You are on page 1of 13

‫وزارة التعليم العالـــــــي و البحث العلمــي‬

‫جامعة المسيلة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية والتسير‬
‫الفوج‪:‬‬
‫‪B2‬‬
‫الفصيلة‪2:‬‬

‫المدرسة الطبيعية‬

‫تحت إشراف االستاذة‪:‬‬


‫‪°‬بن سالم امال‬ ‫من اعداد الطالب ‪:‬‬
‫بن زاهية عبدالصمد‬
‫بورزق عبير‬
‫‪- 2020‬‬ ‫السنة الجامعية‬ ‫رحلي شيماء‬
‫‪20212‬‬

‫‪1‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة وتمهيد‬
‫طرح الفرضيات‬
‫المبحث ‪ 1‬ماهية المدرسة الطبيعية‬
‫تعريف المدرسة الطبيعية‬ ‫‪‬‬
‫تطور المدرسة‬ ‫‪‬‬
‫اهداف المدرسة‬‫‪‬‬
‫المبحث‪ 2‬رواد المدرسة ومساهمتها‬
‫رواد المدرسة الطبيعية‬ ‫‪‬‬
‫مساهمات المدرسة الطبيعية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث‪3‬‬
‫خصائص مدراسةواعتقادها‬ ‫‪‬‬
‫ايجابيات واثر المدرسة‬ ‫‪‬‬
‫سلبياتهاوانتقاداتها‬ ‫‪‬‬
‫الخاتمة وقائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫التمهيد والمقدمة‬
‫في تاريخ الفكر الاقتصادي‪ ،‬تعد مدرسة‬
‫الفكر الاقتصاديعبارة عن مجموعة من‬
‫المفكرين الاقتصاديين الذين يشاركون أو‬
‫يشاركون وجهة نظر مشتركة حول طريقة‬
‫عملالاقتصادات ‪ .‬في حين‬
‫دائما مع‬
‫ً‬ ‫أن الاقتصاديين لا يتناسبون‬
‫مدارس معينة‪ ،‬وخاصة في العصر الحديث‪،‬‬
‫فإن تصنيف الاقتصاديين في مدارس‬
‫فكرية أمر شائع‪ .‬ومن بينهم مدرسة الطبيعية‬
‫ونتطرق من خالل هذا البحث عن ماهية مدرسة‬
‫الطبيعية وابرز مسهمات ونظريات ورواد هذه‬
‫المدرسة ومن خالل هذا يحق لنا طرح التساؤل ماهي‬
‫مدرسة طبيعية وما اهم روادها ومساهمتها في الفكر‬
‫اإلقتصادي ؟؟‬

‫‪3‬‬
‫الفرضيات‬

‫‪ ‬المدرسة الطبيعية اول من قال بفكرة وجود قوانيين ترعى‬


‫الشؤون االقتصادية ‪.‬ولهذه النقطة أهمية كبيرة تجعل من‬
‫الطبيعين أول من أعطي لالقتصاد صفة العلم‬

‫‪ ‬انا المدرسة الطبيعية من أهم المدارس االقتصادية التي يعتمد‬


‫عليها اقتصاد الدولة حيث تعتبر القاعدة االساسية ألنها أقدم‬
‫نشأة حيث ظهرت في القرن ‪18‬‬

‫‪ ‬المدرسة الطبيعية فكر اقتصادي عظيم جاء بمبادئ قوية في‬


‫اإلقتصاد القديم وتطور هدا الفكر بفضل رواده وقام‬
‫الطبيعيون بانشاء العديد من النظريات في االقتصاد‬

‫‪4‬‬
‫المبحث‪1‬‬

‫المطلب‪: 1‬تعريف المدرسة الطبيعية‬


‫‪ .1the physiocrats:‬المدرسة الطبيعية‬
‫المدرسة الطبيعية فكر اقتصادي ظهر مع منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬منتقدا‬
‫لما جاءت به المدرسة التجارية‪ ،‬ومعارضا لمبادئها في أن التجارة هي‬
‫والوسيلة الوحيدة لخلق الثروة ورافضتا لتدخل الدولة في تنظيم االقتصاد‪.‬‬
‫فهذا القصور في تحديد القيمة والثروة‪ ،‬وتزامنا مع ظهور الثورة الصناعية‬
‫األولى في أوروبا‪ ،‬انبثقت أفكار تساير التطور التقني والعلمي محاولتا‬
‫إعطاء تفسيرات علمية وألول مرة حول خلق الثروة في االقتصاد‪ ،‬رغم‬
‫بساطة هذه التفسيرات إال أنها االسهام األول في بناء الفكر االقتصادي‬
‫الحديث‪ ،‬مبتعدتا عن الطرق الفلسفية لمحاولة فهم العالقات االقتصادية‪.‬‬

