You are on page 1of 7

‫المحاضرة ‪ :05‬األفكار االقتصادية في العصور الوسطى( العالم الغربي)‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يقصد بالعصور الوسطى فتره ما بين سقوط اإلمبراطورية الرومانية الغربية على يد القبائل‬
‫الجرمانية في القرن الخامس ميالدي وحتى فتح المسلمين للقسطنطينية في القرن الخامس عشر‪ ،‬وقد كانت‬
‫تعرف هذه الفترة أيضا بفترة الظالم لما غلب على أوروبا في هذه الفترة من ركود فكري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األفكار االقتصادية في العصور الوسطى (العالم الغربي)(القرن الخامس م‪-‬القرن ‪15‬م)‬
‫كان يعرف النظام السائد في هذه العصور بالنظام اإلقطاعي(‪ )‬الذي كان محصلة الفوضى التي‬
‫عمت أعقاب سق وط اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬فقد عمد اإلمبراطور الجرماني بعد انتصاره إلى تنصيب‬
‫قادته أمراء على أقاليم اإلمبراطورية‪ ،‬إال أن توسع اإلمبراطور منح األمراء الكثير من صالحياته‬
‫واختصاصاته أدى تدريجيا إلى استقاللية هذه اإلقطاعيات في إدارة شؤونها وبانتشار الحروب والعداوات‬
‫بين اإلقطاعيات‪ .‬تعمقت روح االنعزالية وأصبحت كل إقطاعية عبارة عن وحدة اجتماعية وسياسية‬
‫واقتصادية مستقلة‪ )1(.‬وفي هذا الجزء سوف نعرض أهم النقاط الخاصة بالعصور الوسطى وظهور‬
‫اإلقطاعية‪.‬‬
‫‪ -1‬ظهور العصور الوسطى(الخروج من العصور القديمة ونشأة النظام اإلقطاعي)‪:‬‬
‫سقوط اإلمبراطورية الرومانية الغربية واإلمبراطورية الشرقية والفارسية انهار العالم القديم وبدأت‬
‫(‪) 2‬‬
‫مرحلة جديدة هي ما يطلق عليها مرحله العصور الوسطى‪.‬‬
‫وخرج النظام اإلقطاعي في أوروبا الغربية من رحم اقتصاد العبيد‪ ،‬ومن المعروف أن العبيد كانوا‬
‫ال يعتبرون مفيدين اقتصاديا إال إذا كان يمكنهم إنتاج قدر يكفي من ضروريات الحياة مثل الغذاء والمالبس‬
‫والمساكن‪ ،‬وفي نهاية القرن السادس الميالدي كانت أوروبا غير متحضرة تماما‪ ،‬ولكي يكون المرء حرا‬
‫كان األمر يقتضي أن يكون المرء محاربا ولديه أسلحة‪ ،‬وكانت الحرب شكال معتادا من أشكال النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬كما كان النهب والسلب أحد أشكال االقتصاد والسياسة الذي تضمن السطو على القطيع من‬
‫الماشية والعبيد ‪...‬الخ‪.‬‬
‫كان اإلقطاع آنذاك يقوم على أساس واجبات والتزامات متبادلة‪ ،‬فلم يعد للكائن البشري حق امتالك‬
‫كائن بشري آخر مباشرة‪ ،‬ولكن األغالل والسالسل لم تكن قد تحطمت تماما‪ ،‬وأصبحت العبودية تأخذ‬
‫شكل أخر‪ ،‬وكان على رقيق األرض(‪ )‬أن يظلوا مرتبطين باألرض التي بحوزتهم إلنتاج ما يكفيهم من‬
‫طعام‪ ،‬وأن يقدم خدماته في األرض مقابل ما يحصل عليه من حماية سيده الذي أعطى بدوره الحق في‬
‫السيطرة على رقيق األرض واألراضي ذات ا ألهمية مقابل خدمته لسيده‪ ،‬وهو في هذه الحالة الملك‪،‬‬
‫وكانت طبقة النبالء تقدم خدمات الحماية المتبادلة من خالل أولئك الذين أصبحوا فرسانا أو محاربين‪ ،‬أما‬
‫الملك الذي يحتل قمة الهرم االجتماعي سواء كان الملك ''فيليب اغسطس'' فكان يسيطر على كل من‬
‫(‪) 3‬‬
‫األراضي ورقيق األرض ‪ ،‬ولهذا كان بإمكان الملك أن ينقل السيطرة من سيد إلى آخر‪.‬‬

