You are on page 1of 28

‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬

‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬


‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم االجتماعية‬


‫‪The importance of qualitative research and‬‬
‫‪qualitative methods in the social sciences‬‬

‫بن فرج هللا خبته‪1‬‬

‫‪ 1‬جامعة محة خلضر‪-‬الوادي(اجلزائر)‪benfardjallah@yahoo.fr ،‬‬


‫اتريخ االستالم‪ 2022/02/15 :‬اتريخ القبول‪2022/07/06:‬اتريخ النشر‪20222/09/30 :‬‬
‫امللخص‪:‬‬

‫إذا كان املنهج العلمي هو أساس خطوات البحث العلمي‪ ،‬فانه يف مستوى ملموس أكثر حيتاج الباحث‬
‫إىل مناهج أخرى من اجل اجناز حبثه‪ ،‬حيث ختتلف مناهج البحث املتبعة ابختالف املواضيع والتخصصات‬
‫حمل الدراسة و البحث‪ ،‬فهناك املناهج الكمية و الكيفية‪ .‬و لقد أدى اللجوء إىل املناهج الكيفية يف العلو‬
‫االجتماعية‪ ،‬الستحالة املناهج الكمية تفسري بعض الظواهر االجتماعية‪ ،‬حيث هتدف البحوث الكيفية‬
‫استخراج املعاين املسترتة وراء الظواهر املدروسة بتحديد السياق الذي تتشكل فيه‪ .‬فعكس البحوث الكمية‬
‫اليت تعتمد على االستنباط وعلى إجراءات حبث صارمة‪ ،‬فإن البحوث الكيفية ترتكز على "التفكري‬
‫االستقرائي وعلى طريقة حبث مرنة ومعادة‪ .‬كما أن البحوث الكيفية تُطبق على بعض الظواهر االجتماعية‬
‫واإلنسانية اخلاصة اليت تتطلب الفهم مث التأويل نظراً لتعقدها‪ ،‬مبحاولة فهم معاين األفعال يف سياقات‬
‫خاصة‪ .‬و يف هذا السياق و نظرا ألمهية البحث الكيفي و املنهج الكيفي يف تقصي الواقع االجتماعي‬
‫جاءت هذه الورقة البحثية تتطرق إىل “ أمهية البحث الكيفي و املناهج الكيفية يف العلو االجتماعية“‪.‬‬

‫لكلمات املفتاحية‪ :‬البحث العلمي‪ -‬البحث املنهجي‪ -‬البحث الكيفي‪-‬املنهج ‪ -‬املنهج الكيفي‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪If the scientific method is the basis of the steps of scientific research,‬‬
‫‪then it is at a more tangible level that the researcher needs other methods‬‬
‫‪in order to complete his research, as the research methods used vary‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪123‬‬
‫م‬2022:‫ السنة‬03 :‫ العدد‬03 :‫اجمللد‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ 150 ‫ – ص‬123 ‫ص‬
‫االجتماعية‬ ‫ بن فرج هللا خبته‬.‫أ‬

according to the different topics and disciplines under study and


research, there are quantitative and qualitative methods. The resort to
qualitative methods in the social sciences has led to the impossibility of
quantitative methods to explain some social phenomena, as qualitative
research aims to extract meanings hidden behind the studied
phenomena by determining the context in which they are formed. In
contrast to quantitative research that depends on deduction and on strict
research procedures, qualitative research is based on "inductive
reasoning and a flexible and repetitive research method. Qualitative
research is also applied to some special social and human phenomena
that require understanding and then interpretation due to their
complexity, by trying to understand the meanings of verbs in Special
contexts, and in this context and given the importance of qualitative
research and the qualitative approach in investigating social reality, this
research paper deals with “the importance of qualitative research and
qualitative methods in the social sciences.”
Keywords: scientific research - methodological research - qualitative
research – method- qualitative method.

:‫مقدمة‬
‫ أو‬،‫يعترب البحث العلمي املنهجي عملية منظمة للتوصل إىل حلول ملشكالت‬
‫إجاابت عن تساؤالت تستخد فيها أساليب يف االستقصاء واملالحظة مقبولة ومتعارف‬
‫ وكمكن أن تددي إىل معرفة جد يدة و هذا يف خمتلف اجملاالت وميادين‬، ‫عليها بني الباحثني‬
‫ وتشكل كل هذه األساليب املختلفة و‬، ‫البحث العلمي مبا فيها جمال العلو االجتماعية‬
.‫اخلطوات واإلجراءات اليت يتبعها الباحث مبا يعرف ابملنهج و املنهجية‬
‫كما أن طبيعة البحث والدراسة يف خمتلف العلو مبا فيها العلو االجتماعية هي‬
‫ إذ انه‬. ‫اليت حتدد بشكل حاسم املنهج املستخد فهناك املنهج الكمي و املنهج الكيفي‬
‫إىل جانب البحث الكمي هناك البحث الكيفي أو النوعي هذا األخري الذي يعترب حديثا‬

ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‫مخيس مليانة‬-‫جامعة اجلياليل بونعامة‬

124
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫مقارنة ابلبحث الكمي‪ ,‬إذ ظهر يف بداية القرن العشرين يف جماالت خمتلفة ; حيث أجريت‬
‫دراسات كيفية عن الفقراء يف أورواب بشكل عا وبريطانيا بشكل خاص‪ ,‬وكتبت تقارير‬
‫انثربولوجية عن الثقافات احمللية كما وأجرى علماء االجتماع دراسات عن املهاجرين وكان‬
‫ذلك يف الفرتة مابني ‪. 1940-1930‬‬
‫فبينما يسعى البحث الكمي إىل معرفة النسبة املئوية لعدد األفراد الذين يقومون بعمل ما‪,‬‬
‫فإن البحث الكيفي يويل اهتماماً أكرب ابلقضااي الفردية وفكر اإلنسان الذي يربز يف هذه‬
‫القضااي‪ .‬ومع ذلك جيد املرء أن الباحث الكيفي يستخد مصطلحات مثال‪" :‬أكثر‬
‫األحيان" و"معظم األفراد"‪...‬وهكذا‬

‫حيث وجد أن هناك صعوبة كبرية يف دراسة السلوك اإلنساين من قبل الباحثني يف خمتلف‬
‫جمالت علم النفس و علم النفس االجتماعي و العلو االجتماعية من خالل الدراسات‬
‫أو البحوث الكمية ذلك الن االختالف بني السلوك البشري و بني سلوك الظواهر الطبيعية‬
‫كبري للغاية و إن ما ينطبق على هذا األخري صعب تطبيقه فعليا على البشر مبا يعين ضرورة‬
‫البحث عن منهج علمي للبحث و لدراسة السلوك البشري يغاير أو يناقض املنهج‬
‫الكمي و قد تبني للعلماء و الباحثني إمكانية إخضاع السلوك البشري للدراسة و البحث‬
‫الكيفي من اجل مساعدة الباحثني و املهتمني ابلقضااي االجتماعية من فهم أغوار السلوك‬
‫البشري بداخل اجملتمعات اإلنسانية‪.‬‬

