You are on page 1of 8

‫السنة الثانية تاريخ‬

‫السداسي الثالث‬

‫أوربا في العصور الوسطى‬

‫بداية العصور الوسطى ونهايتها في أوربا‬


‫العصور الوسطى مصطلح أطلقه المؤرخون على الحقبة التاريخية الممتدة من ‪476‬م سنة سقوط روما‬
‫عاصمة االمبراطورية الرومانية في الغرب الى ‪ 1453‬م سنة سقوط القسطنطينية عاصمة‬
‫‪.‬االمبراطورية البيزنطية‬

‫‪،‬هذا التأريخ ال يعني انقطاع تام وحد فاصل فيما يخص التطور الثقافي واالجتماعي بالنسبة ألوربا‬

‫فالتاريخ وحدة متكاملة ال تنقسم تقسيما أليا ودقيقا والعصور التاريخية متداخلة بعضها ببعض والتطور‬
‫التاريخي يتميز باالستمرارية والسيرورة وهو كسلسلة متصلة الحلقات تتداخل حلقاتها في بعضها‬
‫البعض وعلى هذا فانه من الصعب حقا أن نحدد جازمين بداية عصر من العصور التاريخية أو نهايته‬
‫بسنة معينة‪ ،‬ألن التغيرات في االحداث التاريخية تحدث بشكل تدريجي ال بشكل فجائي ومن هنا يحدث‬
‫تداخل بين العصر السابق والالحق له ألن كل عصر له أذيال وتوابع وال يمكن دراسة وفهم أي عصر‬
‫دون الرجوع الى المراحل االخيرة من العصر الذي سبقه‪ ،‬ولكن الغرض من وضع سنة معينة لتحديد‬
‫‪.‬بداية عصر أو نهايته الغرض منه تسهيل الدراسة والبحث‬

‫ولنستعرض االن أهم التطورات السياسية واالقتصادية والفكرية التي ميزت المرحلة االنتقالية من‬
‫‪ :‬العصر القديم الى العصر الوسيط في أوربا‬

‫الناحية السياسية‬

‫عرف العصر القديم بتعاقب السيطرة العالمية بين االمم وتشكل االمبراطوريات الكبرى‪ ،‬كاالمبراطوية‬
‫المصرية‪ ،‬االشورية‪ ،‬اليونانية‪ ،‬الرومانية‪ ،‬ولكن في سنة ‪ 476‬م سقطت روما عاصمة هذه االخيرة‬
‫على يد البرابرة الجرمان وتشكلت على أراضي االمبراطورية ممالك بربرية جديدة‪ ،‬كمملكة الفرنجة‬
‫في فرنسا ومملكة القوط الغربيين في اسبانيا ومملكة القوط الشرقيين في ايطاليا ومملكة الوندال في‬
‫شمال افريقيا‪ .‬وهكذا حلت الكثرة مكان الوحدة‪ ،‬وقامت دول وممالك متعددة بدل االمبراطورية الكبيرة‬
‫‪.‬الواحدة‬

‫الناحية االقتصادية االجتماعية‬

‫تميزت االمبراطورية الرومانية بتطبيق األسلوب العبودي في االنتاج‪ ،‬أي أن العبيد كانوا يشكلون‬
‫الطبقة الرئيسية المنتجة في المجتمع الروماني القديم‪ ،‬ولكن في القرنيين الرابع والخامس الميالديين‬
‫تناقص عدد العبيد وأصبحت طبقة الفالحين االقنان المرتبطة باألرض والذين يستغلونها مقابل حصة‬
‫من االنتاج هم الطبقة المنتجة‪ ،‬وتدريجيا رسخت أسس النظام االقطاعي وسادت العالقات االقطاعية في‬
‫‪.‬االقتصاد والمجتمع في العصر الوسيط بعد أن كانت العالقات العبودية هي السائدة في العصر القديم‬