‫ظهر هذا الفكر أساسا في فرنسا ثم امتد إلى إنجلترا‪ ،‬حيث بحث أساسا في‬
‫كيفية زيادة رفاهية المجتمع‪ ،‬وخلص لمجموعة من المبادئ تتمثل في‬
‫ضرورة الملكية الخاصة التي تحقق منفعة األفراد‪ ،‬في إطار الحرية التي‬

‫‪5‬‬
‫تسمح بتحقق مبدأ المنافسة‪ ،‬حيث أن النظام الطبيعي حسبهم يتبع قوانين ثابتة‬
‫مطلقة‪ ،‬أطلقوا عليها تسمية القانون االالهي‪.‬‬

‫المطلب‪: 2‬تطور المدرسة الطبيعية‬

‫وقد حدث تطور كبير سبق ظهور آراء الطبيعيين فمن الناحية الفكرية‬
‫انتشرت فكرة القانون الطبيعي التي كانت تستمد اصولها من آراء اريسطو‬
‫ثم انتقلت الى القانون الروماني ثم الى المدرسين في العصور الوسطى‬
‫‪.‬وقد كانت هذه الفكرة مطبقة قبل عصر الطبيعين في العلوم الطبيعية على‬
‫وجه الخصوص ولكن تطبيقها لم يكن قد انتشر بعد في العلوم االجتماعية‬
‫أما من الناحية االقتصادية فإن تطبيق مبادئ التجاريين خالل ثالثة قرون‬
‫قد خلف أثار سيئة كان لها رد فعل قوي في الفكر اإلقتصادي عند‬
‫الطبيعين فقد كان تطبيق السياسة االقتصادية للتجاريبن مدعاة إلى تدهور‬
‫حال المزارعين نتيجة لتدني وانخفاض دخولهم بسبب الحفاظ على اسعار‬
‫المنتجات الزراعية عند مستوى منخفض بهدف تشجيع الصناعة وتنمية‬
‫إنتاجها على حساب الزراعة‬

‫المطلب‪:3‬اهداف المدرسة الطبيعية‬


‫الحرية االقتصادية‬
‫يقول " دي نيمور"‪ " :‬إن الفيزيوقراطية هي علم القانون الطبيعي ‪ ،‬لكم ما‬
‫المقصود بالنظام الطبيعي؟ و ما هو تعريفه؟ كيف العمل للوصول إلى‬
‫معرفته؟ ما هي الطرق الواجب اتباعها لتطبيقه؟ "‬
‫تعريف النظام الطبيعي‬
‫اعتقد الطبيعيون في ضرورة وجود نظام طبيعي باعتباره‪" :‬نظاما مثاليا‬
‫يحقق التوافق بين المصالح المتعددة في المجتمع‬
‫‪ ،‬أو بأنه ‪":‬النظام الذي يؤمن الملكية و األمن و الحرية"‪ ،‬أو بصورة أدق‬
‫و أعمق "هو النظام الذي أراده هللا لسعادة البشر‪ ...‬هو النظام اإللهي"‪ ،‬و‬