‫و ابلتايل أدى اللجوء إىل املناهج الكيفية الستحالة املناهج الكمية تفسري بعض الظواهر‪،‬‬
‫فدراسة تصب على اهلوية الثقافية لدى الشباب أو عد رضا العمال يف عملهم تتطلب‬
‫اللجوء إىل أحد املناهج الكيفية ال ا لكمية‪ .‬فمهما بدت املناهج الكمية صارمة ودقيقة إال‬
‫أهنا ال كمكن أن تفسر كل الظواهر‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪125‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫حيث هتدف البحوث الكيفية استخراج املعاين املسترتة وراء الظواهر املدروسة بتحديد‬
‫السياق الذي تتشكل فيه‪ .‬وعكس البحوث الكمية اليت تعتمد على االستنباط وعلى‬
‫إجراءات حبث صارمة‪ ,‬فإن ا لبحوث الكيفية ترتكز على التفكري االستقرائي وعلى طريقة‬
‫حبث مرنة ومعادة‪ .‬مبعىن استخراج املعاين الضمنية مبحاولة فهمها عرب األسئلة املعادة‪ .‬كما‬
‫أن هذه البحوث تُطبق يف سياقات خاصة‪.‬‬
‫ويف ظل التطور التكنولوجي الذي شهدته هذه األلفية الثالثة أصبح البحث العلمي املنهجي‬
‫ذو جودة ضرورة أساسية يف خمتلف امليادين و العلو مبا فيها علو االجتماعية و نظرا‬
‫ألمهية البحوث الكيفية و تنوع مناهجها يف دراسة الظواهر االجتماعية و استقصاء الواقع‬
‫االجتماعي تطرقنا إىل هذا املوضوع الذي يهدف إىل التعرف على البحث الكيفي و‬
‫خمتلف مناهجه حيث أنه طاملا مت هتميش البحوث الكيفية على حساب البحوث الكمية‬
‫رغم أن الكثري من الظواهر االجتماعية ال يكفي تكميمها من اجل فهمها بل حتتاج إىل‬
‫الدراسة الكيفية‪ .‬وابلتايل ما هي أمهية و دور البحوث الكيفية و مناهجها املختلفة يف‬
‫معاجلة الظواهر االجتماعية?‬
‫و يف هذا السياق جاءت هذه املسامهة البحثية تتطرق إىل ‪-‬أمهية البحث الكيفي و املناهج‬
‫الكيفية يف العلو االجتماعية –ولالقرتاب أكثر من املوضوع سوف نعاجل يف هذه الورقة‬
‫البحثية العناصر األساسية التالية‪:‬‬
‫‪-‬البحث العلمي –البحث املنهجي‪-‬املفهو و اخلصائص‬
‫‪-‬املنهج ‪ -‬املنهجية‬
‫‪-‬البحث الكيفي و املنهج الكيفي‪-‬املفهو و اخلصائص‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪126‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫‪-‬أمهية البحث الكيفي و املناهج الكيفية‬


‫و هذا من خالل التعرض إىل أهم املفاهيم األساسية وعرض خصوصية البحوث الكيفية‬
‫و بعض املناهج الكيفية و كيفية استخدامها و غريها من النقاط األساسية اليت ختد أهداف‬
‫هذا البحث‪.‬‬
‫‪-1‬البحث العلمي والبحث املنهجي ‪-‬املفهوم و اخلصائص‬
‫‪ 1-1‬مفهوم البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬لغة يعين البحث العلمي التقصي و التفتيش و التتبع ملوضوع هو موضوع العلم و وفق‬
‫قواعد و شروط هي االخرى حكرا على العلم‪( .‬عياد ‪، 2009:‬ص‪)26‬‬

‫‪ -‬من الناحية االبستمولوجية ينظر اىل البحث العلمي على انه عبارة عن فعل معريف ذو‬
‫خصائص و روح و اليات عقلية و عند هذا املستوى يغدو البحث العلمي هو الفن اهلادف‬
‫هو كذلك العملية العقلية املعقدة اليت تقو على الوصف و التفسري و التنبد ‪(.‬نفس املرجع‬
‫ص‪)26‬‬

‫“فهو نشاط ع لمي منظم و طريقة يف التفكري و أسلوب للنظر يف الوقائع يسعى اىل كشف‬
‫احلقائق معتمدا على مناهج موضوعية من اجل معرفة االرتباط بني هذه احلقائق معتمدا‬
‫على مناهج موضوعية من اجل معرفة االرتباط بني هذه احلقائق مت استخالص املبادئ العامة‬
‫و القوانني العامة او القوانني التفسريية“(رشوان ‪،1982:‬ص‪)25‬‬

‫وبناء على تدريب واهتما الباحث‪ ،‬فإن البحث العلمي من املمكن أن يتخذ شكلني‬
‫ممكنني‪:‬االستقرائي واالستداليل ففي البحث االستقرائي يكون هدف الباحث هو استقراء‬
‫مفاهيم وأمناط نظرية من البياانت اليت يتم مالحظتها‪ ،‬أما يف البحث االستداليل يكون‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪127‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫هدف الباحث هو اختبار مفاهيم وأمناط معروفة من النظرية ابستخدا بياانت جتريبية‬
‫جديدة ومن مثَ‪ ،‬فإنه غالباً ما يُطلق على البحث االستقرائي اسم حبث بناء النظرايت بينما‬
‫يطلق على البحث االستداليل اسم حبث اختبار النظرايت ‪( .‬ابتشريجي‪، 2015:‬ص‪)20‬‬

‫‪ 2-1‬مفهوم البحث العلمي املنهجي‪:‬‬


‫قد نقو أحياان النظر و التفتيش للعثور على أمر أو شيء مت ضياعه بدون إعادة النظر كما‬
‫كمكن أن نقو ابلتفتيش و احلث مرة اثنية و اثلثة و كذلك البحث من جديد‬
‫طريقة التفكري األوىل هي طريقة عشوائية‪ ،‬من دون تصميم أو تنظيم‪ ،‬قد تصل أو ال تصل‬
‫إىل نتيجة‪ .‬هي طريقة العثور على جواب أو حل ابملصادفة –ويف الغالب ال تصل إىل شيء‬
‫أو نصل إىل أشياء حتتاج إىل إعادة نظر أو تصويب أما طريقة التفكري الثانية فتقو على‬
‫التفكري يف السدال املطروح وتصميم االجتاه واخلطوات الضرورية‪ ،‬وما حيتاجه أو قد حيتاجه‬
‫البحث للوصول إىل إجابة أو إجاابت‬
‫للسدال موضوع التفكري والفحص والبحث‪.‬‬
‫ابختصار‪ ،‬طريقة التفكري أو التصرف األوىل هي الطريقة "اليومية"‪ ،‬بينما طريقة التفكري‬
‫الثانية هي الطريقة "املنهجية"‪ ،‬طريقة البحث املنهجي املوضوعي واليت يظن‪ ،‬وبفعل جتربة‬
‫البشر الطويلة‪ ،‬أهنا فعالة ومنتجة وموثوقة النتائج إىل حد كبري وكاف‪.‬‬
‫البحث ضروري إذا جلالء أو إيضاح أو تفسري ما هو غامض أو إشكايل وحيتاج إىل فهم‬
‫وتفسري‪ ،‬وليصري معرفة أو جزءا من معرفة نطمئن إليها‪ .‬لكن البحث ضروري‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪128‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫إذا البحث جزء يومي وطبيعي من حياتنا العادية (وهو املعىن اليومي الواسع)‪ ،‬كما أنه‬
‫(وابملعىن املنهجي الدقيق) يف أساس كب اكتشاف علمي‪ ،‬أو تطبيق عملي‪ ،‬ويف أساس‬
‫كل مراجعة ونقد وجتديد‪.‬‬
‫فما هي طبيعة البحث املنهجي والعلمي إذا؟‬
‫ليس حبثا منهجيا أو علميا ذاك الذي يكتفي جبمع املعطيات‪ ،‬أو يكتفي بتوصيفها وتصنيفها‬
‫ال أكثر‪ .‬فعلى الرغم من أن مجع املعطيات وتصنيفها هو جزء أساسي من البحث املنهجي‪،‬‬
‫فإن ذلك جيب أن يستكمل بتحليل هذه املعطيات ونقدها وحماولة الوصول إىل خالصة أو‬
‫تفسري ما‪.‬‬
‫وليس حبثا منهجيا ذاك الذي "يصطاد" النتائج أو احللول‪ .‬النتيجة يف البحث املنهجي هي‬
‫خالصة طبيعية ومنطقية لسلسلة خطوات وإجراءات سابقة قادت بشكل أو آبخر إىل تلك‬
‫النتيجة‪ .‬وتلك السلسلة شفافة كمكن مراجعتها والعودة إليها والتحقق منها كلما كان ذلك‬
‫ضروراي‪.‬‬
‫*فالبحث ابملعىن العلمي واملنهجي هو عملية ‪ process‬أو مشروع أو طريقة‪ ،‬أكثر مما‬
‫هو مادة ونتائج‪ .‬هو جمموع خطوات وإجراءات موضوعية منسقة فكر هبا الباحث (أو‬
‫سواه) وينفذها لتأكيد أو دحض فكرة ما‪ .‬وهبدف فهم وتفسري حدث أو ظاهرة أو سدال‬
‫أو موضوع‪.‬‬
‫وتتدرج اخلطوات واإلجراءات تلك من جمرد النظر وإعادة النظر‪ ،‬وتنويعه وتوسيعه‪ ،‬إىل‬
‫تقليب األمر والتفكري والتفتيش والفحص مرة ومرتني ورمبا أكثر إذا لز األمر‪ ،‬ودلك كله‬
‫هبدف العثور على إجابة أو حل سدال أو ملشكلة مطروحة علينا‪ ،‬أو انشئة من احلقل‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪129‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫نفسه‪ ،‬أو من حقول اخرى‪-‬وسنتحدث الحقا عن مواصفات السدال يف البحث‪ ( .‬شيا‪:‬‬


