Professional Documents
Culture Documents
البشير معمرية
أستاذ القياس النفس ي ومناهج البحث النفس ي (سابقا)
جامعتا الحاج لخضر ـ باتنة ،ومحمد ألامين دباغين ـ سطيف
الطبعة ألاولى
2022
املقدمة 1 .....................................................................................................
الفصل ألاول :العلم والبحث العلمي في العلوم إلانساني ـة 9 ............................
الفصل الثاني :الطريقة العلمية في البحوث النفسية 25 ..................................
الفصل الثالث :النظرية العلمية وبعض أمثلتها في علم النـفـس 43 ....................
الفصل الرابع :لغة البحث العلمي في البحوث النفسية 111 ...............................
الفصل الخامس :موضوع البحث ومنظومته العلمية في الب ـحوث النفسية 149 ...
الفصل السادس :مشكلة البحث :تحليلها وتحديدها واقتراح حـلول لها 183 .......
الفصل السابع :الفرض العلمي في البحوث النفسية 211 ...................................
الفصل الثامن :أي منهج يناسب البحث في برامـج إلارش ـاد ؟ 253 ........................
الفصل التاسع :منهج بحـث الفـرد الواحـد وتصميماته التجريبية 303 .................
ّ
الفصل العاشر :املنهج العل ّي /املقارن في البحوث النفسيـة 337 ..........................
الفصل الحادي عشر :املنهج الارتباطي في البحوث النفسية 365 .........................
الفصل الثاني عشر :العينة وأنواع املعاينة في البحوث النفسيـة 411 ..................
الفصل الثالث عشر :معايير استعمال ألاساليب إلاحصائية 471 .........................
الفصل الرابع عشر :مناهج البحث النفس ي بين التصنيفات 493 ........................
الفصل الخامس عشر :دور املقارنات بين ألافراد واملجموعات 505 .....................
الفصل السادس عشر :كارل بوبر والاستقرائيون 519 ........................................
الفصل السابع عشر :معرفة مصطلحات العلم والتقيد بها 529 .........................
الفصل الثامن عشر :تم اكتساب عادات بحثية خاطئة 535 ..............................
الفصل التاسع عشر :فهم طبيعة الارتباط بصفته منهجا للبحث 541 ................
الفصل العشرون :البحث العلمي يبدأ بسؤال ،أي بمشكلة 545 ........................
الفصل الحادي والعشـرون :مجاالت البحـث النفس ي وتعـميم النتائج 553 ...........
الفصل الثاني والعشرون :تطوير املفاهيم في البحث الع ـلمي النفس ي 559 ...........
الفصل الثالث والعشرون :مالحظات نقدية ملناهج البحث والق ـياس 567 ...........
الفصل الرابع والعشرون :مقاالت إضافية في منهجية البحـث النفس ي 619 .........
املقدمة.
إن العلم (القوة الناعمة) في هذا العصر ،هو العامل الفاصل بين تقدم ألامم وتخلفها،
وبين قوتها وضــعفها ،وبين اســتقاللها وتبعيتها .وبقدر ما تبذل ألامم في ســبيل طلب العلم من
جهد ومال ،وتتمكن من معطياته النظرية والتطبيقية ،واستعماله في التغلب على املشكالت
الاقتصادية وغيرها ،بقدر ما يكون تقدمها وقوتها وسيطرتها على غيرها.
ويقـاس تقـدم املجتمعـات ورق هـا ماديا ومعنويا بمـدم تقـدم البحـث العلمي ف هـا ،وإنتـاج
املعلومات التي أص ـ ـ ـ ــبحم اليوم من أهم مص ـ ـ ـ ــادر الدخل القومي للدول املتقدمة .فالبحث
العلمي ركيزة هامة ألي تقدم اقتصادي واجتماعي.
والعلم ينتجــه البحــث الجــاد واملتواص ـ ـ ـ ـ ــل الــذي تش ـ ـ ـ ــرل عليــه املؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ــات العلميــة
املتخص ـ ـص ـ ــة ،ويقوم به العلماء والباحثون الجادون املتخص ـ ـص ـ ــون ،الذين يقض ـ ــون معظم
س ــنوات أعمارهم في ممارس ــة البحث العلمي ،وتحمل ص ــعوباته .وتوجد الجامعة وأس ــاتذتها
البــاحثين في مقــدمــة هــذت املؤس ـ ـ ـ ـس ـ ـ ـ ـ ــات التي عت ر البحــث العلمي وإنتــاج املعرفــة من أهم
وظائفها ،بل هناك من عت ر البحث العلمي الوظيفة ألاس ـ ـ ــاس ـ ـ ــية للجامعة .أين تقاس مكانة
الجامعة وكفاءتها بمســتوم البحوث العلمية التي تنجي ف ها ،والدراســات التي تنشــرها .و ع ي
البحث العلمي إنتاج املعرفة وتطويرها نظريا وتطبيقيا.
والجــامعــة بص ـ ـ ـ ــفتهــا إحــدم الطال ع املتقــدمــة ألي مجتمع س ـ ـ ـ ــهى نحو النمو والا دهــار،
و عمــل على تبوأ مكــانــه بين املتقــدمين ،هي املكــان التقليــدي ملمــارس ـ ـ ـ ـ ــة البحــث العلمي ،بــل
البحث العلمي مهمة أولى وأس ــاس ــية للجامعة .فمنها تخرج العلماء واملبتكرون ومنتجو الفكر
ال ــذين أاروا الحي ــاة البش ـ ـ ـ ــري ــة ،وق ــادوهـ ـا نحو التق ــدم والرقي في مج ــاالت الحي ــاة العلمي ــة
والاقتصادية والاجتماعية.
وممارس ــة البحث العلمي من ألاعمال إلانس ــانية الراقية ،وألانش ــطة ذات الشـ ـ ن الرفيع
قديما وحديثا ،تمجدت املجتمعات كما تمجد املمارس ـ ـ ـ ــين له .فالباحثون والعلماء هم الذين
يذللون الصعوبات ويحلون املشكالت.
واتسـ ــع نطاق البحث العلمي في هذا العصـ ــر فشـ ــمل جميع صـ ــنول املعرفة ،من العلوم
التكنولوجية كالفيزياء والكيمياء إلى العلوم إلانسـ ـ ــانية مثل علم النفس والتربية والاقتصـ ـ ــاد
وعلم الاجتماع.
وتصنف العلوم املختلفة التي أنتجها العقل والجهد البشريين على أساسين هما :
.1مدم قدرتها على تناول مشكالت قابلة للحل.
1
النتائج، .2مدم اعتمادها على أسـ ــاليب املنهج العلمي في إجراءات البحث واسـ ــتخال
ويصنف علم النفس ضمن هذت الفئة.
وال يمكن لعلم النفس أن يرقى إلى مستوم العلوم ألاكثر تطورا ويصل إلى مكانتها إال إذا
التزم باملنهج العلمي وأساليبه في بحثه للسلوك .إن علم النفس بجميع فروعه الدقيقة ،هو
كغيرت من العلوم ،التي أنتجها العقل البشري ،سهى إلى تحقيق أربعة أهدال ،هي :الوصف،
والتفسير ،والتنبؤ ،والتحكم.
و عت ر الوصف ،الهدل ألاساس ي ألي علم ،ومعنات أن يقوم الباحث بتسجيل مالحظاته
عن الظواهر القابلة للمالحظة كما تحدث بالفعل "هنا وآلان" ،وتحديد عالقاتها بالظواهر
ألاخرم ،من خالل جمع املعلومات حولها باستعمال أدوات مناسبة .فالسيكولوجيون
ستعملون املالحظة املوضوعية والقياس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .و ستعملون
الاختبارات املوضوعية وإلاسقاطية واملقابالت الشخصية والاستبانات وغيرها من أدوات
القياس وأدوات جمع املعلومات .إن علماء النفس ستطيعون مالحظة الكثير من جوانب
السلوك البشري ،كالعدوان ،ومساعدة آلاخرين ،والتعاون وغيرت .ولكنهم إذا أرادوا أن عرفوا
معلومات عن التفوق أو الفشل ،أو عن الاتجات نحو العمل ،فإنهم ستعملون املقابالت
الشخصية والاختبارات.
وتساعد عملية وصف الظواهر السلوكية على تصنيفها إلى فئات أو أنظمة .فيتم
تصنيف السلوك إلى حركي وعقلي ووجداني ،أو سوي وغير سوي .كما يصنف السلوك
الالسوي إلى اضطرابات عقلية واضطرابات وجدانية ،كما يصنف السلوك إلى املعرفة
والدوافع والانفعاالت والاتجاهات ،وإلى سلوك متعلم وسلوك غير متعلم (موروث).
ويقدم التصنيف فائدة نظرية هامة ،إذ أنه يمكن من خالله تحقيق أهدال املعرفة
العلمية ،وهو تكوين أنظمة من املعرفة .فيمكن تصنيف كل سلوك إنساني في الفئة التي
تناسبه ،ومن ام سهل الاحتفاظ به والبحث فيه وتطويرت والاستفادة منه عمليا.
وبعد وصف الظواهر السلوكية وتصنيفها ،يتجه السيكولوجيون إلى تفسيرها .ويتضمن
التفسير إلاجابة عن السؤال الرئيس ي الذي يطرحه علماء النفس ،وهو " :ملاذا سلك الناس
بالطريقة التي سلكون بها ؟" .وتت لف عملية التفسير من شبكة من عالقات "السبب
والنتيجة" .وتفسير السلوك يؤدي إلى فهمه .فالسيكولوجي يريد أن يفهم مثال ،ملاذا يرتفع
إقبال إلاناث على التعليم املدرس ي مقارنة بالذكور ؟ وملاذا يرتبط التحصيل الدراس ي عكسيا
(سلبا) بالعمر اليم ي ؟ وملاذا يصمد بعض ألافراد أمام ما يتحداهم من ضغوط الحياة،
بينهما ينهار آخرون ؟ ولبحث مثل هذت املوضوعات وغيرها ،يقدم الباحثون تفسيرات مؤقتة
2
ومبدئية ،تدعى "الفروض" التي تخضع لالختبار بعد ذلك بواسطة البحث العلمي بمناهجه
املختلفة.
ويؤدي التفسير الصحيح إلى التنبؤ الدقيق بحدوث السلوك .فإذا كان الوصف هو
إلاجابة عن سؤال :ماذا حدث ؟ وإذا كان التفسير هو إلاجابة عن سؤال :ملاذا حدث ؟ فإن
التنبؤ يتولى إلاجابة عن سؤال :متى يحدث ؟ و عت ر التنبؤ اختبارا آخر للفرض الذي تم
اختبارت بالبحث العلمي في هدل التفسير .حيث أنه إذا كان الفرض صحيحا ،فإنه ينبغي أن
يكون قادرا على وصف ما سول يحدث في املواقف املرتبطة به .ولنفرض أن علماء النفس
اكتشفوا بطريقة دقيقة وصحيحة أن الالتحاق بالتعليم يرفع من مستوم الذكاء ،فإنه يمكن
التنبؤ عندئذ بارتفاع نسبة الذكاء لدم ألافراد الذين يلتحقون بالتعليم أو ببعض مراحله،
مقارنة ب ولئك الذين لم يلتحقوا به .كما يكون تفاوت في مستويات الذكاء وفقا ملستوم
مراحل التعليم التي تم الالتحاق بها .كما أنه إذا ابم أيضا أن مشاهدة ألاطفال آلبائهم وهم
يمارسون العدوان ،ينمي لديهم السلوك العدواني ،فإنه يمكن التنبؤ ب ن مشاهدة ألاطفال
ألفالم العنف في التلفييون ،تييد من ممارسة السلوك العدواني لديهم.
وبعد مرور عملية البحث العلمي باألهدال الثالاة وهي :الوصف والتفسير والتنبؤ ،ي تي
البحث حول تحقيق الهدل الرابع ،وهو مدم إمكان التحكم في السلوك وضبطه ،سواء في
حالة الرغبة في يادته أم في حالة التقليل منه أو إ الته .ويتم التحكم في السلوك وضبطه
بنجاح ،إذا توفرت معرفة دقيقة وصحيحة بالشروط التي يحدث أو يتغير وفقا لها .ويتحقق
الضبط والت حكم في السلوك بشكل ناجح إذا كانم عمليتا التفسير والتنبؤ صحيحتين
ودقيقتين .فعلى سبيل املثال ،إذا كانم مشاهدة أفالم العدوان في التلفييون تييد فعال من
عدوانية ألاطفال ،فإنه يمكن أن يقلل من هذت العدوانية بوضع قيود على برامج العنف
التلفييونية ،وكذلك بتدريب آلاباء على حل مشكالتهم بطرق التفاوض وليس بطريق العدوان
والشجار.
ويتميز العلم والبحث العلمي عن غيرت من أنش ـ ــطة العقل البش ـ ــري ،بخص ـ ــائ معينة،
هي :
1ـ املوضوعية التي تع ي االاة أمور :
ألاول ،ابتعاد الباحث عن أهوائه الش ـ ـ ـ ــخص ـ ـ ـ ــية أو العرقية أو الجنس ـ ـ ـ ــية عند وص ـ ـ ـ ــف
الظاهرة أو تفسيرها.
الثان ـي وهو ألاه ـم ،و عـ ي اش ـتراك أك ـثر من باح ـث فـي إدراك خصائ ـ الظاهرة موض ـوع
3
البحث بنفس الدرجة تقريبا ،أي توفر أك ر قدر من الاتفاق بين أكثر من باحث ،مس ـ ـ ــتقل كل
منهم عن آلاخر في إدراك الظاهرة .وال ينبغي أن يحدث هذا الاتفاق عن طريق الص ـ ـ ـ ــدفة وأال
يييد مستوم الخط في النتائج عن .0.05
الثــالــث إمكــان إعــادة إجراء البحــث بنفس الش ـ ـ ـ ــروط املنهجيــة على نفس املوض ـ ـ ـ ــوع أو
املشكلة.
2ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ القياس :و ع ي التعبير عن الوقا ع أو املش ـ ــاهدات تعبيرا كميا على أس ـ ــاس قواعد
معينة .وذلك لتحديد مقدار وجود متغير ،أو درجة ارتباطه بمتغير آخر ،أو درجة ت ارت بمتغير
آخر أو تفاعله معه.
3ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الطابع التراكمي للعلم :حيث تض ـ ــال القض ـ ــايا العلمية التي يتم التحقق منها عن
طريق املنهج العلمي إلى التراث العلمي الذي سـ ـ ــبق التحقق منه وتمهد لنشـ ـ ــاط علمي الحق،
ممــا يحقق نوعــا من التقــدم العلمي بتراكم جهود العلمــاء .وليس للعلم طــابع ي ـ ـ ـ ــخ ـ ـ ـ ـ ي أو
ملكية يخصية.
4ـ وجود عالقة ديناميكية بين املشاهدات واملعلومات النظرية :فالعلم نشاط ديناميكي
تتفاعل فيه كل من املش ـ ـ ــاهدات امليدانية واملعلومات النظرية .وهو بناء من املعرفة املنظمة
الذي قد يبدأ بالبيانات املس ـ ـ ـ ــتمدة من الوقا ع املحس ـ ـ ـ ــوس ـ ـ ـ ــة والقابلة للمش ـ ـ ـ ــاهدة ،أو يبدأ
بنظريـ ــة أو بمفهوم مجرد أو بفرض معين .والتفـ ــاعـ ــل بين الطرفين هو الـ ــذي يجعـ ــل العلم
نشاط نام ،و ساعد على تقدمه وارتقائه ،مما ينعكس على كفاءة الفهم العلمي .أي ال بد أن
تفس ـ ـ ـ ــر النت ــائج املتوصـ ـ ـ ـ ـ ــل إل ه ــا ،بع ــد إجراء بح ــث معين ،وفق ــا ط ــار نظري مالئم .وق ــال
السـ ــيكولوجي املصـ ــري ،مصـ ــطف سـ ــويف " :إن ألارقام وحدها ال تعطينا علما ،وال يكفي أن
نصنع استبيانا ونطبقه لكي ينمو جسم العلم ،بل ال بد من أن ندخل نتائج الاستبيان في بناء
نظري يجمع بينها وبين أجياء أخرم من معلوماتنا بطريقة متسقة".
ويتفرع اهتمام البحث العلمي في علم النفس وغيرت من العلوم ألاخرم ،إلى االث مجاالت
هي :
1ـ ـ ـ ـ ـ ـ العلوم ألاسـ ــاسـ ــية .وهي التي تسـ ــهى إلى الحصـ ــول على املعرفة واكتشـ ــال القوانين
العلمية ،بغض النظر عن القيمة العلمية املباش ـ ـ ــرة أو العاجلة لهذت العلوم .فعلماء النفس
ضمن هذت الفئة ،يهتمون بإجراء بحوث الكتشال القوانين والشروط التي تتحكم في حدوث
السلوك وتغيرت ،وال يهتمون بما يترتب عنها من تطبيقات.
2ـ العلوم التطبيقية .وهي التي تسهى إلى تحسين الظرول التي تتحكم فـي السلوك عن
4
طريق استثمار ما يمكن الاستفادة منه من نتائج البحوث ألاساسية في مجال تعديل السلوك
وإرشاد ألافراد ،أو تحسين طرق التدريب والتدر س ،أو تحسين ألاداء وغيرت.
3ـ ـ ـ ـ مناهج البحث وفنونه .وإلى جانب املجالين السابقين ،يوجد مجال آخر من مجاالت
النش ـ ـ ـ ــاط العلمي في علم النفس ،ال يمثل فرعا من فروع العلم ألاس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــية أو التطبيقية،
ولكنـه ذا أهميـة ك رم في ض ـ ـ ـ ــبط وإحكـام كـل من البحوث العلميـة ألاس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـيـة والتطبيقية
العملية .ويتمثل في الجانب املنهجي ومنطق البحث العلمي ،وتصميمات التجارب والدراسات،
واستعمال املعادالت والنماذج الرياضية في ابتكار معادالت إحصائية وغيرها.
إذن ،تتو ع اهتمامات علماء النفس في مجال البحث النفس ي بصفته أحد التخصصات
العلمية في مجال العلوم إلانسانية على االاة مجاالت هي :
.1العلوم ألاساسية النظرية .2 .العلوم التطبيقية .3 .مناهج البحث النفس ي وفنونه.
ويتنوع البح ــث العلمي في الج ــامع ــة حس ـ ـ ـ ـ ــب املج ــاالت ،حي ــث هن ــاك البحوث النظري ــة
ألاكاديمية والبحوث التطبيقية العملية والبحوث التي تجرم لتطوير مناهج البحث وفنونه.
يتضح مما تقدم ،في هذت املقدمة ،أن كال من منهج البحث وإلاحصاء والقياس النفس ي
وتعريف املفاهيم ،يطلق عل ها فنون البحث العلمي ،التي ينبغي أن يتقنها كل من اختار
ألاكاديمية (البحث العلمي) مهنته ،بغض النظر عن تخصصه الفرعي في علم النفس.
والتقصير في إلاملام بهذت الفنون وعدم إتقانها ،يجعل البحث ليس بحثا علميا ،ويفقد
خصائصه كبحث علمي .إن هذت الفنون هي التي تجعل ما ينتجه العقل البشري علما أو
ليس كذلك .وهي التي تميز الباحث العلمي عن الباحث غير العلمي .والذي الحظه الجميع ،في
أعمال بحثية عديدة ،أن هذت الفنون ،ال يتقنها معظم الباحثين في علم النفس .فشاع ،مثال،
الخلط في مناهج البحث وعدم التمييز بين تصميماتها املختلفة .وصياغة فرضيات بطريقة
خاطئة .والخلط في تسمية طرق اختيار العينات .وحساب الصدق باستشارة املحكمين،
وأهمل حسابه إحصائيا ،وشاع استعمال معادالت إحصائية في غير موضعها ،كاستعمال
إحصاء البارامتري بدال من بارامتري ،وشاع ذكر مفاهيم ستعملها عادة الشخ العادي،
دون تحديدها علميا ،وغيرها من ألاخطاء في فنون البحث العلمي التي تشوت البحث وتبعدت
إلى خارج نطاق العلم .ألامر الذي جعل املؤلف يرم ضرورة القيام بإعداد دليل علمي في
مناهج البحث والقياس في علم النفس والتربية ووضعه في متناول الباحثين عس ى أن
ستفيدوا منه في إنجا بحوثهم بمنهجية علمية جيدة ال أخطاء ف ها.
تضمن الدليل محتوم علميا حول مناهج البحث النفس ي ،تم تو عه على اا ي عشر
فصال.
5
يتناول الفصل ألاول :العلم والبحث العلمي في العلوم إلانسانية.
ويتناول الفصل الثاني الطريقة العلمية في البحوث النفسية.
ويتناول الفصل الثالث النظرية العلمية وبعض أمثلتها في علم النفس.
ويتناول الفصل الرابع لغة البحث العلمي في البحوث النفسية.
ويتناول الفصل الخامس موضوع البحث ومنظومته العلمية في البحوث النفسية
ويتناول الفصل السادس مشكلة البحث :تحليلها وتحديدها واقتراح حلول لها "صياغة
الفرضيات".
ويتناول الفصل السابع الفرض العلمي في البحوث النفسية :أنواعه ،صياغته ،اختبارت.
ويتناول الفصل الثامن أي منهج يناسب البحث في برامج إلارشاد ؟ (التصميمات
التجريبية والعاملية وشبه التجريبية).
ويتناول الفصل التاسع منهج بحـث الفـرد الواحـد وتصميماته التجريبية للباحثين
واملعالجين واملرشدين النفسيين.
ّّ
ويتناول الفصل العاشر املنهج العلي /املقارن في البحوث النفسية.
ويتناول الفصل الحادي عشر املنهج الارتباطي في البحوث النفسية.
ويتناول الفصل الثاني عشر العينة وأنواع املعاينة في البحوث النفسية.
ويتناول الفصل الثالث عشر معايير استعمال ألاساليب إلاحصائية في البحوث النفسية.
ويتناول الفصل الرابع عشر مناهج البحث النفس ي بين التصنيفات وإلاجراءات
ويتناول الفصل الخامس عشر دور املقارنات بين ألافراد واملجموعات ملعرفة مستوياتهم
في الخصائ النفسية.
ويتناول الفصل السادس عشر كارل بوبر والاستقرائيون ،و "فرضية ضربة الجن"
واملوضوعية والذاتية في العلم.
ويتناول الفصل السابع عشر معرفة مصطلحات العلم والتقيد بها دليل على التمكن
فيه.
ويتناول الفصل الثامن عشر تم اكتساب عادات بحثية خاطئة يصعب التخل منها في
املنظور القريب.
ويتناول الفصل التاسع عشر فهم طبيعة الارتباط بصفته منهجا للبحث ،وطريقة لفهم
العالقات بين الظواهر
ويتناول الفصل العشرون البحث العلمي يبدأ بسؤال ،أي بمشكلة ،وال يبدأ بعنوان.
ويتناول الفصل الحادي والعشرون مجاالت البحث العلمي وتعميم النتائج.
6
ويتناول الفصل الثاني والعشرون تطوير املفاهيم في البحث العلمي النفس ي.
ويتناول الفصل الثالث والعشرون مالحظات نقدية ملناهج البحث والقياس النفس ي في
البحوث امليدانية.
ويتناول الفصل الرابع والعشرون مقاالت في منهجية البحث النفس ي.
أدعو هللا أن يتقبله قبوال حسنا إنه سميع مجيب.
7
أرجو أني قدمم عمال مقبوال ،ومفيدا.
.24 : ٌ "فقال رب إني ملا أنيلم ّ
إلي من خير فقير" .القص
وهللا هو املعين واملوفق.
مراجع املقدمة
.1عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
25 :ـ .28 مكتبة غريب.
.2لندا ل .دافيدول ( .)1983مدخل علم النفس .ترجمة :سيد الطواب وآخرون .مراجعة :
فؤاد أبو حطب .الطبعة الثانية .القاهرة ،دار مكجروهيل.59 : .
البشير معمرية
أستاذ القياس النفس ي ومناهج البحث النفس ي (سابقا)
جامعتا الحاج لخضر ـ باتنة ،ومحمد ألامين دباغين ـ سطيف
8
الفصل ألاول
العلم والبحث العلمي في العلوم إلانسانية
9
10
أوال :أنواع املعرفة العلمية ومكانة العلوم إلانسانية ف ها.
يمكن تقسيم املعرفة العلمية التي أنتجها العقل البشري إلى االث مجموعات ،هي :
ألاولى :هي العلوم التي تشترك في تناولها لقضايا ومشكالت قابلة للحل ،وتعتمد املنهج
العلمي في إجراءات البحث واستخال النتائج ،سواء كان الحل ممكنا عند بداية البحث،
أم في املستقبل عند إحرا تقدم في أساليب البحث العلمي .ومن هذت العلوم :العلوم
الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وعلوم ألاحياء .والعلوم إلانسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع
والتربية والاقتصاد وعلم السكان وغيرها( .وتم استبعاد العلوم الصورية ،مثل الرياضيات
واملنطق ألنها تتناول القوالب الصورية للتفكير وال تضيف علما بالعالم الخارجي).
الثانية :وهي نظم من املعرفة إلانسانية وال تعد علوما ،وتشترك في كونها تتناول مشكالت
قابلة للحل ،وال تعتمد املنهج العلمي في حلها ،ومن هذت املعارل :الفنون وآلاداب واملوسيق
والفلسفة.
الثالثة :هي النظم املعرفية التي يطلق عل ها الدراسات امليتافيزيقية ،وتشترك في تناولها
ملشكالت غير قابلة للحل ،وال تعتمد املنهج العلمي ،ألنها تتجاو قدرات العلماء على تناولها،
رغم أن إلانسان ال ستطيع تجاهلها وعدم الانشغال بها ،مثل :قضايا تتصل ب سباب وجود
هذا العالم ،وما ينبغي أن يتصف به خالق الكون ...إلخ.
يتبين من هذا التقسيم ،أن مكانة علم النفس وهو من العلوم إلانسانية ،يوجد ضمن
املجموعة ألاولى التي تتميز بخاصيتين هما :
ألاولى :تتناول مشكالت قابلة للحل.
الثانية :تعتمد أساليب املنهج العلمي في إجراءات البحوث واستخال النتائج.
11
ألاول :ه ـو ،املن ـه ـج الع ـل ـمي ال ـذي يـتـمـث ـل فـي ألاس ـالـيـب الب ـحـث ـي ـة املـنـظـم ـة التي يتـبـع ـها
العلماء ،سعيا الكتشال املتغيرات (في الدراسات الاستكشافية) أو الربط بينها (في الدراسات
الارتباطية) أو محاولة تفسيرها (في الدراسات التجريبية أو شبة التجريبية).
الثاني :هو ،مضمون املعرفة العلمية ،أي املعلومات التي تستخل باالعتماد على
املناهج السابقة ،وتتراكم وتتكامل في أحد مجاالت املعرفة إلانسانية ،مثل :الفيزياء وعلم
ألاحياء وعلم النفس والتربية وعلم الاجتماع وعلم السكان وغيرها.
العلم. )2خصائ
للعلم عامة ،أربع خصائ ،هي :
12
وتتوفر هذت املتغيرات في ألاشياء أو في ألايخا .وأ ال إدخال القياس إلى علم النفس ،كثيرا
من الفهم الخاطئ ،لكون علم النفس مجرد أفكار ناتجة عن استعمالنا للفهم العام في تفسير
سلوك ألافراد ،وأن القياس ال يمكن استعماله إال في العلوم الطبيعية .ولكن مع تقدم
الدراسات النفسية ،أمكن تطبيق الخصائ العامة للقياس بمختلف مستوياته على
املتغيرات النفسية ،سواء ما تعلق منها بالفرد أم الجماعة .كالذكاء والقلق والعدوانية والدافع
للنجا والتعاون والروح املعنوية وسرعة الاستجابة وغيرها .وأاناء بحث هذت املتغيرات ،يتم
تعريفها إجرائيا ،والتعريف إلاجرا ي يتم بتحديد العمليات أو إلاجراءات املستعملة لقياس
املتغيرات أو مالحظتها .مثل :تعريف الذكاء ب نه " :الدرجة التي يحصل عل ها الفرد على اختبار
وكسلر ـ بلفيو" .والقلق هو " :الدرجة التي يحصل عل ها الفرد على قائمة القلق ـ السمة".
والتعلم هو " :الفرق في الدرجة على اختبار معين ،قبل التدريب وبعدت" .وهكذا تعرل إجرائيا
متغيرات مثل :الدافعية وإلادراك والتفكير وقدرات إلابداع وغيرها.
13
الواقعية امليدانية ،واملع ـلومات وامل ـفاهيم النظ ـرية ،بح ـي ـث ال يم ـك ـن الت ـح ـدي ـد بدق ـة ن ـق ـط ـة
البداية لهذا النشاط ،هل هو الوقا ع املشاهدة أو املعلومات واملفاهيم النظرية.
فالعلم بناء من املعرفة املنظمة ،قد يبدأ بالبيانات املستمدة من الوقا ع املحسوسة
والقابلة للمشاهدة ،أو يبدأ بنظرية أو بمفهوم مجرد أو بفرض معين ،والتفاعل بين الطرفين
هو الذي يجعل العلم نشاط حي نام ،و ساعد على تقدمه وارتقائه ،مما ينعكس على كفاءة
َُ
الفهم العلمي ،أي ال بد أن تف ّسر النتائج املتوصل إل ها بعد إجراء بحث معين وفقا طار
نظري مالئم ،حتى تكون الكفاءة للتنبؤ والتحكم في السلوك .وقال السيكولوجي املصري
مصطفي سويف (رحمه هللا) " :إن ألارقام وحدها ال تعطينا علما ،وال يكفي أن نصنع مقياسا
ونطبقه لكي ينمو جسم العلم .بل ال بد من أن ندخل نتائج املقياس في بناء نظري يجمع بينها
وبين أجياء أخرم من معلوماتنا بطريقة متسقة".
14
9ـ مبدأ موضوعية الباحث وفطنته.
.10مبدأ اتباع الباحث لخطوات البحث العلمي.
)1الوصف.
وهو الهدل ألاساس ي ألي علم .ومعنات أن يقوم الباحث بتسجيل مالحظاته عن الظواهر
القابلة للمالحظة ،كما تحدث بالفعل ،على أساس مبدأ "هنا وآلان" .وذلك بجمع الحقائق
حولها باستعمال وسائل وأدوات مناسبة .فالسيكولوجيون مثال ،ستعملون املالحظة
املوضوعية والقياس .و ستعملون الاختبارات املوضوعية وإلاسقاطية ،واملقابالت الشخصية
والاستفتاءات وغيرها .وعلى سبيل املثال ،ستطيع علماء النفس مالحظة السلوك العدواني
لدم ألاطفال ،أو كيف يتصرل الراشدون في املواقف السارة .أو كيف يتصرل املراهقون في
مواقف إلاحباط .وغيرت.
وتساعد عملية الوصف على تصنيف الظواهر النفسية في فئات أو أنظمة .فيتم تصنيف
السلوك إلى سلوك معرفي وسلوك وجداني وسلوك نيوعي .وإلى سلوك سوي وسلوك ال سوي.
كما يصنف السلوك الالسوي إلى اضطرابات عصابية واضطرابات ذهانية وظيفية وذهانية
عضوية وغيرها .كما يصنف السلوك إلى دوافع وانفعاالت واتجاهات ،وإلى سلوك متعلم
وسلوك غير متعلم ...إلخ.
ويقدم التصنيف فائدة نظرية هامة ،إذ يمكن تحقيق أهدال املعرفة العلمية ،وهو
تكوين أنظمة من املعرفة ،بحيث يصبح كل فعل إنساني من إلامكان وضعه في الفئة التي
تناسبه ،ومن ام سهل الاحتفاظ به والبحث فيه وتطويرت ،والاستفادة منه علميا.
ولكن .ال يقتصر العلم على مجرد تصنيف الظواهر التي هي موضوع دراسته .إن العلم
س ـعـ إلـ اك ـت ـشال الع ـالقات التـي تقوم بيـن هذت الظ ـواهر .إنه محاول ـة اك ـت ـشال أنظمة
15
محددة ،تعمل من خاللها الظواهر .فال يكفي أن يقال مثال ،إن مستوم الطموح من سمات
الشخصية ،أو أن انحرال ألاحداث منتشر في ألاحياء الفوضوية ،أو أن اليواج السعيد
مرغوب لدم ألافراد ،أو أن إلادراك والانتبات والتفكير والذكاء من العمليات املعرفية ،وأن
القيم والاتجاهات والحب والكرت والفرح والحين من الاستجابات الوجدانية ،وهكذا ،حتى
نقيم علما للسلوك .ولكن ال بد من أن نعرل العالقات التي تربط بين هذت املتغيرات .مثال،
العالقة بين مستوم الطموح والقيم الشخصية ،والعالقة بين اليواج السعيد والذكاء أو
مستوم تعليم اليوجين ،والعالقة بين انحرال ألاحداث وأساليب التربية الوالدية ...إلخ .حتى
يمكن القول أنه تكونم معرفة علمية بالسلوك البشري.
)2الفهم والتفسير.
إن أهم ما يميز العلم كنشاط إنساني ،أنه يهدل إلى كشف العالقات السببية التي تقوم
بين الظواهر املختلفة .والواقع أن كشف العالقات السببية بين الظواهر ع ي فهمها ،وبالتالي
تفسيرها .أي إمكان إلاجابة عن السؤال الرئيس ي الذي يطرحه علماء النفس ،وهو " :ملاذا
سلك الناس بالطريقة التي سلكون بها ؟" .وتت لف عملية التفسير من شبكة عالقات السبب
والنتيجة .وتفسير السلوك يؤدي إلى فهمه .فالسيكولوجي يريد أن يفهم ،ملاذا يرتفع مستوم
القلق لدم بعض ألافراد ؟ وملاذا يحدث العنف في املجتمع ؟ وملاذا يدمن ألافراد على املخدرات
؟ وملاذا يحدث الطالق بنسب مرتفعة ؟ والطريقة العلمية للجابة عن هذت ألاسئلة ،تقوم
على وضع إجابات ،أو تفسيرات ،محتملة ومؤقتة ،يطلق عل ها لفظ "الفروض" ،التي تخت ر
بعد ذلك بواسطة إجراءات البحث العلمي .ومن أمثلة الفروض املعقولة والجيدة لحل
املشكالت السابقة ما يلي " :إن ابتعاد الناس عن تعاليم الدين ،أدم إلى ارتفاع مستوم القلق
ّ
لديهم"" .إن مشاهدة أفالم العنف في التلفييون علم الناس استعمال العنف لحل مشاكلهم".
"إن عمل املرأة ورغبتها في التحرر من سيطرة الرجل اقتصاديا ،أدم إلى ارتفاع نسبة الطالق".
وهذت الفروض ،بصفتها إجابات مؤقتة عن ألاسئلة السابقة ،تعت ر فروضا تفسيرية ،أي إذا
تحققم بطرق البحث العلمي ،تعت ر تفسيرا وفهما للمشكالت التي تم التعبير عنها باألسئلة.
)3التنبؤ.
يؤدي التفسير الصحيح إلى التنبؤ الدقيق بحدوث السلوك .فإذا كان الوصف هو إلاجابة
عن سؤال ماذا حدث ؟ وإذا كان التفسير هو إلاجابة عن سؤاليـن هما :ملاذا حدث ؟ وكيف
16
حدث ؟ فإن التنبؤ يتضمن إلاجابة عن سؤال في أي ظرول أو شروط يحدث ؟ و عت ر التنبؤ
اختبارا آخر للفرض الذي تم إجراء التجريب عليه لتحقيق هدل التفسير .حيث أنه إذا كان
الفرض صحيحا ،فينبغي أن يكون قادرا على وصف ما سول يحدث في الظرول واملواقف
املرتبطة به.
فلنفرض أن علماء النفس فهموا بعد نتائج البحث العلمي أن الالتحاق بالتعليم
ومواصلته يرفع من مستوم الذكاء ،فإنه يمكن التنبؤ عندئذ بارتفاع نسبة الذكاء لدم ألافراد
الذين يلتحقون بالتعليم ،أو ببعض مراحله ،مقارنة ب ولئك الذين لم يلتحقوا به .كما أنه إذا
ابم أيضا أن مشاهدة ألاطفال ملمثلي ألافالم وهم يمارسون العنف ينمي لديهم سلوك
العنف ،فإنه يمكن التنبؤ ب ن مشاهدة ألاطفال آلبائهم وهو يمارسون العنف لحل مشاكلهم،
يييد من سلوك العنف لديهم.
)4الضبط والتحكم.
يتم ضبط السلوك والتحكم فيه ،بناء على املعرفة الدقيقة بالشروط التي يحدث أو
يتغير وفقا لها .ويتحقق الضبط بشكل ناجح عندما تكون عمليتا التفسير والتنبؤ دقيقتين.
فعلى سبيل املثال ،إذا كانم مشاهدة أفالم العنف تييد من عدوانية ألاطفال ،فإنه يمكن
التقليل من هذت العدوانية بوضع قيود على برامج التلفييون .وكذلك بتدريب آلاباء على حل
مشكالتهم ألاسرية بطرق أخرم غير العنف.
17
املشكلة" .و عرفه بوالنسكي N. Polansky 1962ب نه " :استعمال إجراءات وطرق منظمة
متقنة سعيا وراء الحصول على املعرفة" .و عرفه أيضا كل من إبراهيم وجيه محمود ،محمود
عبد الحليم منس ي 1983ب نه " :طريقة من طرق التفكير املنظم أو الدراسة الدقيقة التي
تعتمد على وسائل موضوعية لجمع البيانات ،وهي طريقة تؤدي إلى نتائج يمكن التحقق منها
في أي وقم من ألاوقات ،كما يمكن تعميمها والخروج منها بقواعد
علمية تسمح بتفسير الظاهرة ،وتتيح إمكان التنبؤ بها وضبطها والتحكم ف ها".
يتبين من التعريفات السابقة ،أن البحث العلمي ،ع ي اتباع طرق وإجراءات منظمة
ومتقنة ،تبدأ بتعيين الظاهرة املراد بحثها أو تحديد املشكلة ،ام استعمال وسائل موضوعية
لجمع البيانات حولها ،واستعمال وسائل أخرم موضوعية كذلك ملعالجة هذت البيانات
وعرضها ،والخروج بنتائج يمكن الاستفادة منها وتعميمها.
18
يلي :
1ـ البحث العلمي نشاط هادل يوجه إلى حل مشكلة محددة .ومن ام فإنه سهى إلى
إلاجابة عن أسئلة معينة أو يخت ر فروضا باعتبارها إجابات أو حلول مؤقتة ملشكالت قائمة.
َ
2ـ البحث العلمي ُي ْب ى على وقا ع يمكن مشاهدتها وقياسها .ومن ام يتم إبعاد ألاسئلة
التي ال يمكن إلاجابة عنها بوقا ع يمكن مشاهدتها وقياسها ،مهما كانم هذت ألاسئلة جيدة.
كما يتم الابتعاد عن الذاتية ،والتفكير املغلق واملتحيز ،والبـحـث فقـط فيما يم ـك ـن الت ـح ـق ـق
منه.
3ـ البحث العلمي يتطلب مشاهدة ووصفا دقيقين .ومن ام يتم إعداد أدوات البحث
إعدادا جيدا ودقيقا .بحيث يمكن الت كد من مستوم صدقها واباتها .وتجمع البيانات
واملعلومات من مصادرها ألاصلية .ويكون التعبير عنها كميا ،حتى يمكن معالجتها بسهولة
وصدق .وتستخل النتائج والعالقات املتضمنة في هذت البيانات.
َ
4ـ البحث العلمي ُي ْب ى على الخ رة النظرية املسبقة للمجال الذي يجرم فيه البحث.
ومن ام يتم التمكن من النظريات والدراسات السابقة في مجال البحث قبل البدء فيه .ألن
ُ ْ َ ُ َ ُ
ض ُّم وت ْد َم ُج في نتائج البحوث السابقة التي النتائج التي تستخل من البحث الذي يجرم ،ت
تم الت كد منها في موضوع البحث.
5ـ البحث العلمي يتضمن تحليال موضوعيا ومنظما ومنطقيا ،ملا تم الحصول عليه من
بيانات .ومن ام يتم اختيار أساليب املعالجة إلاحصائية التي تتالءم مع تصميم البحث
وأهدافه ،وفروضه وأسئلته ،وخصائ عينته وأدواته .وتتم الاستفادة من نتائج الدراسات
السابقة ،مع الابتعاد عن العاطفة وألاهواء الشخصية عند املعالجة والتفسير.
6ـ البحث العلمي بما أنه نشاط هادل ،ال بد أن ينتهي بنتائج .ومن ام يتم التوصل إلى
إجابات صريحة ودقيقة عن أسئلة البحث ،أو اختبار فرضياته .وال بد من وجود نتيجة عامة
تستخل من النتائج وتجيب بصفة عامة عن التساؤل الذي فرضته مشكلة البحث.
وفي الحاالت املثالية ،يمكن أن تؤدي نتائج البحث إلى استنتاج تعميمات ،أو مبادئ
منظمة في شكل نظريات ،أو قوانين عامة ،ينتج عنها املييد من القدرة على التحكم في ألاحداث
الطبيعية أو السلوكية التي قد تكون أسبابا ،أو نتائج ألحداث طبيعية أو سوكية أخرم.
19
1ـ ـ ـ ـ ـ العلوم ألاســاســية :وهي التي تســهى إلى الحصــول على املعرفة العلمية واكتشــال
القوانين العلمية ،بغض النظر عن القيمة العلمية املباشرة أو العاجلة لهذت العلوم .فعلماء
النفس ضمن هذت الفئة ،يهتمون بإجراء دراسات الكتشال القوانين والشروط التي تتحكم
في حدوث الس ـ ـ ــلوك وتغيرت ،وال يهتمون بما يترتب عنها من تطبيقات .مثل البحوث التجريبية
التي كانم تجرم في ميدان التعلم .ونتجم عنها نظريات وقوانين في التعلم .والب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوث
العامـلـيـة ال ـتي كان ـم تـج ـرم ح ـول الذك ـاء والش ـخـصـيـة ،ونتـج ـم ع ـن ـها نظ ـري ـات ف ـي الذكاء،
ونظريات في الشخصية.
2ـ ـ ـ ـ ـ العلوم التطبيقية :وهي التي تســهى إلى تحســين الظرول التي تتحكم في الســلوك
عن طريق اس ــتثمار ما يمكن الاس ــتفادة منه من نتائج الدراس ــات ألاس ــاس ــية في مجال تعديل
السلوك وإرشاد ألافراد ،أو تحسين طرق التدريب والتدر س ،أو تحسين ألاداء.
3ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ منـاهج البحـث وفنونـه :وإلى جــانــب املجــالين الس ـ ـ ـ ــابقين ،يوجــد مجــال آخر من
مج ــاالت النش ـ ـ ـ ـ ــاط العلمي في علم النفس ،ال يمث ــل فرع ــا من فروع العلم ألاس ـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـي ــة أو
التطبيقية ،ولكنه ذا أهمية ك رم في ضـ ـ ــبط وإحكام كل من الدراسـ ـ ــات العلمية ألاسـ ـ ــاسـ ـ ــية
والتطبيقية العملية .ويتمثل في الجانب املنهجي ومنطق البحث العلمي ،وتصــميمات التجارب
والدراسات ،واستعمال املعادالت والنماذج الرياضية في إبداع معادالت إحصائية.
20
إن هذت النظرة ،هي التي تجنب الوقوع في الخط الذي يتبنات كل واحد من الاتجاهين
آلاتيين :ألاول ال يرم أية فروق بين امليدانين .والثاني ال يرم أية صلة بينهما .حيث عجي
الاتجات ألاول عن فهم الاختالل الكيفي بين امليدانين في بعض الجوانب ،فيتسم تطبيقه
للمنهج العلمي على الظواهر إلانسانية بالطابع امليكانيكي ،وعدم إدراك ما هو خا وفريد
في الظواهر إلانسانية .و عجي الاتجات الثاني عن رؤية ما هو مشترك بينهما ،مما يؤدي،
بالضرورة ،إلى عيل ميادين مهمة من املعرفة إلانسانية ،وعيل الظواهر عن بعضها .وفي
النهاية يؤدي كل ذلك إلى البقاء على النظرة الذرية للظواهر التي يرفضها العلم الحديث.
وبعد هذا ،فإذا كانم هناك صعوبات عامة تعترض تطبيق املنهج العلمي ،فهل توجد
صعوبات خاصة تعترض تطبيق املنهج العلمي في ميدان العلوم إلانسانية ؟ إن إلاجابة عن
هذا السؤال تكون با يجاب ،ذلك أن تطبيق املنهج العلمي في ميدان العلوم إلانسانية،
تعترضه بعض الصعوبات املتميزة ،التي يمكن ذكر أهمها فيما يلي
21
)4تداخل العوامل املؤارة في الظاهرة إلانسانية.
وهذا يصعب معه تحديدها ومعرفة آاارها النسبية للعمل على عيلها .فدراسة العوامل
املؤارة في ظواهر مثل :الفقر أو الانحرال أو الت خر الدراس ي أو العدوان أو الدافع للنجا ،
أكثر تشابكا وتعقيدا من تحديد العوامل املؤارة في ظاهرة فيزيقية ،كالتمدد أو الحرارة أو
الضوضاء مثال.
22
واملت مل في هذت الصعوبات التي تعترض استعمال املنهج العلمي في مجال البحث في
العلوم إلانسانية ،يجد أنها ترتبط بطبيعة الظواهر في هذت العلوم ،من حيث تداخلها
وتشابكها وعدم استقرارها وصعوبة تحديدها.
ونتيجة لذلك ،واجه الباحثون في العلوم إلانسانية هذت الصعوبات بتطويرهم لطرق
البحث العلمي في هذت العلوم ،فجعلوها أكثر مرونة وتنوعا في أساليبها وأدواتها ،بهدل تخطي
هذت العقبات واقترابا بنتائج بحوثهم من حيث الدقة ،من نتائج البحوث في ميدان العلوم
الطبيعية.
23
24
مراجع الفصل ألاول
1ـ ـ ـ ـ ـ إبراهيم وجيه محمود ،محمود عبد الحليم منسـ ي ( .)1983البحوث النفســية والتربوية.
القاهرة ،دار املعارل 9 : .ـ .10
2ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أحمد بدر ( .)1978أص ـ ـ ـ ــول البحث العلمي ومناهجه .الطبعة الرابعة .الكويم ،وكالة
املطبوعات 15 : .ـ 50 ،34ـ .62
3ـ ـ ـ ـ الدمردام سرحان ،منير كامل ( .)1963التفكير العلمي .الطبعة الثانية .القاهرة ،مكتبة
ألانجلو املصرية 69 : .ـ .93
4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جابر عبد الحميد جابر وآخر ( .)1996مناهج البحث في التربية وعلم النفس .القاهرة،
دار النهضة العربية 17 : .ـ .44
5ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جودت ش ـ ـ ـ ــاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم الس ـ ـ ـ ــلوكية .القاهرة ،مكتبة
ألانجلو املصرية 197 : .ـ .216
6ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حامد عمار ( .)1996مهمات البحث العلمي وأخالقياته .املجلة املص ـ ـ ـ ــرية للدراس ـ ـ ـ ــات
النفسية العدد .15القاهرة ،الجمعية املصرية للدراسات النفسية 14 : .ـ .15
َ َ
.7حمــدي أبو الفتوح ُعط ْيف ـة ( .)1996منهجيــة البحــث العلمي وتطبيقــاتهــا في الــدراس ـ ـ ـ ـ ــات
التربوية والنفسية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار النشر للجامعات 15 : .ـ .43
.8ديوبولــد ب .فــان دالين ( .)1984منــاهج البحــث في التربيــة وعلم النفس .ترجمــة :محمــد
نبيل نوفل وآخرون .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية 36 : .ـ .43
.9ذوقــان عبيــدات وآخرون ( .)2001البحــث العلمي :مفهومــه وأدواتــه وأسـ ـ ـ ـ ــاليبــه .الطبعــة
38 :ـ .56 السابعة .عمان ،ألاردن ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع.
.10ع ــامر قن ــديلجي ( .)2002البح ــث العلمي واس ـ ـ ـ ــتعم ــال مصـ ـ ـ ـ ـ ــادر املعلوم ــات التقلي ــدي ــة
وإلالكترونية .الطبعة ألاولى .عمان ،ألاردن ،دار اليا وري العلمية للنشــر والتو ع 33 : .ـ
.35
.11عبـ ــد الحليم محمود الس ـ ـ ـ ـيـ ــد وآخرون ( .)1990علم النفس الع ــام .الطبع ــة الثـ ــالث ــة.
القاهرة ،مكتبة غريب 13 : .ـ .29
.12عيت س ـ ـ ـ ـيــد إس ـ ـ ـ ـمــاعيــل (د .ت) .علم النفس التجريبي .الطبعــة ألاولى .الكويــم ،وكــالــة
املطبوعات 40 : .ـ .41
.13لندا ل .دافيدول ( .)1983مدخل علم النفس .الطبعة الثانية .ترجمة :س ـ ـ ـ ــيد الطواب
وآخرون .مراجعة :فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر.59 : .
.14فؤاد كريا ( .)1989التفكير العلمي .الطبعة الثالثة .الكويم ،منشورات ذات السالسل
25
21 :ـ .59
.15محمد عماد الدين إسـ ــماعيل ( .)1970املنهج العلمي وتفسـ ــير السـ ــلوك .الطبعة الثانية.
القاهرة ،مكتبة النهضة املصرية 21 : .ـ .39
.16مور س أنجرس ( .)1996منهجية البحث العلمي في العلوم إلانس ـ ـ ـ ــانة :تدريبات عملية.
ترجمة :بو يد صحراوي وآخرون .إشرال ومراجعة :مصطف ماض ي .الجيائر ،دار القصبة
للنشر 31 : .ـ .62
26
الفصل الثاني
الطريقة العلمية في البحث النفس ي
27
28
أوال :طرق اكتساب املعرفة أو مصادرها
سهى إلانسان ،ع ر العصور ،إلى البحث عن املعرفة التي تجيبه عن تساؤالته ْ
وحيرته،
مما يالحظه في نفسه وفي البيئة املحيطة به .ولج في سبيل ذلك إلى مصادر متباينة ،واستعمل
طرقا مختلفة للحصول على املعرفة التي تساعدت على فهم وتفسير الظواهر التي ّ
حيرته .ورغم
أن عنوان هذا الفصل هو الطريقة العلمية في البحث النفس ي ،إال أني سول أستعرض ،ولو
بإيجا ،بعض ألاساليب غير العلمية التي لج إل ها إلانسان قديما الكتساب املعرفة .ام أنتقل
بعد ذلك إلى الطريقة العلمية في البحث النفس ي .وقد كانم أساليبه غير العلمية تلك ،كما
يلي :
30
صادقة في الواقع .أو أن تكون املقدمتان غير مرتبطتين .ألنه عندئذ تصبح النتيجة غير
صحيحة .والقياس الحملي التالي يوضح ذلك :
الشباب الذين يتواجدون في حرم جامعة سطيف 2طالب جامعيون.
الشباب طارق ونوال وسعاد يتواجدون في حرم جامعة سطيف .2
إذن ،الشباب طارق ونوال وسعاد ،طالب جامعيون.
إن النتيجة التي تقول :الشباب طارق ونوال وسعاد ،طالب جامعيون ،صادقة من حيث
أنها ترتبم بالضرورة على املقدمات املعطاة ،ولكنها ليسم صحيحة في الواقع .ألن كال من
الشاب طارق وآلانسة نوال ليسا طالبين جامعيين ،بل موظفين ،رغم أنهما يتواجدان في حرم
الجامعة .أي أن النتيجة التي تستنبط ،ال تكون محال للثقة ،إال إذا اشتقم من مقدمتين
صحيحتين مرتبطتين ببعضهما .فاملنطق الاستنباطي له حدودت ونقائصه ،وال يمكن الاعتماد
عليه وحدت للحصول على معرفة يمكن الواوق ف ها .رغم أنه وسيلة مفيدة للحصول على
املعلومات.
لكن ،وبالرغم من قصورت ،فإنه يفيد في عملية البحث العلمي .فهو يقدم وسيلة لربط
النظرية باملالحظة .ويتيح للباحثين أن ستنتجوا من النظريات النفسية القائمة ،الظواهر
التي ينبغي مالحظتها .فاالستنتاج من النظرية ،يتيح طرح فرضيات تعد جيءا حيويا من
البحث العلمي .وفيما يلي بعض ألامثلة.
1ـ مثال من نظرية أيينك ألبعاد الشخصية.
ألايخا ألانطوائيون خجولون.
محمد يخ انطوا ي.
إذن ،محمد يخ خجول.
31
إذن ،سعيد يقيم الصالة في وقتها.
إن النتائج الثالاة السابقة صادقة من حيث أنها ترتبم بالضرورة على املقدمات املعطاة،
ولكنها قد ال تكون صحيحة في الواقع.
32
التعميم من ألامثلة أو ألاجياء إلى الكل.
يقوم التفكير الاستنباطي على القياس ،وهو الدعامة ألاساسية له ،ويقوم التفكير
الاستقرا ي على الاستقصاء .فإذا تم الاستقصاء على جميع ألاجياء ،فإن هذا يدعى باالستقراء
التام .ك ن ُ ستق ى جميع ألاطفال ألاياسر ،للتعرل على مشكالتهم في الكتابة ،أو ُ ستق ى
جميع املدمنين للهروين ملعرفة ما إذا كانوا شعرون بالتعاسة ،أو ُ ستق ى جميع النساء
كن حييات (يتسمن بالحياء) .وبما أن هذا غير ممكن القيام به عمليا ،فإنه يمكن إذا ّ
استقصاء عينة من هؤالء ،ام تعمم النتيجة على الكل ،و عرل هذا باالستقراء الناق أو
الجي ي ،ألن الاستقراء التام ،يمكن فقط عندما تكون املجموعة التي يتم استقصاؤها
صغيرة ،ومعروفة كلها لدم الباحث ،و سهل الاتصال بها ،وأخذ معلومات منها .وألن هذت
الحاالت ال تتوفر إال نادرا ،فالباحثون يلجؤون إلى الاستقراء الناق أو الجي ي .أي القيام
باملعاينة.
والفرق بين التفكير الاستنباطي والتفكير الاستقرا ي ،يتبين من ألامثلة آلاتية :
1ـ التفكير الاستنباطي :
القاطنون في ألاحياء الفقيرة يتعاطون املخدرات.
سعيد ورشيد وجمال ونعيمة يقطنون في أحياء فقيرة.
إذن ،كل من سعيد ورشيد وجمال ونعيمة يتعاطون املخدرات.
33
سمير وناصر وسعاد والمية تالميذ مسلمون يصومون رمضان.
وبناء على ذلك ،فإن كل مسلم يصوم رمضان.
34
التالية :الخول ،القلق ،الاكتئاب ،توهم املرض ،الوسواس القهري.
فنقول :
ـ ألايخا الد ستيميون عانون من اضطرابات القلق املعمم.
ـ إبراهيم وسعاد وسارة أيخا د ستيميون.
ـ إذن ،إبراهيم وسعاد وسارة عانون من اضطرابات القلق املعمم.
وترم نفس النظرية ،كذلك ،أن الانطوائيين ،يتسمون بالتردد والخجل والجدية وألامانة
وغيرها.
وهكذا يتبين أنه رغم شراسة فيلسول العلم ،كارل بوبر ،في نقدت الرافض لالستدالل
الاستقرا ي ،كمصدر للمعرفة ،إال أن املعرفة العلمية في جوهرية استقرائية.
35
إلادمان على املخدرات مثال ،هي التي سببم له الحيرة وأاارت عندت تساؤالت لم ستطع إلاجابة
عنها .حيث الحظ أن هناك أفرادا يتعاطون عقارا مخدرا باستمرار ،دون أن ستطيعوا
التوقف عن ذلك ،رغم التحذيرات الطبية والنداءات ألاخالقية والاجتماعية التي تنبههم إلى
خطورة ذلك ،على مستوم الصحة وتبديد ألاموال ،وضياع ألاخالق ،وتفكيك ألاسر.
)4وضع الفروض.
بعد أن يقوم الباح ـث بتحليل مشكل ـة بح ـث ـه تح ـلي ـال جي ـدا ،ويص ـل إلى وض ـع التساؤالت
36
عن ألاسباب التي توصل إلى كونها أكثر مسؤولية عن حدوث الظاهرة موضوع البحث ،يقوم
بوضع الفروض .ووضع الفروض ع ي أن الباحث دخل في مرحلة حل املشكلة .ألن الفرض
ع ي تفسيرا مؤقتا ،أو اقتراحا مؤقتا ،أو حال مؤقتا للمشكلة .فيضع مثال الفروض التالية :
ـ يدمن ألافراد تعاطي املخدرات بسبب شعورهم بالتعاسة.
ـ يدمن ألافراد تعاطي املخدرات ألنهم عيشون في وسط تنتشر فيه املخدرات.
ـ يدمن ألافراد تعاطي املخدرات للتخفيف من آالمهم البدنية.
ـ يدمن ألافراد تعاطي املخدرات ملسايرة جماعاتهم املرجعية.
ـ يدمن ألافراد تعاطي املخدرات لتحقيق الشعور باالنتماء.
ـ يدمن ألافراد تعاطي املخدرات بسبب تفاقم مشكالتهم ألاسرية.
)5اختبار الفروض.
وفي هذت املرحلة يضع الباحث خطة أو تصميما مالئما لبحثه يتم من خالله اختبار مدم
صحة الفروض التي صاغها .فيحدد املنهج املناسب ،والعينة وطرق اختيارها ،وألادوات التي
يجمع بها املعلومات وطرق استعمالها وطرق معالجة البيانات التي يحصل عل ها من العينة
وطرق عرض النتائج.
)6عرض النتائج.
وبطبيعة الحال ،فإن الباحث سول يتوصل إلى نتائج معينة ،سفر عنها بحثه .وهذت
النتائج تحتاج إلى مناقشة وفهم وتفسير ،ليحكم على فروضه بالصحة أو بالخط ،وذلك
بإخضاع النتائج التي حصل عل ها إلى معيار الداللة إلاحصائية ،ومن ام علن عن نتائج بحثه
وفقا ملا تذهب إليه التفسيرات النظرية ونتائج الدراسات السابقة.
توضح خطوات الطريقة العلمية هذت ،كيف عمل الاستقراء والاستنباط كطريقتين
للتفكير يصل بهما الباحث إلى املعرفة العلمية الحقيقية.
فعندما يجمع الباحث املعلومات حول املشكلة (إلادمان) من النظريات ونتائج الدراسات
السابقة ويتوصل إلى صياغة الفروض ،فهو يقوم باالستقراء ،أما عندما يكتشف النتائج
املنطقية التي تترتب عن الفروض ،و ستبعد الفروض التي ال تتفق مع الحقائق ،فهو يقوم
باالستنباط .ام عود إلى الاستقراء مرة أخرم ليسهم في تحقيق الفروض الباقية .وهكذا
يتنقل الباحث باستمرار بين جمع الحقائق وإصدار تعميمات (فروض) لتفسير الحقائق،
37
واستنباط نتائج الفروض ،ام البحث عن املييد من الحقائق الختبار صدق الفروض ،حتى
يصل من خالل كل من الاستقراء والاستنباط إلى إنتاج معرفة يمكن الواوق بها.
ومهما يكن ترتيب هذت الخطوات ،فليس من الضروري التقيد بها في كل ألاحوال .بمع ى
أنها ال تسير باستمرار بنفس التتابع .ذلك أن العقل البشري ال يتقيد بخطوات محددة ،بل
قد ينتقل من خطوة إلى أخرم ،ام عود إلى الخطوة ألاولى مرة اانية .كما أنها ليسم بالضرورة
مراحل فكرية منفصلة ،فقد يحدث كثير من التداخل بينها .كذلك قد تتطلب بعض املراحل
جهدا ضئيال ،بينما ستغرق البعض آلاخر جهدا ووقتا طويلين.
ويتضح مما سبق ،أن أكثر خطوات الطريقة العلمية أهمية ،هي تحديد املشكلة .ألن
مشكلة البحث إذا كانم محددة ،ستوجه الباحث بدقة نحو الحل .أما إذا كانم غامضة،
فإنه سيستغرق وقتا طويال في جمع املعلومات والحقائق ،التي سيشعر بعد جمعها أن الكثير
منها ليس ضروريا.
)1افتراضات العلماء.
وضع العلماء مجموعة من الافتراضات ،تمثل مجموعة من ألاسس التي يقوم عل ها املنهج
العلمي .وأحد هذت الافتراضات ،هي أن الظواهر التي يقومون ببحثها ،منظمة وتخضع
لقوانين ،بحيث ال توجد ظاهرة تحدث بالصدفة أو بسبب نيوة.
إن العلم ستند إلى الاعتقاد ب ن جميع الظواهر تحدث بعوامل تسبقها .ويدعى هذا
الافتراض بـ "الحتمية العامة" .وحتى البدائيين كانوا يفترضون أسبابا خارقة للطبيعة لألحداث
التي يالحظونها.
يتطور العلم الحديث ،إال بعد أن بدأ الناس يتخلون عن التفسيرات الخارقة ّ ولم
للطبيعة .وأخذوا يراقبون الطبيعة ذاتها للحصول على ألاجوبة عن أسئلتهم .وترجمة هذا
38
الافتراض ،هو أن أحدااا معينة ،سول تقع تحم ظرول معينة .فالسيكولوجي يفترض أن
الظواهر السلوكية ،تخضع للقوانين وقابلة للتنبؤ.
ويفترض العلماء كذلك ،أن الظواهر منظمة ،ويمكن اكتشال هذا التنظيم بالطريقة
العلمية.
ويفترض العلماء أن حقيقة الظواهر يمكن اكتشافها من خالل املالحظة املباشرة،
والاعتماد على املالحظة العلمية .وأن الطريقة العلمية هي التي تميز بين ما هو علمي وما هو
غير علمي .فالعالم ال عتمد على مرجعيات كمصدر للحقيقة ،بل يصر على الدليل الذي
تقدمه الطريقة العلمية.
2ـ املوضوعية.
عند قيامهم باملالحظات والبحوث وتفسير النتائج ،يبذل العلماء جهودا خاصة ،بعاد
انحيا اتهم الشخصية من الت اير على مالحظاتهم وبحوثهم .فهم يبحثون عن الحقيقة،
ويتقبلون النتائج ،حتى ولو كانم متعارضة مع آرائهم الشخصية .ويبدون استعدادهم لرفض
أية نظرية ،إذا لم تؤيدها ألادلة بالطريقة العلمية ،أو يقومون بتعديلها لتتفق مع البيانات
الحقيقية.
39
3ـ التعامل مع الحقائق وليس مع القيم.
عـن ـدما ين ـج ـي الع ـل ـماء بح ـوا ـه ـم ،ال ش ـيرون مط ـل ـقا إلى أي ـة م ـضام ـين أخ ـالقي ـة مح ـت ـم ـل ـة
الستنتاجاتهم .وال يصدرون أحكاما ملا هو جيد وما هو سيئ .وال يقولون هذا حالل وهذا حرام.
فالعلماء يقدمون البيانات التي حصلوا عل ها بصفتها حقائق ،خالية من كل ت ويل قيمي أو
أخالقي .حتى ولو كانم هذت البيانات تتعلق بمشكلة تتضمن قيما.
40
حتى ولو كانم مخالفة ملعتقداته وأحكامه .ويكون مستعدا دائما لتغيير أفكارت ،إذا ما وجد
وقا ع أو شواهد تعارضها.
41
وال عتمد عل ها في تفسير الظواهر .كما يبتعد عن التفسيرات الغيبية أو الخرافية ،أو التي
تعتمد على ألاحكام املسبقة.
13ـ النقد.
شار إلى النقد ،ب نه ضمير العلم .والنقد هو أول مع ى للموضوعية .ومع ى ذلك ،أن
ا لباحث العلمي ال يت ار باملسلمات القائمة أو الشا عة .فهو ينقد نفسه وينقد آلاخرين .وله
القدرة على أن يخت ر ألافكار السائدة ،سواء على املستوم الشعبي ،أم في ألاوساط العلمية.
وال يقبل أي نتائج صادرة عن أبحاث علمية ،إال إذا كانم مقنعة وقائمة على أسس عقلية
وعلمية سليمة.
14ـ النزاهة.
تعت ر النزاهة كذلك مع ى اانيا أساسيا من معاني املوضوعية .وترتبط ارتباطا قويا
بالقدرة على النقد .فالعالم النزيه هو الذي يقف من أعماله موقفا نقديا ،ويتقبل نقد
آلاخرين .وتبدو نياهة الباحث العلمي كذلك ،في التخل من عوامل الذاتية من عمله العلمي.
فحين يمارس عمال علميا ،يطرح مصالحه وميوله واتجاهاته الشخصية جانبا ،ويتناول عمله
بتجرد تام.
15ـ الحياد.
إذا كانم املوضوعية ،هي الصفة التي تتضمن جميع جوانب ألاخالق العلمية ،فإن املع ى
الثالث للموضوعية هو الحياد .فالشخ املوضوعي يكون منطقيا محايدا .بحيث ال ينحا
إلى أي طرل من أطرال النزاع العلمي والفكري .فهو عطي لكل فكرة حقها الكامل للتعبير
عن نفسها .ويين كل ألادلة بعقل خال من التحيز .فاملوضوعات التي يتناولها ،وألافكار التي
تقدم أمامه ،ينظر إل ها كلها على قدم املساواة ،دون تفضيل إحداها على آلاخرم.
42
مراجع الفصل الثاني
1ـ إبراهيم وجيه محمود ،محمود عبد الحليم منس ي ( .)1983البحوث النفسية والتربوية.
القاهرة ،دار املعارل 9 : .ـ .21
2ـ أحمد بدر ( .)1978أصول البحث العلمي ومناهجه .الطبعة الرابعة .الكويم ،وكالة
املطبوعات 37 : .ـ .62
3ـ أحمد عطية أحمد ( .)2003مناهج البحث في التربية وعلم النفس ـ رؤية نقدية .الطبعة
الثانية .القاهرة ،الدار املصرية اللبنانية.59 : .
4ـ أحمد محمد عبد الخالق ( .)1987ألابعاد ألاساسية للشخصية .الطبعة الرابعة.
إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.47 : .
5ـ إكرام سيد غالب ( .) 1997وحدة املنهج العلمي في كل من العلوم الطبيعية وإلانسانية :
دراسة تحليلية للطرق وألاساليب .مجلة التربية للبحوث التربوية والنفسية والاجتماعية
العدد ،67القاهرة ،جامعة ألا هر 219 : .ـ .261
6ـ الدمردام سرحان ،منير كامل ( .)1963التفكير العلمي .الطبعة الثانية .القاهرة ،مكتبة
الانجلو املصرية 69 : .ـ 143 ،93ـ .158
7ـ بشير معمرية ( .)2001مصدر الضبط والصحة النفسية وفق الاتجات املعرفي السلوكي ـ
دراسة ميدانية .الجيائر ،دار الخلدونية 88 : .ـ .89
8ـ بوب ماتيو ،ليز روس ( .) 2016الدليل العملي ملناهج البحث في العلوم الاجتماعية .ترجمة
: وتقديم وتعليق :محمد الجوهري .الطبعة ألاولى .القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
153ـ .166
9ـ جابر عبد الحميد جابر ،أحمد خيري كاظم ( .)1996مناهج البحث في التربية وعلم النفس.
القاهرة ،دار النهضة العربية 17 : .ـ .44
.10جودت شاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم السلوكية .القاهرة ،مكتبة
ألانجلو املصرية 247 : .ـ 305 ،250ـ .307
.11جو يف جاسترو (د .ت) .التفكير السديد .ترجمة :نظمي لوقا ( .)1958الطبعة ألاولى.
القاهرة ،مؤسسة الخانجي 13 : .ـ .76
.12جيمس كييف ،هيربرت ويل رج ( .)1992التدر س من أجل تنمية التفكير .ترجمة :عبد
العييي بن عبد الوهاب البابطين ( .)1995الرياض ،مكتب التربية العربي لدول الخليج: .
193ـ .202
.13حسين عبد الف ـتاح ( .)2005ع ـناص ـر محاض ـرات م ـادة الب ـح ـث الع ـل ـمي في التربية وع ـل ـم
43
12 :ـ .14 النفس .قسم علم النفس ـ جامعة أم القرم بمكة املكرمة.
َ َ
.14حمدي أبو الفتوح ُعط ْيفة ( .)1996منهجية البحث العلمي وتطبيقاتها في الدراسات
التربوية والنفسية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار النشر للجامعات 15 : .ـ 63 ،43ـ .65
.15عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
مكتبة غريب 336 : .ـ 382 ،339ـ 407 ،384ـ .409
.16علي معمر عبد املؤمن ( .)2008مناهج البحث في العلوم الاجتماعية ـ ألاساسيات
: والتقنيات وألاساليب .الطبعة ألاولى .بنغا ي ـ ليبيا ،منشورات جامعة 7أكتوبر.
97ـ .105
.17محمد محمود الكبيس ي ( .)2009فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي .بغداد ،بيم
الحكمة العراقي.69 : .
.18محمد عبد السميع عثمان ( .)1988رؤية منهجية الستعمال أدوات وأساليب البحث
العلمي في كل من العلوم الطبيعية وإلانسانية .مجلة التربية باأل هر العدد .12القاهرة،
جامعة ألا هر 113 : .ـ .137
44
الفصل الثالث
النظرية العلمية وبعض أمثلتها في علم النفس
مقدمة.
هدل الدراسة.
أسئلة الدراسة.
أوال :أهمية النظرية العلمية وأهدافها
)1أهمية النظرية العلمية.
)2أهدال النظرية العلمية.
اانيا :النظرية العلمية ـ نشوؤها ،مالمحها ،شروطها
)1نشوء النظرية العلمية.
)2مالمح النظرية العلمية.
)3شروط النظرية العلمية.
االثا :التنظير ـ مدخالت ،مصدرات ،مستويات
)1ما الذي ينبغي أن يتميز به املنظر ؟
دور إلابداع.
)2مدخال البحث والتنظير.
)3مصدرا التنظير.
)4مستويا التنظير.
)5إاارة مشكالت أخرم أاناء التنظير.
رابعا :الاستقراء والاستنباط وعملية التنظير
الاستقراء والاستنباط وإنتاج املعرفة العلمية قديما.
دور الاستقراء والاستنباط في إنتاج املعرفة العلمية.
الاستقراء طريق لالنتقال من الخا إلى العام.
ت رير استعمال الاستقراء في إنتاج املعرفة العلمية.
قوة الاستقراء وضعف الاستنباط في عملية التنظير.
خامسا :إسهامات النظرية العلمية في تقدم املعرفة
)1تحديد الحقائق التي يراد بحثها.
)2تصنيف الظواهر وبناء املفاهيم.
45
)3تلخي الحقائق.
)4التنبؤ يالحقائق.
)5إظهار الحاجة إلى بحوث أخرم.
سادسا :النظرية العلمية والحقائق
)1طبيعة الحقائق.
)2مستويات الحقائق.
)3الحقائق والعلم.
)4الحقائق ويناء النظريات.
)5استثارة التنظير
)6اختبار النظريات عن طريق الحقائق.
)7توضيح النظريات عن طريق الحقائق.
)8تداخل النظريات والحقائق.
)9الحقائق محك للنظريات.
سابعا :الخلفية الثقافية العلمية وعملية التنظير ـ بافلول كمثال
املناخ العلمي الذي ت ار به بافلول في أبحااه على الجها الهضمي ام على املنعكس
الشرطي.
تحول بافلول إلى البحث في املنعكس الشرطي. ّ
اامنا :تعريف النظرية العلمية
تاسعا :مضامين النظرية العلمية
)1الفروض العلمية.
)2املفاهيم وتعريفها تجريبيا.
عاشرا :محكات النظرية العلمية
حادي عشر :وظائف النظرية العلمية
النظرية العلمية واملمارسة املهنية.
ااني عشر :الخصائ املميزة للنظرية العلمية
االث عشر :نسبية النظرية العلمية
النظرية العلمية ال توصف بكونها صحيحة أو خاطئة.
رابع عشر :تصنيف النظريات العلمية
)1نظريات كيفية ونظريات كمية.
46
1ـ نظريات كيفية.
2ـ نظريات كمية.
)2نظريات وصفية ونظريات تفسيرية.
1ـ نظريات وصفية.
2ـ نظريات تفسيرية.
)3نظريات تم بناؤها بتجارب على الحيوانات ونظريات تم بناؤها بتجارب على البشر.
1ـ نظريات تم بناؤها بتجارب على الحيوانات.
2ـ نظريات تم بناؤها بتجارب على البشر.
خامس عشر :النظرية العلمية والفرض والتجربة والقانون
)1النظرية العلمية والفرض.
)2النظرية العلمية والتجربة.
)3النظرية العلمية والقانون.
سادس عشر :النظرية العلمية والبحث العلمي
)1إستراتيجية النظرية ام البحث.
)2إستراتيجية البحث ام النظرية.
خاتمة.
املراجع
47
48
"إن بناء نظرية جديدة ،ال شبه هدم كوخ صغير وبناء ناطحة سحاب بدال منه ،بل هو
أقرب شبها بحال رجل يتسلق جبال فيتسع أفق نظرت ،ويرم آفاقا جديدة كلما اد ارتفاعه،
ويرم طرقا ومسالك جديدة تصل بين البقاع املوجودة في سفح الجبل مما كان يتعذر عليه
رؤيتها لو لم ي رح هذا السفح" .ال رت اينشتاين (.)1938
49
50
مقدمة.
للتنظير مكانة متميزة في مسار العلم وتطورت ،سواء أكان مجاله ظواهر طبيعية أم ظواهر
إنسانية ،و علق عليه العلماء أهمية خاصة في تحديد هوية أي علم من العلوم ،حتى أن
بعضا من هؤالء ذهبوا إلى جعل دورت أكثر من دور املنهج العلمي ،على اعتبار أن املنهج العلمي
نشاط مشاع بين كل العلوم ،و عد أساسا واحدا لكل العلوم ،والاختالل ،يكون فقط ،في
بعض أدواته وفنياته التي تستدع ها بعض التخصصات والظواهر محل البحث ،فاملالحظة،
مثال ،خطوة أساسية في أي بحث علمي ،سواء أكان علما طبيعيا ،أم علما إنسانيا ،يكون
الاختالل في أدواتها ،التي قد تكون منظارا فلكيا ،أو اختبارا نفسيا ،أو دليل مالحظة .أما
النظرية العلمية في أي تخص ،مثل علم النفس أو الاقتصاد أو غيرهما ،فهي تحدد
ُ ُ
تحديدها ،ووظائفها موضوعه ،ومفاهيمه ،ونموت .ونتيجة ألهمية النظرية العلمية ،شغل
ومكوناتها عددا غير قليل من فالسفة العلم ،واملشتغلين بمناهج البحث العلمي، ُ ُ
وخصائصها
واملتخصصين في كل فروع العلم الطبيهي والعلم إلانساني( .الطيب ،محمد ،الدري ي ،حسين،
بدران ،شبل ،الببالوي ،حسن ،نجيب ،كمال.)14 . ،2005 ،
وت تي النظرية العلمية على قمة الهرم العلمي ،بعد الحقائق أو البديهيات ،ام القوانين.
وتوجد وجهات نظر عديدة حولها ،تختلف باختالل رؤية كل باحث؛ فتم النظر إل ها على أنها
نظام من املفاهيم املجردة ،التي تساعد على الربط بين مجموعة من الحقائق ،أو أنها نسق
فكري ينظم مجموعة من املفاهيم ،أو مجموعة من الظواهر املتشابهة .وتربط النظرية
العلم ية بين الحقائق املفككة من ناحية ،وتجمع الوحدات املشتركة من الحقائق والقوانين
في إطار فكري تكاملي ،من ناحية أخرم .وفي صياغة بسيطة ،تساعد النظرية العلمية على
تحقيق ألاهدال ألاربعة للعلم ،وهي :الوصف ،التفسير ،التنبؤ ،التحكم .إن النظرية العلمية
مسلمات ومبادئ عامة ،وقوانين ،تربط بين مجموعة من الحقائق وألافكار ،مكونة بناء فكريا
متكامال .إنها مجموعة من املفاهيم والفروض العلمية ،التي تتعلق بظاهرة من الظواهر التي
يبحثها العلم( .عبد الرحمن ،محمد السيد.)15 . ،1998 ،
وترتبط النظريات العلمية واملالحظات مع بعضها ،مما يتيح الفرصة للعلماء لصياغة
عبارات عامة حول املفاهيم والعالقات بينها .وتمتد النظريات العلمية من تعميمات قليلة
وبسيطة ،إلى صياغة قوانين معقدة ( Jacobs ،Aryو .)17 . ،2002 ،Razaviehكما ترتبط
باملنهج والتجربة ،وأي طريقة للبحث العلمي وأدواته.
إن النـظ ـري ـة العلم ـي ـة مف ـي ـدة إن أم ـك ـن التـعـلـم مـن ـها ،وال يم ـك ـن الت ـع ـل ـم م ـنـها ،إال إذا تم
51
التعرل عن كيفية استعمالها .بمع ى أن فهم النظرية العلمية مس لة تتعلق بتعلم التفكير
نظريا ،أكثر من تعلم النظرية نفسها .والحقيقة أن املشكالت أو القضايا التي تدفع البشر
للجوء إلى النظرية ،ليسم مشكالت علمية فقط ،بل مشكالت يواجهونها يوميا ،كذلك،
كالسهي إلى فهم ما يحدث لهم وحولهم وتفسيرت .إن جميع البشر يفكرون نظريا ،دون أن
يكونوا واعين بذلك ،كما لم يتعودوا كذلك ،التفكير بطريقة منظمة ،بكل ما يتطلبه ذلك من
دقة وص ر ،وما عترضه من صعوبات( .كريب ،إيان.)24 . ،1999 ،
إن النظرية العلمية ،هي محاولة لتفسير الظواهر ،وألاحداث والوقا ع والحقائق ،في
البيئة وفي السلوك ،سواء ما يتناوله العلماء ،أم عامة الناس ،إ اء ما شاهدونه من حقائق،
وما يتعرضون له من مشكالت ،وال تكون لهم خ رة سابقة بها ،فيما يتوفر لديهم من معلومات.
خضع العلماء ما يفكرون فيه من تفسير للظواهر ،إلى إجراءات ُ
والختبار صدق النظرية ،ي ِ
البحث العلمي ،أما عامة الناس ،فيحتكمون إلى النتائج املباشرة الختبار صدق نظرياتهم أو
تفنيدها .وعادة ما يضع الفريقان فروضا يخت رانها باألسلوبين سابقي الذكر( .فوكس ،دنيس،
بريليلتينسكي ،إ اك ،أوستين ،ستيفاني.)705 . ،2016 ،
إن العلم موضوعي ،ويتميز باتجاهه نحو تقبل الحقائق كما هي ،حتى ولو كانم مخالفة
لرغبات الباحث الشخصية وآرائه( .إسماعيل ،محمد عماد الدين.)80 . ،1970 ،
إن العلم موضوعي ،من حيث إنه يمكن تحقيقه داخل حدود يمكن تعيينها ،ولكنه ذاتي
من حيث إن الوقا ع املالحظة تفسر وفق ما يمكن للباحث أن يجعل له مع ى .فالعلم يقوم
على الحقائق وعلى ألافكار ،أي أنه موضوعي وذاتي في آلان نفسه ،إنه نتاج معرفة تجريبية،
وتكوينات تخيلية عقلية ،كما أنه يحقق تقدمه بقوة عمليات الاستدالل الاستقرا ي
والاستنباطي( .فان دالين ،ديوبولد.)101 . ،1984 ،
ّ
إن التقدم العلمي سيتوقف ،لو ينبذ الباحثون الاستدالل ،ويقصرون نشاطهم العلمي
على تقبل الحقائق التي تدرك مباشرة بالحواس .يتم الاعتماد كثيرا على الاستقراء ،أي مالحظة
الحقائق الجيئية ،لكن الاستنباط مهم أيضا ،لصياغة النظريات عن الحقائق( .فان دالين،
ديوبولد .)93 . ،1984 ،ورغم أن املقررات الدراسية الجامعية التي يتلقاها الطلبة في
تخص علم النفس ،تتناول النظريات السيكولوجية ،حول :الشخصية والذكاء والنمو
النفس ي ،والتعلم وغيرها ،إال أنها ال تتطرق إلى الحديث عن التنظير وبناء النظريات العلمية.
52
هدل الدراسة.
تهدل الدراسة إلى تقديم عرض عن مفهوم النظرية العلمية وبعض أمثلتها في علم
النفس.
أسئلة الدراسة.
تسهى الدراسة إلى إلاجابة عن ألاسئلة التالية.
1ـ ما النظرية العلمية؟
2ـ ما أهميتها وأهدافها في العلم؟
3ـ ما محتوياتها؟
4ـ ما محكاتها؟
5ـ ما وظائفها؟
6ـ ما دور الخلفية الثقافية العلمية في عملية التنظير؟
7ـ كيف تسهم النظرية العلمية في نمو املعرفة العلمية؟
8ـ ما دور التفكير الاستداللي في عملية التنظير؟
9ـ ما دور الاستدالل الاستقرا ي في عملية التنظير؟
10ـ ما وجهة نظر كارل بوبر في إبستمولوجية التنظير؟
11ـ ما عالقة النظرية العلمية بالحقائق؟
12ـ ما عالقتها بالفرض العلمي؟
13ـ ما عالقتها بالتجربة العلمية؟
14ـ ما عالقتها بالقانون العلمي؟
15ـ ما عالقتها بالبحث العلمي ،وأيهما أسبق ،البحث العلمي أم النظرية العلمية؟
53
مستندين على الحقائق ،أين تتفاعل الحقائق وعمليات التنظير بشكل مستمر .إن جمع
الحقائق ،ال تكون له أي جدوم دون أن تكون له نظريات ،ومفاهيم تسمي الحقائق وتنظمها،
والحقائق هي أداة النظرية( .محمود ،وجيه ،2005 ،ص 29 .ـ ،)30تنطلق منها عن طريق
املالحظة والفرض والبحث العلمي بمناهجه املختلفة .وتم إبداع النظريات بنجاح كبير في
العلوم الطبيعية ،أكثر مما هو عليه في العلوم الاجتماعية ،ألنها أسبق في الوجود،Ary( .
Jacobsو .)19 . ،2002 ،Razaviehومن بين العلوم الاجتماعية التي نجحم ،نسبيا ،في
بناء نظريات ذات فائدة ،إلى حد كبير ،علم النفس ،فمنذ ظهورت كعلم مستقل بموضوعه
ومنهجه ،في الربع ألاخير من القرن التاسع عشر ،ظهرت نظريات أكاديمية وغير أكاديمية
عديدة ،ابتداء من نظريات التحليل النفس ي (نظرية طبية نش ت في العيادات النفسية)،
والنظرية البنائية ،ونظرية الجشتلط ،ونظريات التعلم ،والنظرية املعرفية ،ونظريات الذكاء،
ونظريات الشخصية ،ونظريات أخرم في الدافعية ،وفي الانفعال ،وفي النمو النفس ي وغيرت.
وتعمل النظريات في علم النفس ،للجابة عن السؤال التقليدي الذي يطرحه علماء النفس،
وهو " :ملاذا سلك الناس بالطريقة التي سلكون بها ؟".
أما التربية ،بصفتها علما اجتماعيا ،فقد غاب ف ها التنظير ،وانصب الت كيد وبذل الجهد
ف ها على التجريب ،مع إهمال تفسير النتائج .ويتعرض التربويون لالنتقاد بسبب اهتمامهم
الكبير بالحصول على الحقائق ،أكثر من البحث عن ألاسباب .ألامر الذي جعل هذت الحقائق
تتراكم بكميات كبيرة خالل الدراسات التربوية ،دون أن يصحبها بناء نظريات تفسر تلك
الحقائق التربوية.
وتقوم النظرية بعمل مفيد ،سهم في تطور العلم ،ففي املقام ألاول ،تقوم النظرية
بتنظيم الاستنتاجات من بين الكثير من البحوث املتفرقة ،فتجمعها في إطار يقوم بتهيئة
تفسيرات للحقائق .فالنظرية تبين املفاهيم ذات الصلة ،والكيفية التي تربط بينها .وعلى سبيل
املثال ،قد تفسر نظرية حول التعلم ،العالقة بين سرعة التعلم وكفاءته ،ومتغيرات ،مثل :
الدافعية ،التعييي ،واملمارسة Jacobs ،Ary( .و .)18 . ،2002 ،Razaviehوتثير النظريات
َ ّ
وتمكن العلماء من املض ي في التنبؤ والتحكم ،في نهاية ألامر ،من إلاطار عملية تطوير املعرفة.
التفسيري ألية نظرية .فاالستنتاجات من أية نظرية ،تسمح بالتنبؤات بحدوث الظواهر ،التي
لم تجر مالحظتها بعد .واختبار الاستنتاجات من أية نظرية ،يؤكد النظرية ويطورها،Ary( .
Jacobsو.)18 . ،2002 ،Razavieh
إن تجميع كميات ضخمة من الح ـقائق املنعيل ـة ،يمكن أن س ـهم إس ـهاما ضئيال في نـمـ ـو
الـم ـعـرف ـ ـة ،وتـق ـدم ـ ـها ،ومـن ا ـم ،ف ـإن الـغـايـ ـة الق ـص ـوم الـ ـتي يـن ـش ـدها ال ـع ـ ِال ـم ،ل ـي ـس تـجـم ـي ـع
54
الحقائق ،وإنما تنمية النظريات ،التي سول توضح جانبا معينا من الحقائق.
نظريا يوضح الحقائق ،والعالقات السببيةبناء ًّ
يتبع العلماء طرق الاستدالل ،فيقدمون ً
املتبادلة بينها .فالنظريات ليسم كلها ت مالت ،ألنها تب ى جيئيا على الحقائق ،والحقائق
املنفصلة قليلة الجدوم ،ما لم يقم يخ ما ببناء نظرية تضع هذت الحقائق داخل نمط
له مع ى ،فالنظريات توفر التفسيرات املنطقية للحقائق( .فان دالين ،ديوبولد. ،1984 ،
.)92
وأيا كان الاتجات الذي سلكه الباحثون ،تكون النظرية جيءا منه ،والعلماء جميعهم
باحثون ،فهم جميعا مفكرون يقومون بالتنظير .والناس في كل طريق سلكونه في حياتهم
اليومية ،عتمدون على ما يؤمنون به من نظريات في تفسير ما يحدث( .ماتيو ،بول ،روس،
ليز ،2009 ،ص 95 .ـ .)96التالميذ يتغيبون عن املدرسة ،ألن التدر س غير ّ
مشوق .التالميذ
يتغيبون عن املدرسة ،ألن أولياء أمورهم ال يراقبونهم .بعض الناس يتعاطون املخدرات ،ألنهم
شعرون بالتعاسة .معدل حاالت الطالق في الحضر أك ر منه في الريف ،ألن املرأة في الحضر
التحقم بالعمل ،فاستقلم اقتصاديا عن الرجل .أسعار املواد الغذائية النباتية مرتفعة،
ألن العرض قليل مقابل كثرة الطلب .وهذت التفسيرات النظرية ،تخضع للبحث لت كيدها أو
لرفضها ،ألنها عبارة عن فروض.
55
البحوث لتلك الاستنتاجات.
ومن أهدال النظرية العلمية ،كذلك ،الوصول إلى قوانين ،أي تفسيرات علمية ،اابتة
نسبيا( .إسماعيل ،محمد عماد الدين .)85 . ،1970 ،وتؤدي النظرية العلمية ،كذلك،
ألادوار التالية.
1ـ إنها تجمع حقائق كانم منفصلة عن بعضها وتحدد عالقات ،دائمة نسبيا ،بينها.
2ـ إنها تب ي املعرفة في أنظمة علمية.
3ـ إنها تفسر العالقات بين الحقائق.
4ـ إنها تدفع إلى تطوير املعرفة العلمية.
وتهدل النظريات كذلك ،إلى ملء الفجوات املوجودة في املعرفة ،فهي توضح كيف
تتحقق أو تنسجم النتائج معا ،وما هي دالالتها .وتسهى إلى أداء دورين؛ فهي ،من ناحية ،تمد
بالفهم الذي هو الهدل ألاساس ي للبحث العلمي ،ومن ناحية أخرم ،تستثير الحاجة إلى إجراء
بحوث أخرم ،لتؤدي إلى معلومات جديدة( .دافيدول ،لندا ل.)60 . ،1983 .
56
ّ
املفقودة ،ويظل يتن ـاول ألاف ـكار باملعالجة الذهنية ،ح ـتى عثر على مفهوم ج ـوه ـري يمكنه من
تنظيم الكثير من الحقائق في نمط له مع ى.
إن الطريقة البديهية ألاولية لنصف العلم (أو أكثر) ،تكمن في أنه يت سس على
املشاهدات الجيئية التي تصاغ عل ها النظريات فيما بعد ،واستخال النظرية من
املشاهدات الجيئية املتفرقة ،عرل باالستقراء( .باركر ،كر س ،بيتسرانج ،نانس ي ،إليوت،
روبرت .)42 ، ،1999 ،أخذ س .فرويد )1939-1856( S. Freudعدة مالحظات من
معاصريه ،مثل جان .م .شاركو )1893-1825( J. M. Charcotجو يف بروير J. Breuer
(( .)1925 -1842ودورث ،روبرت .)217 ، ،1981 ،ومن مرضات العصابيين ،الذين اروت في
عيادته في فيينا ،استنتج ب ن وراء كل اضطراب هستيري مشكلة جنسية ،ف سس نظرية في
التحليل النفس ي ،تقوم على الجنس .ومنظرون آخرون يفعلون نفس الش يء ،أي ستقرئون.
تطور بهدل تقديم شكل ويتفق معظم الكتاب الذين ّبينوا معالم تطور العلم ،أنه ّ
ّ
للمعرفة بديال للشكل الذي تولد من الخ رة (املالحظة) والتفكير العقلي( .الت مل) .ويرم كوهن
ً
منحى مختلفا بصورة Cohenو مانيون ،)1994( Manionأن العلم صار جذابا ،ألنه ّ
قدم
جذرية ،عن أسلوب الخ رة ،إذ يتضمن صياغة نظرية يمكن اختبارها إم ريقيا (على محك
الواقع) ،وليسم قائمة على "املعرفة البديهية" .كما استطاع العلم أن يتجاو التعليل
منحى يجمع بين الاستقراء املستمد من قدر ضخم ً الاستقرا ي ،والتعليل الاستنباطي ،فقدم
من البيانات الخاضعة للمالحظة ،إضافة إلى الاختبار املنهجي والدقيق للفروض التي وضعها
الباحث قبل ذلك( .تشيرتون ،ميل ،براون ،آن.)698 . ،2012 ،
وتب ى النظرية بجمع الكثير من املعلومات من بحوث متفرقة ،وتنظيمها في تناسق ضمن
إطار معرفي ،يقوم بتهيئة املجال لتفسير الظواهر .فالنظرية العلمية تحدد املفاهيم والطريقة
التي تربط بينها .فالنظرية التي تناولم التعلم ،قامم بربط العالقات بين مفاهيم :املثير
والاستجابة والدافع واملمارسة والتعييي والارتباط الشرطي وغيرها ،لتفسر كيف يتم تعلم
السلوك .ونظرية التحليل النفس ي التي تناولم نشوء العصاب ،قامم أيضا بربط العالقات
بين مفاهيم معينة؛ كالالشعور والكبم والتثبيم والنكو ،ومراحل النمو النفس ي الجنس ي،
وألاساليب التربوية ،والطرح ،وألاحالم ،والتداعي الحر وغيرها ،لتفسر كيف تنش ألامراض
العصابية ،وكيف يمكن عالجها.
وال يمكن أن تب ى نظرية من بحث واحد ،بل ال بد من إجراء بحوث عديدة ،والربط بين
استنتاجات عديدة ،واختبارها مرات عديدة ،مع بقائها ،دائما ،مفتوحة للتغيير والتعديل،
ومن ام التطوير .وال يمكن ،كذلك ،أن تب ى نظرية في من قصير ،فقد استغرق العلماء
57
املنظرون سنوات وعقودا ،يجمعون الحقائق ،ويخضعونها للبحث العلمي ،سواء في علوم
الطبيعة أم في العلوم إلانسانية ،ففي علم النفس ،على سبيل املثال؛ استغرقس .فرويد أكثر
من 40سنة في بنائه لنظريته في التحليل النفس ي .وقض ى ج .بياجي )1980-1896( J. Piaget
50سنة ،وهو يبحث في طرق نمو املعرفة ،أو إلابستيمولوجيا التكوينية .وبذل إ .ب .بافلول
)1936-1849( I. P. Pavlovأكثر من 40سنة في سبيل معرفة دور لعاب الكالب في العملية
الهضمية ،واكتشال الاستجابة الشرطية ،بعد ذلك ،التي قامم عل ها املدرسة السلوكية في
أمريكا ،ابتداء من عام .1913وبذل إ .ل .اورندايك )1949-1874(E. L. Thorndikeأكثر من
40سنة ينظر في التعلم باملحاولة والخط ،وبذل ب .ل .سكنر )1990 - 3 190( B. F. Skinner
أكثر من 30سنة في سبيل تطوير إلاشراط إلاجرا ي ،نظريا وعمليا .وبذل دافيد ماكليالند D.
35 McClellandسنة في سبيل البحث عن العوامل املسؤولة عن ظهور الدافع إلى إلانجا
في املجتمع ،وغيرهم أمثال :هـ .ج .أيينك ،H. J. Eyzenckج .ب .جلفورد J. P. Guilford
( ،)1990-1897ر .ب .كاتل ،R. B. Catell 1905 - ....وم .إ .سيلجمان .M. E. Seligman
و سلم صاحب النظرية بمسلمات معينة ،قد تكون هذت املسلمات فلسفية سلم بها
املنظر ،وتتناول طبيعة الواقع أو الحقيقة ،وقد سلم بمسلمات منهجية لها عالقة بإجراءات
دراسة الظاهرة.
والقول ب ن املوضوعية ،هي ألاساس لبناء نظرية ،هي مسلمة منهجية .بل إن قرار املنظر
بدراسة جوانب معينة من الظاهرة وتفضيلها على جوانب أخرم ،يتضمن مسلمة منهجية.
و ستحيل التنظير دون التسليم بمسلمات ،والسبب الهام في وجود عدة نظريات ملوضوع
واحد (نظريات الذكاء ،نظريات التعلم ،نظريات الشخصية) ،هو أن املنظرين يختلفون فيما
يتبنون من مسلمات.وتقوم النظرية ،كذلك ،على مجموعة من التعريفات إلاجرائية ،التي
تربط النظرية املجردة بمالحظات محسوسة .وينبغي أن تكون مسلمات النظرية مالئمة
ملوضوع الدراسة ،ومتصلة ببعضها ،وتكون دقيقة بقدر ما تسمح به املعلومات املتوفرة ،وال
تحتكر النظرية الحقيقة كلها( .جابر ،جابر عبد الحميد .)11 . ،1990 ،واملسلمات في حالة
النظرية العلمية ،ليس من الضروري أن تكون صادقة تماما ،بل تصل النظرية العلمية إلى
تحقيق مسلماتها على أساس من الشواهد ،واملالحظات املباشرة لصحة النتائج املترتبة عل ها.
(إسماعيل ،محمد عماد الدين.)86 . ،1970 ،
والنظرية العلمية وسيلة وغاية في الوقم نفسه؛ فهي وسيلة لتفسير العالقات بين
الحقائق ،وغاية سهى العلماء للوصول إل ها لفهم الحقائق ،والتنبؤ بحدوثها .وإذا ظهر أن
النظرية عاجية على أن تحقق املطلوب منها ،يتم الانصرال عنها إلى بناء نظرية أخرم أجدر
58
منها .أو إذا لم تدعم نتائج البحث ،النظرية ،يقوم صاحبها بتنقيحها ،وبعد ذلك يجمع بيانات
أكثر الختبار النظرية املنقحة Jacobs ،Ary( .و .)18 . ،2002 ،Razaviehذلك أن العلم
سهى باستمرار إلى يادة إلايضاح للعالقات املوجودة بين الحقائق ،وتتوقف املس لة كلها على
أداء النظرية للوظيفة املتوقعة منها ،أي مقدار دقتها وشمولها في التفسير( .إسماعيل ،محمد
عماد الدين.)82 . ،1970 ،
59
3ـ أن تشمل الجوانب التي تتناولها من الظاهرة؛ بالوصف والتفسير والتنبؤ والتحكم.
4ـ أن تنفرد بموضوعها ،ألن وجود نظرية أخرم تدرس املوضوع نفسه
ْ
وباملفاهيم ،وإلاجراءات ،والتفسيرات نفسها ،يضعف النظرية ويجعلها تكرارا ال مسوغ له؛ إذ
أنه يتنافى مع الاقتصاد في العلم.
5ـ أن توجد أرضية واقعية ،تتضمن حقائق عيانية قابلة للبحث العلمي ،من أجل فهمها
وتفسيرها.
6ـ أن تكون قادرة على التنبؤ بحدوث الوقا ع والحقائق ،فالنظرية التي تقف عند
الوصف فقط ،تفيد لكنها ناقصة ،والنظرية التي تفسر فقط مفيدة ،ولكن ال بد من التنبؤ
بمآل الظواهر التي تدرسها( .عبد املعطي ،عبد الباسط ،الهواري ،عادل ،1986 ،ص 13 .
ـ .)14
وتقوم النظرية العلمية ،كذلك ،على الشروط التالية.
1ـ أن تتوفر على مفاهيم تشير إلى حقائق وقضايا محددة تحديدا دقيقا.
2ـ أن تتناسق القضايا التي تتناولها( .فمثال ،عند قيام مخت في التحليل النفس ي،
بشرح مفهوم النكو ،يجد نفسه أنه ال بد من شرح مراحل النمو النفس ي الجنس ي،
وألاسلوب التربوي ألاسري ،والالشعور والتثبيم ،وغيرها من مفاهيم أخرم في نظرية التحليل
النفس ي).
3ـ أن تسهم القضايا التي تروج لها في اشتقاق تعميمات بطريقة استنباطية ،أي من
النظرية إلى تفسير السلوك .مثل :أبناء العدوانيين عدوانيون .تفسير سلوك العدوان عن
طريق التقليد.
4ـ أن ُ ستدل على قضاياها من خالل مجموعة من الاستقراءات ،أي الاستدالل على
ّ
فكرة عامة (نظرية) من السلوك.
5ـ أن تكون خاضعة باستمرار للنقد واملراجعة والتعديل( .صيام ،يحاتة،2009 ،
ص 15 .ـ .)16
60
ذلك ،ضرورة تمكن الباحث من التخص العلمي الذي يمكنه التنظير فيه ،وتخصصات
علمية أخرم قريبة .كما ينبغي أن يتصف بخصائ املبدعين.
إن إلابداع في بناء النظريات العلمية ،ال يت ت لكل العقول ،وال يقوم به معظم الباحثين؛
فهناك فئة معينة منهم ،ستطيعون القيام بذلك ،إنهم يتوفرون على قدرات عقلية وسمات
يخصية ،وخصوبة في التصور والتخيل ،مما جعلهم يدركون الكيفية التي تنتظم بها
الحقائق .فمن هؤالء ؟ وإذا كان أشهر وصف لهم ،أنهم مبدعون ،فما هو إلابداع؟
عرل سيمون ،إلابداع ،ب نه " :اتجات املبادأة لدم الفرد ،ويتمثل في قدرته على الخروج ّ
من سياق العادي وامل لول ،واتباع نمط جديد في التفكير".
ويقدم جلفورد ،تعريفا للبداع ،ب نه " :نوع من التفكير التباعدي ،الذي يتم من خالل
نسق مفتوح ،يتميز إلانتاج فيه بخاصية التنوع في ألافكار ،التي ال تتحدد باملعلومات املعطاة
سلفا".
أما تورانس ،فيعرفه ،ب نه " :عملية إدراك الثغرات ،أو الاختالل في املعلومات والعناصر ّ
املفقودة ،أو عدم الاتساق ،وتبدأ عملية الوعي الذاتي للبحث عن دالئل في املوقف،
واستعمال ما لدم الفرد من معلومات ،وتبدأ عملية فرض الفروض ،واستخال القرائن
والربط بين النتائج ،وإجراء التعديالت ،وإعادة اختبار الفروض"( .قنديل ،شاكر،1993 ،
.)234 .
ويتوفر الشخ املبدع على عدد من القدرات والسماتّ ،بينها ج .ب .جلفورد ،ب سلوب
التحليل العاملي ،عام ،1950وهي كما يلي :
.1الحساسية للمشكالت .وتع ي هذت القدرة أو السمة ،أن يرم الفرد مشكالت وغموضا
في ظواهر بديهية.
.2ألاصالة .وتع ي أن ي تي الفرد ب فكار أو حلول أو إنتاجات جديدة وفريدة وذات فائدة.
.3الطالقة .وتع ي أن ينتج الفرد عددا كبيرا من ألافكار أو الحلول أو ألالفاظ في من
محدد.
.4املرونة ،وتع ي توفر الفرد على السهولة في تغيير وجهته العقلية.
.5إعادة التنظيم أو إعادة التحديد ،وتتمثل في إعادة صياغة املشكلة ،أو إعادة تنظيم
أشياء معينة ليصير لها فهم جديد أو استعمال جديد.
.6التـح ـل ـي ـل والت ـ ل ـي ـف ،إذ يت ـوف ـر إلاب ـداع ع ـلى ق ـدرات تـح ـلـيـلـيـ ـة للـف ـك ـرة أو لل ـم ـشكلـة أو
للش يء ،ام إعادة ت ليفه من جديد ،فيصير له مع ى جديد لم يكن موجودا فيه من قبل.
61
.7التركيب في البناء التصوري.
.8التقييم( .سويف ،مصطف ،1970 ،ص .)352 - 350 .
)3مصدرا التنظير.
من الناحية العملية ،هناك مصدران أساسيان يمكن للباحث أن ستمد منهما ،أو من
أحدهما ،املادة الخام للعمل التنظيري؛ املصدر ألاول هو مواقف الحياة الواقعية .واملصدر
الثاني هو املادة العلمية التي ت تي على شكل تساؤالت في املناقشات التي يختم بها الباحثون
بحوثهم.
بالنسبة للمصدر ألاول ،يمكن أن تكون جميع مواقف الحياة اليومية ،مصدرا ملشكالت
تصلح للبحث العلمي النفس ي .وت رير ذلك أن موضوع علم النفس ،هو الدراسة العلمية
للسلوك ،وأيا كان هذا السلوك( .سويف ،مصطف .)48 . ،2005 ،فقد يالحظ الباحث
سلوكا معينا في ميدان ما من ميادين الحياة؛ في ألاسرة ،في املدرسة ،في جماعات العمل وغيرت،
فيثير لديه أسئلة ،فيشرع في البحث للجابة عنها ،فإذا به يجد نفسه يتعمق في ج ـم ـع
املـع ـلوم ـات وم ـعال ـج ـت ـها م ـوض ـوع ـيا ،ويرب ـط شتات ـها مك ـ ّونا نس ـقا تجريديا ،يج ـم ـع ما توصل
62
إليه من نتائج ،يقدم خالله تفسيرا للحقائق التي بحثها.
أما املصدر الثاني ،فيتمثل في الكتابات العلمية لباحثين آخرين .تتكون ألاوراق البحثية
امليدانية واملعملية ،من االاة أقسام رئيسية :يتضمن القسم ألاول مشكلة البحث وأسئلته.
ويتضمن القسم الثاني إجراءات البحث املتبعة للجابة عن ألاسئلة .ويتضمن القسم الثالث
عرض النتائج ومناقشتها ،والقسم الثالث هو الذي يهم .فالباحث هنا يوضح ،ما إذا أجابم
النتائج عن أسئلة البحث ،أو أيدت تنبؤاته ،مبينا جوانب الاتفاق وجوانب الاختالل مع نتائج
بحوث أخرم ،حول املشكلة نفسها أو القريبة منها ،مقدما أحيانا تفسيرات مبدئية ،أو عوامل
تسهم في التفسير ،ويثير في النهاية أسئلة بحثية أخرم ،في حاجة إلى إلاجابة عنها( .سويف،
مصطف .)51 . ،2005 ،
)4مستويا التنظير.
هناك مستويان للتنظير العلمي؛ أحدهما ،وهو ألادن ،يتمثل في إبرا املع ى املباشر
للنتائج التي تم التوصل إل ها ،سواء أكانم كمية أم لفظية ،وبيان ما إذا كانم تجيب عن
ألاسئلة الرئيسية للبحث ،ام بيان كيف تلتقي وكيف تختلف مع نتائج باحثين آخرين ،ممن
تعرضوا للمشكلة نفسها ،أو ملا هو قريب منها .أما املستوم الثاني من التنظير ،فيصعد فيه
الباحث ع ر عمليات تجريدية نحو مستوم ستوعب نتائجه املباشرة ويتجاو ها ،ليصل إلى
ويحمل الباحث نتائج بحثه من التنظير ماّ طرح قضايا جديدة من وحي نتائجه ومناقشتها،
يتسع الستيعاب نتائج أخرم ،توصل إل ها باحثون آخرون( .سويف ،مصطف ،2005 ،ص .
47ـ .)48
63
منها :ما هي خصائ الانبساطيين ؟ وما هي خصائ الانطوائيين ؟ وما الفرق بين
الانبساطيين والانطوائيين في بعض جوانب السلوك ؟ وما هي خصائ الانبساطي العصابي؟
وما هي خصائ الانطوا ي العصابي ؟ هل توجد أبعاد أخرم للشخصية ؟ فتوسعم
النظرية ،وشملم جوانب كثيرة من السلوك ،وكشفم عن عالقات أخرم بين الحقائق التي
بحثتها النظرية ،لم تكن معروفة من قبل.
وكرس الفييولوجي الروس ي ،بافلول ،جهودت البحثية في الفييولوجيا ،حول دور اللعاب ّ
في العملية الهضمية ،ول كن الذي دفعه للبحث في هذا الاتجات ،أدم به إلى اكتشال حقيقة
أخرم ،مرتبطة باألولى ،جيئيا ،انصرل إل ها كليا ،لبحثها ،بعد ذلك ،وهي :الاستجابة
الشرطية ،أو املنعكس الشرطي ،أو إلاشراط الاستجابي ،كما يطلق عليه في مؤلفات نظريات
التعلم.
واهتم السيكولوجي ألامريكي /مارتن سيلجمان ،في بداية انشغاله بالبحث النفس ي،
بظاهرة العجي املتعلم والاكتئاب ،وأجرم تجارب معملية ناجحة على الكالب ام على البشر،
تبين له أن هناك كالبا ،كما أن هناك بشرا ،ال يمكن تفسير سلوكهم بنموذج العجي واملرض
النفس ي .وعند دفعه للبحث إلى ألامام ،وتحويل اهتمامه نحو أولئك ألاقوياء الذين ال يتعلمون
العجي ،أحدث تغييرا جذريا في مسار علم النفس ،الذي كان عليه منذ عقود من اليمن،
فحول الاهتمام بالسلوك الالسوي واملرض والعجي والفشل والانحرال ،إلى الاهتمام بعلم ّ
نفس السعادة والتفاؤل والرضا والتدفق والنجاح ،أي من علم النفس السلبي إلى علم النفس
إلايجابي.
64
علـم ـيا لدي ـه ـم ،فق ـد كان ه ـدل املس ـل ـم ـين ،م ـن الق ـيام بالتـجـري ـب ،ه ـو السهي إلى تحويل
املعادن إلى ذهب.
وت ار الكثير من الفالسفة وأهل العلم ألاوروبيين ،بعد ذلك ،با غريق ،تفكيرا ومنهجا،
وتعصبوا لهم ،ولتفكيرهم القياس ي ،فصاروا ال يقبلون بطريقة الاستقراء في الحصول على
الحقائق ،وعان من هذا الجفاء كل من جاليليو جاليلي ،)1642 - 1564( Galili G.وأل رت
اينشتاين )1955 - 1879( A. Einsteinاللذين كانا استقرائيين تجريبيين ،فصار جاليلي محل
استهياء في محاضراته ،وحدث أن صعد إلى قمة بيزا ومعه اقالن ،ليجري تجربة حول سقوط
ألاجسام ،وكان ألاساتذة في ذلك الوقم ،يمرون وطالبهم ذاهبون إلى قاعات الدراسة،
فاسترعى انتباههم ،ام ألق بالثقلين من قمة ال رج إلى أقدامهم ،وشاهد ألاساتذة ذلك ،ولكنهم
اعتقدوا أن أعينهم خدعتهم ،ال محالة ،ألن أرسطو ال يجو عليه الخط .ونفس املصير القات
مقربا ،ودعا ألاساتذة أن ينظروا من خالله إلى أقمار ّ
إينشتين في برلين ،عندما صنع منظارا ِ
عطارد ،فرفضوا ،ألن أرسطو لم يذكر هذت التوابع .وتعرض جاليلي ملضايقات من محاكم
التفتيش ،التي أرغمته على التنا ل عن أفكارت التي تتعارض مع ألافكار املقدسة للكنيسة
الكااوليكية في روما( .رسل ،برتراند ،2008 ،ص 19 .ـ .)20ويرم برتراند رسل ،أن الصدام
بين جاليلي ومحاكم التفتيش ،لم يكن صداما بين الفكر الحر والتعصب ،أو بين العلم
والدين ،بل بين التفكير الاستقرا ي والتفكير الاستنباطي( .رسل ،برتراند.)29 . ،2008 ،
65
القانون العام يكون الاتجات إلى الهبوط اانية ،عن طريق الاستنباط ،للوصول إلى الحقائق
الخاصة التي بدأ منها الاستقراء السابق .والاستنباط مكانه الكتب ،أما الاستقراء فمكانه
العمل( .رسل ،برتراند .)52 . ،2008 ،وأنا أقول :إن الاستنباط مكانه الت مل والفكر،
والاستقراء مكانه الاستقصاء والتجريب.
ض ُد مسارها بمالحظة حقائق منفردة ،فتصل باالستقراء إن الطريقة العلمية املثلىَ ،ت ْع ُ
إلى قانون عام ،وتستنبط من القانون العام حقائق فردية أخرم .لقد جمع أيينك حقائق،
فتوصل إلى تعميم ب ن الشخ الانطوا ي /العصابي (يطلق عليه الد ستيميا ،أي عسر
املياج) ترتفع ل ديه مشاعر القلق ،وللقياس على هذا التعميم (أي استعمال الاستنباط)،
ترتفع لدم الشخ العصابي /الانطوا ي ،كذلك ،مشاعر الاكتئاب والوسواس وتوهم
املرض ،ألنها من الد ستيميا أيضا ،وال يظهر لديه السلوك الهستيري أو السلوك إلاجرامي،
ألنهما ليسا من الد ستيميا.
66
عن إعطاء نتائج يقينية (رسل ،برتراند .)61 . ،2008 ،فاالستقراء سير ،غالبا ،كما ي تي
:يتم التعرل على حدث جانح ،فإذا هو يقطن في حي غير منظم ،ويتم التعرل على حدث
جانح آخر ،فإذا هو يقطن أيضا في حي غير منظم ،ويتم التعرل على حدث جانح آخر ،يقطن
في حي غير منظم ،كذلك ،ويتم التعرل على حدث جانح رابع وخامس وسادس ،و .......وكلهم
يقطنون في أحياء غير منظمة ،فيكون التعميم أن الجنوح يتطور في ألاحياء الفوضوية .ويبق
هذا التعميم صامدا ،كلما ظل ألاحداث الجانحون يقطنون في ألاحياء الفوضوية ،لكن إذا
تم التعرل على حدث جانح آخر ،يقطن في حي منظم ،وراق ،فإن التعميم السابق يرفض.
ومثال آخر ،هناك فرض مفادت ،أن "ألاذكياء سعداء" ،والختبارت يتم سحب عينة من ألافراد
ألاذكياء ،وبعد بحثهم يتبين أنهم سعداء ،يبق هذا الفرض مقبوال ،طاملا ظل ألاذكياء سعداء،
لكن سيرفض هذا الفرض ،إذا ظهر يخ ذكي وليس سعيدا ،ولهذا ينتقد كارل بوبر K.
)1994 - 1902( Popperالاستقراء ،ألنه ال يؤدي إلى معرفة اابتة ،ويقينية ،ويقوم هذا النوع
من الاستقراء على أساس "التعداد البسيط" ،وهو نوع من الاستدالل بالغ الخطورة( .رسل،
برتراند .)62 . ،2008 ،كما عرل أيضا باالستقراء الجي ي أو الناق .
ويمكن معالجة عجي الاستقراء عن التوصل إلى معرفة اابتة ،ويقينية ،نسبيا ،باالبتعاد
عن طريقة "التعداد البسيط" في سحب الحقائق الجيئية (العينات) ،والقيام بسحب حقائق
(عينات) كثيرة "التعداد الكبير" ،بخصائ عديدة ،وفي أماكن كثيرة ،وفي أ منة مديدة،
فمثال ،إذا قام الاستقراء على عينة واحدة ،طالب جامعة باتنة ،مثال ،وفي من محدد ،فهذا
"تعداد بسيط" ،مشكوك في نتيجته ،ولكن إذا قام على تعداد كبير ،شمل عينات أخرم،
بخصائ متنوعة ،وفي مناطق كثيرة ،وفي أ منة مديدة ،فإن نتيجته ،سول تكون محل اقة،
إلى حد ما ،ألنها قامم على أدلة استقرائية عديدة .وهذا ما قام به املنظرون في علم النفس،
أمثال :إ .ب .بافلول ،س .فرويد ،ج .بياجي ،هـ .ج .أيينك ،جوليان ب .روتر J. B. Rotter
( ،)... -1916أل رت باندور )... - 1925( A. Banduraوغيرهم ،فقد ظلوا سنين طويلة،
يجمعون الحقائق الجيئية من عينات عديدة ،ذات خصائ متباينة ،فتمكنوا بذلك من
بناء نظريات علمية عتيدة.
67
عملية جراحية ،لم يؤكد الطب نجاحها ،ومن ّ
ام ال يتوفر لديه أي م رر يدعوت إلى الاعتقاد
ب نها سول تنقذ حياته .إن املهم هنا ،هو أن الاختيار وقع بين موت محقق ،واحتمال ضئيل
في البقاء على قيد الحياة .وبما أن الشخ املع ي يواجه هذا الاختيار ،فمن العقالنية،
القول ،إن عليه اختيار إجراء العملية ،حتى وإن لم تتوفر لديه م ررات جيدة تدعوت إلى
الاعتقاد ب نها سول تكلل بالنجاح .أي إذا كان هناك أي ش يء يمكن أن ينقذ حياة هذا
الشخ ،فهو إجراء هذت العملية( .بريتشارد ،دنكان.)177 . ،2013 ،
وباملثل ،فإن الباحث يواجه ،هو كذلك ،الاختيار بين عدم استعمال الاستقراء ومن امّ
فقدان كل فرصة للحصول ع لى حقائق عن العالم املحيط به ،أو استعماله مع احتمال أن
يكسب الكثير من الحقائق عن العالم املحيط به .وحين يصل الاختيار إلى هذت الصيغة ،يبدو
أن استعمال الاستقراء يكون تصرفا عقالنيا تماما ،حتى ولو افتقر الباحث إلى ت رير الستعمال
هذا ألاسلوب من الاستدالل( .بريتشارد ،دنكان.)177 . ،2013 ،
ويقوم الاستقراء على الاستقصاء ،والبحث ،بينما يقوم الاستنباط على القياس على
قضايا كلية ،أو مرجعيات تكون صادقة ،مثلما نجد في القرآن الكريم "وما من دابة في ألارض
إال على هللا ر قها"" .وما بكم من نعمة فمن هللا"" .كل نفس ذائقة املوت"" .وما خلقم الجن
وإلانس إال ليعبدون" .أتذكر ،وأنا تلميذ في املرحلة الثانوية ،درسم في املنطق الصوري ،مثاال
لالستنباط من خالل القضية املنطقية الصورية آلاتية :كل إنسان فان ،وسقراط إنسان،
إذن ،سقراط فان.
68
افترض السيكولوجي إلانجليزي /تشارلي سبيرمان ،)1945 - 1863( Ch. Spearmanنظرية
العاملين في النشاط العقلي ،عامل عام وعامل خا ،وقام بجمع املالحظات واملشاهدات
لت ييدها .وافترض مواطنه ،السيكولوجي /هاني ج .أيينك ،نظرية ألابعاد في الشخصية ،وقام
باستقراء معلومات ومشاهدات سلوكية لت ييدها .وافترض جوليان ب .روتر أن بعض ألافراد
ذوو ضبط داخلي لسلوكهم ،وبعضهم ذوو ضبط خارجي لسلوكهم ،سواء في حالة النجاح أم
في حالة الفشل ،وقام بجمع معلومات سلوكية لت ييدها .وهكذا يتبين ،أنه على الرغم من
شراسة فيلسول العلم ،كارل بوبر ،في نقدت الرافض لالستدالل الاستقرا ي ،كمصدر
للمعرفة العلمية ،إال أن العلم ،وبناء النظريات ،وصياغة القوانين العلمية ،يقوم في جوهرت
على الاستقراء.
69
الخالصة وحدها ،بمعيل عن أية نظرية ،هو أمر محال"( .جيليز ،دونالد.)153 . ،2009 ،
وقدم في هذا الصدد مثاال ،أنه طلب من طالبه ،قائال " :أمسك قلما وورقة ،الحظ بدقة ،ام
عما أريد منهم أن يالحظوت .وصار من الواضح دون ما الحظته .وبطبيعة الحال ،س ل ي الطالب ّ ّ
أن كلمة "الحظ" وحدها ،ال تع ي شيئا ،وال تؤدي إلى ش يء .فاملالحظة تكون دائما انتقائية،
وتتطلب موضوعا مختارا ،وتستهدل تحقيق مهمة محددة ،ويحركها اهتمام معين ،كما أنه
ال بد أن تستند إلى وجهة نظر ،وأن تسهى إلى حل مشكلة ما"( .جيليز ،دونالد. ،2009 ،
.)154
وفي هذا الاتجات ،قال الفيلسول الفرنس ي ،غاستون باشالر ،G. Bachelardإن املسهى
العلمي املنتج للمعرفة ،ينطلق من وجود مس لة أو مشكلة أو انشغال مسبق ،لدم الباحث،
وليس املالحظة .ويقول في هذا الصدد ،إنه بالنسبة للفكر العلمي ،فإن كل معرفة تكون
جوابا عن سؤال مطروح ،فإذا لم يكن هناك سؤال مطروح ،فلن تكون هناك معرفة علمية.
(لورس ي ،عبد القادر.)10 ، ،2013 ،
وبين بوبر ،أن النظرية العلمية ال تبدأ باملالحظة ،كما ييعم أصحاب الاتجات الاستقرا ي، ّ
العالم أن يفند هذت الحدوس ،بتعريضها للنقد ِ بل تبدأ بالحدوس الافتراضية ،ام يحاول
والاختبار (املالحظات والتجارب) .والحدس الافتراض ي الذي يتجاو عددا من الاختبارات
الناقدة الحاسمة ،يمكن قبوله مؤقتا ،فقط على سبيل التجربة ،فال يمكن ،إطالقا ،أن نقول
أنها نظرية علمية ،أو قانونا ،أو تعميم معرفة يقينية ،ألنه ربما يثبم الاختبار أو املالحظة
القادمة ،خط ما( .د جيليز ،دونالد.)160 . ،2009 ،
ّ
وأيد وجهة نظر بوبر ،الفيزيا ُّي إلانجليز ُّي ،ستيفن هوكنج )... -1942( S. Hawkingالذي
ُ
قال" :لم أسمع عن أية نظرية ك رم طرحم على أساس من التجربة فقط ،فالنظرية هي التي
تكون دائما أوال ( ،)....ام تعطي النظرية تنبؤات( ،أي حدوس وفروض) .وهذت يمكن اختبارها
باملالحظة .وإذا اتفقم املالحظات مع التنبؤات ،فإن هذا ال ي رهن على النظرية ،بل تظل
النظرية باقية لتصنع تنبؤات جديدة ،تخت ر مرة أخرم باملالحظة ،وإذا لم تتفق املالحظات
مع التنبؤات ،ترفض النظرية"( .هوكنج ،ستيفن .)35 . ،2016 ،ووفق بوبر ،تتميز النظرية
الجيدة ،ح قيقة،ب نها تصنع عددا من التنبؤات ،يمكن من حيث املبدأ تفنيدها باملالحظات.
بحيث إذا تم في كثير من املرات أن اتفقم نتائج التجارب مع تنبؤات النظرية ،فإن النظرية
تبق وتيداد الثقة بها ،أما إذا حدث أن ُوجدت مشاهدة جديدة تعارض تنبؤات النظرية ،فإن
تعدل( .هوكنج ،ستيفن .)35 . ،2016 ،وتكون النظرية صحيحة ،إذا النظرية تنبذ ،أو ّ
كان ما تقوله يناظر الواقع( .بوبر ،كارل.)15 . ،1999 ،
70
2ـ نقدت لالستقراء كمنهج لبناء النظرية العلمية.
ذكر إسحق نيوتن ،)1727 - 1643( I. Newtonفي كتابه "املبادئ ،"Principiaأن
النظريات العلمية ستدل عل ها في الفلسفة التجريبية من الظواهر (الجيئية) ،ام تعمم
باالستقراء .لكن بوبر ،رفض هذا القول ،مبينا أن الخيال ي تي أوال :فالعلماء يبدؤون أوال
بصياغة حدوس أو فرضيات ،ام يتجهون إلى اختبارها باملالحظة والتجريب .وال تعد الفرضية
عل مية ،إال إذا كانم قابلة لدحضها تجريبيا .وإذا تبين أن الفرضية غير كافية ،يصوغ العالم
فرضية جديدة ،وتخضع هي بدورها لالختبار التجريبي .وبهذت الطريقة تتطور العلوم ع ر
التفاعل بين التخمينات املتخيلة والتفنيدات التجريبية .ورأم أنه ال بد أن تكون للنظريات
العلمية نظريات علمية أخرم منافسة لها( .بيروتي ،ماكسّ .)203 . ،1999 ،
وبين بوبر،
أنه في منهج الاستقراء ،ال يهم عدد املشاهدات ،ألنه مهما كثر عددها ،فمشاهدة حالة واحدة
مناقضة ،تجعل ما سبق من مشاهدات ملغاة( .هيلي ،باتريك .)138 . ،2008 ،وأن املنطق
ييود بمعيار مالئم للتمييز( .بوبر ،كارل ،د .ت .)71 . ،إن الاستقراء ،أيالاستقرا ي ال ّ
الاستدالل القائم على مالحظات عديدة ،خرافة( .بوبر ،كارل ،د .ت.)28 . ،
71
)6طرح حدوس افتراضية جديدة لحل املشكلة ،فيتواصل البحث العلمي.
إن العلم فروض ،ومعرفة حدسية ،ومنهج العلم هو املنهج النقدي :منهج البحث الة
ألاخطاء ملصلحة الحقيقة( .بوبر ،كارل.)15 . ،1999 ،
إن تفكير بوبر حدس ي واستنباطي في آلان نفسه .تحدام في فقرة سابقة عن الاستدالل
الاستنباطي ،أما الحدس فهو إدراك غير استداللي ،وال يتم على مراحل ،بل دفعة واحدة،
وليس يقينا ،بل مؤقتا ،قابال للنقد والاختبار ،وللتفنيد أيضا ،أي أنه فرض( .الخولي ،يم ى
طريف ،2000 ،هامش.)324 . ،
وفيما ي تي مفاهيم تقوم عل ها إبستمولوجية بوبر في بناء النظرية العلمية :
.1مشكلة التمييز .إن مشكلة التمييز أساسية في فلسفة العلم ،وتناولها الفيلسول
إيمانويل كانط ،،في القرن الثامن عشر ،وأطلق عل ها بوبر مشكلة كانط ،بل هي ،وفق كارل
بوبر ،املشكلة ألاساسية التي تتفرع عنها كل املشاكل ألاخرم في فلسفة العلم( .بوبر ،كارل ،د.
ت.)71 ، ،
إن مشكلة العثور على معيار يمكن من التمييز بين العلوم إلام ريقية من ناحية،
ُ
طل ُق عل ها :
والرياضيات واملنطق ،وامليتافيزيقا ،من ناحية أخرم ،هذت املشكلة ،هي ما أ ِ
مشكلة التمييز( .بوبر ،كارل ،د .ت.)71 ، ،
وتع ي ضرورة وضع معيار علمي يحدد متى تكون نظرية ما علمية ،ومتى تطرد أخرم من
دائرة العلم .أي ما هو املعيار املالئم الذي بواسطته ستطيع الباحث التمييز بين العلم
والالعلم ؟ (اختيار ،ماهر.)25 ، ،2010 ،
.2مبدأ قابلية التكذيب كمعيار للتمييز .ال يؤسس علم ،إال إذا قام تكامل بين
الفكرة والواقع ،ويقوم هذا التكامل على إجراء اختبارات للنظرية ،التي قد تؤدي في النهاية
عد الخضوع لالختبارات وإمكان التفنيد التجريبي ،هو ما يميز النظرية العلميةإلى تفنيدها .و ّ
عن النظرية غير العلمية( .الخولي ،يم ى طريف.)339 ، ،1989 ،
فإذا تناقضم التنبؤات املستنبطة من النظرية مع الواقع التجريبي ،يصدر حكم بتكذيب
النظرية ،وتفنيدها ،ودحضها ،ورفضها ،ومن ام استبعادها( .اختيار ،ماهر، ،2010 ،
.)18
إن محك املنزلة العلمية لنظرية من النظريات ،هو «قابليتها لالختبار» .Testabilityأو َّ
«قابليتها للتكذيب» Falsifiabilityأو «قابليتها للتفنيد» ( .Refutabilityبوبر ،كارل ،د .ت ـ
ب.)24 ، ،
72
إن مـبـدأ الت ـح ـق ـق ،أو التـ ك ـي ـد ،ال ـذي ع ـم ـل بـه الاستقرائيون ،مرفوض ،وبديله هو مبدأ
التكذيب ،كمعيار للتمييز( .بوبر ،كارل ،د .ت ـ ب.)76 ، ،
إن إحالل مبدأ قابلية التكذيب ،محل مبدأ قابلية التحقق من الصدق ،كمعيار للتمييز،
ضروري للفصل بين العلم وامليتافيزيقا( .جيليز ،دونالد ،2009 ،ص 14 ،ـ .)15والعلوم
الصورية.
وعاصر بوبر ،نظريات املاركسية ،والتحليل النفس ي الفرويدي ،وعلم النفس الفردي
ألدلر ،فاعت ر هذت النظريات علوما ائفة ،أو أساطير ،ألنه ال يمكن إخضاعها ملعيار التمييز.
(جيليز ،دونالد .)388 ، ،2009 ،وهو قابليتها للتكذيب.
والنظريات العلمية ،لدم بوبر ،فروض ،قد ت تي ب ية طريقة؛ مثلما ت تي الفكرة الفنية،
أو الخرافة ،أو ألاسطورة ،ولكن ما يميز العلم عن نشاط عقلي آخر ،هو قابليته املستمرة
للتكذيب بواسطة التجريب( .الخولي ،يم ى طريف.)339 ، ،1989 ،
فالتنظير ،عند بوبر ،يبدأ بمشكلة ،تظهر في عقل الباحث على شكل فكرة غامضة ،أو
مشكلة في حاجة إلى حل ،يتعرل عل ها الباحث ،عن طريق الحدس والتخمين ،ام يضع لها
حلوال (فروضا) عديدة ،شرع في اختبارها ،ليس من أجل ت كيدها ،بل من أجل تكذيب ما
ليس صحيحا منها.
ُ
يوضع فرض ذه ي ،ومن أجل اختبارت ،تجمع معلومات ،ليس بهدل ت ييدت ،وت كيدت،
كما هو العمل لدم الاستقرائيين ،بل لتكذيبه .فالنظرية تكتسب طابعها العلمي ،عندما
تكون قابلة ،فقط ،للتكذيب بواسطة حادث يمكن إدراكه( .هيلي ،باتريك.)140 ، ،2008 ،
يالحظ الاستقرائيون أن متوسط عمر النساء أعلى من متوسط عمر الرجال ،فيضعون
فرضا وفق هذت املالحظة" ،النساء أقوم مناعة مقارنة بالرجال" ،فيجمعون معلومات لت ييد
الفرض وت كيدت ،بإجراء مقارنات بين النساء والرجال في املناعة .فإذا وجدوا أن النساء فعال
أقوم مناعة مقارنة بالرجال ،فإن الفرض يت يد ويت كد .ولكن إذا ظهرت حالة واحدة ،تكون
ف ها املرأة أقل مناعة من الرجل ،فالنظرية تصير غير صحيحة.
أما كارل بوبر ،ال يالحظ ،بل يطرح في البداية سؤالا /مشكلة ،ملاذا النساء أطول عمرا
من الرجال ،ويضع عدة فروض /حلول ،ام يخت ر هذت الحلول ،بمنهج املحاولة والخط ،
فيجمع معلومات ليس بهدل ت ييد الفروض /الحلول ،بل بهدل تكذيبها .أي يجمع املعلومات
التي تكذبها ،وال يجمع املعلومات التي تؤيدها .فإذا استبعد الفروض /الحلول غير الصحيحة،
يحتفظ بالفروض الصحيحة ،فتت يد النظرية وتتعي ،ولكن تبق دائما عرضة للنقد.
73
يالحظ أن الاستقرائيين ،يفترضون حال واحدا للمشكلة ،ويجمعون املعلومات لت ييدت،
أما بوبر ،فيفترض حلوال عديدة ،ويخت رها تباعا ،لتفنيدها ،حتى يصل إلى الحل الصحيح،
الذي يبق ،أيضا ،عرضة للنقد العقلي والاختبار التجريبي ،وهكذا ستمر البحث العلمي.
.3التعييي .عندما يتعرض الفرض لالختبار ،إما أن ينتهي إلى تكذيب أو قبول مؤقم،
فإذا صمد الفرض أمام محاوالت الباحثين املتكررة لتكذيب نتائجه من خالل اختبارات
تجريبية حاسمة ،يقال ،عندئذ ،عن هذا الفرض ب نه على درجة عالية من التعييي( .اختيار،
ماهر.)19 . ،2010 ،
4ـ منهج املحاولة والخط .املحاولة = فرض ،والخط = تكذيب.اعتمد بوبر منهج
املحاولة والخط في أبحااه إلابستمولوجية ،ورأم أن الباحث يبدأ من مشكلة نظرية ،ام
يقترح حال لها ،وال يتم الركون للحل إال بعد نقدت ،واستبعاد أخطائه( .اختيار ،ماهر،2010 ،
.)23 .ويرم أن ما نفعله في الواقع ،هو استعمال طريقة املحاولة والخط ،التي تخت ر
بواسطة النقد ،الذي يقود إلى مشكلة جديدة تخضع للتقويم النقدي نفسه (هيلي ،باتريك،
.)138 . ،2008
أوضح السيكولوجي ألامريكي /إ .ل .اورندايك ،E. L. Thorndikeأن الحيوانات تحل
املشكالت بطريقة املحاولة والخط .ففي دراسته ( )1898التي استعمل ف ها "صندوق
املشكلة"ّ ،بين اورندايك أن القطط لم تتمكن من التوصل إلى معرفة كيفية فتح امليالج
للهرب من الصندوق ،من محاولة واحدة ،بل قامم بعدد كبير من املحاوالت ،وبينما تم إبعاد
وحذل املحاوالت الفاشلة ،تعي ت املحاوالت التي أتاحم الوصول إلى الهدل( .كالين،
ستيفن ب 2003 .ـ ب .)539 . ،وهو حل املشكلة.
5ـ منهج حل املشكلة رباعي املراحل .إن السلوك ،وأي سلوك ،ليس إال محاولة
لحل مشكلة معينة ،لذلك ال بد أن تكون املعرفة بدورها ليسم إال نشاطا لحل مشاكل .وفي
منهجه إلابستمولوجي ،لحل املشكالتّ ،بين بوبر أن عملية حل املشكالت ،تمر ب ربع مراحل،
هي ما ي تي:
املرحلة ألاولى .يبدأ العلم من موقف مشكل ،أو بمشكلة محددة تثير تساؤال (م،)1
املرحلة الثانية .ت تي محاوالت الحل للمشكلة (ح ح) ،والتي تنش عن فروض قابلة
لالختبار والتكذيب.
املرحلة الثالثة .يتخذ النقد العقلي دورا أساسيا في مناقشة الحلول املقترحة ،إضافة
إلى التجريب ،ومن خالل ذلك يتم استبعاد ما هو خاطئ منها (استبعاد الخط :أأ)،
74
املرحلة الرابعة .بعد استبعاد الحلول الخاطئة ،ي ر موقف جديد ،أو مشكلة جديدة
(م( .)2بوبر ،كارل .)40 . ،1998 ،وبهذت الطريقة ييداد العلم نموا .والشكل رقم ( )1يبين
املنهج رباعي املراحل :
تم وضع اانين من حرل الحاء ،ألن الباحث يخت ر أكثر من حل ،كما تم وضع
اانين من حرل أ ،ألن الباحث ستبعد أكثر من فرض أو أكثر من حل خاطئ.
6ـ منهج العقالنية النقدية .يقول بوبر ،إن املشكلة التي تثير اهتمامه هي تلك التي
تتعلق باألسس العقالنية واملوضوعية للنقد ،لتفضيل نظرية على أخرم ،في البحث عن
الحقيقة( .بوبر ،كارل.)15 . ،1999 ،
فالعقالنية النقدية متضمنة في مراحل الاستبعاد ،وتع ي نقد الفرد للحلول املقترحة،
العالم الحلول التي يفترضها ليكتشف أخطاءت ،وينتقدت الكتشال ما ف ها من أخطاء ،ينتقد ِ
الغير ،كما ينتقد هو غيرت( .بوبر ،كارل .)12 . ،1998 ،ويقول بوبر :إن القضية الرئيسية
التي أدعو إل ها ،هي أنه من خالل املناقشة النقدية ،ينش العلم( .بوبر ،كارل. ،1998 ،
.)44ويتواصل من خالل الحدوس القابلة للتكذيب تجريبيا( .ماكسويل ،نيقوالس ،د .ت،
.)24 .
أراد بوبر أن يؤسس علما صحيحا نقيا ،رغم أنه نسبي ،ال يخالطه ما هو ليس بعلم.
فاتبع منهج املحاولة والخط ،ومعيار التمييز هو القابلية للتكذيب .مثال :ملاذا فشل التلميذ
في املدرسة ؟ هناك عدة إجابات (حلول) :سوء الحظ ،نق الذكاء ،نق الدافعية
الدراسية .ام البدء في اختبار كل حل واستبعادت ،إذا كان خاطئا ،حتى الوصول إلى الحل
الصحيح ،الذي يبق دائما معرضا بدورت للنقد العقلي والقابلية للتفنيد.
75
أن يحدد نوع الظاهرة التي يبحثها ،وطبيعتها ،ام يركي عل ها اهتمامه وجهدت .ألنه ال ستطيع
أن يجمع الحقائق عن عدد كبير من الظواهر .فعندما يبحث مثال ،دور الدافعية في التحصيل
الدراس ي ،عليه أن يجمع معلومات عن هذت القضية فقط.
)2تصنيف الظواهر وبناء املفاهيم .ينش ئ كل علم من العلوم بناء نظريا ينظم
ويصنف حقائقه ،و سهم في تيسير البحث .فالعلماء ليس بإمكانهم العمل بكفاءة وفاعلية مع
كميات كبيرة من الحقائق املتنوعة ،بل ال بد من تنظيم تلك الحقائق .ففي علم النفس ،تم
تصنيف موضوعاته إلى الذكاء والدافعية والشخصية وغيرها ،وهذت بدورها صنفم إلى
موضوعات فرعية ،كالذكاء املعرفي ،الذكاء الوجداني ،الذكاء املوسيقي وغيرت .وقامم هذت
التصنيفات على فح الظواهر بعناية ،وإدراك ما بينها من تشابه أو اختالل أو عالقات ،ام
وضعم أطر نظرية لتصنيفها .وخالل هذت الطريقة ،فلن ستطيع العلماء التقدم في عملهم،
ويصيروا غير قادرين على تنمية املعرفة العلمية تنمية لها قيمتها .وال يكفي تصنيف الحقائق
والظواهر في أطر نظرية ،بل ال بد من إبداع مفاهيم أو رمو ومصطلحات متميزة لوصفها،
وتحمل للعلماء املتخصصين معلومات مركية واضحة ،تيسر التعامل مع الحقائق ،وتوصل
النتائج إلى مالئهم (فان دالين ،ديوبولد ،1984 ،ص 93 .ـ .)95
الحقائق .سهم التنظير في تلخي املعرفة العلمية في ميدان ما من )3تلخي
ميادينها .وتوضع التلخيصات على درجات متفاوتة من الشمول والدقة ،كما تتراوح بين
التعميمات البسيطة نسبيا ،والعالقات النظرية التي تبلغ حدا كبيرا من التعقيد .ويصف
التلخي مدم محدودا من ألاحداث .و سهى العلماء الاجتماعيون ،باستمرار ،إلى تلخي
املعرفة عن السلوك .فالتنظير يؤدي إلى تكامل الحقائق داخل أطر مختصرة ،ومركية للمعرفة
العلمية ،تيود الباحثين وغيرهم ،بفهم أفضل للظواهر .وتدل النظرية ألاكثر شموال على علم
أكثر نضجا (فان دالين ،ديوبولد ،1984 ،ص 95 .ـ .)96
)4التنبؤ بالحقائق .إن التعميم من البيانات أو النظرية ،ساعد على التنبؤ بوجود
حاالت غير مالحظة تتفق معها( .فان دالين ،ديوبولد .)96 . ،1984 ،فمثال ،توصل
التربويون ،إلى الدور الهام ملفهوم الذات في تعلم التالميذ ملهارات القراءة ،وعلى أساس هذت
النظرية ،يمكن التنبؤ بدور مفهوم الذات في تعلم مواد تعليمية أخرم ،كالحساب .إن النظرية
تمكن من التنبؤ حينما ال تكون البيانات ميسرة ،كما تبين ما يمكن مالحظته ،فهي تعمل
كمنارة قوية توجه الباحث في بحثه عن الحقائق (فان دالين ،ديوبولد.)96 . ،1984 ،
)5إظهار الحاجة إلى بحوث أخرم .وألن النظريات تعمم على حقائق ،وتتنب ب خرم،
فإنها تكون قادرة على أن تبين أين يوجد النق في املعرفة .فالنظريات ،وخاصة في العلوم
76
الاجتماعية ،قد عو ها دليل يؤيدها في جانب أو أكثر من املعرفة ،إن مثل هذت النظريات
تحتاج إلى مييد من ألادلة املؤيدة لها ،لكي تكون حيوية وناضجة ،وتؤدي وظيفتها العلمية
بكفاءة .واملستوم املنخفض من التنظير ،يمكن أن يظهر الحاجة إلى بحوث جديدة (فان
دالين ،ديوبولد ،1984 ،ص .)97-96 .فقد يصل بحث إلى التعميم التالي :إن ألايخا
املنبسطين سعداء .إن هذا التعميم ،يتبين منه أنه ينبغي البحث عن مييد من الحقائق،
فمثال ،هل يتعلق بالذكور أو إلاناث أو بكل هما ؟ وهل يتعلق باألطفال أو الشباب أو الكبار؟
وهل يمكن إدراج متغيرات أخرم في تحديد كون املنبسطين سعداء ،مثل املستوم التعليمي
واملستوم الاجتماعي الاقتصادي واليواج ونوع الوظيفة وغيرها .إن التنظير على أي مستوم،
ساعد على فتح آفاق واسعة ،وميادين بحث جديدة (فان دالين ،ديوبولد.)98 . ،1984 ،
77
إدراكه بالتصور الذه ي ،وفيما يلي االاة مستويات للحقيقة ،هي:
املستوم ألاول ويتضمن الحقائق التي يصير الفرد واعيا بها عن طريق الخ رات الحسية
املباشرة.
املستوم الثاني ويتضمن الحقائق التي يتعرل عل ها عن طريق وصف خ راته املباشرة أو
تفسيرها.
املستوم الثالث ويتضمن الحقائق التي يتعرل عل ها عن طريق قيامه بعملية الاستدالل،
وهي على درجة عالية من التجريد (دويدري ،رجاء وحيد.)116 . ،2002 ،
)3الحقائق والعلم .يتعامل العلم مع الحقائق أو بيانات قابلة للمالحظة .والعلماء،
في أي تخص ،ينبغي أن عملوا على بينة ،وأن اانين من العلماء أو أكثر ،ينبغي أن يكونوا
قادرين على املوافقة على الحقائق التي الحظوها ،أو الحظوا ما يدل عل ها ،فالسيكولوجيون،
مثال ،بعد أن يالحظوا ما يقوله أو يفعله الشخ ،ستخلصوا استنتاجات تتعلق بحاالته
الداخلية ،كاألفكار واملشاعر والحاجات ،ومتفقون على أن املالحظات تتعلق بالسلوك الخارجي
(بلول ،دونالد س.)13 . ،1997 .
)4الحقائق ويناء النظريات .عتمد العلماء اعتمادا كبيرا على عملية التنظير لتوسيع
آفاق املعرفة ،إال أنهم ال ستطيعون بناء أية نظرية أو ت ييدها ،دون اللجوء إلى الحقائق.
وخالل البحث العلمي ،تتفاعل الحقائق والنظريات باستمرار ،فال توجد أية فجوة بينهما ،بل
تعتمد إحداهما على ألاخرم ،أي أنهما يتالحمان في نسيج معرفي واحد ،متشابك .والعلم ال
يمكنه أن ستمر في طريقه نحو فهم أعمق وضبط جيد للظواهر ،إال إذا استمر في اكتشال
حقائق جديدة ،لتنمية نظريات قائمة ،أو بناء نظريات جديدة (فان دالين ،ديوبولد،1984 ،
.)98 .
إن النظرية والحقيقة مرتبطتان ،ففي الوقم الذي تمثل فيه الحقيقة مالحظة ام ريقية،
فإن النظرية تحدد العالقة بين الحقائق ،أو تعمل على تنظيمها بطريقة لها مع ى( .الضامن،
منذر .)79 . ،2007 ،فعلى سبيل املثال .الحظ سكينر الحقائق آلاتية :حمامة جا عة،
استجابات إجرائية ،حبات القمح أو الشعير أو الذرة ،كتعييي ،كمية التعييي ووقته ،ربط بين
هذت الحقائق ونظمها ،فب ى منها نظرية في التعلم بطريقة إلاشراط إلاجرا ي.
وقام بالربط بين الحقائق وتنظيمها كما ي تي :حمامة جا عة ،و عنـي أن دافعيتها مستثارة
نحو الحصول على الطعام ،ولكي تحصل على الطعام ،تقوم باستجابات تلقائية وإجرائية،
وتع ي تلقائية أنها ال تسبقها مثيرات محددة ،وتع ي إجرائية أنها يمكن مالحظتها مباشرة ،مثل:
املش ي ،والالتفات ،والنقر ..أي أن حصول الحمامة على الطعام ،مشروط بقيامها بهذت
78
الاستجابات إلاجرائية ،ولهذا أطلق عليه" ،إلاشراط إلاجرا ي" ،ام يختار سكينر ،الاستجابات
املطلوبة ،ويقوم بتعيييها بحبات من القمح أو الشعير أو الذرة ،فتتناولها الحمامة ،ام ينتظر
غير من كميات التعييي ،ومن قيامها باستجابات أخرم مطلوبة ،فيعي ها كذلك ،وهكذا .ام ّ
املدة اليمنية التي تفصل بين الاستجابة إلاجرائية وتقديم التعييي ،فيجد أنه كلما كانم كمية
ّ
يتكون التعييي أك ر ،واليمن الذي يفصل بين الاستجابة إلاجرائية وتقديم التعييي أقل،
إلاشراط إلاجرا ي بدرجة أقوم ،أي أن الحمامة تتعلم بسرعة ،وال تنس ى ما تعلمته..
)5استثارة التنظير عن طريق الحقائق .تعد الحقائق حوافي تستثير عملية التنظير
وتحركها .ولكن ليس كل من يالحظ الحقائق ،يب ي نظرية حولها ،فهناك أيخا معينون
لهم عقول مهي ة لالنتقال من الحقيقة إلى النظرية (فان دالين ،ديوبولد.)98 . ،1984 ،
يحسون ببلل في أفواههم ،عندما شاهدون شريحة لحم فعلى سبيل املثال ،كل الناس ّ
يتخيلونها ،وهذت حقيقة ،ولكن العالم الروس ي ،بافلول ،فقط ،هو الذي استطاع تشوم ،أو ّ
أن يب ى على هذت الحقيقة نظرية .وكل الناس خ روا حقائق ألاحالم وأخطاء اللسان ،ولكن
فرويد ،فقط ،هو الذي عرل دورها ،في الحياة النفسية للفرد وصراعاته الالشعورية .وهذا
عالم النفس السو سري ،ج .بياجي ،ملا كان بصدد تقنين استجابات ألاطفال الفرنسيين على
اختبارات الاستدالل التي وضعها إلانجليزي /سيرل بيرت ،C. Burtالحظ أن متابعة أحاديث
ألاطفال ،وهم يجيبون عن أسئلة الاختبارات ،أهم كثيرا من مجرد حصر كم إجابة جاءت
صحيحة وكم إجابة جاءت خاطئة .بل إن ألاحاديث التي تؤدي إلى إلاجابات الخاطئة ،هي التي
كانم ذات أهمية ،وانصرل كليا ،عندئذ ،لبحث هذت الحقائق ،وأنجي نظرية في النمو املعرفي
للطفل ،أو إلابستيمولوجيا التكوينية.
وهذا آرون ت .بيك ،A. T. Beckالطبيب النفس ي ألامريكي ،بدأ كمعالج نفس ي وفق تعاليم
نظرية التحليل النفس ي ،ولكنه اكتشف من أحاديث مرضات ،أن مشكالتهم ليسم ناتجة عن
صراعات نفسية طفلية لم تجد لها حال ،بل تدل على أنهم ينظرون إلى أنفسهم وإلى مستقبلهم
وإلى الحياة ،نظرة سلبية تشاؤمية .وكما أشار لو س باستور ،)1895-1822( L. Pasteur
عندما يقوم الناس بمالحظات" ،تميل الصدفة إلى العقل املهي " .ومن ام ينبغي أن يكون
املالحظ أرضية واسعة وعميقة من املعرفة ،إذا أراد أن يتعرل على حقيقة غير عادية، لدم ِ
باستبصارت الفجا ي .إن الحقائق تستطيع ،فقط ،أن تمهد لصياغة النظريات ،إذا الحظها
عقل يقظ ومنظم ،قادر على التخيل ،ووضع لها تفسيرا معقوال (فان دالين ،ديوبولد،1984 ،
.)99 .