‫‪6‬‬
‫أن القوانين التي ترعى هذا النظام هي "قوانين ال مرد لحكمها ألنها من‬
‫طبيعة البشر و األشياء و هي التعبير الحي عن إرادة هللا"‪ .‬و إذا ابتعد‬
‫الناس عن تطبيق هذه القوانين التي تحكم هذا النظام اإللهي فإنه بالضرورة‬
‫سيعرفون التعاسة و الحرمان‪.‬‬
‫و يتكون النظام الطبيعي من مجموعة أنظمة التي تحقق الرخاء للجماعة و‬
‫بما يساعد على ازدهار الزراعة‪ ،‬و يستند هذا النظام الطبيعي إلى فكرة‬
‫الملكية في صورها المتعددة‪ ،‬و يترتب على ذلك ضرورة احترام هذه‬
‫‪:‬الملكية باعتبارها جزء من النظام الطبيعي‪ ،‬و هي تشمل‬
‫‪-1‬الملكية الشخصية‪ :‬و هي حق الشخص في استغالل ملكاته الذهنية و‬
‫العضلية و الحصول على مقابل إنتاجه‪ ،‬أي الحق في الحرية ‪.‬‬
‫الملكية المنقولة‪ :‬و هي حق الشخص في ملكية ثمرة عمله‪2- .‬‬
‫الملكية العقارية‪ :‬و هي تتعلق بصفة خاصة بملكية األراضي الزراعية‪3-.‬‬
‫بناءا على مفهوم الحرية التي يكفلها النظام الطبيعي لألفراد‪ ،‬فمن حق‬
‫اإلنسان حسب الطبيعيين أن يملك ما يشاء و يختار المهنة التي يشاء‪،‬‬
‫باعتبار أن المصلحة الذاتية ال تتعارض مع المصلحة العامة‪ ،‬و يعود أصل‬
‫العبارة المشهورة " دعه يعمل دعه يمر إلى االقتصادي الفيزيوقراطي "‬
‫إلى "فانسون كورني"‪ ،‬و التي تبناها الحقا "آدم سميث" كأساس لفكره‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫أما الدولة أو الملك فليس له أي دور اقتصادي أو حق في التدخل في سير‬
‫التفاعالت االقتصادية‪ ،‬ألن القوانين التي تضعها اإلدارة تغير توازن‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬لذلك يرون أن دور الملك هو تأمين و حماية النظام‬
‫الطبيعي من خالل الدفاع عن الحرية كما نجدهم يصرون على ضرورة‬
‫تحرير التجارة الخارجية و الداخلية‪ ،‬و تفسير ذلك أن حرية التجارة تكفل‬
‫للزارع زيادة دخله‪ ،‬ألن فرنسا كانـت قادرة على تصــدير المنتجات‬
‫الزراعية‪ ،‬و بالتالي زيادة دخول العمال الزراعيين مع اتساع األسواق‬
‫أمامهم‬
‫‪ -‬كيف يتم التعرف قوانين النظام الطبيعي؟‬

‫‪7‬‬
‫يعتقد الطبيعيون أن هذا النظام و قوانينه يكتشفان بـ"البداهة"‪ ،‬فبالعقل نصل‬
‫إلى هذه الحقيقة‪ ،‬يقول "ليرسييه" ‪":‬بأن البداهة هي التي توفق بين المنفعة‬
‫الشخصية و النفع العام من جهة و بين العدالة من جهة أخرى‪ ،‬بأنها هي‬
‫التي تضمن اتفاق المصالح بين السلطة و األمة‪ ،‬و هي التي تسمح و‬
‫تفرض على اإلنسان االنصياع ألوامر هذا النظام الطبيعي"‬
‫فكرة القانون؟‬
‫كانت المدرسة الفيزيوقراطية أول من قال بفكرة وجود قوانين ترعى‬
‫الشؤون االقتصادية‪ ،‬فبالرغم من إرجاعها هذه القوانين إلى القدرة اإللهية‪.‬‬
‫و لهذه النقطة أهمية كبيرة تجعل من الطبيعيين أول من أعطى لالقتصاد‬
‫صفة العلم الباحث عن القوانين التي تنظم شؤونــه‪ .‬و حددت بذلك منهج و‬
‫حدود البحث لدى المدارس التي تلتها‪ ،‬الكالسيكية و الماركسية‬

‫المبحث‪2‬‬

‫المطلب‪:1‬رواد المدرسة الطبيعية‬

‫يعتبر فرانسوا كينيه مؤسس المدرسة الفيزيوقراطية و اعتبر‬


‫ان النظام الطبيعي بديل عن التدخلية في مذهب التجاريين ‪.‬وقد‬
‫تاثر بشكل كبير و مباشر بالنزعة العلمية و التجريبية و اتضحت‬
‫اكثر في نظريته االقتصادية بناءا على تشبيه العالقات االقتصادية‬
‫لألفراد داخل الدولة بالعالقات التي تحصل بين األعضاء المكونة‬
‫للجسم اإلنساني‪.‬كما يعود له الفضل في وضع اسس علم االقتصاد‬
‫الحديث بعد اصداره لكتابه الشهير "الجداول االقتصادية" سنة‬
‫‪ ،1750‬و هيمن على األفكار االقتصادية في فرنسا إلى غاية قيـام‬
‫الثورة الفرنسية ‪.1789‬وظهر الى جانب كينيه العديد من المفكرين‬
‫الذين عملوا على نشر االفكار الفيزيوقراطية و تطويرها منهم‬