‫الناحية الفكرية‬

‫تميزت العصور القديمة في أوربا بسيطرة الوثنية وعبادة االلهة المتعددة‪ ،‬وقد أثرت هذه العقائد الدينية‬
‫‪...‬القديمة في مختلف المظاهر الحضارية وطبعتها بطابعها الخاص مثل النحت‪ ،‬االساطير‪ ،‬الفلسفة‬

‫ولكن في القرن الرابع والخامس انتشرت ديانة جديدة في أوربا وهي الديانة المسيحية الموحدة‪ ،‬وبعد‬
‫اعتراف االمبراطور البيزنطي قسطنطين بالمسيحية ديانة رسمية للدولة سنة ‪313‬م ‪ ،‬بدأت تتالشى‬
‫مظاهر الوثنية تدريجيا‪ ،‬وحلت محلها مظاهر حضارية متأثرة بالمسيحية‪ ،‬وتطورت الكنيسة وأصبحت‬
‫‪.‬لها سلطة ونفوذ قوي في المجتمع االورسطي‬

‫هذا بالنسبة للتغيرات التي عرفتها أوربا في القرن ‪ 4‬و‪5‬م والتي أدخلتها في عصر جديد وهو العصر‬
‫الوسيط‬

‫ونفس الشيء بالنسبة لالنتقال من العصور الوسطى الى العصور الحديثة ففي القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬م بدأت‬
‫‪ :‬صورة العالم االوربي التي ارتسمت خالل العصور الوسطى تتبدل مالمحها الرئيسية‬

‫الناحية السياسية‬

‫جرت أحداث وتغيرات وانقالبات عديدة ومتنوعة خالل النصف الثاني من القرن ‪ 15‬م والنصف االول‬
‫من ‪16‬م ‪ ،‬ففي سنة ‪1453‬م سقطت القسطنطينية بأيدي االتراك العثمانيين ومعها زالت امبراطورية‬
‫مسيحية وحلت محلها امبراطورية اسيوية اسالمية تختلف عن سابقتها من حيث النظام والتقاليد و‬
‫الثقافة والعقيدة‪ ،‬وفي سنة ‪1453‬م توقفت حرب المائة سنة بين فرنسا وانكلترا والتي نتج عنها ظهور‬
‫حركة قومية في كال البلدين ثم انتشرت في باقي البلدان االوربية فظهرت الدوله الحديثة‪ ،‬كما أنه في‬
‫‪ 1492‬م سقطت غرناطة أخر معقل للمسلمين في االندلس وظهرت اسبانيا كقوة منافسة في البحر‬
‫المتوسط ‪ ،‬وفي بداية القرن‬

‫م ظهرت حركة اصالح في ألمانيا دفعت بالدولة االلمانية لتلعب دورا هاما في التاريخ في ظل ‪16‬‬
‫‪.‬حكم االسرة النمساوية‬

‫الناحية االقتصادية واالجتماعية‬

‫لقد انقلب االقتصاد الزراعي االكتفائي المغلق السائد في العصور الوسطى اقتصادا صناعيا تجاريا‬
‫منفتحا ينزع الى الرأسمالية والمبادلة الدولية في مطلع العصور الحديثة‪ ،‬كما قامت ثورات بورجوازية‬
‫في أوربا أطاحت بالنظم والعالقات االقطاعية التي كانت سائدة في أوربا طيلة اعصور الوسطى‬

