Professional Documents
Culture Documents
أعضاء البحث:
.
.
الفوج .: .
السنة الجامعية
2021/2022
خطة البحث:
المقدمة.
الخاتمة.
قائمة المراجع.
المقدمة.
يحتل موضوع المسار الوظيفي أهمية خاصة لدى جميع الموظفين ،نظرا لتطورات الجديدة في بيئة
العمل والتي شملت التغيرات في أنماط الحياة وهيكل القيم وتركيبة القوى العاملة والتغيرات التكنولوجية
وإ عادة الهيكلة ،ويعكس ذلك أحد التح ديات الجديدة وغير المتوقعة التي يجب أن تتعامل معه ا اإلدارة
في جهودها لحشد واستغالل مواردها البشرية بغية الحفاظ على وضعية المؤسسة السوق
ويعد المسار الوظيفي من المواضيع اإلدارية الحديثة التي طرقها الباحثون ،وتشير أدبيات اإلدارة إلى
أن الدراس ات في ه ذا الموض وع ن ادرة ،فلم يح ظ باالهتم ام الك افي الي ه م ؤخرا ،مقارن ة م ع ب اقي
المواضيع السلوكية التي أصبحت متخصصة وذات فروع أيضا وذلك على الرغم من وجود المسارات
الوظيفية في الواقع العملي منذ أن عرف اإلنسان األعمال في مختلف المجاالت ،وفي وقت قريب بدأ
الباحثون يهتمون بهذا الموضوع وإ عطائه حق قدره ،نظرا لالهتمام المتزايد بإدارة الموارد البشرية في
المنظمات
غير أن أغلب األفراد العاملين في المنظم ات ال تي يتم إيضاح المس ار ال وظيفي لهم من قب ل اإلدارة بل
أغلبهم يشارك فيوضع تصور محدد لتصميم وتحليل وظيفة ،فهم يقبلون عمال معينا ويباشرونه لكنهم ال
يهتمون كثيرا بما يدور خارج نطاق ذلك العمل األمر الذي يجعلهم عاجزين عن فهم أسباب وضعهم
في هذا العم ل أو ذاك ويجهلون أيض ا ما هو العمل الذي س يؤودنه بعد الوظيف ة الحالي ة أو كيف يمكن
تهيئتهم ذلك العمل الجديد في المستقبل.
1
المبحث األول :ماهية تسيير المسار الوظيفي.
اختلفت المفاهيم المسار الوظيفي من مفكر إلى أخر حيث توصلنا إلى مجموعة من التعريف التي نذكر
منها ما يلي:
يمكن تعريف المسار الوظيفي" :بأنه مجموعة متوالية من الترقيات والتنقالت األفقية والرأسية
والتي تحدد مجموعة الوظائف المتتالية التي يشغلها الفرد على امتداد عمره الوظيفي ،أو أنه
تاريخ الشخص الوظيفي أي جميع الوظائف التي يشغلها الفرد خالل حياته الوظيفية منذ دخوله
الخدمة حتى خروجه منه".