79
)6اختبار النظريات عن طريق الحقائق .إن الحقائق هي التي تحدد ما إذا كان من
املمكن ت ييد نظرية ،أو ينبغي رفضها ،أو إعادة صياغتها .ألن النظرية ،ينبغي أن تتفق مع
الحقائق ،وليس العكس .وقد ال تكون الحقائق متوفرة بشكل مباشر ،لت ييد النظرية أو
دحضها ،إال أنها ضرورية بالنسبة لتقبلها أو رفضها نهائيا .وتتدعم النظرية باكتشال حقائق
جديدة تؤيدها .ولكن إذا وجدت حقائق ال تتفق مع النظرية ،فينبغي نبذها أو إعادة صياغتها
لكي تالئم الحقائق الجديدة (فان دالين ،ديوبولد.)99 . ،1984 ،
)7توضيح النظريات عن طريق الحقائق .تكون النظريات في العلوم إلانسانية غير
دق يقة ،ومحدودة في تفسير الظواهر ،ولكن مع الاستمرار في جمع الحقائق ،والكشف عن
حقائق أخرم ،سواء عن طريق املالحظة أم التجريب ،تتسع النظرية وتصير أكثر وضوحا،
وأشمل في تفسيرها للظواهر .فمثال ،في نظريات التعلم (فان دالين ،ديوبولد. ،1984 ،
،)100كانم البداية مع بافلول في إلاشراط الاستجابي ،واورانديك في التعلم باملحاولة
والخط ،ولكن جمع حقائق أخرم عن ظاهرة التعلم ،قام بها بورهوس ل .سكينر،وإدوارد
طوملان ،وإدوين جااري ،وكالرك هل ،وجوليان ب .روتر وأل رت باندورا ،وغيرهم كثيرون،
أضافم فهما عميقا ،واتساعا أكثر لطبيعة التعلم ونظريته أو نظرياته.
)8تداخل النظريات والحقائق .إن تداخل النظريات والحقائق ،يحدث تقدما كبيرا
في العلم .تتفاعل الحقائق بالنظريات ،فال يوجد فاصل بين الاانين ،فكلما انكشفم حقائق
جديدة تعدلم النظرية وتطورت ،أو انتهم ونشطم نظرية أخرم ،فالحقائق محفيات
ّ
املمهدة دائما لصياغة النظريات ،فالحقيقة أمر ضروري لبناء النظرية أو للتنظير ،وهي
هدمها .وتخت ر النظريات عن طريق الحقائق ،في مدم تطابقها معها .فالحقائق هي التي توضح
النظريات وتجعلها موضوعية (محمود ،وجيه.)30 . ،2005 ،
)9الحقائق محك للنظريات .إن وضع النظرية على املحك العملي ،وقدرتها على
التحدي والاستجابة ملتطلبات الحقائق والواقع ،شرط أساس ي من شروط النظرية العلمية.
فالنظرية ال ت خذ هذت الصفة ملجرد الانسجام ،والاتساق املنطقي بين حججها ،وبياناتها ،بل
تتعدم ذلك إلى التحقق العلمي الناتج عن اختبار أدلتها ،وافتراضاتها اختبارا عتمد على
التجريب والقياس ،وغيرهما من وسائل البحث العلمي .وهذا ما أكد عليه كارل بوبر ،في أكثر
من موضع في كتاباته ،حيث يرم أن النظرية العلمية ،هي النظرية القابلة لالختبار "أي بإمكان
محاولة تكذيبها ،وإذا كانم هذت املحاوالت بارعة بما يكفي ،فإنها تستطيع في النهاية أن ت رهن،
ليس على أن النظرية صحيحة ،وهذا مستحيل ،بل إنها تتضمن ،حقا ،عنصرا من الحقيقة".
80
(أبرام ،إبراهيم.)57 . ،2009 ،
ولكن ،بالرغم من أن معظم النظريات يقذل بها في النهاية ،وقد قال سكينر هذا الكالم،
إال أن البحوث التي أنجيت في إطارها ،غالبا ما تبق وتعيش ،وتدمج ،فيعاد تفسيرها ضمن
نظريات أخرم (هايمان ،ري.)175 . ،1989 ،
81
التاسع عشر ،في أوروبا .وأنجي علماء الفييولوجيا الروس أعماال عظيمة حول استعمال
أنابيب املعدة في الحيوانات ،ودراسة العملية الهضمية أاناء حدوثها .وفي الفترة نفسها ،كان
علماء فيبولوجيون آخرون ،يضيفون بحواا هامة لفكرة أن الجها الهضمي إنما ينتظم
بواسطة الجها العصبي ،وهؤالء العلماء صاروا فيما بعد معلمين لبافلول .ومصدر آخر من
الت ايـر على بافلول جاء من غرب أوروبا ،أين تلق الكثير من الروس تدريبهم العلمي ،فقد
كان ألاملان يؤكدون على املادية والوضعية ،أي الدراسة املوضوعية للفييولوجيا ،ودرس
بافلول على أحد الفييولوجيين ألاملان ،وهو كارل لودفيج .)1895 - 1816( C. Ludvigوت ار
بافلول ،كذلك ،بكتاب مواطنه ،إيفان م .سيشينول ،I. M. Sechenov, 1829 - 1905حول،
منعكسات الدماغ ،Reflexes of the Brainالصادر عام ( 1863سيالمي ،نوربير. ،1991 ،
.)24
قرأ بافلول في كتاب جورج هنري لو س ،عن فييولوجيا الحياة العامة ،أن الظواهر
النفسية يمكن أن تجد لها تفسيرا في الفييولوجيا .وكانم الفكرة ألاساسية لـ "املنعكس
الشرطي" قد حدام لباحثين آخرين كثيرين ،وإن كانم بصورة محتشمة ،قبل انتشارها
الناجح بفضل بافلول.
ت ار بافلول كذلك ،بمحاضرات ،الفرنس ي /كلود برنارد )1878-1813( C. Bernard
املنشورة عام ،1855حول إمكان إجراء دراسات حول ت اير العوامل النفسية على إفرا
اللعاب ،ووصف برنارد ،كيف يمكن أن تحل إلااارة النفسية محل إاارة الفم املباشرة في
إنتاج اللعاب في فم الحصان .وأشار إلى أنه يمكن اكتشال الغدة اللعابية في الحصان ،بنفس
الطريقة التي استعملها بافلول على الكلب ،فيما بعد .واعترل بافلول عام ،1904ب نه كان
على علم ب فكار برنارد ،في هذا الش ن.
امت بافلول ،بقوة ،أفكارا عظيمة من هذا امليراث الثقافي العلمي الغيير ،وكان يؤكد
بعناد ،أن الظاهرة النفسية والنشاط العصبي ألاعلى ،يجب بحثهما موضوعيا.أما من ناحية
ّ
ت ارت بالفلسفية ،فقد تمثل بافلول ،قانون الاقتران أو الارتباط في الفلسفة الربطية ،للناطق
الرسمي بها ،إلانجليزي /جون لوك )1704-1632( J. Lockeأو قانون تداعي ألافكار ،الذي
منطوقه" :أن فكرتين قد تخطران على العقل في نفس الوقم ألنهما سبق أن ظهرتا معا ،أي
ارتبطتا معا ،في املاض ي" (مدنيك ،سارنول أ .وآخرون.)46 . ،1981 ،
و عد اكتشال بافلول عظيما ،ألنه نقل املضمون العقلي لهذا القانون إلى التناول
املوضوعي السلوكي ،وتمثلم عظمة الاكتشال في جانبين هامين ،هما )1 :املعرفة ألول مرة،
أن هناك أحدااا بيئية يمكن أن ترتبط باستجابة حيوان وتتحكم ف ها )2 .أنه ألول مرة،
82
كذلك ،يمكن القيام بذلك موضوعيا ،تماما ،وليس عقلي (مدنيك ،سارنول أ .وآخرون،
.)46 . ،1981هذت الخلفية العلمية الغنية باألفكار واملعلومات والتجارب ،التي توفرت
للروس ي بافلول ،إضافة إلى استقرارت املنهي ،إذ مكث مديرا للمعمل الفييولوجي في معهد
الطب التجريبي ،بجامعة القد س بطرس 46 ،عاما ( 1890ـ ( .)1936بيركنز ،دان جي،1983 .
ص 84 .ـ ،) 85إضافة إلى عقله اليقظ ،هذت العوامل كلها ،جعلته مؤهال إلى أن يبدع،
ويقدم عمال عظيما ،لعلم النفس ،خاصة.
ّ )2
تحول بافلول إلى البحث في املنعكس الشرطي.
بدأ بافلول البحث العلمي الفييولوجي ،بإجرائه لتجارب على دور اللعاب في العملية
وتحصل بفضل تلك البحوث على جائية نوبل عام ،1904ام ّ
تحول، ّ الهضمية ،لدم الكالب.
كليا ،بعد ذلك ،إلى البحث في املنعكس الشرطي ،كيف حدث ذلك؟
إن الحقيقة التي كانم ،في البداية ،موضوع بحوث بافلول ،على الجها الهضمي ،هو أن
اللعاب سيل في فم الكلب ،عندما يوضع طعام حقيقي في فمه ،ولكن الحقيقة ألاخرم التي
لم تكن في حسبانه ،أن ذلك اللعاب ،صار سيل من فم الكلب ،مع مرور اليمن ،بمجرد رؤيته
للطعام ،أو رؤية الشخ الذي يقدمه له ،أو سماع صوت وقع أقدامه .وكانم هذت الحقيقة
الجديدة ،التي الحظها بافلول ،عام ،1902أ عجته في بداية مالحظته لها ،وتردد كثيرا إ اءها،
ّ
وفكر في كيفية التخل منها ،ولكنه ،في نهاية ألامر ،غامر لبحثها ،وتلق على ذلك ،تشجيعا،
خاصا ،من الفييولوجي ال ريطاني /تشارلي شرنجتون )1952-1875( Ch. Sherringtonويرم
املتخصصون في علم النفس ،أن الاستجابة الشرطية ،اكتشال عظيم .فقد أسهم بافلول
بهذا الاكتشال في قيام نظرية قوية في سيكولوجية التعلم ،إضافة إلى جهود معاصرت
ّ
السيكولوجي ألامريكي /إدوارد لي اورندايك .وأار بافلول بصورة قطعية ،بهذا الاكتشال،
إضافة إلى أعمال ،مواطنه /فالديمير بكتريف ،)1927-1857( V. Bechterevفي قيام املدرسة
السلوكية في أمريكا ،وتطور عملية التعلم عن طريق الارتباط الشرطي ،ونظريات تعلم أخرم،
لدم السيكولوجيين ألامريكيين (مدنيك ،سارنول أ .وآخرون ،1981 ،ص 45 .ـ .)46ورغم
أن عمل بافلول أاار جون ب .واطسن ،)1959-1878( J. B. Watsonإال أن بكتريف ،الذي
ترجمم أعماله ،حول املنعكسات الشرطية ،إلى اللغة إلانجليزية عام ،1913له الت اير ألاك ر
على واطسن ،الذي أعلن قيام املدرسة السلوكية .وفي حين استعمل بافلول مثيرات غير
شرطية سارة ،فقد استعمل بكتـريف مثيـرات غيـر شرطية مؤلـمة ومنفرة (كالصدمة ،مثال)
83
لدراسة الاستجابة الشرطية (كالين ،ستيفن ب 2003 .ـ أ .)60 . ،واستعمل واطسن،
أيضا ،مثيرات غير شرطية مؤملة ومخيفة( .أحدث صوتا ميعجا بالضرب على عامود معدني).
ونظرا إلى تعلم بافلول من املناخ العلمي الذي عام فيه ،استطاع أن ينجح ،أما ألامريكي/
تويتماير ،فلم يكن هذا املناخ العلمي متوفرا له ،ففشل .ألنه حدث أن قدم بحثا في رسالته
للدكتورات ،مفادت أنه بينما كان يدرس انتفاضة الركبة ،الحظَ ،ع َرضا ،كما الحظ بافلول،
أنه ،أحيانا ،عندما يدق جرسا لكي ينذر بحدوث الضربة التالية ،فإن ركبة املفحو تنتفض
قبل أن تضربها املطرقة ،ف درك أهمية هذت الاستجابة املكتسبة ،وتابعها بمييد من املالحظات
والتجارب ،ولكنه عندما قدم تقريرا عنها إلى الجمعية ألامريكية لعلم النفس ،عام ،1904لم
يبد أي عالم نفس من املجتمعين ،تحم رئاسة وليام جيمس W. Jamesأي اهتمام ،وربما
قلة التشجيع هذت جعلته ينصرل عن متابعة البحث ف ها (هايمان ،ري54 . ،1989 ،؛
مدنيك ،سارنول أ .وآخرون ،1981 ،ص 45 .ـ .)46ولنظرية بافلول في التعلم تطبيقات
ناجحة ،خاصة ،في مجال العالج النفس ي السلوكي ،الذي بدأته ماري كوفر جوني M. C. Jones
عام ،1924وطورت أكثر ،الطبيب النفس ي ،الجنوب إفريقي /جو يف وولب J. Wolpeعام
،1958كما لها تطبيقات ناجحة ،كذلك ،في مجال إلاعالنات (مدنيك ،سارنول أ .وآخرون،
،1981ص .)55 ،54 ،50 .
84
وتعددت التعريفات املعطاة ملفهوم النظرية ،وهناك فرق بين الاستعمال الشا ع ملفهوم
النظرية ،الذي ع ي كل ما هو نظري وت ملي ،وقائم على التصورات ،وبين املع ي العلمي
الحديث للنظرية ،الذي يربط بين الجانب النظري والواقع التجريبي واملعيش .وتكون النظرية
العلمية على عالقة جدلية مع الواقع ،تتطور به ويتطور فهمه بها (أبرام ،إبراهيم،2009 ،
.)54 .
إن أبسط تعريف للنظرية العلمية ،في إطار البحوث النفسية:
"أنها شبكة من العالقات بين عدد من املفاهيم ،وتكون بعض هذت العالقات قائمة
بطرق البحث العلمي ،وبعضها قائم على شكل فروض وتنبؤات" .ووفق هذا التحديد ،فإن
الوظيفة الرئيسية للنظرية ،في منظومة العلم ،هي تجميع الحقائق التي أمكن التثبم من
صحتها ،في مجال معرفي ما ،والتنبؤ بحقائق أخرم .فإذا صح التنبؤ ،تصير النظرية أساسا
للكشف عن مييد من الحقائق (سويف ،مصطف .)29 ،. 2005 ،
وأنها" :بناء تصوري يبنيه الفكر ليربط بين مبادئ ونتائج معينة".
وأنها" :إطار فكري يفسر مجموعة من الحقائق ،ويضعها في نسق علمي مترابط" .وأنها
"تفسير لظاهرة معينة من خالل نسق استنباطي".
وأنها" :مجموعة من القضايا التي ترتبط معا بطريقة منظمة ،التي تعمل على تحديد
العالقات السببية بين املفاهيم".
وأنها" :عبارة عن مجموعة مترابطة من املفاهيم والتعريفات والقضايا ،التي ّ
تكون رؤية
منظمة للظواهر عن طريق تحديدها للعالقات بين املتغيرات ،بهدل تفسير الظواهر والتنبؤ
بها" (أبرام ،إبراهيم.)55 . ،2009 ،
وحسب جي ز ،Gibbsفإن النظرية ،عبارة عن مجموعة من القضايا التي ترتبط ارتباطا
منطقيا فيما بينها ،في صورة ت كيدات ام ريقية ،تتعلق بخصائ مجموعة من ألاحداث أو
ألاشياء ،توحد النظر إلى خصائصها املشتركة ،بغرض فهمها وتفسيرها (صيام ،يحاتة،
.)16 . ،2009
إنها" :مجموعة أفكار أو مفاهيم مترابطة ،يمكن استعمالها لشرح وفهم حدث ،أو موقف،
أو لشرح وفهم الحقائق ،أي تفسير العالقة بين حقيقتين أو خاصيتين ،وتفسير حدوث وقا ع
معينة ،وتفسير كيف يؤول ألامر ببعض ألافراد إلى إلادمان ،أو التصرل ب ساليب معينة"
(ماتيو ،بوب ،روس ،ليز.)95 . ،2016 ،
و ع ـ ّرف ـها أرن ـول ـد روس ،)1954( A. Rossب ن ـها" :ب ـناء م ـتكام ـل ي ـض ـم مجموعة تعريفات،
واف ـتراض ـات وق ـضايا عام ـة ،تت ـع ـل ـق بظاه ـرة معينة ،بح ـي ـث يمكن أن تستنبط منها ،منطـقيا،
85
مجموعة من الفروض القابلة لالختبار" (أبرام ،إبراهيم.)55 . ،2009 ،
ويتفق هاني يتربرج H. Zetterbergمع روس ،على الخطوط العريضة لهذا التعريف،
حيث يرم أن العناصر املؤلفة للنظرية هي:
ـ املصطلحات ألاولية أو املفاهيم ألاساسية.
ـ املفاهيم املشتقة ويتم تحديدها وفق املفاهيم ألاساسية.
ـ الفروض ،وهي قضايا تحدد العالقات بين املفاهيم التي تم تحديدها.
ـ مسلمات النظرية ،وهي مجموعة من املبادئ تشتق منها قضايا النظرية (أبرام،
إبراهيم.)55 . ،2009 ،
عرفها كرلنجر ،)1986( F. Kerlingerب نها :مجموعة من املفاهيم توجد بينها عالقة، و ّ
تعرض بطريقة منظمة لدراسة الظاهرة من خالل تحديد العالقة بين املفاهيم بهدل التفسير
والتنبؤ .فالنظرية هي :مجموعة من التعميمات التي من خاللها يمكن تفسير الظاهرة بطريقة
منظمة (الضامن ،منذر.)39 . ،2007 ،
و عرفها املجذوب ( ،)2003ب نها :مجموعة من املفاهيم التي تنظم مالحظات واستدالالت
الباحثين .كما أنها تفسر الظواهر وتتنب بها .وتب ى النظريات من املالحظات إلام ريقية ،ومن
املنطق الاستقرا ي .ومجال استعمال النظرية في البحوث ألاساسية الكمية أكثر منها في
البحوث ألاساسية الكيفية (الضامن ،منذر.)39 . ،2007 ،
و عرل هول ،ليند ي ،النظرية العلمية ،ب نها" :مجموعة من املتواضعات" أي مسلمات
وبديهيات ،يضعها صاحب النظرية (هول ،ك .ليند ي ،ج.)24 . ،1969 .
وينبغي أن تكون املتواضعات التي يضعها صاحب النظرية ،ذات عالقة قوية بموضوع
النظرية ،وأن تقوم بصورة منظمة بكشف العالقات فيما بينها ،كما يجب أن تشمل النظرية
مجموعة من املفاهيم ،وتعريفاتها القابلة للبحث إلام ريقي (عبد الرحمن ،محمد السيد،
.)15 . ،1998
إن النظرية ،في حقيقتها ،ال تقدمها الطبيعة أو تحددها البيانات سلفا ،أو أي عملية
أخرم محددة ،إنها تب ى على البيانات التي يجمعها الباحث عن الحقيقة .إن الطريقة التي
تب ى بها النظريات إبداعية ،وتعسفية كذلك ،ويؤدي هذا ،بصورة طبيعية ،إلى مالحظة أنه
يمكن تحديد كيف يمكن تقويم نظرية أو تقديرها ،ولكن ال يمكن تحديد كيف يجب بناء
نظرية .فال توجد صيغة محددة لبناء نظرية مثمرة (هول ،ك .ليند ي ،ج.)25 . ،1969 .
إن النظرية هي نسق من املعرفة التعميمية التي يتم جمعها ،سواء من املالحظة ،أم
تستخل بطريقة استقرائية ،ويتم تحليلها وتصنيفها ومعالجتها إحصائيا أو كيفيا ،ام اختبار
86
جدواها ،فهي نسق أو بناء استنباطي عمل على صوغ الواقع صياغة عقلية ،أو هي بناء أو
نسق استنباطي يجمع شتاتا من النتائج واملعارل التعميمية التي تفسر جوانب الواقع
املعيش .وتكون عملية التنظير عملية مستمرة متحركة إلى ألامام وإلى الخلف ،ودائما ما يطرأ
عل ها التغيير والتعديل (صيام ،يحاتة.)17 . ،2009 ،
ّ
إن النظرية العلمية ،هي فكرة أو تصور وضع مسبقا لتفسير ظاهرة ما ،ومن ام فهي
ت مل .و عتقد البعض ،أن النظرية العلمية ال تختلف كثيرا عن الفرض العلمي ،فهي قضية
تحمل تفسيرا مبدئيا ،أو حال مقترحا ملشكلة معينة ،وبعض آخر ،عت ر النظرية العلمية بمثابة
مبدأ أو قانون علمي ،أي بوصفها قضية دقيقة تختزل سلسلة من الحقائق العلمية أو
تختصرها في صيغة رياضية.
ويقرر آخرون ،أن النظرية العلمية تمثل نموذجا ،أو تقترب من عملية صياغة ألانماط
بوصفها نوعا من التنميط ساعد على تحديد العالقات املتداخلة بين ظواهر هناك محاولة
لفهمها وتفسيرها .وتمثل النظرية أرفع املستويات العلمية جميعها .تتراكم جهود العلماء في
تخص علمي معين ،تنتهي إلى صياغة تعميمات ،من خالل تجميع شتات النتائج املبعثرة
التي أمكن الوصول إل ها ،وتوحيدها لبناء نظرية (الخواجة ،محمد ياسر.)10 . ،2010 ،
وتعرل النظ رية العلمية ،كذلك ،على أنها" :مجموعة من املفاهيم ذات العالقات ّ
املتبادلة ،والتعريفات ،والقضايا ،التي تطرح نظرة منهجية للظواهر ،وذلك بتحديد العالقات
بين املفاهيم ،بهدل تفسير الظواهر والتنبؤ بها" ( .)17 . Ary, Donald & al (2004).و شير
هذا التعريف إلى االاة أفكار أساسية وهي.
1ـ إن النظرية عبارة عن مجموعة من القضايا تتكون من مفاهيم وتكوينات محددة
ومتصلة.
2ـ إن النظرية تحدد العالقات بين مجموعة من الحقائق ،وبعملها هذا ت ر نظرة منظمة
لهذت الحقائق.
3ـ إن النظرية في النهاية تفسر الظواهر ،وذلك بتحديد أي الحقائق يتصل بغيرت وكيفية
ام تمكن الباحث من التنبؤ بحقائق معينة أخرم (سعودي ،محمد محمود الصلة ،ومن ّ
خليل.)26 . ،1989 ،
إن النظرية تفسير مؤقم ملجموعة من الظواهر الواقعية ،وتتدرج من حيث الشمولية،
من تفسير عدد قليل من الظواهر إلى تفسير عدد كبير منها (صي ي ،سعيد إسماعيل،1994 ،
.)53 .و عرل بريثويم Brathwaiteالنظرية ب نها" :تت لف من مجموعة من الفرضيات،
تؤلف بينها نسقا استنباطيا ،بحيث تكون بعض الفروض مقدمات تتبعها منطقيا فروض
87
أخرم" (سعودي ،محمد محمود خليل .)25 . ،1989 ،وتعرل كذلك ،على أنها :مجموعة
من املفاهيم والتعريفات والفرضيات املرتبطة ،التي تمثل نظرة منظمة للظواهر ،وتحديد
العالقات بينها ،بغرض تفسيرها ،والتنبؤ بها (الييباري ،طاهر حسو.)45 . ،2011 ،
فالنظرية ،إذن ،هي ذلك إلاطار التصوري القادر على تفسير عالم الخ رة الواقعية ،أي
الظواهر والعالقات ،بهدل البحث عن العلل وألاسباب ،والتنبؤ أيضا ،أو كما يقول نيقوال
تيماشيف )1978( N. Timashiffإن النظرية ،بصورة عامة ،هي مجموعة من القضايا ،التي
تتوافر ف ها الخصائ التالية:
1ـ أن تكون املفاهيم ف ها محددة بدقة.
2ـ أن تشتق القضايا الواحدة من ألاخرم.
3ـ أن توضع بشكل يجعل من املمكن اشتقاق التعميمات القائمة اشتقاقا استنباطيا.
4ـ أن تكون القضايا خصبة ومثمرة ،تستكشف الطريق ملالحظات أبعد وتعميمات تنمي
مجال املعرفة (أبرام ،إبراهيم.)55 . ،2009 ،
وتحدث فيلسول العلم ،كارل بوبر ،عن النظرية العلمية ،ب نها :عبارة عن نظام من
املفاهيم ذي طابع رميي ومنطقي ،ستجيب لعدة شروط ،منها:
1ـ املالءمة في مواجهة مشكالت محددة ،وموضوعات معينة.
2ـ التماسك بين املفاهيم والقضايا التي تستعملها.
3ـ الاختبار في مواجهة إجراءات عملية (ميدانية) توظف لجمع البيانات.
وتقوم النظرية دائما بعملية اختزال للمشكالت التي مهدت لتحديدها ،إنها محددة،
وتشير إلى مجال دقيق ومحدد من الواقع ،إضافة إلى ذلك ،فهي تحتفظ بطابعها الافتراض ي،
قابلة للمراجعة ،قابلة ابات خطئها (تفنيدها) (هارمان ،جاك.)15 . ،2010 ،
و ستنتج مما سبق ،أن النظرية نظام موحد ومبسط من املبادئ واملسلمات التي تتعلق
بظا هرة معينة ،أو بمجموعة من الظواهر املترابطة .بحيث سمح هذا النظام بشرح وفهم
العالقات بين املفاهيم بشكل مبسط ،تنتظم فيه الحقائق تنظيما منطقيا ومترابطا.
والاقتصاد مع البساطة ،عت ر من أهم خصائ جودة النظريات ،وتميزها عن سواها.
وفي تحديد العالقة بين النظرية كبناء نظري وحقائق الواقع الذي تع ر عنه النظرية ،يمكن
القول إن النظرية ال بد وأن توضح كيف تترابط تلك الحقائق .ويمكن تحديد عالقة النظرية
بالواقع فيما ي تي:
1ـ أن توضح النظرية ارتباط الحقائق باملبادئ واملسلمات.
2ـ أن تقدم النظرية نظاما للتصنيف وتكوين املفاهيم ،وال تكون تلك املفاهيم مصنفة
88
أو مرتبة في الواقع.
3ـ أن تقدم النظرية تلخيصا وتبسيطا لحقائق الواقع.
4ـ أن تقدم النظرية تنبؤا عما سيكون ،أو املحتمل أن يكون ،مستقبال.
5ـ أن تحدد النظرية الحاجة إلى أبحاث أخرم في املستقبل (قنديل ،شاكر. ،1993 ،
.)803
ويكاد يكون هناك اتفاق على أن النظرية العلمية ،نسق فكري حول ظاهرة أو مجموعة
من الظواهر املتجانسة ،ويتضمن النسق إطارا تصوريا ومفاهيم وقضايا نظرية ،توضح
العالقات بين الوقا ع ،وتنظمها بطريقة دالة وذات مع ى .كما أنها ذات بعد ام ريقي في
اعتمادها على الواقع ومعطياته ،وذات توجه تنبؤي ساعد على تفهم مستقبل الظاهرة ،ولو
من خالل تعميمات احتمالية (عبد املعطي ،عبد الباسط ،الهواري ،عادل.)12 . ،1986 ،
)1الفروض العلمية.
تكون نسقا استنباطيا".يذكر برات وايم ،أن النظرية ،هي " :مجموعة من الفروض التي ّ
(صيام ،يحاتة .)17 . ،2009 ،ويجب أن تكون الفروض ذات عالقة بالوقا ع التجريبية
التي تهتم بها النظرية .فإذا كانم النظرية للدافعية ،كواقع ،يجب أن تكون للفروض عالقة
بالدافعية نفسها .وعادة ما تمثل طبيعة هذت الفروض الخصائ الكيفية املميزة للنظرية.
فاملنظر املمتا ،هو الشخ الذي ستطيع أن ستخل فروضا مفيدة ،أو تنبؤية ،تتصل
بالوقا ع التجريبية في مجاله .ويتوقف على طبيعة النظرية احتمال أن هذت الفروض عامة
للغاية ،أو خاصة إلى حد ما .فقد يختار املنظر السلوكي أن يفترض أن جميع أنواع السلوك
مدفوع ،وأن ألاحداث التي تقع في الطفولة املبكرة أكثر محددات السلوك في الرشد أهمية،
وأن سلوك ألانواع الحيوانية املختلفة تحكمه املبادئ العامة نفسها .كما قد يفترض أن
القلق املرتفع ،يؤدي إلى تناق ألاداء الحركي ،أو أن متغيـرا معينا كالذكاء ،يتو ع اعتداليا.
89
كما قد تختلف هذت الفروض من حيث الشكل ،ابتداء من دقة الصياغة إلى الافتقار النسبي
للدقة ،الذي يتمثل في معظم الفروض التي تم تقديمها ك مثلة( .هول ،ك .ليند ي ،ج،1969 .
.)25 .ينبغي أن تكون الفروض واضحة ،وأن تكون العناصر داخل النظرية مرتبطة فيما
بينها بوضوح .أي أنه يجب أن تكون هناك قواعد للتفاعل املنظم بين الفروض والعناصر
داخل النظرية ،ولكـي يتوفر للنظرية التناسق املنطقـي ،و سمح بعملية الاشتقاق ،يجب أن
تكون هناك عالقة داخلية واضحة ،ودون هذا التحديد النوعي ،يصير من الصعب أو
املستحيل استخال نتائج تجريبية من النظرية .إذا كان الفرض هو :إن ا دياد القلق سيؤدي
إلى انخفاض ألاداء الحركي .وأن ا دياد تقدير الذات سيؤدي إلى التحسن في ألاداء الحركي .إذا
لم عرل الباحث أكثر من ذلك ،فإن العالقة بين املتغيرين ستكون غير محددة .إذ أن الباحث
يحتاج إلى معرفة ش يء عن العالقة بين القلق وتقدير الذات ،قبل أن ستطيع القيام ب ي
تنبؤ بما يمكن أن يحدث في ظل ظرول يدخل ف ها املتغيران .إن الصياغة الكافية لفروض
النظرية ،يجب أن تيود مستعمل النظرية بتحديد واضح للعالقة بين هذين املتغيرين (هول،
ك .ليند ي ،ج.)26 . ،1969 .
90
التجريبية ،هو أن تكون دقيقة بقدر ما تسمح به الظرول داخل مجال الدراسة املع ي (هول،
ك .ليند ي ،ج ،1969 .ص .)27-26 .
91
حتى ولو لم تؤد إلى توقعات معينة ،ولكنها قد تولد تفكيرا ،وتطور أفكارا جديدة ،أو حتى
نظريات ،ويرجع ذلك غالبا إلى أنها تقاوم معارضة آلاخرين لها.
)8القابلية للتطبيق العملي .Practicalityوهو املحك ألاخير للنظرية الجيدة الذي قد
يهمل .و شير إلى أن النظرية الجيدة ،يجب أن تكون مفيدة للممارسين في تنظيم أفكارهم،
وإجراءاتهم ،فتزودهم بإطار مفاهيمي للممارسة ،وتساعدهم على التحرك ألبعد من مجرد
املستوم التطبيقي القائم على املحاولة والخط ،إلى التطبيق املنطقي والعقالني للقواعد
وألاسس (عبد الرحمن ،محمد السيد ،1998 ،ص 17 .ـ .)18
الوظيفة ألاولى للنظرية العلمية ،هي أن تدفع خط هذت العملية بطريقة منظمة.
َ
إن النظرية تفكر وتنتج الفروض ،ام تخت رها تجريبيا ،ام إما قبولها أو رفضها ،وفق املادة
التجريبية محكمة الضبط .إن املشتقات أو الفروض ،أو ألافكار املستمدة من النظرية ،هي
وحدها التي يمكن اختبارها تجريبيا ،أما النظرية نفسها فهي تفترض ،ويتحدد قبولها أو
رفضها بمقدار نفعيتها (فائدتها) ،وليس وفقا لصدقها أو خطئها (هول ،ك .ليند ي ،ج،1969 .
.)27 .
وبهذا املع ى يصير لهذت النفعية مكونان ،هما:
.1القابلية للتحقق من الصدق ،وتشير إلى قدرة النظرية على توليد التنبؤات التي
تت يد عندما تجمع املعلومات التجريبية املتصلة بها.
92
ّ
.2الشمول ،و شير إلى مدم نق هذت املشتقات أو اكتمالها .وقد توجد نظرية ولدت
نتائج كثيرا ما ت يدت ،إال أنها تتناول جوانب قليلة فقط للظواهر ذات ألاهمية .ويجب على
النظرية من الناحية املثالية ،أن تؤدي إلى تنبؤات دقيقة ،تتناول بصفة عامة جدا أو شاملة،
الوقا ع التجريبية التي تهدل النظرية إلى إلاحاطة بها (هول ،ك .ليند ي ،ج.)27 . ،1969 .
الوظيفة الثانية للنظرية العلمية ،هي أن تيسر النظرية وتسهل عملية إدماج النتائج
التجريبية املعروفة ،في إطار يتسم بالتناسق املنطقي والبساطة املعقولة .إن النظرية وسيلة
لتنظيم وتكامل كل ما هو معرول عن مجموعة متصلة من الواقع .فالنظرية الكافية عن
التعلم ،يجب أن تتضمن بطريقة متناسقة جميع النتائج املواوق بها التي تتناول عملية
التعلم .تبدأ النظريات ،دائما ،بذلك الذي تمم مالحظته وتقريرت .وبهذا املع ى ،تبدأ بمرحلة
استقرائية مسترشدة بما هو معرول ،وإلى حد ما محكومة به .إن البساطة ،كما تسم
أحيانا ،الاقتصاد ،أمر له أهميته ،لكنه ي تي في املرتبة الثالثة بعد إقرار ما يتعلق بالشمول
والقابلية للتحقق من الصدق (هول ،ك .ليند ي ،ج.)28 . ،1969 .
الوظيفة الثالثة للنظرية العلمية .وهناك وظيفة أخرم يجب أن تقوم بها النظرية،
وهي أن تحمي الباحث /املنظر من الاندهام والاستغراق فيما تشمله النظرية من تعقيد بالغ
للوقا ع الطبيعية أو العيانية .فال شغل الباحث نفسه بجميع جوانب الواقعة التي يدرسها،
وتحدد ملستعملها عددا محدودا من ألابعاد واملتغيرات املهنية ذات ألاهمية القصوم ،أما
الجوانب ألاخرم للموقف ،فيمكن إهمالها إلى حد ما (هول ،ك .ليند ي ،ج.)29 . ،1969 .
وهناك وظائف أخرم للنظرية العلمية ،هي آلاتية.
1ـ تساعد النظرية أي علم على تحديد هويته وموضوعاته ألاساسية.
2ـ نظرا لتشعب الظواهر الطبيعية وإلانسانية ،وتعقدها ،فالنظرية العلمية تعد نقطة
البدء ألاولى ،حين تمد الباحث بإطار تصوري ساعدت على تحديد ألابعاد والعالقات التي
عليه دراستها.
3ـ تجمع النظرية بين ألافكار والتصورات من ناحية ،والبيانات والحقائق التي تجمع من
الواقع من ناحية أخرم.
4ـ التنبؤ بالوقا ع ،أي ما سول يحدث للظاهرة إذا توفرت نفس الشروط التي تقول بها
النظرية وأيدها البحث إلام ريقي.
93
5ـ تحديد أوجه النق والفراغات املوجودة في املعرفة العلمية.
6ـ ترشيد التطبيق العملي ،حين ستفاد من نتائج البحوث العلمية النظرية في إصالح
ما هو موجود في الواقع العملي ،وتعديله وتنميته (أحمد ،سمير نعيم ،1979 ،ص 33 .ـ
.)34
إن النظرية ،ينبغي أن تكتشف عالقات مستقرة بين الوقا ع واملتغيرات ،عالقات يمكن
بيانها .وتؤدي إلى الكشف عن بيانات جديدة ،وعالقات بين البيانات ،وتقدر على تمثل النتائج
إلام ريقية املعروفة في إطار متسق بسيط بدرجة معقولة ،وتساعد الباحث على اختيار
املسائل الهامة للدراسة ،وتمكنه من عيلها عن غيرها( .جابر ،جابر عبد الحميد. ،1990 ،
.)12
94
العلمي .ومن ام ،فإن أي نظرية تعت ر مؤقتة ،وخاضعة للتنقيح ،إلى حين ظهور أدلة جديدة
حول ما تذهب إليه.
.4أن تكون النظرية قادرة على إحرا اكتشافات جديدة ،وتشير إلى مجاالت أخرم في
حاجة إلى اكتشال Ary, Donald & al, (2004).ص 18 .ـ .)19
95
الوصول إلى اليقين املطلق ،بل تسهى إلى معرفة نسبية ومؤقتة ،ومن هنا تعمل النظرية
أحيانا على أنها فرض من الدرجة الثانية (أبرام ،إبراهيم.)56 . ،2009 ،
إن تطور العلم ،لم يؤد إلى يادة يقينية املعرفة العلمية ،بل على العكس ،أدم إلى إاارة
الشكوك حول ما كان عتقد حول يقينية املعرفة العلمية ،وهو ألامر الذي انعكس بدورت
على النظرية العلمية .إن مفهوم النظرية الذي كان شا عا ،بصفته نسقا من املقوالت
ألاكيدة ،صار مهددا ب ن يفقد معنات ،وفي هذا السياق ،ع ر كثير من العلماء عن تشككهم في
يقينية النظريات العلمية .إن أوجسم كونم ،يقول " :إن املعاني املطلقة ،تبدو ليسم
مستحيلة جدا ،إلى درجة أنه على الرغم من دالئل الصدق التي أراها في نظرية الجاذبية،
فإني ال أكاد أجرؤ على ضمان استمرارها" .وفي نفس إلاطار ،يقول ج .سوليفان J. Sullivan,
، 1949في كتابه "حدود العلم" ،إن النظرية العلمية الحقة ،ليسم إال فرضا عاما ناجحا،
وأنه من املحتمل جدا ،أن كل النظريات العلمية خاطئة (أبرام ،إبراهيم.)56 . ،2009 ،
أما كارل بوبر ،فربط بين افتراضية العلم ونسبية النظرية ،مميزا بين النظرية والعلم من
جانب ،والدين أو العقيدة من جانب آخر .فالدين هو الذي يملك صفة إلاطالق واليقينية،
وال يقبل النقام ،أو إعادة النظر .ووصف كلود برنارد ،مفهوم النظرية بالقول ،إنها :مجرد
درجات نستريح عندها حتى نتقدم في البحث ،فهي تع ر وتعكس الوضع الراهن ملعرفتنا ،ولذا
يجب أال نؤمن بها إيماننا بعقائد الدين ،وأن نعدلها تبعا لتقدم العلم (أبرام ،إبراهيم،
،2009ص 56 .ـ .)57
إن النظريات املفضلة علميا ،هي تلك القابلة لالختبار ،أي تلك التي يمكن ت ييدها أو
دحضها بواسطة بحوث أخرم للتحقق من صحتها وفائدتها (دافيدول ،لندا ل. ،1983 .
.)60
إن النظرية العلمية نسبية ،قابلة للتغيير والتعديل بتطور الاكتشافات العلمية ،وبتطور
الحياة الاجتماعية واملعرفة إلانسانية .وما دام العقل إلانساني في حالة تطور ،فال عقل أن
يبق مقيدا بنظريات تجاو ها اليمن ،وتجاو تها املعرفة املحصلة حديثا .ف ي تقدم علمي،
في ميدان من امليادين ،ينتج عنه ضرورة إعادة النظر في النظريات املطروحة سابقا ،في امليدان
نفسه ،كما أن فشل النظرية ،من خالل احتكاكها بالواقع ،في إابات الحقيقة ،أو ظهور
حقائق أخرم متناقضة معها ،يتطلب أن تخلي مكانها لنظرية أخرم ،أكثر قدرة على إابات
الحقيقة ،والتعامل مع الواقع .و عد تصارع النظريات في شتى امليادين ،مظهرا من مظاهر
التطور املعرفي ،وشرطا لتطور املعارل إلانسانية (أبرام ،إبراهيم.)57 . ،2009 ،
96
النظرية العلمية ال توصف بكونها صحيحة أو خاطئة.
إن أكثر املفاهيم شيوعا ،هو أن النظرية توجد في مقابل الحقيقة .فالنظرية العلمية
فرض لم يت يد بعد ،أو ت مل حول الوقا ع ،لم يت كد بعد ،بصورة تقطع بصحته ،وعندما
تت يد النظرية ،تصير حقيقة .وامة قدر من الاتفاق بين العلماء ،أن النظريات ال تعرل صحتها.
وامة قدر من الاختالل كذلك ،فيما يتعلق بالنظرة الشا عة التي ترم أن النظرية صادقة ،أو
حقيقية عندما تجمع البيانات املناسبة ،وإذا كانم هذت البيانات مؤيدة لها .والنظرية ال تكون
صحيحة أو خاطئة ،وإن كانم مشتقاتها أو متضمناتها يمكن أن تكون كذلك (هول ،ك.
ليند ي ،ج ،1969 .ص 23 .ـ .)24
إن الحقيقة التي تقول :إن النظرية اختيار تقليدي متواضع عليه ،وليسم شيئا ال مفر
منه ،أو تمليه العالقات التجريبية املعروفة ،يؤكد أن اتصال النظرية بخصائ كالصح أو
الخط ،أمر غير موفق .إن النظرية إما أن تكون مفيدة أو غير مفيدة فقط .ويتحدد ذلك،
أساسا ،طبقا ملدم كفاءة النظرية في توليد التنبؤات أو القضايا املتعلقة بالوقا ع الهامة،
والتي ابم التحقق منها (هول ،ك .ليند ي ،ج.)25 . ،1969 .
يمكن أن تحظ النظرية بو ن كبير في العلم ،إذا استطاعم أن تثبم التنبؤات بالحقائق
التي قامم عل ها ،ولكن أي نظرية علمية قد تقوم بشرح جيء من الحقائق ،وتفشل في تفسير
ألاجياء ألاخرم .وال توجد ،بصفة عامة ،في أي مجال معرفي ،نظرية كافية وشاملة ونهائية.
كما أن النظرية الناجحة ،هي تلك التي لها قدرات على أن تفتح مجاالت أخرم كانم مغلقة
من قبل في مجالها (بدر ،أحمد.)112 . ،1994 ،
97
)1نظريات كيفية ونظريات كمية.
1ـ نظريات كيفية .وهي نظريات ظهرت مبكرا في علم النفس ،وشملم النظرية البنائية،
والتحليل النفس ي ،الذي نش في العيادات ،والنمو املعرفي للطفل ،الذي تناوله بياجي في
الحياة الواقعية ،بعيدا عن التجارب املعملية .ونظريات التعلم التي نش ت في بدايتها على
التجارب املعملية على الحيوانات .وهذت النظريات لم تستعمل الكم الختبار فروضها ،بل
كانم تصف الحقائق ونتائج البحث ،بطريقة لفظية في أغلبها.
2ـ نظريات كمية .وتشمل نظريات الذكاء ونظريات الشخصية ،وهي أول النظريات في
تاريخ علم النفس ،وأشهرها ،كان أصحابها عالجون البيانات التي يجمعونها عن حقائقها،
كميا ،ب سلوبي الارتباطات والتحليل العاملي ،خاصة.
إن الدور الذي يؤديه القياس والكم في العلم كبير جدا ،ولكن هناك مبالغة في تقديرت
أحيانا .إن ألاسلوب الرياض ي أسلوب قوي ،والعلماء يتلهفون ،على إمكان تطبيقه كلما أتيحم
لهم الفرصة إلى ذلك .ولكن القانون يمكن أن يكون تام العلمية ،دون أن يكون كميا .ومن
أمثلة ذلك قوانين بافلول الخاصة باألفعال املنعكسة الشرطية (رسل ،برتراند. ،2008 ،
.)59ومعظم قوانين التعلم.
98
وأن التـع ـيي ـي الذي كان ي ـق ـدم لها هو الط ـعام ،ل ـذا ك ـان تعيييا مـناس ـبا ،ألن ـه ـش ـب ـع دافعا
مستثارا.
)3نظريات تم بناؤها بتجارب على الحيوانات ونظريات تم بناؤها بتجارب على
البشر.
1ـ نظريات تم بناؤها بتجارب على الحيوانات .ومن أشهرها ،على إلاطالق ،نظريات
التعلم الارتباطية ،التي قام بها كل من بافلول ،واورندايك ،واطسن ،سكينر ،جااري ،هل،
وطوملان ،وغيرهم.
2ـ نظريات تم بناؤها بتجارب على البشر .ومن أشهرها النظرية البنائية عند
فندت ،وتجارب قام بها أل رت باندورا في إطار نظرية التعلم باملحاكاة ،وتجارب في علم النفس
الاجتماعي ،وتجارب سيلجمان في بحواه على العجي املتعلم.
99
)2النظرية العلمية والتجربة.
ينقسم العلماء ،تقليديا ،إلى معسكرين ت سيسا على نوع العمل الخا بكل منهم .عمل
املعسكر ألاول داخل املعامل ،عاكفين على اكتشال طبيعة ألاشياء والظواهر في العالم الذي
عيشون فيه .أما املعسكر الثاني فهم الذين يحاولون تفسير النتائج وإنتاج نماذج نظرية تمثل
ظ واهر العالم .و شار إلى املعسكرين بالتجربة والنظرية على التوالي .وحدد العلماء ،نمطيا،
اختيارهم بين هذين الطريقين الكبيرين ،فيقدم أصحاب النظريات تفسيراتهم وتنبؤاتهم ،بينما
يتولى أصحاب التجارب مهمة :إما تحقيق ت كيد هذت التفسيرات والتنبؤات داخل املعمل ،أو
نف ها (تريفل ،جيمس .)237 . ،2010 ،جاء الحديث في الفقرة السابقة ،عن دور التجريب
في بناء النظرية ،ولكن النظريات ،وخاصة في العلوم
في بداية ظهورت كعلم مستقل ،وأع ي نظريات الذكاء ونظريات الشخصية ،تم بناؤها عن
طريق الدراسات الارتباطية والفارقية ،باستثناء نظريات التعلم ،التي اشتغل أصحابها
بالتجريب (على الحيوانات) كطريقة أساسية ووحيدة في البحث في ظاهرة التعلم.
100
ك س = الكف الاستجابي (الجهد الكفي املؤقم).
م ك س = الكف الشرطي (الجهد الكفي املتعلم) (ويتيج ،أرنو ل.)28 . ،1981 .
2ـ قامم نظرية الفييولوجي الروس ي ،إيفان ب .بافلول ،في التعلم على الحقيقة التالية
:إن سيالن اللعاب كان ينتجه أصال وجود طعام حقيقي في فم الكلب ،وبعد ذلك صارت
تنتجه رؤية الطعام أو شمه أو أية إشارة تسبق عادة تقديم الطعام ،وتم تحويلها إلى قانون،
كما يلي " :حين يكون الباعث على فعل منعكس غير شرطي قد اقترن مرارا ،أو ُس ِبق مباشرة،
بب اعث آخر ،فهذا الباعث آلاخر وحدت سينتج مع الوقم نفس الاستجابة التي كانم للباعث
ألاصلي للفعل املنعكس غير الشرطي" (رسل ،برتراند.)44 . ،2008 ،
3ـ قامم نظرية التعلم للسيكولوجي ألامريكي بورهوس ل .سكينر ،على الحقائق آلاتية:
حمامة جا عة ،صدور استجابات إجرائية ،يتلق بعضها التعييي ،الذي يختلف في كميته
ووقته .فتم التوصل إلى املبدأ آلاتي أو القانون" :يت ار السلوك بالبيئة ويتشكل عن طريق
إلاجراء والتعييي" .والربط بين الحقائق السابقة ،تم كما ي تي :حمامة جا عة داخل قف
للطيور ،تصدر استجابات تلقائية ،يتلق بعضها تعيييا فيستمر في الصدور ،والاستجابات
غير املعي ة ،تختفي .فتشكل القانون آلاتي" :الاستجابات املعي ة تستمر في الصدور".
4ـ وضع كل من ر .م .يركس ،)1956-1876( R. M. Yerkesج .د .ددسن J. D. Dadson
( ،)1908قانونا سم باسمهما( ،قانون يركس ـ ددسن) ،حول العالقة بين الدافعية والعمل،
ومضمونه كما يلي :تؤدي الدافعية إلى سهولة ألاداء عند مستوم معين منه ،وهو عندما
يكون ألاداء صعبا ،عندئذ ،يتدهور ألاداء مهما ادت قوة الدافعية (مدنيك ،سارنول أ.
وآخرون ،) 100 . ،1981 ،أي أن العالقة بين الدافعية وألاداء ،عالقة منحنية وليسم
عالقة خطية.
-5قانون الاقتران أو الارتباط .صدرت القوانين النفسية السابقة عن أعمال تجريبية،
ولكن هذا القانون صدر عن فلسفة ،الفلسفة الربطية ،التي عت ر ،إلانجليزي /جون لوك،
الناطق الرسمي بها ،والقائل بالقانون التالي .ون هذا القانون كما ي تي" :إذا حدث أن ظهر
محسوسان أو أكثر في املجال الحس ي للكائن الحي ،فإن ظهور أحدهما أو أحدها ،ستدعي
ظهور آلاخر" .وبصيغة أخرم" :إن فكرتين قد تخطران على العقل في نفس الوقم ،ألنهما
سبق أن ظهرتا (ارتبطتا) معا في املاض ي" .أو "إن فكرة ما تؤدي إلى فكرة أخرم ،إذا كانم
هاتان الفكرتان قد ظهرتا (ارتبطتا) معا في املاض ي ،سواء في نفس اليمان أو في نفس املكان"
(مدنيك ،سارنول أ .وآخرون .)46 . ،1981 ،و سم قانون الاقتران ،أيضا ،بقانون تداعي
املعاني ،أو تداعي ألافكار.
101
فإذا سمعم اسم يخ تعرفه ،فإن هناك أفكارا أخرم أو محسوسات أخرم ،تتداعي
في عقلك؛ كمالمح وجهه ،وجنسه ،وسنه ،ووظيفته ،ومقر إقامته ،وبعض من خصائصه،
والخ رات التي كانم لك معه ،وهكذا ،فاملعلومات التي اكتسبناها ،تنتظم في عقولنا على
شكل سلسلة من الارتباطات.
و عت ر بافلول ،أول عالم تجريبي ،يخرج هذا القانون من التصور التجريدي الفلسفي،
إلى أفعال قابلة للمالحظة ،وبعدت صار هذا القانون موجها نظريا في معامل علم النفس في
أمريكا ،أين كان السلوكيون ُيجرون تجارب على الحيوانات ،وفق نظريات الارتباط الشرطي،
أو النظريات ذات التوجه الارتباطي؛ أمثال :اورندايك ،سكينر ،جااري ،طوملان.
6ـ قانون ألاار .وضع هذا القانون السيكولوجي ألامريكي /إدوارد لي اورندايك ،ضمن
نظريته في التعلم باملحاولة والخط .ونصه كما يلي ّ :
"يقوي إلاشباع أو الارتياح الرابطة بين
املثيرات والاستجابات ،أما الحرمان ،فليس من الضروري أن يضعف الرابطة بين املثيرات
والاستجابات".
102
للنظرية على البحث الام ريقي .واعتقد أن البحث الام ريقي ،نادرا ما ينتج نظريات جديدة،
وال عت ر طريقة منطقية لبناء نظرية ،ويمكن الوصول إلى النظرية عن طريق الحدس فقط،
بناء على عالقة فكرية مع ألاشياء التي تقع ضمن الاهتمام والخ رة.
وتتطلب هذت إلاستراتيجية املراحل الخمس التالية:
1ـ بناء نظرية بشكل واضح وصريح.
2ـ اختيار قضية تشتق من النظرية للتحقق الام ريقي.
3ـ تصميم مشروع بحث الختبار القضية.
4ـ إذا رفضم القضية املشتقة من النظرية من قبل البيانات الام ريقية ،تخضع النظرية
أو مشروع البحث للتغيير ،ام الرجوع إلى املرحلة رقم .2
5ـ إذا لم ترفض النظرية ،يتم اختيار قضايا أخرم لالختبار بهدل إابات النظرية (عبد
املؤمن ،علي معمر.)90 . ،2008 ،
وتخدم النظرية البحث العلمي في عدة جوانب هي.
1ـ تحديد البحث .فالنظرية تقل مدم الحقائق ،فهي تساعد على اختيار جوانب من
الظاهرة محل البحث.
2ـ تيود الباحث باملفاهيم املتعلقة بالظاهرة محل البحث من أجل تحديد موضوع
البحث.
3ـ تلخ ما تمم معرفته من جوانب الظاهرة.
4ـ تتنب بالحقائق من خالل استعمال التعميم النظري.
5ـ تتعرل على الفجوات في املعرفة ،فالنظريات تدل على جوانب من الظاهرة لم
تكتشف ،وهذت الفجوات يمكن معرفتها من خالل ألاسئلة التي تثار حول الظاهرة
(الضامن ،منذر ،2007 ،ص 39 .ـ .)40
6ـ تقترح مشكلة البحث.
7ـ تصوغ فروض البحث.
8ـ ّ
تحدد البيانات املراد جمعها.
9ـ تجعل نتائج البحث واضحة ،و سهل دمجها في النظرية (الضامن ،منذر. ،2007 ،
.)41
103
)2إستراتيجية البحث ام النظرية.
ذك ـر روب ـرت م ـورتـ ـون ،Robert Mertonأحـ ـد أن ـص ـار إس ـتراتيج ـي ـة الب ـح ـث اـ ـم النـظ ـري ـة
،Research-then-Theory strategyما يلي:
ّ
إن فكرتي الرئيسية حول البحث التجريبي ،ت خذ بعدا أك ر من دورت الفعال في التحقق
من النظرية واختبارها ،إنه يقوم ب كثر من إابات الفروض أو رفضها .إن البحث التجريبي
يؤدي دورا فعاال في ت دية أربع وظائف على ألاقل ،تساعد في تطوير النظرية .إنه يبتكر نظرية،
و عيد تشكيلها ،و عدلها ،ويوضحها.
وتت لف هذت إلاستراتيجية من املراحل ألاربعة التالية.
1ـ استكشال الظاهرة وتوضيح خصائصها بدقة.
2ـ قياس الخصائ في حاالت متنوعة.
3ـ تحليل البيانات الناتجة الكتشال ما إذا كان هناك أنساق منظمة للتباين.
4ـ عند اكتشال أنساق منظمة ،يتم إنشاء نظرية (عبد املؤمن ،علي معمر،2008 ،
ص 92 .ـ .)93
ويخدم البحث العلمي النظرية من خالل الجوانب التالية.
1ـ سهم البحث العلمي في بناء النظرية .فالتجارب والبحوث العلمية في علم النفس،
أسفرت عن قيام نظريات ،في الذكاء والشخصية والتعلم والدافعية والانفعال وغيرها.
2ـ يقوم البحث العلمي بفح نظرية قائمة واختبارها.
3ـ عيد البحث العلمي صياغة النظرية.
4ـ ترفض النظرية إذا لم تتفق فروضها مع نتائج البحث العلمي.
5ـ سهم البحث العلمي في ت ييد النظرية.
6ـ يوضح البحث العلمي النظرية و شرحها (الضامن ،منذر.)40 . ،2007 ،
خالصة.
قامم النظريات العلمية في كل من العلوم الطبيعية والعلوم إلانسانية ،لكنها في العلوم
الطبيعية أسبق .وتناولم هذت الورقة ،النظرية العلمية في جوانبها املختلفة؛ أهميتها،
أهدافها ،تعريفها ،محتوياتها ،محكاتها ،وظائفها ،إسهاماتها في تقدم املعرفة ،عالقتها
بالحقائق ،عالقتها بالفرض العلمي ،والتجربة العلمية ،والبحث العلمي.
تعتمد النظرية العلمية على البديهيات واملسلمات واملبادئ القوية ،فتطرح وفقها فروضا
وتعد النظرية العلمية شاملة لكل هذت الجوانب تتصف بها وتوجه تخت رها بالبحث العلميّ .
104
عملها .تنمي النظرية العلمية املعرفة العلمية بدفعها نحو النمو .تقوم النظرية العلمية بجمع
الحقائق وألافكار املعيولة عن بعضها ،فتربط بينها ،لتفسير ما تمم مالحظته من عالقات بين
الحقائق ،والتنبؤ بحدواه .وتوجه النظرية العلمية مسار البحث العلمي وتراقب نتائجه .إن
النظريات العلمية هي مؤسسات الفكر ،ونوادي العلم ،ولوال النظريات لذهب العلم في مهب
الريح ،إنها تقوم بجمع شتات ألاجياء من الحقائق وألافكار والخ رات ،وتلم شمل النتائج
العلمية ،في نظام فكري وتصوري اابم ،نسبيا ،وتعطي لها مع ى .ولوال النظرية العلمية لضاع
العلم ،وضاعم جهود العلماء .فالنظريات العلمية برهنم على أنها أفضل حافظة لنتائج
البحث العلمي.
إن النظرية العلمية ،ليسم وجهة نظر خاصة تجات حقائق معينة ،فالنظرية العلمية
بناء عقالني تصوري ،ونظام منسق من ألافكار والحقائق ،يخضع للموضوعية ،بعد تناوله
من عديد من الباحثين املتخصصين ،فتزدهر وتصل إلى نضجها النسبي ،فتنمو وتستمر ،أو
تضمحل وتتوقف .فالنظرية العلمية هي قمة النشاط العلمي وذروته ،وهدفه النها ي
والسامي .فالنظرية العلمية هي التي تجمع النتائج العلمية وتنظمها في بناء كلي .إن النتائج
العلمية املعيولة ال فائدة منها بالنسبة لتقدم العلم .ومن ام،فعملية التنظير ،ومحاولة تفسير
الوقا ع والحقائق ،ليسم عمل العلماء فقط ،بل هو عمل يقوم به جميع الناس .إن التنظير
على أي مستوم ،ساعد على فتح آفاق فكرية واسعة ،وميادين بحث جديدة.
105
104
مراجع الفصل الثالث
-أبرام إبراهيم ( .)2009املنهج العلمي وتطبيقاته في العلوم الاجتماعية .الطبعة ألاولى.
عمان ،دار الشروق.ّ
-أحمد ،سمير نعيم ( .)1979النظرية في علم الاجتماع .القاهرة ،دار املعارل.
-اختيار ،ماهر ( .)2010إشكالية معيار قابلية التكذيب عند كارل بوبر في النظرية والتطبيق.
الطبعة ألاولى .منشورات الهيئة السورية العامة للكتاب.
-إسماعيل ،محمد عماد الدين ( .)1970املنهج العلمي وتفسير السلوك .الطبعة الثانية.
القاهرة ،دار النهضة املصرية.
-الخواجة ،محمد ياسر ( .)2010مقدمة الترجمة ،لكتاب :النظريات الاجتماعية واملمارسة
البحثية (فيليب جوني) .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مصر العربية للنشر والتو ع.
-الخوليُ ،يم ى طريف ( .)1989فلسفة كارل بوبر ـ منهج العلم ،منطق العلم .القاهرة ،الهيئة
املصرية العامة للكتاب.
-الخوليُ ،يم ى طريف ( .)2000فلسفة العلم في القرن العشرين :ألاصول ،الحصاد ،آلافاق
املستقبلية .عالم املعرفة ،العدد .264 :الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
-الييباري ،طاهر حسو ( .)2011أساليب البحث العلمي في علم الاجتماع .الطبعة ألاولى.
بيروت ،املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتو ع.
ّ
-الضامن ،منذر ( .)2007أساسيات البحث العلمي .الطبعة ألاولى .عمان ـ ألاردن ،دار املسيرة
للنشر والتو ع والطباعة.
-الطيب ،محمد .الدري ي ،حسين .بدران ،شبل .البيالوي ،حسن .نجيب ،كمال (.)2005
مناهج البحث في العلوم التربوية والنفسية .الطبعة ألاولى .إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.
-باركر ،كر س .بيتسرانج ،نانس ي .إليوت ،روبرت ( .)1999مناهج البحث في علم النفس
إلاكلينيكي وإلارشادي .ترجمة :محمد نجيب الصبوة وآخرون .القاهرة ،مكتبة ألانجلو
املصرية.
-بدر ،أحمد ( .)1994أصول البحث العلمي ومناهجه .املكتبة ألاكاديمية.
-ويتيج( ،أرنو ل .)1981( .سيكولوجية التعلم .ترجمة :عادل عي الدين ألاشول وآخرون.
القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر.
-برودي ،باروخ ( .)1997قراءات في فلسفة العلوم .ترجمة :نجيب الحصادي .الطبعة
ألاولى .بيروت ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر.
105
-بروكس ،شارلي إي .)1986( .نظرية الحافي لهل .في :جورج إم .غا دا وآخرون .نظريات
التعلم :دراسة مقارنة .ترجمة :علي حسين حجاج .مراجعة :عطية محمود هنا .عالم
املعرفة ،العدد .108 :الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
-بريتشارد ،دنكان ( .)2013ما املعرفة ؟ ترجمة :مصطف ناصر .عالم املعرفة رقم .404 :
الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
-بلول ،دونالد س .)1997( .تجارب في علم النفس ـ دراسات معملية للسلوك الحيواني.
ترجمة :عباس محمود عوض .إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.
-بوبر ،كارل ( .)1998الحياة ب سرها حلول ملشاكل .ترجمة :بهاء درو ش .إلاسكندرية ،منش ة
املعارل.
-بوبر ،كارل ( .)1999بحثا عن عالم أفضل .ترجمة :أحمد مستجير .القاهرة ،الهيئة املصرية
العامة للكتاب.
-بوبر ،كارل (د .ت ـ أ) .منطق الكشف العلمي .ترجمة :ماهر عبد القادر محمد علي .بيروت،
دار النهضة العربية.
-بوبر ،كارل (د .ت ـ ب) .مذهب التكذيب .في :عادل مصطف (مترجم) .كارل بوبر :مئة عام
من التنوير .مؤسسة هنداوي س ي آي س ي.
-بوعية ،الطيب ( .)2016في القراءة الفلسفية لالستقراء العلمي .جريدة الشرق ألاوسط،
العدد .13912 :
-بيركنز ،دان جي .)1983( .نظرية إلاشراط الكالسيكي لبافلول .في :جورج إم .غا دا وآخرون.
نظريات التعلم :دراسة مقارنة .ترجمة :علي حسين حجاج .مراجعة :عطية محمود هنا.
عالم املعرفة ،العدد .70 :الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
-بيروتي ،ماكس ( .)1999ضرورة العلم :دراسات في العلم والعلماء .عالم املعرفة ،العدد :
.245الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
-تريفيل ،جيمس ( .)2010ملاذا العلم ؟ ترجمة :شوقي جالل .عالم املعرفة رقم .372 :
الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
-تشيرتون ،ميل .براون ،آن ( .)2012علم الاجتماع ـ النظرية واملنهج .ترجمة :هناء الجوهري.
الطبعة ألاولى .القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
-تود ،دانيال ( .)2009إيفان بافلول ـ استكشال ألالة الحيوانية .ترجمة :هشام الدجاني
دمشق ،و ارة الثقافة ـ منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.
106
-جابر ،جابر عبد الحميد ( .)1990نظريات الشخصية ـ البناء ،الديناميات ،النمو ،طرق
البحث ،التقويم .القاهرة ،دار النهضة العربية.
-جيليز ،دونالد ( .)2009فلسفة العلم في القرن العشرين .ترجمة ودراسة :حسين علي.
مراجعة :إمام عبد الفتاح إمام .بيروت ،التنوير للطباعة والنشر والتو ع.
-دافيدول ،ليندا ل .)1983( .مدخل علم النفس .ترجمة :سيد الطواب وآخرون .مراجعة
:فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجوهيل للنشر.
-دويدري ،رجاء وحيد ( .)2002املنهج العلمي ـ أساسياته النظرية وممارساته العملية .الطبعة
ألاولى .دمشق ،دار الفكر .بيروت ،دار الفكر املعاصر.
-رسل ،برتراند ( .)2008النظرة العلمية .ترجمة :عثمان نويه .مراجعة :إبراهيم حلمي عبد
الرحمن .الطبعة ألاولى .دمشق ،دار املدم للنشر والثقافة.
-رو ن رج ،أليكس ( .)2011فلسفة العلم ـ مقدمة معاصرة .ترجمة :ترجمة وتقديم :أحمد
عبد هللا السماحي وأخرون .الطبعة ألاولى .القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
-سعودي ،محمد محمود خليل ( .)1989دراسة لدافع حب الاستطالع وعالقته ببعض قدرات
التفكير الابتكاري .رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية جامعة ألا هر.
-سويف ،مصطف ( .)1970ألاسس النفسية للبداع في الشعر خاصة .الطبعة الثالثة.
القاهرة ،دار املعارل.
-سويف ،مصطف ( .)2005مشكالت منهجية في بحوث علم النفس العيادي .القاهرة ،مكتبة
الدار العربية للكتاب.
-سيالمي ،نوربير ( .)1991املعجم املوسوعي لعلم النفس .ترجمة وإعداد :رالف ر ق هللا.
الطبعة ألاولى .بيروت ،املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتو ع.
-شافا فرانكفورت ـ ناشميا ،دافيد ناشميا ( .)2004طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.
الطبعة ألاولى .دمشق ،بترا للنشر والتو ع.
-صيام ،يحاتة ( .)2009النظرية الاجتماعية من املرحلة الكالسيكية إلى ما بعد الحدااة.
الطبعة ألاولى .القاهرة ،مصر العربية للنشر والتو ع.
-صي ي ،سعيد إسماعيل ( .)1994قواعد أساسية في البحث العلمي .الطبعة ألاولى .بيروت،
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتو ع.
-عبد الرحمن ،عبد هللا محمد ( .)2006النظرية في علم الاجتماع ـ النظرية الكالسيكية.
إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.
107
-عبد الرحمن ،محمد السيد ( .)1998نظريات الشخصية .القاهرة ،دار قباء للطباعة والنشر
والتو ع.
-عبد املعطي ،عبد الباسط .الهواري ،عادل ( .)1986في النظرية املعاصرة في علم الاجتماع.
إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.
-عبد املؤمن ،علي معمر ( .) 2008مناهج البحث في العلوم الاجتماعية ـ ألاساسيات واملناهج
والتقنيات .الطبعة ألاولى .منشورات جامعة 7أكتوبر ـ ليبيا.
-فان دالين ،ديوبولد ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد نبيل
نوفل ،سليمان الخضري الشيخ ،طلعم منصور غ ريال .مراجعة :سيد أحمد عثمان.
القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
-فوكس ،دنيس ،بريليلتينسكي ،إ اك ،أوستين ،ستيفاني ( .)2016مقدمة في علم النفس
النقدي .ترجمة وتقديم :فكري محمد العتر .مراجعة :فيصل عبد القادر يونس .الطبعة
ألاولى .القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
-قنديل ،شاكر ( .)1993في :فرج عبد القادر طه وآخرون (محررون) .موسوعة علم النفس
والتحليل النفس ي .الطبعة ألاولى .الكويم ،دار سعاد الصباح.
-كريب ،إيان ( .)1999النظرية الاجتماعية من بارسوني إلى هابرماس .ترجمة :محمد حسين
غلوم .مراجعة :محمد عصفور .عالم املعرفة ،رقم .244 :الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة
والفنون وآلاداب.
-كالين ،ستيفن ب 2003( .ـ أ) .التعلم :مبادئه وتطبيقاته .الجيء ألاول .ترجمة :رباب حس ي
هاشم .مراجعة الترجمة :إبراهيم بن علي البداح .مركي البحوث ـ معهد إلادارة العامة ـ اململكة
العربية السعودية.
-كالين ،ستيفن ب 2003( .ـ ب) .التعلم :مبادئه وتطبيقاته .الجيء الثاني .ترجمة :رباب
حس ي هاشم .مراجعة الترجمة :إبراهيم بن علي البداح .مركي البحوث ـ معهد إلادارة العامة
ـ اململكة العربية السعودية.
-لورس ي ،عبد القادر ( .)2013محددات البحث العلمي وضوابطه في ضوء التصويبات
العقالنية لكارل بوبر ـ ارتدادات وإسقاطات على راهن الدراسات في العلوم النفسية
والاجتماعية .دراسات نفسية وتربوية ،مخ ر تطوير املمارسات النفسية والتربوية ،عدد .10
-ماتيوس ،بوب ،روس ،ليز ( .)2016الدليل العملي ملناهج البحث في العلوم الاجتماعية.
ترجمة وتقديم وتعليق :محمد الجوهري .الطبعة ألاولى .القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
108
-ماكسويل ،نيقوالس (د .ت) .في فلسفة العلم التجريبية موجهة الهدل .ترجمة :محمد
دوير .روافد للنشر والتو ع.
ّ
-محمود ،وجبه ( .)2005أصول البحث العلمي ومناهجه .الطبعة الثانية .عمان ـ ألاردن ،دار
املناهج للنشر والتو ع.
-مدنيك ،سارنول أ .بوليو ،هوارد ر .لوفتس إليزابيم ل .)1981( .التعلم .ترجمة :محمد
عماد الدين إسماعيل .مراجعة :محمد عثمان نجاتي .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار الشروق.
-هارمان ،جاك ( .)2010خطابات علم الاجتماع في النظرية الاجتماعية .ترجمة :العياش ي
عنصر .الطبعة ألاولىّ .
عمان ،دار املسيرة للنشر والتو ع.
-هايمان ،ري ( .)1989طبيعة البحث السيكولوجي .ترجمة :عبد الرحمن عيسوي .مراجعة
:محمد عثمان نجاتي .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار الشروق.
-هوكنج ،ستيفن ( .)2016تاريخ موجي لليمان ـ من الانفجار الكبير حتى الثقوب السوداء.
ترجمة :مصطف إبراهيم فهمي .الطبعة ألاولى .بيروت ،دار التنوير للطباعة والنشر.
-هول ،ك .لند ي ،ج .)1969( .نظريات الشخصية .ترجمة :فرج أحمد فرج ،قدري محمود
حف ي ،لطفي محمد فطيم .مراجعة :لو س كامل مليكة .القاهرة ،دار الفكر العربي.
-هيلي ،باتريك ( .)2008صور املعرفة ـ مقدمة لفلسفة العلم املعاصرة .ترجمة :نور الدين
شيخ عبيد .مراجعة :حيدر حاج إسماعيل .الطبعة ألاولى.بيروت ،املنظمة العربية للترجمة.
-ودورث ،روبرت ( .)1981مدارس علم النفس املتعاصرة .ترجمة :كمال دسوقي .بيروت ،دار
النهضة العربية.
-يوسف ،نعيمة ولد ( .)2015مشكلة الاستقراء في إبستيمولوجيا كارل بوبر .الطبعة ألاولى.
الجيائر ،ابن النديم للنشر والتو ع .بيروت ،دار الروافد الثقافية ـ ناشرون.
Donald Ary, Lucy Cheser Jacobs & Asghar Razavieh (2004).
-مقدمة للبحث في التربية .ترجمة :سعد الحسي ي .الطبعة ألاولى .دار الكتاب الجامهي ـ
إلامارات العربية املتحدة.
109
110
الفصل الرابع
لغة البحث العلمي
مقدمة.
أوال :تعريف املفاهيم في البحث النفس ي ت سيسيا وإجـرائيا
املفهوم.
أهمية املفهوم في املعرفة العلمية.
وظائف املفهوم في البحث العلمي.
التكوينات الفرضية.
التعريف.
التمييز بين الاستدالل والقياس والتجريب.
تعريف املفاهيم.
التعريف الت سيس ي.
أمثلة عن التعريفات الت سيسية للمفاهيم في علم النفس.
ليسم كل الظواهر ّ
تعرل.
إلاجرائية.
إلاجرائية في الفيزياء.
التعريف إلاجرا ي في الفيزياء.
املذهب الوضهي وإلاجرائية.
الوضعية في علم النفس.
إلاجرائية في علم النفس.
في السلوكية.
في مرحلة العمليات إلاجرائية عند بياجي.
في مجال ألاهدال التعليمية.
التعريف إلاجرا ي.
هدل استعمال التعريف إلاجرا ي.
طبيعة التعريف إلاجرا ي وأهميته.
أهمية التعريف إلاجرا ي في البحث العلمي.
111
التعريف إلاجرا ي في علم النفس.
طبيعة املفاهيم النفسية.
مجال التعريف إلاجرا ي وحدودت.
مفاهيم تعرل إجرائيا خط .
خصائ التعريف إلاجرا ي.
شروط التعريف إلاجرا ي.
هناك قضيتان.
القضية ألاولى :مشكلة التوافق بين التعريفين الت سيس ي وإلاجرا ي.
اعتماد التعريف إلاجرا ي على التصور النظري للمفهوم.
القضية الثانية :املع ى النظري للمفهوم.
تنوع الصياغة للتعريفات إلاجرائية.
التعريف إلاجرا ي كمي وكيفي.
التعريف إلاجرا ي وأسئلة البحث.
التعريف إلاجرا ي وخصائ عينة البحث.
اانيا :املتغيرات
االثا :تصنيف املتغيرات
)1تصنيف املتغيرات في املوقف التجريبي.
)2تصنيف املتغيرات إلى كمية ونوعية
)3تصنيف املتغيرات حسب مستويات القياس
1ـ املتغير الاسمي.
2ـ املتغير الرتبي.
3ـ املتغير املسافي.
4ـ املتغير النسبي.
112
مقدمة.
تحتاج أي منظومة علمية إلى لغة واضحة ومحددة لوصف وتلخي املالحظات .ويحتاج
العلماء إلى مفاهيم على مستوم البحث ،لكي يصفوا مالحظات معينة .كما يحتاجون أيضا
إلى مفاهيم على املستوم النظري للشارة إلى العمليات الافتراضية التي قد ال تخضع
للمالحظة املباشرة .وقد ستعمل العلماء كلمات ي خذونها من اللغة اليومية ،لكنهم ينسبون
إل ها معان جديدة خاصة ،ال توجد عادة في الاستعماالت العادية .أو يتحتم عل هم أحيانا
إدخال مفاهيم فنية جديدة ليسم جيءا من اللغة اليومية .وتهدل الفقرات آلاتية إلى
التعريف باستعمال املفاهيم في البحث.
113
في املواقف الطارئة"" ،الذكاء هو القدرة على التوافق مع متطلبات البيئة"" ،الذكاء هو القدرة
على النجاح في املدرسة" ،وهذت التعريفات ،من ناحية كلها صحيحة ،ومن ناحية أخرم ،أي
منها عت ر تعريفا حقيقيا وصحيحا للذكاء ؟ لكن يمكن القول ،أن هذت التعريفات للذكاء
كلها ،وغيرها أخرم ،تشير إلى أوجه متعددة ملفهوم الذكاء .والتعريفات الت سيسية ،تجعل
املفاهيم ّ
تؤول إلى أكثر من مع ى،
وهذا من خصائ املفاهيم املجردة ،لكن املشكلة ألاساسية للتعريفات الت سيسية ،أنها
تجعل املفهوم املجرد يبق دائما مجردا ،ألنه عرل بمفاهيم أخرم مجردة كذلك ،تحتاج
بدورها إلى تعريفات خاصة بها ،مما يجعل املفهوم يبق دائما غير قابل للمالحظة املباشرة،
فيصعب التعامل معه في البحوث امليدانية ،لذا ،لج العلماء إلى إبداع نوع آخر من التعريف،
هو التعريف إلاجرا ي ،الذي يقوم فيه الباحث بإجراءات معينة تجعل املفهوم محل مالحظة
مباشرة في البحث امليداني ،وأول من أشار إلى هذا النوع من التعريف ،صراحة ،الفيزيا ي
ألامريكي ،الحائي على جائية نوبل عام ،1946برس ي و .بردجمان Percy. W. Bridgman, 1882
،- 1961في كتابه " :منطق الفيزياء الحديثة "The Logic of Modern Physicsالصادر عام
ّ
.1927الذي الحظ ،أن املفاهيم العلمية اختلطم باملفاهيم امليتافيزيقية ،فحذر علماء
الطبيعة (الفيزياء) من الوقوع في هذا الغموض في تعريف املفاهيم الفييائية ،فقال " :إننا
عموما ال نع ي ب ي مفهوم شيئا أكثر من مجموعة إجراءات ،فاملفهوم ما هو إال مرادل
ملجموعة إلاجراءات التي يصدق عل ها" .ولكن إلاجرائية ،لم تبدأ عند بردجمان والفيزياء
فقط ،بل لها قصة أخرم ،وخاصة في علم النفس ،كما سيتبين في الفقرات القادمة ،من
هذا املقال.
املفهوم.
يقتض ي التفكير استعـمال اللغة ،واللغـة نـظام تواصـل ،يت لف من رمو ،ومجموعة
قواعد تسمح بتآلف هذت الرمو مع بعضها ،بطرق عديدة ومتنوعة ،واملفهوم أحد أهم رمو
اللغة ،ويتعلق بشكل خا بعملية البحث ،وهو تجريد أو رمي لتمثيل ظاهرة معينة ،أو ش يء
ما ،أو إحدم خصائصه .يبدأ الباحثون عملية البحث بتشكيل املفاهيم لوصف واختزال
موضوع البحث ،واملفاهيم بالنسبة ألي تخص علمي ،هي اللغة املهنية املتداولة بين
يطور مفاهيمه الخاصة به ،ومن الباحثين في هذا العلم ،بحيث أن كل تخص علمي ّ
املفاهيم شا عة التداول في علم النفس؛ التعلم ،إلادراك ،القلق ،الذكاء ،الشخصية،
114
الاكتئاب ،وغيرها ،فمثال ،عندما ستعمل باحث في علم النفس ،مفهوم "التعلم" ،فإن كل
املتخصصين في علم النفس يدركون أنه شير إلى التغير الذي يحدث في السلوك بعد التدريب،
أما غير املتخصصين في علم النفس ،فيتعاملون مع مفهوم التعلم بفهم آخر.
تبدأ ألاعمال البحثية ،عادة بسؤال أو بفرضية ،ويمكن أن تبدأ أحيانا ،دون فرضية،
عندما يكون العمل البحثي استكشافيا ،ولكن املفهوم ال بد منه في أي عمل بحثي ،إنه ينظم
املالحظات في تصور واحد ،ويقود مجريات البحث ،وينبغي أن يحدد بدقة ،ويكون واضحا،
ٌ َ
غموض ومتفقا عليه بين أهل الاختصا ،ومميزا عن غيرت من املفاهيم ،وإال أصاب البحث
وفشل .يقول علماء املنهجية " :إن ما يؤخر تقدم العلم ،ليس هو عدم مالءمة فنون البحث، ٌ
من مناهج وقياس وإحصاء ،بل هو عدم مالءمة املفاهيم".
واملفاهيم اصطالحات تجريدية ألحداث تمم مالحظتها ،فهي كلمات تمثل أحدااا متشابهة
ملوضوعات أو لظواهر ،يتم جمع مالحظات حولها من مظاهر معينة تتميز بالتشابه والتناسق،
فكلمات :كرس ي ويجرة وطائر وسائل ،وآالل أخرم من الكلمات في لغتنا ،تمثل مظاهر
مشتركة ألشياء تختلف باختالل تلك املظاهر ،ففي مظاهر السلوك ،عد ارتباط ألاحداث
السلوكية التالية ،وظهورها معا ،وهي :املثابرة في العمل ،إتقان العمل ،الاستغراق في العمل،
تحمل املسؤولية ،وغيرها ،مؤشرا على مفهوم "الدافعية" ،وتجمع مالحظات عن أحداث
سلوكية أخرم ،فيطلق عل ها "ذكاء" ،وتجمع مالحظات عن أحداث سلوكية أخرم ،فيطلق
عل ها "قلق" ،وهكذا .وكما نالحظ ،فهي مفاهيم مجردة ،بل ذات مستوم عال من التجريد،
ويطلق عل ها ،كذلك ،مفاهيم "بنائية" ،ألنها تب ى من أحداث سلوكية تالحظ مباشرة ،والهدل
من مفهوم ما ،هو تبسيط التفكير بواسطة شمول عدد من املظاهر تحم اسم واحد.
وتكون بعض املفاهيم قريبة جدا من ألاشياء التي تمثلها ،فمفهوم "يجرة" يمكن
توضيحه بسهولة ،با شارة إلى أيجار محددة ،إن مفهوم الشجرة تجريد للخصائ التي
تشترك ف ها كل ألايجار ،كالجذوع وألاغصان وألاوراق ،وهي خصائ يمكن مالحظتها
مباشرة.
ولكن مفاهيم مثل :الدافعية والقدرة والعدالة ،ال يمكن توضيحها بسهولة ،با شارة
شيد بها بيم إلى حدث أو ش يء ما ،فهي تجريدات قام الناس ببنائها ،وبنفس الطريقة التي ُ ّ
ما ،بواسطة مواد البناء في نمط ذي غاية مقصودة ،فمثال ،مفاهيم مثل حدة النظر ،والتمييز
بين الرمو ،والتوجه من اليمين إلى اليسار ،أو من اليسار إلى اليمين ،ومفردات إلاصغاء،
وأخرم غيرها يجري دعمها بطريقة هادفة نتاج املفهوم البنا ي آلاتي ،وهو " :الاستعداد
115
للقراءة" ،واملفاهيم البنائية مفيدة في تفسير البيانات التجريبية ،وفي بناء النظريات،
وتستعمل املفاهيم البنائية للتعبير عن الانتظامات املالحظة وعن العالقات.
ويؤدي تحديد املع ى من املفهوم دورا أساسيا في ترسيخ املفهوم ،فإذا ابتعد املفهوم في
معنات عن الحقائق العلمية ،أو عن الظواهر التي من املقصود أن يمثلها ،اد إمكان سوء
الفهم ،وظهرت الحاجة إلى تعريفات دقيقة ،وإبداع مفاهيم أكثر مالءمة للمعاني املقصودة،
فاملعاني الدقيقة للكلمات املوجودة في مفردات العلماء ،ينبغي ترسيخها .وتصاغ املفاهيم
البنائية من أجل تلخي املالحظات وتقديم التفسيرات ،ويتم التخلي عن املفهوم البنا ي
عندما توجد طريقة أفضل ،لتفسير وتلخي املالحظات تحل مكانه .فقد تم التخلي عن
مفهوم "الغريية" لتفسير السلوك ،واستعمال مفهوم "الدافع" ،في علم النفس ،بإبداع من
السيكولوجي ألامريكي ،روبرت وودورث ،R. Woodworthعام ،1918ملا وجد أنه أفضل وأكثر
فائدة واتساقا مع طبيعة السلوك البشري املرن واملعقد في آن واحد.
وتخلى كذلك ،جوليان ب .روتر J. B. Rotter, 1954عن مفهوم "التعييي" ،كما ستعمل
في نظريات التعلم الشرطية ،ألنه ال يالئم لتفسير حدوث السلوك البشري ،واستعمل مكانه
مفهوم "قيمة التعييي".
116
ومتكاملين ،هما :النظري /املفهومي من ناحية ،والتجربة /املالحظة من ناحية أخرم ،واملفهوم
تج ريد لتمثيل ظاهرة معينة ،وتؤدي املفاهيم عددا من الوظائف في البحث العلمي ،وهي :
وظيفة التواصل .وهي أول هذت الوظائف وأهمها ،ففي غياب مجموعة من املفاهيم
املتفق عل ها ،يصعب على الباحث إيصال نتائجه أو تكرار بحوث آلاخرين ،أما عند وجود
مفاهيم متفق عل ها ،يصير التواصل املشترك ،وإعادة إجراء البحوث ممكنا.
وظيفة إدراك الظواهر .من خالل صياغة املفهوم العلمي ،عط الواقع املدرك
َ ُ ّ
املفهوم الباحث من ربطه انتظاما واتساقا ال يمكن إدراكه قبل تلك الصياغة ،إذ يمكن
ببعض جوانب الواقع ،وتعريفه على أساس سمة مشتركة.
وظيفة التصنيف والتعميم .أي أن الباحثين يصنفون و عممون وينظمون نتائج
تجاربهم ومالحظاتهم على شكل مفاهيم.
وظيفة التعريف بمضمون النظريات .تسهم املفاهيم ،بصفتها أهم مكونات
النظريات ،في إجراء عمليتي التفسير والتنبؤ ،وتساهم في التعريف بمضمون النظرية
وخصائصها.
وإذا كانم املفاهيم تقوم بهذت الوظائف ألاربع ،فينبغي أن تكون واضحة ودقيقة ومتفقا
عل ها ،فمثال ،مفاهيم مثل :القلق والسعادة والرضا ،تشير إلى معاني مختلفة عند أفراد
مختلفين ،كما أنها تستعمل في سياقات مختلفة ،لتوحي بفهم مختلف ومتنوع ،وال ينجم عن
هذت الاختالفات مشاكل كبيرة في التواصل اليومي ،ولكن من الصعب أن يتقدم العلم
باستعمال لغة غامضة وغير دقيقة.
التكوينات الفرضية.
يطلق على املفاهيم كذلك ،لفظ التكوينات الفرضية ،Constructs/ Hypotheticals
وهي مفاهيم يخترعها أو يفترضها العالم أو الباحث عن قصد ،ليحقق بها غرضا علميا،
كتفسير سلوك ما ،فإذا الحظ أن أحد ألافراد يقبل على العمل ويؤديه بإتقان ،أبدع مفهوما
لتفسير هذا السلوك ،ويكون "الدافعية" ،وإذا الحظ أن فردا آخر يبدي تجنبا لبعض
املواقف ،وإذا اتفق ووجد نفسه ف ها ،اضطرب سلوكه وحاول الابتعاد عنها وتجنبها ،أبدع
كذلك مفهوما لتفسير هذا السلوك ،ويكون "الخول".
ويتميز التكوين الفرض ي ب نه خال من أي محتوم كمي ،إال إذا تم التعبير عنه فـي موقف
117
قياس ي ،عن طريق ألاداء على بعض الاختبارات ،فيصير مفهوما كميا.
التعريف.
إن التعريف عبارة عن ذكر ش يء تستليم معرفته معرفة ش يء آخر ،فهو مجموع
تكون مفهوم الش يء مميزا عما عدات ،وهو ضروري من أجل الوصول إلى بناء الخصائ التي ّ
معرفة تصورية في العلوم كلها.
وبسبب الحاجة إلى الدقة في تعريف املفاهيم ،يهتم كل تخص علمي بمفرداته اللغوية،
وحاول علماء النفس ت سيس منظومة من املفاهيم الواضحة والدقيقة ،لتحديد سمات
وخصائ املوضوعات التي يبحثونها ،وعلى الرغم من إبداعهم للعديد من املفاهيم ،وإدخال
التعديالت على بعضها ،أو استبعاد بعضها آلاخر ،إال أن الكثير من هذت املفاهيم بقي غامضا
وغير متسق ،وهذا ليس غريبا ،فعلماء النفس يواجهون مشكلة شاقة ،في بعض ألاحيان ،في
التفريق بين مفاهيمهم وتلك الشا عة بين عامة الناس ،عند إجراء البحوث عل ها ،ولكن ،ومع
تقدم العلوم إلانسانية ،فإن صياغة مفردات البحث العلمي تتجه نحو التطور.
و عت ر موضوع التعريف مبحثا أساسيا من مباحث املنطق ،وليس من مباحث املنهج
العلمي ،لكن ما يهمنا هنا ،هو إمكان الاستفادة من دراسات املنطق في وضع التعريفات الال مة
للمفاهيم في الدراسات النفسية ،ومن وجهة نظر املنطق ،هناك نوعان أساسيان من
التعريف هما :
التعريف الشيئي :ويهدل هذا النوع من التعريف إلى تحديد عناصر الش يء ّ
املعرل،
حتى يمكن التعرل على حقيقة ذلك الش يء ،ويتم تحديد ما الذي يجعل الش يء على ما هو
عليه.
التعريف الاسمي :ويهدل هذا النوع من التعريف إلى تحديد الطريقة التي تستعمل
بها كلمة من الكلمات ،وتحديد الصفات التي تكون أساسا لتسمية هذا الش يء بذلك الاسم،
ومن أنواعه التعريف القاموس ي والتعريف الاشتراطي.
118
املتغيرات من خالل املشاهدة الفعلية أو الواقعية ،والفرق بين الطريقتين ،ليس تاما ،ألن
الاستدالل سيحدث إن آجال أو عاجال ،أي يحتاج إليه الباحث في مسار البحث عطاء املع ى
النفس ي للبيانات التي تم تجميعها.
تعريف املفاهيم.
يتمثل التحدي ألاك ر في أي بحث علمي في إلاجابة على السؤال آلاتي " :كيف يمكن
التحقق من صدق مفاهيمنا ؟".
يضمن التعريف املوضوعي الدقيق للمفاهيم وحدة الفكر بين الباحثين ،وتعت ر قضية
التعريف من قضايا العلم الهامة ،ولذلك عتمد الباحثون في تعريفهم للمفاهيم موضوع
الدراسة ،على ما يمكن مالحظته ،دون ت ويل أو تفسير ،مثل وصف سلوك الشخ الخائف
بشحوب وجهه وتجنب املثير املخيف ،ووصف الشخ الخجول باجمرار وجهه وط ط ة رأسه.
ويلج الباحثون في تعريفهم للمفاهيم على وصف إلاجراءات والشروط التي أدت إلى مالحظة
السلوك الذي يطلق عليه املفهوم ،مثل تعريف نسبة الذكاء ،ب نها " :العمر العقلي مقسوما
على العمر اليم ي مضروبا في مئة" ،وكذلك تعريف العمر العقلي ب نه " :الاختبارات العقلية
التي ستطيع الفرد إلاجابة عنها في عمر معين وما قبله".
وبسبب الحاجة إلى الدقة ،تهتم العلوم ،كل علم في تخصصه ،بضرورة جعل مفرداتها
دقيقة ،ومتفق عل ها ،وحاول علماء العلوم إلانسانية ،ت سيس منظومة من املفاهيم
الواضحة والدقيقة املجردة ،لتحديد سمات املوضوعات التي يدرسونها ،ومن أجل بلوغ
الدقة والوضوح ،عند استعمال املفاهيم في البحث العلمي ،يوظف الباحثون نوعين من
التعريفات :ت سيسية وإجرائية.
إن تعريف املفاهيم بمصطلحات مجردة ،تنقل املع ى العام الذي يفترض أنها تحتويه،
ّ
ستفعل بها في دراسة تجريبية، وتعرل كذلك بمصطلحات إلاجراءات التي ستقاس بها ،أو
ُوي ْدعى النموذج ألاول للتعريف بالتعريف الت سيس ي ،ويدعى النموذج الثاني بالتعريف
إلاجرا ي.
119
املفهوم ،محل اهتمامه وبحثه ،إن صاحب التعريف من هذا النوع ،وهو يبدع مفهوما معينا،
يقوم بجمع املعلومات حوله ،سواء عن طريق املالحظة أو التجريب ،وهو يؤدي هذت العمليات
املنهجية ،يقوم بت سيس وبناء املفهوم والاستدالل عليه ،وقد ستغرق ذلك شهورا وسنوات،
كما في حالة بناء النظريات ،حتى يصل به إلى درجة من الوضوح والاستقرار النسبي ،وعندئذ
يضع له تعريفا وفقا للمعلومات التي جمعها حوله.
إن التعريف الت سيس ي ،Constitutive Definitionأو التعريف البنا ي Construct
،Definitionعبارة عن ذكر ش يء تستليم معرفته شيئا آخر ،فهو مجموع الصفات
تكون مفهوم الش يء مميزا عما عدات ،وهو ضروري من أجل الوصول إلى والخصائ التي ّ
تصورية في العلوم كلها ،إذ ال يمكن بناء قضايا علمية مؤلفة من مفاهيم دون بناء معرفة ّ
أن يكون مع ى هذت املفاهيم معروفا ،سواء أكان بافتراض املع ى ،أم بالتعريف ،فإذا كانم
النظرية العلمية تبدأ بمجموعة محددة من املفاهيم ،فإن تعريف وتوضيح هذت املفاهيم،
وتحديدها بدقة ،يصير مطلوبا لتجنب الغموض.
ْ ُ
إن التعريف املفهومي Conceptual Definitionيج َرم فيه تعريف املفاهيم بمفاهيم
أخرم ،فمثال عرل الذكاء ب نه " :القدرة على حل املشكالت" ،أو "القدرة على التفكير املجرد"،
أو "القدرة على الفهم والاستيعاب" ،و ساعد هذا النوع من التعريفات على إيصال الصفة
العامة والخصائ البنائية التي تتميز بها الظاهرة التي يهتم بها الباحث إلى آلاخرين ،ويبين
عالقاتها بمفاهيم مشابهة استعملم في بحوث أخرمُ .يالحظ على التعريفات السابقة ،أنها
قامم على مفاهيم أخرم تحتاج هي بدورها إلى تعريفات ،ألن أي يخ ،يمكنه أن يتساءل
عن مع ى "القدرة" ومع ى "املشكالت" ومع ى "التفكير املجرد" وهكذا.
وهناك نقطة أساسية ،وهي أن التعريف الت سيس ي أو البنا ي أو املفهومي ،ليس صحيحا
ّ
وليس خاطئا ،فاملفاهيم رمو تمكن من التواصل ،وقد تكون مفيدة في عملية التواصل هذت
وقد ال تكون ،ربما يتعرض وضوح أو جالء التعريف لالنتقاد ،أو ربما يظهر تساؤل عن مدم
استعماله بشكل متسق ،ولكن ال توجد طريقة النتقاد صحة التعريف املفهومي ،فالتعريف
هو ما وضعه من ّ
عرفه.
والتع ـري ـفـات الت سـيـسـيـة أو املـف ـهوم ـي ـة التي تـع ـي الت ـواصـ ـل بـيـن الـبـاحـث ـي ـن ،تـش ـتـرك في
السمات آلاتية.
1ـ أن يبين التعريف الخصائ الفريدة ملا يتم تعريفه ،بحيث يتضمن كل الحاالت التي
شملها و ستبعد كل الحاالت التي ال شملها.
120
2ـ أال يكون التعريف دائريا ،بمع ى أنه يجب أال يتضمن أي عنصر من الظاهرة أو الش يء
املراد تعريفه ،فمثال تعريف "الذكاء" دائريا ،على أنه " :مجموعة التصرفات التي تتصف
بالذكاء" .أو تعريف "السعادة" دائريا ،على أنها " :املشاعر التي يخ رها ألايخا السعداء".
إن التعريفات من هذا النوع ،قد ال تعي وظيفة التواصل ،وال تبين هوية املفهوم وصفاته.
3ـ أن يصاغ التعريف بمفاهيم واضحة وذات مع ى ومتفق عل ها بين أهل الاختصا .
تعريف الشخصية.
عرل ج .هـ .أيينك ،الشخصية ،ب نها " :املجموع الكلي ألنماط السلوك الفعلية أو
الكامنة لدم الفرد ،ونظرا ألنها تتحدد بالورااة والبيئة ،فإنها تنمو وتتطور من خالل التفاعل
الوظيفي ألربعة قطاعات رئيسية تنتظم ف ها تلك ألانماط السلوكية ،وهي :القطاع املعرفي،
القطاع النزوعي ،القطاع الوجداني ،القطاع البدني".
تمم صياغة هذا التعريف كذلك ،باستعمال وصف لفظي ملظاهر أنماط السلوك في
الشخصية ،كما تم التعرل عل ها من خالل املالحظة ونتائج البحث العلمي املتواتر.
121
تعريف القلق.
إن إحدم التعريفات الت سيسية أو البنائية ،أو الاستداللية للقلق ،تكون كما ي تي
"القلق خ رة وجدانية من الخشية ،وتوقع الشر ،والعجي ،وإلاحباط ،وال يرتبط بموقف أو
بمثير بيئي معين ،بل هو شعور عام طليق ،يمكث مع الفرد في كل املواقف ،وهو خ رة نفسية
شا عة بين الناس ،و عاني منه ألافراد في كل ألاعمار ،ويتميز على املستوم السلوكي باستجابات
التجنب والتحاش ي".
تمم صياغة هذا التعريف كذلك ،باستعمال وصف لفظي ملظاهر القلق ،كما تم
التعرل عل ها من خالل املالحظة ونتائج البحث العلمي املتواتر.
ُيالحظ أن التعريفات السابقة ،تستعمل العديد من ألالفاظ لوصف املفاهيم
الاستداللية املجردة ،ويتم بناء التعريفات الت سيسية أو البنائية ،أو الاستداللية ،من خالل
جمع معلومات بطريقة متواصلة عن املفهوم ،سواء عن طريق املالحظة ،أم عن طريق البحث
العلمي ،من أجل بنائه .وتنبثق هذت التعريفات ،في كثير من ألاحيان ،من نظريات سيكولوجية،
كما هو الحال في تعريف الشخصية ،لدم أيينك ،صاحب نظرية ألابعاد في الشخصية.
وهذت التعريفات اللفظية الاستداللية ،يصعب تناولها علميا ملا تشير إليه في البحوث
امليدانية ،إال بعد صياغتها إجرائيا.
ليسم كل املفاهيم ّ
تعرل ت سيسيا.
تعرل ت سيسيا ،فالباحثون ،قد يواجهون ،عند بطبيعة الحال ،ليسم كل املفاهيم ّ
نقطة معينة من هذت العملية ،بعض املفاهيم التي ال يمكن تعريفها بمفاهيم أخرم ،وتدعى
هذت املفاهيم باملصطلحات ألاولية .Primitive Termsفعلى سبيل املثال ،تعت ر ألالوان
(أبيض ،أسود ،أحمر...إلخ) وألاصوات (بكاء ،صهيل ،مواء...إلخ) والتذوق (حلو ،مر،
حامض...إلخ) ،مصطلحات أولية .لكن هذت املصطلحات ليسم غامضة ،فالعلماء
وألايخا العاديون متفقون على معان ها التي تنقل عادة من خالل أمثلة حسية واضحة
(قلم أحمر ،بكاء طفل ،تفاح حلو) .وقد يرم باحث مثال ،سلوكا من واقع الحياة ،فيعرفه
بالغضب ،وهذا التوضيح ملصطلح الغضب ،قد استعمل كتعريف ظاهري Ostensive
،Definitionبمع ى أن الغضب ،يمثل مجموعة من أنواع السلوك القابل للمالحظة بسهولة،
وفي مثل هذت الحالة ،يمكن أن ستعمل الغضب كمصطلح أولي في صياغة النظرية والبحث.
122
وإضافة إلى املصطلحات ألاولية ،هناك مصطلحات مشتقة ،Derived Termsوهي تلك
التي يمكن تعريفها باستعمال املصطلحات ألاولية ،فإذا كان هناك اتفاق على مصطلحات
أولية ،مثل " :فرد"" ،تفاعل"" ،انتظام" ،يمكن أن نعرل مفهوم "املجموعة" (مصطلح
مشتق) على أنه تفاعل فردين أو أكثر بانتظام .وتعت ر املصطلحات املشتقة أكثر فاعلية في
الاستعمال من املصطلحات ألاولية ،فمن السهل استعمال كلمة "مجموعة" عوضا عن تكرار
املصطلحات ألاولية التي يت لف منها تعريف "املجموعة".
والتعريف الت سيس ي شرح املفهوم ،ويقدم للباحث بعض الفهم للخاصية التي يصفها
املفهوم ،ولكن التعريف الت سيس ي أو املفهومي ،ال يتيح للباحث أن ستدل على وجود املفهوم
بطريقة تجعله قابال للمالحظة ،أاناء قيامه بالبحث امليداني ،وهنا ال بد من القيام بإجراءات
معينة لتحويل املفهوم إلى أحداث قابلة للمالحظة ،وهنا ي تي دور التعريف إلاجرا ي ،الذي
سي تي الحدبث عنه ،بإذن هللا ،في فقرات قادمة.
إلاجرائية.
إلاجرائية في الفيزياء.
إن إلاجرائية في أصلها قضية ظهرت في ميدان الفيزياء ،ونش ت من الصعوبات التي
واجهتها الفيزياء الحديثة في تعريف املفاهيم املجردة ،فقد الحظ بردجمان ،أن الفيزيائيين
عرفون مفهوما فيزيائيا واحدا بعدة تعريفات ت سيسية ،مما يجعل التواصل بينهم ،وهم ّ
أصحاب تخص واحد ،في فهم إجراءات بحوثهم ونتائجها ،غير ممكن ،فرأم أنه للخروج من
هذت املشكلة ،ال بد من إبداع تعريف آخر للمفاهيم الفيزيائية ،يجعل كل الفيزيائيين يتفقون
عليه ،دون ت ويله إلى معاني أخرم .وهدل التعريف املقترح ،أن يجعل املفهوم قابال للمالحظة
املباشرة ،أو من خالل ما يدل عليه ،ف طلق عليه التعريف إلاجرا ي ،ألن الباحث يتعرل على
املفهوم ،فيالحظه مباشرة في ميدان البحث ،من خالل إجراءات معينة يقوم بها لهذا الغرض،
وهي إما إجراء عملية قياس للمفهوم ،أو إجراء تجربة عليه.
وتعت ر النزعـة إلاج ـرائ ـي ـة الـتي تيع ـم ـها بريدج ـمان ،من الات ـجاه ـات الوض ـع ـي ـة الجديـدة في
ميدان الفيزياء ،في ذلك الوقم ،ولعلها من أكثر الاتجاهات الوضعية تطرفا ،ذلك ألنه إذا
كانم النزعة الوضعية ،عموما ،ال تعترل إال بالظواهر ،فإن النزعة إلاجرائية ال تعترل إال
بالظواهر التي تقبل القياس أو التجريب.
123
واملعرفة العلمية في تصورها نسبية وغير يقينية ،وهي تلح على أن تكون مفاهيم العلم
ذات طابع إجرا ي ،بمع ى أنها ال تقدم أية معرفة وال أي يقين عن الواقع إال ما كان منهما
َ
يتوفر على ُمناظر له في التجربة ،وبالتالي فهي مفاهيم تبين طريقة القياس ال ماهية الش يء
الذي يقاس ،وكذلك التعريف إلاجرا ي ،فهو تعريف يبين الطريقة التي يحدد بها الش يء ،أو
عرل بواسطتها على عالقاته بغيرت من ألاشياء املماالة ،ال حقيقته كش يء في ذاته.
وتحم وط ة هذا الجو ،حددت فلسفة العلوم توجهها الحديث ،الذي يتلخ في امتحان
ألاسس التي ستند إل ها العلم كمنظومة عقالنية.
والخط ألاساس ي في علم الطبيعة (الفيزياء) ،وفق بردجمان ،يرجع إلى أنه حدث تسرب،
دون الانتبات إلى ذلك ،لعناصر ميتافيزيقية إلى مسلمات الفكر الطبيهي النيوتوني.
ومن أجل أال يتكرر هذا الخط ،مرة أخرم ،قال بردجمان ،إن توجهه الرئيس ي هو
استئصال املفاهيم املجردة ،من خالل ربطها تماما بمجموعة العمليات أو إلاجراءات الال مة
لقياسها .وجاء في كتابه ،سالف الذكر" ،إن ما نعنيه ب ي مفهوم ال يييد على مجموعة من
إلاجراءات ،وعلى ذلك ،فاملفهوم مرادل ملجموع إلاجراءات املتعلقة به".
124
إن إلاجرائية في التعريف ،تع ي الحر على تعريف املفاهيم بواسطة إلاجراءات الفعلية
للتعرل عل ها ،وليس بواسطة الخصائ ،إن إلاجراءات التي يناظرها املفهوم ،هي التي تعرفه
إجرائيا ،بحيث أن املفهوم ال عرل إال في حدود إجراءات القياس الفعلي ،أو في حدود التجربة
الفعلية ،أما خارج هذت الحدود ،فتبق غير معروفة أو فارغة املع ى.
إن تعريف املفاهيم عن طريق خصائصها هو الخط ،في حين أن الصواب هو تعريفها
عن طريق إلاجراءات الال مة لقياسها أو تفعيلها.
125
3ـ إخضاع الظواهر الاجتماعية وإلانسانية للتجريب.
4ـ إن العلم موضوعي ومتحرر من ألاحكام القيمية.
وترم النزعة الطبيعية في الفلسفة ،أنه ال يوجد م رر للتمييز بين نموذجين للعلم؛
أحده ما للموضوعات الطبيعية ،والثاني للموضوعات إلانسانية والاجتماعية .وأنه ليس
للعلوم إلانسانية والاجتماعية سوم احتذاء العلوم الطبيعية .وتنسب للنزعة الطبيعية
اتجاهات كثيرة ،منها :الوضعية باتجاهاتها املتعددة؛ كالنقدية التجريبية – Empiroi
،Criticismوالنزعة الفيزيائية ،Physicalismوالنزعة إلاجرائية ،Operationismوالسلوكية
.Behaviourism
وفي بداية القرن العشرين ،ظهر تطور في املذهب الوضهي ،تمثل في الوضعية املنطقية
،Logical Positivismوارتبط هذا املذهب بجماعة من الفالسفة عرفوا باسم "حلقة فيينا
،"Vienna Circleومنهم رودولف كارناب ،Carnapفيتجنشتين ،Wittgensteinأير .Ayer
وذهب هذا املذهب إلى تحليل القضايا ليبين أيها تحمل مع ى وأيها تخلو منه ،ام دعا إلى
اقتصار الخطاب الفلسفي على ألامور التي يمكن الكالم عنها بشكل دقيق ،و عكس امل اور
الشهير لفيتجنشتين ( )Wittgenstein, 1921هذا املع ى تماما " :أي ش يء يمكن قوله ،يجب
أن يقال بوضوح ،وما ال يمكن الكالم عنه أو الخوض فيه ،فاألولى السكوت عنه" .واملحك
الرئيس ي للوضعية املنطقية ،هو أن تقبل كل القضايا الفلسفية الاختبار وفق الخ رة الحسية
.Sensory experience
وقدم أير ،من خالل كتابه املعنون بـ " :اللغة ،والحق ،واملنطق" ،الصادر عام ،1936
الخطوط العريضة الرئيسية املبكرة للوضعية املنطقية .يبدأ أير بالقول ،ب ن أي عبارة لغوية
إما أن تكون ذات مع ى أو تكون لغوا ال قيمة له ،ولكي يكون للعبارة مع ى ،يجب أن تكون
هذت العبارة قابلة المتحان صدقها أو يفها ،ومن ام فإن مبدأ التحقيق أو امتحان الصدق،
مبدأ أساس ي في هذا الصدد ،ولكي يمكن امتحان صدق أي عبارة أو قضية ،ال بد من أن
تنطوي على إلاحالة إلى خ رة حسية ،فا حالة إلى الخ رة الحسية ،هو جوهر املع ى ،وما يصدق
على العبارات أو القضايا ،يصدق كذلك بالنسبة لألسئلة ،فالسؤال الذي ال يحيل إلى خ رة
حسية ،يكون فاقد املع ى وال قيمة له.
وه ـن ـاك ع ـال ـم الاج ـت ـم ـاع الف ـرن ـس ـي ،إم ـي ـل دورك ـاي ـم ،وه ـو ك ـذل ـك ،م ـن رواد الـف ـل ـس ـف ـة
الوضعية فـي العلم ،الذي قال فـي كتابه :قواعد املنهج في علم الاجتماع ،الصادر عام 1895
" :إن الظواهر الاجتماعية أشياء" ،وينبغي أن تدرس على أنها أشياء .وال ع ي هذا أن الوقا ع
126
تعرل من الداخل ،بينما ّ
عرل الش يء الاجتماعية أشياء مادية ،فالش يء تقابله الفكرة التي ّ
من الخارج .ووفقا لهذت الطرح ،يمكن القول ،بكل بساطة ،أن التعريف الت سيس ي ،هو
تعريف املفهوم من الداخل ،والتعريف إلاجرا ي هو تعريف املفهوم من الخارج .فمثالّ ،
عرل
دافع الجوع من الداخل (ت سيسيا) ،على أنه :طاقة داخلية ّ
تحرض الكائن للقيام بسلوك
للحصول على الطعام شباعه .أما تعريفه من الخارج (إجرائيا) ،فهو :الدرجة التي يحصل
عل ها املفحو على مقياس يقيس دافع الجوع ،أو هو :سلوك الفرد وهو يبحث عن الطعام،
أو هو مرور أكثر من أربع ساعات على تناول الفرد آخر وجبة طعام.
127
(التشخي ) العيادي وايق الصلة بالسلوك القابل للمشاهدة ،حتى يمكن تجنب
الاستدالالت التي ينتهي إل ها املعالج عندما يقرر مثال ،أن الحالة لديه يخصية هستيرية.
128
التدريجي للمحاوالت الخاطئة وانعدامها في النهاية تماما ،في سهي القط إلى حل املشكلة
(اورندايك) ،أو نقر الحمامة على القر ذي اللون ألاخضر بدال من النقر على القر ذي
اللون ألاحمر (سكينر).
وهذت ألاعمال ،كما نالحظ ،تتضمن إلاجرائية في جوهرها ،بالرغم من أن أصحابها لم
ينطقوا بها صرحة.
في السلوكية.
وفي مجال "إلاشراط إلاجرا ي" ،الذي تقوم عليه نظرية التعلم لصاحبها السيكولوجي
ألامريكي ،ب .ل .سكنر ،B. F. Skinnerهناك "إشراط" وهناك "إجراء" ،أي لكي يحدث
إشراط بين عنصرين تجريبيين (استجابة وتعييي) ،ال بد من القيام بإجراء معين .لقد كان
سكينر ،يدخل حمامة جا عة إلى قف للطيور ،ويتركها تصدر (تجري /إجراء) استجابات
معينة ،كاملش ي والرفرفة والنقر والالتفات ،ويالحظها وهي تقوم بذلك ،ام يختار استجابة
واحدة من هذت ويقدم عل ها تعيييا (طعاما؛ حبات القمح أو الذرة أو الشعير) للحمامة .في
هذت التجربة ،حدث إجراء (سلوك يالحظ مباشرة) قامم به الحمامة ،فقدم املجرب تعيييا
لهذا السلوك ،فحدث إشراط أو ارتباط شرطي بين سلوك الحمامة (إجراء) وتقديم الطعام
(تعييي) ،أي أن حصول الحمامة على الطعام (تعييي) ،وهي جا عة ،مشروط بإجرائها لسلوك
معين يريدت املجرب ،فتمم تسميته بـ " :إلاشراط إلاجرا ي ."Operational Conditioning
129
املرحلة الحسية الحركية ،ومدتها سنتان :
وف ها ستجيب ألاطفال معرفيا لألشياء التي يتعرفون عل ها حسيا؛ أي شاهدونها أو
سمعونها أو يلمسونها ...إلخ.
130
ينق منها ش يء (ابات الكمية) ،حيث أن الطول تم تعويضه في الاتساع (الاحتفاظ بالكم
أو الحجم).
131
و سبق وضع تعريف إجرا ي ،استعمال أداة القياس أو إجراء تجربة ،ألن هذا سهل
عملية الصياغة إلاجرائية ،فيتم تعريف املفهوم بطريقة تمكن من قياسه بسهولة.
القياس أو التجريب. التعريف إلاجرا ي املفهوم الاستداللي
ويختار الباحث تنفيذ التعريف إلاجرا ي للمفهوم الاستداللي بناء على طبيعة املفهوم ،إذا
كان يقاس فقط ،أو يمكن إخضاعه للتجريب ،وبناء كذلك على املوارد وإلامكانات املتاحة له
للقياس أو للتجريب.
ويختار الباحثون من مجموعة متنوعة من التعريفات إلاجرائية املمكنة ،تلك التي تمثل
بطريقة أحسن أسلوبهم في التعامل مع املفهوم املجرد ميدانيا.
132
املجردة ميدانيا ،أي في ميدان البحث ،وهنا تكمن واحدة من ّ يتعامل الباحث مع املفاهيم
جوانب قوته.
وت ـساه ـم الت ـع ـري ـفات إلاج ـرائ ـي ـة فـي تـوج ـي ـه الباح ـث ـين إلى الاس ـت ـم ـرار في منـهج الاستقصاء
الذي يتعذر القيام به في مستوم املفاهيم الت سيسية املجردة .فالتعريف إلاجرا ي الذي
ستند إلى القياس ،يتيح للباحث الاستمرار في عملية القياس ليحيط علما بجوانب كثيرة
للمفهوم محل البحث ،وكذلك التعريف إلاجرا ي املستند إلى التجريب ،يتيح للباحث التكرار
في التجريب ،ليتعرل على خصائ املفهوم محل البحث ،وكذلك التعريف إلاجرا ي املستند
إلى أساليب أخرم كيميائية وغيرها ،يتيح للباحث تتبع تطور الظواهر محل البحث في حاالتها
املختلفة.
ويضمن التعريف إلاجرا ي املوضوعية ،أي عدم تدخل ميول وأهواء الباحث في البحث،
ألن تحديد إلاجراءات الال مة حداث املفهوم ،وتحديد الوسائل الال مة لقياسه ،تكون محل
اتفاق علمي بين الباحثين املختصين في ميدان ذلك العلم.
133
8ـ وعندما يتم تعريف املفهوم إجرائيا ،يصير قابال للمالحظة من خالل ما يدل عليه،
عندئذ سهل التعامل معه في ميدان البحث ،سواء كميا أم كيفيا.
والتعريف إلاجرا ي ،وفق هذت الخصائ ،عت ر مهما جدا ،إذ عطي املفاهيم املجردة
معاني محددة متفقا عل ها ،فدافع الجوع مفهوم مجرد ،ويمكن تعريفه إجرائيا بعدد
الساعات التي حرم ف ها إلانسان أو الحيوان من تناول الطعام ،و عت ر هذا التعريف إجرائيا،
ألنه حدد إلاجراءات التي أمكن إتباعها حداث دافع الجوع ،وهذت إلاجراءات ينبغي الاتفاق
عل ها بين الباحثين.
134
بإجراءات معينة إ اء مفهوم "الدافع" ،لجعله قابال للمالحظة ،ويمكن التعامل معه ،مباشرة،
في ميدان البحث.
وبلغة إلاجرائية التي وضعها بردجمان ،فإن " :الدافع ،ال يتضمن شيئا سوم إلاجراءات
ّ
تحصل التي يتحدد الدافع من خاللها" ،أو بلغة أخرم ،إن " :الدافع ،ما هو إال الدرجات التي
عل ها املفحو الذي أدم على اختبار يقيس الدافع" .أو الدافع هو :السلوك الذي قام به
الفرد في التجربة.
فالباحث النفس ي ،يتعرل على الدافع من خالل ش يء يالحظه في الواقع ،وهو درجة الفرد
أو درجات ألافراد ،أو السلوك أاناء تجربة.
إذن ،تصاغ التعريفات إلاجرائية ،في علم النفس ،ب سلوب القياس ،وب سلوب التجريب،
وتصاغ كذلك ب ساليب أخرم؛ كالتحاليل الطبية /الكيميائية والقياسات الفيزيائية
وامليكانيكية وغيرها.
فالتعريف إلاجرا ي ب سلوب القياس ،شير إلى إلاجراءات التي يقوم بها الباحثون لقياس
مفهوم ،فمثال ،عرل الذكاء إجرائيا ب نه " :الدرجة التي يحصل عل ها املفحو على اختبار
ستانفورد ـ بي ي للذكاء املقنن لسنه ،بحيث شير ارتفاع الدرجة إلى ارتفاع ذكائه ،وانخفاض
الدرجة إلى انخفاض ذكائه".
و عرل إلابداع إجرائيا ب نه " :الدرجة التي يحصل عل ها املفحو على اختبار تورانس
للتفكير إلابداعي ،و شير ارتفاع الدرجة إلى ارتفاع قدرته على الابداع".
و عرل قلق السمة إجرائيا ب نه " :الدرجة على استبيان سبيل رج وآخرون لقياس قلق
السمة ،و ع ي ارتفاع الدرجة على الاستبيان ،ارتفاع مشاعر القلق ،و ع ي انخفاضها،
انخفاض مشاعر القلق".
أما التعريف إلاجـرا ي ب سـلوب التجريب ،فيع ي إلاجراءات التي يتخذها الباحث حداث
ظرول تجريبية معينة للتعرل على املفهوم ،فالتعريف إلاجرا ي ،ب سلوب التجريب للحباط،
تعوق الفرد عن الوصول إلى هدفه". شير إلى " :ألاحداث التي ّ
و عرل إلاحباط ،إجرائيا كذلك ،ب نه " :الاستجابات اللفظية للفرد بعد تعرضه للعاقة
عن الوصول إلى هدفه".
و شير التعريف إلاجرا ي ب سلوب التجريب للتنافر املعرفي إلى " :إليام املفحوصين
بالتصريح بمعلومات علنية مخالفة ملعتقداتهم الخاصة".
135
أما التعريف إلاجرا ي ب سلوب التحاليل الطبية والكميائية والفيزيائية ،فهي إجراءات
التحاليل الطبية للتعرل على الاكتئاب ،أو مدم قوة أو ضغف جها املناعة وغيرها.
والتعريفات إلاجرائية الفيزيائية وامليكانيكية كقياس الضغط العضلي وألاو ان وألاحجام
وغيرها.
وفيما يلي توضيح لحدود التعريف إلاجرا ي للمفاهيم النفسية.
136
لوظيفته ،وهكذا .وهنا تجد الظواهر النفسية مكانا لها في العلم ،فالسيكولوجيون يالحظون
الظواهر النفسية ويتعرفون عل ها من خالل إجراءات القياس والتجريب التي يجرونها على ما
شير إل ها ويدل عل ها وهو السلوك.
وه ـناك ع ـالق ـة متـيـنـة ودائـم ـة ب ـي ـن الع ـل ـم وال ـب ـح ـث الع ـل ـم ـي ،وت ـوج ـد أن ـواع م ـن الب ـح ـث
العلمي وأساليبه؛ كالبحث ألاساس ي ،والبحث التطبيقي ،والبحث املقارن ،والبحث النوعي،
والبحث امليداني والبحث غير امليداني وغيرها.
إن البحث امليداني قد يكون أساسيا ،وقد يكون تطبيقيا ،وتكون الظواهر موضوع
البحث حسية أو مجردة ،فإذا كانم الظواهر حسية ،فإنها تظهر بعينها ،وتبحث بطريقة
مباشرة في إج راءات البحث امليداني ،أما إذا كانم مجردة ،فإن الباحث ال ستطيع التعامل
معها مباشرة في ميدان البحث ،أو من خالل ما شير إل ها ،وهنا يتساءل ،ما هو إلاجراء الذي
ينبغي القيام به لجعل الظاهرة املجردة ،أو املفهوم املجرد موجودا في ميدان البحث ،ويمكن
التعامل معه على أنه موجود حقيقة .إذن ،فالعبارة التي يقولها الباحث بالصيغة السابقة،
وهي " :ما هو إلاجراء الذي ينبغي القيام به ،".............هي التي صيغ منها التعريف إلاجرا ي.
فالتعريف إلاجرا ي للمفاهيم املجردة في البحث امليداني ،يقول به الباحث ،عند قيامه بإجراء
معين ،يجعل من خالله املفهوم املجرد مفهوما يالحظ في ميدان البحث كميا أو كيفيا ،وتم
تحديد هذا إلاجراء في أسلوبين هما 1 :ـ القياس 2 .ـ التجريب.
تحصل عل ها الفرد على مقياس ّ عرل العدوان ،ب نه " :الدرجة التي ـ بالنسبة للقياسّ ،
يقيس السلوك العدواني".
ـ أم ا بالنسبة للتجريب ،فإن الباحث يصمم موقفا تجريبيا ،يجعل فيه أحد ألافراد
متحمسا جدا لبلوغ هدل هام كان سهى إليه ،وفي لحظة حاسمة يحرمه من ذلك ،فإذا
عرل العدوان صدر من هذا الفرد سلوك عدواني ،بسبب ذلك إلاحباط الذي تعرض لهّ ،
ب نه " :الشتم والضرب والتحطيم لألشياء الذي صدر من املجرب عليه بعد تعرضه للحباط"
(الحرمان من بلوغ الهدل) .والعالقة بين إلاحباط والعدوان تناولتها أقدم النظريات التي
حاولم تفسير السلوك العدواني (نظرية :إلاحباط /العدوان) ،وقال بها السيكولوجيان
ألامريكيان؛ نيل ميلر ،جون دوالرد ،Neal Miller & John Dollardفي الخمسينات من القرن
العشرين.
137
والنتيجة التي يتم التوصل إل ها ،هي أن التعريف إلاجرا ي ستعمله الباحث ،فقط،
عندما )1 :يكون البحث ميدانيا )2 ،ويكون املفهوم مجردا ،واملقصود هنا مفاهيم البحث،
وليس املفاهيم التي توصف بها العينات (خصائ العينات).
مفاهيم تعرل إجرائيا خط .
ولك ـن ال ـذي ي ـالح ـظ فـي الب ـح ـوث الن ـف ـس ـي ـة التي تـن ـجـي في الجامعات ،سواء على مستوم
بحوث الحصول على شهادات علمية ،أم بحوث الترقية ،أن هناك فوض ى في تعريف مفاهيم
البحث إجرائيا ،فهناك أخطاء كثيرة ترتكب من قبل الباحثين في صياغة هذت التعريفات،
فيقومون بصياغة تعريفات إجرائية للمفاهيم سيئة وخاطئة ،تفقد دورها في البحث؛
فيعرفون املفاهيم ت سيسيا ويقولون عنها أنها إجرائية ،و عرفون أي مفهوم تعريفا إجرائيا،
وفي أحيان كثيرة ،عرفون مفهوما متعلقا بخصائ العينة ،ويقولون أنه تعريف إجرا ي.
عرل الباحث وهكذا يملؤون بحوثهم بهذت التعريفات ،التي تكون في معظمها خاطئة ،وإذا لم ّ
متغيرات البحث بطريقة صحيحة ،سواء ت سيسيا أم إجرائيا ،ستترتب عن ذلك أخطاء
فادحة كثيرة ،من أهمها وأخطرها موضوع البحث ،الذي يصير غير واضح ،عندما يكون
تعريف املفهوم غير دقيق ،ألن كل جوانب البحث ألاخرم ،تصير ،بعد ذلك ،غير صحيحة،
ويكون جهد الباحث كله ال قيمة له.
وبعد هذا ،با مكان الحكم على املفاهيم التالية ب ن تعريفها إجرائيا غير صحيح ،رغم
عرفونها ،عن جهل ،إجرائيا :التلميذ ،الطالب الجامهي ،الطفل أن الكثير من الباحثين ّ
التوحدي ،الطفل العدواني ،الطفل املتبول الإراديا ،الكتاب املدرس ي ،ألاستاذ الجامهي، ّ
الطفل املعتدم عليه جنسيا ...وغيرها ،ألن هذت املفاهيم؛ أوال :تتعلق بعينات البحث وليس
بمفاهيم البحث ،واانيا :هي موجودة بعينها وتدرك حسيا في ميدان البحث ،واالثا :لم يقم
الباحث ب ي إجراء ،في القياس أو في التجريب ،ليجعلها موجودة ومتحقق منها واقعيا في
عرفها ،لكن ال سم ها تعريفات إجرائية. ميدان البحث .ويمكن للباحث أن ّ
والطريقة السليمة ،هي :أن يكون التعريف للعينات في املكان ،من تقرير البحث ،الخا
بالحديث عن العينات وخصائصها ،وال يدرج لها بعد ذلك أي نوع من التعريفات في أي مكان
آخر من تقرير البحث.
138
هناك قضيتان.
هناك قضيتان مهمتان ت ر ان عند انتقال الباحثين من املستوم املفهومي إلى املستوم
إلاجرا ي في التعريف.
القضية ألاولى :مشكلة التوافق بين التعريفين الت سيس ي وإلاجرا ي.
إذا تم تعريف الذكاء ت سيسيا على أنه " :القدرة على حل املشكالت" .وتم تعريفه إجرائيا
ب نه "الدرجة التي يحصل عل ها املفحو على اختبار يقيس الذكاء" .فما هي درجة التوافق
تحصل عل ها املفحو على اختبار الذكاء املستعمل ،تمثل ّ بين التعريفين ؟ هل الدرجة التي
يقيم العلماء درجة التوافق بين التعريف الت سيس يالذكاء كما تم تعريفه ت سيسيا ؟ هنا ّ
والتعريف إلاجرا ي من خالل اختبارات الصدق ،Tests of validityوخاصة الصدق البنا ي،
ألن الباحث هنا يحر على أن غطي الاختبار ببنودت جميع عناصر املفهوم (أو عينة ممثلة
منها) كما جاء به التعريف الت سيس ي.
139
إلاجرائية ،يجب أال ستعمل املفهوم الذي يصعب تعريفه إجرائيا في البحث العلمي ،ألنه غير
قبل للتحقق من وجودت حقيقة ،وأدت هذت الصرامة إلى فصل العلم عن امليتافيزيقا ،ولكن
هذا الالتزام املتطرل بالتعريف إلاجرا ي للمفاهيم ،صار مشكلة حقيقية ،وهنا ال ّ
يقيم العلماء
املفاهيم من ناحية قابليتها للمالحظة املباشرة ،بل من ناحية معناها النظري ،بمع ى أن بعض
املفاهيم تكون ذات مع ى ضمن سياقها النظري فقط ،فاملفاهيم آلاتية "عقدة أوديب"
"الالشعور" "التثبيم" ،لها مع ى واضح في نظرية التحليل النفس ي ،ومفهوم "ألانا" له مع ى
كذلك في النظريات السيكولوجية ،إذن ،ال عد التعريف إلاجرا ي ألاساس الوحيد واملعياري
للمفاهيم العلمية ،فالسياق النظري ،كذلك ،معيار آخر ال غ ى عنه ،وال بد من التوا ي
والتوافق بين تشكيل املفهوم وتشكيل النظرية في القضايا العلمية ،وهكذا ،ال ّ
تقيم املفاهيم
وفق مرجعيتها التجريبية والقياسية ،وإنما وفق مرجعيتها النظرية كذلك ،وبعبارة أخرم،
تحقق املفاهيم معناها التجريبي من خالل التعريفات إلاجرائية ،وتحقق معناها النظري ضمن
سياق النظرية التي توظف هذت املفاهيم.
140
والصياغة إلاجرائية ليسم بالعملية البسيطة أو املغلقة ،فاملالحظ على ألامثلة الثالث
للتعريفات السابقة ،وجود طرق عدة ومتنوعة لصياغة تعريفات إجرائية ،و عتمد استعمال
طريقة منها أو أكثر على أسئلة البحث ،وإلاطار النظري (طبيعة املفهوم) ،واملوارد أو ألادوات
املتوفرة للباحث.
141
املدرس ي ؟ وك يف يمكن التعرل عليه في ميدان البحث ؟ وكيف يمكن تعريفه إجرائيا ؟ هل
عن طريق القياس ،أو عن طريق التجريب ؟
البحث هو " :العالقة بين التربية ألاسرية وسلوك ألابناء".
أسئلة البحث هي :ما التربية ألاسرية ؟ وكيف يمكن التعرل عل ها في ميدان البحث ؟
وكيف يمكن تعريفها إجرائيا ؟ هل عن طريق القياس ،أو عن طريق التجريب ؟ وما سلوك
ألاب ـناء ؟ وكيف يمكن الت ـع ـرل عليه فـي م ـي ـدان البحث ؟ وكيف يمكن تعريـفـه إجرائيا ؟ هل
عن طريق القياس ،أو عن طريق التجريب ؟
إن إلاجابات الصحيحة عن ألاسئلة السابقة ،من خالل التعريفات إلاجرائية للمفاهيم،
هي التي تضع البحث النفس ي امليداني في الطريق الصحيح.
أمثلة :
"التفوق الدراس ي هو الحصول على معدل عام سنوي ساوي 20 /16ف كثر" .وهنا
سحب الباحث أفراد العينة من الطالب الذين حصلوا على املعدل املذكور في التعريف
إلاجرا ي.
"البطالة هي عدم مياولة الفرد ،ملدة ستة شهور ف كثر ،ألي عمل يدر عليه دخال اابتا".
وهنا سحب الباحث أفراد العينة من البطالين كما ورد ذكرهم في التعريف إلاجرا ي وال
يتخطاهم إلى غيرهم.
"الشعور املرتفع بالسعادة ،هو الحصول على درجة خام على مقياس السعادة تفوق
املتوسط الحسابي للمجموعة بانحرافين معياريين موجبين" .وهنا سحب الباحث أفراد
العينة من السعداء كما ورد ذكرهم في التعريف إلاجرا ي وال يتخطاهم إلى غيرهم.
142
يكون املفهوم متطابقا تماما مع إجراءات قياسه ،إال أنه في أحيان كثيرة ال يمكن إلاحاطة
التامة بالعديد من املفاهيم بواسطة أساليب القياس أو التجريب املتوفرة حاليا.
اانيا :املتغيرات
يطلق الباحثون لفظ متغيرات Variablesعلى كل صفات الكائن البشري الجسمية التي
تميزت من حيث البناء العام للجسم والطول واللون وغيرها ،والفيزيولوجية املتعلقة بوظائف
ألاعضاء ،كالتنفس والهضم والسمع والبصر والحركات الجسمية املختلفة وغيرها ،وتندرج
ضمن لفظ متغيرات حاالت إيقاعية معينة مثل الجوع والعطش والتعب ،وحاالت الصحة
واملرض وغيرها ،كما شمل لفظ متغيرات ،الخصائ الشخصية على مدم تاريخ حياة
الفرد ،كالقدرات العقلية ،والسمات املياجية ،والاستعدادات والدوافع والحاجات
والانفعاالت وامليول والقيم والاتجاهات وغيرها.
و شير لفظ متغير إلى أي ش يء يتغير ،بحيث ي خذ أكثر من قيمة عند قياسه ،أي التعبير
عنه بصورة رقمية كمية .سواء في هذا وحدات اليمن أو املكان أو السرعة أو القوة أو عدد
املحاوالت ،أو الكلمات ،أو درجة إلاضاءة ،أو درجة الت ييد أو املعارضة ،أو قدرة عقلية ،أو
تحصيل دراس ي ،أو سمة من سمات الشخصية وغيرها .وبعبارة أخرم ،فإن التحصيل
الدراس ي متغير ،ألن املتعلمين يحصلون في الامتحانات على درجات متنوعة ومختلفة (متغير)
وال يحصلون على درجة واحدة اابتة .كما أن أعمارهم مختلفة (متغير) .ومستويات ذكائهم
مختلفة (متغير) .ودوافعهم نحو الدراسة متباينة (متغير) .وأطوالهم مختلفة (متغير) وهكذا.
143
على الكائن الحي أاناء التجربة .وقد يتناوله املجرب بالتغيير ،يادة أو نقصا ،لكي عرل أارت.
ويوصف ب نه مستقل ،ألنه مستقل عن خصائ املجرب عل هم ،ومتحرر من ت اير متغيرات
أخرم عليه ،بل هو الذي يحدث الت اير خالل املوقف التجريبي.
ويطلق عليه في املنهج التجريبي املستغير املستقل الفعال والنشط ،ألن الباحث ّ
يفعله
ّ
وينشطه حين عرضه على ألافراد .و ستعمل املتغير املستقل كذلك ،في املنهج العلي /املقارن.
ويدعى املتغير املستقل املنسوب .ألنه موجود قبل إجراء البحث ،وتنسب إليه نتيجة البحث.
ويطلق لفظ متغير تابع Dependent Variableعلى ذلك الجيء من املوقف التجريبي
الذي يالحظ الباحث درجة ت ارت باملتغير املستقل .ويمثل النتائج الناجمة عن املتغير املستقل،
أي تلك النتائج الناجمة عن املتغيرات املفروضة على الكائن موضع التجربة .وبعبارة أخرم،
يتم التعرل على املتغير التابع من خالل القياسات التي تجرم الستجابات الكائن املجرب
عليه ،حين تعرضه ملتغير مستقل .مثل التغيرات الفيزيولوجية املتمثلة في نبضات القلب أو
ضغط الدم .والاستجابات العقلية مثل :القدرة على التركيز وغيرت .والتغيرات املياجية،
كالقلق والخول وارتفاع الدافعية .وتعت ر التغيرات التي تالحظ على املتغير التابع ،ب نها النتائج
ألاساسية للتجربة.
ويطلق لفظ متغير معدل Moderator Variableعلى املتغير الذي يمكن أن غير في ألاار
الذي يحداه املتغير املستقل في املتغير التابع ،إذا اعت رت املجرب متغيرا مستقال اانويا إلى
جانب املتغير املستقل ألاساس ي في التجربة .ويقع تحم سيطرة الباحث ،وهو الذي يقرر فيما
إذا كان من الضروري إدراجه في التجربة أم ال.
ومثال ذلك :إذا اعت رنا عدد الساعات التي تمر بعد آخر وجبة غذائية عادية تناولها
قل عدد الساعات ّ
قل الفرد ،متغيرا مستقال .واعت رنا الشعور بالجوع متغيرا تابعا .أي كلما ّ
الشعور بالجوع ،وكلما اد عدد الساعات اد الشعور بالجوع .ويمكن اتخاذ العمر اليم ي
متغيرا معدال .فتكون عينة التجربة من ألاطفال ومن الكبار .فيتوصل الباحث إلى أن متغير
العمر ،يجعل نتيجة التجربة تختلف من عينة الصغار إلى عينة الكبار .بمع ى أنه عندما
أدخل متغير العمر في التجربة ،تغيرت النتيجة .فعدد الساعات التي عرفنا بها الشعور بالجوع،
ليس هو نفسه لدم العينتين.
ويطلق لفظ متغير مضبوط Controled Variableعلى املتغير الذي يحاول املجرب إلغاء
أارت في التجربة ،ويقع تحم سيطرته ،ويرم أن ضبطه سول يقلل من مصادر الخط في
التجربة.
144
ويطلق لفظ متغير دخيل Extraneous Variableعلى بعض جوانب املوقف التجريبي
التي تؤار في املتغير التابع ،دون أن يتمكن الباحث من التحكم ف ها .لكنه يحاول ضبطها حتى
ال يختلط أارها ب ار املتغير املستقل على املتغير التابع.
145
مسن .ومنطقة السكن :تلي /هضابي /صحراوي .والحالة الاجتماعية :أعيب /متزوج /مطلق/
أرمل.
146
مراجع الفصل الرابع
1ـ أحمد عطية أحمد ( .)2003مناهج البحث في التربية وعلم النفس ـ رؤية نقدية .الطبعة
الثانية .القاهرة ،الدار املصرية اللبنانية.59 : .
2ـ أحمد محمد عبد الخالق ( .)1987ألابعاد ألاساسية للشخصية .الطبعة الرابعة.
إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.47 : .
3ـ إ .م .كولي ( .)1992املدخل إلى علم النفس املرض ي الاكلينيكي .ترجمة :عبد الغفار عبد
الحكيم الدماطي ،ماجدة حامد حماد ،حسن علي حسن .مراجعة :أحمد محمد عبد الخالق.
إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.212 : .
4ـ بوب ماتيو ،ليز روس ( .)2016الدليل العملي ملناهج البحث في العلوم الاجتماعية .ترجمة
: وتقديم وتعليق :محمد الجوهري .الطبعة ألاولى .القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
153ـ .166
5ـ جودت شاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم السلوكية .القاهرة ،مكتبة ألانجلو
247 :ـ .250 ملصرية.
6ـ حسين عبد الفتاح ( .)2005عناصر محاضرات مادة البحث العلمي في التربية وعلم النفس.
12 :ـ .14 قسم علم النفس ـ جامعة أم القرم بمكة املكرمة.
7ـ دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أسغار را افيه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .مراجعة :عادل عبد الكريم ياسين .العين ،إلامارات العربية املتحدة،
دار الكتاب العربي 31 : .ـ .33
8ـ شافا فرانكفورت ـ ناشميا ،دافيد ناشميا ( .)2004طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.
39 :ـ .48 ترجمة :ليلى الطويل .الطبعة ألاولى .دمشق ـ سوريا ،بترا للنشر والتو ع.
9ـ صالح قنصوت ( .)1984املوضوعية في العلوم إلانسانية :عرض نقدي ملناهج البحث.
الطبعة الثانية .بيروت ـ لبنان ،دار التنوير للطباعة والنشر.81 : .
.10عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
336 :ـ .337 مكتبة غريب.
.11فرانك ت .سيفرين ( .)1978علم النفس إلانساني .ترجمة :طلعم منصور ،عادل عي
301 :ـ .307 الدين ،فيوال الببالوي .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.12كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت ( .)1999مناهج البحث في علم النفس
147
الاكلينيكي وإلارشادي .ترجمة :محمد نجيب الصبوة ،ميرفم أحمد شوقي ،عا شة السيد
93 :ـ .98 رشدي .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.13لندا ل .دافيدول ( .) 1983مدخل علم النفس .الطبعة الثانية .ترجمة :سيد الطواب
وآخرون .مراجعة :فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر 60 : .ـ .66
14ـ مادلين غراويتز ( .)1993مناهج العلوم الاجتماعية .الكتاب الثاني ـ منطق البحث في
العلوم الاجتماعية .ترجمة :سام عمار .مراجعة :فاطمة الجيوش ي .الطبعة ألاولى .دمشق،
53 :ـ .59 املركي العربي للتعريب والترجمة والت ليف والنشر.
.15محمد الطيب ،حسين الدري ي ،شبل بدران ،حسن البيالوي ،كمال نجيب ( .)2005مناهج
100 :ـ .103 البحث في العلوم التربوية والنفسية .إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.
.16محمد عابد الجابري ( .)2002مدخل إلى فلسفة العلوم ـ العقالنية املعاصرة وتطور الفكر
441 :ـ .443 العلمي .الطبعة الخامسة .بيروت ـ لبنان ،مركي دراسات الوحدة العربية.
.17محمد عماد الدين إسماعيل ( .)1970املنهج العلمي وتفسير السلوك .الطبعة الثانية.
القاهرة ،مكتبة النهضة املصرية.203 : .
18ـ محمد محمد أمييان ( .)1992منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية واملعيارية .الطبعة
.55 ،53 ،51 : الثانية .الرياض ،الدار العاملية للكتاب املدرس ي.
.19محمد محمود الكبيس ي ( .)2009فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي .بغداد ،بيم
الحكمة العراقي.69 : .
.20مصطف سويف ( .)2000علم النفس :فلسفته وحاضرت ومستقبله ككيان اجتماعي.
31 :ـ .44 الطبعة ألاولى .القاهرة ،الدار املصرية اللبنانية.
148
الفصل الخامس
موضوع البحث ومنظومته العلمية في البحث النفس ي
مقدمة.
أوال :اختيار موضوع البحث.
اانيا :العوامل املؤارة في اختيار موضوع البحث.
االثا :مصادر اختيار موضوع البحث.
رابعا :عنوان البحث.
خامسا :مقدمة البحث.
سادسا :املنظومة العلمية للبحث (إلاطار النظري).
)1النظريات واملفاهيم.
)2الدراسات السابقة.
)3فوائد الدراسات السابقة.
سابعا :أهمية مراجعة املنظومة العلمية ذات العالقة بمشكلة
البحث.
اامنا :إعداد خطة البحث.
املراجع
149
150
مقدمة.
عندما يريد باحث إنجا بحث في موضوع اختارت ،ال بد أن يبذل جهدا لبحثه بكفاءة،
وفقا للفائدة النظرية والعملية التي سول تج ى منه ،ووفقا كذلك مكانات الباحث وقدراته.
ويمثل اختيار املوضوع وتقويم قابليته للنجا ،خطوة هامة من املسار في البحث العلمي.
وبمجرد اختيار موضوع البحث ،ت تي املرحلة الثانية وهي التنقيب بالقراءة والاطالع في
ألادبيات العلمية املتصلة به؛ من مفاهيم ونظريات ونتائج الدراسات السابقة .وفي املرحلة
الثالثة يتم تحديد املشكلة التي ينبغي أن تستنبط من أدبيات املوضوع ،وهي عبارة عن سؤال
ّ
ومحير يتطلب الحل من خالل إجراء البحث. غامض
151
الحقيقي للبحث .ألن اختيار موضوع البحث أو مجاله ،شير فقط إلى أن هناك موضوعا أو
ميدانا للبحث.
ومن خالل هذا املثال ،يتبين أن اختيار موضوع البحث أو مجاله ،يتم قبل صياغة عنوانه
وتحديد مشكلته .أما عنوان البحث فينبغي أن يتضمن املتغيرات ألاساسية في البحث
صراحة ،ويتضمن املنهج والعينة.
واختيار موضوع البحث ،عت ر مرحلة هامة بالنسبة للباحث .ويترتب عليه الانتقال إلى
عمليات أخرم ،تتعلق باختيار العينة وألادوات وغيرت .والباحث صاحب الخ رة ،ال يجد
صعوبة في اختيار موضوع بحثه .فهو يرم ،بحكم خ رته الواسعة بميدان تخصصه ،كثيرا من
املوضوعات التي يمكن البحث ف ها ،وعليه أن يختار منها ما يرات جديرا بالبحث ،أو يتصل
باهتمامه وحبه لالستطالع.
أما الباحث املبتدئ ،فاألمرعندت مختلف ،ألنه بحكم خ رته املحدودة بميدان تخصصه،
يجد صعوبة في اختيار موضوع مناسب للبحث .فقد يفكر في بعض الظواهر وألاحداث
السلوكية التي يالحظها ،أو من خالل قراءاته ،فتثير انتباهه ،ولكنه يجد صعوبة في بلورتها
إلى مشكلة بحثية واضحة .وقد يلفم انتباهه موضوع أخر فيرات جديرا بالبحث ،ويتحمس
له ،ولكن بعد استشارة أهل الخ رة كاألستاذ املشرل مثال ،يجد أن هذا املوضوع غير قابل
للبحث العلمي ،لعدم توفر منظومة علمية تمكنه من دراسته ،أو ألنه ال يقدم إضافة علمية
ملا هو قائم ،أو يتميز بالصعوبة التي ليس بإمكان الباحث التغلي عل ها .وقد يهتدي إلى
موضوعات آخرم ،ولكنه ال ستطيع اختيار موضوع منها صالح للبحث .وهنا تكون استشارة
الباحثين ذوي الخ رة الطويلة في ممارسة البحث ضرورية ،ملساعدة الباحث املبتدئ على
الخروج من الدوامة التي يجد نفسه ف ها .وخاصة ألاستاذ الذي تم الاتفاق معه على أن
شرل على البحث .إضافة إلى أساتذة باحثين آخرين ممن عتقد الباحث أنهم سيفيدونه
ويوجهونه توج ها سليما .ومن الصعوبات التي تعترض الباحث املبتدئ ،وإلارشادات التي
يتلقاها من ذوي الخ رة في البحث العلمي ،يتعلم أن ليس كل موضوع يفكر فيه وينشغل به،
يمكن بحثه .ألنه إما أن تكون هناك عوائق نظرية ،أو ميدانية ،أو يتعدم مستوم كفاءته .أو
أنه موضوع ليس ذا أهمية بالنسبة ملسار العلم ،وال يضيف شيئا للمعرفة القائمة ،أو ألن
بحثه ال ساهم في حل مشكلة محددة من مشكالت املجتمع.
ومن أشهر الصعوبات التي يتعرض لها الباحث املبتدئ ،ما يتعلق باتساع أو ضيق
موضوع بحثه .بالنسبة التساع املوضوع ،كثيرا ما يتحمس الباحثون املبتدئون للبحث في
152
موضوعات معينة ،ويتصورون أنه في استطاعتهم البحث ف ها ،ألنها ذا أهمية بالنسبة
لقطاعات اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية وغيرها .فيقوم البعض منهم باختيار موضوعات
واسعة ومتشعبة وغامضة ،تتضمن كثيرا من املتغيرات ،وتحتاج إلى وسائل كثيرة ،وأدوات
متعددة ،وجهد كبير ،ووقم طويل .وعندما يبدؤون في مباشرة البحث ف ها ،وألنهم لم يقوموا
بتحديدها تحديدا دقيقا ،وخاصة من الناحية تحديد املتغيرات ،يكتشفون أن هناك عقبات
من الصعب عل هم تخط ها ،نظرا التساع هذت املوضوعات وتشعبها .فيكتشفون أنهم ،بعد أن
ضيعوا وقتا وجهدا كبيرين ،هما في أمس الحاجة إل هما ،كمن يريد نقل املاء من بركة صغيرة،
فيكتشف أنها متصلة بمحيط .وفيما يلي بعض النماذج من هذت البحوث :
ـ "صعوبات تطبيق نظام ل م د في الجامعة الجيائرية".
ـ "أ مة التربية في الجيائر".
ـ "آلااار النفسية والاجتماعية للبطالة".
ـ "واقع العملية التربوية من حيث ألاهدال واملناهج وطرق التدر س وأساليب التقويم
املتبعة وعالقة التلميذ باملدرسة وإلادارة في مجال العلوم الطبيعية على مستوم املرحلتين
املتوسطة والثانوية".
إن املالحظ على هذت العناوين ،أنها تشير إلى موضوعات ذات أهمية بالنسبة للمجاالت
التي تنتمي إل ها ،ولكن كال منها في حاجة إلى فريق بحث نجا ت .ومن هنا ،فإنه من الصعب
إنجا كل منها كبحث منفرد .ومن الصعب كذلك ،أن يقوم بها باحث واحد .كما أنها تشترك
كلها في عيب واحد ،وهو صعوبة تحديد املفاهيم ألاساسية ف ها .فمثال ،ما املقصود بـ
"الصعوبات ؟" وما املقصود بـ "ألا مة ؟" .كما أن هذين املفهومين شيران إلى أن هناك نظرة
تشاؤمية تجات التربية ،بحيث ال يرم صاحباهما إال الصعوبات والعراقيل وألا مات واملشكالت.
تحيزا أو نظرة سطحية جانبية نابعة من فكرة مسبقةّ ،
تنم وهذا في الحقيقة يمكن اعتبارت ّ
وجهة نظر سلبية وانهيامية تجات التربية .ولكن ليس مع ى هذا أن التربية ال تتعرض لصعوبات
ومشكالت من أنواع مختلفة ،إال أن الباحث يمكن أن يتناولها ب سلوب آخر ستطيع تحديد
موضوعه بدقة .كما يبتعد عن التحيز وخاصة التشاؤمي .وإذا عدنا إلى العناوين ألاخرم،
نتساءل أيضا ،ما املقصود بـ "آلااار النفسية والاجتماعية للبطالة" .وكم عدد هذت آلااار التي
يمكن أن تؤار نفسيا واجتماعيا؟ وما املقصود بـ "واقع العملية التربوية" .إنها كلها مفاهيم
عامة ضبابية يصعب تحديدها بدقة .وأول عائق عترض الباحث ،هو صعوبة قياسها .وكلنا
نعرل مكانة القياس في البحوث امليدانية في علم النفس والتربية .إذ ال يمكن تناول أي مفهوم
153
مهما كان واضحا ومعروفا لدم الباحث ،إذا لم تحدد أداة القياس التي يقاس بها ،ومن ام
تعريفه إجرائيا ،للتعرل عليه في ميدان البحث.
ومن هنا ،فإنه ال يمكن تناول املوضوعات السابقة ،وهي بهذا الوصف الغامض غموضا
شديدا ،وذات الاتساع املخل بشروط وخصائ البحث العلمي .وللخروج من هذت
الصعوبات ،يمكن تناول جوانب منها بعد تحديدها تحديدا جيدا .وبالتالي ،فإنه بالنسبة
للموضوع ألاول ،يمكن أن يتناول صاحبه جانبا صغيرا منه ،وهو مهم كذلك بالنسبة للمشكلة
ككل ،وهي صعوبات تطبيق ل م د في الجامعة الجيائرية .إنه ستطيع أن يتناول موضوعا
بعنوان " :اتجاهات أساتذة الجامعة نحو ل م د" .وإذا توصل إلى أن النتائج تبين أن اتجاهات
ألاساتذة نحو ل م د هي الرفض له ،فهذا في حد ذاته عت ر صعوبة وعائقا عترض تطبيق ل
م د في الجامعة الجيائرية .وإذا توصل إلى نتائج تبين أن اتجاهات ألاساتذة نحو نظام ل م د
هي القبول له ،فهذت النتيجة مفيدة أيضا ،ألن الباحث سول عرل أنه ال توجد صعوبات
في تطبيق ل م د ،فيما يتعلق باتجاهات ألاساتذة نحوت .ونفس الش يء يمكن قوله بالنسبة
للموضوعات ألاخرم .حيث أنه بالنسبة للموضوع ألاخير" ،واقع العملية التربوية ."......يمكن
أن يجيأ إلى املوضوعات التالية التي تتميز بخاصية إمكان بحثها.