‫‪8‬‬
‫دي نيمور ) ‪( Dupont de Nemours‬‬
‫مرسييه دي الفيير ) ‪( Mercier de la Riviere‬‬
‫ميرابو ) ‪( Mirabeau‬و له كتاب الفلسفة الريفية ‪1763‬‬
‫تروسن و له كتاب المصلحة االجتماعية ‪1777‬‬

‫المطلب‪ :2‬مساهمات المدرسة‬


‫الطبيعية‬
‫أثبت الطبيعيون من خالل طريقتهم في التحليل االقتصادي تفوقا و تميزا‬
‫عن باقي المدارس و االتجاهات التي سبقتهم‪ ،‬فمن خالل اعتمـادهم على‬
‫المنهج التجــريبي‪ ،‬و تحديد مهمة الباحث في اكتشاف القوانين الموضوعية‬
‫التي تحكم التفاعالت االقتصادية‪ ،‬ساهموا في بلورة مالمح علم القتصاد‬
‫السياسي‪ ،‬بل يذهب البعض –كما سلف الذكر‪ ،‬إلى اعتبار فرانسوا كينيه‬
‫مؤسس علم االقتصاد السياسي الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬و تبقى فكرة القوانين أهم ما جاء به الطبيعيون‪ ،‬ألنهم حرروا بذلك‬
‫البحث االقتصادي من أحضان الفلسفة و األخالق و الفكر الديني الكنسي‪.‬و‬
‫بينوا كيف أن الظواهر االقتصادية كغيرها من الظواهر الطبيعية األخرى‬
‫تحكمها قوانين موضوعية ينبغي على الباحث العمل على اكتشافها‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن نظرية كيناي حول دوران الناتج الصافي اعتبرت من أهم‬
‫األعمال التنظيرية للطبيعيين‪ ،‬نظرا إلى ما قدمته هذه النظرية من إضافة‬
‫في أدوات التحليل‪ ،‬بحيث اعتبرت أول بداية تحليلية لوضع نماذج للتوازن‬
‫العام لالقتصاد الوطني‪ ،‬و قد أدت هذه النماذج فيما بعد إلى وضع نماذج‬
‫"فالراس" و نماذج المنتج – المستخدم للتوازن لـ"يونتييف"‬
‫‪ -‬كما أن الطبيعيين كانوا السباقين إلى وضع أسس االقتصاد الليبرالي‬
‫الحر‪ ،‬من حرية و إقرار مبدأ الملكية الخاصة‪ ،‬و التي تعتبر من أهم‬
‫المبادئ التي قام على أساسها االقتصاد و الفكر الكالسيكي لـ"آدم سميث‬