"ويمكن تعريفه كذلك" :بأنه نموذج الخبرات المرتبطة بالعمل والذي يمتد عبر حياة إنسان ما"1
المس ار ال وظيفي ه و " مجموع ة وظ ائف مختلف ة أو مراك ز وظيفي ة مرتبط ة بتسلس ل وظيفي
معين .ومثال ذلك المراكز التي يرقى إليها الموظف خالل سيرته المهنية مثل المحاسب الذي
يب دأ بوظيف ة مس ك ال دفاتر ثم ي رقي إلى مش رف المجموع ة المحاس بية ثم إلى ن ائب رئيس
2
المحاسبة ثم مدير القسم المحاسبة فهذه الوظائف المترابطة هي ما يعبر عنه بالمسار الوظيفي
وكما يعرف أيضا " بأنه سلسلة متعاقبة من التغيرات الوظيفة التي تحدث في حياة الفرد العملية
عن طري ق الترقي ة أو النق ل ال وظيفي األفقي ،أو ه و مجموع ة المراك ز ال تي يش غلها الف رد ،
وتجارب العمل المرتبطة خالل حياته العملية"3
وي رى " واین ك أزيكو " أن ه من المنظ ور الموض وعي ه و " سلس لة المراك ز الوظيفي ة ال تي
يش غلها الفرد خالل حيات ه الوظيفي ة أم ا من المنظور الذاتي هو التغ يرات في القيم واالتجاه ات
وال دوافع ال تي تح دث للف رد عن دما يتق دم في الس ن" ويعرف ه " لمي ل ش ناك " ان ه تت ابع الخ برات
الوظيفية عبر حياة الفرد وهو يتضمن سلسلة من الوظائف والمراكز الوظيفية عبر حياة الفرد
ويظهر من خاللها درجة االرتباط بين الفرد والوظيفة"
1باسم غدير وهيثم عمران..دراسة العالقة بين إدارة المسار الوظيفي وااللتزام التنظيمي ،مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ،المجلد
،31العدد ،2015، 4ص.537
2الخالدي إبراهيم بدر.معجم اإلدارة .أالردن,دارأسامة للنشر والتوزيع ،2011 ،ص .406
3صالح الدين البيتي.،أثر تطوير 9المسار الوظيفي في رضا الوظيفي دراسة ميدانية في عدد جامعات األردنية ،مجلة جامعة دمشق للعلوم
االقتصادية و والقانونية .المجلد .20العدد ،2004 ،2ص .34
2
ولقد تقدمت برامج العلوم السلوكية مفهوم المسار الوظيفي على النحو التالي : :المسار الوظيفي
عبارة عن سلسلة من الترقيات أو التنقالت إلى وظائف ذات مسؤولية أكبر من الهيكل التنظيمي
عبر حياة الفرد الوظيفية في المنظمة
أهمية المسار الوظيفي .2
في ظل التغيرات البيئية واالقتصادية والتكنولوجية والثقافية السريعة ،فان نجاح المسارات الوظيفية
4
يحقق للفرد أهمية بالغة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
إشباع القيم الوظيفية المميزة لكل فرد حيث يختلف األفراد فيما يؤمنون به من قيم وما
يؤدونه من أنواع الوظائف وفي توجهاتهم الوظيفية ،فبينما يعطي بعض األفراد قيمة أكبر
للترقي أو الحرية ،فإن اآلخرين يعطون قيمة أكبر للمتعة الداخلية المتحققة من العمل،
وآخرون يقدرون بدرجة أكبر الشعور باألمان وتحقيق التوازن في حياتهم ،ومن هنا يكون
رسم المسار الوظيفي من األمور الهامة إلشباع هذه التوجهات الوظيفية لكل فرد مهما
كانت هذه القيم.
تحقيق التوازن بين الحاجة إلى المال والترقي والتحدي والمسؤولية في العمل والمجتمع،
وبين األسرة ووقت الفراغ والتي تأخذ قيم ترجيحية أكبر عن العمل ،ومن ثم فالفرد اآلن
يحاول أن يسعى إلى تحقيق تعايش ،حيث يطغى العمل على الجوانب األخرى لحياته،
ومثل هذا القرار يعد من القرارات الصعبة التي يتخذها الفرد ،ألنها تحتاج للمقارنة بين
الحاجة إلى العمل والحاجة إلى وقت فراغ أكبر 2.توفير فرص تطور وظيفي عادلة
للموظف ،حيث أن تشريعات العمل في العديد من بلدان العالم توفر فرص عمل متكافئة
للموظفين باإلضافة إلى توفير برامج التطوير والتدريب تمكنهم من تحمل المسؤوليات كما
أن وجود مثل هذه البرامج يساعد على إزالة الصراعات في مجال العمل وينمي الوالء
لكافة فئات العاملين.
4
راوية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية 2001- 2002 ،ص.337
3
الرضا الوظيفي :ويقصد به تنمية الشعور بتقدير الذات والناتج من النمو والتعليم
بن اء المه ارات :ويع ني تعلم مه ارات جدي دة تس اعد الف رد على أداء مهام ه الحالي ة وتق ديم
اختب ارات أك ثر للمس تقبل وتمكين األف راد من التنمي ة المس تمرة االس تعدادات ومواجه ة
التحديات.