ـ املفاهيم العلمية في كتب العلوم الطبيعية للمرحلة الثانوية.
ـ مدم توفر الوسائل التعليمية في تدر س العلوم الطبيعية في املرحلة الثانوية من وجهة
نظر ألاساتذة.
ـ اكتظاظ ألافواج الدراسية واتجاهات التالميذ نحو الدراسة وتحصيلهم الدراس ي.
وغيرها من املوضوعات التي يمكن للباحث أن يحددها تحديدا دقيقا ،وفي نفس الوقم،
فإن كل موضوع منها يتناول واقع العملية التعليمية في جانب جي ي ومهم منها .أما أن يتناول
الباحث موضوعا واسعا ومتشعبا وغامضا ،كاملوضوعات التي أوردناها سابقا ك مثلة ،فهذا
ليس من البحث العلمي في ش يء .ألن البحث العلمي له خصائصه ومبادئه وخطواته ينبغي
أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وباحثون آخرون سيرون في طريق معاكس لسابق هم ،فيختارون موضوعات ضيقة
وبسيطة وعديمة ألاهمية ،ولكنها سهلة التناول بالبحث .وهذا يذكرنا بقصة ذلك املخمور
ال ـذي ض ـي ـع م ـفات ـي ـح م ـن ـيل ـه ف ـي ط ـري ـق مـظ ـل ـم ،ف ـذه ـب ي ـب ـح ـث ع ـنها تحم عامود إلانلرة ،ألنه
ستطيع أن يرم ألاشياء .وهذت بعض النماذج من هذا النوع من البحوث الضيقة :
154
ـ درجة إلاضاءة والسرعة في القراءة.
ـ تعاطي املنشطات والقدرة على الفو في املنافسات الرياضية.
ـ السرعة في سياقة السيارات وارتكاب حوادث املرور.
إننا نتوقع أن النتائج التي ستسفر عنها هذت البحوث ،ال تقدم شيئا مهما للعلم ،ألنها لن
تختلف كثيرا عما هو شا ع من املعلومات التي تقدمها الجهات املختصة ،وخاصة بالنسبة
للبحثين الثاني والثالث .إال إذا كان الباحث يملك إلامكانات العقلية التي يملكها إينشتين
الذي أجاب ،عندما سئل عن كيفية اكتشافه للنسبية ،ب نه كان يتحدم البديهيات والعالقات
البسيطة بين الظواهر.
ولذا ،فإن الذي نستنتجه من املثالين السابقين ،أو من مجموعتي العناوين السابقة ،أن
الباحث مطالب أا ـناء اختيار موضوع بحثه ،أن ي خذ بعيـن الاعتبار خاصيتيـن أساسيتيـن
هما :
ألاولى :أهمية املوضوع الذي اختارت من حيث أهمية املشكلة.
الثانية :إمكان بحثه.
155
العلمي للباحث. )2عالقة املوضوع بالتخص
أن س ل عن مدم عالقة املوضوع الذي اختارت للبحث بتخصصه العلمي .ومدم
إمكاناته العلمية للقيام بالبحث فيه .فقد يتطلب البحث إلاملام بميادين معينة من املعرفة
تعت ر ضرورية ،سواء في ميدان تخصصه ،كا ملام با طار النظري وبمنهج البحث وباألساليب
إلاحصائية وطرق القياس ،بالنسبة للباحث في علم النفس أو في التربية ،أم في تخص أخر
له عالقة ببحثه .ك ن يختار أحد الباحثين من تخص آخر (الاقتصاد مثال) موضوعا نفسيا
أو تربويا ،ويريد دراسته من الناحية الاقتصادية .أو يختار باحث ذو تخص في علم النفس
موضوعا اقتصاديا .ففي هذت الحاالت؛ يكون الباحث ألاول مطالبا با ملام بجوانب أساسية
في ميدان التربية .والباحث الثاني يكون مطالبا با ملام بجوانب أساسية في الاقتصاد .وإال
ستكون البحوث قليلة الفائدة من الناحية العلمية.
156
وعيناتها ،واملتغيرات ألاخرم ،التي تم بحث عالقاتها بمتغير الطموح .والنتائج التي تم التوصل
إل ها ،حتى يتس ى له وضع بحثه في املكان املناسب له بالنسبة ملا سبقه من بحوث.
157
.1البحوث ألاكاديمية التي تجرم من أجل فهم أحسن للظواهر.
.2البحوث املهنية التي تجرم من أجل تحسين أداء ألاعمال املهنية في الصناعة أو في
التربية أو في إلادارة وغيرها.
.3بحوث لنيل درجة علمية كاملاجستير والدكتورات.
.4بحوث وظيفية وتجرم من أجل الحصول على الترقية في الوظيفة.
وبطبيعة الحال ،فإن هذت البحوث ،وردت فئات منفصلة ،ولكنها متداخلة .فالبحث
ألاكاديمي مثال ،يمكن أن يكون من أجل نيل شهادة جامعية ،أو من أجل الحصول على ترقية.
هذت ألاسئلة ،إذا أجاب عنها الباحث لنفسه ،فإنه من املتوقع أن تجنبه الوقوع في
ألاخطاء التي يقع ف ها عادة الباحثون املبتدئون .وسيبدأ بحثه وهو على علم بإمكاناته وقدراته
على حل املشكالت التي تعترضه ،وبذا سير في بحثه وكله اطمئنان واقة.
)2دافع الاستطالع.
إن دافع الاستطالع ،كان دائما املوجه ألاول للعقل البشري ومحركه ألاساس ي ،نحو
اكتشال املجهول .وهو دافع طبيهي ،يكمن خلف انطالق إلانسان الكتشال ما حوله ،وفهمه
والتحكم فيه .ألن الباحث عادة ما يقرر دراسة ظاهرة ما ،ألنها تثير ميله لالستطالع
158
والاكتشال ،وألنه يريد فهمها .فاالهتمام الذي ستشعرت الباحث نحو ظاهرة معينة ،هو
عامل حاسم في إجادة البحث .وعندما يصبح الباحث مقتنعا بالحاجة إلى دراسة موضوع
بعينه .فإن ذلك يدفعه إلى بذل الجهد وإلاخال فيه وإتقانه .مما شعرت باالعتزا بالنفس
وبالعمل الذي قام به .ألن ذلك يحقق له إلاشباع والرضا والقيمة الذاتية ،وألاهمية في نظر
نفسه وآلاخرين.
159
جدا وضيقة ،طرقاتها غير معبدة وميدحمة يوميا باألطفال واملارة .وأحياء أخرم تم بناؤها
بطريقة منظمة ،شوارعها واسعة ونظيفة ،سكناتها متباعدة وواسعة ،طرقاتها معبدة وغير
ميدحمة باألطفال واملارة .فتؤدي هذت املالحظات ملواصفات الحيين إلى إاارة الاهتمام لدم
الباحث لدراسة أار هذت الاختالفات في املواصفات العمرانية السابقة لألحياء ،على بعض
ألانماط السلوكية لدم سكانها ،كانحرال ألابناء ،أو العدوان ،أو مستوم التحصيل الدراس ي
للتالميذ ،أو تحمل الضغوط ،أو التوافق اليواجي ،أو إلاصابة ببعض الاضطرابات النفسية...
إلخ .وقد تؤدي النتائج التي يتم التوصل إل ها من هذا البحث ،إلى لفم انتبات املسؤولين على
التنظيم العمراني ،وتخطيط املدن ،إلى خطورة ألاحياء غير املنظمة على الصحة النفسية
للمجتمع ،ودورها في برو آلافات الاجتماعية.
وهكذا ينشط البحث العلمي في العلوم إلانسانية ،فيتصل بحياة ألافراد الواقعية
مباشرة .و ساهم في التعرل على أسباب مشكالتهم التي تصيبهم يوميا ،سواء على مستوم
ألافراد أم على مستوم املجتمع .ويقدم إسهاماته لفهمها من الناحية العلمية.
)5البحوث التطبيقية.
عادة ما تتوصل البحوث ألاكاديمية إلى صياغة قوانين يمكن الاستفادة منها عمليا في
امليادين التي تمم ف ها الدراسة ألاكاديمية ،أو نقلها إلى ميادين أخرم .كما هو الحال في تطبيق
قوانين التعلم ،ونقلها إلى ميدان التعلم إلانساني .أو ميدان العالج السلوكي .واملعرول أنه
قبل تطبيق هذت القوانين مباشرة ،فإن ألامر يتطلب إجراء بحوث ملعرفة مدم صالحيتها،
وإمكان الاستفادة منها ،وطرق تطبيقها .وتسم هذت بالبحوث التطبيقية.
160
)7الت كد من صدق نظرية.
قد يكون الدافع إلى القيام بإجراء البحث ،هو الت كد من التفسير الذي تقدمه بعض
النظريات لبعض الظواهر السلوكية .سواء في املجتمع الذي تمم فيه صياغة تلك النظرية،
أم الختبارها في مجتمع آخر (البحوث الحضارية) .مثل البحوث التي تم إجراؤها حول مدم
صدق نظرية بياجي في النمو املعرفي ومراحله ،على عينات أخرم خارج مدينة جنيف بسو سرا.
واختبار مدم صدق أو عاملية نظرية أيينك في أبعاد الشخصية وغيرها.
161
في العلوم إلانسانية ،وخاصة علم النفس والتربية وعلم الاجتماع ،أن يوجهوا اهتماماتهم إلى
بحث هذت املظاهر السلوكية السيئة .من أجل التخطيط للتغلب عل ها .وبذلك ي خذ العلم
عندنا دورت الطبيهي ،وهو إلاسهام في تنمية املجتمع.
وهكذا يتصل العلم باملجتمع ويتعرل على قضايات ومشكالته ،ويتصدم إلى بحثها وإيجاد
طرق للتغلب عل ها .وهذا هو في الحقيقة دور العلم والعلماء والباحثين.
162
سيسفر عنها البحث ،والتي تضال إلى ما سبق بحثه حول املوضوع .أو تقديم معلومات
جديدة عن الظاهرة السلوكية موضوع البحث ،من حيث إيجاد فروق ف ها بين ألافراد أو بين
الجماعات ،أو إيجاد ارتباط بينها واملتغيرات ألاخرم ،أو ت اير متغير على متغير آخر ،أو ال يوجد
ت اير ...إلخ .أما ألاهدال العملية ،فاملقصود بها مدم إمكان الاستفادة من نتائج البحث
النظرية في إحداث إصالحات وتعديالت في امليدان الذي أجري فيه البحث .فإذا أسفرت نتائج
البحث ،مثال ،عن وجود فروق بين امللتحقين بالتعليم التحضيري وغير امللتحقين به في
التوافق الدراس ي والاجتماعي والانفعالي لصالح امللتحقين في اتجات التوافق ،فإنه يكون من
أهدال البحث العملية ،ما يلي " :توجيه انتبات املعنيين باألمر (مسؤولي التربية والتعليم
وألاولياء) إلى أهمية تعميم مؤسسات التعليم التحضيري ،وإلحاق أطفال ما قبل املدرسة
به".
3ـ أهمية البحث من خالل أهمية مفاهيمه ،وما يمكن أن سفر عنه البحث من
نتائج ذات فائدة ،والجهات التي سول تستفيد من نتائجه.
4ـ دواعي وم ررات البحث .وتتضمن ،عادة ،دوافع ذات طابع يخ ي .مثل اهتمام
الباحث بهذا املوضوع ،أو من خالل مالحظاته الشخصية لسلوك ألافراد في مجال معين.
5ـ محتوم البحث من خالل عرض موجي لفصوله ومضامينها.
6ـ صعوبات البحث (إن وجدت).
7ـ حدود البحث :تتعين حدود البحث من خالل مدم إمكان تعميم النتائج املتحصل
عل ها وفقا ألهدال البحث ومتغيراته وعينته وأدواته وألاساليب إلاحصائية املستعملة.
163
السابقة ،ذات العالقة بمشكلة البجث .و ستند إليه الباحث في جميع تصوراته النظرية،
وإجراءاته امليدانية وتفسير نتائج البحث .ولذا فهو مهم جدا .بحيث ال يقوم أي بحث علمي
ّ
جيد بدونه .ولذا ،ينبغي على الباحث أن يتسلح بفهم عميق للطار النظري لبحثه.
َ
ويمد فهم إلاطار النظري للبحث الباحث بقدرة جيدة على ت رير الحاجة إلى البحث .ومن
ام إبرا القيمة العلمية لبحثه .ويتحقق للباحث ،الفهم العميق للطار النظري لبحثه ،من
خالل الاطالع على النظريات ،أو املعلومات النظرية ،ذات العالقة بالبحث .ونتائج الدراسات
السابقة ذات العالقة بالبحث .واملفاهيم ذات العالقة بالبحث .وتعد أطروحات الدكتورات
ورسائل املاجستير ،والبحوث املنشورة في املجالت العلمية املحكمة املتخصصة ،والبحوث
املنشورة ضمن أعمال املؤتمرات العلمية املتخصصة ،إضافة إلى قواعد البيانات إلالكترونية
على الانترنم ،مصدرا خصبا ،لفهم إلاطار النظري ملشكلة البحث .وأتناول فيما ي تي ،جوانب
إلاطار النظري :
)1املفاهيم والنظريات.
تيخر العلوم إلانسانية بالنظريات واملفاهيم التي صاغها العلماء لتفسير الوقا ع
السلوكية التي يقومون بدراستها .والنظرية هي مجموعة من التعميمات التي تفسر العالقات
بين الوقا ع وألاحداث التي تتولى دراستها .وينبغي أن تكون هذت التعميمات مترابطة ومنسجمة
داخليا فيما بينها .حتى تكون تفسيراتها منسجمة كذلك( .الحظ على سبيل املثال ،نظريات
التعلم ونظرية التحليل النفس ي ونظرية بياجي في النمو املعرفي ونظرية أبعاد الشخصية أليينك
وغيرها ،كيف أن مفاهيم هذت النظريات وفروضها منسجمة مع بعضها في نسق كلي ،مما
جعلها تستحق اسم نظرية ،بجدارة) .وتستعمل كل نظرية ،في سع ها لتفسير الظواهر،
مجموعة من املفاهيم واملصطلحات التي يمكن دراستها تجريبيا أو كميا.
ففي علم النفس ،يوجد الكثير من النظريات والنماذج تستعمل مفاهيم مختلفة،
كتعميمات لتفسير ألاحداث السلوكية التي تقوم بدراستها .فهناك نظرية الجشطلم واملجال
ونظرية التحليل النفس ي والنظرية السلوكية ،تحتوي على نظريات فرعية تختلف فيما بينها
اختالفا جيئيا .وهناك أيضا نظرية بياجي في النمو املعرفي .ونظرية أيينك في الشخصية،
ونظرية كارل روجر في الذات ونظرية ماكليالند في الدافع للنجا ،ونظرية أل رت باندورا في
التعلم باملالحظة ونظرية جوليان ب .روتر في التعلم الاجتماعي بالتوقع وقيمة التعييي وغيرها.
164
وتستعمل هذت النظريات مفاهيم ،تفسر بها ألاحداث السلوكية والعالقات بينها.
واملتخصصون في علم النفس يتعاملون مع هذت املفاهيم في بحوثهم .مثل :الاستبصار،
املوقف النفس ي ،الالشعور ،الكبم ،عقدة أوديب ،الجنسية الطفلية ،املثيرات ،الاستجابات
الشرطية ،التعييي ،التشكيل ،التعميم ،التمييز ،التمثل ،املواءمة ،البعد ،العصابية،
الانبساطية ،التوقع ،القيمة ،التفكير إلابداعي ،الدافع للنجا وغيرت.
ويبدع أصحاب هذت النظريات مناهج وطرق للبحث واستخبارات لقياس املتغيرات التي
تتضمنها هذت النظريات .وعلى سبيل املثل ،فقد أبدع فرويد طريقة التداعي الحر للتعرل
على الخ رات الانفعالية الطفلية في الالشعور .وأبدع بياجي الطريقة العيادية لدراسة
خصائ التفكير املنطقي عند ألاطفال .وأبدع أيينك طريقة خاصة في التحليل العاملي
لدراسة أبعاد الشخصية .وأبدع الجشطلتيون والسلوكيون واملعرفيون التجارب املعملية
ّ
وطور لدراسة سلوك الحيوان وإلانسان في مجاالت التعلم وإلادراك وحل املشكالت.
ماكليالند استخبار تفهم املوضوع لهنري أ .موراي الستعماله في قياس الدافع للنجا .وصمم
روتر استباينا لقياس مفهوم مصدر الضبط الداخلي /الخارجي للتعييي ،املشتق من نظريته
للتعلم الاجتماعي .وهكذا.
وينبغي على كل باحث جاد ،أن يكون ملما بجميع جوانب النظرية التي تبناها في بحثه،
من حيث مفاهيمها وفروضها والتداخل بينها ،ونظريات أخرم في تفسير نفس ألاحداث
السلوكية .وكذلك مناهجها وأدوات القياس التي تستعملها ،وجوانب القوة والضعف ف ها،
والانتقادات املوجهة إل ها ،ونتائج البحوث التي أجريم حول ما تذهب إليه عند تفسيرها
عدل ،ال بد قبل ذلك من الاطالع الشامل للسلوك ،وغيرت .ألن الباحث إذا أراد أن ينتقد أو ّ
على كل جوانب النظرية التي يبحث في إطارها .وال يت ت له ذلك ،في الحقيقة ،إال بالقراءات
املركية للكتابات املتخصصة التي أنجيت حول مشكلة بحثه.
فالكتب ،وخاصة املصادر منها ،تيود الباحث ب صول النظرية وب فكارها ألاساسية .أما
املراجع الحديثة ،فتزودت بالتطورات التي طرأت على النظرية .أما املجالت والدوريات
والرسائل الجامعية ،فتزودت بمعلومات عن تطور البحث في النظرية ،وبمدم صدقها في
التفسيرات التي تذهب إل ها ،من خالل نتائج البحوث والدراسات التي أجريم في هذا الصدد.
وتيودت كذلك باملعلومات عن الجوانب التي تم بحثها ،وما مكانة النتائج املتوصل إل ها في إطار
النظرية .وبذلك ستطيع الباحث أن يضع بحثه في املكان املالئم له .حيث يبدأ من النقطة
165
التي انتهم عندها الدراسات السابقة (وهذت في الحقيقة هي ألارضية التي تصاغ ف ها مشكلة
البحث) مع أخذ نتائج الدراسات السابقة بعين الاعتبار.
ومن فوائد إلاطار النظري ما يلي :
1ـ توفير منظومة علمية تمكن الباحث من إجراء بحثه في إطارها.
2ـ تحديد مشكلة البحث.
3ـ تفسير نتائج البحث.
4ـ إدماج نتائج البحث الحالي في إلاطار النظري السابق.
166
" .1تعرض" في فصل أو في جيء من فصل ،من البحث ،في مكان منعيل عن املفاهيم
واملعلومات النظرية.
" .2تعرض" ،تاريخيا ،من أقدم دراسة إلى أحدثها ،وتوضع لها عناوين فرعية ،وفق أسماء
مؤلف ها؛ دراسة فالن ،دراسة فالن ....إلى نهايتها.
" .3تعرض" بتصنيفها اقافيا ،ضمن عناوين فرعية؛ دراسات عربية ودراسات أجنبية.
" .4تعرض" بتفاصيلها دون محاولة الاستفادة منها في إاراء إلاطار النظري للبحث ،أو في
صياغة مشكلة البحث ،أو في مناقشة النتائج.
" .5تعرض" كلها بهذت الطريقة وفي مكان واحد ،من تقرير البحث ،دون نقد أو تعقيب أو
مناقشة.
" . 6تعرض" في معظم البحوث ،بعد عرض املشكلة أو إلاشكالية ،وألاسئلة والفرضيات،
رغم أن للدراسات السابقة سبق م ي عل ها.
.7وألاخطر من ذلك كله ،أنها تكتب وتسرد دون هدل محدد وواضح.
إن عرض الدراسات السابقة ،تاريخيا ،يكون مفيدا ،إذا كان هدل البحث هو تتبع تطور
البحث منيا حول متغير معين .وعرضها في تصنيف اقافي ،إلى دراسات عربية ودراسات
أجنبية ،يكون مفيدا كذلك ،إذا كان هدل البحث هو دراسة متغير البحث دراسة ع ر اقافية
(املقارنة بين الثقافات).
إن أهدال البحث ،من العوامل التي تحدد الطريقة التي ينبغي أن تكتب بها الدراسات
السابقة في تقرير البحث .أما خارج أهدال البحث ،وبعض العوامل ألاخرم التي س ذكرها في
حينها ،فإن الطرق السابقة لعرض نتائج البحوث السابقة ،غير مالئمة تماما ،وسيئة ،من
الناحية ألاكاديمية ،ألنها ال تتيح للباحث معرفة مكانة بحثه بين نتائج البحوث السابقة ،فهو
يحتاج إلى أن عرل ،من خالل نتائج الدراسات السابقة ،وبشكل دقيق ،وفي حدود اطالعه،
ما الذي تم بحثه ،وكيف تم بحثه ،وما الذي لم يتم بحثه ،وألامر هنا ال يتعلق بنتائج
الدراسات السابقة ،التي ت تي على شكل فروق وارتباطات وتفاعالت وانحدارات وغيرها ،بل
يتعلق ألامر باملفاهيم أو املتغيرات التي تم بحثها ،وهذا هو ألاهم ،ألن البحث العلمي يتناول
املفاهيم.
فكيف عرل الباحث إلاسهامات التي سول يقدمها بحثه للمعرفة العلمية القائمة ،في
م ـوض ـوع الب ـحـ ـث ،إذا ل ـم ي ـط ـل ـع ج ـي ـدا ع ـل ـ م ـا ت ـم ب ـح ـث ـه س ـاب ـق ـا ،مل ـف ـه ـوم أو مل ـفاهـيم بحثه،
والنتائج التي تم التوصل إل ها حولها ،من خالل عرضها بطريقة نقدية.
167
إن الباحث ،ومن خالل نتائج الدراسات السابقة ،ستطيع أن يتعرل على الجوانب التي
تم بحثها في املوضوع ،والنتائج التي تم التوصل إل ها ،والجوانب التي لم يتم بحثها ،ومن ام
معرفة موقع مشكلة بحثه بالنسبة ملا تم بحثه في نفس املوضوع ،و عرل كذلك ،وهو الهدل
ألاساس ي للبحث ،إلاسهامات املتوقع إضافتها ملوضوع البحث ،لتنمية املعرفة العلمية فيه.
والطريقة التي تكتب بها نتائج البحوث السابقة ،كما ذكرتها سابقا ،ال تتيح للباحث
التعرل على هذت الجوانب ،وبالتالي يصير بحثه ،رغم الجهد الذي بذله في إنجا ت ،ال قيمة
له ،ألنه ال يضيف شيئا واضحا للمعرفة العلمية القائمة ،التي أهملها الباحث ولم عمل على
تحديدها بوضوح.
إن الكتابة ألاكاديمية الصحيحة والجيدة ،تكتب نتائج الدراسات السابقة ،وفقا لها ،في
أماكن متعددة وهامة من تقرير البحث ،ابتداء من املقدمة ،بطريقة تجعل حوارا يدور،
ومناقشة نقدية تجرم ،بين املفاهيم (في تعريفها الت سيس ي) ،واملعلومات النظرية ،ونتائج
البحوث السابقة ،في تالحم وتآ ر.
وهناك أربعة أماكن ،من تقرير البحث ،تكتب ف ها نتائج الدراسات السابقة ،هي .1 :
مقدمة البحث .2 ،إلاطار النظري للبحث .3 ،مشكلة البحث .4 ،مناقشة النتائج.
والباحث ،وهو يجمع نتائج الدراسات السابقة ،ويطلع عل ها ،ال يجدها على مسافة
واحدة في القرب من موضوع البحث ،من حيث متغيراته وعيناته؛ يجد دراسات تتعلق بكل
متغيرات البحث ،ودراسات أخرم تتعلق ب حد أو ببعض متغيرات البحث ،ودراسات أخرم
تتعلق بعينة أو بعينات البحث ،ودراسات أخرم تتعلق بمتغيرات البحث وال تتعلق بعينة أو
بعينات البحث ...وغيرها ،وفي هذت الحاالت ،ينبغي على الباحث أن عرل كيف يضع نتائج
الدراسات السابقة في أماكنها الصحيحة واملالئمة من تقرير البحث ،وفق أهدافه .وفي ما يلي
عرض لألماكن ألاربعة التي تكتب وتناقش ف ها نتائج الدراسات السابقة.
1ـ نتائج الدراسات السابقة القريبة جدا من موضوع البحث ،وتعي أهمية
إجرائه :
يذك ـر البـاحـ ـث ن ـتائ ـج ب ـع ـض الدراس ـات الس ـاب ـق ـة في املقدم ـة ،عندما يتحدث عن أهمية
الب ـح ـث الذي ي ـج ـري ـه ،ودورت فـي ت ـق ـدي ـم م ـع ـل ـوم ـات ج ـدي ـدة وج ـدي ـرة ب ـفهم الس ـلوك م ـوض ـ ـع
البحث.
168
2ـ نتائج الدراسات السابقة القريبة نسبيا و منيا من مشكلة البحث ،وكذلك
التشابه في خصائ العينات ،وإلاطار الثقافي والحضاري :
ويتناول الباحث كذلك ،في الفصول الخاصة بتحليل مفاهيم البحث (إلاطار النظري)،
كل دراسة سابقة في مكانها املالئم ،ألن ذلك يثري املناقشة التي يديرها أاناء تحليله ملفاهيم
البحث ،وتبين في نفس الوقم الجوانب التي تناولتها البحوث السابقة حول موضوع بحثه،
وما هي النتائج التي تم التوصل إل ها .والطريقة العلمية الهادفة لتناول هذا النوع من
الدراسات ،هي كما يلي :
مثال :لنفرض ،أن باحثا أراد إجراء دراسة حول دور "التوقع "Expectationفي تفسير
السلوك ،بصفته دافعا معرفيا ،ستعرض ،بالتفصيل ،أفكار وفروض النظريات التي تناولم
هذا املفهوم ،لدم علماء النفس ،في نظريات التعلم ،خاصة أصحاب الاتجات املعرفي ،مثل
توملان وباندورا وروتر ،وبعض السيكولوجيين الذين يربطون بين التعلم والشخصية ،مثل
روتر وميشيل وإتكنسون ،في تفسيرهم للسلوك إلانساني املتعلم ،وأاناء مناقشته لهذت
النظريات والفروض التي طرحتها ،يورد نتائج الدراسات التي تم التوصل إل ها حول هذا
املفهوم ،الختبار هذت الفروض ،ومناقشتها ونقدها كال في مكانها املالئم ،تبعا لفروض كل
نظرية لدم السيكولوجيين سابقي الذكر ،فيقدم إطارا نظريا اريا ب فكار متناسقة ومنظمة
تكون منظومة علمية وخلفية نظرية علمية قوية ملفهوم "التوقع" في تالحم واتساق ،بحيث ّ
كموضوع للبحث.
مثال آخر :قرر باحث إجراء بحث في املوضوع التالي " :العالقة بين مفهوم الذات والدافع
للنجا لدم تالميذ التعليم الثانوي ـ بحث ارتباطي" ،أو "الفروق بين مرتفهي ومنخفض ي
الدافع إلى إلانجا في مفهوم الذات لدم تالميذ التعليم الثانوي ـ بحث مقارن" .وعند اطالعه
على نتائج الدراسات السابقة التي أجريم على املفهومين ،وجدها متعددة ومتنوعة؛ فبعضها
تناول مفهوم الذات وعالقته بمتغيرات أخرم ،مثل :القلق ،مستوم الطموح ،الانبساط،
أساليب املعاملة الوالدية ،مصدر الضبط ،التخص الدراس ي ...إلخ .وبعضها تناول الدافع
للنجا وعالقته بمتغيرات أخرم ،مثل :الذكاء ،الاتجاهات الدراسية ،الطموح ألاكاديمي،
الجنس ،التحصيل الدراس ي ...إلخ .وبعضها تناول املفهومين ،ولكن لدم عينات أخرم.
في هذت الحالة ،يقوم الباحث بتسجيل هذت الدراسات القريبة نسبيا من موضوع
البحث ،فيكتبها في الفصلين الخاصين بمتغيري البحث (مفهوم الذات والدافع للنجا )
ويناقشها بصورة نقدية ،مقارنا بين نتائج كل دراسة وأخرم ،في نتائجها ،وفق مناهجها
169
وعيناتها وأدوات جمع بياناتها ،وأساليبها إلاحصائية ،فيخرج بتصور واضح حول كل مفهوم
والعالقة بينه ومفاهيم أخرم ،وكذلك العالقة بين املفهومين ،وكذلك منهج كل بحث ،مع
املناقشة النقدية لكل هذا .وهذا كله إاراء ملوضوع البحث وت صيل له ،من ناحية ،ومن ناحية
أخرم ،معرفة أين وصل البحث العلمي النفس ي فيه ،وأين يتجه ،فيعرل مكان بحثه بين
البحوث التي اطلع عل ها ،وهذا يخول له تقديم معرفة علمية جديدة ملا سبق بحثه ،فيساهم
في نمو العلم ،ومن ناحية االثة يختار املنهج املالئم نجا بحثه.
3ـ نتائج الدراسات السابقة التي أجريم في نفس املوضوع ،ويراعي ف ها القرب
اليم ي من البحث ،ولكنها متناقضة في نتائجها ،أو سودها غموض أو نق في
املعلومات حول تفسير السلوك محل البحث :
يجد الباحث دراسات سابقة أخرم تناولم العالقة بين مفهوم الذات والدافع إلى
إلانجا ،ويكون بعضها غير متفق في النتائج ،أو متناقضة ،أو سودها غموض ،أو نق في
املعلومات حول متغير أو متغيرات البحث ،فيورد هذت الدراسات ويناقشها في الفصل الخا
بمشكلة البحث( ،و ستحسن عدم إلاكثار من هذت الدراسات في هذا املكان) .وهنا ينبغي على
الباحث أن يحدد أوال خصوصية بحثه ،أي ما سهى إلى تناوله بدقة ،ام بعد ذاك ستعرض
ما تناولته الدراسات السابقة في موضوع بحثه ،وإذا وجد أن هناك غموضا أو تناقضا أو
نقصا في املعلومات ،اتخذ ذلك "مشكلة لبحثه" .ألن ألاسئلة التي يثيرها الباحث حول موضوع
بحثه ،ولم تجب عنها الدراسات السابقة ،هي التي ستكون مشكلة بحثه الحقيقية( .انظر
ذلك بالتفصيل في الفصل الرابع الخا بتحليل مشكلة البحث وتحديدها من هذا الدليل).
إن املراجعة املعمقة والناقدة للدراسات السابقة ،تقود الباحث إلى استنتاجات تعي
قيامه بالبحث ،فقد ستنتج بعد مراجعته للدراسات السابقة ،أن امة جوانب نق أو عدم
ابات أو غموض في نتائج الدراسات السابقة ،تتعلق بمشكلة بحثه ،تقودت إلى الشعور بعدم
الثقة في اعتماد نتائجها ،وبالتالي ،فإن إجراء بحث جديد ،قد ساهم في حسم ذلك الغموض
أو التناقض ،فيقدم معلومات جديدة أو إضافية ،تتعلق بموضوع البحث.
ويمكن كذلك ،بعد مراجعة الدراسات السابقة ،اكتشال عدم أو قلة توافر معلومات
ذات عالقة بموضوع بحثه ،عندئذ ،يقود هذا الاكتشال الباحث إلى مشروعية القيام ببحث
جديد ،بهدل توفير تلك املعلومات.
170
4ـ نتائج الدراسات السابقة الحديثة جدا وأجريم في نفس املوضوع.
ونتائج الدراسات السابقة ،التي أجريم على نفس املتغيرات ،ونفس العينات ،وحديثة،
من املفيد أن يوردها عند مناقشته لنتائج البحث فيدعمها بها .ألن القرب اليم ي لنتائج
البحوث في مشكلة واحدة ،يدعم مصداقية هذت البحوث ،لكونها تتناول موضوعا حديثا في
حاجة إلى مواصلة البحث فيه لفهم طبيعته وعالقاته.
وخالصة القول ،إن نتائج الدراسات السابقة ،ينبغي أن يكتبها الباحث في ألاماكن التالية
من البحث ،وهي :
في مقدمة البحث ،عندما يحاول إبرا أهمية إجراء البحث ،فيدعم ذلك بنتائج الدراسات
السابقة.
أاناء العرض النظري ملفاهيم البحث .فيتناول نتائج الدراسات السابقة مع املفاهيم
ونظريات البحث بطريقة نقدية ،فيبين جوانب الاتفاق وجوانب التعارض ،وجوانب الغموض
والنق في نتائج الدراسات السابقة ،بالنسبة ملوضوع البحث.
أاناء تحليل مشكلة البحث وتحديدها .فيتناول نتائج الدراسات السابقة التي تبين وجود
جوانب غامضة في موضوع البحث ،أو تناقض ،أو نق في املعلومات ،فيتخذ منها ت ريرا
لوجود مشكلة علمية في حاجة إلى بحث.
أاناء مناقشة نتائج البحث ،وخاصة نتائج الدراسات السابقة الحديثة جدا ،واملتعلقة
جدا بمشكلة البحث ونتائجه ،لي ر أن املوضوع حديث ،وأنه في حاجة إلى مواصلة البحث
لفهم طبيعة املتغيرات وعالقاتها.
والباحث الجاد ،ال ستفيد من الدراسات السابقة في مجال اختيار موضوع البحث ،أو
إاراء إلاطار النظري ،أو تحديد مشكلة البحث ،أو مناقشة نتائج البحث فقط ،بل ستفيد
منها كذلك في اخت يار املنهج املالئم للبحث ،وفي اختيار ألادوات املالئمة لجمع البيانات ،وفي
طريقة سحب العينة ،وفي اختيار ألاسلوب إلاحصا ي املالئم ملعالجة بيانات البحث .ولذا ينبغي
أن يتضمن عرض الدراسات السابقة ،اسم الباحث وعنوان البحث وأهدافه وتاريخ إجرائه
ومكانه ،ووصفا للعينة من حيث خصائصها وطريقة اختيارها ،وألادوات املستعملة لجمع
البيانات وخصائصها السيكومترية ،وألاسلوب إلاحصا ي املستعمل ملعالجة البيانات،
وملخصا ألهم النتائج التي تم التوصل إل ها.
171
إن الاهتمام الجدي بالدراسات السابقة ،من حيث حسن اختيارها ومناقشتها ،وحسن
تنظيمها بطريقة تتفق مع أهدال البحث ومتطلباته املنهجية ،يقدم فرصا كثيرة لنجاح
البحث ،في جوانبه املختلفة.
ولذا ،فإن عرض نتائج الدراسات السابقة ،ال يتم باألسلوب السردي الحيادي بدعوم
الالتزام باملوضوعية ،فاملوضوعية تع ي الابتعاد عن الذاتية وألاهواء الشخصية ،أما الحياد
فيع ي الانسحاب والسلبية ،والباحث ال ينبغي أن يكون منسحبا وسلبيا ،بل أن يكون في غاية
إلاقدام وإلايجابية ،فيعرض الدراسات السابقة بطريقة نقدية وفقا ألهدال بحثه ،فيتناول
بمناقشاته النقدية النتائج املتوصل إل ها ،إذا كانم فروقا أو ارتباطات أو تفاعالت وغيرها.
ويتناول خصائ العينات وطرق اختيارها وأدوات جمع البيانات ،وإجراءات البحث ،وطرق
املعالجات إلاحصائية .ألن نقائ أو أخطاء الدراسات السابقة ،التي ي ر ها الباحث بعد
عرضه النقدي ،تفيدت من ناحيتين :فمن الناحية ألاولى ،يتفاداها في إجراءات بحثه ،ومن
الناحية الثانية ،ستفيد منها في إاارة تساؤالت جديدة تكون أساسا ملشكلة بحثه .وبهذا يقدم
بحثه بطريقة جديدة وبرؤية جديدة ،ويصل بالتالي إلى نتائج جديدة .ألنه ال فائدة ألي بحث،
وال تكون له أية قيمة علمية ،إذا كان عبارة عن تكرار ملا قام به آلاخرون الذين سبقوا
الباح ث .فالباحث عليه أن يضيف إلى املعرفة العلمية الذي يبحث ف ها ،وال يمكن له ذلك
إال إذا قام باطالع جيد ،أوال ،على ما تم بحثه في املجال أو املوضوع الذي يجري فيه بحثه.
حتى يتس ى له معرفة النقائ املوجودة في موضوعه ،فيتصدم لها من خالل بحثه .إال إذا
كان هدل البحث هو إعادة اختبار نظرية أو قانون أو منهج بحث جديد (كما هو الحال في
البحوث التي يتم إجراؤها الختبار بعض النظريات أمام الاختالفات الثقافية والحضارية،
كاختبار نظرية أبعاد الشخصية أليينك ،ونظرية النمو املعرفي لبياجي) ،فعندئذ ينبغي أن
يكون التكرار كليا بالنسبة لجميع إجراءات البحث وخطته( ،أو ما كان يقوم به
السيكولوجيون إلانجليز والسيكولوجيون ألامريكيون ،بإعادة بحوثهم التي كانوا يجرونها
ب سلوب التحليل العاملي ،بهدل معرفة عدد العوامل التي توصل إل ها كل فريق ،هل هي
نفسها عند إلانجليز وألامريكيين ،أو هناك اختالل بينهما).
والح ـق ـي ـق ـة أن ـه م ـن الخ ـط ،أن ي ـض ـع الباح ـث تص ـم ـي ـما أو خ ـطة لبحثه ،سواء في جانبه
الن ـظ ـري أم فـي جانـب ـه امليداني ،قبل أن يقوم باط ـالع كال على نتائج الدراس ـات الساب ـق ـة في
مجال بحثه.
172
إن إحدم العمليات العقلية ألاساسية ،التي يقوم بها الباحث ،أيا كان مجال بحثه ،قبل
أن ستقر على التحديد الدقيق للموضوع الذي سول يتولى معالجته ،وألاسئلة الرئيسية
التي يتجه إلى إلاجابة عنها ،هي الاطالع على بحوث آلاخرين الذين سبقوت إلى البحث في امليدان،
ودرسوا بعض موضوعاته .وهناك مجموعة من الفوائد يجن ها الباحث من الاطالع على
البحوث السابقة.
)1الكتابة ألاكاديمية.
وتس ـ ـ ـ ــتخــدم في مجــال كتــابــة البحوث العلميــة .حين س ـ ـ ـ ــتعرض البــاحــث مفــاهيم بحثــه
ونظريته ونتائج الدراس ـ ــات الس ـ ــابقة في كل منس ـ ــجم يكمل بعض ـ ــه بعض ـ ــا في وحدة عض ـ ــوية
علمية متسقة .فيعرل املفاهيم ويحللها وفق إلاطار النظري الذي يتبنات ،ويدعم ذلك بنتائج
173
ال ــدراس ـ ـ ـ ـ ــات الس ـ ـ ـ ـ ــابق ــة في املوض ـ ـ ـ ــوع ،مبين ــا جوان ــب الاتف ــاق وجوان ــب الاختالل بين نت ــائج
الــدراسـ ـ ـ ـ ــات السـ ـ ـ ـ ــابقــة ،م ر ا بطريقــة نقــديــة ،جوانــب الض ـ ـ ـ ــعف والنق وجوانــب القوة،
وجوانب الغموض .فيتعرل على الجوانب التي تم بحثها والجوانب التي تحتاج إلى املييد من
البحث والتق ي ،فيتخذ منها مشكلة بحثه.
واملعلومات التي سـ ـ ــتعرضـ ـ ــها الباحث بطريقة الكتابة ألاكاديمية ،تكون عادة معلومات
ْ
غير مؤكدة وغير نهائية ،ألن "التخص العلمي" الذي ُين َج ُي فيه البحث ،يبق دائما مفتوحا
للتغيير والتعديل وإلاضافة وإلا الة والتنقيح ،وهكذا ينمو العلم ويتراكم.
والحقيقة أن الكتابة بهذت الطريقة ،هي التي تض ـ ـ ــفي على البحث ص ـ ـ ــبغته العلمية ،ألن
الباحث س ل و ستق ي وينقد ،ويجيب عن تساؤالته من خالل التصورات النظرية ونتائج
الدراس ـ ــات الس ـ ــابقة ،فيتعرل فعال وبص ـ ــورة جيدة عن جوانب املوض ـ ــوع الذي يبحث فيه،
فيتس ى له اكتشال النق والغموض الذي يتخذت مشكلة لبحثه.
174
ّ
)1يمكن الباحث من معرفة حدود بحثه.
من حيث املنهج والعينة وأدوات القياس أو أدوات جمع املعلومات وألاساليب إلاحصائية.
ّ
)2يمكن الباحث من وضع أسئلته وفقا للوضع الصحيح.
بحيث عرل فيما إذا كان من املحتمل أن يضيف بحثه شيئا إلى املعرفة القائمة ،بطريقة
مفيدة .فاملعرفة العلمية في أي مجال ،تتكون من النتائج املتراكمة للعديد من البحوث التي
قام بها أجيال من الباحثين ،ومن النظريات التي تدمج ف ها واملفسرة للظواهر َ
املالحظة .لذا
كان من الضروري مراجعة إلاطار النظري ملوضوع البحث ،بهدل إيجاد العالقة بين البحث
الحالي واملعرفة املتراكمة في ميدان اهتمام الباحث .ألن البحوث التي ال عالقة لها باملعرفة
القائمة ،نادرا ما تقدم إسهامات مهمة إلى امليدان .فبحوث كهذت ،تميل إلى إنتاج أجياء
معيولة من املعلومات ،تكون فائدتها محدودة.
ّ
)3يمكن الباحث من تحديد أسئلته.
إن مراجعة إلاطار النظري للبحث ،تفيد الباحث في إدراكه لألسئلة التي يطرحها ،فيما
إذا كانم واسعة جدا بحيث يصعب بحثها ،أو ضيقة جدا ،أو غامضة أكثر مما ينبغي ،بحيث
ال يمكن العمل وفقا لها .فيتس ى له تنقيحها حتى يمكن بحثها.
ّ
)4يمكن الباحث من تعريف مفاهيم الدراسة.
ّ
إن املراج ـعـ ـة الدقيقة للطار النظري للبحث ،تم ـك ـن الب ـاح ـث من توضيح امل ـف ـاهـيـم
البنائية (الت سيسية) املستعملة في البحث ،وتعريفها إجرائيا .ألن معظم املفاهيم البنائية في
علم النفس ،ال تساعد كثيرا في البحث العلمي ما لم يجر تحديدها إجرائيا من خالل أسلوب
قياسها ،أو طريقة التعرل عل ها تجريبيا.
ّ
)5تمكن الباحث من صياغة فروض بحثه.
وتساعد مراجعة إلاطار النظري للبحث ،من تمكن الباحث من صياغة فروض بحثه.
ّ
)6يمكن الباحث من فهم أسباب النتائج املتناقضة في البحوث.
175
إن التناقض بين نتائج البحوث في العلوم إلانسانية أمر م لول .وألاسباب الكامنة وراء
عدم الثبات في نتائج البحوث ،قد عود إلى أنواع ألاساليب املتبعة في حل املشكلة ،أو إلى
خصائ العينات ،أو إلى أنواع ألادوات املستعملة في جمع البيانات ،أو إلى إغفال بعض
املتغيرات املؤارة ،أو إلى طرق البحث ،أو املعالجات إلاحصائية .و عت ر حل التناقض بين نتائج
البحوث العلمية تحد قوي .لكن التصدي لهذا ألامر ،سول يقدم مساهمة هامة للمعرفة
العلمية.
فمثال ،وجد في بعض البحوث ،أن الفشل يضعف التعلم .ووجد في بحوث أخرم أن ُ
الفشل سهل التعلم .لكن عند ألاخذ بعين الاعتبار ،في تصميم البحث لعاملي تصور
املفحوصين للفشل ،وصعوبة املهمات ،أو سهولتها ،ال بدرجة كبيرة ذلك التناقض في النتائج.
ّ
)7يمكن الباحث من التعرل على طرق البحث املفيدة.
عند مراجعة إلاطار النظري للبحث ،سول يتمكن الباحث من التعرل على الكثير من
نماذج البحوث التي تتغير وفقا لطبيعة املشكالت وأهدافها .ويدرك أن البحوث ليسم
متكافئة كلها ،مما يجعله ناقدا لها ،ومالحظا للطرق التي أنجيت وفقا لها .مما يدفعه إلى
العمل على تحسينها في تصميماتها وأدوات جمع املعلومات واملعالجات إلاحصائية .وكلما تعمق
الباحث في مراجعة ألاطر النظرية للبحوث السابقة ،يكتشف املسار الصحيح للبحث فيتبعه،
ويدرك الجيد والرديء منها.
ّ
)8يمكن الباحث من تجنب التكرار لبحوث سابقة.
إن مراجعة إلاطار النظري للبحث ،تمكن الباحث من اكتشافه أن تلك الفكرة ّ
القيمة
التي أخذ يطورها للبحث ف ها ،يوجد بحث مماال لها جدا قد جرم إنجا ت سابقا ،أو عدة
بحوث .وفي هذت الحالة ،ينبغي على الباحث؛ إما أن يتعمد إعادة البحث السابق ،أو غير
الخطة ويبحث في جانب آخر من جوانب املشكلة.
ّ
)9يمكن الباحث من تفسير وإدماج نتائج بحثه.
إن مـراج ـع ـة إلاط ـار الن ـظ ـري للب ـح ـث ،من ن ـظ ـريات ون ـت ـائـ ـج البـ ـح ـوث السابـقـة ،وإلاملام
العميق بها ،تمكن الباحث من حسن تفسير نتائج بحثه ،ومن ام إدماجها في املعرفة العلمية
السابقة ،لتصبح جيءا منها.
176
تاسعا :إعداد خطة البحث
خطة البحث عبارة عن تصور شامل للبحث من بدايته إلى نهايته .ويضع الباحثون
خططا لبحوثهم ،سجلون ف ها وجهات نظرهم ،ورؤيتهم وطريقة تفكيرهم في تحديد املشكلة،
وإجراءات بحثها .والحقيقة أن البحث الناجح ،هو الذي تكون خطة إجراءاته ّ
جيدة .ويرجع
فشل كثير من البحوث ،إلى أن الباحث ربما تسرع في القيام ببحثه من اختيار العينة
يكون تصورا واضحا وشامال واستعمال أدوات جمع البيانات ومعالجتها إحصائيا ،قبل أن ّ
لجميع تفاصيل بحثه .وعلى الطالب الباحث أن عرل أن تخطيط البحث ،أشبه ما يكون
بالتخطيط الهندس ي املعماري ،يتطلب تصورا واضحا للتنظيم الكلي للبناء .ويترجم ذلك في
خريطة تصميم ،تتضمن كل التفاصيل التي سير عل ها البناؤون .فكذلك تخطيط البحث
يحتاج ،قبل القيام به ،ملثل هذت الخريطة التفصيلية .ألن خطة البحث تساعد الباحث على
تنظيم أفكارت .كما تساعدت على معرفة ما يتطلبه بحثه من إجراءات وإمكانات مادية وبشرية.
وتحدد له الطريق الذي سير فيه .وتقدم هذت الخطة ،عادة ،إلى ألاستاذ املشرل على البحث،
أو إلى هيئة علمية في الجامعة التي سجل ف ها الباحث بحثه ،ليتم الاطالع عل ها .ومن ام
يمكن لهذت الجهات أن تتعرل على موضوع البحث ومشكلته وإجراءاته ،وبالتالي تجيزت أو
ترفضه ،أو تطلب إجراء تعديالت عليه .وينبغي أن تشمل خطة البحث ما يلي :
)1املقدمة.
وهذا النوع من املقدمة ،يكون للبحث كله .فيتناول ف ها مفاهيم البحث أو موضوع
البحث .فيتحدث عن أهمية هذت املفاهيم في علم النفس أو التربية (حسب التخص الذي
يبحث فيه) .ام يتحدث عن أهميتها في وصف أو تفسير السلوك .ام شير إلى نتائج بعض
الدراسات السابقة (إن ُوجدت) التي تدعم هذت ألاهمية.
الغريب أن معظم اليمالء عتقدون ،خط ،أن خطة البحث هي فهرس املحتويات ،و سجلونها بهذا
الاسم في بحوثهم ،أو يرشدون طالبهم إل ها !
177
ذات طابع ميداني واقهي ،يتم تحديد أهدال البحث ،عادة ،في جانبين :أحدهما نظري.
وتتمثل ألاهدال هنا في النتائج ذات الطابع املعرفي النظري التي سهى الباحث إلى الوصول
إل ها .مثل :التعرل على حجم الارتباط واتجاهه بين تحمل الغموض وامليل إلى إلاجرام لدم
فئة من الجانحين .أو التعرل على مدم جوهرية الفروق بين النساء املتزوجات والنساء غير
املتزوجات في الشعور بالتعاسة ....وغيرها .واان هما عملي .وتتمثل ألاهدال العملية في ذكر
الجهات التي يمكن أن تستفيد من نتائج البحث .ويتعلق هذا عادة بما إذا كان البحث يتناول
موضوعا يتحدد في نشاط يمارس في مؤسسات اجتماعية .كاألسرة أو املدرسة أو املصنع
وغيرت .فإذا كان البحث يتناول ألاسلوب التربوي في ألاسرة وعالقته بانحرال ألاحداث .فإنه
يكون من بين ألاهدال العملية التي سهى الباحث إلى تحقيقها ما يلي " :لفم انتبات آلاباء
إلى دور ألاسلوب التربوي ألاسري في بناء يخصية ألابناء سواء في الاتجات السوي أو الالسوي".
و شير الباحث كذلك إلى أهمية البحث :وعادة ما يكتسب البحث أهميته من املوضوع
الذي يتناوله ،واملنهج الذي يتبعه ،والعينة التي يجرم عل ها البحث ،وأدوات القياس التي
استعملها ،وألاهدال التي سهى إلى تحقيقها ،والنتائج التي سول يتوصل إل ها ،والعائد من
هذت النتائج نظريا وعمليا.
)4منهج البحث.
يذكر الباحث هنا منهج البحث الذي سول سير في خطواته نجا بحثه .وتصنف
ّ
البحوث عادة على أكثر من أساس .تجريبية وشبه تجريبية .وعلية /مقارنة وارتباطية وعيادية
ومسحية وغيرها .وتحدد طبيعة املوضوع وألاهدال املراد تحقيقها نوع منهج البحث املالئم.
)5مشكلة البحث.
عبارة عن سؤال ّ
يحيـر الباحث ،وال يجد له إجابة فيما يتوفر لديه من معلومات قبل
178
إجراء البحث .أو هي عبارة عن مشكلة غامضة ال يوجد لها حل فيما يتوفر لدم الباحث من
معلومات ،قبل إجراء البحث .وحتى تكتسب مشكلة البحث ،شرعية علمية في البحث ،ينبغي
أن تستنبط من إلاطار النظري للبحث( .النظريات ،املفاهيم ،نتائج الدراسات السابقة).
وعادة ما ع ر الباحثون عن مشكالت بحوثهم ،بعد تحديدها ،في شكل أسئلة.
)6فروض البحث.
وهي عبارة عن حلول مؤقتة يقترحها الباحث ،للجابة عن أسئلة البحث ،أو هي حلول
مؤقتة للمشكلة التي يتناولها البحث .وتكتسب هي أيضا شرعيتها العلمية ،إذا كانم تتفق مع
الاتجاهات النظرية للبحث ،أو نتائج الدراسات السابقة.
)7عينة البحث.
وهي جيء من كل .وتسحب من ألاصل العام .فيذكر الباحث طريقة سحبها وخصائصها
من حيث العدد والجنس والعمر واملستوم التعليمي واملهنة وإلاقامة وغيرها ،وهذا كله وفق
أهدال بحثه وحدودت.
179
ففي املنهج التجريبي وشبه التجريبي ،تكون املقارنة بين مجموعة أو مجموعات تجريبية
ّ
ومجموعة أو مجموعات ضابطة .وفي املنهج العلي /املقارن تكون املقارنة بين مجموعات غير
تجريبية ومجموعات غير ضابطة .لكن إحداهما أو بعضها تتصف بخاصية أو خصائ
معينة ،يطلق عل ها متغير مستقل منسوب .وألاخرم ال تتصف به .مثل املقارنة بين أطفال
تربوا في أسرهم ،وأطفال تربوا في مؤسسات ،في النمو الوجداني.
180
مراجع الفصل الخامس
1ـ ـ ـ ـ ـ ـ إبراهيم وجيه محمود وآخر ( .)1983البحوث النفس ــية والتربوية .القاهرة ،دار املعارل.
23 :ـ .38
2ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أحمد بدر ( .)1978أص ـ ـ ـ ــول البحث العلمي ومناهجه .الطبعة الرابعة .الكويم ،وكالة
املطبوعات 15 : .ـ 50 ،34ـ .62
3ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جابر عبد الحميد جابر وآخر ( .)1996مناهج البحث في التربية وعلم النفس .القاهرة،
دار النهضة العربية 58 : .ـ .65
4ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جودت ش ـ ـ ـ ــاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم الس ـ ـ ـ ــلوكية .القاهرة ،مكتبة
ألانجلو املصرية 197 : .ـ .216
َ َ
5ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حمدي أبو الفتوح ُعط ْيفة ( .)1996منهجية البحث العلمي وتطبيقاتها في الدراس ـ ـ ـ ــات
التربوية والنفسية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار النشر للجامعات 15 : .ـ .43
6ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
نبيل نوفل وآخرون .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية 36 : .ـ .43
7ـ دونالد أري وآخرون ( .)2004مقدمة للبحث في التربية .ترجمة :سعد الحسي ي .مراجعة:
عــادل عبــد الكريم يــاس ـ ـ ـ ــين .العين ،إلامــارات العربيــة املتحــدة ،دار الكتــاب العربي 74 : .ـ
.76
8ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ذوقان عبيدات ،س ـ ــهيلة أبو الس ـ ــميد ( .)2002البحث العلمي :البحث النوعي والبحث
الكمي .الطبعة ألاولى .عمان ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع 33 : .ـ .38
9ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ذوقــان عبيــدات ،عبــد الرحمن عبيــدات ،كــايــد عبــد الحق ( .)2001البحــث العلمي :
مفهومه وأدواته وأس ـ ـ ـ ــاليبه .الطبعة الس ـ ـ ـ ــابعة .عمان ،ألاردن ،دار الفكر للطباعة والنش ـ ـ ـ ــر
73 :ـ .83 والتو ع.
.10رحيم يونس كرو العياوي ( .)2008مقــدمــة في منهج البحــث العلمي .الطبعــة ألاولى .دار
23 :ـ .24 دجلة ،عمان /ألاردن .بغداد /العراق.
.11ص ـ ـ ـ ــالح بن حمد العس ـ ـ ـ ــال ( .)1995املدخل إلى البحث في العلوم الس ـ ـ ـ ــلوكية .الطبعة
ألاولى .الرياض ،مكتبة العبيكان 50 : .ـ .55
.12صــالح مصــطف الفوال ( .)1982منهجية العلوم الاجتماعية .القاهرة ،عالم الكتب.
23 :ـ .38
.13عامر قنديلجي ( .)2002البحث العلمي واستعمال مصادر املعلومات التقليدية
181
75 :ـ وإلالكترونية .الطبعة ألاولى .عمان ،ألاردن ،دار اليا وري العلمية للنشــر والتو ع.
.77
.14عييي حنــا داود وآخرون ( .)1991منــاهج البحــث في العلوم الس ـ ـ ـ ــلوكيــة .القــاهرة ،مكتبــة
ألانجلو املصرية 7 : .ـ .35
.15لندا ل .دافيدول ( .)1983مدخل علم النفس .الطبعة الثانية .ترجمة :س ـ ـ ـ ــيد الطواب
وآخرون .مراجعة :فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر.59 : .
.16مج ــدي عييي إبراهيم ( .)1989من ــاهج البح ــث العلمي في العلوم التربوي ــة والنفس ـ ـ ـ ـي ــة.
القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية 7 : .ـ .32
.17مور س أنجرس ( .)1996منهجية البحث العلمي في العلوم إلانس ـ ـ ـ ــانة :تدريبات عملية.
ترجمة :بو يد صحراوي وآخرون .إشرال ومراجعة :مصطف ماض ي .الجيائر ،دار القصبة
للنشر 122 : .ـ .140
182
الفصل السادس
مشكلة البحث :تحليلها وتحديدها واقتراح حلول لها "صياغة الفرضيات"
مقدمة.
أوال :ضرورة التعرل على مشكلة جديرة بالبحث.
)1الخطوة ألاولى في البحث العلمي.
)2الباحثون املبتدئون.
)3بداية التعرل على مشكلة بحث.
اانيا :تحليل مشكلة البحث..
)1مصادر تحليل مشكلة البحث.
)2كيف يكتب الباحث تحليل مشكلة البحث ؟
)3مثال عن الشعور بمشكلة بحث وتحليلها.
)4هدل تحليل مشكلة البحث.
)5كيف يكون تحليل مشكلة البحث ؟
.1املفاهيم.
.2النظريات.
.3البحوث السابقة.
االثا :تحديد مشكلة البحث
صياغة مشكلة البحث.
صياغة الفرضيات.
رابعا :كيفية تسجيل كل هذت املعلومات في تقرير البحث.
)1حجم البحث.
)2أهمية املعلومات بالنسبة للبحث.
)3البحوث السابقة.
خامسا :عرض مشكلة البحث
سادسا :مقومات مشكلة البحث
183
)1إضافة معرفة علمية جديدة للمعرفة العلمية القائمة.
)2إاارة مشكالت بحثية أخرم.
)3القابلية للبحث.
)4ألاهمية والفائدة بالنسبة للباحث.
سابعا :الفرق بين مشكلة البحث وأهدال البحث
)1مشكلة البحث.
)2أهدال البحث.
1ـ بالنسبة لألهدال النظرية.
2ـ بالنسبة لألهدال العملية.
املراجع
184
مقدمة.
رغم ضرورة وجود مشكلة كت رير جراء بحث علمي ،إال أن الكثير من البحوث التي أتيح
لي الاطالع عل ها ،ال تتوفر على مشكلة جديرة بالبحث .فالشا ع لدم الباحثين في جامعاتنا،
أن البحث يبدأ دائما ،أو في أغلب ألاحوال ،باملوضوع أو بالعنوان .فالباحث يختار موضوعا
(الضغوط النفسية ،مثال) أو عنوانا لبحث ،مثال " :الضغوط النفسية لدم ألامهات
العامالت" .ام ينجي بحثه على هذا ألاساس ،وال يبين ما إذا كانم هناك مشكلة جديرة بالبحث
تتعلق بالضغوط التفسية لدم ألامهات العامالت.
ويكتب الباحثون ضمن تقارير بحوثهم عنوانا فرعيا هو :مشكلة البحث ،ولكن عند
قراءة ما كتبوت ضمن هذا العنوان ،ال يوجد ش يء شير إلى مشكلة بحث .إن الذي يكتبونه
هو مجرد عرض لبعض ألافكار عن متغيرات البحث ،تعقبه مجموعة من ألاسئلة أو
التساؤالت ،ليس لها أي م رر لكونها مشكلة ،أو غموض ،أو حيرة .ام ينتقلون مباشرة إلى
الفرضيات ،كحلول مقترحة للمشكلة التي لم يحددوها أبدا.
والبحوث التي ال تقوم على وجود مشكلة في حاجة إلى حل ،ال ترقى إلى مستوم البحث
العلمي ،كما ينبغي أن يكون ،وال تضيف شيئا إلى املعرفة العلمية القائمة ،حول الظاهرة
محل البحث .فهي مجرد كتابات عتقد أصحابها أنهم يقدمون شيئا للعلم لكي يتطور ،ولكنهم،
في حقيقة ألامر ،ال يقدمون شيئا يمكن إضافته إلى هيكل العلم.
ٌّ
مضر بالبحث رر أساس ٌّي للقيام بالبحث ،وأن الجهل بها ونظرا ألن وجود املشكلة م ٌ
العلمي النفس ي في جامعاتنا ،فإني رأيم أن أتناول في هذا الفصل ،التعرل على مشكلة
صالحة للبحث ،ومصادرها ،وكيفية تحليلها ومن ام تحديدها ،وخطوات عرضها ،ومقوماتها.
وما ألاسلوب الذي ينبغي اتباعه في كل ذلك.
َ ً
استبصارا أعمق ب ساليب البحث العلمي النفس ي ُ
الفصل الباحثين َّ
عطي هذا وأرجو أن
في تحديد املشكلة املراد بحثها.
185
ت كيدها أو تحديها أو تفنيدها أو دحضها يمكن أن عت ر "مشكلة بحث علمي" إذا اتبعم
املنهجية العلمية للوصول إلى إجابة أو إجابات عن تلك ألاسئلة "املشكلة".
و عت ر اكتشال املشكلة أو الشعور بها ،ام تحليلها وتحديدها وعرضها ،شرطا مسبقا
وأساسيا جرا ء أي بحث علمي .ألن وجود املشكلة أو الصعوبة في فهم الظاهرة ،هو أساس
البحث .بحيث ال يمكن أن يقوم البحث ،إذا لم تكن أمام الباحث مشكلة ،أو ظاهرة يكتنفها
الغموض ،أو سؤال ّ
محير لم تظهر له إجابة بعد.
وليس هناك ت رير للقيام ببحث علمي ،ما لم تكن هناك مشكلة يتم إدراكها ،والتفكير
ف ها ،وصياغتها بطريقة مفيدة.
)2الباحثون املبتدئون.
لكن ،رغم هذت ألاهمية ،هناك كثير من الباحثين املبتدئين يهملون هذا الجانب ،وي خذون
أي موضوع يخطر ببالهم ويبحثونه .ويقضون الشهور وألاعوام في جمع املعلومات املتعلقة
بموضوعاتهم الواسعة الغامضة ،دون أن يتضح لهم ما يريدون بحثه .ولذا تكون النتائج التي
يتوصلون إل ها ،في أغلب ألاحيان ،ال قيمة لها من الناحية العلمية .ألنهم لم يحددوا بدقة ما
الذي يتصدون لبحثه .وتصبح حالهم كحال الذي يتجول بال خريطة في أرض ال عرفها.
فالباحث الذي ال يحدد مشكلة بحثه تحديدا دقيقا ،فليس غريبا أن يجد نفسه أنه يبحث
في أي موضوع .وبالتالي ال يقدم شيئا للم ـع ـرف ـة العل ـم ـي ـة املتـعـل ـق ـة بمـوضوع
186
بحثه ،ما دام لم يحدد املشكلة التي يبحثها.
إن مشكلة البحث تتضمن دائما عنصرين ،هما :
ألاول :السؤال الغامض ّ
املحير.
املحير ،تكون بمثابة إضافة معرفة الثاني :أن إلاجابة التي تقدم عن السؤال الغامض ّ
علمية جديدة إلى املعرفية العلمية القائمة ،املتعلقة بالسؤال الغامض ّ
املحير.
تصو ٌر غير واقهي عن املوضوع الذي اختارت ومن الشا ع أن يكون لدم الباحث املبتدئ ّ
للبحث ،وعن املشكلة التي يبحث عن حل لها .حيث وهو بصدد القيام بالبحث ،ستحوذ
عليه انفعال وحماس ائدان .فينخرط في نشاط محموم ،يحاول إقامة صرح شاهق للبحث
الذي ينوي إنجا ت .وعادة ما ينتابه القلق كالطفل ،ألنه يريد أن يقفي مرة واحدة إلى املرحلة
التي علن ف ها عن إجاباته عن التساؤالت التي كانم تشغله .ودون أن عطي اهتماما جديا
لألستاذ املشرل ،أو لذوي الخ رة في البحث ،الذين س لونه هذت ألاسئلة :
1ـ هل حددت مشكلة بحثك ؟
2ـ هل تعرل ما هي املتغيرات التي تتضمنها ؟
3ـ هل تملك املهارات ألاساسية لحل هذت املشكلة ؟
4ـ هل لديك معرفة باملجال العلمي املتعلق باملشكلة ؟
فإنه يمض ي في جمع املعلومات من املراجع .و عتقد أنه طاملا يتوفر على مراجع جيدة كما
ونوعا ،و ستعمل مصطلحات ملفتة لالنتبات ،وطرقا للبحث تتسم بالعلمية ،وسول ستعمل
أساليب إحصائية تتسم بالتعقيد ،فإنه في الطريق الصحيح .فيتملكه الغرور ،ويتصور أنه
سينجي بحثه ،ويحل املشكلة بنجاح .ولكنه بعد حين يكتشف أنه سير في طريق وعرة ،وأنه
سبح في الخيال ،وربما يكون خاطئا ،ألنه لم يهتد إلى طريقه بعد .فاملشكلة في جانب وتفكيرت
في جانب آخر.
إن الباحث حتى وإن كان متمكنا من استعمال أدوات البحث ،من طرق وأساليب
إحصائية وغيرها ،فإن هذا ال يكفي نجا بحث جيد .ألن هذت ألادوات واملعادالت إلاحصائية،
هي في الحقيقة وسائل ستعملها الباحث من أجل تحقيق غاية .وال يمكن أن ستعملها بذكاء،
إال إذا كان عرل مشكلة بحثه.
إن التخطيط للبحث ،من خالل التحديد الجيد للمشكلة ،هو إلاجراء الذي ينبغي أن
ع ـم ـل ل ـه كـ ـل ح ـساب في الب ـح ـث الع ـلـمي .أما ت ـن ـف ـي ـذ الخ ـط ـة ،ف ـهو إلى ح ـد ك ـب ـير عملية آلية
تحتاج إلى مثابرة وبذل الجهد.
187
وال يمكن للباحث أن يحل مشكلة بحثه ،إال إذا ّ
تعرل عل ها .وملا كان التعرل على املشكلة
وأبعادها بصورة دقيقة ،له أهمية كبيرة في البحث العلمي ،فمن الضروري أن يتعلم الباحث
كيف يحلل املشكلة ويتعرل عل ها ويحددها.
188
.4ويالحظ مجموعة من ألافراد يمارسون القمار ،فيتساءل عن الدوافع التي تدفع هؤالء
إلى ممارسة هذا السلوك املدمر للذات ولألسرة وللمجتمع.
.5ويالحظ أيضا أن هناك أفرادا يتفوقون على عامة الناس بإنتاجاتهم الفريدة واملفيدة،
فيتساءل عن طبيعة العملية إلابداعية.
. 6ويالحظ كذلك أن هناك تفشيا خطيرا في غياب العمال واملوظفين عن أعمالهم
ووظائفهم .فيثير لديه ذلك تساؤال عن سبب هذت الظاهرة.
.7ويتساءل أيضا عن عالقة الذكاء بالنجاح في الحياة ألاسرية .وعن عالقة الدافع إلى
إلانجا بالسعادة .وعن عالقة الفقر با جرام .وعن العوامل املسؤولة عن التسرب املدرس ي.
إلى غير ذلك من ألاحداث السلوكية والقضايا النفسية والتربوية التي تشغل عقل
الباحث ،وتثير حساسيته لبحثها ،وكشف الغموض عنها.
شعور ب ن حداا ّ
ٌ َ
محيرا في حاجة إلى فهم وتفسير ،واستبد به وهكذا ،فإذا راود الباحث
الشوق للحصول على تصور أوضح للعوامل املسببة لهذا الحدث ّ
املحير ،فإنه يكون قد خطا
الخطوة ألاولى للتعرل على املشكلة وتحديدها.
لكن التساؤالت السابقة إ اء بعض القضايا الغامضة واملحيرة ،والصعبة على الفهم
تعين فقط مجاال أو موضوعا لبعض ألاحداث السلوكية ،ال تمثل في حد ذاتها مشكلة ،إنما ّ
توجد فيه مشكلة.
ألاولي ،أن الشخ الذي ارت في عيادته مريض، ّ فإذا عرل الطبيب من خالل الفح
فهذا بداية الشعور بوجود مشكلة .ولكنه ال ستطيع أن يقدم العالج املناسب للمريض (حل
ّ
املشكلة) إال إذا يخ مرضه وتعرل عليه وحددت بدقة .وكذلك الحال بالنسبة للمشكالت
البحثية.
إن التعرل أو الشعور بموقف مشكل عام ،يمد الباحث بنقطة انطالق البحث فقط.
أما إذا أراد الباحث التصدي للجابة عن أحد التساؤالت السابقة ،فإنه قبل املض ي قدما في
البحث ،عليه أن عيل النقاط املناسبة التي أاارت املشكلة ،وأن يحللها ويوضح جوانبها
املختلفة ،فيما يتعلق بخصائصها ومفاهيمها وعالقاتها.
ومن أجل أن تتضح العملية أحسن ،بالنسبة للباحث املبتدئ ،أرم أن أقدم مثاال
توضيحيا ،يتم من خالله شرح عملية تحليل املشكلة وتحديدها ،خطوة خطوة .ام تقديم
نموذج لعرض املشكلة وألاسلوب الذي ينبغي اتباعه في ذلك ،يكون ذا فائدة كبيرة.
189
اانيا :تحليل مشكلة البحث
إن الخطوة الثانية ،بعد الشعور باملشكلة ،حسب جون ديوي ،هي جمع املعلومات
حولها .ويتم جمع املعلومات حول املشكلة من أجل تحليلها.
190
هورنر ) M. Hornerفي جامعة متشجان ،اعت رت عدم إقبال إلاناث عن إلاجابة على
يكن في موقف منافسة مع الذكور ،مشكلة تستحق البحث .وفيالاختبارات إلاسقاطية عندما ّ
بحثها للدكتورات ،عام ،1958تحم إشرال جون إتكنسون ،افترضم مفهوما تفسيريا هو :
الخول من النجاح .أي أن ألانثى عندما تجد نفسها في موقف تنافس ي مع الرجل ،تتراجع
وتخال من النجاح أمامه ،ألن ذلك سول ينجر عنه ابتعاد الرجل عنها ،وهي ال تطيق ذلك.
191
الحظ باحث في علم النفس ،من خالل مشاهداته اليومية ألطفال ما قبل املدرسة
الابتدائية ،في أماكن لعبهم ،وفي تجمعاتهم في ألاحياء السكنية ،أنه تسود في سلوكهم مظاهر
السلوك العدواني ،والسلوك العنيف املتعارل عليه لدم هذت الفئة العمرية؛ كالشتم
والضرب والدفع وشد الشعر ونيع اللعبة والحرمان من املشاركة في اللعب .ف اار لديه ذلك
ّ
تساؤال حول علة هذا السلوك العدواني ،لدم هذت الفئة العمرية من ألاطفال.
فالباحث إذن أمام مشكلة في حاجة إلى بحث .حيث هناك سؤال محير ،ال توجد لديه
إجابة عليه ،فيما يتوفر من معلومات ،حول ظاهرة سلوكية ،يكتنفها الغموض .فقرر
التصدي للتعرل على املشكلة وتحديدها ،ام بحثها .والبداية تكون بتحليلها (جمع املعلومات
املتعلقة بها).
192
منظومتها العلمية ،من مفاهيم ونظريات ونتائج بحوث سابقة ،تتعلق بالسلوك العدواني
عامة ،والسلوك العدواني لدم ألاطفال خاصة.
فيشرع الباحث في جمع املعلومات حولها من خالل قراءاته العميقة الناقدة.
1ـ املفاهيم.
يتناول في البداية بالتحليل ،مفهوم العدوان .ألن تحليل مفاهيم البحث ،جيء أساس ي
من عملية تحليل املشكلة .فيالحظ أنه يتداخل مع بعض املفاهيم ألاخرم ذات العالقة به.
مثل :الغضب وت كيد الذات والعناد والتمرد والتخريب وإلافراط في الحركة واملنافسة
والطموح وإلانجا .فيحدد الجوانب السلوكية التي تلتقي ف ها هذت املفاهيم .وهي إلحاق
الضرر باآلخرين أو تحطيم ألاشياء املادية وتخريبها.
كما يبين أيضا الجوانب التي تختلف ف ها .وهي خلو السلوك الذي تصفه معظم املفاهيم
السابقة ،مثل :التخريب وت كيد الذات وإلافراط في الحركة واملنافسة والطموح وإلانجا ،
من القصد والنية في العدوان بمعنات الصريح.
فالسلوك العدواني الذي يصدر من الفرد ،ويوصف بهذت املفاهيم ،يخلو عادة من الدافع
العدا ي .كما أن أهدافه ليسم هي إلحاق الضرر باآلخرين ،أو تحطيم ألاشياء .فيخرج من
هذا التحليل الوصفي الفارقي لهذت املفاهيم ،بمفهوم واضح ودقيق للسلوك العدواني الذي
يتصدم لدراسته .وهو ذلك السلوك الذي يحركه دافع عدا ي ،ويكون هدفه إلحاق الضرر
باآلخرين ،أو حرمانهم من إشباع حاجاتهم ،أو تحطيم أشيائهم املادية.
إن املالحظة على هذت الخطوة من تحليل املشكلة ،أنها ال تمدنا إال بمعلومات بسيطة.
ولكنها تعطينا بعض الاستبصار بعمليات التفكير التي ينبغي على الباحث أن يقوم بها ليوضح
مشكلة بحثه .ألن املعلومات التي جمعها إلى حد آلان ،ال تكفي للتعرل على املشكلة بشكل
جيد.
ومن أجل ذلك ،يواصل الباحث تحليل املشكلة .فيقوم بجمع املعلومات عن أشكال
العدوان وصورت وأبعادت .كالعدوان اللفظي مقابل البدني ،والعدا ي مقابل الوسيطي،
واملبادئ مقابل املضاد ،واملوجه إلى املعتدي مقابل التحويلي ،واملوجه إلى الذات مقابل
193
املوجه إلى آلاخر ،واملوجه إلى ألافراد مقابل املوجه إلى ألاشياء املادية ،واملباشر مقابل غير
املباشر ،وإلاقدامي مقابل الانسحابي وغيرها .فيستعرض هذت ألانماط املختلفة للسلوك
العدواني ،ويناقشها وفقا للخصائ املتعلقة بمظاهر النمو النفس ي للطفل في هذت املرحلة؛
كالنمو الحركي واللغوي واملعرفي والاجتماعي والانفعالي ،ووفقا لنتائج البحوث التي أجريم في
هذا املوضوع .فيجد أن هناك عدم اتفاق بين البحوث حول مدم استعمال ألاطفال في سن
ما قبل املدرسة الابتدائية ،ألنماط العدوان آلاتية :العدوان الوسيطي والتحويلي والانسحابي
وغير املباشر .كما يجد أن هناك بحواا بينم أن ألاطفال في مثل هذا العمر ،ال يفهمون معاني
بعض ألالفاظ التي تستعمل للشتم (العدوان اللفظي) .وأن العدوان املوجه إلى ألاشياء املادية
(التخريب) كثيرا ما يكون دافعه الاستطالع( .نالحظ أن الباحث يتناول بالتحليل واملناقشة
كال من املفاهيم والنظريات ونتائج البحوث السابقة في نظام واحد متكامل ،دون أن يفصل
بينها ،وهذت هي الكتابة ألاكاديمية ،أو كتابة البحث العلمي).
وفي سبيل التعرل على مشكلة البحث بشكل جيد ،يقوم الباحث بالتجوال في بعض
ألاحياء السكنية الفوضوية الفقيرة وألاحياء السكينة املنظمة الراقية عمرانيا ،ليالحظ عن
كثب السلوك العدواني وأشكاله لدم ألاطفال في كال الحيين ،والفروق بينها .كما يقوم بالييارة
إلى بعض املؤسسات الخاصة بالتعليم ما قبل املدرسة ،فيحاور املعلمات الالتي شرفن عل هم
حول املظاهر املتعلقة بالسلوك العدواني ،والظرول املرتبطة به.
وتساعدت املعلومات التي يجمعها من هذت املصادر ،على تضييق مشكلة بحثه .فيبعد
بعض أنماط السلوك العدواني من مجال بحثه .محددا شكل العدوان الذي يكون موضوع
دراسته .وهو العدوان اللفظي والبدني املبادئ الاستجابي املباشر إلايجابي املوجه إلى ألاطفال
من نفس السن .والذي يظهر في ألانماط السلوكية التالية :الشتم والضرب ب عضاء بدنية أو
بوسائل أخرم ،والعض والدفع ونتف الشعر ونيع اللعبة والحرمان من اللعب.
2ـ النظريات.
ولتعميق تحليل املشكلة أكثر ،قصد تحديدها بدقة ،يقوم بطرح العديد من ألاسئلة
الذكية ،التي يحصل بعدها على إجابات تجعله يضع قائمة باألسباب والعوامل املشتبه ف ها
على أنها املسؤولة عن ظهور السلوك العدواني لدم هذت الفئة من ألاطفال ،وفقا ملا تذهب
إليه النظريات املفسرة للسلوك العدواني .كالنظريات البيولوجية والتحليل النفس ي
والسلوكية والتعلم الاجتماعي لباندورا .ونظرية الحاجة ـ الضغط ملوراي .ونظرية إلاحباط ـ
194
العدوان لجون دوالرد .ونظرية املجال لكورت ليفين .ونظرية التوقع ـ القيمة لروتر وغيرها.
مناقشا بطريقة نقدية ما تذهب إليه هذت النظريات واملفاهيم التي تستعملها مع نتائج
البحوث السابقة التي أجريم في إطار تلك الن ظريات .فيتوصل بعد هذا العرض املسهب إلى
تكوين تصور جيد عن مشكلة بحثه .ساعدت على السير في الطريق الصحيح نحو تحديد
مشكلة بحثه .فيضع قائمة بالعوامل املختلفة املسؤولة عن السلوك العدواني هي ما يلي ،ام
يناقشها.
1ـ الورااة.
2ـ الشذوذ في الصبغيات.
3ـ الاضطرابات في وظيفة الدماغ.
4ـ اضطرابات الغدة الدرقية.
مكون غرييي للعدوان. 5ـ توفر ألاطفال على ّ
6ـ التلذذ بإلحاق ألاذم باآلخرين.
7ـ العدوان سلوك متعلم.
8ـ تقليد العدوانيين.
9ـ اضطراب ألاسرة.
.10تقارب الوالدات.
.11انخفاض املستوم الاجتماعي الاقتصادي لألسرة.
.12حجم ألاسرة.
.13املستوم العمراني للحي السك ي.
.14تدني مستوم تعليم الوالدين.
.15أسلوب التنشئة الوالدية.
.16الذكور أكثر عدوانا من إلاناث.
إلى غير ذلك من التفسيرات التي يمكن أن يفكر ف ها (يفترضها) أو ستمدها من النظريات
السابقة املفسرة للسلوك العدواني.
وبعد أن يضع الباحث هذت التساؤالت التي تتضمن العوامل التي عتقد أن لها عالقة
بمشكلة بحثه ،يقوم بجمع ألادلة والحقائق التي تؤيد أو تنفي هذت العالقات .وما إذا كانم
هناك حقائق أو تفسيرات أو عالقات أخرم لها دور ما في ظهور السلوك العدواني .ألنه من
الضروري أن يتفح التساؤالت والافتراضات التي وضعها قبل أن يواصل السير في بحثه.
195
والحقيقة أنه بقدر ما ستطيع الباحث أن يفكر فيه من الحقائق ،ويجمع من املعلومات
املشتبه ف ها ،حول مشكلة البحث ،بقدر ما تكون أمامه فر كثيرة لتعيين أسباب الظاهرة.
إن السلوك العدواني يبدو في ظاهرت مشكلة بسيطة ،ولكن عند تحليله ،قصد معرفة
جوانبه املختلفة ،يتضح أنه ظاهرة معقدة ،تتطلب جهدا ووقتا كبيرين ،وقراءات كثيرة
ومركية ،لتكوين صورة متكاملة عن كل العوامل املسؤولة عنه .ولكن ال يمكن للباحث أن
يحدد مشكلة بحثه ما لم يقم بذلك.
ولكي يحصل على الحقائق املطلوبة ،يقوم بييارات أخرم إلى مؤسسات التعليم
التحضيري في ألاحياء املختلفة .ليقوم بجمع معلومات أخرم أكثر دقة وتركيزا .سواء من خالل
مالحظاته الشخصية ،أم من سجالت ألاطفال في مؤسسات التعليم التحضيري ،حول الوضع
الصحي وألاسري ،ومعلومات أخرم ذات أهمية بالنسبة للمشكلة .وكذلك مالحظات من
املعلمات عن سلوك ألاطفال عامة ،والسلوك العدواني خاصة .و ستعرض أيضا ما كتب
سابقا من بحوث عن العدوان لدم ألاطفال في مثل هذا العمر.
"ال ستطيع الباحث ان يحدد مشكلة بحثه بشكل دقيق ،ويصل ،بعد دراستها ،إلى نتائج
تفيد في تطور املعرفة العمية ،إال إذا كان على علم بما تم بحثه سابقا في نفس املشكلة.
ليتس ى له تجنب التكرار من ناحية ،وتقديم معرفة علمية جديدة تضال إلى ما سبق بحثه
من ناحية أخرم".
ويبدأ في فح التساؤالت السابقة تدريجيا .بالنسبة للتفسيرات التي تطرحها النظريات
البيولوجية ،ستبعد العامل الوراثي ،ألنه وجد من الصعب الحصول على عينة تفي بغرض
البحث من حيث التمثيل .ألنه عادة ما تكون العينات التي يخت ر بها العامل الوراثي من
التوائم بنوع ها (الحقيقية وغير الحقيقية) .وتتم املقارنة بينها وبين عينات أخرم من غير
التوائم ألاقارب وغير ألاقارب .كما أن هذا العامل قد تم بحثه إلى الحد الذي توصل فيه
الباحثون إلى إجابات تعت ر حاسمة نسبيا عن مسؤوليته في ظهور السلوك العدواني.
أما العامل املتعلق بالشذوذ في الصبغيات ) ،(Chromosomesفقد ستبعدت أيضا،
نظرا لصعوب ـة الحصول على نتائ ـج معملية لتحليل الصـبـغ ـيات لألط ـفال العدوانيين .وقد ال
يجد من يقدم له هذت املساعدة التقنية في هذا املجال.
أما العامل املتعلق باضطراب وظائف الدماغ ،فقد حصل على حقائق تقول إن رسم
ْ
الدماغ في الطفولة املبكرة ،ال ُيظ ِه ُر الشذوذ املسبب للعدوان ،لعدم نضج الجها العصبي في
هذت السن.
196
أما اضطرابات الغدة الدرقية ،فوجد أن هناك أدلة علمية تشير إلى أن هذا الاضطراب،
ال سبب السلوك العدواني بصورة مباشرة ،وإنما سبب التوتر وإلافراط في الحركة لدم
الطفل ،مما يؤدي به إلى أن يلحق الضرر أو التخريب دون قصد ،بسبب إلافراط في الحركة.
واملعرول من خالل نتائج البحوث التشخيصية والعيادية ،أن إلافراط في الحركة لدم
الطفل ،غالبا ما يكون مرتبطا بظاهرة نق الانتبات .كما أن الاضطراب نادر الحدوث .وبالتالي
تم استبعادت هو أيضا.
وهكذا ستمر الباحث في فح التساؤالت السابقة تدريجيا ،وفقا للمعلومات التي
جمعها من املصادر املختلفة سابقة الذكر .فيستبعد أيضا التفسيرات املستمدة من فرضيات
مدرس ة التحليل النفس ي ،كالسادية وغريية املوت .ألن الحقائق التي تم جمعها عن هذت
التفسيرات التي تطرحها هذت املدرسة ،من خالل نسقها املعرول عن دور الدوافع العدوانية
والجنسية في السلوك ،وخاصة في جانبه الالسوي ،تبين أن هذت التفسيرات تتعلق بالسلوك
العدواني في مرحلة الرشد.
وبهذت الطريقة يتس ى للباحث تضييق ميدان مشكلة بحثه تدريجيا ،والعمل على النفاذ
إلى جوهرها .والباحث الناجح ال بد له أن عمل على تضييق ميدان مشكلة بحثه إلى الحجم
الذي يجعل معالجتها ممكنة .ألن ذلك عت ر في غاية ألاهمية من الناحية املنهجية .ويدل
بوضوح على مستوم التمكن العلمي واملنهجي للباحث.
ويفح كذلك التفسيرات التي تطرحها النظريات البيئية كالسلوكية والتعلم الاجتماعي
والحاجة /الضغط واملجال النفس ي وعلم النفس البيئي.
وتطرح هذت النظريات تفسيرات متعددة لتفسير السلوك ،ولكنها ترتبط كلها باملثيرات
البيئية التي عيش ف ها الكائن البشري؛ كالظرول ألاسرية والاجتماعية والاقتصادية
ّ
والعمرانية .وأاناء فحصه للمعلومات التي جمعها من قراءاته املركية والناقدة لنتائج البحوث
السابقة ،التي أجريم في إطار مفاهيم وتفسيرات هذت النظريات ،الحظ أنها ركيت على دور
التعييي والتعلم بالتقليد وأار الطالق وتفكك ألاسرة وتدني مستوم تعليم ألابوين وأساليب
املعاملة الوالدية وغيرها .لكنها أهملم العوامل املتعلقة بالبيئة املادية والعمرانية وألاسرية،
كنوع الحي السك ي والا دحام ،والحياة في املدينة ،وتقارب الوالدات ،وحجم ألاسرة .ألنه أاناء
ياراته لألحياء السكنية وملؤسسات التعليم التحضيري ،وحديثه مع املعلمات املشرفات على
هؤالء ألاطفال ،حول السلوك العدواني لديهم ،الحظ أن هؤالء املعلمات قدمن له معلومات
ومالحظات ملفتة لالنتبات وجديرة باالهتمام .فقد أشرن إلى وجود اختالل في السلوك
197
العدواني بين هؤالء ألاطفال باختالل املستوم العمراني لألحياء السكنية التي ي تون منها .كما
أشرن كذلك إلى أنه في بعض الحاالت التي يكون ف ها أخوان شقيقان ملتحقين بالتعليم
التحضيري في نفس الوقم ،نظرا لتقاربهما في السن ،يكون ألاخ ألاك ر أكثر عدوانية بشكل
ملفم لالنتبات .كما استنتج هو من مالحظات املعلمات ،أن هناك عالقة بين السلوك العدواني
لدم الطفل وعدد ألافراد في ألاسرة الواحدة يقابله قلة عدد غرل املسكن .وهذت كلها عوامل
أسرية وبيئية.
وأمام هذت املالحظات ،وجد أنه ال بد أن يتفح ما تم بحثه ،فيما يتعلق بالعوامل
البيئية وأارها على السلوك العدواني.
َ
وتج ر طبيعة البحث العلمي الباحث ،وهو يحلل مشكلة بحثه ،على أن يطلق العنان
لخياله ويتصور الحلول املمكنة .وهذا دليل على سعيه نحو الفهم وتقديم عمل جيد وناجح.
يتصورت وفق ما هو موجود من النظريات ،ونتائج البحوث ّ "ولكن ،ال بد أن ّ
يقوم ّ
أي حل
السابقة".
198
الوالدات .وحجم ألاسرة ،لم تبحث فيما يتعلق بعالقتها بالسلوك العدواني لدم أطفال ما
قبل املدرسة الابتدائية .حيث ركيت البحوث السابقة على دور العوامل البيئية مثل الا دحام
ونوع املكان على السلوك العدواني لدم الحيوانات ،وخاصة الفئران والقردة .أما لدم
إلانسان ،فقد ركيت على عينات من املراهقين والراشدين في املدن وألاريال واملدارس
والجامعات واملعامل وغيرها .أما العوامل التي الحظها الباحث ،فلم تلق الاهتمام من قبل
الباحثين في عالقتها بالسلوك العدواني لدم أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية.
199
"ومع ذلك ،فإن ألاسئلة ليسم هي املشكلة ،فاملشكلة هي التي تكتشف بعد التحليل
العلمي الذي قبل ألاسئلة".
وألاسئلة التالية تبين جوهر مشكلة البحث.
1ـ هل يكون أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية عدوانيين بسبب انخفاض املستوم
العمراني للحي الذي سكنون فيه ؟
2ـ هل يكون أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية عدوانيين بسبب تقارب ألاعمار بينهم وبين
إخوتهم الذين عيشون معهم في نفس ألاسرة ؟
3ـ هل يكون أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية عدوانيين بسبب عدد ألافراد في ألاسرة
الواحدة ؟
وبع د هذا التحديد الواضح للمشكلة ،يمكن للباحث أن يصيغ عنوان بحثه كما يلي :
"املستوم العمراني للحي السك ي وتقارب ألاعمار وحجم ألاسرة ،عوامل مسؤولة
عن السلوك العدواني لدم أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية ـ بحث مقارن".
يتبين مما سبق ،أن من خصائ مشكلة البحث ،أنها تشير إلى خصوصيات البحث
الحالي التي تميزت عن البحوث ألاخرم ،التي تم إجراؤها في نفس املوضوع ،أو القريبة منه،
وتشير إلى الجوانب التي ينفرد بها بين البحوث ألاخرم في نفس املوضوع .وبالتحديد ،ما هي
ألاسئلة التي ت تعلق باملشكلة ولم تتم إلاجابة عنها في البحوث السابقة ،ويتولى البحث الحالي
إلاجابة عنها ؟
ّ
نالحظ أن هذا الوصف املختصر واملركي لتحليل مشكلة من املشكالت القابلة للبحث في
علم النفس ،عطينا إدراكا وفهما بهدل وب همية جمع املعلومات والحقائق ،ومناقشتها من
أجل القيام باكتشال شامل للعوامل املسؤولة عن ظاهرة سلوكية معينة ،قبل م ـحاول ـة
ت ـح ـدي ـدها ب ـدق ـة .ك ـما أن ت ـح ـل ـي ـل املـش ـك ـل ـة بهذت الط ـريقة ،ـساعدنا على تحديد أي
املعلومات نبحث عنها .وأي طريق نسلك من أجل ذلك .وأي هدل نسهى للوصول إليه.
بعد هذا العرض لعملية تحليل مشكلة البحث وتحديدها ،نالحظ أن الباحث بمجرد
شعورت باملشكلة ،ورغبته في بحثها ،قام في سبيل ذلك ،بعدة أنشطة معرفية استكشافية،
نلخصها فيما يلي.
200
.1جمع املعلومات التي لها عالقة باملشكلة.
. 2فح هذت املعلومات فيما إذا كانم تتعلق باملشكلة وفقا لنتائج البحوث السابقة
واملالحظات املنظمة.
.3عرض النظريات املختلفة املتعلقة باملشكلة ،وفح التفسيرات التي تقدمها.
.4اقتراح تفسيرات أو فروض متعددة ،وحلول تتضمن أسباب الظاهرة محل البحث
وفحصها وفقا لحقائق التي تم جمعها.
.5املرونة في تناول املعلومات ومناقشتها.
.6التغيير والتعديل باستمرار في جوانب املشكلة تبعا ملا يحصل عليه من معلومات.
.7الاعتماد على عدة مصادر للحصول على املعلومات ،كالقراءات املركية الناقدة
واملالحظات الشخصية ،واملناقشات مع ألايخا الذين تتوفر لديهم معلومات ميدانية
واقعية.
.8إلابعاد التدريجي للعوامل وألاسباب التي ال تتعلق باملشكلة ،وإبرا الحقائق
والتفسيرات التي يحتمل أنها تتعلق باملشكلة.
.9وأخيرا ،تحديد املشكلة بتعيين ألاسباب أو املتغيرات التي يفترض أنها املسؤولة أو
املرتبطة بالسلوك العدواني لدم أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية.
صياغة الفرضيات.
وفي هذا الوقم ،وفي هذت املرحلة فقط ،أي بعد تحليل املشكلة وتحديدها ،يجو للباحث
أن يقترح لها حال أو حلوال مؤقتة ،أي الفرضيات( .وضع الحلول)،
"الفرضيات ،هي املرحلة الرابعة ،من مراحل البحث العلمي ،حسب جون ديوي".
ويمكن أن سجلها بالصيغة الفارقية التالية.
. 1أطفال ألاحياء السكنية الفوضوية أكثر عدوانا من أطفال ألاحياء السكنية املنظمة.
.2ألاطفال املتقاربون في الوالدة أكثر عدوانا من ألاطفال املتباعدين في الوالدة.
.3أطفال ألاسر أك ر حجما أكثر عدوانا من أطفال ألاسر أقل حجما.
رابعا :كيفية تسجيل كل هذت املعلومات في تقرير البحث
وآلان ،بعد أن أنهينا توضيح عملية تحليل املشكلة والوصول إلى تحديدها فنيا ،وصياغة
الفرضيات ،فإن الباحث املبتدئ يتساءل عن كيف ستعمل كل تلك املعلومات والحقائق
التي جمعها أاناء تحليله للمشكلة .وكيف ستفيد منها في ترقية مستوم بحثه .فالباحث ذو
201
تدرب على كيفية تنظيم تلك املعلومات وعرضها في تقرير الخ رة ال يجد صعوبة في ذلك .ألنه ّ
البحث على شكل فصول في أماكنها املالئمة من إلاطار النظري للبحث .أما الباحث املبتدئ،
بحكم نق خ رته ،فإنه يقع في حيرة .وال عرل كيف يتصرل في هذا الكم الضخم من
املعلومات الذي قام بجمعه .والذي يتوفر على حقائق ومعلومات ،ومفاهيم ونظريات ،ونتائج
َّ
هتدي بها لبحوث سابقة .ولذا فإنه من الضروري إعطاء بعض التوج هات للباحث املبتدئ ،ل
في مثل هذا ألامر .إال أن هذت التوج هات ليسم أوامر نهائية .بل هي مجرد توج هات ترشدت
إلى كتابة إلاطار النظري وتنظيم معلوماته في تقرير البحث ،وفقا لالعتبارات التالية :
)1حجم البحث.
من حيث اتساع أو ضيق مضمونه ،وعدد املتغيرات والنظريات املتضمنة فيه؛ كالبحوث
التي تنجي للحصول على درجات املاجستير والدكتورات .ففي البحث الذي تناولنا مشكلته
سابقا ،عت ر من البحوث كبيرة الحجم نسبيا .ألنه يتضمن مفاهيم ينبغي تحليلها وتوضيحها،
ونظريات ينبغي استعراضها ومناقشتها ،واستعراض البحوث التي أجريم حول التفسيرات
التي تذهب إل ها تلك النظريات .ويمكن للباحث أن ينظم كل ذلك كما يلي :يبدأ بالنظريات
البيولوجية والتحليل النفس ي ،ام نظريات التعلم السلوكية ونظريات التعلم املعرفية
الاجتماعية ،ام نظريات علم النفس البيئي والعمراني .ويركي على نظريات التعلم السلوكية
والتعلم املعرفية الاجتماعية ،وعلم النفس البيئي والعمراني .أما إذا كان بحثه صغير الحجم،
كالبحوث التي تنشر عادة في املجالت والدوريات ،حيث يخص لها حيز ضيق للنشر .فإن
الباحث يمكنه اختصار بحثه ،أو إبعاد بعض النظريات منه ،كالبيولوجية والتحليل النفس ي.
ألنها ال تفسر ،كما رأينا ،السلوك العدواني لدم ألاطفال الصغار.
202
من املناقشات النظرية للبحث ،أو يتناولها بشكل مختصر جدا .والت كيد على النظريات
السلوكية والبيئية ،ألنها ألاقوم بالنسبة للموضوع .وتدمج ف ها نتائج البحث امليدانية.
)3البحوث السابقة.
ينبغي أأل تكتب في فصل مستقل ومنعيل عن إلاطار النظري للبحث .فتصبح في وضع ال
تخدم البحث ،سواء اراء إلاطار النظري ومناقشة نظرياته ومفاهيمه ،أم في تفسير نتائجه،
أم في دمج هذت النتائج .بل تكتب كل دراسة في املكان الذي يالئمها وفق نظريات البحث
ومفاهيمه .حتى تشارك في مناقشة ما تذهب إليه هذت النظريات التي تناولم السلوك
العدواني لدم ألاطفال الصغار.
وبطبيعة الحال ،يكون الباحث املبتدئ ،وهو ينجي بحثه ،دائما تحم رعاية ألاستاذ
املشرل ذي الخ رة ،يتلق منه التوج هات وإلارشادات املنهجية والعلمية املناسبة لذلك.
203
.2شير إلى جوهر موضوع بحثه وأهدافه وأهميته .وهو البحث في العالقة بين بعض
املتغيرات ألاسرية والبيئية والسلوك العدواني لدم أطفال ما قبل املدرسة الابتدائية .ويبين
أهمية بحثه من الناحية النظرية والعملية.
.3يذكر بعض البحوث السابقة القريبة جدا من املشكلة ،من حيث عيناتها وأدواتها
ونتائجها.
.4يذكر ألاسئلة التي أاارتها مشكلة البحث ولم تجب عنها البحوث السابقة ،مع إبرا
خصوصيات البحث الحالي ،فيما يتعلق ب سئلته ومتغيراته وعينته .وإلاشارة إلى إلاضافات
التي يمكن أن يقدمها من خالل النتائج التي سيسفر عنها.
.5يضع الفرضيات التي سيخت رها البحث امليداني أو التجريبي.
.6يحدد ألاصل العام (املجتمع إلاحصا ي) وطريقة املعاينة.
.7يحدد مفاهيم البحث و ّ
عرفها إجرائيا.
.8يذكر أساليب املعالجات إلاحصائية للبيانات التي سول يجمعها من ميدان البحث.
وعليه أن ينظم هذت العناصر بطريقة توضح عالقاتها ببعضها في تسلسل منطقي ،ألنه
من خاللها تتحدد خطوات وجوانب البحث امليداني أو التجريبي بعد ذلك.
والحقيقة أن مشكلة البحث ،ال تظهر فقط في صورة أسئلة تتعلق ب سباب ظاهرة معينة
لم تجب عنها البحوث السابقة ،وإنما ت ر املشكلة كذلك من خالل وجود تناقضات في نتائج
البحوث السابقة حول الفروق بين العينات؛ كالفروق بين الجنسين في السلوك العدواني
مثال ،أو في الطموح ،أو من خالل البحث عن وجود ارتباط بين متغيرين أو أكثر لدم عينة
معينة ،أو البحث عن التوجهات التي تسير عل ها البحوث املتعلقة بمشكالت الشباب ،مثال
...إلخ.
وأيا كان املوضوع أو املجال الذي تظهر فيه مشكلة البحث ،أو ألاسلوب الذي تصاغ به،
فإنه ينبغي تحديدها بدقة ووضوح ،حتى يمكن بحثها بجدارة.
204
وكذلك القيمة الاقتصادية والاجتماعية لنتائجه ،تحتم أن تكون املشكلة ذات أهمية خاصة،
وذات معلومات جيدة ت ر ضرورة بحثها .ومن هذت املقومات ما يلي :
)3القابلية للبحث.
سواء من حيث املوضوع ،أم من حيث إلامكانات املتوفرة للبحث ،أم من حيث املالءمة
ألاخالقية .حيث هناك مشكالت ال يمكن إخضاعها للبحث .سواء من حيث صعوبة تحديد
متغيراتها ،أم من حيث تصميم خطتها .وما إذا كانم تتوفر للباحث املهارات الضرورية في
205
الاستمرار في البحث إلى نهايته .فربما يتوجب عليه بناء أدوات قياس وجمع البيانات ،أو تكون
هناك حاجة إلى معالجات إحصائية معقدة .أو ربما يكون الواقع السياس ي والاجتماعي القائم
ال ساعد على بحث املشكلة .ويجب كذلك الت كد فيما إذا كانم البيانات الضرورية للجابة
عن السؤال متوفرة أو قد تتوفر .وينبغي الت كد من مدم توفر أفراد العينة الال مة ،أو إمكان
الوصول إلى بعض السجالت أو مصادر للمعلومات .وينبغي الت كد كذلك من إمكان إنهاء
البحث في وقم محدد .فالقيام ببحث علمي يتطلب عادة أداء مجموعة من ألانشطة .بداية
م ن القراءة وجمع املعلومات النظرية ،تصميم أدوات قياس واستعمالها لجمع املعطيات،
معالجة املعطيات إحصائيا ،إلافصاح عن النتائج ،وأخيرا كتابة التقرير.
وينبغي من الناحية ألاخالقية أال يتسبب حل املشكلة في أذم بدني أو نفس ي للعينات
البشرية التي ستشارك في الدراسة.
)1مشكلة البحث.
شار بمشكلة البحث إلى موضوع البحث ،وإلى ما يريد الباحث أن يبحثه ويجد له حال.
فهي جوهر املوضوع الذي يتم بحثه .وبالتالي ع ر عنها بسؤال "ماذا" .فيس ل الباحث نفسه،
ماذا أبحث ؟ ويقال له أيضا ،ماذا تبحث ؟ أو ما هو موضوع بحثك ؟ أو ما هي املشكلة التي
ًّ
تريد أن تجد لها حال ؟ فيجيب بقوله :إني أريد أن أبحث ،هل تؤار إلاقامة في ألاحياء
206
الفوضوية على مفهوم الذات لدم الشباب ؟ أو ما هي العالقة بين إلادمان على مخدر ألافيون
وسمتي الاندفاعية واملخاطرة ؟ أو هل توجد فروق بين أطفال الحضر وأطفال الريف في
السلوك العدواني ؟
)2أهدال البحث.
شار إلى أهدال البحث ،على أنها السبب في القيام بالبحث .أو النتيجة التي يريد الباحث
الوصول إل ها .و ع ر عنها بالسؤال " :ملاذ ؟" .فالباحث س ل نفسه ،ملاذا أقوم بهذا البحث ؟
أو س له آلاخرون ،ملاذا تقوم بهذا البحث ؟ فيجيب :
207
208
مراجع الفصل السادس
1ـ جودت شاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم السلوكية .القاهرة ،مكتبة ألانجلو
197 :ـ .216 املصرية.
2ـ جيمس كييف ،هيربرت ويل رج ( .)1992التدر س من أجل تنمية التفكير .ترجمة :عبد
العييي بن عبد الوهاب البابطين ( .)1995الرياض ،مكتب التربية العربي لدول الخليج.
193 :ـ .202
3ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
36 :ـ .43 نبيل نوفل وآخرون .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
4ـ دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را اف ههيه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .مراجعة :عادل عبد الكريم ياسين .العين ،إلامارات العربية املتحدة،
47 :ـ .72 دار الكتاب العربي.
5ـ عبد هللا فالح املنيزل ،عدنان يوسف العتوم ( .)2010مناهج البحث في العلوم التربوية
: والنفسية .الطبعة ألاولى .الشارقة ،مكتبة الجامعة .ألاردن ،إاراء للتو ع والنشر.
39ـ .54
6ـ عيت سيد إسماعيل ( .)1988سيكولوجية إلارهاب وجرائم العنف .الطبعة ألاولى.
25 :ـ .63 الكويم ،منشورات ذات السالسل.
7ـ فرنسيس ت .ماك أندرو ( .)1993علم النفس البيئي .ترجمة :عبد اللطيف محمد خليفة،
جمعة سيد يوسف .الطبعة ألاولى ( .)1999إعادة الطبعة ( .)2002جامعة الكويم ،مجلس
.37 : النشر العلمي.
8ـ مصطف سويف ( .)2005مشكالت منهجية في علم النفس العيادي .الطبعة ألاولى.
195 :ـ .196 القاهرة ،مكتبة الدار العربية للكتاب.
9ـ مصطف عشوي ( .)2015ألاخطاء الشا عة في صياغة مشكالت البحث وفرضياته .ندوة
دولية حول ألاخطاء املنهجية الشا عة في بحوث علم النفس وعلوم التربية .جامعة قاصدي
مرباح – ورقلة ـ الجيائر .يومي 24 - 23 :ف راير .2015
.10مور س أنجرس ( .)1996منهجية البحث العلمي في العلوم إلانسانة :تدريبات عملية.
ترجمة :بو يد صحراوي وآخرون .إشرال ومراجعة :مصطف ماض ي .الجيائر ،دار القصبة
141 :ـ .147 للنشر.
209
210
الفصل السابع
الفرض العلمي في البحوث النفسية :أنواعه ،صياغته ،اختبارت
مع نقد لفروض في بحوث نفسية وتربوية
مقدمة.
أهدال الدراسة.
أهمية الدراسة.
مشكلة الدراسة.
أوال :الفرض العلمي تعريفه إنتاجه أهميته مكانته
1ـ تعريف الفرض العلمي :
2ـ إنتاج الفرض العلمي.
2ـ أهمية الفرض العلمي.
3ـ مكانة الفرض العلمي.
اانيا :مصادر الفرض العلمي
االثا :طرق التفكير الاستداللي واشتقاق الفروض
1ـ الفرض الاستنباطي
2ـ الفرض الاستقرا ي
الفرض والنظرية.
رابعا :شروط ومعايير وضع الفرض العلمي النفس ي
خامسا :وظائف الفرض العلمي النفس ي
سادسا :أنواع الفرض العلمي النفس ي
)1أنواع الفرض العلمي النفس ي من حيث عدد املتغيرات.
)2أنواع الفرض العلمي النفس ي من حيث ألاهدال.
)3أنواع الفرض العلمي النفس ي من حيث موقعه في البحث وأسلوب اختبارت إحصائيا.
.1فرض البحث.
.2الفرض إلاحصا ي.
سابعا :مع ى فرض البحث وخصائصه وصور صياغته
)1مع ى فرض البحث.
211
)2خصائ فرض البحث الجيد.
)3الصورة العامة لصياغة فرض البحث.
)4الصور الفرعية لصياغة فرض البحث.
اامنا :مع ى ودور وأنواع الفرض إلاحصا ي
)1مع ى ودور الفرض إلاحصا ي.
)2أنواع الفرض إلاحصا ي.
1ـ الفرض إلاحصا ي البديل
.1الفرض إلاحصا ي البديل املوجه
.2الفرض إلاحصا ي البديل غير املوجه
االث مالحظات.
)2الفرض إلاحصا ي الصفري.
تاسعا :اختبار الفرض العلمي النفس ي
)1صياغة فرض البحث.
)2الحصول على بيانات إحصائية من عينة البحث.
)3اختيار الاختبار إلاحصا ي املناسب.
)4حساب إحصاء الاختبار إلاحصا ي من بيانات عينة البحث.
)5مقارنة القيمة إلاحصائية املحسوبة بالقيمة إلاحصائية الاحتمالية.
)6اتخاذ القرار إلاحصا ي املناسب فيما يتعلق بالفرض الصفري.
سؤال هام.
إلاجابة.
عاشرا :الفروض العلمية وما يترتب عنها
هل الفرض العلمي ضروري في كل البحوث ؟
حادي عشر :مالحظات نقدية لفروض في بحوث نفسية
212
مقدمة.
إن البحث العلمي من ألاعمال إلانسانية الراقية ،وألانشطة ذات الش ن الرفيع قديما
وحديثا ،تمجدت ألامم كما تمجد ممارسيه ،نظرا ملا ساهم به الباحثون في حل املشكالت التي
تعترض ألامم في سبيل تطورها.
والعلم هو العامل الفاصل بين تقدم ألامم وتخلفها وبين قوتها وضعفها وبين استقالليتها
وتبعيتها .وبقدر ما تبذل ألامم في سبيل البحث العلمي من جهد ومال ،وتتمكن من معطياته
وتطبيقاته ،بما عود عل ها من فوائد في مجال النمو الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي ،بقدر
ما يكون تقدمها وقوتها وسيطرتها على غيرها.
والبحث العلمي لم عد قاصرا على العلوم الطبيعية والتكنولوجية فحسب ،بل تعدم
إلى العلوم إلانسانية والاجتماعية ،مثل علم النفس وعلم الاجتماع والاقتصاد .وصارت
العلوم تصنف على أساس معيارين هما :
.1مدم قدرتها على تناول مشكالت قابلة للحل.
.2مدم اعتمادها على أساليب املنهج العلمي في إجراءات البحث واستخال النتائج.
وتم تصنيف علوم إنسانية واجتماعية مثل علم النفس وعلم الاجتماع والاقتصاد ضمن
هذت الفئة( .عبد الحليم محمود السيد وآخرون.)21 ،1990 ،
ويهدل البحث العلمي إلى إنتاج املعرفة وتطويرها نظريا وتطبيقيا .و عتمد على خطوات
متتابعة منطقيا ،تبدأ بالشعور باملشكلة وتحديدها بدقة ،وصياغة الفروض ،وجمع البيانات
حولها الختبارها ،وعرض النتائج بطريقة موضوعية ،وإدماج النتائج في املنظومة العلمية
موضع البحث.
والفرض من أهم العناصر في خطوات البحث العلمي .ألن البحث ال بد وأن يخت ر فرضا
أو يجيب عن سؤال .فكل فعاليات البحث العلمي ينبغي أن تركي على اختبار الفرض الذي تم
طرحه.
و عد الفرض العلمي ألاداة العقلية الرئيسية في البحوث العلمية .وهو أكثر صور التعبير
عن املشكلة العلمية خصوبة وإنتاجا ،وأكثرها إيجابية في الاتجات نحو فهم الظواهر .وتتضح
قيمته في أنه ساهم في ت ليف الوقا ع العلمية والربط بينها للوصول إلى حل مشكلة قائمة.
ويحدد الباحثون مهمته في فتح الطريق أمام تجارب ومشاهدات وتفسيرات جديدة.
و عتقدون أن الفرض سول يؤدي فعال إلى اكتشافات جديدة ،حتى وإن كان فرضا غير
213
صحيح .ومن وجهـة نظر علمية ،فإن البحوث ال تكون لها قيمة ،إذا لم تكن قد قامم على
هدل محدد ،وهـو اختبار فـرض قائم.
والفرض العلمي رغم أهميته ليس ضروريا في كل أنواع البحوث .ألن وضع الفرض يرتبط
ب هدال البحث ،فإذا كان هدل البحث هو وصف أو تشخي ظاهرة ما ،أو تحليل خصائ
مجتمع ما ،أو استكشال ظاهرة ما ،أو تق ي حياة يخ ما ،أو نشاط مؤسسة ما ،فإن
الفرض هنا ليس ضروريا .ألن الباحث في هذت الحاالت ال يهدل إلى حل مشكلة ،بل سهى
فقط إلى الاستطالع والاكتشال ،وجمع معلومات وتقرير حقائق حول ظاهرة أو يخ أو
مؤسسة .إال أن املعلومات التي يتم جمعها والحقائق التي يقررها ،قد تصبح مصادر لفروض
علمية .أما إذا كان الباحث يهدل إلى إيجاد حل ملشكلة قائمة ،ففي هذت الحالة تكون
الفروض ال مة باعتبارها حلوال مقترحة للمشكلة ،قابلة لالختبار والفح .
ووضع الفرض العلمي ليس باألمر السهل أو املبتذل ،بل يحتاج إلى خ رة عميقة بفنون
البحث العلمي ،وتمكن جيد با طار النظري للبحث ،وبطرق اختبار الفروض باملعالجات
إلاحصائية املالئمة.
وقد رأم الباحث الحالي تقديم خ رته املتواضعة بالكتابة في هذا املوضوع .فيتناول في
هذت الدراسة الفرض في البحوث العلمية النفسية ،مع نقد صياغة الفروض في مجموعة
من البحوث النفسية.
أهدال الدراسة.
تهدل هذت الدراسة إلى تحقيق ألاهدال التالية :
.1التعريف بفرض البحث العلمي النفس ي وب نواعه وبطرق صياغته.
.2التعريف ب ساليب اختبارت إحصائيا.
.3تناول نقدي لصياغات الفروض العلمية في بعض البحوث النفسية.
أهمية الدراسة.
تكتس ي هذت الدراسة أهمية من خالل املعطيات التالية :
.1أنها تتناول عنصرا له مكانة علمية هامة وهو الفرض العلمي النفس ي.
.2أن ـها س ـول ت ـيود الـبـاح ـث ـيـن املـب ـت ـدئـيـن بمـعـلومـات حـول الـفـرض العـل ـمي النـفـس ي من
حيث أنواعه وشروط صياغته وطرق اختبارت.
214
.3أنها تتناول بالنقد طرق صياغة الفروض العلمية في مجموعة من البحوث النفسية.
مشكلة الدراسة.
أتيحم ملعد هذت الدراسة فرصة الاطالع على عينة من رسائل املاجستير وأطروحات
الدكتورات التي أجيزت بين عامي 1995ـ 2003بقسمي علم النفس وعلوم التربية بجامعة
قسنطينة وجامعة باتنة .فالحظ أن الباحثين ،وخاصة املبتدئين منهم ،يضعون فروض
بحوثهم بطرق سيئة ،الكثير منها بعيد عن املعايير التي تصاغ بها الفروض في البحوث العلمية،
مما جعلهم يقعون في أخطاء واضحة .فظهرت هذت البحوث بعيدة كثيرا عن املواصفات
الصحيحة للبحوث العلمية .فهناك من يصرح بفروض موجبة موجهة ام يصرح بها سالبة
في نفس املكان من البحث ،ومنهم من يضع فرضا واحدا سميه فرضا عاما ،ام ستخرج منه
عددا كبيرا من الفروض سم ها جيئية أو فرعية أو إجرائية .ومنهم من يضعها ب لفاظ يصعب
اختبارها مثل لفظ "تلعب وتخلق" .وقد اعت ر معد هذت الدراسة أن هذت ألاساليب غير
الصحيحة لوضع الفروض العلمية ،دليل على نق املعرفة بشروط صياغة الفرض العلمي
تحول هذا ألامر إلى انشغال بحثي لدم معدوأنواعه وطرق اختبارت لدم هؤالء الباحثين .وقد ّ
هذت الدراسة ،رأم أنه جدير بالتناول .ويمكن التعبير عن هذا الانشغال بطرح ألاسئلة التالية:
.1ما مفهوم الفرض العلمي النفس ي وما مكانته في البحث ؟
.2ما مصادر صياغة الفرض العلمي النفس ي ؟
.3ما معايير وشروط صياغة الفرض العلمي النفس ي ؟
.4ما أنواع الفرض العلمي النفس ي ؟
.5ما طرق اختبارت ؟
.6كيف صاغ الباحثون محل هذت الدراسة فروض بحوثهم ؟
ووفقا ملقدمة الدراسة وأهدافها وأهميتها ومشكلتها وأسئلتها ،سول تتناول الدراسة
العناصر التالية :
أوال :تعريف الفرض العلمي ومكانته في البحث ،ومصادرت ومعايير وصور صياغته
وأنواعه.
اانيا :تناول نقدي لصياغة الفروض في بعض البحوث النفسية.
االثا :تقديم النتائج املتوصل إل ها والتوصيات.
215
أوال :الفرض العلمي تعريفه إنتاجه أهميته مكانته
1ـ تعريف الفرض العلمي :
عندما تكون لدم الباحث مشكلة ،فإنه يتوقع احتماالت لحلها ،وهذت التوقعات أو
الاحتماالت حول الحلول املمكنة أو املؤقتة للمشكلة ،هي التي يطلق عل ها فروض أو فرضيات.
والفرض العلمي أهم وسيلة عقلية لدم الباحث ،وهو أساس الطريقة العلمية.
فالحقيقة البحثية الراسخة ،هي أن معظم البحوث تجرم من أجل اختبار فروض .ووظيفته
الرئيسية أنه يوحي بمالحظات وتجارب جديدة.
إن وضع فرض علمي عتمد على مالحظة ظاهرة يكتنف الغموض بعض جوانبها .مثل :
ما العوامل املسؤولة عن السلوك العدواني لدم ألاطفال ؟ وال يوجد لها تفسير فيما يتوفر
من معلومات .عندئذ يطلق الباحث العنان لتفكيرت وخياله ،ويدخل في أحالم يقظة منظمة
وموجهة .فإذا استطاع أن يتخيل بعض الحقائق غير املعروفة قبل ذلك (السلوك العدواني
يكتسب باملحاكاة) التي لو اتسقم مع حقائق معروفة (السلوك العدواني لدم ألاطفال) ومع
نظرية قائمة (نظرية التعلم الاجتماعي باملحاكاة) فإن الباحث يكون قد خط خطوة كبيرة
نحو حل املشكلة ،وأضال معرفة جديدة ملا هو قائم منها.
إذن ،بعد أن يحدد الباحث مشكلة بحثه ،يبدأ في التفكير مباشرة في إيجاد حل لها.
فيضع الحل على شكل فرض يخت رت بإجراءات البحث.
وأفضل تعريف للفرض العلمي ،هو أنه " :تفسير أو حل مؤقم للمشكلة محل البحث،
أو هو جواب مؤقم عن سؤال ال توجد له إجابة فيما يتوفر من معلومات ،يتبنات الباحث
مؤقتا إلى حين ظهور النتيجة ،ليتم قبوله أو رفضه" .أو هو " :نتيجة متوقعة من املحتمل أن
يصل إل ها الباحـث عند نهاية بحثه"( .عبد العاطي أحمد الصياد .)61 ،1983 ،أو هو "تصريح
يتنبؤ بعالقة بين متغيرين أو أكثر في الواقع ،ويتضمن تحقيقا تجريبيا أو ميدانيا"( .مور س
أنجرس.)150 ،2004 ،
فالفرض من حيث صياغته ،جملة علمية تع ر عن حل متوقع أو محتمل للمشكلة،
سول يحاول الباحث من خالل سلسلة من إلاجراءات أن يتحقق منه.
والكـلمة "ف ـرض" Hypothesisتـع ـ ي في اللغة ألانجليزية "الظ ـن ـي ـة" وهي مـرح ـل ـة أق ـل من
الت كيد .ألن الكلمة تتكون من مقطعين هما Hypo :وتع ي شيئا أقل من ...و Thesisوتع ي
ألاطروحة .فالفرض ع ي أقل من ألاطروحة .وهو عبارة عن حدس يرشد إلى الحل .أو توقع
معقول للنتيجة التي سول يتوصل إل ها البحث( .أحمد بدر.)89 ،1978 ،
216
ويتحرك الباحث في مسار محدد ،للوصول إلى إبداع فرض علمي ،يبدأ أوال بالت مل
،Speculationام الحدس ،Intuitionام الفرض العلمي القابل لالختبار( .مصطف سويف،
.)18 ،2005
إن الفرض العلمي هو التطور املنهجي للحدس .والفرق الجوهري بين الاانين ،هو أن
الحدس فكرة غير قابلة لالختبار الام ريقي ،أما الفرض العلمي فهو قابل لالختبار العلمي.
(وهذا أحد شروطه) .وهناك طريقان الختبار الفرض العلمي :إما عن طريق التحقق من
صحة ما يدعيه أو يتنب به ،وإما عن طريق الت كد من أنه ال يوجد ما يكذبه ،وهو ما سم
برهان التكذيب( .مصطف سويف 20 ،2005 ،ـ .)21بمع ى أن الفرض العلمي ،يظل حدسا
أو احتماال أو توقعا ،حتى يثبم البحث صحته أو خط ت.
217
ّ
والفرض أداة قوية في الاستقصاء العلمي ،تمكن من ربط النظرية باملالحظة واملالحظة
بالنظرية ،باستعمال آراء الفالسفة الاستقرائيين مع ت كيدهم على املالحظة ،وأيضا باستعمال
ّ
وتتوحد الفروض بين منطق الفالسفة الاستنباطيين في ت كيدهم على التعليل املنطقي.
املالحظة والتعليل املنطقي نتاج أدلة قوية تبحث عن الحقيقة( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر
جاكوبس ،أصغار را افيه.)106 ،2004 ،
218
اانيا :مصادر الفرض العلمي النفس ي
من خالل عرضنا ملفهوم الفرض العلمي ومكانته في البحث ،يتبين أنه ال يصاغ من فراغ،
بل ستنبط من مصادر أساسية وهي :
.1النظرية التي يجرم البحث في إطارها.
.2نتائج الدراسات السابقة في موضوع البحث.
.3املمارسات العملية سواء كانم اجتماعية أو تربوية أو نفسية أو مهنية.
فالفروض العلمية تستنبط دائما من خلفية علمية ،وال قيمة للفرض العلمي إذا كان
منعيال عن منظومة علمية أو عملية معينة .فالباحث قبل أن يضع فروض بحثه ،يقوم
بتحليل شامل ومعمق للنظرية واملفاهيم والدراسات السابقة املتصلة بموضوع بحثه .ألن
هذا التحليل سيوفر له فائدتين هما :
ألاولى :التعرل على جوانب الظاهرة السلوكية أو الاجتماعية التي ما ال الجدل العلمي
قائما حولها أو يكتنفها الغموض ،حتى يطرح فرضه الذي قد سهم في حسم الجدل أو يوضح
الغموض.
الثانية :التعرل على اتجات الحقائق العلمية املتوفرة حول الظاهرة السلوكية أو
الاجتماعية موضوع البحث حتى ال يناقضها الباحث عند طرح فروضه.
ومن ألامثلة على الفروض العلمية ومصادر استنباطها في مجال العلوم إلانسانية ما يلي
.1أبناء العدوانيين عدوانيون (نظرية التعلم باملحاكاة).
.2ممارسة ألانشطة السارة تخفض من مشاعر الاكتئاب (النظرية السلوكية في
الاكتئاب).
.3التعيييات الاجتماعية أفضل من التعيييات ألاولية في مقاومة الاستجابات املتعلمة
لالنطفاء (نظرية سكينر في التعييي).
.4الحرمان الحس ي في الطفولة املبكرة ،يؤدي إلى ت خر النمو املعرفي في املراحل املقبلة
من العمر (نتائج الدراسات السابقة).
.5يتعاط ألافراد مخدر الهروين لشعورهم بالتعاسة (نتائج الدراسات السابقة ونتائج
تشخيصات املدمنين).
.6ي ـرت ـبـ ـط ان ـ ـحـ ـرال ألاب ـناء ب ـ ـاألس ـ ـلوب الت ـرب ـوي لـ ـألس ـرة (نـ ـتـ ـائ ـ ـج الـ ـدراسـ ـات ال ـس ـاب ـق ـة
واملالحظات العملية).
219
.7التدريب املو ع أفضل من التدريب املجمع في تحسين ألاداء (املمارسة العملية).
ّ
املتكونون تربويا ،أحسن أداء من املعلمين غير املتكونين تربويا (مستنبط .8املعلمون
من املمارسة املهنية).
.9تدر س الجغرافيا بطريقة الاكتشال ،أفضل من تدر سها بطريقة إلالقاء (املمارسة
العملية).
.10التحاق املرأة بالعمل واستقاللها اقتصاديا عن الرجل ،أدم إلى ارتفاع معدالت
الطالق (املالحظات العملية).
نالحظ أن الفروض السابقة إما مستنبطة من نظريات ،أو من نتائج الدراسات السابقة،
أو من املالحظات واملمارسات العملية.
كما تستنبط الفروض كذلك من مصادر أخرم مثل :التخص العلمي للباحث،
التخصصات العلمية ألاخرم ،اقافة املجتمع ،الثقافات الفرعية ،خ رة الباحث وخياله.
220
نظرية ج .بياجي J. Piagetحول تطور التفكير املنطقي لدم ألاطفال .فقد ّبين أن ألاطفال
يمرون ع ر مراحل متتابعة أاناء تطورهم العقلي .وإحدم هذت املراحل ،هي مرحلة العمليات
املحسوسة التي تبدأ في سن السابعة أو الثامنة .ويتميز ف ها تفكير ألاطفال باالنتقال من
الاعتماد على التفكير الحدس ي والتمركي حول الذات ،إلى القدرة على استعمال بعض
العمليات املنطقية ،وتقع في املستوم املحسوس ،لكنها تشمل على بعض التفكير الرميي.
واستعمال هذت النظرية كنقطة بداية ،يجعل الباحث يفترض أن نسبة ألاطفال ذوي التاسعة
من أعمارهم ،والذين يكونون قادرين على إلاجابة الصحيحة على مشكلة الاستنتاج التلقا ي،
وهي ( :عمر أطول من سعيد ،وسعيد أطول من طارق .فمن هو ألاطول من الثالاة ؟) أعلى
من نسبة ألاطفال في سن السادسة الذين يتمكنون من إلاجابة الصحيحة على تلك املشكلة.
ونظرية التعلم الاجتماعي عن طريق التقليد ،لباندورا ،التي ترم أن الكثير من السلوك
يتم تعلمه عن طريق التقليد واملحاكاة ،يمكن استنتاج فروض منها لتفسير أنماط من السلوك
املكتسب.
221
الفرض والنظرية.
ً
دعونا نقرر أننا ال نعرل أيهما أسبق ،البيضة أو الدجاجة ،فاألمر هنا أيضا شبيه به،
ً
أيهما أسبق الفرض أو النظرية ،فالذين عتقدون أن الفرض ابن النظرية ،نقول لهم أيضا
أن النظرية ابنة الفرض ،فالنظريات ،رغم وسعها في املفاهيم وفي املجال الذي تفسرت ،إال
أنها بدأت في ظهورها من فرض ضيق ،وذات عدد صغير من املفاهيم ،وبمواصلة البحث،
تصير نظرية ،تنجب فروضا ،ولكي تب ى نظرية ينبغي أن يكون هناك بحث أكثر و ستغرق وقتا
أطول ،ال تب ى نظرية علمية من بحث واحد ،وفي شهر واحد ،أو في عام واحد.
تتشكل الفروض قبل جمع الحقائق .فالفروض تتعامل مع مدم ضيق من ألافكار .إنها
أفكار أولية تبناها الباحث من أجل تفسير الظاهرة .بينما النظرية من جهة أخرم ،هي تعميم
يتم التوصل إليه بعد البحث املستمر ،وتتعامل مع مجموعة من الحقائق .إنها مصدر من
مصادر الفروض( .منذر الضامن.)79 ،2007 ،
إن النظرية هي توضيح لكيفية الظواهر ،وملاذا هي هكذا .والنظرية مفهوم واسع يوضح
الحقائق ويفسرها ويتنب بها ،أما الفرض فهو مفهوم ضيق ،ويمكن أن سحب من النظرية.
(منذر الضامن 79 ،2007 ،ـ .)80
لكي تخت ر النظرية ويتم السهي إلى تنميتها وتطويرها ،تستنبط منها فروض ،وهذت تدفع
الباحث إلى اختيار البيانات والحقائق من الواقع فيخت رها ،ونتائج الفرض ،تمتحن بها
النظرية فتؤيدها أو تفندها.
فالنظرية تكون في مرحلة اختبار ولكنها أكثر رسوخا من الفرض ،ألنها تكون تجاو ت
الاختبار مرة أو مرات عديدة ،أما الفرض فلم يتم اختبارت بعد( .سعيد إسماعيل صي ي،
.)53 ،1994
ّ
ويكون الفرض هو الخطوة السابقة لتكوين النظرية ،وال تكون الفروض املتعددة نظرية،
إال إذا صمدت أمام الاختبار ،وال تصير مجموعة الحقائق الجيئية حقيقة ،إال إذا صمدت
أمام الاختبار بواسطة الفروض املنطلقة من نظريات .فالفروض ملتصقة بالحقيقة والواقع،
ويمكن اختبارها ،أما النظريات فهي مجردة ،وتستنبط منها الفروض من أجل اختبارها في
الواقع .وبعبارة أخرم ،هناك عالقة أخذ وعطاء متبادلة بين الفروض والنظريات ،ستمد
الفرض قوته من النظرية أو املسلمات القوية ،ويتم تطوير النظرية بواسطة الفروض( .سعيد
إسماعيل صي ي 50 ،1994 ،ـ .)51
222
وه ـك ـذا ي ـق ـوم الف ـرض الع ـل ـم ـي بـوظ ـي ـف ـت ـيـن )1 :تـنـمـيـة نـظـري ـة ج ـدي ـدة ،أو اخـت ـبار نـظرية
قائمة ،للت كد من فائدتها )2 ،أو تلغي نظرية أو تثبتها أو تعدلها( .سعيد إسماعيل صي ي،
.)51 ،1994
و ع ي هذا أن ابوت فرض واحد ال ع ي نشوء نظرية ،فاألمر يتطلب اختبار الفروض
عدة مرات ،وفي ظرول متنوعة .وال تنش النظرية إال بعد ابوت عدة فروض متناسقة من
وايا متعددة ،تشير إلى وجود نسق نظري لتفسيرها( .سعيد إسماعيل صي ي.)51 ،1994 ،
من الصعب الفصل بين النظرية والفرض ،فالفرق ألاساس ي بينهما في الدرجة وليس في
النوع ،فالنظرية في مراحلها ألاولى تسم "الفرض" وعند اختبار الفرض بمييد من الحقائق
بحيث يتالءم الفرض معها ،فإن هذا الفرض يصير نظرية( .أحمد بدر.)97 ،1994 ،
هناك تشابه بين الفرض والنظرية ،كما أن بينهما اختالل ،فالتشابه بينهما هو أن كل هما
عمال عقليا تصوريا بطبيعتهما ،ومن حيث أن أهدافهما ألاساسية هي تفسير الظواهر
والحقائق .أما الفرق بينهما ،فهو يقوم على درجة تعقد واتساع مجال الظواهر التي يراد
تفسيرها ،أو في مدم اتساع هذا املجال ،فمجال الفرض العلمي ،أقل تعقيدا ،وأقل اتساعا،
وأضيق شموال ،أما النظرية العلمية ،فهي أكثر تعقيدا ،وأكثر اتساعا ،وأوسع شموال .مما
يجعلها تشمل عدة فروض علمية ،وإذا كانم املجاالت الجيئية من الحقائق التي تتناولها
الفروض مرتبطة ببعضها ،في نظام أشمل ،هو ما نسميه نظرية( .محمد عماد الدين
إسماعيل.)69 ،1970 ،
يقول كلود برنارد ،1865إن الفكرة املتوقعة ،أو الفرض ،هو نقطة البداية لكل تفكير
استداللي تجريبي .وبدونه ،ال يمكن إجراء أي بحث إطالقا ،وال يتحقق تعلم أي ش يء ،وإنما
يمكن جمع وحشد مالحظات عقيمة .إذا تم إجراء تجربة دون أفكار مدركة مسبقا ،فسول
يكون العمل عشوائيا( .ري هايمان.)43 ،1989 ،
223
أو التناقض ،فيثير لديه ذلك انشغاال علميا ،أي يثير لديه سؤالا ال توجد إجابة عليه فيما
يتوفر من معلومات ،وهذ ا الوضع نع ر عنه بـ "مشكلة" التي تحتاج إلى حل ،فيقترح الباحث
هذا الحل مؤقتا ،ام يقوم باختبار صحته من خطئه عن طريق البحث العلمي .والحل املقترح
الذي يضعه الباحث ،واملستنبط من نظرية معينة ،أو من نتائج دراسات سابقة ،أو من
ممارسات عملية معينة ،هو ما سم بـ "فرض البحث" .وال قيمة لفرض علمي إذا كان منعيال
عن تنظيم نظري معين.
224
سيكولوجية التعلم ،أن ي خذ املبادئ والتعميمات التي توصلم إل ها نظريات التعلم بعين
الاعتبار .فالفرض الذي يقول " :الاستجابات املعي ة تستمر في الصدور" .يتسق مع ما تذهب
إليه نظريات التعلم الارتباطي الشرطي من ناحية ،و شمل كل أنواع التعلم من ناحية أخرم.
ومثله الفروض التي تقول :التعييي إلايجابي يؤدي إلى تعلم الج ر .التنوع في التنب هات البيئية
يؤدي إلى التنوع في الاستجابات .التعيييات الاجتماعية أفضل من التعيييات ألاولية في مقاومة
الاستجابات للنسيان .التعلم السابق يؤار في التعلم الالحق .ممارسة ألانشطة السارة تخفض
من مشاعر الاكتئاب ....وغيرها.
225
خامسا :وظائف الفرض العلمي النفس ي
إن الفرض العلمي النفس ي جسر "يصل" بين النظرية والبحث التجريبي أو امليداني ،وله
عدة وظائف يؤديها.
.1أنه يقدم حال مقترحا للمشكلة ،ويختار هذا الحل من بين حلول أخرم محتملة.
.2أنه أداة الختبار مدم صدق نظرية.
.3أنه أداة لتطوير املعرفة.
.4أنه يجعل الباحث يتوقع نتائج معينة.
.5أنه ساعد الباحث على رسم خطوات بحثه.
.6أنه ساعد الباحث على اختيار املنهج املالئم لبحثه.
.7أنه ساعد على اختيار التصميمات البحثية الضرورية.
.8أنه ساعد على اختيار ألاساليب إلاحصائية املالئمة في معالجة بيانات البحث.
.9أنه ساعد على تقويم ألادوات وأساليب البحث املستخدمة لحل املشكلة.
.10أنه ساعد على تنظيم املعارل العلمية املتعلقة بحل املشكلة.
.11أنه ساعد على وضع تنظيم نظري علمي ييسر تقديم النتائج بطريقة تسهل
للمناقشة والفهم.
. 12أنه ساعد على تعميم النتائج املتوصل إل ها على املجتمع ألاصلي لعينة البحث.
226
ـ ييداد مع مرور اليمن ميل ألابناء إلى التخلي عن إلاحسان إلى آلاباء.
227
الفرض العاملي :يركي الفرض هنا على توقع أن املتغير ّ
يتكون من عدة عوامل وأبعاد
فرعية وليس من عامل واحد أو متغير واحد .مثال:
ـ يختلف الذكور وإلاناث في التركيب العاملي للشعور بالوحدة .إن املتغيرين في الفرض
هما :الذكور وإلاناث والشعور بالوحدة.
228
الفرض السببي :ي ـض ـع الباح ـث ه ـذا الفـ ـرض حيـن يك ـون هدف ـه ه ـو التع ـرل إذا كان
التغير فـي متغير ما سببا فـي حدوث تغير فـي م ـت ـغ ـيـر آخ ـر .ال ـيي ـادة فـي العمر اليم ـ ي ي ـؤدي إلى
النضج الجسمي.
ّ
الفرض العلي /املقارن :يضع الباحث هذا الفرض حين يكون هدفه هو التعرل إذا
كان غياب أحد املتغيرات عند عينة وحضورت لدم عينة أخرم ،هو السبب في الفروق بينهما
في متغير آخر .مثال :هناك فرق بين املتعلمين وغير املتعلمين في الاتجات نحو تعدد اليوجات.
الفرض التنبؤي :يضع الباحث هذا الفرض حين يكون هدفه هو التعرل إذا كان
وجود ارتباط بين متغيرين يجعل معرفة حجم أحدهما ساهم في التنبؤ بحدوث (أو عدم
حدوث) املتغير آلاخر .مثال :يمكن التنبؤ بالتفوق في الفيزياء إذا حدث تفوق في الرياضيات.
الفرض التفاعلي :يضع الباحث هذا الفرض حين يكون هدفه هو التعرل إذا كان
التفاعل بين متغيرين أو أكثر يؤار في متغير أو متغيرات أخرم .مثال :يؤار التفاعل بين مصدر
الضبط والدافع للنجا والتوافق النفس ي في القدرة على اتخاذ القرارات.
الفرض العاملي :يضع الباحث هذا الفرض حين يكون هدفه هو التعرل إذا كان
املتغير يتكون من عامل واحد أو متعدد العوامل .مثال :يتكون الذكاء الوجداني من عوامل
متعددة.
بعد أن تم تناول الفروض العلمية في العلوم إلانسانية من حيث عدد املتغيرات ومن
حيث أهدال البحث ،أنتقل إلى تناول أنواع الفروض من حيث موقعها في البحث ومعالجتها
إحصائيا.
229
.2الف ـرض إلاح ـصا ي :أم ـا م ـوق ـع الف ـرض إلاح ـصائـي ف ـه ـو في القـسم الخا باختبار
الف ـروض ع ـن ـد م ـناق ـش ـة ن ـتائ ـج الب ـح ـث .ووظيـف ـت ـه ه ـي التـرج ـم ـة إلاح ـصائ ـي ـة ل ـف ـرض الب ـح ـث
باستعمال تصميم إحصا ي مناسب( .كمال الفولي ،سالم سيد سالم 2 ،1987 ،ـ .)3
بعد هذا العرض عن أنواع الفروض العلمية ،نتساءل عن مع ى فرض البحث والفرض
إلاحصا ي وصور صياغة فرض البحث .أتناول ذلك في الفقرة التالية بالتفصيل وباألمثلة.
230
1ـ "أن تكون لفرض البحث القدرة على التنبؤ بطبيعة العالقة بين متغيرين ف كثر".
ولكي يكتسب "فرض البحث" هذت القدرة ،ينبغي أن ي تي كخالصة لت مل الباحث وفهمه
العميقين للعالقة بين متغيرات البحث .وهذا الت مل والفهم العميقان ،هما نتيجة للدراسة
الجادة لنظرية معينة ،أو لنتائج دراسات سابقة أو لخ رة عملية واسعة ،وهذت جميعا تؤلف
إلاطار النظري للبحث .ومع ى ذلك أن فرض البحث يجب أن يكون وايق الصلة بهذا إلاطار،
أي أن ستنبط منه.
2ـ "أن يصاغ فرض البحث في جملة خ رية أو عبارة تقريرية".
ألن صيغة السؤال ال تصلح لهذا الغرض .والسبب الجوهري في ذلك ،أن الصيغة الخ رية
أو التقريرية ،هي وحدها التي نحكم عل ها بالصحة أو الخط .مثل :ممارسة ألانشطة السارة
تخفض من مشاعر الاكتئاب .أما صيغة السؤال فليسم كذلك .مثل :هـل ممارسـة ألانشطة
السـارة تخفض من مشاعر الاكتئاب ؟ فالسؤال يثير مشكلة ،أما الفرض فهو اقتراح لحل
مشكلة ،و سهى البحث إلى الحكم على هذا الحل املقترح بالصواب أو الخط .
3ـ "أن يكون فرض البحث قابال لالختبار".
فالباحث بعد أن يضع فرض بحثه ،يقوم بجمع ألادلة من أجل اختبارت .وهذت ألادلة
سواء كانم معملية أو ميدانية ،يجمعها الباحث بوسائل جمع البيانات املعروفة في كل
تخص علمي.
ونقدم هنا بعض ألامثلة عن كيفية وضع فروض البحث من مشكالت بحثية ،لنرم مدم
انطباق الخصائ الثالاة السابقة عل ها.
املشكلة :هل الجماعة املنسجمة تؤار على أعضائها ؟
ّ
فرض البحث :إذا اد الانسجام بين أعضاء جماعة ما أارت بقوة على أعضائها.
املشكلة :هل املستوم الاجتماعي الاقتصادي لألسرة عامل في جنوح ألاحداث؟
فرض البحث :نسبة ألاحداث الجانحين من املستوم الاجتماعي الاقتصادي املنخفض
لألسرة ،تفوق نسبة ألاحداث الجانحين من املستوم الاجتماعي الاقتصادي املرتفع لألسرة.
املشكلة :هل يؤار التعلم الالحق على تذكر التعلم السابق ؟
فرض البحث :يؤار تعلم مادة جديدة على تذكر مادة قديمة.
نقوم فيما يلي بفح فرض البحث ألاخير ،لنرم إذا كانم الخصائ الثالث السابقة
تصدق عليه.
231
بالنسبة للخاصية ألاولى :يتنب الفرض بطبيعة العالقة بين تعلم مادة جديدة (التعلم
الالحق) وتذكر مادة قديمة (تذكر التعلم السابق) .وظهرت طبيعة العالقة بين املتغيرين من
خالل كلمة "يؤار".
بالنسبة للخاصية الثانية :جاء الفرض في جملة تقريرية خ رية مباشرة .وتضمن املتغيرين
اللذين هما موضع الدراسة( .تعلم مادة جديدة) و (تذكر مادة قديمة).
بالنسبة للخاصية الثالثة :يمكن جمع املعلومات عن املتغيرين املذكورين في الفرض.
فاملتغير ألاول ،تعلم مادة جديدة ،يمكن جمع املعلومات عنه بالوسائل املناسبة .واملتغير
الثاني ،تذكر مادة قديمة ،يمكن جمع املعلومات عنه كذلك بالوسائل املناسبة .ولهذا
فالفرض قابل لالختبار.
232
)4الصور الفرعية لصياغة فرض البحث.
هناك االث صور لطريقة صياغة فرض البحث (وأقدم أمثلة هنا عن الفروض الفرقية
والفروض الارتباطية ألن الفروض التنبؤية والتفاعلية والعاملية مشتقة منها).
بالنسبة للفرض الفرقي :إذا كان الباحث بصدد املقارنة بين طريقتين للعالج النفس ي
الة ألاعراض ،هما :طريقة العالج السلوكي وطريقة العالج بالتحليل النفس ي ،فإن الصور
الثالث لوضع فرض البحث هي كما يلي :
.1العالج السلوكي أفضل من العالج بالتحليل النفس ي الة أعراض املرض.
.2العالج بالتحليل النفس ي أفضل من العالج السلوكي الة أعراض املرض.
.3هناك تساو بين العالج بالتحليل النفس ي والعالج السلوكي في إ الة أعراض املرض.
بالنسبة للفرض الارتباطي :إذا كان الباحث بصدد دراسة الارتباط بين ألاسلوب التربوي
الذي تتبعه ألاسرة لتربية أبنائها وانحرال هؤالء ألابناء ،فإن الصور الفرعية الثالث لوضع
فرض البحث هي ما يلي :
.1يرتبط ألاسلوب التربوي ألاسري إيجابا مع السلوك املنحرل لألبناء.
.2يرتبط ألاسلوب التربوي ألاسري سلبا مع السلوك املنحرل لألبناء.
.3ستقل ألاسلوب التربوي ألاسري عن السلوك املنحرل لألبناء.
إن هذت الصور الثالث التي يتبعها الباحثون عند وضع فروض بحوثهم ،ال يتم الاختيار
بينها عشوائيا ،وهذا هو ألاهم بالنسبة لدور الفرض في البحث العلمي .فعلماء البحث يؤكدون
على الباحثين أن يقدموا ت ريرات علمية ،إما نظرية أو إم ريقية ـ ميدانية أوكل هما معا،
يدعمون بها اختيارهم لصورة أو ألخرم من صور وضع فروض بحوثهم .وامل ررات النظرية
تتطلب من الباحث تقديم حجج مبنية على مفاهيم ونظريات معروفة في التخص الذي
ُْ
يبحث فيه ،ومرتبطة بفروض بحثه .أي عليه أن يذكر ،اعتمادا على تلك املفاهيم والنظريات،
ألاسباب التي جعلته يختار صورة دون أخرم من صور وضع فرض البحث .فالباحث الذي
يبحث في إطار نظرية التعلم باملحاكاة ،التي ترم أن السلوك يكتسب عن طريق التقليد ،ال
يمكنه أن يضع فرضا لبحثه شير إلى أن السلوك العدواني وراثي .أما امل ررات الام ريقية ـ
امليدانية فتعتمد على تقديم نتائج الدراسات السابقة التي تؤكد الفرض الذي ذهب إليه
الباحث .فالباحث الذي عرض نتائج لدراسات سابقة تشير إلى أن إلاناث أكثر خوفا من
النجاح من الذكور ،ال يمكنه أن يضع فرض بحثه إال في هذا الاتجات.
233
وهنا ينبغي لفم انتبات الباحثين الذين يلجؤون إلى وضع أي فروض لبحوثهم ،كحيلة
هروبية يتخلصون ف ها من بذل الجهد املعرفي الال م لبناء إطار نظري واضح ،ومناسب
ُْ
ملوضوع البحث .فقد أن ِجيت بحوث لدرجتي املاجستير والدكتورات جاءت أطرها النظرية عبارة
عن أفكار ومعلومات متناارة ال عالقة بينها من ناحية ،وبينها وبين الفروض املصاغة لها من
ناحية أخرم .فهي عبارة عن عروض مدرسية للمعلومات ال يمكن استنباط فروض البحث
منها ،مما يجعل فروض هذت البحوث التي تقوم عل ها كل إجراءات الدراسة امليدانية معيولة
عن إطارها النظري ،ونتائج اختبارها التي هي نتائج البحث معيولة كذلك عن إلاطار النظري
للبحث ،مما يفقد البحث الصلة التي ينبغي أن تربط بين إطارت النظري وفروضه ونتائجه،
فيفقد بالتالي وحدته ألاساسية .والبحوث التي تتفكك عناصرها بهذا الشكل ،تعت ر بحواا
معيولة ال تضيف شيئا للعلم وال تساهم في نموت وتطورت .فالعلم ينمو عن طريق التراكم من
إدماج املعلومات الجديدة في املنظومة العلمية القائمةّ ،
لتكون نسقا نظريا متكامال.
234
والاختبار إلاحصا ي للفرض هو مجموعة أساليب إحصائية يمكن بوساطتها قبول أو رفض
فرض البحث.
235
.2الفرض إلاحصا ي البديل غير املوجه : Non Directive
أما في حالة توقع الباحث عدم وجود فروق أو ارتباطات ،وفق ما تشير إلى ذلك نظرية
البحث أو نتائج الدراسات السابقة أو معطيات املمارسات العملية ،وكما يحددها فرض
البحث ،فإن الفرض إلاحصا ي البديل يصبح حينئذ فرضا غير موجه تبعا لذلك .فال يكون
هناك اتجات للفروق أو الارتباطات بين القيمة الحقيقية والقيمة املفترضة بالييادة أو
بالنق ،وبا يجاب أو بالسالب .وهنا ستعمل الباحث اختبارا إحصائيا لداللة الطرفين أو
الذيلين ( .Two tailedفؤاد أبو حطب ،آمال صادق( )335 ،1991 ،ممدوح الكناني،2002 ،
.)195
ومن أمثلة فروض البحث التي تقود الباحث في الاختبار إلاحصا ي لداللة الفرق أو لداللة
الارتباط إلى الفرض إلاحصا ي البديل غير املوجه ما يلي :
.1ترتفع مشاعر الحياء عند أحد الجنسين دون آلاخر.
.2تختلف طريقة التدريب املو ع على طريقة التدريب املجمع في تعلم قيادة السيارة.
سـؤال.
قبل الانتقال إلى الحـديث عن الفـرض إلاحـصا ي الصفري ،ي تي السـؤال التالي في الواجهة
وهو :هل " فرض البحث" الذي يتوقع نتيجة معينة للبحث ،سواء كان هذا التوقع موجها أو
غير موجه ،يتكاف تماما مع الفرض إلاحصا ي البديل ؟
إجـابـة.
إلاجابة تكون بالنفي .ألن الفرض إلاحصا ي البديل سم هكذا ،ألنه بديل لنوع آخر
وأكثر أهمية من الفروض إلاحصائية هو الفرض إلاحصا ي الصفري .الذي يفترض أن معلمات
Parametersألاصول متساوية أو مستقلة أي (ال توجد فروق وال توجد ارتباطات) .أما
الفرض إلاحصا ي البديل ،فإنه على العكس من ذلك ،يفترض أن معلمات ألاصول غير
متساوية أو غير مستقلة أي (توجد فروق وتوجد ارتباطات) .هذا من ناحية ومن ناحية أخرم،
فإن الفرض إلاحصا ي البديل يكون متعددا ،أما فرض البحث يكون واحدا دائما.
