Professional Documents
Culture Documents
الفرقة :االولي
مجموعة :أ
1
مقدمة
http://commercemagazine.freetzi.com/issue1/IslamicEcon.htm
2
نشأة االقتصاد اإلسالمي
إن املتأمل يف مفردات تعريف االقتصاد اإلسالمي -واليت أشران هلا سابقا -من ثروة
ومال وتكسب ومتلك وإنفاق وإنتاج واستثمار وخدمات وتوفري وادخار ومسائل الفقر
والغىن ،ليدرك أن املسلمني من أوائل من اعتىن وألف الكتب يف مسائل االقتصاد.
وميثل األصول العامة اليت وردت يف األدلة الشرعية من كتاب وسنة وغريمها ،وهي أصول
اثبتة ال تتغري وال تتبدل ،وتشكل مبجموعها قواعد انظمة للحياة االقتصادية بكلياهتا،
ويصلح أن نصفها بقولنا :هي القواعد الكلية اليت يتفرع عنها التطبيقات املتنوعة
واجلزئيات التفصيلية ملفردات االقتصاد اإلسالمي.
وميثل الناحية التطبيقية جبزئياهتا الفرعية ،واليت ختتلف ابختالف الزمان واملكان ،وهي
حمل اجتهاد العلماء ،ونظر الفقهاء ،وما احلكم على املستجدات الفقهية واملسائل
املعاصرة يف املعامالت املالية واالقتصاد إال شكل من أشكال النظام االقتصادي
اإلسالمي.
3
ولذلك يصلح أن نقول" :االقتصاد اإلسالمي إهلي من حيث املذهب ،ووضعي من
حيث النظام أو التطبيق" (انظر؛ ذاتية السياسة االقتصادية اإلسالمية وأمهية االقتصاد
اإلسالمي للدكتور حممد شوقي الفنجري ص.)18
فإذا نظران إىل املذهب االقتصادي اإلسالمي وجدان أن اإلسالم هو األسبق يف تقرير
األصول العامة والقواعد الكلية اليت ينبين عليها تقرير النظام االقتصادي بتطبيقاته
املختلفة.
فقواعد العدالة وحترمي الراب والظلم والغنب الفاحش والغش ،بل وقواعد امللكية واالستهالك
واإلنتاج والتوزيع وغريها ،كلها جندها يف القرآن الكرمي ويف السنة النبوية املطهرة ،ويف
كتب التفسري واحلديث والفقه.
أما امللكية اخلاصة فآايت املواريث حالة واضحة وصورة جلية لتطبيقاهتا ،ويف قول النيب
صلى هللا عليه وسلم( :ال حيل مال امريء إال بطيب نفس منه) السنن الكربى للبيهقي
4
كما جند احلديث عن التوازن االقتصادي يف اجملتمع وطرق حتقيقه بتحرمي االحتكار
ني أاألَ أغنِيَ ِاء
والراب والظلم واجلور ،إضافة إىل جتلية ذلك بقوله تعاىلَ { :ك أي َال يَ ُكو َن ُدولَة بَأ َ
ِمأن ُك أم} احلشر 7 /واليت ختتصر علينا ِح َكما كثرية للزكاة واإلنفاق وتشغيل األموال وعدم
االكتفاء ابدخارها وحترمي االحتكار والراب مما حيقق مبجموعه التوازن االقتصادي الطبيعي
الذي جيب أن يكون عليه اجملتمع املسلم.
وإذا نظران إىل النظام االقتصادي اإلسالمي وما ميثله من نواحي تطبيقية ومن فرعيات
جزئية لوجدان كما من الكتب املتخصصة يف بعض فرعيات االقتصاد اإلسالمي ،عالوة
على ما جنده منثورا من املعارف االقتصادية يف تفصيالت املعامالت يف كتب الفقه
واحلديث والتفسري املختلفة.