المؤسس ة مث ل الف رد لديها ح افز لفهم ديناميكي ة المس ار ال وظيفي ،ففي الواق ع قدرة المؤسس ة على إدارة
موارده ا البش رية بفعالي ة تتوق ف على ق دراتها على فهم الحاج ات الوظيفي ة للف رد ومس اعدته على إدارة
مساره الوظيفي بفعالية.5
اختي ار الم وارد البش رية :تب دأ إدارة الم وارد البش رية باالس تقطاب واالختي ار والتكي ف -
االجتماعي الفعال للفرد الجديد وتحتاج المؤسسة إلى االهتمام بتحديد وعاء من األفراد المؤهلين
الموهوبين واختيار وتعيين أفضل فرد في العمل ،والذي يكون هناك احتماالت أكبر اإلسهام في
التنمية ،ولكي تحقق المؤسسة هذه المهام البد وأن تتفهم المسارات الوظيفية التي تقدمها والتي
تتواف ق م ع أه دافها وتوقعاته ا ،عالوة على ذل ك عليه ا أن تس اعد األف راد على فهم وظ ائفهم
وتقدير قيمة الثقافة التنظيمية.
تنمي ة واس تخدام الم وارد البش رية :عن دما يك ون وض ع الف رد في المؤسس ة ال يتناس ب م ع -
مؤهالته أو ميوله يصيبه اإلحباط نتيجة عدم وجود فرص لنموه ،فيصبح الفرد عبئا والتزاما
على المؤسس ة ،وه ذا من خالل أدائ ه الض عيف ،ل ذلك فان ه ومن مص لحة المؤسس ة أن تس اعد
أفراده ا على إدارة مس اراتهم الوظيفي ة ،وعالوة على ذل ك ولكي تس اعد وت دعم أداء وتنمي ة
الم وارد البش رية ،عليه ا أن تفهم المه ام الحرج ة ال تي تواج ه األف راد في المراح ل المختلف ة
لمساراتهم الوظيفية ،وضمان الحركة المؤسسة للموارد البشرية لشغل المراكز الشاغرة فالترقية
والمعاش والنقل وإ نهاء الخدمة لبعض العناصر الرئيسية في المستويات العليا ،تحدد سلسلة من
ف رص الح راك للمس تويات األق ل ،حيث أن ك ل ف راغ وظيفي يش غل من ال داخل ،يخل ق مراك ز
شاغرة أخرى بالمؤسسة ،لذلك يتطلب التدفق المنتظم للموارد البشرية لديهم الخبرات المتطورة
الض رورية لتحم ل مس ئولية أك بر ،كم ا يجب على المؤسس ة فهم الديناميكي ة ال تي تتخ ذ بم ا
5
رواية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص340
4
الق رارات المهني ة ،وأن تك ون على علم باالهتمام ات المهني ة للف رد ح تى تتجنب الخط أ في
تقديراتها وحساباتها الحتياجات الموارد البشرية.
توافر المه ارات والم واهب :ويقص د ب ه توف ير معلوم ات عن ق درات وطموح ات األف راد بحيث -
يمكن وض ع الف رد المناس ب في مكان ه المناس ب ،لتحقي ق التواف ق بين االحتياج ات التنظيمي ة
واإلمكانيات الفردية.
تحسين الصورة الذهنية للمؤسسة كمنظمة تسعى جاهدة لتحسين أنشطتها وعمليا -
االستقطاب :ونعني به تدعيم جاذبية المناخ التنظيمي كمكان يسعى األفراد الموهوبين للعمل به. -
توض يح األه داف :ويع ني العم ل على مس اعدة الم ديرين والمش رفين على توض يح األه داف -
التنظيمية على مستوى الوحدات وكيفية توافقها مع مهام األفراد.6
تقييم األداء :يس اهم المس ار ال وظيفي في القي ام بعملي ات تق ييم األداء على أس اس أس اليب عادل ة -
مثل الكفاءة والمهارة ومدى االستعداد وليس على أساس معايير غير موضوعية مثل الجنس،
السن ،العمر ،ومن ثم توضيح نقاط القوة والضعف في أداء الفرد.