‫‪ ،2007‬صص ‪)157-155‬‬

‫‪ -‬فمن الناحية امليتودولوجية البحث العلمي هو جمموعة من القواعد و اآلليات الدقيقة‬


‫املمكنة من املعاينة و اجلريب و التاكد من الفروض العلمية احملددة للعالقات السببية بني‬
‫احلوادث العلمية (عياد مرجع سابق ص‪) 29‬‬

‫‪-2‬املنهج –املنهجية‬
‫‪1-2‬مفهوم املنهج‪:‬‬
‫يقد قاموس الفلسفة الذي أشرف على نشره ) رونز( أكثر من تعريف للمنهج أوهلا أنه‬
‫“ إجراء يستخد يف بلوغ غاية حمددة“ ‪،‬وهو نفس التعريف الذي يقدمه املعجم الفلسفي‬
‫) وسيلة حمددة توصل إىل غاية معيّنة( ‪.‬واثين تعريفات)رونز(‪“ :‬أساليب معروفة لنا‬
‫تستخد يف عملية حتصيل املعرفة اخلاصة مبوضوع معني“ ‪،‬واثلثها ‪“ :‬علم يعين بصياغة‬
‫القواعد اخلاصة إبجراء ما“ ‪.‬ويعرف ))بتل(( املنهج بصفة عامة على ))أنه الرتتيب الصائب‬
‫للعمليات العقلية اليت نقو هبا بصدد الكشف عن احلقيقة والربهنة عليها َّأما املنهج العلمي‬
‫‪ Scientific Method‬فيمكن تعريفه أبنه ))حتليل منسق وتنظيم للمبادئ والعمليات‬
‫العقلية والتجريبية اليت توجه ابلضرورة البحث العلمي ‪،‬أو ما تدلفه بنية العلو اخلاصة(( "‬
‫(حممد قاسم ‪ ،1999:‬ص‪)52‬‬

‫و رغم أن الصورة العامة للمنهج العلمي اتضحت مع صدور كتاب فرانسيس بيكون الشهري‬
‫(االرقانون اجلديد‪ ) 1620،‬الذي وضع فيه ما اعتقده قواعد منهج جديد هو املنهج‬
‫التجرييب يف مواجهة الطرق القدكمة يف البحث اليت كانت‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪130‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫الذي تستند إىل القياس األرسطي ‪،‬واليت ال تفيد علماً حديداً بقدر ما تعرض لنا أمراً‬
‫سبق معرفته وينطوي حتت مقدمة كربى من مقدمات القياس‪.‬‬
‫إال أن أول أطروحة منهجية وكاملة عن املنهج اليت نعرفها هي رسالة رينيه ديكارت ( ‪René‬‬
‫‪ ،)Descartes‬خطاب املنهج(‪ ، )Le discours de la méthode‬الذي نُشر‬
‫عا ‪ 1632‬ففي هذا العمل ‪ ،‬يدعو املدلف إىل احرتا عدد معني من القواعد لضمان‬
‫اخلاصية أو امليزة املوضوعية ملا ندرسه و خاصة ما نطوره من هذه الدراسة على وجه‬
‫(مقدما ‪ ،‬غري مثبتة) وعد‬
‫ً‬ ‫اخلصوص ‪ ،‬عد الثقة يف األفكار املسبقة واألفكار "العرضية"‬
‫قبول فكرة قبل أن تفرض نفسها بشكل واضح وواضح على العقل‪.‬‬

‫كأساس هلذا املنهج ‪ ،‬يدعو ديكارت إىل الشك (الشك الديكاريت)‪ .‬عليك أن تشك يف‬
‫اضحا ال يقبل اجلدل و قد ظل هذا حىت اليو ‪ ،‬الشغل‬ ‫كل شيء قبل أن تقد دليالً و ً‬
‫الشاغل ألي منهج علمي وضعي حيرت نفسه واألداة املستخدمة لتلبية هذا املطلب األساسي‬
‫هي ابلضبط املنهج ‪.‬‬

‫‪-‬و كمكن تعريف املهج أبنه اإلجراء املنطقي للعلم‪ ،‬أي جمموعة املمارسات اخلاصة اليت‬
‫اضحا وال كمكن دحضه ‪.‬كما تتكون املنهج‬
‫ينفذها حبيث يكون تقد مظاهراته وتنظريا ته و ً‬
‫من جمموعة من القواعد اليت ‪ ،‬يف إطار علم معني ‪ ،‬مستقلة نسبيًا عن احملتوايت واحلقائق‬
‫املعينة اليت متت دراستها على هذا النحو و يرتجم ‪ ،‬يف امليدان ‪ ،‬إىل إجراءات ملموسة يف‬
‫إعداد وتنظيم وإجراء البحوث‪(Omar Aktouf: 1987,.p28) .‬‬

‫و يعترب املنهج تلك الطريقة اليت سيقدمها الباحث من اجل الوصول إىل النتيجة املرغوب‬
‫فيها (إمساعيل شعباين‪ ،2005 :‬ص‪)39 .‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪131‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫فاملنهج هو الطريقة اليت يتبعها الباحث أو اخلطة العامة أو‪ ,‬اإلطار الذي يرمسه لتحقيق‬
‫أهداف حبثه ( صالح مصطفى الفوال‪ ، 1996 :‬ص ‪.)178‬‬

‫كما يشري استخدا املنهج العلمي – بصفة عامة – إىل عمليتني رئيسيتني ‪،‬مها االستقراء‬
‫واالستنباط ‪،‬أو التحليل و الرتكيب ‪،‬حيث كمكن النظر إىل االستقراء على أنه حتليل ينتقل‬
‫من املشخص إىل اجملرد ‪،‬من الظواهر إىل القانون العا ‪،‬ومن احلاالت التطبيقية ملبدأ إىل‬
‫املبدأ ذاته ‪.‬‬
‫تعميما ‪،‬أي عملية يتم من خالهلا تعميم ما ولوحظ على فرد أو بعض‬
‫حيث ْيعتََربُ االستقراء ً‬
‫احلاالت اخلاصة (‪)Madeleine Grawitz, 2005,p.16‬‬

‫َّأما االستنباط الذي من خالل معرفة قانون عا ‪،‬كمكن استنباط حاالت تندرج يف هذا‬
‫التعميم ‪،‬ففي هذه الطريقة – الذي يعترب النموذج الكالسيكي جلل الدراسات – يتم بناء‬
‫"البناء من خالل مسلمة أو مفهو كنموذج لتفسري الظاهرة املدروسة "‪( Raymond .‬‬
‫)‪Quivy, LucVan Campenhoudt,Manuel, 1995, p.143‬‬