فالفـرض إلاحـصا ي الصـفري لالرتــباط بين الذكـاء واملثابـرة مثـال ،هـو :ال يوجـد ارتــباط
بين الذكـاء واملثابرة .أي توقع استقالل املتغيرين عن بعضهما ،وبالتالي يكون معامل الارتباط
236
بينهما صفرا .أما الفروض إلاحصائية البديلة لهذا الفرض إلاحصا ي الصفري ،فهي متعددة
كما يلي
.1يوجد ارتباط بين الذكاء واملثابرة (فرض بديل غير موجه ال يتفق مع فرض البحث).
.2يوجد ارتباط موجب بين الذكاء واملثابرة (فرض بديل موجه ال يتفق مع فرض البحث).
.3يوجد ارتباط سالب بين الذكاء واملثابرة (فرض بديل موجه يتفق مع فرض البحث).
وبعد هذت ألامثلة الثالاة ،نالحظ أن فرض البحث هو أحد الفروض البديلة.
وبعد هذا التوضيح عن الفرض إلاحصا ي البديل ،أذكر املالحظات التالية.
االث مالحظات.
ألاولى :إن الفرض إلاحصا ي البديل ال يخضع لالختبار إلاحصا ي املباشر ،فالفرض الذي
يخضع لالختبار إلاحصا ي املباشر هو الفرض إلاحصا ي الصفري .أما وظيفة الفرض
إلاحصا ي البديل أاناء املعالجة إلاحصائية ،فتكمن في أنه يحدد كون الاختبار إلاحصا ي
بطرل واحد (ذيل واحد) للداللة إلاحصائية One tailed test of statistical significance
أو بطرفين (ذيلين) للداللة إلاحصائية ( .Two tailed test of statistical significanceكريا
الشربي ي.)59 ،1990 ،
والسبب الذي يجعل الفرض إلاحصا ي البديل ال يخضع لالختبار إلاحصا ي املباشر ،هو
أن هذا الفرض شير دائما إلى وجود ارتباطات بين املتغيرات ،أو فروق بين العينات .والباحث
ال ستطيع إابات الفرض بهذا الشكل أبدا .فعلى سبيل املثال إذا وضع الباحث الفرض التالي
:جميع النساء يتسمن بالحياء مقارنة بالرجال .فإن عليه أن يخت ر جميع النساء في العالم
وفي كل ألاعمار وفي كل الظرول الاجتماعية والاقتصادية والحضارية وغيرها حتى يتمكن من
إابات فرضه ،وهذا مستحيل .وحتى إذا قام بهذا العمل ،فإن عثورت على امرأة واحدة ال
تتسم بالحياء من بين ماليين النساء الالتي اخت رهن ،يجعل فرضه باطال .إذن وملا كان من
املستحيل إابات الفرض البديل إحصائيا بصورة مطلقة ،فإن الباحث بدال من ذلك يقوم
باختبار الفرض إلاحصا ي الصفري الذي يقرر :عدم اتسام جميع النساء بالحياء .وإذا نجح
في رفض الفرض إلاحصا ي الصفري ،يكون قد قدم بعض الت ييد للفرض إلاحصا ي البديل،
ويكون قد اخت رت بطريقة غير مباشرة( .فؤاد أبو حطب ،آمال صادق.)336 ،1991 ،
الثانية :الفرض إلاحصا ي ع ي استعمال إلاحصاء الاستداللي الذي من وظائفه اختبار
الفروض.
237
الثالثة :ف ـرض ال ـب ـح ـث ين ـس ـح ـب ع ـلى املـج ـت ـم ـع ألاصلي للدراسة (املجتمع الذي سحبم
منه عينة الدراسة) وليس على العينة التي أجريم عل ها الدراسة فقط ،ولهذا ستعمل
إلاحصاء الاستداللي الذي من وظائفه كذلك تعميم النتائج على املجتمع ألاصلي للدراسة.
238
إحصائية .والفرق بين البيانات إلاحصائية والفرض ،هو أن البيانات إلاح ـصائ ـي ـة ت ـشـيـر إلـ
املـع ـلوم ـات املـت ـح ـص ـل علـيـها فعـال من عـيـنات البـحـث .أما الفرض فهو
نتيجة يتوقعها الباحث.
مثال عن اختبار فرض بحثي مستنبط من نظرية :يتبع الباحث الخطوات التالية :
239
قويا .وقوة الاختبار إلاحصا ي Power of the statistical testتكمن في قدرته على رفض
الفرض الصفري عندما يكون في حقيقته ليس صحيحا .بمع ى أنه إذا كانم ال توجد ارتباطات
بين املتغيرات ،أو ال توجد فروق بين العينات كما تذهب إلى ذلك نظرية البحث ،وتبينه نتائج
الدراسات السابقة ،فإن الاختبار إلاحصا ي ،إذا كان قويا ،عليه أن يثبم ذلك.
240
فإذا كانم القيمة إلاحصائية املحسوبة للفرق بين العينتين في السلوك العدواني أقل من
أدن قيمة ألك ر مستوم داللة إحصائية للطرل الواحد وهي 0.05 :عند درجة حرية معينة،
يتخذ القرار بقبول الفرض الصفري (فرض العدم) ورفض الفرض البديل ،أي ال يوجد فرق
بين العينتين في السلوك العدواني تحم ت اير التقليد.
أما إذا كانم القيمة إلاحصائية املحسوبة للفرق بين العينتين في السلوك العدواني،
تساوي أدن قيمة ألك ر مستوم للداللة إلاحصائية للطرل الواحد وهي 0.05 :أو أعلى منها
عند درجة حرية معينة ،أو تساوي أدن قيمة ألقل مستوم للداللة إلاحصائية عند الطرل
الواحد ،وهي 0.01 :أو أعلى منها عند درجة حرية معينة ،يقرر الباحث رفض الفرض الصفري
(فرض العدم) وقبول الفرض البديل ،الذي يتفق هنا مع فرض البحث ،بوجود فرق بين
العينتين في السلوك العدواني لصالح العينة التي شاهدت أفالما تعرض أيخاصا يمارسون
العنف والعدوان في حل مشاكلهم .ويناقش هذت النتيجة والقرار الذي اتخذت في فرض بحثه،
وفقا ملا تذهب إليه نظرية البحث ،وهي نظرية التعلم الاجتماعي بالتقليد ،ويدعم ذلك بنتائج
الدراسات السابقة في املوضوع .ويدمج نتيجة البحث في املنظومة العلمية املتعلقة باكتساب
السلوك العدواني.
هذت هي قصة الفرض في البحث العلمي النفس ي.
سؤال هام.
هل يمكن أن يكون الفرض الصفري فرضا بحثيا ؟
إلاجابة.
يقول الباحثون إن الفرض العلمي ينبغي أن يكتب بطريقة تحدد اتجاها ما لطبيعة
الت اير املتوقع أو الارتباط أو الفرق وغيرت ،مثل الفرض التالي " :الالتحاق بالتعليم يرفع من
مستوم الذكاء" .لكن أن يكتب بطريقة صفرية (انعدام الت اير ،انعدام العالقة ،انعدام
الفرق )...مثل الفرض التالي " :ال يؤار الالتحاق بالتعليم في رفع مستوم الذكاء" .فهذا الفرض
غير وظيفي ،وغير م لول وغير مستعمل .Unusualوال يتفق مع طبيعة الفرض العلمي الذي
هو عبارة عن حل مؤقم للمشكلة( .كمال الفولي ،سالم سيد سالم.)5 ،1987 ،
241
عاشرا :الفروض العلمية وما يترتب عنها
يـمـك ـن الت ـح ـق ـق م ـن ص ـح ـة أو خـط بعض الفروض بسرعة وبطريقة مباشرة ،أما بعض
الفروض ،وخاصة العلمية منها ،فيتم التحقق منها بطريقة غير مباشرة .فإذا وجد يخ
أن مصباحا كهربائيا في منزله ال يض يء ،فيمكنه التحقق من ذلك بسرعة وبطريقة مباشرة،
من خالل فح عدة فروض مثل :احتراق املصباح .فساد السلك املوصل للتيار الكهربا ي.
انقطاع التيار الكهربا ي.
أما التحقق من الفرض الذي يقول " :ألارض كروية" .أو الفرض الذي يقول " :السلوك
العدواني يكتسب عن طريق التقليد واملحاكاة" .أو الفرض الذي يقول " :تدخل آلاباء في
الحياة العاطفية لألبناء يييد من تفاقم هذت العواطف" .فإنه ال يمكن مالحظة هذت الحقائق
التي تشير إل ها هذت الفروض مباشرة .ولكن يمكن اختبارها بطريقة غير مباشرة من خالل
استنباط ما يترتب عنها .إن الباحث ستنتج :إذا كانم الفروض حقيقية ،فيمكن مالحظة
ما يترتب عنها واختبارت بطريقة مباشرة( .ديوبولد ب .فان دالين.)237 ،1984 ،
ففي الفرض ألاول يمكن أن ستنتج املرء أنه ما دامم ألارض كروية ،فإن الذي يترتب
عن ذلك هو إمكان السفر من مكان معين والدوران حول ألارض والعودة إلى نفس املكان.
وقد استحوذت هذت الفكرة على كرستوفر كولومبس الذي اعتقد بإمكان بلوغ الشرق با بحار
غربا من ال رتغال.
وفي الفرض الثاني ستنتج الباحث أن الذي يترتب عليه إذا كان صحيحا :أن ألافراد
الذين عيشون مع آباء يلجؤون إلى حل مشاكلهم عن طريق العنف ،يكونون أكثر عنفا من
ألافراد الذين عيشون مع آباء يحلون مشاكلهم بطرق ودية .أو ستنتج أن ألافراد الذين
شاهدون أفالم العنف ،يكونون أكثر عنفا من ألافراد الذين ال شاهدون هذا النوع من
ألافالم .أو ستنتج أن ألاحداث الذين يصاحبون أقرانا عدوانيين سول يكونون عدوانيين
مقارنة باألحداث الذين يصاحبون أقرانا مساملين .وهنا ستطيع أن يخت ر املترتبات بطريقة
مباشرة ،فيقارن بين ألافراد الذين عيشون مع آباء يلجؤون إلى حل مشاكلهم عن طريق
العنف وألافراد الذين عيشون مع آباء يحلون مشاكلهم بطرق ودية .والنتيجة التي يتوصل
إل ها هي اختبار للفرض من خالل ما يترتب عنه.
والختبار الفرض الثالث يقوم بجمع معلومات عن قص العشاق الذين تدخل آباؤهم
في حياتهم العاطفية وحالوا بينهم وبين من يحبون ،مثل نموذجي قيس وليلى وروميو وجولييم،
ويخت ر فرضه.
242
واعـتـم ـاد الباحـثـيـن على مـا يـتـرتـب عن الف ـروض إذا كـان ـم صـحـيـح ـة ،ج ـع ـل ـه ـم يـضـعـون
فروض بحوثهم على شكل املترتبات .فمثال بدال من وضع الفرض التالي هكذا " :الالتحاق
بالتعليم التحضيري يؤدي إلى التوافق النفس ي والاجتماعي للتالميذ في مرحلة التعليم
الابتدا ي" .فإنه يوضع هكذا " :توجد فروق بين التالميذ امللتحقين بالتعليم التحضيري وغير
امللحقين به في التوافق النفس ي والاجتماعي في مرحلة التعليم الابتدا ي" .وبدال من وضع
الفرض التالي هكذا " :ممارسة ألانشطة السارة تخفض من مشاعر الاكتئاب" فإنه يوضع
هكذا " :توجد فروق بين املمارسين وغير املمارسين لألنشطة السارة في انخفاض مشاعر
الاكتئاب لصالح املمارسين لألنشطة السارة".
إن املالحظ على هذت الصياغات أنها ال تشير إلى فرض البحث صراحة بل تتعدات إلى ما
يترتب عليه إذا كان صحيحا .حيث أنه إذا كان الفرض " :ممارسة ألانشطة السارة تخفض
من مشاعر الاكتئاب" صحيحا ،فإن الذي يترتب عليه أن توجد فروق دالة إحصائيا بين
املمارسين وغير املمارسين لألنشطة السارة في انخفاض مشاعر الاكتئاب لصالح املمارسين
لألنشطة السارة.
243
كالبحوث املسحية ،وكذلك الحال في البحوث الاستكشافية ،ال تحتاج إلى فرض .أما البحوث
التجريبية ،فيعد اختبار فرض أمرا ضروريا ،وهاما( .منذر الضامن 71 ،2007 ،ـ .)72
وال يكون الفرض ذا قيمة علمية ،وجدير باالختبار ،إال إذا كان ستند إلى /....أو تؤيدت
حقائق مؤكدة أو قوية ،مثل النظريات ،أو نتائج البحوث السابقة( .سعيد إسماعيل صي ي،
1994ـ .)50
ويكون الفرض العلمي ضروريا في الدراسات التي تقوم على الاستقراء ،وخاصة
التجريبية( ،سعيد إسماعيل صي ي 1994 ،ـ .)51وكذلك الدراسات التي تقوم على الاستنباط
من النظريات أو املسلمات واملبادئ القوية.
244
الحظ املثالين التاليين ( :فضيلة ذيب).
مثال للفرض العام :ال توجد صورة والدية راجعة لتبطن ألادوار الوالدية لدم ألاطفال
املسعفين.
مثال للفرض إلاجرا ي :ال تتمكن املؤسسة إلاسعافية من استبدال الدورين الوالديين
لدم ألاطفال املسعفين( .تم اختبار الفرض كيفيا).
و "إلاجرائية" كمفهوم تتعارض مع "الفرض" كمفهوم .فا جرائية تع ي أن الظاهرة التي
توصف بها يمكن مالحظتها مباشرة وقياسها .أما الفرض فهو مجرد تصور في عقل الباحث
يمكن اختبارت .فكيف يوصف التصور با جرائية ؟ وكيف يصاغ الفرض إجرائيا وال يخت ر
كميا ؟
والباحثون الذين يضعون فرضا عاما واحدا ام يجيئونه إلى عدة فروض فرعية أو جيئية
أو إجرائية دليل على عجي الباحث على استنباط فروض البحث من املنظومة العلمية التي
يبحث ف ها ،وعندما تتعدد الفروض العامة والفروض الجيئية ،نتساءل عن الفرض الذي
يخت ر ،هل هو الفرض العام أم الفرض الجي ي؟
ّ
6ـ عيوب واضحة في لغة صياغة الفروض العلمية مما صعب في اختبارها .مثل " :تلعب
بعض العوامل النفسية والاجتماعية دورا في تحديد مفهوم وأشكال العنف املمارس من قبل
الطفل"( .بركو ميو ) كيف يتم اختبار كلمة "تلعب" وهي الكلمة التي تشير إلى العالقة بين
املتغيرات.
وهناك فرض آخر " :معا شة ألاطفال لساحات العنف تخلق لديهم صدمة نفسية".
(أميرة شيبي) .كيف يتم اختبار كلمة "تخلق" وهي الكلمة التي تشير إلى العالقة بين املتغيرات.
7ـ توضع فروض يمكن اختبارها فرقيا ام تشتق منها فروض جيئية ارتباطية.
8ـ تكتب الفروض مرتين وب سلوبين متناقضين الختبار عالقة واحدة في نفس البحث.
مثال :وضع أحد الباحثين فرضين في مكانين متباعدين من البحث ،مع عيوب لغوية في
الصياغة أحدهما فرض موجب أطلق عليه فرض عام .55 : ،وألاخر فرض صفري أطلق
عليه فرض إجرا ي 290 : ،كما يلي :
ـ الفرض العام " :نتوقع وجود فروق ذات داللة إحصائية لجميع مدراء معاهد الجامعات
الشرقية في اختبار فيدلر (مقياس الدافع ،عالقة املشرل باألعضاء ،مقياس هيكلة املهمة،
مقياس سلطة املركي).
245
ـ الفرض إلاجرا ي " :ال يوجد فرق ذو داللة إحصائية لجميع مدراء معاهد الجامعات
الشرقية على مقياس الدافع :منخفض /عالي"( .لونيس أوقاس ي).
من ْ
ومن تكون الفروق. في الصياغتين السابقتين لم يبين الباحث بين ْ
وبعد أن اخت ر الفرض إلاجرا ي باألسلوب إلاحصا ي الالبارامتري كا ²التي جاءت غير دالة
إحصائيا ،كتب أسفل الجدول عنوانا فرعيا هكذا :التعليق على الجدول .ام كتب ما يلي :
ـ ال يوجد اختالل ذو داللة إحصائية بين عينة الدراسة على مقياس الدوافع .أي أننا
نقبل الفرض الصفري ونرفض الفرض إلاجرا ي .هل هذا مفهوم !؟ وقد صاغ الفرض إلاجرا ي
صياغة صفرية.
9ـ سيادة الفروض الفرقية والارتباطية وغياب الفروض السببية والتنبؤية والتفاعلية
والعاملية.
10ـ الفصل بين مشكلة البحث وفروضه.
11ـ النمطية في وضع الفروض .هناك اعتقاد لدم الباحثين ب ن كل بحث ال بد له من
فروض يخت رها .إال أن هناك بحواا ال تتطلب فروضا عندما يكون هدفها هو معرفة العوامل
التي أدت إلى ظهور الفرد بالوضعية التي هو عل ها؛ مدمنا أو فاشال أو متفوقا ...إلخ (دراسة
حالة) .أو يكون هدفها هو معرفة آراء أساتذة الجامعة حول عالقة التكوين الجامهي بعالم
الشغل (نبيل بو يد) أو يكون هدفها هو اكتشال خصائ سلوكية لفئة من ألافراد
كاملتبولين ال إراديا (نورة أوشيح) .أو يكون هدفها هو التعرل على الحاجات إلارشادية لغير
املتوافقين في اليواج (لندة مونية آمال يحي باي) فالبحوث من هذا النوع غلب عل ها الطابع
الاستكشافي ،أي أنها ال تتوفر على مشكالت ،والفرض يوضع لحل مشكلة ،وليس الكتشال
متغيرات .ومع ذلك فقد تم وضع فروض لهذت البحوث ال تتوفر على شروط ومعايير الفروض
العلمية .ومن ألامثلة عل ها ما يلي :
" .1مواضيع ومحتويات أحالم ألاطفال تتميز بخصائ "( .فريدة لوشاحي).
" .2تتسم يخصية املراهق املتبول ال إراديا بسمات متعددة"( .نورة أوشيح).
" .3من املمكن إعداد برنامج للرشاد اليواجي انطالقا من تجربة الالمتوافقين في
اليواج"( .لندة مونية آمال يحي باي).
هل يمكن أن تكون هذت فروض علمية ؟ (يمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى الفقرة
الخاصة بشروط صياغة الفروض العلمية للحكم على هذت الصياغات الثالث).
246
12ـ كل الفروض في البحوث التي تم الاطالع عل ها لم تستنبط من إلاطار النظري للبحث.
ألن الباحثين كانوا يكتبون ألاطر النظرية لبحوثهم بطريقة مدرسية ،وهذت الطريقة ال تساهم
في تحليل ومناقشة إلاطار النظري للبحث واكتشال املشكالت واستنباط الفروض.
13ـ معظم املعالجات إلاحصائية الختبار الفروض تمم باختبار كا ²أو بالنسب املئوية.
247
248
مراجع الفصل السابع
1ـ أحمد بدر ( .)1978أصول البحث العلمي ومناهجه .الطبعة الرابعة .الكويم ،وكالة
املطبوعات.
2ـ أرنو ل .ويتيج ( .)1983مقدمة في علم النفس .ترجمة :عادل عي الدين ألاشول وآخرون.
القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر.
3ـ أمحمد تغيم ( .)1998واقع املقاربة التنظيرية واملنهجية لعلم النفس لقضايا املجتمع في
العالم العربي :محاولة نقدية تقويمية .عروض ألايام الوطنية الثالثة لعلم النفس وعلوم
التربية :علم النفس وقضايا املجتمع الحديث .الجيء الثاني .جامعة الجيائر.
4ـ أميرة شيبي ( .)2002أار العنف والصدمة النفسية على ألاطفال ضحايا إلارهاب .ماجستير
في علم النفس العيادي أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة قسنطينة.
5ـ بركو ميو (د .ت) .مساهمة في دراسة آراء ألاطفال حول ظاهرة العنف عند ألاطفال
وأشكال العقاب املمارس على الطفل العنيف :دراسة ميدانية بمدارس والية باتنة .ماجستير
أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة قسنطينة.
6ـ دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .الطبعة ألاولى .دار الكتاب الجامهي ـ إلامارات العربية املتحدة.
7ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1962مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
نبيل نوفل وآخرون ( .)1984مراجعة :سيد أحمد عثمان .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
8ـ ري هايمان ( .)1989طبيعة البحث السيكولوجي .ترجمة :عبد الرحمن عيسوي .مراجعة
:محمد عثمان نجاتي .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار الشروق.
9ـ كريا الشربي ي ( .)1990إلاحصاء الالبارامتري في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية.
القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
10ـ سعيد إسماعيل صي ي ( .)1994قواعد أساسية في البحث العلمي .الطبعة ألاولى .بيروت،
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتو ع.
11ـ عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
مكتبة غريب.
12ـ عبد العاطي أحمد الصياد ( .)1983فرض البحث وعالقته بالفرض إلاحصا ي في البحث
إلام ريقي .مجلة كلية التربية ،العدد الثاني .القاهرة ،جامعة ألا هر.
13ـ فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث والتحليل إلاحصا ي في البحوث
249
النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.14فريدة لواشاحي (د .ت) .مساهمة في دراسة خصائ الحياة الحلمية لألطفال 8 :ـ 11
سنة .ماجستير في علم النفس العيادي أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة
قسنطينة.
.15فضيلة ذيب (د .ت) .الصورة الوالدية لدم الطفل املسعف غير املتمدرس :مساهمة في
البحث عن تبطن دوري ألام وألاب .ماجستير أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة
قسنطينة.
.16كمال الفولي ،سالم سيد سالم ( .)1987طبيعة العالقة بين الفرض الصفري والفرض
البحثي في البحوث النفسية .مجلة البحث في التربية وعلم النفس ،املجلد ألاول ،العدد الثاني.
جامعة املنيا.
.17لندة مونية آمال يحي باي ( .)2002الحاجات إلارشادية لغير املتوافقين في اليواج.
ماجستير قسم علم النفس وعلوم التربية جامعة باتنة.
.18لونيس أوقاس ي (د .ت) .ألانماط القيادية السائدة وأساليب التسيير ملدراء املعاهد
بجامعات الشرق الجيائري .دكتورات الدولة أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة
قسنطينة.
19ـ محمد عماد الدين إسماعيل ( .)1970املنهج العلمي وتفسير السلوك .الطبعة الثانية.
القاهرة ،دار النهضة املصرية.
20ـ محمد محمود الكبيس ي ( .)2009فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي .بغداد ،بيم
الحكمة.
21ـ مصطف سويف ( .)2005مشكالت منهجية في بحوث علم النفس العيادي .القاهرة،
مكتبة الدار العربية للكتاب.
.22ممدوح عبد املنعم الكناني ( .)2002إلاحصاء الوصفي والاستداللي في العلوم السلوكية
والاجتماعية .الطبعة الثانية .القاهرة ،دار النشر للجامعات.
ّ
23ـ منذر الضامن ( .)2007أساسيات البحث العلمي .الطبعة ألاولى .عمان ـ ألاردن ،دار
املسيرة للنشر والتو ع والطباعة.
.24مور س أنجرس ( .)1996منهجية البحث العلمي في العلوم إلانسانة :تدريبات عملية.
ترجمة :بو يد صحراوي وآخرون ( .)2004إشرال ومراجعة :مصطف ماض ي .الجيائر ،دار
القصبة للنشر.
250
.25نبيل بو يد ( .)2003التكوين الجامهي وإعداد الطالب للعمل والوظيفة (باللغة
الفرنسية) .دكتورات الدولة أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة قسنطينة.
.26نورة أوشيح (د .ت) .مساهمة في دراسة بعض سمات يخصية املراهق املتبول الإراديا :
دراسة ميدانية لسم حاالت .ماجستير أجيزت بقسم علم النفس وعلوم التربية جامعة
قسنطينة.
.27و .أ .ب .بفردج .ف ّـن البـحـث العـلمي .ترجمة :كريا فهمي ( )1983مراجعة :أحمد
مصطف أحمد .الطبعة الرابعة .بيروت ـ لبنان ،دار اقرأ.
251
252
الفصل الثامن
أي منهج يناسب البحث في برامج إلارشاد النفس ي ؟
(التصميمات التجريبية والعاملية وشبه التجريبية
وتصميم تدوير املجموعات)
مقدمة.
أوال :املنهج التجريبي :تعريفه ،خطواته ،وشروطه ومتغيراته
)1املنهج التجريبي.
)2خطوات املنهج التجريبي.
)3الشروط أو املكونات ألاساسية للمنهج التجريبي.
1ـ الشرط ألاساس ي ألاول :الضبط التجريبي.
2ـ الضبط في التجارب النفسية.
.1ضبط املوقف التجريبي.
.2ضبط خصائ املفحوصين.
.3ضبط ت اير املجرب.
3ـ طرق ضبط املتغيرات في التجارب النفسية.
.1التحكم الفيزيقي.
.2التحكم الانتقا ي.
.3التحكم إلاحصا ي.
4ـ الشرط ألاساس ي الثاني :املعالجة التجريبية.
5ـ الشرط ألاساس ي الثالث :تسجيل ألاار على املتغير التابع.
)4املتغيرات في منهج البحث النفس ي التجريبي وتصنيفها.
)5املقارنة التجريبية.
اانيا :كيف تم إنجا البحوث في ال رامج إلارشادية ؟
)1بالنسبة للضبط التجريبي.
)2بالنسبة للمعالجة التجريبية.
)3املفحوصون.
)4تشخي السلوك موضوع إلارشاد.
253
وإلارشاد. )5التدريب على التشخي
)6أار هاواورن.
االثا :ومبدئيا ،إليكم املناهج املناسبة لبحوث إلارشاد
)1املنهج التجريبي .
)2املنهج شبه التجريبي.
ّ
)3املنهج ال ِع ِلي /املقارن.
)1في املنهج التجريبي.
)2في املنهج شبه التجريبي.
)3في املنهج العلي /املقارن.
رابعا :وآلان ،ما املنهج املناسب للبحوث في برامج إلارشاد ؟
)1املنهج التجريبي.
)2الصدق الداخلي للتجربة والعوامل املؤارة فيه.
)3الصدق الخارجي للتصميمات التجريبية.
1ـ الصدق الخارجي لألصل العام.
2ـ الصدق الخارجي البيئي.
3ـ الصدق الخارجي للعمليات (أو صدق التكوين الفرض ي).
خامسا :التصميمات التجريبية
)1التصميمات التجريبية الضعيفة.
1ـ تصميم املجموعة التجريبية الواحدة ذو القياس البعدي فقط.
2ـ تصميم املجموعة التجريبية الواحدة ذو القياسين القبلي والبعدي.
3ـ تصميم مقارنة املجموعات الثابتة.
)2التصميمات التجريبية القوية أو الفعلية.
1ـ التصميم التجريبي ب سلوب مجموعة أو مجموعات تجريبية ومجموعة أو
مجموعات ضابطة.
.1تصميم املجموعة الضابطة وفق تخصي (تو ع) عشوا ي لألفراد وقياس
بعدي فقط.
.2تصميم املجموعة الضابطة وفق تناظر عشوا ي لألفراد وقياس بعدي فقط ،أو
طريقة ألا واج املتناظرة.
254
(تو ع) عشوا ي لألفراد وقياسين .3تصميم املجموعة الضابطة وفق تخصي
قبلي وبعدي ،أو طريقة املجموعات العشوائية.
.4تصميم سولومون ذو املجموعات الثالاة.
.5تصميم سولومون ذو املجموعات ألاربعة.
2ـ التصميم التجريبي ب سلوب تقديم املتغير املستقل بكميات متفاوتة.
مجموعات تجريبية عديدة وال وجود ملجموعات ضابطة.
سادسا :التصميمات العاملية
1ـ التصميم العاملي البسيط (.)2 × 2
2ـ التصميم العاملي املتعدد .2 × 3 × 2
سابعا :التصميمات شبه التجريبية
1ـ تصميم املجموعة الضابطة غير العشوائية ذو القياسين القبلي والبعدي.
2ـ تصميم تدوير املجموعات ،أو تصميم املوا نة ،أو التكافؤ الدوري ،وقياس قبلي/
بعدي ،أو بعدي فقط.
اامنا :تصميمات السالسل اليمنية
1ـ تصميم السلسلة اليمنية ذو املجموعة الواحدة.
2ـ تصميم السلسلة اليمنية ذو املجموعة الضابطة.
تاسعا :ضبط أار هاواورن أو اتجاهات املفحوصين
املراجع
255
256
مقدمة.
يندفع الكثير من الباحثين ،على مستوم الدكتورات ،نحو البحث في فعاليات ال رامج
إلارشادية ،وأدم ذلك إلى رفض بعض الجامعات ،مشار ع بحوث في هذا املوضوع ،بسبب
كثرة ما أنجي فيه .وفي مقابل هذا الاندفاع في مجال البحث ،ال يوجد إرشاد على املستوم
العملي /امليداني ،كا رشاد الطالبي في التعليم قبل الجامهي والتعليم الجامهي ،وإلارشاد
التعليمي واملنهي واليواجي وألاسري ،وإلارشاد في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرت .هذا
من ناحية ،ومن ناحية أخرم ،وهذا ما دفع ي إلى الكتابة في هذا املوضوع ،أن الطالب الذين
أنجيوا بحواا في الدكتورات ،في مجال إلارشاد ،استعملوا املنهج التجريبي ،كمنهج بحث،
ب سلوب تصميم العينة الواحدة ،وقياس قبلي /بعدي ،أو بعدي فقط للمتغير التابع .وكل
البحوث ،التي أتيحم لي فرصة الاطالع عل ها ،استعملم هذا التصميم ،وبينم أن برامجها
إلارشادية ناجحة وحققم أهدافها ،ألنها خففم مما تعانيه عينات البحث من اضطرابات
وضغوط ومنغصات ،أو ساهمم في تنمية قدرات أو سمات أو عوامل ضبط ،أو تعديل سلوك.
ّ
املحصل عل ها دالة إحصائيا دائما وبلغة املعالجات إلاحصائية الفارقية ،كانم البيانات
ولصالح القياس البعدي.
ويصرح الباحثون ب نهم اتبعوا املنهج التجريبي ،ك نه نوع من التباهي بهذا املنهج الذي
عتقدون أنه سول يضفي على الدراسة جانبا من الثقة واملصداقية.
أسئلة البحث.
أحاول في هذت الدراسة ،إلاجابة عن ألاسئلة التالية :
1ـ ما املنهج التجريبي ؟
2ـ وكيف مارسه باحثو ال رامج إلارشادية ؟
3ـ وما هي املناهج املناسبة للبحوث إلارشادية ؟
للجابة عن هذت ألاسئلة ،ينبغي التعرل أوال على املنهج التجريبي ،وشروطه ،ام كيف تم
إنجا البحوث في برامج إلارشاد وفق هذا املنهج ،وألاخطاء التي ارتكبها الباحثون ،ام تقديم
عدد من التصميمات البديلة ،وعلى الباحثين أن يختاروا منها ما يرونه مالئما لبحوثهم ،وما
ستطيعون القيام به.
257
أوال :املنهج التجريبي :تعريفه ،خطواته ،وشروطه ومتغيراته
)1املنهج التجريبي.
يقوم التجريب في البحث العلمي ،على اعتقاد مفادت ،أن ما يحدث في التجارب ،هو نفسه
ما يحدث في الواقع ،لو يتم ضبط العوامل والظرول في الواقع كما يحدث في التجارب.
عرل التجريب ب نه " :تغيير متعمد ومضبوط للشروط املحددة لحدث ما ،مع مالحظة و ّ
التغيرات الواقعة في ذات الحدث وتفسيرها"( .نقال عن :جودت شاكر محمود.)131 ،2007 ،
و عرل تيم ،Tate, 1988التجربة الحقيقية ،ب نها " :بحث تكون فيه وحدات التجربة
عشوائية على معالجات تجريبية مختلفة" ( .ايد بن عجير الحارثي.)97 ،1994 ،
و عرل كيدر ،جود ،Kidder & Judd, 1986التجربة العشوائية ،على أنها " :تصميم بحثي
عين فيه ألافراد عشوائيا على مستويات املتغير املستقل" .وتتطلب من املجرب أن يكون قادراّ
على ضبط أو تغيير املتغير املستقل واستعمال نظام التعيين العشوا ي .وهذا عادة ،ما يتحقق
ببساطة في املواقف املعملية .ولكن يمكن إجراء التجربة العشوائية في مواقف الحياة
الحقيقية .إن العلم ال ي بدأ وال ينتهي بالتجربة العشوائية .إنما هو عملية اكتشال حيث
تستخدم أفضل ألادوات املتاحة للجابة عن ألاسئلة ( .ايد بن عجير الحارثي 97 ،1994 ،ـ
.)98
و عرل التجريب كذلك ،ب نه :إحداث عامل أو متغير أو عدة متغيرات في موقف معين،
أو حذل هذت املتغيرات أو بعضها ،بهدل معرفة ما يحدث ملتغير آخر ،أو ملتغيرات أخرم.
فالتجربة تبدأ بفرض في حاجة إلى اختبار .وأبسط الفروض ،هو أن حداا ما ينتج عنه حدث
آخر .فالحدث ألاول يدعى سببا والحدث الثاني يدعى نتيجة .وبلغة التجريب ،يدعى الحدث
ألاول املتغير املستقل ،والحدث الثاني املتغير التابع( .فرانسيس ت .مك أندرو.)37 ،2002 ،
258
.5تنظيم البيانات الخام واختصارها بطريقة تؤدي إلى أفضل تقدير غير متحيز لألار
الذي يفترض وجودت.
.6استعمال اختبار داللة مناسب لتحديد مدم الثقة في نتائج البحث( .جودت شاكر
محمود.)133 ،2007 ،
259
ويتحدد هدل الضبط في أي بحث تجريبي ،في إعداد موقف يمكن أن يدرس فيه أار
املتغيرات .ويتم الوفاء بشروط الضبط في قانون املتغير املستقل الواحد في العلوم الطبيعية
أكثر منه في علم النفس والعلوم إلانسانية عامة .ونظرا ألن البحث النفس ي يجرم على البشر،
فهناك دائما العديد من املتغيرات التي تتدخل فيه .ولذا يكفي إتباع مبدأ أو قانون املتغير
الواحد املتميز .فعند بحث آلااار املختلفة لطريقتين في إرشاد الطالب على مهارات املذاكرة،
ينبغي على الباحث أن يقوم باختيار مجموعتين من ألافراد متطابقين في كل ش يء إال في طريقة
إلارشاد على مهارات املذاكرة .ونظرا ألنه ستحيل أن يجد املجرب مجموعتين متطابقتين من
ألافراد ،بصورة مطلقة ،فإنه سهى حضار مجموعتين متشابهتين ،قدر إلامكان ،فيما يتعلق
باملتغيرات ألاخرم ذات الصلة بالسلوك الذي يقع عليه إلارشاد (مهارات املذاكرة) ،وتدعى
املتغيرات الدخيلة؛ كالذكاء والدافعية والقدرة اللغوية والرضا عن الشعبة الدراسية
واملستوم التعليمي وغيرها .وتهمل متغيرات أخرم التي ال يحتمل أبدا أن تكون لها صلة
بمهارات املذاكرة ،مثل اللياقة البدنية أو لون الشعر أو رقم حجم الحذاء( .دونالد آري ،لوس ي
تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه.)336 ،2004 ،
و شمل الضبط في التجارب ،املتغيرات وإلاجراءات واملفحوصين واملجربين أنفسهم ،وكل
ّ
املتغير املستقل ،أو املتغير التجريبي. ما يحتمل أن يؤار في املتغير التابع ما عدا
ومن الطرق الفنية لضبط املتغيرات الدخيلة ،بإبعادها من املوقف التجريبي ،جعل
ألافراد املجرب عل هم ،متماالين ،بقدر إلامكان ،في هذت املتغيرات .أما إذا كان بعضهم يتصف
بهذت املتغيرات ،بدرجة مرتفعة .والبعض آلاخر يتصف بها ،بدرجة منخفضة .فإن الباحث ال
ستطيع تفسير ت اير طريقة إلارشاد على تعلم مهارات املذاكرة ،هل تعود إلى طريقة إلارشاد
وحدها أم إلى عوامل أخرم ،فيصعب عليه الفصل بين آاار املتغير املستقل وآاار املتغيرات
الدخيلة على املتغير التابع .وهذا يضر بالصدق الداخلي للتجربة ،ألن الصدق الداخلي
للتجربة يتحقق عندما يتم ضبط املتغيرات الدخيلة ضبطا جيدا.
ويتعرل الباحث على املتغيرات الدخيلة من خالل خ رته السابقة بالظواهر السلوكية،
والعالقات بينها ،ومن خالل التحليل الدقيق للمشكلة .كما أن الاطالع الواسع على البحوث
التي تناولم نفس املتغير التابع ،يمد باملعلومات عن املتغيرات التي وجد باحثون آخرون أنها
تيسر فهما أوسع وأعمق للظواهر تؤار فيه .فكل باحث يكشف عن مييد من املعلومات التي ّ
السلوكية .وتعت ر نتائج الدراسات السابقة أغ ى مصدر يمد الباحث بمعلومات عن املتغيرات
التي يجب ضبطها في التجربة.
260
فمثال ،وجد الباحثون في املهارات الحسية الحركية كمتغير تابع ،عالقة ضعيفة بين
درجات الذكاء والتعلم الحس ي الحركي .ولكنهم تعرفوا على عدد من العوامل ألاخرم التي
ترتبط بهذت املهارات .مثل :القوة والسرعة والدقة وقوة التحمل ورشاقة الحركات وحجم
الجسم و من الرجع والثبات والتوا ن والتحكم في الحركات إلارادية( .دونالد آري ،لوس ي
تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه.)336 ،2004 ،
وإذا أراد باحث أن يكشف عما إذا كانم متغيرات أخرم تؤار في املتغير التابع ،فال بد أن
يتعرل عل ها ،ويجد طريقة لضبطها (عيلها وتثبيتها) ،حتى ال تؤار في نتائج بحثه .ومن أك ر
ألاخطاء التي يقع ف ها الباحثون ،الاندفاع إلى وضع تصميم تجريبي ،قبل أن تتوفر لديهم
معلومات كافية باملتغيرات التي يجب ضبطها.
261
إلاضاءة ودرجة التهوية وغيرها ،فإن هذت الظرول من الطبيهي أن تؤار في نتائج التجربة.
(لندا ل .دافيدول 80 ،1983 ،ـ ( .)81ديوبولد فان دالين.)382 ،1984 ،
262
عن طريق تعبيرات وجوههم ون رات أصواتهم ،أو حركاتهم أو تلميحات وإيماءات معينة .ويطلق
على هذت التصرفات التي تصدر من املجرب ،مصطلح "خصائ املطلب"( .لندا ل.
دافيدول 82 ،1983 ،ـ .)84
.1التحكم الفيزيقي.
تستعمل عدة طرق في التحكم الفيزيقي من أجل أن )1 :يتم تعرض جميع املفحوصين
لنفس الدرجة من الت اير للمتغير املستقل )2 .يتم عيل ت اير املتغيرات املستقلة غير التجريبية
(الدخيلة) في املتغير التابع.
ولتحقيق ذلك ،يتم اللجوء إلى استعمال وسائل فيزيائية :فقد يقوم املجرب بإعداد
حجرات عا لة للصوت ،وتتوفر ف ها نفس الدرجة من التهوية ونفس املساحة والارتفاع ،ونفس
تلوين الجدران ،لكي عيل املتغيرات غير املرغوبة .وقد ستعمل املجرب نافذة للرؤية من
جانب واحد ملالحظة املجرب عل هم .حتى ال غير وجودت من سلوكهم ،ويؤار فيه أاناء التجربة.
وقد ستعمل أجهية صوتية أو بصرية أو ملسية ليقدم من خاللها معلومات للمفحوصين .كما
يمكن أن ستعمل وسائل كهربائية :لتوفير عملية الضبط ،كالتحكم في درجة شدة إلاضاءة
ونوعها ولونها .كما يمكن استعمال أساليب جراحية :مثل القيام بنزع غدد معينة من
الجسم ،أو إتالل أجياء معينة من املخ ،لكي حدد آاارها في السلوك .كما يمكن استعمال
وسائل غذائية أو صيدالنية :مثل التغيير في تغذية املفحوصين ،في النوع وفي الكم وفي الوقم.
أو جعلهم يتناولون عقاقير طبية معينة ،أو هرمونات معينة( .ديوبولد فان دالين،1984 ،
( .)388صالح بن حمد العسال.)308 ،1995 ،
263
مختلفة؛ لفظية أو عددية ،مثل قوائم من مقاطع عديمة املع ى ،قد يؤار ش يء آخر غير طول
املواد في الوقم الضروري للتعلم ،كعامل الصعوبة مثال .وهنا ينبغي على الباحث أن يجعل
املقاطع القصيرة والطويلة متساوية في عامل الصعوبة.
ومن الطرق غير املباشر لضبط املتغيرات ،طريقة اختيار املفحوصين .فمثال ،إذا أراد
الباحث معرفة أي الطريقتين "س" أو " " أفضل في إلارشاد النفس ي للتخل من مشكلة
نفسية ،فهناك أحداث معينة إلى جانب طريقتي إلارشاد النفس ي ،يمكن أن تؤار في عملية
التخل من املشكلة النفسية محل إلارشاد .فإذا كان أفراد الطريقة "س" أك ر سنا أو أعلى
تعليما أو أكثر إقباال على إلارشاد من أفراد الطريقة " " ،فمن املحتمل أال يكون تخلصهم
من املشكلة النفسية سببه هو طريقة إلارشاد فقط .وللتخل من ت اير عوامل السن
والتعليم وإلاقبال على إلارشاد ،يتم التزاوج بين كل املفحوصين ،ام يو عون عشوائيا على
املجموعتين فرد من كل وج لكل طريقة .وبطريقة اختيار املفحوصين ،يتخل الباحث من
املتغيرات غير املرغوبة ،مثل الاتجاهات واملستوم الاجتماعي /الاقتصادي والدين والخ رات
السابقة وغيرها( .ديوبولد فان دالين.)388 ،1984 ،
264
بين الذكاء والتحصيل الدراس ي فقط ،فإن النتائج تكون خادعة ،ألن متغير الذكاء هو جيء
من تفاعله مع كل من الدافعية والرضا الدراس ي .ولذلك ال بد من القيام بعيل املتغيرين؛
الدافعية والرضا الدراس ي ،لكي يتيسر تحديد العالقة الدقيقة بين الذكاء والتحصيل
الدراس ي .وكذلك إعطاء التقدير الصحيح لألهمية النسبية ملا ساهم به كل متغير مستقل،
الدافعية والرضا الدراس ي ،من أار في املتغير تابع (التحصيل الدراس ي)( .ديوبولد فان دالين،
.)388 ،1984
265
تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه 336 ،2004 ،ـ ( .)337محمد نجيب الصبوة ،عبد الفتاح
القرش ي.)42 ،1995 ،
266
4ـ املتغير الضابط .هو املتغير الذي يقع تحم سيطرة الباحث ،و عمل على إبعادت
(عيله) من التجربة ،حتى يقلل من مصادر الخط في التجربة.
5ـ املتغير الدخيل أو العارض .هو املتغير الذي ال يريدت الباحث ضمن تصميم
التجربة ،وفي نفس الوقم ال يقع تحم سيطرته ،وال ستطيع إبعادت .ولكنه يؤار على نتائج
البحث ،أي يؤار على املتغير املستقل .وفي هذت الحالة ،ينبغي على الباحث ،أن ي خذت بعين
الاعتبار عند مناقشة النتائج وتفسيرها ( .كرياء الشربي ي( .)24 ،1995 ،محمد نجيب
الصبوة ،عبد الفتاح القرش ي 40 ،1995 ،ـ .)41
)5املقارنة التجريبية.
تبدأ التجربة بفرضية تجريبية التي تعد تنبؤا ب ن املعالجة التجريبية سيكون لها ت اير
معين .وتع ر الفرضية عن التوقعات مثل الاستنتاجات الناجمة عن التغيرات التي سيتم
إدخالها .أي أن مجموعات املعالجة التجريبية ومجموعات الالمعالجة ،سول تختلف بسبب
ت اير املعالجة التجريبية .ويتم التخطيط للتجربة وتنفيذها بهدل جمع ألادلة التي لها عالقة
بالفرضية .وبالنسبة ألبسط تجربة ،هناك حاجة ملجموعتين من ألافراد "املجموعة
التجريبية" و "املجموعة الضابطة" .وتعرل املجموعة التجريبية ب نها املجموعة التي تحظ
بمعالجة خاصة (تتعرض للمتغير املستقل) .بينما ال تحظ املجموعة الضابطة ب ية معالجة
(ال تتعرض للمتغير املستقل) .إن استعمال املجموعة الضابطة ،عين الباحث على تخفيض
عدد من التفسيرات البديلة لت اير املعالجة .مثال ،إذا أدم التدر س بطريقة الاستقراء ملادة
الجغرافيا إلى نتائج جيدة لدم مجموعة من التالميذ مقارنة بمجموعة أخرم لم تدرس بهذت
الطريقة ،فإن تفسير هذت النتيجة بت اير طريقة الاستقراء في التدر س يكون مقبوال( .دونالد
آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه.)337 ،2004 ،
وعلى كل ،فإن املوقف امل لول في املقارنات التجريبية في علم النفس والتربية ،هو املوقف
الذي تتم فيه املقارنة بين مجموعات تحظ بمعالجات مختلفة ،وتدعى هذت "مجموعات
املقارنة" .وتدرس أغلب التجارب في علم النفس والتربية ،في نتائج اانين أو أكثر من املعالجات
بدال من الفرق بين نتائج معالجة واحدة مقابل عدم املعالجة كليا .فمثال ،يبدو ألامر ال فائدة
منه ،إذا تمم املقارنة بين مجموعتين في التحصيل في مادة الحساب ،إحداهما تم تدر سها
بالطريقة الاستقرائية ،وألاخرم لم يتم تدر سها ب ية طريقة .وألافضل من ذلك ،أن تتم
املقارنة بين مجموعتين إحداهما تم تدر سها بطريقة (أ) وألاخرم تم تدر سها بطريقة (ب).
267
وتفيد املقارنة بين مجموعات حظيم بمعالجات تجريبية مختلفة ،مثلما هو الحال بمقارنة
مجموعات تعرضم ملعالجات تجريبية ومجوعات لم تتعرض لذلك .و شير مصطلح
"املجموعة الضابطة" إلى املجموعة التي لم تحظ ب ية معالجة تجريبية بديلة .واملقارنات بين
املجموعات ،تصميم مهم جدا في البحث العلمي النفس ي والتربوي .فمقارنة مجموعة تعرضم
ملعالجة تجريبية مع مجموعات لم تتعرض ملعالجة تجريبية ،أو مجموعة مكافئة ،أو
مجموعات تعرضم ملعالجات تجريبية بديلة ،تجعل من املمكن الحصول على نتائج محل
اقة( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه 337 ،2004 ،ـ .)338
ولنجاح عملية املقارنة التجريبية ،يجب أن تكون املجموعات التجريبية والضابطة
متكافئة في جميع املتغيرات التي يحتمل أن تؤار على املتغير التابع ،وتختلف فقط في تعرضها
للمتغير املستقل.
268
2ـ املتغيرات الدخيلة .إذا لم يتم ضبطها ،ال ستطيع الباحث أن يجيم أن ال رنامج
إلارشادي الذي تعرض له املفحوصون ،هو فقط الذي كان له ألاار على املتغير التابع (السلوك
الذي أنش ئ من أجله ال رنامج إلارشادي) .فالباحث الذي عد برنامجا إرشاديا بغرض خفض
مشاعر قلق الامتحان لدم مجموعة من املتمدرسين ،عليه أن يختار مفحوصين متجانسين
جدا في املتغيرات التي تبين أن لها عالقة باألداء في الامتحانات ،كالذكاء ،والدافعية ،وسهولة/
صعوبة أسئلة الامتحان ،واملعرفة السابقة بموضوع الامتحان (بالنسبة للمتمدرسين
املعيدين للعام الدراس ي) وغيرها ،وإال ال يمكنه أن يكون مت كدا من أن ال رنامج إلارشادي
وحدت هو الذي أدم إلى خفض مشاعر قلق الامتحان.
ومن املؤكد ،أن الباحثين لم يضبطوا املتغيرات الدخيلة ،ولم يكن لهم اهتمام بها .وهذا
من ش نه أن يهدم الصدق الداخلي للتجربة.
)3املفحوصون.
بالنسبة للمفحوصين الذين استدعم حاالتهم التدخل إلارشادي ،كيف تم سحبهم ؟
هل كانوا قد اتصلوا بالباحثين وطلبوا منهم إرشادهم بسبب مشكالت أو منغصات عانون
منها ؟ أم أن الباحثين هم الذين طلبوا من أيخا ،وعادة ما يكونون من طالب الجامعة
ألاسوياء ،أن يتطوعوا ك صحاب مشكالت في حاجة إلى إرشاد ؟ إنه في حدود علمي ،يتم
اختيار املفحوصين عادة ،من بين ألاصل العام السوي .ولم يحدث أن كانوا من الذين يترددون
على مصحات نفسية أو إرشادية .كما يتم اختيارهم من الذين ترتفع درجاتهم على أداة
القياس املستعملة (وليس التشخي ) .وتستعمل للمرة الواحدة .وهنا نتساءل ،هل يكفي
أن ترتفع درجة الفرد على أداة تقيس قلق الامتحان ،فيتم اعتبارت يخصا في حاجة إلى إرشاد
؟ وإذا كانم العينات سوية ،ما هي حاجاتها إلارشادية ؟ أم لكونها عينات سوية ،جعلم برامج
إلارشاد كلها ناجحة ؟ وإذا كانم عينات غير سوية ،فما مصدرها ؟ ألنه ،في حدود علمي ،ال
تتوفر لدينا مراكي أو عيادات تتولى إلارشاد ميدانيا ،سواء في مجال التربية أو العمل أو ألاسرة
269
أو غيرت ،حتى تسحب العينات منها .فالعينات املستعملة ،كثيرا ما كانم من طالب الجامعة،
الذين لم يحدث أن طلبوا خدمات نفسية بسبب صعوبات حياتية تعرضوا لها ،وبالتالي
يفترض ف هم السواء.
)6أار هاواورن.
وهل أدرك الباحثون في إلارشاد أار هاواورن ،فعملوا على حجب ت ايرت في نتائج بحوثهم؟
270
وفي العرض السابق ،من هذت الورقة ،تم الحديث عن املنهج التجريبي .وللفرق بين
املناهج الثالاة ،ينبغي تقديم أمثلة لبحوث تجرم وفق لها :
)1املنهج التجريبي.
أمثلة.
1ـ أار الضوضاء على تركيز الانتبات.
2ـ أار التعييي على التحصيل الدراس ي.
3ـ أار التوتر على التفكير في حل املشكالت.
)2شبه التجريبي :
أمثلة :
1ـ أار عدد ساعات املذاكرة على التحصيل الدراس ي.
2ـ أار الكافيين على استجابة إلااارة العصبية.
3ـ أار عدد أفراد ألاسرة على السلوك العدواني لدم ألابناء.
ّ
)3املنهج ال ِع ِلي /املقارن.
أمثلة.
1ـ الفرق بين الجنسين في الدافع إلى إلانجا :بحث مقارن.
2ـ الالتحاق برياض ألاطفال والنمو الاجتماعي لديهم :بحث مقارن.
3ـ عدد سنوات التعليم وتقدير الذات :بحث مقارن.
4ـ اليتم والنمو الاجتماعي لدم ألاطفال :بحث مقارن.
نالحظ أن الفرق بين املناهج الثالاة ،يتمثل فيما يلي :
. 1وجود أو عدم وجود املتغير املستقل قبل إجراء التجربة أو البحث ،ومنفصل أو غير
منفصل عن أي خاصية من خصائ العينات.
.2مدم قدرة الباحث أو عدم قدرته على التحكم في املتغير املستقل وتفعيله وتنشيطه
أاناء التجربة ،وكذلك ضبط املتغيرات الدخيلة.
271
املفحوصين .ويقدمه للمفحوصين بكميات متفاوتة .وتجرم عملية الضبط التجريبي بإعداد
مجموعة من املفحوصين متشابهين في املتغيرات ألاخرم (املتغيرات الدخيلة) التي من طبيعتها
أن تؤار في املتغير التابع (الانتبات أو التحصيل الدراس ي أو سلوك حل املشكالت) .ففي البحث
حول أار الضوضاء على تركيز الانتبات ،يقسم الباحث املفحوصين عشوائيا إلى االث
مج موعات؛ يضع ألاولى في حجرة شديدة الضوضاء ،ويضع املجموعة الثانية في حجرة
متوسطة الضوضاء ،ويضع املجموعة ألاخيرة في حجرة ضعيفة الضوضاء .و ستطيع أن
ستعين بمهندس الصوت عداد مستويات الضوضاء املطلوبة .ام يقدم للمجموعات
الثالاة ،في نفس الوقم ،فيلما قصيرا ،حول موضوع ما ،مدته 20دقيقة .وبعد ذلك يخت ر
املجموعات الثالاة في مدم انتباههم إلى ما شاهدوت في الفيلم .ام يقارن بينها في املتغير التابع،
وهو تركيز الانتبات.
272
البحث ،أو وضع يوجدون فيه أو وجدوا فيه قبل إجراء البحث ،وليس للباحث أي دور في
إحدااه قبل البحث أو أاناءت .ففي البحث الذي يتناول الفرق بين الجنسين في الدافع إلى
إلانجا ،ع ت ر الجنس ،وهو هنا متغير مستقل ،خاصية أحداتها العوامل البيولوجية ،ليس
للباحث أي دور في إحدااه .وما عليه إال تقسيم املفحوصين وفقه إلى مجموعتين؛ ذكور
وإناث ،ومتجانسين في كثير من الخصائ ألاخرم ،التي هي بمثابة متغيرات دخيلة ،كالسن
واملستوم الاجتماعي الاقتصادي واملستوم التعليمي وغيرها .ام يقيس الدافع إلى إلانجا
(املتغير التابع) لدم كل مجموعة ب داة قياس مناسبة .وبعدها يقارن بين املجموعتين في
املتغير التابع .وفي املنهج العلي املقارن ،ال نقول املتغير املستقل ،بل نقول املتغير املنسوب،
ألن أي فرق تتم مالحظته بين العينات ينسب إلى هذا املتغير .فإذا كان الفرق لصالح الذكور
في الدافع إلى إلانجا ،فإن هذا الفرق ينسب إلى عامل الجنس الذكوري( .دونالد أري ،لوس ي
تشيزر جاكوبس ،أصغار را افييه 399 ،2004 ،ـ .)400
وبعد ما سبق عرضه ،يمكن القول ،أنه :
عندما تكون املتغيرات املستقلة في استطاعة الباحث تفعيلها وتنشيطها بصورة تامة،
فإنه بوسعه إتباع املنهج التجريبي.
أما إذا كان تفعيله وتنشيطه للمتغيرات املستقلة جيئيا ،فيمكنه إتباع املنهج شبه
التجريبي.
أما عندما تكون لدم الباحث متغيرات مستقلة منسوبة ،بحيث ال دور له في إحداثها،
وال ستطيع تنشيطها ،فعليه أن يتحول إلى املنهج العلي /املقارن.
)1املنهج التجريبي.
تناولم في فقرات سابقة املنهج التجريبي من حيث تعريفه وشروطه ألاساسية .وال بد من
تناول تصميماته حتى تكتمل الصورة وتتضح لدم القارئ الباحث .ولكن قبل ذلك ،أشير إلى
املقصود بالصدق الداخلي للتجربة وأبين العوامل التي تؤار فيه .ألنه من خالل هذت العوامل
نحكم على أي تصميم تجريبي بالنجاح أو بالفشل.
273
)2الصدق الداخلي للتجربة والعوامل املؤارة فيه.
إن املعيار ألاول للتصميم البحثي ،هو الصدق الداخلي للتجربة .و شير الصدق الداخلي
للتجربة إلى اقة الباحث /املجرب في أن التغيرات التي الحظها على املتغير التابع ،كان سببها
املتغير املستقل الذي قام بتفعيله وتنشيطه في التجربة .وهذت الثقة ال يصل إل ها الباحث/
املجرب ،إال إذا وضع تصميما يضبط املتغيرات الدخيلة ضبطا جيدا ،بإبعادها حتى ال تؤار
على املتغير التابع.
وحدد كامبل ،ستانلي ،Campbell & Stanley, 1966عشر متغيرات دخيلة ،تمثل
تهديدات للصدق الداخلي للتصميم التجريبي للبحث .وهي ما يلي :
1ـ التاريخ .أاناء تقديم املتغير املستقل للمفحوصين ،أي في تلك املدة اليمنية بين
القياس القبلي والقياس البعدي ،يمكن أن تقع أحداث وظرول تؤار في املتغير التابع .هذت
ألاحداث والظرول ،شار إل ها على أنها أار التاريخ .فعلى سبيل املثال ،في الوقم الذي يتعرض
فيه تالميذ مقبلون على امتحانات البكالوريا ل رنامج إرشادي لخفض مشاعر قلق الامتحان
لديهم (املتغير التابع) ،تنقل وسائل إلاعالم خ را مضمونه أن و ارة التربية الوطنية حددت
مجموعة من الدروس يجرم ف ها الامتحان دون غيرها .وفي هذت الحالة ،ال ستطيع الباحث
أن يت كد إذا كان التغير الذي حدث في املتغير التابع ،سببه ال رنامج إلارشادي (املتغير
املستقل) فقط ،أو هناك ت اير من الخ ر .إن الت ايرين متداخالن ،مما يؤدي إلى استحالة
معرفة مقدار الت اير الذي أحداه ال رنامج إلارشادي ،ومقدار الت اير الذي أحداه الخ ر.
2ـ النضج والعمليات الداخلية .هذت العمليات التي تحدث داخل ألافراد مع مرور
اليمن ،أاناء البحث التجريبي ،قد تؤار على الصدق الداخلي ،بسبب ما تحداه من ت اير على
املتغير التابع .ففي القياس البعدي ،قد يكون املفحوصون أك ر عمرا ،أو أكثر تعبا ،أو أقل
دافعية أو أكثر خ رة مما كانوا عليه في القياس القبلي .مما يجعل الباحث ال علم يقينا ،أن
بعض املشكالت السلوكية لدم ألافراد التي أراد التخل منها من خالل ال رنامج إلارشادي،
قد الم بسببه أم الم بسبب يادة أعمار املفحوصين ،أو بسبب دافعيتهم نحو التحسن
سلوكيا وغيرت.
3ـ القياس القبلي .قد يؤار التعرض للقياس القبلي على أداء املفحوصين في القياس
البعدي ،بغض النظر عن املعالجة التجريبية .ألنه قد يتعلم املفحوصون املادة من القياس
القبلي ،فيؤدون بشكل أفضل في القياس البعدي .ألنهم صاروا ي لفون صيغة الاختبار والبيئة
الاختبارية ،أو طوروا إستراتيجيات لألداء الحسن في القياس البعدي ،أو صاروا أقل قلقا في
274
القياس البعدي .إن آاار املمارسة هذت ،يمكن أن ترفع من درجات املفحوصين في القياس
البعدي ،وال يكون للمتغير املستقل أي ت اير إطالقا على هذت الدرجات .فقد وجدت أنستا ي
Anastaziيادة في املعدل الذه ي بين قياس الذكاء ألول مرة ولثاني مرة .وفي حاالت قياس
الاتجاهات والشخصية ،فإن القياس القبلي قد يجعل املفحوصين أكثر تكيفا في القياس
البعدي ،أو يحفيهم على التفكير في ألاسئلة والقضايا التي يتناولها الاستبيان فيعطون في
القياس البعدي إجابات مختلفة.
4ـ أدوات القياس .إن طبيعة أدوات القياس ،ومدم صالحيتها للقياس ،تؤار على نتائج
قياس املتغير التابع .فإذا كانم أداة القياس في القبلي والبعدي عبارة عن مقابلة ،فإن
الباحث /املجرب ،قد ال يجري املقابلة بنفس ألاسلوب أاناء إجراء القياسين .فقد يكون في
القياس البعدي أكثر صرامة وأكثر خ رة أو أكثر ملال أو إهماال أو تساهال .كما أن أدوات القياس
القبلي والبعدي ،قد تكون أقل كفاءة للقياس من حيث ضعف شروطها السيكومترية ،أو
تكون أداة القياس القبلي مختلفة كثيرا عن أداة القياس البعدي ،من حيث السهولة
والصعوبة ،أو من حيث طول الاختبار وقصرت في القياسين .وهناك مسلمة بحثية مفادها أنه
كلما ضعف ابات التكافؤ ألدوات القياس ،أار ذلك في النتيجة .إن هذت العوامل التي قد ال
ينتبه إل ها الباحث /املجرب ،تؤار على الصدق الداخلي للتجربة ،مما يؤدي إلى عدم الثقة في
نتائجها.
5ـ الارتداد إلاحصا ي .و ع ي أن املفحوصين الذين يحصلون على درجات عليا
(متطرفة) والذين يحصلون على درجات دنيا (متطرفة) في القياس القبلي ،فإنهم سيحصلون
على درجات تقترب من الوسط الحسابي في القياس البعدي .إذن ،فاالرتداد إلاحصا ي ع ي
نيعة (ميل) الدرجات املتطرفة إلى التحرك نحو الوسط الحسابي في القياسات البعدية .وهذا
ينتج فرقا بين القياسين القبلي والبعدي ،ليس مصدرت املتغير املستقل ،ولكن يكون مصدرت
الارتداد إلاحصا ي.
6ـ الاختيار الفارقي للمفحوصين .عند اختيار الباحث /املجرب للمفحوصين الذين
يكونون محل بحثه التجريبي ،قد ال عمل بنفس املعايير عند تقسيمهم إلى مجموعة تجريبية
ومجموعة ضابطة .فقد يولي اهتماما جيدا للمجموعة التجريبية ،ولكنه يتخلى عن هذا
الاهتمام لدم اختيارت للمجموعة الضابطة .واختالل املعايير عند اختيار املجموعتين ،يضع
الباحث في موقف املتحيز .فقد تتميز املجموعة التجريبية بخصائ معينة ال تتوفر لدم
أفراد املجموعة الضابطة؛ كالسن أو املستوم التعليمي أو الذكاء ،أو يكون أفراد املجموعة
275
التجريبية من املتطوعين لالشتراك في التجربة (لديهم دافعية) وأفراد املجموعة الضابطة
ليسوا من املتطوعين .وعندئذ ينخفض مستوم الصدق الداخلي للتجربة ،فتت ار نتيجة
التجربة بالفروق في املتغيرات الدخيلة.
7ـ التسرب التجريبي .يحدث بين القياس القبلي والقياس البعدي ،أن ينق عدد
ألافراد في املجموعة التجريبية أو في املجموعة الضابطة ،ويكون هذا النوع من التسرب أو
الفقد في التجارب ذات الفترات اليمنية الطويلة .ألنه قد سافر بعضهم ،أو ع رون عن عدم
رغبتهم في الاستمرار في التجربة ،أو غيبون عن بعض مراحلها .وتظهر آاار هذا التسرب أو
يقوض الصدق الداخلي للتجربة. الفقد في القياس البعدي للمتغير التابع ،أي النتيجة .مما ّ
8ـ تفاعل القياس وعوامل أخرم .يحدث هذا ،خاصة ،في التصميمات شبه
التجريبية ،عندما يتم إجراء التجربة على مجموعات تامة واابتة ،لم يتم اختيارها وتو عها
عشوائيا ،مثل الصفول الدراسية .ففي حين عتقد الباحث /املجرب ،أن املجموعات
(الصفول) متكافئة أاناء القياس القبلي ،إال أنه قد يكون بين تالميذ أحد الصفول من هم
من املعيدين للسنة الدراسية ذوي سن متقدمة ،بينما ال يوجد بين تالميذ الصف آلاخر من
هم من املعيدين .إن الفرق بين الصفين في العمر ،متغير دخيل يؤار في النتيجة .أو يكون
أفراد املجموعة التجريبية من املتطوعين لالشتراك في التجربة ،وأفراد املجموعة الضابطة
من غير املتطوعين .إن عامل التطوع ،متغير دخيل ،سول يؤار في النتيجة .مما س يء إلى
الصدق الداخلي للتجربة.
9ـ التـن ـف ـي ـذ .أاـ ـناء الت ـن ـف ـي ـذ الف ـع ـلي لل ـت ـجـ ـرب ـة ،ق ـد ي ـح ـدث ما يهـدد الصدق الداخلي
للتجربة .فعلى سبيل املثال ،في بحث تجريبي حول إلارشاد بطريقتين ،قد يقوم بإرشاد أفراد
املجموعة التجريبية مرشد ذو خ رة جيدة ،بينما يرشد املجموعة الضابطة مرشد قليل
الخ رة .وقد يحدث هذا عمدا أو سهوا .وقد يحدث تحيز من الباحث /املجرب ،عندما يقارن
بين أسلوبين للرشاد ،يكون أحد ألاسلوبين من تصميمه وتطويرت ،فيعتقد أنه أفضل من
ألاساليب ألاخرم ،فيميل عن غير قصد إلى جعل املجموعة التجريبية تتحسن في نتيجتها
مقارنة باملجموعة الضابطة( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار وا افيه،2004 ،
339ـ ( .)345كريا الشربي ي ( .)34 ،1995 ،ايد بن عجير الحارثي 99 ،1994 ،ـ ( .)100كر س
باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت 228 ،1999 ،ـ ( .)229صالح بن حمد العسال،1995 ،
309ـ .)310
276
10ـ أار هاواورن أو اتجاهات املفحوصين .Hawthorne effectبين عامي
،1932 ،1927كانم تجرم بحوث في مصانع هاواورن ،التابعة لشركة الكهرباء الغربية
Western Electricبشيكاغو ،بالواليات املتحدة ألامريكية ،حول العوامل التي تؤدي إلى يادة
إلانتاج .افترض الباحثون ،في أول ألامر ،وعلى رأسهم جورج إلتون مايو ،G. Elton Mayoأن
تحسين الظرول املادية والطبيعية سول يحل املشكلة .فاختاروا مجموعتين من العمال،
قاموا بتحسين الظرول املادية والطبيعية حداهما (املجموعة التجريبية) فارتفع إنتاجها.
إال أن املجموعة ألاخرم (املجموعة الضابطة) ارتفع إنتاجها كذلك ،مما أربك الباحثين ،ألن
هذت النتيجة تشير إلى وجود عامل مجهول وراء يادة إلانتاج غير املتوقعة لدم املجموعة
الضابطة .وهكذا بدأت سلسلة تجارب هاواورن الشهيرة للبحث عن هذا العامل( .ال أطيل
الشرح هنا ،ومن أراد الاستزادة سيجد ذلك في مراجع علم النفس الصناعي وعلم نفس
التنظيم والعمل) .لكن مع ى أار هاواورن ،الذي تم اشتقاقه من هذت التجارب ،هو معرفة
الفرد أو املفحو أنه محل مالحظة واهتمام .فاملجموعة الضابطة اد إنتاجها كذلك ،رغم
أنها لم يتم تحسين ظروفها املادية والطبيعية ،ألنها عرفم أنها تشارك في البحث التجريبي،
الذي تقوم به الشركة لرفع إلانتاج .مما جعل أفرادها عتقدون أنهم ساهمون في نجاح
وتطوير الشركة من خالل مشاركتهم في البحث التجريبي ،فشعروا بالفخر والاعتزا ،فارتفعم
دافعيتهم نحو العمل و يادة إلانتاج( .فرج عبد القادر طه 168 ،1993 ،ـ .)169
وبعد عرض العوامل العشرة املؤارة في الصدق الداخلي للتجربة ،أتناول فيما يلي،
العوامل املؤارة في الصدق الخارجي للتصميمات التجريبية.
277
عل ها ؟ إن تعميم النتائج من العينة على أصلها العام ،هو من أهدال إلاحصاء الاستداللي،
حيث ينتقل الاستنتاج من الخا إلى العام (الاستقراء الجي ي) .وهذت العملية تعد ّ
مقوما
مقومات العمل العلمي ،عند إجراء البحث على عينة ،بسبب صعوبة إجرائه أساسيا من ّ
على ألاصل العام املستهدل .والعامل ألاساس ي الذي يتحكم في درجة الصدق الخارجي لبحث
ما ،هو العينة التي أجري عل ها البحث .والشرط الوحيد للعينة الجيدة ،هو تمثيلها ألصلها
العام .ووفق املدم الذي يمكن تعميم نتائج التجربة أو البحث على ألاصل العام ،والظرول
وأدوات القياس ،يمكن القول ب ن التجربة أو البحث يمتلك صدقا خارجيا .وحدد الباحثان
،Smith & Glass, 1987االاة أنواع من الصدق الخارجي للتصميم التجريبي ،أتناولها في
الفقرات آلاتية( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار وا افيه.)353 ،2004 ،
278
في املرحلة ألاولى يتم التعميم من العينة إلى املجتمع سهل املنال .فإذا اختار الباحث
عينة عشوائية من مجتمع سهل املنال (تالميذ السنة ألاولى الابتدائية من مقاطعة تعليمية
بوالية باتنة) فإن النتائج يمكن تعميمها دون صعوبة على كل تالميذ السنة ألاولى الابتدائية
لوالية باتنة ،بصفتهم مجتمعا سهل املنال .فا حصاء الاستداللي ،شير إلى احتمال أن ما هو
صحيح لعينة ،هو صحيح أيضا للمجتمع الذي سحبم منه.
وفي املرحلة الثانية ،يريد الباحث التعميم من املجتمع سهل املنال إلى املجتمع
املستهدل (جميع تالميذ السنة ألاولى الابتدائية لكل القطر الجيائري) .وهنا ،ال يمكن إجراء
التعميم بنفس الثقة ،كما هو الحال في املرحلة ألاولى .ألن إجراء هذا التعميم يتطلب معرفة
جيدة وعميقة بخصائ كال املجتمعين (املجتمع سهل املنال واملجتمع املستهدل) .فكلما
كان التشابه أك ر بين املجتمعين ،كانم الثقة أك ر في التعميم من مجتمع إلى آخر .والتعميم
من املجتمع سهل املنال إلى املجتمع املستهدل ،ال يجرم إحصائيا ،بل هو مس لة حكم يتوصل
ْ
املجتمعين .ويجب أن إليه الباحث ،من خالل ما يتوفر لديه من معلومات عن خصائ
يوصف املجتمع سهل املنال بشكل جيد قدر إلامكان .والتعرل بطريقة جيدة على الجوانب
التي يختلف ف ها عن املجتمع املستهدل .وفي هذت الحالة ،يمكن للباحث أو القارئ إصدار
أحكام جيدة حول مدم إمكان تعميم النتائج على املجتمع املستهدل( .دونالد آري ،لوس ي
تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه 353 ،2004 ،ـ .)355
279
إن تجارب أجريم تحم ضبط جيد للمتغيرات الدخيلة ،وهذا إجراء ضروري لتعييي
الصدق الداخلي للتجربة ،ولكن هذا الضبط التجريبي عندما يكون غير مماال للبيئة
الواقعية ،يقلل من الصدق الخارجي البيئي للتجربة أو للبحث.
وقد يكون هناك أار رد فعل بسبب الترتيبات التجريبية .فمعرفة ألافراد أنهم شاركون
في تجربة ،قد يؤار على استجاباتهم للمعالجة التجريبية .وأحيانا ،فإن وجود مراقبين أو أجهية
خالل تقديم املعالجة التجريبية ،قد يجعل ألافراد املساهمين في التجربة غيرون من
استجاباتهم العادية ،بحيث ال يمكن التعميم املتعلق ب ار املتغير التجريبي على أيخا
تعرضوا له في بيئة غير تجريبية .و عت ر أار هاواورن ،أحد ألامثلة عن ت اير رد الفعل باعتبارت
مشكلة صدق خارجي بيئي .ولعالج مشكلة أار هاواورن ،ينبغي ضبطه بوضع املجموعة
الضابطة في موقف تجريبي آخر ،ال تكون له عالقة باملتغير التابع في البحث .ألن كال
املجموعتين ،التجريبية والضابطة ،ستت اران ب ار هاواورن .وبالتالي تكون املقارنة بين
املجموعتين أكثر قابلية( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار وا افيه 355 ،2004 ،ـ
.)356
280
بحث استعمل تعريفا إجرائيا ما على بحث استعمل تعريفا إجرائيا آخر ؟ وهناك مثال آخر،
هل إلاحباط الذي سببه فشل الفرد في الوصول إلى هدفه ،هو نفسه إلاحباط الذي سببه
تلقي إهانة ؟ وفي الاختبارات التحصيلية ،هل النتيجة التي يتم الحصول عل ها باستعمال
اختبار موضوعي ،تكون هي النتيجة نفسها عند استعمال اختبار املقال ؟ هل التفكير إلابداعي
الذي يقيسه اختبار تورانس ،هو نفسه التفكير إلابداعي الذي يقيسه اختبار جلفورد ؟ وهنا،
يقيم مدم ابات وصدق التعريفات إلاجرائية ،وإجراء حكم يتعلق بمدم يجب على الباحث أن ّ
مالءمة التعريفات إلاجرائية للتعريفات الت سيسية للمفاهيم البنائية التي لها مع ى لديه.
إن الصدقين الداخلي والخارجي للتجارب أمر ضروري ومطلوب .فالباحث في حاجة إلى
اختيار تصميم متين في كل من الصدقين الداخلي والخارجي .ولكن ،في بعض الحاالت ،يميل
الحصول على نوع معين من الصدق إلى تهديد ألانواع ألاخرم .فمثال ،عندما يرتب الباحث
ضبطا صارما وشديدا ،في تجربة تعليمية ،قد يييد من يفها ،ويقطع سبيل قابلية تطبيق
النتائج على وضع تعليمي فعلي (في الواقع) ( .ايد بن عجير الحارثي( .)100 ،1994 ،دونالد
آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار وا افيه 356 ،2004 ،ـ .)358
واملطلوب هو الوصول إلى حل وسط بين الصدقين؛ الداخلي والخارجي ،بما يرقى إلى
اختيار تصميم يوفر ضبطا كافيا لجعل النتائج قابلة للتفسير ،مع الاحتفاظ ببعض الواقعية،
لكي يتم تعميم النتائج على ألاوضاع املطلوبة.
وبعد عرض العوامل العشرة املؤارة في الصدق الداخلي للتجربة ،وألانواع الثالاة
للصدق الخارجي للتجربة ،أتناول فيما يلي ،بعض التصميمات التجريبية ،وخاصة الشهيرة
منها.
281
)1التصميمات التجريبية الضعيفة.
هناك االاة تصميمات تجريبية توصف بالضعيفة ،سواء في عملية الضبط التجريبي أم
في املعالجة التجريبية ،كما تسم أيضا بالتصميمات قبل التجريبية ،أو التصميمات
التمهيدية ،وهي االاة ،كما يلي :
282
2ـ تصميم املجموعة التجريبية الواحدة ذو القياسين القبلي والبعدي.
شمل تصميم املجموعة الواحدة ذو القياسين قبلي /بعدي ،عادة ،االث خطوات :
.1إجراء اختبار قبلي لقياس املتغير التابع.
.2تعرض املفحوصين للمعالجة التجريبية (املتغير املستقل).
.3إجراء اختبار بعدي وقياس املتغير التابع مرة أخرم.
ام تقييم الفرق الذي عيم إلى املعالجة التجريبية عن طريق مقارنة درجات الاختبارين
القبلي والبعدي( .كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت 226 ،1999 ،ـ .)228
إن القصور الكبير في تصميم املجموعة الواحدة ،هو أن الباحث ال يمكنه ،بسبب عدم
استعمال مجموعة ضابطة ،أن يت كد من أن التغير بين القياسين ،القبلي والبعدي ،أحداته
املعالجة التجريبية .فهناك دائما احتمال قيام بعض املتغيرات الدخيلة ،بالتغيير كله أو بجيء
منه في املتغير التابع ( .ايد بن عجير الحارثي 105 ،1994 ،ـ ( .)106دونالد أري ،لوس ي تشيزر
جاكوبس ،أصغار را افييه 359 ،2004 ،ـ .)360
283
املتغير التابع ،وأدت إلى ظهور فروق بين املجموعات التجريبية والضابطة ،وليس املتغير
املستقل هو الذي أدم إلى ظهور هذت الفروق.
نالحظ أن التصميمات الثالاة السابقة ،توصف بالضعيفة ألنها :
.1تفتقر إلى التو ع العشوا ي للمفحوصين والعينات.
.2ال تستعمل املجموعات الضابطة للمقارنة( .دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس،
أصغار را افيه ( .)361 ،2004 ،ايد بن عجير الحارثي.)107 ،1994 ،
وبعد عرض هذت التصميمات الثالاة ،يتبين لنا أن هذت التصميمات هي املتبعة في بحوث
فعالية ال رامج إلارشادية التي تنجي في جامعاتنا.
284
املتغيرات الدخيلة ،أي متساوون في الدرجات التي يحصلون عل ها في القياسات املتعلقة
باملتغيرات الدخيلة( .دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افييه.)361 ،2004 ،
فإذا كان البحث إلارشادي يجرم حول أساليب تكوين عالقات اجتماعية ناجحة في
الجامعة ،فإن املتغيرات الدخيلة التي ينبغي أن يتساوم ف ها املفحوصون (ضبطها) ،هي على
سبيل املثال :الدوافع الاجتماعية ،والانبساط ،وتقبل آلاخر ،والتعاون ،والجنس ،والسن،
واملستوم التعليمي وغيرها .وبعد أن يحصل على مجموعة من ألافراد بهذت الصفات ،يو عهم
أو يخصصهم عشوائيا إلى مجموعتين؛ فيسمي إحداهما تجريبية وألاخرم ضابطة.
وبعدها تتعرض املجموعة التجريبية للمتغير املستقل ،وتترك املجموعة الضابطة .ام
يقاس املتغير التابع لدم املجموعتين .وتقارن درجات املجموعتين لتحديد ت اير املتغير
املستقل .فإذا تبين أن املتوسطين الحسابيين للمجموعتين بينهما فرق دال إحصائيا ،فإنه
بوسع الباحث أن يكون على اقة ب ن املتغير املستقل هو املسؤول عن الفرق.
والخاصية الهامة في هذا التصميم ،هي العشوائية ،التي جعلم املجموعتين متكافئتين
إحصائيا ،قبل إدخال املتغير املستقل على إحداهما.
وتنبغي إلاشارة ،إلى أنه كلما اد عدد ألافراد ،اد احتمال العشوائية بتوفير مجموعتين
متكافئتين .وينبغي أن يكون حجم كل مجموعة 15فردا أو أكثر قليال.
ومن فوائد هذا التصميم ،أنه يضبط آاار كل من التاريخ والنضج والارتداد إلاحصا ي
والاختبار القبلي.
ويوص ى بهذا التصميم في البحوث التي ال يكون ف ها القياس القبلي مناسبا ،كما هو
الحال في البحوث التي تجرم برياض ألاطفال أو الصفول ألاولى ،حيث ستحيل إجراء القياس
القبلي ألن التعلم لم يتضح بعد.
ويمكن توسيع هذا التصميم إلى أكثر من مجموعتين عند الضرورة( .كر س باركر ،نانس ي
بيسترانج ،روبرت إليوت 231 ،1999 ،ـ .)233
أما املشكالت املحتملة فتتعلق باتجاهات ألافراد (أار هاواورن) وأخطاء التنفيذ ،التي
قد تؤار على الصدق الداخلي للتجربة( .دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افييه،
.)361 ،2004
285
.2تصميم املجموعة الضابطة وفق تناظر عشوا ي لألفراد وقياس بعدي
فقط ،أو طريقة ألا واج املتناظرة.
ستعمل في هذا التصميم أسلوب التناظر العشوا ي ،وليس التخصي العشوا ي،
للحصول على مجموعات متكافئة .ويتم تناظر ألافراد وفق متغير أو أكثر ،يمكن قياسه بطريقة
مناسبة .مثل الذكاء والقراءة واملستوم التعليمي واملستوم الاقتصادي والجنس والسن.
واملتغيرات التي يتم ضبطها في التناظر العشوا ي ،هي تلك التي لها ارتباط دال مع املتغير
التابع .ورغم أن القياس القبلي غير مع ي في هذا التصميم ،إال أنه إذا تيسرت درجاته حسب
املتغير التابع ،فإنه يمكن استعمالها بصورة فعالة في إجراءات التناظر العشوا ي لألفراد.
وتجرم مناظرة القياسات بطريقة تكون ف ها درجات ألافراد املتناظرين قريبة من بعضها قدر
إلامكان .فإذا استطاع الباحث أن يجد أفرادا متماالين في الذكاء وفي املستوم التعليمي وفي
القدرة على القراءة وفي املستوم الاجتماعي الاقتصادي ،عليه أن يخص عشوائيا بعضا
منهم للمجموعة التجريبية والبعض آلاخر للمجموعة الضابطة.
فإذا كان البحث إلارشادي يجرم حول أساليب املذاكرة ،فإن املتغيرات التي ينبغي أن
يتناظر ف ها أ واج املفحوصين (يكون لكل مفحو في مجموعة ،نظير له في املجموعة ألاخرم)
هي الذكاء والدافعية وامليل إلى املادة الدراسية وغيرت .ففي الذكاء مثال ،إذا حصل مفحوصان
على نفس الدرجة ،أو على درجتين قريبتين جدا من بعضهما ،في قياس الذكاء ،يوضع أحدهما
عشوائيا في املجموعة (أ) وآلاخر في املجموعة (ب) .وهكذا بالنسبة لجميع املفحوصين في
جميع املتغيرات( .ديوبولد فان دالين 399 ،1984 ،ـ .)400
و عد هذا التصميم مفيدا جدا للدراسات التي تكون عيناتها صغيرة .ألنه في العينات
الصغيرة ،تؤدي الصدفة وحدها في تو ع العينات ،إلى وضع تكون فيه املجموعات العشوائية
مختلفة أساسا عن بعضها.
إن تصميم التناظر العشوا ي لألفراد ،يفيد في تقلي املدم الذي تعيم فيه الفروق
التجريبية إلى الفروق ألاولية بين املجموعتين .أي أنه يضبط الفروق املوجودة بين ألافراد
قبل إجراء التجربة ،حسب متغيرات مرتبطة جدا باملتغير التابع الذي صممم التجربة للت اير
فيه .ولذا عد الاختيار (السحب) العشوا ي لأل واج املتناظرة للمجموعات ،أحد خصائ
قوة هذا التصميم.
وللتخل من صعوبات هذا التصميم ،ينبغي أن يكون التناظر لكل ألافراد املحتملين
تاما .كما يجب أن يكون تو ع ألافراد لكل وج للمجموعتين عشوائيا .فإذا تم وضع مفحو
286
في أية مجموعة دون أن يكون له نظير مناسب في املجموعة ألاخرم ،فإن ذلك سيعمل على
تحيز تلك املجموعة .إن استعمال هذا التصميم يقوم على إيجاد مناظر لكل فرد ،ولو بصورة
تقريبية ،قبل التو ع العشوا ي .ويمكن استعمال هذا التصميم مع مجموعتين أو أكثر من
خالل إيجاد فئات متناظرة ،وتخصي فرد عشوائيا من كل فئة لكل مجموعة في التجربة.
(دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه 362 ،2004 ،ـ .)363
287
(ال رنامج إلارشادي) .وال تتعرض املجموعة الضابطة الثانية ،للقياس القبلي ،بل تتعرض
للمتغير املستقل .وتتعرض لقياس بعدي ملعرفة ت اير التفاعل .ويتم إلاجراء التجريبي كما ي تي:
االث مجموعات عشوائية :مجموعة تجريبية واحدة ومجموعتان ضابطتان.
تتعرض املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة ألاولى للقياس القبلي.
ام تتعرض املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة الثانية للمتغير املستقل.
وبعد ذلك تتعرض املجموعات الثالاة للقياس البعدي.
ويتم تحصيل أار التفاعل (بين القياس القبلي واملتغير املستقل) من خالل مقارنة
الدرجات في القياس البعدي .ويتم إدخال درجات القياس البعدي فقط في املقارنة.
وربما يكون للمجموعة التجريبية متوسط حسابي في القياس البعدي أعلى بشكل دال
إحصائيا من املتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة ألاولى ،إال أنه ال سع الباحث أن يكون
وااقا من أن الفرق عيم إلى املتغير املستقل .ألنه قد يكون ذلك بسبب حساسية متزايدة
للمجموعة التجريبية بعد القياس القبلي وتفاعل تلك الحساسية مع املتغير املستقل.
وإذا كان املتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة الثانية أعلى بشكل دال إحصائيا من
املتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة ألاولى ،فعندئذ يمكن للباحث أن يفترض أن املتغير
املستقل (املعالجة التجريبية) وليس تفاعل القياس القبلي مع املتغير املستقل ،هو السبب
في ظهور الفرق ،ألن املجموعة الضابطة الثانية لم تتلق القياس القبلي .وهذت املجموعة رغم
أنها تلقم املتغير املستقل إال أنها تعمل في التجربة كمجموعة ضابطة ( .كريا الشربي ي،
47 ،1995ـ ( .)48دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه 366 ،2004 ،ـ .)367
288
ام تتعرض املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة الثانية فقط للمتغير املستقل
(ال رنامج إلارشادي).
وبعد ذلك تتعرض املجموعات ألاربعة للقياس البعدي.
ويجري الباحث في هذا التصميم عدة مقارنات لتحديد ت اير املتغير املستقل.
فإذا كان املتوسط الحسابي للقياس البعدي لدم املجموعة التجريبية أك ر بداللة
إحصائية من املتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة ألاولى.
وإذا كان املتوسط الحسابي للقياس البعدي للمجموعة الضابطة الثانية أك ر بداللة
إحصائية من املتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة الثالثة.
يكون لدم الباحث دليل على فعالية املعالجة التجريبية (ت اير املتغير املستقل ،أي
ال رنامج إلارشادي).
ويمكن تحديد ت اير الظرول التجريبية في مجموعة أخذت القياس القبلي عن طريق
م ـقارن ـة الق ـياسـات البـعـدي ـة لك ـل من املـجـم ـوع ـة التـج ـريبـيـة واملـجـم ـوع ـة الضـابـط ـة ألاولـ ،أو
التغيرات القبلية والبعدية لكل من املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة ألاولى.
كما أن ت اير التجربة على املجموعة التي لم ت خذ القياس القبلي تتضح بمقارنة
املجموعتين الضابطتين الثانية والثالثة.
وإذا كان متوسط الفرق بين درجات القياس البعدي بين املجموعة التجريبية واملجموعة
الضابطة ألاولى ،وبين املجموعة الضابطة الثانية واملجموعة الضابطة الثالثة متمااال تقريبا،
فال بد أن للتجربة ،عندئذ ،ت اير متماال تقريبا في املجموعات التي أخذت القياس القبلي
والتي لم ت خذت.
ويقوم هذا التصميم على إجراء تجربتين؛ واحدة مع قياسات قبلية ،وأخرم دون قياسات
قبلية .فإذا اتفقم نتائج هاتين التجربتين ،فإن الباحث تكون له اقة في النتائج.
لكن العيب الرئيس ي لهذا التصميم ،يظهر في الصعوبة التي ينطوي عل ها تنفيذت في وضع
عملي .فهناك حاجة لوقم وجهد أك ر جراء تجربتين متزامنتين ،وهناك مشكلة تحديد العدد
املتزايد ألفراد يملكون نفس الخصائ .
وتوجد صعوبة أخرم في املعالجة إلاحصائية ،فال توجد أربع مجموعات كاملة من
القياسات للمجموعات ألاربع .لكن كامبل ،ستانلي ،Cambpell & Stanley, 1966يقترحان
استعمال درجات القياس البعدي فقط عن طريق تصميم تحليل التباين ذي الاتجاهين.
واتخاذ القياس القبلي متغيرا مستقال اانيا ،إضافة إلى املتغير املستقل التجريبي ( .كريا
289
الشربي ي 49 ،1995 ،ـ ( .)50دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه367 ،2004 ،
ـ .)368
290
.3أار الحرارة على سلوك حل املشكالت.
ففي املثال ألاول ،الذي جاء بعنوان :أار الضوضاء على تركيز الانتبات .الذي يتم فيه
تعرض املفحوصين للمتغير املستقل (الضوضاء) بكميات متفاوتة .يقوم الباحث /املجرب
بإعداد االث حجرات عا لة للصوت ،وبمساعدة مهندس الصوت ،يحدث بداخلها ضوضاء
بكميات متفاوتة في الحجرات الثالاة ،التي توجد ف ها االث مجموعات من املفحوصين ،يتم
تخصيصهم عشوائيا لهذت الحجرات.
وفي املثال الثاني ،بعنوان :أار الا دحام على السلوك العدواني .يقوم الباحث بإعداد
االث غرل متساوية من حيث مساحتهاُ .ويجلس ف ها أفرادا ،يقومون ب داء نشاط حركي ما.
ويكونون متفاوتين في أعدادهم ،في كل غرفة .فيضع في الغرفة ألاولى فردا واحدا ،يجلس ملدة
ساعتين .ويضع في الغرفة الثانية 6أفراد ،يجلسون كذلك ملدة ساعتين .ويضع في الغرفة
الثالثة 12فردا ،يجلسون ملدة ساعتين أيضا .وأاناء التجربة وفي نهايتها ،يتعرل على
السلوك العدواني لديهم ،إما باملالحظة املباشرة ،أو من خالل قياس ّ
كمي.
وفي املثال الثالث ،بعنوان :أار الحرارة على سلوك حل املشكالت .يضع الباحث أفرادا
في حجرة ،ويدرج ف ها درجة الحرارة من املستوم املريح ملدة ساعة ،ام مستوم غير مريح ملدة
نصف ساعة ،ام مستوم من الحرارة غير املريح جدا ،ملدة نصف ساعة كذلك .وأاناء التجربة
كلها يقوم ألافراد بنشاط يتعلق بحل مشكالت .وفي كل مدة من املدد الثالاة ،يقيس لديهم
فعالياتهم في سلوك حل املشكالت.
وعلى غرار هذت ألامثلة ،اقترحم التصميم السابق (تقديم املتغير املستقل بكميات
متفاوتة) على طالبة دكتورات في جامعة سطيف ،استشارت ي في هذا ألامر .وكان برنامجها
إلارشادي يهدل إلى خفض مشاعر قلق الامتحان ،فاقترحم عل ها أن تنجي بحثها بواحدة من
الطريقتين آلاتيتين :
الطريقة ألاولى :تضع خطة لتنفيذ برنامجها إلارشادي في 12جلسة .تسحب مجموعة
من املفحوصين ( 15مفحوصا ،مثال) ،الذين تم تشخيصهم على أنهم عانون من مشاعر
القلق من الامتحان .تقسمهم عن طريق التخصي العشوا ي إلى االث مجموعات فرعية.
يتعرض الجميع للجلسات ألاربع ألاولى من إلارشاد .ام تبعد منهم عشوائيا مجموعة أولى (5
أفراد) .ام يتعرض املفحوصون الباقون ألربع جلسات أخرم ،ام تبعد منهم عشوائيا مجموعة
اانية ( 5أفراد ،كذلك) .ام تكمل تنفيذ برنامجها إلارشادي مع املجموعة الثالثة ( 5أفراد)
291
ب ربع جلسات الباقية .فتصير لديها االث مجموعات ،وفق تعرضها لكميات متفاوتة من
ال رنامج إلارشادي (املتغير املستقل) .وهي كما يلي :
املجموعة التجريبية ألاولى تعرضم لل رنامج إلارشادي مدة أربع جلسات.
املجموعة التجريبية الثانية تعرضم لل رنامج إلارشادي مدة اماني جلسات.
املجموعة التجريبية الثالثة تعرضم لل رنامج إلارشادي مدة اانتي عشرة جلسة.
ام تقارن بينها في املتغير التابع ،وهو قلق الامتحان.
الطريقة الثانية :تتعرض املجموعة ألاولى للجلسات ألاربعة ألاولى .ام تلحق بها املجموعة
الثانية فتتعرض املجموعتان للجلسات ألاربعة الثانية .ام تلحق بهما املجموعة ألاخيرة،
فتتعرض املجموعات الثالاة للجلسات ألاربعة ألاخيرة من ال رنامج إلارشادي .وبذلك تكون :
املجموعة التجريبية ألاولى تعرضم ألربع جلسات.
املجموعة التجريبية الثانية تعرضم لثماني جلسات.
املجموعة التجريبية الثالثة تعرضم الانتي عشرة جلسة.
ام يقارن بينها في املتغير التابع ،وهو قلق الامتحان.
وكما نالحظ ،فهو تصميم ال ستعمل مجموعات ضابطة .و عتقد علماء املنهجية أن
التصميمات التي تستعمل مجموعات تجريبية فقط ،أفضل من التصميمات التي تستعمل
مجموعات تجريبية ومجموعات ضابطة.
عوق استعمال املنهج التجريبي ،من الناحية العملية ،في علم النفس لكن أهم ما ّ
والتربية ،عامالن هما
.1صعوبة ضبط املتغيرات الدخيلة.
.2صعوبة التخصي العشوا ي للمفحوصين.
ولهذا ستحسن الابتعاد عن التصميمات التجريبية ،وإتباع التصميمات شبه التجريبية
املختلفة.
292
قد يفرض بساطة مصطنعة على وضع سلوكي معقد .إن متغيرا مستقال واحدا قد ال يحدث
الت اير نفسه كما يحداه حين يتفاعل مع متغير مستقل آخر .ومن ام ،فإن استنتاجات من
تصميمات ذات متغير مستقل واحد ،قد تكون دون مع ى .فمثال ،قد تعتمد فاعلية طريقة
إرشادية معينة على عدد من املتغيرات املستقلة ،كالعمر والجنس ،والاستعداد لتلقي إلارشاد،
وكفاءة املرشد ،ومناخ الجلسات إلارشادية ،وكون إلارشاد فردي أم جماعي وغيرها .إن
تصميما كالسيكيا بمتغير واحد ،لن يكشف عن الت اير التفاعلي للطريقة إلارشادية
والاستعداد لتلق ها .ومن املمكن الييادة في حاصل املعلومات من التجربة ،عن طريق ت كيد
الت ايرات املتزامنة ملتغيرين مستقلين أو أكثر في تصميم عاملي.
وظهرت التصميمات العاملية في البحوث النفسية والتربوية ،بفضل إسهامات إلاحصا ي
إلانجليزي ،دونالد فيشر .D. Fisherوساهمم في تطورها( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر
جاكوبس ،أصغار را افيه.)369 ،2004 ،
إن التصميم العاملي ،يتم فيه تفعيل اانين أو أكثر من املتغيرات املستقلة ،في نفس
الوقم ،بهدل دراسة الت اير املستقل لكل متغير في املتغير التابع ،وكذلك الت ايرات الناجمة
عن التفاعالت بين عدة متغيرات مستقلة.
وتكون التصميمات العاملية على نوعين :
في النوع ألاول واحد فقط من املتغيرات املستقلة يتم استعماله تجريبيا .وفي هذت الحالة،
يهتم الباحث أساسا بت اير متغير مستقل واحد .ولكن يجب أن ي خذ بعين الاعتبار متغيرات
أخرم قد تؤار على املتغير التابع .وبصورة نموذجية ،فإن هذت املتغيرات ألاخرم ،هي متغيرات
منسوبة /نوعية؛ كالجنس ،والذكاء ،والوضع الاجتماعي الاقتصادي وغيرت .ويمكن التحقق
من ت ايرها (وضبطها في نفس الوقم) عن طريق بناء املتغير التابع مباشرة في التصميم
ويقيم الباحث ت اير املتغير املستقل الرئيس ي لكل مستوم من املستويات املتعددة العامليّ .
لواحد أو أكثر من املتغيرات املنسوبة املستقلة .إن املستويات املختلفة للمتغير املنسوب ،تمثل
بشكل نموذجي مجموعات ألايخا املختارة بصورة طبيعية( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر
جاكوبس ،أصغار را افيه .)369 ،2004 ،كما يقوم مثال ،بحث معين باستعمال الذكور
وإلاناث ومرتفهي ومنخفض ي الذكاء ومرتفهي ومنخفض ي الوضع الاجتماعي الاقتصادي ،في
برنامج لتنمية دافع إلانجا .
293
يبين الجدول رقم ( )3التصميم العاملي .2 × 2 × 2
املتغير املستقل الفعال = برنامج تنمية الدافع إلى إلانجا
الوضع الاجتماعي متغيرات
مستوم الذكاء الجنس
الاقتصادي مستقلة
ذكور إناث مرتفع منخفض مرتفع منخفض منسوبة
متغير تابع
..... ..... ..... ..... ..... .....
(تنمية دافع إلانجا )
في النوع الثاني قد يجرم تفعيل جميع املتغيرات املستقلة تجريبيا .وهنا يهتم الباحث
بعدة متغيرات مستقلة فعالة .ويرغب في تقييم كل من ت ايرها املنفصلة واملدمجة .مثال ،قد
تقارن تجربة ت ايرات حجم الصف وكذلك إدخال التدر س املدعوم بالحاسوب على تعلم
املفاهيم العلمية( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه .)369 ،2004 ،في هذا
ّ
سيفعل الباحث كال املتغيرين ،وسيكون هناك مستويان للمتغير هما :طريقة التدر س البحث
(أي املدعومة بالحاسوب مقابل التقليدية) وللمتغير الثاني ،حجم الصف (مكتظ مقابل غير
مكتظ) .إن مثل هذا التصميم ،سمح بتحليل آلااار الرئيسية لكل من املتغيرات التجريبية
وتحليل التفاعل بين املعالجات.
294
من املستويات( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه.)369 ،2004 ،
و يضاح ذلك ،نفترض أن الباحث مهتم بمقارنة فاعلية نوعين من طرق إلارشاد النفس ي؛
هما :إلارشاد السلوكي وإلارشاد املعرفي ،لخفض مشاعر القلق الاجتماعي ،لعينتين من الذكور
وإلاناث .في هذت التجربة ،هناك معالجتان تجريبيتان ،ومجموعتان من ألافراد .نالحظ أن
التصميم 2 × 2يتطلب أربع مجموعات من ألافراد ،حيث يتم تو ع عشوا ي لألفراد ضمن
كل جنس (ذكور إناث) ،ولطريقتي إلارشاد السلوكي واملعرفي.
295
سابعا :التصميمات شبه التجريبية
)1تصميم املجموعة الضابطة غير العشوائية ذو القياسين القبلي والبعدي.
في هذا التصميم ال يتم دائما تخصي املفحوصين عشوائيا في مجموعات تجريبية
وضابطة .فكل ما هنالك هو أن توجد مجموعات اابتة وتامة ،كالصفول الدراسية ( .كريا
الشربي ي .)52 ،1995 ،فإذا كان البحث حول إرشاد التالميذ في السنة الثانية من التعليم
الثانوي لتنمية رضاهم عن شعبة تسيير واقتصاد التي تم توج ههم إل ها ،فيمكن للباحث
استعمال صفين من هذت الشعبة؛ أحدهما كمجموعة تجريبية وآلاخر كمجموعة ضابطة.
وتتعرض املجموعتان للقياس القبلي للمتغير التابع ،وهو الرضا عن شعبة تسيير واقتصاد.
ام تتعرض املجموعة التجريبية للمتغير املستقل (ال رنامج إلارشادي) ،وتغفل املجموعة
الضابطة (لكن ستحسن أن تتعرض هذت املجموعة ل رنامج إرشادي في موضوع آخر) .وبعد
انتهاء تنفيذ ال رنامج إلارشادي ،تتم املقارنة بين املجموعتين في املتغير التابع ،وهو الرضا عن
شعبة تسيير واقتصاد.
ومما يدعم هذا التصميم ،أن املجموعتين تتعرضان معا للقياس القبلي والقياس
البعدي .كما يتعرض أفراد املجموعة التجريبية لل رنامج إلارشادي في نفس الفترة اليمنية.
وأن الذي يقوم بتنفيذ ال رنامج إلارشادي هو الباحث /املجرب نفسه.
لكن صعوبات تنفيذ هذا التصميم ،قد ت تي من مسؤولي املدارس الذين ال يوافقون على
إحداث تغييرات في التو ع اليومي للحص الدراسية من أجل إجراء تجربة على فوجين
دراسيين في نفس الوقم ( .ايد بن عجير الحارثي 108 ،1994 ،ـ ( .)109دونالد آري ،لوس ي
تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه.)374 ،2004 ،
)2تصميم تدوير املجموعات ،أو تصميم املوا نة ،أو التكافؤ الدوري ،وقياس
قبلي /بعدي ،أو بعدي فقط.
يمكن استعمال هذا التصميم مع مجموعات تامة واابتة ،وتدويرها في فترات خالل
ُْ
تعقب كل مجموعة موضع املجموعة ألاخرم في تعرضها للمتغيرات املستقلة. التجربة .أي
ويتغلب تصميم تدوير املجموعات على ضعف تصميم املجموعة الواحدة.
و شيع استعمال هذا التصميم في الحاالت التي يكون ف ها عدد املفحوصين قليال ،أو
حين يتم إرشاد أو عالج أو تدر س أو تدريب بطريقتين مختلفتين أو أكثر.
296
يتم إعداد مفحوصين متماالين جدا في املتغيرات التي لها ارتباط باملتغير التابع.
وتقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين؛ املجموعة (أ) واملجموعة (ب).
في املرحلة ألاولى ،تتعرض املجموعة (أ) للطريقة إلارشادية (س) ،وتتعرض املجموعة
(ب) للطريقة إلارشادية ( ) .ام يقاس الفرق بينهما.
وفي املرحلة الثانية ،تتبادل املجموعتان دوريهما .فتتعرض املجموعة (أ) لألسلوب
إلارشادي ( ) ،وتتعرض املجموعة (ب) لألسلوب إلارشادي (س) .ام يقاس الفرق بينهما.
( كريا الشربي ي 54 ،1995 ،ـ .)55
مثال .يكون هدل الباحث هو املقارنة بين طريقتين رشاد التالميذ بهدل خفض مشاعر
قلق الامتحان في مرحلة التعليم الثانوي.
بعد أن يقسم الباحث /املجرب املفحوصين إلى مجموعتين .تتعرض في املرحلة ألاولى،
املجموعة (أ) للرشاد وفق أسلوب التمركي حول العميل .وتتعرض املجموعة (ب) للرشاد
وفق أسلوب التوقع وقيمة التعييي .وبعدها يقاس لدم كل مجموعة مستوم مشاعر قلق
الامتحان .وفي املرحلة الثانية ،تتعرض املجموعة (أ) للرشاد وفق أسلوب التوقع وقيمة
التعييي .وتتعرض املجموعة (ب) للرشاد وفق أسلوب التمركي حول العميل .وبعدها يقاس
لدم كل مجموعة مستوم مشاعر قلق الامتحان .فيحصل الباحث /املجرب على أربعة
قياسات ،عالج الفروق بينها ب سلوب تحليل التباين( .دونالد آري ،لوس ي تشيزر جاكوبس،
أصغار را افيه 377 ،2004 ،ـ ( .)379ديوبولد فان دالين 402 ،1984 ،ـ .)406
297
تتميز طريقة تدوير املجموعات ب نها تعطي الفرصة لتدوير الفروق التي قد توجد بين
ّ
املحصل عل ها املجموعتين .وبما أن كال املجموعتين تتعرضان للمتغير املستقل ،فإن النتائج
ال يمكن أن تعيم إلى فروق موجودة مسبقا لدم املفحوصين.
ولكن عيب هذا التصميم ،هو أنه قد تؤار طريقة إرشاد على طريقة أخرم .كما أن كثرة
القياسات قد تصيب املفحوصين بامللل.
298
التاريخ( .كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت 236 ،1999 ،ـ ( .)237دونالد آري،
لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افيه 379 ،2004 ،ـ .)381
299
ولعيل ت اير هاواورن على املتغير التابع ،يقوم الباحث /املجرب بإعالم كال املجموعتين؛
التجريبية والضابطة ،ب نهما تشاركان في البحث التجريبي .أي يمنحهما كل هما نفس املقدار
من الاهتمام والانتبات.
ويذكر الباحثون مفهوما آخر يقابل مفهوم أار هاواورن أو عاكسه ،وهو أار جون هنري
.John Henry Effectو شير إلى ميل أفراد املجموعة الضابطة ،ممن عرفون أنهم محل
تجربة ،إلى أن يقوموا بجهد إضافي ،ويؤدوا عمال أكثر من معدلهم العادي واملتوقع ،ألنهم قد
يتصورون أنهم في تنافس مع املجموعة التجريبية ،ويريدون أن يؤدوا العمل مثلهم أو أفضل.
وهكذا ،فإن الاختالل بين املجموعات التجريبية والضابطة ،أو عدم وجود هذا الاختالل،
قد عيم إلى الدافعية املتزايدة لدم أفراد املجموعة الضابطة ،وليس إلى املجموعة
التجريبية ( .كريا الشربي ي( .)35 ،1995 ،دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افييه
(.)345 ،2004
خاتمة.
عت ر املنهج التجريبي أرقى مناهج البحث العلمي ،ملا له من مصداقية واقة في نتائجه في
جميع العلوم ،لكنه أكثر دقة في العلوم الطبيعية منها في العلوم إلانسانية .وتناولم هذت
الورقة استعمال هذا املنهج في علم النفس ،وفي مجال إلارشاد ،خاصة .واستعرضم الورقة
معلومات عن املنهج التجريبي وشروطه ،ومقارنته بمناهج أخرم فارقية كذلك .وتناولم
الورقة كذلك ،مالحظات نقدية للطرق التي اتبعها الباحثون في إنجا هم لبحوثهم حول
إلارشاد ،ولفم انتباههم إلى ألاخطاء املنهجية التي وقعوا ف ها .وتبين عدم تمكنهم من إجراءات
استعمال هذا املنهج ،بطرق صحيحة ،وقدمم الورقة عدة تصميمات تجريبية البسيطة منها
واملركبة ،كما قدمم تصميمات أخرم عاملية وشبه تجريبية ،وتصميمات باستعمال
السالسل اليمنية ،مدعمة كلها ب مثلة توضيحية وتدريبية في مجال إلارشاد دائما .عس ى أن
يتمكن منها الباحثون عند إجراء بحوثهم مستقبال ،سواء في مجال إلارشاد أو في غيرت من
املوضوعات النفسية والتربوية ألاخرم.
300
مراجع الفصل الثامن
1ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جودت ش ـ ـ ـ ــاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم الس ـ ـ ـ ــلوكية .القاهرة ،مكتبة
ألانجلو املصرية.
2ـ ـ ـ ـ ـ دونالد أري ،لوسـ ي تشــيزر جاكوبس ،أصــغار را افييه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمــة :س ـ ـ ـ ـعــد الحس ـ ـ ـ ــي ي .مراجعــة :عــادل عبــد الكريم يــاس ـ ـ ـ ــين .العين ،إلامــارات العربيــة
املتحدة ،دار الكتاب العربي.
3ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
نبيل نوفل ســليمان الخضــري الشــيخ ،طلعم منصــور غ ريال .مراجعة :ســيد أحمد عثمان.
القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
4ـ ـ ايد بن عجير الحارثي ( .)1994الحاجة إلى استعمال التصاميم شبه التجريبية في دراسة
الس ـ ـ ـ ــلوك الاجتمــاعي في الوطن العربي .في :لو س كــامــل مليكــة (إعــداد وتنس ـ ـ ـ ــيق وتقــديم).
قراءات في علم النفس الاجتمـ ــاعي في الوطن العربي .املجلـ ــد الس ـ ـ ـ ـ ـ ــادس .القـ ــاهرة ،الهيئـ ــة
املصرية العامة للكتاب.
5ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ كريا الش ـ ـ ــربي ي ( .)1995إلاحص ـ ـ ــاء وتص ـ ـ ــميم التجارب في البحوث النفس ـ ـ ــية والتربوية
والاجتماعية .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.6شافا فرانكفورت ـ ناشميا ،دافيد ناشميا ( .)2004طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.
105 :ـ ترجمة :ليلى الطويل .الطبعة ألاولى .س ــوريا ـ ـ ـ ـ ـ ـ دمش ــق ،بترا للنش ــر والتو ع.
.158
7ـ ـ صالح بن حمد العسال ( .)1995املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية .الطبعة ألاولى.
الرياض ،مكتبة العبيكان.
8ـ فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث وطرق التحليل إلاحصا ي في العلوم
النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .مكتبة ألانجلو املصرية.
9ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ فرج عبد القادر طه ( .)1993موس ـ ــوعة علم النفس والتحليل النفس ـ ـ ي .الطبعة ألاولى.
الكويم ،دار سعاد الصباح.
.10فرنس ـ ـ ـ ــيس ت .م ــاك أن ــدرو ( .)2002علم النفس البيئي .ترجم ــة :عب ــد اللطيف محم ــد
خليفة ،جمعة سيد يوسف .إعادة الطبعة ألاولى .جامعة الكويم ،مجلس النشر العلمي.
.11كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت ( .)1999مناهج البحث في علم النفس
الاكلينيكي وإلارشادي .ترجمة :محمد نجيب الصبوة ،ميرفم أحمد شوقي ،عا شة السيد
301
رشدي .مكتبة ألانجلو املصرية.
.12لندا ل .دافيدول ( .) 1983مدخل علم النفس .الطبعة الثانية .ترجمة :سيد الطواب
وآخرون .مراجعة :فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر.
.13محمد نجيب الصبوة ،عبد الفتاح القرش ي ( .)1995علم النفس التجريبي .الطبعة ألاولى.
القاهرة ،دار القلم للنشر والتو ع.
302
الفصل التاسع
منهج بحـث الفـرد الواحـد وتصميماته التجريبية
مقدمة.
أوال :بحث الفرد الواحد تاريخيا
)1في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
املحطة رقم 1
املحطة رقم 2
املحطة رقم 3
املحطة رقم 4
)2في بداية القرن العشرين.
)3ام التق علم النفس با حصاء.
اانيا :مشكالت استعمال منهج املقارنة بين املجموعات
االثا :منهج بحث الفرد الواحد
أهمية منهج بحث الفرد الواحد.
منهج بحث الفرد الواحد ومنهج دراسة الحالة.
رابعا :إلاجراءات املنهجية في بحث الفرد الواحد
خامسا :التصميمات التجريبية الحديثة لبحث لفرد الواحد
1ـ التصميم التجريبي أ ب.
2ـ التصميم التجريبي أ ب أ.
3ـ التصميم التجريبي أ ب أ ب( ،التصميم الارتدادي أو العكس ي).
4ـ تصميم خط القاعدة متعدد التدخالت.
5ـ تصميم محك التغيير (تصميم التغير كمحك).
سادسا :تسجيل البيانات
سابعا :مقارنة تصميمات الفرد الواحد وتصميمات املجموعات.
303
304
يقوم منهج بحث الفرد الواحد في علم النفس على املبدأ
التالي " :الفرد هو الذي سلك وليسم الجماعة".
305
306
مقدمة.
تقرؤون في هذا الفصل ما يلي :
ستقرؤون عن املناهج إلاديوغرافية واملناهج الناموسية ،ومجاالت استعمال كل منهما،
وعن القياس في كال املنهجين.
وتقرؤون عن استعمال مناهج بحث الفرد الواحد في بداية ظهور علم النفس العلمي.
وتقرؤون عن الفرق بين منهج بحث الفرد الواحد ومنهج دراسة الحالة.
وتقرؤون عن التقاليد العلمية التي دعمم قيام منهج بحث الفرد الواحد.
وتقرؤون عن أهم املحطات العلمية تاريخيا في استعمال منهج بحث الفرد الواحد.
وتقرؤون عن ظهور مناهج البحث باستعمال املجموعات بظهور إلاحصاء والتقائه بعلم
النفس ،في إنجلترا.
وتقرؤون عن مشكالت البحث بمنهج املقارنة بين املجموعات.
وتقرؤون عن إلاجراءات املنهجية في بحث الفرد الواحد.
وتقرؤون عن أهم التصميمات البحثية في منهج بحث الفرد الواحد وإجراءات تنفيذها،
وطرق تسجيل نتائجها.
وتقرؤون عن املقارنة بين تصميمات بحوث الفرد الواحد وتصميمات بحوث املجموعات.
أرجو أن تجدوا في هذا الفصل ما يفيدكم ،سواء في مجال البحث أم في مجال العالج
وإلارشاد.
إن أهم ما يميز إجراءات بحوث تعديل السلوك عن غيرت من الاتجاهات السائدة في علم
النفس أنها تقوم على منهجية ام ريقية تشمل على محاوالت منظمة ،الهدل منها الكشف
عن العالقات الوظيفية أو العالقات السببية بين املتغيرات املستقلة واملتغيرات التابعة.
فاملتغير امل ستقل هو العلة املفترضة للقيمة أو للتغير الذي يحدث للمتغير التابع .فاملتغير
املستقل هو الذي يتناوله املجرب بالتغيير بشكل منظم وبإحكام في التجربة ،ويالحظ أاناء
ذلك ما يحدث من تغير في املتغير التابع.
وحتى ستطيع الباحث الكشف عن العالقة الوظيفية ،أي أن التغير الذي يحدث في
السلوك املستهدل وظيفة أو دالة لطريقة العالج أو إلارشاد املستعملة ،ينبغي استعمال
تصميم البحث املناسب .فالقياس والتعبير الكمي عن مدم حدوث التغير في السلوك
املستهدل ،ال ساعد كثيرا على اكتشال العالقة الوظيفية .فهذت العالقات ال تتضح إال إذا
307
ّبين الباحث من خالل التحقق إلام ريقي أن التغير في السلوك املستهدل قد حدث عند تعرضه
للعالج املستعمل وليس لش يء آخر.)Tawney & Gast, 1984( .
وفي إجراءات بحوث تعديل السلوك يتم الاعتماد على تصميمات بحث الفرد الواحد
Single – Subject Research Designsيضاح العالقات الوظيفية بين ألاسباب والنتائج.
أكثر من الاعتماد على تصميمات املقارنة بين املجموعات .Group – Comparison Desings
يفرق علماء املنهجية في البحوث النفسية بين مناهج بحث الفرد وفي هذا الصددّ ،
الواحد ومناهج بحث املجموعات ،أو املناهج إلاديوغرافية مقابل املناهج الناموسية
.Idiographic VS nomothetic methodsوتبحث املناهج إلايديوغرافية كل ما يتصل بالفرد
الواحد .أما اهتمام املناهج الناموسية فينصب على التصميمات التجريبية والتصميمات
شبه التجريبية التي تجرم على عينات ك رم.
و شير املؤلفون في منهجية البحوث النفسية ،إلى أن تصميمات العينات الصغرم ،مثل
َ ُ َ
تلك التي تستعمل في إجراء تجارب على الفرد الواحد ،هي الطريقة التي ُيحتكم إل ها بقوة
للجمع بين العلم واملمارسة .ألنها تمكن العياديين واملرشدين النفسيين من توظيف مناهج
البحث الرسمية في عملهم اليومي.
وتتعرض املناهج الناموسية النتقادات تنطلق من فكرة مفادها ،أن ألاداء والاستجابات
النوعية الخاصة بالفرد ،تفقد معناها ألنها تذوب في أداء الجماعة وفق معايير التوسط
والاعتدال.
ويلفم الباحثون النفسيون النظر ،في هذا الصدد ،إلى أن هناك فرضا خفيا يتبنات
املعالجون النفسيون الذين يجرون بحوثهم على املرض ى ،مضمونه وجود درجة من التشابه
ّ
والتماال بين كل الحاالت املرضية .ومن ام سلم املعالجون ،كل على حدة ،ب ن التدخل
العالجي ينبغي أن يكون متمااال وموحدا .ففي بحث ما عن أار عالج نفس ي معين الضطراب
القلق ،يظهر أن الفرق بين متوسط أداء املجموعة قبل الخضوع للعالج ومتوسطها بعد
الخضوع للعالج ،على مقياس للقلق ،ربما شير إلى درجة من التحسن سببه العالج .ولكن
هذا التحسن ككل ،ربما يخفي حقيقة مضمونها أنه على الرغم من أن معظم الحاالت قد
تحسنم ،فإن أقلية منهم لم تتحسن أو ا دادت تدهورا.
تعرض له الجميع ،ال يمكن اكتشافهاإن مثل هذت النتائج املتباينة ،لنوع واحد من العالج ّ
إال بالتركيز على نمط التحسن لدم كل فرد على حدة .ألن الفروق الفردية بين املرض ى لها
أهمية قصوم ال يمكن تجاهلها .ألامر الذي ال تهتم به املناهج الناموسية.
308
إن تصميمات بحث الفرد الواحد ،بتسهيلها ،بطريقة دقيقة جدا ،تطبيق املناهج
إلاديوغرافية لبحث الفرد الواحد ،أ احم بعض العقبات املتعلقة بتصميمات املناهج
الناموسية ،التي تستهدل املقارنة بين املجموعات.
وفي مجال القياس ،هناك مقاييس يجيب عنها ألافراد كمجموعات ،ومقاييس يجيب عنها
فرد واحد .و شمل النوع ألاول املقاييس معيارية املرجع والاختبارات محكية املرجع.
إن املقاييس معيارية املرجع ،تقوم على مقارنة أداء فرد ب داء أفراد آخرين ،وتندرج معظم
املقاييس النفسية ضمن هذت الفئة .وهنا ال يكون للدرجات مع ى مطلقا في حد ذاتها ،ولكنها
تدل فقط على موقع الفرد بالنسبة لباقي الجماعة التي أجابم معه على نفس الاختبار في
نفس الجلسة .فالدرجات على اختبار ستانفورد – بي ي للذكاء ،مثال ،معيارية املرجع ،لها
متوسط جماعي ساوي 100وانحرال معياري ساوي .16
أما الاختبارات محكية املرجع ،فيقارن ف ها أداء كل فرد بمحك مطلق .فمثال ،حفظ
قصيدة شعر تتكون من 20بيتا في ساعة واحدة ،تشير إلى قوة الذاكرة واملهارة في الحفظ
والتخيين لدم الفرد .واملقارنة تكون في إطار معرفة ما استطاع كل فرد ،على حدة ،أن يحفظه
من أبيات الشعر في قصيدة بها 20بيتا ،في مدة منية هي ساعة واحدة( .ساعة واحدة هي
محك مطلق).
أما النوع الثاني من املقاييس والاختبارات ،فيركي على قياس السلوك لدم فرد واحد
فقط ،دون إلاشارة إلى آلاخرين .وال تحدث ف ها أية مقارنة.
وتاريخيا ،شار إلى أن مناهج بحث الفرد الواحد ،تمثل الوجهة العلمية التي سادت في
الطب وعلم النفس حتى العقود املبكرة من القرن العشرين .وبعد ذلك ظهر الت اير القوي
للبداعات في إلاحصاء ،التي قام بها الرواد ألاوائل في إلاحصاء ،في إنجلترا ،وهم كل من
فرنسيس جالتون ،F. Galtonكارل برسون ،K. Pearsonرونالد فيشر ،R. Fisherكحساب
معامالت الارتباط واختبار "ت" وتحليل التباين ،التي هي منتشرة حاليا ملعالجة البيانات في
البحوث النفسية التي تجرم على املجموعات.
وسادت مناهج بحث الفرد الواحد ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى
بدايات القرن العشرين ،ام ُب ِعثم من جديد في العقود ألاخيرة ،واستمدت قوتها الدافعة من
تقاليد علمية عديدة ،يذكر املؤلفون منها ما يلي.
ُ
ي تي في املقام ألاول ،التقليد العلمي الذي ع ِرل باسم تحليل السلوك التطبيقي
.Applied bihaviour analysisواملثال على ذلك إلاجرائية السلوكية ،كما صاغها ب .ل.
309
سكنر B. F. Skinner 1953التي قادته إلى أن يقول " :إن هدل العلم السلوكي ،هو التنبؤ
بسلوك الكائن الحي الفرد والتحكم فيه وضبطه".
وكان هدل التصميمات التجريبية للفرد الواحد ،في الخمسينات والستينات من القرن
العشرين ،هو بيان إمكان التنبؤ بالسلوك وضبطه .ولذا تكاارت البحوث التي استعملم هذت
التصميمات في السبعينات.
وي تي في املقام الثاني ،إبداع طرق وأساليب قياس نتائج تصميمات الحالة الفردية على
يد مونتجومري شابيرو ،M. B. Shapiroالذي كان في طليعة من وضعوا أسس هذت الطرق.
وطور ألاسلوب املعرول باسم استخبار شابيرو الشخ ي ،الذي من خالله نتمكن من تحديد ّ
املشكالت التي عاني منها املريض ،كل منها على حدة ،تحديدا كميا ،ورصد تطوراتها من حيث
التحسن أو التدهور ،يوميا أو أسبوعيا.
وعلى النقيض من منحى سكنر إلاجرا ي ،Operationalفإن منحى شابيرو ظاهراتي
،Phenomenologicalألنه ي خذ في اعتبارت وضع تصميم يتفق ووجهة نظر الفرد في مشاكله
الخاصة ،وليس وجهة نظر املعالج ،إضافة إلى اهتمامه باملعالجات التجريبية للعالجات
وأشكال التدخل.
وي تي في املقام الثالث ،منحى بحث الفرد الواحد ،كما ورد في بحوث علم النفس العصبي.
ويؤرخ عالم املخ وعلم النفس العصبي ،الروس ي ،ألكسندر لوريا ،A. Luria, 1973مليالد علم
النفس العصبي العلمي بعام ،1861عندما وصف الطبيب الفرنس ي بول بروكا P. Broca
حالة اضطراب الكالم (ألافا يا) التي ارتبطم بعطب في منطقة بالف الجبهي ألا سر للمخ.
ومنذ ذلك التاريخ ،استمرت بحوث الفرد الواحد في الظهور ،وأداء أدوار مهمة في تطور هذا
املجال.
وي تي في املقام الرابع ،املنحى إلاديوغرافي الذي انتشر بشدة في بحوث الشخصية .فقد
انتقد السيكولوجي ألامريكي جوردون ألبورت ،G. Allportعام ،1962بشدة ،الاعتماد العلمي
واقتصار نشاطه تقريبا على املناهج الناموسية التي تبحث عن القوانين العامة .وقال في هذا
الصدد " :بدال من تنامي نفاذ الص ر لدينا من بحث الفرد الواحد وتعجلنا للوصول إلى تعميم
ما ،فلماذا ال ننمي نفاذ الص ر لدينا من التعميمات والقوانين التي نتعجل ظهورها من
الجماعات ،وال نتعجل ظهورها من النموذج الداخلي للفرد الواحد".
كما طور السيكولوجي ألامريكي ،بجامعة هارفارد ،هنري ألكسندر موراي ،H. A. Murray
عام ،1938منحى لدراسة الشخصية بناء على الفحو املكثفة .وكان أحد أهم افتراضات
310
نظريته " :إن أهدال البحث في هذا املجال ،عبارة عن الكائنات الحية ك فراد ،وليس مجمل
الكائنات الحية كمجموعات".
ُ ُ َ
وفي ختام هذت املقدمة ،أشير إلى أنه عتقد أن بحوث الفرد الواحد ،استعملم أوال في
بحوث علم النفس العيادي وإلارشاد النفس ي .مثلما نجد في أعمال كل من بروير Breuer
وفرويد ،)1895( Freudضمن إلانتاج الفكري للتحليل النفس ي ،وكذلك في حالة أل رت
الصغير ،Little Albertلواطسن Watsonورينر ،)1920( Raynerضمن إلانتاج الفكري
للسلوكية .ولكن هناك أعماال أخرم قوية جدا في إسهاماتها العلمية ،استعملم منهج بحث
الفرد الواحد ،قام بها كل من فخنر وفندت وابنجهاوس وغيرهم ،كانم رائدة في مناهج بحث
الفرد الواحد .س ذكر هذت إلاسهامات العلمية في حينها ،في الفقرات القادمة من هذت الورقة.
311
وأجرم فخنر في ذلك الوقم بحواه على إلاحساس ،فاستعمل ألاو ان املختلفة،
واملسافات املبصرة ،واملسافات اللمسية .وكان يتوصل إلى صياغة القانون بعد إجراء التجربة
عدة مرات على الفرد الواحد ،ومن استعادتها على الفرد وعلى عدة أفراد آخرين.
312
مقابل الهدوء .وبناء على هذا ،يمكن وصف أي خ رة وجدانية إنسانية ب نها سارة أو مكدرة،
تتسم بالشدة أو باالسترخاء ،وباالستثارة أو بالهدوء.
وفيما يلي مثال آخر على العمليات النفسية الثالاة ،التي استخلصها فندت من تجاربه
على ألافراد ،كل على حدة (بالنسبة لقارئ هذا املقال) :
إن كل قارئ لهذا املقال ،تتكون لديه العمليات النفسية الثالاة كما يلي :
فاملعرفة ،هي أن هذا املقال ،بصفته مثيرا يخ رت القارئ ،فيعرل أن موضوعه هو منهج
البحث للفرد الواحد.
أما الوجدان ،فإن قارئ هذا املقال ،بمجرد معرفته بموضوع املقال ،ينش لديه شعور
إما باالستحسان والقبول لهذا املقال ،أو باالستهجان والرفض له.
أما النزوع ،أي إلارادة ،فإن الذي يترتب على الشعور باالستحسان والقبول ،هو نشوء
إرادة لدم القارئ فيقبل على قراءة املقال .أما الذي يترتب على الشعور باالستهجان والرفض،
هو عدم نشوء إرادة لدم القارئ لقراءة املقال ،فيحجم عن قراءته.
وماذا عن موضوعات علم النفس ،بعد ذلك ،بصفته تخصصا مستقال ،إ اء نتائج بحوث
فندت ؟ أقول :يمكن ألي متخص في علم النفس ،الذي قطع أشواطا طويلة في فهمه
واستيعاب موضوعاته ،أن يقرر أن موضوعات علم النفس ومتغيراته التي يتناولها تخص
علم النفس بجميع فروعه ،تتناول السلوك البشري ضمن هذت العمليات النفسية الثالاة :
املعرفة ،الوجدان ،النزوع (إلارادة) .أي أن املتغيرات التي يتناولها علماء النفس بالبحث
والدراسة ،إما أن تكون عمليات معرفية ،أو استجابات وجدانية ،أو استجابات نيوعية/
إرادية.
وماذا عن إلاشارات النفسية في القرآن الكريم ،فيما يتعلق بالعمليات النفسية الثالاة؟
هناك جيء من آلاية رقم 18 :من سورة الكهف ،وردت ف ها إشارات صريحة للعمليات
النفسية الثالاة التي قال بها فندت .وآلاية كما يلي " :لو اطلعم عل هم (معرفة) لوليم منهم
فرارا (نيوع) ومللئم منهم رعبا (وجدان)".
ُ
الحظوا أني رتبم العمليات النفسية الثالاة لدم فندت كما يلي :معرفة ،وجدان ،ن ـيوع.
أم ـا في آلاي ـة الق ـرآن ـي ـة ف ـجـاء ت ـرت ـي ـب ـها كـما يـلي :م ـع ـرف ـة ،ن ـيوع ،وج ـدان .وهـنا نتساءل
جميعا ،أي الترتيبين أصح ؟
تعالوا نتعرل على الترتيب الصحيح للعمليات النفسية الثالاة ،من خالل انفعال
"الخول" كمثال في الفقرات التالية.
313
مكونات الانفعال ،ترم :أن الكائن يتعرل على .1كانم وجهة النظر الكالسيكية إ اء ّ
مثير الانفعال أوال .ام يخ رت وجدانيا اانيا ،ام تتبعه التغيرات البدنية بعد ذلك .فمثال ،لو أن
طفال صغيرا ،ممن يقطنون املدن ،شاهد حيوانا (وهو مثير غير م لول لديه ،يدركه كمصدر
تهديد له) ،فخال منه .فإن ترتيب مسار العمليات النفسية الثالاة لدم هذا الطفل ،يكون
كما يلي :طفل شاهد حيوانا مهددا (معرفة) ،شعر بالخول منه (وجدان) ،جسمه يتهي
للهرب (نيوع).
.2في عام 1885ظهرت نظرية جيمس ـ النج في الانفعال ،التي قال بها ،في نفس الوقم،
عاملان كل منهما مستقل عن آلاخر ،هما :الدانماركي ،كارل جورج النج .C. G. Lange
وألامريكي ،وليام جيمس .W. Jamesووفق هذت النظرية ،يكون ترتيب مسار العمليات
النفسية الثالاة ،كما يلي :طفل شاهد حيوانا مهددا (معرفة) ،جسمه يتهي للهرب (نيوع)،
شعر بالخول (وجدان) .إن الاستجابات البدنية تسبق الشعور بالخول ،وتكون له سببا.
ومر بنا أن آلاية القرآنية رتبم مسار العمليات النفسية الثالاة كما يلي " :لو اطلعم ّ
عل هم" .أي لو شاهدتهم يا محمد وعرفم حاالتهم" .لوليم منهم فرارا" .أي لهربم منهم ،وهي
استجابة بدنية" .ومللئم منهم رعبا" .أي لشعرت شعورا قويا بالرعب.
بدأت العمليات النفسية الثالاة في آلاية القرآنية ،با دراك ملصدر الانفعال ،فحدام
الاستجابات الحشوية والجسمية ،والذي يصل منها إلى املخ تترتب عليه الخ رات الانفعالية
(الخول ،مثال).
وما الذي ترتب عن هذا في بعض املمارسات العملية في علم النفس ،كالعالج السلوكي،
مثال ،وفق ترتيب العمليات النفسية الثالاة في القرآن الكريم ،ولدم جيمس – النج ؟
في العالج السلوكي للخول والقلق ،بطريقة التدرج في إ الة الحساسية ،يركي املعالج ،في
العالج السلوكي بالكف النقيض (الذي أبدعه جو يف وولب) ،على خفض حساسية الفرد
إ اء املثير الذي يخيفه ،وذلك بجعله سترخي بدنيا.
314
أجرم بحواا منظمة على أار كل من مع ى الكلمات ،واليمن ،املمتد بين التعلم والتذكر،
ملا سبق أن تعلمه من ألفاظ .وركي اهتمامه على ما يمكن أن يتذكرت من كلمات ،بعد مرور
فترات منية معينة ،ودور املع ى في ذلك.
وكانم املادة التجريبية عبارة عن مقاطع صوتية باللغة ألاملانية ،بعضها لها مع ى
وبعضها ليس لها مع ى .وبلغة املنهج التجريبي لوصف املتغيرات ،اخت ر أار متغيرين مستقلين
هما :املع ى واليمن ،واملتغير التابع هو التذكر.
بالنسبة للمع ى ،استخل أن املقاطع الصوتية (كلمات) التي لها مع ى ،قاومم النسيان
ملدة منية أطول من املقاطع الصوتية التي ليس لها مع ى.
أما بالنسبة لليمن ،استخل أن نسيان املعلومات ،التي تم حفظها ،يتم سر عا في
البداية ام يكون بطيئا بصورة متدرجة بعد ذلك .وسجل ذلك في منح ى النسيان ،املعرول
باسمه.
إن جهود العلماء الثالاة؛ فخنر ،فندت ،إبنجهاوس ،في إتباعهم للمنهج التجريبي ،في
بحوثهم على الفرد الواحد ،كانوا يهدفون إلى النفاذ بموضوعية إلى العمليات النفسية ،كما
تحدث داخل الفرد ،ام استنتاج ما يمكن استنتاجه من قوانين قابلة للتعميم.
315
في مدينة جنيف بسو سرا ،كان جان بياجي ،J. Piagetفي العشرية الثالثة من القرن
العشرين ،ستعمل الطريقة العيادية لبحث طرق التفكير واللغة لدم ألاطفال ،كحاالت
فردية.
وفي أمريكا ،استطاع جون بروداس واطسن ،رو الي رينر ،J. B. Watson & R. Raynerعام
،1920جعل الطفل أل رت ،Albertذي 9شهور من عمرت ،كحالة فردية ،يكتسب شرطيا
استجابة الخول املرض ي من الفئران.
واستطاعم ماري كوفر جوني ،Mary Cover Jonesعام ،1924تفكيك (عالج) استجابة
الخول املرض ي من الفئران للطفل ،بتر ،Peterكحالة فردية( .وبعد حوالي 35سنة ،أي في
سنة ،1958ظهر كتاب الطبيب العقلي ،جنوب إفريقي ،جو يف وولب ،Josef Wolpeعن :
العالج السلوكي بالكف النقيض ،أو بالكف املتبادل .)Reciprocal Inhibition Therapy
وأذكر هنا ،كذلك ،البحث الذي قام به ونشرت ،أوبري ييتس ،A. Yates, 1958على حالة
سيدة كانم تعاني من عدة خلجات .Ticsوفي هذا البحث ،قدم ييتس تصورا مفادت النظر
إلى أن بعض الخلجات هي استجابات تجنب شرطية ملنبه مؤذ .وبناء على ذلك ،صاغ فرضا
مضمونه ،أنه إذا صح هذا ،يكون من املمكن عالج هذت الخلجات (أي إطفاؤها ،بلغة
السلوكيين) باستعمال أسلوب املمارسة العكسية املكثفة (يمارس املريض تلك الخلجات
إراديا ،مرات كثيرة ،فيحدث لها كف تدريجي حتى تيول) .وأجرم تجاربه في هذا الاتجات على
وبين كيف أن حالتها تحسنم عياديا بدرجة ملحوظة. املريضةّ ،
يتبين مما سبق ،أن هناك بحواا علمية لها مكانتها وو نها العلمي في مسار البحث العلمي
في علم النفس إلى اليوم ،أجريم على الفرد الواحد .مما شير إلى أن القيمة العلمية ألي
بحث نفس ي ،ليس محصورا فقط على تلك البحوث التي تقوم وفق نظرية العينات
إلاحصائية.
316
التق علم النفس با حصاء ،وكان ذلك ،بداية ،في إنجلترا .وتميز هذا التحول بالخصائ
التالية :
.1تراجعم البحوث القائمة على الفرد الواحد.
.2برو نموذج املجموعات في البحث.
.3ظهور الاختبارات النفسية.
.4ظهور إلاحصاء كوسيلة ملعالجة البيانات في الفروق بين املجموعات.
وتذكر املراجع ،أن هناك االاة علماء في إنجلترا ،كانم لهم الريادة في هذا املجال .وهم :
فرنسيس جالتون ،F. Galtonكارل بيرسون ،K. Pearsonالتق الاانان ،والتق معهما االث
يدعى :ولدون .Weldonوساهم في هذا التطور ،الاهتمام الواضح لجالتون بموضوع الفروق
الفردية ،الذي فتح الباب أكثر للنموذج إلاحصا ي والبحث في املجموعات للتعرل على الفروق
بينها.
وقبل عرض ومناقشة منهح بحث الفرد الواحد وتصميماته املختلفة ،ينبغي توضيح
املشكالت التي يمكن أن تترتب عن استعمال منهج املقارنة بين املجموعات.
317
مـث ـل ،Harsen & Barlow, 1976ي ـذك ـرون أن ه ـ ـذت الـت ـص ـم ـي ـم ـ ـات ت ـت ـرت ـب ع ـن ـها مشكالت
كثيرة ،منها:
.1تظهر املشكلة الرئيسية في تصميمات املقارنة بين املجموعات ،حين يكتشف الباحث
أنه من الصعب ،بل من املستحيل أن يحصل على أعداد ضرورية من ألافراد املتجانسين في
يكون منهم مجموعات تجريبية كثير من الخصائ السلوكية ،التي لها عالقة بالبحث ،حتى ّ
وضابطة.
.2واملشكلة الثانية في تصميمات املجموعات ،فهي مشكلة التباين .Variabilityإن هذت
التصميمات وإن كانم ت خذ بعين الاعتبار التباين بين أداء ألافراد في املجموعة – Inter
،Sebject Variabilityفهي تتجاهل التباين في أداء الفرد الواحد Intra – Sebject
Variabilityالذي يحدث أاناء املراحل التجريبية .فنادرا ما يتم قياس املتغير التابع أكثر من
مرتين؛ مرة قبل العالج أو إلارشاد أو التدريب Pretestومرة بعد العالج Posttestفي تصميمات
بحث املقارنة بين املجموعات .رغم أن دراسة هذا التباين لها أهمية كبيرة في تعديل السلوك.
ّ
املحصل .3وتتعلق املشكلة الثالثة بطريقة معالجة النتائج وتقويمها .فعند تقويم النتائج
عل ها في تصميمات املقارنة بين املجموعات ،يتم الاكتفاء باملقارنة بين متوسط أداء أفراد
املجموعات التجريبية والضابطة ،ويتم تحديد أهمية الفرق بين متوسطي املجموعتين
باستعمال أسلوب إحصا ي معين .وتكون طريقة العالج أو إلارشاد أو التدريب فعالة إذا كان
الفرق دالا إحصائيا .إال أنه تبين أن كون النتائج دالة إحصائيا ،ال ع ي أنها ذات داللة عيادية
أو اجتماعية أو تربوية أو مهنية ،ولعل هذت الدالالت ألاخيرة هي ألاهم في البحوث التطبيقية.
.4وتتعلق املشكلة الرابعة ،ب ن التصميمات التي تقارن بين املجموعات ،تكتفي باعتبار
أن العالج فعال إذا كان الفرق دالا إحصائيا بين املجموعتين لصالح القياس البعدي أو
لصالح املجموعة التجريبية ،إال أن هذا ال ع ي أن كل فرد في املجموعة قد تحسنم حالته
تعلم أو ّّ
تدرب جيدا .فاالهتمام باملتوسط الحسابي للمجموعة ،يخفي أار العالج على أو
مستوم كل فرد على حدة .فإذا كان متوسط ألاداء البعدي أو متوسط أداء املجموعة
التجريبية ككل ،شير إلى التحسن نتيجة للمعالجة ،فهذا ال شير إلى أن كل أفراد املجموعة
قد تحسنوا ،فقد يكون هناك أفراد لم يتغيروا نحو التحسن أن تغيروا نحو التدهور .هناك
خاصية حقيقية في السلوك البشري وهي الفروق الفردية ،وال ت خذها تصميمات املقارنة بين
املجموعات بعين الاعتبار .Van Hasselt & Harsen, 1981 .فاملعالج أو املرشد أو املدرب،
318
يتعين عليه تحديد طريقة التدخل املناسبة على مستوم الفرد الواحد ،الذي يكون موضع
التدخل.
.5وتتعلق هذت املشكلة بتعميم النتائج .Generalityبما أن نتائج تصميمات البحوث
التي تقارن بين املجموعات ال تعكس سلوك الفرد بل تعكس سلوك املجموعة ،فإنه ليس من
السهل تعميم تلك النتائج على أي فرد من ألافراد الذين لم تتم دراستهم .ألن الباحث ال
ستطيع أن عرل إلى أي مدم شبه سلوك ذلك الفرد ،موضع التعميم ،سلوك الجماعة
التي تمم دراستها ،الذي شار إليه من خالل رقم (املتوسط الحسابي) .وإذا كان تصميم
املقارنة بين املجموعات ،يتطلب تكوين مجموعات متجانسة بهدل تعميم النتائج على
املجتمع الذي سحبم منه مجموعات البحث .فاملشكلة هنا هي أنه كلما ا داد تجانس
مجموعات البحث ،صار إمكان تعميم النتائج على املجتمع أكثر صعوبة ،ألن املجموعة
املتجانسة جيدا ،تع ي عدم قدرة الباحث على استيعاب نطاق الفروق الفردية الواسعة في
املجتمع.
.6إن البحوث التي تقوم على املقارنة بين املجموعات ،كثيرا ما تكون مكلفة في الجهد
والوقم واملال ،فهناك الجهد الذي يبذل في البحث الطويل واملستمر من أجل تكوين
مجموعات متجانسة في خصائ سلوكية تتعلق بالسلوك محل التجربة .وهناك الجهد الذي
يبذل في تنفيذ البحث التجريبي على مجموعة البحث من حيث إيجاد املكان املالئم جراء
التجربة ،ومن حيث ضبط املتغيرات وتو ع ألافراد عشوائيا .وهناك الجهد الذي يبذل في
املحصل عل ها .إن هذت الصعوبات وغيرها ،تجعل البحوث ّ املعالجات إلاحصائية للبيانات
التي تقارن بين املجموعات ،أقل اقة في نتائجها العلمية مقارنة ببحوث الفرد الواحد.
319
التجريبي أن يتحقق بالطرق غير التقليدية .وفي التصميم التجريبي للفرد الواحد ،ال يكون
هناك اختيار عشوا ي وال تخصي (تو ع) عشوا ي ،وال مجموعات ضابطة.
إن التصميمات التقليدية الشا عة لدم الباحثين في البحوث الكمية ،هي البحوث التي
تستعمل مجموعات ،وتقارن بينها في خاصية سلوكية .وتخضع لشروط العشوائية والضبط
التجريبي ونظام املعالجات وغيرها .هذا عندما تتوفر للباحث مجموعات كثيرة ألافراد .ولكن
في بعض ألاحيان ،ال تتوفر لدم الباحث حاالت كثيرة من ألافراد محل البحث لتشكيل
مجموعا ت ،كما هو الحال في مجال التربية الخاصة وإلاعاقات والسلوك املنحرل والسلوك
املضطرب.
فالباحث الذي يريد البحث في إعاقة معينة ،قد ال يجد إال عددا قليال من ألافراد
ليكون مجموعة صالحة للبحث واملقارنة .كما هو الحال ،عندما يرغب أب أو معلماملعوقين ّ
ّ
أو أخصا ي نفس ي ،في تعديل سلوك طفل واحد .ولذا ،فإن استعمال تصميم بحث الفرد
الواحد ،يكون حال مناسبا .خاصة وأنه تبين لبعض الباحثين أن البحوث التي تعتمد على
املتوسط الحسابي للمجموعات ،جاءت فائدتها محدودة ،عندما يراد تعديل سلوك فرد
واحد.
320
منهج بحث الفرد الواحد ومنهج دراسة الحالة.
ينبغـي عدم الخلط بيـن منهج بحث الفرد الواحد ( )Single Subject Methodومنهج
دراسة الحالة ( ،)Case Study Methodرغم أنهما يتناوالن كل هما فردا واحدا ،أو عدد قليال
من ألافراد (ال يطلق عل هم مجموعة) .وينبغي ذكر الفروق بينهما فيما يلي :
.1إن منهج دراسة الحالة ،ال يكشف عن عالقات وظيفية (سبب ونتيجة) بين متغيرات
مستقلة ومتغيرات تابعة ،ألنه ال ستعمل الضبط التجريبي .إن السلوك الذي يتم بحثه في
منهج دراسة الحالة ،قد يكون وظيفة أو دالة ملتغيرات عديدة ال عمل الباحث على ضبطها.
أما منهج بحث الفرد الواحد ،فهو عمل على ضبط العوامل التي تهدد الصدق الداخلي
والصدق الخارجي للتجربة ،مثلها في ذلك مثل تصميمات املقارنة بين املجموعات.
ولكن الفرق ألاساس ي بين تصميمات الحالة الواحدة وتصميمات مقارنة املجموعات ،هو
في كيفية إيضاح كل منهما للضبط التجريبي.Wilson & O’Leary, 1980 .
ّ .2في منهج بحث الفرد الواحد ّ
يفعل (ينشط) الباحث ،بطريقة مقصودة ،متغيرا مستقال
واحدا أو أكثر (عالج أو إرشاد أو تدريب) .بينما عمل الباحث ،في منهج دراسة الحالة ،على
مالحظة تفاعل الفرد مع ألاحداث التي تقع في حياته بصورة طبيعية.
ُ
.3ينتمي بحث الفرد الواحد إلى املنهج التجريبي امل ْحكم ،الذي يتم من خالله ضبط
املتغيرات وقياسها ،وفهم الظرول التي تحدث ف ها الظواهر السلوكية .أما منهج دراسة
الحالة ،فينتمي إلى املنهج العيادي الذي يتضمن ت مال واستبصارا .وبينما يركي املنهج التجريبي
على املتغيرات والوصول إلى القوانين العامة ،يركي املنهج العيادي على فهم الفرد والعمل على
حل صراعاته.
321
تبين بوضوح ،أن التغير الذي حدث في السلوك ،كان تقديم أدلة كافية وبيانات صادقة ،التي ّ
نتيجة للعالج وليس ألي ش يء آخر.Wolf & Risley, 1971 .
وهناك مميزات أساسية جراءات بحث الفرد الواحد.
فامليزة ألاولى أنه عند استعمال تصميمات بحث الفرد الواحد ،يبدأ ألاخصا ي النفس يّ )1
عادة بمالحظة وقياس السلوك املستهدل بشكل متواصل لفترة منية كافية (مرحلة الخط
القاعدي) ،وذلك قبل الشروع في املعالجة .وملرحلة الخط القاعدي وظائف عدة منها ما ي تي:
.1إن مالحظة وقياس السلوك املستهدل قبل الشروع في التدخل العالجي أو إلارشادي،
يوضح للباحث طبيعة املشكلة السلوكية التي عاني منها الفرد.
.2شكل الخط القاعدي أساسا للتنبؤ بسلوك الفرد مستقبال إذا هو لم عالج .أي أن
قياس السلوك املشكل في هذت املرحلة ساعد املعالج أو املرشد على تقييم فعالية العالج.
.3إن القياس املتكرر للسلوك املستهدل أاناء مرحلة الخط القاعدي ساعد الباحث
على التعرل على املتغيرات التي لها عالقة بالسلوك املستهدل ،و ساهم هذا في وضع
إستراتيجية عالجية مناسبة.
.4هناك عدة أنواع من الخطوط القاعدية ،التي يجد الباحث أنه يتعين عليه التعامل
معها؛ منها :
الخط القاعدي التنا لي Decsending Baselineوهو الذي يتجه فيه السلوك املستهدل
نحو الانخفاض والنقصان.
الخط القاعدي التصاعدي Ascending Baselineوهو الذي يتجه فيه السلوك
املستهدل نحو الارتفاع والييادة.
الخط القاعدي الثابم Stable Baselineوهو الذي يتجه فيه السلوك املستهدل نحو
الثبات والاستقرار.
الخط القاعدي املتغير Variable Baselineوهو الذي يتجه فيه السلوك املستهدل نحو
التغير وعدم الاستقرار ،يادة ونقصانا.
في هذت الحاالت ،كيف يقرر الباحث مدة مرحلة الخط القاعدي ،وكيف يقرر وقم
الشروع في التدخل العالجي أو إلارشادي ؟ في الحقيقة ال توجد إجابات حاسمة ونهائية على
مثل هذت ألاسئلة .ولكن ،ينبغي إتباع املبدأ العام في هذا ألامر .وهو القيام بمالحظة وقياس
السلوك املستهدل ملدة تكفي للحصول على صورة واضحة وصادقة على طبيعته ومعدل
حدواه .وينصح باالستمرار في قياس السلوك املستهدل إلى أن يصبح اابتا إلى درجة كبيرة
322
أاناء مرحلة الخط القاعدي .و عد السلوك املستهدل اابتا ،أاناء الخط القاعدي ،إذا لم
يظهر تباين كبير في القياسات املختلفة (خمس مرات أو أكثر) .وإذا تبين أن قياسات السلوك
املستهدل اابتة ،شرع في التدخل العالجي أو إلارشادي.
هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرم ،فإذا كان السلوك املستهدل يتجه نحو الييادة
والارتفاع أاناء الخط القاعدي ،وكان الهدل من التدخل العالجي أو إلارشادي هو تقليل
السلوك ،ستطيع الباحث الشروع في التدخل العالجي .وإذا كان السلوك املستهدل يتجه
نحو النقصان أاناء الخط القاعدي ،وكان الهدل من التدخل العالجي هو الييادة في السلوك،
فإنه بإمكان الباحث الشروع في التدخل العالجي.
وامليزة الثانية جراءات بحث الفرد الواحد ،هي ما سم بقاعدة املتغير الواحد ( The ّ )2
.)Single Variable Ruleفالباحث عمل على إيضاح الصدق الداخلي للبحث (أي أن املتغير
املستقل هو وحدت املسؤول عن تغير السلوك املستهدل) من خالل تعريض الفرد أو ألافراد
قيد البحث ملتغير مستقل واحد في املرحلة التجريبية الواحدة.(Harsen & Barlow, 1976) .
وهناك من ستعمل أكثر من متغير مستقل في املرحلة التجريبية الواحدة ،بهدل معرفة أار
يح ّد من قدرة الباحث على تقييم التفاعل بين املتغيرات .إال أن استعمال أكثر من متغير قد ُ
أار أي متغير على حدة.)Gay, 1981( .
وامليزة الثالثة تتعلق باملحكات املستعملة لتقييم أهمية التغير الذي حدث في السلوك ّ )3
ّ
املستهدل نتيجة معالجته .ففي مجال تعديل السلوك هناك محكان للحكم على فعالية
ّ
التدخل العالجي؛ وهذان املحكان هما :املحك التجريبي Experimental Criterionواملحك
العيادي Clinical Criterion
واملقصود باملحك التجريبي ،هو تقديم ألادلة التي تبين أن التغير الذي حدث في السلوك
املستهدل ،كان وظيفة للمتغير املستقل (التدخل العالجي أو إلارشادي) وليس ألي متغير آخر.
و شمل هذا املحك ،مقارنة حالة أو قيمة السلوك املستهدل أاناء مرحلة الخط القاعدي
بحا لته وقيمته بعد مرحلة العالج .ويتم الحكم على مدم تحقيق هذا املحك من خالل
الفح البصري للرسوم البيانية التي تمثل قيم املتغير التابع في املراحل التجريبية املختلفة.
فالباحث يرم أنه إذا كانم الرسوم البيانية توضح أن السلوك قد تغير تغيرا كبيرا وواضحا،
فإن املحك قد تحقق ،وال حاجة إلى إجراء التحليالت إلاحصائية (،)Jones & Others, 1977
ك ـما ي ـت ـم ال ـعـ ـمـ ـل ب ـذلك ،في ال ـب ـح ـوث ال ـتي ت ـقارن بين املجموعات ،تجريبية وضابطة.
323
أما املقصود باملحك العيادي ،فهو تقييم أار العالج على التغير في السلوك الذي حدث
بقدر كال ،مما يجعل الفرد أكثر قدرة على القيام بما هو متوقع منه .ألن تحقيق املحك
التجريبي ال ع ي بالضرورة تحقيق املحك العيادي .فاملحك التجريبي موضوعي ،أما املحك
َ
العيادي فيتم ،من خالله ،تقييم التغير الذي حدث في السلوك من الشخ املعالج نفسه،
ومن ألايخا املهمين في حياته؛ ك فراد ألاسرة واملعلمين ورؤساء العمل واليمالء.
إن تصميمات بحث الفرد الواحد ،تعمل على إيضاح الصدق الداخلي بشكل مقنع.
وذلك من خالل تكرار أار العالج .فإذا تبين للباحث أن السلوك يتغير كلما تغيرت املرحلة
التجريبية ،فإنه باستطاعته الاستنتاج أن التغير السلوكي الذي حدث ،هو نتيجة للجراءات
التجريبية التي هي قيد البحث.
إال أن إحدم الانتقادات ألاساسية التي توجه إلى منهج بحث الفرد الواحد ،تتعلق
بالصدق الخارجي .أي إلى أي مدم يمكن تعميم النتائج على ألافراد الذين لم يتم بحثهم ؟
( .)Harsen & Barlow, 1976بمع ى أنه كيف يمكن معرفة أن إلاجراء العالجي الذي كان
فعاال في معالجة مشكلة الفرد موضع البحث ،سيكون فعاال في عالج مشكالت ألافراد آلاخرين
تبين عمومية ؟ والجواب على هذا السؤال ،هو أن تصميمات بحث الفرد الواحد ،تستطيع أن ّ
النتائج من خالل تكرار البحث .إن تكرار البحث هو إلاستراتيجية املناسبة لتعميم النتائج.
وهناك نوعان أساسيان للتكرار :
.1التكرار املباشر ،Direct Replicationوهو التحقق من فعالية طريقة العالج من
املعالج نفسه في تغيير السلوك نفسه لدم أكثر من يخ واحد.
.2التكرار املنظم ،Systematic Replicationوهو التحقق من فعالية طريقة العالج في
تغيير سلوك أكثر من يخ من معالجين مختلفين في ظرول مختلفةHarsen & Barlow, ( .
.)1976
وفي ألاخير ،بالنسبة لهذت الفقرة ،نقول ،إن هناك إجراءين في منهج بحث الفرد الواحد؛
يتعلق ألاول بتحديد خط القاعدة أو خط ألاساس للسلوك املراد بحثه أو عالجه .ويتعلق
الثاني بالتدخل العالجي أو إلارشادي .ولتنفيذ تصميم بحث الفرد الواحد ،فإن ألامر يتطلب
إعداد مقاييس تقبل الاستعمال املتكرر .وال بد أن تكون مختصرة وقصيرة ،وال تترك أارا على
الفرد أو على ذاكرته .وبعد اختيار املقياس املالئم ،يتم اختيار التكرار املالئم للقياس ،هل يتم
أسبوعيا أو يوميا أو على مدار الساعة.
324
وتبدأ جميع تصميمات بحث الفرد الواحد ،بسلسلة من القياسات لتحديد خط
القاعدة للسلوك موضع التدخل .وتستمر القياسات حتى تستقر نتائجها عند درجات محددة.
وعادة ما يتراوح عدد مرات القياسات من 10إلى 20قياسا .وبعد تحديد خط القاعدة
للسلوك موضع التدخل ،يتم تقديم املعالجة التجريبية ألاولى (تدخل عالجي أو إرشادي أو
تدريبي).
ولتسجيل عناصر إلاجراءين في هذت التصميمات ،تستعمل رمو لذلك ،كالحرول
الهجائية ،فيشير حرل أ إلى إجراء تحديد خط القاعدة ،أو مرحلة عدم تقديم عالج أو إرشاد
أو تدريب ،وتشير الحرول ب ت ث ج إلى آخرت ،إلى مراحل التدخل العالجي أو إلارشادي أو
التدريبي.
وهناك العديد من تصميمات بحث الفرد الواحد .سول أعرض في الفقرات التالية،
التصميمات املشهورة منها.
325
1ـ التصميم التجريبي أ ب.
إن أحد التصميمات التجريبية في بحث الفرد الواحد ،هو تصميم أ ب (أ هو خط
القاعدة ،ب هو املعالجة).
يهتم الباحث في هذا التصميم بتعريض نفس الفرد إلى إجراءين (مرحلتين أو ظرفين)؛
إلاجراء ألاول قبل املعالجة ،ويدعى مرحلة خط القاعدة ،Baseline Periodويرمي لها بـ أ.
وخالل هذت إلاجراء ،يقوم الباحث بمالحظة سلوك الفرد بشكل متكرر وقياسه لعدة مرات،
حتى يت كد أن السلوك املع ي اابم في ظهورت ،بصفته اضطرابا وسلوكا غير مرغوب فيه .وبعد
عرض الفرد ملعالجة من نوع معين (تدخل عالجي أو إرشادي أو تدريبي) ،تعرل بالرمي ذلك ّ
ب .وخالل تطبيق أو بعد تطبيق كل معالجة ،يالحظ سلوك الفرد املضطرب مباشرة بعد
املعالجة.
واملثال على ذلك ،وجود تلميذ ال ينجي واجباته املدرسية ،كما يجب أن يقوم بها وفق
تعليمات معلميه .تتم مالحظة سلوك هذا التلميذ ملدة معينة ،فإذا تبين أن سلوكه املتمثل
في التخلي عن إنجا واجباته املدرسية اابم بصورة مؤكدة ،يتعرض ملعالجة (إرشاد) ملدة
معينة ،وبعد ذلك يالحظ سلوكه بعد املعالجة .ونفس هذا إلاجراء يتبع في حالة املوظف
الذي يلتحق بعمله مت خرا في معظم ألايام ،أو يتغيب عن عمله دون ت رير ،أو غادر مقر عمله
قبل الوقم املحدد ،ويخالف بذلك تعليمات املؤسسة التي عمل ف ها.
واملشكلة في هذا التصميم أنه شبه تجريبي ،Quasi - Experimentalوهو عرضة لألخطار
املختلفة التي تهدد الصدق الداخلي ( .)Cooper, 1981فنتيجة لعدم تكرار أار العالج ،فإن
الباحث ال ستطيع أن عرل إذا كان السلوك ،محل العالج ،تغير بفعل املعالجة أم ال .ألنه
قد يكون هناك سبب آخر لتغير السلوك .فالتلميذ مثال ،تغير سلوكه وصار ينجي واجباته
املنزلية بصورة متواصلة وبطريقة جيدة ،ليس بفعل إلارشاد الذي تعرض له ،ولكن بسبب
عودة أبيه إلى املنزل بعد غيابه ملدة طويلة .وتغير سلوك املوظف وصار يحضر إلى مقر عمله
في الوقم املناسب وبصورة منتظمة ،وال يتغيب كذلك عن عمله دون م رر ،ليس بسبب
إلارشاد الذي تلقات ،ولكن بسبب تغيير املسؤول املشرل على عمله .أو ألنه استطاع أن يتغلب
على مشكالته ألاسرية .أو أن سلوك كل من التلميذ واملوظف تغير بفعل أار هاواورن.
326
معالجة ،أ خط القاعدة).
يهتم الباحث في هذا التصميم بتعريض نفس الفرد إلى االاة إجراءات؛ إلاجراء ألاول قبل
املعالجة ،ويدعى مرحلة خط القاعدة الذي يرمي لها بـ أ .وخالل هذا إلاجراء ،الذي يمتد ملدة
معينة ،يقوم الباحث بمالحظة سلوك الفرد بشكل متكرر وقياسه لعدة مرات ،حتى يت كد
أن السلوك املع ي اابم في ظهورت .وبعد ذلك يقدم له عالجا أو إرشادا من نوع معين ،ملدة
ُ
الفرد في إجراء يدعى خط القاعدة بعد العالج أو إلارشاد، معينة ،تعرل بالرمي ب .ام َ
يالحظ
ملدة معينة أيضا ،تتم فيه مالحظة الفرد ،حتى يقرر الباحث أن العالج أو إلارشاد قد أار في
السلوك الذي يرمي له بـ أ.
وفي هذا التصميم ،إذا كان السلوك تحسن بعد العالج أو إلارشاد ،مقارنة ملا كان عليه
ّ
قبل ذلك ،فإن الباحث يكون له ت كيد ب ن العالج أو إلارشاد هو الذي أار.
واملشكلة في هذا التصميم ،كذلك ،أن الباحث ال ستطيع أن عرل ،بصورة مؤكدة ،إذا
كان السلوك املنحرل أو املضطرب ،محل البحث ،تغير بفعل العالج أو إلارشاد أم بفعل عامل
آخر.
327
وبعد الت كد من أن السلوك اابم في ظهورت ،ي تي إلاجراء الثاني وهو تقديم معالجة من
نوع معين ،ملدة منية معينة كذلك ،تعرل بالرمي ب ألاولى .وفي هذا العالج ألاول ،تقدم للفرد
بعض التعيييات الفارقية (إذا صدر منه السلوك محل العالج عي ،وإذا صدر منه سلوك
آخر ال عي ) .وتتم مالحظة السلوك بشكل متواصل خالل العالج ،حتى يتبين أن للعالج ت ايرا،
حيث ستقر معدل السلوك ،محل العالج ،في الاتجات املرغوب فيه.
وعند توقيف العالج ،يالحظ الفرد ،مرة أخرم ،في إجراء يدعى خط القاعدة الثاني يرمي
له بـ أ الثانية ،بعد مرحلة العالج ألاولى ،ملدة منية معينة كذلك.
وبعد إجراء خط القاعدة الثاني ،يقدم للفرد عالج من نوع معين ،ملدة معينة كذلك،
عرل بالرمي ب الثانية .ويمكن للباحث أن يمدد هذا العالج لفترة طويلة ،حسب تقديرت.
لكن أاناء خط القاعدة الثاني ،الذي يرمي له بـ أ الثانية ،من املفروض أن يتحقق ضبط
تجريبي أكثر في هذا إلاجراء .فالعالج ألاول (ب ألاولى) يتوقف ،وينقطع معه التعييي.
ويبدو أن هناك عيبا في هذا إلاجراء ،هو عودة السلوك املراد عالجه إلى حالته كما كان
أاناء خط القاعدة ألاول .فعندما يتوقف العالج ويتوقف معه التعييي ،عود السلوك إلى
حاله قبل العالج .وهنا ،ما الحل ؟
يتم تدارك ألامر هنا إما بإعادة العالج ب مرة أخرم ،أو باستعمال أكثر من عالج في
التصميم .مثال استعمال صيغة أ ب ج أ ب ج .حيث أ خط القاعدة لتقدير السلوك ،وكل
من ب ج عالجات متناوبة.
ويظهر هنا ،أن تصميم أ ب أ ب عاني من االث مشكالت أساسية:
تكمن املشكلة ألاولى في أن آاار التدخالت العالجية أو إلارشادية املتعددة ،ال تقبل الارتداد
أو التكرار العكس ي .فربما يحدث تعلم دائم أو تغير في الشخصية ،أو ربما تختفي املشكلة
بمجرد عالجها.
وتكمن املشكلة الثانية ،في أنه حتى إذا كان التدخل العالجي يقبل الارتداد أو التكرار
ُ َ
بعض املشكالت ألاخالقية شديدة الت اير تتعلق بسحب العكس ي ،فسول تواجه الباحث
العالج أو قطعه أو إيقافه في املرحلة الثانية من التدخل ،وفي إجراءات خط القاعدة التالية.
ألن منع العالج عن املريض بعد تقديمه له عد موقفا أسوأ من عدم تقديمه له من البداية.
فالتلميذ قد عود إلى التخلي عن إنجا واجباته املنزلية ،وإلى التخلي عن ارتداء املئزر،
واملدخن عود إلى التدخين ،واملصلي عود إلى ترك الصالة ،والعامل املشكل عود إلى إاارة
328
املشكالت .وقد تيداد حدة السلوك الذي تعرض للعالج ام توقف عنه ،مما يييد من احتمال
حدوث مضاعفات وأضرار نفسية وسلوكية ،بسبب ذلك.
أما املشكلة الثالثة ،فتكمن في أن تقديم العالج ام منعه ربما تنتج عنه عواقب نفسية
وخيمة ،أهمها أن الفرد قد يفقد الثقة في املعالج النفس ي ،أو أن السلوك ،محل العالج،
الذي عاني منه الفرد قد يتفاقم وال يرجى له شفاء ،وقد ال يقبل التعديل وإلاخماد بعد ذلك،
ألن فعل التعديل الذي يخضع لقوانين تكوين العادة ،وجداول التعييي لم يتم تنفيذت.
329
التدخالت .فيتم تقديم التدخالت العالجية أو إلارشادية لكل سلوك على حدة بشكل متتابع،
ام يقاس ت ايرها على جميع ألوان السلوك التي كانم هدفا للعالج أو إلارشاد.
وينبغي قياس أار العالج أو إلارشاد على كل سلوك منها على حدة ،نظرا الختالل أنواع
العالج باختالل أنواع السلوك .والفكرة ألاساسية في هذا التصميم ،تكمن في توضيح نتيجة
كل تدخل عالجي الخاصة بعالج مشكلة محددة.
ويجرم تصميم خط القاعدة متعدد التدخالت كما يلي :فبعد تحديد خط القاعدة،
شرع بالبدء في عالج السلوك رقم .1ويتم الاستمرار في خط القاعدة لكل من السلوك رقم 2
والسلوك رقم .3وعند البدء في عالج السلوك رقم ،2يبق الاستمرار في عالج السلوك رقم 1
وخط القاعدة للسلوك رقم .3وأخيرا شرع في عالج السلوك رقم .3
نالحظ أن تصميم خط القاعدة متعدد التدخالت ،يقوم على تصميم أ ب كوحدة
أساسية له .فلو يكون هناك إجراء ،غير العالج ،هو السبب الفعلي في تغير السلوك ،محل
العالج ،فإنه سول يؤار على كل أنواع السلوك ،أو على كل ألافراد ،في نفس الوقم .وكما
قلم في تصميم أ ب ،إن التلميذ تغير سلوكه ،وصار ينجي واجباته املنزلية ،بصورة متواصلة
وبطريقة جيدة ،ليس بفعل إلارشاد الذي تعرض له ،ولكن بسبب عودة أبيه إلى املنزل بعد
غيابه ملدة طويلة.
وهناك العديد من املشكالت لتصميم خط القاعدة متعدد التدخالت .منها :أن أحد
افتراضاته ،تشير إلى أن العالج يؤار على كل أنواع السلوك بصورة محددة .فال يتوقع من
تعييي سلوك واحد ،ارتداء املئزر ،مثال ،أن يييد من سلوك إنجا الواجبات املنزلية في
مواعيدها .وينبغي أن تكون أنواع السلوك مستقلة ،حتى يتضح مدم ت اير العالج .ولكن في
أحيان أخرم ،يصعب الحصول على استقالل السلوك .ألن تعديل سلوك القلق الاجتماعي
املتعلق بإلقاء كلمة أمام أيخا غرباء ،سيؤار على سلوك الدخول إلى حجرة بها جماعة
من الناس.
330
توضع محكات ،يمثل كل منها هدفا عالجيا بعينه ،ينبغي على الفرد أن عمل على تحقيقها
تدريجيا ،بحيث يتم خفض جرعة وعدد مرات التدخين على مدم فترة منية محددة( .فمثال،
يتطلب املحك ألاول ،أن يخفض الفرد عدد السجاير إلى 20سيجارة في اليوم بعد أن كانم
،30ويتطلب املحك الثاني تدخين 15سيجارة في اليوم ،ويتطلب املحك الثالث تدخين 10
سجاير في اليوم ،وهكذا حتى يقلع تماما عن التدخين) .ويمكن استعمال هذا التصميم في
عالج أنماط أخرم من السلوك الشاذ ،الذي يمكن تقسيمه إلى أهدال عالجية جيئية
متتابعة.
331
و ستعمل تصميم الفرد الواحد طرقا أخرم .فالباحث مطالب بضبط مقدار الوقم
فعالين ،ومقدار تمديد فترة خط إج َر َاءا خط القاعدة والتدخل العالجي ّ الذي يكون فيه ْ
القاعدة حتى ستقر السلوك ،موضع العالج.
وألجل الحصول على تفسير للنتائج يكون محل اقة ،ال بد أن يكون خط القاعدة محددا
نسبيا .وتكمن إحدم عيوب ضبط طول مرحلة إجراء العالج لدم الباحث ،في النزوع نحو
استمرار العالج حتى يحدث ش يء ما .فإذا لم يتبع بداية العالج تغير في السلوك ،فيمكن أن
يكون هناك متغير غير تجريبي ،تسبب في التغير املالحظ.
تتجنب تصميمات بحث الفرد الواحد ،مصدر الخط في تصميمات املجموعات ،وهو
التغير داخل املجموعات .فكل فرد عمل ضابطا لنفسه ،لذا ال تكون املقارنة مشكلة .فوسيلة
الضبط الرئيسية هي إلاعادة ،وهو إجراء ال يدمج في تصميمات املجموعات .ويقوم تصميم أ
ب أ ب على إعادة واحدة باستعمال الفرد نفسه ،بينما عيد تصميم خط القاعدة املتعدد
أكثر من معالجة .إن إعادة تصميم القاعدة املتعدد ،يجعل من غير املحتمل أن تنسب
الت ايرات التي تعيم إلى العالج ،إلى حاداة دخيلة أو متغيرات ألافراد.
وبالنسبة للصدق الداخلي (جودة الضبط التجريبي) ،فإن التصميم الجيد لبحث الفرد
الواحد ،يمكن أن يلبي مطالب الصدق الداخلي.
أما بالنسبة للصدق الخارجي (إمكان تعميم النتائج) ،فإنه من الصعب تعميم النتائج
عن طريق تصميمات بحثية استعملم فردا واحدا أو أفرادا قليلين .فمثال ،إذا أدم تدريب
الفرد الخجول ،أو القلق اجتماعيا ،على التغلب على صعوبة إلقاء كلمة أمام جمع من
الناس ،هل يمكن تعميم هذا على نفس سلوك هذا الفرد في مواقف أخرم ،أو على أفراد
آخرين ؟ ولكن رغم أن البحوث التي تجرم على فرد واحد أو أفراد قليلين ،تكون منخفضة
في صدقها الخارجي ،إال أن كثرة البحوث املشابهة التي تصف املواقف وألافراد والعالجات،
سول تجعل الحصول على الصدق الخارجي للنتائج ممكن.
وانبثقم فكرة السلسلة املتكررة من إلاعادات العيادية من مفهوم كرونباخ Cronbach,
1975الذي يتصل باملشاهدة املكثفة Locally intensive observationلفرد بعينه .وألن أية
نتيجة يمكن اختبارها في مواقف أخرم ،فإن الظرول املتباينة سول تخت ر حدود صدقها
الخارجي ،وتقودنا إلى نظرية أكثر اراء .ويقول كرونباخ " :ألن الباحث ينتقل من موقف إلى
آخر ،فإن مهمته ألاولى تكمن في وصف وتفسير الت اير مرة اانية في كل موضع على حدة ،وربما
ي خذ في حسابه متغيرات فريدة من نوعها ،أو عوامل جديدة ترتبط بهذا املوضع بالذات...
332
ونظرا لتراكم النتائج ،فإن الشخ الذي يبحث عن الفهم ،سيبذل قصارم جهدت ليقتفي
أار العوامل الدخيلة ،ليعرل إلى أي مدم يمكن أن تكون سببا في الانحرافات املوضعية عن
ألاار الناتج عن التدخل العالجي .وهذا ع ي أن التعميم الذي يتوصل إليه ،في وقم الحق،
يكون مت خرا ،وأن الشذوذ عن هذا التعميم أو الاستثناء يؤخذ في الاعتبار ش نه في ذلك ش ن
القاعدة التي تم التوصل إل ها".
خمس خصال لبحث الفرد الواحد ،يمكنها إذا تحققم، َ ووضع كا دان ،Kazdan, 1981
تتحسن قابليته للصدق الداخلي ،وهي :
.1الحصول من بحث الفرد الواحد على بيانات كمية منظمة.
.2تقديرات نفسية متعددة لرصد التغير ع ر اليمن.
.3حدوث تغير في املشكالت التي كانم مستقرة في ألا منة السابقة.
.4حدوث تغيرات وآاار مباشرة أو ملحوظة تالية للتدخل العالجي.
.5يتم ذلك على حاالت متعددة.
ّ
إن ألاخذ بهذت الخصال معا ،يحسن من قدرة الباحث تماما على الاستنتاج ب ن العالج
كان له ت اير فعال.
333
334
مراجع الفصل التاسع
1ـ القرآن الكريم.
2ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أوبري ييتس ( )1985تطبيق نظري ــات التعلم في عالج الخلج ــات .ترجم ــة :محي ال ــدين
حس ـ ـ ــين .في مص ـ ـ ــطف س ـ ـ ــويف .مرجع في علم النفس الاكلينيكي .القاهرة ،دار املعارل: .
.352
3ـ ـ ـ جمال الخطيب ( .)1987تعديل السلوك ـ ـ ـ القوانين وإلاجراءات .الطبعة ألاولى .القاهرة،
.221 ،215 ،214 ،213 : مكتبة النهضة املصرية.
4ـ دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را اف هيه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .مراجعة :عادل عبد الكريم ياسين .العين ،إلامارات العربية املتحدة،
،392 ،391 ،390 ،389 ،388 ،387 ،386 ،385 ،384 ،383 : دار الكتاب العربي.
.395 ،394 ،393
5ـ سارنول أ .ميدنيك ،هوارد ر .بوليو ،إليزابيم ل .لوفتس ( .)1981التعلم .ترجمة :محمد
عماد الدين إسماعيل .مراجعة :محمد عثمان نجاتي .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار الشروق.
.56 ،55 ،54 :
6ـ شافا فرانكفورت ـ ناشميا ،دافيد ناشميا ( .)2004طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.
ترجمة :ليلى الطويل .الطبعة ألاولى .سوريا ،دمشق ،بترا للنشر والتو ع.152 : .
7ـ عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
مكتبة غريب.479 : .
8ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عبد العييي عبد هللا الدخيل ( .)1990س ـ ـ ـ ــلوك الس ـ ـ ـ ــلوك :مقدمة في أس ـ ـ ـ ــس التحليل
السلوكي ونماذج من تطبيقاته .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مكتبة الخانجي.
9ـ عبد هللا فالح املنيزل ،عدنان يوسف العتوم ( .)2010مناهج البحث في العلوم التربوية
244 : والنفسية .الجيء ألاول .الشارقة ،مكتبة الجامعة .ألاردن ،إاراء للنشر والتز ع.
ـ .252
.10كر س بــاركر ،نــانس ـ ـ ـ ـ ي بيس ـ ـ ـ ــترانج ،روبرت إليوت ( .)1999منــاهج البحــث في علم النفس
العيادي وإلارشـ ـ ــادي .ترجمة :محمد نجيب الصـ ـ ــبوة ،مرفم أحمد شـ ـ ــوقي ،عا شـ ـ ــة السـ ـ ــيد
،265 ،264 ،258 ،255 ،253 ،125 ،108 : رشدي .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.268 ،266
335
.11لورنس أ .برفين ( .)2010علم الش ـ ـ ـ ــخص ـ ـ ـ ــية .الجيء ألاول .ترجمة :عبد الحليم محمود
الس ـ ـ ـ ـيــد ،أيمن محمــد عــامر ،محمــد يحي الرخــاوي .مراجعــة :عبــد الحليم محمود الس ـ ـ ـ ـيــد.
.78 ،66 : القاهرة ،املركي القومي للترجمة.
.12مصـ ـ ـ ــطف سـ ـ ـ ــويف ( .)2005مشـ ـ ـ ــكالت منهجية في بحوث علم النفس العيادي .الطبعة
61 :ـ .68 ألاولى .القاهرة ،مكتبة الدار العربية للكتاب.
.13مونتجومري شابيرو ( .)1985منحى اكلينيكي لبحوث أساسية مع إشارة خاصة لدراسة
املريض كحالة فردية .ترجمة :ناهد رميي .في :مصطف سويف .مرجع في علم النفس
الاكلينيكي .القاهرة ،دار املعارل.421 .
.14نبيل موس ى ( .)2002إبنجهاوس .في :موسوعة مشاهير العالم :أعالم علم النفس وأعالم
التربية والطب النفس ي والتحليل النفس ي .الجيء الثاني .الطبعة ألاولى .بيروت ،دار الصدقة
49 :ـ .52 العربية.
336
الفصل العاشر
ّ
املنهج العل ّي /املقارن في البحوث النفسية
مقدمة.
ّّ
أوال :املنهج ال ِعلي /املقارن واملنهج التجريبي.
ّ
اانيا :تعريف املنهج العل ّي /املقارن.
ّ
االثا :طرق ج .س .مل في اكتشال العالقات العل ّية.
.1طريقة التال م في الحدوث.
.2طريقة التال م في التخلف.
.3طريقة التال م في الحدوث وفي التخلف.
.4طريقة التغير النسبي أو طريقة التال م في التغيير.
نقد واعتراض على طرق ج .س .مل.
ّ ّ
رابعا :مفهوم العل ّية والتفسيرات املتعددة في املنهج ال ِعلي /املقارن.
الدليل ألاول ،التغاير.
الدليل الثاني ،الال يفية.
الدليل الثالث ،الترتيب اليم ي.
ّ ّ
خامسا :تفسيرات بديلة في املنهج العلي /املقارن.
.1العلة املشتركة.
ّ
.2العلة املعكوسة.
.3متغيرات مستقلة منسوبة محتملة أخرم.
ّ
سادسا :الضبط الجي ي في املنهج العل ّي /املقارن.
.1درجات ّ
التغير.
.2التناظر أو املياوجة.
.3تحليل التباين الاقتراني.
.4املجموعات املتجانسة.
.5دمج متغيرات دخيلة في التصميم.
ّ
سابعا :تصميما املنهج ال ِعلي /املقارن.
التصميم ألاول.
337
التصميم الثاني.
ّ
اامنا :خصائ املنهج العلي /املقارن.
ّ
تاسعا :تقييم املنهج العل ّي /املقارن.
338
مقدمة.
ّ
يفضل الباحثون استعمال الطرق التجريبية ،حينما يبحثون عن العل ّية ،ولكن الطرق
ّ
العل ّية /املقارنة ،تكون في بعض ألاحيان الطرق الوحيدة التي يمكن استعمالها للتصدي
حدم املشكالت البحثية .ففي الطرق التجريبية ،يرتب الباحثون املواقف أو الظرول،
يتحكمون فيهّ ، ّ
ويقدمونه بطرق ويضبطون كل املتغيرات ،فيما عدا متغيرا مستقال محددا،
ّ
وبكميات متباينة للمفحوصين ،لكي عرفوا ما يحدث للمتغير التابع نتيجة لذلك .إال أنه ال
يمكن استعمال الطرق التجريبية لدراسة بعض املشكالت البحثية.
إن إلاجابة عن ألاسئلة ،مثل :ملاذا يكون بعض ألاحداث جانحين ،وبعض ألاحداث ليسوا
كذلك ؟ وملاذا يهرب بعض ألاطفال من املدرسة ،وبعضهم ال يفعل ذلك ؟ وملاذا يتعاط بعض
ألافراد املخدرات ،وبعضهم ال يتعاطونها ،وغيرها ،ال يمكن بحثها بالطرق التجريبية .ألنه يتعذر
إعداد عينات عشوائية ،وضبط املتغيرات املستقلة املسؤولة عن الجنوح ،والهروب من
املدرسة ،وتعاطي املخدرات ،بالطرق التي يتطلبها املنهج التجريبي.
فاملتغيرات املستقلة في املنهج التجريبي ،تدعى املتغيرات املستقلة النشطة الفعالة
.Actives Variablesألن الباحث /املجرب ينشطها أاناء تعرض املفحوصين لها في التجربة،
وهي ليسم من خصائ ألافراد ،وال توجد قبل إجراء البحث .بينما املتغيرات املستقلة في
ّ
املنهج العل ّي /املقارنْ ،تدعى املتغيرات املستقلة املنسوبة .Attributes variablesواملتغير
املستقل املنسوب ،خاصية يمتلكها الفرد ،أو وضع يوجد فيه قبل إجراء البحث.
فعاال (ليس خاصية ولذا ،فإنه عندما تكون هناك مشكلة بحثية ،تتضمن متغيرا مستقال ّ
سلوكية في الفرد ،وليس وضعا يوجد فيه الفرد) ،مثل :أار طريقة تعلم ،أار ضوضاء ،أار
عدد أفراد الجماعة ،أار عدد ألافراد في حيز مكاني ...وغيرت .فبوسع الباحث اتباع طرق املنهج
التجريبي أو شبه التجريبي .أما عندما تتضمن املشكلة البحثية على متغيرات مستقلة
ّ ّ
يتحول إلى املنهج العل ّي /املقارن .ويدعى أحيانا (البحث الالحق أو منسوبة ،فعلى الباحث أن
الراجع للحادث .)Ex post facto researchوجاءت هذت التسمية ( )ex post factoمن
الالتينية ،وتع ي (من بعد الحقيقة) .وتفيد في إيضاح أن البحث املع يُ ،ي ْج َرم بعد حدوث
املتغير املستقل املنسوب في السياق الطبيهي أو الاجتماعي للظواهر .مثل :التدخين ،الحالة
الاجتماعية ،املستوم التعليمي ،مقر إلاقامة ،العمر ،اليتم ،العمل وغيرت .إن هذت املتغيرات
حدام قبل أن يجري الباحث بحثه .فالناس يمكن تقسيمهم إلى مدخنين وغير مدخنين ،وإلى
عياب ومتزوجين ،وإلى أميين ومتعلمين ،وإلى ريفيين وحضريين ،وإلى فئات عمرية متعددة،
339
وإلى يتام وغير يتام ،وإلى بطالين وعمال وغيرت .فالباحث ال ستطيع التحكم املباشر في
املتغيرات املستقلة املنسوبة ،وال يمكن له تفعيلها إما بسبب طبيعتها ،أو ألنها وقعم مسبقا.
ونظرا ألن هذا النوع من البحث ،غالبا ،ما يجرم للتعرل على علل الظواهر السلوكية التي
ّ
حدام بالفعل ،عن طريق مقارنة الظرول القائمة سابقا ،فإنه يدعى املنهج ال ِعل ّي /املقارن.
ّ
العل ّي /املقارن واملنهج التجريبي
أوال :املنهج ِ
ّ
هناك جوانب شترك ف ها املنهج التجريبي واملنهج العلي /املقارن .وهي :
ّ
.1شترك كال املنهجين في سع هما إلى اكتشال العالقات السببية والعل ّية بين املتغيرات.
.2يخت ر املنهجان الفروض القائلة بوجود عالقات بين متغيرات مستقلة ومتغيرات تابعة.
ّ
.3من حيث املنطق ألاساس ي ،تتشابه الطرق التجريبية والعل ّية /املقارنة في ألاهدال،
وهي البحث عن علل السلوك.
.4كما أن هناك كثيرا من املعلومات ذاتها ،التي توفرها الطرق التجريبية ،يمكن أن
ّ
توفرها الطرق ال ِعل ّية /املقارنة.
ّ
ولذا عت ر املنهج ال ِعل ّي /املقارن ،أقرب املناهج إلى املنهج التجريبي.
هذا من جانب ومن جانب آخر ،فإن املنهجين يختلفان فيما يلي.
.1ستعمل املنهج التجريبي عندما يكون الهدل من البحث هو معرفة أار متغير معين
ّ ّ
(علة) في حدوث تغير في متغير آخر (نتيجة) .أما املنهج ال ِعل ّي /املقارن ،ف هدل إلى الكشف عن ِ
ّ
ال ِعلة املحتملة للسلوك محل البحث.
.2ستعمل املنهج التجريبي ،حينما يكون املتغير املستقل حاضرا ،ومستقال عن
خصائ ألافراد ،ويتحكم فيه الباحث ،فيعرضه على املفحوصين بالطريقة التي شاء،
وبالكميات التي شاء (وفق تصميم البحث) .وال توجد ،في الوقم نفسه ،موانع أخالقية أو
إنسانية ،أو ذات كلفة كبيرة في الجهد والوقم واملال ،جراء التجارب .أما املتغير املستقل في
ّ
املنهج ال ِعل ّي /املقارن ،فقد حدث سابقا ،وهو من خصائ ألافراد ،أو يمثل وضعا مستقرا
نسبيا في حياتهم ،وبالتالي يكون خارجا عن نطاق تحكم الباحث ،وال ستطيع تفعيله.
ّ
وف ـي ـما ي ـلي ،ه ـذا امل ـثال ال ـذي يوض ـح الف ـرق بين املنهج الت ـج ـريبي واملنهج العِـل ّي /املقارن،
من خالل مشكلة بحثية واحدة .ولتكن مشكلة "القلق وألاداء على اختبار تحصيلي".
ّ
فإذا اتبع الباحث الطريقة ال ِعل ّية /املقارنة ،فإنه يقوم بقياس القلق الذي هو خاصية
سلوكية لدم املفحوصين ،ويتصفون بها وقم ألاداء على الاختبار التحصيلي ،ام يقارن بين
340
ذوي القلق املرتفع وذوي القلق املنخفض (متغير مستقل منسوب) في ألاداء على الاختبار
ّ
التحصيلي (متغير تابع) .ويكمن ضعف املنهج ال ِعل ّي /املقارن ،في أنه ال يمكن الاستنتاج ب ن
ّ
القلق لدم الطلبة ،هو ال ِعلة في ظهور الفرق املالحظ في أدائهم على الاختبار .ألنه ربما ت ارت
ّ
كال املجموعتين بعوامل ِعل ّية أخرم ،كالذكاء العام أو املعرفة باملوضوع أو الدافعية .وهذت
العوامل ألاخيرة ،قد تكون أسبابا لكل من :مستوم القلق وألاداء على الاختبار التحصيلي.
أما بحث نفس هذت املشكلة بالطريقة التجريبية ،فيكون كاآلتي:
تجرم التجربة تحم ظرفين متطابقين في كل الجوانب وفي ضبط العوامل الدخيلة ،غير
أن أحد الظرفين يثير القلق (موقف تجريبي) والظرل آلاخر ال يثير القلق (موقف محايد) .في
املوقف التجريبي ،ي تي الباحث بمجموعة من املمتحنين (مجموعة تجريبية) وفي بداية
الامتحان يثار القلق لديهم ،بإعطائهم واحدة من التعليمات التالية " :إن تقديرهم النها ي
عتمد على أدائهم في هذا الامتحان"" .إن هذا الامتحان صعب جدا"" .إن الهدل من هذا
الامتحان هو التعرل على غير ألاكفاء منهم" .بينما تكون التعليمات التي تتلقاها املجموعة
ألاخرم (مجموعة ضابطة) هي أن يطلب منهم أن يتعاونوا مع الباحث في ألاداء على الاختبار
من أجل نجاح التجربة .وفي نهاية التجربة ،إذا تبين من نتيجتها أن املجموعة الضابطة أفضل
في ألاداء على الامتحان ،يمكن الاستنتاج ب ن القلق يؤار سلبا على ألاداء في الامتحان .أما إذا
تبين أن املجموعة التجريبية أفضل من املجموعة املحايدة ،في ألاداء على الامتحان ،يمكن
ميسرا لألداء في الامتحان( ،وك نه يؤدي دور الدافع ،هنا). الاستنتاج أن للقلق ت ايرا ّ
لعل القارئ املتخص في علم النفس ،يالحظ أن متغير القلق تم بحثه هنا بصفتين؛
ّ
إحداهما جعلته متغيرا مستقال منسوبا (بحث ِعلي /مقارن) .وألاخرم جعلته متغيرا مستقال
فعاال (بحث تجريبي).
نعم ،و عت ر القلق ،إضافة إلى الدافعية وإلايحاء وإلاحباط /العدوان ،من املتغيرات
السلوكية القليلة ،التي يمكن أن تكون متغيرا مستقال فعاال ،أو متغيرا مستقال منسوبا.
إن الباح ـث في املن ـه ـج الت ـج ـري ـبي ،بإح ـداا ـه م ـوق ـفا م ـص ـط ـن ـعا (تج ـربـة) ،يض ـب ـط املت ـغ ـير
املستقل ،ويمنعه من العمل املتآني (في آن واحد) مع املتغيرات املستقلة ألاخرم ،التي تعمل
عادة معا للت اير في املتغير التابع (السلوك).
فمثال ،إذا أراد باحث معرفة أار إلايحاء كطريقة عالجية (متغير مستقل) ،في عالج مرض
معين (الربو مثال ،متغير تابع) .يمكنه أن يصمم التجربة كما يلي :
341
تبين للباحث أنهايختار عينة من املرض ى بالربو ،متجانسة في كثير من املتغيرات (التي ّ
تساهم في عالج مرض الربو) .ويقسمها عشوائيا إلى مجموعتين (مجموعة تجريبية ومجموعة
ضابطة).
ودواء آخر على شكل حبوبً دواء حقيقيا على شكل حبوب لعالج مرض الربو، ام يحضر ً
أيضا ،ولكنه وهمي ،ال تتوفر تركيبته الكيميائية على أية فعالية عالجية للمرض .وتكون
حبوب الدوائين متشابهة تماما في شكلها ولونها وحجمها.
ومن أجل ضبط أار هاواورن ،يخ ر أفراد املجموعتين ب ن هذا الدواء فعال في عالج
املرض الذي أصيبوا به .ويقدم الدواء الحقيقي للمجموعة التجريبية ،والدواء الوهمي
للمجموعة الضابطة ،ملدة معينة يتم تحديدها طبيا.
وبعد انقضاء تلك املدة ،يقيس درجة الشفاء من املرض لدم املجموعتين ،طبيا .فإذا
دل ذلك على أن مرض الربو ال يت ار عالجه كان الشفاء في جانب املجموعة التجريبية فقطّ ،
دل ذلك على أن عالج الربو با يحاء .أما إذا ظهر أن هناك من ُش ِف َي من العينة الضابطةّ ،
يت ار ،إلى حد ما ،با يحاء.
ّ ّ
أما في البحث ال ِعل ّي /املقارن ،فيكون املتغير املستقل خارج نطاق تحكم الباحث ،فقد
يكون حدث في املاض ي ،أو يكون خاصية في املفحوصين ،أو ال ستطيع الباحث إحدااه ملوانع
قانونية أو إنسانية ،أو نتيجة لتكاليفه الكبيرة.
ض ٌع حدث في املاض ي ،وهناك ظرول أحداته ،ليس للباحث دخل ف ها ،وال فاليتم مثالَ ،و ْ
يجو له أن يحداه إذا أراد ذلك ،ألن القوانين ال تسمح له أن يقتل آلاباء ليوفر عينة من
ألاطفال اليتام .ولكن يوجد في املجتمع يتام ألسباب مختلفة.
ّ
ونفس الش يء ،إذا أراد باحث التعرل على التدخين ك ِعلة في إلاصابة بسرطان الرئة.
ْ
فليس مقبوال أن ُيخ ِضع مجموعة من ألافراد للتدخين مدة معينة ،ام يقارنها بعينة أخرم
من غير املدخنين في إلاصابة بسرطان الرئة .ولكن يوجد في املجتمع من يتعاط التدخين،
ويمكن للباحث أن سحب من هؤالء عينة ممث ـل ـة ،ام يقارنـها بعينة أخرم من غير املدخنين
في إلاصابة بمرض سرطان الرئة.
ّ
والش يء نفسه ،إذا أراد باحث التعرل على الحرب ك ِعلة للصابة بالصدمات النفسية.
فليس باستطاعته أن يحدث الحرب في منطقة ما ،ام يقارن بين مفحوصين سكنون في هذت
املنطقة ،ومفحوصين سكنون في منطقة أخرم ،عيش سكانها في سالم ،في إلاصابة
بالصدمات النفسية .ولكن الحروب تحدث باستمرار ،ويمكن للباحث أن سحب من
342
مناطقها عينة ممثلة ،ويقارنها بعينة أخرم من منطقة تعيش في سالم ،في إلاصابة بالصدمات
النفسية.
ّ ّ
في املنهج ال ِعلي /املقارن ،تجرم البحوث في ظرول وفي بيئات طبيعية ،فال تجرم ف ها أية
َ
ترتيبات مصطنعة ،أو إرغام املفحوصين على أداء سلوك معين .فعند إجراء بحث في ِعلل
الاضطرابات الانفعالية لدم ألاطفال ،يتم سحب مجموعتين من ألاطفال ،إحداهما مضطربة
انفعاليا وألاخرم متزنة انفعاليا ،من بيئاتهم الطبيعية ،ام يقارن بينهما في املتغير الذي تم
ّ
افتراضه ك ِعلة لالضطراب الانفعالي وليكن اضطرابات ألاسرة ،أو غياب ألاب ،مثال.
ّ
الحظنا من مناقشتنا للفقرة السابقة ،أن كال من البحث التجريبي والبحث ال ِعل ّي/
املقارن ،ستعمالن للتعرل على علل الظواهر السلوكية ،ولكن كال بشروطه الخاصة .ولذا
ّ
من الطبيهي أن نتساءل عن مفهوم العل ّية .وهذا ما س تناوله في الفقرة الرابعة ،من هذت
الدراسة.
ّ
اانيا :تعريف املنهج العل ّي /املقارن
هو " :البحث الذي يقارن فيه الباحث بين من يتصف بخاصية معينة ،أو يوجد في ظرل
معين ،وبين من ال يتصف بتلك الخاصية ،وال يوجد في ذلك الظرل ،من أجل التعرل على
علل حدوث السلوك محل البحث"( .يبدأ الباحث بتحديد املتغير املستقل املنسوب ،ام
يصمم بحثه للتعرل على علة ذلك املتغير املستقل املنسوب في املتغير التابع).
وهو كذلك " :البحث الذي سهى فيه الباحث إلى التعرل على علل الفروق التي تظهر
في سلوك املجموعات املختلفة من ألافراد"( .يبدأ الباحث بتحديد املتغير التابع ،ام يصمم
بحثه بهدل التعرل على املتغير املستقل املنسوب املحتمل).
ّ
وفي املثالين التاليين ،نتعرل ملاذا سم :املنهج العل ّي /املقارن.
.1البدء باملتغير املستقل املنسوب ،ام البحث عن املتغير التابع .هناك أطفال يتام
وأطفال آخرون غير يتام ،فاملجموعة ألاولى تتصف بخاصية اليتم ،أما املجموعة الثانية ال
تتصف بخاصية اليتم .وهنا يمكن للباحث أن يقارن بين املجموعتين في سلوك معين ،وليكن
ّ
النمو الوجداني للطفل .فيتعرل على ِعلة النمو الوجداني لدم ألاطفال .نالحظ أن الباحث
ّ
يريد أن عرل ِعلة السلوك (النمو الوجداني) من خالل عقد مقارنة بين اليتام وغير اليتام .
ّ
ولهذا سم :املنهج العل ّي /املقارن.
343
.2البدء باملتغير التابع ام البحث عن املتغير املستقل املنسوب املحتمل .هناك موظفون
يتغيبون عن العمل وموظفون ال يتغيبون ،فاملجموعة ألاولى من املوظفين تتصف بخاصية
سلوكية وهي الغياب عن العمل ،أما املجموعة ألاخرم من املوظفين ال تتصف بخاصية
سلوك الغياب عن العمل .وفي البحث يفترض الباحث متغيرا مستقال منسوبا محتمال ،وليكن
ّ
الرضا عن العمل ،فيقارن فيه بين املجموعتين .نالحظ أن الباحث يريد أن عرل ِعلة سلوك
الغياب عن العمل ،من خالل عقد مقارنة بين الراضين عن العمل وغير الراضين عنه .ولهذا
ّ
سم :املنهج العل ّي /املقارن.
ّ
االثا :طرق ج .س .مل في اكتشال العالقات العل ّية
ّ
ينبع نمط البحوث العل ّية /املقارنة ،من طرق الفيلسول إلانجليزي ،جون ستوارت مل
ّ
،J. S. Millالتالية في اكتشال العالقات العل ّية.
أمثلة :
ـ يالحظ باحث أن هناك أفرادا شتركون في ميول قوية لالنتماء إلى العصابات إلاج ـرامية،
ّ
وبعد الب ـح ـث يت ـع ـرل على ِعلة ذلك ،وهو أن ه ـؤالء ألاف ـراد يتـسـمـون بشخصيات عدوانية،
ّ
وهذت هي ال ِعلة (متغير مستقل منسوب).
ـ يالحظ باحث آخر أفرادا يتميزون بالذكاء العام ،حين يتعرضون ملواقف تتطلب القدرة
على الفهم ،مقارنة ب فراد آخرين ال يتميزون بالذكاء العام ،حين يتعرضون ملواقف تتطلب
القدرة على الفهم ،رغم أنهم متساوون معهم في خصائ هامة ،كالعمر والوظيفة واملستوم
344
الاجتماعي /الاقتصادي ...وغيرت .وبعد البحث ،يجد أن الذين يتفوقون في الذكاء العام،
شتركون في خاصية واحدة أو ظرل واحد ،هو إكمالهم للدراسة في مرحلة التعليم الثانوي،
ّ
الذي هو ال ِعلة (متغير مستقل منسوب).
ـ يالحظ باحث آخر أفرادا يتسمون باضطراب في هويتهم الجنسية .وبعد البحث ،يجد
أنهم شتركون في خاصية واحدة أو ظرل واحد ،هو غياب ألاب عن ألاسرة في طفولتهم املبكرة،
ّ
الذي هو ال ِعلة (متغير مستقل منسوب).
ـ يالحظ باحث آخر طالبا يحققون نجاحا دراسيا مرتفعا في كل مرة .وبعد البحث ،يجد
أنهم شتركون في خاصية واحدة أو ظرل واحد ،هو الجدية واملثابرة في الدراسة ،الذي هو
ّ
ال ِعلة (متغير مستقل منسوب).
ـ يالحظ باحث آخر أحدااا يتميزون بخصائ السلوك الجانح .وبعد البحث ،يجد أنهم
شتركون في خاصية واحدة أو ظرل واحد ،هو أنهم يقطنون في أحياء فوضوية ،الذي هو
ّ
ال ِعلة (متغير مستقل منسوب).
أمثلة.
ـ عندما يكف أحد ألافراد عن تناول القهوة مساء ،ال يتعرض في تلك الليلة لألرق ،وعندما
ّ
يت ـناول الق ـه ـوة م ـساء ،ي ـت ـع ـرض ل ـألرق( .إن ع ـدم ت ـناول الق ـه ـوة م ـسـاء ِع ـل ـة في عدم حدوث
ألارق في الليلة التالية).
ّ
ـ عندما تكف ألام عن املبالغة في تحيزها العاطفي نحو طفلها ذي السنتين من عمرت ،ال
يظهر طفلها ذو أربع سنوات من عمرت سلوك الغيرة( .إن عدم مبالغة ألام في تحيزها العاطفي
345
ّ
تجات طفلها ذي السنتين من عمرتِ ،علة في عدم إظهار طفلها ذي أربع سنوات من عمرت
سلوك الغيرة).
ـ إن ألاحداث املقيمين في أحياء سكنية راقية ،ال يظهر بينهم سلوك الجنوح( .إن غياب
إلاقامة في أحياء فقيرة علة في غياب الجنوح).
ّ
يتحصلون على نتائج متدنية في الامتحانات( .إن غياب ـ إن الذين يدرسهم معلم غير كفء
كفاءة املعلم علة في غياب التفوق الدراس ي لدم التالميذ).
ـ إن معظم ألافراد غير املتعاطين للمخدرات ال شعرون بالتعاسة( .إن غياب الشعور
بالتعاسة علة في غياب تعاطي املخدرات).
ـ إن معظم املوظفين الذين ال يتغيبون عن وظائفهم ،ال شعرون بعدم الرضا الوظيفي.
(إن عدم الرضا الوظيفي علة في عدم الالتزام الوظيفي).
أمثلة.
ـ يالحظ باحث ،أن هناك أطفاال في سن ما قبل املدرسة عدوانيون ،وأطفاال آخرين من
ّ
نفس السن ليسوا عدوانيين .وبعد البحث العلي /املقارن ،يجد أن ألاطفال العدوانيين
عيشون في أسر يحل أفرادها مشكالتهم بطريقة عدوانية ،بينما عيش ألاطفال غير
العدوانيين في أسر يحل أفرادها مشكالتهم وديا وبالتفاوض (الصلح)( .إن محاكاة سلوك
الوالدين في طرق حل مشكالتهم علة في تعلم ألاطفال للسلوك العدواني ،وعدم تعلمه).
ـ يـالح ـظ ب ـاح ـث آخـ ـر ،م ـع ـل ـم ـيـن ي ـت ـق ـن ـون م ـهارات ال ـت ـدر ـس ،وم ـع ـل ـمين آخرين ال يتقنون
ّ
مهارات التدر س .وبعد البحث العلي /املقارن ،وجد أن املعلمين املتقنين ملهارات التدر س،
تلقوا تكوينا تربويا قبل ممارستهم للتدر س ،بينما املعلمون الذين ال يتقنون مهارات التدر س
346
لم يتلقوا تكوينا تربويا قبل ممارستهم للتدر س( .إن تلقي املعلم للتكوين التربوي أو عدم
تلقيه علة تقانه مهارات التدر س ،وعدم إتقانها).
ـ يالحظ باحث آخر ،طالبا يتفوقون في الدراسة وطالبا آخرين ال يتفوقون .وبعد البحث
ّ
العلي /املقارن ،يجد أن الطالب املتفوقين في الدراسة يقضون أوقاتا أطول في املذاكرة ،بينما
غير املتفوقين يقضون أوقاتا أقصر في املذاكرة( .إن استغراق أوقات أطول واستغراق أوقات
أقصر في املذاكرة ،علة في التفوق والت خر الدراسيين).
أمثلة.
ـ يالحظ الباحثون في النمو النفس ي ،أن مظاهر السلوك اللغوي والسلوك املعرفي
والسلوك الاجتماعي ،تتغير مع التغير في العمر اليم ي( .يتغير العمر فيتغير السلوك ،ويمكن
التعبير عن هذا التال م كميا).
ـ يالحظ الباحثون ،أنه كلما ادت الدافعية نحو الدراسة اد مستوم التحصيل الدراس ي،
وكلما انخفضم الدافعية نحو الدراسة انخفض مستوم التحصيل الدراس ي( .حدث تغير في
الدافعية الدراسية فحدث تغير في التحصيل الدراس ي ،ويمكن التعبير عن هذا التال م كميا).
ـ يالحظ باحثون آخرون ،أنه كلما استقلم املرأة اقتصاديا عن الرجل بالتحاقها بالعمل،
تفاقمم حوادث الطالق ،وكلما اعتمدت اقتصاديا على الرجل ،انخفضم حوادث الطالق.
(استقالل اليوجة اقتصاديا عن اليوج علة في يادة حوادث الط ـالق ،اعـتـماد اليوج ـة على
ّ
ال ـيوج اق ـت ـصاديا ِعل ـة فـي ق ـل ـة حوادث الطالق ،ويمكن التعبير عن هذا التال م كميا.
347
َّ
.1إن النتائج في العلوم إلانسانية ،ال تكون دائما ب ِعلة واحدة معينة يمكن عيلها ،بل
غالبا ما تكون مرتبطة بشبكة متفاعلة من العوامل التي تعمل معا حداث النتيجة التي
تالحظ.
ـ إن تعاطي الفرد للمخدرات ،ال تتمثل علته في الشعور بالتعاسة فقط.
ـ إن إتيان فرد آخر بسلوك عدواني ،ال تكمن علته في تقليد آلاباء الذين يحلون مشاكلهم
عدوانيا فقط.
ـ إن نجاح الطالب في الامتحان أو رسوبه ،ال تكمن علته في ارتفاع الدافعية نحو الدراسة
فقط.
إن حدوث الظواهر السلوكية ،تكمن علتها في شبكة من التفاعالت بين عوامل عديدة
ّ
التي تعمل معا في ال ِعلة ،ويصعب تحديد أار كل عامل منها بدقة.
.2إن نتيجة واحدة تكون لها علل مختلفة؛ فالرسوب في الدراسة ،مثال ،يكون بسبب
إلاهمال ،ويكون بسبب انخفاض الدافعية ،ويكون بسبب عدم مالءمة املنهاج الستعدادات
التلميذ ،ويكون بسبب عدم كفاءة املعلم وغيرت من علل أخرم.
ّ
.3إن الكثير مما عتقد أنه علل لنتائج معينة ،يمكن أن يكون مجرد تال م غير علي بين
متغيرين ،أو مجرد تال م عرض ي .فالعالقة بين الانطوائية والخجل مثال ،هي عالقة ارتباطية،
ّ
وليسم عالقة عل ّية .والعالقة بين الطول وحجم مقياس الحذاء ،في سن الرشد ،ولدم عينة
صغيرة في عدد ألافراد ،هي مجرد تال م عرض ي.
ّ ّ
رابعا :مفهوم العل ّية والتفسيرات املتعددة في املنهج ال ِعلي /املقارن
إن الفرق بين املتغير املستقل الفعال واملتغير املستقل املنسوب ،ضروري وهام .فعندما
ستطيع الباحث ضبط املتغير املستقل ،ام يالحظ ما يحدث للمتغير التابع ،يكون قد حصل
ّ
على دليل مقبول ب ن املتغير املستقل ِعلة في التغير الذي حدث في املتغير التابع .ولكن ،إذا
لم ستطع ضبط املتغير املستقل ،فربما يصل إلى استنتاجات ائفة .ولذا ،ينبغي
عليه اللجوء إلى تفسيرات أخرم بديلة ،للعالقة بين املتغير املستقل املنسوب واملتغير التابع.
ّ ّ
إن ال ِعل ّية خاصية مجردة يتم الربط من خاللها بين ِعلة ونتيجة .ولتفسير ما إذا كانم
ّ
عالقة بين متغيرين أو أكثر عالقة ِعلية أم ال ،هناك االاة أنواع من ألادلة ،وهي :
348
الدليل ألاول ،التغاير .Covariation
تشير كلمة التغاير ،في البحث العلمي ،إلى قياس العالقات ،أي الارتباطات أو الاشتراكات
في الحدوث .ومن أجل الاستدالل على أن ظاهرة ما علة ألخرم ،ينبغي على الباحث أن يجد
ّ
دليال على الارتباط بين الظواهر .فمثال ،لو أن س هي ال ِعلة في ،فإنه من الطبيهي أن يكون
هناك شكل من أشكال الارتباط (تغاير) بين س. ،
ّ
فلو نفترض أن الشعور بالتعاسة ِعلة في تعاطي املخدرات ،فإنه من املتوقع أن تكون
نسبة من شعرون بالتعاسة من بين متعاطي املخدرات ،أعلى من نسبة أولئك الذين ال
يتعاطونها .وليس من الضروري أن شعر بالتعاسة كل من يتعاطي املخدرات ،أو ال شعر
بالتعاسة على إلاطالق من ال يتعاطون املخدرات .ولو أدم الشعور بالتعاسة دائما إلى تعاطي
ّ
املخدرات ،فإنه يصبح بذلك دليال كافيا على ال ِعل ّية .بينما الشرط الضروري هنا ،هو أن يتم
تعاطي املخدرات بعد الشعور بالتعاسة فقط (السبق اليم ي) .ولعمل تحديد كامل عن
ّ
الارتباط العل ّي ،يحتاج الباحثون إلى التعرل ،ليس فقط على وجود ارتباط ما ،ولكن أيضا
على مقدار (حجم) هذا الارتباط.
وكمثال آخر على التغاير ،يمكن القول أن التعليم يتغاير مع الدخل .بمع ى أن ألافراد
ذوي املستوم التعليمي ألاعلى يحصلون على دخل أك ر من ذوي املستوم التعليمي ألادن .
وإذا لم يرافق التغير في املستوم التعليمي تغير في الدخل ،فإن التعليم ال يتغاير مع الدخل،
َّ
وال يكون علته .ومثال آخر كذلك ،إذا كان الفقر ال يرتبط بالجنوح (ال يتغاير معه) ،فإنه ال
ّ
يمكن أن يكون علته.
349
فإنه لكي تكون العالقة التفسيرية غير ائفة ،ينبغي أال يكون هناك متغير آخر ساهم في تفسير
سلوك تعاطي مخدر الهروين غير متغير الشعور بالتعاسة.
ّ
فالعالقة اليائفة ،تع ي أن عوامل أخرم ،غير واردة في الفرضية ،يمكن أن تفسر الارتباط
(التغاير) .بمع ى أن عامال االثا (متغير مستقل منسوب آخر) ،هو العلة في ظهور النتيجة
(املتغير التابع) .وأنه العلة في ارتباط املتغير املستقل املنسوب واملتغير التابع معا .ك ن تكون
علة تعاطي مخدر الهروين ليس هو الشعور بالتعاسة ،ولكن البحث عن املكانة الاجتماعية،
أو الرغبة في الانتماء إلى جماعة معينة ،أو مسايرة ألاصدقاء .أو أن البحث عن املكانة
الاجتماعية ،هي العلة لكل من الشعور بالتعاسة وتعاطي مخدر الهروين.
وعندما يتحقق الباحثون ب ن العالقة ليسم ائفة ،يتوفر لديهم دليل قوي على وجود
ّ
رابطة علية مت صلة بين املتغيرين ،وأن التغاير املالحظ بين املتغيرين ،ال يقوم على ارتباط مع
بعض املتغيرات املرافقة.
350
ـ سبق املستوم الاجتماعي /الاقتصادي لألسرة التوقعات التعليمية واملهنية لألبناء
وليس العكس ،ولهذا فاملستوم الاجتماعي /الاقتصادي لألسرة علة في التوقعات التعليمية
واملهنية لألبناء.
ـ سبق الاكتئاب والي س الانتحار وليس العكس ،ولذا فاالكتئاب والي س علة في الانتحار.
ـ تسبق الخ رات املبكرة الخ رات الالحقة وليس العكس ،ولذا فالخ رات املبكرة علة في
تطور النمو الذاتي للفرد الحقا.
.2أو يقوم على أساس نتيجة قياسات متكررة ،تبين أن املجموعتين أو املجموعات ،محل
املقارنة ،بينها فروق في املتغير التابع بسبب اختالفها في املتغير املستقل املنسوب.
ك ن يتبين أن الذكور وإلاناث ،وهما مختلفان في خاصية الجنس ،والجنس متغير مستقل
منسوب ،بينهما فروق في سلوك البكاء ،وسلوك الاعتماد على الغير ،وسلوك التمركي حول
الذات ،وسلوك الحنان ،وسلوك الحياء ،وتبين ذلك بفضل قياسات متواترة في بحوث
متواترة.
ّ
خامسا :تفسيرات بديلة في املنهج العل ّي /املقارن
يركي الباحثون على التفرقة بين املتغير املستقل الفعال واملتغير املستقل املنسوب ،ويرون
ذلك أمرا بالغ ألاهمية .فعندما ستطيع الباحثون ضبط املعالجة التجريبية (تقديم املتغير
املستقل الفعال ،وإبعاد متغيرات دخيلة) ويالحظون ما يحدث للمتغير التابع ،يكون لديهم
ّ
دليل معقول ب ن املتغير املستقل الفعال علة للمتغير التابع .أما إذا لم ستطيعوا ضبط
املعالجة التجريبية ،فقد يقدمون استنتاجات غير دقيقة ،وغير محل اقة .وعليه ،فإنه عند
ّ
البحث باملنهج العلي /املقارن ،يتم اللجوء إلى تفسيرات أخرم بديلة ،وهي :
ّ
.1ال ِعلة املشتركة.
ّ
في البحث الالحق للحادث ،أي البحث ال ِع ِلي /املقارن ،يمكن أن يكون كل من املتغيرين
املستقل والتابع ،في بحث معين ،نتيجتين منفصلتين ملتغير االث .فمثال ،في عالقة بين تطور
الذكاء في مرحلة الطفولة و يادة املحصول اللغوي للطفل ،قد يفسر على أن تطور الذكاء في
ّ
مرحلة الطفولة كمتغير مستقل ،هو ِعلة في يادة املحصول اللغوي للطفل .ولكن التفسير
ألاك ـثر ق ـب ـوال ،ه ـو أن ك ـال م ـن ت ـط ـور ال ـذك ـاء و ي ـادة امل ـحـصول اللغوي ،نتيجة للنمو العام
ّ
للطفل ،ك ِعلة مشتركة.
351
وقد يفسر بعض املعلمين ،أن مواظبة بعض الطالب على الحضور مبكرا ،إلى مواعيد
ّ
الدراسةِ ،علة في حصولهم على درجات مرتفعة في الامتحانات .ولكن التفسير املالئم ،هو أن
كال من املواظبة على الحضور املبكر إلى املدرسة ،والحصول على درجات مرتفعة في
الامتحانات ،نتيجة ملتغير آخر ،هو الدافع إلى الانجا ألاكاديمي لدم هؤالء الطالب.
وهناك مثال آخر ،تم تقديمه ،فقد لوحظ وجود عالقة بين شدة إقبال الناس على
تناول املثلجات وكثرة الغرقى من الذين يمارسون السباحة في البحر .ولكن هناك متغيرا االثا
هو العلة في وجود هذت العالقة ،وهو ارتفاع درجة الحرارة ،الذي جعل الناس من ناحية،
يكثرون من استهالك املثلجات ،ومن ناحية أخرم ،يمارسون السباحة ب عداد كبيرة ،فيرتفع
عدد الغرقى ،نتيجة لذلك .أما عندما تنخفض درجة الحرارة ،فإن الناس ال يتناولون املثلجات
بكثرة ،كما يحجمون عن السباحة ،فيقل عدد الغرقى.
وهناك مثال آخر في هذا السياق .حيث ّبين عدد من البحوث أن التعرض لالعتداء
َ الجسدي في الطفولة (س) ،يييد من احتمال ّ
تحول
املعتدم عليه إلى ممارسة العنف عند
الرشد ( ) .وفسر الباحثون هذت العالقة إلاحصائية على أنها إشارة إلى أن التعرض لالعتداء
ّ
الجسدي في الطفولة (س) ،علة في ممارسة العدوان والعنف في مراحل العمر التالية ( ).
ويطلق على هذا التفسير ،فرضية "دورة العنف" .ولكن ،هل هذا التفسير صحيح ؟
في البداية ستبعد تماما أن تكون هناك عالقة عكسية بين س . ،أي أنه ال تكون
ّ
( ) علة في (س) ،نظرا ألن ( ) وقعم بعد (س) .وسبق أن أشرت ،آنفا ،إلى إحدم قواعد
املنطق الرئيسية ،التي تقول " :يجب أن تسبق العلل النتائج" .ولكن ال ستبعد احتمال أن
يفسر متغير االث وهو (ع) ،حدوث كل من (س) و ( ) .وهنا تكون النزعة الورااية نحو
العدوانية ،ربما متغيرا االثا محتمال .فربما يحمل آلاباء وألامهات الذين عتدون على أبنائهم
جسديا ،نيعة ورااية نحو العدوانية ،ينقلونها إلى أطفالهم .وهناك أدلة بحثية قوية على أن
العدوانية تت ار جيئيا بالجينات الورااية .وهذت النزعة الورااية (ع) ،يمكن أن تؤدي إلى عالقة
بين حادث الاعتداء الجسدي في الطفولة (س) وسمة العدوانية التي تظهر الحقا في ألافراد
الذين تعرضوا لتلك الحوادث ( ) ،على الرغم من أن (س) و ( ) ال توجد بينهما عالقة
ّ
عل ّية.
ّ
إذن ،في البحـث ال ِع ـلي /املقارن ،ين ـب ـغـي على الباحثين ،عند تفسيرهم لنتائج بحوثهم ،أن
يفكروا في احتمال وجود علل مشتركة التي تسبب العالقة بين املتغيرات محل البحث ،وال
يكتفون بما افترضوت والحظوت.
352
ّ
.2ال ِعلة املعكوسة.
ّ
من التفسيرات البديلة كذلك ،في املنهج ال ِعلي /املقارن ،أن الباحث ينبغي عليه أن يضع
ّ
الاحتمال التالي في اعتبارت عند تفسير النتيجة ،وهو أنه ربما يكون املتغير التابع هو ال ِعلة في
حدوث املتغير املستقل املنسوب ،فيفسر النتيجة عكس الفرضية املقترحة.
فمثال ،في إطار ت ايرات ممارسات تربية ألاطفال ،كشفم البحوث أن هناك أطفاال
يرتكبون مخالفات سلوكية يتعرضون للعقاب بشكل متكرر .فهل يمكن الاستنتاج أن ألاطفال
الذين يرتكبون مخالفات سلوكية يجلبون ألنفسهم العقاب ،أم أن العقاب يؤدي إلى ظهور
أطفال يرتكبون مخالفات سلوكية ؟
ّ
في التفسير بال ِعل ّية املشتركة ،قد يكون هناك الكثير من العلل املشتركة في كل حالة ،بما
ّ
يمكن أن ينجر عنها أكثر من عالقة ائفة .أما في التفسير بال ِعل ّية املعكوسة ،فهناك احتمال
واحد فقط ب ن تكون العالقة بين املتغير املستقل املنسوب واملتغير التابع ائفة.
ألنه في العالقة العكسية ،ومن حيث السبق اليم ي لحدوث املتغيرات ،يكون من
ّ ّ
املستبعد جدا ،احتمال ال ِعلة املعكوسة في بعض العالقات ال ِعل ّية بين املتغيرات .ففي حالة
ّ
أن التدخين علة في إلاصابة بسرطان الرئة ،ال يمكن التفسير بال ِعلة املعكوسة ،فيقال أن
ّ
إلاصابة بسرطان الرئة ِعلة في التدخين.
ّ
وكذلك ألامر في العالقة ال ِعل ّية بين درجة الوظيفة وألاجر .إن درجة الوظيفة التي شغلها
املوظف ،من حيث مكانتها في سلم الوظائف ،هي العلة في كمية الراتب الذي يتقاضات ،وال
يمكن تفسير العلة هنا بطريقة معكوسة ،فيقال إن كمية الراتب الذي يتقاضات املوظف هو
العلة في درجة الوظيفة التي شغلها.
ّ
وكذلك ألامر ،في العالقة بين التعرض لالعتداء الجسدي في الطفولة ،واحتمال تحول
َ
املعتدم عليه إلى ممارسة العنف عند الرشد .حيث أن التعرض لالعتداء الجسدي في
ّ
الطفولة ،علة في ممارسة العنف في مراحل العمر التالية .فال يمكن تفسير العلة هنا بطريقة
ّ
معكوسة ،فيقال إن ممارسة العنف عند الرشد ،علة في التعرض لالعتداء الجسدي في
الطفولة.
353
ّ
باستثناء املتغير محل البحث ال ِعلي /املقارن ،يمكن لها أن تكون علة في حدوث التغير في املتغير
التابع.
ففي تعاطي املخدرات ،قد يفترض الباحث شعور املتعاطي بالتعاسة كعلة في إلاقبال
ّ
على تعاطي املخدرات .ولكن هناك متغيرات مستقلة منسوبة أخرم ،تعت ر ِعلة في سلوك
التعاطي ،مثل ،توفر املخدرات وسهولة الحصول عل ها ،الرغبة في مسايرة ألاصدقاء ،الرغبة
في الحصول على املكانة بين املرغوبين في الانتماء إل هم ،الشعور باالستمتاع.
ّ
والباحث الذي يفترض أن الذكاء هو العلة في التحصيل الدراس ي ،فهناك متغيرات
ّ
منسوبة أخرم ،تكون علة في التحصيل الدراس ي ،مثل :الدافعية ،الطموح ،املعلم الكفء،
ت اير ألاسرة ،مسايرة اليمالء ...وغيرت.
ّ
والباحث الذي يفترض أن كثرة عدد أفراد الجماعة علة في الصراعات التنظيمية بين
أعضائها ،فقد تكون متغيرات أخرم علل في تلك الصراعات .مثل :تعدد الانتماءات القبلية
أو السياسية بين أفراد الجماعة ،متغير الجنس ،متغير املستوم التعليمي ،متغير السن،
التنافس على فر الترقية الخ رة في العمل وغيرها.
وفي مثل هذت الحاالت ،ينبغي على الباحث أن عمل على تثبيم وعيل املتغيرات املستقلة
املنسوبة غير املرغوب ف ها .وإذا لم يتمكن من ذلك ،يمكن أن يفترض من البداية ،في تصميم
ّ
البحث ،عدة متغيرات مستقلة منسوبة ،أنها علة للمتغير التابع محل البحث .ويدعى هذا
إلاجراء بـ "دمج متغيرات دخيلة في التصميم" .وتتم معالجة البيانات ب سلوب تحليل التباين
العاملي.
ّ
سادسا :الضبط الجي ي في املنهج العل ّي /املقارن
.1درجات ّ
التغير.
عند استعمال درجات التغير ،ي خذ الباحث في اعتبارت الدرجات السابقة في املتغير التابع
بدال من الدرجات الحالية في نفس املتغير .وعندما يقارن الباحث مقدار تغير مجموعة
املعالجة بمقدار تغير املجموعة الضابطة ،فإنه يكون أقل احتماال في الوقوع في التضليل،
مما عليه الحال في أخذت بالدرجات الحالية فقط.
ّ
فعندما سهى الباحث إلى معرفة املواظبة على مذاكرة الدروس ك ِعلة في التفوق
الدراس ي ،فيقوم ب خذ مجموعتين من الطالب؛ إحداهما ممن يواظب أفرادها على مذاكرة
الدروس ،وألاخرم ال يواظب أفرادها على مذاكرة الدروس .ال يكتفي ب ن يقارن بين
354
املجموعتين في نتائج نهاية العام الدراس ي ،بل عليه أن يقارن بينهما في النتائج السابقة كذلك،
وابتداء من بداية العام الدراس ي ،أو يقارن بينهما في نتائج السنوات الدراسية السابقة.
ومع ذلك ،فإن استعمال درجات التغير حل جي ي فقط ،ويجب أن تعالج نتائج هذت
البحوث بحذر.
.2التناظر أو املياوجة.
ّ
إن الطريقة الشا عة لت مين الضبط الجي ي في املنهج العل ّي /املقارن ،هي طريقة تناظر
ألافراد في املجموعتين؛ التي تتعرض للمتغير املستقل املنسوب (املجموعة التجريبية) والتي ال
تتعرض للمتغير املستقل املنسوب (املجموعة الضابطة) حسب أك ر عدد ممكن من املتغيرات
الدخيلة.
ويتم التناظر ،عادة ،على أساس فرد /لفرد ،لتشكيل ألا واج املتناظرة.
فمثال ،إذا أراد باحث اختبار فرض يقول بوجود عالقة بين التدين والتفوق الدراس ي،
ّ
أي أن التفوق الدراس ي نتيجة للتدين بوصفه علة ،فإن الباحث مطالب ب ن يحصل على
مجموعتين من الطالب؛ إحداهما عالية التدين ،وألاخرم منخفضة التدين ،ام عمل على
ّ
جعل أفرادهما متناظرين فردا لفرد في املتغيرات ألاخرم ،التي تبين أن لها عالقة ِعل ّية بالتفوق
الدراس ي؛ كالذكاء والدافعية واملواظبة على املذاكرة وغيرها.
ولكي يجعل أفراد املجموعتين متناظران فردا لفرد ،يبدأ باختيار فردين متفوقين في
الذكاء ،فيضع أحدهما في مجموعة املعالجة وآلاخر في املجموعة الضابطة ،ام يختار فردين
متوسطين في الذكاء ،فيضع أحدهما في مجموعة املعالجة وآلاخر في املجموعة الضابطة ،ام
يختار فردين منخفض ي الذكاء فيضع أحدهما في مجموعة املعالجة وآلاخر في املجموعة
الضابطة ،ام يختار فردين مرتفعين في الدافعية فيضع أحدهما في مجموعة املعالجة وآلاخر
في املجموعة الضابطة ...و ستمر هكذا حتى يحصل على مجموعتين متناظرتين ومناسبتين
للبحث ،فيقارن بينهما في التفوق الدراس ي .ولكن ألامر ليس بهذت البساطة عمليا.
وتقوم عملية التناظر على معرفة الباحث باملتغيرات التي تبين أن لها عالقة باملتغير
ّ
التابع ،وتعت ر ِعلة في حدواه.
ويتعرل الباحث على هذت املتغيرات (وتسم متغيرات دخيلة) من خالل خ رته السابقة
بالظواهر السلوكية ،والعالقات بينها ،ومن خالل التحليل الدقيق للمشكلة .كما أن الاطالع
الواسع على البحوث السابقة التي تناولم نفس املتغير التابع ،يمد الباحث باملعلومات عن
355
ّ
املتغيرات التي وجد باحثون آخرون أنها علة في حدواه .فكل باحث يكشف مييدا من
املعلومات التي ّ
تيسر فهما أوسع وأعمق للظواهر السلوكية .وتعت ر نتائج الدراسات السابقة
أغ ى مصدر يمد الباحث بمعلومات عن املتغيرات التي يجب ضبطها في البحث.
وتتعرض عملية التناظر ملشكلة أخرم وهي فقدان أفراد من عينتي البحث ،أاناء إجراءات
عملية التناظر في املتغيرات الدخيلة املتعددة ،ويصعب أو ستحيل تعويضهم .ففي أحد
البحوث ،أجرم الباحث التناظر مع 1195فردا ،فتقل العدد إلى 46فردا؛ منهم 23فردا
في مجموعة املعالجة و 23فردا في املجموعة الضابطة ،أي حوالي .% 4
.4املجموعات املتجانسة.
ّ
كما هو الحال في الضبط التجريبي للمتغيرات الدخيلة ،يمكن للباحث في املنهج العلي/
املقارن ،أن يحذو حذو التجريبيين .فبدال من سحب عينة غير متجانسة ومقارنة املجموعات
الجيئية املتناظرة ف ها ،يقوم بضبط متغير دخيل من خالل سحب ألافراد املتجانسين فقط،
في ذلك املتغير( ،ألن تجانس العينة من ش نه أن يحجب ت اير املتغيرات الدخيلة).
356
فإذا كان يريد معرفة الفروق في تعلم الحساب وفق اختالل طرق التدر س ،وكان
الاستعداد لتعلم الحساب متغيرا دخيال ،له عالقة بتعلم الحساب ،فيمكن للباحث أن يضبط
ت ايرت عن طريق الحصول على أفراد لهم مستوم واحد في استعدادهم تعلم الحساب
(متجانسين) ،ام يقسمهم إلى مجموعات فرعيةّ ،
ويدرس كل واحدة منها بطريقة مختلفة ،ام
يقيس بعد ذلك تحصيلهم في الحساب ،فإذا وجد فروقا دالة إحصائيا بين املجموعات ،يمكن
له ،ولكن بحذر ،أن ينسب تلك الفروق إلى الاختالل في طريقة التدر س .وقلم بحذر ،ألنه
قد تكون هناك متغيرات أخرم لها عالقة بتعلم الحساب ،لم يضبطها الباحث ،وبالتالي يكون
لها ت اير في تعلم الحساب( .وهذا ما سم بالعالقة اليائفة).
357
ّ
سابعا :تصميمان للبحث في املنهج ال ِعلي /املقارن
358
.1املتغير الاسمي /التصنيفي الحقيقي الطبيهي.
. 2املتغير شبه الاسمي /شبه التصنيفي غير الحقيقي غير الطبيهي.
فاملتغير الاسمي /التصنيفي الحقيقي ،هو متغير تصنيفي طبيهي ال يتدخل الباحث في
إحدااه .مثل :الجنس ،يصنف ألافراد إلى :ذكور وإناث ،بفعل الطبيعة البيولوجية .والحالة
الاجتماعية كذلك ،تصنف الناس إلى :عياب ومتزوجين ومطلقين وأرامل .ومقر إلاقامة
يصنف الناس كذلك ،إلى :ريفيين وحضريين .والنمو يصنف الناس إلى أطفال ومراهقين
وشباب وكهول ومسنين ...وهكذا.
أما بالنسبة للمتغير شبه اسمي /شبه تصنيفي ،فهو في أصله وحقيقته ليس متغيرا
اسميا ،بل متغيرا كميا متصال ،يقاس ،ويقع في املستوم الفتري (مستوم املسافات
املتساوية) .و عت ر خاصية من خصائ ألافراد؛ معرفية أو وجدانية أو نيوعية؛ كالذكاء
والدافعية والتحصيل الدراس ي والسعادة والقلق والطموح وغيرت .إال أن الباحث ،من خالل
مشكلة بحثه وأهدافه ،يجعله متغيرا اسميا تصنيفيا ،بصورة اصطناعية اعتباطية ،ولذا
يدعى متغيرا شبه اسمي .فيقوم بقياس خاصية الذكاء مثال ،لدم مجموعة من ألافراد ،ام
يصنفهم إلى مرتفهي الذكاء ومنخفض ي الذكاء ،رغم أن الذكاء ليس متغيرا تصنيفيا حقيقيا.
وبنفس الطريقة يصنف ألافراد إلى منخفض ي ومرتفهي الدافعية .وإلى مرتفهي ومنخفض ي
الطموح .وإلى مرتفهي ومنخفض ي التحصيل الدراس ي ...وهكذا .فيصير للباحث مجموعتان
بينها فروق في متغير مستقل منسوب شبه اسمي ،فيقارن بينهما في متغير تابع (سلوك).
ومن أمثلة البحوث على املتغير الاسمي /التصنيفي /الطبيهي ،ما يلي.
.1املقارنة بين أسر ذات أبوين ب سر ذات أب واحد (متغير مستقل منسوب) في هروب
ألابناء من املدرسة (متغير تابع).
.2املقارن ة بين مقيمين في املدينة ومقيمين في الريف (متغير مستقل منسوب) في الاتجات
نحو إكرام الضيف (متغير تابع).
.3املقارنة بين أسر كثيرة عدد ألافراد وأسر قليلة عدد ألافراد (متغير مستقل منسوب)
في الاستقرار ألاسري (متغير تابع).
.4املقارنة بين الذكور وإلاناث (الجنس متغير مستقل منسوب) في إدراكهم لدور ألابوين
في تربية ألابناء.
.5املقارنة بين الجانحين وغير الجانحين في الذكاء العام.
ومن أمثلة البحوث على املتغير شبه الاسمي /شبه التصنيفي /غير الطبيهي ،ما يلي :
359
.1املقارنة بين مرتفهي الذكاء ومنخفض ي الذكاء في الشعور بالسعادة.
.2املقارنة بين مرتفهي تقدير الذات ومنخفض ي تقدير الذات في التحصيل الدراس ي.
.3املقارنة بين مرتفهي الطموح ومنخفض ي الطموح في قلق املستقبل.
.4املقارنة بين مرتفهي القلق ومنخفض ي القلق في الدافع إلى إلانجا .
.5املقارنة بين مرتفهي الانبساط ومنخفض ي الانبساط في الشعور بالسعادة.
360
ّ
املنهج العلي /املقارن اامنا :خصائ
ّ
يتميز املنهج العلي /املقارن بمجموعة من الخصائ ،هي ما يلي.
ّ
.1تحديد العالقة بين ال ِعلة والنتيجة.
.2تناول مجموعتين من املفحوصين أو أكثر ،ومتغيرا مستقال (اسمي /تصنيفي) واحدا
أو أكثر ،ومتغيرا تابعا واحدا أو أكثر.
.3تتم املقارنة فيه بين املجموعات.
.4تحدث العلة املفترضة للظاهرة قبل إجراء البحث.
ّ ّ
.5يالحظ الباحث الظاهرة ام يبحث عن ال ِعلة ،أو يالحظ ال ِعلة ام يبحث عن النتيجة.
.6ال يتدخل الباحث في تنشيط وتفعيل املتغير املستقل املنسوب.
.7تتكون املجموعات بشكل طبيهي رغم اختالفها في املتغير املستقل.
.8ال يتم اختيار العينات عشوائيا أو ضبط تام للمتغيرات املستقلة الدخيلة.
.9ال تحتاج إلى تكاليف كبيرة نجا ها.
.10يمكن التوصل من خاللها إلى فهم جيد للظاهرة محل البحث.
.11تمهد جراء البحوث التجريبية.
ّ
تاسعا :تقييم املنهج العل ّي /املقارن
ّ ُي ّ
قيم املنهج العلي /املقارن من ناحيتين.
فمن ناحية ،هناك من الباحثين من يقول ،إنه نظرا للخطورة التي ينطوي عل ها املنهج
ّ
العل ّي /املقارن ،فيما يتعلق بنق الثقة في النتائج التي سفر عنها ،فإنه يجب عدم الانشغال
بهذا النوع من الب ـح ـث إط ـالقا .وه ـم م ـق ـت ـن ـعون أس ـاس ـا ع ـلى أن الاع ـتـرال بالجـهـل (ال تجرم
بحوث بهذا املنهج) أفضل من املجا فة بالتوصل إلى استنتاجات ليسم محل اقة.
ومن ناحية أخرم ،هناك من الباحثين من يرون أن العديد من املتغيرات الهامة في
السلوك البشري ،ليس من السهل تناولها ب ساليب املنهج التجريبي .فليس باستطاعة
الباحثين إحداث بعض إلاجراءات التي يتطلبها املنهج التجريبي لألفراد ،جراء بحث تجريبي
يتمتع بالثقة في النتائج التي يتوصل إل ها .ك ن يتم التخصي عشوائيا ألطفال من أسر
مف ككة أو مستقرة ،أو التخصي العشوا ي ألفراد من طبقة اجتماعية عليا أو من طبقة
اجتماعية دنيا ،وإلى طالب من ذوي التحصيل الدراس ي املرتفع وآخرين من ذوي التحصيل
الدراس ي املنخفض وغيرت .إن الباحثين الذين يريدون أن عرفوا شيئا عن عالقات هذت
361
ّ
املتغيرات املنسوبة وغيرها من املتغيرات ،فإن املنهج العلي /املقارن ،هو سبيلهم الوحيد .فإذا
استعمل الباحثون طرق الضبط الجي ي ،وأخذوا في اعتبارهم الفرضيات البديلة ،والتفسير
بالعلية املشتركة ،وبنموذج دمج متغيرات دخيلة في التصميم ،فربما يكون بوسعهم أن يكونوا
على صواب وليس على خط .
ّ
وهناك ،بالت كيد بحوث علية /مقارنة تتمتع بثقة عالية .فدراسة ألاطباء للعالقة بين
التدخين وإلاصابة بسرطان الرئة هو مثال جيد ومعرول .فليس من املمكن تخصي
مجموعة من ألافراد عشوائيا كي يدخنوا لعدة سنوات ومجموعة أخرم ال تدخن .إن املنهج
ّ ّ
املالئم لبحث هذت املشكلة هو العلي /املقارن .وفرضية ال ِعلة املعكوسة ب ن سرطان الرئة
ّ
يجعل الناس يدخنون ،ليسم ممكنة .كما لم يبد أن أيا من فرضيات العلة املشتركة قابلة
للصدق (أي أن الناس عصبيي املياج ،يكونون عرضة لكل من التدخين وسرطان الرئة .وأن
بعض الاستعداد الجي ي يقود إلى كل هما).
ولوحظ كذلك ،من البحوث العلية /املقارنة في مجال التربية ،أن هناك متغيرات؛ مثل
الخلفية ألاسرية واملستوم الاجتماعي الاقتصادي والخ رات املبكرة ،هي متغيرات تربوية مهمة
ّ
جدا ،حتى وإن كانم تتجاو ضبط التربويين لها ،يمكن تناولها باملنهج العلي /املقارن.
362
مراجع الفصل العاشر
1ـ جابر عبد الحميد جابر ،أحمد خيري كاظم ( .)1996مناهج البحث في التربية وعلم النفس.
173 :ـ .177 القاهرة ،دار النهضة العربية.
2ـ جودت شاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم السلوكية .القاهرة ،مكتبة ألانجلو
127 :ـ .130 املصرية.
ُ ََْ
3ـ حمدي أبو الفتوح عطيفة ( .)1996منهجية البحث العلمي وتطبيقاتها في الدراسات
117 :ـ .119 التربوية والنفسية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار النشر للجامعات.
4ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
339 :ـ .347 نبيل نوفل وآخرون .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
5ـ دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را اف ههيه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .مراجعة :عادل عبد الكريم ياسين .العين ،إلامارات العربية املتحدة،
397 :ـ .420 دار الكتاب العربي.
6ـ ذوقان عبيدات ،سهيلة أبو السميد ( .)2002البحث العلمي :البحث النوعي والبحث
121 :ـ .126 الكمي .الطبعة ألاولى .عمان ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع.
7ـ ذوقان عبيدات ،عبد الرحمن عدس ،كايد عبد الحق ( .)2001البحث العلمي :مفهومه
وأدواته وأساليبه .الطبعة السابعة .عمان ،ألاردن ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع.
219 :ـ .225
8ـ ري هايمان ( .)1964طبيعة البحث السيكولوجي .ترجمة :عبد الرحمن عيسوي (.)1989
91 :ـ .95 مراجعة :محمد عثمان نجاتي .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار الشروق.
9ـ شافا فرانكفورت ـ ناشميا ،دافيد ناشميا ( .)2004طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.
،+ 70 : ترجمة :ليلى الطويل .الطبعة ألاولى .سوريا ،دمشق ،بترا للنشر والتو ع.
112ـ .113
.10صالح بن حمد العسال ( .)1995املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية .الطبعة ألاولى.
247 :ـ .258 الرياض ،مكتبة العبيكان.
.11عبد هللا فالح املنيزل ،عدنان يوسف العتوم ( .)2010مناهج البحث في العلوم التربوية
: والنفسية .الطبعة ألاولى .الشارقة ،مكتبة الجامعة .ألاردن ،إاراء للنشر والتو ع.
252ـ .265
363
.12فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث وطرق التحليل إلاحصا ي في العلوم
: النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
118ـ .122
.13كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت ( .)1999مناهج البحث في علم النفس
العيادي وإلارشادي .ترجمة :محمد نجيب الصبوة ،مرفم أحمد شوقي ،عا شة السيد
216 :ـ .217 رشدي .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.14مجدي عبد الكريم حبيب ( .)1996التقويم والقياس في التربية وعلم النفس .الطبعة
ألاولى .القاهرة ،مكتبة النهضة املصرية 465 : .ـ .466
.15محمد عماد الدين إسماعيل ( .)1970املنهج العلمي وتفسير السلوك .الطبعة الثانية.
71 :ـ .79 القاهرة ،مكتبة النهضة املصرية.
.16محمد منير مرس ي ( .)1994البحث التربوي وكيف نفهمه ؟ القاهرة ،عالم الكتب.
.277 :
364
الفصل الحادي عشر
املنهج الارتباطي في البحوث النفسية
مقدمة.
ّ
أوال :املنهج الارتباطي واملنهج العلي /املقارن.
اانيا :تعريف الارتباط واملنهج الارتباطي.
االثا :استعماالت الارتباط.
.1التنبؤ.
.2تقدير الثبات.
.3وصف العالقات بين املتغيرات.
رابعا :شروط استعمال الطرق الارتباطية.
خامسا :تصميم البحوث الارتباطية.
سادسا :معامالت الارتباط.
)1معامل ارتباط بيرسون الخطي التتابهي.
)2معامل ارتباط سبيرمان.
)3الارتباط الثنا ي.
)4الارتباط الثنا ي ألاصيل.
)5معامل فاي
)6الارتباط الرباعي.
)7الارتباط الجي ي
)8الارتباط املتعدد.
سابعا :تفسير معامل الارتباط.
ّ
اامنا :الارتباط والعلية.
املراجع.
365
366
مقدمة.
يهدل املنهج الارتباطي إلى فح مدم وجود ارتباط بين متغيرين أو أكثرُ .لي ّبين ،بلغة
فنية ،ما إذا كان بينهما تباين مشترك ،أي يترافقان في التغير يادة ونقصانا .ويطلق على هذت
البحوث كذلك ،اسم بحوث املشاهدة الطبيعية ،أو املشاهدة الكامنة غير ّ
الفعالة ،ألنه ال
يحدث تفعيل للمتغيرات أو تنشيطها .كما هو الحال في البحوث التي تستعمل مناهج املعالجة
التجريبية النشطة الفعالة( .كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت.)212 ،1999 ،
إن املنهج الارتباطي ،هو بال منا ع ،من أكثر املناهج الكمية استعماال في البحوث النفسية،
ّ
إلى جانب املنهج العلي /املقارن .وهو منهج مغر للباحثين الستكشال العالقات الارتباطية بين
املتغيرات والظواهر ،كما هي في طبيعتها .و "الظواهر في طبيعتها مستقلة عن بعضها ،إال إذا
تبين أن بينها ارتباط".
ويقيس الباحثون ،في البحوث الارتباطية ،متغيرين ف كثر لدم كل مبحوث على حدة ،ام
يحددون إحصائيا ،مدم وجود ارتباط بين القياسات .وتبين إلاجراءات الارتباطية ،املدم الذي
يرتبط فيه التغير في أحد املتغيرات مع التغير في متغير آخر ،أو متغيرات أخرم( .كر س باركر،
نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت.)212 ،1999 ،
ّ
أوال :املنهج الارتباطي واملنهج العلي /املقارن.
ّ
هناك تشابه واختالل بين املنهج الارتباطي واملنهج العلي /املقارن.
فمن حيث التشابه :
.1تهتم البحوث الارتباطية والبحوث العلية /املقارنة بالعالقات بين املتغيرات .فالباحثون
الذين يجرون هذت البحوث ،سعون إلى اكتشال العالقات القائمة بين املتغيرات ،وتفسيرها.
.2ال شترط املنهجان تفعيل املتغيرات وتنشيطها ،كما هو الحال في تصميمات املنهج
التجريبي.
ّ
.3يركي الباحثون في البحوث الارتباطية والبحوث العلية /املقارنة على القيمة التفسيرية
للمتغيرات عند إجراء البحوث التجريبية مستقبال.
أما بالنسبة لالختالل بينهما :
.1يق ـوم املن ـه ـج الارت ـباطي على ق ـياس املت ـغ ـيـرات لدم كل مـفـح ـو .بـي ـن ـما ي ـق ـوم املن ـه ـج
ّ
العلي /املقارن على إجراء مقارنة بين مجموعتين أو أكثر.
367
.2يبحث املنهج الارتباطي في العالقة بين متغيرين كميين أو أكثر .بينما يتضمن املنهج
ّ
العلي /املقارن ،على ألاقل ،متغيرا تصنيفيا واحدا ،سواء كان تصنيفا أصيال (متغيرا اسميا)،
أم تصنيفا مصطنعا (متغيرا شبه اسمي).
.3تتم معالجة البيانات في املنهج الارتباطي باستعمال مخطط الانتشار ،أو معامالت
ّ
الارتباط .بينما في املنهج العلي /املقارن تتم املقارنة بين متوسطات املجموعات.
368
ويقوم املنهج الارتباطي على مبدأ جون ستوارت مل ،J. S. Millحول طريقة التال م في
التغير .ونصه كما يلي " :يتوقف مقدار الارتباط على الدرجة التي تصاحب ف ها الييادة أو
النقصان في أحد املتغيرين الييادة أو النقصان في املتغير آلاخر أو املتغيرات ألاخرم ،سواء كان
هذا التغير في الاتجات الطردي (املوجب) أو في الاتجات العكس ي (العكس ي)".
ويفسر معامل الارتباط بالنظر إلى كل من حجمه واتجاهه (إشارته).
فالحجم شير إلى قوة الارتباط بين املتغيرين ،التي توصف عن طريق مؤشر كمي يدعى
"معامل الارتباط" .ويتم تحديد قوة الارتباط ،في كثير من ألاحيان ،بمستوم الداللة
إلاحصائية.
أما الاتجات فيشير إلى أنه إذا كان الارتباط طرديا ،توضع له إشارة ،+مثل ،0.81 + :وإذا
كان عكسيا ،توضع له إشارة ،-مثل .0.73 - :فاملثال الذي تم تقديمه حول الارتباط بين
املحصول اللغوي والعمر اليم ي ،طرديا .ألنه كلما اد العمر اليم ي للطفل ارتفع محصوله
اللغوي ،وكلما انخفض عمرت اليم ي انخفض محصوله اللغوي.
ولكن الارتباط بين العمر اليم ي وسلوك اعتماد الطفل على الغير ،سول يظهر عكسيا.
ألنه كلما اد العمر اليم ي للطفل ،نق اعتمادت على غيرت (امليل إلى الاستقالل).
ويتراوح معامل الارتباط بين 1 +صحيح (أي ارتباط طردي تام) مرورا بالصفر (أي عدم
وجود ارتباط) إلى – 1صحيح (أي ارتباط عكس ي تام).
و ع ي الارتباط الطردي التام ،أن لكل مقدار يادة في أحد املتغيرين ،يرافقه نفس املقدار
من الييادة ،ومتناسب معه في املتغير آلاخر.
و ع ي الارتباط العكس ي التام ،أن لكل مقدار يادة في أحد املتغيرين ،يرافقه نفس املقدار
من النق ،ومتناسب معه في املتغير آلاخر.
و ع ي عدم وجود ارتباط ،أن لكل مقدار يادة أو مقدار نق في أحد املتغيرين ،ال يرافقه
أي مقدار من الييادة أو النق في املتغير آلاخر.
ومن النادر جدا أن توجد متغيرات يكون الارتباط بينها تاما ،طردي أو عكس ي ،خاصة في
متغيرات السلوك إلانساني ،من قدرات وسمات وقيم واتجاهات وغيرها .فالشا ع من
الارتباطات التي يتم الحصول عل ها ،تكون ،عادة ،من النوع الجي ي .فمثالُ ،وجد ارتباط قدرت
0.40بين الاستعداد الدراس ي ومعدل التحصيل ألاكاديمي في املدرسة الثانوية .ووجد ارتباط
قدرت – 0.40بين عدد أيام الغياب عن املدرسة ودرجات اختبار القراءة .أما الارتباط بين
درجات الاستعداد الدراس ي والو ن لدم عينة من البالغين ،فيتوقع أن يكون صفرا.
369
أي أنه قد ترتبط املتغيرات فيما بينها ارتباطا كبيرا ،أو ترتبط إلى حد ما ،أو ال ترتبط
إطالقا.
و سهم الارتباط في تحقيق الفوائد التالية.
.1تحديد وجود أو عدم وجود الارتباط بين املتغيرات.
.2بيان قوة الارتباط بين املتغيرات :قوية ،متوسطة ،ضعيفة.
.3بيان اتجات الارتباط بين املتغيرات :طردي ،عكس ي.
.4بيان نوع الارتباط بين املتغيرات :خطي ،منح ي.
370
مختلفة ،فيصممون اختبارا يقيس الاستعداد املنهي ،ويقدمونه للمتقدمين للتكوين املنهي
للجابة عنه ،ليتس ى لهم التعرل على من لديهم استعداد جيد لألداء املنهي من عدمه.
)2تقدير الثبات.
إن حساب استقرار الاختبار ع ر اليمن أو اتساقه داخليا ،يتم من خالل استخراج
معامالت الارتباط ،عن طريق إعادة تطبيق الاختبار أو الصور املتكافئة أو التجيئة النصفية.
و ستعمل الارتباط كذلك ،لحساب الثبات خارج مجال الاختبارات وفي مجاالت عديدة،
كالتربية .ما مدم ابات تقديرات الكفاءة التي يحددها مدير املدرسة الثانوية ونائبه ،بشكل
مستقل ،لألساتذة ؟ وما مقدار الاتفاق بين الحكام ألاوملبيين في تقديراتهم ألداء مجموعة من
الرياضيين في لعبة القفي باليانة ؟ وما مدم اتفاق ألاساتذة في ترتيبهم للمشكالت السلوكية
التي تصدر من التالميذ وفق شدتها ؟
371
والتحليل العاملي طريقة إحصائية تبدأ بمعامالت الارتباط بين مجموعة من البنود
معينا ،ام تلخ إلى مكونات أو عوامل ذات عدد أقل من البنود ،فيفسر املتغير تقيس متغيرا ّ
ٌ
ب قل عدد من املتغيرات املختزلة التي تستوعبها.
372
وهذا ما جعل الباحثين يبدون عدم اقتهم في معامالت الارتباط ،التي يقولون إنها يمكن
أن توجد بين أي متغيرين ،ال يكون بينهما أي ارتباط إطالقا ،ك ن يوجد ارتباط طردي بين
درجات الذكاء وطول ألاطرال في سن الرشد .أو بين درجات ذكاء ألاطفال ومستوم اراء
أسرهم.
ويصف الباحثون الذين ال يميلون إلى الطرق الكمية في البحث النفس ي ،وأولئك الذين
ال يتوفرون على فهم جيد لشروط املنهج الارتباطي ،أن حساب معامالت الارتباط ما هو إال
نوع من التالعب باألرقام ،الذي ال جدوم منه علميا.
373
واحدا فقط من العالقة الارتباطية بين متغيرات البحث ،تدعى العالقة الخطية املستقيمة
(وتع ي العالقة الخطية املستقيمة ،أن لكل مقدار يادة في أحد املتغيرين ،يرافقه نفس املقدار
من الييادة أو من النق ومتناسب معه في املتغير آلاخر) .وهناك من يقوم ببحث نوع آخر
من العالقات الارتباطية ،وهي الارتباطات املنحنية أو غير الخطية بين املتغيرات (يبدأ الارتباط
بين املتغيرين ،في العالقة الارتباطية املنحنية ،طرديا إلى نقطة معينة ام يتجه عكسيا)،
ويضعونها ضمن الفئة ذاتها أو تحم العنوان السابق نفسه ،وهؤالء الباحثون قلة .أما
الغالبية فيبحثون العالقات الخطية .وهنا يقترح املؤلفون أنه ربما يكون من املالئم استبدال
مصطلح التصميم الارتباطي بصطلح التصميم العالقي .ورغم ذلك ،ستعمل مصطلح
التصميم الارتباطي التساقه مع إلانتاج الفكري الراسخ في علم النفس ومناهج البحث فيه.
ـ مج س × مج ن مج س
ر=
){ ² ²ـ (مج }ن مج س ²ـ (مج س) } { ²ن مج
374
حيث أن :
ر = معامل الارتباط.
ن = عدد أ واج الدرجات.
مج = مجموع الدرجات للمتغير ألاول.
مج س = مجموع الدرجات للمتغير الثاني.
مج س = مجموع حاصل ضرب درجات املتغير ألاول في درجات املتغير الثاني.
مج س = ²مجموع مربعات الدرجات املتغير ألاول.
مج = ²مجموع مربعات الدرجات للمتغير الثاني.
تمرين.
أراد ب ــاح ــث حس ـ ـ ـ ـ ــاب مع ــام ــل الارتب ــاط التت ــابهي بين متغيرين فتريين ،هم ــا :الش ـ ـ ـ ــعور
ب ــالس ـ ـ ـ ـع ــادة والانبس ـ ـ ـ ـ ــاط .ويبين الج ــدول الت ــالي ال ــدرج ــات الخ ــام على املتغيرين ومربع ــاته ــا
والدرجات الكلية الخام املقابلة لها ومربعاتها لعشرة مفحوصين ،في الجدول رقم (.)8
الانبساط الشعور
س× ² س² م
بالسعادة س
168 144 12 196 14 1
150 225 15 100 10 2
90 100 10 81 9 3
168 196 14 144 12 4
210 225 15 196 14 5
169 169 13 169 13 6
121 121 11 121 11 7
72 81 9 64 8 8
110 121 11 100 10 9
120 100 10 144 12 10
1378 1482 120 1315 113 مجموع
375
وبالتعويض في معادلة كارل بيرسون ،تكون النتيجة كما يلي.
220
ر = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = 0.550
400.02
تتم مقارنة معامل الارتباط املحصــل عليه بين الشــعور بالســعادة والانبســاط بما يقابله
في الجداول إلاحص ـ ـ ــائية الخاص ـ ـ ــة بمعامل ارتباط بيرس ـ ـ ــون عند درجة الحرية ن = ،18وهو
دال إحصائيا عند مستوم .0.05
عود معامل ارتباط بيرسون إلى نفس العائلة إلاحصائية التي ينتمي إل ها املتوسط
الحسابي .وعند حسابه يؤخذ بعين الاعتبار حجم كل درجة لكال املتغيرين .و عد معامل ارتباط
بيرسون ،مثل املتوسط الحسابي والانحرال املعياري ،إحصاءة فترة (مستوم املسافات
املتساوية) .كما يمكن استعماله أيضا مع بيانات النسبة.
ويقوم معامل ارتباط بيرسون على افتراض شكل ألاساس عند حسابه (كما ورد ذلك في
فقرة سابقة) .ين على أن العالقة بين املتغيرين هي عالقة خطية ،أي أن هناك خطا
مستقيما (يظهر في مخطط الانتشار) عطي تعبيرا معقوال لعالقة متغير بمتغير آخر .وإذا كانم
هناك حاجة لخط منح ي للتعبير عن هذت العالقة ،فيقال إن العالقة تشكل خطا منحنيا
(أو عالقة منحنية).
إن الطريقة العملية يجاد ما إذا كانم الع ـالق ـة بين مـتـغ ـيـري ـن ،خط ـية أو منحنية .فإن
حساب معامل ارتباط بيرسون سيؤدي إلى سوء تقييم لدرجة العالقة .وفي هذت الحالة ،ينبغي
تطبيق مؤشر آخر مثل نسبة الارتباط "إيتا ."Eta
ويمكن تلخي شروط املتغيرات التي تحسب معامالت ارتباطها باستعمال معامل
ارتباط بيرسون فيما يلي.
376
.1أن تكون املتغيرات كمية متصلة .أي تقع في املستوم الفتري.
.2أن تكون من املتغيرات التي تتو ع اعتداليا.
.3أن تكون العالقة بينها خطية.
377
والتحصيل الدراس ي ،شير إلى أن % 64من التباين في درجات الذكاء ترتبط مع التباين في
درجات اختبار التحصيل الدراس ي.
.4تجنب تفسير معامل الارتباط بمع ى مطلق .عند تفسير معامل ارتباط ،ينبغي أخذ
الهدل الذي وضع من أجله بعين الاعتبار .إن معامل ارتباط ،0.50قد يكون مقنعا
الستعماله بالتنبؤ باألداء مستقبال ملجموعة أيخا ،لكنه قد ال يكون محل اقة إذا
استعمل هذا املعامل للتنبؤ ب داء يخ واحد في مهارة مستقبال.
6مج ل²
-1=P
ن (ن)1- ²
حيث أن.
= Pمعامل ارتباط سبيرمان .rho
مج ل = ²مجموع مربعات الفروق بين الرتب.
ن = عدد أفراد العينة.
توضع البيانات الرتبية في جدول ذي خمسة أعمدة؛ يوضع في العامود ألاول أسماء أو
أرقام ألافراد .وفي العامودين الثاني والثالث رتب املتغيرين .وفي العامود الرابع توضع الفروق
بين الرتب .وفي العامود الخامس توضع مربعات الفروق بين الرتب.
وعند ت ـرت ـي ـب ألاف ـراد ب ـه ـدل إي ـج ـاد م ـع ـام ـل ارتـ ـب ـاط ب ـيـن م ـج ـم ـوع ـت ـيـن م ـن الرت ـب ،فمن
378
املحتمل أن يحصل اانان أو أكثر على نفس الرتبة .فعندما يحصل اانان على الرتبة الثالثة،
فإنهما سيكونان الثالث والرابع في سلسلة الترتيب ،ومن الضروري هنا منحهما املوقع
املتوسط ،الذي هو .3.5أما الشخ الذي ي تي بعدهما فينال الرتبة الخامسة.
وينبغي لفم الانتبات إلى أنه ال يمكن حساب معامل ارتباط سبيرمان إال من بيانات رتبية.
وإذا كانم البيانات عبارة عن درجات ،فينبغي تحويلها إلى رتب ام تستعمل معادلة "رو"
لسبيرمان.
تمرين.
أراد باحث حس ـ ــاب معامل الارتباط الرتبي بين ترتيب مدير املدرس ـ ــة الثانوية ومس ـ ــاعدت
للدراسة ملجموعة من ألاساتذة في ألاداء املنهي.
ويبين الجدول رقم ( )9البيانات املتعلقة بالترتيبين اللذين منحهما كل من مدير املدرسة
الثانوية ومساعد للدراسة لعشرة أساتذة.
379
120 20 × 6
- 1 = Pـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = - 1ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ = .0.88 = 0.12 – 1
990 99 × 10
يقارن معامل الارتباط املحص ـ ـ ـ ــل عليه للترتيبين اللذين منحهما كل من مدير املدرس ـ ـ ـ ــة
الثانوية ومســاعدة للدراســة بما يقابله في الجداول إلاحصــائية الخاصــة بمعامل ارتباط "رو"
لسبيرمان عند درجة الحرية ن = ،18وهو دال إحصائيا عند مستوم .0.01
إضـ ـ ــافة إلى ألاسـ ـ ــلوبين إلاحصـ ـ ــائيين لحسـ ـ ــاب معامالت الارتباط التتابهي والرتبي ،توجد
أس ـ ـ ــاليب أخرم عديدة لحس ـ ـ ــاب قوة العالقة بين املتغيرات املختلفة ،وفي املس ـ ـ ــتوم الفئوي
واملستوم الفتري .وأتناول فيما يلي تلك ألاساليب.
ن ×ن خ م –م خ
رث = ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ × ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ي ع
380
حيث أن.
رث = معامل الارتباط الثنا ي.
م = متوس ـ ـ ـ ــط درجــات الــذكــاء للــذين يقعون في أعلى من املتوس ـ ـ ـ ــط في التحص ـ ـ ـ ـيــل
الدراس ي.
م خ = متوسط درجات الذكاء للذين يقعون في أقل من املتوسط في التحصيل الدراس ي.
ن = نسبة الطلبة الذين يقعون في فئة أعلى من املتوسط في التحصيل الدراس ي.
ن خ = نسبة الطلبة الذين يقعون في فئة أدن من املتوسط في التحصيل الدراس ي.
ع = الانحرال املعياري للدرجات الكلية في اختبار الذكاء لجميع املفحوصين.
ي = ي ع ي الارتفــاع الاعتـدالي (في املنح ى الاعتــدالي) الــذي يقع بين املسـ ـ ـ ـ ــاحــة الك رم
واملساحة الصغرم .ويتم الحصول عل ها مباشرة من الجداول إلاحصائية.
تمرين.
أراد باحث حساب معامل الارتباط بين درجات الذكاء ومستويين في التحصيل الدراس ي؛
أعلى من املتوسط وأقل من املتوسط.
ويبين الجدول رقم ( )10الدرجات في الذكاء وفي مس ــتويين من التحص ــيل الدراسـ ـ ي لدم
14مفحوص ــا .إن التحص ــيل الدراسـ ـ ي متغير فتري مس ــتمر ،ولكنه منح رقمي 0 ،1ملس ــتوييه
ألنه صار متغيرا شبه اسمي /فئوي.
التحصيل الدراس ي
أعلى من املتوسط 1 الدرجات على الذكاء املفحوصون
أقل من املتوسط 0
0 3 1
0 3 2
1 4 3
0 6 4
0 7 5
1 9 6
1 11 7
381
0 11 8
1 14 9
1 15 10
0 15 11
1 16 12
1 18 13
1 19 14
151 مجموع
382
مص– مس
نص×نخ × رث= 1
ع
حيث أن :
رث = 1معامل الارتباط الثنا ي ألاصيل.
م = املتوسط الحسابي لعينة الذكور في الدافع إلى إلانجا .
م س = املتوسط الحسابي لعينة إلاناث في الدافع إلى إلانجا .
ع = الانحرال املعياري للدرجات الكلية في الدافع إلى إلانجا .
ن = نسبة درجات الذكور في الدافع إلى إلانجا .
ن خ = نسبة درجات إلاناث في الدافع إلى إلانجا .
تمرين.
أراد باحث حساب معامل الارتباط بين الجنس (ذكر أنثى) والدافع إلى إلانجا .
ويبين الجدول رقم ( )11الدرجات على الدافع إلى إلانجا والرقمين اللذين منحا للذكور
وإلاناث وهما 0 ،1 :لدم 14مفحوصـ ــا .إن الدافع إلى إلانجا متغير فتري مسـ ــتمر ،والجنس
متغير اسمي انا ي أصيل منح رقمي 0 ،1لفئتيه.
الجنس
الدرجة على مقياس الدافع
ذكور 1 املفحوصون
إلى إلانجا
إناث 0
0 3 1
0 3 2
1 4 3
0 6 4
0 7 5
1 9 6
383
1 11 7
0 11 8
1 14 9
1 15 10
0 15 11
1 16 12
1 18 13
1 19 14
151 مجموع
7.67 – 13.25
0.43 × 0.57 × رث= 1
5.36
384
2ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ تصـ ـ ــنيف ألافراد إلى انائيين؛ فوق املتوسـ ـ ــط وأدن املتوسـ ـ ــط في كل من الدافعية
والتحصيل الدراس ي.
3ـ رصد البيانات لكل من الدافعية والتحصيل الدراس ي في تو ع تكراري رباعي.
4ـ حساب معامل الارتباط الرباعي الذي يدل على حجم الارتباط بين املتغيرين .ومعادلة
حسابه كما يلي.
180 Cos
رب =
أ د
+1
بج
تمرين.
أجاب 160مفحوصـ ـ ــا على اسـ ـ ــتبيان يقيس الدافعية واختبار تحصـ ـ ــيلي في إحدم املواد
الدراسية.
ويبين الجدول التالي تلخي النتائج في تو ع تكراري رباعي في الجدول رقم (.)12
التحصيل الدراس ي
فوق املتوسط أدن املتوسط
ب 42 أ 118 فوق املتوسط
الدافعية
د 92 ج 68 أدن املتوسط
يبين الجدول رقم ( )12التو ع التكراري الرباعي لرصد البيانات لكل من الدافعية
والتحصيل الدراس ي .وجاءت النتائج كانم كما يلي :أ = ،118ب = ،42ج = ،68د = .92
وبالتعويض في املعادلة السابقة ،يتم الحصول على معامل الارتباط الرباعي.
385
10856 92 x 118 أ د
= 3.80 = = رب =
2856 68 x 42 بج
وللحصول على معامل الارتباط الرباعي ،ندخل القيمة العددية لـ cosفي آلة حاسبة
علمية ،ام نضغط على مفتاح .cosأو بالكشف عنها في جداول حساب املثلثات .فنجد أن
رب = .0.485
ولكن كيف نحدد إشارة معامل الارتباط الرباعي .أي هل هي طردية أو عكسية ؟
للجابة عن هذا السؤال ،نقول :إنه لو كانم الياوية بين صفر 90 ،درجة ،يكون معامل
الارتباط الرباعي طرديا .أما إذا كانم بين 90ـ 180درجة ،يكون معامل الارتباط عكسيا .أما
إذا كانم تساوي 90درجة تماما ،فإن معامل الارتباط الرباعي ساوي صفرا .وحيث أن الياوية
التي حصلنا عل ها تساوي .62.02أي أقل من 90درجة ،فإن معامل الارتباط الرباعي طردي.
وهناك طريقة أخرم لتحديد اتجات معامل الارتباط في الاتجات الطردي والاتجات العكس ي.
عندما يكون أ د أك ر من ب ج ،يكون معامل الارتباط طرديا ،كما هو الحال في املثال السابق.
وعندما يكون ب ج أك ر من أ د يكون معامل الارتباط عكسيا .وفي هذت الحالة ،يحسب
معامل الارتباط بقسمة ب ج على أ د ،و سجل معامل الارتباط عكسيا.
)6معامل فاي.
ستعمل معامل ارتباط فاي Phiعندما تكون بيانات املتغيـرين من النوع الاسمي/
386
الفئوي .أي يصنف املفحوصون في كل منهما إلى فئتين أصليتين .وتفصل بينهما مسافة
حقيقية ال تدل على قيم بينية بين فئات املتغير .وينتمي معامل فاي إلى إلاحصاء الالبارامتري.
ومعادلته كما في الصيغة التالية.
أ د –ب ج
ر=
(أ +ب) (ج +د) (أ +ج) (ب +د)
تمرين.
أراد باحث حساب معامل ارتباط فاي بهدل التعرل على الارتباط بين الجنس ألساتذة
الجامعة الذين وافقوا على نظام ل م د والذين لم يوافقوا .حيث يتفرع الجنس إلى فئتين
أصليتين هما :الذكور وإلاناث .وتتفرع املوافقة على نظام ل م د إلى فئتين أصليتين هما :
موافق /غير موافق.
ويبيـن الج ـدول رقـم ( )13ب ـيـانـات املتغيـرين الاسمييـن :الجـنـس واملوافقـة عـلى ن ـظام ل
م د.
14 × 37 – 71 × 35
ر=
()34 + 37( )14 + 35( )34 + 14( )37 + 35
387
518 – 2485
ر=
()71( )49( )48( )72
1967
= 0.567 ر=
3467.48
رأب – رأج × رب ج
رأب.ج =
[( - 1رأج)( – 1[ ]²رب ج)]²
تمرين.
أراد باحث التعرل على معامالت الارتباط بيـن كل من الاكتئاب والتشاؤم والي س،
388
والتعرل على حجم معامل الارتباط بين الاكتئاب والتشاؤم بعد العيل إلاحصا ي الرتباط
الي س بكل من الاكتئاب والتشاؤم .وعليه أن سير في الخطوات التالية.
.1كتابة رمو املتغيرات الثالث.
أ .الاكتئاب .ب .التشاؤم .ج .الي س.
.2حساب معامالت الارتباط الخطي بين كل من :
أ ب = 0.70
أ ج = 0.75
ب ج = 0.68
.3حساب الارتباط الجي ي وفق املعادلة السابقة.
0.19 0.19
= .0.39 = رأب – ج =
0.49 0.54 × 0.44
)8الارتباط املتعدد.
إن املشهور والعادي في البحوث الارتباطية ،هو تناول الباحثين ملتغير واحد مستقل/
منبئ ،ومتغير واحد تابع /كمحك .ولكن في أحيان أخرم ،قد يتناول الباحثون عدة متغيرات
مستقلة (منبئة) عديدة ،ومتغيرات تابعة (محكات) عديدة كذلك .فاملتغيرات السلوكية قد
ترتبط بكثير من املتغيرات السلوكية ألاخرم .ومن أجل تفسير معرفة كيف تؤار مجموعة من
املتغيرات مرتبطة فيما بينها ،في متغير آخر أو متغيرات أخرم ،يحتاج الباحثون إلى تناول
العديد منها في نفس البحث .والعمل على التوصل إلى معامل عددي واحد يوضح العالقة
بين املتغير واملتغيرات ألاخرم التي يرتبط بها .وفيما يلي مثال عن الارتباط املتعدد بين االاة
متغيرات ام الارتباط املتعدد بين أكثر من االاة متغيرات.
389
1ـ الارتباط املتعدد بين االاة متغيرات.
ق ـد يـتـسـ ـاءل ب ـاحـ ـث م ـث ـال ،ع ـن ع ـدد امل ـت ـغ ـيـرات ال ـتي يـم ـك ـن ال ـربـط بينها من أجل التنبؤ
بفعالية إستراتجيات مواجهة الضغوط.
ويتولى الارتباط املتعدد الكشف عن هذت العالقة في مثل هذت البحوث .وهو حساب
معامل الارتباط املتعدد بين االاة متغيرات؛ متغيران مستقالن منبئان ومتغير واحد تابع محك.
ومعادلة حسابه كما في الصيغة التالية :
حيث أن :
ر = 3.2.1معامل الارتباط املتعدد بين االاة متغيرات؛ متغيران مستقالن منبئان ومتغير
واحد تابع محك.
و يجاد معامل الارتباط املتعدد ينبغي إتباع الخطوات التالية ،وإيجاد مطالب املعادلة
السابقة.
.1حساب معامل الارتباط الخطي بين درجات املتغير املستقل 1ودرجات املتغير املستقل
( 2ر.)2.1
.2حساب معامل الارتباط الخطي بين درجات املتغير املستقل 1ودرجات املتغير التابع 3
(ر.)3.1
.3حساب معامل الارتباط الخطي بين درجات املتغير املستقل 2ودرجات املتغير التابع 3
(ر.)3.2
وأسفرت هذت الخطوات عن استخراج االاة معامالت ارتباط خطية.
تمرين.
كان هدل البحث هو معرفة دور الارتباط بين املساندة الاجتماعية 1والصالبة النفسية
( 2متغيرين مستقلين منبئين) في أساليب مواجهة الضغوط املهنية ( 3متغير تابع /محك)
لدم عينة من العمال في مؤسسة ال ريد (ن = .)63
390
وفيما يلي قيم معامالت الارتباط الخطي بين املتغيرات الثالاة.
.1بين املساندة الاجتماعية والصالبة النفسية( .ر.0.65 = )2.1
.2بين املساندة الاجتماعية وأساليب مواجهة الضغوط( .ر.0.50 = )3.1
.3بين الصالبة النفسية وأساليب مواجهة الضغوط( ..ر0.70 = )3.2
وبالتعويض في املعادلة السابقة ،نحصل على معامل الارتباط املتعدد.
املحصل عليه بين كل من املساندة الاجتماعية والصالبة النفسية وأساليبّ إن الارتباط
مواجهة الضغوط املهنية ،ساوي .0.620
ولحساب الداللة إلاحصائية ملعامل الارتباط املتعدد ،ستعمل جدول معامالت الارتباط
املتعدد بدرجات الحرية عدد ألافراد – ( 3توجد معامالت الداللة إلاحصائية ملعامالت
الارتباط الخطي في الصفحات القادمة) .وبما أن حجم العينة هو 63 :فردا (،)60 = 3 – 63
فإن معامل الارتباط املحسوب أك ر من معامل الارتباط الجدولي عند مستوم .0.01وهنا
يرفض الباحث الفرض الصفري الذي يقول بعدم وجود ارتباط بين املتغيرات الثالاة ،وبالتالي
عدم التنبؤ بدور كل من املساندة الاجتماعية والصالبة النفسية بفعالية التعامل مع
الضغوط .ويقبل الفرض البديل الذي يقول بإمكان التنبؤ بدور كل من املساندة الاجتماعية
والصالبة النفسية في فعالية التعامل مع الضغوط.
391
2ـ الارتباط املتعدد بين أكثر من االاة متغيرات.
في بعض الحاالت ،يريد الباحث معرفة العالقة بين أكثر من االاة متغيرات؛ فقد يكون
أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة متغيرات في بحث واحد ،وفق طبيعة املتغيرات محل البحث
والعالقات بينها ،كما يبينها إلاطار النظري للبحث؛ من نظريات وبحوث سابقة ،ومالحظات
املمارسة العملية .ويحتاج الباحث في هذت الحالة إلى الحصول على معامل عددي واحد يبين
له حجم عالقة املتغير محل البحث باملتغيرات ألاخرم جميعا.
تمرين.
تساءل باحث كما يلي :هل يمكن التنبؤ على )1مستوم التحصيل الدراس ي للتلميذ
(متغير تابع /محك) من خالل ارتباطه بكل من )2 :التوافق الدراس ي )3 .الدافعية نحو
الدراسة )4 .الرضا عن الشعبة الدراسية )5 .والعالقات باألساتذة )6 .والعالقات باليمالء.
)7والرضا عن التسيير إلاداري للمؤسسة (متغيرات مستقلة تنبؤية) ،على عينة من تالميذ
التعليم الثانوي (ن = .)93
ومن أجل التوصل إلى حجم معامل الارتباط املتعدد الذي يبين العالقة بين متغيرات
البحث ،فإن الباحث مطالب بحساب معامالت الارتباط املتعدد التالية ( :والطريقة هي
نفسها عند حساب الارتباط املتعدد بين االاة متغيرات).
.1معامل الارتباط املتعدد بين كل من :التحصيل الدراس ي والتوافق الدراس ي والدافعية.
.2معامل الارتباط املتعدد بين كل من التحصيل الدراس ي والرضا عن الشعبة الدراسية
والعالقة باألساتذة.
.3معامل الارتباط املتعدد بين كل من التحصيل الدراس ي والعالقات باليمالء والرضا
عن التسيير إلاداري للمؤسسة.
وللحصول على معامل عددي واحد يبين حجم الارتباط بين التحصيل الدراس ي
واملتغيرات الستة ألاخرم ،يقوم الباحث بما يلي :
.1تحويل معامل الارتباط املتعدد إلى مقابله اللوغارتمي في الجدول الخا بذلك (يوجد
في الصفحة التالية).
.2حساب املتوسط الحسابي للمقابل اللوغارتمي ملعامالت الارتباط.
.3تحويل املتوسط اللوغارتمي مرة أخرم إلى م ـقاب ـل ـه م ـن م ـعام ـالت الارت ـباط ،وذلك فـي
الجدول الخا بذلك واملشار إليه في الفقرة رقم 1السابقة.
392
وفيما يلي معامالت الارتباط املتعدد في التمرين.
.1بين التحصيل الدراس ي والتوافق الدراس ي والدافعية .ر 3.2.1ساوي .0.48
.2بين التحصيل الدراس ي والرضا عن الشعبة الدراسية والعالقة باألساتذة .ر5.4.1
ساوي .0.42
.3التحصيل الدراس ي والعالقات باليمالء والرضا عن التسيير إلاداري للمؤسسة .ر7.6.1
ساوي .0.38
وبالرجوع إلى جدول املعامل اللوغارتمي ،فإن املقابالت اللوغارتمية ملعامالت الارتباط
املتعدد السابقة هي :
ر 0.48 = 3.2.1مقابلها اللوغارتمي هو .0.52 :
ر 0.42 = 5.4.1مقابلها اللوغارتمي هو .0.45 :
ر 0.38 = 7.6.1مقابلها اللوغارتمي هو .0.40 :
ويكون املتوسط الحسابي للمقابالت اللوغارتمية كما يلي :
393
مالحظة.
شير علماء إلاحصاء إلى أنه في حالة الارتباط الجي ي والارتباط املتعدد ،فإن إلاشارات
ّ
املحصل عليه ،يتعلق ب كثر املوجبة والسالبة ال تدل على اتجات الارتباط ،ألن معامل الارتباط
من متغيرين.
394
اانيا :معامالت الارتباط اقل من 0.25أي التو ع الاعتدالي
ويبين الجدول رقم ( )15معامالت ر ومقابالتها من معامالت
ر ر ر ر
0.198 0.195 0.131 0.130 0.065 0.065 0.000 0.000
0.203 0.200 0.136 0.135 0.070 0.070 0.005 0.005
0.208 0.205 0.141 0.140 0.075 0.075 0.010 0.010
0.213 0.210 0.146 0.145 0.080 0.080 0.015 0.015
0.218 0.215 0.151 0.150 0.085 0.085 0.020 0.020
0.224 0.220 0.156 0.155 0.090 0.090 0.025 0.025
0.229 0.225 0.161 0.160 0.095 0.095 0.030 0.030
0.234 0.230 0.167 0.165 0.100 0.100 0.035 0.035
0.239 0.235 0.172 0.170 0.105 0.105 0.040 0.040
0.245 0.240 0.177 0.175 0.110 0.110 0.045 0.045
0.250 0.245 0.182 0.180 0.116 0.115 0.050 0.050
0.187 0.185 0.121 0.120 0.055 0.055
0.192 0.190 0.126 0.125 0.060 0.060
395
.984 .979 .975 .970 .962 .949 0.01
.941 .925 .914 .898 .874 .836 0.05
5
.971 .963 .957 .949 .937 .917 0.01
.920 .900 .886 .867 .839 .796 0.05
6
.957 .946 .938 .927 .911 .886 0.01
.900 .876 .860 .838 .807 .758 0.05
7
.942 .928 .918 .904 .885 .855 0.01
.880 .854 .835 .811 .777 .726 0.05
8
.926 .909 .898 .882 .860 .827 0.01
.861 .832 .812 .786 .750 .697 0.05
9
.911 .891 .878 .861 .836 .800 0.01
.843 .812 .790 .763 .726 .671 0.05
10
.895 .874 .859 .840 .814 .776 0.01
.826 .792 .770 .741 .703 .648 0.05
11
.880 .857 .841 .821 .793 .753 0.01
.809 .774 .751 .722 .683 .627 0.05
12
.866 .841 .824 .802 .773 .732 0.01
.794 .757 .733 .703 .664 .608 0.05
13
.852 .825 .807 .785 .755 .712 0.01
.779 .741 .717 .686 .646 .590 0.05
14
.838 .810 .792 .768 .737 .634 0.01
.765 .726 .701 .670 .636 .574 0.05
15
.825 .796 .776 .752 .721 .677 0.01
.751 .712 .686 .655 .615 .659 0.05
16
.813 .782 .762 .738 .706 .682 0.01
.738 .698 .671 .641 .601 .545 0.05
17
.800 .769 .749 .724 .691 .647 0.01
.726 .686 .660 .628 .587 .632 0.05 18
396
.789 .756 .736 .710 .678 .633 0.01
.714 .674 .647 .615 .575 .520 0.05
19
.778 .744 .723 .698 .665 .620 0.01
.703 .662 .636 .604 .563 .509 0.05
20
.767 .733 .712 .685 .652 .608 0.01
.693 .651 .634 .692 .562 .498 0.05
21
.756 .722 .700 .674 .641 .596 0.01
.682 .640 .614 .582 .542 .488 0.05
22
.746 .712 .690 .663 .630 .585 0.01
.573 .630 .604 .672 .532 .479 0.05
23
.736 .701 .679 .652 .619 .574 0.01
.661 .631 .594 .562 .523 .470 0.05
24
.727 .692 .669 .642 .609 .565 0.01
.654 .612 .586 .553 .514 .462 0.05
25
.718 .682 .660 .633 .600 .555 0.01
.645 .603 .576 .545 .506 .454 0.05
26
.709 .673 .651 .624 .590 .546 0.01
.637 .594 .568 .536 .498 .446 0.05
27
.701 .664 .642 .615 .582 .538 0.01
.629 .586 .560 .528 .490 .439 0.05
28
.692 .656 .634 .606 .573 .530 0.01
.621 .579 .552 .521 .482 .432 0.05
29
.635 .648 .625 .598 .565 .522 0.01
.614 .571 .545 .614 .476 .426 0.05
30
.677 .640 .618 .591 .558 .514 0.01
.580 .538 .512 .482 .445 .307 0.05
35
.642 .605 .582 .556 .523 .481 0.01
.551 .509 .484 .455 .419 .373 0.05 40
397
.612 .575 .552 .526 .494 .454 0.01
.526 .485 .460 .432 .397 .353 0.05
45
.586 .549 .527 .501 .470 .430 0.01
.504 .464 .440 .412 .379 .336 0.05
50
.562 .526 .504 .479 .449 .410 0.01
.467 .429 .406 .380 .348 .308 0.05
60
.562 .526 .504 .479 .449 .410 0.01
.438 .401 .379 .354 .324 .286 0.05
70
.491 .456 .436 .413 .386 .351 0.01
.413 .377 .356 .332 .304 .269 0.05
80
.464 .431 .411 .389 .362 .330 0.01
.392 .358 .338 .315 .288 .254 0.05
90
.441 .409 .390 .368 .343 .312 0.01
.374 .341 .322 .300 .274 .241 0.05
100
.421 .390 .372 .351 .327 .297 0.01
.338 .307 .290 .269 .246 .216 0.05
125
.381 .352 .335 .316 .294 .266 0.01
.310 .282 .266 .247 .226 .198 0.05
160
.351 .324 .308 .290 .270 .244 0.01
.271 .246 .231 .215 .196 .172 0.05
200
.307 .283 .269 .253 .234 .212 0.01
.223 .202 .190 .176 .158 .141 0.05
300
.253 .233 .221 .208 .192 .174 0.01
.194 .176 .166 .163 .139 .122 0.05
400
.194 .176 .166 .163 .139 .122 0.01
.174 .157 .148 .137 .124 .109 0.05
500
.198 .182 .172 .162 .150 .135 0.01
.124 .112 .105 .097 .088 .077 0.05 1000
398
.141 .129 .122 .115 .106 .096 0.01
399
وتوجد آراء مختلفة ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار ،عند تقييم حجم الارتباط وفائدته
العملية.
إن من عيوب التصنيف في الجدول السابق ،هو أن الحدود بين قيم معامالت الارتباطات،
هي حدود تعسفية اعتباطية .فمعامل الارتباط 0.84مثال ،شبه معامل الارتباط 0.86أكثر
مما شبه معامل الارتباط .0.75رغم أن معامل الارتباط 0.84تقع في صنف معامل الارتباط
.0.70
إن تقييم مؤشر القوة النسبية لالرتباط ،الذي ال ينطوي على تصنيفات تعسفية ،هو
مربع معامل الارتباط .أي تربيع معامل الارتباط الذي تم حسابه بين املتغيرين ،ويرمي له بـ
"ر ،"²و سم معامل التحديد .Coefficient of determinationويوضح مربع معامل
الارتباط هذا ،نسبة التباين التي شترك ف ها املتغيران .فإذا كان "ر" بين درجات الاستعداد
لتعلم القراءة ودرجات الامتحان في القراءة هو ،0.50فإن نسبة التباين في درجات الاستعداد
400
لتعلم القراءة يمكن التنبؤ بها لدرجات امتحان القراءة ،وهي :ر ،0.25 = ²50 = ²أما بقية
0.75من التباين ،فهي تمثل النسبة التي ال يفسرها الارتباط الذي تم حسابه.
وإذا كان "ر" بين درجات الذكاء ودرجات التحصيل الدراس ي هو ،0.75فإن نسبة التباين
في درجات التحصيل الدراس ي يمكن التنبؤ بها من درجات الذكاء ،وهي :ر،0.56 = ²75 = ²
أما بقية 0.44من التباين فهي تمثل النسبة التي ال يفسرها الارتباط الذي تم حسابه .و سم
معامل الاغتراب أو عدم التحديد Coefficient of Nondeterminationألن قيمته تع ر عن
الجيء من التباين في أحد املتغيرين الذي ال يمكن التنبؤ به أو تحديدت باستعمال قيم املتغير
آلاخر.
ونظرا ألن معامالت الارتباط التي تتراوح بين 0.10و ،0.30تبين أن جيءا صغيرا من
التباين في يقترن بالتباين في س بين % 1إلى .% 9وفي الحقيقة ،أن معامل الارتباط 0.50
الذي عت رت كثير من الباحثين في علم النفس معامال مرتفعا ،شير إلى أن % 25من التباين
في املتغير يقترن بالتباين في املتغير س .و شير هذا أيضا إلى أن % 75من التباين في
يقترن بعوامل أخرم تختلف عن املتغير س .ومن هنا يتبين أن الباحث يحتاج إلى معامل
ارتباط مقدارت 0.71لكي عت ر أن نصف التباين في املتغير يقترن بالتباين في املتغير س.
401
البحوث السابقة ،لتقييم الارتباطات املوجودة لتحديد أية مستويات من الارتباط ينبغي
استعماله ملختلف البيانات.
ّ
اامنا :الارتباط والعلية.
ّ
العلية أو إن هدل التصميمات الارتباطية هو البحث عن التنبؤات وليس البحث عن
السببية.
ّ ّ
يقول علماء املنهجية في علم النفس " :الارتباط ال ع ي وجود عالقة علية أو سببية".
ويقولون كذلك" ،إن الظواهر واملتغيرات في طبيعتها مستقلة عن بعضها إال إذا تبين أنها
مرتبطة كميا" .واملثال على ذلك ،أنه رغم مالحظة وجود عالقة بين متغيرات كاالكتئاب
402
والي س والتشاؤم ،إال أنها في طبيعتها متغيرات مستقلة عن بعضها ،إال إذا تبين أن بينها
ارتباط كمي.
يكمن الضعف ألاساس ي الذي تعاني منه البحوث الارتباطية في كونها ال يمكن استعمالها
وال توظيفها للخروج منها باستنتاجات سببية بحتة في فهم السلوك البشري .ولذا فإن الفهم
الجيد الذي يقوم عليه التصميم البحثي في هذت الحالة ،هو " :أن الارتباط ال ع ي العلية أو
السببية" .وربما تطرح الارتباطات مجموعة من الاستنتاجات السببية ،ولكنها ال تكشف عن
هذت ألاسباب وال حتى عن دقة تكوينها.
واملشهور علميا ،وفق املنهج الارتباطي في علم النفس ،أنه يوجد تال م في التغير بين
املتغيرات تكشف عنه معامالت الارتباط بمختلف إجراءاتها .وعلى الرغم من كون الارتباطات
كمية ،إال أنها تشير فقط إلى عالقات وصفية تكشف عن حجم واتجات الارتباط بين املتغيرات،
ّ ّ
ولكنها ال ترقى إلى مستوم السببية أو العلية ،ب ن حدوث أحد املتغيرات سبب أو علة في حدوث
املتغير آلاخر.
ولذا ،فإن أك ر خط يمكن أن يقع فيه الباحثون باملنهج الارتباطي ،هو تفسيرهم ملعامل
ّ
الارتباط كدليل على العل ّية ،أو عالقة أار ونتيجة .بمع ى أن املتغيرين املرتبطين ،يكون أحدهما
ّ ّ
علة في حدوث آلاخر .ولكن الحقيقة أن الارتباط ال يتضمن العل ّية ،وإنما شير فقط إلى أن
هناك مجموعتين من الدرجات ملتغيرين تتتابع في تغيرها ،يادة ونقصا ،دون أن يكون أحد
ّ
املتغيرين علة لآلخر.
مرتبطين ،فإن هناك االاة احتماالت رئيسية لتفسير هذا فإذا كان املتغيران س،
الارتباط :
الاحتمال ألاول ( :س) ربما علة في ( ).
الاحتمال الثاني ) ( :علة في (س).
الاحتمال الثالث ( :ج) علة في حدوث كل من (س).) ( ،
و عرل الاحتمال الثالث باسم "معضلة املتغير الثالث" .إذ يمكن أن يكون املتغير (ج)
عامال محرضا أو مساعدا على ارتباط املتغيرين (س) .) ( ،وتكمن املشكلة عادة ،في أن
الباحثين املولعين باملنهج الارتباطي ،ال يفكرون في احتمال وجود متغير االث ،كمحرض على
حدوث الارتباط بين متغيري البحث ،وبالتالي ال يقومون بقياسه ملعرفة درجة تحريضه أو
ت اـيـرت في م ـعامل الارت ـباط امل ـشاهد .إن الارت ـباط بين م ـت ـغ ـيـر غ ـياب ال ـت ـل ـم ـي ـذ وم ـت ـغير تحصيله
الدراس ي ،قد يفسر بمتغير آخر هو عدم ميله إلى الدراسة.
403
فعندما تتال م في التغير كل من الييادة في الحصيلة اللغوية للطفل مع الييادة في نموت
الاجتماعي .فإن ذلك ال ع ي أن التغير في أحد املتغيرين سبب في حدوث التغير في املتغير آلاخر.
بل الييادة في النمو والارتقاء ،بصفة عامة ،هو السبب في حدوث الييادة في الثروة اللغوية
وفي النمو الاجتماعي للطفل.
وعندما تتال م في التغير كثرة إلاقبال على تناول املثلجات مع ارتفاع عدد الغرقى في البحر
في فصل الصيف .ففي هذت العالقة كذلك ،ال عت ر أحد املتغيرين سببا أو علة في حدوث
ّ
املتغير آلاخر ،فالتفسير العلي املقبول ،هو أن ارتفاع درجة الحرارة هو الذي دفع الناس إلى
إلاقبال على تناول املثلجات ،والذهاب بكثرة إلى البحر للسباحة ،فارتفعم احتماالت الغرق.
وعندما تت ـال م ف ـي التغير كذلك ،وقا ع الجريمة والجـنوح وعدد الحانات وعدد املساجد
أو الكنا س وعدد املدارس وعدد املصحات وعدد املتاجر وعدد املساكن ،فإنه ال يصح تفسير
أن هذت الوقا ع وألاشياء سبب في حدوث بعضها البعض ،ولكن التفسير املقبول ،هو حجم
السكان ،بحيث تيداد بييادة عدد السكان (املدن الكبيرة) وتقل بانخفاض عدد السكان (
املدن الصغيرة والقرم).
ّ ّ
و شير الباحثون إلى أن فكرة وجود عالقة علية في معامالت الارتباط ،ينطوي على
صعوبات وهي :فعند القول أن س سبب ،فإن هذا ينطوي على أربعة احتماالت ،هي :
متداخالن أو مرتبطان ،أي يميالن إلى الحدوث معا بشكل . 1إن املتغيرين س،
ارتباطي.
.2إن املتغير سبقه املتغير س.
.3إن العالقة بين س ،ليسم عالقة ائفة ،بمع ى أنها عالقة ال يمكن تفسيرها عن
طريق متغيرات أخرم كطرل االث.
.4إذا ما تغير س فإن سيتغير أيضا.
والخالصة ،أنه في علم النفس غالبا ما يتعامل الباحثون مع أسباب احتمالية أكثر من
أسباب حتمية .ولذلك ،فإنه عندما يتم التقرير ب ن التدخين سبب سرطان الرئة ،والفقر
سبب الصحة املعتلة ،فإن هذا القول ال شير إلى سبب أو علة بعينها .رغم أن هناك
ّ
استثناءات لهذا الكالم .ولكن هناك خطورة عند القول ب ن هناك سببا أو علة.
إن البحوث الارتباطية ،غالبا ما تجسد الاحتمال ألاول الذي ،يرم أن املتغيرين س،
مرتبطان .أما املعلومات املتصلة باالحتمال الثاني ،الذي يجسد الطريقة التي تم ترتيب ،وفقا
لها ،هذين املتغيرين منيا ،فهي معلومات معروفة لدم الباحثين .في حين أن الاحتمال الثالث،
404
الذي يقول أن العالقة بين س ،ليسم عالقة ائفة ،ويتصل باستبعاد وجود تفسيرات
مضللة ،يمكن أن ينضوي تحم منحى ألاطر النظرية الارتباطية .ومن السهل تقديم مثال له
من العالقة بين أسلوب من املعاملة الوالدية لألب (أسلوب التقبل ،مثال) ،وخاصية سلوكية
لالبن (تقدير الذات ،مثال).
حيث يمثل املتغير س ،ألاسلوب التربوي لألب ،وهو التقبل .ويمثل املتغير ،مدم تطور
تقدير الذات لدم الابن .وهناك عدد من التصميمات التي تسفر على عدد من الاستنتاجات
حول عالقاتهما السببية.
.1س سبب حدوث .بمع ى أنه كلما أبدم ألاب تقبال البنه ،ارتفع تقدير الابن لذاته.
طور الابن تقديرا لذاته ،ا داد تقبل ألاب له. سبب حدوث س .بمع ى أنه كلما ّ .2
.3ج سبب حدوث كل من س . ،إن السبب في وجود ارتباط بين املتغيرين س،
وجود متغير االث يقف خلفهما وهو املتغير ج .واملثال على ذلك ،أن يكون الابن على وعي بما
يريدت أبوت منه من سلوك كدليل على تطور تقديرت لذاته في الاتجات الذي يريدت ألاب ،ليحصل
عالقة ائفة .ألنه من منه على التقبل .وهنا تعت ر العالقة السببية الظاهرة بين س،
الضروري تفسيرها بمتغير االث هو املتغير ج .إن وجود مثل هذا املتغير الثالث الذي يوفر
تفسيرات سببية متعددة ،يمنع الباحثين من التوصل إلى استنتاجات سببية دقيقة ،ومن ام
فهو يقلل من صدق البحث.
. 4س سبب حدوث د و د سبب حدوث .في هذت الحالة ،ال سبب س حدوث
مباشرة ،ولكن بشكل غير مباشر ،ألنه يتم عن طريق املتغير د .ومثال ذلك ،إن شدة إبداء
ألاب لتقبله البنه ،يجعل الابن أكثر فهما لقدراته ومهاراته الذاتية التي تنمي اقته بنفسه
وتقديرت لذاته .واملتغيرات مثل د تدعى املتغيرات الوسيطة.
تختلف باختالل املتغير هـ .ومن أمثلة .5في هذا الظرل ،تكون العالقة بين س،
متغير هـ ما عرل ببعض خصا ئ الابن الديمغرافية ،كالعمر والجنس ،والترتيب في الوالدة،
وبعض الخصائ الشخصية ،مثل كونه مرتفع القلق أو من ذوي الحاجات الخاصة أو
متفوق دراسيا .وتعرل املتغيرات التي على شكل هـ ،باملتغيرات ّ
املعدلة.
إن جوهر تصميمات البحوث ،هو جمع البيانات بطـري ـق ـة تـش ـب ـه إلـ كـبـير طريقة فح
واملعدلة ،بحيث يمكن التوصل إلى ّ ت اير املتغير الثالث ،أو فح ت اير املتغيرات الوسيطة
استنتاجات عن العالقات بين املتغيرات موضع البحث .كما أن هذت التصميمات بدءا من
التصميم الثالث والرابع والخامس ،تتجه كلها إلى الكشف عن أو التوصل إلى استنتاجات
405
سببية في ظل ظرول محددة ،مما شير إلى أن مثل هذت العالقات السببية الظاهرة ،ليسم
عالقات سطحية مييفة.
إن التصميمات الارتباطية ،تعد تصميمات ضعيفة للغاية ،عندما يكون هدفها البحث
عن ألاسباب ،وليس هدفها البحث عن التنبؤات.
مثال :إذا كان حجم العينة صغيرا (ن = .)10وكان معامل الارتباط ساوي ،0.506فإن
معامل الارتباط املتوافق هو :
406
املتغير املتغير س ألافراد
31 3 أ
33 7 ب
35 5 ج
37 10 د
39 8 هـ
إن معامل الارتباط املحصل عليه من بيانات الجدول رقم ( )18ساوي 0.761 :
وملا تم طرح قيمة اابتة من كال املتغيرين ،انظر التغيير في قيم املتغيرين س ،في الجدول
رقم ( )19التالي.
ّ
املحصل عليه = 0.761 وهنا أيضا ساوي معامل الارتباط
407
.5قبل البدء في حساب معامل الارتباط ينبغي رسم شكل الانتشار لنقاط البيانات حتى
يتم الت كد من أن شكل الانتشار يبين وجود عالقة خطية بين املتغيرين.
.6تستعمل طريقة ضرب العيوم لحساب معامل الارتباط في حالة يكون ف ها حجم
العينة صغيرا ،ووجود متوسطي املتغيرين .أما في الحاالت ألاخرم فيفضل استعمال طريقة
الدرجات الخام مباشرة ألنها أسرع وأسهل وأكثر دقة.
.7مقياس معامل الارتباط مقياس رتبي .فإذا افترضنا االاة معامالت ارتباط هي ،0.40 :
0.80 ،0.60فإنه ال يصح القول ب ن املسافة بين املعاملين 0.60 ،0.40 :تساوي املسافة بين
املعاملين .0.80 ،0.60أو أن معامل الارتباط 0.80ضعف معامل الارتباط ،0.40وذلك ألن
معامل الارتباط ليس مقياسا فتريا أو نسبيا ،ولكنه مقياس رتبي.
408
مراجع الفصل الحادي عشر
1ـ جودت شاكر محمود ( .)2007البحث العلمي في العلوم السلوكية .القاهرة ،مكتبة ألانجلو
املصرية 122 : .ـ .127
2ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1962مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
نبيل نوفل وآخرون ( .)1984القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية 347 : .ـ .350
3ـ دونالد أري ،لوس ي تشيزر جاكوبس ،أصغار را افييه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .مراجعة :عادل عبد الكريم ياسين .العين ،إلامارات العربية املتحدة،
161 :ـ 425 ،170ـ .455 دار الكتاب العربي.
4ـ ذوقان عبيدات ،سهيلة أبو السميد ( .)2002البحث العلمي :البحث النوعي والبحث
الكمي .الطبعة ألاولى .عمان ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع 126 : .ـ .128
5ـ ذوقان عبيدات عبد الرحمن عدس ،كايد عبد الحق ( .)2001البحث العلمي :مفهومه
وأدواته وأساليبه .الطبعة السابعة .عمان ،ألاردن ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع.
225 :ـ .226
6ـ ري هايمان ( .)1964طبيعة البحث السيكولوجي .ترجمة :عبد الرحمن عيسوي (.)1989
95 :ـ .98 مراجعة :محمد عثمان نجاتي .الطبعة ألاولى .القاهرة ،دار الشروق.