إدارة الرس وب أو الجم ود ال وظيفي :في حال ة وج ود ع دد كب ير من المرش حين لمراك ز معين ة -
بدرجة تفوق عدد المراكز المتاحة للترقي للمديرين واألفراد اآلخرين ،يصبح كثير من األفراد
راس بين وظيفي ا في المراح ل المهني ة األولى ،أي أن احتم ال بق ائهم في وظ ائف تق دم ف رص
محدودة للترقي ،ويمثل هذا الموقف تحدي بالنسبة لمؤسسة تسعى للحفاظ على مستوى عالي
من إنتاجية أفرادها بتقليل معدل دوران العمل العالي مثال أو نسبة الغيابات التي يمكن أن تسبب
مش اكل انخف اض معنوي ات األف راد ال ذين ي دركون ع دم وج ود ف رص كب يرة أم امهم لل ترقي في
العمل ،وذلك لن يكون إال بفهم المسار الوظيفي لكل فرد في المنظمة .7
الدافعية :إن إثارة دافعية الفرد للعمل بفعالية متوقف على مدى إدراكه بأن البيئة ومناخ عمله -
يقدم له فرص النمو والتحدي والمسئولية المشتركة للمؤسسة ،لتحقيق النمو الشخصي.
وباختصار وكما هو واضح فان المسار الوظيفي يعتبر بمثابة الرسالة التي تضفي قيمة أكبر األنشطة
الموارد البشرية داخل المؤسسة ،فبدون تحقيق هذه العالقة المترابطة بين أنشطة الموارد البشرية ،فان
االتصال بين برامج المؤسسة واألفراد سينعدم.
6
أحمد ماهر ،دليلك إلى تخطيط وتطوير المستقبل الوظيفي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1995 ،ص16
7
رواية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص342
5
المطلب الثاني :خصائص المسار الوظيفي.
8
من خالل تعريف المسار الوظيفي يمكن أن نستخلص الخصائص التالية:
على الفرد أن يرسم المسار الذي من خالله يرى مستقبله الوظيفي على أن يكون ذلك مقرونا -1
بالمهارات التي تؤهله لذلك.
على الفرد تأهيل نفسه وتحسين القدرات والمهارات والصفات التي تؤهله لشغل الوظيفة التي -2
يدفع المنظمة لتوفيرها له لشغلها.
المسار الوظيفي يقوم على أساس مسؤولية المؤسسة إليجاد الوظيفة المناسبة للفرد وفق قدراته -3
ومهاراته وصفاته ،وقيئة محيط العمل االستثمار ما لدى الفرد من مهارات.
لوضع المسار الوظيفي يستلزم أن تمارس المنظمة من الممارسات التنظيمية واإلدارية في -4
مجاالت االختيار والتعيين والتأهيل واإلدخال إلى العمل والتدريب والترقية والنقل وإ نهاء
الخدمة وكذلك قرارات اإلشراف واالنتداب وغيرها من مجاالت حركة التوظيف بما يتفق
والمسار الوظيفي لكل فرد بناء على قدراته وكفاءته.
8
عمر وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة -بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،2005ص .546
6
المطلب الثالث :أهداف المسار الوظيفي.
9
هناك عدة أهداف المسار الوظيفي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
"إن األفراد يتغيرون بمرور الزمن ،ومن الطبيعي أن تتغير احتياجاتهم واهتماماتهم وفقا لذلك
بالمثل ،فان المؤسسات تغير من اتجاهاتها ومن ثم تعدل استراتيجياتها لتحقيق التوافق مع هذه
التغيرات ،وعليه إذا كان وجود األهداف يعتبر ضروريا ،فان إظهار قدر من المرونة بشأن
كيفية تحقيقها يعتبر متطلبا لتحقيق الفعالية والنجاح ،وذلك من خالل المسار الوظيفي الذي
يسمح بالتوفيق بين االحتياجات التنظيمية والفردية بالطريقة التي تساهم في تحقيق رضا
العاملين وتحقيق األهداف االستراتيجية للمؤسسة في ذات الوقت .