بل جند "كتاابت ابن خلدون واملقريزي والعيين والدجلي يف أواخر القرن الرابع عشر
والقرن اخلامس عشر امليالدي نقطة البدء للمدرسة العلمية يف االقتصاد احلديث"
(الوجيز يف االقتصاد اإلسالمي للدكتور حممد شوقي الفنجري ص .)27
ويقرر الدكتور زكي حممود شبانة وكيل جامعة األزهر سابقا أن مقدمة ابن خلدون اليت
ظهرت سنة 784ه ـ هي صورة مماثلة لكتاب (ثروة األمم) ملن يسمونه أبو االقتصاد
احلديث آدم مسيث والذي ألفه سنة 1776م ،فابن خلدون سبقه خبمسة قرون
5
(الوجيز للفنجري ص ،27والنظام االقتصادي اإلسالمي للدكتور حممود اخلطيب
ص.)16
ونظرة فاحصة ملقدمة ابن خلدون تنبيك عن حجم املعرفة االقتصادية املتخصصة
واملوجودة بني ثنااي هذا الكنز احلضاري ،بل تؤسس املقدمة لنظرايت اقتصادية حديثة
ومتقدمة كما يف احلديث عن النمو االقتصادي ونظرية السكان والنشاط االقتصادي
للدولة( .املسلمون وعلم االقتصاد :ابن خلدون مؤسس علم االقتصاد للدكتور شوقي
أمحد دنيا ص)6
انهيك عن الكتب األخرى اليت ألفت يف مفردات االقتصاد اإلسالمي املتنوعة يف القرون
اهلجرية األوىل؛ مثل :كتاب اخلراج أليب يوسف املتوىف سنة 182هــ ،واخلراج ليحىي بن
آدم القرشي املتوىف سنة 203هــ ،وكتاب األموال أليب عبيد املتوىف سنة 224ه ـ
ويف النصف الثاين من القرن العشرين وبعد ظهور املذاهب االقتصادية الوضعية
احلديثة ،وتطور النظم االقتصادية املعاصرة ،بدأت الدراسات االقتصادية اإلسالمية
ابلظهور ،وبدأ االقتصاد اإلسالمي كعلم وفكر ابلطرح من خالل املؤمترات الدولية
واليت افتتحت ابملؤمتر األول لالقتصاد اإلسالمي مبكة املكرمة عام 1946
https://www.aliftaa.jo/Article.aspx?ArticleId=1457
6
عصور االقتصاد اإلسالمي
الرغم من األسس الشرعية والفكرية القديمة لالقتصاد في الفكر
اإلسالمي إال أن مصطلح االقتصاد اإلسالمي في حد ذاته لم يظهر إال
في أواخر القرن الرابع عشر الهجري أو في النصف الثاني من القرن
العشرين .وال بد من القول أن ظهور المصطلح لم يكن مجرد عثور
على اسم لشيء موجودا ً بل كان يعني أكثر من هذا على سبيل التأكيد.
لقد كان المصطلح مرتبطا ً بعدة أمور بالرغبة في إقامة نظام اقتصادي
عصري في إطار الشريعة اإلسالمية وصياغة نظريات وسياسات
اقتصادية تالئم االحتياجات الواقعية لألقطار اإلسالمية وتساعدها على
تحقيق التقدم.
لقد ظهرت الرغبة في إقامة نظام اقتصادي عصري يحفظ هوية
األقطار اإلسالمية ويحقق مصالحها وقوتها إثر انهيار الدولة
العثمانية (التي اُعتبري آخر حلقات الخالفة في الدولة اإلسالمية
الكبرى) وظهور النزعات االستقاللية في األقطار اإلسالمية التي
وقعت تحت سيطرة الدول الغربية االستعمارية .ولم تكن السلطات
االستعمارية تُخفي نزعتها الفكرية المسيحية في التأثير على الثقافة
والتعليم وتوجهاتها في إعادة صياغة التشريعات ووضع القوانين التي
تتفق مع توجهاتها العلمانية ،وذلك على المستويين المدني والتجاري.
وكل هذا مما أثار حفيظة الصفوة من المثقفين الوطنيين وجعلهم أكثر
رغبة واستعدادا ً لخوض معركة االستقالل الفكري للحفاظ على الهوية
اإلسالمية .وكان من الشائع في خضم هذه المعركة الفكرية أن
االستقالل السياسي ضرورة لتصفية التبعية الفكرية ،وأن االستقالل
االقتصادي في اإلطار اإلسالمي هو القاعدة األساسية لالستقالل
7
قوى حافز الصفوة من المثقفين والوطنيين اإلسالميين ورغبتهم
ومما ّ
في
( )١عبد الرحمن يسري أحمد ،االقتصاد اإلسالمي بين منهاجية البحث
وإمكانية التطبيق ،سلسلة محاضرات العلماء الفائزين بجائزة البنك
رقم ( ، )١٥المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي
للتنمية ١٩٩٩ ،م.
تحقيق الهوية االقتصادية اإلسالمية ظهور حركات ومذاهب اقتصادية
جديدة مضادة للنظام الرأسمالي مثل االشتراكية التعاونية والماركسية.
فقد كان ثمة اعتقاد شائع بأن الرأسمالية هي سر سيطرة الغرب وأنتها
الطريق الوحيد إلى القوة.
وفي إطار مناخ التحدي للرأسمالية العالمية تزايدت الدعوة إحياء
الشريعة والقيم والنظم اإلسالمية بآليات مناسبة حتى تتم مواجهة
الرأسمالية وتحدياتها االستعمارية ويمكن لألقطار اإلسالمية التخلص
من سيطرة الحركات واألفكار الجديدة التي ال تتفق أيضا ً مع الشريعة
اإلسالمية وتحقق التقدم في المجال االقتصادي ،وقد صار من الجلي ما
للقوة االقتصادية من أهمية عظمى في البناء السياسي واالجتماعي.
