‫تعريف علم االقتصاد‬
‫االقتصاد في العربية يدور المعنى على التوسط واالعتدال‪ .‬والمقتصد هو‬
‫المتوسط في عبادته الذي يؤدي الواجبات ويترك المحرمات لكنه قد يفعل بعض‬
‫المكروهات ويترك بعض المستبحات‪ .‬ومن حيث االصطالح الالتيني هو ترجمة‬
‫من كلمة )‪ (ECONOMICS‬التي ترجع المعنى إلى إدارة أو تدبير المنزل‪ ،‬ثم‬
‫أطلقت على العلم المعروف وترجمت عربيا بلفظ اقتصاد‪.‬‬
‫هناك تعريفات كثيرة لبعض هؤالء المبتكرين في علم االقتصاد‪:‬‬
‫أ‪ .‬آدم سميت‪ :‬العلم الذي يدرس الكيفية التي تمكن األمة من أن تغتني‪ ،‬وهذا‬
‫التعريف يركز على الثروة كيفية تحصيلها‪.‬‬
‫ب‪ .‬مرشال ‪ :‬العلم الذي يدرس الرفاهة االقتصادية ‪ .‬و هو بذلك يركز على‬
‫تحقيق مستوى معيشي مرتفع ‪.‬‬
‫ج‪ .‬روبنز ‪ :‬دراسة سلوك اإلنسان كحلقة اتصال بين األهداف والحاجات المتعددة‬
‫من جهة و الوسائل النادرة ذات اال ستعماالت المختلفة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫د‪ .‬سامو يلسون ‪ :‬دراسة اختيار الفرد و المجتمع توظيف الموارد النادرة ذات‬
‫البديلة إلنتاج السلع المختلفة ‪ ,‬و كيفية توزيع هذه السلع‬ ‫االستخدامات‬
‫مختلف األفراد والجماعات في المجتمع ‪.‬‬ ‫لالستهالك الحاضر و المستقبل بين‬
‫نشأة و تطور علم االقتصاد‬
‫يجب التفرقة باعتبار علما مستقال من جهة و األفكار و الموضوعات‬
‫االقتصادية من جهة أخرى فبالرغم من أن علم االقتصاد علم حديث النشأة نسبيا ً‬
‫إال أن القضايا و المسائل التي تدخل اليوم تحت إطار هذا العلم ‪ ,‬و محاولة دراستها‬
‫وبحثها ‪.‬‬
‫إن من أقدم هذه الحضارات التي وصلنا شي ٌء من أفكارها االقتصادية هي‬
‫الحضارة اليونانية و الحضارة الرومانية ‪ ,‬ففي الحضارة اليونانية نجد أن الفالسفة‬
‫و الحكماء تعرضوا لبعض الموضوعات االقتصادية وناقشوها ومن أبرز أولئك‬
‫الفالسفة أفالطون ( ‪ ٤٢٧‬ـ ‪ ٣٤٧‬ق‪ .‬م‪ ) .‬و أرسطو ( ‪ ٣٢٢ – ٣٨٤‬ق‪ .‬م‪. ) .‬‬
‫وفي العصور الوسطى في أوروبا التي استمرت من القرن الخامس حتى‬
‫القرن الخامس عشر الميالدي ظهر النظام اإلقطاعيى وكانت الزراعة هي النشاط‬
‫الرئيسي للنظام ‪ .‬إن هناك اختالفا بين الباحثين حول البداية الحقيقة لظهور علم‬
‫االقتصاد ‪ ,‬لقد ظل مصطلح االقتصاد السياسي مستخدما إلى أوائل القرن التاسع‬
‫عشر ‪ ,‬وفي عام ‪ ١٨٩٠‬م أصدر الفريد مارشال كتابه مبادئ االقتصاد ‪ ,‬و منذ ذلك‬
‫الوقت بدأ يحل مصطلح االقتصاد محل مصطلح االقتصاد السياسي ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫التعريف باالقتصاد اإلسالمي وتطوره‬
‫مفهوم االقتصاد اإلسالمي وتطوره‬
‫التعريفات باالقتصاد اإلسالمي‪:‬‬
‫أ‪ .‬باقر الصدر قال بأن االقتصاد اإلسالمي يعني الطريقة التي يفضل اإلسالم‬
‫اتباعها في الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدكتور محمد العربي قال بأنه مجموعة األصول العامة االقتصادية التي‬
‫نستخرجها من القرآن والسنة والبناء االقتصادي الذي نقيمة على أساس تلك‬
‫األصول بحسب كل بيئة وعصر‪.‬‬
‫ت‪ .‬الدكتور شوقي دنيا قال بأنه العلم الذي يبحث في الظواهر االقتصادية في‬
‫المجتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫ث‪ .‬الدكتور محمد شابرا قال بأنه ذلك الفرع من المعرفة الذي يساعد على تحقيق‬
‫رفاهة الناس من خالل تخصيص وتوزيع الموارد الندارة بما ينسجم مع‬