7ـ سكوت أو .ليلينفيلد ،ستيفين جاي لين ،جون روشيو ،باري بايرستاين ( .)2013أشهر 50
خرافة في علم النفس ،هدم ألافكار الخاطئة الشا عة حول سلوك إلانسان .ترجمة :محمد
رمضان داود ،إيمان أحمد عيب .مراجعة :حسام بيومي محمود ،محمد إبراهيم الجندي.
38 :ـ .39 الطبعة ألاولى .القاهرة ،كلمات عربية للترجمة والنشر.
8ـ شافا فرانكفورت ـ ناشميا ،دافيد ناشميا ( .)2004طرائق البحث في العلوم الاجتماعية.
،378 : ترجمة :ليلى الطويل .الطبعة ألاولى .سوريا ،دمشق ،بترا للنشر والتو ع.
.393 ،392 ،385 ،381
9ـ صالح بن حمد العسال ( .)1995املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية .الطبعة ألاولى.
الرياض ،مكتبة العبيكان 259 : .ـ .287
.10عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
مكتبة غريب 55 : .ـ .56
.11عبد الحميد عبد املجيد البلداوي ( .)2007أساليب البحث العلمي والتحليل
إلاحصا ي .الطبعة ألاولى .عمان ،دار الشروق.171 : .
409
.12عماد عبد الرحيم اليغول ( .)2012مبادئ علم النفس التربوي .الطبعة الثانية .دار
الكتاب الجامهي .العين ـ إلامارات العربية املتحدة.38 : .
.13فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث وطرق التحليل إلاحصا ي في العلوم
93 : النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
ـ 764 ،96ـ .777
.14فؤاد البهي السيد ( .)1979علم النفس إلاحصا ي وقياس العقل البشري .الطبعة الثانية.
354 :ـ .357 القاهرة ،دار الفكر العربي.
.15كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت ( .)1999مناهج البحث في علم النفس
العيادي وإلارشادي .ترجمة :محمد نجيب الصبوة ،مرفم أحمد شوقي ،عا شة السيد
212 :ـ .218 رشدي .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
.16لندا ل .دافيدول ( .)1983مدخل علم النفس .الطبعة الثانية .ترجمة :سيد الطواب
وآخرون .مراجعة :فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر 86 : .ـ .91
.17مجدي عبد الكريم حبيب ( .)1996التقويم والقياس في التربية وعلم النفس .الطبعة
219 :ـ .223 ألاولى .القاهرة ،مكتبة النهضة املصرية.
.18محمد بوعالق ( .)2009املوجه في إلاحصاء الوصفي والاستداللي في العلوم النفسية
212 ،93 ،83 :ـ .213 والتربوية والاجتماعية .ألامل ،للطباعة والنشر والتو ع.
.19محمود السيد أبو النيل ( .)1987إلاحصاء النفس ي والاجتماعي والتربوي .بيروت ،دار
276 :ـ .283 النهضة العربية.
.20ممدوح عبد املنعم الكناني ( .)2002إلاحصاء الوصفي والاستداللي في العلوم السلوكية
والاجتماعية .الطبعة الثانية .القاهرة ،دار النشر للجامعات 364 ،363 ،362 : .ـ .365
.21ممدوح عبد املنعم الكناني ( .)2002إلاحصاء الوصفي والاستداللي في العلوم السلوكية
والاجتماعية ـ الجداول إلاحصائية .الطبعة الثانية .القاهرة ،دار النشر للجامعات،59 : .
.60
410
الفصل الثاني عشر
العينة وأنواع املعاينة في البحوث النفسية
مقدمة.
أوال :العينة واملعاينة
.1طريقة الحصر الشامل.
.2طريقة املعاينة.
تعريف العينة.
تعريف ألاصل العام.
تعريف املعاينة.
تحديد إطار ألاصل العام.
اانيا :ألاساس املنطقي للمعاينة
االثا :شرط املعاينة الجيدة
التمثيل.
.1الاحتمالية.
.2ك ر حجم العينة.
رابعا :خطوات املعاينة
الخطوة ألاولى :تحديد أهدال البحث.
الخطوة الثانية :تحديد ألاصل العام.
ت ريرات تحديد ألاصل العام.
أ .املعاينة.
ب .تعميم النتائج.
شروط تعميم النتائج من العينة على ألاصل العام.
1ـ تجانس الخصائ بين أفراد العينة وأفراد ألاصل العام.
2ـ تساوي الفر لجميع أفراد ألاصل العام.
3ـ تناسب عدد أفراد العينة مع عدد أفراد ألاصل العام.
ج .تمثيل العينة لألصل العام.
الخطوة الثالثة :عمل قائمة ب فراد ألاصل العام.
411
تعريف ألاصل العام سهل املنال.
الخطوة الرابعة :سحب عينة ممثلة.
الخطوة الخامسة :تعميم النتائج من العينة على ألاصلين العامين.
خامسا :مميزات استعمال العينات في البحوث العلمية
سادسا :حجم العينة
مثال للتوضيح.
عوامل تحديد حجم العينة.
.1طبيعة ألاصل العام.
.2طرق جمع البيانات.
.3منهج البحث.
.4طريقة املعاينة.
.5فرض البحث.
.6أهمية النتائج.
.7درجة الدقة املطلوبة.
.8تكاليف البحث.
سابعا :مفهوم خط املعاينة
خط التحيز.
أخطاء املعاينة للمتوسط الحسابي.
املتوسط الحسابي ألخطاء املعاينة ساوي صفرا.
خط املعاينة تابع عكس ي لحجم العينة.
خط املعاينة تابع مباشر لالنحرال املعياري لألصل العام.
أخطاء املعاينة تتو ع اعتداليا حول الوسط الصفري املتوقع.
اامنا :خصائ مجتمع البحث وأنواع املعاينة
تاسعا :أنواع املعاينة
)1املعاينة الاحتمالية (العشوائية).
1ـ املعاينة الاحتمالية البسيطة.
.1طريقة القرعة.
.2طريقة جداول ألارقام العشوائية.
412
.3طريقة العملة املعدنية.
.4طريقة طلب الرقم الهاتفي عشوائيا.
مميزات املعاينة الاحتمالية البسيطة.
عيوب املعاينة الاحتمالية البسيطة.
تقويم املعاينة الاحتمالية البسيطة وفق خط املعاينة.
2ـ املعاينة الاحتمالية الطبقية.
طرق تحديد حجم العينات املسحوبة من الطبقات.
.1طريقة التساوي.
.2طريقة التناسب.
.3الطريقة املثلى.
تقويم املعاينة الطبقية الاحتمالية وفق خط املعاينة.
3ـ املعاينة الاحتمالية العنقودية.
مميزات املعاينة الاحتمالية العنقودية.
عيوب املعاينة الاحتمالية العنقودية.
تقويم املعاينة الاحتمالية العنقودية وفق خط املعاينة.
4ـ املعاينة الاحتمالية املنتظمة.
مميزات املعاينة الاحتمالية املنتظمة.
عيوب املعاينة الاحتمالية املنتظمة.
تقييم املعاينة الاحتمالية املنتظمة وفق خط املعاينة.
)2املعاينة غير الاحتمالية (غير العشوائية).
ألانواع الرئيسية للمعاينة غير الاحتمالية.
1ـ املعاينة املتاحة أو امليسرة أو العرضية.
خطوات سحب عينة متاحة أو ميسرة.
جوانب القوة والضعف في العينة املتاحة أو امليسرة.
2ـ املعاينة القصدية أو العمدية.
تصحيح خط .
خطوات سحب عينة قصدية.
ألانواع الفرعية للمعاينة القصدية أو العمدية.
413
املعاينة القصدية القائمة على النزعة املركيية.
معاينة الحاالت املتطرفة.
املعاينة القصدية القائمة على التباين والتنوع.
املعاينة القصدية القائمة على نظرية وتطوير النموذج واختبار الفرضيات.
املعاينة القصدية القائمة على الحكم والسمعة واملعرفة املتخصصة.
املعاينة املتتابعة.
املعاينة الاجتهادية.
املعاينة الكتلية.
املعاينة املعيارية.
املعاينة املكثفة أو الشديدة.
3ـ املعاينة الحصصية.
4ـ املعاينة الشبكية أو "كرة الثلج".
414
مقدمة.
ينشغل الباحثون أساسا بالعينة ،ولكن العينة ليسم هي الهدل ،بل الذي ينبغي أن
يوجه إليه الباحثون اهتمامهم ،هو مدم إمكان تعميم النتائج من العينة على ألاصل العام
الذي سحبم منه .ولذا ينبغي الاهتمام أساسا ،بمدم تمثيل العينة لألصل العام ،حتى يمكن
التعميم عليه بثقة.
415
وفي مجال البحوث العلمية ،يتم اللجوء إلى نفس هذت الطريقة .فبعد أن ينتهي الباحث
من إجراءات البحث ألاخرم ،مثل تحديد مش ـ ـ ــكلة البحث وص ـ ـ ــياغة الفروض واختيار املنهج
املالئم وتص ــميم إجراءاته وإعداد الاسـ ــتبيانات أو إلاجراءات التجريبية ،يقوم بس ــحب ألافراد
أو ألاحـداث أو ألاش ـ ـ ـ ـيـاء التي س ـ ـ ـ ــول يجري عل هـا بحثـه .وهنـا يكون البـاحـث أمـام واحـدة من
الطريقتين التاليتين لجمع البيانات :
.2طريقة املعاينة.
إذا لم يتمكن الب ــاحــث من إجراء البح ــث على ألاص ـ ـ ـ ـ ــل الع ــام كل ــه ،بس ـ ـ ـ ـب ــب كثرة عــدد
مفرداته ،فإنه يضـ ـ ـ ــطر إلى سـ ـ ـ ــحب جيء منه .وفي هذت الحالة ،يقوم الباحث بما يطلق عليه
"املعــاينــة ."Samplingحيــث ي ـ خــذ جيءا من كــل ،فيخت ر ذلــك الجيء ام عمم النتــائج التي
توصل إل ها من هذا الجيء على الكل.
فالباحث النفسـ ـ ي ال س ــتطيع أن يدرس لدم جميع طالب جامعة باتنة ،وعددهم يفوق
70000طــالــب ،اتجــاهــاتهم نحو التعليم الجــامهي ،بــل س ـ ـ ـ ــتحيــل عليــه ذلــك .ولــذا يلج ـ إلى
س ـ ــحب جيء منهم ،ويجري عليه دراس ـ ــته ،ام عمم النتائج التي يتوص ـ ــل إل ها من الجيء على
جميع الطالب بجامعة باتنة.
إذن ،الهدل من س ـ ــحب جيء معين وإجراء البحث عليه ،ليس مجرد معرفة خص ـ ــائ
هذا الجيء فقط ،بل من أجل هدل آخر أســاس ـ ي وأكثر أهمية وهو القيام بتعميم خصــائ
الجيء على ألاصل العام الذي سحب منه الجيء.
ويرتبط مفهوم املعاينة بإحدم خص ـ ــائ إلاحص ـ ــاء الاس ـ ــتداللي Inferential statistics
تتكون من 500 وهي عملية السـ ــير من الجيء إلى الكل .فمثال عندما سـ ــحب باحث مجموعة ّ
تلميذ بهدل إجراء تعميم على 10000تلميذ بالتعليم الابتدا ي ،حول مش ـ ـ ـ ــكلة تعليمية لدم
هؤالء التالميــذ ،فــإن املجموعــة الص ـ ـ ـ ــغيرة تــدعى "العينــة "Sampleواملجموعــة الكبيرة التي
س ـ ـ ـ ــول ُي ْج َرم عل ه ــا التعميم ت ــدعى "ألاص ـ ـ ـ ـ ــل الع ــام "Populationأو "املجتمع املس ـ ـ ـ ــته ــدل
"Target Populationأو "مجتمع البحث" أو "املجتمع إلاحصا ي".
416
تعريف العينة.
تعرل العينــة بـ نهــا :جيء من كــل .أي هي :مجموعــة جيئيــة من ألاص ـ ـ ـ ــل العــام (مجتمع
البحث) .ولها نفس خصائ ألاصل العام الذي تنتمي إليه.
أو هي :مجموعة من ألافراد الذين س ـ ـ ـ ــحبهم البـاحث للمش ـ ـ ـ ــاركة في البحـث ،وليس ـ ـ ـ ــم
مجموعة ألافراد الذين يجب اشتراكهم في البحث.
تعريف املعاينة.
تعرل املعاينة ب نها سـ ـ ـ ــحب مجموعة من ألافراد من ألاصـ ـ ـ ــل العام ليكونوا محل إجراء
البحث.
417
تحديد إطار ألاصل العام.
وق ـب ـل س ـح ـب الع ـي ـن ـة (أي امل ـع ـاي ـن ـة) .ي ـن ـب ـغـي ت ـق ـس ـي ـم ألاص ـل ال ـع ـام إلـ وح ـدات تـس ـم
وحدات املعاينة ،ومن أمثلتها :الفرد ،ألاس ـ ـ ـ ــرة ،التلميذ ،املدرس ـ ـ ـ ــة ...وغيرها .وقبل س ـ ـ ـ ــحب
العينة ،ينبغي تحديد إطار ألاص ــل العام .فمثال ،في حالة س ــحب عينة من طالب كلية العلوم
إلانس ــانية والاجتماعية بجامعة س ــطيف ،ينبغي إعداد قائمة اس ــمية بجميع طالب وطالبات
هذت الكلية ،وهذا ع ي أن إلاطار هو أسـ ـ ـ ــلوب لتعريف وتحديد ألاصـ ـ ـ ــل العام تحديدا دقيقا
لكل مفرداته ،مما يمكن الباحث من الوصــول إلى كل مفرداته ،وإبعاد املفردات ألاخرم ،غير
املعنية بالبحث .ويفيد إلاطار الباحث كذلك ،في تجنب الوقوع في التحيز ،ألن تحديد أفراد
ألاص ـ ــل العام في إطار ،يمكنه من إعطاء فر متس ـ ــاوية لكل مفردة من مفرداته في الظهور
ضمن العينة .ويجب أن يحقق إلاطار ما يلي :
.1الوضوح في تعريف ألاصل العام محل البحث.
.2شمول جميع وحدات ألاصل العام.
.3عدم تكرار بعض مفردات ألاصل العام.
ويبين الجدول رقم ( )20مثاال للطار.
418
العينة ،وهذا ألاصــل العام ســتكون مثل خصــائ منه ،و ســتنتج من نتائجها ب ن خصــائ
ما عرل باالستقراء غير التام.
إن املعاينة أمر ال مفر منه بالنسبة للباحث .ففي معظم الظرول ،ونظرا لحجم ألاصل
الع ــام الكبير (جميع تالمي ــذ التعليم الابت ــدا ي في الجيائر مثال) ،ونظرا مل ــا يتطل ــب ذل ــك من
وقم ومال وجهد ،ال يمكن للباحث دراس ـ ــة جميع أفراد ألاص ـ ــل العام املحتملين .إض ـ ــافة إلى
ذلك ليس من الض ـ ـ ـ ــروري دراس ـ ـ ـ ــة جميع أفراد ألاص ـ ـ ـ ــل العام املحتملين لفهم الظاهرة محل
البحث ،بل يمكن اللجوء إلى املعاينة لس ـ ــحب عينة ودراس ـ ــتها بدال من دراس ـ ــة ألاص ـ ــل العام
كله.
ولكي يتم التوص ــل إلى نتائج دقيقة ،ويكون الحكم على الكل من الجيء ص ــحيحا ،ينبغي
الاهتمام بسحب الجيء ،أي القيام بمعاينة جيدة.
ويفضل الباحثون أسلوب املعاينة لألسباب التالية.
.1توفر معلومات ال تقل دقة عن معلومات الحصر الشامل.
.2ستحيل في حاالت كثيرة استعمال أسلوب الحصر الشامل.
.3تقليل التكلفة والوقم والجهد.
.4صعوبة الوصول إلى كل أفراد ألاصل العام.
419
.1الاحتمالية.
إن املع ى الذي نفهمه لكلمة "العشوائية" هو "دون هدل أو بالصدفة" .ومع ذلك ،فإن
املعاينة العش ـ ـ ـ ــوائية (الاحتمالية) هي هادفة ومنهجية .وتع ي أن يتوفر لكل مفردات ألاص ـ ـ ـ ــل
العام فرصـ ــا متكافئة ليكونوا ضـ ــمن أفراد العينة دون أي تحيز أو تدخل من قبل الباحث أو
تدخل عوامل أخرم.
ومن النــاحيــة املنطقيــة ،فــإنــه من أجــل تحقيق العش ـ ـ ـ ــوائيــة ،ال بــد من توفر ش ـ ـ ـ ــرطين
أساسيين هما :
ألاول ،أن تكون جميع مفردات ألاصـ ـ ـ ــل العام معروفة لدم الباحث ،ومسـ ـ ـ ــجلة لديه في
قوائم.
الثاني ،أن تكون لكل مفردة من مفردات ألاصل العام فرصة ال صفرية لكي تكون ضمن
عينة البحث.
420
الخطوة ألاولى :تحديد أهدال البحث.
تؤار أه ـدال البح ـث في طريقة املعاينة .وتتنوع أه ـدال البحوث النفسية كثيرا ،منها ما
يهدل إلى حل مشـ ـ ــكلة فرد بعينه ،ومنها ما يهدل إلى تشـ ـ ــخي حالة معينة ،ومنها ما يهدل
إلى تعميم نتائج البحث على ألاص ـ ـ ـ ــل العام ،ومنها ما يهدل إلى معرفة مدم وجود فروق بين
مـج ـم ـوعـتـيـن ،ومـنـها مـا يـه ـدل إلـ م ـدم إم ـكان الاس ـت ـفادة من معارل سيكولوجية نظرية في
تحسين أداء معين ،وغيرت.
421
وإذا كان موض ـ ـ ـ ــوع البحث ومش ـ ـ ـ ــكلته يتعلقان بالكتب املدرس ـ ـ ـ ــية في الجيائر ،فإن كل
الكت ــب امل ــدرس ـ ـ ـ ـي ــة في الجيائر التي اعتم ــدته ــا الجه ــات التربوي ــة املختص ـ ـ ـ ـ ــة في جميع املواد
الدراسية ،وفي جميع مراحل التعليم ،تعت ر مجتمعا إحصائيا.
وإذا كان موض ـ ـ ــوع البحث ومش ـ ـ ــكلته يتعلقان بتالميذ الس ـ ـ ــنوات ألاولى والثانية والثالثة
فقط من التعليم الابت ــدا ي في الجيائر ،ف ــإن تالمي ــذ ه ــذت الس ـ ـ ـ ــنوات التعليمي ــة الثالث من
الجنسين عت رون أصل عاما.
وإذا ك ـان م ـوض ـ ـوع الب ـ ـح ـث وم ـش ـكـل ـت ـه يـتـعـل ـقـان بال ـك ـت ـب امل ـدرس ـي ـة الـخ ـاص ـة بال ـع ـلـوم
إلانس ـ ـ ـ ـ ــانيــة في التعليم الثــانوي في الجيائر ،فــإن جميع الكتــب املتعلقــة بهــذت العلوم ،تعت ر
مجتمعا إحصائيا.
إن تحديد ألاص ـ ـ ـ ــل العام بوض ـ ـ ـ ــوح ،من خالل خص ـ ـ ـ ــائص ـ ـ ـ ــه ،يجعله مميزا عن غيرت من
ألاصول العامة ألاخرم.
فالكتب املدرسـ ــية الخاصـ ــة بالعلوم إلانسـ ــانية في التعليم الثانوي بالجيائر ،أصـ ــل عام
مميز عن الكتـب املدرس ـ ـ ـ ـيـة في التعليم الثـانوي املتعلقـة بالعلوم والتكنولوجيـا ،وعن الكتـب
املدرسـ ـ ــية في أية مادة دراسـ ـ ــية أخرم وفي أي مرحلة تعليمية أخرم .والكتب املدرسـ ـ ــية تتميز
عن أي كتاب آخر غير مدرس ي.
ويتحدد ألاص ــل العام بخاص ــية واحدة أو ب كثر من خاص ــية .فعندما يكون ألاص ــل العام
هو املراهقون في الجيائر ،فإن التحديد هنا تم بخاصية واحدة فقط هي املراهقة .أما عندما
يكون ألاص ـ ـ ـ ــل العـام هو املراهقون الـذكور ،فـإن التحـديـد هنـا تم بخـاص ـ ـ ـ ــيتين همـا املراهقـة
والذكورة .أما عندما يكون ألاص ـ ـ ــل العام هو املراهقون الذكور املتمدرس ـ ـ ــون ،فإن التحديد
هنا تم بثالث خص ـ ـ ـ ــائ هي املراهقة والذكورة والتمدرس .وعندما يكون ألاص ـ ـ ـ ــل العام هو
املراهقون الذكور املتمدرسـ ــون املتفوقون دراسـ ــيا ،فإن التحديد هنا تم ب ربع خصـ ــائ هي
املراهقة والذكورة والتمدرس والتفوق الدراس ي .وهكذا.
إن هذت الخصائ التي تم تحديد ألاصل العام وفقا لها ،تجعل هذا ألاصل العام يتميز
عن أي فئة أخرم عمرية كاألطفال والشــباب .ويتميز عن املراهقات ،ويتميز عن املراهقين غير
املتم ــدرس ـ ـ ـ ــين ،ويتميز عن املراهقين غير املتفوقين دراس ـ ـ ـ ـي ــا ،ويتميز عن أي مراهقين آخرين
ال ــذين يتميزون بخص ـ ـ ـ ـ ــائ أخرم مختلف ــة ،ك ــاملراهقين الج ــانحين واملراهقين الري ــاض ـ ـ ـ ــيين
واملراهقين املتدينين وغيرهم.
422
ولكن ملاذا ينبغي تحديد ألاص ـ ـ ــل العام بدقة ووض ـ ـ ــوح ؟ هناك االاة ت ريرات أس ـ ـ ــاس ـ ـ ــية
لذلك وهي :
أ .املعاينة.
إن ألاص ـل فـي الب ـح ـث ال ـع ـل ـم ـي أن ت ـج ـرم ال ـدراس ـة عـلـ كل مجتمع البحث .أما إذا كان
ذلك صــعبا أو مســتحيال لكون عدد أفراد مجتمع البحث كبيرا جدا ،مما يتطلب وقتا وجهدا
كبيرين ،فإن الحل عندئذ هو س ـ ـ ــحب عينة منه وإجراء البحث عل ها ،ومن الناحية املنطقية
فإذا لم يتم تحديد الكل بطريقة واضحة ،فكيف يتم أخذ الجيء منه.
423
املاء تكفي لتمثيل سد به مئات آلاالل من ألامتار املكعبة من املاء.
أما الخص ـ ــائ البش ـ ــرية تكون أقل تجانس ـ ــا .فعينة تتكون من 1000طفل من الس ـ ــنة
ألاولى من التعليم الابت ــدا ي تب ــدو متج ــانس ـ ـ ـ ـ ــة ،ألن وجودهم في ه ــذت الس ـ ـ ـ ـن ــة من التعليم
الابتدا ي ،شير إلى أن أعمارهم سم سنوات منية ،وهم من فئة عمرية واحدة ،ولكنهم حتى
في خاص ـ ـ ـ ــية العمر ال يكونون متجانس ـ ـ ـ ــين تماما ،ألن بعض ـ ـ ـ ــهم يكونون ولدوا في بداية العام
وبعضهم في نهايته .مما ينتج عنه أن يكون الذين ولدوا في شهر يناير قد تعلموا سلوك املش ي
واللغة مثال قبل الذين ولدوا في شهر د سم ر بسنة كاملة تقريبا ،وهذا يؤدي إلى ظهور تفاوت
واضـ ـ ـ ــح بينهم في اكتسـ ـ ـ ــاب الخ رات التي يوفرها املش ـ ـ ـ ـ ي والتنقل والاتصـ ـ ـ ــال بمجاالت البيئة
امل ختلفــة ،ومــا توفرت اللغــة من اكتسـ ـ ـ ـ ــاب خ رات عقليــة ومعرفيــة واجتمــاعيــة وغيرهــا .لكن
عينة هذت الفئة من ألاطفال تكون أكثر تجانســا من عينة ألاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين
6ـ ـ ـ ـ ـ 8سنوات .وهذت العينة أكثر تجانسا من عينة أطفال تتراوح أعمارهم بين 6ـ ـ ـ ـ ـ 12سنة.
والتجــانس ال يـ خ ـذ بعين الاعتبــار مــا يتعلق بــالفروق التي تنتج عن التفــاوت في العمر فقط،
بل ما يتعلق كذلك بخص ــائ أخرم كالذكاء والدافعية والفقر والغ ى ومقر إلاقامة وغيرها.
وعندما يكون ألاصل العام أكثر تجانسا ،تسهل عملية سحب العينة ،بحيث أن سحب عينة
ص ـ ـ ـ ــغيرة منه تكون كافية من حيث التمثيل ،كما رأينا في عينة الدم واملاء .أما عندما يكون
ألاصـ ـ ــل العام أقل تجانسـ ـ ــا ،فإن سـ ـ ــحب عينة ممثلة له يكون صـ ـ ــعبا ،ويتطلب ألامر عندئذ
ســحب عينة كبيرة حتى تكون ممثلة ،وتشــمل كل التباينات املوجودة بين أفراد ألاصــل العام
التي سول تنعكس في العينة.
424
إال أنه من أجل التحقق من صـ ـ ـ ــدق تمثيل العينة لألصـ ـ ـ ــل العام ،يؤكد علماء املنهجية
على املبدأ العام الذي يقول " :كلما ك ر حجم العينة ،كان تمثيلها لألص ـ ـ ـ ــل العام أص ـ ـ ـ ــدق".
وبالتالي تتحقق ألاهدال التالية :
.1إمكان تعميم النتائج.
.2اختبار الفروض وإجابة عن أسئلة البحث.
.3تطبيق املعالجات إلاحصائية بدقة.
.4قلة احتمال قبول الفرض الصفري.
425
تعريف ألاصل العام سهل املنال.
إذا كان حجم ألاص ـ ـ ـ ــل العام املس ـ ـ ـ ــتهدل كبيرا ،بحيث يص ـ ـ ـ ــبح تحديد مفرداته كلها أمرا
مس ـ ـ ـ ــتحيال ،مثــل جميع تالميــذ التعليم الابتــدا ي في الجيائر الـذين عــدون بـاملاليين ،أو جميع
أسـ ـ ـ ــئلة شـ ـ ـ ــهادة البكالوريا في كل املواد الدراسـ ـ ـ ــية من 1966إلى 2008التي تعد باآلالل ،أو
جميع الشباب الجيائريين املتعاطين للمخدرات .فما هو الحل في هذت الحالة ؟
إن الحل في هذت الحالة ،هو أن يلج الباحث إلى اعتبار أفراد في منطقة معينة في القطر
الجيائري ،س ـ ــهل عليه الاتص ـ ــال بهم ،والتعرل عل هم ،بمثابة أص ـ ــل عام س ـ ــهل املنال يختار
منه عينته ،وبالتالي فإن تالميذ التعليم الابتدا ي في أية والية من واليات القطر الجيائري ،أو
في جيء من أية والية ،عت رون أصـال عاما سـهل املنال لسـحب عينة البحث منهم ،وقس على
هذا بالنسبة للحاالت املشابهة للمثال السابق.
426
التعليمية ،إلاعادة وعدمها لس ـ ـ ـ ــنة تعليمية ،إلاقامة في الحي الجامهي وإلاقامة مع ألاس ـ ـ ـ ــرة
وغيرها من الخص ـ ـائ .وإذا أختار عينة بحثه من طالب الجامعة السـ ــنة ألاولى فقط ،عليه
أن عرفها كذلك وفقا لخص ـ ـ ــائ ألاص ـ ـ ــل العام الذي س ـ ـ ــحبم منه ،وهي خص ـ ـ ــائ طالب
الجامعة الس ـ ـ ـ ــنة ألاولى فقط .وإذا أختار عينة بحثه من املس ـ ـ ـ ــنين ألارامل الذكور ،عليه أن
عرفها كذلك وفقا لخصــائ ألاصــل العام الذي ســحبم منه ،وهو مجتمع املســنين ألارامل
الذكور ،حيث أن كل فرد في العينة مسن وأرمل وذكر ...وهكذا.
427
خامسا :مميزات استعمال العينات في البحوث العلمية
ص ــارت العينات أس ــاس ــا لكثير من البحوث النظرية والتطبيقية .و عتمد عل ها الباحثون
كثيرا ملــا لهــا من مميزات تفضـ ـ ـ ـ ــل بهــا تنــاول ألاصـ ـ ـ ـ ــل العــام كلــه .وهنــاك مميزات الس ـ ـ ـ ــتعمــال
العينات في البحوث.
1ـ ـ ـ ـ ـ ـ إذا كان ألاصـ ــل العام ضـ ــخما جدا ،بحيث سـ ــتحيل جمع البيانات منه كله .مثل :
تالميذ التعليم الابتدا ي في مدارس والية باتنة.
2ـ ـ ـ يوفر استعمال العينات كثيرا من الجهد واملال والوقم ،حيث أنه ستعمل جيء من
ألاصل العام ال كله.
3ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ يمكن الحص ـ ـ ــول على بيانات أكثر اتس ـ ـ ــاعا ودقة عند اس ـ ـ ــتعمال العينة عنها عند
استعمال ألاصل العام كله.
4ـ ـ ـ ـ ـ من الواضح أن الوصول إلى عينة أكثر سهولة و سرا من الوصول إلى ألاصل العام
كله.
5ـ الح ـص ـول على ب ـيانات ك ـثـيرة وخاص ـة في حال ـة كثرة أدوات جمع املعلومات املستعملة
في البحث .وبذلك ســتطيع الباحث توســيع مجال بحثه ،إذا وجد صــعوبة في تنفيذت في حالة
بحثه لألصل العام كله.
6ـ ـ ـ ـ ـ ـ إن معالجة النتائج التي يتم الحص ــول عل ها من ألاص ــل العام كله ،يحتاج إلى وقم
طويــل جــدا تض ـ ـ ـ ــيع فيــه الفــائــدة من البحــث ،أو تقــل الاس ـ ـ ـ ــتفــادة منــه ،إذا انتظرنــا حتى تتم
معالجة نتائجه .ولكن نتائج العينة يمكن الوصول إل ها في وقم سر ع يمكن الاستفادة منها.
7ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ إذا كان ألاص ـ ــل العام متجانس ـ ــا ،فإن س ـ ــحب عينة منه ،س ـ ــول تؤدي إلى نتائج ال
تختلف عن نتائج ألاصل العام.
428
إن أهم إجراء ينشغل به معظم الباحثين املبتدئين في البحوث النفسية والتربوية
امليدانية ،هو حجم العينة .فيتساءلون :ما هو حجم العينة الذي ينبغي سحبه ؟ ولكن ،هل
حجم العينة هو الذي يحدد جودتها ؟
إن العينة الجيدة ،هي التي تمثل أصلها العام .واملقصود بحجم العينة ،هو عدد ألافراد
تكون العينــة .والعينــة أو املعــاينــة تعت ر من أكثر جوانــب البحوث امليــدانيــة أو العنــاص ـ ـ ـ ــر التي ّ
عرضــة للنقد ،من ناحية أنها كانم أبســط أو أصــغر من أن تجعل اســتنتاجات الباحث محل
اقة.
والعينة ص ــغيرة الحجم ،أو الحد ألادن لحجم العينة ،هو الذي يكون عرض ــة للنقد من
قبل الباحثين ،وليس العينة كبيرة الحجم .وقد اختلفوا في تحديد حجم العينة الص ـ ـ ـ ــغيرة .
فقد ذكر البعض أن العينة الص ـ ـ ـ ــغيرة هي التي يقل أفرادها عن .30أما العينات الكبيرة هي
التي يكون عـ ــدد أفرادهـ ــا أك ر من .30بينمـ ــا يرم آخرون أن العينـ ــة كبيرة الحجم هي التي
يتعدم أفرادها .100ولذا يجو أن نتس ـ ـ ـ ــاءل ،ما الحجم الذي ينبغي أن تكون عليه العينة
الجيدة ؟
في بــادئ ألامر ،أقول :إذا تسـ ـ ـ ـ ــاوت جميع الظرول ،فــإن العينــة الكبيرة تكون أفضـ ـ ـ ـ ــل
تمثيال لألصـ ـ ــل العام من العينة الصـ ـ ــغيرة .ومع ذلك ،فإن الخاصـ ـ ــية ألاهم للعينة ،تكمن في
قدرتها على التمثيل وليس على حجمها .إن عينة عشوائية تتكون من 200وحدة ،هي أفضل
من عينــة عش ـ ـ ـ ــوائيــة تتكون من 100وحــدة .إال أن عينــة عش ـ ـ ـ ــوائيــة تتكون من 700وحــدة،
تكون أفض ـ ـ ـ ــل من عينــة متحيزة تتكون من 2.500.000وحــدة .وعليــه ،فــإن الحجم وحــدت ال
يضمن التمثيل أو الدقة في املعاينة.
ولكن ال بد من التوض ـ ـ ـ ــيح هنا ،ب ن تمثيل العينة ملجتمعها تمثيال تاما ،ال يتحقق أبدا،
بـ ي طريقـة من طرق س ـ ـ ـ ـحــب العينــات ،فـالـذي يمكن الوص ـ ـ ـ ــول إليــه هو الاقتراب فقط من
التمثيل.
وفي الواقع ،ال توجد قواعد صارمة ينبغي إتباعها للحصول على عينة جيدة .لكن هناك
عوامل عديدة ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند التفكير في سحب عينة حجمها مناسب.
وقبل ش ــرح هذت العوامل ،أريد أن أش ــير إلى عامل آخر يتمس ــك به معظم الباحثين عند
تفكيرهم في س ــحب عينات بحوثهم ،وهو النس ــبة املئوية التي ينبغي س ــحبها من ألاص ــل العام.
ويقــدم املؤلفون نسـ ـ ـ ـ ــب مئويــة معينــة لحجم العينــة التي ينبغي س ـ ـ ـ ــحبهــا حتى تص ـ ـ ـ ــير ممثلــة
ملجتمعها ،كما يقدمون معادالت إحصـ ـ ــائية السـ ـ ــتعمالها عند سـ ـ ــحب العينة بطريقة علمية
429
صـ ـ ــحيحة تكون محل اقة .إن تمسـ ـ ــك الباحثين بالنسـ ـ ــبة املئوية وانشـ ـ ــغالهم بها ،ليس أمرا
سيئا ،ولكن كيف يمكن تحقيقه ؟ ألن سحب نسبة مئوية معينة ،تتطلب معرفة عدد أفراد
ألاصـ ـ ــل العام جميعا ،وإال كيف عرل الباحث أنه سـ ـ ــحب نسـ ـ ــبة مئوية صـ ـ ــحيحة .هذا من
ناحية ،ومن ناحية أخرم ،وهو ألاهم ،إذا كان محك املعاينة الجيدة وش ـ ـ ـ ــرطها هو التمثيل،
هل سحب نسبة مئوية مناسبة ،يحقق محك التمثيل ؟
مثال للتوضيح.
لنفرض أن عدد تالميذ وتلميذات التعليم الثانوي ،ش ـ ـ ـ ــعبة تس ـ ـ ـ ــيير واقتص ـ ـ ـ ــاد بثانويات
واليـة بـاتنـة ،هو 1500تلميـذ وتلميـذة .وأراد بـاحـث معرفـة مـدم رض ـ ـ ـ ــاهم عن الش ـ ـ ـ ــعبـة التي
يتلقون ف ها دراس ـ ـ ــتهم .فس ـ ـ ــحب منهم نس ـ ـ ــبة مئوية هي .% 10أي 150تلميذا وتلميذة .وهي
نس ـ ـ ـ ــبة مئوية مقبولة .لكنه س ـ ـ ـ ــحبهم كلهم من اانويات مدينة باتنة( .عدد الثانويات بوالية
بـاتنـة هو 100اـانويـة) .هـل 150تلميـذا وتلميـذة ،من اـانويـات مـدينـة بـاتنـة ،يمثلون أص ـ ـ ـ ــلهم
العام ،وهو كل تالميذ وتلميذات شـ ــعبة تسـ ــيير واقتصـ ــاد بثانويات والية باتنة ؟ الجواب :ال.
ملاذا ؟ ألن الباحث يقيم بمدينة باتنة ،وقام بسـحب عينة من اانويات هذت املدينة فقط .إن
املهم عندت هو أن سـ ـ ــحب نسـ ـ ــبة مئوية هي .% 10 :واعتقد أنه ما دام قام بسـ ـ ــحب نسـ ـ ــبة
مئوية مقبولة ،فقد حقق ش ـ ــرط تمثيل العينة ألص ـ ــلها العام .وهنا نتس ـ ــاءل ،هل يمكن أن
يتحقق هــدل التمثيــل ،في هــذت املعــاينــة ،وهو إمكــان تعميم النتــائج من العينــة إلى ألاصـ ـ ـ ـ ــل
العام ؟ في هذت الحالة ،نقول :ال .ألنه ال توجد اقة في النتائج التي يتوصــل إل ها الباحث من
عينــة متحيزة ملنطقــة تعليميــة معينــة دون منــاطق تعليميــة أخرم في واليــة بــاتنــة ،التي توجــد
بينه ــا فروق في عوام ــل ذات أهمي ــة؛ ك ــالكث ــاف ــة الس ـ ـ ـ ـك ــاني ــة ،والتف ــاوت في مظ ــاهر الحض ـ ـ ـ ــر،
والتفاوت في املس ـ ـ ــتويات الاقتص ـ ـ ــادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية ،والتفاوت في توفر
فضاءات تعليمية متنوعة ،والتفاوت في توفر مؤسسة جامعية وغيرها.
إنكم تالحظون ،أن الاعتماد على النس ـ ــبة املئوية ،كعامل أس ـ ــاسـ ـ ـ ي لس ـ ــحب حجم عينة
مناسب ،ال يحقق شرط تمثيل العينة ألصلها العام.
وهناك أمر آخر هام يتعلق ،كذلك ،بمسـ ـ ـ ـ لة النس ـ ـ ــبة املئوية ،وهو أنه في أص ـ ـ ــول عامة
كثيرة ،من الصعب أو من املستحيل أن تتوفر لدم الباحث معلومات صحيحة عن أحجامها
التي يريد ســحب نســبة مئوية معينة منها .كاملراهقين في والية باتنة واملســنين واملرضـ ى بمرض
معين وامل ــدمنين والنس ـ ـ ـ ـ ــاء امل ــاكث ــات في البيوت واليت ــام والب ــاع ــة املتجولين وغيرهم .ه ــذت
430
ألاص ـ ـ ـ ــول العــامــة ،وغيرهــا كثير ،ال س ـ ـ ـ ــتطيع البــاحــث أن عرل أعــداد أفرادهــا بــدقــة ،حتى
يتس ـ ى له ســحب نســبة مئوية محددة .إن النســبة املئوية ،كما نرم ،ال تصــلح كعامل هام في
سحب عينات جيدة ،مع كل ألاصول العامة.
431
ويركي إلاحصاء الاستداللي على أنه كلما كان حجم العينة كبيرا كان أفضل ،ألن فرصة
التمثيل تيداد ،وهنا يجد الباحث نفسه أمام اختيارين أحالهما مر :
ألاول :أن تكون العينة صغيرة ،فيسهل التعامل معها من كل اليوايا (ضبط املتغيرات،
قلة التكاليف ،سرعة الوصول إلى النتائج) ،لكن عليه أن يضحى بتعميم النتائج ،ألن فرصة
تمثيل العينة الصغيرة ألصلها العام ،ضئيلة.
الثان :أن يجعل العينة كبيرة ذات فرصة تمثيل جيدة ألصلها العام ،لكن يصعب ضبط
املتغيرات لكثرتها ،ولتفاعلها مع بعضها البعض بشكل قد ال يمكن توقعه بشكل مسبق،
إضافة إلى ما يتكبدت الباحث من نفقات وجهد ووقم.
.3منهج البحث.
يبين الجدول رقم ( )21عدد أفراد العينة في بعض أنواع البحوث.
حجم العينة منهج البحث
ً
بين 50ـ 90فردا. ارتباط
بين فرد واحد إلى 15فردا على ألاكثر لكل عينة. تجريبى
ّ
علي /مقارن بين 30إلى 120فرد أو أكثر قليال لكل عينة.
أحجام كبيرة باملئات وآلاالل. مسحي
10 - 5أفراد لكل بند ،أو ال يقل عن 200فرد لالختبار ككل. عاملي
بين 1ـ 5أفراد( .إذا كان الباحث بمفردت). عيادي
432
لكن تعالوا ،هناك اقتراحات أخرم ،تتجنب عامل النسبة املئوية ،ينبغي أخذها بعين
الاعتبار ،فيما يتعلق ب حجام العينات املناسبة لكل منهج.
بالنسبة للمنهج الارتباطي ،إذا كان الارتباط قائما بين املتغيرين ،كما تشير إلى ذلك نظرية
قائمة ،فإن سحب عينة يتراوح حجمها بين 50إلى 90فردا ،يظهر ذلك الارتباط ويكون محل
اقة .وال داعي ألخذ عينة باملئات .وال ينبغي كذلك أخذ عينة أقل من 30فردا.
بالنسبة للمنهج التجريبي وشبه التجريبي .ومن أجل نجاح الضبط التجريبي (أي التحكم
في املتغيرات املستقلة الدخيلة) ،ينبغي سحب عينة صغيرة ،ال تتعدم 15فردا على ألاكثر،
وألافضل أن تكون 10أفراد في كل مجموعة.
ّ
بالنسبة للمنهج العلي /املقارن .يبحث هذا املنهج عن علة السلوك من خالل إجراء
مقارنة بين العينات .وهنا إذا تبين من نظرية البحث ،أو من نتائج الدراسات السابقة ،أن
الفروق قوية بين العينات في املتغير أو املتغيرات محل البحث ،يكفي سحب عينة حجمها 30
فردا أو أكثر قليال ،في كل مجموعة .أما إذا لم يحصل الباحث على معلومات حول الفروق
بين العينات ،فعليه رفع حجم العينة .ولكن في هذت الحالة ،عليه حساب حجم ألاار .ألن
حجم ألاار أقل ت ارا بحجم العينة من ألاساليب إلاحصائية ،التي تستخدم الختبار الفرضيات.
والكالم عن حجم ألاار ،ع ي الكالم عن الداللة العملية .ففي السنتين ،2001 ،1994أكدت
الجمعية ألامريكية لعلم النفس ،على ضرورة إلاشارة إلى قيمة حجم ألاار في تقارير البحوث،
بسبب ت ار نتائج اختبار الداللة إلاحصائية للبيانات بحجم العينة .فمثال ،يمكن الحصول
على فروق دالة إحصائيا بموجب فح الفرضيات إلاحصائية ملتوسطات متقاربة القيم
فقط ،ألن الباحث سحب عينة كبيرة لدراسته .ومن املعرول أن قيمة الخط املعياري ،تقل
كلما ك ر حجم العينة ،وبالتالي تكون الداللة إلاحصائية دالة لحجم العينة ،أو ملستوم
الداللة ،بدال من أن تكون دالة للفروق العملية بين املتوسطات.
وفي نهاية هذت الفقرة ،أشير إلى أن هناك بحواا تفرض طبيعتها على الباحثين سحب
عينات صغيرة ،كما في منهج بحث الفرد الواحد (منهج تجريبي) ،ودراسة الحالة (منهج
عيادي ) والبحوث التشخيصية والعالجية .وتعمل أحيانا كبحوث مبدئية اراء املجال
البحثي ،والتمهيد لسحب عينات كبيرة في بحوث قادمة.
.4طريقة املعاينة.
هـ ـناك نوعـ ـان من طـ ـرق الـمعاينة؛ احتمالية وغيـر احتمالية ،فالـمعاينة الاح ـت ـمالية
433
(العشوائية) ،بما أنها تشترط معرفة كل أفراد ألاصل العام ،وكتابة أسمائهم أو أرقامهم في
قوائم ،وإعطاء نفس الفرصة لكل فرد من أفرادت ليكون عضوا في العينة ،فهي معاينة
موضوعية ،وتقترب أكثر من التمثيل ألصلها العام ،ويمكن ،من خاللها ،سحب عينة صغيرة،
وتفي بالغرض ،أما املعاينة الال احتمالية (غير العشوائية) ،بما أنها ال تشترط معرفة أسماء
أفراد ألاصل العام ،وال تمنحهم فرصا متساوية ليكونوا ضمن العينة ،فهي معاينة تقترب أكثر
من التحيز ،وأقل تمثيال ألصلها العام ،وهنا ينبغي سحب عينات ذات أحجام كبيرة ،لتقترب
من تمثيل أصولها العامة.
.5فرض البحث.
من خالل اطالع الباحث على نظرية البحث ،ونتائج الدراسات السابقة ،يكتسب أدلة
على الكثير من الحقائق املتعلقة بالفروق بين العينات وباالرتباطات بين املتغيرات ،فيستطيع،
وفق ذلك ،أن يتوقع مدم قوة أو ضعف تحقيق الفرض ،محل البحث ،فيقوم بسحب عينة
يناسب حجمها توقعاته.
فإذا كان يتوقـ ـع الح ـصول على فـ ـروق جوه ـري ـة بيـن الع ـي ـنات ،أو ي ـت ـوق ـع الح ـصول على
ارتباطات جوهرية بين املتغيرات ،فيمكنه سحب عينات صغيرة وتفي بالغرض.
ومن ألامثلة على ذلك ،أنه بالنسبة لجوانب السلوك الذي تبين أنه ينمو أو يتغير مع
العمر اليم ي؛ كالسلوك اللغوي والسلوك املعرفي والسلوك الاجتماعي ،فإن الفرض الذي
يقول ب ن ألاطفال ألاك ر سنا ،يكونون أكثر في املحصول اللغوي من ألاطفال ألاصغر سنا ،هو
فرض قوي ،يمكن لعينة صغيرة أن تثبته ،وألامر كذلك بالنسبة للفرض الذي يقول بوجود
ارتباط بين الانطواء والخجل ،فهو فرض قوي تدعمه نظرية أيينك في بعد الانبساط/
الانطواء ،يمكن أن تثبته عينة صغيرة ،ونفس الحال بالنسبة للفرض املتعلق باالرتباط بين
العصابية والقلق ،فهو فرض قوي ،كذلك ،تدعمه نظرية أيينك في بعد العصابية /الاتيان.
أما إذا كانم توقعات الباحث حول الفروق بين العينات والارتباطات بين املتغيرات ،غير
مدعمة ب دلة من نظرية البحث ،وال ب دلة من نتائج الدراسات السابقة ،فاملطلوب منه أن
سحب عينة كبيرة الحجم ،لتتضح الفروق بين العينات والارتباطات بين املتغيرات بشكل
أفضل ،كالفرض املتعلق بوجود ارتباط بين الذكاء والدافعية ،أو الفرض املتعلق بوجود فرق
بين أطفال الحضر وأطفال الريف في املحصول اللغوي العام.
434
وعند سحب عينات كبيرة ،ال بد من حساب "حجم ألاار" للتعرل على الداللة العملية،
ألن الداللة إلاحصائية التي تخت ر الفرضيات تت ار بحجم العينات ،فتظهر فروق أو ارتباطات
غير حقيقية.
.6أهمية النتائج.
إن حجم العينة الصغير يكون مقبوال في الدراسات الاستطالعية ،ألن الباحث يتحمل
ً
هامشا كبيرا نسبيا من الخط في النتائج .لكن في الدراسات التي يترتب عل ها اتخاذ قرارات
تعليمية أو إرشادية أو مهنية ،أو تو ع ألافراد وفق كفاءاتهم على مجموعات تعليمية أو مهنية
وغيرها ،فمن ألافضل سحب عينات كبيرة بشكل كال لتقليل الخط .
مثال ذلك .يتوقع الباحث من التدريب ،على مهارات معينة ،أن يحدث تغيرات في مهارات
املستفيدين منه ،فإذا كانم هذت التغيرات ذات قيمة للباحث ،فإنه يتحتم عليه تجنب
العينات الصغيرة جدا ،حتى ال تطمس هذت التغيرات.
.8تكاليف البحث.
ً
كثيرا ما يؤدم ارتفاع تكاليف جمع البيانات إلى تقلي حجم العينة ،لذا من ألافضل
أن يحدد الباحث هذت التكاليف ،ويختار ما يناسبها من عدد املفحوصين قبل الشروع في
البحث.
435
(العشوائية) ،وهو خط ال يمكن تجنبه ،ولكن يمكن التقليل منه ،باالستعمال الصحيح
لطريقة سحب العينات العشوائية.
ويحدث خط املعاينة بسبب عدم دراسة الباحث لكل مفردات ألاصل العام .ويتوقف
خط املعاينة على حجم العينة وتباين املجتمع وطريقة املعاينة.
عندما يتم الاس ـ ـ ـ ــتدالل من العينة إلى ألاص ـ ـ ـ ــل العام ،س ـ ـ ـ ــيكون هناك مقدار معين من
الخط .ألنه حتى في العينات التي تكون عش ـ ـ ـ ــوائية ،فإنه من املتوقع أن تتغير من واحدة إلى
أخرم .فاملتوســط الحســابي لدرجات الدافعية لدم عينة عشــوائية واحدة من تالميذ الســنة
الخامسة ،قد تختلف عن املتوسط الحسابي لدرجات الدافعية لدم عينة عشوائية أخرم،
من تالميذ الس ـ ـ ــنة الخامس ـ ـ ــة ،من نفس ألاص ـ ـ ــل العام .إن مثل هذت الفروق ،هي التي يطلق
عل ها أخطاء املعاينة ،وس ـ ـ ـ ــببها هو أن الباحث قاس متغير الدافعية لدم عينة فقط ،وليس
لدم ألاصل العام كله.
و عرل خط املعاينة ،ب نه :الفرق بين معلم /بارامتر ألاصـ ــل العام وإحصـ ــاءة العينة ،أو
ص ـ ـل عل ها من العينة (إحص ـ ــاءات) والنتائج التي يمكن الحص ـ ــول هو الفرق بين النتائج املح ّ
عل ها من ألاص ـ ـ ـ ــل العام (البارمترات) ،فمثال إذا تس ـ ـ ـ ـ ى لباحث معرفة املتوس ـ ـ ـ ــط الحس ـ ـ ـ ــابي
لألص ـ ــل العام ،وعرل كذلك املتوس ـ ــط الحس ـ ــابي لعينة عش ـ ــوائية س ـ ــحبم من ذلك ألاص ـ ــل
العام ،فإن الفرق بين املتوسطين الحسابيين ،هو ما سم خط املعاينة.
ويرجع هذا الخط إلى طبيعة السحب العشوا ي ألفراد العينة ،فنجد اختالل نتائج
العينة عن نتائج ألاصل العام ،إن سحب العينات ب فضل أساليب املعاينة ،ال يضمن أن
تكون العينة التي تم سحبها ممثلة لألصل العام ،فال يمكن الحصول على عينة يتطابق تركيبها
ً
مع تركيبة لألصل العام تماما ،إذن ،هذا النوع من ألاخطاء ،يحدث عندما تتباعد قيم معالم
املجتمع الحقيقية نتيجة للمعاينة العشوائية عن القيم التي حصلنا عل ها من العينة.
فمثال إذا عرفنا أن املتوس ـ ــط الحس ـ ــابي لدرجات العص ـ ــابية ألص ـ ــل عام حجمه 10000
فرد ،هو ،11واملتوسـ ــط الحسـ ــابي لعينة عشـ ــوائية سـ ــحبم منه حجمها 200من ألافراد هو
،12فإن خط املعاينة هو .1 - = 12 – 11
وكذلك إذا طبق اختبار للذكاء على عينة مكونة من 100طفل ،وحصلنا على متوسط
حسابي لذكاء هذت العينة ،105وعند تطبيق الاختبار على عينة أخرم مكونة من 100طفل
ً
كذلك ،فكان املتوسط الحسابي هو 95علما ب ن املتوسط الحسابي للذكاء في املجتمع هو
.100فالعينة ألاولى يييد متوسطها الحسابي بمقدار 5والثانية يقل متوسطها الحسابي
436
بمقدار 5عن املتوسط الحسابي للمجتمع .وهذا التباين في متوسطات العينة يرجع إلى خطا
املعاينة ،وال يرجع للباحث ،كما أنه ال يرجع إلى عيب في أسلوب السحب ،ولكنه نتيجة للتباين
الراجع إلى الصدفة والذي يحدث كلما تم سحب عينة عشوائية.
وألن الباحثين عتمدون عادة ،على إحص ـ ــاءات العينات ،لتقدير معلمات ألاص ـ ــل العام،
فإن مفهوم مدم تغير العينات من ألاصول العامة ،هو عنصر أساس ي في إلاحصاء الاستداللي.
وعلى كل ،فإنه بدال من العمل على تحديد التفاوت بين إحصـ ـ ـ ــاءات العينات ومعلم ألاصـ ـ ـ ــل
العــام ،الــذي ال يكون معروفــا ،غــالبــا ،فــإن إلاجراء في إلاحصـ ـ ـ ـ ــاء الاس ـ ـ ـ ـتــداللي يكون بتقــدير
التباين املتوقع في إحصاءات عدد من العينات العشوائية املسحوبة من نفس ألاصل العام.
وألن كل إحصاءة من إحصاءات العينات ،تعت ر تقديرا لنفس معلم ألاصل العام ،فإن التغير
بين إحصاءات العينات يجب أن عيم إلى خط املعاينة.
خط التحيز.
يرجع خط التحيز للباحث .وفيه يحدث ميل لتفضيل وحدات ذات خصائ معينة دون
غيرها لتكون ضمن العينة ،من أجل تحقيق فرض البحث .ويتسبب ذلك في عدم تمثيل
خصائ ألاصل العام ألاساسية ،ويكون التحيز عادة ،جنسيا أو دينيا أو عرقيا أو في القدرات
العقلية أو في الصحة النفسية أو في العمر أو في املستوم التعليمي أو في مكان إلاقامة وغيرت.
مثال :إن القدرة على تعلم وفهم العمليات الحسابية ،تت ار كثيرا بالقدرة اللغوية،
وبالتالي ،يكون الباحث متحيزا إذا قارن بين عينتين في الفهم الحسابي؛ إحداهما مرتفعة في
القدرة اللغوية وألاخرم ضعيفة في القدرة اللغوية.
ً
وكثيرا ما يحدث خط التحيز نتيجة لسوء التخطيط عند سحب العينة .و عود هذا
الخط لألسباب التالية :عدم كفاءة الباحثين في حساب التقديرات وغموض ألاسئلة
واستجابات املفحوصين غير دقيقة وعدم جمع البيانات من بعض ألافراد أو جمع بيانات أكثر
من مرة لنفس ألافراد وعدم وجود إطار سليم عند سحب العينة.
437
نفس ألاصـل العام ،وحسـب املتوسـط الحسـابي لكل عينة ،سـيجد أن املتوسـطات الحسـابية
تختلف من عينة ألخرم ،كما تختلف عن املتوسط الحسابي لألصل العام ،إذا كان معروفا،
إن هــذا التغير بين املتوس ـ ـ ـ ـطــات الحس ـ ـ ـ ـ ــابيــة عيم إلى خط ـ املعــاينــة املرتبط مع كــل عينــة
عشوائية كتقدير للمتوسط الحسابي لألصل العام.
438
في مدم ضيق ،فإن خط املعاينة يكون أقل ،وبلغة أخرم ،فإنه كلما كان ألاصل العام
متجانسا قل خط املعاينة.
439
مجتمع البحث
العينة العينة
القصدية الطبقية
العينة
العنقودية
440
تاسعا :أنواع املعاينة
تم تصنيف أنواع املعاينة إلى فرعين كبيرين ،هما :طرق املعاينة الاحتمالية ،وطرق
املعاينة غير الاحتمالية ،ويبينهما الجدول رقم (.)23
441
"في املعاينة الاحتمالية فقط يصح القول :عينة .أما في املعاينة غير الاحتمالية ،فاألحسن
القول :مبحواين ،مفحوصين ،أفراد البحث".
.1طريقة القرعة.
في هذت الطريقة تكتب أسماء كل أفراد ألاصل العام الذي ستسحب منه العينة على
أوراق صغيرة متساوية في الحجم واللون ،تطوم هذت ألاوراق بحيث ال يظهر الاسم ،ام توضع
ً ً
في إناء وتخلط جيدا ،ويختار الباحث من بينها عشوائيا العينة التي تفي بهدل بحثه.
مثال :إذا كان ألاصل العام هو طالب قسم علم النفس بجامعة باتنة ـ 1وعددهم 800
طالب ،ويريد الباحث سحب عينة من هذا ألاصل العام عددها 160طالبا (أي % 5من
ً
ألاصل العام) .ماذا يفعل وفقا لهذت الطريقة ؟
سجل أسماء كل الطلبة ( )800على أوراق صغيرة ام يطويها بحيث تختفي ألاسماء،
ويضعها في إناء أو صندوق ،ويخلطها جيدا ام يختار منها 160ورقة .وعند فتحها يتعرل على
أسماء الطلبة الذين ّ
يكونون عينة البحث.
442
.2طريقة جداول ألارقام العشوائية.
َّ
وهو عب ــارة عن ج ــدول يحتوي على أعم ــدة ب ــاألرق ــام املول ـدة بش ـ ـ ـ ـك ــل آلي ،ب ــاس ـ ـ ـ ــتعم ــال
الحاسوب عادة لضمان النسق العشوا ي.
ام اسـ ــتعمال جدول ألارقام العشـ ــوائية لسـ ــحب ألارقام املحددة لألفراد الذين تشـ ــملهم
العينة.
ً
ويتم سحب العينة وفقا للخطوات آلاتية :
.1تحديد وتعريف ألاصل العام.
.2تحديد حجم العينة املرغوب فيه.
.3إعداد قائمة بكل أفراد ألاصل العام.
ً ً
.4وضع رقم مسلسل لكل فرد في ألاصل العام وفقا لحجمه (فمثال ،إذا كان ألاصل العام
ساوي 500فرد فإن هذا الرقم يبدأ من 001إلى .)499
.5يبدأ الباحث في استعمال الجدول بغلق عينيه ووضع أصبعه على أي مكان في الجدول
ويكون نقطة البدء.
ُ ً
.6ووفقا لحجم ألاصل العام ،يتم قراءة ألاعداد في الجدول (وفي املثال السابق ،تقرأ في
كتل مكونة من االاة أرقام فقط).
.7سير من نقطة البدء حتى ينتهي العمود ام ينتقل إلى العمود التالي وهكذا ،وعندما
يكون لديه رقم يييد عن الحد ألاعلى لألصل العام ،أو رقم مكرر ،يتجاهله حتى يحصل على
حجم العينة الذي يريدت.
وبعد سحب العينة "السحب العشوا ي" يمكن تو ع أفرادها في مجموعتين أو أكثر،
ً ً
تو عا عشوائيا ،كذلك .إذا كان هدل بحثه هو املقارنة بين مجموعتين أو أكثر .ويدعى هذا
بـ "التعيين أو التو ع أو التخصي العشوا ي”.
ً
ويمكن استعمال ال رنامج إلاحصا ي SPSSفي السحب العشوا ي ،حيث يتضمن برنامجا
لتوليد ألاعداد العشوائية.
مثال :ما الخطوات التي يجب على الباحث إتباعها ،لسحب عينة عشوائية بسيطة،
بمعلومية ألاصل العام ؟
فلو أراد باحث الحصـ ـ ــول على عينة عشـ ـ ــوائية بسـ ـ ــيطة ،وليكن حجمها 650من تالميذ
التعليم الثانوي املتمدرسـ ـ ــين بثانويات مدينة باتنة ،في السـ ـ ــنة الدراسـ ـ ــية 2015 :ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،2016
باسـتعمال جداول ألارقام العشـوائية ،فإنه يقوم أوال بتسـجيل جميع هؤالء التالميذ ،ك صــل
443
عام .ويمكن له الحصول على ذلك من مديري اانويات مدينة باتنة .ام يضع لكل تلميذ رقما
كتعريف ل ــه .ولنفرض أن ع ــدد تالمي ــذ التعليم الث ــانوي بم ــدين ــة ب ــاتن ــة هو 13000 :تلمي ــذا
وتلميــذة .فــإنــه س ـ ـ ـ ــتعمــل ألارقــام ()00001 ،00002 ،00003 ،... ،12997 ،12998 ،12999
لهذا الهدل .وبما أن حجم العينة هو 650تلميذا وتلميذة (أي % 5من ألاصــل العام) .فإنه
يقوم بسـحـب أفراد العينة ،ب ن يبـدأ من أي مكان بالجدول؛ من اليـمـين أو من الي ـسار ،وكل
رقم يلمسه ع ي أن صاحب الرقم عضو في العينة .و ستمر حتى سحب 650فردا.
ويبين الجدول رقم ( )23مثال عن جدول ألارقام العشوائية.
444
والعينة املس ـ ـ ــحوبة عش ـ ـ ــوائيا ،ال تكون عرض ـ ـ ــة لتحيزات الباحث .فالباحثون ،عادة ،في
الس ـ ـ ــحب العش ـ ـ ــوا ي للعينات ،يليمون أنفس ـ ـ ــهم بس ـ ـ ــحب عينة بطريقة ال تس ـ ـ ــمح لتحيزاتهم
عدون أنفس ـ ـ ــهم من أجل تجنب الس ـ ـ ــحب ّ
املبيم لألي ـ ـ ــخا الذين س ـ ـ ــول بالتدخل .إنهم ّ
يؤكدون فرضـ ــية البحث .إنهم يجعلون الصـ ــدفة وحدها هي التي تحدد العناصـ ــر ،في ألاصـ ــل
العام ،الذين سول يكونون في العينة.
445
عيوب املعاينة الاحتمالية البسيطة.
.1إن استعمال جداول ألارقام العشوائية لتحديد كل مفردة من ألاصل العام ،تعت ر
ً
عملية متعبة ،وخاصة إذا كانم العينة كبيرة وقد ت خذ جهدا ووقتا كبيرين.
.2عدم توفر قوائم مسبقة ملجتمع البحث ،وفى حالة توفرها فهي عادة ما تكون غير
دقيقة.
.3في حالة عدم الت كد من تجانس مجتمع البحث ،يمكن أن تقود النتائج التي يتم
التوصل إل ها إلى أخطاء.
446
"إن ألاصـ ـ ـ ـ ـ ــل الع ــام املنتهي ،هو ال ــذي تكون جميع مفردات ــه معروف ــة ل ــدم الب ــاح ــث،
ومس ـ ـ ـ ــجلـة لـديـه في قوائم .وهـذا ش ـ ـ ـ ــرط أس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ي للمعـاينـة الاحتمـاليـة .أمـا في املعـاينـة الال
احتمالية ،يكون ألاصـ ـ ـ ـ ـ ــل العام ف ها غير منته ،ألنه ال يكون مع ـ ـ ـ ـ ــروفا لدم الباحث ،مث ـ ـ ـ ـ ــل :
اليتام أو املدخنين في والية باتنة".
447
إنــاث ،علوم اقتصـ ـ ـ ـ ــاديــة .عينــة عش ـ ـ ـ ــوائيــة من الس ـ ـ ـ ـنــة ألاولى ذكور ،علوم وتقنيــات .عينــة
عشوائية من السنة ألاولى إناث ،علوم وتقنيات ...وهكذا).
وفي بحوث أخرم ،ق ــد يكون ألاس ـ ـ ـ ـ ــاس التص ـ ـ ـ ــنيفي إلى طبق ــات (مجموع ــات) ،هو مقر
إلاقامة؛ ريف ،قرية ،مدينة ص ـ ــغيرة ،مدينة كبيرة ،لبحث اتجاهات الش ـ ــباب في هذت املقرات
السـ ـ ــكنية نحو أسـ ـ ــلوب تسـ ـ ــيير الحكم في الجيائر .ففي هذت الحالة ،يقسـ ـ ــم الباحث ألاصـ ـ ــل
العام إلى أربع مجموعات (طبقات) ،ام س ــحب منها عش ــوائيا عينات مس ــتقلة من كل طبقة
(مقر إقامة).
وتمكن هــذت املعــاينــة البــاحــث من املقــارنــات التي من املتوقع أن تكون بين الطبقــات أو
املجموعات الفرعية املتنوعة من ألاصل العام.
وكذلك لو يكون اهتمام الباحث هو اتجاهات الناس عامة نحو قانون املرور في الجيائر.
فيقس ـ ـ ـ ــم ألاص ـ ـ ـ ـ ــل الع ــام إلى كثير من الطبق ــات أو املجموع ــات؛ التج ــار ،املح ــامين ،موظفي
إلادارات العمومية ،أس ـ ــاتذة الجامعات ،أس ـ ــاتذة الثانويات ،س ـ ــائقي س ـ ــيارات ألاجرة ،أعوان
أمن الطرقــات .وبمــا أن الطبقــات ال تكون متس ـ ـ ـ ـ ــاويــة في أعــداد أفرادهــا ،فــإنــه في املعــاينــة
العش ـ ـ ــوائية الطبقية ،س ـ ـ ــحب الباحث عينات متس ـ ـ ــاوية من كل طبقة ،أو س ـ ـ ــحب بطريقة
تتناسـ ـ ـ ــب مع حجم الطبقة في ألاص ـ ـ ـ ـل العام (املعاينة الطبقية التناسـ ـ ـ ــبية) .فإذا كان هدل
البحث هو معرفة الفروق بين الطبقات املتنوعة ،في اتجاهاتهم نحو قانون املرور أو غيرت من
القضـ ـ ــايا ،فإنه في هذت الحالة ،سـ ـ ــحب عينات متسـ ـ ــاوية الحجم من كل طبقة .أما إذا كان
هدل البحث هو معرفة خصـائ ألاصـل العام كله (جميع الطبقات) ،فإنه في هذت الحالة،
تكون املعاينة املتناسبة هي ألافضل ( سحب من كل أصل عام عددا من ألافراد يتناسب مع
حجمه الكلي).
.2طريقة التناسب.
تسحب هنا عينات يتناسب حجمها مع النسبة التي تمثلها الطبقة في ألاصل العام .فإذا
448
كان حجم ألاصل العام هو 1000مفردة ( 1000معلم ،من ذوي الخ رات املهنية املختلفة).
ويتكون من عدة طبقات (خ رة طويلة ،خ رة متوسطة ،خ رة قصيرة) ،وكل طبقة (خ رة) يمثل
حجمها نسبة معينة من حجم ألاصل العام ،فإن الباحث سحب من كل طبقة نسبة تمثيلها
في ألاصل العام .فالطبقة (خ رة طويلة) التي حجمها 190مفردة في ألاصل العام ،ونسبتها فيه
= ،% 19سحب منها عشوائيا ،% 19وهو 38مفردة ( 38معلما) .والطبقة (خ رة متوسطة)
التي حجمها 500مفردة في ألاصل العام ونسبتها فيه = ،% 50سحب منها عشوائيا ،% 50
وهو 250مفردة ( 250معلما) .والطبقة (خ رة قصيرة) التي حجمها 210مفردة في ألاصل
العام ونسبتها فيه = ،% 21سحب منها عشوائيا ،% 21وهو 42مفردة ( 42معلما).
أو تسحب العينات من الطبقات املختلفة بطريقة أخرم وهي كما يلي :يحدد الباحث
نسبة معينة للمعاينة ،ولتكن % 20مثال ،و سحب على أساسها عينة بهذت النسبة من كل
طبقة .فالطبقة التي حجمها 120مفردة سحب منها عشوائيا 24مفردة ( .)% 20والطبقة
التي حجمها 180مفردة سحب منها عشوائيا 36مفردة ( .)% 20والطبقة التي حجمها 250
مفردة سحب منها عشوائيا 50مفردة ( ...)% 20وهكذا.
.3الطريقة املثلى.
تعد هذت الطريقة من أدق الطرق ،في املعاينة الاحتمالية الطبقية .فهي ال تقصر تحديد
عدد املفردات التي تسحب على نسبة كل طبقة في ألاصل العام ،بل تهتم بدرجة التباين داخل
ً
كـل طبقة ،فإذا كان التباين داخل الطبقة كبيرا (فروق فردية واسعة) ييداد عدد املفردات
التي تسحب منها ،وإذا كانم الطبقة متجانسة (فروق فردية ضيقة) ّ
قل عدد املفردات التي
تسحب منها .والتباين هو مربع الانحرال املعياري (ع.)²
449
منفص ـ ـ ـ ــل .وبالتالي فإن الحس ـ ـ ـ ــنة الك رم للمعاينة الاحتمالية الطبقية ،أنها تض ـ ـ ـ ــمن تمثيل
املجموعات املحددة في العينة املسحوبة بنسبها العددية ،وبالتالي يتم تمثيل خصائصها.
450
.2يكون السحب العشوا ي ملناطق أو مجموعات أو تجمعات مختلفة مثل املدارس أو
الفصول الدراسية أو املناطق التعليمية ،أو إدارية .وتتصف هذت التجمعات في أن كل
أعضائها لهم نفس الخصائ .
.3يمك ـن تنفيذها ف ـي م ـراح ـل ،ت ـت ـض ـم ـن س ـح ـب ع ـناق ـي ـد م ـن مج ـم ـوع ـة عناق ـي ـد أخـ ـرم.
وتسم عندئذ املعاينة متعددة املراحل.
وتتبع الخطوات التالية في املعاينة الاحتمالية العنقودية :
.1تعريف وتحديد خصائ ألاصل العام.
.2تحديد حجم العينة املرغوب فيه.
.3تعريف وتحديد العنقود.
.4عمل حصر لكل العناقيد ،أو وضع قائمة بالعناقيد التي يتكون منها ألاصل العام.
.5تقدير عدد أفراد ألاصل العام في كل عنقود.
.6تحديد عدد العناقيد = حجم العينة ÷ عدد أفراد العنقود.
ً
.7سحب عدد العناقيد عشوائيا.
ً
.8عدد أفراد العينة هم جميع ألافراد الذين تشملهم العناقيد املسحوبة عشوائيا.
مثال :يهدل باحث إلى التعرل على آراء معلمي املرحلة الابتدائية حول دور املشرل
التربوي (املفتش) في العملية التعليمية ،ويتكون املجتمع من 5000معلم مو عين على 100
مدرسة ،ويريد الحصول على عينة مكونة من 500معلم .كيف يتم ذلك باستعمال املعاينة
الاحتمالية العنقودية ؟
.1حجم املجتمع 5000معلم.
.2حجم العينة املرغوب 500معلم.
.3متوسط عدد املعلمين باملدارس = 50 = 100 ÷ 5000معلم بكل مدرسة.
.4عدد العناقيد املسحوبة (املدارس) = 10 =50 ÷ 500مدارس.
ً
.5سحب الباحث عشوائيا عدد 10مدارس من 100مدرسة.
.6حجم العينة هو جميع املعلمين في املدارس املسحوبة.
451
العامة بصورة .2إن جميع ألاصول الفرعية املكونة لألصل العام تتشابه في الخصائ
كبيرة.
ً ً ً
.3تناسب املجتمعات الكبيرة املتناارة التي تشغل حيزا جغرافيا شاسعا.
.4يمكن اس ـت ـعـ ـمال ك ـل من املـعاي ـنـ ـة الع ـش ـوائ ـيـ ـة الب ـس ـي ـط ـ ـة واملـعايـن ـة امل ـن ـت ـظ ـمـة عـنـد
الانتقال من مرحلة إلى أخرم.
452
4ـ املعاينة الاحتمالية املنتظمة.
في هــذت املعــاينــة ،يقرر البــاحــث أوال حجم العينــة التي يريــدهــا .nام عرل العــدد الكلي
لألصل العام .Nويقوم بتقسيم Nعلى .nويحدد مساحة املعاينة kكي ستعملها في سحب
أفراد العينة .وفي املعاينة يتم ســحب الفرد ألاول بطريقة عشــوائية من أول مســاحة املعاينة
.kام سحب بعدها كل فرد ترتيبه من مضاعفات kابتداء من الفرد ألاول من ألاصل العام
إلى نهاية السحب للحصول على العينة املطلوبة.
فمثال ،إذا كان عدد طالب قسم علم النفس جامعة باتنة ـ ـ ( 1ألاصل العام) ،هو 1500
طالب ،Nوأراد الباحث سـ ـ ـ ــحب عينة عشـ ـ ـ ــوائيا حجمها 150طالبا .nوبقس ـ ـ ــمة 1500على
150تكون النتيجة k 10ونس ـ ــميه مس ـ ــاحة املعاينة .يقوم بس ـ ــحب فرد من العش ـ ــرة بطريقة
عشوائية ،وليكن رقمه ،6وبعد ذلك سحب كل ألافراد بإضافة مضاعفات مساحة املعاينة
وهو رقم 10إلى الرقم 6املس ـ ـ ـ ــحوب عش ـ ـ ـ ــوائيا .فيكون الفرد رقم ،16ام رقم ،46 ،36 ،26
...66 ،56وتس ـ ـ ــتمر إض ـ ـ ــافة مس ـ ـ ــاحة املعاينة حتى بلوغ نهاية القائمة وس ـ ـ ــحب عينة حجمها
150فردا.
نالحظ أنه يتم ســحب الحالة ألاولى من العينة بطريقة عشــوائية ،ام يمض ـ ى الباحث في
س ـ ـ ـ ـحــب بقيــة الحــاالت على أبعــاد رقميــة منتظمــة أو متسـ ـ ـ ـ ــاويــة بين الحــاالت ،بحيــث تكون
املسافة بين أي وحدتين متتاليتين اابتة في جميع الحاالت.
ولتوضيح أكثر ،يتبع الباحث الخطوات التالية :
.1تحديد وتعريف ألاصل العام .N
.2تحديد حجم العينة املرغوب فيه .n
.3تحديد املسافة بين أفراد العينة من خالل K = N/n
.4السحب العشوا ي لرقم ينحصر بين 1و .K
.5إضافة Kإلى العدد املختار بشكل منتظم ،للحصول على العينة املطلوبة.
مثال :إذا كان ألاصل العام يتكون من 100فرد ،واملطلوب هو سحب عينة منه عددها
ً
20فردا ،كيف يمكن تحقيق ذلك باستعمال العينة الاحتمالية املنتظمة ؟
n = 20 & N = 100
إذنK = 100/ 20 = 5 ،
ُ سحب بطريقة عشوائية رقم يقع بين 1و ،5وليكن رقم .4ويكون رقم 4نقطة الانطالق،
ويضال له K 5بشكل اابم ومنتظم ،ليصبح حجم العينة املختارة 20فرد.
453
ً
علما ب ن :
ً
الحالة ألاولى تم سحبها عشوائيا وهى .4
الحالة الثانية = الحالة ألاولى +طول الفئة .9 = 5 + 4 = K
الحالة الثالثة = الحالة الثانية +طول الفئة = .14 = 5 + 9
الحالة الرابعة = الحالة الثالثة +طول الفئة = .19 = 5 + 14
وهكذا يتضح أنه لتحديد أي حالة يجب أن نعرل الحالة التي تسبقها ام نضيف إل ها
طول الفئة.
454
تقييم املعاينة الاحتمالية املنتظمة وفق خط املعاينة.
تختلف املع ــاين ــة الاحتم ــالي ــة املنتظم ــة عن املع ــاين ــة الاحتم ــالي ــة البس ـ ـ ـ ــيط ــة في كون أن
الس ـ ـ ـ ــحب للمفردات املختلفة بعد الس ـ ـ ـ ــحب ألاول ليس مس ـ ـ ـ ــتقال .ألنه بمجرد معرفة الفرد
ألاول ،يتم تحديد جميع ألافراد بعد ذلك في العينة بصورة آلية.
إذا كانم قائمة ألاص ــل العام مرتبة عش ــوائيا ،فإن املعاينة املنتظمة ،س ــول تفر عينة
يمكن اعتبارها إحصـ ـ ـ ــائيا كبديل لعينة عشـ ـ ـ ــوائية .غير أنه ،إذا لم تكن القائمة عشـ ـ ـ ــوائية،
فإنه من املمكن أن يكون لكل فرد ترتيبه kمن ألاص ــل العام س ــمة فريدة قد تؤار على نتائج
الدراسـ ـ ــة ،وتنتج عينة متحيزة .ألن أسـ ـ ــلوب إعداد قائمة ألاصـ ـ ــل العام ،سـ ـ ــواء على أسـ ـ ــاس
قائمة أبجدية ،أو على أس ـ ــاس العمر ،أو على أس ـ ــاس طول القامة ،أو على أس ـ ــاس املس ـ ــتوم
التعليمي ،أو على أساس مقر إلاقامة ...وغيرت ،يمكن أن يوجد عينة متحيزة.
455
وفي هذت الحاالت ،س ـ ـ ــتعمل الباحث املعاينة غير الاحتمالية ،التي تنطوي على إجراءات
غير احتمالية لسحب العينة.
تصميمات المعاينة
غير االحتمالية
456
.2تستعمل في الكثير من البحوث في العلوم إلانسانية والاجتماعية ،وفي بحوث ال رامج
إلاعالمية والتليفييونية ،أو قياس اتجاهات الرأي العام حول قضية ما ،على أساس سؤال
من سهل الاتصال بهم ،أو تتم مقابلتهم بسهولة.
خطوات سحب عينة متاحة أو ميسرة.
توجد أربع خطوات رئيسية لسحب عينة متاحة أو ميسرة ،هي :
1ـ تحديد املجتمع املستهدل.
2ـ تحديد حجم العينة.
3ـ تحديد طرق مالئمة لسحب املفردات املتاحة من املجتمع املستهدل؛ كالسحب الفردي
أو الجماعي ،أو ب سلوب املقابلة أو باالستبيان أو بالهاتف وغيرها.
4ـ سحب حجم عينة مناسب من املجتمع املستهدل.
457
ألهدال الدراس ـ ـ ــة ،ومعايير إلادراج والاس ـ ـ ــتبعاد املحددة في العينة ،وتس ـ ـ ــم أيض ـ ـ ــا باملعاينة
الهادفة ،وعلى عكس املعاينة املتاحة أو امليس ـ ـ ــرة ،ال يتم س ـ ـ ــحب مفردات البحث في املعاينة
القصدية أو العمدية على أساس مدم إلاتاحة والوفرة ،بل سحب الباحث ،بطريقة عمدية
للعناص ــر املش ــاركة في البحث ،ألن هذت العناص ــر تس ــتوفي وتتوافر ف ها معايير محددة للدراج
ض ـ ــمن العينة ومعايير محددة لالس ـ ــتبعاد منها ،وبعد الت كد من أن املفردة مس ـ ــتوفية ملعايير
إلادراج ومعايير الاستبعاد ،يطلب منها املشاركة في البحث.
وتكون مفردات البح ـ ــث ،به ـ ــذت املع ـ ــاين ـ ــة ،من ال ـ ــذين ي حكم عل هم الب ـ ــاح ـ ــث لكونهم
نموذجيين أو مثـاليين ،فيمـا يتعلق بهـدل بحثـه ،حيـث يتم "اختيـارهم" حس ـ ـ ـ ــب مواص ـ ـ ـ ـفـات
ومعايير يض ــعها الباحث ،فيحدد أفراد البحث على أس ــاس أنهم يحققون هدل البحث الذي
يقوم بــه ،ومــا يريــدت هو ،فيقوم "بــاختيــارهم" بنــاء على حكمــه الش ـ ـ ـ ــخ ـ ـ ـ ـ ي ،ب ـ نهم ألافراد
املطلوبين والقادرين على إعطاء املعلومات الال مة التي يتطلبها بحثه ،وتجيب عن تسـ ــاؤالته،
أو تخت ر فروض ـ ـ ـ ــه .وبعبارة أكثر وض ـ ـ ـ ــوحا ،فإن املعاينة القص ـ ـ ـ ــدية تس ـ ـ ـ ــتعمل عندما تكون
املعلومـات املطلوبـة في البحـث متوفرة لـدم فئـة معينـة من ألافراد ،أو عنـدمـا يكون التعـامـل
مع أفراد يراد منهم تقديم معلومات خاصة ،عن ظاهرة ما ،أو عن وضعية ما.
وبهذا الوص ــف ،فهي عينة قد ال تمثل أص ــال عاما محددا ،الذي يكون غير معرول لدم
الباحث ،وقد ال يكون لها أص ـ ـ ـ ــل عام تعمم عليه نتائج البحث ،أو ال يهتم الباحث بمجتمع
عينتـه ،كمـا ال يهتم بحجم العينـة ،فقـد تكون فردا واحـدا أو عـدة أفراد ،ألن هـدل البحـث،
ليس هو بحث خاص ـ ـ ـ ــية أو خص ـ ـ ـ ــائ محددة في مجتمع ما ،بل الاهتمام يتركي على قض ـ ـ ـ ــية
معينة ،سـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــية أو تاريخية أو اقتصـ ـ ـ ــادية أو تعليمية أو صـ ـ ـ ــحية أو دينية ،ام البحث عن
الجهة أو الشــخ الذي يمد الباحث بمعلومات صــادقة عنها ،أو يريدها هو لت كيد فكرة ما
أو اتجات ما ،أو نظرية ما ،وهذا النوع من املعاينة ليس نادر الاستعمال ،في البحوث النفسية،
فقد تكون نتائجها هامة جدا ،ألنها تقدم معلومات هامة عن القض ـ ـ ـ ــية أو الظاهرة التي بتم
بحثها ،أو التنظير ف ها ،وقد يفيد اسـ ـ ــتعمالها ،خاصـ ـ ــة ،عند القيام بدراسـ ـ ــات اسـ ـ ــتطالعية/
استكشافية.
ويقوم الباحث في املعاينة القصدية ،بما ي تي.
.1ال يهتم بمتغير أو مفهوم نفس ي محدد ،كالذكاء أو القلق أو السعادة وغيرها.
.2ال يبحث في مجتمع معين ،كالتالميذ أو املعلمين أو املسنين أو املدمنين وغيرهم.
458
.3يهتم أوال بــالقض ـ ـ ـ ـي ـة أو بــالفكرة ،التي يبحثهــا ،وقــد تكون س ـ ـ ـ ـيــاس ـ ـ ـ ـيــة أو تــاريخيــة أو
اقتصادية أو تعليمية أو صحية أو دينية.
.4يهتم أن تكون املعلومات التي يجمعها صادقة وفق رغبته ،أو متحيزة لرأيه وحكمه.
.5يهتم بعد ذل ـك باختيار ألاف ـ ـراد الذين ي ـرم ،بحكم ـه الشخ ي ،أو بطبيعة دراسـت ـه،
أنهم يحققون هدفه ،من خالل تقديمهم للمعلومات الصحيحة التي يريدها.
تصحيح خط .
إن املعاينة القصـ ـ ــدية ،ال تقابل املعاينة الاحتمالية ،كما يتصـ ـ ــورها الكثير من الباحثين
خط ،إن املعاينة الاحتمالية تقابلها املعاينة غير الاحتمالية ،واملعاينة القص ـ ـ ــدية هي نوع من
تبين في الفقرة السابقة. املعاينة غير الاحتمالية ،كما ّ
ولو نركي التفكير جيدا ،عند استعمال لفظ القصدية أو العمدية أو املستهدفة ،سيتبين
لنا أن مجتمع البحث هو الذي ينبغي أن يوص ـ ـ ـ ــف بهذت ألالفاظ ،وليس العينة ،ألنه وفق ما
مر بنا في فقرات س ـ ـ ــابقة من هذا الفص ـ ـ ــل ،أن املعاينة تتدرج وفق املراحل التالية :املجتمع
املستهدل ،املجتمع سهل املنال ،املعاينة من املجتمع سهل املنال.
وأقترح أال نس ـ ـ ـ ــتعمل جملة "س ـ ـ ـ ــحب عينة" في املعاينة القص ـ ـ ـ ــدية ،بل نس ـ ـ ـ ــتعمل جملة
"اختيار أفراد أو مفردات" ،ألن وص ـ ـ ـ ــف "عينة" ال ينطبق عل ها ،إن وص ـ ـ ـ ــف عينة يطلق على
ذلك الجيء الذي س ـ ـ ـ ــحب من كل ،وهو مجتمع البحث ،واملعاينون القص ـ ـ ـ ــديون ،ال يهتمون
بمجتمع بحث محدد.
س ـ ـ ـ ـحــب بــاحــث عينــة من طالب الجــامعــة (مجتمع أص ـ ـ ـ ــلي) أو من أسـ ـ ـ ـ ــاتــذتهــا (مجتمع
أص ــلي) ،تتص ــف بعدة خص ــائ يحددها؛ كالجنس واملس ــتوم التعليمي والعمر والتخص ـ
العلمي ،ليبحــث لــديهــا اتجــاهــاتهــا نحو نظــام ،LMDويقول إنهــا عينــة قصـ ـ ـ ـ ــديــة ،فهــذا ليس
صــحيحا ،فهذت معاينة مي ّس ـرة ،أي معاينة من ســهل الاتصــال بهم من مجتمع بحث واســع،
وتعمم عليه النتائج.
و س ـ ـ ـ ـح ــب ب ــاح ــث آخر ،مجموع ــة من تالمي ــذ التعليم الث ــانوي الراس ـ ـ ـ ــبين في ش ـ ـ ـ ـه ــادة
البكالوريا ،ويبحث لديهم أســباب الرســوب من وجهة نظرهم ،ويقول عنها أنها عينة قصــدية،
فهــذا ليس ص ـ ـ ـ ــحيحــا ،كــذلــك ،إنهــا معــاينــة مي ّس ـ ـ ـ ـرة ،أي من الــذين س ـ ـ ـ ـهــل الاتصـ ـ ـ ـ ــال بهم،
ويوافقون على أن يكونوا عينة لبحث.
459
و سحب باحث آخر عينة تتصف بعدة خصائ ،مثل :ذكور ،متمدرسون ،مراهقون،
مدمنون ،ويقول عنها إنها :معاينة قصــدية ،فهذا ليس صــحيحا ،كذلك ،إنها معاينة شــبكية
(أو كرة الثلج) ،ألن مجتمعها غير معروفة حدودت ،ما داموا مدمنين.
معايير االختيار : معايير االختيار : معايير االختيار : معايير االختيار :
الحكم ،السمعة أو تطوير نظرية، تباين العناصر تتطابق العناصر
المعرفة نموذج ،واختبار وتنوعها. أو ال تتطابق مع
الشخصية. فرضيات. النزعة المركزية.
460
املعاينة القصدية القائمة على النزعة املركيية.
يختار الباحث أفرادا يمثلون املتوسط في خاصية معينة ،أو النمطيين ،أو العكس ،أي
ألافراد املتطرفين أو النادرين (شواذ) ،أو الحدث ألاكثر تكرارا ،أو ألافراد ذوي الخاصية ألاكثر
تكرارا (املنوال) ،وتدرج هنا كذلك ،الحاالت املنحرفة.
461
املعاينة القصدية القائمة على نظرية وتطوير النموذج واختبار الفرضيات.
يتم اختيار ألافراد أو العناصر ،إما بهدل ت كيد أو بهدل عدم ت كيد الفرضية أو النظرية،
وتدعى كل منها تباعا ب سلوب املعاينة التوكيدية ،وأسلوب املعاينة غير التوكيدية ،ففي الحالة
ألاولى يختار الباحث من املجتمع ألافراد الذين من املحتمل أن يدعموا بصورة كبيرة النظرية
محل الاهتمام ،وتعمم نتائج البحث على النظرية وليس على املجتمع ،فالباحث في هذا النوع
من املعاينة ،يحدد ألاسئلة ويحدد الفرضيات ،ام يقرر بعد ذلك ما العينة التي سيختارها،
وأين يجدها ،لكي ّ
يطور نظريته ،كما يريدها.
تتميز املعاينة القصدية من أجل بناء نظرية واختبار فرضيات بما ي تي :
.1يرتكي سحب الباحث ألفراد العينة على قاعدة نظرية تحدد أبعاد السمة موضوع
الدراسة ،التي سيتم على أساسها سحب العينة.
.2سحب الحاالت بناء على التوجه النظري الذي توصل إليه من بحث سابق ملبادئ
النظرية.
مثال عن املعاينة القصـ ـ ـ ــدية النظرية ،في بحث قام به السـ ـ ـ ــيكولوجي ألامريكي /أبراهام
ماس ــلو ،A. Maslowالذي اهتم أوال بقض ــية أو بفرض ــية مفادها أن أقوم دافع لدم البش ــر
هو الدافع نحو تحقيق الذات (تحقيق النجاح والتفوق) ،ومن أجل الحصول على معلومات
تؤكد له نظريته ،اختار أفرادا ( 49فردا) كانوا من ألاص ـ ـ ـ ــحاء نفس ـ ـ ـ ــيا والناجحين واملتفوقين
واملتسـ ــمين بخصـ ــائ يـ ــخصـ ــية متميزة وإيجابية في حياتهم .ومن خصـ ــائصـ ــهم هذت أكد ما
تذهب إليه نظريته حول الدافع إلى تحقيق الذات.
ّ
وأقدم هذا املثال ،ألحد املنظرين املرموقين في علم النفس ،ألوضـ ـح كيف تكون املعاينة
القصــدية ،حين يكون الاهتمام ألاســاسـ ي للباحث ،هو القضــية التي يبحثها ،وليس املفهوم أو
ألافراد ،ام يختار بعد ذلك العينة التي تمدت بمعلومات تؤيد الفرضـ ـ ــية ،اهتم ماسـ ـ ــلو ،أوال،
بالدافع إلى تحقيق الذات ،ام بحث عن ألافراد (العينة) الذين يؤكدون له قوة هذا الدافع
وأولويته في منظومة الدوافع البشرية ،والنتيجة التي بينها ماسلو ،رغم أنها توصف بالتحيز،
إال أنها دفعم إلى إجراء بحوث أخرم حول دافع تحقيق الذات ،والدوافع إلانس ـ ــانية بص ـ ــفة
عامة.
ومثال آخر عن املعاينة القصدية النظرية ،أجرم أيينك ،Eysenckمن أجل بناء نظريته
في أبعاد الشخصية ،بحواه لسنوات عديدة على عينات من الجنود الذين أصيبوا باالنهيار
العصبي في الحرب العاملية الثانية (بصفتهم مضطربين نفسيا) وطالب الجامعة (بصفتهم
462
عاديين) ،ليثبم ما تذهب إليه نظريته ،ب ن هناك بعدين للشخصية هما :العصابية مقابل
الصحة النفسية (الاتيان الانفعالي) ،والانبساطية مقابل الانطوائية.
463
املعاينة املتتابعة.
أو السحب التتابهي للعينات ،في املعاينة املتتابعة يواصل الباحث جمع الحاالت حتى
ً
يحصل على العدد الذي يريدت ،وفى هذت الحالة يجمع عددا من املفردات ويدرسها ،ام يجمع
ً
عددا آخر من املفردات ويدرسها ،وهكذا ،بالتتابع حتى يحقق الهدل الذي يريد الوصول
إليه من دراسة العينة.
مثال :يريد باحث دراسة حاالت الرسوب في امتحانات البكالوريا ،ولتحقيق ذلك يجمع
ً ً ً
عددا من الراسبين ويدرسهم وفقا ملتغيرات بحثه ،ام يجمع عددا آخر ويدرسهم ،وهكذا حتى
يصل إلى نقطة التشبع ،فيتوقف عن جمع أعداد أخرم ،و عت ر أنه حصل على العينة التي
يريدها.
املعاينة الاجتهادية.
وتتميز بما يلي.
.1اختيار ألافراد بناء على الخ رة الذاتية والاجتهاد من الباحث.
.2تؤدم إلى الحصول على عينة متحيزة.
مثال :اختيار الرؤساء في العمل أو اليمالء أو ألاصدقاء.
املعاينة الكتلية.
وتتميز بما يلي.
.1سحب ألافراد من الفصل الذي يدرس له أو العمارة التي سكن بها.
.2الهدل الوحيد للسحب هو سهولة الحصول على البيانات.
. 3عينة متحيزة ال يمكن التعميم منها وإنما نتائجها ال تنطبق إال على الكتلة التي اختارها
الباحث فقط.
املعاينة املعيارية.
وتتميز بما يلي.
وهي عينة ينتق الباحث أفرادها وفق معايير محددة ،مثل ألاطفال من سن ()5 - 3
سنوات ذوم إلاعاقة البصرية ،وتعد هذت املعايير مصدر طم نينة للباحث إلى حد كبير ب ن
العينة ستمثل ألاصل العام.
464
املعاينة املكثفة أو الشديدة.
وهي عينة تمد بمعلومات وفيرة عن حـاالت تع ر عن الظاهرة بوضوح ،لكن ليس بشكل
حاد كما في العينة املتطرفة ،ومثال ذلك اختيار الطالب ذي املستوم الجيد أو املتوسط .أو
العامل مرتفع إلانجا ،أو املدير الناجح جدا في التسيير والقيادة.
465
منتظما في العينة بشكل آلي ،ألن بعض العناصر في الشريحة أو الطبقة ،لن يتم تمثيلها.
أقدم املثال وللفرق بوض ـ ـ ـ ــوح بين املعاينة الحص ـ ـ ـ ـص ـ ـ ـ ــية واملعاينة الطبقية الاحتماليةّ ،
التالي :تعرل الباحث من خالل البيانات التي توفرت لديه ،أن عدد املوظفين في مؤس ـس ــات
سـ ــونلغا ،في إحدم الواليات (ألاصـ ــل العام) ،هو 500موظف؛ منهم 345ذكرا .أي .% 69و
155أنثى .أي .% 31
فإذا قام بتسـ ـ ـ ــجيل كل أسـ ـ ـ ــماء املوظفين الذكور في قائمة ،وسـ ـ ـ ــجل كذلك كل أسـ ـ ـ ــماء
املوظفــات إلانــاث في قــائمــة أخرم ،ام قــام بس ـ ـ ـ ـحــب عــدد من املوظفين الــذكور وعــددا من
املوظفات إلاناث ،بطريقة تجعل كل فرد في ألاص ـ ــل العام ،له فرص ـ ــة ال ص ـ ــفرية في أن يكون
ضمن العينة ،فإن هذت املعاينة ،تسمي الاحتمالية الطبقية.
أما إذا قام بسـ ـ ـ ــحب عدد من املوظفين الذكور يناسـ ـ ـ ــب حجمهم في ألاصـ ـ ـ ــل العام ،من
الذين س ـ ـ ـ ــهل عليه الاتص ـ ـ ـ ــال بهم ،واس ـ ـ ـ ــتجابوا لطلبه ،وس ـ ـ ـ ــحب كذلك عددا من املوظفات
إلاناث ،يناس ـ ــب حجمهن في ألاصـ ـ ــل العام ،من الالتي س ـ ــهل عليه الاتصـ ـ ــال بهن ،واسـ ـ ــتج ن
لطلبه ،فإن هذت املعاينة ،تسم الحصصية.
وفي املعاينة الحصصية ،ال يوجد أساس لحساب خط املعاينة.
وهناك صــعوبة في تحديد نســب تو ع الخصــائ املناســبة في ألاصــل العام .ومع ذلك،
فإن هذت املعاينة تستعمل في العديد من البحوث التي ال يمكن إنجا ها بغيرها.
466
وأطباء ومرض ى املستشفيات .ألن الباحثين يجدون سهولة في الاتصال بهم ،وسحب
مفحوصين أو عينات منهم لبحوثهم.
.2وتوجد في مقابل ذلك ،أصول عامة ،غير معروفة لدم الباحث ،وال تتوفر لديه قوائم
بهم ،وال عرل أماكن تواجدهم ،وال تحتويهم مؤسسات معينة .وألامثلة على هذت ألاصول
العامة غير املعروفة كثيرة؛ مثل :اليتام ،ألارامل ،املطلقين ،املسنين ،املدمنين ،ألامهات
العا بات ،الشاذين جنسيا ،البغايا ،اللصو ،امليورين ،ألاطفال املنغوليين ،املصابين
ب مراض مختلفة وال يتواجدون في املستشفيات ...وغيرهم من ألاصول العامة التي يجد
الباحث صعوبة في التعرل على مفرداتها.
وعند سـح ـب عينة بـح ـث من ه ـ ـذت ألاصـ ـول العـ ـامـ ـة ،غير املع ـروف ـة ل ـدم الب ـاح ـث ،فإن
املعاينة الشبكية هي التي تفيد .فاملعاينة الشبكية ،إذن ،تصلح في بحث السلوك الذي يكون
عادة ،متخفيا ،ألن ألافراد الذين يتصفون به ال يتعرل عل هم الباحث بسهولة ،بسبب عدم
تواجدهم في مؤسسات معينة ،أو بسبب ممارستهم لسلوك سري ،ملوانع مختلفة؛ قانونية أو
أخالقية أو صحية أو اجتماعية أو لوصمة وغيرها.
وتمر املعاينة الشبكية عادة بعمليتين :
ألاولى .تبدأ بتعرل الباحث على فرد من ألاصل العام ،الذي يقودت إلى فرد آخر ،ويقودت
هذا بدورت إلى فرد أو أفراد آخرين ،وهكذا يتسع شيئا فشيئا ،نطاق معرفة الباحث بهذا
ألاصل العام ،فتتضاعف العينة ،ولذا تسم هذت املعاينة كذلك ،باملعاينة املتضاعفة.
الثانية .تتطلب هذت املعاينة قدرة الباحث على تكوين عالقة اقة مع أول من يتعرل
إل هم من ألاصل العام ،وإقناعهم بالتعاون معه في إرشادت إلى أفراد آخرين.
ّ
مثال :يريد الباحث دراسة مجتمع املدمنين في مدينة ما ،فيتعرل على أحدهم ،فيكون
معه عالقة اقة ،ويطلب منه أن عاونه بإرشادت إلى التعرل على أفراد آخرين من املدمنين،
وهذا املثال نفسه ينطبق على من يريد إجراء بحثه على اليتام أو املطلقين أو البغايا أو
املحرومين من إلانجاب وغيرهم.
وتسم املعاينة الشبكية ،ألن مفردات ألاصل العام ،عرفون بعضهم ك فراد أو
كمجموعات يتواجدون في أماكن مختلفة ،يؤسسون بينهم شبكة عالقات واتصاالت ،فعندما
يتم التعرل على أحدهم يمكن التعرل على آلاخرين.
وتـس ـم مـعايـن ـة ك ـرة الث ـل ـج ،ألن التعرل على فـرد واح ـد ي ـجـر معه أفرادا آخرين .كما هو
467
الحال عند صنع كومة صغيرة من الثلج ،وعند دحرجتها كالعجلة على الثلج املترامي على
ألارض ،تلتقطه مما يجعلها تك ر وتتعاظم حتى تصير كرة كبيرة الحجم.
وتسم معاينة متضاعفة ،ألنها تبدأ بفرد واحد ام تتكاار وتتضاعف بانضمام أفراد
آخرين إل ها.
468
مراجع الفصل الثاني عشر
1ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أحمد بدر ( .)1978أص ـ ـ ـ ــول البحث العلمي ومناهجه .الطبعة الرابعة .الكويم ،وكالة
321 :ـ .332 املطبوعات.
2ـ ـ ـ ـ ـ ـ جوني دانييل ( .)2015أس ــاس ــيات اختيار العينة في البحوث العلمية ـ ـ ـ ـ ـ ـ مبادئ توج هية
عملي ــة جراء اختي ــارات العين ــة البحثي ــة .ترجم ــة :ط ــارق عطي ــة عب ــد الرحمن .مراجع ــة :
محمد بن إبراهيم عقيل .معهد إلادارة العامة ـ ـ ـ ـ مركي البحوث ـ ـ ـ ـ اململكة العربية السعودية.
138 :ـ .143
3ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ديوبولد ب .فان دالين ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد
423 :ـ .431 نبيل نوفل وآخرون .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
4ـ ـ ـ ـ ـ دونالد أري ،لوسـ ي تشــيزر جاكوبس ،أصــغار را افييه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سـ ــعد الحسـ ــي ي .مراجعة :عادل عبد الكريم ياسـ ــين .إلامارات العربية املتحدة ،دار
183 :ـ .235 الكتاب العربي.
5ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ذوقان عبيدات ،س ـ ــهيلة أبو الس ـ ــميد ( .)2002البحث العلمي :البحث النوعي والبحث
51 :ـ .58 الكمي .الطبعة ألاولى .عمان ،دار الفكر للطباعة والنشر والتو ع.
6ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ربحي مص ـ ـ ــطف عليان ،عثمان محمد غنيم ( .)2000مناهج وأس ـ ـ ــاليب البحث العلمي
137 :ـ .148 النظرية والتطبيقية .الطبعة ألاولى .دار الصفاء للنشر والتو ع ـ عمان.
7ـ ـ صالح بن حمد العسال ( .)1995املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية .الطبعة ألاولى.
93 :ـ .100 الرياض ،مكتبة العبيكان.
8ـ طارق عطسة عبد الرحمن ( .)2013دليل تصميم وتنفيذ البحوث في العلوم الاجتماعية ـ
منهج تطبيقي لبناء املهارات البحثية .معهد إلادارة العامة ـ ـ ـ ـ مركي البحوث ـ ـ ـ ـ اململكة العربية
106 :ـ .107 السعودية.
9ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ع ــامر قن ــديلجي ( .)2002البح ــث العلمي واس ـ ـ ـ ــتعم ــال مص ـ ـ ـ ـ ــادر املعلوم ــات التقلي ــدي ــة
: وإلالكترونية .الطبعة ألاولى .عمان ،ألاردن ،دار اليا وري العلمية للنش ـ ـ ـ ــر والتو ع.
157ـ .167
10ـ فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث وطرق التحليل إلاحصا ي في العلوم
77 : النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
ـ .85
469
.11فؤاد البهي السيد ( .)1979علم النفس إلاحصا ي وقياس العقل البشري .الطبعة الثالثة.
412 :ـ .453 القاهرة ،دار الفكر العربي.
.12كر س باركر ،نانس ي بيسترانج ،روبرت إليوت ( .)1999مناهج البحث العيادي وإلارشادي.
ترجمة :محمد نجيب الصبوة ،ميرفم أحمد شوقي ،عا شة السيد رشدي .القاهرة ،مكتبة
277 :ـ .300 ألانجلو املصرية.
.13لندا ل .دافيدول ( .) 1983مدخل علم النفس .الطبعة الثانية .ترجمة :سيد الطواب
66 :ـ .68 وآخرون .مراجعة :فؤاد أبو حطب .القاهرة ،دار مكجروهيل للنشر.
.14مروان أبو جويج ( .)2002البحث التربوي املعاص ـ ـ ـ ــر .الطبعة ألاولى .عمان ،دار اليا وري
44 :ـ .51 العلمية للنشر والتو ع.
.15مصطف سويف ( .)2005مشكالت منهجية في بحوث علم النفس العيادي .القاهرة،
197 :ـ .201 مكتبة الدار العربية للكتاب.
.16ممدوح عبد املنعم الكناني ( .)2002إلاحصاء الوصفي والاستداللي في العلوم السلوكية
157 :ـ .188 والاجتماعية .الطبعة الثانية .القاهرة ،دار النشر للجامعات.
.17مور س أنجرس ( .)2004منهجية البحث العلمي في العلوم إلانس ـ ـ ـ ــانة :تدريبات عملية.
ترجمة :بو يد صـ ـ ــحراوي ،كمال بوشـ ـ ــرل ،سـ ـ ــعيد سـ ـ ــبعون .إشـ ـ ــرال ومراجعة :مصـ ـ ــطف
298 :ـ .329 ماض ي .الجيائر ،دار القصبة للنشر.
.18يحي حيــاتي نصـ ـ ـ ـ ــار ( .)2006اس ـ ـ ـ ــتعمــال حجم ألاار لفح الــداللــة العمليــة للنتــائج في
الدراس ـ ـ ـ ــات الكمية .مجلة العلوم النفس ـ ـ ـ ــية والتربوية ،املجلد 7العدد الثاني .كلية التربية ـ
4 :ـ .7 ،5 جامعة البحرين.
.19سامر جميل رضوان www.psychologica.webnode.com
470
الفصل الثالث عشر
معايير استعمال ألاساليب إلاحصائية في البحوث النفسية والتربوية
مقدمة.
أهدال الدراسة.
أسئلة الدراسة.
أوال :تعريف إلاحصاء.
اانيا :تعريف ألاساليب إلاحصائية.
االثا :تصنيفات ألاساليب إلاحصائية.
)1تصنيف ألاساليب إلاحصائية وفق أهدافها في البحث.
)2تصنيف ألاساليب إلاحصائية وفق طبيعة البيانات :
رابعا :معايير استعمال إلاحصاء في البحوث النفسية والتربوية.
املعيار ألاول :مستويات القياس ودالالت ألارقام.
1ـ مستوم التسمية والتصنيف :
2ـ مستوم الرتبة :
3ـ مستوم املسافات املتساوية :
مالحظة هامة.
املعيار الثاني :طبيعة العينات وعالقاتها باملجتمع.
املعيار الثالث :طبيعة املتغيرات.
املعيار الرابع :قوة الاختبار إلاحصا ي.
مالحظات نقدية على استعمال ألاساليب إلاحصائية.
املراجع.
471
472
مقدمة.
كثيرا ما ُيقاس تقدم العلم وتطورت بمدم نجاحه في استعمال لغة الكم .وفي تاريخ العلم
كانم الفيزياء أول العلوم تستعمل لغة الكم على يد إسحق نيوتن .ام تبعتها العلوم الطبيعية
ألاخرم كالكيمياء ام العلوم البيولوجية ،وكانم العلوم إلانسانية والاجتماعية والسلوكية في
نهاية ألامر( .فؤاد أبو حطب ،آمال صادق.)5 ،1991 ،
ولغة الكم تع ي استعمال القياس بالرقم بدال من اللغة اللفظية والتعميمات الكيفية.
و عود استعمال لغة الكم في العلم إلى رياضيات الاحتماالت ورياضيات املصادفة في القرنين
السابع عشر والثامن عشر على يد علماء أوروبيين ،مثل السو سري جاكوب برنوللي J.
،Bernoulliوالفرنس ي أبراهام دي موافر ، A. De Moivreوألاملاني كارل فريدريك جوس C.
F. Gaussالذي وضع املنح ى الاعتدالي وبرهن على أهميته إلاحصائية ،وإلانجليزي توماس
بايي T. Bayesالذي تعت ر املقالة التي كتبها عام 1763عن استعمال نظرية الاحتماالت في
التعميم من الخا إلى العام أو من العينة إلى املجتمع ،البداية الحقيقية للربط بين
الرياضيات وإلاحصاء .مما جعل الاهتمام ييداد بدراسة أساليب جمع البيانات إلاحصائية،
ودراسة ألاسس العلمية لطرق القيام بمعالجات إحصائية للبيانات .وخاصة بعد إسهامات
العلماء إلانجليز وهم كارل بيرسون ،C. Pearsonووليام غوسم )Student( W. Gossettوسير
رونالد فيشر S. R. Fisherفي وضع ألاسس الرياضية للحصاء وتطويرت ليتحول إلى أسلوب له
أسسه ،لتتسع مجاالته إلى العينات وتصميم التجارب .ونتيجة لهذا التطور تحول البحث
من الاعتماد على وصف الحقائق بالكلمات إلى استعمال ألارقام في تحديد ووصف البيانات،
ملا في ألارقام من وضوح ودقة في التعبير( .فؤاد أبو حطب ،آمال صادق( )167 ،1991 ،ممدوح
عبد املنعم الكناني 3 ،2002 ،ـ .)4
ف صبح إلاحصاء ضرورة ال غ ى عنه في البحث العلمي ،حيث هناك بحوث ال تكتمل إال
بالجانب إلاحصا ي( .دوجالس ماكنتوم .)5 ،1989 ،فالعلم في طبيعته إحصا ي ،و ع ي هذا
أن القوانين العلمية ال تع ر عن الكيفية التي تسلك بها الظواهر تعبيرا يصل إلى درجة اليقين.
فالقوانين العلمية تصف فقط كيف سلكم الظواهر داخل حدود معينة ،وكيف يحتمل أن
تسلك مستقبال داخل حدود معينة أيضا ،تحم نفس الظرول .ومهمة إلاحصاء هي تعيين
هذت الحدود تحم مجموعة معينة من الظرول ،وتعيين احتمال تكرار وقوع أي مجموعة
من الظواهر أو ألاحداث وفق تكرار حدوثها وانتظامها في املاض ي( .ج .ملتون سميث،1985 ،
.)13
473
وأابتم الطريقة إلاحصائية صالحيتها ك داة للبحث ،حيث شاع استعمالها من قبل
الباحثين في العلوم املختلفة ،وأخذت تشق طريقها بسرعة متزايدة إلى مختلف العلوم
والتخصصات والاهتمامات على حد سواء .حيث نجد السيكولوجي والتربوي والاقتصادي
والطبيب والتاجر ومدير ألاعمال ،وحتى الرجل العادي ،يحاول استعمال الطرق إلاحصائية
والتعامل بلغة ألارقام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وملا كانم لغة ألارقام ،رغم دقتها ووضوح معناها ،يمكن أن تستعمل بطريقة أو ب خرم،
بحيث تحمل خداعا أو تتضمن مغالطات يمكن أن ينطلي أمرها على الباحث ،كان ال بد من
دراستها دراسة وافية وإلاملام بمبادئها واكتساب القدرة على معالجتها وتفسيرها من قبل الذين
سيكثرون من استعمالها والتعامل معها .ومن هنا كانم دراسة املبادئ إلاحصائية وأساليبها
أمرا ضروريا لكل من ستعملون إلاحصاء في بحوثهم ،خصوصا في ميداني علم النفس
والتربية ،حيث أن غالبية البحوث والدراسات في هذين امليدانين مليئة باملفاهيم إلاحصائية
وتطبيقاتها( .عبد الرحمن عدس.)5 ،1982 ،
وقد أتيحم للباحث في مناسبات علمية عديدة ،فرصة الاطالع على مجموعة من بحوث
املاجستير والدكتورات في تخص ي علم النفس وعلوم التربية ،أن هناك ابتعادا واضحا
للباحثين عن هذت املعايير مما جعل طرق جمع بيانات بحوثهم وتصميماتها ومعالجتها إحصائيا
تنقصها الدقة العلمية ،بل الطرق العلمية الصحيحة .فهناك باحثون يكتفون ب ساليب
إلاحصاء الوصفي ،في الوقم الذي ينبغي عل هم املرور إلى أساليب إلاحصاء الاستداللي.
وباحثون آخرون ستعملون أساليب إحصائية غير مالئمة لطبيعة البيانات ،ك ن تكون
البيانات في مستوم املسافات املتساوية ،ولكن الباحث عالجها بطريقة البيانات الاسمية،
وغيرها من ألاخطاء الفنية في استعمال إلاحصاء .لذا رأم الباحث تقديم مساهمة متواضعة
حول معايير استعمال ألاساليب إلاحصائية في البحوث النفسية والتربوية ،بهدل لفم نظر
الباحثين املبتدئين إلى ألاساليب الصحيحة الستعمال إلاحصاء.
أهدال الدراسة.
وفقا ملا تقدم فإن الدراسة تهدل إلى تحقيق ما يلي :
.1التعريف با حصاء وبمستوياته وأهدافه.
.2التعريف بمعايير استعمال ألاساليب إلاحصائية للبيانات املالئمة.
.3عرض نقدي ألساليب استعمال إلاحصاء في بعض البحوث النفسية والتربوية.
474
أهمية الدراسة.
تكتس ي هذت الدراسة أهمية علمية نظرية وميدانية ،ألنه يتناول أساليب استعمال
إلاحصاء في معالجة البيانات في البحوث النفسية والتربوية ،حيث هناك معايير الستعمالها.
وكلما تم اتباع هذت املعايير ،حققم البحوث أهدافها واكتسبم قيمتها العلمية .أما إذا
خالفم هذت املعايير ،حادت عن الطريق العلمي الصحيح ،وجهود الباحثين ال فائدة منها.
وقد رأيم فيما أتيح لي الاطالع عليه من البحوث النفسية والتربوية في مناسبات علمية
أكاديمية ،أن هناك اتجاهين للباحثين في علم النفس والتربية إ اء استعمال إلاحصاء .الاتجات
ألاول :هو الهروب تماما من استعمال إلاحصاء في معالجة بيانات البحوث رغم أن طبيعة
هذت البيانات تتطلب ذلك .الاتجات الثاني وهو ألاخطر ،ويتمثل في استعمال الباحثين ألساليب
إحصائية غير مناسبة تماما لطبيعة ونوعية البيانات وألهدال البحث ،مما جعل بحوثهم
تسفر عن نتائج غير صحيحة ،وفاقدة لقيمتها العلمية ،فتضيع جهود الباحثين في الوقم
الذي عتقدون أنهم قدموا إسهامات جيدة للمعرفة العلمية .لذا كانم هذت ألاهمية لهذا
البحث التي أقدم من خالله مساهمة متواضعة حول معايير استعمال ألاساليب إلاحصائية
في البحوث النفسية والتربوية عس ى أن أفيد بها.
أسئلة الدراسة.
تسهى هذت الدراسة إلى إلاجابة عن ألاسئلة التالية :
.1ما إلاحصاء ؟ وما أهميته في البحوث النفسية والتربوية ؟
.2ما املعايير التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار الستعمال إلاحصاء بطرق صحيحة ؟
.3ما ألاخطاء الفنية إلاحصائية في البحوث محل هذت الدراسة؟
475
واملشتقة بدورها من الكلمة الالتينية Statusستاتوس (عبد الرحمن عدس)32 ،1982 ،
( كريا الشربي ي .)15 ،1990 ،فا حصاء إذن كان ع ي جمع البيانات الخاصة بالدولة .و عت ر
البارون ج .ل .فون بيفلد J. F. Von Biefeldاملنش ئ ألاول للحصاء في إطار التنظيم السياس ي
للدولة سنة ( .1770فؤاد البهي السيد .)18 ، 1979 ،حيث كانم الدولة تقوم بعمليات جمع
املعلومات املتصلة بنظام مؤسساتها وأجهيتها املختلفة وأحوالها وظروفها فيما يتعلق
باالقتصاد والسكان ورصدها في جداول .مثل :جمع املعلومات عن عدد املواليد وعدد
الوفيات ،وعدد الذكور وعدد إلاناث ،وعدد املتعلمين وعدد ألاميين ،وكميات املحاصيل
اليراعية وموا ين التجارة الخارجية والتجارة الداخلية وغيرها.
لكن ارتباطه برياضيات الاحتماالت بعد ذلك جعل منه أداة علمية ال ستغ ى عنها في
البحوث العلمية .وقد كانم سهامات العلماء إلانجليز دورا رائدا في تطوير إلاحصاء وجعله
أداة بحثية أساسية في فنون البحث العلمي .وأذكر منهم هنا خاصة كارل بيرسون املبتكر
ألسلوب الانحرال املعياري ومعامل الارتباط الخطي ،ووليام غوسم (الطالب )Student
املبتكر ألسلوب اختبار "ت" ،وسير رونالد فيشر املبتكر ألسلوب تحليل التباين ،وتشارلي
سبيرمان وابتكارت ألسلوبي ارتباط الرتب والتحليل العاملي .مما جعل إلاحصاء يصبح فنا من
فنون العلم له قواعدت وأساليبه وأهدافه .حيث أنه في الدراسات إلاحصائية ،يحاول
الباحثون معرفة ظاهرة ما ،إما للتحقق من درجة وجودها في املجتمع ب كمله ،أو ملعرفة مدم
ت ايرها في ظاهرة معينة ،أو ارتباطها بظاهرة أخرم( .عبد الرحمن عدس)7 ،1997 ،
وإلاحصاء فرع تطبيقي من فروع الرياضيات ،له رمو ت واصطالحاته وأساليبه الخاصة
به .وهو مجموعة من ألاساليب الفنية التي تهدل إلى جمع البيانات وعرضها رقميا ومعالجتها
واستخال النتائج منها وتفسيرها .وهذا ما يطلق عليه ألاساليب إلاحصائية (محمد بونوارة
خيار )1 ،1996 ،التي س تناولها في الفقرة التالية.
476
الثالثة :جمع البيانات الرقمية عن الظاهرة أو الظواهر املراد دراستها ،وإلاحصاء ال
يتعامل إال مع ألارقام .وهذت البيانات هي التي تتم معالجتها إحصائيا لتعطينا إلاجابة املطلوبة
عن السؤال الذي تم طرحه في مشكلة البحث ،أو تعطينا حال ملشكلة البحث .وبعبارة أصح،
فإن البيانات التي يتم جمعها تعالج إحصائيا الختبار فرض البحث الذي وضعه الباحث .ويتم
جمع البيانات بطريقتين
الطريقة ألاولى :تؤخذ البيانات من مصادر كانم هيئات متخصصة قد قامم بجمعها
في إطار عملها ،مثل البيانات إلاحصائية التي تجمعها وتنشرها هيئات حكومية حول قطاعات
معينة كالتربية والصحة والسكان وغيرت .أو مؤسسات تجارية حول أكثر السلع استهالكا في
منطقة ما أو في فترة منية معينة ،أو الييادات في ألاسعار وغيرت .أو مراكي بحوث حول ظواهر
مثل تعاطي املخدرات بين طالب الجامعة ،أو حجم عمالة ألاطفال ،أو الاضطرابات النفسية
أكثر انتشارا بين فئات عمرية معينة وغيرها.
الطريقة الثانية :يقوم الباحث بجمعها عندما تكون البيانات املطلوبة غير متوفرة أو
تكون البيانات التي تم جمعها من قبل جهات أخرم غير كاملة أو مشكوك في صحتها .وجمع
البيانات بالطريقة الثانية ،أي جمع الباحث للبيانات التي يريدها بنفسه ،يحتاج إلى تدريب
وجهد ومال ووقم .فقد تجمع البيانات بطريقة شمولية كالبحوث املسحية ،أو من عينة إذا
كان املجتمع ألاصلي كبيرا .وقد تجمع عن طريق املالحظة ،أو عن طريق املقابالت أو
الاستبيانات .وتعتمد املعالجات إلاحصائية على الدقة في جمع البيانات ،وتعلقها بالظاهرة
املراد دراستها.
الرابعة :تصنيف وتبويب البيانات ووضعها في جداول مناسبة :قد تكون
البيانات عبارة عن درجات تشير إلى كم وجود املتغير أو الظاهرة لدم أفراد العينة ،أو عبارة
عن تكرارات تشير إلى عدد ألافراد الذين وافقوا على قضية معينة مثل تعدد اليوجات وعدد
الذين لم يوافقوا على هذت القضية ،حتى يمكن التمثيل بها بيانيا للتمكن من أخذ فكرة
عامة عن اتجات الظاهرة املراد دراستها .والتمثيل البياني يكون على عدة صور منها املنحنيات
أو ألاعمدة أو الخطوط أو الدوائر النسبية وغيرها .ويطلق على كل من الجداول واملنحنيات
وألاعمدة والخطوط والدوائر النسبية اسم وسائل عرض البيانات .وتدخل هذت الخطوة
ضمن هدل الوصف للمتغيرات والظواهر.
وهناك باحثون يكتفون بهذت الخطوة ما دامم تقدم لهم فكرة عامة عن الظاهرة املراد
بحثها .ولكن باحثين آخرين ال يكتفون بهذت الخطوة بل سعون إلى الحصول على معلومات
477
أكثر دقة عن الظاهرة من حيث أسبابها وعالقاتها .ولهذا ينتقلون إلى خطوة معالجة البيانات
إحصائيا وتفسيرها باستعمال أساليب إحصائية أكثر تطورا.
مالحظة :قبل الانتقال إلى الخطوة التالية ،أريد أن أشير إلى قضية هامة وخطيرة ،مفادها
أن هناك باحثين وخاصة املبتدئين منهم ،يقعون في أخطاء منهجية فادحة يجدون من
الصعب تصحيحها ،ألنهم يكونون قد قطعوا أشواطا كبيرة في البحث ال ستطيعون الرجوع
عنها ،فيضطرون إلى إتمام بحوثهم وهي على تلك ألاخطاء وهذا غير مقبول علميا تماما .ولذا
فإن الباحث قبل أن يقوم بجمع البيانات ،أو يقوم ب ية خطوة أخرم بعدها ،ينبغي عليه أن
يفكر أوال في كيفية جمع البيانات وفي كيفية تصنيفها وتبويبها ،وفي كيفية معالجتها إحصائيا،
ويخطط لكل ذلك منذ قيامه بتحديد املشكلة ووضع الفروض .ألن كل العمل الذي سول
يقوم به بعد ذلك ،يكون هدفه هو اختبار الفروض من أجل حل املشكلة .وإذا لم يخطط
الباحث لكيفية القيام بهذا العمل ،فإن الذي سول ينجيت بعد ذلك ي تي فاقدا لالتساق
والدقة والصدق ،وتكون جهودت كلها ال فائدة منها وتفقد قيمتها العلمية.
الخامسة :املعالجة إلاحصائية املناسبة :الستعمال ألاسلوب إلاحصا ي املناسب،
هناك معايير ينبغي أخذها بعين الاعتبار .وهو موضوع هذت املداخلة ،وسول أستعرضها في
فقرات قادمة.
السادسة :تفسير النتائج املحصل عل ها من املعالجة إلاحصائية :فيتحدث
الباحث عن نتائج بحثه من خالل استعماله ألسلوب إحصا ي معين .فيشير إلى أن الفرض
محل الاختبار صحيحا أم ليس كذلك .فيرفض تبعا لذلك الفرض إلاحصا ي الصفري ويبقي
الفرض إلاحصا ي البديل أو العكس .و ستعمل الداللة إلاحصائية عند الطرل الواحد أو
عند الطرفين وفقا للفرض البديل موجه أم غير موجه( .فؤاد البهي السيد 21 ،1979 ،ـ )26
(محمود السيد أبو النيل 22 ،1987 ،ـ ( )24عبد الرحمن عدس 38 ،1982 ،ـ .)45
478
ألاصلي .وهذا الهدل يحققه إلاحصاء الاستداللي (محمود عبد الحليم منس ى .)7 ،1980 ،إذن
توجد فئتان من ألاساليب إلاحصائية حسب أهدافها في البحث هما :
479
.2نظرية الاحتماالت للوصول إلى اختيار البديل املناسب واتخاذ القرار املناسب .وبهذت
الصورة عرل إلاحصاء الاستداللي ب نه علم اتخاذ القرارات عندما تكون البيانات املتوفرة
عن املجتمع غير وافية .و ستعمل إلاحصاء الاستداللي مثال في تحديد ما إذا كان الفرق بين
متوسطين يرجع إلى أخطاء الصدفة في القياس أو املعاينة ،أو يرجع إلى أار حقيقي .أو ما إذا
كان الارتباط بين متغيرين أو أكثر يقوم على اقتران حقيقي في التغير ،أم يقوم على الصدفة.
ويتخذ القرار في إطار قيم احتمالية معينة( .ممدوح عبد املنعم الكناني 8 ،2002 ،ـ ( )9محمد
بونوارة خيار( )4 ،1996 ،فؤاد أبو حطب ،آمال صادق 181 ،1991 ،ـ ( )182كريا الشربي ي،
.)15 ،1990
480
فرقية وفروض ارتباطية وفروض تنبؤية وفروض تفاعلية وفروض عاملية ،وغيرها من املعايير
التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند استعمال ألاساليب إلاحصائية قصد معالجة بيانات
البحث.
ويتجه الاهتمام عادة بالنسبة لتحديد معايير استعمال إلاحصاء في البحوث النفسية
َْ
(املعلمي) والتربوية إلى إلاحصاء الاستداللي الذي يتفرع إلى فرعين هما :إلاحصاء البارامتري
َْ
(الالمعلمي) ،Nonparametricولكل منهما معايير parametricوإلاحصاء الالبارامتري
وشروط استعمالها في املعالجات إلاحصائية للبيانات .ملا لهذا النوع من إلاحصاء من أهمية
في اختبار فروض البحث وتعميم النتائج من العينة إلى املجتمع ألاصلي الذي أخذت منه
العينة ،كما أشرت إلى ذلك سابقا.
ويخضع اختيار الاختبار إلاحصا ي الاستداللي املناسب ،بارامتري أو البارمتري ،ملجموعة
من الشروط تتعلق بهدل البحث وبنوع الفروض وبطريقة جمع البيانات الرقمية من عينات
البحث وبمستويات القياس وبحجم العينة وبعدد العينات وبمدم تجانسها أو عدم تجانسها
وبنوع املتغ يرات كمية أو كيفية .ولكن الخاصية ألاساسية لالختبار إلاحصا ي الاستداللي
املناسب هي أن يكون قويا .وقوة الاختبار إلاحصا ي تكمن في قدرته على رفض الفرض
الصفري عندما يكون في حقيقته ليس صحيحا .بمع ى أنه إذا كانم ال توجد ارتباطات بين
املتغيرات ،أو ال توجد فروق بين العينات ،أو ال يمكن التنبؤ بعالقة معينة ،كما تذهب إلى
ذلك نظرية البحث ،وتبينه نتائج الدراسات السابقة ،فإن الاختبار إلاحصا ي ،إذا كان قويا،
عليه أن يثبم ذلك( .فؤاد أبو حطب ،آمال صادق 181 ،1991 ،ـ .)182
ووفقا للشروط السابقة املتعلقة باختيار ألاسلوب إلاحصا ي الاستداللي املناسب الختبار
فروض البحث ،س تناول فيما يلي مجموعة من معايير استعمال إلاحصاء في البحوث النفسية
والتربوية.
481
املع ر عنها في البيانات( .صفوت فرج 63 ،1989 ،ـ ( )70فؤاد أبو حطب ،آمال صادق،1991 ،
34ـ ( )50كريا الشربي ي 10 ،1990 ،ـ ( )11ليونا تايلر 22 ،1983 ،ـ .)25
482
َ
بترتيب ألايخا أو الفئات وفق ما يتوافر لديها من مقدار أو ك ّم وجود الظاهرة أو املتغير.
فإذا قام بتصنيف ألافراد مثال إلى متزوجين وعياب ،فإنه يمكن ترتيب املتزوجين من أكثر إلى
أقل حسب عدد سنوات اليواج ،ويرتب العياب كذلك حسب عدد سنوات عيوبيتهم بعد أن
يحدد السن القانونية لليواج .ويمكن كذلك ترتيب الطالب حسب درجاتهم في الامتحانات،
وترتيب مجموعة من الطالب حسب درجاتهم في امتحان مادة معينة مقابل ترتيبهم في مادة
أخرم ،بهدل معرفة مدم ارتباط التفوق في مادة معينة بالتفوق في مادة أخرم ،كالرياضيات
والفيزياء مثال وهكذا .بمع ى أنه في املستوم الرتبي يرتب ألافراد في سلسلة تبدأ من ألاكثر إلى
ألاقل ومن ألاعلى إلى ألادن ومن ألاقوم إلى ألاضعف بناء على الظاهرة أو املتغير املطلوب
بحثه .وفي املستوم الرتبي كذلك ال يصلح استعمال عمليات الجمع أو الطرح أو الضرب أو
القسمة .ألنه ما الفائدة من جمع ألاول +الثاني ،أو طرح الرابع من السابع ،أو ضرب الثالث
في الرابع ،أو قسمة الثامن على الرابع .فكل ما يمكن فعله هو عمليات ترتيبية مثل :أك ر من،
أقوم من ،أفضل من ...وهكذا.
ومن ألاساليب إلاحصائية التي تقوم على املستوم الرتبي ويمكن استعمالها هي ما يلي :
إلاحصاء الوصفي :الوسيط ،املئينيات ،إلارباعيات.
إلاحصاء الاستداللي الختبار الفروض :معامل ارتباط سبيرمان ،معامل جاما ،معامل
ارتباط كندال ،معامل اتفاق كندال ،معامل اتساق كندال ،اختبار كوملوجرول ـ سمير نول
لعينتين ،اختبار مان ـ وت ي ،اختبار ولكوكسن ،اختبار إلاشارة ،طريقة كروسكال واليس،
تحليل التباين لفريدمان.
483
كذلك أن نقول أن مشكلة رياضية التي يقدر على حلها طفل نسبة ذكائه تساوي 100درجة،
يمكن أن يقدر على حلها طفالن نسبة ذكاء كل واحد منهما تساوي 50درجة .والسر في كل
هذا عود إلى أن القياس في مستوم املسافات املتساوية ال يتوفر على الصفر الحقيقي
الرياض ي ،أي انعدام الظاهرة أو املتغير .فال يمكن أن نقول مثال :تنعدم مشاعر القلق عند
فرد ما ،أو ال توجد إطالقا أية دافعية عند فرد آخر .إن املتغيرات النفسية في مستوم
املسافات املتساوية تتو ع اعتداليا ،بمع ى أن الفروق ف ها كمية وليسم نوعية ،فكل ألافراد
توجد لديهم مقادير معينة من متغير القلق والدافعية والعجي والذكاء وغيرها.
ومن ألاساليب إلاحصائية في مستوم املسافات املتساوية ويمكن استعمالها ما يلي :
إلاحصاء الوصفي :املتوسط الحسابي ،الانحرال املعياري ،التباين ،التو ع الاعتدالي.
إلاحصاء الاستداللي الختبار الفروض :معامل ارتباط بيرسون ،اختبار "ت" ،تحليل
التباين ،تحليل الانحدار املتعدد ،التحليل العاملي ،تحليل التغاير.
مالحظة هامة.
ألفم انتبات اليمالء الباحثين في علم النفس والتربية إلى جانب هام في مجال استعمال
إلاحصاء بطرق صحيحة ،وهو أن ألاساليب إلاحصائية الاستداللية الالبارامترية الختبار
الفروض تستعمل البيانات التي تقاس على مستوم التسمية والتصنيف ومستوم الرتبة .أما
ألاساليب إلاحصائية الاستداللية البارامترية الختبار الفروض فتستعمل البيانات التي تقاس
على مستوم املسافات املتساوية .كما أشير كذلك إلى أن املتغيرات في املستويين الاسمي والرتبي
متغيرات نوعية ،أما املتغيرات التي تقاس في مستوم املسافات املتساوية فهي كمية.
484
تكون العينة ممثلة للمجتمع ألاصلي الذي سحبم منه ،ألنه كل ما كانم العينة ممثلة أمكن
تعميم النتائج بثقة كبيرة .ويتحقق التمثيل إما بالسحب العشوا ي للعينة ،أو بك ر حجمها.
وبالنسبة لخصائ العينات املناسبة لألساليب إلاحصائية البارامترية وألاساليب
إلاحصائية الالبارامترية ،فإنها تختلف فيما بينها في الجوانب التالية ( :عيو عفانة39 ،1996 ،
ـ ( )40فاروق السيد عثمان 288 ،1989 ،ـ ( )292كريا الشربي ي.)72 ،1990 ،
.1في ألاساليب إلاحصائية البارامترية شترط أن تسحب العينة من املجتمع بطريقة
عشوائية .بينما في ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية ال شترط السحب العشوا ي للعينة.
.2في ألاساليب إلاحصائية البارامترية ينبغي أن يكون حجم العينة أك ر من 30حالة.
بينما ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية تصلح للعينات الصغيرة والكبيرة.
.3في ألاساليب إلاحصائية البارامترية ينبغي أن تكون تو عات العينات اعتدالية (ألن
متغير البحث كمي) .بينما في ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية تكون تو عات العينات حرة
(ألن متغير البحث نوعي /كيفي).
ْ ََ
.4في ألاساليب إلاحصائية البارامترية شترط وجود معلومات حول معلمات املجتمع
(يكون للمجتمع ألاصلي نفس املتوسط الحسابي ونفس الانحرال املعياري كالذي للعينة).
َْ
معل َمات بينما في ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية ال شترط وجود هذت املعلومات عن
املجتمع.
485
تشير إلى مع ى كمي ويكون املتغير كميا .وتقاس بيانات هذت املتغيرات على مستوم املسافات
املتساوية.
أما إذا كانم القيمة إلاحصائية ال تشير إلى مقدار الخاصية عند الفرد ،بل تشير إلى
وجودها أو عدم وجودها عندت مثل :ريفي ـ حضري ،أو ذكر ـ أنثى ،أو أعيب ـ متزوج ،أو أمي ـ
متعلم وغيرت ،فإن ذلك شير إلى تصنيف نوعي ،وبكون املتغير نوعيا .وتقاس بيانات هذت
املتغيرات على مقاييس املستوم الاسمي ومقاييس املستوم الرتبي ( .كريا الشربي ي،1990 ،
22ـ .)23
ونوع املتغير من حيث هو كمي أو نوعي ،عت ر معيارا الختيار ألاسلوب إلاحصا ي املناسب
الختبار الفروض .ومن هذت الناحية فإن ألاساليب إلاحصائية البارامترية وألاساليب
إلاحصائية الالبارامترية ،تختلف فيما بينها في معالجة البيانات إلاحصائية في الجوانب التالية:
.1في ألاساليب إلاحصائية البارامترية تقاس املتغيرات املراد دراستها سواء كانم مستقلة
أو تابعة على مقاييس املسافات املتساوية .بينما في ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية تقاس
املتغيرات على مقاييس مستوم التسمية ومستوم الرتبة.
.2ألاساليب إلاحصائية البارامترية تتطلب بيانات كمية (الدرجات) عن املتغيرات .بينما
ألاساليب الالبارامترية تتطلب بيانات نوعية (عدد الذكور وعدد إلاناث الذين أجابوا بنعم أو
ال ،عن سؤال مثال).
.3ألاساليب إلاحصائية البارامترية أكثر قدرة على معالجة التفاعل بين متغيرين أو أكثر
ب سلوب تحليل التباين الثنا ي أو الثالثي ف كثر .بينما ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية ال
تستطيع ذلك إال في حالة تحليل التباين لفريدمان.
486
إلاحصا ي البارامتري فيتوصل إلى رفض الفرض الصفري عندما يكون حجم العينة كبيرا
فقط .ويقولون إنه في العينات الكبيرة جدا يكون أي فرق بسيط أو ارتباط بسيط دالا
إحصائيا .وهنا ربما ال يكون للفرق أو لالرتباط داللة نفسية عملية ،رغم وجود الداللة
إلاحصائية.
أما الفريق الثاني فيعتقد أن ألاسلوب إلاحصا ي البارامتري هو ألاقوم ما دام عتمد على
العينات ذات ألاحجام الكبيرة ألنها أقرب إلى تمثيل املجتمع ألاصلي الذي سحبم منه،
ومعرول أن التمثيل هو الخاصية ألاساسية املطلوبة للعينات الجيدة وفق افتراضات إحصاء
العينات .بينما العينات الصغيرة في ألاساليب إلاحصائية الالبارامترية مشكوك في تمثيلها
لخصائ املجتمع الذي سحبم منه .ويدعم هذا الفريق حجته بكون أن أحد ألاساليب
للحد من احتمال الوقوع في الخط نمط 2هو الييادة في حجم العينات.
وللتوفيق بين الفريقين نقول أنه يمكن اعتبار ألاسلوب إلاحصا ي البارامتري أقوم ما
دام عتمد على العينات الكبيرة ،ونعالج ارتفاع الداللة إلاحصائية باستعمال أسلوبين
إحصائيين هما :قوة الارتباط بين املتغيرات ،وحجم ت اير املتغير املستقل في املتغير التابع،
لنتعرل على الداللة النفسية املقابلة للداللة إلاحصائية.
واختيار ألاسلوب إلاحصا ي القوي في معالجته للبيانات ،يجنب الباحث الوقوع في الخط
نمط ،2عند اتخاذ القرارات حول الفرض الصفري .والخط نمط 2يقع فيه الباحث عندما
يقبل الفرض الصفري في الوقم الذي ينبغي استبعادت ألنه في حقيقته فرض خاطئ ( كريا
الشربي ي( )65 ،1990 ،فاروق السيد عثمان 295 ،1989 ،ـ ( )296ج .ملتون سميث،1985 ،
110ـ .)117
وهناك معياران آخران للفرق بين ألاساليب إلاحصائية البارامترية وألاساليب إلاحصائية
الالبارامترية في معالجة البيانات وهما :
.1ألاساليب إلاحصائية البارامترية أكثر صعوبة وتستغرق وقتا طويال .بينما ألاساليب
إلاحصائية الالبارامترية أسهل استعماال وأسرع إنجا ا.
.2في ألاساليب البارامترية وعند حساب معامل ارتباط بيرسون ،ينبغي أن تكون العالقة
بين املتغيرين عالقة خطية .بينما في ألاساليب الالبارامترية ال يتطلب وجود عالقة خطية بين
املتغيرين عند حساب معامل الارتباط الرتبي لسبيرمان أو معامل الارتباط الثنا ي.
487
مالحظات نقدية على استعمال ألاساليب إلاحصائية.
أتيحم لكاتب هذت املقالة فر عديدة لالطالع على ألاساليب إلاحصائية املستعملة
ملعالجة البيانات في بعض البحوث النفسية والتربوية ،وخاصة بحوث املاجستير والدكتورات،
وبحوث أخرم للترقية ،تبين منها أن الباحثين ستعملون إلاحصاء بطرق سيئة وال يتقيدون
بالشروط واملعايير املوضوعة لهذا الغرض .ومن هذت ألاخطاء ما يلي :
.1ندرة استعمال إلاحصاء في معالجة نتائج البحوث رغم أن طبيعة بياناتها تتطلب ذلك
لكونها رقمية.
.2عدم إدراك الباحثين أن اختبار الفروض يتم ب ساليب إلاحصاء الاستداللي البارامتري
أو الالبارامتري ،وخالفا لذلك عالجون بيانات بحوثهم بالنسب املئوية (إحصاء وصفي).
.3ندرة إلاحصاء الاستداللي البارامتري والاعتماد أكثر على إلاحصاء الالبارامتري وخاصة
كا.²
.4استعمال إلاحصاء الاستداللي مع عدم ذكر مستوم الداللة إلاحصائية واتجاهها.
.5الخلط بين املصطلحات ذات املع ى إلاحصا ي مثل :التساوي والتجانس.
خاتمة وتوصيات.
تناولم الدراسة معايير استعمال ألاساليب إلاحصائية ملعالجة البيانات في البحوث
النفسية والتربوية ،وطرحم االاة أسئلة أجابم عنها تباعا .حيث تمم إلاشارة إلى دور
إلاحصاء في مجال ممارسة البحث العلمي في شتى العلوم والتخصصات وأهميته في معالجات
بيانات البحوث وإضفاء الطابع العلمي عل ها ،ام تم التركيز على معايير وشروط استعمال
ألاساليب إلاحصائية الاستداللية البارامترية والالبارامترية ضمن أربعة معايير هي :مستويات
القياس ،طبيعة العينات وعالقاتها باملجتمع ،طبيعة املتغيرات ،قوة الاختبار إلاحصا ي .ام
انتهم املقالة ببعض املالحظات حول طرق استعمال إلاحصاء في البحوث النفسية والتربوية
الجامعية في الجيائر .وبهذا تكون هذت الدراسة قد أجابم عن أسئلتها وحققم أهدافها.
وبعد ما ورد في هذت الدراسة ،أقترح التوصيات التالية :
.1الاهتمام باالتجات السيكومتري وطرقه في البحث.
.2إعطاء أهمية للحصاء بصفته أحد فنون البحث العلمي.
.3الاهتمام بالتمكن في إلاحصاء معرفة وممارسة.
488
.4العمل على تكوين الباحثين في استعمال إلاحصاء منذ مرحلة الدراسة الجامعية
ألاولى.
.5التركيز على تكوين الطالب الباحثين في أساليب استعمال إلاحصاء في البحث العلمي.
.6التدريب على الكتابة ألاكاديمية لألطر النظرية للبحوث.
.7لفم انتبات ألاساتذة املشرفين إلى توخي الجدية في متابعة وتكوين الباحثين املبتدئين.
.8التدريب على عرض ومناقشة نتائج البحوث.
489
490
مراجع الفصل الثالث عشر
1ـ ج .ملتون سميث ( .) 1970الدليل إلى إلاحصاء في التربية وعلم النفس .ترجمة :إبراهيم
بسيوني عميرة ( .)1985الطبعة الثانية .دار املعارل بمصر.
2ـ دوجالس ماكنتوم ( .)1967إلاحصاء للمعلمين .ترجمة :إبراهيم بسيوني عميرة (.)1989
الطبعة الخامسة .دار املعارل بمصر.
3ـ كريا الشربي ي ( .)1990إلاحصاء الالبارامتري في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية.
مكتبة ألانجلو املصرية.
4ـ صفوت فرج ( .)1989القياس النفس ي .الطبعة الثانية .ألانجلو املصرية.
5ـ عبد الرحمن عدس ( .)1982مبادئ إلاحصاء في التربية وعلم النفس :مبادئ إلاحصاء
الوصفي .الجيء ألاول .الطبعة الثالثة .منشورات مكتبة النهضة إلاسالمية ـ عمان ـ ألاردن.
6ـ عبد الرحمن عدس ( .)1997مبادئ إلاحصاء في التربية وعلم النفس :إلاحصاء التحليلي.
الجيء الثاني الطبعة الثانية .دار الفكر ـ عمان ـ ألاردن.
7ـ عيو عفانة ( .)1996قوة كفاءة بعض الاختبارات إلاحصائية الالبارامترية مقابل الاختبار
إلاحصا ي البارامتري "ستيودنم" للعينات الصغيرة والكبيرة املرتبطة إحصائيا .التقويم
والقياس النفس ي والتربوي العدد السابع .كلية التربية ـ غية بفلسطين.
8ـ فاروق السيد عثمان ( .)1990دراسة مقارنة بين الاختبارات البارامترية والاختبارات
الالبارمترية .مجلة كلية التربية باملنصورة.
9ـ فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث وطرق التحليل إلاحصا ي في العلوم
النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .مكتبة ألانجلو املصرية.
10ـ فؤاد البهي السيد ( .)1979علم النفس إلاحصا ي وقياس العقل البشري .القاهرة ،دار
الفكر العربي.
11ـ ليونا تايلر ( .)1983الاختبارات واملقاييس .ترجمة :سعد عبد الرحمن .مراجعة :محمد
عثمان نجاتي .القاهرة ،دار الشروق.
12ـ محمد بونوارة خيار ( .)1996مبادئ إلاحصاء .منشورات جامعة باتنة.
13ـ محمود السيد أبو النيل ( .)1987إلاحصاء النفس ي والاجتماعي والتربوي .بيروت ،دار
النهضة العربية.
14ـ محمود عبد الحليم منس ى ( .)1980مقدمة في إلاحصاء النفس ي والتربوي .دار املعارل.
491
15ـ ممدوح عبد املنعم الكناني ( .)2002إلاحصاء الوصفي والاستداللي في العلوم السلوكية
والاجتماعية .الطبعة الثانية .القاهرة ،دار النشر للجامعات.
492
الفصل الرابع عشر
مناهج البحث النفس ي بين التصنيفات وإلاجراءات ومالحظات أخرم
بسبب جهلنا املخجل بمناهج البحث العلمي النفس ي وإجراءاتها امليدانية ،وارتكاب أخطاء
قاتلة ف ها ،ن رر ذلك بوجود وجهات نظر عديدة ف ها ،ونقول ذلك بارتياح شديد ،ألننا وجدنا
ما نغطي به جهلنا ،ويريحنا من شعورنا بالذنب ،وهنا ينبغي التمييز بين جانبين في مناهج
البحث النفس ي :
ألاول :تصنيفات املناهج في البحوث النفسية ،وهذت توجد ف ها وجهات نظر عديدة بين
املؤلفين في علم النفس والتربية.
الثاني :مناهج البحوث النفسية امليدانية ،وهذت ال توجد وجهات نظر في إجراءاتها.
493
ج) التصنيف حسب درجة التحكم في املتغيرات ،ويتضمن .1 :منهج املتغير البعدي.2 .
املنهج الارتباطي .3 .املنهج التجريبي .4 .املنهج شبه التجريبي.
د) التصنيف حسب أهدال الدراسة ،ويتضمن .1 :املنهج الوصفي .2 .املنهج التفسيري.
.3املنهج التحكمي( .فؤاد أبو حطب ،آمال صادق.)1991 ،
494
تكون العينة جيدة ،وقد فقدت املجتمع الذي سحبم منه ،والذي ينبغي أن تمثله ،وتعمم
نتائجها عليه ؟
6ـ وإذا استعمل الباحث وجهة نظرت ،وتخلى عن حساب الشروط السيكومترية ألدوات
القياس ،بطريقة إحصائية صحيحة ،هل تكون نتائج البحث محل اقة ؟
7ـ وإذا تخلى الباحث عن التعامل مع العائد من البحث ،وقدم بدال منه قوائم أو لوائح
بالتوصيات والاقتراحات ،هل يمكن معرفة ما هي إسهامات البحث بالنسبة ملوضوعه؟
وعندما يتقيد الباحثون بإجراءات البحوث امليدانية ،بصفتهم أهل تخص واحد ،فهم
يتحداون ويتواصلون بلغة واحدة ،ويتوصلون إلى فهم وحد ،وعلم واحد ،وإسهامات علمية
متناسقة ،أما إذا كان لكل باحث وجهة نطر في منهج إنجا البحث النفس ي امليداني ،فكيف
يفهمون بعضهم البعض ؟ وكيف يتعرفون على إسهامات بحوثهم ؟ وكيف تتم املقارنة بين
نتائج بحوثهم في موضوع واحد ؟ وكيف ساهمون في نمو العلم ؟ وكيف يمكن إعادة البحث،
في الدراسات التوكيدية؟
إذا كانم مناهج البحث تقوم على وجهة نظر الباحثين ،فإن العلم والبحث العلمي ،سول
يفقدان أهم خاصية لهما على إلاطالق ،التي ال تقوم للعلم والبحث العلمي قائمة إال بالتقيد
بها ،وهي املوضوعية ،ألن "وجهة نظر" تع ي الذاتية ،والذاتية ال تطور العلم ،بل تؤخرت
وتلغيه.
إن املنهجية قواعد ومبادئ وإجراءات ،قد يمدنا بها املنطق وفلسفة العلم ،إن سؤال
البحث أو الفرضية ،فإذا كان مصدرهما النظرية فهذا استنباط ،وإذا كان مصدرهما نتائج
الدراسات السابقة ،فهذا استقراء ،والعينة ،وهي جيء من كل ،فهذا ع ي أن املعاينة
استقراء ،كذلك.
495
تنفيذت تتعلق ببحث أو دراسة حالة ،للتعرل على عوامل قلقها وصراعاتها .واملنهج املسحي،
سم هكذا ،ألن إلاجراءات التي تؤدم عند تنفيذت ،تتعلق بعملية مسح واسعة تشمل عينات
كبيرة من ألاصل العام.
496
أدري كيف توصلوا إلى قيمة الانحرال املعياري للمتوسط الوهمي ،وحدث أن قرأت مرجعا
في املقاييس والاختبارات النفسية ،ملؤلف أردني ،تحدث فيه عن املتوسط الفرض ي باستعمال
عدد بنود املقياس وعدد البدائل ،فمثال؛ إذا كان املقياس يتكون من 30بندا ،ويجاب عنها
ضمن بديلين :نعم /ال ،ويصحح بمنح درجة 1أو صفر ،فإن املدم النظري للدرجات يقع بين
:صفر ـ 30درجة ،واملتوسط ،هو 15 :درجةّ ،
وأعد حاليا دراسة نقدية ملضمون هذا الكتاب.
واملثير لالنتبات هنا ،ألي باحث ،أن املتوسط الوهمي ،هذا ،يطلق عليه "متوسط فرض ي"،
وينبغي هنا أن نس ل :ما هي مصادر الفرض؟ هل هي الوهم ؟ إن الطريقة العلمية للحصول
على املتوسط الفرض ي ،هي إما أن يضعه خ راء في املتغير محل البحث ،أو يتحصل عليه
الباحث من نتائج الدراسات السابقة حول متغير البحث ،لعينات لها نفس خصائ عينة
البحث الذي بصدد إنجا ت.