يساهم المسار الوظيفي في تقويم قدرات األفراد ومهاراتهم ،وبالرغم من أن نظام تقارير
األداء يمكن أن يعطي بعض المعلومات المفيدة في هذا المجال ،إال أن ما يشوب هذه التقارير
من أوجه قصور بسبب بعض نواحي التحيز وعدم الموضوعية ،جعل الكثير من المؤسسات
تفكر في أساليب علمية أخرى للتقويم الموضوعي يمكن االستفادة منها.
تطوير سياسات إدارة الموارد البشرية المطبقة حاليا في المؤسسة ،ذلك أن تصميم برنامج
متكامل لتنمية المسارات الوظيفية يحتاج إلى إدخال بعض التعديالت على السياسات الحالية
للموارد البشرية أو وضع سياسات جديدة خاصة في مجاالت النقل ،الترقية ،التحفيز ،التدريب
والتقييم لضمان نجاح البرنامج.10
تحقيق التنسيق والتكامل في نظام الموارد البشرية بالمؤسسة ،حيث يضمن التخطيط الفعال
للمسارات الوظيفية لألفراد التعامل مع كافة وظائف إدارة الموارد البشرية وفق مدخل النظم،
حيث يتعذر االستفادة من مزايا تخطيط المسار الوظيفي دون وجود ممارسات إدارية سليمة
في مجاالت إنشاء فرص عمل والبحث عن الكفاءات المتميزة ،ووضع نظم ولوائح مرنة
وموضوعية األعمال التعيين والرواتب والمكافآت وغيرها من سياسات التوظيف واستثمار
الموارد البشرية.
9أحمد ماهر ،دليلك لتخطيط وتطوير المستقبل الوظيفي ،مرجع سابق ،ص.16
- 10صالح عبد الباقي ،السلوك الفعال في المنظمات 9،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2002 ،ص297
7
يهدف الفرد أساسا من تخطيط مساره لتحقيق التوازن الصحيح بين الوظيفة والمؤسسة والعائلة
واألصدقاء واالستمتاع بالحياة وأيضا تحقيق الوضع االجتماعي المرموق الذي يحصل عليها
من خالل أعمال تخرج عن نطاق وظيفته.
من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحليل ومناقشة المسارات الوظيفية هو النظر إليها باعتبارها عملية
متعددة المراحل ،وبالتالي فان التقدم من نقطة االستكشاف ثم البحث الوظيفي ،ثم االستقرار الوظيفي،
وأخيرا ترك الوظيفة ،تمثل مراحل طبيعية في حياة كل منا ،ويتفق الباحثون على وجود أربع مراحل
متميزة يمر بها الفرد في حياته الوظيفية هي 11:االستكشاف ،التأسيس ،الحفاظ أو الصيانة ،وأخيرا ترك
الوظيفة وفيما يلي شرحا لمراحل المسار الوظيفي.
تبدأ هذه المرحلة بعد تعيين الموظف في المؤسسة مباشرة ،حيث يخضع خاللها إلى فترة تجربة
وتأهي ل ،وه و هن ا يت أثر باستكش افه لذات ه من حيث ميول ه وقدرات ه وم ا يقول ه أو يش ير ب ه أقارب ه
وأص دقاءه وأس اتذته ،وم ا ي راه في األفالم الس ينمائية والمسلس الت التلفزيوني ة ،األم ر ال ذي ي ؤدي
لتضيف اختياراته أو جعلها أكثر تحديدا ،ويضعها في اتجاه واحد.