‫استنادا‬
‫ً‬ ‫يف هذه احلالة ‪،‬يبدأ الباحث بصياغة اإلشكالية وحيدد من البداية الفرضيات ‪،‬ويقو‬
‫إليها ابستخراج املفاهيم من خالل التحليل املفهومي ‪،‬ابستخراجه لألبعاد واملدشرات اليت‬
‫هلا عالقة جبوانب املوضوع ‪.‬‬
‫وابلتايل املنهج هو جم موعة املراحل املنظمة الصارمة اليت يتبعها الباحث من أجل حتقيق‬
‫هدف دراسته ‪،‬كمجموعة إجراءات صارمة ختضع ملبدأ التنظيم ‪،‬إبتباع جمموعة مراحل‬
‫خاصة به تكون متكاملة متعاقبة ومتداخلة فيما بينها كسلسلة من القواعد ال استغناء عن‬
‫واحدة منها ‪،‬ولكل منهج إجراءاته العلمية حيدده موضوع البحث واجملال الذي تطبق فيه‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪132‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫‪2-2‬مفهوم املنهجية‪:‬‬
‫لتحديد منهجيته بشكل أفضل ‪ ،‬جيب على الباحث حتديد مشكلته وصياغتها والعمل على‬
‫حلها "يف أفضل حاالهتا" (يف البحث نسمي "املشكلة" النقطة الدقيقة ومكوانهتا اليت يريد‬
‫الباحث دراستها ‪ ،‬مث تشكل "مشكلته"‪" .‬مشكلة‪ .).‬كلما كانت بياانت املشكلة أكثر‬
‫تفصيالً ‪ ،‬كان من األسهل تطوير املنهجية‪ .‬هناك تفسريات ضرورية بني املشكلة وطريقة‬
‫طرحها والطريقة املعتمدة والتقنيات اليت يتم االحتفاظ هبا‪.‬‬
‫حيث يسري البحث يف مراحل تقع يف ترتيب حمدد‪ .‬يبدأ البحث بتحديد مشكلة تتساءل‬
‫على ظواهر أو عن العالقة بني متغريات‪ ،‬وحيثما أمكن تستخلص فرضيات متثل حلوالً(‬
‫متوقعة) وتضبط مصادر اخلطأ‪ ،‬مث جتمع البياانت وحتلل ابلطرق اإلحصائية املناسبة‪،‬‬
‫وتستخلص منه استنتاجات حول مشكلة البحث‪ ،‬أو العالقة بني املتغريات الداخلة فيها‪.‬و‬
‫تعترب هذه اخلطوات و اإلجراءات املختلفة و املنظمة بسائر أساليبها وأدواهتا وتقنياهتا عبارة‬
‫عن منهجية يتبعها الباحث يف خمتلف احلقول العلمية مبا فيها العلو االجتماعية بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫كمكن تعريف املنهجية على أهنا دراسة االستخدا السليم للطرق والتقنيات اليت ال يكفي‬
‫أيضا معرفة كيفية استخدامها كما ينبغي ‪،‬كذلك معرفة كيفية‬
‫معرفتها ‪ ،‬بل من الضروري ً‬
‫تكييفها ‪ ،‬أبكرب قدر ممكن من الدقة ‪ ،‬من انحية مع اهلدف احملدد للبحث أو الدراسة ‪،‬‬
‫ومن انحية أخرى األهداف املنشودة للباحث ‪.‬‬
‫مبعىن آخر ‪ ،‬جيب أن تكون األساليب والتقنيات اليت يتم االحتفاظ هبا يف حبث معني هي‬
‫األ كثر مالئمة ملراعاة املوضوع املدروس وقيادة الباحث حنو األهداف اليت حددها لنفسه‬
‫من حيث نتائج عمله و ال داعي للقول أبن هذا جيب أن يكون موضوع مربرات وحجج‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪133‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫قوية من جانب الباحث‪ :‬ملاذا ختتار طريقة كذا وكذا ‪ ،‬مثل هذه التقنيات ‪ ،‬مثل هذه‬
‫األدوات ‪...‬‬

‫‪-‬و ابلتايل كمك ن تعريف املنهجية أبهنا جمموع املناهج والتقنيات اليت توجه‬
‫)‪ (Maurice Angers,1997,p58‬حتضري البحث وترشد الطريقة العلمية‬
‫تصورا ‪،‬خطة عمل عامة‬
‫َّأما عن العالقة بني املنهجية و املنهج والتقنية فتتمثل يف كون األول ً‬
‫‪،‬اسرتاتيجيه يستخدمه الباحث لتحقيق اهلدف من البحث بغرض إما التصنيف ‪،‬الوصف‬
‫‪،‬التفسري أو الفهم‪َّ .‬أما الثانية فهي تتواجد على املستوى امللموس والعلمي بغرض حتقيق‬
‫اهلدف منها القياس َّ‬
‫فإن الباحث سيوظف إحدى التقنيات اليت متكنَّه من ذلك‪ .‬وإن كان‬
‫يهدف من دراسته جتميع معطيات كيفية فإنه سيختار إحدى التقنيات املالئمة لتحقيق‬
‫هذا الغرض ‪.‬‬
‫من املهم التأكيد ‪ ،‬يف اخلتا ‪ ،‬على أنه ال يوجد عمل علمي ممكن بدون منهج‬
‫ومنهجية‪.‬‬
‫‪-3‬البحث الكيفي و املنهج الكيفي ‪-‬املفهوم و اخلصائص‬
‫‪ 1-3‬مفهوم البحث الكيفي‬
‫بدالً من البقاء يف املخترب إلجراء التجارب ‪ ،‬أو يف مكتبك للعمل على قاعدة بياانت من‬
‫خال ل تعبئة األساليب اإلحصائية أو االقتصادية القياسية ‪ ،‬فقد قررت االتصال ابجلهات‬
‫الفاعلة وبناء منهج نظري قائم على هذا االتصال‪ .‬سوف تقو مبالحظة املشاركني ‪ ،‬أو‬
‫اإلثنوغرافيا ‪ ،‬أو البحث اإلجرائي ‪ ،‬أو جمرد إجراء مقابالت مفتوحة‪ .‬ابختصار ‪ ،‬ستجري‬
‫حبثًا كيفيا ‪ .‬ولكن ماذا يعين مصطلح "البحث الكيفي" ابلضبط؟ فهل هذا حير نفسه من‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪134‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫التعامل مع األرقا ؟ هل هذا عمل دراسة حالة؟ ما هو اهلدف العلمي هلذا النوع من‬
‫البحث؟ ما هي خصائصه اخلاصة؟‬

‫و يعترب البحث الكيفي حديثا مقارنة ابلبحث الكمي‪ ,‬إذ ظهر يف بداية القرن العشرين يف‬
‫جماالت غري جماالت الرتبية; حيث أجريت دراسات كيفية عن الفقراء يف أورواب مثالً بشكل‬
‫عا وبريطانيا بشكل خاص‪ ,‬وكتبت تقارير انثربولوجية عن الثقافات احمللية‪ .‬وأجرى علماء‬
‫االجتماع دراسات عن املهاجرين وكان ذلك يف الفرتة مابني ‪. 1940-1930‬‬
‫أما االستخدا الفعلي ملثل هذا النوع من البحوث يف جمال الرتبية فظهر فقط يف الثالثني‬
‫عاماً األخرية; حيث اندى الرتبويون ببديال للمدخل الكمي ملا رأوا فيه من اعتماد كامل‬
‫على الباحث أكثر من املبحوث‪ ,‬والذي من املفرتض أن جتري الدراسة من أجله‪ .‬فاملدخل‬
‫الكمي التقليدي خيرج املبحوث من سياقه الطبيعي ‪,‬ويدخله يف موقف جترييب قد يكون‬
‫بعيداً عن خرباته الشخصية‪( .‬كمال عبد احلميد زيتون‪2006 :‬ص‪)11‬‬