واليمالء الذين يطلبون من طالبهم إظهار مستوم كل عينة في متغير البحث ،قبل إجراء
املقارنة ،إنهم عتمدون على وجهة نظرهم ،ولكن ،ألم يالحظوا هذا املستوم بمجرد الحصول
على املتوسط الحسابي لكل مجموعة ،ام يتعرفون عليه بمستوم دال عند املقارنة بين
املجموعتين أو بين املجموعات ب ساليب إلاحصاء الاستداللي ؟ إننا نمارس البحث العلمي
وعقولنا تائهة.
497
يفقد طابعه وملكيته الشخصية ،ويصير ملكا للنسانية كلها ،ويكون قابال للنقد واملراجعة؛
بالتصحيح والتعديل والتغيير والرفض وإلاضافة وغيرها ،وال يجو لصاحبه أن عترض على
ذلك ،ألنه إذا منع كل باحث وكل منظر ،املساس بإنتاجه العلمي ،ال يتطور العلم أبدا.
ُ
وأدرجم هذت املالحظة ،ألن هناك باحثين في جامعاتنا يرفضون ويتحرجون كثيرا من
املالحظات النقدية التي تقدم ألعمالهم البحثية .والحقيقة ،أن النقد ال يقدم إل هم
ك يخا ،بل يقدم ألعمالهم ،وهناك فاصل واضح بين الشخ وما أنجيت.
498
امللتقيات العلمية ؟ وهذا في جامعاتنا فقط ،فامللتقيات أو اللقاءات العلمية في الجامعات،
يطلق عل ها " :برملانات العلماء".
ملاذا يقحم طالب صغار ،ما الوا في بداية الطريق ،في قضايا معقدة ،لم تصل عقولهم
إل ها بعد ،وهي أك ر من فهمهم ،فتمأل بهم مدرجات امللتقيات ،و سمعون الانتقادات املوجهة
إلى أعمال أساتذتهم ،فيضطر هؤالء إلى مغادرة امللتق ،وفي مقابل ذلك ال ستفيد الطالب
مما يقدم في هذت امللتقيات ؟ إن الطالب الجامهي ،ماذا يريد بالضبط ،فهو يريد تعليما
جيدا؛ من حيث كفاءة ألاساتذة ،وانضباطهم ،ويريد جودة املناهج التعليمية ،وجودة
إلاشرال العلمي ،وجودة التسيير ،وجودة إلارشاد والتوجيه ،إذا كان في حاجة إليه ،ام يصعد
في ساللم املعرفة العلمية بتدرج ،متجها إلى قمتها.
499
العلمية ،برقي أساتذتها ،ورقي برامجها البحثية ،ويوصف إلانتاج العلمي ب نه جيد من حيث
منهجه العلمي ونتائجه املفيدة نظريا وتطبيقيا ،وتوصف الاختبارات واملقاييس النفسية،
ب نها ذات سمعة جيدة في قياس املتغيرات التي وضعم لقياسها.
إن البحث العلمي يمارس وفق أحكام وضوابط صارمة ،تدعى مناهج البحث العلمي،
تؤدم وفق إجراءات بحثية ميدانية ،أو غير ميدانية ،محددة ،ينبغي أن يلتزم بها كل باحث، َّ
إذا أراد أن يدرج بحثه ضمن خانة البحث العلمي الجيد ،بغض النظر عن الجامعة التي
يقوم البحث علىينتمي إل ها ،ويبحث ف ها .وال توجد أحكام تقييمية عاملية ،معايير أو غيرهاّ ،
يقوم البحث العلمي ،بالجودة أو بالرداءة ،من خالل اتباعه أساسها ،إذا كان جيدا أو رديئاّ ،
للمنهج العلمي الصحيح ،ومن خالل الفائدة التي تج ى منه.
إن علم النفس ،كغيرت من العلوم التي أنتجها العقل البشري ،عت ر تخصصا له موضوع
محدد يتناوله بالبحث ،وله علماء متخصصون في موضوعهّ ،
ويحدد كل من املوضوع والعلماء
املتخصصين ،هويته كعلم مستقل يتميز عن غيرت من العلوم ألاخرم.
لنلتزم بهوية العلم والبحث العلمي ،ونصفه بما يالئم طبيعته وخصائصه ،ونبتعد عن
ألاوصال التي ال تليق به ،ون تي بها من خارجه.
ونفس هذا الاندفاع ،الحظته كذلك لدم بعض اليمالء ،الذين ينتقدون اختبارات
ومقاييس نفسية ،ب نها غير صالحة ،ألنها ال ت خذ خصائ املجتمع الجيائري بعين الاعتبار،
في الوقم الذي ال ستطيعون تحديد خصائ املجتمع الجيائري التي يتحداون عنها،
ويكتفون بإاارة هذت القضية ،التي تثير بدورها حيرة وقلقا لدم الباحثين حديثي العهد
بالقياس النفس ي وناق ي الخ رة في هذا املجال.
ّ
ونتحمل مسؤلياتنا. علينا أال نتحدث إال بما نحسن،
500
كتابة فصل كامل عن املراهقة ،فهو عمل "نشا " ،وال م رر له ،وال يصح كذلك ،تعريف
املراهقة إجرائيا ،ألنها ليسم متغيرا كميا وال تقاس ،وال مفهوما مجردا في بحث ميداني ،أما
املكان ،من تقرير البحث ،الذي ينبغي إلاشارة فيه إلى املراهقة ،هو مناقشة النتائج ،حين يجد
الباحث ضمن نتائج بحثه ،ما يتعلق بخصائ ألافراد في هذت املرحلة ،فيقدم مساهمة
ّ
مصرية، علمية واضحة وبطريقة صحيحة( .حدث أن اطلعم على بحث عرفم فيه باحثة
كذلك ،املراهقة تعريفا إجرائيا) .وهناك فرق بين أن يذكر الباحث في عنوان بحثه لفظ
"املراهقة أو املراهق" ،ويذكر في عنوان بحث آخر "تالميذ التعليم املتوسط" أو "تالميذ التعليم
الثانوي" .ففي العنوان ألاول ،يمكنه أن عرل املراهقة ،ولكن ليس إجرائيا ،ويتحدث عن
املراهق أو املراهقين ،ليس كمفهوم فيعرفه ،بل يتحدث عنه كعينة ،أما في العنوان الثاني
فال يتحدث إطالقا عن املراهقة واملراهقين ،إال عند مناقشة نتائج البحث.
501
2ـ هل يمكن أن ينمو الذكاء ،أو يحدث فيه تغيير ،ملجرد تعرض الصغار لت اير بيئي،
كاملرور بمرحلة التعليم التحضيري ؟
منذ أن بدأ علماء النفس يبحثون في الذكاء ،بداية القرن العشرين ،والجدل قائم بينهم،
حول مس لة شائكة ،وهي :هل الذكاء وراثي أو بيئي ؟ ولالختصار ،فقد استقر ألامر ،إلى حد
كبير ،على أن الذكاء في معظمه وراثي ،وال تضيف البيئة إليه إال شيئا قليال .حتى أن البحث
في هذا املوضوع توقف .وبناء على هذا ألاساس ،فإن البحث في هذا املوضوع ،ال جدوم منه.
وال يقدم شيئا جديدا ،وذا فائدة .وألافضل ،البحث في آاار آخرم يحدثها الالتحاق بالتعليم
التحضيري في السلوك ،مثل جوانب التوافق املدرس ي والتوافق الاجتماعي ،واكتساب مهارات
اجتماعية أو تواصلية .أو مهارات القراءة والكتابة.
إنه ،وقبل البدء في البحث النفس ي ،ينبغي الاطالع على حقائق علم النفس ،التي تراكمم
لعقود من اليمن ،وأخذها بعين الاعتبار.
502
املراجع
1ـ دونالد آري ،لوس ي شيزر جاكوبس ،أسغار را افيه ( .)2004مقدمة للبحث في التربية.
ترجمة :سعد الحسي ي .الطبعة ألاولى .دار الكتاب الجامهي ـ إلامارات العربية املتحدة.
2ـ صالح بن حمد العسال ( .)1995املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية .الطبعة ألاولى.
الرياض ،مكتبة العبيكان.
3ـ عبد الحليم محمود السيد وآخرون ( .)1990علم النفس العام .الطبعة الثالثة .القاهرة،
مكتبة غريب.
4ـ فؤاد أبو حطب ،آمال صادق ( .)1991مناهج البحث والتحليل إلاحصا ي في البحوث
النفسية والتربوية والاجتماعية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
503
504
الفصل الخامس عشر
دور املقارنات بين ألافراد واملجموعات ملعرفة مستوياتهم
في الخصائ النفسية
مقدمة.
تجرم بحوث ميدانية ،شرقا وغربا ،في مستويات؛ الليسانس ،واملاستر ،والدكتورات،
وبحوث الترقية ،بهدل معرفة "مستوم" خاصية نفسية معينة ،لدم عينة سحبم من
مجتمع معين ،وفيما يلي أمثلة لعناوين هذت البحوث " :مستوم الاحتراق النفس ي لدم
املرشدين التربويين"" ،مستوم الرضا املنهي لدم معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة"" ،مستوم
الذكاء الوجداني لدم مديري املدارس الثانوية" .وملعرفة مستوم الخاصية النفسية ،تسحب
عينة واحدة ،تعالج بياناتها بمقارنة متوسط حسابي تجريبي ،تم الحصول عليه من درجات
تلك العينة ،بمتوسط حسابي فرض ي (ليس له عينة) ،يؤت به بقسمة عدد بنود املقياس
املستعمل في البحث (لم يجب عن بنودت) على اانين ،وناتج القسمة هو املتوسط الحسابي
الفرض ي ،فمثال ،إذا كان عدد بنود املقياس 30بندا ،يجاب عنها ضمن بديلين هما :نعم/
ال ،وتتراوح الدرجة النظرية الكلية الخام عليه بين :صفر ـ 30درجة ،فإن قسمة = 2 ÷ 30
،15وهو املتوسط الحسابي الفرض ي .وإذا كان هذا املقياس نفسه يجاب عنه ضمن االاة
بدائل ،تعط درجات :صفر .2 ،1 ،فتتراوح الدرجة النظرية الكلية الخام بين :صفر ـ ،60
فإن قسمة ،30 = 2 ÷ 60وهو املتوسط الحسابي الفرض ي.
واملقارنة بهذت الطريقة خاطئة ،وعبث صريح بالبحث العلمي .لنتابع ما ي تي.
ّ
1ـ إن املتوسط الحسابي الفرض ي ،ستعمل في البحث النفس ي ،ولكن ُ عدت خ راء في
متغير البحث (لو س ترمان خبير في الذكاء ،آرون ت .بيك ،خبير في الاكتئاب .جوليان ب .روتر،
خبير في مصدر الضبط .هاني ج .أيينك ،خبير في العصابية والانبساط /الانطواء) ،وال يحسب
من عدد بنود مقياس أصم أبكم ،فهذا ليس متوسطا فرضيا ،بل متوسطا وهميا ،واملتوسط
الحسابي الفرض ي ،هو أيضا كالفرض العلمي ،الذي يخضع لالختبار العلمي ،وال يوضع بهذت
الطريقة ،أي ال ستنبط وال ستقرأ من ال ش يء.
2ـ إن مقارنة متوسط حسابي تجريبي بمتوسط حسابي تجريبي آخر ،أو بمتوسطات
حسابية تجريبية أخرم ،ع ي مقارنة ما يتوفر لدم إحدم العينتيـن أو أكثـر ،بما يتوفر لدم
505
العينة أو العينات ألاخرم ،من نفس الخاصية النفسية (السلوك) ،محل البحث ،وهذا ال
يتحقق باستعمال املتوسط الحسابي الفرض ي الذي لم ستخرج من درجات أي عينة .إن
مقارنة متوسط حسابي تجريبي ،بمتوسط حسابي فرض ي معنات مقارنة خاصية نفسية بال
ش يء.
3ـ إن الخصائ النفسية (السلوك)؛ كالذكاء أو الدافعية ،أو الشعور بالسعادة ،أو
الشعور بالي س ،أو املستوم الاقتصادي ،أو الاتجات نحو العمل السياس ي ،أو امليول الدراسية
واملهنية ،أو القلق ،أو السيطرة ،أو القيم ،أو التفكير إلابداعي ،أو الاتجات نحو آلاخرين ،أو
تقدير الذات وغيرها ،تتوفر لدم كل ألافراد وفق :مبدأ "التـو ع الاعتدالي" للخصائ
النفسية (السلوك) ،أو "التو ع الطبيهي".
506
يبين الشكل رقم ( )5منح ى التو ع الاعتدالي ،وتو ع نسب أفراد املجتمع
بين املتوسط الحسابي :صفر ،والانحرافات املعيارية ،ويبين املساحات بين الانحرافات
املعيارية املتتالية في اتجات ارتفاع الخاصية ،3+ ،2+ ،1+وفي
اتجات انخفاضها .3- ،2- ،1-
507
القراءة الثانية ،وهي أكثر تفصيال للمساحات التي تم تحديدها باالنحرافات
املعيارية.
.1في اتجات الارتفاع في مستوم الخاصية.
إن ألافراد الذين يقعون بين :صفر ،1+ ،ونسبتهم املئوية في املجتمع تساوي ،% 34.10
هم فوق املتوسط في خاصية الشعور بالسعادة.
وألافراد الذين يقعون بين ،2+ ،1+ :ونسبتهم املئوية في املجتمع تساوي ،% 13.60هم
املرتفعون في خاصية الشعور بالسعادة.
وألافراد الذين يقعون بين ،3+ ،2+ :ونسبتهم املئوية في املجتمع تساوي ،% 2.10هم
املرتفعون جدا أو املتطرفون في خاصية الشعور بالسعادة.
.2في اتجات الانخفاض في مستوم الخاصية.
إن ألافراد الذين يقعون بين :صفر ،1- ،ونسبتهم املئوية في املجتمع تساوي ،% 34.10
هم تحم املتوسط في خاصية الشعور بالسعادة.
وألافراد الذين يقعون بين ،2- ،1- :ونسبتهم املئوية في املجتمع تساوي ،% 13.60هم
املنخفضون في خاصية الشعور بالسعادة.
وألافراد الذين يقعون بين ،3- ،2- :ونسبتهم املئوية في املجتمع تساوي ،% 2.10هم
املنخفضون جدا أو املتطرفون في خاصية الشعور بالسعادة.
مالحظة .إن تو ع خاصية الشعور بالسعادة ،على املجتمع ،كما تبين في الشكل رقم
( ،)1والقراءتين لتوضيحه ،هو مثال نظري ،وليس فعليا.
508
تتو ع كذلك اعتداليا ،في أطوالها وأحجامها ،وتتو ع ألايجار املثمرة ،كذلك ،اعتداليا في
كميات ما تنتجه من امار .والحجارة كذلك ،تتو ع اعتداليا من أضخمها حجما إلى متوسطها
حجما ،إلى أقلها حجما .والنجوم في السماء ،تتو ع اعتداليا ،كذلك في أحجامها .واملركبات
والسيارات ،تتو ع ،أيضا ،اعتداليا في أحجامها ،وسرعاتها ،وقدراتها على الحمولة .واملستوم
الاقتصادي (الغ ى /الفقر) لألفراد واملجتمعات ،يتو ع كذلك ،اعتداليا؛ هناك مرتفعو
املستوم الاقتصادي ،ومتوسطو املستوم الاقتصادي ،ومنخفضو املستوم الاقتصادي،
وحتى البناءات ،هناك بناءات عالية جدا (ناطحات السحاب ،وبناءات متوسطة الارتفاع،
وبناءات منخفضة ،ذات طابق واحد.
إن مبدأ "التو ع الاعتدالي" ،خاصية طبيعية واابتة في كل ألاشياء والظواهر
واملخلوقات ،واملوجودات ،ومبدأ صادق وقوي ،في كل العلوم الطبيعية ،التي سبقم في
النشوء ،العلوم الاجتماعية وإلانسانية ،مثل علم النفس.
509
6ـ إن الخصائ النفسية كمية ،أي تقاس.
7ـ إن الخصائ النفسية تتو ع اعتداليا ،أي تتدرج من أقلها وجودا ،إلى متوسطها
وجودا ،إلى أكثرها وجودا ،فمن الطبيهي قياسها بتدرج ،كذلك ،إذا كان القياس ب سلوب
التقرير الذاتي ،توضع االاة بدائل ،أو اختيارات ،للجابات ،تتدرج كما ي تي :ال ،قليال ،كثيرا.
وهي بدائل بسيطة ،يفهمها جميع املفحوصين ،من جميع ألاعمار أعلى من مرحلة الطفولة،
ومن جميع املستويات التعليمية أعلى من مرحلة التعليم الابتدا ي .ويمكن توسيعها إلى أربعة
بدائل ،هي :ال ،قليال ،متوسطا ،كثيرا .أو خمسة بدائل ،هي :ال ،قليال ،متوسطا ،كثيرا ،كثيرا
جدا .أما البدائل ألاخرم مثل :أبدا .وأحيانا ،وتنطبق وال تنطبق .ودائما ،التي ستعملها بعض
الباحثين ،ليسم مقبولة ،والحظم أن بعض املفحوصين ال يفهمونها.
8ـ إن املقارنات التي تجرم بين ألافراد ،أو بين املجموعات ،في الخاصية النفسية ،تتم
باستعمال بيانات ومعايير "تتعلق بالخاصية نفسها" ،كاملتوسطات الحسابية والانحرافات
املعيارية ،ملعرفة ما يتوفر منها لدم كل فرد ،أو لدم كل مجموعة.
ُ
9ـ تفسر درجة الفرد على خاصية نفسية معينة ،بمدم قربها من ،أو بعدها عن معيار
جماعي مستخرج من املجموعة التي أدت معه على نفس الخاصية النفسية (باستعمال
متوسط حسابي تجريبي وانحرال معياري تجريبي) .وتفسر درجة وجود خاصية نفسية معينة
لدم مجموعة معينة ،بمقارنتها بدرجة وجود نفس الخاصية النفسية لدم مجموعة أخرم
أدت معها على نفس الخاصية (باستعمال إحصاءات استداللية للمقارنات؛ اختبار "ل"،
اختبار "ت" ،اختبار "كا.)......"²
وآلان ،أين هو املتوسط الحسابي الفرض ي (الخرافة) ،من كل هذا.
إن مقارنة متوسط حسابي تجريبي ،بمتوسط حسابي فرض ي (كما ستعمل في الكثير من
البحوث ،كما أشرت) ،معنات مقارنة خاصية نفسية بال ش يء( ،فاملقياس الذي لم يجب عن
بنودت ،ليس سلوكا فعليا ،بل هو مجرد عبارات صماء خرساء) ،وهذا ال يتفق مع مبدأ
"الخصائ النفسية تتو ع اعتداليا" ،وألافكار إلابستمولوجية املستنبطة منه.
510
مقارنات كثيرة ناجحة ،تسفر عن معلومات هامة وصحيحة عن طبيعة السلوك وحقائقه،
والفروق بين ألافراد واملجموعات ،ك ن تجرم مقارنة بين مرتفهي املستوم الاقتصادي
ومنخفضيه في مشاعر السعادة ،وتجرم مقارنة بين املتزوجين وغير املتزوجين في الرضا عن
الحياة ،وتجرم مقارنات بين االث فئات عمرية في النظرة إلى املستقبل ،وتجرم مقارنات بين
ذوي مستويات تعليمية مختلفة في مع ى الحياة وغيرها ،وال يمكن إجراء هذت املقارنات
وغيرها ،ب سلوب علمي صحيح ،إال بفهم مبدأ "السلوك يتو ع اعتداليا".
511
البحث العيادي ومنهج املقارنة.
هل يمكن اعتبار نتائج الدراسات العيادية ،علمية ،في الوقم الذي ال تجرم ف ها أي
مقارنة صريحة بين النتائج املتعلقة باملفحو ،ونتائج ملفحوصين آخرين في املاض ي ،أو في
الحاضر؟
إن الباحث العيادي ،ستعمل أدوات معينة ،ال تتعدم في معظمها املقابلة العيادية
والاختبارات إلاسقاطية ،لجمع معلومات من املفحو ،ام ستدل منها ملعرفة مشكالت
املفحو وصراعاته ومخاوفه وحاجاته ،دون أن يقارن ذلك ب ي معلومات من مفحو
آخر ،في نفس البحث أو من بحوث أخرم.
512
كلمة "مستوم" في عنوان البحث فقط.
في البحوث التي تتناول التعرل على مستوم خاصية نفسية معينة ،كالتي ذكرتها في
مستهل هذت الورقة ،يتساءل املرء ،فيقول :يا ترم ،كيف تم قياس "املستوم ؟" ،وكيف
تعرل أصحاب هذت البحوث على مستوم الخصائ النفسية التي تنالوها في بحوثهم ؟ وما ّ
املعرفة العلمية ،التي سعون ضافتها بنتائج تلك البحوث ؟ وبعد قراءة محتويات تلك
البحوث ،بهدل اكتساب خ رة منهجية منها ،هناك طبعا مقدمة البحث وإلاطار النظري ونتائج
الدراسات السابقة ،وهناك أسئلة البحث وفرضيات البحث ،وتعريفات مفاهيم البحث،
وهناك نتائج البحث ومعالجات إحصائية وجداول وفروق ودالالت إحصائية ،وهناك مناقشة
وتفسير النتائج ،إال أن القارئ ال يجد في كل ما كتب ف ها أي ذكر لكلمة "مستوم" ،إال ما ورد
في عنوان البحث.
513
إن املتوسط الحسابي خارج املقارنات بين املجموعات ،ليس مؤشرا صحيحا للداللة على
مستوم وجود خاصية نفسية معينة.
تفسر الدرجات في الخصائ النفسية وفق املرجع املعياري ،وهو جماعي ،أما في
التحصيل الدراس ي فيفسر ألاداء الدراس ي وفق املرجع املحكي ،وهو فردي.
514
(وللحصول على مرتفهي الاكتئاب ،قمم بجمع املتوسط الحسابي مع انحرافين
معياريين ،أي ،18.37 = 7.96 + 10.41 :أي 18بالتقريب .وتقع درجاتهم الخام بين 15 :ـ .)18
(وللحصول على املرتفعين جدا في الاكتئاب ،قمم بجمع املتوسط الحسابي مع االاة
انحرافات معيارية ،أي .22.35 = 11.94 + 10.41 :أي 22بالتقريب .وتقع درجاتهم الخام بين
19 :ـ .)22
إذن ،فاألفراد فوق متوسطي الاكتئاب ،هم من حصلوا على درجات خام تتراوح بين 10 :
إلى .14
وانطبق هذا املحك على 71فردا من العينة الكلية (ذكور وإناث) .أي بنسبة % 13.47؛
منهم 51إناث بنسبة .% 9.68و 20ذكورا ،بنسبة .% 3.80أي أن نسبة إلاناث إلى الذكور في
الاكتئاب هي .1 : 2.55 :
أما نسبة متوسطي الاكتئاب من الذكور بالنسبة لعينتهم ،ن = ،217فكانم .% 9.22 :
بينما نسبة متوسطات الاكتئاب من إلاناث في عينتهن ن = ،310فكانم ( .% 16.45 :معمرية،
بشير 141 ،2000 ،ـ .)142
وهذت أيضا مستويات متفاوتة لخاصية الاكتئاب ،تم بحثها بطريقة سيكومترية صحيحة
تماما.
وأخيرا.
ّ
إن الباحثين الذين تعلموا ،خط ،طرقا للبحث النفس ي أو التربوي ،عن طريق السماع،
أو املشاهدة ،ومارسوها ،واطم نوا إل ها ،قد ال يبالون ،حين يقال لهم إن الطريقة التي يبحثون
بها ،وألفوها ،غير صحيحة .ألنهم ،مع ألاسف ،ال ّ
يهتمون ،وال يريدون أن يتعلموا املنهج العلمي
الصحيح ،بل يكتفون بما سمعوت أو شاهدوت ،مرة واحدة ،وتوقفوا عندت .وإذا حدث أن تم
لفم انتباههم إلى املنهجية الصحيحة ،أبدوا تنكرا وإنكارا ،واستمروا في ممارسة الخط .
وابته ،غياب دافعية إلاتقان في معظم ألانشطة املنتجة ،وغياب وساعد على هذا الوضع ّ
ّ ّ
وتخلي الشيوخ عن البحث العلمي ،وتولي الطالب في جميع مراحل اقافة الجودة في املجتمعِ ،
التعليم الجامهي؛ الليسانس ،املاستر ،الدكتورات ،قيادة البحث العلمي ،وممارسته وإنتاجه.
وال يصلح البحث العلمي ،والحال هذت ،أبدا ،وال يصلح أي نشاط منتج قبله أو بعدت.
515
516
املرجع
معمرية ،بشير ( .)2000مدم انتشار الاكتئاب النفس ي بين طلبة الجامعة من الجنسين .مجلة
علم النفس .)53( ،القاهرة ،الهيئة املصرية العامة للكتاب.
517
518
الفصل السادس عشر
كارل بوبر والاستقرائيون ،و "فرضية ضربة الجن" واملوضوعية
والذاتية في العلم
مقدمة.
إن فالسفة العلم؛ من فالسفة ،وعلماء فيزياء ،وعلماء رياضيات ،وعلماء اجتماع ،هم
الذين أسسوا ملناهج البحث العلمي .كانوا يفكرون ب سلوبي الاستدالل؛ الاستقراء
والاستنباط ،منذ عصور إلاغريق ،مرورا بعصور املسلمين ،فالعصور ألاوروبية املتعاقبة إلى
غاية القرن العشرين .وكانم املناقشات إلابستمولوجية لت سيس مناهج البحث العلمي،
تجرم حول أي من التفكيرين الاستدالليين ،أكثر نجاعة نتاج املعرفة العلمية ،وبناء
النظريات العلمية ،فكان البعض يفكرون استنباطيا ،والبعض آلاخر يفكرون استقرائيا،
وعدوا الاستقراء أساس املنهج التجريبي ،أما الاستنباط ،فهو منهج العلوم الصورية، ّ
كالرياضيات واملنطق ،وهذت العلوم ال تضيف شيئا للواقع ،بل تضبط الفكر من الوقوع في
أخطاء .ويقوم الاستنباط على الانتقال من قضية عامة ،أو فكرة عامة ،صادقة ،ستدل منها
على معارل جيئية ،تنتمي بالضرورة إل ها .أما الاستقراء ،فيسير في طريق معاكس ،يبدأ
بمالحظة حقائق جيئية ،ستدل منها على قضية عامة ،أو نظرية .وظل الت كيد لدم البعض
من فالسفة العلم ،والباحثين ،على دور الاستقراء في البحث العلمي التجريبي ،إلى غاية سنة
،1919حين ظهر فيلسول العلم ،النمساوي /كارل بوبر ( ،)1994 – 1902الناقد العنيد
والشرس ،الذي شن هجوما ال هوادة فيه على الاستقراء ،الذي ال ينتج ،في نظرت ،معرفة
علمية يقينية اابتةّ ،
وعدت خرافة.
مثال طريف.
ولتوضيح اختالل إبستمولوجية بوبر عن إبستمولوجية الاستقرائيين في إنتاج املعرفة
العلمية ،إليكم املثال الطريف التالي ،الذي حدث فعال ،ورأيم أنه يصلح للهدل الذي أسهى
إليه.
فتاة ترعى أغنام أسرتها في أحد ألاريال الجبلية ،يقع في عمق جبال ألاوراس ،وفي منحدر
بمكان مرعاها ،يوجد منبع ما ي ،تتدفق مياهه بغيارة في العام الذي يجود فيه فصل الشتاء
519
بتهاطل ألامطار والثلوج ،وتقل في العام الذي شح تهاطلها ،وهذا املنبع معرول لدم سكان
تلك املنطقة ،واملسافرين الراجلين ،الذين يمرون في طريق عمومي قديم ،يوجد بالجهة
الغربية للمنبع .ويطلقون على ذلك املنبع املا ي ،باللغة ألاما غية /الشاوية "ااعوينم م ا رل
ⴼⴻⵔⵥⴰ ⵎ ⵜⵏⵉⵡⵄⴰⵝ" أي عين الفضة ،مياهه جبلية عذبة ،ت رد في فصل الصيف ،وتدف
ُ
في فصل الشتاء ،وكثيرا ما شربم منه ،عندما أكون مسافرا من ذلك الطريق .و طفاء عطشها
في حر فصل الصيف ،شربم الفتاة من ماء ذلك املنبع ،ومساء ،عند بداية الليل ،ظهرت
حم ،الرغبة في القيء ،فتساءل أفراد أسرتها ،عن سبب عل ها ألاعراض التالية :صداعّ ،
هذت ألاعراض ،فطرحوا عل ها بعض ألاسئلة :ماذا أكلم ؟ وماذا شربم ؟ وأين سلكم ؟ وأين
وقفم ؟ وأين جلسم؟ فعرفوا من إجاباتها أنها تناولم أاناء وجبة الغداء فاكهة دون غسلها،
وشربم من ذلك املنبع ،ومباشرة عرفوا سبب تلك ألاعراض ،وهو باللغة ألاما غية /الشاوية
"ااصاضف ⴵⴺⴰⵚⵝⴰ" أي "ضربها الجن" .وفي معتقدات أفراد أسرتها (وهم أخوالي) ،أن
الجن يتواجد في ألاماكن التي تتوفر ف ها منابع مائيةّ ،
وفسروا تلك ألاعراض ،كما يلي :تيامن
وجود الفتاة في املنبع املا ي مع قدوم الجن إليه ،فياحمتهم على املاء ،مما أاار غضبهم،
فاعتدوا عل ها .وال تظهر آاار "ضربة الجن" ،على جسم املضروب في شكل رضوض أو جراح،
ُ ُ
بل تكون داخلية ،ت ِبين عنها أعراض معينة كالتي ظهرت على الفتاة.
فرضية.
نحن آلان أمام فرضية ،مفادها :أن ألاعراض التي ظهرت على الفتاة كانم بفعل "ضربة
الجن".
مالحظة.
إن بناء الفرضيات ليس من اختصا العلماء الباحثين فقط ،بل عامة الناس ،أيضا،
يضعون فرضيات تفسيرية ،للحقائق التي يالحظونها .وبما أن أفراد أسرة الفتاة ليسوا
باحثين ،فقد كان هدفهم من التفسير الذي وضعوت ،هو إيجاد عالج للفتاة ،ب سلوب مناسب،
وفق اقافتهم ألانثروبولوجية.
520
فرضيات للبحث العلمي.
إن فرضية "ضربة الجن" ،ليسم صالحة للبحث العلمي ،سواء لدم كارل بوبر أم لدم
الاستقرائيين.
وهنا ينبغي وضع فرضيات أخرم ،إضافة إلى "فرضية ضربة الجن" .وهي كما يلي.
.1ظهرت أعراض َم َرضية على الفتاة بسبب "ضربة الجن".
.2ظهرت أعراض َم َرضية على الفتاة ألن املاء الذي شربته من املنبع يحتوي على جراايم.
.3ظهرت أعراض َم َرضية على الفتاة بسبب تناولها لفاكهة دون غسلها.
.4ظهرت أعراض َم َرضية على الفتاة بسبب "ضربة شمس".
أمامنا آلان أربع فرضيات تفسيرية ،ملا حدث للفتاة.
التنظير العلمي.
يبدأ التنظير العـلمي ،كـما يلي :يالحـظ العلماء والباحثون الاسـتقرائيون ،الحقائق،
فيضعون فرضيات لتفسير تلك الحقائق ،والحقائق في املثال السابق ،هي ظهور أعراض
حم +الرغبة في ّ
القي ،إضافة إلى الحقائق التالية :شرب مرضية على الفتاة؛ صداع ّ +
الفتاة من منبع ما ي +تناولها لفاكهة دون غسلها +تواجد الفتاة ملدة طويلة تحم حرارة
الشمس .وتتولى النظريات ،بمنهج علمي مناسب ،التعرل على العالقات بين الحقائق لتفسير
ما حدث .وإذا تواصل البحث العلمي في نفس املشكلة ،وتم جمع معلومات كثيرة عن
الحقائق ،تميزت نتائجها باالتساق في تفسير تلك الحقائق ،عندئذ يمكن تسمية ذلك بـ "نظرية
علمية".
521
2ـ املالحظة الحسية .يبدأ الاستقرائيون البحث العلمي باملالحظة ،يالحظون بحواسهم
ظاهرة محيرة ،أو مشكلة( ،مثل حالة الفتاة) ،فيضعون فرضا الختبارت( .وال يبحثون فرض
"ضربة الجن" ألنه ال يمكن مالحظته حسيا) ،وفي حالة الفتاة ،توجد حقائق حسية ،مثل :
قياس درجة حرارة جسمها ،وتصريحها باألعراض.
3ـ فرض البحث .إن الفرض الذي يخت رونه ،هو " :إن ماء املنبع الذي شربم منه
الفتاة كانم به جراايم ،وهي سبب ظهور تلك ألاعراض".
4ـ منهج البحث .ولكي "يؤكدوا" الفرض الذي وضعوت ،و "يتحققوا منه" ،يقومون
بجمع أدلة معقولة استقرائيا لت كيدت ،في تون بعدد معقول من املتطوعين ّ
(عينة) ،شربون
من ذلك املاء ،فإذا ظهرت عل هم نفس ألاعراض التي ظهرت على الفتاة ،كان ذلك ت كيد
للفرض.
522
الفرضية قابلة لالختبار وقابلة للتفنيد ،إذن ،هي علم ،تخت ر تجريبيا ،لتفنيدها ،فإذا ابتم
أمام الاختبارات التجريبية املتكررة ،صارت فرضية معي ة ،يحتفظ بها ،بصورة مؤقتة ،ألنه
ربما تظهر أدلة أخرم تفندها.
حسيون ،والفرضية "ضربة الجن" ،ليسم وضعية، ّ ّ
وضعيون وأخيرا ،إن الاستقرائيين
وليسم حسية ،فال يمكن بحثها .أما بوبر ،فالفرضية "ضربة الجن" مرفوضة بمعيار التمييز،
وهو عدم قابليتها لالختبار وعدم قابليتها للتكذيب.
523
2ـ املرأة البالغة املتزوجة وإلانجاب.
"ابعيطا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .اخميسا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .ارحيال امرأة
بالغة تيوجم ف نجبم .ارهودا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .ا غيدا امرأة بالغة تيوجم
ف نجبم .اسرايا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .اعجاال امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .افروخا
امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .املا و ية امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .النافجا امرأة بالغة
تيوجم ف نجبم .الوا نا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .اهالال امرأة بالغة تيوجم ف نجبم.
ّ
اهماما امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .بايا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .بتوتا امرأة بالغة
تيوجم ف نجبم .بركو امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .بيواشا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم.
بشنانا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .تركية امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .جغموما امرأة بالغة
خدوما امرأة بالغة تيوجم ف نجبم. تيوجم ف نجبم .حدة امرأة بالغة تيوجم ف نجبمّ .
ّ
خضرا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .دايخا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .دلوال امرأة بالغة
تيوجم ف نجبم .ربعية امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .رهوا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم.
رهواجا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .رفا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .عرا امرأة بالغة
تيوجم ف نجبم .غادا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .هوا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم.
ّ
سكورا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .شيشا امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .عرجونا امرأة بالغة
تيوجم ف نجبم .متروجا امرأة بالغة تيوجم ف نجبمّ .نوة امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .نونا
امرأة بالغة تيوجم ف نجبم .و ع ي هذا أيضا اطراد ألاحداث أو الوقا ع البيولوجية ،وهي
أيضا أحداث طبيعية.
"إذن ،علجية ،خوخا ،سخرية وهن نساء بالغات ،إذا تيوجن سينج ن"" .إن العبارات
التي تضمنم :ابعيطا .اخميسا .ارحيال .ارهودا .ا غيدا .اسرايا .اعجاال .افروخا .املا و ية.
النافجا .الوا نا .اهالال .اهماما .بايا .بتوتا .بركو .بيواشا .بشنانا .تركية .جغموما ،حدة.
ّ
خدوما .خضرا .دايخا .دلوال .ربعية .رهوا .رهواجا .رفا .عرا .غادا .هوا .سكورا .شيشا.
عرجونا .متروجاّ .نوة .نونا" ،تشير إلى املوضوعية ،أي علم دون ذات .أما عبارة " :علجية،
خوخا ،سخرية وهن نساء بالغات ،إذا تيوجن سينج ن" .فهي معرفة ذاتية ،أي علم +ذات.
بمع ى أن الباحث العلمي ،تدخل هنا بفكرت وخياله ،حين توقع إلانجاب لنساء أخريات
بالغات إذا تيوجن.
524
3ـ الذكاء والنجاح في املدرسة.
"السعيد ولد ذكي التحق باملدرسة فنجح .عبد النور ولد ذكي التحق باملدرسة فنجح.
حيزية بنم ذكية التحقم باملدرسة فنجحم .إسماعيل ولد ذكي التحق باملدرسة فنجح.
الجمهي ولد ذكي التحق باملدرسة فنجح .يمينة بنم ذكية التحقم باملدرسة فنجحم .محند
ولد ذكي التحق باملدرسة فنجح .ربيعة بنم ذكية التحقم باملدرسة فنجحم .دربالة بنم
ذكية التحقم باملدرسة فنجحم .بلدية بنم ذكية التحقم باملدرسة فنجحم .النافجة بنم
ذكية إذا التحقم باملدرسة ستنجح ،لخميس ي ولد ذكي إذا التحق باملدرسة سينجح.
"إذن ،عمار ،الجا ،حدة ،املسعوذ ،أذكياء ،إذا التحقوا باملدرسة سينجحون"
525
2ـ في مثال املرأة البالغة املتزوجة :تكون البداية بمالحظة الحقائق الجيئية ،وهي:
"مالحظة عدد من النساء البالغات الالتي تيوجن وأنج ن" .ومنها يصاغ قانون عام ،منطوقه
" :املرأة البالغة إذا تيوجم تنجب".
ومن هذا القانون العام يكون الاتجات إلى الهبوط اانية ،عن طريق الاستنباط ،للوصول
إلى الحقائق الجيئية التي بدأ منها الاستقراء السابق .وهو كما يلي.
"املرأة البالغة إذا تيوجم تنجب.
"واملا و ية امرأة بالغة وتيوجم.
"إذن ،املا و ية املتزوجة تنجب".
3ـ في مثال الذكاء والنجاح في املدرسة :تكون البداية بمالحظة الحقائق الجيئية،
وهي " :مالحظة عدد من ألاوالد والبنات ألاذكياء إذا التحقوا باملدرسة ينجحون" .ومنها يصاغ
قانون عام ،منطوقه " :ألاوالد والبنات ألاذكياء إذا التحقوا باملدرسة ينجحون".
ومن هذا القانون العام يكون الاتجات إلى الهبوط اانية ،عن طريق الاستنباط ،للوصول
إلى الحقائق الجيئية التي بدأ منها الاستقراء السابق .وهو كما يلي.
"ألاوالد والبنات ألاذكياء ينجحون في املدرسة.
"واملختار ومعمر وباهية وعرجونة أذكياء.
"إذن ،املختار ومعمر وباهية وعرجونة سينجحون في املدرسة".
ض ُد مسارها بمالحظة حقائق منفردة ،فتصل باالستقراء إن الطريقة العلمية املثلىَ ،ت ْع ُ
إلى قانون عام ،وتستنبط من القانون العام حقائق فردية أخرم.
والاستنباط مكانه الكتب ،أما الاستقراء فمكانه العمل( .برتراند رسل.)52 . ،2008 ،
وأنا أقول :إن الاستنباط مكانه الت مل والفكر ،والاستقراء مكانه الاستقصاء والتجريب.
526
مراجع الفصل السادس عشر
1ـ برتراند رسل ( .)2008النظرة العلمية .ترجمة :عثمان نويه .مراجعة :إبراهيم حلمي عبد
الرحمن .الطبعة ألاولى .دمشق ،دار املدم للنشر والثقافة.
2ـ ديوبولد فان دالين ( .)1984مناهج البحث في التربية وعلم النفس .ترجمة :محمد نبيل
نوفل ،سليمان الخضري الشيخ ،طلعم منصور غ ريال .مراجعة :سيد أحمد عثمان.
القاهرة ،مكتبة ألانجلو املصرية.
527
528
الفصل السابع عشر
معرفة مصطلحات العلم والتقيد بها دليل على التمكن فيه
ضرورة النقد.
529
"آليات وضوابط".
إن كلمة آليات ،تعت ر غريبة عن اللغة العلمية لعلم النفس ،وكل علم النفس (ما عدا
آليات الدفاع ،في التحليل النفس ي) ،وقد تشير ،إلى الجمود والصرامة ،وال تنسجم مع طبيعة
السلوك البشري الذي يتصف باملرونة ،والقابلية للتغيير والتعديل ،سواء في البحث أم في
التشخي أم في العالج.
ـ ما الذي ينبغي جعله آليا ؟ إن آلالية في التحليل النفس ي ،ال شعورية ،وال يمكن أن
عرل العيادي كيف تحدث ،أما في ممارسته التشخي والعالج النفسيين ،فهو عرل،
جيدا ،العمل الذي يقوم به.
ـ وما الذي ينبغي ضبطه ؟ ستعمل الباحثون في علم النفس ،في جامعاتنا ،كلمة
"ضبط" ،في جميع عناصر بحوثهم امليدانية :ضبط املتغيرات ،ضبط العنوان ،ضبط العينة،
ضبط الفرضيات ،ضبط التعريفات إلاجرائية ،ضبط ألاساليب إلاحصائية ....إنهم مهوسون
بكلمة "ضبط" ،ولو ُ س لون عن ما يقصدونه بهذت الكلمة ،من املؤكد أنهم ال يجيبون.
توجد كلمة "ضبط" ضمن أحد شروط املنهج التجريبي ،وهو "الضبط التجريبي" ،و ع ي
تحديد املتغيرات املستقلة واملتغيرات التابعة واملتغيرات الدخيلة ،في املوقف التجريبي .ويوجد
في علم النفس ،مفهوم :مصدر الضبط الداخلي /الخارجي للتعييي ،أو للسلوك .جاء به،
السيكولوجي ألامريكي /جوليان ب .روتر ،عام .1966
530
حدود علم النفس العيادي.
إن علم النفس العيادي ،يتحدد موضوعه في التعامل مع املرض النفس ي ،فاستعار
لفظين شيران إلى أداءين ،من الطب ،هما :التشخي والعالج ،وما يتعلق بهما من مفاهيم
فرعية ،وأداءات وأدوات.
وكل املؤلفات في هذا التخص النفس ي الفرعي (علم النفس العيادي) ،ال تخلو أبدا من
إلاشارة إل هما الاانين؛ التشخي والعالج ،أو على ألاقل إلاشارة إلى أحدهما ،مع الثراء في
الشرح والتوضيح للكثير مما يتعلق بهما ،حول الطرق وألاساليب والفنيات وألادوات ،التي
تستعمل في التشخي وفي العالج ،بإمكان أن يتعلمها من يمارس العمل العيادي .وهي ألفاظ
ومصطلحات تم إبداعها منذ ظهور هذا التخص الفرعي في أواخر القرن التاسع عشر،
( )1896في أمريكا ،حين أسس اليتنر ويتمر ،Lightner Witmerأول عيادة نفسية في جامعة
بنسلفانيا .وتعد اللغة الرسمية والسائدة واملتداولة بين جميع أهل هذا التخص ،في جميع
العيادات وأقسام علم النفس في العالم ،فهي اللغة التي يفهمون من خاللها بعضهم،
ويتواصلون بها علميا ومهنيا ،وليسوا في حاجة إلى استعارة مفاهيم أخرم غريبة عن
التخص واقافته .وال توجد ،في مراجع علم النفس العيادي ،ألفاظا أو مصطلحات ،بعيدة
عما يتعلق بالتشخي والعالج ،مثل :آليات وضوابط.
إن متخص ي علم النفس العيادي ،محظوظون في هذا ألامر ،فمهامهم محصورة في
عملين ،فقط ،هما :التشخي والعالج .واللغة العيادية املتداولة بين ذوي التخص
العيادي ،هي :أساليب التشخي ،طرق التشخي ،أدوات التشخي ،وما يتعلق بها من
مفاهيم فرعية أخرم ،وممارسات .وطرق العالج النفس ي ،أساليب العالج النفس ي ،فنيات
العالج النفس ي وما يتعلق بها من مفاهيم فرعية أخرم ،وممارسات .و غبطهم في ذلك مالؤهم
املتخصصون في علم النفس التربوي ،مثال ،فهذا التخص ،رغم أنه تم تحديدت كذلك ،في
جانبين هما :السلوك إلانساني واملواقف التربوية ،إال أن ألامر ليس بهذت البساطة .ما هي
حدود السلوك إلانساني ؟ وما هي حدود املواقف التربوية ؟
إن التقيد باملصطلحات واللغة العلمية لتخص علمي معين ،عد جانبا أساسيا،
ودل يال قويا على إلاملام والتمكن من هذا العلم ،هذا ش يء مؤكد ،كما عد مؤشرا جيدا على
احترام املتخص لتخصصه العلمي.
531
يتطور العلم من داخله.
إن املتخص في علم معين ،ينبغي عليه دائما أن يكون متحفظا إ اء ما يمكن أن يقتحم
تلواه ،وتعكر صفوت ونقاءت ،إال ما تم استعارته من تخصصه ،من ألفاظ أخرم غريبةّ ،
تخصصات أخرم لفائدته .فقد استعار علم النفس مفاهيم عديدة من علوم أخرم.
ُ ُ
تجدد وتبدع مفاهيم في العلم باستمرار ،ولكن بطريقة نقدية ،يتم إبعاد مفهوم قديم
عوض بمفهوم آخر أحسن في تفسير الظاهرة السلوكية (الدافع بدل الغييرة صار غير صالح ،و ّ
يدعم مفهوم بمفهوم آخر ،ليصير أفضل لتفسير سلوك معين (قيمة التعييي ـ ودورث) .أو َّ
بدال من التعييي ـ روتر) ،أو إبداع مفهوم جديد لتفسير نمط معين من السلوك( ،مصدر
الضبط ـ روتر) ،أما أن تقحم مفاهيم جديدة دون هدل واضح ،ودون فهم ،ودون فائدة
علمية واضحة ،فهذا ليس بعلم.
ينمو العلم ويتطور ،أوال ،بإدراك ما بداخله من مفاهيم ،في جانبيه النظري والعملي،
فإذا أدرك العلماء وجود نق ما داخل العلم؛ سواء بالفقدان أم بعدم املالءمة ،ي تون
بمفاهيم جديدة ،إما من داخله؛ (فرويد ـ التداعي الحر)( ،وودورث ـ الدافع)( ،روتر ـ مصدر
الضبط)( ،روتر ـ قيمة التعييي) ،أو من خارجه؛ (إلاستراتيجية ـ املجال العسكري)،
(التشخي والعالج ـ الطب)( ،التخطيط ـ إلادارة والاقتصاد)( ،البعد ـ الرياضيات)،
(القياس ـ الفيزياء)( ،النضج ـ البيولوجيا) ،وغيرها.
532
ملاذا تنجي قواميس ومعاجم ملصطلحات علم النفس.
نعود إلى "آلاليات والضوابط" .ما آلاليات ؟ وما الضوابط ؟ هل تتعلق بالتشخي أو
بالعالج ؟ من املؤكد ،أن الذين وضعوا هاتين الكلمتين ،ال عرفون معناهما .وأنا ،كذلك ،ال
أعرل املقصود بهما.
إن كلمتي آليات وضوابط ،قد يحدث ،بسبب غموضها ،قليل أو كثير من سوء الفهم،
واضطراب في الاتصال والتواصل ،بين ألافراد غير املتخصصين ،في أحاديثهم اليومية ،وال
يتسبب ذلك في ضرر كبير ،ولكن في مجال العلم ،ينبغي أن تكون املفاهيم واضحة ،لدم
جميع املتخصصين ،الن العلم ال يتعامل بمفاهيم غامضة ،وال يمكن أن ينمو بها .وملاذا ،إذن،
تنجي ،باستمرار ،قواميس ومعاجم متخصصة في مفاهيم علم النفس.
إن املتخص الباحث في علم معين ،عليه أن ستوعب تخصصه ،ويتقنه ،ويتعامل مع
حقائقه من داخله ،وليس من خارجه ،وأول ،وأهم ،ما ينبغي عليه أن ستوعبه ويتقنه ،هو
مفاهيمه ،فهي لغة ذلك التخص ،وإذا ن م عنها ،واستعمل مفاهيم أخرم ،سيجد نفسه
يبحث في تخص علمي آخر ،.ويجد صعوبة في الاتصال والتواصل مع أهل اختصاصه.
وأعتقد أنه من املتوقع ،أن ي تي يوم ،ال يفهم املتخصصون في علم النفس لغة بعضهم
البعض (حوار الطرشان) ،ما دامم تدرج فيه هذت النفايات والقمامات اللفظية .وربما
ّ
يتلوث ،ويصير مسخا.
مكونات املهنة.
َ
إن كل عمل منهي ،يمر بمرحلتين ،هما :إلاعداد النظري ،ام املمارسة املهنية .وتحقق هذا
ألقدم االث مهن ،هي :الطب ،واملحاماة ،والهندسة .ومن الطبيهي أن ينطبق هذا على علم
ّ
النفس العيادي ،عندما ُيتخذ مهنة .فهناك التكوين النظري في الجامعة ،ام املمارسة املهنية
في العيادة .ومن املفروض أن الذي يريد الكتابة حول علم النفس العيادي ،أن يتناول أي
فيقيم أداءهما ،من حيث الفعالية والجودة والنجاح ،أو من مرحلة منهما أو املرحلتين معاّ ،
حيث الضعف والرداءة وإلاخفاق.
ويمكن اقتراح عنوان الكتاب ،كما يلي :
"علم النفس العيادي في الجيائر من إلاعداد الجامهي إلى املمارسة املهنية ـ
مؤشرات النجاح ومؤشرات إلاخفاق".
أو
533
"علم النفس العيادي في الجيائر ـ تقييم ملسارت النظري واملنهي ؟".
عندما يذكر في العنوان ،التكوين والتعليم في الجامعة ،وتذكر املمارسة املهنية ،كذلك،
سول يجد الراغبون في املشاركة في الكتاب ،املوضوعات التي سول يكتبون ف ها ،أما كلمتا
آليات وضوابط ،فغير واضحتين بالنسبة ملوضوع الكتاب ،ولتخص علم النفس العيادي.
534
الفصل الثامن عشر
تم اكتساب عادات بحثية خاطئة يصعب التخل
منها في املنظور القريب
ورد ّ
إلي السؤال آلاتي :
"في نهاية كل عام دراس ي جامهي ،ومع اقتراب مناقشة املذكرات والرسائل الجامعية ،يقع
الطالب في حي بي ،حين يكتشفون أن نتائج املعالجات إلاحصائية ،بعضها أو جلها أو
كلها ،غير دالة إحصائيا .أرجو منكم توجيه الطلبة إلى كيفية التعامل مع هذت الحالة ،بطريقة
عملية تطبيقية مختصرة.
مع تحياتي وتقديري".
ولك ي ،يا ميلي الفاضل ،لم أقدم طريقة علمية تطبيقية مختصرة ،كما طلبم ،لقد
ذهبم بعيدا ،إلى جذور املشكلة ،وصعدت معها ،مرورا بالجذع والفروع وألاغصان وألاوراق،
لقد تجولم قليال ،وعس ى أن تكون الجولة مفيدة .فالعملي يكون مسبوقا بالنظري ،يدعمه.
إلاجابة.
أار ممارسة البحث العلمي مبكرا على ممارسته مت خرا.
ربما تعتقدون أن ممارسة البحث "العلمي" الجامهي ،الذي مارسه ،ويمارسه الطالب
ابتداء من مرحلة الليسانس ،منذ عقود ،كانم لها حسنات ،وفوائد ملسار البحث العلمي في
الجامعة ،بعد ذلك ،هذا ليس صحيحا أبدا ،بل العكس هو الصحيح ،لقد كانم لها آاار
سيئة ،ومدمرة للبحث العلمي الجامهي ،ألن املمارسات املبكرة للبحث العلمي ،أكسبم
الطالب عادات بحثية خاطئة يصعب تغييرها والتخل منها ،واستبدالها بعادات بحثية
أخرم صحيحة ،تتفق مع خصائ البحث العلمي ،كما ينبغي أن يكون .هذت العادات
البحثية الخاطئة ،ما الم سائدة إلى اليوم ،وأارت في بحوث املاجستير وفي بحوث الدكتورات،
وما الم تنمو وتتطور .فهناك الكثير من أطروحات الدكتورات ،ستحيي أي أستاذ يحترم
العلم ومناهجه أن يطلق عل ها أطروحة دكتورات( .كما بدأنا نصل).
535
كان من الحكمة ترك الطالب الجامهي ،يكتسب العلم ومناهجه ،بروية وهدوء ،وال
يمارس البحث العلمي ،إال بعد أن شتد عودت ،وينضج علميا .لكن التوجه الجامهي في بلدنا
دعا إلى ممارسة البحث العلمي في مرحلة الليسانس ،ويجعه إلى أعلى مستوم ،ف دم ذلك
إلى الرداءة السائدة اليوم ،والتي تتناسخ وتنتشر .كان ألاحسن ،أال يمارس هؤالء البحث
العلمي إطالقا ،أو يكون اختياريا ،أو تمارسه فئة قليلة منهم وفق شروط محددة وصارمة.
وسياسة التسرع والتسر ع ،هذت ،في اكتساب العلم ،نالحظها ،كذلك ،في إحداث
التخصصات الدقيقة في علم النفس ،التي تبدأ في السنة الثالثة من التعليم الجامهي ،حين
يتم توجيه الطلبة ،بعد إنهائهم للجذع املشترك ،إلى تخصصات نفسية دقيقة؛ في إلارشاد
النفس ي ،وعلم النفس املدرس ي ،وعلم نفس التنظيم والعمل ،وعلم النفس العيادي وغيرها،
فيتخرج الطالب بصفته متخصصا في علم نفس معين ،درسه ملدة سنتين في النظام
الكالسيكي ،وملدة سنة واحدة في نظام ل م د .وهذا غير معقول أبدا( .أنجيت مقاال نقديا،
بعنوان :رسالة إلى العياديين ،ناقشم فيه هذا الوضع .وهو تحم النشر).
َ
ِقدم القضية وخ رتي بها.
أتذكر أن هذا الاهتمام الساذج ،كان سائدا لدم الباحثات (إلاناث) خاصة ،في مرحلة
الليسانس ،الحظته ،وتفاعلم معه ،منذ التحاقي بالجامعة سنة ،1995فإذا لم تكن الفروق
أو الارتباطات ،دالة إحصائيا ،اعت رت الواحدة منهن ،أن بحثها فاشل ،وال قيمة له ،فإذا هي
تشعر با حباط ،وتشعر بالعار ،فترتفع لديها مشاعر الاكتئاب ،فتجهش بالبكاء ،وأحيانا
إلاصابة با غماء.
التحقم بالجامعة ،أستاذا مساعدا (بشهادة املاجستير) ،فوجدت ساك ي الجامعة
(الطالب وألاساتذة) ،كلهم يبحثون ،وكلهم يمارسون إلاشرال .وفي البيئة الجامعية ،وخارجها
أيضا ،يتحداون عن البحث العلمي وإلاشرال ،تباهيا به ،أسمع كالما ونقاشا واحتجاجا
وتقييما وفخرا واعتزا ا وخييا وعتابا وسخرية ،وانتقادات ومشاجرات ،داخل الجامعة
وخارجها ،كلها حول البحث العلمي ،الذي كان ليس علميا إال في اسمه .كل الطلبة يبحثون
يدرسون يمارسون إلاشرال؛ حاملو الدكتورات، بحواا ميدانية ،وال سمح بغيرها ،وكل الذين ّ
حاملو املاجستير ،حاملو الليسانس ،عدد الطلبة يفوق بكثير املعيار املالئم لعدد ألاساتذة،
مما جعل أستاذا واحدا شرل على عدد كبير من الرسائل في مرحلة الليسانس ،وعند امتحان
الطالب (مناقشة الرسالة) ،تقام حفالت ووالئم ،وتمنح درجات ،وتقديرات ،التي تكون محل
536
حديث الجامعيين وغير الجامعيين ،تجلب الاعتزا والرضا ،أو تجلب الخيي والغضب ،وال
تؤخذ الجوانب املنهجية العلمية بعين الاعتبار ،عند تقييم الرسالة ،إال نادرا جدا ،فكل ما
يؤخذ بعين الاعتبار هو العالقات واملجامالت ،واملحاباة ،خاصة وأن معظم هؤالء ،إناث،
"رفقا بالقوارير".
537
1ـ إن أول ما تت ار به نتيجة البحث العلمي ،هو مضمون إلاطار النظري ،أي نظرية
البحث ،ونتائج الدراسات السابقة ،الذي ينبغي أن يتناوله الباحث ب سلوب تحليلي نقدي
عميق ،ليتمكن من معرفة توجهه ،ومنه يتوقع النتيجة التي من املحتمل أن يتوصل إل ها،
فيقوم بصياغة فرضيات البحث ،وفقا لذلك .وإذا لم يقم بهذا الجهد العلمي ،فال يتس ى له
توقع نتيجة معينة ،وإذا توقعها فبطريقة متحيزة ،ولذا يصاب بصدمة عندما تخالف نتيجة
بحثه توقعه املتحيز.
فإذا كان موضوع البحث ،مثال " :الفروق بين الجنسين في الرضا عن الحياة" ،فالباحث
هنا مطالب ب ن ستعرض بطريقة نقدية ما تم إنجا ت سابقا حول املوضوع ،فيتعرل على
اتجاهات الفروق؛ هل هي لصالح الذكور أو لصالح إلاناث ،ويتعرل على العينات التي
استعملم في تلك البحوث ،وأدوات القياس ،وألاساليب إلاحصائية ،فيقارن كل ذلك
بخصوصيات بحثه ،فيكون قد حصل على إملام جيد باملوضوع ،فيسترشد به في صياغة
املشكلة وألاسئلة والفرضيات ،ويكون له توقع واقهي بالنتيجة التي من املحتمل التوصل
إل ها .ومع ألاسف ،ال يتعامل الباحثون ،عندنا ،مع إلاطار النظري بهذت الطريقة ،مما يجعل
جهودهم البحثية تذهب في مهب الريح ،فت تي بحوثهم ليسم بحواا أكاديمية ،بل كتابات
فقط.
2ـ وتت ار نتائج البحث ،كذلك ،ب دوات القياس ،من حيث جودتها ،والت كد من صالحيتها
ب كثر من طريقة من طرق حساب معامالت الصدق والثبات .وإذا كانم أدوات القياس رديئة،
من املحتمل أن تؤدي إلى نتائج ال اقة ف ها.
3ـ تت ار نتيجة البحث كذلك ،بخصائ العينة ،وطرق سحبها وحجمها ،فالعينات
املتجانسة أفضل ،والعينات العشوائية أفضل ،أما العينات كبيرة الحجم ،فليسم دائما
جيدة ،فقد عتقد الباحث أنه كلما كانم العينة كبيرة الحجم ،تكون نتيجة البحث محل
ّ
اقة ،إال أنها قد تؤدي إلى العكس .وتمكن علماء املنهجية من وضع حدود ألحجام العينات
لكل منهج بحث علمي .فمثال؛ ال تتساوم أحجام العينات في كل من دراسة الحالة ،والبحث
التجريبي ،والبحث املسحي ؟
4ـ تت ار نتيجة البحث كذلك ،باألساليب إلاحصائية املستعملة في معالجة بيانات البحث،
فا حصاء النفس ي مصنف إلى :وصفي واستداللي ،وإلاحصاء الاستداللي مصنف إلى :معلمي
وال معلمي ،ولكل بياناته وشروط استعماله ،فإذا خالفها الباحث ،كانم نتائج البحث ليسم
محل اقة.
538
5ـ والقول الفصل ،في القضية ،أنه :عندما يتبع الباحث فنيات البحث العلمي بطريقة
سليمة ،فإن أي نتيجة يتوصل إل ها تكون سليمة وعلمية.
539
هناك سبب واحد فقط.
إن سبب وقوع الباحثين في حيرة عندما يتوصلون إلى نتائج كمية ،فروق وارتباطات غير
دالة إحصائيا ،و عت رون ذلك ،فشال في البحث ،عود إلى الجهل الذي يكاد أن يكون شموليا،
بطبيعة الظواهر محل البحث ،وبمناهج البحث النفس ي وفنونها.
540
الفصل التاسع عشر
فهم طبيعة الارتباط بصفته منهجا للبحث ،وطريقة
لفهم العالقات بين الظواهر
يحدث أن سهى باحثون على مستوم املاستر ،أو الدكتورات ،أو بحوث الترقية ،إلى طلب
املساعدة من أساتذة ،على تعيين املتغيرات املستقلة واملتغيرات التابعة املتضمنة في عناوين
بحوثهم بصفتها متغيرات كمية ،ويكون هدل البحث ،هو حساب معامالت الارتباط بين تلك
املتغيرات.
إن املتغيرات الكمية ،تحسب معامالت الارتباط بينها بطريقة الارتباط الخطي ،لكارل
بيرسون .واملتغيرات في الارتباط الخطي ،تكون متغيرات تابعة ،أما املتغير املستقل ،فهو الذي
جعلها ترتبط فيما بينها ،بسبب عالقته بكل متغير منهما على حدة.
أمثلة.
- 1يوجد ارتباط موجب ودال إحصائيا بين الذكاء والذاكرة ،إن كال من الذكاء والذاكرة،
املكون املعرفي في الشخصية، متغيران تابعان ،واملتغير املستقل الذي جعلهما يرتبطان ،هو ّ :
عدان نشاطين معرفيين ،مما جعلهما يرتبطان ،أي يتصاحبان في فكل من الذكاء والذاكرةّ ،
الحدوث ارتفاعا وانخفاضا ،وبلغة فنية إحصائية ،يوجد بينهما تباين مشترك.
- 2يوجد ارتباط موجب ودال إحصائيا بين القلق والاكتئاب .إن كال من القلق
املكون الوجدانيوالاكتئاب ،متغيران تابعان ،واملتغير املستقل الذي جعلهما يرتبطان ،هو ّ :
في الشخصية (الوجدان السيئ) ،ويطلق عليه عالم النفس إلانجليزي /أيينك Eysenck
عدان استجابات الد ستيميا ،Dysthemiaأي عسر املياج ،فكل من القلق والاكتئابّ ،
وجدانية سيئة ،مما جعلهما يتصاحبان في ظهورهما في مشاعر ألافراد ارتفاعا وانخفاضا،
وبلغة فنية إحصائية ،يوجد بينهما تباين مشترك ،ألن الوجدان الس يء له عالقة بالقلق وله
ّ
عالقة باالكتئاب ،فعندما يتعكر مياج الفرد ،ترتفع لديه مشاعر القلق ،ومشاعر الاكتئاب،
في الوقم نفسه ،وعندما يصفو مياجه ،تنخفض لديه مشاعر القلق ومشاعر الاكتئاب ،في
الوقم نفسه.
– 3يوجد ارتباط سالب ودال إحصائيا بين الشعور بالسعادة والشـعور باالك ـت ـئاب .إن
541
كال من الشعور بالسعادة والشعور باالكتئاب ،متغيران تابعان ،واملتغير املستقل الذي
املكون الوجداني في الشخصية ،كذلك ،إن كال من الشعور بالسعادة جعلهما يرتبطان ،هو ّ :
والشعور باالكتئاب متغيران وجدانيان ،لكن الشعور بالسعادة وجدان مريح (طيب) ،أما
الشعور باالكتئاب فوجدان غير مريح (سيئ) .وبما أن كال من الشعور بالسعادة والشعور
باالكتئاب خاصيتان وجدانيتان ،فقد ظهر بينهما ارتباط ،أي تصاحبا في الظهور في مشاعر
الفرد ارتفاعا وانخفاضا ،وبلغة فنية إحصائية ،يوجد بينهما تباين مشترك ،ولكن في اتجاهين
متعاكسين؛ فإذا ارتفعم مشاعر السعادة انخفضم مشاعر الاكتئاب ،والعكس صحيح.
- 4يوجد ارتباط موجب ودال إحصائيا بين إلاقبال على تناول املثلجات ،وحوادث الغرق
في البحر ،في فصل الصيف .إن كال من إلاقبال على تناول املثلجات وحوادث الغرق في البحر،
في فصل الصيف ،متغيران تابعان ،واملتغير املستقل الذي جعلهما يرتبطان ،هو :ارتفاع درجة
الحرارة ،الذي جعل املصطافين يقبلون على استهالك املثلجات ،وجعلهم ،كذلك ،يقبلون
على السباحة في البحر ،فترتفع حوادث الغرق .إن ارتفاع درجة الحرارة له عالقة بكل من
إلاقبال على استهالك املثلجات ،وإلاقبال على السباحة في البحر ،في فصل الصيف ،ولهذا
جعلهما يرتبطان ،أي يتصاحبان في الحدوث ،ارتفاعا وانخفاضا ،وبلغة فنية إحصائية ،يوجد
بينهما تباين مشترك.
- 5يوجد ارتباط موجب ودال إحصائيا بين اتقاد مشاعر الحب لدم ألابناء ،وتدخل
آلاباء في ضبط هذت املشاعر ،والتحكم ف ها (نموذج قيس وليلى) .إن كال من )1 :اتقاد مشاعر
الحب لدم ألابناء ،و )2تدخل آلاباء في ضبط مشاعر أبنائهم العاطفية والتحكم ف ها ،متغيران
تابعان ،واملتغير املستقل هو "الدافع نحو إابات الذات" ،لدم كل من :ألابناء العاشقين،
وآلاباء الذين يتدخلون في عالقات العشق لدم أبنائهم؛ فاألبناء يريدون إابات ذواتهم في
عالقاتهم العاطفية بمن يحبون ،أو بمن اختاروهم كشركاء في هذت العالقة ،ويرون أن هذا
من حقهم وحدهم ،وليس ألي أحد التدخل فيه ،حتى ولو كانوا آباءهم ،وآلاباء يريدون،
بدورهم ،إابات ذواتهم ،كذلك ،بصفتهم آباء ،لهم السلطة على تصرفات أبنائهم ،ولهم الحق
في مراقبة هذت التصرفات والتحكم ف ها ،حتى العاطفية منها .أي كلما اد اتقاد مشاعر العشق
لدم ألابناء ،تدخل آلاباء للتحكم ف ها ،وكلما تدخل آلاباء لضبط عالقات العشق لدم أبنائهم،
وتهديدها ،اد اتقاد مشاعر العشق لدم ألابناء وتفاقمم .أي يـت ـص ـاح ـبـان ف ـي الح ـدوث
ارت ـفاع ـا وان ـخ ـفـاض ـا ،وب ـل ـغ ـة ف ـن ـي ـة إح ـص ـائ ـي ـة ،يوج ـد بـيـنهما تـبايـن مشترك.
542
وينظر علماء املنهجية إلى املنهج الارتباطي ،على أنه ال يتعدم كونه طريقة استكشافية
للعالقات بين الظواهر ،و شير أحد املبادئ إلابستمولوجية ،في هذت املس لة ،إلى " :أن
الظواهر في طبيعتها مستقلة عن بعضها إال إذا تبين أن بينها ارتباط" .وظهر من العديد من
البحوث الارتباطية ،أنه من املمكن أن سفر بحث أو أكثر عن وجود ارتباط بين ظاهرتين أو
متغيرين ،مع أنهما مستقالن في حقيقتهما .ولذا وضع املنهجيون شروطا صارمة ،أمام إجراء
البحوث الارتباطية ،خاصة وأن املنهج الارتباطي ،له شعبية واسعة بين الباحثين .وهذت
الشروط ،هي )1 :أن تكون عينة البحث متجانسة ،ويتراوح حجمها بين 50 :إلى 90فرد،
لتفادي أي تضليل إحصا ي )2 .أن تكون أداة القياس جيدة )3 .أن تكون فرضية البحث
التي سول تخت ر ارتباطيا ،مسندة بإطار نظري قوي .إن الفرضية التي تقول بوجود ارتباط
بين الانطواء والخجل ،مثال ،تساندها نظرية أيينك في الشخصية .والفرضية التي تقول بوجود
ارتباط بين العمر والييادة في املحصول اللغوي في مرحلة الطفولة ،تؤيدها حقائق النمو
النفس ي .والفرضية التي تقول بوجود ارتباط بين الانتبات والدافعية ،تساندها حقائق نفسية،
وخ رات الحياة العملية .أما الفرضية التي تقول بوجود ارتباط بين الذكاء والدافعية ،فقد ال
يوجد ما يؤيدها ،سواء في ألاطر النظرية ،أم فيما تم إنجا ت من بحوث.
إن فهم طبيعة الارتباط ،واملنهج الارتباطي ،واستعماله بطريقة صحيحة ،يتحقق باالطالع
املستمر والواسع والعميق على حقائق علم النفس ،ونظرياته ،ومناهجه ،وحقائق القياس
النفس ي ،وحقائق إلاحصاء.
543
544
الفصل العشرون
البحث العلمي يبدأ بسؤال ،أي بمشكلة ،وال يبدأ بعنوان
النبي صلى هللا عليه وسلم ،فقال له :أخ رني يا ابن عبد املطلب،َس َ َل أعرابي عامريَّ ،
ما يييد العلم ؟ قال :التعلم .قال :ف خ رني ما يدل على العلم ؟ قال النبي صلى هللا عليه
وسلم :السؤال( .طه حسين ،د .ت.)182 ،
وكتب الفيلسول الفرنس ي ،غاستون باشالر ،G. Bachelardأن املسهى العلمي املنتج
للمعرفة ،ينطلق من وجود مس لة أو مشكلة أو انشغال مسبق ،لدم الباحث ( .)......وأوضح،
أنه بالنسبة للفكر العلمي ،فإن كل معرفة تكون جوابا عن سؤال مطروح ،فإذا لم يكن
هناك سؤال مطروح ،فلن تكون هناك معرفة علمية( .لورس ي عبد القادر.)10 ،2013 ،
وأكد ،أيضا ،فيلسول العلم النمساوي /كارل بوبر ،K. Popperأن البحث العلمي وبناء
النظرية ،يبدأ بسؤال وبمشكلة ،أي أن الخيال ي تي أوال :فالعلماء يبدؤون أوال بصياغة
حدوس أو فرضيات ،حول ظواهر معينة ،ام يتجهون إلى اختبارها باملالحظة والتجريب.
(بيروتي ،ماكس.)203 . ،1999 ،
إن البحث العلمي في جميع فروع املعرفة ،وفي كل التخصصات العلمية ،وب ي منهج
بحث علمي ،يبدأ بسؤال ،ال تتوفر لدم الباحث ،إجابة عنه ،أي بمشكلة ،ال يتوفر لدم
الباحث حل لها ،قبل إجراء البحث .أمثلة من علم النفس :
ـ هل الذكور أكثر تقديرا لذواتهم أو إلاناث ؟
ـ ما العوامل املسؤولة عن ممارسة ألافراد للسلوك الصحي ؟
ـ كيف تتطور املعتقدات الصحية لدم ألافراد البالغين ؟
ـ ملاذا يبدع بعض ألافراد وبعضهم ال يبدعون ؟
545
(الفرضيات) واختبارها ،لقبولها أو رفضها ،أو تغييرها ،و سير هكذا ،حتى يتحقق هدل
البحث ،وهو إلاجابة عن السؤال ،وحل املشكلة.
والبداية في البحث العلمي ،بهذت الطريقة ،تع ي السهي إلى تحقيق أحد أهم أهدال
العلم ألاساسية ،وهو التنظير (بناء نظريات) .فالباحث ألاكاديمي ،عليه أن يفكر في بداية
ألامر ،في إمكان املساهمة نظريا في بناء املعرفة العلمية ،وتطويرها ،ويتحقق له ذلك ،من
خالل الاطالع الواسع والعميق على ألادبيات املتعلقة بمفاهيم بحثه ،وأن تكون له الحرية
ألاكاديمية التامة.
إلاناث الذكور
عدم اليواج اليواج عدم اليواج اليواج
العمل عدم عدم العمل عدم العمل عدم العمل
العمل العمل العمل العمل
تقدير الذات
546
حال البحث العلمي في جامعاتنا.
إن البحث العلمي ،في جامعاتنا ،ال سيما ،على مستوم أطروحات الدكتورات واملاستر،
يبدأ بعنوان ،ويكون نهائيا ،فال سمح بتغييرت.
بالنسبة لرسائل املاستر ،حدث أن اطلعم صدفة في أحد أقسام علم النفس ،على قائمة
تتضمن عناوين بحوث ،وضعم بعدد طالب املاستر ،يتم تو عها عل هم ،ويطلب منهم عدم
تغييرها .وتبين أن بعضها يتضمن متغيرات ،ليس من طبيعتها النظرية أن تبحث معا .وعناوين
أخرم ،ليس مالئما بحثها بمنهج الارتباط ،وخاصة الخطي ،ألن معظم متغيراتها تصنيفية،
والصحيح أن تبحث فارقيا (مقارنات) .وتتضمن كل العناوين عبارة :وعالقته أو وعالقتها.
أما بالنسبة ألطروحات الدكتورات ،فبعد نجاح الطالب في املسابقة التي تؤهله إلى
الالتحاق ب رنامج دراس ي للحصول على درجة الدكتورات ،ل م د ،وقبل تلقيه ملنهاج الدراسة
النظرية ،تطالبه إلادارة باختيار عنوان ألاطروحة ،ليكون ضمن ملف تسجيله إلاداري ،وال
غيرت مرة واحدة ،فقط .وتسبب ذلك في صعوبات أمام سمح له ،بعد ذلك ،بتغييرت ،أو ّ
الطلبة الختيار عناوين بحوثهم ،وخاصة أولئك الذين لم يكن تخصصهم الدقيق في مرحلتي
الليسانس واملاستر ،هو نفسه في مرحلة الدكتورات ،فيضطرون إلى إلابقاء على عناوين بحوثهم
في مرحلة املاستر ،حتى ولو كانم ال تنتمي إلى التخص الجديد في مرحلة الدكتورات.
547
كيف كنا نبحث سابقا ؟
في السابق ،كان الطالب سجل إداريا ،فـي مصلحة الدراسات العليا ،نجا أطروحة في
املاجستير أو في الدكتورات ،ام يختار موضوع بحثه ،أي متغيراته ،وليس عنوانه ،بهدوء وروية،
بمعية ألاستاذ املشرل .أتذكر أني في بحث املاجستير ،بجامعة وهران ،1995وكذلك
ْ
عنواني البحثين وسجلتهما على غالفي تقريريهما ،بمعية ألاستاذ الدكتورات ،2001 ،حددت
املشرل ،بعد أن أنهيتهما ،وشرعم في إعداد النسخ النهائية لهما .و ميل آخر ،أنجي دراستين
في بحث واحد ألطروحة الدكتورات ،وبعد الانتهاء منه ،سجل عنوانه.
والبدء بعنوان البحث ،وليس بسؤال ،كان شا عا بين الطلبة ،في مرحلة الليسانس .أتذكر
أن الطلبة وهم بصدد إنجا رسالة التخرج من مرحلة الليسانس ،في النظام الكالسيكي،
أشاهدهم يطلبون من مالئهم ومن ألاساتذة ،أن ساعدوهم على إكمال عناوين بحوثهم.
وهذت طالبة ،تقول لهم " :لدي متغير "الطموح" ،وأريد منكم أن تجدوا لي متغيرا آخر أربطه
به" .بهذت السذاجة العلمية ،والسطحية في التفكير.
وطبعا ،هناك أسباب لهذا الجهل بطبيعة البحث العلمي ومناهجه.
1ـ ما لنا غير مهيئين وغير مؤهلين ملمارسة البحث العلمي على قواعدت الصحيحة.
2ـ لم نعلم طالبنا في املراحل الجامعية ألاولى ،طرق التفكير العلمي ،ومناهج البحث
العلمي وإجراءاته ،وتركناهم يتعلمون وحدهم فيقعون في أخطاء ،يصعب التخل منها
الحقا .وهؤالء صاروا آلان أساتذة يتولون تدر س املنهجية وإلاشرال على ألاطروحات
ومناقشتها ،فصارت الرداءة وألاخطاء تتناسخ.
3ـ سوء تدر سنا ملناهج البحث العلمي .ففي حدود علمي ،أن مناهج البحث النفس ي،
تدرس وفق أفكار فلسفية عامة ،دون التطرق إلى طرق التفكير العلمي وإلاجراءات العملية
التي ينفذ وفقها البحث العلمي .وكثيرا ما قام بتدر س مناهج البحث النفس ي ،حملة
املاجستير ،فقط.
4ـ عدم جدية ألاساتذة املشرفين على ألاطروحات ،وعدم صرامتهم في تنفيذ إجراءات
املنهج العلمي من قبل طالبهم.
5ـ وجود أساتذة عتقدون أن مناهج البحث العلمي ،ليسم طرقا وإجراءات صارمة،
وعلى جميع الباحثين الالتزام بها ،بل عت رون مناهج البحث العلمي ،ال تتعدم وجهات نظر
فردية ،وقد سمعم هذا الكالم أكثر من مرة من أساتذة يناقشون أطروحات دكتورات.
548
وما الحل ؟
يكون الحل لهذت املشكلة ،و عود البحث العلمي إلى طريقه الطبيهي ،عند قيام أساتذة
الجامعات بتسجيل مالحظاتهم على إلاجراءات إلادارية التي تصدرها سلطات الوصاية،
لتنظيم إجراءات الحصول على املاستر والدكتورات ،ويلفتون الانتبات ،إلى أن هذت إلاجراءات
ال تنسجم مع طبيعة البحث العلمي ،فهي تلحق به ضررا وتسبب له تدهورا ،ألنه ريما يكون
سيرون بها البحث العلمي ،ليسوا أساتذة الذين يضعون هذت إلاجراءات إلادارية ،التي ّ
جامعيين مارسوا البحث العلمي ،وعرفوا طبيعته ،بل قد يكونون إداريين فقط.
549
550
مراجع الفصل العشرون
1ـ بيروتي ،ماكس ( .)1999ضرورة العلم :دراسات في العلم والعلماء .عالم املعرفة.)245( ،
الكويم ،املجلس الوط ي للثقافة والفنون وآلاداب.
2ـ طه حسين (د .ت) .على هامش السيرة .الجيء ألاول .الطبعة الواحدة والثالاون .دار
املعارل.
3ـ لورس ي عبد القادر ( .)2013محددات البحث العلمي وضوابطه في ضوء التصويبات
العقالنية لكارل بوبر ـ ارتدادات وإسقاطات على راهن الدراسات في العلوم النفسية
والاجتماعية .دراسات نفسية وتربوية ،مخ ر تطوير املمارسات النفسية والتربوية ،عدد .10
551
552
الفصل الحادي والعشرون
مجاالت البحث النفس ي وتعميم النتائج
إن عملية تعميم نتائج البحوث العلمية ،تع ي تحقيق خاصية التراكمية للعلم ،التي
مفادها أن العلم عبارة عن محصلة لتراكم جهود العلماء املتواصلة التي تضال إلى بعضها،
فتنش ئ صرحا ضخما من الحقائق التي تم التحقق منها باملنهج العلمي ،وتمهد الطريق
ألنشطة علمية أخرم الحقة ،مما يحقق نوعا من التقدم العلمي بفضل تراكم هذت الجهود
العلمية ،إن املعلومات املعيولة عن بعضها ،ال تشكل علما.
هناك االاة مجاالت تجرم ف ها البحوث النفسية ،تختلف في أهدافها ،مما ستتبع
اختالفها في تعميم نتائجها .تجرم البحوث النفسية لألهدال آلاتية :
)1بهدل معرفة مدم انتشار خاصية سلوكية معينة في املجتمع ،ومعرفة فروق
وارتباطات في خصائ نفسية معينة،
)2بهدل تصميم أو تقنين اختبار أو مقياس نفس ي،
)3بهدل بناء نظرية في علم النفس ،واختبار فرضياتها.
وفيما ي تي توضيح لألهدال الثالاة :
)1البحث النفس ي بهدل معرفة مدم انتشار خاصية سلوكية معينة في
املجتمع ،ومعرفة فروق وارتباطات في خصائ نفسية معينة.
ُيجرم البحث النفس ي على خاصية نفسية معينة في أصل عام (مجتمع البحث) محدد
ومستهدل ،مثل :
1ـ مدم انتشار ظاهرة النفور املدرس ي لدم الذكور في الجيائر.
2ـ اتجاهات الشباب نحو ألاحياب السياسية في الجيائر.
3ـ من هم أكثر شعورا بالسعادة ،الذكور أو إلاناث ؟
4ـ الفروق بين الجنسين وبين ألاعمار في مفهوم الذات.
5ـ الفروق بين التونسيين والجيائريين واملغربيين في الدافع إلى إلانجا ـ دراسة ع ر اقافية.
وغيرها من البحوث التي ستهدل أص ـحابها مجتمعا مح ـددا (أص ـل عام) ،أو مجتمعات
553
محددة (أصول عامة) ،سحبون منه (ها) عينة أو عينات ،ستعملونها في إجراء بحوثهم
بمنهج بحث علمي مناسب ،ما دام يتعذر عل هم بحث ألاصل العام كله ،ام تعمم نتائج تلك
البحوث على ألاصل العام أو مجتمع البحث املستهدل الذي سحبم منه العينة أو العينات.
والعينات في هذت البحوث ،شترط أن تكون ممثلة ألصلها العام ،ما دامم نتائج البحث الذي
أنجي عل ها سول عمم على ذلك ألاصل العام.
ويتم تعميم نتائج هذا النوع من البحوث في أي مجتمع وفي أي مان أجري فيه البحث،
لتحقيق خاصية التراكمية للعلم ،فالعلم ليس له وطن ،وليس له مجتمع محدد ،وليس ملكية
خاصة ،فهو ملكية عامة للنسانية كلها.
554
ـ أو ترتيب ألافراد على الخاصية محل القياس،
ـ أو تحديد الصعوبات والاضطرابات التي عاني منها الفرد أو ألافراد،
ـ أو التنبؤ بمدم قدرة الفرد أو ألافراد على النجاح في الدراسة أو في املهنة،
ـ أو التعرل على اتجاهات ألافراد نحو قضايا جدلية عامة معينة ،وغيرها.
2ـ تحديد خصائ املستهدفين من الاختبار أو املقياس النفس ي ،الذين قد يكونون
أطفاال أو راشدين ،أسوياء أو مرض ى ،ذوي إعاقات سمعية أو بصرية أو ساملين ،أميين أو
متعلمين .ألن هذت الخصائ ،تؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم اختبار أو مقياس نفس ي،
وخاصة فيما يتعلق بشكل بنودت.
3ـ تعيين الخاصية املراد قياسها ،التي قد تكون قدرات أو سمات أو اتجاهات أو قيم أو
ميول أو دوافع وغيرها.
وبعد إنجا البحث ،فإن النتائج التي يتم التوصل إل ها ،من عملية تقنين الاختبار أو
املقياس النفس ي ،ال تعمم على املجتمع الذي سحبم منه عينة ألافراد ،بل تعمم على الاختبار
أو املقياس النفس ي ،من حيث مدم صالحيته لالستعمال في البيئة التي صمم أو قنن لها،
فتزداد بذلك سمعته ك داة قياس جيدة ،ويصير محل اقة ،أو غير صالح جيئيا ،فيخضع
للتنقيح والتعديل ،أو غير صالح كليا ،فيخضع للعداد من جديد ،أو يتخلي عنه.
في هذا النوع من البحوث يكون الاختبار أو املقياس النفس ي هو املستهدل ،وليس مجتمع
البحث من ألافراد.
عندما أقرأ بعض البحوث التي أجريم من أجل تصميم أو تقنين اختبار أو مقياس نفس ي،
وأجد الباحث قد كتب يقول ،ويؤكد ،أنه سحب عينة ممثلة للمجتمع (ألاصل العام)،
ف تساءل :ما العينة وما املجتمع الذي يقصد ؟ هل هو مجتمع البنود ،وعينة البنود ،أو
مجتمع ألافراد ،وعينة ألافراد ؟
كتبم مقاال صغيرا ،منذ سنوات ،وأرسلته إليكم ،بعنوان :أي عينة يقصدون ؟ تحدام
فيه عن عينة البنود ،ومجتمع البنود الذي ينبغي أن تعمم عليه نتائج تصميم أو تقنين
الاختبار أو املقياس النفس ي ،وال تعمم على مجتمع ألافراد.
ويتم تعميم نتائج تصميم أو تقنين الاختبار أو املقياس النفس ي ،في أي مجتمع وفي أي
مان أجري فيه البحث ،ولكل الباحثين ،وليس املصمم ألاول لالختبار أو املقياس النفس ي،
فقط ،وال يت ار تعميم النتائج بالفروق الحضارية والثقافية إال قليال ،و سهل التخل منها.
ولهذا من الضروري إعادة حساب صدق وابات الاختبارات واملقاييس النفسية عند
555
استعمالها مرات أخرم في البحوث النفسية .فمثال ،ينبغي على كل باحث ،استعمل مقياس
روتر ملصدر الضبط ،أن عيد حساب خصائصه السيكومترية ،و عممها على املقياس ،فتزداد
سمعته العلمية والقياسية ،ويثق الباحثون في قدرته على قياس ما وضع لقياسه .وألامر
نفسه لكل الاختبارات واملقاييس النفسية.
556
هناك منظرون ،أو نظريون ،في علم النفس ،صمموا نظرياتهم بتحيزهم ألفراد معينين،
رأوا أنهم أحسن من يؤيد ما تذهب إليه نظرياتهم؛ ُينتقد فندت "املؤسس ألاول لعلم النفس
التجريبي" ب نه أسس نظريته البنائية ،باستعمال مفحوصين راشدين أسوياء مدربين على
إلادالء بمعلومات من خ راتهم الشعورية ،عن طريق الاستبطان ،وأسس فرويد نظرية التحليل
النفس ي في "العصاب" ،من تحليله وعالجه لسيدات فيينا ،من الطبقة الوسط ،املصابات
بالهستيريا .وأسس أيينك نظريته في "أبعاد الشخصية" ،وخاصة بعد العصابية /الاتيان
الانفعالي ،مستعمال الجنود إلانجليز العائدين من معارك الحرب العاملية الثانية ،منهارين
عصبيا ،وتم تشخيصهم ،بهذت الحالة ،من قبل أطباء نفسيين في مستشف الطوارئ بلندن.
وأسس ماسلو نظريته حول "دافع تحقيق الذات" ،مستعمال 49يخصا ،تميزوا ،وفق تقديرت
الشخ ي ،بخصال الناجحين ،وألاصحاء نفسيا ،وذوي تقدير ذات مرتفعّ ،
وفع ّ
الي الذات،
وألاكثر نضجا ،وألاعال تطورا واكتماال .إذن ،أين هي ألاصول العامة التي سحبم منها عينات
هؤالء املنظرين ؟ إن مبحوا هم ،يمكن تسميتهم بالعينات القصدية ،ألنها ،من املؤكد،
إخضاعها ملعياري إلادراج وإلابعاد.
557
558
الفصل الثاني والعشرون
تطوير املفاهيم في البحث العلمي النفس ي وخاصية التراكمية
"عرض نقدي"
"إن السلوك الذي يكون محل بحث علمي ،سواء كان بسيطا كمسك قلم ،أم معقدا
كالشخصية ،يختزل في كلمة واحدة ،تدعى :املفهوم ،لذا ينبغي الاهتمام باملفهوم قبل أي
ش يء آخر".
"إن ما يؤخر تقدم العلم ،ليس هو عدم مالءمة فنون البحث ،من مناهج وقياس
وإحصاء ،بل هو عدم مالءمة املفاهيم".
يتمثل التحدي ألاك ر في أي بحث علمي في إلاجابة عن السؤال آلاتي " :كيف يمكن
التحقق من صدق مفاهيمنا ؟".
"إن إبداع مفهوم جديد ،ينجر عنه وضع تعريف ت سيس ي له ،وتحديد السلوك الذي
يتضمنه ،وطريقة قياسه ،وألاسئلة التي تطرح لبحثه ،واملفاهيم التي ترتبط به ،وإلاطار
النظري الذي تدمج فيه نتائج بحثه".
نتفق جميعا على أن ممارسة البحث العلمي ،ليسم مجرد ملء عشرات الصفحات،
باملفاهيم والجمل والكلمات والرسوم وألاشكال والجداول ،ويقول صاحبه أنه أنجي بحثا
علميا ،فالبحث العلمي ليس نشاطا هائما وطليقا ،وفوضويا ،بل يمارس وفق ضوابط
وقواعد ومعايير ومحكات ،ينبغي التقيد بها والسير على هداها ،وإال خرج عن ساحة العلم.
1ـ فالعلم نشاط هادل ،سهى إلى وصف وفهم وتنبؤ وضبط أو تحكم في ظواهر تالحظ
في الواقع ،وصياغة قوانين بش نها وتطبيقها.
2ـ فالعلم نشاط منظم في نظريات ،وتخصصات عامة ،وتخصصات دقيقة ،ومفاهيم،
وأدوات قياس ،وعينات.
3ـ فالعلم نشاط عقلي محكوم بقواعد ،أي يمارس ضمن مناهج ومبادئ وأسس
وخصائ .
وبالنسبة لخصائ العلم ،فلن خذ خاصية التراكمية ،التي تع ي :أن النتائج التي يتم
التوصل إل ها ،ب سلوب البحث العلمي ،تضال إلى النتائج ألاخرم التي تم التحقق منها في
بحوث سابقة حول نفس املفهوم ،وفي نفس التخص وبنفس املنهج ،وعلى نفس العينة.
فالعلم يقوم ،أساسا ،على املفاهيم ،التي تمم صياغتها بهدل وصف أو تفسير ظواهر
559
كانم محل مالحظة ،وتراكمم حولها نتائج البحوث املتواترة ،فكل باحث يتوصل إلى نتائج
حول مفهوم معين ،تضال إلى نتائج البحوث السابقة حول نفس املفهوم :
فالنتائج التي تم التوصل إل ها حول مفهوم الذكاء ،تضال إلى النتائج التي سبق التحقق
منها حول مفهوم الذكاء،
والنتائج التي تم التوصل إل ها حول مفهوم الاكتئاب ،تضال إلى النتائج التي تم التحقق
منها حول مفهوم الاكتئاب،
والنتائج التي تم التوصل إل ها حول مفهوم السعادة ،تضال إلى النتائج التي تم التحقق
منها حول مفهوم السعادة،
وهكذا تتراكم نتائج البحوث العلمية التي تم التحقق منها حول املفاهيم املختلفة لكل
تخص ،مكونة صرحا ضخما من املعرفة العلمية التي تستمر في النمو والييادة بفضل
جهود الباحثين.
وتوفر خاصية التراكمية في العلم ،الكثير من الفوائد للباحثين ،كما تحفظ املعرفة
العلمية من الفوض ى والضياع ،وتتمثل تلك الفوائد فيما ي تي :
1ـ إمكان نمو املعرفة العلمية في نظام متسق.
2ـ إمكان الاطالع على املعرفة العلمية وفهمها.
3ـ إمكان ربط أجياء املعرفة العلمية ببعضها منيا ،ماضيا وحاضرا ،والتنبؤ بمسارها
مستقبال.
4ـ إمكان معرفة اتجاهات ومسار املعرفة العلمية ،وتطورها.
5ـ إمكان معرفة جوانب القوة والضعف في املعرفة العلمية ،وبالتالي نقدها وتصحيح
مسارها.
6ـ إمكان استعمال املعرفة العلمية ألغراض عملية تطبيقية والاستفادة منها.
فالبحث العل مي ينبغي أن ينجي ،في البداية ،في املفاهيم التي يت لف منها العلم ،حاليا،
حتى تتحقق خاصية التراكمية ،و سهل الاتصال بين الباحثين املتخصصين ،وهذا ال ع ي
التخلي عن التغيير والتعديل في املفاهيم الحالية ،بل إن عمليتي املحافظة على املفاهيم
الراسخة في العلم ،وإبداع مفاهيم جديدة ،ع ر الدراسات النقدية ،ينبغي أن تسيرا جنبا إلى
جنب .فالظواهر التي هي محل دراسات علمية ،ليسم جامدة ،بل تتعرض للتغيير باستمرار،
و ساير العلماء /الباحثون في علم النفس ،كما في غيرت من العلوم ألاخرم ،هذا التغير بإبداع
مفاهيم وصفية أو تفسيرية ،تتفق مع طبيعة التغير في السلوك البشري.
560
إليكم ألامثلة آلاتية :
املثال ألاول :لتفسير السلوك ،أبدع علماء النفس ،في البداية ،مفهوم "الغريية" ،ولكن
السيكولوجي ألامريكي ،روبرت وودورث ،R. Woodworthرأم أن مفهوم الغريية ،ال يتفق مع
طبيعة السلوك البشري ،فالغريية مفهوم جامد ونوعي ،والسلوك البشري مرن ومتغير وعام،
ف بدع مفهوم "الدافع" ،وقدمه في كتابه :علم النفس الديناميكي ،عام ،1918فاستحسنه
ّ
علماء النفس ،وراحوا ستعملونه لتفسير السلوك والتنبؤ به ،وتخلوا عن مفهوم الغريية.
وبفضل مواصلة البحث العلمي باستعمال نفس املفهوم (الدافع) ،منذ قرن من السنوات،
نما صرح ضخم ومنظم ومتسق ،من نتائج البحوث حول مفهوم "الدافع" ،وتراكمم املعرفة
العلمية حوله ،وتوفرت للباحثين ،بهذا الشكل ،كما هو الحال في كل املفاهيم في علم النفس،
وفي علوم أخرم.
ّ
املثال الثاني :فسر إيفان ب .بافلول ،Ivan P. Pavlovاستجابة الكلب الجا ع بـ "إفرا
اللعاب" عند حدوث مثير في مجاله الحس ي ،بمفهوم "الارتباط الشرطي" بين املثير الشرطي
(جرس أو ضوء) واملثير غير الشرطي (الطعام) .ولكن السيكولوجي ألامريكي ،إدوارد طوملان E.
،Tolmanبعد استيعابه لهذا التفسير ،قدم تفسيرا آخر ،عام ،1932إار بحوث معملية
أجراها على الفئران ،ب ن إفرا الكلب للعاب ،قبل تناوله للطعام ،لم يحدث بسبب الارتباط
ّ
الشرطي ،كما ييعم بافلول ،بل بسبب "توقع" الكلب حضور الطعام ،وهو تفسير معرفي،
كما نالحظ .وساهم طوملان ،بإدراجه ملفهوم "التوقع" ،في تقديم إرهاصات قوية لقيام علم
النفس املعرفي.
إليكم املثال الثالث :استوعب السيكولوجي ألامريكي ،جوليان ب .روتر Jullian B.
،Rotterنظريات التعلم الارتباطية /الشرطية لدم بافلول وسكينر وغيرهما ،التي تقول
بمفاهيم شا عة مثل :املثير ،الاستجابة ،التعييي ،وأجريم على حيوانات؛ كالكالب والفئران
والحمام ،ولكنه رأم أن مفهوم "التعييي" ،كما تناولته تلك النظريات ،غير كال وحدت لتفسير
السلوك البشري ،املرن واملعقد في آن واحد ،وبعد بحوث بعضها معملي وبعضها واقهي،
أجراها خاصة على البشر ( ،)1954أضال إليه مفهوما آخر ،هو " :القيمة" ،وأطلق عليه :
"قيمة التعييي" .وهو مفهوم معرفي ،كذلك .وأدخل ،أيضا ،مفهوم "التوقع" .فصار تفسير
احتمال حدوث سلوك معين ،هو أن "يتوقع" الفرد أنه إذا قام بسلوك معين ،كاالنضباط في
ّ
املفضل لديه من بين تعيييات أخرم العمل ،مثال ،أن يحصل على "تعييي له قيمة عندت" ،أي
متاحة.
561
يتبين من ألامثلة الثالاة السابقة ،أن إبداع مفهوم علمي جديد لتفسير الظاهرة
السلوكية ،حدث بعد استيعاب العلماء /الباحثين للمعرفة العلمية القائمة ،حول الظاهرة
السلوكية ،محل الاهتمام ،ونقد ما ف ها من نق بالنسبة للتناول العلمي الجديد للظاهرة،
ام تقديم البديل الجديد ،أي أن التغيير والتجديد ينطلق من داخل ما هو قائم في املعرفة
العلمية بعد نقدت .ونالحظ ،أيضا ،من ألامثلة الثالاة السابقة ،أنها حافظم على خاصية
"التراكمية" ،فاملفاهيم العلمية الجديدة ،أدمجم ضمن املعرفة العلمية السابقة عل ها ،ألنه
ينبغي إنشاء "سيرة ذاتية" لكل مفهوم علمي ،كيف نش وكيف نما وكيف ّ
تغير ،وهذا بالت كيد
جانب من الت ريخ للعلم.
إن إبداع مفهوم جديد ،وإدراجه في تخص علمي معين ،عمل مطلوب علميا ،ويتفق
مع مبدأ قابلية العلم للتجديد والتطوير ،ملسايرة التغيرات املستمرة في الظواهر ،والوقا ع.
ينمو العلم ويتطور بإبداعات أهله ،أي العلماء /الباحثون.
فاملعرفة العلمية ،ليسم نهائية ،وليسم كاملة ،بل بها ثغرات ،وستبق دائما هكذا،
وليسم جامدة ،وليسم مطلقة ،بل هي مرنة ونسبية وغير يقينية ،بمع ى أنها مفتوحة للحذل
وإلاضافة والتعديل وإلابداع ،وهكذا تتجدد ،لتتوافق مع التغيرات والاكتشافات الجديدة في
الظواهر محل البحث ،وهذت املرونة في املعرفة العلمية ،من أهم خصائ قوتها واستمرارها
وتطورها.
وهناك أساليب علمية بداع مفاهيم جديدة ،وإدراجها ضمن مفاهيم سابقة في العلم،
عمل وفقا لها العلماء الجادون ،وليس ب سلوب إقحام مفاجئ ملفهوم غريب عن التخص ،
ال يفهمه املتخصصون ،وال يمكن إدراج نتائجه لتتراكم ضمن نتائج بحوث سابقة حول
املفهوم الذي ال وجود له.
الحظ الكثير منا باحثين ستعملون ألفاظا كثيرة ،من هذا النوع ،مثل :الخلل ،الشغب،
التلكؤ ،ويذكرون النتائج حول هذت املتغيرات ،بالطرق الفنية املتعارل عل ها ،في عرض نتائج
البحوث امليدانية؛ كالفروق والارتباطات ،فيقولون :يوجد ارتباط بين الخلل والشغب،
ويوجد ارتباط بين الخلل والعنف املدرس ي ،ويوجد فرق بين الذكور وإلاناث في التلكؤ اللغوي.
دون أن يوضحوا مع ى هذت املفاهيم ،وما هو السلوك الذي تشير إليه ،وال كيف تم قياسها
وبحثها.
إن معاني هذت ألالفاظ ،يفهمها ،بالت كيد ،الناس في اللغة اليومية ،وخارج الاستعمال
الع ـل ـمي ،وحتى إذا لم يفهموها ،ال تثار أية مشكلة ح ـول هذا ألام ـر ،ولكنها في العلم ينبـغي أن
562
تكون واضحة ،ألن العلم ال يتطور بمفاهيم غامضة.
وهناك مفهوم غريب ،كذلك ،أو أشد غرابة ،عن مفاهيم علم النفس ،أخذ "ينتشر" و
" غيو" العناوين الفنية لبحوث علم النفس ،ومحاور امللتقيات ،وحتى في تسمية فرق البحث
في املخابر ،هو مفهوم " :آليات" .تم عرض بحوث يذكر ف ها أصحابها مفهوم أو كلمة "آليات"،
مثل :آليات عسر القراءة ،آليات ضبط السلوك ،آليات التوافق النفس ي ...وغيرها ،وال
َ
ستعمل هذا اللفظ ،باحثون مبتدئون ،بل ستعمله كذلك ،باحثون ترقوا إلى درجة
ألاستاذية ،أو ستعمله طالبهم في أطروحات الدكتورات ،وال يلفتون انتباههم إلى غرابة هذا
اللفظ عن مفاهيم علم النفس املواقة في املعرفة العلمية التي تراكمم.
إن إتقان ممارسة البحث العلمي ،ينبغي أن يمتثل له كل باحث ،وليس ذوو الخ رة فقط،
ألن الطالب /الباحثين ،تلقوا دروسا ومحاضرات حول مناهج البحث العلمي ،وينجيون
بحوثهم تحم إدارة أستاذ مشرل ،ذي خ رة ،وبالتالي ،ليس مسموحا لهم ،أبدا ،ارتكاب أخطاء
في مناهج إنجا بحوثهم ،أيا كان مستواها وهدفهاُ ،وي رر ذلك بقلة خ رتهم في طرق البحث
العلمي.
أعود ف قول :ما املقصود بلفظ "آليات" ؟ ربما يكون مرادفا ملفاهيم ستعملها
السيكولوجيون ،وهي شا عة في لغة البحث العلمي النفس ي ،مثل :العمليات ،أو العوامل ،أو
إلاستراتيجيات ،أو الطرق ،أو ألاساليب ،أو الوسائل ،وهذت املفاهيم ،ليس بها عيب أو نق ،
وليسم غامضة ،وم لوفة لدم املتخصصين في علم النفس ،ويتفاعلون معها عقليا ،وال
ً
تواجههم أية صعوبات في فهمها ،لكن آلالية ،وآلاليات ،غامضة جدا.
ستعمل لفظ "آليات" خارج املمارسة العلمية ،مثل :آليات تطوير الاقتصاد ،آليات
فض النزاعات الدولية ،آليات عسكرية؛ كالشاحنات والدبابات ...وغيرها ،وسواء كانم هذت
الاستعماالت واضحة لدم الناس أم غير واضحة ،فهذا ال سبب أي مشكلة لديهم ،لكن في
الاستعمال العلمي ،من الضروري أن تكون املفاهيم واضحة لجميع الباحثين املتخصصين،
ويكون السلوك الذي تشير إليه معروفا لديهم ،كذلك ،حتى يمكن التواصل بينهم بسهولة،
كما ينبغي أن تكون مواقة في لغة البحث العلمي ،حتى يمكن إدماج نتائج بحثها في النتائج
السابقة لبحوث أخرم حولها ،وفقا لخاصية التراكمية في العلم .ألن الباحث ينبغي أن يضع
في اعتبارت ،أن النتائج التي يتوصل إل ها ،حول مفهوم معين ،ال بد أن تدمج في نتائج بحوث
سابقة حول نفس املفهوم ،فتنمو املعرفة العلمية حوله.
واملشكلة املركيية في هذا املقال ،أصيغها في السؤال آلاتي :أين تدمج نتائج بحث أجري
563
على مفهوم غير معرول في لغة علم النفس ،مثل " :آليات" ،الغامض في معنات ،وال يوجد
إنتاج علمي سابق باسمه ؟
إن البحث بطريقة إلغاء خاصية التراكمية ،تجعل البحث ونتائجه ،معيولة ،وفلسفة
العلم تعت ر هذا النوع من البحوث ،خارج نطاق العلم ،ألنها ال تقدم أي إضافة له.
إنه جميل ورا ع ،أن يبدع باحث مفهوما جديدا فيه فائدة ،أفضل مما سبقه من
مفاهيم ،لتفسير السلوك أو وصفه ،كمفهوم آلالية أو آلاليات ،ولكن ليس عن طريق إلاقحام
املفاجئ ملفهوم غامض ،ال عرل الباحث نفسه ،والباحثون آلاخرون معنات ،أو دورت ،وال
توجد حوله معرفة علمية متراكمة فتدمج نتائجه ف ها .فاألسلوب العلمي الصحيح ،في إبداع
مر سابقا ،لدم كل من :وودورث ،طوملان ،روتر) : مفهوم جديد ،يكون كما ي تي (كما ّ
1ـ أن علن الباحث عن إبداع مفهوم جديد ،عن طريق بحث علمي مستقل ،وخا
به ،أو عدة بحوث ،بصفته مفهوما جديدا ،أو بديال ملفهوم آخر صار غير مفيد،
2ـ أن يتناول تعريفه ت سيسيا،
3ـ أن يبين دورت في تفسير أو وصف الظاهرة محل البحث،
4ـ أن يبين فائدته أو الت رير العلمي بداعه،
5ـ أن يبين طريقة قياسه ،أو كيف يمكن التعرل عليه في امليدان ،أي تعريفه إجرائيا،
6ـ أن يبين عالقاته بمفاهيم أخرم.
وإذا لم يخضع املفهوم الجديد لهذا ألاسلوب ،دراجه ضمن املمارسة العلمية ،فال يدرج
ضمن ما هو علمي.
وفي نهاية هذت املقالة ،أسجل مالحظة أخرم ،ألنها تتفق مع سياق ما سبق ،هناك
باحثون سجلون في عناوين بحوثهم املفهوم الذي هو موضوع البحث؛ كالسلوك العدواني،
مثال ،ولكنهم يذكرون في أماكن مختلفة من تقرير البحث ،مفاهيم أخرم ،قريبة في املع ى من
مفهوم البحث ،بص فتها معنية بالبحث كذلك ،ولكنها ليسم مرادفة له .فالباحث الذي يبحث
في السلوك العدواني ،يتحدث في تقرير البحث عن مفهوم العنف ،ومفهوم التخريب .والباحث
الذي يتناول مفهوم صعوبات تعلم القراءة ،يتحدث كذلك ،في تقرير البحث ،عن مفهوم عسر
القراءة ،ومفهوم مشكالت تعلم القراءة ،وهذا ليس مالئما ،ألنه من وجهة نظر خاصية
التراكمية ،نتساءل ،أين تدمج نتائج البحث الذي لم ستقر صاحبه على مفهوم واحد.
فالعمل العلمي الصحيح هو أن املفهوم الذي يذكرت الباحث كموضوع للبحث ،يبقيه دائما
564
بنفس الاسم في تقرير البحث ،وإذا أراد ذكر مفاهيم أخرم ،مرادفة له ،عليه أن شير إلى
ذلك ،ب ن املفهوم الذي يتناوله بالبحث ،سم كذلك ب سماء أخرم ويذكرها.
الحظوا مهي.
إننا نبحث بعقول تائهة.
ال نفكر في مصير النتائج التي نتوصل إل ها من بحوانا.
ال نفكر في خاصية التراكمية التي تع ي إدماج نتائج البحث الجديدة في نتائج البحوث
السابقة لنفس املفهوم.
ال نفكر في خاصية التراكمية ودورها في نمو املعرفة العلمية وحفظها في نظام متسق.
ال يكفي التمكن من مناهج البحث وفنونه ،بل أن تستوعب اقافة العلم وفلسفته ،أيضا.
وأعيد التذكير بما فتحم به هذا املقال :
"إن السلوك الذي يكون محل بحث علمي ،سواء كان بسيطا كمسك قلم ،أم معقدا
كالشحصية ،يختزل في كلمة واحدة ،تدعى :املفهوم ،لذا ينبغي الاهتمام باملفهوم قبل أي
ش يء آخر".
"إن ما يؤخر تقدم العلم ،ليس هو عدم مالءمة فنون البحث ،من مناهج وقياس
وإحصاء ،بل هو عدم مالءمة املفاهيم".
يتمثل التحدي ألاك ر ،في أي بحث علمي ،في إلاجابة عن السؤال آلاتي " :كيف يمكن
التحقق من صدق مفاهيمنا ؟".
"إن إبداع مفهوم جديد ،ينجر عنه وضع تعريف ت سيس ي له ،وتحديد السلوك الذي
يتضمنه ،وتحديد طريقة قياسه ،وألاسئلة التي تطرح لبحثه ،واملفاهيم التي ترتبط به ،وإلاطار
النظري الذي تدمج نتائج بحثه".
565
566
الفصل الثالث والعشرون
مالحظات نقدية ملناهج البحث والقياس النفس ي في البحوث امليدانية مللتق
املتعة وامللل في العملية الدراسية ـ التدر سية املنعقد بمخ ر البحث في التربية
وعلم النفس جامعة وهران ،2يومي 7 :ـ 8مارس 2016
مقدمة.
نظم مخ ر البحث في التربية وعلم النفس ،بكلية العلوم الاجتماعية ،جامعة وهران ـ ،2
أحمد بن محمد ،ملتق وطنيا ،يومي 7 :ـ 8مارس ،2016حول املتعة وامللل في العملية
الدراسية ـ التدر سية.
شارك في فعالياته 41متدخال؛ منهم 5متدخلين برتبة أستاذ التعليم العالي 15 .متدخال
من حاملي درجة الدكتورات 21 .متدخال من غير حاملي درجة الدكتورات .وشارك باحث واحد
(حامل دكتورات) من الجامعة ألاردنية.
بلغ عدد املداخالت 29مداخلة؛ منها 27مداخلة باللغة العربية ،ومداخلتين باللغة
الفرنسية .ومنها 24مداخلة عبارة عن بحوث ميدانية .أما خمس مداخالت فكانم دراسات
غير ميدانية.
وشاركم في فعاليات هذا امللتق ،بمداخلة ،عبارة عن دراسة غير ميدانية ،بعنوان :
"الوجدان في العملية التعليمية".
تم نشر كل املداخالت التي ألقيم يومي امللتق ،في كتاب أنيق ،يقع في 449صفحة.
تناولم بالنقد والتقويم 22مداخلة ميدانية ،وركيت على ألاخطاء املرتكبة ف ها ،في جانبي
مناهج البحث والقياس النفس ي.
وفيما يلي ألاخطاء التي ارتكبم في مناهج البحث والقياس النفس ي ،واملالحظات التي
سجلتها لكل بحث على حدة .وقد أغفلم أسماء الباحثين ،والجامعات التي ينتمون إل ها.
567
البحث ألاول
مؤشرات امللل ومتعة الدراسة باملدرسة الجيائرية
بذل الباحث جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثه بطريقة علمية مقبولة .ولكنه لم يتحكم
في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها على
طريقته في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1من املعرول أن أي بحث يحقق أهدافا أو يجيب عن سؤال أو يخت ر فرضا .ووضع
كل من ألاهدال وألاسئلة والفروض ،يبين ما سهى الباحث إلى بحثه .ولكن صاحب هذا
البحث لم يضع لبحثه ال أهدافا وال أسئلة وال فرضيات .وأهمل تماما ذلك النسق املنهجي
التقليدي للبحوث ألاكاديمية ،الذي شمل املقدمة وأهدال البحث وأهميته ومشكلته
وأسئلته وفروضه ومفاهيمه.
.2وردت كلمة رغبة في متن البحث .وهي لفظة غير مستعملة حاليا كمصطلح ف ي نفس ي.
فهي تستعمل في كتابات التحليل النفس ي ،أما خارجه فهي غير مستعملة ،ومعناها غير واضح.
لكن املصطلح الذي ستعمل ،وبشكل واسع ،في الكتابات النفسية ،هو الدافع أو الحافي.
. 3وضع الباحث عنوانا فرعيا ،هو :منهج البحث .ولكنه لم يتحدث عن املنهج الذي
اتبعه .بل انتقل مباشرة إلى الحديث عن تصميم استبيان .وبعد هذا العنوان الفرعي ،جاء
عنوان فرعي آخر ،هو :أداة جمع املعطيات .وتحدث ضمنه عن تصميمه الستبيان ،بعنوان
" :مؤشرات املتعة وامللل في الدراسة" .وأشار إلى ستة أبعاد لالستبيان .لكنه لم يبين كيف
استخرج هذت ألابعاد .ونالحظ أن ألابعاد ألاربعة ألاخيرة ،تبدو ك نها أبعاد مستقلة عن ما
يقيسه الاستبيان .لم يبين الباحث كيف تصحح إجابات املفحوصين ،وكيف يتم الحصول
على الدرجة الكلية الخام ،ولم يبين كذلك ،ما مع ى ارتفاع الدرجة على أداة جمع املعطيات.
.4تحدث الباحث عن صدق وابات الاستبيان ،ولكنه لم يذكر الطرق التي استعملها
لحسابهما ،ولم يبين القيم إلاحصائية ملعامالت الصدق والثبات.
. 5تحدث الباحث عن نتائج البحث ضمن عناوين فرعية ،بعضها يتطابق لفظيا مع
أبعاد الاستبيان ،وبعضها ال يتطابق لفظيا معها.
.6تمم معالجة النتائج بالنسب املئوية.
568
.7بما أن الباحث لم يبين كيف يجيب املفحوصون على بنود أداة جمع املعطيات .ولم
يبين طريقة تصحيح إجابات املفحوصين ،ال يمكن معرفة موقع املتغير من مستويات القياس
النفس ي.
.8شملم العينة 132فردا من الجنسين؛ منهم 72من التعليم املتوسط 54 .من التعليم
الثانوي 06 .من التعليم الجامهي .وعينة طالب الجامعة صغيرة جدا.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
البحث الثاني
التعلم والتعليم بين املتعة وامللل كما يدركها الطلبة
دراسة مسحية ميدانية
بذل الباحث جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثه بطريقة علمية مقبولة .ولكن هناك
مالحظات سجلتها على طريقته في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1هذا البحث منظم بطريقة جيدة منهجيا.
.2التعريفات إلاجرائية جيدة.
.3تحدث الباحث عن هدل البحث وأهميته ،بعد أن تحدث عن مشكلة الدراسة
وأهميتها .ولكن الترتيب السليم ،هو ذكر أهدال البحث ،ام أهمية البحث ،قبل أسئلة البحث
وفروضه .ألن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،ونسم ها موجهات البحث ،يكون كما
يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث.
فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر
الباحث مشكلة البحث وأسئلته ،ليس منطقيا أن عود إلى ذكر هدل البحث ،بل يفكر
مباشرة في حل املشكلة ،وهو صياغة الفروض .أو بمع ى آخر ،ليس مالئما أن يتم الفصل
بين مشكلة البحث وأسئلته وفروضه .وبعد ذكر الفروض ،شرع الباحث في اختبارها ،من
خالل إجراء بحث ميداني.
.4ذكر الباحث أنه اختار عينة البحث عشوائيا ،ولم يبين طريقة الاختيار العشوا ي التي
استعملها ؟
.5لم يذكر الباحث خصائ العينة من حيث الجنس والعمر واملستوم التعليمي ،ويقوم
بتو ع أفراد العينة على هذت الخصائ .إن هذت ألامور مهمة جدا ،وال ينبغي إغفالها ،ألنها
569
كثيرا ما تؤار في نتائج البحوث ،وتحدث فروقا نعجي عن تفسيرها عندما نهمل خصائ
العينات .ام يكون لها دور في مجال معرفة حدود تعميم النتائج على ألاصل العام الذي
سحبم منه.
.6صاغ السؤال الثاني في البحث كما يلي " :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية ،عند
مستوم ،0.05في متعة التعليم لدم طلبة املرحلة ألاساسية العليا من وجهة نظر الطلبة
أنفسهم تعيم إلى املتغيرات :الجنس (ذكر ،أنثى) واملستوم الدراس ي (اامن ،تاسع ،عاشر)
مستوم التحصيل (متدني ،متوسط ،جيد) ؟".
واملالحظة ألاولى على هذت الصياغة ،هي :عندما يفترض الباحث وجود فروق ،ملاذا يقول
عنها دالة إحصائيا .ألن افتراضه لوجود فروق ،ع ي أنها دالة إحصائيا .واملالحظة الثانية،
بما أن الفروض ينبغي أن تتسق مع الاتجات النظري ونتائج الدراسات السابقة ملتغيرات
البحث ،هل افتراض الباحث ملستوم الداللة ،0.05يتسق مع التوجه النظري لبحثه ؟
.7عند تصحيح إجابات املفحوصين ،استعمل الباحث طريقة ليكرت لقياس الاتجاهات.
جيدا أن نترك طريقة ليكرت لقياس ولكن موضوع بحثه ليس هو قياس الاتجاهات .أليس ّ
الاتجاهات ،كما وضعها صاحبها .ونبتعد عن استعمالها في قياس متغيرات أخرم غير
الاتجاهات ؟
إن البنود التي صاغها الباحث ،جاءت بصيغة التقرير الذاتي ،وهذت ال تصلح لها بدائل
إلاجابة بطريقة ليكرت .بل تصلح لها ،مثال ،البدائل التالية :ال ،قليال ،متوسطا ،كثيرا ،كثيرا
جدا .أما البنود التي تصلح لها إلاجابة بطريقة ليكرت ،ال تكون صياغتها ب سلوب التقرير
الذاتي ،بل تصاغ بنودها بطريقة تبين مدم قبول املفحو لقضية جدلية عامة أو مدم
رفضه لها.
.8لم يبين الباحث طريقة تو ع بنود الاستبيان على ألابعاد ألاربعة .أي لم يبين كيف
أن املتعة في التعلم والتعليم تظهر في أربعة أبعاد أو مكونات .وما مصدر هذت ألابعاد ؟
.9إن استعمال عينة استطالعية ،ملعرفة مدم كفاءة أدوات القياس ،تستعمل للحكم
على مدم كفاءة البنود في مجال الصدق فقط .أما الثبات فال يحسب عادة ابات بنودت.
.10ملاذا كانم عينة حساب الثبات خارج عينة البحث ؟ وما هي خصائصها ؟
.11يضع الباحث في الجدول رقم ( )1معامالت ألفا لكرونباخ لحساب الثبات في صيغة
ن ـس ـب م ـئ ـوي ـة .ول ـك ـن م ـعـام ـل أل ـفا ل ـك ـرون ـب ـاخ يق ـوم عـلى فــكرتين؛ ألاولى :وجود فروق
فردية (تباين واسع) بين ألافراد .الثانية :وجود تجانس (تباين صغير) بين البنود.
570
.12بالنسبة للنتائج املسجلة في الجدول رقم ( .)2لم يبين الباحث العينة املعنية بها؛
هل هي عينة الذكور ،أم عينة إلاناث ،أم العينة الكلية .ألن تحديد خصائ العينة وحجمها
ضروري جدا ،من أجل التعامل مع النتائج بطريقة واضحة ،وإمكان تعميمها بطريقة محل
اقة.
.13بالنسبة كذلك ،للنتائج املسجلة في الجدول رقم ( .)1ذكر الباحث أن معيار الحكم
على النتائج تم الحصول عليه من تقسيم املدم على أربع فئات .ولكن من الضروري تحديد
حدي املدم (الدرجة الدنيا والدرجة العليا) للدرجات النظرية والدرجات الفعلية.ّ
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
البحث الثالث
التوافق املدرس ي لدم املراهق املتمدرس
دراسة ميدانية على تالميذ املرحلة الثانوية
بذلم الباحثتان جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما لم
يتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1لم تذكر الباحثتان مكان عملهما.
.2تكرر ذكر التحصيل الدراس ي كثيرا ،في مقدمة البحث ،رغم أنه ليس من متغيرات
البحث ،كما ورد في عنوان البحث.
.3ورد كذلك ،ذكر ألاسرة كثيرا في املقدمة.
.4ذكرت الباحثتان املشكلة وتساؤالت الدراسة قبل ألاهدال .ولكن التناول السليم هو
أن يكون الكالم أوال عن أهدال الدراسة أوال ام مشكلتها وتساؤالتها .ألن الترتيب السليم ،هو
ذكر أهدال البحث ،ام أهمية البحث ،قبل أسئلة البحث وفروضه .فالتسلسل املنهجي لهذت
العناصر الفرعية ،ونسم ها موجهات البحث ،يكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث
ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم
موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما تذكر مشكلة البحث ،فإن الباحث يفكر
بعدها مباشرة فـي حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع مباشرة في
إجراء البحث ال ختبارها.
571
.5ملاذا أشارت الباحثتان إلى الاختبارات التحصيلية في مشكلة الدراسة وتساؤالتها ،رغم
أنها ال عالقة لها بموضوع البحث وأهدافه ؟
.6ذكرت الباحثتان التوافق املدرس ي ام التوافق الدراس ي ،هل هما مفهوم واحد أم
مفهومان مختلفان؟
.7عندما يكون السؤال أو الفرض يتناول الفروق ،تكون البداية في الصياغة بذكر
العينات .فقد ذكرت الباحثتان ما يلي " :هل توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق املدرس ي
تعيم إلى متغير الجنس ؟" .لكن الصياغة الجيدة هي ما يلي " :هل توجد فروق بين الجنسين
في التوافق الدراس ي ؟"" .هل توجد فروق بين العلميين وألادبيين في التوافق املدرس ي ؟"" .هل
توجد فروق بين تالميذ السنة ألاولى وتالميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي في التوافق
الدراس ي ؟".
.8ذكرت الباحثتان :التخص الدراس ي ،والصف الدراس ي .ولكن التسمية الصحيح
في التعليم الثانوي هي :الشعبة الدراسية واملستوم الدراس ي.
.9لم تذكر الباحثتان املكان الذي أجري فيه البحث.
.10من بين ما ذكرته الباحثتان ،عند تعريفهما للمراهق املتمدرس إجرائيا ،أن عمرت
يقع بين 11 :ـ 19سنة .ولكن التعريف إلاجرا ي يركي على متغيرات البحث وال يخرج عنها .وهنا
نتساءل هل يكون من بين تالميذ املرحلة الثانوية تالميذ أعمارهم 11سنة ؟
.11إن املطلوب هو تعريف املراهق املتمدرس وليس املراهقة.
.12ذكرت الباحثتان أنهما اتبعتا املنهج الوصفي التحليلي .ولكن هذا املنهج غير معرول،
وليس من بين مناهج البحث في علم النفس والتربية.
. 13املبالغة في ذكر النسب املئوية ألحجام العينات الفرعية .كنسبة الذكور ونسبة
إلاناث.
.14ذكرت الباحثتان املستوم الاقتصادي في الجدول رقم ( )2وصنفم وفقه العينة إلى
مرتفعين ومتوسطين ومنخفضين اقتصاديا .ولكنهما لم تذكرات في عنوان البحث ،ولم تبينا
كيف قامتا بقياسه وتحديد مستوياته الثالاة.
.15إن املرجع الذي أخذت منه الباحثتان ،منهج البحث ،ليس مرجعا في مناهج البحث
النفس ي.
.16ذكرت الباحـث ـتان أن إح ـداه ـما قامم ببناء مقياس التوافق الدراس ـي ،لع ـدم وجود
أداة تتوافق مع البيئة الجيائرية .ولكن ما هي البيئة الجيائرية.
572
.17إن صدق املحكمين ليس هو صدق املحتوم.
. 18إن صدق املحكمين ،وصدق الاتساق الداخلي ،يتعلقان بصدق البنود .ولكن أين
صدق املقياس ككل.
.19ذكرت الباحثتان أن بنود املقياس تتو ع على أربعة أبعاد .ولكنهما لم تذكرا كيف
توصلتا إلى هذت ألابعاد .ولم تذكرا كذلك ،عدد البنود التي تقيس كل بعد.
.20ذكرت الباحثتان في الجدول رقم ( )4معامالت الارتباط بين ألابعاد والدرجة الكلية
للمقياس ،ولكنهما لم تذكرا ارتباط البنود ب بعادها ،رغم أنهما أشارتا إلى ذلك في الكالم
أسفل الجدول.
.21لم تذكر الباحثتان عدد بدائل إلاجابة على بنود املقياس .ولم تذكرا كذلك ،كيف
تصحح إجابات املفحوصين على املقياس ،وكيف يتم الحصول على الدرجة الكلية للمقياس،
وماذا ع ي ارتفاع الدرجة على املقياس.
.22ذكرت الباحثتان ،أسفل الجدول رقم ( ،)5أنهما حسبتا ابات املقياس بالتجيئة
النصفية ،فبلغ بعد تصحيح الطول .0.78ولكن هذت القيمة ال توجد ضمن البيانات املسجلة
في الجدول رقم (.)5
.23عند ذكر ألاساليب إلاحصائية ،أدرجم الباحثتان ألاساليب إلاحصائية التي
استعملتهما لحساب الصدق والثبات .ولكن ألاساليب إلاحصائية التي تذكر هي التي تم
استعمالها ملعالجة نتائج البحث فقط.
.24عند عرض نتائج البحث ،ذكرت الباحثتان السؤال والفرضية معا .وهذا غير سليم.
إما ذكر السؤال فقط ،أو ذكر الفرضية فقط .ألن السؤال يجاب عليه .والفرضية تخت ر .وفي
هذت الحالة ،كيف تتصرل الباحثتان؛ إ اء السؤال أم إ اء الفرضية.
.25رغم أن الباحثتين ذكرتا أن أداة جمع البيانات مقياس .وحسبتا صدقه واباته
ب ساليب إحصائية تقع في مستوم املسافات املتساوية ،إال أن النتيجة املسجلة في الجدول
رقم ( )6جاءت على شكل نسب مئوية .أي في املستوم الاسمي.
.26ورد في الجدول رقم ( )6عدد ألافراد ذوي املستوم املرتفع في التوافق املدرس ي ،وعدد
ألافراد ذوي املستوم املنخفض في التوافق الدراس ي .ولكن الباحثتين لم تذكرا كيف تعرفتا
على املرتفعين واملنخفضين في التوافق املدرس ي.
.27إن اخ ـت ـبار "ت" ك س ـلوب إحـ ـصا ي اس ـت ـداللتي ،ستعمل الختبار الفرض ـيات وليس
للجابة عن أسئلة ،كما ذكرت الباحثتان في النتائج املسجلة في الجدولين رقمي (.)8( )7
573
.28إن الداللة إلاحصائية املسجلة في الجدول رقم ( )8وهي ،0.05 :لم تذكر الباحثتان
إذا كانم تتعلق بالفروق في كل ألابعاد ،أم ببعد واحد فقط ؟
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
البحث الرابع
ت رجح املعام اليومي لدم طلبة الجامعة بين تجاذبات
املتعة وتنافرات امللل
بذل الباحثان جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما لم
يتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكر الباحثان الخلفية النظرية ملشكلة البحث ،وبعدها مباشرة ذكرا إشكالية الدراسة
وتساؤالتها .ولكن ،هل املشكلة وإلاشكالية مفهوم واحد ؟
.2كان ألاحسن أن يبدأ البحث بمقدمة.
تحدث الباحثان عن تساؤالت الدراسة قبل أهدافها .ولكن التناول السليم هو أن ّ .3
يتحداا عن أهدال البحث ام تساؤالته .ألن الترتيب السليم ،هو ذكر أهدال البحث ،ام
أهمية البحث ،قبل أسئلة البحث وفروضه .فالتسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية،
ونسم ها موجهات البحث ،يكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث
ام أسئلة البحث ام فروض البحث .فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث،
ومنها مشكلة البحث .وعندما تذكر مشكلة البحث ،فإن الباحث يفكر بعدها مباشرة في حلها،
وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع الباحث مباشرة في إجراءات البحث
امليدانية الختبارها.
.4توسع الباحثان في تعريف املنهج املتبع في الدراسة .ولكن املطلوب هو ذكر مدم مالءمة
املنهج املتبع ملوضوع الدراسة وأهدافها .وتجنب التوسع في تعريفه .ألن ذلك يتوفر عادة في
كتب مناهج البحث.
.5من خالل ذكر الباحثين ملجتمع البحث وعينته ،قاال ما يلي :
ـ أن مجتمع البحث هو طالب السنة الثانية فقط (طالب الجامعة).
ـ أن املعاينة قصدية.
574
ولكن املعاينة التي قام بها الباحثان ليسم قصدية ،بل عرضية .ألنهما سحبا عينة
يدرسان طالب السنة الثانية، البحث من مجتمع سهل عل هم الاتصال به .حيث ذكرا أنهما ّ
و سهل تطبيق أدوات جمع البيانات عل هم .أما في املعاينة القصدية ،فإن الباحث ينشغل
أساسا بقضية أو بنظرية أو بفكرة ،ام يختار وفق حكمه الشخ ي الفرد أو ألافراد الذين
يمدونه باملعلومات التي يحتاجها حول النظرية أو القضية أو الفكرة .والباحثان ،لم ينشغال
بفكرة أو بنظرية أو بقضية ،بل تناوال متغيرات املعام اليومي واملتعة وامللل لدم طالب
الجامعة (تخص علم النفس) .ولو أنهما تناوال املتعة وامللل كقضية أو كفكرة ،ام اختارا
بعد ذلك ،وفق حكمهم الشخ ي ،من يقدم لهما معلومات جيدة ،عن ظاهرتي املتعة وامللل،
لكانم املعاينة قصدية .والعينة القصدية ال مجتمع لها تمثله ،وبالتالي ،ال تعمم نتائجها.
.6ال داعي لشرح خطوات تحليل املضمون.
.7تم عرض نتائج البحث ،ولكن دون مناقشتها في نهاية البحث ،وفق إلاطار النظري
للبحث.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
البحث الخامس
دور مجالس أولياء ألامور في صياغة اتجاهات أبنائهم نحو الدراسة
بذلم الباحثة جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثها بطريقة علمية مقبولة .ولكنها لم
تتحكم في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتها في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1إن عبارة "صياغة اتجاهات" التي جاءت في عنوان البحث ،ال تستعمل في مجال
الاتجاهات .إن العبارات التي تستعمل هي :تكوين الاتجاهات ،أو تغيير الاتجاهات ،أو قياس
الاتجاهات.
.2لم تذكر الباحثة أهدال البحث وأسئلته.
.3عرفم الباحثة ،الاتجاهات نحو الدراسة ،إجرائيا .ولكن التعريف لم يكن إجرائيا.
ألن ـه ال ب ـد أن ي ـك ـون الق ـياس ك ـم ـيا ،و ـش ـار إلـ م ـع ـ ى ارت ـفاع الدرج ـة وانخـ ـفاض ـها ع ـلى أداة
القياس.
575
.4دائما ،بالنسبة لتعريف الاتجاهات نحو الدراسة إجرائيا .ذكرت الباحثة في عنوان
البحث ،اتجاهات ألابناء نحو الدراسة ،ولكن الذي ذكرته في التعريف هو ما يلي " :وجهة نظر
آلاباء نحو دور مجلس أولياء ألامور في توعيتهم نحو ألاداء الدراس ي ،وفي مساعدتهم في تخطيط
ال رامج الدراسية".
.5ذكرت الباحثة :مجالس أولياء ألامور ،ام مجالس أولياء التالميذ ،ام مجالس آلاباء
وألامهات .هل هذت التسميات ملفهوم واحد ،أم ملفاهيم متعددة ؟ ألنه في الكتابة العلمية،
ينبغي على الباحث أن ستعمل مصطلحا واحدا طيلة مسار البحث ،حتى عرل القارئ ما
الذي يتم بحثه .وإذا أراد ذكر مصطلح مرادل ،عليه أن شير إلى ذلك.
.6ذكرت الباحثة في تعريف مجالس أولياء ألامور ،ما يلي " :هو مجموعة من ألافراد
ممثلين للنظام التربوي واملكون من املعلمين ،مدير املدرسة ،وممثلي أولياء ألامور لتالميذ
مدرسة ما هدفها يادة فعالية التحصيل الدراس ي".
.7إن املتغير ألاساس ي الثاني في البحث ،كما جاء في عنوان البحث ،هو اتجاهات ألابناء
نحو الدراسة .لكن الباحثة لم تتطرق إلى هذا املتغير إطالقا .وتناولم بدال عنه متغير
الاتجاهات ،بصفة عامة.
.8وفي كالمها لتعريف الاتجاهات ،ذكرت الباحثة التعريف التالي " :وتعرل الاتجاهات
نحو العنف إجرائيا في الدراسة من خالل الدرجة التي يحصل عل ها املستجيب على املقياس
املستخدم لتحديد اتجات الدرجة نحو العنف ،والتي تع ر عن قبول العنف املدرس ي أو رفضه
من قبل الطالب" .ولكن البحث يتناول اتجاهات ألابناء نحو الدراسة ،وليس نحو العنف
املدرس ي.
.9ذكرت الباحثة ،أن مكونات الاتجاهات االاة ،هي :املكون املعرفي واملكون العاطفي
واملكون السلوكي .ولكن هذت املكونات الثالاة ،هي مكونات السلوك البشري كله ،كما بينها
فلهلم فندت ،عام .1879واملطلوب من الباحثة ،أن تذكر مكونات اتجاهات ألابناء نحو
الدراسة ،ألنه املتغير ألاساس ي في البحث.
.10في الكتابات ألاكاديمية الجيدة والجادة ،يتم إلاشارة إلى نتائج الدراسات السابقة،
وبعدها ي تي ذكر مشكلة البحث .ولكن الباحثة عكسم هذا الترتيب.
.11في تعقيبها على نتائج الدراسات السابقة ،قامم بتلخيصها وليس بمناقشتها.
.12كتبم الباحثة ،بعد عنوان إلاجراءات املنهجية ،عنوانا فرعيا ،هو :الدراسة
ألاساسية .ولكنها لم تذكر قبل ذلك ،دراسة أخرم غير أساسية.
576
.13ذكرت الباحثة أنها اختارت عينتي البحث من أولياء ألامور واملعلمين واملعلمات،
بطريقة عشوائية .ولكنها لم تبين طريقة الاختيار العشوا ي التي استعملتها ،ألن هناك أربع
طرق للمعاينة العشوائية (الاحتمالية)..
.14رغم أن اتجاهات ألابناء نحو الدراسة ،متغير أساس ي في البحث ،إال أن الباحثة لم
تذكر ألابناء (التالميذ) ضمن عينات البحث.
.15بالنسبة ألدوات الدراسة .ذكرت الباحثة أنها اعتمدت على استبيان مفتوح .ولكن
يقال :أسئلة مفتوحة .وألاسئلة التي طرحتها الباحثة ،جاءت رديئة من حيث الصياغة
اللغوية .مثل :
ـ هل لديك الاضطالع بوجود مجلس أولياء التالميذ في املدرسة الابتدائية ؟
ـ هل تعتقد هل من ضرورة الجتماع أولياء ألامور ؟ في حالة نعم أذكر ملاذا ؟
لم تذكر الباحث العينة التي وجهم إل ها هذين السؤالين.
لم توجه الباحثة أسئلة حول اتجاهات ألابناء نحو الدراسة.
.16إن الباحثة لم تطرح أي سؤال للبحث ،عند طرحها للشكالية.
.17إن طريقة إجراء الدراسة ،كما ذكرتها الباحثة ،رديئة جدا.
.18إن الباحثة لم تذكر أهدال البحث ،رغم أنها من أهم موجهات البحث .ولكن في
عرضها لنتائج البحث ،ذكرت ألاهدال .فقالم :عرض ومناقشة أهدال الدراسة .عرض
ومناقشة الهدل ألاول .عرض ومناقشة نتائج الهدل الثاني.
.19في سؤال موجه إلى املعلمين ،جاء نصه كما ي تي " :ما هي أشـكال الاتصال التي يقوم
بها ألاولياء ؟".
وا لنتيجة التي جاءت كإجابة عن هذا السؤال ،كانم على شكل نسب مئوية ،لتكرار
الييارات ،منيا ،التي يقوم بها أولياء التالميذ إلى املدرسة .وهي :يوميا ،أسبوعيا ،شهريا،
سنويا .ولكن صيغة السؤال ،ال تشير إلى التكرارات واملدد اليمنية.
.20إن الباحثة لم تضع للبحث أهدافا .ولم تطرح أسئلة .وبالتالي ال يمكن معرفة ما
الذي تبحثه .ولكن عنوان البحث شير إلى أن البحث يتناول :دور مجالس أولياء ألامور في
صياغة اتجاهات ألابناء نحو الدراسة .والسؤال الذي نطرحه ،هل عرفم الباحثة ذلك ؟
إلاجابة :ال.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
577
البحث السادس
اتجاهات املتفوقين في مادة الرياضيات نحو طرق تدر سهم
وعالقته بالشعور باملتعة لديهم ـ دراسة استطالعية ببعض
املؤسسات التربوية بمدينة باتنة
بذلم الباحثتان ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما
لم تتحكما في منهج البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ملاذا دراسة استطالعية ؟
.2ذكرت الباحثتان تساؤالت الدراسة قبل أهدافها .ولكن التناول السليم هو أن تذكرا
أهدال البحث ام تساؤالته .ألن الترتيب السليم ،هو ذكر أهدال البحث ،ام أهمية البحث،
قبل أسئلة البحث وفروضه .فالتسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،ونسم ها موجهات
البحث ،يكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث
ام فروض البحث .فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة
البحث .وعندما تذكر مشكلة البحث ،فإن الباحث يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة
الفروض .وعندما يصيغ الباحث الفروض ،شرع بعدها في إجراء البحث امليداني الختبارها.
.3عرفم الباحثتان املوهبة وإستراتيجية التدر س ،ضمن التعريف بمفاهيم البحث.
ولكن املوهبة وإلاستراتيجية ،لم تردا في عنوان البحث .واملوهبة ليسم هي التفوق .كما أن
إلاستراتيجية ليسم هي الطريقة .وهذا إقحام ملتغير املوهبة ،ومتغير إستراتيجية التدر س ،ال
ضرورة له وال فائدة منه.
تعرفا إستراتيجية التدر س وال أسلوبتعرفا طرق التدر س .وال ّ .4كان على الباحثتين أن ّ
التدر س.
.5ال داعي لتناول العالقة والفرق بين إستراتيجية التدر س وطريقة التدر س وأسلوب
التدر س .وال ضرورة له.
.6ذكرت الباحثتان أنهما اتبعتا املنهج الوصفي التحليلي الارتباطي .لكن هذا املنهج غير
معرول وغير وارد ضمن مناهج البحث النفس ي والتربوي.
.7ذكرت الباحثتان أنهما اختارتا عينة البحث بطريقة مقصودة .ولكن هذا ليس
صحيحا .فهما اختارتا العينة بطريقة عرضية ،من عدة اانويات بمدينة باتنة .ففي املعاينة
578
القصدية ،ينشغل الباحث أساسا بقضية أو بنظرية أو بفكرة ،ام يختار وفق حكمه الشخ ي
الفرد أو ألافراد الذين يمدونه باملعلومات التي يحتاجها حول النظرية أو القضية أو الفكرة.
بمع ى أنه يقصد فردا أو أفرادا ،عرل بحكمه الشخ ي ،أنهم ،دون غيرهم ،الذين يمدونه
باملعلومات التي تجيب عن أسئلته .والباحثتان ،لم تنشغال بفكرة أو بنظرية أو بقضية،
ولكنهما تناولتا اتجاهات املتفوقين في مادة الرياضيات نحو طرق التدر س .ولو تناولتا التفوق
كقضية ،ام اختارتا بعد ذلك ،من يقدم لهما معلومات جيدة عن ظاهرة التفوق ،لكانم
املعاينة قصدية.
.8بالغم الباحثتان في ذكر النسب املئوية للعينات الفرعية .رغم أنها ال ضرورة لها وال
فائدة منها.
.9ذكرت الباحثتان أنهما قامتا بقياس إلاستراتيجيات التدر سية .ولكن ،ووفق عنوان
البحث ،فإن املطلوب هو قياس متغيرين فقط ،هما :أ) اتجاهات املتفوقين نحو طرق
تدر سهم .ب) والشعور باملتعة وامللل.
. 10إن وضع بدائل للجابة كالتالي :نعم ،ال ،أحيانا ،غير سليم إطالقا .إن إلاجابة بـ نعم،
توضع عندما تكون بدائل إلاجابة انائية .أي :نعم /ال .أما عندما تكون بدائل إلاجابة أكثر
من بديلين ،فإن إلاجابة بـ نعم ،تجيأ إلى بدائل ،مثل :قليال ،كثيرا .وبالتالي ،فإن البدائل التي
ينبغي أن تضعها الباحثتان هنا ،تكون كما يلي :ال ،قليال ،كثيرا.
. 11في ذكرهما للعينة ،ذكرت الباحثتان في مكان ما من البحث ،أن الدراسة امليدانية
أجريم بإحدم اانويات والية باتنة ،لم تذكرا اسم الثانوية .وفي مكان آخر من البحث ،ذكرتا
أنهما اختارتا العينة من أربع اانويات بمدينة باتنة( .الجدول رقم .)2 :
.12ذكرت الباحثتان أن استبيان إلاستراتيجيات التدر سية يتكون من 35بندا مو عة
على سبع إستراتيجيات ،لكنهما لم تذكرا كيف تم تو ع بنود الاستبيان على سبعة أبعاد.
وذكرتا كذلك أن استبيان الرضا الدراس ي ،الذي استعملتات لقياس الشعور باملتعة ،يتو ع
على أربعة محاور ،ولكنهما لم تذكرا املصادر التي اعتمدتا عل ها لصياغة البنود .ولم تذكرا
كذلك ،كيف تم إيجاد هذت املحاور ألاربعة.
.13ذكرت الباحثتان أنهما حسبتا الصدق والثبات لالستبيانين ،بمعامل ألفا لكرونباخ،
والصدق التمييزي ،ولكنهما لم تظهرا القيم العددية ملعاملي الصدق والثبات .وذكرتا أن
معامل ألفا لكرونباخ ،هو الاتساق الداخلي ،ولكن معامل ألفا يحسب مدم تجانس البنود
من ناحية ،ومدم تباين ألافراد من ناحية أخرم .فاالتساق الداخلي شير إلى أن ارتباطات
579
البنود مع الدرجة الكلية للمقياس كلها موجبة ودالة إحصائيا ،أي متسقة .أما التجانس،
فيشير إلى أن بنود املقياس ليس بينها فروق كبيرة (مجموع تباينات البنود صغير) .وبمع ى
آخر ،يتم النظر إلى البنود والدرجة الكلية في حساب الاتساق الداخلي ،ك نها متغيرات .ولهذا
تحسب بينها ارتباطات .بينما يتم النظر إلى البنود في حساب التجانس ،ك نها عينات .ولهذا
تحسب بينها فروق.
.14ذكرت الباحثتان استبيانين فقط ،لقياس كل من :إلاستراتيجيات التدر سية،
والشعور باملتعة (الرضا الدراس ي) .ولم تذكرا استبيان لقياس الاتجات نحو طرق التدر س،
رغم أنهما ذكرتا في الجدول رقم ( )4نتائج تتعلق بطبيعة اتجاهات املتفوقين نحو طرق
تدر سهم.
.15لو ذكرت الباحثتان طريقة تصحيح إلاجابات على الاستبيانين ،حتى يمكن فهم عرض
النتائج .ألن ما تم عرضه من نتائج في الجدولين رقمي )4( )3( :جاء على شكل تكرارات ونسب
مئوية ،رغم أنهما ذكرتا أن إلاجابة على بنود استبيان إلاستراتيجيات التدر سية تكون ضمن
االاة بدائل ،هي :نعم ،ال ،أحيانا ،ولكنهما لم تظهرا هذت البدائل في النسب املئوية.
.16ذكرت الباحثتان في الجدول رقم ( )5وجود ارتباط بين اتجاهات املتفوقين والشعور
باملتعة ،ولكنهما لم تذكرا كيف تم قياس اتجاهات املتفوقين نحو طرق التدر س .ولم تذكرا
كذلك نوع الارتباط الذي تم حسابه .ويظهر من النتيجة املسجلة في الجدول رقم ( )5أن
معامل الارتباط املحسوب ساوي ،0.192دال إحصائيا عند مستوم .0.01وبما أن عينة
التالميذ تساوي 80وبدرجات الحرية تساوي ،78فإن معامل الارتباط الدال إحصائيا عند
مستوم ،0.01ينبغي أن ساوي 0.257ف كثر عند ذيل واحد ،وأن ساوي 0.283ف كثر عند
ذيلين .وبما أنهما ذكرتا الداللة إلاحصائية ملعامل الارتباط ،فإن ذلك عت ر اختبارا للفرضية،
ولكن الباحثتين أجابتا عن سؤال ،هو :هل توجد عالقة بين اتجاهات املتفوقين نحو طرائق
التدر س وشعورهم باملتعة ؟
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
580
البحث السابع
اتجاهات تالميذ السنة الرابعة متوسط نحو الدراسة في املتوسطة
بذل الباحث ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثه بطريقة علمية مقبولة .ولكنه لم يتحكم
في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها على
طريقته في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكر الباحث أسئلة البحث ام فرضياته ام أهميته ام أهدافه .ولكن الترتيب السليم،
هو ذكر أهدال البحث ،ام أهمية البحث ،قبل أسئلة البحث وفروضه .ألن التسلسل املنهجي
لهذت العناصر الفرعية ،ونسم ها موجهات البحث ،يكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية
البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها
أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث فإنه
يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع مباشرة
في إجراءات البحث امليدانية الختبارها .وليس منطقيا أو منهجيا أن عود إلى ذكر أهدال
البحث.
.2ذكر الباحث تعريف الاتجاهات إجرائيا .ولكنه ليس تعريفا إجرائيا إطالقا .فالتعريف
إلاجرا ي للمتغيرات ،ينبغي أن يتضمن ما يلي :أن املتغير يمكن مالحظته مباشرة ،ويمكن
قياسه.
.3إن الدراسات السابقة ،هي أحد املصادر التي تستنبط منها الفرضيات ،وبالتالي ينبغي
أن تسبقها عندما يتناولها الباحث .ولكنه ذكرها بعد أن وضع الفرضيات.
.4إن الدراسات السابقة هي جيء من إلاطار النظري .ولكن الباحث لم يجعلها كذلك.
.5تناول الباحث في إلاطار النظري ،الاتجاهات؛ من حيث تعريفها ومكوناتها وخصائصها
ووظائفها وقياسها .وهذا التناول ليس سليما .ألن موضوع البحث ليس هو الاتجاهات عامة،
بل الاتجاهات نحو الدراسة.
.6قال الباحث العبارة التالية ....... :وتغيير اتجاهات التالميذ نحو املتوسطة( .كما جاء
أيضا ،في عنوان البحث) .ولكن التعبير السليم ،هو :وتغيير اتجاهات التالميذ نحو الدراسة
في التعليم املتوسط ،أو في املرحلة املتوسطة ،أو في مرحلة التعليم املتوسط.
. 7ذكر الباحث أنه اتبع املنهج الوصفي التحليلي .ولكن هذا املنهج ال وجود له ضمن
مناهج البحث النفس ي والتربوي.
581
.8في اختيارت للعينة يقول الباحث :وبعد الحصول على املعلومات الكاملة ،تم اختيار
العينة بالطريقة العشوائية البسيطة .ولكن ما هذت املعلومات الكاملة ،وما هي الطريقة التي
اختار بها العينة العشوائية البسيطة ؟
.9ذكر الباحث أنه اختار 62تلميذا وتلميذة ،ولم يذكر عدد الذكور وعدد إلاناث.
تتكون من 26عبارة .ولكنه لم يذكر من مصمم هذت .10ذكر الباحث أن أداة البحث ّ
ألاداة .وما هو مصدر البنود ؟ وكيف تم تو عها على بعدين هما :الاجتماعي والبيداغوجي ؟
ولم يذكر كذلك ،كيف توصل إلى هذين البعدين.