‫‪9‬‬
‫المبحث‪3‬‬

‫المطلب‪: 1‬خصائص ومؤهالت المدرسة‬


‫ان االمكانيات الهائلة والقدرة الكبيرة المتواجدة في فرنسا لم يحالف قادتها الحظ‬
‫في استغاللها كما حصل في انكلترا حيث ان سياسة المركنتالية أخذت على عاتقها‬
‫وبقيادة كولبيرت انتهاج اسلوب السياسة الصناعية في فرنسا ولم يحالفه الحظ‬
‫وتركت آثار على مختلف المستويات فعلى المستوى االقتصادي خرج النشاط‬
‫الزراعي عن االنتاج وبقي له دور هامشي (الحاجة المحلية) ووقع ضحية متعمدة‬
‫من كولبيرت لحساب البضاعة ثم لم تطبق النظم لتسير التجارة والصناعة كما‬
‫ينبغي وبهذا االمر يمكن القول تقلص النشاط الزراعي بشكل مفتعل ‪ ،‬ووقع ضحية‬
‫متعمدة لحساب الصناعة(‪ )3‬ف َجر ذلك الى انخفاض سعر المنتجات الزراعية والى‬
‫اهمال العدد الكبير من االراضي المزروعة وتعرقلت هجرة العمال الزراعيين نحو‬
‫المدن وزادت الجمارك الداخلية واصبح تداول الحبوب يقتصر على التجارة‬
‫الداخلية بين المدن في الداخل واصبحت االنظمة الموضوعة غير مرضية مثل تقييد‬
‫االجور من الصناعيين وامور كثيرة لتسير البالد نحو التطور ‪ ،‬اما من الناحية‬
‫الفكرية فقد برزت الكثير من اآلراء التي ترفض هذه االمور وتميل نحو التحرر‬
‫وكان الشارع الفرنسي متقبل لما هو جديد نتيجة الوعي الذي يسود المجتمع‬
‫الفرنسي وتواجد االفكار الحرة التي تتقبل الجديد وحاول فالسفة الحقوق الطبيعية‬
‫تفسير االفكار الجديدة وفق المبادئ العامة المنبثقة من الطبيعة االنسانية ورأى‬
‫مونتسكيو وكوندارسه امكان تطبيق مجتمع متماشي مع القوانين الطبيعية فاقتبس‬
‫الطبيعيون من هذه اآلراء منهجا ً فطبقوه وكان زعيمهم طبيب شرح مذهبه بمقالة‬
‫عن الجدول االقتصادي ونشرها عام ‪1758‬م فتحلق حوله المركيز ميرابو‬
‫‪1791-1749‬م (*) (وهو ابو خطيب الثورة الفرنسية المشهور والذي يحمل‬
‫اللقب نفسه) فباركه في ذلك المفكرين الفرنسيين وطبقت مبادئه المذهبية على‬
‫السياسة االقتصادية وتزعم المذهب الطبيعي كما تزعم قبله كولبيرت التجاريين‬
‫سط آراء الطبيعيين وجعلها أكثر فهما ً وتقبالً (‪.)4‬‬
‫في فرنسا فب ّ‬
‫وبموجب هذه المعطيات ظهرت في منتصف القرن الثامن عشر طائفة من الكتاب‬
‫كان معظمهم من اصحاب االراضي الواسعة ‪ ،‬وقد كون هؤالء طبقة جديدة من‬
‫الرأسماليين الزراعيين ‪ ،‬وشن هجوما ً عنيفا ً على السياسات التجارية الكولبيرتية‬
‫ونادوا بالعودة الى الطبيعة وانتهجوا افكار جديدة اعطت األهمية الكبيرة للزراعة‬
‫وعدوها االساس في التقدم االقتصادي ‪ ،‬لقد تطورت اآلراء الطبيعية مع توركوت‬
‫واصبحت تسمى بالمدرسة الكالسيكية الفرنسية‬

‫‪10‬‬
‫المبحث‪ :2.‬ايجابيات واثر المدرسة الطبيعية‬
‫انتقد آدم سميث في قصرهم اإلنتاج الصافي على الزراعة فقد ميّز نفسه بين األعمال المنتجة‬
‫واألعمال غير المنتجة‪ .‬وهذه التفرقة ال تعدو أن تكون أثرا تركه الطبيعيون على الفكر الالحق‬
‫وهو التمييز في األعمال بين ما هو منتج وما هو غير منتج‪ ،‬وكذلك عند ماركس فكرة اإلنتاج‬
‫هي أثر من آثار الطبيعيين للتفرقة بين األنشطة المنتجة والغير المنتجة‪ .‬وقد حظى الطبيعيون‬
‫بتقدير بالغ من المفكرين المعاصرين‪،‬حيث اعتبر شومبيتير أن كيناي واحد من أكبر العقول‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫وبهذا نكون قد ختمنا المدرسة الطبيعية في االقتصاد‪ ،‬وفي المقالة القادمة سندخل بالمدرسة‬
‫التقليدية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر‬
‫المبحث‪:3‬سلبيات وانتقادات المدرسة الطبيعية‬