في بداية مرحلة االستكشاف وبعد انتهاء تأهيل الفرد وتجربته في عدة وظائف وتقييم أدائه فيها ،يكون
باإلمك ان اكتش اف م ا لدي ه وم ا أص بح يمتل ك من مه ارات ومع ارف ،وتحدي د قدرات ه ،واهتمامات ه،
وتفض يالته وميوالت ه ،حيث في ض وء ه ذه االكتش افات يمكن تحدي د الوظ ائف المحتمل ة ال تي يمكن أن
يشغلها في المستقبل ،والتي تحدد مسار مستقبله الوظيفي ،مع تحديد المساعدات التدريبية والتنموية التي
هو بحاجة إليها ،ليتدرج وينتقل إلى هذه الوظائف ويصل إلى نهاية مسارها
11
عمر وصفي عقيلي ،مرجع سابق ،ص558
8
بانتهاء المرحلة التحضيرية السابقة ،يكون الموظف قد اكتسب خاللها مهارات ومعارف متنوعة،
ورس م مس ار مس تقبله ال وظيفي في ض وء تق ييم إمكانيات ه ال تي ح ددت في مرحل ة االستكش اف في
مرحلة التأسيس هذه يوضع الفرد على بداية الطريق أي بداية مساره الذي سيكمل خالله مشوار
حياته الوظيفية المستقبلية في المؤسسة.
فيعرف الوظائف التي سيتدرج فيها وينتقل إليها عبر مسيرته العملية وفي هذه المرحلة المفروض أن
يتصف الموظف بصفتين أساسيتين هما االستقاللية واالعتماد على النفس ،القدرة على المساهمة الفعالة
في العمل وبما أن الفرد يتصف بهاتين الصفتين ،كنظم له حركة دوران الوظيفي ينتقل خاللها بين عدة
وظائف الكتساب المزيد من المهارات والمعارف ،ويخضع لتدريب وتنمية مستمرة ،ليتمكن من تحقيق
مساره الوظيفي المستقبلي .
في ه ذه المرحل ة يف ترض أن يك ون الموظ ف ق د وص ل إلى مرحل ة النض وج حيث نتيج ة ممارس ة
لعدة وظائف ،وحضوره لبرامج تدريب وتنمية متنوعة ولفترة طويلة من الزمن ،يكون قد وصل
إلى حص يلة تراكمي ة من المه ارات والخ برات والمع ارف تؤهل ه األن يك ون :م دربا ،ومط ورا،
موجها ،يسهم في تشكيل ورسم سياسة المؤسسة ،قادر على تفويض السلطة لآلخرين ،وبالرغم من
ذلك نجد الفرد في هذه المرحلة أمام ثالث مسارات متميزة ومنفصلة تماما وهي:
االستمرار في المسار الوظيفي بنفس المستوى الذي أنسی به مرحلة التأسيس ،وال يعتبر ذلك
سهال حيث يحتاج إلى مزيد من جهد الفرد أوال ومن المؤسسة التي يعمل
الركود وفي هذه المرحلة يبدأ الفرد نهاية مساره الوظيفي مبكرا ،وربما أدى ذلك إلى فقده
وظيفته.
التقدم في المسار الوظيفي إلى أعلى عن طريق الترقية وقد يستلزم ذلك البحث عن وظيفة
جديدة ذات مستوى أعلى حتى ولو خارج المؤسسة.
مرحلة االنفصال الوظيفي: .4
هذه هي المرحلة األخيرة في المسار الوظيفي ،وهي مرحلة االستعداد للتقاعد ،وتكون صعبة على
كل فرد ،وقد تكون أص عب على هؤالء ال ذين حققوا نجاح ا مستمرا في المراح ل السابقة ،إذ ح ان
9
وقت التقاع د بع د عق ود من األداء الن اجح واإلنج از أم ا بالنس بة لمن ك ان أداؤهم فق يرا أو متواض عا
متناقصا عبر سنوات الحياة العملية ،فقد يسعدون بنهاية المسار .
في النهاي ة نش ير أن دورة حي اة الموظ ف تختل ف من موظ ف ألخ ر وخاص ة ف ترة المحافظ ة ،فبعض
الموظفين نجدهم خالل فترة المحافظة يتقدمون و يتطورون باستمرار ،في حين أخرون ال يتقدمون وال
يتطورون بل يحافظون على ما اكتسبوه في مرحلة التأسيس ،وبعضهم ولضعف إمكاناتهم كما ذكرنا
سابقا يتراجع وينحدر بانتهاء مرحلة التأسيس.