‫التعاليم اإلسالمية‪ ،‬وبدون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلى تكبيل حرية األفراد‬
‫أو خلق اختالالت مستمرة سواء في االقتصاد الكلي أو البيئة‪.‬‬
‫ج‪ .‬األستاذ يوسف كمال قال بأنه فقه معامالت العصر بمعنى أن مهمة االقتصادي‬
‫المسلم هي الكشف عن حكم هللا في االقتصاد المعاصر‪.‬‬
‫ح‪ .‬الدكتور عبد هللا الطريقي بأنه العلم باألحكام الشريعة العملية فيما ينظم كسب‬
‫المال و إنفاقها و أوجه تنميته‪.‬‬
‫خ‪ .‬الدكتور أحمد فهمي أبو سنة بأنه العلم بالقوانين ابتي تنظم الثروة من حيث‬
‫إنتاجها واستبدالها وتوزيعها واستهالكها وصيانتها على وجه يسد حاجة‬
‫الشعب والدولة في نظر اإلسالم‪.‬‬
‫هناك من يقول بأن االقتصاد اإلسالمي ال يتعدى كونه فرعا من فروع الفقه‬
‫فهو فقه المعامالت المالية أي األحكام الشريعة العملية في جانب التعامالت‬
‫المالية من حيث الكسب واالنفاق والتنمية والتبادل‪ .‬ومنهم يقولوا بأن االقتصاد‬
‫اإلسالمي هو مجموعة من األصول االقتصادية العامة المستخرجة من‬
‫الكتاب والسنة وكذلك البناء االقتصادي القام في كل مجتمع على أساس تلك‬
‫األصول‪.‬‬
 ‫نشأة وتطور االقتصاد اإلسالمي‬
‫هذه النشأة تظهر من سنوات قديمة بظهور الشريعة اإلسالمية التي جاءت‬
‫منظمة لشئون الفرد والمجتمع في مختلف جوانب الحياة‪ .‬واإلسالم قد حرم‬
‫الربا واالحتكار ونظم عمليات التبادل كما أقر الملكية الفردية والجماعية‬
‫وجعل لكل منها حدودها‪ .‬تركز جهود العلماء المسلمين األوائل في بيان حكم‬
‫اإلسالم في المعامالت المالية أو استظهار الحلول اإلسالمية فيما يعرض لهم‬
‫من مسائل أو مشكالت اقتصادية‪ .‬وجدت كتابات مستقلة لبعض الفقهاء تعنى‬
‫بالجانب المالي مثل‪:‬‬
‫كتاب الخراج ألبي يوسف‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬كتاب االكتساب في الرزق المستطاب لمحمد بن الحسن الشيباني‬
‫ت‪ -‬كتاب الخراج ليحي بن آدم القرشي‬
‫ث‪ -‬كتاب األموال ألبي عبيد القاسم بن سالم‬
‫وفي العصر الحديث ظهر اهتمام مبكر ببحث األسس التي يقوم عليها االقتصاد‬
‫اإلسالمي والمبادئ‬
‫والقواعد التي تحكم النشاط االقتصادي كما كان بعضها يبحث في األصول العامة‬
‫للنظام االقتصادي اإلسالمي كموضوع الملكية والحرية والتكافل االجتماعي والنظام‬
‫المالي للدولة اإلسالمية‪ ،‬هذا يتضح في اإلسهامات الفردية‪ ،‬مثل كتاب السياسة‬
‫المالية في اإلسالم لألستاذ عبد الكريم الخطيب‪ ،‬وكتاب أسس االقتصادي بين‬
‫اإلسالم والنظم المعاصرة للشيخ أبي األعلى المودودي‪ ،‬وكتاب المبادئ االقتصادية‬
‫في اإلسالم للدكتور علي عبد الرسول‪ .‬وكما يتضح في اإلسهامات الجماعية مثل‬
‫أسابيع الفقه المتعددة ابتداء من أسبوع الفقه األول الذي عقد في باريس حيث نوقشت‬
‫فيها موضوعات كالربا والتأمين والتكافل االجتماعي واالحتكار‪ .‬ومثل المؤتمرات‬
‫اإلسالمية باألزهر حيث نوقشت في تلك المؤتمرات المتعددة موضوعات مثل‬
‫الموارد المالية في اإلسالم والمعامالت المصرفية ورأي اإلسالم فيها والربا‬
‫واالستثمار وغيرها من الموضوعات‪ .‬وإلى جانب ذلك يمكن اإلشارة إلى مجمع‬
‫الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬وكذا المجتمع الفقهي اإلسالمي‬
‫التابع لرابطة العالم اإلسالمي ‪ ،‬حيث إن للمجمعين دورا كبيرا في دراسة وبحث‬
‫كثير من القضايا االقتصادية المعاصرة من أجل التوصل إلى الحكم الشرعي لها‬
‫وتقديم الحلول اإلسالمية لتلك القضايا‪.‬‬