‫بينما يسعى البحث الكمي إىل معرفة النسبة املئوية لعدد األفراد الذين يقومون بعمل ما‪,‬‬
‫فإن البحث الكيفي يويل اهتماماً أكرب ابلقضااي الفردية وفكر اإلنسان الذي يربز يف هذه‬
‫ا لقضااي‪ .‬ومع ذلك جيد املرء أن الباحث الكيفي يستخد مصطلحات مثال‪" :‬أكثر‬
‫األحيان" و"معظم األفراد" ‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫وكمكن الربهنة على أن الباحث الكمي أكثر دقة‪ ,‬ولكن القارئ قد جييب أبنه من غري‬
‫املمكن أن تصل الدقة إىل درجة كبرية‪...‬بسبب تغري سلوك األفراد أو صعوبة التعبري عن‬
‫املوقف االجتماعي نظراً لشدة تعقيده‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪135‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫ونسعى يف البحث الكيفي إىل التقليل من أتثري تدخل الباحث ‪,‬غري أنه توجد وسائل أخرى‬
‫تدكد أننا نتدخل‪ .‬وال بعد هذا مشكلة عندما نضع يف أذهاننا‪...‬أال حناول إجياد معرفة‬
‫موضوعية‪ ,‬إذ إن املعرفة اليت نسعى هلا أسهل أو أخف كثرياً‪ ,‬إننا ال نستطيع اجلز أبن‬
‫الدراسة العملية سوف جتعل التعلم أسهل دائماً‪ ,‬وال نستطيع إثبات أن استجابة التلميذ‬
‫سوف تكون إجيابية حنو برانمج "جتهيز الكلمات" (كمال عبد احلميد زيتون‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪)22‬‬

‫و يتكون البحث الكيفي من جمموعة من األساليب والتقنيات من التحقيق فهو قابل‬


‫للتطبيق يف معظم ختصصات العلو االجتماعية اليت تستخد ألنواع عديدة من البحث‪.‬‬
‫كما أن تطبيقاته هي يف تطور مستمر فمن املمكن استخدا املعلومات من البحث الكيفي‬
‫من خالل تطوير برامج الكمبيوتر‪ .‬هذه الربامج بدورها وسعت النطاق و تزداد أمهية‬
‫إمكانيات إدارةها لقواعد البياانت ‪ ،‬وتلك اخلاصة ابلتحليالت اليت كمكن تنقيحها بشكل‬
‫أكرب إبمكانية إدارة الصور و ‪ /‬أو األصوات أو فتح آفاقًا جديدة يتم استكشافها وتسمح‬
‫ابلتحليل للوصول إىل أبعاد معقدة بشكل متزايد و متكررة وحادة‪.‬‬
‫‪(RéseauOuest‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪Centre‬‬ ‫‪Africain‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪Recherche‬‬ ‫‪en‬‬
‫)‪Education:2007,p5‬‬

‫والرتاث السوسيولوجي غين أبمثلة عن حبوث كيفية تبني طابعها املميز‪ .‬ومن بني أشهر‬
‫األمثلة الدراسة اليت قا هبا فيرب يوضح فيها أصول الرأمسالية احلديثة الغربية يف كتابة‬
‫أن الظاهرة املدروسة مل تظهر يف أي مكان‬‫‪«:‬األخالق الربوتستانتية»‪ .‬خاصية هذه الدراسة َّ‬
‫آخر يف العامل إال يف دول الغربية‪ .‬فهي نتاج اترخيي لتطور اقتصاد معني يف مكان حمدد‪.‬‬
‫غري َّ‬
‫أن هذه الظاهرة مل تُدرس بتطبيق املنهج التارخيي ‪،‬بل ما كان يصبو إىل فهمه الباحث‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪136‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫هو "إثبات التماثل البنيوي بني نسق من السلوكات اخلاصة ابملقاوليت الرأمسايل الغريب ونسق‬
‫األهداف الذي هتدف إليه الكالفينية" (‪)Raymond Boudon:1969 ,p.100‬‬

‫‪،‬ابعتبار هذه األخرية حركة إصالح بروتستانتية انطلقت بفرنسا يف القرن ‪، 16‬وتعود‬
‫اترخييا إىل جون كالفن‪ .‬عن طريق هذه الدراسة يوضح فيرب مفهومني منهجيني أساسيني‬
‫اثنني ‪":‬يتعلق األول مبفهو النموذج املثايل ‪.‬‬
‫حيث حيلل فيرب "العال قة بني الربوتستانتية والرأمسالية احلديثة (‪ )...‬فنجده حيدد عناصر‬
‫معينة اليت تستند عليها الرأمسالية منها العمل الشاق ‪,‬االقتصاد يف اإلنفاق‪ ,‬ضبط النفس‪,‬‬
‫جتميع رؤوس األموال‪ ,‬اإلبداع والرتشيد‪ )...(,‬وروح الرأمسالية هي نفسها روح العقيدة‬
‫الربوتستانتية مبا تتضمنه من سلوك وأخالقيات عملية"‪.‬‬

‫‪2-3‬خصائص البحث الكيفي‬


‫ل لبحوث الكيفية خصائص متيزها عن البحوث الكمية‪ .‬ولعل أهم خاصية هلا هو‬
‫كوهنا استقرائية بشكل عا مما كمنحها تلك القدرة على استخراج املعاين املسترتة من‬
‫الواثئق (املكتوبة‪ ,‬السمعية والسمعية‪ -‬البصرية)‪ .‬فمن خالل حاالت خاصة كمكن‬
‫التوصل من خالل االستقراء وما يتضمنه من إجراءات منهجية إىل استدالالت عامة‪.‬‬
‫وعندما يتعامل مع معطيات كيفية يعين ذلك أنه يهتم بشكل حصري "ابلسريورات‬
‫االجتماعية‪ ,‬املعىن الذي كمنحه بعض األفراد ألفعاهلم‪ ,‬احلياة اليومية والواقع االجتماعي"‬
‫‪( .‬ملياء مراتض‪ ، 2018:‬ص‪)86‬‬

‫و كمكن أن خنلص ابن البحث الكيفي خيتلف عن احلث الكمي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يركز على الناس او اجلماعات و التمعن يف سلوكياهتم و واقعهم النفسي‪-‬االجتماعي‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪137‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫‪ -‬يراعي تعقد املشكلة و تداخلها مع الواقع االجتماعي الفعلي مع األخذ يف اعتبارها أيضا‬
‫الرؤى االجتماعية أو البشرية املختلفة‬

‫‪-‬يدرس السلوك يف الواقع الطبيعي االجتماعي و أيخذ يف اعتباره التفاعالت البشرية‬

‫‪ -‬يركز على التقارير و يهتم خبربات الباحث و داللة تفسريه للبياانت‬

‫‪ -‬يركز على الوصف و التفسري و إجياد مفاهيم جديدة أو صياغة اطر نظرية أفضل لتفسري‬
‫املشكلة‬

‫‪ -‬يستعمل أدوات مرنة قابلة للتعامل مع املستجدات و املتغري االجتماعية الطارئة‪.‬‬

‫‪ -‬ابلنسبة ملراجعة األدبيات هلا دور اثنوي يف تربير مشكلة البحث بني يكون دور أساسي‬
‫و تربير ملشكلة البحث و إبراز احلاجة البحثية فيما خيص حتديد الغرض هو عا و واسع‬
‫موجه حنو خربات املشاركني بينما هو ضيق و حمدود يف البحث الكمي‪.‬‬

‫‪-‬ابلنسبة جلمع البياانت هي عامة و تنبثق من البحث و تكون هذه البياانت عبارة عن‬
‫نصوص صور و املبحوثني عدد صغري العنة‪ -‬أما يف البحث املكي يتم حتديد أدوات مجع‬
‫البياانت حمددة س ادوات مجع البياانت سابقة التحديد هي عددية املبحوثني أعداد كبرية‬
‫–العني‪-‬‬

‫‪-‬فيما خيص حتليل البياانت و تفسريها يكون حتليل النصوص و و صفها مما يعطي معىن ‪-‬‬
‫هذا يف البحث الكيفي ‪-‬أوسع للنتائج يف الكمي يكون حتليل إحصائي وصف التوجهات‬
‫مقارنة جمموعات أو عالقات بني متغريات مقارنة النتائج تنبدات و دراسات سابقة‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪138‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫‪-‬فيما خيص كتابة التقرير و تقومي البحث تكون مرن و غري سابق للتحديد انعكاسي‬
‫متحيز يف الكمي يكون موحدة ‪ standard‬و موحد موضوعية و ال حتيز ‪( .‬عبد الفتاح‬
‫انجي‪،2018 :‬ص‪)161‬‬