‫وإ ذا كانت البورجوازية خطوة تقدمية في المجال االقتصادي االجتماعي بالنسبة لالقطاعية‪ ،‬فانها من‬
‫ناحية ثانية لم تكن سوى قوى استقاللية جديدة أطاحت بالقوى االقطاعية المستقلة وحلت محلها‪ ،‬لقد‬
‫استغل البورجوازيون الحركات الثورية التي قام بها أقنان االرض وعمال المدن ضد االقطاعي‬
‫لصالحهم‪ ،‬فاستلموا الحكم وأداروا دفة السياسة في خدمة الرأسمالية ونشط التبادل التجاري بين أوربا‬
‫وبالد المشرق نتيجه انفتاح البحر المتوسط أمام التجارة االوربية بعد ان كان موصدا في وجه أوربا‬
‫على أيدي العرب المسلمين ومما ساعد على االنتعاش والتطور االقتصادي اكتشاف العالم الجديد‬
‫‪.‬والطرق البحرية المؤدية الى امريكا والهند واالهتمام بتنشيط الصناعة والتجارة الداخلية والخارجية‬

‫الناحية الفكرية‬

‫نلمس تطورات بدأت تتغلغل بالمجتمع االوربي في القرنين ‪15‬و ‪ 16‬م‪ ،‬فالمفاهيم الدينية المألوفة في‬
‫العصور الوسطى أخذت تتغير فتحررت مع ذلك العقلية االوربية من سيطرة الدين وتراجع نفوذ‬
‫الكنيسة أمام الفكر العلماني بمجال السياسة والعلوم واالقتصاد‪ ،‬قامت الحركة االنسانية في عصر‬
‫‪.‬النهضة ببعث الثقافة الكالسيكية‪ ،‬وبفضل ظهور الطباعة انتشرت االفكار الجديدة التقدمية‬

‫كل هذه المالمح الحضارية تنم عن ميالد عصور تاريخية جديدة مختلفة عن ماسبقها هذه العصور هي‬
‫‪.‬العصور الحديثة‬
‫سقوط االمبراطورية الرومانية‬
‫االمبراطورية الرومانية هو اخر عهد من تاريخ الحضارة الرومانية‪ ،‬هذه الحضارة التي بدأت مع‬
‫‪.‬تأسيس روما سنة ‪ 753‬قبل الميالد واستمرت حتى سقوطها سنة ‪ 476‬ميالدية‬

‫مرت هذه الحضارة بثالثة عهود ‪ :‬عهد المملكة الرومانية ‪ 753‬ق‪.‬م ‪ 510 -‬ق‪.‬م‪ ،‬عهد الجمهورية‬
‫‪ 510.‬ق‪.‬م ‪ 27 -‬ق‪.‬م‪ ،‬عهد االمبراطورية ‪ 27‬ق‪.‬م ‪ 476 -‬م‬

‫كانت االمبراطورية الرومانية أكبر امبراطورية في التاريخ فقط أحاطت بالبحر االبيض المتوسط من‬
‫‪.‬كل الجهات‪ ،‬وبلغت أوج امتدادها في القرن الثاني الميالدي‬

‫بدأ يظهر ضعف االمبراطورية ابتداءا من القرن ‪3‬م‪ .‬فأزمة القرن الثالث كانت أزمة شاملة عسكرية‪،‬‬
‫سياسية‪ ،‬اجتماعية واقتصادية ولم تكن انعكاساتها على روما فقط بل على كل مقاطعاتها في القارات‬
‫‪.‬الثالث‬

‫‪ :‬عوامل ضعف وانهيار االمبراطورية الرومانية‬

‫الصراع على كرسي العرش وتدخل الجيش في السياسية وفي اختيار االمبراطور فحصلت ‪-‬‬
‫اضطرابات وتمردات و فوضى كبيرة ألحقت أضرارا كبيرة بالمدن واألرياف‪ .‬وتمرد الجيش على‬
‫القوانين الرومانية وعلى حقوق المواطنين وعلى المؤسسات الدستورية مما أسهم في ضعف‬
‫‪.‬االمبراطورية‬