‫‪ ‬من ناحية التركيب االجتماعي نجد أن المجتمع يصنف إلى ثالث طبقات طبقة النبالء وطبقة الفرسان‪ ،‬رجال الدين‪ ،‬الحرفيون‪ ،‬وطبقة الفالحين أو‬
‫ما يسمى برقيق األرض (أنظر سعيد سعد مرطان‪ ،‬مدخل للفكر االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬ص ‪)22‬‬
‫‪ -1‬سعيد سعد مرطان‪ ،‬مدخل الفكر االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪ ،2004 ،2‬ص ص (‪ ،)22 ،21‬منشورة على الموقع‬
‫االلكتروني‪ library.org/wp-content/uploads/2017/02/ion :‬مدخل الفكر االقتصادي‪ ،.pdf‬تم االطالع عليه بتاريخ (‪)2020/05/20‬عل‬
‫الساعة ‪.16:00‬‬
‫‪ -2‬زينب صالح األشوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)57 ،56‬‬
‫‪ ‬رقيق األرض وهم أدنى األشخاص مرتبة وفقا لنظام اإلقطاع االقتصادي (أنظر إلى إي راي كانتربرى ص ‪.)43‬‬
‫‪ -3‬إي راي كانتر بري‪ ،‬موجز تاريخ علم االقتصاد (مقاربات جمالية لدراسة العلم الكئيب)‪ ،‬ترجمة سمير كريم‪ ،‬طبع بالهيئة العامة لشؤون المطابع‬
‫األميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة ‪ ،2011 ،1‬ص (‪.)43 ،41‬‬
‫‪ -2‬مبادئ الفكر االقتصادي الغربي في العصور الوسطى‪:‬‬
‫تميزت األفكار االقتصادية في العصور الوسطى في أوروبا بأنها كانت خاضعة لالعتبارات الدينية‬
‫المسيحية والتي كانت تقوم على أساس من القواعد األخالقية وكان أغلبية المفكرين االقتصاديين في هذه‬
‫الفترة من رجال الكنيسة الذين تعرضوا إلى موضوعات اقتصادية هامة مثل الملكية والعالقات التبادلية‬
‫والقروض واألنشطة التجارية‪ ،‬ويمكن تلخيص المبادئ األساسية التي قام عليها هذا الفكر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -2-1‬كان لألثر الديني قوة كبيرة في مواقف األفراد وحوافزهم‪ ،‬حيث كانت قوة ونفوذ الكنيسة‬
‫كبيرة جدا تجاوزت حدودها إلى حياة اإلنسان‪ ،‬وهذا كله أثر على الفكر اإلنساني في تلك‬
‫العصور‪ ،‬فقد صبغت األفكار االقتصادية بصيغة دينية أخالقية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬رسوخ النظام اإلقطاعي في ملكية األرض نتيجة لتدهور السلطة السياسية المركزية‪ ،‬حيث‬
‫اعتمد الفالحون على سلطة محلية لتحميهم وازداد نفوذ األمراء ورجال الدين الكنيسي‬
‫وأصبحوا يسيطرون على األرض وما عليها من مزارعين‪.‬‬
‫‪ -2-3‬كانت الزراعة هي المصدر الرئيسي للثروة‪ ،‬ثم ظهرت بعد ذلك الصناعات الحرفية‬
‫والتنظيم الحرفي في المدن‪ ،‬واتسعت العالقات االقتصادية بين المقاطعات‪ ،‬و نمت التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ -2-4‬إعادة االعتبار إلى عنصر العمل واإلقرار بقيمته وضرورته‪ ،‬وهذا يبين لنا أن هناك تغيرا‬
‫جذريا عما كان عليه األمر في عصر اإلغريق القديم الذي كان يحقر العمل اليدوي ويعتبره‬
‫مذال‪.‬‬
‫‪ -2-5‬اإلقرار بوجوب مراعاة الصالح العام وهو مفهوم أخالقي ينطوي على مر المصلحة العامة‬
‫(‪) 4‬‬
‫من قبل أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬سمات النظام االقتصادي اإلقطاعي‪ :‬إن أبرز ما يتميز به النظام اإلقطاعي بصوره عامه هي‬
‫السمات التالية‪:‬‬
‫‪ -3-1‬كانت لكل إقطاعية وحدة اقتصادية مستقلة ومنفصلة وكان اقتصاد كل إقطاعية ''اقتصادا‬
‫مغلقا''(‪ )‬ال مبادالت بينه وبين اإلقطاعيات األخرى‪)5(.‬‬