تحكم نجاح أو فشل الفرد في المراحل المختلفة من مساره الوظيفي العديد من العناصر ،وسوف
12
نتعرض لبعض منها وذلك حسب اختالفها من مرحلة إلى أخرى خالل المسار الوظيفي للفرد
أوال :العناصر المرتبطة ببداية المسار الوظيفي :بداية المسار الوظيفي هي بداية المسار عند مزاولة
الفرد ألول وظيفة له وتعرضه ألول خبرات وتحارب وظيفية بها ،يقابل الفرد مجموعة من الصعوبات
والمشاكل منها:
الطموح العالي وعدم مطابقته مع الواقع :إن بداية أي فرد في مساره الوظيفي تكون لديه
مجموعة من الطموحات يأمل أن يحققها ،وقد يفشل في ذلك رغم ما يتوفر لديه من إمكانيات
تحقق له ذلك الطموح ،فتكون النتيجة أحيانا مخيبة لآلمال.
الوظيفة األولى بدون أهمية :يصطدم الكثير من األفراد في أولى وظائفهم بسبب عدم مطابقتها
مع توقعاتهم وانخفاض أهميتها ،وما يعقد المشكلة هو أن الشخص يبني آماال تفوق الواقع وفي
نفس الوقت ال يعطي المديرين باال إلى أن الشباب لديهم طاقات يمكن استغاللها الوتم توفير
وظائف وأعمال بها درجة من التحدي ،وتوفر اإلمكانات والسلطات التي تطلق إمكانياتهم.
عدم النضج الشخصي :عدم الخبرة الكافية التي يتميز بها األفراد في بداية مسارهم الوظيفي
لتحمل المسئوليات الكبيرة ،كما أنهم غير ماهرين في العالقات االجتماعية والشخصية مع
اآلخرين ،وهي أمور كلها مطلوبة للنجاح في العمل.
12
أحمد ماهر ،المرجع السابق ،ص .41
10
انخفاض الجانب العملي :يحتاج الموظفون الجدد إلى أن يتعلموا كثيرا التطبيق وذلك ألنهم
يتميزون بالنظري ،وأن ما تعلموه يحتاج إلى بعض التكيف حتى يتم تطبيقه.
عدم تبليغ الفرد بتقييم أداءه :إبالغ الموظف الجديد باستمرار معلومات عن تقدمه في األداء
واإلنجاز ،وما إذا كان أداءه جيدا أم أنه يحتاج إلى تطوير وتعديل وتدريب وتوجيه إضافي.
ال رئيس المباش ر س يء :تجاه ل ال رئيس الت ام للموظ ف الجدي د وع دم توجيه ه ،وإ همال ه في
إعط اءه التعليم ات الالزم ة ،وع دم تحف يزه وع دم نص حه وإ رش اده أث ر س لبي على الموظ ف
الجديد.
مشاكل مع الزمالء :يمارس الزمالء مع الموظف الجديد بعض الخدع والحيل ،إلثبات أقدميتهم
وأحقيتهم في الوظيفة ،أو ربما لغرض النفوذ عليه ،بينما يحتاج الموظف الجديد إلى كل زميل
ناصح أمين يرشده إلى الطريق السليم.
وتتميز هذه المرحلة بالتغيرات في محيط العمل نفسه والتي تساهم في تفاقم أزمة منتصف العمر والتي
يمكن تحديدها فيما يلي:
11
بعض األف راد يعت برون أن مس تقبلهم ال وظيفي ه و حي اتهم وبالت الي يص بح ال وقت عنص ر ح رج )1
ثمين جدا.
الخوف الهزيمة مع تزايد الضغوط ،تصبح الحاجة للنجاح ملحة جدا . )2
تزاي د االعتمادي ة ،فنظ را لتعق د األعم ال يض طر الم دير لالعتم اد على فري ق من المستش ارين )3
الفنيين والمساعدين.
يقضي الفرد معظم حياته في شق طريقه إلى القمة أو المدافعة عن هذه القمة ،وهذا يعني البقاء )4
في حالة طوارئ مستمرة مما يسبب ضغط شديد على األعصاب.
نظرا لتزايد تقدير المجتمع للشباب فان النجاح الذي حققه خالل منتصف العمل يشوبه الشعور )5
بتقدم العمر.