‫حىت ماضي قريب كان مثة جدل علمي كبري ابلفروق و االختالفات بني البحثني الكمي و‬
‫الكيفي و اليو أصبح املزج بني املنهجني يف البحث ضرورة خلدمة عملية البحث و للوصول‬
‫لدراسة و حتليل واقعي للمشكلة‪...‬حيث امكن االستعانة أبدوات البحث الكمي خاصة‬
‫يف مرحلة جتميع و حتليل البياانت وصوال لنتائج أكثر دقة بعيدا خن اجلانب احلكمي‬
‫الشخصي التقديري‪.‬‬

‫‪ 3-3‬أهداف البحث الكيفي‬


‫كل البحوث سواء الكمية أو الكيفية ينبغي أن تتضمن مناهج و أدوات تركز صراحة‬
‫على البحث و إجياد احللول التعمق ابلتحليل يف الظواهر املختلفة كما ينبغي ان تقو‬
‫البحوث عامة و الكيفية خاصة على أهداف و غاايت حمددة و واضحة مسبقا لذا‬
‫كمكن القول ابن البحث الكيفي يهتم على وجه اخلصوص اباليت‪( :‬عبد الفتاح انجي مرجع‬
‫سابق ‪،‬ص‪)167‬‬

‫‪-‬تصرفات و سلوكيات البشر‬

‫‪-‬وجهات نظرهم و أرائهم و اجتاهاهتم‬

‫‪-‬كيف يتفاعل الناس أتثريا و أتثرا ابألحداث االجتماعية‬

‫‪ -‬أتثري الثقافة السائدة على السلوك البشري و كمكن توظيفها يف التنبد بسلوك الفرد‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪139‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫و ابلتايل هتدف البحوث الكيفية استخراج املعاين املسترتة وراء الظواهر املدروسة‬
‫بتحديد السياق الذي تتشكل فيه‪ .‬وعكس البحوث الكمية اليت تعتمد على االستنباط‬
‫وعلى إجراءات حبث صارمة‪ ,‬فإن البحوث الكيفية ترتكز على "التفكري االستقرائي وعلى‬
‫‪ )9(Maurice Angers ,opcit p5.‬طريقة حبث مرنة ومعادة"‬
‫مبعىن استخراج املعاين الضمنية مبحاولة فهمها عرب األسئلة املعادة‪ .‬كما أن البحوث تُطبق‬
‫على بعض الظواهر االجتماعية واإلنسانية اخلاصة اليت تتطلب الفهم مث التأويل نظراً‬
‫لتعقدها‪ ,‬مبحاولة فهم معاين األفعال يف سياقات خاصة‪ .‬وبذلك‪ ,‬تتميز البحوث الكيفية‬
‫عن البحوث الكمية يف‪:‬‬
‫‪" -‬طبيعة املقاربة‪ :‬ستكون تفسريية يف البحوث الكمية وفهمية يف البحوث الكيفية ‪.‬‬
‫‪ -‬منطق بناء املعرفة العلمية‪ :‬البحث الكمي ينحصر يف منطق االكتشاف (تفكري‬
‫استنباطي)‪ ,‬بينما البحث الكيفي سينحصر يف منطق بناء(تفكري استقرائي)"‪.‬‬

‫‪ 4-3‬مفهوم املنهج الكيفي‬


‫لفرتة طوي لة ‪ ،‬كان اخليار الكمي يف العلو االجتماعية وعلى وجه التحديد يف علم االجتماع‬
‫هو اخليار السائد ‪ ،‬وغالبًا ما يبدأ من غري املعلن أن "كل ما ال ُحيسب ال يُعتد به" حيث‬
‫قا العديد من املدلفني إبحالة املنهج الكيفي إىل مرتبة املناهج غري القادرة يف افرتاض تعميم‬
‫نتائج البحث خاصة بسبب الضعف العددي يف دراسات احلالة اخلاصة به‪ .‬إىل املنهج‬
‫موصوف على هذا النحو وغالبًا ما يرتبط مبدهالت املضاربة والذاتية والعاطفية‪ .‬غالبًا ما يتم‬
‫توضيح هذا النوع من عد الثقة يف البحث الكيفي من خالل كيفية "رفض" الكتاابت‬
‫املنهجية أو التقليل من أمهية املنظور الكيفي يف نصوصها‪ .‬يشري هذا إىل أن املنهج الكيفي‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪140‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫اثنوي ال يتجاوز املرحلة االستكشافية يف ‪(Kamel .‬‬ ‫مت اختزاله إىل منهج‬
‫)‪ BOUCHERF, 2016p1‬الدراسات ‪ ،‬ألنه ال يولد رضيات منهجية‬
‫لكن منذ الثمانينيات على وجه اخلصوص ‪ ،‬سعى التحليل الكيفي إىل تسليط الضوء على‬
‫ما كمكن أن يدعم شرعيته كمنهج للواقع االجتماعي‪ .‬و قد بدا يشهد املنهجي الكيفي‬
‫استعماال واسعا يف البحوث احلالية خاصة يف العلو االجتماعية من اجل فهم و تفسري‬
‫الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫و كمكن تعريف املناهج الكيفية أبهنا مناهج هتدف أساسا إىل "فهم الظاهرة موضوع‬
‫الدراسة‪ ،‬حبصر معىن األقوال اليت مت مجعها أو السلوكيات اليت متت مالحظتها" ‪.‬‬
‫)‪(Maurice Angers,op cit,p60‬‬

‫لذلك‪ ,‬ال يتطلب األمر عدداً كبرياً من العناصر كما هو األمر ابلنسبة للمناهج‬
‫الكمية‪ ،‬ألن األمر يتطلب فهم املعاين‪ ،‬السلوكيات‪ ،‬املواقف‪ ،‬وال كمكن القيا بذلك على‬
‫نطاق واسع‪ ،‬إذ سيتطلب ذلك وقتا وجهدا طويال‪ .‬كما أن اهلدف ال يتمثل يف جتميع‬
‫معطيات كمية‪ ،‬بل معطيات كيفية هتدف أساسا إىل فهم الظاهرة موضوع الدراسة‬
‫حيث يستخد املنهج الكيفي عينات غري االحتمالية (غري عشوائية)تتسم ابلقصد أو‬
‫العمدية أو الثلجية‪ ،‬الن الباحث خيتار األفراد واملواقع اليت يرى أهنا ستعينه يف فهم الظاهرة‬
‫اليت يدور حوهلا البحث‪ ،‬مع احلصول على تصريح من اجلهة أو األفراد الذين سيجري عليهم‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫وقد أدى اللجوء إىل املناهج الكيفية الستحالة املناهج الكمية تفسري بعض الظواهر‪.‬‬
‫فدراسة تنصب على اهلوية الثقافية لدى الشباب أو عد رضا العمال يف عملهم تتطلب‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪141‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫اللجوء إىل أحد املناهج الكيفية ال الكمية‪ .‬فمهما بدت املناهج الكمية صارمة ودقيقة‬
‫إال أهنا ال كمكن أن تفسر كل الظواهر‪.‬هذا يعين أبن هناك بعض جماالت البحث اليت‬
‫كمكن أن تكمم وأخرى ال كمكن إال أن تتبىن إحدى املناهج واإلجراءات‬
‫الكيفية‪ .‬وإجراءات البحث الكيفي يف العلو اإلنسانية ليست واضحة كما هو حال‬
‫البحوث الكمية الواضحة املعامل‪.‬يتضمن البحث الكيفي يف العلو اإلنسانية(ملياء مراتض‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص‪)78‬‬

‫كما كمكن أن تكون الظواهر املراد دراستها شديدة التنوع ‪ ،‬بشكل أو آبخر معقدة وتقع‬
‫على مستوايت (املستوايت االجتماعية اجلزئية أو املتوسطة أو الكلية)‪ .‬كمكننا أيضا دراسة‬
‫كيف أن جمموعة بشرية صغرية تعمل يف مواجهة عدوان خارجي نقو بدراسته كيف تتفاعل‬
‫مدسسة أبكملها مع التغيري الداخلي يف طرقها املعتادة للعمل‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك ‪ ،‬تريد‬
‫بعض األساليب الكيفية ان تكون قادرة على تعميم شرح العملية احملدثة والوصول إىل شبه‬
‫التنظري‪.‬‬