‫‪ -3-2‬سيادة االقتصاد الطبيعي في الريف واالقتصاد السلعي في المدن‪.‬‬
‫‪ -3-3‬التركيب الطبقي منقسم بين طبقتين هما اإلقطاعيين واألقنان والعالقة بينهما تمثل جوهر‬
‫النظام اإلقطاعي‪.‬‬
‫‪ -3-4‬تمتاز الرابطة الشخصية باإلكراه المادي المباشر بين السيد والقن‪.‬‬
‫(‪) ‬‬
‫‪ -3-5‬فائض المنتوج الذي ينتجه القن يمتلكه السيد يأخذ أشكال ريع (ريع العمل ريع السخرة‬
‫(‪)6‬‬
‫والريع العيشي والنقدي أو كالهما)‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ -3-6‬محدودية استخدام النقود واالعتماد على أسلوب المقايضة‪.‬‬
‫وبما أن النشاط االقتصادي في واقعه يصنف على أنه اقتصاد طبيعي أي أنه ال يقيم كبير وزن‬
‫لفوائض اإلنتاج وبالتالي التبادل والتجارة‪ ،‬فقد غلبت عليه صفة أنه اقتصاد غير تبادلي وبالتالي غير‬
‫نقدي‪ ،‬أي أنه ال حاجه وال دور يذكر للنقود لتسهيل النشاط االقتصادي (وهذا ما يخص السمة ‪ 2‬و‪)6‬‬
‫المذكورتين سابقا‪.‬‬

‫‪ -4‬عبد هللا طاهر وآخرون‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪ ،2002 ،1‬ص ص (‪.)159 ،158‬‬
‫‪ ‬االقتصاد المغلق يتميز باإلكتفاء الذاتي (أنظرإلى‪ :‬سعيد سعد مرطان‪ ،‬ص ‪.)22‬أي عدم وجود مبادالت بين اإلقطاعيات وكل إقطاعية توفر‬
‫حاجياتهاإلشباع رغباتها‪.‬‬
‫‪ -5‬زينب صالح األشوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ ‬السخرة‪ :‬هو العمل المجاني لزراعة أرض اإلقطاع وقد يصل إلى ثالثة أيام في األسبوع وخصوصا في األيام األولى لعهد اإلقطاعي (أنظر إلى‬
‫جمال الدين فالح الكيالني‪ ،‬قراءة في العصور الوسطى األوروبية)‪.‬‬
‫‪ -6‬جمال الدين فالح الكيالني‪ ،‬قراءة في العصور األوروبية الوسطى‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪ ،https://majles.alukah.net/t114388‬تم االطالع عليه بتاريح(‪ )2020/05/21‬على الساعة ‪.15:32‬‬
‫‪ -7‬سعيد سعد مرطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3-7‬الدور المتدني للمدن في النشاط االقتصادي‪ :‬فقد كان متدنيا جدا مقارنة بعصر ما قبل تفكك‬
‫اإلمبراطورية وشيوع اإلقطاع‪ ،‬فقد شهدت أوروبا الغربية تدهورا متسارعا في مستوى‬
‫عدد السكان لدرجة أنه حتى عام ‪ ،1100‬يقول أحد المؤرخين بأن المدن التي يزيد عدد‬
‫سكانها عن ‪ 3000‬شمال األلب تعتبر قليله جدا‪ ،‬في حين أن أوروبا كانت تعج بالمدن‬
‫الكبيرة والعواصم اإلقليمية المنتشرة قبل تفكك اإلمبراطورية الرومانية‪.‬‬
‫من النقاط السابقة يتضح أن السمة الغالبة على المشهد االقتصادي واالجتماعي في أوروبا الغربية‬
‫بصورة عامة يغلب عليه وبصورة طاغية أنه زراعي طبيعي (غير سلعي)‪،‬غير تبادلي‪ ،‬غير نقدي‪ ،‬نزاع‬
‫لالكتفاء الذاتي‪ ،‬وأن العالقات اإلنتاجية يحكمها في القطاع الزراعي حالة التبعية الناجمة عن السيادة على‬
‫األرض ومن ناحية أخرى فإن الجزء األخر من المشهد االقتصادي الذي هو اقتصاد المدن‪ ،‬فإنه في‬
‫الغالب يعيش وضعا متناسيا مع الحالة العامة في اإلقطاعية من حيث حجم السوق‪ ،‬وأنه طبيعي غير سلعي‬
‫غير تبادلي ولكن العالقة اإلنتاجية المباشرة فيه محكومة ببقايا نظام الطوائف المهنية(‪ )‬والذي هو في‬
‫جوهره ال يبتعد كثيرا عن غيره في القطاع الزراعي‪.‬‬
‫وكل إقليم له خصوصيات من حيث نوعيه الموارد االقتصادية بما فيها العنصر البشري وكذلك‬