‫بالرغم من إسهامات الطبيعيين في جعل االقتصاد كعلم و معرفة منظمة‬


‫يخطوا خطوات هامة و حاسمة نحو األمام‪ ،‬غير أن أعمالهم شابتها بعض‬
‫‪:‬النقائص‪ ،‬التي فتحت بابا واسعا لالنتقادات‪ ،‬و أهمها‬
‫‪ -‬بالرغم من ادعاء الطبيعيين الموضوعية في أبحاثهم غير أنهم لم يخفوا‬
‫بعدا اجتماعيا و ذاتيا في نظرياتهم االقتصادية‪ ،‬فمنتقديهم يعتقدون أن‬
‫الطبيعيين عكفوا على إعطاء الزراعة أهمية كبيرة مقارنة بباقي األنشطة‬
‫األخرى ليس ألنها النشاط االقتصادي المنتج الوحيد فقط بل أس السبب في‬
‫ذلك هو رغبتهم في تبرير دخل للمالك العقاريين الذي يحصلون عليه دون‬
‫عمل من جانبهم‬
‫‪ -‬كما ان نظريتهم حول القيمة يشوبها الغموض و الخطأ‪ ،‬فنظرا لكون‬
‫الطبيعيين فشلوا في الوصول إلى فكرة أو معيار " المنفعة" في تعريف‬
‫الثروة‪ ،‬فقد عجزوا عن تصور أن الصناعة أو التجارة ( نشاط الطبقة‬
‫العقيمة) يمكن أن يكونا منتجين كذلك‪ ،‬ألنهما و إن اقتصرا على تحويل‬
‫المواد إال أنهما يضيفان منفعة جديدة تبرر اعتبارهما منتجين‬
‫و فيما يتعلق بدور الطبيعة في النشاط االقتصادي‪ ،‬فقد كان القياس ‪-‬‬
‫يقتضي منهم معاملة الصناعات االستخراجية معاملة الزراعة‪ ،‬حيث أن‬
‫المناجم و المحاجر تعطي أيضا أكثر مما تأخذ‪ ،‬و لكنهم عجزوا أيضا عن‬
‫إدراك هذه الحقيقة‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬كما أن التطورات التي عرفتها أوربا مع ظهور الثورة الصناعية مع‬
‫نهاية القرن الثامن عشر فندت الكثير من فرضيات الفيزيوقراطيين حول‬
‫اعتبار الزراعة النشاط المنتج الوحيد القادر على تحقيق الرفاهية و التقدم‬
‫للمجتمعات‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫لقد ساهمت المدرسىة الطبيعية كثيرا في جعل االقتصاد علم من خالل‬


‫القوانين و النظريات التي اسستها‪.‬اال ان هذا لم يشفع لها و الفكارها في ان‬
‫تكون و تدوم كر ائدة في االقتصاد فكانت الثورة الصناعية في اوروبا بداية‪-‬‬
‫نهاية حقبة الطبيعين ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫حسن النجفي – القاموس االقتصادي بغداد سنة ‪1977‬‬
‫جون سولفيان – اليات السوق و التطورات الديمقراطية ‪-‬‬
‫فتح هللا ولعو – االقتصاد السياسي الدار الجامعية بيروت ‪- 1988‬‬
‫اسماعيل سفر‪ -‬عارف دليله – تاريخ االفكار الفيزيوقراطية جامعة حلب سوريا ‪- 1980‬‬
‫مؤلفات مؤسس المذهب الفيزيوقراطي فرنسوا كينيه باريس ‪1958‬‬
‫د‪.‬محمد ديدوار ‪ -‬مبادئ االقتصاد السياسي– كلية الحقوق – جامعة االسكندرية ‪-‬‬
‫وسام المالك ‪ ،‬تكور الفكر االقتصادي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 115-111‬‬
‫‪ 2‬ـ عبد علي كاظم المعموري ‪ ،‬تاريخ االفكار االقتصادية ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 4‬‬
‫‪ 3‬ـ جوزيف الجوجي ‪ ،‬المذاهب االقتصادية ‪ ،‬ترجمة ممدوح حقي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 19‬‬
‫* ‪ -‬اونوريه جابرييل ريكويتي المعروف بالكونت ميرابو ثوري فرنسي وسياسي وخطيب الثورة‬
‫الفرنسية ‪.‬‬
‫‪4‬ـ وسام المالك ‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 97‬‬

‫‪12‬‬
‫كاتب المدخل لعلوم االقتصادية‬

‫‪13‬‬

You might also like