‫لقد سببت الفوضى والحروب الداخلية تدهور الزراعة من خالل ترك مساحات شاسعة من االراضي ‪-‬‬
‫دون زراعة مما أثر على اإلنتاج وضعف التبادل التجاري بسبب حالة الألمن في الطرق وبين‬
‫المقاطعات‪ ،‬ومما زاد االمور سوءا هو استمرار الحكومة في عملية جمع الضرائب المجحفة من سكان‬
‫‪.‬المدن‬
‫نتيجة الوضع االقتصادي السيئ‪ ،‬هاجر الكثير من ابناء الطبقة الوسطى الى الريف وأصبحت هذه ‪-‬‬
‫الطبقة تحت سلطة المالكين الكبار اصحاب األراضي لذلك أخذ المجتمع ينحدر الى مستوى العبودية‬
‫‪ .‬والرق هذه االمور جعلت المالكين الزراعيين يحصلون على امتيازات سياسية واقتصادية‬

‫كانت االمبراطورية الرومانية تتكون من اقاليم عديدة لكل منها نظمها االدارية الخاصة بها ونتيجة ‪-‬‬
‫ضعف المركز ضعفت االنظمة االدارية وحصلت تناقضات فاستغل الموظفون هذه الحالة فحصل فسادا‬
‫‪.‬في الجانب االداري وبقية الجوانب االخرى‬

‫ـ ـ ـ ـ ان االمبراطورية الرومانية كانت محاطة بقبائل عديدة منها القبائل الجرمانية التى كانت متواجدة‬
‫فى قلب اوروبا فضال عن الفرس في الشرق والعرب في الجنوب الشرقي منها‪ .‬وهذه الشعوب استغلت‬
‫ضعف االمبراطورية وهاجمتها من كل النواحي وساهمت في انهيارها وكانت الضربة القاضية على يد‬
‫‪.‬شعوب البرابرة الجرمان‬
‫البرابرة الجرمان‬
‫سقطت االمبراطورية الرومانية بصورة تدريجية على يد البرابرة الجرمان وكانت هذه الهجمات من‬
‫‪.‬االسباب التي أدت الى اضعافها اضافة الى األزمات الداخلية من مشاكل اقتصادية وحروب وفوضى‬

‫من أهم المصادر التي تتحدث عن شعوب البرابرة هي كتب يوليوس قيصر وهو قائد روماني عاش‬
‫مابين سنتي ‪ 100‬و‪ 44‬ق‪.‬م وكان واليا على غاليا بين سنتي ‪ 58‬و‪ 52‬ق‪.‬م عنوان الكتاب هو مذكرات‬
‫عن الحرب الغالية‪ .‬مصدر أخر عن الجرمان هو كتاب جرمانيا للمؤرخ تاسيت الذي عاش في فترة‬
‫بين ‪ 55‬و ‪120‬م‬

‫أطلق اليونان و الرومان كلمة برابرة على كل الشعوب التي ال تتكلم اليونانية أو الالتينية‪ ،‬وأهم هذه‬
‫‪.‬الشعوب ‪ :‬الكلت والسالف والجرمان‬

‫وتشكل الجرمان من شعوب عديدة أهمها القوط الشرقيون‪ ،‬القوط الغربيون‪ ،‬الواندال‪ ،‬األالن‪،‬‬
‫البرجنديون‪ ،‬اللومبارديون‪ ،‬الفرنجة‪ ،‬األنغلوسكسون‪ ،‬األلمان‪ ،‬النورمانديون وغيرهم‬
‫الموطن األصلي للجرمان هي المناطق المحيطة بـ" بحر البلطيق" ‪ ،‬ومن هناك انحدروا نحو الجنوب‬
‫حتى وصلوا حدود اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬وكانوا في البداية يهتمون بتربية الحيوانات و الصيد أكثر‬
‫من الزراعة‪ ،‬كما كانت تسود بينهم العالقات القبلية البدائية‪ ،‬فقد عاشوا على شكل قبائل متفرقة وأحيانًا‬
‫‪.‬كانت تتحد عدة قبائل بقيادة زعيم واحد لتنفيذ عملية حربية معينة‬