‫الموقع الجغرافي والجوار المحيط ووجود درجة ما من االتصال بالجوار وماله من تأثير كبير على انتقال‬
‫(‪)8‬‬
‫الخبرات والمعارف االقتصادية والثقافية المختلفة‪.‬‬
‫األفكار االقتصادية لدى رواد الفكر اإلقطاعي (السكوالئيين)‪( :‬آراء توماس االكويني)‬ ‫‪-4‬‬
‫بالرغم من محدودية النشاط االقتصادي الذي كان سائدا (نوعا وكما) والركود الفكري الذي عم‬
‫معظم دول أوروبا ظهرت بعض األفكار االقتصادية التي كان من روادها أساتذة الفلسفة والقانون‪ ،‬وسمي‬
‫هذا الفكر بـ ''فكر جماعة المدرسين'' نسبة إلى مهنة مؤسسيه‪.‬‬
‫وكانت المبادئ المسيحية هي المرشد الوحيد لتصرفات األشخاص‪ ،‬لذلك اتسم الفكر االقتصادي في‬
‫هذه المرحلة بالطبع الديني الالهوتي واألخالقي وتجرد من كل منطق علمي‪ .‬وفي مقدمة رواد هذا الفكر‬
‫''سان توماس االكويني'' الذي تأثر كثيرا بآراء وأفكار ابن رشد اإلسالمية ومن أهم ما نادى به أصحاب‬
‫هذه الجماعة وعلى رأسهم توماس االكويني هو‪:‬‬
‫‪ -4-1‬احترام الملكية الفردية باعتبارها حافزا لإلنتاج وال تتعارض مع النظام الطبيعي‪ )9(،‬حيث‬
‫كان االتجاه الفكري العام يفضل الملكية الفردية على الملكية الجماعية على اعتبار أن‬
‫الخيار يمكن أن يؤدي إلى كثرة المنازعات نتيجة لعدم وجود معيار لتوزيع الناتج بين من‬
‫أسهموا في إنتاجه توزيعا يرضي الجميع‪ ،‬غير أن المالك يجب أن ينظر إليه وفقا لذلك‬
‫االتجاه الفكري على أنه مدير يقوم بإدارة األموال المملوكة لصالح الجميع‪ ،‬ومن تم فإن‬
‫''توماس االكويني'' الذي تزعم ذلك االتجاه قد شارك أرسطو في رأيه في أن تكون الملكية‬
‫(‪)10‬‬
‫خاصة على أن يكون االنتفاع بتلك الملكية يعود على العامة‪.‬‬
‫‪ -4-2‬آراء توماس االكويني حول العمل‪ :‬لقد تبنى القديس ''توماس االكويني'' موقفا وسطا حول‬
‫مفهوم العمل في جهة أنه لم يأخذ بالفكرة اليونانية وال الرومانية باعتبار العمل اليدوي غير‬
‫الئق بالرجل الحر‪ ،‬ولكنه من الجانب اآلخر أكد على اعتبار العمل اليدوي أدنى منزلة من‬
‫العمل الذهني‪ ،‬وهنا استند ''توماس االكويني'' إلى تبرير التمايز االجتماعي في جواهر‬
‫النظام اإلقطاعي‪.‬‬

‫‪ ‬نشأ نظام الطوائف لتجنب خطر المنافسة بين الصناع‪ ،‬فكانت كل رفة تنظم في طائفة خاصة على غرار النقابات التي يتم تنظيمها لحماية أصحاب‬
‫المهن المختلفة في وقتنا الحالي (أنظر إلى زينب صالح األشوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.)59‬‬
‫‪ -8‬عبد العزيز علي السديس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص(‪.)15-17‬‬
‫‪ -9‬سعيد سعد مرطان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص (‪.)23 ،22‬‬
‫‪ -10‬زينب صالح األشوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص (‪.)62 ،61‬‬
‫‪ -4-3‬أرائه حول الفقر والغنى‪ :‬إن آراء المسيحية األولى لم تتفق مع طبيعة النظام االجتماعي‬
‫المبني على استثمار واستغالل القلة لألكثرية الساحقة (القلة هم مالك األراضي ( أو‬
‫اإلقطاعيين) واألكثرية والساحقة ه م عموم المجتمع)‪ ،‬لذلك عدلها إلى ذات المسار التوفيقي‬
‫فاعتبر الغني والفقير مسألة تقديرية وأن اعتبار ما هو صالح أم طالح يستند على ما يمكن‬