‫‪,p23)2007(Alex Mucchielli,‬‬

‫‪5-3‬انواع املناهج الكيفية‬


‫نظرا لتعدد مناهج البحث الكيفي ‪،‬فإننا لن نعرض سوى بعض النماذج منها‪،‬وهي كالتايل‬
‫ً‬
‫‪:‬‬
‫‪-1‬املنهج اإلثنوغرايف‪(méthode ethnographique):‬‬
‫هو منهج يستخدمه الباحث عند نزوله للميدان فهو يتطلب تواجد الباحث ملدة طويلة‬
‫يف امليدان حبيث سيستفيد‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪142‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫من هذا التواجد لتجميع مالحظاته )عن طريق املالحظة ابملشاركة ( وللقيا‬
‫مبقابالته‪ .‬لذلك ‪،‬فهو يقتضي أن يتم البحث عن طريق املعايشة املباشرة ‪( .‬‬
‫ملياء مراتض نفوسي‪ ,‬مرجع سابق ص‪)96‬‬

‫‪-2‬املنهج البيوغرايف‪(méthode biographique):‬‬

‫البيوغرايف يف كذلك سرية أو اتريخ احلياة أو سرية الذاتية‬ ‫ويسمى املنهج‬


‫)‪ (autobiograghie‬يُستخد هذا املنهج يف التاريخ األنتوبولوجيا وعلم االجتماع‪.‬‬
‫هي نوع من املقابلة اليت "جتعل فردا يروي حياته أو جزءا هاما منها ابألخذ ‪(,op .cit ,p. .‬‬
‫)‪ 174‬ابالعتبار السياق االجتماعي الذي عاش فيه"‬
‫‪(Maurice Angers(,op .cit ,p. 174).‬‬

‫يتعلق األمر "بسرية ذاتية تتم إاثرهتا أو ُمتلى بشكل شفوي‪.‬‬


‫‪-3‬دراسة احلالة )‪(étude de cas‬‬

‫تتطلب بعض البحوث التعمق يف الدراسة ولكن ليس على جمموعات أو جتمعات كبرية ‪،‬بل‬
‫على حاالت خاصة من خالل تطبيق منهج دراسة احلالة‪ .‬هذا النوع من البحوث يُسمى‬
‫كذلك ابلبحوث املونوغرافية)*(اليت تنصب على حالة "عمل مدسسة أو حتقيق حول حدث‬
‫بشكل معمق‪(Maurice Angers ,op .cit ,p.66).‬‬ ‫‪،‬شخصية أو شاهد مميز‬

‫‪-4‬الظاهرتية ‪)phénoménologie( :‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪143‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫تتطلب الظاهرتية أن حيافظ املفكر على نظرته الواقعية كما هي ابعتبار الظاهرة‬
‫)‪"(phénoméne‬ظهور الشيء يف حالة نشأته ‪،‬كما يبدو‪ .‬الواقع بذلك هو ظاهرة وال‬
‫شيء آخر"‪ ( .‬ملياء مراتض نفوسي‪ ,‬مرجع سابق ص‪)96‬‬

‫* ومن بني أنواع مقارابت وأدوات مجع املعطيات املتعددة‪ ،‬يف البحوث الكيفية نلخص منها‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬املالحظة ابملشاركة‪.‬‬
‫‪-‬املقابلة غري املصممة مسبقا‬
‫‪-‬حتليل الرموز والسيمائيات بشكل عا ‪.‬‬
‫‪-‬قراءة السرية (لفرد أو مجاعة)‬
‫‪-‬حتليل اخلطاب‪ ،‬والنصوص واآلاثر املكتوبة أو الفنية‪.‬‬
‫‪-‬حتليل عناصر الثقافة الشفهية‪...،‬إخل‪.‬‬
‫تبدو تقنية "دراسة احلالة" األكثر استخداما يف العلو االجتماعية والرتبوية‬
‫على وجه العمو ‪ ،‬ابإلفادة من كل التقد التقين احلاصل‪ ،‬هناك ثالث تقنيات رئيسية يف‬
‫مجع املعطيات واملعلومات يف أي منهج حبث كيفي‪:‬‬
‫‪-1‬املالحظة ؛ ‪-2‬املقابلة؛‬
‫‪ -3‬الواثئق‪ :‬هي مصدر رئيسي للمعطيات يف املنهج الكيفي‪ .‬قد تكون مادية‪ ،‬كمكن‬
‫مالحظتها وتسجيلها‪،‬مكتوبة‪ ،‬أو شفاهية أحياان ‪،‬بقااي‪ ،‬أو لُقى‪ ،‬بياانت وسجالت من‬
‫كل نوع ابإلضافة إىل تقنية دراسة احلالة ‪.‬إىل األدوات الثالث أعاله‪ ،‬نضيف‪:‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪144‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫‪ -4‬أمهية البحث الكيفي و املنهج الكيفي‬


‫ال شك أن طبيعة الدراسة أو البحث يف العلو االجتماعية هي اليت حتدد بشكل‬
‫و هذا املنهج هو الذي حيدد ابلتبعية أسلوب البحث و‬ ‫حاسم املنهج املستخد‬
‫األداة أو التقنية األكثر مالئمة من غريها و حىت تلك األداة او التقنية البحثية حتتاج هي‬
‫األخرى إىل فن معني ل تطبيقها األمر الذي حيقق يف النهاية غاايت البحث و أهدافه ‪ ،‬و‬
‫قد تتعدد املناهج لدراسة موضوع واحد ألن ذلك التعدد يفرضه مبدأ املرونة املنهجية الذي‬
‫يدعوان إىل عد االعتماد كلية على منهج وحيد و التقيد به عند دراسة ظاهرة أو مشكلة‬
‫ما فقد تصلح عدة مناهج لدراسة موضوع واحد‬
‫لذلك ال يتعارض البحث الكيفي مع البحث الكمي حيث يتطلب االثنان مهارات خمتلفة‬
‫من جانب الباحث ‪ ،‬ولكن كمكن أن يكوان مثريني بشكل متبادل ‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص‬
‫‪ ،‬كمكن أن تشكل معاجلة السالسل العددية مسامهة كبرية يف البحث الكيفي‪.‬‬

‫‪p48) 2011(Hervé Dumez:‬‬

‫كمكن استخدا كل من من املنهج الكيفي والكمي يف البحث معاً ويف نفس الوقت يف‬
‫حتديد املشكلة ‪,‬ويعرف هذا األسلوب مبا يسمى ابلتثليث أو املثلثية–إن صحت التسمية‪,‬‬
‫ويُقصد هبا يف هذا السياق دراسة الظاهرة الواحدة أبكثر من طريقة‪ ,‬وهنا يتم استخدا‬
‫املدخل الكيفي لوصف اجلانب الوجداين يف جمال حمل الدراسة‪ ,‬بينما يستخد املدخل‬
‫الكمي يف قياس املتغريات األخرى‪ ,‬فعلى سبيل املثال كمكن أن يشمل االستقصاء أسئلة‬
‫ُمغلّة جبانب أسئلة مفتوحة‪ ,‬ويتم حتليل بياانت األسئلة املغلقة كميًا‪ ,‬فيما يتم حتليل بياانت‬
‫األسئلة املفتوحة كيفيًا‪ ,‬وسوف يسمح ذلك بوجود ُحريَّة أكثر للمستقصى منهم يف اإلدالء‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪145‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫إبجاابهتم ال يتيحها استخدا املقياس "االستقصاء" ذو اإلجاابت املغل ّقة أو االختيارات‬


‫احمل ّددة ‪.‬‬
‫إن جمموع اإلجراءات اليت يتبناها الباحث تعطي شفافية لتصوره لبحثه أو منهجه ابملعىن‬
‫الواسع و نظرا ألمهية املنهج كل تقرير حبث جيب أن حيتوي ابلضرورة على جزء حول‬
‫املنهجية أين يتم توضيح املنهج املتبىن من طرف الباحث ال ن نتائج البحث ال يكون‬
‫هلا معىن وهبذا فان أساس و مصداقية البحث حيكمها مالئمة املنهج و الوسائل اليت مت‬
‫توظيفها ميدانيا و ابلتايل فان املنهج الكيفي قد يسمح لنا ابلتوصل إىل نتائج مرضية‬
‫حول الظاهرة املدروسة‬
‫و أخريا مهما كان موضوع الدراسة فان قيمة النتائج ترتبط ابملناهج اليت مت انتهاجها ‪.‬‬