وهكذا ظهر االهتمام بإقامة االقتصاد اإلسالمي فكرا ً وتطبيقا ً منذ أوائل
القرن العشرين في غمرة أحداث وتطورات عديدة داخل األقطار
اإلسالمية وخارجها.
وفي الفترة التالية للحرب العالمية الثانية نالت األقطار اإلسالمية
الواحدة تلو األخرى استقاللها السياسي من الدول االستعمارية الغربية
وبدأت مسيرتها لتحقيق التنمية االقتصادية .وفي ذلك اإلطار الجديد
ظهرت عدة توجهات فكرية وسياسية تستهدف العمل على إقامة أو
إعادة تشكيل النظام االقتصادي والتأثير في السياسات االقتصادية
8 الكلية.
ومن أبرز هذه التوجهات:
- ١التوجه إلى إقامة نظام اقتصادي وطني مستقل ينخفض فيه االعتماد
على الخارج ،وتُعطى فيه أولوية للسياسات التي تهتم بتلبية احتياجات
السكان األساسية وتعمل على تحقيق التنمية اعتمادا ً على الموارد الذاتية
بصفة أساسية.
- ٢الحفاظ على النظام االقتصادي السابق لالستقالل من حيث هويته
الرأسمالية ،واستمرار اعتماد السياسات التي تؤكد الصلة بالعالم
الخارجي وبالدول االستعمارية السابقة ولكن على أسس جديدة تسعى
لتحقيق المصلحة الوطنية.
- ٣العمل على إقامة نظام اقتصادي ذو نزعة اشتراكية (أو
اجتماعية) يتعاظم فيه دور القطاع العام واالرتباط مع الكتلة الشرعية
على المستوى العالمي بدالً من الكتلة الغربية الرأسمالية.
- ٤المناداة بإقامة نظام اقتصادي إسالمي يسعى لتحقيق المصالح
االقتصادية في إطار وطني مستقل ،والحفاظ على عالقات متوازنة مع
العالم الخارجي مع السعي على تحقيق التكامل مع بقية األقطار
اإلسالمية.
ولقد لقي التوجه األول تأييدا ً عريضا ً وكان أكثر التوجهات بروزا ً من
الناحية الواقعية خالل الخمسينات والستينات خاصة على مستوى الكثير
من األقطار اإلسالمية .وبقي التوجه الثاني محدودا ً إال أنه كان قويا ً من
حيث التأكيد على العالقات االقتصادية بالعالم الخارجي .وقد عملت
الدول االستعمارية السابقة من جهتها على دعم هذا التوجه من خالل
تنظيمات ،مثل الكومنولث البريطاني British Commonwealth
والكتلة الفرانكفونية (فرنسا) ،وذلك ألجل استمرا مصالحه
9 االقتصادية.
أما التوجه االشتراكي فقد لقي رواجا ً في عدد من األقطار اإلسالمية
خالل الستينات والسبعينات والثمانينات ،وقد لقي هذا التوجه تأييدا ً
ودعما ً من االتحاد السوفيتي السابق إلى أن انهار هذا في بداية
التسعينات وانهارت معه التجربة االشتراكية على المستوى العالمي.
وبالنسبة للتوجه اإلسالمي فقد وجد طريقه إلى الواقع في حاالت
معدودات وهي باكستان والمملكة العربية السعودية والسودان وإيران،
ولكنه ما يزال في طور التجريب إلى اآلن .أما في بقية األقطار
اإلسالمية فإنه بالرغم من أن التوجه اإلسالمي لقي تأييدا ً شعبيا ً كبيرا ً
منذ حصولها على االستقالل السياسي إال أنه لقي أيضا ً تحديات
ومعارضات سياسية هائلة من الداخل ومن الخارج على ح ٍد سواء .وقد
استهدفت المعارضة أحيانا ً القضاء على التوجه اإلسالمي وأحيانا ً
أخرى دمجه أو مزجه من التوجه الوطني الرأسمالي أو مع التوجه
االشتراكي.
وخالل نصف قرن مضى اآلن على حصول معظم األقطار اإلسالمية
على استقاللها السياسي لم تنجح األنظمة االقتصادية البديلة للنظام
اإلسالمي في تحقيق االستقالل السياسي لهذه األقطار أو دفع عجلة
التنمية فيها على نحو يقلل من الفجوة االقتصادية بينها وبين الدول
المتقدمة .على العكس من ذلك فقد عانى العديد من األقطار اإلسالمية
من ازدياد حدّة المشكالت االقتصادية في شكل عجز مستمر في موازين
المدفوعات وارتفاع غير عادي في الدين العام الخارجي وكذلك الدين
العام الداخلي واشتداد حدّة التضخم وزيادة حالة الفقراء سواء.