‫أن يفرزه من خير أو شر‪ ،‬والثروة خير إن أدت إلى خلق الحياة الفاضلة والفقر خير إن‬
‫حرر صاحبه من أغالل الحياة المادية‪ ،‬فهناك شيء من العدالة في اللمساواة االجتماعية‬
‫واالقتصاديات القائمة في المجتمع ألن أساسها يستند إلى التميز في المواهب بطبيعة‬
‫(‪)11‬‬
‫واختالف الظروف في الموضوعية المحيطة من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -4-4‬السعر العادل‪ :‬احتلت فكر العدل التي أشار إليها أرسطو مكانا رئيسيا من التفكير لدى‬
‫''توماس االكويني'' بحيث أشار إلى قضية ''السعر العادل'' وهو الذي يتيح للبائع االحتفاظ‬
‫بمستوى معاشي محترم دون أن يستغل المشتري‪ ،‬بمعنى أنه يعادل السعر الذي ال يضر‬
‫العارض والطالب في نفس الوقت‪ ،‬كما أشار كذلك في هذا السياق إلى األجر العادل بأنه‬
‫(‪)12‬‬
‫األجر الذي يمكن العامل من إعالة عائلته وفق ما تعارف عليه في المجتمع‪.‬‬
‫يرى الكثير من االقتصاديين أن نظرية السعر العادل تمثل حجر الزاوية في أراء ''توماس‬
‫االكويني'' وأن جميع المشاكل االقتصادية (األسعار‪ ،‬األجور‪ ،‬الفوائد‪ )...،‬كانت تناقش على وفق مبدأ‬
‫العدالة في العصور الوسطى‪ ،‬لذلك نرى أن أكثر النظريات جدال في تلك العصور هي مسألة السعر‬
‫العادل‪ ،‬والتي يمكن تلخيص نظريتها كاآلتي‪:‬‬
‫إن العدالة األساسية والضرورية في تحديد السعر العادل هي العدالة التبادلية دون التوزيعية والتي‬
‫تحدد العالقة بين الجزء والجزء وليس الجزء والكل ويمثل هذا التمييز "أرسطو"‪.‬‬
‫إن ''توماس االكويني'' لم يبحث في نظرية القيمة بشكل مفصل ولكنه نظر إليها من خالل نظرية‬
‫السعر العادل‪ ،‬واعتبر االكويني أن العرف هو المقياس وأن القيمة (تمثل التقدير العام للسلعة) وهذا ما‬
‫يمثل أفكار الهوتية وأخالقية لتحديد السعر الرسمي في ظل النظام اإلقطاعي‪ ،‬وقد رأى البعض بان‬
‫األكويني ميز بين المفهوم النسبي والذاتي للسعر وبين المفهوم الروحي الداخلي للقيمة‪ ،‬أي أن العمل‬
‫ومقداره الضروري إلنتاج السلعة هو الذي يحدد القيمة‪.‬‬
‫العدالة التبادلي ة تعني المساواة بين المتبادلين‪ ،‬وتحقيق المساواة عن طريق إيجاد مقياس القيم‪ ،‬وهذا‬
‫المقياس هو النقود‪ ،‬ومن هذا المنطلق نرى بأن نظرية االكويني في السعر العادل تستند إلى مفهوم القيمة‪.‬‬
‫‪ -4-5‬نظرته في التجارة (النظرة الحذرة إلى مشروعية النشاط التجاري)‪:‬‬
‫حاول القديس ''توماس االكويني'' التوفيق بين (المسيحية واليونانية) حول مفهوم التجارة‪ ،‬باعتبارها‬
‫عمال غير طبيعيا وبين الظروف الجديدة للنظام اإلقطاعي‪ ،‬إذ ذهب إلى القول بأن التجارة شرط البد منه‬
‫واعتبر أن أرباح التاجر تكون مشروعة‪:‬‬
‫إذا كانت تجارته نافعة للمجتمع؛‬
‫إذا لم تزد ع لى سد الحاجات الطبيعية (أي إذا كانت بالحد الذي ال تغرق األسواق أي التبادل الخالي من‬
‫عنصر االحتكار)‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫واعتبر الربح في هذا اإلطار نوع المكافأة‪.‬‬

‫‪ -11‬جمال الدين فالح الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -12‬فتح هللا ولعلو‪ ،‬االقتصاد السياسي‪ ،‬مدخل الدراسات االقتصادية‪ ،‬دار الحداثة للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1981 ،1‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -13‬كمال الدين فالح الكيالن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4-6‬اإلقراض بفائدة‪ :‬لقد حرمت الكنيسة كاألديان األخرى الربا ألنه ال يجوز استغالل األفراد‬