‫خامتة‪:‬‬

‫لقد أصبح البحث العلمي يلعب دورا هاما و مفصليا يف تطور و منو اجملتمعات سواء هذا‬
‫يف الدول املتقدمة أو الدول النامية ابعتباره يعد احد الوظائف الثالث اليت يستند إليها‬
‫و‬ ‫التعليم اجلامعي يف مفهومه املعاصر فاملطلوب من اجلامعة أن تقو بتوليد املعرفة‬
‫االخرتاعات املطلوبة لوضعها يف خدمة اإلنسان و اجملتمع عن طريق تشخيص خمتلف‬
‫مشكالته االجتماعية و االقتصادية وحىت البيئية و إجياد احللول العلمية املناسبة لتطوير احلياة‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪146‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫يف هذه اجملتمعات‪ ،‬حيث يعترب البحث العلمي بصفة عامة و البحث االجتماعي بصفة‬
‫خاصة عملية منظمة للتوصل إىل حلول ملشكالت‪ ،‬أو إجاابت عن تساؤالت تستخد‬
‫فيها أساليب يف االستقصاء واملالحظة مقبولة ومتعارف عليها بني الباحثني يف جمال معني‪،‬‬
‫وكمكن أن تددي إىل معرفة جديدة‪ .‬و هذا من خالل اجناز حبوث كمية او كيفية او اجلمع‬
‫بينهما‪ .‬حيث ي عتمد البحث الكيفي على هدف شامل يسعى لإلجابة على أسئلة ملاذا‬
‫وكيف و يقو بتحليل اإلجراءات والتفاعالت مع مراعاة نوااي اجلهات الفاعلة كما انه يف‬
‫امل نهج الكيفي ‪ ،‬األفعال هلا أمهية خاصة (وصف اإلجراءات) وموضوعات األفعال هم‬
‫فاعلون ‪ ،‬وليسوا متغريات أو كياانت جمردة‪ .‬جيب أن يُظهر البحث الكيفي للقارئ اجلهات‬
‫الفاعلة واألفعال و إال فإنه يفقد كل املعىن وهلذا ال جيب جتاهل البحوث الكيفية ‪ .‬و‬
‫لتنفيذ البحث الكيفي يلجا الباحث إيل املناهج الكيفية و هلذا فان حسن اختيار و‬
‫تطبيق هذه املناهج يسمح ابلتوصل إىل نتائج موضوعية و حتقيق أهداف البحث‪.‬‬

‫و يف ختا هذه الورقة البحثية اليت تطرقت إىل البحث الكيفي و املناهج الكيفية يف العلو‬
‫االجتماعية من خالل التطرق إىل خمتلف العناصر كمفهو البحث العلمي و املنهج و‬
‫املنهجية وغريها من العناصر اليت ختد البحث البد من تشجيع الباحثني و الطلبة جبامعتنا‬
‫على التوجه حنو البحوث الكيفية عند اجناز رسائلهم األكادكمية و تشجيعهم على تطبيق‬
‫املناهج الكيفية و خمتلف تقنياهتا من اجل فهم و تفسري واقعنا االجتماعي‪.‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪147‬‬
‫اجمللد‪ 03 :‬العدد‪ 03 :‬السنة‪2022:‬م‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ ‫ص ‪ – 123‬ص ‪150‬‬
‫االجتماعية‬ ‫أ‪ .‬بن فرج هللا خبته‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪-‬امحد عياد ‪، )2009(:‬مدخل ملنهجية البحث االجتماعي ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪-‬أنول ابتشريجي‪ ،)2015( :‬حبوث العلو االجتماعية املبادئ و املناهج و املمارسات‪،‬‬
‫ترمجة خالد بن انصر آل حيان‪ ،‬اليازوري‪ ،‬األردن‪،‬عمان‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪-‬امحد عبد الفتاح انجي‪)2018(:‬توظيف املنهج الكمي و الكيفي يف دراسات و حبوث‬
‫اخلدمة‬
‫االجتماعية املكتب اجلامعي احلديث الطبعة األوىل ‪.‬‬
‫‪ -‬إمساعيل شعباين(‪ ،)2005‬منهجية البحث يف العلو االجتماعية‪ ،‬بدون دار النشر‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ -‬ملياء مراتض نفوسي‪، )2018(:‬هندسة البحث الكيفي أسس و تطبيقات‪،‬دارأسامة ‪،‬‬
‫األردن ‪،‬عمان‪.‬‬
‫‪-‬حسني امحد رشوان ‪، ) 1982( :‬العلم و البحث العلمي ‪:‬دراسة يف مناهج العلو املكتب‬
‫اجلامعي احلديث‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪-‬حممد شيا ‪ ، )2007( :‬مناهج التفكري و قواعد البحث يف العلو االنسانية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬جمد املدسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪-‬حممد حممد قاسم ‪،)1999( :‬املدخل اىل مناهج البحث العلمي ‪،)1999( :‬دار النهضة‬
‫العربية‪،‬الطبعة‪1‬‬

‫جامعة اجلياليل بونعامة‪-‬مخيس مليانة‪ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‬‬

‫‪148‬‬
‫م‬2022:‫ السنة‬03 :‫ العدد‬03 :‫اجمللد‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ 150 ‫ – ص‬123 ‫ص‬
‫االجتماعية‬ ‫ بن فرج هللا خبته‬.‫أ‬

‫ دار الفكر‬،‫ علم االجتماع بني النظرية و التطبيق‬، )1996( :‫ صالح مصطفى الفوال‬-
. ‫ القاهرة الطبعة األوىل‬،‫العريب‬
‫ تصميم البحوث الكيفية و معاجلة بيانتها الكرتونيا‬،)2006( :‫ كمال عبد احلميد زيتون‬-
.‫عامل الكتب القاهرة الطبعة االوىل‬
 Aktouf:(1987), Méthodologie des sciences sociales et
approche qualitative des organisations. Une introduction à la
démarche classique et une critique. Montréal : Les Presses de
l'Université du Québec.
o -ANGERS:(1997) Initiation pratique, à la méthodologie des
sciences humaines ,casbah université , Alger.
 Grawitz:( 2005), Methodes des sciences
sociales,Paris,Dalloz, 11eme édition.
 -Quivy, Campenhoudt:(1995),,Manuel de recherche en
sciences sociales,Paris,Dunod.
 BOUCHERF:(2016), Méthode quantitative vs méthodes
qualitative ? :
 contribution a un débat, les cahiers du CREAD N° 116.
 Mucchielli:(2007), Les processus intellectuels fondamentaux,
sous-jacents aux techniques et méthodes qualitatives,
RECHERCHES QUALITATIVES – Hors Série – numéro 3,
Actes du colloque BILAN ET PROSPECTIVES DE LA

ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‫مخيس مليانة‬-‫جامعة اجلياليل بونعامة‬

149
‫م‬2022:‫ السنة‬03 :‫ العدد‬03 :‫اجمللد‬ ‫جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫أمهية البحث الكيفي واملناهج الكيفية يف العلوم‬ 150 ‫ – ص‬123 ‫ص‬
‫االجتماعية‬ ‫ بن فرج هللا خبته‬.‫أ‬

RECHERCHE QUALITATIVE, Association pour la


recherche qualitative .
 Hervé Dumez:(2011), Qu’est-ce que la recherche qualitative
?. Le Libellio d’AEGIS, Libellio d’AEGIS, 7 (4 - Hiver),
pp.47-58. hal-00657925
 Réseau Ouest et Centre Africain de Recherche en
Education:(2007), ROCARE) Association pour le
Développement de l’Education an Afrique(ADEA) Extraits de
Guides pour la Recherche Qualitative Bamako.

ISSN 2716-7887 / EISSN 2716-7909-‫مخيس مليانة‬-‫جامعة اجلياليل بونعامة‬

150

You might also like