ولقد تسببت هذه التطورات في نقد األنظمة االقتصادية القائمة وإثارة
التساؤالت عن مالئمتها وجدوى استمرارها ،وقد أتاح هذا ألصحاب
التوجهات اإلسالمية سواء من المفكرين أو من العاملين في المجاالت
10
السياسية واالجتماعية أن يطرحوا بقوة قضية االقتصاد اإلسالمي،
والذي من خالله يمكن تقديم عالج شامل ويتالءم مع البيئة العقدية
واالجتماعية لعامة الناس .وفي هذا المناخ لم تنقطع اجتهادات المفكرين
اإلسالميين في تحليل مشكالت مجتمعاتهم وعرض أنواع العالج
المالئمة لها في إطار إسالمي .وهكذا تطور الفكر االقتصادي اإلسالمي
الحديث وظهرت مساهمات عديدة عن خصائص النظام االقتصادي
اإلسالمي ،وفي مجاالت النقود والربا والبنوك اإلسالمية والزكاة
والضرائب والتنمية االقتصادية والتضخم وكيفية تحقيق االستقرار
النقدي ،وكذلك في مجال التعاون والتكامل االقتصادي بين األقطار
اإلسالمية.
وبطبيعة األمر فإن بعض هذه المساهمات يقل من جهة اإلتقان العلمي
أو القابلية للتطبيق العلمي عن البعض اآلخر ،ولكنها جميعا ً اتجهت إلى
محاولة إرساء معالم نظام اقتصادي إسالمي ووضع قواعد لعلم
اقتصادي إسالمي حديث .وكان للمؤتمرات والندوات العلمية العالمية
في االقتصاد اإلسالمي دور كبير في تنظيم المساهمات الفكرية
وتمحيصها.
وكان لجامعة الملك عبد العزيز جدة فضل في المبادرة بأول مؤتمر
عالمي لالقتصاد اإلسالمي أُقيم في مكة المكرمة عام ١٩٧٦م ،كما
كان للمعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب بالبنك اإلسالمي للتنمية دور
كبير في إقامة وإنجاح معظم الندوات والمؤتمرات التي أُقيمت .ولقد
عقد
عقدت هذه المؤتمرات والندوات على نحو شبه مستمر منذ أن ُ ُ
األول منها في مكة المكرمة ،وتم نشر أعمالها أيضا ً على مستوى
عالمي باللغتين العربية واإلنجليزية وأحيانا ً الفرنسية أو بلغات أخرى.
التجديد في الجوانب المؤسسية لالقتصاد اإلسالمي:
11
لقي االقتصاد اإلسالمي أيضا ً دفعة كبيرة في الجانب المؤسسي في
الربع قرن األخير على جبهتين أساسيتين :التعليم والمصرفية .وعلى
مستوى التعليم الجامعي
األول والعالي في األقطار اإلسالمية تم إنشاء أقسام علمية أو شعب
متخصصة في االقتصاد اإلسالمي في جامعة أم القرى وجامعات أخرى
بالمملكة العربية السعودية ،وفي جامعة أم درمان اإلسالمية وخمس
جامعات أخرى بالسودان وفي إيران ،وتم إنشاء المعهد العالي لالقتصاد
اإلسالمي في إسالم أبد بباكستان ،وكلية االقتصاد والعلوم اإلدارية
بالجامعة اإلسالمية العالمية في ماليزيا والتي تمنح درجات جامعية في
االقتصاد مع إعطاء األهمية الكبرى لمقررات االقتصاد اإلسالمي.
وغير ذلك هناك عدد من الجامعات في العالم اإلسالمي تعرض
مقررات ودبلومات متخصصة في االقتصاد اإلسالمي ضمن مقرراتها
األكاديمية منها جامعة اإلسكندرية بمصر ،وجامعة اليرموك في األردن
وفي هذا اإلطار تخرجت أعداد كبيرة من الشباب الجامعي الذين
يحملون فكرا ً اقتصاديا ً إسالميا ً قابالً للتطبيق والتطوير ،كما تم إنجاز
عشرات من الرسائل العلمية في االقتصاد اإلسالمي .
أما خارج العالم اإلسالمي فقد وجد علم االقتصاد اإلسالمي طريقه أيضا ً
إلى عدد من الجامعات والمعاهد العليا ،كما لقي احتراما ً من بعض
المنظمات الدولية (كصندوق النقد الدولي )IMFوعل سبيل المثال فإن
جامعة Loughboroughوجامعة Durhamفي وسط وشمال
انجلترا تقدم مقررات متخصصة في االقتصاد اإلسالمي ولدى األخيرة
برنامج على مستوى الماجستير يتيح التخصص في التمويل اإلسالمي
https://ketabonline.com/ar/books/93440/read?part=1&page=17&index=638220/638222
12