‫وقت حاجتهم للمال واستنكرت اإلثراء الفاحش عن طريق إقراض المال بفائدة‪ .‬ولكن في‬
‫نهاية فترة العصور الوسطى شهد الفكر االقتصادي تعديال في موقف الكنيسة بشأن التعامل‬
‫النقدي‪ ،‬ولم يكن هدفهم التخلي عن مبدأ تحريم الربا بل كان الهدف هو السماح لبعض‬
‫االستثناءات في تطبيقه مثل اإلقراض لغرض التجارة أو إذا كان المقرض يتحمل مخاطره‬
‫(‪)14‬‬
‫في حاله الخسارة‪.‬‬
‫وقد هاجم االكويني موضوع القرض بفائدة فيرى أنه‪:‬‬
‫ال يجوز أخذ الفائدة في حال عدم تسديد القروض في الموعد المحدد‪.‬‬
‫ال يجوز أخذ الفائدة في حالة خسارة صاحب المال لربح كان يستطيع الحصول عليه لو لم يقرض‬
‫(‪)15‬‬
‫ماله‪.‬‬
‫وقد أشار "توماس االكويني" في سياق تبريره تحريم أخذ الفائدة للذهاب إلى ما ذهب إليه أرسطو من‬
‫تبرير وادعى بأن النقود عقيمة‪ ،‬وال يمكن لها أن تدر دخال أو فائدة من أجل إثبات صحة رأيه‪ ،‬هذا يشبه‬
‫"توماس االكويني" النقود بالسلع االستهالكية مثل الحبوب ويؤكد بأنه ال يجوز مطلقا التمييز بين الشيء‬
‫نفسه وبين المنفعة التي يحصل عليها المرء من هذا الشيء‪ ،‬فالمرء ال يستطيع أن ينتفع من شيء بصورة‬
‫عامة إذا لم يكن هذا الشيء في متناول ي ده‪ ،‬وبما أنه فن غير معقول أن يدفع المرء سعر السلعة نفسها‬
‫ومره أخرى للمنفعة التي يحصل عليها من هذه السلعة‪ ،‬لذا فإن أخذ الفائدة يتعارض مع مبدأ تكافؤ القيم‬
‫العامة‪ ،‬ذلك المبدأ الذي كانت (توماس االكويني) سعى لتحقيقه فلما كانت النقود سلعة استهالكية أي أنها‬
‫تستهل ك عند استبدالها بسلعة استهالكية أخرى لذا فإن مبدأ التكافؤ القيم يحتم إرجاع المبلغ المستدان فقط‪،‬‬
‫ومن الواضح من خالل ما تم استعراضه من آراء توماس حول النقد أنه لم يميز بين النقود المعدة لغرض‬
‫(‪)16‬‬
‫االستهالك والنقود المعدة الستثمار رأس المال النقدي مثلما فعل قبله أرسطو‪.‬‬
‫‪ -4-7‬طرق الزراعة‪ :‬كانت الزراعة في ظل النظام اإلقطاعي تتم بثالث طرق وهي‪:‬‬
‫نظام الحقل الواحد‪ :‬تزرع جميع المحاصيل في الحقل الواحد ويستمر في تكرار هذه العملية حتى‬
‫تقل خصوبة األرض وتنخفض جودتها تبعا لقانون تناقض الغلة حين ذاك يضطر الفالحون إلى الهجرة‬
‫إلى حقل آخر‪.‬‬
‫نظام الحقلين‪ :‬حيث يتم تقسيم األراضي إلى حقلين‪ ،‬يزرع أحدهما ويترك اآلخر دون زراعة حيث‬
‫يتم زراعته في العام التالي وهكذا يتم التبادل بين الحقلين وبذلك تتجدد خصوبة األرض وال يضطر‬
‫الفالحون إلى الهجرة‪ ،‬وتعرف بالجزائر بعملية ''التناوب''‪.‬‬
‫نظام الثالثة حقول‪ :‬ويقوم هذا النظام على الصورة التالية‪ :‬تقسيم األرض على ثالثة حقول يزرع‬
‫(‪)17‬‬
‫اثنان منها سنويا ويترك الثالث للراحة بدون زراعة ليسترد خصوبته‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن المزارعين في ظل النظام اإلقطاعي كانوا يتبعون نظاما معينا للمحافظة على‬
‫خصوبة األرض الزراعية أطول مدة ممكنة ‪ ،‬وذلك بترك جزء من األراضي بدون زراعة كل فترة دورية‬
‫وإن كان ذلك النظام في الواقعي يؤدي إلى عدم االستغالل كامل لألراضي الزراعية‪ ،‬مما يعني تذبذب‬