تتميز هذه المرحلة بتحول الفرد من شخص عامل إلى شخص متقاعد ،وبما أن العمل هو جزء هام من
كي ان الم رء ،وخاص ة بالنس بة لألش خاص من ذوي الوظ ائف العلي ا ف إن التقاع د ي ؤدي إلى ش عوره ب أن
جزءا منه قد ضاع ،ولكن من ناحية أخرى فان التقاعد يمكن أن يعني الهروب من وظيفة محبطة ومن
العم ل الص عب والش اق ،والحري ة لعم ل أش ياء لم يكن لدي ه وقت للقي ام بمه ا ،وربم ا يع ني اله روب من
ضغوط كثيرة جدا ،إن التقاعد يتطلب تغيير العادات،
وتغيير التصور الذاتي الذي كان ثابت نسبيا على مدى فترة طويلة باعتبار أن العمل يحقق للفرد العديد
من األهداف في السابق ومن بينها:
يعطي الفرد الفرصة لكي يربط نفسه بالمجتمع ،وان يسهم في المجتمع أو أن يرى نفسه على
أنه شخص مساهم في المجتمع.
يساعد الفرد على دعم وتوطيد منزلته واحترام الذات.
إبعاد األفكار ومشاعر الوحدة والعزلة.
يق دم المج ال لكي يحق ق الف رد ذات ه وشخص ه ومواجه ة األه داف ال تي ي رى اآلخ رون أنه ا ذات
قيمة وتستحق المدح.
12
ولع ل أهم م ا يص ور أهمي ة العم ل في حي اة الف رد ه و أن ه يق دم العائ د االقتص ادي ال ذي يعت بر
الوسيلة القتناء الحاجات أي أن العمل هو أداة للبقاء.
وفي األخير وللتخلص من هذه الصعوبات التي تالقي الفرد في مساره الوظيفي البد من تخطيط وتنمية
الطموحات الوظيفية واإلمكانات الفردية للسعي إلى مستقبل أفضل ،وان يطلع على نقاط قوته وضعفه،
وان يتزود بالعلم ويبحث عن الوظائف ،وأن يتدرب لكي يحقق األفضل .
الخاتمة:
من خالل ما سبق يتبين في وقتنا الحالي نجاح المنظمة يتوقف على االستخدام األمثل إلجراءات مراحل
تسيير المسار الوظيفي للعاملين ،فهي أساس ثروتها ومصدر تميزها باعتباره أهم مورد تملكه المنظمة
والذي تعتمد على تنفيذ أنشطتها وبرامجها وتحقيق أهدافها ،لسيما في ظل التطورات الجديدة في بيئة
العمل مما أدى إلى زيادة االهتمام بكيفية تسيير مساره الوظيفي من طرف إدارة الموارد البشرية ألنها
وظيفة أساسية لها ،نظرا مال تحققه هذه العملية من توافق وتطابق بين األفراد من جهة وبين الوظائف
التي يقلدونها من ناحية أخرى مما يضمن االستغالل والتحكم األمثل للمورد البشري باستثمار قدراته
وطاقاته وتوظيفها في مجاالت العمل األنسب له أي بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،كما
تهتم بتكوينهم وإ عدادهم لتقبل أي تغير في طرق اإلنتاج بالمؤسسة وتحديدها أتفضل نظام التحفيز ،مما
يزيد إخالصهم ووالءهم للمنظمة وشعورهم باالنتماء اليها ورضاهم الوظيفي وزيادة فاعلية واألداء
13
قائمة المراجع.
باسم غدير وهيثم عمران..دراسة العالقة بين إدارة المسار الوظيفي وااللتزام التنظيمي،
مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ،المجلد ،31العدد.2015، 4
صالح الدين البيتي.،أثر تطوير المسار الوظيفي في رضا الوظيفي دراسة ميدانية في عدد
جامعات األردنية ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و والقانونية .المجلد .20العدد ،2
.2004
راوية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية2002 ،
.2001-
أحمد ماهر ،دليلك إلى تخطيط وتطوير المستقبل الوظيفي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،
1995
عمر وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة -بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر
والتوزيع ،األردن.2005
14
15
[Texte]
16