‫أسباب هجومات البرابرة الجرمان على االمبراطورية الرومانية‬

‫‪.‬ـ ـ ـ الظروف المناخية السيئة في موطنهم في شمال أوربا‬

‫ـ ـ زيادة عدد سكان الجرمان فبدؤوا بالتحرك نحو نهر الراين ونهر الدانوب بعد أن ضاقت بهم سبل‬
‫‪.‬العيش‬

‫ـ ـ مهاجمتهم من طرف قبائل الهون‪ ،‬القبائل المغول االكثر وحشية‪ ،‬القادمين من أواسط اسيا والذين‬
‫‪ .‬اضطروهم للزحف على االقاليم الرومانية‬

‫‪ .‬ـ ـ انبهار الجرمان بحياة الرومان وباالزدهار االقتصادي الذي نعمت به االمبراطورية الرومانية‬
‫بدأ الجرمان بمهاجمة الحدود الرومانية منذ القرنين األول والثاني على عهد االمبراطور ماركوس‬
‫أوريلوس (‪161‬م‪180-‬م) وزادت غارات "الجرمان" في القرن الثالث الميالدي ألن اإلمبراطورية‬
‫الرومانية تعرضت في هذا القرن إلى أزمة اقتصادية خانقة بسبب ثورات العبيد وتمرد الفرق‬
‫العسكرية‪ ،‬وقد حصل تبادل حضاري بين الرومان و الجرمان نتيجة االصطدامات الحربية من جهة و‬
‫العالقات السلمية والتجارية من جهة أخرى‪ .‬فقد كان بعض "الجرمان" يزورون "روما" ويتلقون فيها‬
‫‪.‬الثقافة الالتينية‬

‫وقد حاول االباطرة الرومان استيعاب الجرمان واالستفادة من أعدادهم الكبيرة ومهاراتهم في القتال‬
‫عبر تعيينهم كجنود مرتزقة في الجيش الروماني‪ .‬كما أنهم منحوا لهم بعض االراضي لالستقرار عليها‬
‫‪.‬وتشكيل شريط حدودي ودفاعي لحمايتهم من هجومات قبائل الهون الوحشية القادمة من اسيا الصغرى‬

‫‪ :‬وفي القرن الخامس ميالدي بدأت تتشكلل تدريجيا ممالك بربرية على االراضي الرومانية‬

‫‪،‬كمملكة القوط الغربيين في جنوب غاليا‬

‫‪،‬مملكة القوط الشرقيين في ايطاليا‪ ،‬مملكة الوندال في شمال افريقيا‬

‫مملكة االنغلوسكسون في بريطانيا‬

‫‪.‬ومملكة الفرنجة في غاليا‬

‫وتمكن الجنود المرتزقة الجرمان بقيادة أدواكر من عزل رومولوس أوغسطولس اخر امبراطور‬
‫روماني وأسقطوا عرش االمبراطورية الرومانية الغربية الى االبد كان ذلك سنة ‪476‬م‪ .‬واعتبر‬
‫‪.‬المؤرخون هذه السنة بداية للعصور الوسطى‬

‫‪ :‬المراجع‬

‫نعيم فرح‪ ،‬تاريخ أوربا في العصور الوسطى‪ ،‬دمشق ‪1978‬‬

‫محمد سعيد عمران‪ ،‬حضارة أوربا في العصور الوسطى‪ ،‬بيروت ‪1998‬‬

‫نور الدين حاطوم‪ ،‬تاريخ العصر الوسيط في أوربا‪ ،‬دمشق‪1982‬‬


‫سعيد عاشور عبد الفتاح‪ ،‬تاريخ أوروبا في العصور الوسطى‪ ،‬بيروت‪1976 ،‬‬

‫السيد الباز العريني‪ ،‬تاريخ أوربا في العصور الوسطى‪ ،‬بيروت‪1968 ،‬‬

You might also like