‫(‪)18‬‬
‫الجزء من األرض الزراعية وعدم االستفادة من طاقته اإلنتاجية بصفة دورية‪.‬‬

‫‪ -14‬عبد هللا وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص(‪.)160 ،159‬‬


‫‪ -15‬جعفر طالب أحمد الخزعلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -16‬سعاد قاسم هاشم الموسوي‪ ،‬النقد ووظائفه عند بعض فالسفة ومفكري االقتصاد الوضعي‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬المجلد‬
‫‪،14‬العدد‪،2‬سنة‪،2012‬جامعة بغداد‪ ،‬ص ‪ ،159‬منشورة على الموقع االلكتروني‪ ،https://www.iasj.net/iasj funkfulltest:‬تم االطالع عليه‬
‫بتاريخ(‪)2020/06/22‬على الساعة‪.16:06‬‬
‫‪ -17‬خبابة عبد هللا‪ ،‬بوقرة رابح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص (‪.)62 ،61‬‬
‫‪ -18‬زينب صالح األشوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫جوهر النظام اإلقطاعي‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ينقسم المجتمع اإلقطاعي إلى مالكين و أقنان وكان هناك في البداية فالحون مستقلون‪ ،‬غير أنهم‬
‫بسبب عدم الطمأنينة وكثرة الغزوات وباألخص غزوات النورمانديين‪ ،‬تنازلوا عن أرضهم مقابل حماية‬
‫اإلقطاع لهم ضمن إطار األسوار التي بنوها دفاعا عن إقطاعياتهم‪.‬‬
‫تتكون اإلقطاعية من دور الفالحين‪ ،‬األراضي القابلة للزراعة‪ ،‬الغابات والمراعي واألراضي‬
‫القابلة للزراعة عبارة عن ملكية إقطاعية تخصص بمحاذاتها أراضي األقنان‪ ،‬وهي قطع صغيرة‪ ،‬أما‬
‫المراعي فهي أراضي واسعة وجماعية وقد تستخدم األراضي الزراعية بعد الحصاد‪ ،‬وغالبا ما تزرع‬
‫المراعي بمحاصيل متشابه لألعالف‪.‬‬
‫يلتزم األقنان أمام السادة باالتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العمل المجاني (السخرة)؛‬
‫ب‪ -‬العمل اإلضافي في مواسم الحصاد وجني المحاصيل (مرتين في السنة)؛‬
‫ت‪ -‬اآلالت واألدوات والحيوانات التي تستمر في أوقات الحصاد والجني يقع عبئها على األقنان؛‬
‫ث‪ -‬يقدم األقنان كجزء من المحصول العيني إلى المالك من ناتج زراعي وحيواني؛‬
‫ج‪ -‬بعض األتاوات والضرائب في المناسبات كالزيارات والزواج والميراث يدفعها األقنان للمالكين‪.‬‬
‫وتنظم هذه األتاوات بالعرف ويشرف عليها أحد األقنان أو األقنان المقربين من اإلقطاعي أو من‬
‫الذين يشهد لهم بالحرص والكفاءة الخاصة‪ ،‬وبعض من أعمال السخرة‪ )19(.‬ومن بعض االلتزامات‬
‫وهو بالضرورة ذو جاه عند اإلقطاع وهيبة عند األقنان‪.‬‬
‫من هذا المنطلق يتضح أن األعمال التي كان يقوم بها رقيق األرض تمثل تماما عمل العبيد في‬
‫االقتصاد الروماني‪ ،‬ولكن نظام حقوق الملكية كان قد تغير‪ ،‬فقد حلت مجموعة من االلتزامات التعاقدية‬
‫محل ''الرق'' وكان تفرق السكان وتشتتهم في مناطق شاسعة واحتياجات الدفاع المشترك لكل من رقيق‬
‫األرض والنبالء من القوى التي جعلت من عبودية األرض أمرا ال يقاوم من الجانبين في العصور‬
‫الوسطى المبكرة وليس لدينا ما يؤكد أي شيء عن اتجاهات السكان قبل العصور المظلمة وفي أثنائها‪.‬‬
‫ويمكننا رؤية أن الروابط اإلقطاعية التي تربط رقيق األرض باألرض كانت لها مزايا واضحة‬
‫تتفوق على العبودية فلم يكن هناك ما يدعو لخشبة الحائز الرئيسي من أن يسرق عبيده أو يؤخذوا منه‬
