‫‪: - I‬المدرسة النقدية )النقديون(‬

‫لقد جاءت هذه المدرسة امتدادا للنظرية الكمية للنقود‪ ،‬ويسمى أنصار هذه النظرية بالنقديين وذلك‬
‫نسبة إلى مدرسة شيكاغو النقدية بالوليات المتحدة المريكية ومن أنصار هذه المدرسة في الوقت‬
‫الحالي ميلتون فريدمان وغيره‪ ،‬وانطلقا من نماذج التوازن في القتصاد لمارشال وفالراس يعتبر‬
‫النقديون أن التوازن في القتصاد يحدث تلقائيا من خلل التغيرات في السعار النسبية‪ ،‬كما يعتبرون‬
‫أن الدراسة والتحليل يجب أن تنصب على مختلف مستويات التوازن‪ ،‬بحيث يتم النتقال من مستوى‬
‫)‪(1‬‬
‫لخر حتى الوصول للسعار‪.‬‬
‫تؤكد هذه المدرسة أن أسباب التغيرات في المستوى العام للسعار تعود إلى كمية النقود والتي‬
‫تتمثل في النقود القانونية ونقود الودائع سواء كانت جارية أو لجل‪ ،‬وأن المضمون العام لهذه‬
‫)‪(2‬‬
‫المدرسة يقوم على أن التغيرات النقدية تؤثر على مستوى السعار والدخل القومي‪.‬‬
‫وفي الواقع أن هذه النظرية الحديثة‪ ،‬ل تعتبر تكرارا مجددا لنظرية كمية النقود التقليدية‪ ،‬وإنما‬
‫تمثل محاولة من القتصاديين النقديين للبتعاد عن النتقادات التي تعرضت لها الفكار النقدية‬
‫التقليدية من جهة ومسايرة التقدم والتطور الفكري الذي حدث من جهة أخرى‪ .‬ولقد اهتم فريدمان‬
‫بتكملة المنهج الكينزي في محاولة منه لتطبيق الطار العام لنظرية الختيار‪ ،‬وأيضا المبادئ العامة‬
‫لنظرية الطلب على النقود بمعنى أنه قد حاول تحقيق إضافات جديدة لكل من النظرية الكلسيكية‬
‫والنظرية الكنزية‪ .‬فالمتأمل لنظرية فريدمان يجدها مجرد محاولة لتجديد وإعادة صياغة النظرية‬
‫الكلسيكية لكمية النقود بحيث تتفق والحتياجات الفعلية للعصر الحديث وتستطيع تقديم حلول واقعية‬
‫للظواهر القتصادية فضل عن أنها كانت تهدف أساسا لوضع الحلول الكفيلة بالتخفيف من حدة‬
‫التضخم بعدما فشلت نظرية كينز في علج هذه الظاهرة‪ .‬ولقد حاول فريدمان تحليل الطلب على‬
‫النقود بهدف الوصول إلى نوع معين من أنواع السياسة النقدية الكفيلة بتحقيق أهداف السياسة‬
‫)‪(3‬‬
‫القتصادية باستخدام عدة مداخل حديثة للتحليل‪.‬‬

‫) )‪ :(1‬مروان عطون‪ ،‬النظريات القاتصادية ‪ ،‬دار البعث للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ، 1989 ،‬ص‪.‬ص‪. 113.114.‬‬
‫(‬
‫أحمد فريد مصطفى و سهير محمد السيد حسن‪ ،‬النقود والتوازن القاتصادي‪ ،‬ص‪.‬ص‪: (2). 146.145.‬‬
‫)‪( (3‬‬
‫صبحي تادرس قريصة‪ ،‬النقود و البنوك‪ ،‬دهر النهضة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،1984 ،‬ص‪.‬ص‪: . 247.246.‬‬

‫‪2‬‬