‫مادام قد ظل مخلصا للورد الذي يتبعه‪ ،‬و في نفس الوقت فقد كان رقيق األرض يتمتعون على األقل‬
‫ببعض الثمار الناشئة عن عملهم وكذلك بدرجة من الحماية من هجمات النهب والسلب التي كان يقوم بها‬
‫(‪)20‬‬
‫البرابرة‪.‬‬
‫عوامل انحالل النظام اإلقطاعي‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -6-1‬زيادة عدد السكان وخاصة في المدن‪ :‬منذ بداية القرن السادس عشر بدأت العلوم الطبيعية‬
‫في تحسن من ناحية وارت فاع مستوى المعيشة من ناحية أخرى‪ ،‬هذه العوامل أدت إلى زيادة‬
‫النمو الديموغرافي مما كانت له أثاره االقتصادية حيث مكنت الزيادة من ظاهرة تقسيم‬
‫العمل (التخصص)‪ ،‬ورفع مستوى اإلنتاج كما كان للزيادة السكانية زيادة الطلب على‬
‫المنتجات الريفية من مواد غذائية‪ ،‬وزيادة الطلب كانت أحد العوامل في انهيار الزراعة‬
‫اإلقطاعية‪ ،‬ألنه لم يفي بمتطلبات السوق إذ كان قائما على أساس االكتفاء الذاتي‪.‬‬
‫‪ -6-2‬هروب رقيق األرض أي الفالحين األقنان‪ :‬بعد تحول العالقة بين اإلقطاعيين والفالحين‬
‫األقنان إلى عالقة بين مالك ومستأجر سمح للفالحين األقنان للتوجه إلى المدن لممارسة‬

‫‪ -19‬جمال الدين فالح الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -20‬إي راي كانتر بري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص (‪.)46 ،45‬‬
‫الحرف هروبا من أعمال السخرة التي كانوا يقومون بها‪ ،‬ثم كذلك الحروب الداخلية أدت‬
‫إلى تفكك بعض اإلقطاعيات مما ساعد هروب الفالحين األقنان إلى المدن التي كانت أكبر‬
‫قوة عمل اإلقطاعي والمتمثلة في الفالحين األقنان مما بدأ التحول يتخذ منحنى آخر ويتجه‬
‫نحو طريق النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ -6-3‬نشاط حركة الكشوفات الجغرافية‪ :‬أدت الكشوفات الجغرافية إلى نمو التجارة الدولية بين‬
‫دول غرب أوروبا من جهة ودول المشرق والعالم الجديد من جهة أخرى‪ ،‬كما تطورت‬
‫الصناعة لوجود أسواق جديدة من ناحية و من ناحية أخرى تدفق الذهب والفضة من العالم‬
‫الجديد الذي ساهم في تطوير النظام النقدي و المصرفي‪.‬‬
‫‪ -6-4‬تك اثف طبقه التجار مع الملوك القوميين الجدد‪ :‬بعد ظهور الدولة القومية حيث تركزت‬
‫السلطة السياسية في يد الممالك الذين قاموا بانتزاع هذه السلطة من نبالء اإلقطاع من جهة‬
‫ومن رجال الكنيسة من جهة أخرى فكان تنظيم الدولة الجديدة هو الحل الوسيط الذي أدى‬
‫إلى ظهور القومية واستقرار األمن ونمو التجارة‪.‬‬
‫فقد ساعد التجار الملوك القوميين بمدهم باألموال والعقول الرشيدة المفكرة ثم بالجنود في حالة‬
‫الضرورات واإلمكانيات المادية مما كان له رد جميل من طرف الملوك التي تمثلت في حماية التجارة‬
‫والتجار خاصة التناقض الذي فرضه اإلقطاعيون على التجار والمتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫كانت هناك رسوم جمركيه يفرضها اإلقطاعي على التجار مقابل المرور بإقطاعه‪ ،‬إذ كان التاجر يفرض‬
‫عليه رسوم جمركية كلما مر من إقطاع آخر‪.‬‬
‫الضرائب التي تفرض لصالح النبل كلما مر التاجر بضيعته حيث أن التاجر في النهاية يصل شبه فارغ من‬
‫(‪)21‬‬
‫المواد المتوجهة للسوق‪.‬‬

‫‪ -21‬خبابة عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)74 ،72‬‬

You might also like