.11إن ما كتبه الباحث أسفل الجدول رقم ( )1واملتعلق بتحديد أو ان العبارات،
وتحديد إلايجابي منها والسلبي ،غير سليم إطالقا .ألن معالجة البيانات املتعلقة باالتجاهات،
ال تتم بالدرجات ،بل ب سلوب التكرارات .أي كم يخصا اختار البديل موافق .وكم يخصا
اختار البديل ال أدري .وكم يخصا اختار البديل غير موافق .ام تعالج التكرارات إحصائيا
باختبار كا.²
.12ذكر الباحث أنه حسب صدق الاتساق الداخلي بين العبارات والبعد وبين البعد
والدرجة الكلية .ولكننا ال نجد إال معاملين للصدق في الجدول رقم ( ،)3يتعلقان بالبعد
الاجتماعي والبعد البيداغوجي .رغم أن عدد العبارات .26
.13تحدث الباحث عن العينة في صفحة رقم .145ام أعاد الحديث عن خصائصها في
صفحة رقم ،147في الجدول رقم ( .)4وقال عنها :الخصائ الفردية للعينة .وفي نفس
الجدول يوجد ذكور وإناث .ولكن ،ما مع ى الخصائ الفردية .وملاذا تحدث الباحث عن
العينة وحجمها وخصائصها في مكانين متباعدين .كما أن النسب املئوية لكل عينة فرعية،
ليسم ضرورية ،وال فائدة منها.
.14ذكر الباحث أنه استعمل املتوسط الحسابي للمقارنة .ولكن املتوسط الحسابي من
إلاحصاءات الوصفية ،ال ستعمل للمقارنة إال من خالل أسلوب إحصاء استداللي معين
(اختبار "ت" أو اختبار "ل") .وذكر كذلك ،الانحرال املعياري ملعرفة مدم تمركي وتشتم
القيم .ولكن الانحرال املعياري ستعمل ملعرفة التشتم فقط.
.15ذكر من ألاساليب إلاحصائية ،معامل ألفا لكرنباخ .ولكن ألاساليب إلاحصائية التي
تستعمل لحساب الصدق والثبات ،ال تذكر ضمن ألاساليب إلاحصائية للبحث .بل تذكر فقط
ألاساليب إلاحصائية التي تستعمل ملعالجة بيانات البحث.
.16وضع الباح ـث نس ـبا مئوية لل ـذك ـور وإلاناث في العينة .وهذا ال ض ـرورة له وال فائ ـدة
582
منه.
.17إن معالجة النتائج ،كما هي مسجلة في الجدول رقم ( )5غير مالئمة .كما أن الباحث،
لم يبين هل هي للذكور أم للناث أم للعينة الكلية .إن البيانات التي تجمع على الاتجاهات ال
تعالج إحصائيا بالطريقة التي استعملها الباحث ،باستخراجه للمتوسط الحسابي لكل عبارة،
ام ترتيبها ،وتقسيمها إلى عبارات ذات اتجات إيجابي وعبارات ذات اتجات محايد.
.18إن العبارات التي تصاغ لقياس الاتجاهات ،ال تصاغ ب سلوب التقرير الذاتي ،كما
تمم صياغتها في هذا البحث .مثل :أحافظ على ألايجار في حديقة املتوسطة .أشارك فيما
يدور في الحصة من نقام حول الدرس .أقدر مدير املتوسطة والعاملين بها .إن هذت البنود
وغيرها من بنود أداة القياس ،ال تقيس الاتجاهات نحو الدراسة بطريقة سليمة.
.19صاغ الباحث الفرضية صياغة صفرية .وهذت الصياغة ليسم مالئمة .فالفروض
التي تصاغ عادة ،هي فروض البحث ،التي تخت ر من خالل البيانات التي تجمع من املفحوصين.
ويكون فرض البحث موجها أو غير موجه .ويخت ر تبعا لذلك إحصائيا عند مستوم الداللة
ذي طرل واحد أو عند طرفين .أما الفرض الصفري ،فال يكون موجها أو غير موجه .وال يذكر
عند صياغة الفروض ،بل شار إليه عند مناقشة نتائج البحث .عندما يقول باحث ،أرفض
الفرض الصفري وأقبل الفرض البديل .أو يقول ،أقبل الفر الصفري وأرفض الفرض
البديل.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
البحث الثامن
أار الشعور باملتعة وامللل على اتجاهات تالميذ املدرسة الابتدائية
بذلم الباحثتان ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما
لم تتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي
سجلتها على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1جاء في عنوان البحث ،أار الشعور باملتعة وامللل على اتجاهات تالميذ املدرسة
الابتدائية.
وهناك مالحظتان؛ ألاولى :إن كلمة أار ،ليسم مقبولة في البحث النفس ي ،ألنه ليس
سهال ،الت ـع ـرل على ألاا ـر .الثانية :لم تذكر الباح ـث ـتان املوض ـوع الذي تكون نحوت اتجاهات
583
تالميذ املدرسة الابتدائية.
. 2ذكرت الباحثتان أسئلة البحث ام فرضياته ام أهدافه .ولكن الترتيب السليم ،هو
ذكر أهدال البحث ،ام أهمية البحث ،قبل أسئلة البحث وفروضه .ألن التسلسل املنهجي
لهذت العناصر الفرعية ،ونسم ها موجهات البحث ،يكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية
البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها
أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه
يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع الباحث
في إجراءات البحث امليدانية الختبارها.
.3جاءت أسئلة البحث بصياغات غير سليمة.
ـ ما مظاهر املتعة وامللل التي شعر بها التالميذ داخل املدارس ؟ والصياغة السليمة
للسؤال تكون كما يلي :ما مظاهر املتعة وامللل لدم تالميذ املدرسة الابتدائية ؟ ومظاهر
املتعة ال شعر بها التالميذ ،بل تظهر في سلوكهم .لم تذكر الباحثتان املدرسة الابتدائية في
السؤال ألاول.
ـ هل توجد عالقة ارتباطية بين املتعة وامللل باتجاهات تالميذ املرحلة الابتدائية نحو
املدرسة ؟ والصياغة السليمة للسؤال تكون كما يلي :هل توجد ارتباطات بين كل من املتعة
وامللل واتجاهات تالميذ املدرسة الابتدائية نحو الدراسة ؟
.4جاءت الفرضيات بصياغات غير سليمة.
الفرضية ألاولى :توجد عالقة ارتباطية بين املتعة وامللل باتجاهات التالميذ نحو الدراسة.
والصياغة السليمة للفرضية ،تكون كما يلي :توجد ارتباطات بين كل من املتعة وامللل
واتجاهات تالميذ املدرسة الابتدائية نحو الدراسة.
الفرضية الثانية :توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوم املتعة وامللل باتجاهات
التالميذ نحو املدرسة تبعا ملتغير الجنس .هذت الفرضية سيئة تماما وغير مفهومة .وربما هي
فرضيتان تصاغان كما يلي :
أ .توجد فروق بين الجنسين في املتعة وامللل.
ب .توجد فروق بين الجنسين في اتجاهات تالميذ املدرسة الابتدائية نحو الدراسة.
الفرضية الثالثة :توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوم املتعة وامللل باتجاهات
التالميذ نحو املدرسة تبعا ملتغير سن الالتحاق باملدرسة .هذت الفرضية ك ـذل ـك ،سـيئة تماما
وغير مفهومة .وربما هي فرضيتان تصاغان كما يلي :
584
أ .توجد فروق بين امللتحقين باملدرسة الابتدائية قبل السن القانوني والذين التحقوا في
السن القانوني في املتعة وامللل.
ب .توجد فروق بين امللتحقين باملدرسة الابتدائية قبل السن القانوني والذين التحقوا
في السن القانوني في اتجاهاتهم نحو الدراسة.
لتالحظ الباحثتان ،أني حذفم عبارة ذات داللة إحصائيا .ألنها ال ضرورة لها .فعندما
يقول الباحث توجد فروق ،فهذا ع ي أنها دالة إحصائيا.
ولتالحظ الباحثتان كذلك ،أنه عندما تصاغ ألاسئلة والفرضيات صياغة ارتباطية ،تذكر
املتغيرات قبل العينات .وعندما تصاغ صياغة فارقية ،تذكر العينات قبل املتغيرات.
.5في التعريفات إلاجرائية ،ذكرت الباحثتان في التعريف ،املتعة ،ولكن في ن التعريف
ذكرتا كذلك امللل .ويحتاج هذا التعريف إلى أن تذكر الباحثتان ماذا ع ي ارتفاع الدرجة على
املقياس .ونفس الش يء بالنسبة ملقياس الاتجاهات .أما تعريف امللل ،فهو ليس بتعريف
إجرا ي إطالقا.
.7أوردت الباحثتان الدراسات السابقة بعد مشكلة البحث وفروضه .وهذا ليس سليما
أبدا .ألن الدراسات السابقة تعت ر أحد املصادر التي تستنبط منها مشكلة البحث والفروض.
ولذا ينبغي عرضها قبلها.
.8ذكرت الباحثتان أن العينة تكونم من 23ذكرا 17 ،أنثى .وهي عينة صغيرة ،وغير
مالئمة للبحث في موضوعات وجدانية كاملتعة وامللل والاتجاهات .واملنهج ارتباطي وفارقي.
. 9ذكرت الباحثتان ،أن عينة البحث من تالميذ السنة الخامسة من التعليم الابتدا ي.
ولكنهما ذكرتا في عنوان البحث :تالميذ املدرسة الابتدائية .والصحيح أن تذكرا في عنوان
البحث :تالميذ السنة الخامسة من التعليم الابتدا ي ،حتى يتسق عنوان البحث مع
مضامينه.
.10ذكرت الباحثتان أنهما عرضتا فقرات املقياس 32على خ راء وتم تعديلها ،فصارت
26فقرة .ولكن هذا ليس تعديال بل حذفا .ولم تذكرا أية تفاصيل عن عملية الحذل أو
التعديل التي قام بها الخ راء.
.11ذكرت الباحثتان ،أن مقياس الاتجاهات له االاة أبعاد .ولكنهما لم تذكراها.
.12لم تذكر الباحثتان كيفية تصحيح إجابات املفحوصين .وكيف يتم الحصول على
الدرجة الكلية .وماذا ع ي ارتفاع الدرجة الكلية على املقياس.
585
.13لم تذكر الباحثتان كيف تم استعمال أدوات القياس ،وألاساليب إلاحصائية
املستعملة ملعالجة بيانات البحث.
.14عند عرض النتائج املتعلقة بالسؤال ألاول ،والذي نصه كما يلي " :ما مظاهر املتعة
وامللل التي شعر بها التالميذ داخل املدارس ؟" .فإن النتائج املسجلة في الجدول رقم ( )1ال
تشير إلى املظاهر ،بل إلى ألاشياء واملواقف التي شعر معها التلميذ باملتعة .ونفس املالحظة
أقولها للبيانات املسجلة في الجدول رقم ( .)2فهي ال تشير إلى مظاهر امللل.
.15لم تبين الباحثتان في النتائج املسجلة في الجدولين رقمي ،)2( )1( :هل تتعلق
بالذكور أم با ناث ،أم بالعينة الكلية.
.16أوردت الباحثتان في الجدولين رقيم ( ،)2( )1بدائل إلاجابة على استبيان املتعة
وامللل وهي :نادرا أحيانا دائما .ولكن البديل "دائما" ،ال ستعمل في إلاجابة على البنود .ألن
الخاصية السلوكية ال توجد دائما .فهي نسبية .وأق ى بديل ينبغي استعماله ،لقياس شدة
وجود الخاصية السلوكية هو " :كثيرا جدا".
.17رتبم الباحثتان فقرات (بنود) املتعة وامللل في الجدولين رقمي ( )2( )1باستعمال
متوسطاتها الحسابية .ولكنهما ذكرتا في نفس الجدولين الترتيب حسب النسبة .ولم تذكرا أية
نسبة يقصدان ،هل هي النسبة املئوية ،أم أي نسبة أخرم ؟ وكيف تم حسابها ؟ ولم تذكرا
كذلك عدد أفراد العينة في حساب املتوسطات الحسابية للفقرات .ونتساءل أيضا ،ملاذا تم
عرض النتائج بالفقرات وليس بالدرجة الكلية.
.18ومما ورد من مظاهر امللل ،العبارة التالية :إلاحساس باأللم أيام الامتحان .ولكن
ماذا تقصدان باأللم ؟ وأين يقع ؟
.19ذكرت الباحثتان في صفحة رقم 157ما يلي :عرض نتائج الفرضية الرئيسية .ولكن
الفرضيات الثالاة التي تم عرضها في فقرة سابقة ،ال توجد بينها فرضية رئيسية.
.20يتم بحث ألاار ،منهجيا ،من خالل عقد مقارنات ،بين العينات أو املجموعات ،سواء
ّ
في املنهج التجريبي أو شبه التجريبي ،أو املنهج العلي /املقارن.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
586
البحث التاسع
اتجاهات التالميذ نحو الدراسة ـ دراسة ميدانية
بذلم الباحثة ،جهدا واضحا فـي سبيل إنجا بحثها بطريقة علمية مقبولة .ولكنها لم
تتحكم في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتها في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكرت الباحثة أسئلة البحث ام فرضياته ام أهميته ام أهدافه .ولكن هذا ليس
سليما .ألن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،ونسم ها موجهات البحث ،يكون كما
يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث.
فيتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر
الباحث مشكلة البحث ،فإنه يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد
صياغة الفروض ،شرع في إجراءات البحث امليدانية الختبارها .وليس منطقيا أو منهجيا ذكر
أهدال البحث بعد ذكر مشكلة البحث وفروضه.
.2صاغم الباحثة الفرضيات صياغة صفرية ،وهذت الصياغة غير سليمة .فالصياغة
الصحيحة والعلمية ،هي أن تصاغ الفروض كفروض بحث ،التي تكون موجهة أو غير موجهة،
ولكل منهما اختبار إحصا ي معين؛ ذي ذيل واحد أو ذي ذيلين ،على التوالي .أما الفروض
الصفرية ال تكون فروض بحث ،ألنها ال تكون موجهة أو غير موجهة ،وال تخت ر عند ذيل واحد
أو عند ذيلين .ويذكر الباحثون الفرض الصفري عند مناقشتهم لنتائج بحوثهم .فيقولون مثال
:أرفض الفرض الصفري وأقبل الفرض البديل .أو أقبل الفرض الصفري وأرفض الفرض
البديل.
.3في التعريف إلاجرا ي التجات التلميذ نحو الدراسة ،كان على الباحثة أن تذكر في نهاية
التعريف ،إلى ماذا شير ارتفاع الدرجة على الاستبيان.
.4تعريف تلميذ السنة ألاولى من التعليم الثانوي ،ليس جيدا.
.5املبالغة في ذكر حدود البحث.
. 6ذكرت الباحثة أنها اتبعم املنهج الوصفي .واملنهج الوصفي شمل مناهج فرعية
عديدة .كان عل ها أن تذكر املنهج الفرعي الذي اتبعته.
.7ذكر النسب املئوية للعينات الفرعية ،ليس ضروريا وال أهمية له.
587
.8ذكرت الباحثة أن مكونات الاتجات نحو الدراسة ،هي :املعرفي .الانفعالي .السلوكي.
وهذا ليس سليما .ألن هذت املكونات الثالاة ،تتعلق بالسلوك البشري كله .أما الاتجات نحو
الدراسة ،فهو اتجات نحو موضوع أو موقف خا ،وبالتالي تكون له مكونات خاصة .وليس
بالضرورة أن تكون االاة مكونات ،قد تكون أقل أو أكثر .وكان على الباحثة أن تتعرل عل ها؛
إما من خالل نتائج الدراسات السابقة ،أو من خالل التحليل العاملي.
.9إن كال من صدق املحكمين وصدق الاتساق الداخلي ،ستعمالن لصدق البنود .ولكن
أين صدق الاستبيان ككل.
.10ذكرت الباحثة في البيانات املسجلة في الجدول رقم ( )4واملتعلقة بحساب الثبات،
معامل الارتباط بين نصفي املقياس .وذكرت كذلك معامل الثبات وفق سبيرمان /براون،
ومعامل الثبات وفق جتمان .والصحيح أن تقول :تصحيح الطول وفق معادلة سبيرمان/
براون ،وتصحيح الطول وفق معادلة جتمان.
.11ليس سليما أن تحسب معامالت الثبات ب سلوب ألفا كرونباخ للمكونات الثالاة
امليعومة لالجات نحو الدراسة .ألن املكونات الثالاة لالتجات نحو الدراسة (معرفي ،انفعالي،
سلوكي) غير سليمة.
.12إن استعمال اختبار "ت" ب ساليبه املختلفة ،يقوم على الخصائ الثالاة للعينات:
الاستقالل /الارتباط .التساوي /عدم التساوي .التباين /التجانس .وليس بين متوسطين سواء
مرتبطين أو غير مرتبطين ،كما ذكرت الباحثة.
.13ينبغي على الباحثة ،أن تذكر كيف حصلم على املتوسط الفرض ي.
.14ما فائدة البيانات املسجلة في الجدول رقم (.)7
.15إن صياغة البنود الخمسة املسجلة في الجدول رقم ( ،)7ليسم مناسبة لقياس
لدي رغبة في الدراسة) ،والاتجاهات ليسم الاتجات .ألنها جاءت ب سلوب التقرير الذاتي (مثل ّ :
متغيرات يخصية ،حتى تقاس ب سلوب التقرير الذاتي ،بل هي عبارة عن قضايا جدلية عامة.
وبالتالي تقاس بصفتها قضايا خارجة عن ذات املفحو .وبالتالي فإنه بدال من القول :لدي
رغبة في الدراسة .القول " :الدراسة نشاط ممتع".
.16ما املقصود بعبارة :تجانس التباين الواردتين في الجدولين رقمي 10 ،9 :؟
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
588
البحث العاشر
الثقة بالنفس وعالقتها بالتحصيل الدراس ي لدم التالميذ املقبلين
على امتحان البكالوريا
بـذل الباحـثان ،جـهـدا واض ـحا فـي سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما لم
يتحـك ـما في مـنـهـجـيـة البـح ـث والق ـياس النـفـس ي بمـسـت ـوم جيد .وفـيـما ي ـلي املالح ـظات التي
سجلتها على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكر الباحثان أهدال البحث وأهميته ،بعد ذكرهما ملشكلة البحث وأسئلته وفروضه.
ولكن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،يكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية
البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها
أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه
يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع في إجراءات
البحث امليدانية الختبارها .وليس منطقيا أو منهجيا ،ذكر أهدال البحث بعد ذلك.
.2بالنسبة للتعريف إلاجرا ي ملتغير الثقة بالنفس ،ينبغي ذكر ماذا ع ي ارتفاع الدرجة
الكلية.
.3كيف عرل الباحثان ،من خالل الدراسة الاستطالعية ،أن الفرضيات إجرائية ؟
وكيف تكون الفرضية إجرائية ؟ ألن الرفض هو مجرد تصور في عقل الباحث .أما إلاجراء،
فيع ي أن املفهوم الذي يتم تعريفه إجرائيا ،يالحظ مباشرة ويقاس .وهل الفرضية ،بصفتها
تصور عقلي ،تالحظ مباشرة وتقاس ؟
.4هل أنجي الباحثان الدراسة الاستطالعية ،أم تحداا عنها فقط ؟
.5عينة البحث التي تتكون من 19أنثى 11 ،ذكرا ،صغيرة جدا ،لهذا النوع من البحوث،
التي هي ارتباطية أو فارقية.
.6بالنسبة ألداة القياس ،يتم أوال الحديث عن وصف املقياس ،فيتم ذكر املتغير الذي
يقيسه ،والباحث الذي صممه ،وعدد بنودت ،وكيف يجاب عنها ،وكيف تصحح إلاجابات .ام
ي تي الحديث عن صدقه واباته ،اللذين تم حسابهما سابقا ،واللذين حسبهما الباحث .ولكن
الباحثين عكسا الترتيب ،حيث تحداا عن الصدق والثبات ،ام تحداا عن وصف املقياس،
ام تحداا عن الصدق والثبات اللذين استخرجهما مصمم املقياس.
.7إن الاعتماد على ما سم بصدق املحكمين وحدت ،ال يكفي.
589
.8إن معامل الثبات الذي ال يتعدم 0.7هو ابات ضعيف.
. 9إن الصدق املستخرج من معامل الثبات ،والذي سم الصدق الذاتي ،هو نوع من
العبث.
.10لم يذكر الباحثان منهج البحث الذي اتبعات.
.11ذكر الباحثان فرضيتان ،هما :
ألاولى :هناك عالقة ارتباط دالة إحصائيا بين الثقة بالنفس والتحصيل الدراس ي في
امتحان البكالوريا .وهذت الصياغة ليسم سليمة.
والصياغة السليمة تكون كما يلي " :يوجد ارتباط بين درجات الثقة بالنفس ودرجات
امتحانات البكالوريا".
الثانية :هناك فروق دالة إحصائيا بين الذكور وإلاناث الذين سيخضعون المتحان
البكالوريا من حيث الثقة في النفس .وهذت الصياغة ليسم سليمة.
والصياغة السليمة تكون كما يلي " :يوجد فرق بين الجنسين في الثقة بالنفس" .وليس
ضروريا أن يذكر الباحثان في الفرضية عبارة :الذين سيخضعون المتحان البكالوريا .ألنهم
معروفين من خالل ذكر عينة البحث .وليس ضروريا كذلك أن يذكرا دالة إحصائيا ،ألنه
عندما يفترض الباحث وجود فرق ،فهو دال إحصائيا.
.12رغم صياغة الباحثين لهاتين الفرضيتين ،إال أنهما لم عرضا نتائج البحث وفقهما.
ولم يحسبا كذلك ال ارتباط بين درجات الثقة بالنسبة ودرجات امتحانات البكالوريا ،وال
حسبا الفرق بين الجنسين في الثقة بالنفس .بل حسبا كل ش يء ب سلوب النسب املئوية ,رغم
أن املتغيرين؛ الثقة بالنفس ودرجات امتحانات البكالوريا ،يقعان في مستوم املسافات
املتساوية .وبالتالي ،فإن نتائج البحث ،ال عتد بها.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
590
البحث الحادي عشر
درجة ممارسة أساتذة املواد العلمية للتعليم السعيد
من وجهة نظر عينة من تالمذة املرحلة املتوسطة
بذل الباحثان ،جهدا واضحا فـي سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما لم
يتحكما في منهج البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكر الباحثان أهدال البحث وأهميته ،بعد ذكرهما ملشكلة البحث وأسئلته وفروضه.
ولكن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية
البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها
أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه
يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع في إجراءات
البحث امليدانية الختبارها .وهنا ليس منطقيا وال منهجيا ،ذكر أهدال البحث بعد ذلك.
.2ما دام ألاساتذة لم يجيبوا على أداة البحث ،ليس مهما وال مطلوبا ذكر خصائصهم؛
كالعدد والجنس والخ رة.
. 3ألن الباحثين أهمال كثيرا من مواصفات أداة البحث ،فهناك صعوبة في معرفة كيف
عرل التالميذ جنس ألاستاذ وسنوات خ رته في املهنة ،وكيف تم حساب الفروق.
.4في الكالم الذي كتبه الباحثان أسفل الجدول رقم ( )02املتعلق بحساب معامالت
الارتباط بين البنود والدرجة الكلية ،ذكرا التجانس والاتساق الداخلي وك نهما مفهوم واحد.
لكن الاتساق الداخلي ،شير إلى أن ارتباطات البنود مع الدرجة الكلية للمقياس كلها موجبة
ودالة إحصائيا ،أي متسقة .أما التجانس ،فيشير إلى أن بنود املقياس ليس بينها فروق كبيرة
(مجموع تباينات البنود صغير) .وبمع ى آخر ،يتم النظر إلى البنود والدرجة الكلية في حساب
الاتساق الداخلي ،ك نها متغيرات .ولهذا تحسب بينها ارتباطات .بينما يتم النظر إلى البنود في
حساب التجانس ،ك نها أفراد .ولهذا تحسب بينها فروق.
.5في مجال حساب الصدق والثبات ،هناك االاة ممارسات يقوم بها الباحثون بشكل
نمطي .أطرح حولها ألاسئلة التالية :
ألاول ،ملاذا تستعمل "دائما" الدراسة الاستطالعية لحساب الصدق والثبات فقط ،وال
تستعمل جراءات البحث ألاخرم ؟
591
الثاني ،ملاذا تحسب "دائما" مؤشرات الصدق والثبات بعينة استطالعية ،وليس بالعينة
ألاساسية ؟
الثالث ،ملاذا تفصل "دائما" نتائج ما سم بالعينة الاستطالعية عن نتائج العينة
ألاساسية ؟
وهذت إلاجراءات الثالاة ،يقوم بها الباحثون بصورة نمطية (دائما) ،ولم يفكر أي منهم
في تغييرها .إننا نبحث بصورة آلية جامدة .أي دون تفكير.
.6تمم صياغة الفرضية ألاولى ،كما يلي " :توجد درجة مرتفعة في ممارسة أساتذة املواد
العلمية ملظاهر التعليم السعيد من وجهة نظر عينة من تالمذة املرحلة املتوسطة بوالية
الوادي" .لكن الباحثين لم يبينا معيار الدرجة املرتفعة.
.7ذك ـر الب ـ ـاح ـ ـثان أن الب ـي ـان ـات املس ـج ـل ـة فـي الجـ ـدول رق ـم ( )07تـتـعـل ـق بالـتـفـاعـل بـيـن
الجنس واملادة الدراسية .وهي ليسم كذلك .ألنها عبارة عن متوسطات حسابية وانحرافات
معيارية ،فقط.
وذكرا كذلك ،أن البيانات املسجلة في الجدول رقم ( )09تتعلق بالتفاعل بين الجنس
والخ رة املهنية .ولكنها عبارة عن املتوسطات الحسابية والانحرافات املعيارية ،فقط.
وذكرا كذلك ،أن البيانات املسجلة في الجدول رقم ( )11تتعلق بالتفاعل بين املادة
الدراسية والخ رة املهنية .ولكنها عبارة عن املتوسطات الحسابية والانحرافات املعيارية،
فقط.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذلم الباحثتان ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما
لم يتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي
سجلتها على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
592
. 1ذكرت الباحثتان في بحثهما مصطلحات تحتاج إلى تعريفات جيدة لتوضيحها ،وهي :
الوتيرة املدرسية .وتيرة التلميذ .وتيرة بيولوجية ونفسية .النوم الليلي .مؤشرات عدم اليقظة.
يقظة منخفضة .سلوك الانفصال .مؤشرات الانفصال .الحالة املدرسية .الوضعية املدرسية.
وغموض معاني هذت املصطلحات ،جعل بعض جوانب البحث غامضة ،تبعا لذلك.
.2ذكرت الباحثتان أنهما اتبعتا املنهج الوصفي .لكن املنهج الوصفي ،ال يذكر إال بمعية
أسلوب من أساليبه العديدة .وبما أن الباحثتان تقارنان بين تالميذ واليتين هما :الجيائر
وغرداية .كان ألاصح أن تقوال :املنهج الوصفي ب سلوب املقارنة .لكن الاسم الحديث لهذا
ّ
املنهج ،هو املنهج العلي /املقارن.
.3إن املقارنة بين تالميذ واليتين في وطن واحد ،في قضية تدرج ضمن التنظيم التربوي،
في مؤسسات تعليمية ،تسيرها جهة واحدة هي الدولة .فإن هذت املقارنة ليسم ذات أهمية،
وال ت تي بش يء مهم علميا.
ّ
.4إن البحث الذي يقوم على عينة تتكون من أربعة تالميذ في كل عينة فرعية للمقارنة،
ال يمكن الثقة في نتائجه .خاصة وأنه ليس منهجا تجريبيا ،وال عياديا .وتمم معالجة بياناته
إحصائيا .وإلاحصاء يكون مفيدا أفضل ،عندما يتعدم حجم العينة 30فردا.
.5كان من الال م أن تذكر الباحثتان خصائ أخرم ألفراد العينتين؛ من حيث الجنس
واملستوم الدراس ي ،وخصائ أخرم ،كالذكاء واملستوم الاجتماعي /الاقتصادي والتوافق
الدراس ي والدافعية الدراسية .ألن هذت الخصائ ،ربما تحدث الفرق .وما دام البحث يجرم
على قضية تعليمية ،فإن خاصية العمر ليس لها أهمية .فاألهمية تكون للمستوم الدراس ي.
ولذا كان على الباحثتين أن تذكرا أن أفراد العينتين يوجدون في السنتين الثالثة والرابعة من
التعليم الابتدا ي .وهذا أفضل وأكثر اتساقا مع طبيعة البحث وموضوعه.
.6إن صغر حجم العينتين ،وعدم ذكر خصائ أخرم للعينتين ،جعل تفسير النتائج
من خالل املقارنة بين منطقة في الشمال ومنطقة في الجنوب ،غير مقنعة علميا.
.7لم توضح الباحثتان ،بشرح وال ،شبكة املالحظات والعناصر التي تتكون منها،
واملوضوعات التي تم تسجيل املالحظات حولها.
.8لم تذكر الباحثتان من قام باملالحظة في كل من الجيائر وغرداية.
.9لم تبين الباحثتان كيف تم استعمال شبكة املالحظة ،وكيف تم جمع املعلومات التي
تسجل عل ها ،وكيف تم تصحيحها.
593
.10وبما أن الباحثتين لم تقدما معلومات كافية حول شبكة املالحظة ،من حيث عدد
بنودها وكيف تطبق وكيف تصحح ،فإن قارئ البحث ،سول يجد صعوبات في فهم البيانات
املسجلة في الرسوم البيانية؛ أرقام .7 ،6 ،5 :
.11تذكر الباحثتان أن النتائج املتوصل إل ها دالة إحصائيا .وقدمتا البيانات التالية ( F
.)(15) = 11.32 ; P < .00 .Sولكنهما لم تذكرا ألاسلوب إلاحصا ي املستعمل.
.12رغم أن الباحثتين لم تذكرا أي فرضية في البحث .إال أنهما ذكرتا أنه تقبل الفرضية
التي تقول ب ن السلوك داخل القسم يتغير وفق الانتماء الجغرافي ،وأنه توجد فروق ذات
داللة إحصائية بين تالميذ والية الجيائر وتالميذ والية غرداية.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذل الباحث ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثه بطريقة علمية مقبولة .ولكنه لم يتحكم
في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها على
طريقته في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكر الباحث أهدال البحث وأهميته بعد ذكرت ملشكلة البحث وأسئلته وفروضه.
ولكن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية
البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها
أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما تذكر مشكلة البحث ،فإن الباحث
يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع في إجراءات
البحث امليدانية الختبارها .وهنا ليس منطقيا أو منهجيا ،ذكر أهدال البحث بعد ذلك.
.2ما ذكرت الباحث تحم عنوان :تعقيب على الدراسات السابقة ،هو تلخي للدراسات
السابقة.
. 3إن املنهج الوصفي امليداني ،الذي ذكر الباحث أنه اتبعه ،ال تذكرت املراجع في مناهج
البحث النفس ي والتربوي.
.4ذكر الباحث أنه سحب عينة البحث بطريقة عشوائية .ولم يذكر الطريقة العشوائية
التي اتبعها .هل هي بسيطة أم طبقية أم عنقودية أم منظمة ؟
594
.5في الجدول رقم ( )1ذكر الباحث :السنة الدراسية .وأراد بها السنة ألاولى والسنة
الثانية والسنة الثالثة .وألاصح أن يقول :املستوم الدراس ي الجامهي .وذكر أيضا :
التخص .وأراد به الليسانس واملاستر والدكتورات .وألاصح أن يقول :املستوم في الشهادات
الجامعية.
.6ملاذا حذل الباحث 10بنود من استبانة قياس املناخ الجامهي ؟ وب ي طريقة تم
حذفها ؟ ومن أي ُب ْعد تم حذفها ؟ إن أي أداة قياس تعت ر وايقة علمية ،وأي تغيير يجرم
ف ها ،ال بد أن يذكر الباحث الت ريرات التي جعلته يقوم بذلك ،والطريقة التي قام بها.
.7حساب الصدق بطريقة حساب معامالت الارتباط بين ألابعاد والدرجة الكلية ،ال
يكفي ،ألنه حساب لصدق ألابعاد ،وليس حسابا لصدق الاختبار ككل.
.8ستعمل الباحثون كثيرا كلمة "تحليل النتائج" عند حديثهم عن نتائج البحث .ولكنها
ليسم سليمة .فاألحسن أن يقولوا "معالجة النتائج" أو "معالجة البيانات".
.9لتفسير الدرجات الخام ،هناك مرجعان؛ املرجع املحكي واملرجع املعياري .ستعمل
املرجع املحكي لتفسير الدرجات املتعلقة باختبارات الكفاءة ،كالتحصيل الدراس ي .أما تفسير
الدرجات في الاختبارات النفسية ،فيستعمل املرجع املعياري .ويقوم املرجع املعياري على كل
من املتوسط الحسابي التجريبي والانحرال املعياري التجريبي .أما استعمال املتوسط النظري
(وهمي) ام مقارنة املتوسط الحسابي التجريبي به ،فهذا معنات ،أن املتغيرات النفسية التي
تم بحثها ،توجد خارج سلوك ألافراد الذي تم قياسه .ويتعارض املتوسط النظري ،مع التفسير
وفق املرجع املعياري ،أو جماعي املرجع.
.10إن متغير البحث ،وهو :مناخ البيئة الجامعية ،يقاس .أي يقع في مستوم املسافات
املتساوية .وبالتالي ،فإن معالجة النتائج ،كل بند بمفردت ،كما هو مسجل في الجدول رقم ()2
ليس سليما ،ولم يقدم شيئا ذا قيمة من الناحية العلمية.
.11ما الفائدة من البيانات املسجلة في الجدول رقم ( .)3ال فائدة منها.
.12إن اختبار "ت" ،بصفته إحصاء استدالليا ،ستعمل الختبار الفرضيات ،وليس
للجابة عن سؤال.
.13في صفحة رقم .228أقرأ ما يلي :االثا :إلاجابة عن الفرضية السؤال الثالث :هل
يوجد ت اير دال إحصائيا بين وجهات نظر الطلبة للمناخ الجامهي تعيم إلى املستوم ؟ لكن،
هل هذت الصياغة للسؤال أم للفرضية ؟ واملستوم الذي تم ذكرت في نهاية الصياغة ،ينبغي
أن يذكر معه الدراس ي الجامهي ؟
595
.14في النتائج املسجلة في الجدول رقم ( )5التي تمم معالجتها ب سلوب تحليل التباين
أحادي الاتجات .ظهر أن الفروق في البعد الاجتماعي ،دالة إحصائيا .وهنا ال بد من إجراء
عملية املقارنة البعدية بين املتوسطات ،ليتم التعرل لصالح من كان الفرق .وكذلك ألامر
بالنسبة للفرق الدال إحصائيا في البعد ألاكاديمي في النتائج املسجلة في الجدول رقم (.)6
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذلم الباحثتان ،جهودا واضحة في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما
لم تتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي
سجلتها على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكرت الباحثتان أهدال البحث وأهميته ،بعد ذكرهما ملشكلة البحث وأسئلته
وفروضه .ولكن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام
أهمية البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال،
ألنها أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث،
فإنه يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وبعد صياغة الفروض ،شرع في
إجراءات البحث امليدانية الختبارها .وهنا ليس منطقيا وال منهجيا أن يذكر أهدال البحث،
بعد ذلك.
.2ورد في عنوان البحث متغيران هما :ألامل والتشاؤم .وقامم الباحثتان بتعريفهما
وتناولهما في الدراسات السابقة ،وفي مشكلة البحث وأسئلته وفروضه .ولكنهما بعد ذلك
تناولتا متغير الي س بدال من متغير التشاؤم ،سواء من حيث القياس أم من حيث النتائج
املسجلة في الجداول .أي أن الباحثتين تقدمان نتائج عن الي س لكنهما يطلقان عل ها نتائج
التشاؤم .وهنا نتساءل :هل التشاؤم هو الي س ؟ وإذا كان التشاؤم هو الي س ،ينبغي على
الباحثتين أن تبينا ذلك ب سلوب علمي مقبول .ولكنهما لم يذكرا شيئا في هذا ألامر.
.3هناك سوء في صياغة الفرضيات .لنقرأ الصياغة التالية حدم الفرضيات ،كمثال:
596
"يوجد فروق دالة إحصائيا بين النوع من حيث ألامل لدم طلبة جامعة وهران ."2والصياغة
السليمة تكون كما يلي :يوجد فرق بين الجنسين في ألامل لدم عينة من طلبة جامعة وهران
.2وعندما يفترض الباحث وجود فرق ،ال داعي لقوله دال إحصائيا.
.4ال ضرورة وال فائدة عادة كتابة معامالت الثبات والصدق ،خارج الجدولين رقمي ()2
(.)3
.5ال ضرورة وال فائدة وال أهمية لذكر النسب املئوية ألحجام العينات الفرعية ،في
الجدول رقم (.)4
.6جاءت صياغة الفرضية ألاولى كما يلي " :مستوم ألامل منخفض بينما التشاؤم
مستوات مرتفع لدم عينة البحث" .وعالجم الباحثتان البيانات املتعلقة بهذت الفرضية
بالتكرارات والنسب املئوية (الجدوالن رقما .)6 ،5 :وهذا غير صحيح .ألن متغيري ألامل
والي س ،يقعان في مستوم املسافات املتساوية .أي أنهما متغيران يقاسان .وتصحح إلاجابات
عل هما بمنح درجات للمفحوصين .فكيف يتم تحويل الدرجات إلى تكرارات .فالدرجات يمكن
تحول إلى تكرارات أبدا .فالدرجات تشير إلى كم وجود الخاصية، أن توضع في رتب .ولكن ال ّ
وهنا يصح القول ب ن الخاصية مرتفعة أو منخفضة أو متوسطة .أما التكرارات ،فتشير إلى
عدد املفحوصين الذين أجابوا بـ ال وعدد املفحوصين الذين أجابوا بـ قليال .وهكذا .وإلاجابات
بهذا ألاسلوب ،ال شير إلى كم وجود الخاصية .والبيانات املسجلة في الجدولين رقمي .6 ،5 :
يصعب معرفة كيف تم حساب التكرارات والنسب املئوية.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذلم الباحثات ،جهودا واضحة في سبيل إنجا بحثهن بطريقة علمية مقبولة .ولكنهن
لم يتحكمن في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي
سجلتها على طريقتهن في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1إن كلمة "واقع" الواردة في بداية عنوان البحث ،غير سليمة تماما .ألن كلمة "واقع"
تقال عندما يتناول البحث وضعا موجودا في الواقع التربوي أو ألاسري أو الاجتماعي أو
597
الاقتصادي وغيرت .فلو قالم الباحثات واقع نظام LMDفي الجامعة الجيائرية ،لكان التعبير
سليما .أما التفاؤل والتشاؤم ،فهما متغيران نفسيان ،ال يمكن معرفة واقعهما ،بل عرل
حجمهما من خالل قياسهما .أما الواقع فيعرل من خالل سؤال آلاخرين (الذين عرفونه)
عنه.
.2وضعم الباحثات عنوانا فرعيا :منهجية الدراسة .ام وضعن بعدت مباشرة عنوانا
فرعيا آخر ،هو :إشكالية الدراسة .ولكن إشكالية الدراسة ،ال تنتمي إلى منهج الدراسة .وال
تذكر بعدت ،بل قبله.
.3سوء صياغة ألاسئلة .مثل " :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية لدم الطلبة من
حيث التفاؤل تعيم إلى العوامل التالية :الجنس ،السن ،املستوم التعليمي ،ونوع إلاقامة؟".
لكن الصياغة السليمة هي كما يلي " :هل توجد فروق بين الطلبة في التفاؤل ،وفق
الجنس والسن واملستوم التعليمي ونوع إلاقامة ؟".
في هذت الصياغة ،تم توضيح أن الفروق بين الطلبة .واملتغير الذي توجد فيه الفروق
هو :التفاؤل .واملتغيرات الوسيطة هي :الجنس والعمر واملستوم التعليمي ونوع إلاقامة.
وهكذا أيضا بالنسبة للسؤال حول التشاؤم.
.4عندما يفترض الباحث وجود فرق ،ال داعي لذكر عبارة دال إحصائيا.
.5عرفم الباحثات التفاؤل والتشاؤم ونظام ل م د ،وأهملن تعريفات كل من السن
واملستوم التعليمي ونوع إلاقامة.
.6تقول الباحثات أنهن اتبعن املنهج الوصفي التحليلي .وهذا املنهج غير معرول وغير
متداول بين الباحثين في علم النفس والتربية.
.7ذكرت الباحثات أنهن حس ن صدق الاتساق الداخلي لكل من مقياس التفاؤل
ومقياس التشاؤم .وأظهرن في الجدول الخا بذلك في صفحة رقم ( )256معاملين ارتباطيين
فقط .ولكن ،كيف تم حساب صدق الاتساق الداخلي ؟
.8ذكرت الباحثات أنهن استعملن أسلوب املقابلة لشرح الاستمارة .ولكن أية استمارة
يقصدن.
.9إن حجم العينة املسحوبة للبحث صغيرة 42( ،مفحوصا) رغم أن البحث أنجيته
االث باحثات.
.10هناك مبالغة في ذكر النسب املئوية للعينات الفرعية .وهذا غير مهم وال ضرورة له،
وال يقدم أية معلومة مفيدة.
598
. 11إن معالجة إجابات املفحوصين بطريقة النسبة املئوية لكل بديل إجابة على حدة،
في الجدولين رقمي ( ،)7( )6غير صحيحة ،وال تستعمل عندما يقع متغير البحث في مستوم
املسافات املتساوية .وبالتالي ،فإن النتائج ال عتد بها.
.12في توضيحهن للبيانات املسجلة في الجداول أرقام ()15 ،14 ،13 ،12 ،11 ،10 ،9 ،8
ذكرت الباحثات أن قيم "ت" وقيم "ل" غير دالة إحصائيا عند مستوم .0.01والصحيح أن
يقولن غير دالة إحصائيا فقط ،دون ذكر مستوم الداللة.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذلم الباحثة ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثها بطريقة علمية مقبولة .ولكنها لم
تتحكم في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتها في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكرت الباحثة في أول ألامر مشكلة البحث .ام ذكرت في مكان آخر إشكالية الدراسة.
هل هما نفس املفهوم ؟
.2ذكرت الباحثة أهدال البحث وأهميته ،بعد ذكرها ملشكلة البحث وأسئلته وفروضه.
ولكن التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية
البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها
أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه
يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وعند صياغة الفروض ،شرع في
إجراءات البحث امليدانية الختبارها .وهنا ال يصح منطقيا وال منهجيا ذكر أهدال البحث،
بعد ذلك.
.3تضمن عنوان البحث متغيرين هما :جودة الحياة والتحصيل الدراس ي .ولكن الباحثة
عند صياغتها ألسئلة البحث وفروضه ،ذكرت متغيرات :الجنس واملستوم املعيش ي وتاريخ
امليالد ونوع املؤسسة وألابعاد ألاسرية والاجتماعية .وكان عل ها ذكرها في عنوان البحث.
فتقول :جودة حياة التلميذ وعالقتها بالتحصيل الدراس ي ـ دراسة ميدانية على عينة من
599
التالميذ بمدينة تبسة وفق الجنس واملستوم املعيش ي وتاريخ امليالد ونوع املؤسسة وألابعاد
ألاسرية الاجتماعية .وإذا رأت أن العنوان طويل ،بسبب كثرة عدد متغيرات .يمكن أن تصيغه
كما يلي :جودة حياة التلميذ وعالقتها بالتحصيل الدراس ي ـ دراسة ميدانية على عينة من
التالميذ بمدينة تبسة وفق بعض املتغيرات الديمغرافية.
.4صاغم الباحثة فرضيات صفرية بصفتها فرضيات بحث .وهذا ليس سليما .ألن
فرضيات البحث ال تكون صفرية.
.5هناك صياغات رديئة لألسئلة والفرضيات .مثال :جاء السؤال الثالث من أسئلة
البحث كما يلي :
هل هناك عالقة بين املنخفضين واملرتفعين في جودة الحياة من حيث الجنس ،تاريخ
امليالد ،نوع املؤسسة والتفاعل الثالثي بينها ؟ ولسم أدري كيف تكون إلاجابة عنه .ألنها من
ناحية ذكرت عالقة ،ولكن أسلوب الصياغة شير إلى الفرق بين املرتفعين واملنخفضين في
جودة الحياة وفق االاة متغيرات ديمغرافية .ومن ناحية أخرم ،هناك في النهاية 16عينة
فرعية للمقارنة .وهنا ستجد الباحثة صعوبة كبيرة في تفسير النتائج ،ألنها ال تجد إطار نظريا،
تفسر في إطارت الفروق بين 16عينة.
وجاءت صياغة الفرضية الثانية كما يلي " :ال يوجد فرق دال إحصائيا بين املنخفضين
واملرتفعين في جودة الحياة والجنس والتفاعل الثنا ي بينها" .إن الصياغة الصفرية
للفرضيات ،غير مالئمة الختبارها.
وجاءت صياغة الفرضية الثالثة كما يلي " :يوجد فرق في جودة الحياة من حيث املستوم
املعيش ي والتفاعل الثنا ي بينهما .،ولكن الباحثة لم تبين في الصياغة العينات التي يكون بينها
الفرق املفترض .ولم تذكر كذلك املتغيرين اللذين يكون بينهما تفاعل ،ألنها ذكرت املستوم
املعيش ي فقط.
.5تناولم الباحثة نظريا جودة الحياة فقط ،ولم تتناول التحصيل الدراس ي.
.6عرفم الباحثة جودة الحياة فقط ،ولم تعرل كال من التحصيل الدراس ي واملستوم
املعيش ي الذي أطلقم عليه في مكان آخر الدخل ،ولم تعرل كذلك تاريخ امليالد وكيف تم
تحديدت ،ولم تعرل كذلك نوع املؤسسة ،ولم تعرل كذلك ألابعاد ألاسرية والاجتماعية.
واكتفم بتسميتها متغيرات وسيطة بين جودة الحياة (متغير مستقل) والتحصيل الدراس ي
(متغير تابع) .ووضعم ذلك في الشكل رقم (.)3
600
.7عرفم الباحثة جودة الحياة إجرائيا .ولم تذكر ماذا ع ي ارتفاع الدرجة على مقياس
جودة الحياة.
.8ذكرت الباحثة أنها اتبعم املنهج الوصفي .ام ذكرت أنها اتبعم املنهج الوصفي املقارن.
وأطالم في تعريف املنهج .لكن املطلوب أن تبين ما إذا كان املنهج الذي اتبعته مالئم ملوضوع
البحث وهدفه.
.9جاء في عنوان البحث أنه أجري في مدينة تبسة ،ولكن العينة تم سحبها من متوسطات
بوالية معسكر .ولم تذكر املدن التي توجد بها املتوسطات.
.10ذكرت الباحثة أنها قامم بتصميم أداة لقياس جودة الحياة .ولكنها لم تذكر مصادر
البنود وعددها ،وكيف تم تو عها على ألابعاد الستة .ولم تذكر كذلك ،بدائل إلاجابة ،وكيف
تصحح إجابات املفحوصين ،وكيف يتم الحصول على الدرجة الخام ،وماذا ع ي ارتفاع
الدرجة على املقياس.
.11أطالم في تعريف الصدق ،بكالم يصعب فهمه .وذكرت أن صدق املحتوم هو صدق
املحكمين .وذكرت أنها عرضم املقياس على مدراء ومفتشين.
.12ذكرت الباحثة أنها حسبم صدق مقياس جودة الحياة مع ارتباطه باملحك ،وهو
مستوم الدخل .وقسمم العينة إلى ذوي الدخل املرتفع واملتوسط واملنخفض .وحسبم
الفرق بينهم ب سلوب تحليل التباين ألاحادي .ام قالم ما يلي :إن داللة الفروق بين ذوي
الدخل املرتفع واملتوسط واملنخفض والتي تعود إلى ذوي الدخل املرتفع تشير إلى أنه كلما
ارتفع الدخل انخفضم جودة الحياة .وذكرت أنها حسبم املقارنات البعدية بين املتوسطات،
بمعادلة شيفي .ولكن ال وجود لنتيجة املقارنة التي تقول أنها قامم بها.
.13ذكرت أن صدق املفهوم هو صدق الاتساق الداخلي .واستخرجم معامالت الارتباط
بين ألابعاد والدرجة الكلية للمقياس.
.14في حسابها لصدق الفقرات ،ذكرت الباحثة أنها تبحث عن مدم قدرة الفقرة على
التمييز بين ألافراد .وذكرت أنها استخدمم طريقة حساب معامالت الارتباط .وسجلم ذلك في
جدول في بداية صفحة .280ولكن معامالت الارتباط ال تشير إلى التمييز ،فالفروق هي التي
تشير إلى التمييز.
.15لم تضع الباحثة أرقاما للجداول.
601
.16في حسابها للصدق التال مي ،ذكرت الباحثة أنها تقارن بين درجات ألافراد في املقياس
ودرجاتهم على مقياس موضوعي آخر .وذكرت أنها طبقم مقياسها مع مقياس عبد الخالق.
ولكنها لم تذكر من هو عبد الخالق ولم تذكر كذلك ماذا يقيس مقياس عبد الخالق.
.17في حسابها للصدق التمييزي ،ذكرت أنها قامم بقياس الفروق بين املرتفعين
واملنخفضين في جودة الحياة .ومن املفروض أن يظهر في الجدول املعد لذلك متوسطان
حسابيان وانحرافان معياريان ،ولكن لم يظهر إال متوسط حسابي واحد وانحرال معياري
واحد ،وقيمة "ت" ودرجات الحرية وهي 318ومستوم الداللة إلاحصائية .وعندما تكون
درجات الحرية 318فهذا ع ي أن حجم العينة الكلية التي حسب بها الصدق التمييزي هو
،638ولكن حجم العينة الذي ذكرته عند حديثها عن عينة البحث هو 611تلميذا وتلميذة
في جدول خا بذلك في نهاية صفحة رقم .277
.18أطالم في تعريف الثبات ،بلغة ركيكة ،حتى أن القارئ يجد صعوبة في فهم كالمها.
.19ذكرت الباحثة خمس فرضيات؛ منها فرضيتين صفريتين ،في صفحة .270ولم تذكر
منها فرضيات عامة وفرضيات فرعية .ولكن عند عرضها للنتائج ذكرت سبع فرضيات؛ منها
فرضيات عامة وفرضيات فرعية.
.20إن الصعوبة التي يجدها القارئ في هذا البحث ،هي أن الباحثة في جميع العمليات
إلاحصائية التي أجرتها ،سواء في حساب الصدق والثبات ،أم في معالجة بيانات نتائج البحث،
ال تذكر أحجام العينات .ولذا ،ال ستطيع القارئ أن عرل درجات الحرية ومن ام مستوم
الداللة إلاحصائية .فمثال في نتيجة الفرضية ألاولى ،التي تن على وجود ارتباط بين جودة
الحياة والتحصيل الدراس ي .وجدت معامال لالرتباط ساوي ،0.17وقالم إنه دال إحصائيا
عند مستوم .0.01وعند عرض نتائج الفرضية الفرعية الثانية التي تن على وجود
ارتباطات بين أبعاد جودة الحياة والتحصيل الدراس ي ،هناك معامالت ارتباط قيمها كما يلي
0.116 ،0.083 ،0.145 ،0.081 :تقول عنها الباحثة أنها دالة إحصائيا عند مستوم ،0.01
.0.05
.21إن املتغيرات التالية :تاريخ امليالد ،نوع املؤسسة ،واملستوم املعيش ي أو الدخل ،ال
وجود لها إال في ألاسئلة والفرضيات ،وفي البيانات املسجلة في الجداول .وال يمكن معرفة ماذا
تقصد الباحثة بتلك املتغيرات وكيف تم تحديدها أو قياسها.
.22بما أن البحث يتناول عدة متغيرات وعدة عينات فرعية ،اضطرت الباحثة إلى
استعمال أسلوب تحليل التباين أحادي وانا ي واالثي في املعالجات إلاحصائية لبيانات
602
البحث .ولكن هناك نقائ وسوء عرض للبيانات املسجلة في الجداول .في بعض الجداول
تظهر خانتان؛ إحداهما تكتب ف ها مستوم الداللة .وألاخرم تكتب ف ها الداللة إلاحصائية.
وجداول أخرم ال تضع الخانة التي تكتب ف ها قيم "ل" وتضع مباشرة الداللة إلاحصائية
دون أن تكون قيمة "ل" معروفة.
.23في مناقشتها للنتائج املسجلة في أحد الجداول في صفحة ،287تقول الباحثة :كذلك
هناك فرق دال يرجع لتاريخ امليالد في جميع أبعاد جودة الحياة يرجع للمولودين سنة ،1998
1999بعد تطبيق معادلة شيفي أيضا .ولكن قبل ذلك ،كان على الباحثة أن تحدد تواريخ
امليالد التي تناولتها في البحث حتى يمكن معرفة ألاعمار ألاخرم التي جاءت الفروق ضدها.
وقالم الباحثة كذلك :ودالا في نوع املؤسسة لجميع أبعاد جودة الحياة يرجع ملؤسسة ابن
خلدون وسيدي عبد املؤمن بعد تطبيق معادلة شيفي أيضا .هنا كذلك ،ينبغي على الباحثة
أن تقدم تعريفا لنوع املؤسسة حتى يمكن التعرل على الخصائ التي تختلف ف ها
املؤسسات التي سحبم منها عينات البحث ،والتي أدت إلى ظهور الفروق .ما الذي تتميز به
مؤسستا ابن خلدون وسيدي عبد املؤمن ،حتى تكون الفروق لصالحهما ؟
.24لم تضع الباحثة أرقاما للجداول والفرضيات .وفي إحدم الفرضيات صفحة ،288
جاء نصها كما يلي " :يوجد فرق دال إحصائيا في جودة الحياة من حيث املستوم املعيش ي".
لكن عنوان الجدول الذي يتضمن البيانات املتعلقة بالفرضية ،جاء كما يلي " :جدول يبين
الفرق بين املنخفضين واملرتفعين في جودة الحياة وفق متغير الجنس وتاريخ امليالد ونوع
املؤسسة والتفاعل الثالثي بينها".
. 25ملا قامم الباحثة بحساب صدق مقياس جودة الحياة املرتبط باملحك .وجدت أن
الفرق في جودة الحياة كان ملنخفض ي الدخل .وملا حسبم معامل الارتباط بين املتغيرين،
وجدته ساوي – ،0.27عكس ي (سالب) ودال إحصائيا عند مستوم .0.01انظر صفحة .279
ولكنها وجدت في اختبارها حدم الفرضيات ،صفحة ،289أن الفرق في جودة الحياة كان
لصالح متوسطي الدخل.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
603
البحث السابع عشر
مظاهر املتعة وامللل في املدارس الابتدائية
دراسة ميدانية في املقاطعة 27والية أدرار
بذل الباحثان ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما لم
يتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1وضع الباحثان إلاطار النظري للبحث ضمن املقدمة.
.2شير عنوان البحث إلى مظاهر املتعة وامللل .ولكن أسئلة البحث تضيف الشعور
باملتعة وامللل ،وتضيف فئات الجماعة التربوية ،وتضيف الفروق بين الجنسين في مظاهر
شعورهم باملتعة وامللل.
ذكر الباحثان ،بالنسبة لهدل البحث ،أن دراستهم هذت هي محاولة يجاد الحلول
لتحقيق متعة الدراس ـة في املدارس الابـت ـدائية ،ودف ـع امل ـل ـل ال ـذي ي ـطال أف ـرادها .ولكن نتائج
البحث ،ال تشير إلى ما جاء في هدل البحث.
ذكر الباحثان في وصفهما ألدوات القياس ،أن فقرات ألادوات الثالاة ،تقيس مظاهر
املتعة ودرجة الشعور بها .ولكنهما لم يذكرا امللل .كما أن مظاهر املتعة ال يتم الشعور بها،
بل يوصف بها السلوك من خالل مالحظته أو قياسه.
هناك غياب لالتساق بين عنوان البحث وأسئلته وهدفه وأدوات القياس .وفي هذت
الحالة ،لم يتضح ما يريد الباحثان دراسته بدقة ووضوح.
.3ذكر الباحثان أنهما اتبعا املنهج الوصفي .وهذا املنهج ،ال يذكر وال ستعمل في الوقم
الحالي .ألن هناك مناهج بحث ،كانم تنسب إليه سابقا ،تطورت آلان ،وصارت قائمة بفنونها
وإجراءاتها؛ كاملنهج العلي /املقارن واملنهج الارتباطي واملنهج العيادي واملنهج النوعي واملنهج
املسحي وغيرها.
.4ذكر الباحثان أنهما صمما االاة استبيانات .لكنهما ذكرا أربعة استبيانات.
.5لم يذكر الباحثان مصادر بنود الاستبيانات .كما لم يذكرا شكل البنود وطريقة إلاجابة
عنها وطريقة الحصول على الدرجة الخام.
.6عند حديثهما عن الاستبيانات ،أشار الباحثان إلى أنها تقيس املتعة ،ولم يذكرا امللل.
604
.7بالنسبة للصدق املستخرج من الجذر التربيهي للثبات ،غير مقبول إطالقا .فهو نوع
من العبث في القياس النفس ي.
.8ذكر الباحثان في تعريفهما بمضمون الجدول رقم ( )4معامالت الثبات بطريقة التجيئة
النصفية والتناسق الداخلي .ولكن الجدول يتضمن التجيئة النصفية والصدق الذاتي.
.9لم يقم الباحثان بتصحيح الطول بالنسبة ملعامالت الثبات بالتجيئة النصفية.
.10بالنسبة ألولياء التالميذ ،ال يوجدون إال في الجدول رقم ( )1أين ظهر أنهم كذلك
ممن أجابوا على الاستبيانات التي كانم االاة ام ظهر أنها أربعة .ولم يذكر الباحثان عددهم
وأعمارهم وجنسهم ومستوياتهم التعليمية ومهنهم وغيرها.
.11اهتم الباحثان بذكر النسب املئوية للعينات الفرعية؛ كنسب الذكور وإلاناث،
ونسب الريف والحضر ،رغم أنها ال أهمية لها ،وليسم لها أية أهمية في نتائج البحث.
.12أهمل الباحثان ذكر أعمار العينات ،رغم أهميتها.
.13في الجدول رقم ( )6الذي يتضمن املتوسطات الحسابية والانحرافات املعيارية
لعبارات مظاهر املتعة ومظاهر امللل ،هناك مالحظتان :
ألاولى ،ذكر الباحثان أن النتائج املسجلة في الجدول تتعلق بالتالميذ وأوليائهم .وعند
قراءة العبارات في الجدول ،نجد أنها تتحدث عن مشاعر يخ وهو يدرس ،ويتعلم
ويمتحن ...وهل أولياء التالميذ يدرسون ويتعلمون ويمتحنون ؟
الثانية ،تم تقسيم الجدول رقم ( )6إلى قسمين؛ ألاعلى منه خا بالعبارات التي تقيس
مظاهر املتعة ،وألادن خا بالعبارات التي تقيس مظاهر امللل .وكل العبارات؛ سواء تلك
التي تقيس مظاهر املتعة ،أم التي تقيس مظاهر امللل ،تتحدث عن املتعة .بمع ى أن هناك
وفرق الباحثان بين مجموعتي استبيان واحد يقيس كال من املتعة وامللل بنفس العباراتّ .
العبارات باملتوسطات الحسابية؛ فاملتوسطات الحسابية املرتفعة ملظاهر املتعة،
واملتوسطات الحسابية املنخفضة ملظاهر امللل .ام يضعان في نهاية الجدول متوسطا حسابيا
عاما وانحرافا معياريا عاما ،لكل املتوسطات الحسابية املرتفعة واملنخفضة .وفيما يلي بعض
العبارات من قسمي الجدول :أشعر باملتعة في الفترة املسائية .أشعر باملتعة أاناء فترة
الاستراحة .أشعر باملتعة أاناء إجراء الامتحانات .أشعر باملتعة عند دراسة أنشطة اللغة
العربية .أشعر باملتعة في نشاط الكتابة وحل التمارين.
وهنا نتساءل ،كيف يمكن قياس امللل بعبارات تقيس املتعة ؟ فاملضمون النفس ي
للمتعة ،أي الشعور باملتعة ،ليس هو نفسه ،بطريقة معكوسة ،املضمون النفس ي للملل ،أي
605
الشعور بامللل .وبالتالي ،ليس صحيحا ،أنه كلما انخفضم درجات الفرد على مقياس املتعة
صارت تقيس امللل ،بل تقيس مشاعر املتعة وهي منخفضة .فالباحثان إذن ،قاما بقياس
املتعة فقط ولم يقيسا امللل مطلقا.
.14ونفس املالحظات السابقة ،أقولها للنتائج املسجلة في الجدولين رقمي ()8( )7
املتعلقين على التوالي بالنتائج لدم املعلمين وألاساتذة ونتائج املديرين .ام سجالن متوسطات
حسابية أخرم في الجدولين رقمي ( )10( )9ال داعي لها وال فائدة منها ،ألنها مجرد تكرار ملا تم
تسجيله في الجداول أرقام (.)8( )7( )6
.15في الجدول رقم ( )11سجل الباحثان نتائج الفروق بين الجنسين ،لعينات التالميذ
واملعلمين واملديرين .واستعمال اختبار "ت" وهي من أساليب إلاحصاء الاستداللي .وهنا ينبغي
وضع فرضية .ألن إلاحصاء الاستداللي يتعامل مع الفرضيات الختبارها .لكن الباحثين اكتفيا
بالسؤال .كما تقيدا بمستوم الداللة إلاحصائية .0.05ولكن ملاذا ؟ وذكر الباحثان أنهما
سيعالجان بيانات البحث ب سلوب تحليل التباين ألاحادي ،لحساب داللة الفروق بين
املجموعات الثالاة ،ولكنهما لم يفعال ذلك.
.16ذكر الباحثان ،بالنسبة لهدل البحث ،أن دراستهم هذت هي محاولة يجاد الحلول
لتحقيق متعة الدراسة في املدارس الابتدائية ودفع امللل الذي يطال أفرادها .ولكنهما لم يبينا
كيف أوجدا تلك الحلول.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذلم الباحثة ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثها بطريقة علمية مقبولة .ولكنها لم
تتحكم في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتها في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1غياب ذلك النسق املنهجي التقليدي في البحوث ألاكاديمية ،الذي شمل أهدال
البحث وأهميته ومشكلته وفروضه .ألنه من خاللها يمكن التعرل على موضوع البحث،
واملعلومات التي يريد الباحث الوصول إل ها.
606
.2بالنسبة ملصطلحات الدراسة ،لم تعرل الباحثة التمثالت الاجتماعية .وعرفم متعة
التدر س على أنه متعة التعليم ووضعم أمامه بين قوسين (التدر س) .ولكن التعليم ليس
هو التدر س .فالتدر س هو ذلك السلوك الذي يقوم به ألاستاذ داخل حجرات الدراسة
لتعليم طالبه .ولهذا يقال طرق التدر س وليس طرق التعليم .أما التعليم في معنات البسيط،
هو ما يهدل إليه التدر س ،وما تهدل إليه كل أنشطة املؤسسات التعليمية .وعرفم كذلك
دافعية التعلم وهي ليسم من مصطلحات البحث .ووضعم أمامها بين قوسين (الدراسة).
والتعلم ليس هو الدراسة .فالتعلم هو ذلك التغير الذي يحدث في سلوك املتعلم ،املعرفي أو
الوجداني أو املهاري نتيجة للتعليم .أما الدراسة فلها معاني عديدة ،حسب السياق الذي
توجد فيه.
.3بالنسبة للنتائج املسجلة في الجدولين ،رقمي ( )3( )1ال داعي دراجها في امللحقين.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذل الباحثان ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثهما بطريقة علمية مقبولة .ولكنهما لم
يتحكما في منهجية البحث والقياس النفس ي بمستوم جيد .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
على طريقتهما في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1ذكر الباحثان أهدال الدراسة وأهميتها بعد إشكالية الدراسة .ذكرت الباحثة أهدال
البحث وأهميته ،بعد ذكرها ملشكلة البحث وأسئلته وفروضه .ولكن التسلسل املنهجي لهذت
العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث ام
أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث،
ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه يفكر بعدها مباشرة في حلها،
وهو صياغة الفروض .وعند صياغة الفروض ،شرع في إجراءات البحث امليدانية الختبارها.
وهنا ال يصح منطقيا وال منهجيا ذكر أهدال البحث ،بعد ذلك.
607
.2ذكر الباحثان أنهما اختارا عينة البحث بطريقة قصدية .ولكنهما اختاراها بطريقة
عرضية .ألنه في املعاينة القصدية ،ينشغل الباحث أساسا بقضية معينة أو بنظرية أو بفكرة،
ام يختار أيخاصا معينين .ألنه رأم من خالل حكمه الشخ ي ،أن هؤالء دون غيرهم ،هم
الذين يجد عندهم املعلومات التي تجيب عن أسئلة بحثه أو تخت ر فرضياته .حتى ولو كان
يخصا واحدا .والعينة القصدية ال مجتمع لها تمثله ،وال تعمم نتائجها .أما صاحبا هذا
البحث ،فقد حددا أوال مجتمع البحث ،ام سحبا منه مجموعة من املفحوصين من الجنسين،
بطريقة عرضية.
. 3من التقاليد املنهجية أن تسجل عناصر إلاجراءات امليدانية للبحث متتابعة في تقرير
البحث .فتبدأ بمنهج البحث ،ام عينة البحث ،ام أدوات جمع البيانات ،ام طريقة جمع
البيانات ،ام ألاساليب إلاحصائية .ولكن الباحثان فصال بين هذت العناصر .حيث تناوال منهج
الدراسة ام أداة الدراسة .وبعد أن تناوال إلاطار النظري للدراسة ،تحداا عن مجتمع الدراسة
والعينة.
.4أنواع املعارل التي يلتحق بها التالميذ في مرحلة التعليم الثانوي ،ال تسم تخصصات،
بل تسم شعبا دراسية .ولكن ما الهدل من معرفة الشعب الدراسية لعينة هذا البحث ؟
.5ما الهدل وألاهمية من معرفة مدم شعور عينة البحث بامللل في املراحل التعليمية
قبل الجامعية.
.6رغم أن عنوان البحث شير إلى أن هناك مقارنة بين طالب املدرسة العليا لألساتذة
وطالب املاستر في العلوم الاجتماعية .ولكن ال وجود لهذت املقارنة إال في عنوان البحث (دراسة
مقارنة) .وهذا ابتداء من سؤالي البحث ،اللذين جاءا كما يلي
.1أي تمثل يحمله الطالب الجامهي عن امللل ؟
.2هل امللل الذي شعر به الطالب الجامهي ،امتداد لشعور قبلي للملل ،أم هو وليد
املرحلة الجامعية ؟
ويظهر عدم اهتمامهما باملقارنة .ألنهما في الجدول رقم ( )1لم يفصال بين حجم عينة
طالب املدرسة العليا لألساتذة وحجم طالب ماستر للعلوم الاجتماعية .وهذا ع ي أن البحث
ال يتسق مع عنوانه.
وأهمال أيضا املقارنة بين الجنسين في امللل .فالجنس ،ظهر من نتائج آلاالل من البحوث
النفسية ،أنه عامل هام جدا في الفروق بين الجماعات في الخصائ السلوكية.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
608
البحث العشرون
املناخ املدرس ي وعالقته بالتفاؤل والتشاؤم لدم تالميذ التعليم الثانوي ـ
دراسة ميدانية لدم عينة من التالميذ في مدينة تبسة
بذلم الباحثة ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثها بطريقة علمية مقبولة .ولكنها لم
تتحكم في منهجية البحث والقياس النفس ي بطريقة جيدة .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
لطريقتها في منهج البحث والقياس النفس ي.
.1كتبم الباحثة أهدال الدراسة وأهميتها بعد أسئلة الدراسة وفرضياتها .ولكن
التسلسل املنهجي لهذت العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث
ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه
ملجريات البحث ،ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه يفكر بعدها
مباشرة في حلها ،وهو صياغة الفروض .وعند صياغة الفروض ،شرع في إجراءات البحث
امليدانية الختبارها .وبعد ذلك ،ال يصح منطقيا وال منهجيا ذكر أهدال البحث ،بعد ذلك.
.2عرفم الباحثة املناخ املدرس ي إجرائيا ،ولكنها لم تعرل التفاؤل والتشاؤم إجرائيا
كذلك .وعند تعريفها للمناخ املدرس ي إجرائيا ،جاء التعريف ناقصا ،ألنها لم تذكر ماذا ع ي
ارتفاع الدرجة على الاستبيان .هل ع ي أن املناخ املدرس ي جيد أو رديء ؟
.3ذكرت الباحثة أنها اتبعم املنهج الوصفي التحليلي .ولكن هذا املنهج غير معرول وغير
متداول في مؤلفات مناهج البحث التربوي والنفس ي.
.4أتساءل دائما ،ملاذا ستعمل الباحثون في الجيائر ،بصورة نمطية ،عينتين؛ إحداهما
استطالعية وألاخرم أساسية .في الوقم الذي ستطيعون استعمال عينة واحدة للبحث،
يطلقون عل ها :عينة البحث ،وتكون نفس العينة التي تستخرج عل ها معامالت الصدق
والثبات ،وتستخرج منها نتائج البحث .أليس هذا أكثر مصداقية علميا ؟
.5ذكرت الباحثة ،أن أعمار أفراد العينة الاستطالعية تتراوح بين 17 :ـ 19سنة .بمتوسط
قدرت 25.12وانحرال معياري مقدارت .6.22فاملتوسط الحسابي خط والانحرال املعياري
خط كذلك .ألنه بين عمرين قريبين من بعضهما ،ال يمكن أن يوجد بينهما تباين تبلغ قيمته
6انحرافات معيارية.
وذكرت الباحثة ،أنها اختارت أفراد هذت العينة الاستطالعية والعينة ألاساسية بطريقة
املعاينة القصدية .ولكن املعاينة القصدية ليسم هكذا .ففي املعاينة القصدية ،ينشغل
609
الباحث أساسا بقضية معينة أو بنظرية أو بفكرة ،ام يختار أيخاصا معينين ،حسب حكمه
الشخ ي ،ب نهم دون غيرهم الذين يجد عندهم املعلومات التي تجيب عن أسئلة بحثه أو
تخت ر فرضياته.
وذكرت أيضا أنها اختارت اانوية سعدي الصديق بطريقة عشوائية .ولكنها لم تبين
الطريقة العشوائية التي اختارت بها الثانوية.
وقدمم ت ريرات الختيارها تالميذ وتلميذات السنة الثانية من التعليم الثانوي .فذكرت
أن تالميذ السنة ألاولى يكونون مضطربين انفعاليا بسبب انتقالهم من مرحلة التعليم
املتوسط إلى مرحلة التعليم الثانوي .أما تالميذ السنة الثالثة فيوجدون في حاالت من القلق
والخول والضغوط ،بسبب استعداداتهم المتحانات البكالوريا .ومن خالل هذت الت ريرات
التي استبعدت بها ال باحثة تالميذ السنة ألاولى والسنة الثالثة ،اعتقدت أنها قامم بمعاينة
قصدية .ولكن الت ريرات التي ذكرتها ،ليسم معقولة أبدا .ألنها ال وجود لها في الواقع ،وال
توجد لدم الباحثة أية أدلة على ما ذكرت من حاالتهم .وأن املعاينة ليسم قصدية ،فهي
معاينة عرضية.
.6ستخرج معظم الباحثين النسب املئوية لعينة الذكور وعينة إلاناث ،من عينة
البحث .ويضعونها في جدول خا .ولكن ،ما أهمية ذلك ؟ أقول :ال أهمية لها إطالقا .هو
مجرد ملء الفراغات في البحث.
.7وردت عبارات ،مثل :صدق الاتساق البنا ي .ما املقصود بهذا النوع من الصدق،
وكيف يحسب ؟
.8عندما يراد معرفة مدم مالءمة استبيان أجنبي مع البيئة املحلية ،ال يمكن معرفة
ذلك من حساب الصدق التمييزي باملقارنة الطرفية فقط ؟
.9عندما يحسب الصدق التمييزي باملقارنة الطرفية ،بعينتين متساويتين ،حجم كل
واحدة 8أفراد .والعينة ألاساسية حجمها ،278تظهر ألامور أنها غير سليمة .لذا أجدني أنتقد
كثيرا ،اندفاع الباحثين الجيائريين إلى استعمال عينة استطالعية ،منفصلة عن عينة البحث،
الستخراج معامالت الصدق والثبات.
.10عندما قامم الباحثة بحساب الصدق التمييزي والثبات الستبيان املناخ املدرس ي،
اكتفم بالدرجة الكلية وأهملم أبعادت الستة .وعندما قامم بحساب الصدق التمييزي
والثبات ملقياس التفاؤل والتشاؤم ،اعت رت كال من التفاؤل والتشاؤم متغيرا واحدا ،وهذا
ليس صحيحا .ألن التفاؤل متغير مستقل عن التشاؤم ،بدليل أن كل واحد منهما يقاس
610
يتكون من 22بندا .كما ذكرت الباحثة .وبالتالي يحسب ملقياس التفاؤل بمقياس خا به ّ
صدقه واباته ،ويحسب ملقياس التشاؤم صدقه واباته.
.11إن ألاساليب إلاحصائية التي يذكرها الباحثون ضمن إجراءات البحث امليدانية ،هي
تلك التي تم بها معالجة بيانات البحث ،وليسم التي ُح ِسب بها الصدق والثبات.
.12عندما ذكرت الباحثة ألاساليب إلاحصائية التي استعملتها ملعالجة بيانات البحث،
تحدام عن أسئلة البحث .وعندما تحدام عن عرض النتائج تحدام عن الفرضيات .وهذا
دليل على فقدان التركيز أاناء كتابة تقرير البحث.
.13هناك االث فرضيات اخت رتها بيانات البحث امليداني .أسجل عل ها املالحظات التالية.
الفرضية ألاولى :
ـ من حيث الصياغة :
"هناك نمط معين من املناخ املدرس ي السائد في مدارس التعليم الثانوي بمدينة تبسة".
إن عبارة "نمط معين من املناخ املدرس ي" الواردة في الفرضية ،تجعلها صادقة في كل
الحاالت ،بغض النظر عن نمط املناخ املدرس ي الذي يظهر سائدا .والصياغة الصحيحة هي
أن تذكر نمطا أو أكثر من ألانماط الستة للمناخ املدرس ي ب سمائها ،كما وردت في املقياس ،أو
ترتبها تنا ليا ،وعندئذ ،تعرل هل تحققم الفرضية أم ال .ولهذا شترط في صياغة الفرض
العلمي أن تذكر املتغيرات ب سمائها بوضوح .أما إذا كانم املتغيرات مجهولة ،فهذا يجعل
الفرضية غير جيدة.
وملاذا ذكرت مدينة تبسة في الفرضية ؟
ـ من حيث القياس :
ُ
ذكرت في فقرة سابقة ،أن الباحثة عندما قامم بحساب الصدق التمييزي والثبات
الستبيان املناخ املدرس ي ،اكتفم بالدرجة الكلية وأهملم أبعادت الستة .ولكنها عند اختبارها
للفرضية ،أدرجم ألابعاد الستة بمتوسطاتها الحسابية وانحرافاتها املعيارية .والخط في هذت
العملية ،هو أن نتائج ألابعاد الستة ليس ف ها اقة ،ألن صالحية مقاييسها مجهولة ،ما دام
لم يحسب صدقها واباتها.
ُ
ـ ومن حيث القياس دائما .ذكرت في فقرة سابقة ،أن الباحثة في تعريفها إلاجرا ي للمناخ
املدرس ي ،لم تذكر ماذا ع ي ارتفاع الدرجة على الاستبيان .ألنه في البيانات املسجلة في
الجدول رقم ( ،)4هي عبارة عن متوسطات حسابية وانحرافات معيارية لألبعاد الستة للمناخ
املدرس ي والدرجة الكلية .ومن الطبيهي أن نتساءل ،عن ماذا ع ي ارتفاع املتوسط الحسابي،
611
هل ع ي أن املناخ املدرس ي جيد أم رديء .ولذا ينبغي في التعريفات إلاجرائية للمتغيرات أن
نذكر بوضوح اتجات الدرجة .ألنه مهم في فهم نتائج البحث.
ـ الفرضية الثانية :
ـ من حيث الصياغة :
"توجد مستويات مختلفة في الشعور بالتفاؤل والتشاؤم لدم تالميذ املرحلة الثانوية
بمدينة تبسة".
وفـي ه ـذت الص ـياغ ـة ك ـذل ـك ،ج ـاءت امل ـس ـت ـوي ـات امل ـخ ـت ـل ـف ـة للـشعور بالتفاؤل والتشاؤم،
مجهولة .وفي هذت الحالة ،ال يمكن معرفة مدم تحقق الفرضية .وعجيت الباحثة عن إبرا
املستويات املختلفة للشعور بالتفاؤل والتشاؤم في النتيجة املسجلة في الجدول رقم ( .)5ألنها
لم تسجل إال املتوسطين الحسابيين والانحرافين املعياريين لكل من التفاؤل والتشاؤم.
وملاذا ذكرت كذلك ،مدينة تبسة في الفرضية ؟
ـ الفرضية الثالثة :
ـ من حيث قيمة معاملي الارتباط :
من املعرول أن معامل الارتباط يتراوح رقميا بين 1 +صحيح مرورا بالصفر إلى – 1
صحيح .وفي العلوم إلانسانية ،ال يصل ،قطعا ،إلى واحد صحيح .ولكن الباحثة سجلم في
الجدول رقم ( )6أن معامل الارتباط بين املناخ املدرس ي والتفاؤل ،جاءت قيمته تساوي 2.113
وهو دال إحصائيا عند مستوم 0.01وأن معامل الارتباط بين املناخ املدرس ي والتشاؤم،
جاءت قيمته تساوي – 2.244وهو دال إحصائيا عند مستوم .0.01
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذلم الباحثة ،جهدا واضحا في سبيل إنجا بحثها بطريقة علمية مقبولة .ولكنها لم
تتحكم في منهجية البحث والقياس النفس ي ،بطريقة جيدة .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها
لطريقتها في منهج البحث والقياس النفس ي.
612
.1كتبم الباحثة أهدال البحث بعد أسئلة البحث .وهذا غير سليم .فالتسلسل املنهجي
لهذت العناصر الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث
ام أسئلة البحث ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث،
ومنها مشكلة البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،فإنه يفكر بعدها مباشرة في حلها،
وهو صياغة الفروض .وعند صياغة الفروض ،شرع في إجراءات البحث امليدانية الختبارها.
وهنا ال يصح منطقيا وال منهجيا ذكر أهدال البحث ،بعد ذلك.
.2في التعريف إلاجرا ي ،ينبغي ذكر أداة القياس ،وذكر ماذا ع ي ارتفاع درجة املفحو
وانخفاضها على املقياس.
.3هناك فرق بين كلمة تجات وكلمة اتجات .إن كلمة تجات تع ي نحو أو إ اء ش يء معين .أما
كلمة اتجات ،فهي الاتجات الذي عت ر أحد أهم املوضوعات التي تدرس في علم النفس
الاجتماعي ،و عرل الاتجات ،وفق طريقة ليكرت لقياسه ،ب نه :استجابة القبول أو الرفض
إ اء قضية جدلية عامة.
.4بالنسبة للدراسات السابقة ،عرضتها الباحثة بطريقة سردية .حيث تم عرض دراسات
عربية ام دراسات غير عربية .وهذا ال ينسجم مع طبيعة الكتابة ألاكاديمية ،التي يتم عرض
إلاطار النظري ف ها ،بشكل يجعل مفاهيم البحث وألافكار النظرية ونتائج الدراسات السابقة،
في حوار وتحاور من خالل الطريقة التي يكتب بها الباحث .حيث يقدم مفهوما ام ألافكار
النظرية التي لها عالقة به ام نتائج الدراسات السابقة التي أجريم حول املفهوم والفكرة
النظرية ،ويحاورها أو يناقشها مع نتائج دراسات أخرم ،ويبين مجال الاتفاق ومجال
الاختالل ،بين نتائج الدراسات السابقة ،وما هو السبب في الاتفاق والاختالل ...وهكذا حتى
يصل إلى اكتشال ما تم بحثه وما لم يتم بحثه ،ويكتشف كذلك جوانب الاتفاق وجوانب
الاختالل ،والغموض والتناقض ،فيستنبط من كل ذلك مشكلة البحث ،التي يب ي بعد ذلك
كل إجراءات البحث امليدانية يجاد حل لها.
.5جاء تعقيب الباحثة على نتائج الدراسات السابقة ،على شكل تلخي لها.
. 6ذكرت الباحثة ،أنها اعتمدت املنهج الوصفي .ولكن املنهج الوصفي ،ال يذكر في آلان.
فهناك مناهج عملية ودقيقة في توضيح إلاجراءات البحثية املتبعة .مثل :املنهج الارتباطي،
واملنهج العلي /املقارن ،واملنهج العيادي وغيرها .وأدعو الباحثين أن يذكروا هذت املناهج إذا
اعتمدوها في بحوثهم ،ألنها أكثر دقة .أما املنهج الوصفي فهو يتميز كثيرا بالغموض.
613
.7ذكرت الباحثة أنها اختارت عينة البحث بطريقة عشوائية ،وهناك أربع طرق لالختيار
العشوا ي .لم تذكر الباحثة الطريقة العشوائية التي استعملتها .والطريقة العشوائية ،تشترط
معرفة الباحث لعدد وأسماء أفراد ألاصل العام الذي سحب منه العينة .ام إتباع طريقة
لسحب العينة تكون لكل فرد في ألاصل العام فرصة ال صفرية ب ن يكون عضوا في العينة.
إن معرفة الباحث بعدد أفراد ألاصل العام وتسجيلهم ب سمائهم ،شرط أساس ي للمعاينة
العشوائية .وال يمكن التخلي عن هذا الشرط .ولكن الباحثة لم تذكر أي ش يء عن ألاصل
العام لعينة البحث ،إال ذكرها لسم مؤسسات على مستوم والية وهران.
.8لو لم تذكر الباحثة في عنوان البحث ،أن عينة البحث من تالميذ التعليم الثانوي،
ملا تم التعرل على مجتمع البحث وال عينته .ألنها عندما تحدام على عينة البحث ،ذكرت
فقط عدد التالميذ الذكور وعدد التلميذات إلاناث .وذكرت أنه تم سحبهم من سم مؤسسات
على مستوم والية وهران .ولكنها لم تذكر ما هي هذت املؤسسات؛ هل هي مدارس ابتدائية أو
متوسطات أو اانويات ؟ وتحدام عن الشعب الدراسية باسم التخصصات .كما تحدام عن
التعليم التق ي ،رغم أنه ال يوجد حاليا ،ضمن شعب التعليم الثانوي.
ويالحظ في البيانات املسجلة في الجدول رقم ( )1املتعلقة بتو ع أفراد العينة على
الشعب الثالاة وهي :ألادبية ،العلمية ،والتقنية .أن هناك شعبة اختارت لها من مؤسسة
واحدة تلميذا واحدا فقط .ولم تضع مجموع عدد أفراد كل جنس لكل شعبة دراسية على
حدة.
.9عند كالمها عن صدق أداة البحث ،ذكرت الباحثة الصدق اللغوي وصدق املحتوم.
بالنسبة للصدق اللغوي ،ست ـع ـمـل فـي ألادوات املترجمة .وهـي لم تذكر أن ـها ترجمم أداة من
لغة أخ ـرم إلى اللغ ـة العرب ـي ـة .أما ص ـدق الـمـحـتوم ،فم ـجال اس ـت ـع ـمال ـه ،هو ألاخـت ـبارات
التحصيلية واختبارات الكفاءة بصفة عامة ،التي لها محتوم موضوعي.
وذكرت أنها استعملم االاة استبيانات تختلف في طريقة صياغة ألاسئلة وطريقة إلاجابة.
وبالنسبة لالستبيان مقيد إلاجابة ،لم تذكر الباحثة عدد بنودت.
يوجد في الجدول رقم ( )2سؤالان أحدهما عن املتعة وآلاخر عن امللل .جاءت صياغتهما
كما يلي :هل حدث وشعرت بامللل .هل حدث وشعرت باملتعة .ولكن لم تذكر الباحثة ،الشعور
بامللل إ اء ماذا ،أو أين .والشعور باملتعة إ اء ماذا ،أو أين .ألنه من ألاحسن أن تضع السؤال
كما يلي :هل حدث وشعرت بامللل وأنم في حصة دراسية ؟ أو في املدرسة .بمع ى أن تحدد
املوضوع أو الظرل الذي شعر فيه التلميذ بامللل أو املتعة.
614
.10عرضم الباحثة نتائج البحث من خالل الجداول .وليس كإجابة عن أسئلة أو
فرضيات ،رغم أنها وضعم عددا من ألاسئلة في نهاية كالمها عن إشكالية البحث .فالجداول
هي أساليب لعرض النتائج .ولكن ال بد من جعل النتائج املسجلة في الجداول أو غيرها ،إما
أنها تجيب عن أسئلة ،أو تخت ر فرضيات ،أو تحقق أهدافا.
.11قالم الباحثة في كالمها عن النتائج املسجلة في الجدول رقم ( )2ما يلي :شير
الجدول رقم ( )2إلى وجود متوسطات مرتفعة فيما يخ مشاعر امللل سواء لدم الذكور أو
إلاناث وبانحرافات ضعيفة عن املتوسط .وهذا الكالم غير سليم .فالكالم السليم ،أن تقول
:يتبين من النتائج املسجلة في الجدول رقم ( .)2وال تقول متوسطات .بل تقول :متوسطات
حسابية .ألنها هكذا يطلق عل ها إحصائيا .وال تقول :وبانحرافات ضعيفة عن املتوسط.
والصحيح أن تقول :وبانحرافات معيارية .وال تقول :مرتفعة عن املتوسط .ألن الانحرافات
املعيارية ال توصف ب نها مرتفعة عن املتوسط .ويكون الحديث عن ارتفاع الانحرافات
املعيارية أو انخفاضها ،عند الحديث عن التجانس والتباين.
.12ملا حسبم الباحثة الفرق بين الجنسين في متغيري البحث (املتعة وامللل) فعلم ذلك
في متغير املتعة فقط( .الجدول رقم .)3 :
.13جاءت النتيجة املسجلة في الجدول رقم ( )6تبين أن قيمة "ل" لحساب داللة
الفروق بين الشعب الدراسية في املتعة غير دالة إحصائيا .لكن الباحثة قالم فيما كتبته
أسفل الجدول :إن متوسطات املشار إل ها في الجدول رقم ( )4تشير إلى وجود فروق لصالح
التخص التق ي.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بذل الباحث جهدا واضحا ،في سبيل إنجا بحثه بطريقة علمية مقبولة .ولكنه لم يتحكم
في منهجية البحث والقياس النفس ي بطريقة جيدة .وفيما يلي املالحظات التي سجلتها لطريقته
في منهج البحث والقياس النفس ي.
615
. 1ذكر الباحث أهدال البحث بعد إلاشكالية .ولكن التسلسل املنهجي لهذت العناصر
الفرعية ،تكون كما يلي :أهدال البحث ام أهمية البحث ام مشكلة البحث ام أسئلة البحث
ام فروض البحث .يتم ذكر ألاهدال أوال ،ألنها أهم موجه ملجريات البحث ،ومنها مشكلة
البحث .وعندما يذكر الباحث مشكلة البحث ،يفكر بعدها مباشرة في حلها ،وهو صياغة
الفروض .وعند صياغة الفروض ،شرع في إجراءات البحث امليدانية الختبارها .وهنا ال يصح
منطقيا وال منهجيا ذكر أهدال البحث ،بعد ذلك.
. 2ذكر الباحث ،أنه اتبع املنهج التحليلي الوصفي .وهذا املنهج ،كما قلم في الصفحات
السابقة ،غير وارد ضمن مناهج البحث النفس ي والتربوي.
.3ذكر الباحث ،أنه سحب عينة البحث ب سلوب العشوا ي الطبقي .والطبقات هي :
الجنس؛ ذكور وإناث .ام التخص العلمي؛ علوم وآداب .وبما أن املعاينة العشوائية،
تشترط معرفة الباحث بكل أفراد ألاصل العام مسجلين في قوائم لديه ،ام سحب أفراد العينة
منه بطريقة تجعل كل فرد له فرصة ال صفرية ليكون ضمن عينة البحث .كان على الباحث
أن يذكر ألاصل العام وعدد أفرادت في كل طبقة ،ام يذكر الطريقة التي سحب وفقا لها عينات
البحث .ألن البيانات الواردة في الجدول رقم ( )1ال تبين مجموع أفراد ألاصل العام في
الطبقات ألاربعة.
.4أهمل الباحث الخصائ ألاخرم لألصل العام والعينة؛ كالعمر واملستوم الدراس ي
والتخصصات العلمية الفرعية.
.5ذكر الباحث أن عدد بنود الاستبيان لقياس التوافق الدراس ي 43بندا مو عة على
أربعة أبعاد .ولكنه لم يبين كيف توصل إلى هذت ألابعاد ألاربعة.
.6إن صدق املحكمين وصدق الاتساق الداخلي ،يتعلقان بصدق البنود .لكن ألامر
يحتاج إلى صدق الاستبيان ككل .وهذا لم يقم به الباحث.
.7ذكر الباحث في حسابه للثبات ،أن استعمل معامل ألفا كرونباخ وتصحيحه بمعادلة
سبيرمان /براون .ولكن معامل ألفا كرونباخ ال يصحح طوله .إن معادلة سبيرمان /براون
لتصحيح الطول تستعمل عند حساب الثبات بالتجيئة النصفية.
.8لم يحسب الباحث صدق وابات مقياس ألامل (التوجه نحو الهدل) واكتف
بالخصائ السيكومترية لهذا املقياس التي استخرجها باحث آخر على عينات أخرم وفي
منطقة أخرم وفي عام .2011وهذا غير سليم أبدا .ألن الخصائ السيكومترية ألي أداة
616
قياس ،ونتائج البحث املتوصل إل ها بتلك ألاداة ،ينبغي أن تكون على نفس العينة ،حتى تكون
نتائج البحث ذات اقة.
. 9عند ذكر ألاساليب إلاحصائية ،تذكر فقط ألاساليب إلاحصائية املستعملة ملعالجة
يقوم البحث وفقا لها ،فيما إذا كانم مالئمة ألهدال البحث بيانات البحث ،وهي التي ّ
وتصميم البحث أم ال .أما ألاساليب إلاحصائية املستعملة لحساب الصدق والثبات فال تذكر.
ألنها ال عالقة لها بمعالجة بيانات البحث.
.10بالنسبة للنتائج املتعلقة بالسؤال ألاول ،الذي ين على :ما مستوم ألامل لدم
عينة الدراسة من تالميذ التعليم الثانوي ؟ هناك املالحظات التالية :
ـ ذكر الباحث في عنوان البحث ،أن البحث على املراهق في التعليم الثانوي .أما لدم
ح ـدي ـث ـه عن ع ـي ـن ـة الب ـح ـث ،ذك ـر أن ـه س ـح ـب الع ـي ـن ـة من ط ـل ـب ـة الع ـلوم الاجـتماعية من املركي
الجامهي ـ غليزان .وفي السؤال ألاول ،ذكر أن عينة الدراسة من تالميذ التعليم الثانوي.
ـ قارن الباحث املتوسط الحسابي الذي تم حسابه من درجات العينة بمتوسط أطلق
عليه "متوسط نظري" .ولكن ما مع ى هذا املتوسط وكيف تم حسابه ؟
ـ إن املقارنة بين املتوسطات الحسابية ،تتطلب وجود انحرافات معيارية .ولكن الباحث
لم يحسب الانحرال املعياري للمتوسط الحسابي النظري .وهنا نتساءل ،كيف تمم املقارنة
بين متوسطين حسابيين دون معرفة قيمة التباينين ؟
ـ إن املتوسط الحسابي النظري ،متوسط وهمي .فكيف يتم الحكم على متوسط حسابي
تجريبي بمتوسط حسابي وهمي.
ـ ذكر الباحث أنه حسب الاختبار التا ي لعينة واحدة .ولكن ذكرت ملتوسطين حسابين ع ي
أن هناك عينتين.
ـ إن النتائج التي عرضها في الجدول رقم ( )4ذكر أنها تتعلق بسؤال وليس بفرضية .ولكنه
تحدث عن الداللة إلاحصائية .والداللة إلاحصائية تع ي وجود فرضية ،تم اختبارها.
ـ عدد أفراد العينة الذي يتعلق بنتيجة السؤال هو .240 :كما أن هناك متوسطين
حسابيين .فكيف تم حساب درجات الحرية ،هل من عينة واحدة أو من عينتين ؟ وجاءت
قيمة "ت" املحسوبة تساوي .82.32وقيمة "ت" الجدولية تساوي .1.96ومستوم الداللة
إلاحصائية .0.05ولكن ،هل هذا معقول ؟
ـ في معالجته لنتائج السؤال ألاول ،في الجدول رقم ( ،)4كان عليه أن يذكر نتائج كل
جنس على حدة.
617
11ـ ونفس املالحظات السابقة املتعلقة بالنتائج املتعلقة بمتغير ألامل ،أقولها عن النتائج
املتعلقة بمتغير التوافق الدراس ي.
. 12لم شر الباحث إلى فرضيات البحث ،فيما كتبه ،ام أشار إلى فرضيتين بعد ذلك.
فالفرضية ألاولى تن على وجود ارتباط دال إحصائيا بين ألامل والتوافق الدراس ي .وكان من
الال م استخراج معامالت الارتباط بين املتغيرين لكل جنس على حدة.
.13إنه ش يء جميل أن يرسم الباحث مخطط الانتشار لالرتباط بين ألامل والتوافق
الدراس ي ،ولكنه رسم مخطط انتشار واحد فقط ،رغم أن مقياس التوافق الدراس ي يتكون
من أربعة أبعاد ودرجة كلية .كما أن هناك الذكور وإلاناث.
.14في الجدولين رقمي ( )8( )7اللذين عرض ف هما الباحث ،على التوالي نتائج الفرق بين
الجنسين في ألامل والتوافق الدراس ي ،ذكر حجم العينة الكلية ،ولم يذكر عينة كل جنس على
حدة .وبالنسبة للفرق بين الجنسين في التوافق الدراس ي ،اكتف الباحث بالفرق بين العينتين
في الدرجة الكلية ،رغم أن هناك أربعة أبعاد ،ولكنه أهملها.
618
الفصل الرابع والعشرون
مقاالت إضافية في منهجية البحث النفس ي
يتضمن هذا الفصل مجموعة من املقاالت حول قضايا نوعية في مناهج البحث النفس ي،
َّ
وهي مكملة ملا عرضته في الفصول السابقة ،في هذا املؤلف.
أوال :ماذا يبحث العلم ؟
اانيا :هل الفرضية علم ؟ هل املعاينة علم ؟
االثا :خاصية التراكمية في العلم واستنباط أو استقراء مشكلة البحث وفروضه
رابعا :طبيعة "املتغير املستقل" في بحوث املقارنات.
خامسا :العشوائية في اختيار عينات البحث.
سادسا :الفرق بين امليداني والتطبيقي في البحوث النفسية والتربوية.
سابعا :خطة البحث والدراسة الاستطالعية.
اامنا :مهام البحث العلمي النفس ي.
تاسعا :مالحظتان حول تنظيم تقرير البحث النفس ي.
عاشرا :مناقشة النتائج وتفسيرها.
حادي عشر :إدراج فصل حول متغير طبي في بحث نفس ي.
ااني عشر :مالحظات على مناقشة بحث جامهي للحصول على درجة دكتورات علوم.
االث عشر :تكد س الصفحة ألاولى للغالل.
رابع عشر :التوصيات والاقتراحات والخاتمة.
خامس عشر :لغة النشر العلمي.
619
620
أوال :ماذا يبحث العلم ؟
621
إلى "بناء مفهوم الانطواء".
ويالحظ كذلك حقائق مناخية وفلكية :انخفاض درجة الحرارة ،تلبد السماء بالغيوم
يوميا ،سقوط أمطار والوج وجليد ،فترة الليل أطول من فترة النهار ،مع مالحظة استجابات
سلوكية محددة :ارتداء مالبس اقيلة ،البحث عن الدلء ،العودة مبكرا إلى البيم ،قلة
ألانشطة الترف هية الجماعية ،ومع ربط هذت الحقائق ببعضها ،يب ي منها "مفهوم فصل
الشتاء" ،ويالحظ أن الحقائق املناخية والفلكية ،والاستجابات السلوكية في فصل الشتاء،
ال تحدث في الفصول ألاخرم.
االثا :وي تي "ألاهم" في ألاخير ،وليس في النهاية ،وهو وضع تعريفات بنائية أو ت سيسية،
وتعريفات إجرائية لتلك املفاهيم واملصطلحات واملتغيرات.
وآلان وصلنا إلى إلاجابة عن السؤال الذي هو عنوان هذا املقال الصغير ،ماذا يبحث
العلم ؟ إن العلم "يبحث املفاهيم" ،التي ينبغي الاهتمام بها قبل أي عنصر آخر في البحث
العلمي ،وتحديدها جيدا قبل إخضاعها جراءات البحث العلمي.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
إن الباحثين في جامعاتنا ،أساتذة وطلبة ،مع ألاسف الشديد ،مصابون بهوس
الفرضيات .بشكل ملفم لالنتبات؛ يبدؤون بها بحوثهم .كما سجلونها في معظم أعمالهم
البحثية ،سواء كانم مطلوبة للبحث وتالئم طبيعته أم ال.
ـ بمجرد أن يفكر الباحث في موضوع يبحثه .يصرح بفرضياته.
ـ بمجرد أن يضع الباحث عنوان بحثه .يصرح بفرضياته.
ـ ويضعون الفرضيات كذلك ،في مقدمة أدوات القياس التي يرسلونها إلى املحكمين.
ـ ويضعون فرضيات كذلك ،عندما يكونون بصدد بناء برنامج إرشادي.
إن البحث العلمي ال يبدأ بفرضية ،ألن الفرضية تشير إلى توقع الحل ،والبحث العلمي
ال يبدأ بحل ،بل يبدأ بمشكلة( .رغم أن ألامر يختلف عند كارل بوبر).
وال تعد الفرضية علما ،بل طريقة اختبارها هي التي تعد علما أو ليسم علما.
وال تعد الفرضيــة علما ،ألن النــاس ســتعملون ــها يوم ــيا خارج الب ـح ــث العلم ــي الختـ ــبار
توقعاتهم لحلول معينة ملشكالتهم ،أو توقعاتهم لوقوع أحداث معينة.
622
إن مفاهيم التحليل النفس ي ،التي وضعها فرويد ،رغم انتشارها بين الناس ،علماء
وغيرهم ،ورغم شعبيتها وعامليتها ،مثل :الليبيدو ،الكبم ،الالشعور ،الحتمية النفسية ،الهو،
وألانا ،وألانا ألاعلى ،ومراحل النمو النفس ي /الجنس ي ،وعقدتا ؤديب وئلكترا وغيرها ،وكذلك
املفاهيم التي وضعها ،محللون نفسيون آخرون ،مثل يونغ وأدلر وإريكسون وهورني وغيرهم،
كلها مجرد فرضيات ،غير قابلة لالختبار ،ومنذ أن ظهر التحليل النفس ي إلى اليوم ،وهو واقع
تحم حكم ،أنه "ليس علما" ،ألن فرضياته لم تخت ر بالطريقة العلمية (كالتجريب ،مثال) ،أو
أي طريقة بحث تتميز باملوضوعية ،والقياس الكمي ،والقابلة عادة بحثها.
.1لقد شعر فرويد بوجود مشكلة ،وهي :ما السبب وراء إلاصابة باملرض النفس ي،
وخاصة الهستيريا ؟
.2افترض حال للمشكلة ،وهو وقوع كبم غواءات جنسية وقعم في مرحلة الطفولة.
.3وقام باملعاينة ،أي جمع معلومات عن الحل الذي افترضه من عدد كبير من
ألايخا ،وهم املرض ى نفسيا الذين استقبلهم في عيادته.
. 4إن إلاجراءات الثالاة السابقة سليمة جدا ،ولكنها ليسم علما ،ألن أي يخ يمكن
أن يقوم بها ،وفي نفس الوقم لم تقدم أي نتيجة محل اقة.
. 5وما الذي حدث بعد ذلك ،وهدم كل ما سيق من إجراءات ؟ إن الطريقة التي اتبعها
فرويد الختبار فرضيته أو فرضياته ،لم تتسم باملوضوعية ،لقد كانم تتسم بالذاتية ،لم
ستعمل ف ها القياس الكمي ،وال يمكن إعادة بحثها من باحث آخر أو من باحثين آخرين.
فرويد ،فقط ،هو الذي ستطيع إعادة بحثها ،مرة أخرم ،وبالتالي ،فإن النتائج التي تحدث
عنها في نظريته ،أو نظرياته ،كان مصدرها الخيال والتخمين ،فقط (الذاتية).
وخالصة القول ،لم يقدم فرويد أي دليل موضوعـي على أن إلاغواء الجنس ي فـي مرحلة
الطفولة (السنوات الخمس ألاولى) ،هو السبب في إلاصابة باملرض النفس ي.
ليس هدفي من هذت املقالة ،هو نقد نظرية فرويد في التحليل النفس ي ،بل اتخذت عمله
كمثال فقط ،ألشرح الفكرة التي أريد توضيحها ،واعتقدت أن نظرية التحليل النفس ي،
ومخالفتها للمنهج العلمي ،تصلح كمثال ،بهدل توضيح دور الفرضية واملعاينة في البحوث
العلمية ،وفـي الوقم نفسه ،أسعـ إلى محاربة الجهل الـمط ـبــق ،واملخيف ،السائد لدم كل
باحثينا ،وال أقول معظمهم ،حول دور الفرضية في البحث العلمي.
إن الفرضية ليسم علما ،وال تقدم علما في غياب الطريقة العلمية عند اختبارها.
إن العلم هو املنهج ،الذي يتسم باملوضوعية ،وبالقياس الكمي ،وقابلية إجراء البحث
623
مرة أخرم أو مرات كثيرة من نفس الباحث أو من باحث آخر ،في أي مان وفي أي مكان.
وأدعو الباحثين إلى حمل الشعار آلاتي ،والعمل به " :ال علم دون منهج علمي".
إن املنظرين الثالاة الكبار في عوامل الشخصية ،وهم :ايينك (انجلترا) ،جلفورد ،كاتل
(أمريكا) ،كانوا عيدون إجراء بحوثهم العاملية في إنجلترا وفي أمريكا بالتبادل ،فكانوا يطلبون
من بعضهم البعض إرسال البيانات من أمريكا إلى إنجلترا ومن إنجلترا إلى أمريكا ،عادة
تحليلها عامليا وفق طريقة التحليل العاملي ومستوياته في كل بلد ،بهدل معرفة عدد عوامل
الشخصية وأسمائها ومستوياتها ،التي توصل إل ها كل باحث في بلدت.
وتم إعادة إجراء البحوث على عامل العصابية ،كما قال به ايينك ،في بلدان ومجتمعات
كثيرة ،بهدل اختبار مدم عامليته .وتم كذلك ،إعادة إجراء البحوث في مجتمعات عديدة،
الختبار مدم عاملية "مراحل النمو املعرفي" التي قال بها بياجي في بحواه على أطفال مدينة
جنيف.
ّ
وفي سياق الحديث عن العلم ،أبين أيضا ،أن اتباع الباحث للتفكير الاستقرا ي ،فيما
يتعلق باملعاينة ،ألن املعاينة استقراء ،ال عت ر علما كذلك ،ألن املحللين النفسيين ،استنتجوا
أفكارهم من عشرات أو من مئات املرض ى ،الذين استقبلوهم في عياداتهم وسمعوا منهم ،وهم
يتحداون عن مشكالتهم وصراعاتهم ،ف سسوا من تلك ألاحاديث مفاهيمهم ونظرياتهم ،ولكن
هذا كله ليس علما ،ما دام لم يخضع للطريقة العلمية.
تابعوا سير البحث بالطريقة العلمية في الخطوات آلاتية.
.1يبدأ أي بحث علمي بالشعور بوجود مشكـلـة .واملشكلة في البحث العلمي ،هـي سؤال
عن ظاهرة ما ،ال توجد لدم الباحث إجابة عنه ،فيما يتوفر لديه من معلومات ،قبل إجراء
البحث.
.2بعد الشعور بمشكلة بحثية ،شرع الباحث في جمع املعلومات حولها ،لتحليلها ،من
أجل التعرل عل ها.
.3بعد التعرل على املشكلة ،يقوم الباحث بتحديدها ،من خالل صياغة فنية ،على
شكل سؤال أو أسئلة ،تتضمن متغيرات البحث.
.4وبعدئذ ،يجو للباحث أن يضع فرضية أو فرضيات ،بصفتها حال أو حلوال مؤقتة
ملشكلة البحث.
.5وبعد صياغة الفرضية أو الفرضيات ،شرع الباحث فـي إجراء البحث الختبار قبولها
أو رفضها( .وهنا قد ينتج الباحث علما إذا اتبع الطريقة العلمية ،فـي اختبار الفرضية ،وقد
624
ال ينتج علما إذا لم يتبع الطريقة العلمية).
ه ـكــذا ت ـك ــون خ ـطــوات الب ـحــث الع ـلــمي كــما حــددها الف ـي ـل ـســول واملفكــر ألامريـكي ،جون
ديوي ،في كتابه " :كيف نفكر ،"How we thinkسنة .1910
وكما تالحظون ،فإن عملية إجراء بحث علمي تنتقل من مرحلة إلى مرحلة ،ومن عملية
إلى أخرم ،بتتابع منطقي.
وتستعمل الفرضية أو الفرضيات في البحث العلمي في حالة واحدة فقط .عندما تكون
لدم الباحث مشكلة في حاجة إلى حل .وإذا غابم الفرضية من بحث علمي ما ،ال يفقد ذلك
البحث طابعه العلمي.
تفوق الباحث وتمكنه في أي علم من العلوم ،ليس هو العثور على حلول إن معيار ّ
ملشكالت (فرضيات) ،بل العثور على مشكالت .وبعد ذلك قد ستغرق الباحث العلمي وقتا
طويال ،قد يصل إلى سنوات ،وهو يبحث عن فرضية معقولة (حل).
إن العثور على مشكالت أو "الحساسية للمشكالت" ،من أهم الخصائ التي يتميز بها
املبدعون .وفق نظرية السيكولوجي ألامريكي /جلفورد ( .)1950في سيكولوجية إلابداع.
وبالنسبة للفروض التي تحتاج إلى وقم طويل من التفكير ،إليكم ما ي تي.
-هناك مشكلة تعليمية ،وهي تفوق إلاناث على الذكور دراسيا في جميع مراحل التعليم،
ما الفرض التفسيري املعقول لهذت الظاهرة ؟
-هناك مشكلة أخرم تعليمية ،كذلك ،وهي :كلما اد عمر التالميذ انخفضم معدالتهم
التحصيلية ،ما الفرض التفسيري املعقول لهذت الظاهرة ؟
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ّ
محصلة لتراكم جهود الباحثين" "إن العلم هو
من خصائ العلم ،التراكمية .وقد قال هذا الكالم فيلسول العلم الاستقرا ي،
إلانجليزي /فرانسيس بيكون ( 1561ـ ،Francis Bacon )1626في القرن السابع عشر ،بمع ى
أن كل بحث علمي في موضوع معين ،تضال نتائجه إلى النتائج التي تم التحقق منها بواسطة
625
البحث العلمي في نفس املوضوع ،كما تمهد لبحوث علمية أخرم الحقا .مما يدفع إلى التقدم
والارتقاء في الجهود العلمية ،من خالل تراكم جهود الباحثين.
ولذا ،فإن الباحث في العلم ،عليه أن يضع في اعتبارت ،وفي أهدال بحثه ،أن يضيف
معرفة علمية جديدة إلى املعرفة العلمية القائمة ،املتعلقة بموضوع بحثه .وال يت ت له ذلك،
إال بعد الاطالع الجيد والعميق عل ها (مفاهيم ،نظريات ،نتائج دراسات سابقة) وتناولها نقديا،
مبينا جوانب القوة والضعف ،وجوانب الوضوح والغموض والتعارض وغيرها.
ومن خالل التناول النقدي للمعرفة العلمية السابقة للبحث ،أو ما نطلق عليه ،عادة،
إلاطار النظري للبحث ،بهذت الطريقة ،يمكن تحديد مشكلة بحث جديرة بالتناول علميا.
وصياغة فروض جديرة باالختبار.
ولكن ملاذا ينبغي تناول إلاطار النظري للبحث ،قبل الحديث عن مشكلته وفروضه ؟
ألنه ،ببساطة ،هناك سبق في اليمن للطار النظري للبحث ،على مشكلة البحث وفروضه.
هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرم ،فإن تعرل الباحث على إلاطار النظري ،يجعله بإمكانه
دمج نتائج بحثه فيه .وهذت مهمة أساسية في أي بحث علمي .ومن خاللها ينمو العلم ويتطور،
ولكنها تغفل ،مع ألاسف.
ولذا ،فإن التناول الجيد واملنطقي لكل من إلاطار النظري ،ومشكلة البحث وفروضه،
يكون بالحديث أوال عن إلاطار النظري (الذي يتضمن املفاهيم ،والنظريات ،ونتائج الدراسات
السابقة) ،ام الحديث بعد ذلك عن مشكلة البحث وفروضه .ألن كال من مشكلة البحث
وفروضه ،تؤخذ من إلاطار النظري.
ولكن الشا ع في معظم البحوث ،أو كلها ،هو الحديث في بداية البحث عن مشكلة البحث
وفروضه ،ام الحديث بعد ذلك عن إلاطار النظري .مما يجعل الباحثين سيرون إلى الخلف.
وتفقد البحوث خاصيتها العلمية ،املتمثلة في ضرورة البداية مما توقف عندت الباحثون
السابقون ،وإلاضافة إليه .لتحقيق خاصية التراكمية ،ونمو إلانتاج العلمي وتطورت في نسق
علمي متواصل ،يؤتي فائدته كل حين.
والشا ع كذلك ،كتابة نتائج الدراسات السابقة في مكان منعيل عن إلاطار النظري
للبحث ،وعن مشكلة البحث وفروضه.
وبالتالي فإن :
البحوث التي ال ت خذ إلاطار النظري السابق عل ها ،بعين الاعتبار ،بصفته مصدرا ملشكلة
البحث وفروضه.
626
والبحوث التي تكتب مشكلة البحث وفروضه قبل كتابة إلاطار النظري ،وال ت خذهما
منه.
والبحوث التي تكتب الدراسات السابقة فـي مكان مستقل ومنعيل عن كل من إلاطار
النظري ،ومشكلة البحث وفروضه .هي :
.1بحوث مفككة تفتقد إلى تناسق عناصرها وفق الطريقة العلمية .التي تبدأ :بالشعور
بوجود مشكلة في حاجة إلى حل .ام جمع معلومات حولها (أي إلاطار النظري) .ام تحديد
املشكلة وكتابتها فنيا .ام وضع حلول مقترحة لها (أي الفروض) .ام اختبار الفروض بمنهج
بحث علمي مناسب .ام دمج النتيجة ضمن معلومات إلاطار النظري.
.2بحوث تقدم دليال على عجي أصحابها عن تحليل إلاطار النظري تحليال علميا جيدا،
ومن خالله تحليل مشكلة البحث وتحديدها بدقة ،فيلجؤون إلى الطريقة السهلة الرديئة.
.3والبحوث بهذت الصفة ،تسفر عن نتائج معيولة عن إطارها النظري .والبحوث
املعيولة عن إطارها النظري ،ال تقدم عائدا ذا قيمة للمعرفة العلمية القائمة في موضوع
البحث.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
تشمل بحوث املقارنات :البحوث التجريبية ،وشبه التجريبية ،والبحوث العلية /املقارنة.
وتشترك املناهج العلمية النفسية املسماة ب سماء هذت البحوث ،في هدل واحد ،هو البحث
عن علل السلوك من خالل إجراء مقارنات بين العينات ،ولكل منهج من املناهج الثالاة
إجراءاته املنهجية النوعية الخاصة به.
ويحدث كثيرا أن يضع الباحثون عناوين لبحوثهم ،مثل الصياغات آلاتية :
627
ام سهى البعض من أصحاب هذت العناوين ،إلى تحديد أو تعيين املتغير املستقل واملتغير
التابع.
والحقيقة ،أن هذت العناوين الثـالاة ،ووفق طبيعة متغيـراتها ،ال يمكن إجراؤها باملنهج
ّ
التجريبي أو شبه التجريبي ،بل تجرم باملنهج العلي /املقارن ،أو املنهج الارتباطي .ومناهج
ّ
البـحــث النفسـي؛ التجري ـبـي وش ـبــه الت ـجــري ـبـي ،والع ـ ــلـي /الـمقارن ،ه ــي فقــط التـي يط ـلــق على
متغيراتها اسمي :املتغير املستقل واملتغير التابع.
و عرل الباحثون في علم النفس ،أنه في مجال مناهج البحث النفس ي ،توجد متغيرات
تسم مستقلة ،ومتغيرات تسم تابعة .فيجدون أنه من الضروري تحديدها في عناوين
بحوثهم .فيشرع كل واحد منهم في التفكير لتعيين أي متغير عت ر متغيرا مستقال ،وأي منها
عت ر متغيرا تابعا ،في عنوان بحثه .وبسبب الجهل بمعرفة طبيعة املتغيرات في البحوث
النفسية ،يقع الباحثون في حيرة كبيرة ،أمام صعوبة التمييز بينها ،فيتصلون بآخرين يطلبون
منهم املساعدة ،للتغلب على املشكلة ،وفي معظم مساع هم ال يجدون من يقدم لهم املعرفة
الصحيحة ،حتى ألاساتذة املشرفين على بحوثهم.
إن املتغيرات الستة في العناوين الثالاة السابقة ،ال تصلح أن تكون متغيرات مستقلة،
ألنها متغيرات كمية ،أي متغيرات قابلة للقياس ،وطبيعة املتغير املستقل أن يكون كيفيا
(نوعيا) ،تصنيفيا (يصنف العينات إلى مجموعات) ،وال يقاس عضها ،بينما يقاس بعضها
آلاخر ،ويقع في املستوم الاسمي من مستويات القياس .وهو على نوعين؛ متغير مستقل اسمي
طبيهي ،وأصيل ،ومتغير مستقل مصطنع ،شبه اسمي .فاألول يصنف العينات إلى مجموعتين
أو أكثر ،بصورة طبيعية أصلية ،ال دخل للباحث ،أو جهات أخرم في تصنيفها ،مثل :متغير
الجنس يصنف ألافراد إلى :ذكور /إناث .واليتم وعدم اليتم يصنف الناس إلى يتام /غير
يتام .والحالة الاجتماعية تصنف الناس إلى :عياب /متزوجين /مطلقين /أرامل .وإلاقامة
تصنف الناس إلى :ريفيين /قرويين /حضريين .والعمل يصنف الناس إلى عمال /بطالين
وغيرها ،أما النوع الثاني ،فهو في ألاصلي ليس متغيرا اسميا ،وليس متغيرا كيفيا ،وليس متغيرا
ّ
فيحوله ،عن تصنيفيا ،بل متغيرا كميا ،يقاس ،إال أن الباحث ،والعتبارات منهجية ،يتدخل
طريق القياس ،إلى متغير شبه اسمي ،فيصير متغيرا تصنيفيا ،وإليكم املثال من العنوان ألاول
" :الذكاء وعالقته بالطموح لدم تالميذ التعليم الثانوي" .يقيس الباحث الذكاء عند عينة
من تالميذ التعليم الثانوي ،وبعد تصحيح إجابات أفراد العينة على بنودت ،والحصول على
628
الدرجات الخام ،يقوم بترتيبها تصاعديا أو تنا ليا ،أي أن الدرجات كانم بيانات أو قيم كمية،
يتم تحويلها إلى بيانات أو قيم رتبية (املستوم الرتبي من القياس) ،ام سحب من التو ع
عينتين متطرفتين؛ العليا والدنيا في درجات الذكاء ،مع إهمال املتوسطين ،فيصير الذكاء
متغيرا تصنيفيا ،فيقارن الباحث بين مستوييه ،أي التالميذ ألاعلى ذكاء والتالميذ ألادن ذكاء
في متغير الطموح ،ويحذل كلمة و "عالقته" من العنوان ،فيصير العنوان ،كما ي تي :
"أار الذكاء على الطموح ـ بحث مقارن على تالميذ التعليم الثانوي".
أو
الذكاء والطموح ـ بحث مقارن على تالميذ التعليم الثانوي
املتغير املستقل ّ
الفعال واملتغير املستقل املنسوب
الحظم أاناء مناقشة أطروحة دكتورات ،أن بعض اليمالء ،عتقدون أن املتغير الذي
سم مستقال ،ال ستعمل إال في املنهج التجريبي ،إال أن هناك توضيحا في هذا ألامر؛ فاملتغير
الفعال أو النشط ،الن املستقل الذي ستعمل في املنهج التجريبي ،يدعى املتغير املستقل ّ
ّ الباحث هو الذي ّ
وينشطه (بكسر الشين وتشديدها). ِ يفعله (بكسر العين وتشديدها) ِ
629
و شترط فيه :أال يكون من خصائ املجرب عل هم ،وال يمثل وضعا عيشون فيه ،وال وجود
له إال أاناء التجربة ،ويتحكم فيه الباحث /املجرب كليا .أما املتغير املستقل الذي ستعمل
ّ
العلي /املقارن ،فيدعى املتغير املستقل املنسوب ،ألن النتيجة التي يتم التوصل إل ها،
في املنهج ِ
بعد املقارنة بين العينات ،تنسب إليه ،ومن طبيعته أن يكون عبارة عن وضع عيش فيه
ألافراد ،مثل :عامل /بطال .أو يكون عبارة عن خاصية من خصائصهم؛ أطفل ،مراهقون،
شباب .وحدث قبل إجراء البحث أو املقارنة ،وال يتحكم فيه الباحث ،وأن يكون متغيرا
تصنيفيا ،طبيعيا ،أو اصطناعيا .فالجنس ،مثال ،متغير تصنيفي طبيهي ،وكذلك اليتم،
والحالة الاجتماعية ،ال دخل للباحث في إحداثها ،أما الدافعية والشعور بالسعادة والصالبة
النفسية ،فهي متغيرات كمية ،ومن خصائ ألافراد ،وليسم تصنيفية طبيعيا ،ولكن
الباحث ستطيع أن يصنف ألافراد في البحث إلى مرتفعين ومنخفضين في أي متغير من هذت
املتغيرات ،فتصير متغيرات مستقلة منسوبة ،تصنيفية اصطناعيا ،بفعل الباحث ،ام يقارن
بينها ملعرفة أارها في متغيرات تابعة.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يفهم بعض الباحثين أن كلمة "العشـ ــوائية" التي توصـ ــف بها إحدم طرق اختيار عينات
البحث ،تحمل نفس مع ى كلمة العشـوائية التي توصـف بها ألاحياء السـكنية أو البناءات غير
املنظمة عمرانيا (ألاحياء العش ـ ــوائية أو ألاحياء الفوض ـ ــوية) .لكن كلمة العش ـ ــوائية كوص ـ ــف
حــدم ط ــرق اخ ـتــيار الع ـيــنات هـي ط ــري ـقــة من أرق ـ ط ــرق اخ ـتــيار العـ ـيــنات وأك ـثـرها ض ـبــطا
وتنظيما واقة ودقة وموضوعية وعلمية.
عرل العينة ،بص ـ ـ ــفة عامة ،على أنها " :جيء من كل" .والكل هو املجتمع إلاحص ـ ـ ــا ي أو ُت ّ
املجتمع املس ـ ــتهدل أو مجتمع البحث أو ألاص ـ ــل العام ،والعينة هي الجيء الذي س ـ ــحب من
هـذا الكـل جراء البحـث عليـه ،ام تعمم النتيجـة التي تم الوص ـ ـ ـ ــل إل هـا على الكـل .وتس ـ ـ ـ ــم
عملية سحب الجيء من الكل "املعاينة".
ولكي تكون عمليـ ــة التعميم جيـ ــدة ونـ ــاجحـ ــة ،ينبغي أن تكون املعـ ــاينـ ــة جيـ ــدة .وتقوم
املعاينة ا لجيدة على عامل أس ـ ــاسـ ـ ـ ي هو التمثيل ،أي تمثيل العينة للكل الذي س ـ ــحبم منه.
ويقصــد بالتمثيل أن تتوفر العينة املختارة على جميع صــفات وخصــائ املجتمع إلاحصــا ي
630
الــذي س ـ ـ ـ ــحبــم منــه ،من حيــث الجنس والعمر واملس ـ ـ ـ ــتوم التعليمي واملس ـ ـ ـ ــتوم الاجتمــاعي/
الاقتصـ ـ ــادي ومقر إلاقامة والحالة الاجتماعية واملهنة والقدرات العقلية وغيرها .بحيث تغ ي
العينة الباحث عن دراس ـ ـ ـ ــة كل مفردات املجتمع إلاحص ـ ـ ـ ــا ي ،خاص ـ ـ ـ ــة في حالة ص ـ ـ ـ ــعوبة أو
استحالة دراسة كل تلك الـمفردات .ويتحقق التمثيل ب سلوبيـن هما )1 :العشوائية )2 .كبـر
حجم العينة.
ومن النــاحيــة املنطقيــة ،فــإنــه من أجــل تحقيق العش ـ ـ ـ ــوائيــة ،ال بــد من توفر ش ـ ـ ـ ــرطين
أساسيين هما :
ألاول ،أن تكون جميع مفردات املجتمع إلاحصا ي معروفة لدم الباحث .فلو أراد باحث
س ـ ـ ــحب عينة بطريقة عش ـ ـ ــوائية من تالميذ الس ـ ـ ــنة ألاولى من التعليم الابتدا ي بمدينة باتنة
(املجتمع ألاص ـ ـ ـ ــلي) ،ف ــإن ألامر يتطل ــب معرف ــة أس ـ ـ ـ ـم ــاء وع ــدد وجنس جميع هؤالء التالمي ــذ
وخصائصهم املختلفة.
الثــاني ،أن تكون مفردات املجتمع إلاحصـ ـ ـ ـ ــا ي متجــانسـ ـ ـ ـ ــة ،أي غير متبــاينــة (ليس بينهــا
فروق واس ـ ــعة) .والتجانس ع ي التماال في الخص ـ ــائ العقلية واملياجية والعمر واملس ـ ــتوم
التعليمي واملستوم الاجتماعي /الاقتصادي وغيرت.
ولســحب عينة البحث عشــوائيا ،ينبغي أن يتوفر لكل مفردات املجتمع إلاحصــا ي فرصــا
متكافئة ليكونوا ضمن أفراد العينة دون أي تحيز أو تدخل من قبل الباحث أو تدخل عوامل
أخرم .بمع ى أنه على الباحث أن يتبع طريقة لس ـ ـ ـ ــحب عينة بحثه ،توفر لكل فرد من أفراد
املجتمع ألاصلي نفس الفرصة لوجودت ضمن عينة البحث "كالقرعة مثال".
والس ـ ــحب العش ـ ــوا ي للعينات ،هو فقط الذي ش ـ ــير إلى املع ى الحقيقي لكلمة "عينة"،
ألن تعريف العينــة على أنهــا جيء من كــل ،يتطلــب معرفــة هــذا الكــل .أمــا في الطرق ألاخرم
لس ـ ـ ــحب العينات غير الاحتمالية ،فالص ـ ـ ــحيح أال نس ـ ـ ــم ها عينات ،بل س ـ ـ ــتحس ـ ـ ــن تس ـ ـ ــميتها
مفحوصين أو مبحواين.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يتفرع اهتمام البحث العلمي في علم النفس إلى االث مجاالت هي :
1ـ العـ ــلوم ألاساسية :وهـي التـي تسهى إلـ الحــصول على املعرفة واكـتــشال القوانيـن
631
العلمية ،بغض النظر عن القيمة العلمية املباشرة أو العاجلة لهذت العلوم .فعلماء النفس
ضمن هذت الفئة ،يهتــمون بإج ــراء دراسات الكـتــشال القوانيـن والش ــروط التـي تتحكم فـي
حدوث السلوك وتغيرت ،وال يهتمون بما يترتب عنها من تطبيقات.
2ـ العلوم التطبيقية :وهي التي تسهى إلى تحسين الظرول التي تتحكم في السلوك عن
طريق اس ـ ـ ــتثمار ما يمكن الاس ـ ـ ــتفادة منه من نتائج الدراس ـ ـ ــات ألاس ـ ـ ــاس ـ ـ ــية في مجال تعديل
السلوك وإرشاد ألافراد ،أو تحسين طرق التدريب والتدر س ،أو تحسين ألاداء وغيرت.
3ـ ـ مناهج البحث وفنونه :وإلى جانب املجالين السابقين ،يوجد مجال آخر من مجاالت
النش ـ ـ ـ ــاط العلمي في علم النفس ،ال يمثل فرعا من فروع العلم ألاس ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ــية أو التطبيقية،
ولكنه ذا أهمية ك رم في ضـ ـ ــبط وإحكام كل من الدراسـ ـ ــات العلمية ألاسـ ـ ــاسـ ـ ــية والتطبيقية
العملية .ويتمثل في الجانب املنهجي ومنطق البحث العلمي ،وتصميمات التجارب والدراسات،
واستعمال املعادالت والنماذج الرياضية في إبداع معادالت إحصائية وغيرها.
إذن ،تتو ع اهتمامات علماء النفس في مجال البحث النفس ي بصفته أحد التخصصات
العلمية الحديثة في مجال العلوم إلانسانية على االاة مجاالت هي :
.1العلوم ألاساسية النظرية .2 .العلوم التطبيقية .3 .مناهج البحث النفس ي وفنونه.
ويتنوع ال بح ــث العلمي في الج ــامع ــة حس ـ ـ ـ ـ ــب املج ــاالت ،حي ــث هن ــاك البحوث النظري ــة
ألاكاديمية والبحوث التطبيقية العملية والبحوث التي تجرم لتطوير مناهج البحث وفنونه.
دفع ي إلى كتابة هذت املقالة إلى ما الحظته من خلط لدم الباحثين بين الدراسات
امليدانية والدراسات التطبيقية ،أو دفع ي بدقة ما الحظته أن الباحثين في البحوث امليدانية،
وهي من البحوث ألاساسية ،ملا ينتهون من كتابة الجانب النظري من بحوثهم ،وينتقلون إلى
إلاجراءات امليدانية ،يطلقون عليه الجانب التطبيقي ،وهنا نتساءل ماذا طبقوا حتى يطلقون
عليه هذا الاسم ؟ إنهم في الحقيقة انتقلوا إلى ميدان بحوثهم ليجمعوا منه املعلومات
والبيانات التي تطلبها بحوثهم ،وهذا امليدان قد يكون أفرادا أو مؤسسات أو واائق وغيرها.
وإذا كانوا يطلقون عليه الجانب التطبيقي ،ألنهم طبقوا الاستبيانات والاختبارات على
العينات ،فهذا ليس بتطبيق ،بل هو إجراء لجمع املعلومات من ميدان البحث.
هناك فرق بين امليداني والتطبيقي ،فالدراسة امليدانية هي نوع من البحوث ألاساسية
النظرية الوصفية أو التجريبية ،يتناول ف ها الباحث ظاهرة ما موجودة في امليدان ،فيتصل،
كما قلم ،باألفراد أو باملؤسسات أو بالواائق ....فيجمع منها أو حولها معلومات ،ويتناولها
ب سلوب منهجي معين ،من أساليب البحث الوصفي أو التجريبي .أما الدراسة التطبيقية فهي
632
تقوم على إجراء دراسة على مدم الاستفادة من قانون علمي معين أو مبدأ معين لتطو عه
لحل مشكلة قائمة ،قد تكون مشكلة صحية أو تعليمية أو مهنية وغيرها ،ك ن يقوم أحد
الباحثين بإجراء دراسة تطبيقية حول مدم إمكان الاستفادة من مبدأ "السلوك يت ار
بنتائجه" في عالج الاكتئاب .أو إجراء دراسة تطبيقية حول ما إذا كان يمكن للتلميذ أن يتعلم
درسا في الج ر بنفس ألاسلوب الذي تعلمم به حمامة سكينر B. F. Skinnerاملش ي في طريق
على شكل رقم .8وهناك كذلك الدراسات ألاساسية النظرية غير امليدانية ،ك ن يتناول
الباحث الصحة النفسية واملجتمع ،في مقال تحليلي طويل .وهناك الدراسات التجريبية التي
من شروطها ألاساسية القدرة على ضبط املتغيرات ،وضبط إلاجراء التجريبي ،وقياس ألاار في
املتغير التابع.
أرجو أن يدرك اليمالء ألافاضل ،الفرق بين امليداني والتطبيقي في البحث النفس ي
والتربوي وألارطوفوني ،فيسمون ألاشياء ب سمائها الصحيحة ،حتى تكون لدينا لغة علمية
واحدة ،فيطلقون على الجيء امليداني من البحث :إلاجراءات امليدانية للبحث أو الجانب
امليداني أو الدراسة امليدانية ،وال يطلقون عل ها الجانب التطبيقي ،إال إذا كان البحث تطبيقيا
فعال.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
خطة البحث.
إن التخطيط عبارة عن سلسلة من الخطوات والعمليات إلاجرائية التي يضعها الفرد،
ويتبعها في إنجا عمله من بدايته إلى نهايته ،وهي ليسم نهائية ،بل تتعرض للتعديل من حين
إلى آخر ،حتى تستقر.
والبحث العلمي ،ك ي نشاط بشري ،يحتاج إلى تخطيط سير الباحث وفقا له ،حتى يصل
إلى هدفه ،وينهي بحثه .والباحثون علمون أن هناك عنصرا من عناصر البحث سم "خطة
البحث" .وهناك مالء ،عتقدون ،مع ألاسف ،أن خطة البحث هي فهرس املحتويات ،ولكن
خطة البحث في البحوث النفسية والتربوية امليدانية ،تتضمن ما يلي :
.1منهج البحث.
.2طرق اختيار املبحواين أو عينة البحث.
633
.3طرق استعمال أدوات القياس لجمع بيانات البحث من املبحواين أو من عينة البحث.
.4ألاساليب إلاحصائية ملعالجة بيانات البحث.
.5أساليب عرض النتائج في تقرير البحث.
الدراسة الاستطالعية.
إن "الدراسة الاستطالعية" ينبغي أن تصنف إلى نوعين ،وهذا من أجل التمييز بينهما،
واستعمالهما لهدفين منفصلين واضحين:
)1النوع ألاول ،نطلق عليه "الدراسة الاستطالعية الاستكشافية ،وتجرم عندما يالحظ
باحث ظاهرة ،تلفم انتباهه ،وينشغل بها ،وال تتوفر لديه في حينها معلومات سابقة حولها،
أي يكتنفها الغموض كلها ،أو بعض جوانبها ،أو عالقاتها بظواهر أخرم ،أو مدم انتشارها.
)2النوع الثاني ،نطلق عليه "الدراسة الاستطالعية التدريبية" ،وهي التي ينبغي أن تجرم
على جوانب خطة البحث ،كلها أو بعضها ،من أجل التدريب على إجراءات البحث امليدانية
حتى ال يقع الباحث في أخطاء منهجية عند إجرائه للدراسة امليدانية للبحث (ألاساسية).
وهذا النوع من الدراسة الاستطالعية هو الذي أتناوله في الفقرات آلاتية.
634
استطالعي وتدريبي ع لى كل الجوانب أو بعضها ،فيتعرل على كيفية إجرائها والتعرل على
صعوباتها ،وما هي الطرق التي سلكها ليتغلب على تلك الصعوبات ،وما هي الطرق املالئمة
التي ينفذ بها خطة البحث ،وال ضروريا أن تجرم الدراسة الاستطالعية التدريبية على كل
جوانب خطة البحث ،بل يمكن أن تجرم على بعضها فقط ،التي ليس للباحث خ رة مسبقة
بها ،ويمكن القيام بالدراسة الاستطالعية التدريبية في معظم البحوث ،أو في بعضها فقط،
كما يمكن عدم إجرائها كذلك ،إذا كان الباحث له إدراك جيد لخطة بحثه ،كما يمكن
إجراؤها على جوانب من خطة البحث دون جوانب أخرم ،ولكن كلما كان البحث أكثر حاجة
إلى التحكم املنهجي ،يكون أكثر ضرورة جراء الدراسة الاستطالعية التدريبية؛ ولذا فإن
البحوث التجريبية أكثر حاجة إلى الدراسة الاستطالعية التدريبية ،ام البحوث شبه
التجريبية ،ام البحوث العلية /املقارنة.
وأذكر فيما ي تي الجوانب التي ستطلعها الباحث ويتدرب عل ها في البداية.
.1أن ستشير الباحث ذوي الكفاءة العلمية في موضوع بحثه ،من حيث أهميته وإمكان
تناوله والصعوبات التي يمكن أن تعترضه واملنهج املناسب لتناوله.
.2أن ستشير الجهات التي يتوقع أن يكون لبحثه فائدة عملية لها ،كالتربية والتعليم،
أو مؤسسات التكوين املنهي أو مؤسسات الاستشفاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة ....وغيرت.
.3أن يحصل على معلومات جيدة حول مدم توفر التوايق العلمي من مصادر ومراجع
وبحوث وأدوات قياس وجمع املعلومات تتعلق بموضوع بحثه.
.4أن يخت ر إمكاناته هو ومدم قدرته العلمية ،وما يتوفر له من إمكانات أخرم تجعله
قادرا على تناول البحث بجدارة.
.5أن يتصل بالجهات التي سول يجري ف ها بحثه امليداني التجريبي أو غير التجريبي،
ليتعرل على مدم صعوبة أو سهولة إجراء الدراسة الفعلية ف ها ،كاملدارس ،واملستشفيات،
وألاسر ،وغيرها.
وهذت الاستطالعات والتدريبات في ميدان البحث ،تكون لها البداية وألاولوية ،فإذا تبين
له من الاستطالع الذي قام به ،أنه ستطيع إنجا بحثه في ظرول مناسبة ،ينتقل بعدها إلى
الاستطالع والتدريب على ما ي تي :
.1مدم مناسبة املنهج ملوضوع بحثه ،وخاصة التجريبي الذي من شروطه التحكم
الصارم في املتغيرات وإلاجراءات التجريبية ،وشبه التجريبي ،والدراسات العلية /املقارنة.
.2الاستطالع والتدريب على الطريقة املالئمة الختيار املبحواين أو عينة البحث.
635
.3الاستطالع والتدريب على الطريقة التي يقدم بها أدوات القياس للعينة أو للمبحواين
الذين يجمع منهم بيانات البحث.
.4الاستطالع والتدريب على ألاساليب إلاحصائية املالئمة ملعالجة بيانات البحث.
.5وأخيرا الاستطالع والتدريب على ألاساليب التي عرض من خاللها نتائج البحث.
ولكن ليس مع ى هذا ،كما قلم سابقا ،أن يكون الاستطالع والتدريب على كل الجوانب
السابقة ،إن الدراسة الاستطالعية لها هدل التدريب على إجراءات البحث امليدانية ،ولذا،
فإن الباحث ستطلع فقط حول الجوانب التي ليس له بها خ رة ،فيتدرب عل ها في هذت
الدراسة ،حتى يمر إلى الدراسة الفعلية ،وهو يتوفر على خ رة تجعله ال يرتكب أخطاء في
إجراءاتها امليدانية.
636
القياس النفس ي، (وهناك فرق بين إعداد أدوات القياس ،وهذا من اختصا
واستعمالها في البحث ،وهذا من اختصا خطة البحث امليداني).
637
ذات مصداقية ومحل اقة.
إن أدوات القياس ،أو أقول ،أدوات جمع املعلومات في البحوث امليدانية والتجريبية،
ينبغي الاهتمام بها بصورة جادة وصحيحة ،ألن املعلومات التي يتم جمعها بها ،هي التي تب ى
عل ها نتائج البحث ،التي سهى الباحث إلى الوصول إل ها وعرضها على أساس أنها نتائج لبحث
علمي ،محترم ومحل اقة ،فإذا لم تكن أدوات جمع املعلومات جيدة ،فإن تلك النتائج
العلمية ،تصير ليسم محل اقة ،ويصير البحث كله ليس علميا ،ويصير الجهد الذي بذله
الباحث والوقم الذي استغرقه ،كله ،كنفخة فير ذهبم مع الريح.
ينبغي أن نحترم العلم ونؤديه بصرامة وإتقان ،مثله مثل الدين والعبادة.
638
بهم حتى في البحث العلمي ،مثل طرقهم في الطبخ ،وفي إقامة ألاعراس التي تتحول أحيانا إلى
مآتم ،وفي تسيير املؤسسات التي نعلم حالها.
إن املنهج العلمي في البحث ،نشاط عقلي بشري هادل وراق ،بل من أرقى ألانشطة التي
يتعامل معها العقل البشري بعد الدين ،وظهر املنهج العلمي في البحث منذ مئات أو آالل
السنين ،ومر بتطورات كثيرة ،بذل فيه العلماء جهودا رائدة ،وضعوا له مبادئ وقواعد يلتزم
بها كل باحث أينما وجد ،سواء في املصطلحات أم في الطرق والخطط وألاساليب والوسائل،
أم في عرض النتائج ،فاملنهج العلمي له طابع التراكم وطابع امللكية للنسانية كلها ،وليس له
طابع وط ي أو يخ ي ،وله لغة واحدة مشتركة بين جميع الباحثين في هذت الدنيا ،واللغة
العلمية املشتركة ،هي الطريقة الوحيدة ملد الجسور بين الباحثين في املجاالت العلمية ،مهما
اختلفم جنسياتهم واهتماماتهم ،وهي التي تسهل الاتصال العلمي بينهم ،مما سمح لهم
باالطالع على جهود بعضهم البعض والاستفادة من أعمالهم ،وإمكان إلاضافة والتعديل ملا
هو قائم ،وهكذا يتطور العلم وينمو وتستفيد منه كل إلانسانية ،أما انفراد كل بلد أو كل
يخ بطريقته ولغته في البحث ،فإن هذا ليس من البحث العلمي في ش يء ،وهو جهد
مرفوض ومردود على صاحبه ،ألن الخروج عن ما هو سائد بين جميع الباحثين العلميين،
يجعل البحث املنجي معيوال ،والبحث املعيول ال يضيف شيئا للعلم ،ألنه يفتقد إلى إحدم
خصائ العلم ألاساسية ،وهي التراكمية.
639
ضوابط إلاجراءات التجريبية ،أما الباحثون في جامعاتنا ،فيتخذون الدراسة الاستطالعية
"عبادة" منهجية ،ويجرونها على أدوات القياس فقط ،وياليتهم يقومون باستخراج الخصائ
السيكومترية بالطرق املعروفة إحصائيا ،وال يكتفون بالتحكيم فقط.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
قالم صاحبة أطروحة الدكتورات" .أجريم البحث على أساتذة العلوم الاجتماعية
لتشجيعهم ،ألن مواد العلوم الاجتماعية لها مكانة متدنية بين املواد الدراسية ألاخرم" .ولكن
عندما نطلع على مهام البحث العلمي ال نجد من بينها التشجيع .اقرؤوا ما يلي.
إن الب ـحــث الع ـل ـمــي أو إلان ــتاج امل ـعــرفـي فـي ع ـلــم الن ـفــس نــشاط هادل ،سهى إلى تطوير
املعرف ــة الس ـ ـ ـ ــيكولوجي ــة نظري ــا وتطبيقي ــا ومنهجي ــا ،ون ــذكر فيم ــا يلي املهم ــات التي يقوم به ــا
البحث العلمي النفس ي :
)1حل مشكلة سلوكية أو إلاجابة عن سؤال سيكولوجي محير.
)2تنظيم املعرفة السيكولوجية في أنساق نظرية تتسم باالتساق والصدق.
)3تعديل ما هو قائم من املعلومات با ضافة إليه.
)4استكمال النق في املعلومات وألافكار والحقائق والتعميمات.
)5نقل ألافكار من سياقها ألاصلي إلى سياقات جديدة.
)6تفنيد ما هو قائم من نظريات أو مفاهيم أو ممارســات تطبيقية عن طريق الدراســات
النقدية.
)7تثبيــم ودعم مــا هو قــائم من نظريــات أو قوانين أو مبــادئ أو ممــارسـ ـ ـ ـ ــات عن طريق
الدراسات التوكيدية.
)8إنتاج معرفة جديدة من خالل إدراك ارتباطات جديدة وحلول أصيلة للمشكالت.
)9توضيح املفاهيم والنظريات الغامضة.
)10تطوير تطبيقات س ـ ـ ــتفيد منها إلانس ـ ـ ــان في حل مش ـ ـ ــكالت س ـ ـ ــلوكية قائمة( .حامد
عمار ،الباحث املصري).
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
640
تاسعا :مالحظتان حول تنظيم تقرير البحث النفس ي
إن استعمال العقل ،ال بد منه في كل ألاعمال ،ولدم كل البشر ،لكنه بالنسبة للباحثين
ألاكاديميين ،ال غ ى عنه أبدا ،ألن البحث ألاكاديمي يقوم ،في الكثير منه ،على الجهد العقلي.
والعقل عامل أساس ي في كل نجاح وتفوق وتطور ،فالذين نجحوا وتفوقوا وتطوروا ،كانوا
ستعملون عقولهم إلى أق ى حد ،وأقصد هنا العقل الناقد .إن الذين ستعملون عقولهم،
بطريقة نقدية ،يتحررون ،ويتخلصون من التبعية لعقول الغير ،ستقلون بتفكيرهم،
فيبدعون ويجددون .أما الذين ال ستعملون عقولهم ،بطريقة نقدية ،ال ينجحون وال
يتفوقون وال يتطورون ،وال ستقلون بتفكيرهم ،ويبقون دائما تابعين ملا تنتجه عقول غيرهم،
غيرون وال ّ ّ
مقلدين لهم ،ال ّ
يجددون.
إن الذي يالحظ ،أن الكثير من باحثينا ،يقلدون ما وجدوت سابقا ،من طرق تنظيم املادة
العلمية للبحث ،ويجمدون عندها ،وال يقومون بفحصها ونقدها ،ومعرفة مدم مالءمتها ،أو
مدم ضرورة تغييرها وتعديلها .ففي حدود اطالعي ،أن كل أو معظم البحوث ألاكاديمية ،في
علم النفس ،في الجامعات الوطنية ،شرقا وغربا ،تنجي بنفس التنظيم ،ولم يحدث ،في أغلب
الحاالت ،أن استعمل باحث عقله ،بطريقة نقدية ،للحكم على طرق تنظيم املادة العلمية
فغير ف ها ّ
وعدل ،ال أحد ،في للبحث ،هل هي مالئمة أم غير مالئمة مع نسق مضمون البحثّ ،
معظم الحاالت .وأريد أن أاير هنا قضيتين تتعلقان بتنظيم املادة العلمية للبحث ،هما :
641
أجياء من فصل من البحث في أماكن غير مالئمة ،من حيث التقديم والت خير ،تجعل نسق
البحث ّ
مشوها.
وأاير الانتبات هنا ،إلى هذت القضية ،ألن هناك من الباحثين ،من يرم أن الجوانب
التنظيمية للبحث ،ال أهمية لها في عملية الحكم على جودة البحث أو رداءته .لكن إتباع منهج
بحث علمي مالئم ،ليس وحدت ،الذي يجعل البحث جيدا ،بل تنظيم املحتوم العلمي في تقرير
البحث ،كذلك ،له دور واضح في ذلك .وأذهب مباشرة إلى القضية التي أقصدها.
هناك ستة عناوين فرعية ،ينبغي أن تكتب مع بعضها متتابعة كما ي تي :
1ـ أهدال البحث.
2ـ أهمية البحث.
3ـ مشكلة البحث.
4ـ أسئلة البحث.
5ـ فروض البحث.
6ـ التعريفات إلاجرائية ملفاهيم البحث.
هذت العناوين الفرعية الستة ،يكتبها كل الباحثين ،أو معظمهم ،في الفصل ألاول من
تقرير البحث ،بعد املقدمة مباشرة ،وتسبق الفصول النظرية للبحث ،إال أنه عند إمعان
التفكير في هذت العناوين الفرعية الستة ،يتبين أنها تتعلق بالجانب امليداني من البحث،
وليسم لها أية عالقة بجانبه النظري ،ألنه عند قراءة مضمون كل عنوان فرعي ،منها ،يتبين
ما يلي :بالنسبة لألهدال وألاهمية ،تشير إلى ما سهى الجانب امليداني من البحث إلى
تحقيقه ،وبالنسبة للمشكلة وألاسئلة والفروض ،تشير إلى ما يبحثه الجانب امليداني من
البحث ،وبالنسبة لتعريفات املفاهيم إجرائيا ،تشير إلى كيفية التعرل على املفاهيم املجردة
في البحث امليداني .إذن ،تقوم هذت العناوين الفرعية الستة بدور توجيهي جراءات البحث
امليداني ،فلماذا تكتب إذن ،في بداية الجانب النظري من البحث( ،وتكتب في ذلك الفصل
التعس ،الذي ال هوية له ،بل له هويات عديدة ،فكل باحث يطلق عليه اسما مختلفا ،رغم
أن محتوات دائما واحد) ،واملكان املالئم والصحيح لكتابة تلك العناوين الفرعية الستة ،هو
بعد الانتهاء من فصول الجانب النظري ،لتجعل الباحث يتهي للقيام با جراءات املنهجية
املالئمة للبحث امليداني ،وفق ما تشير إليه مضامين العناوين الفرعية الستة ،ولهذا تكتب في
مكان قريب منه ،وتعت ر افتتاحية له ،كما تجعل القارئ يتهي ملعرفة النتائج التي سول سفر
عنها البحث امليداني .لذا ،يكون مالئما كتابتها في فصل مستقل ،يطلق عليه :أهدال البحث
642
ومشكلته وفروضه وتعريف مفاهيمه إجرائيا ،ويكون مختصرا ،ودقيقا فيما عرضه من
معلومات ،وي تي بعدت مباشرة الفصل الذي يتضمن :إجراءات البحث امليداني.
ويكون تنظيم البحث ،وفقا هذا ،كما ي تي :
1ـ املقدمة.
2ـ فصول خاصة باملعلومات النظرية ملتغيرات البحث (حسب عددها ومحتوياتها).
3ـ فصل خا ب هدال البحث ومشكلته وفروضه وتعريفات مفاهيمه إجرائيا.
.1أهدال البحث.
.2أهمية البحث.
.3مشكلة البحث.
.4أسئلة البحث.
.5فروض البحث.
.6التعريفات إلاجرائية ملفاهيم البحث.
4ـ فصل خا با جراءات امليدانية للبحث.
.1منهج البحث.
.2املعاينة (طريقة سحب العينة).
.3أدوات القياس وجمع البيانات.
.4طرق تطبيق أدوات القياس وجمع البيانات وتصحيحها.
.5ألاساليب إلاحصائية ملعالجة البيانات.
5ـ فصل خا بعرض النتائج ومناقشتها.
ـ املراجع.
ـ املالحق.
643
ليسم إطارا عاما للبحث ،أبدا ،بل إطارا خاصا له ،ألنها تتعلق كلها بالبحث الحالي ،وال
تتعلق ب ي بحث آخر ،وهذا الذي ينبغي فهمه واستيعابه من قبل باحثينا ،أي أنها تشير إلى
خصوصية البحث ،وتميزت عن غيرت من البحوث ألاخرم ،وال يوجد في الحقيقة إطار عام ألي
بحث ،في أي محتوم من محتوياته ،فكل ما فيه خا ؛ العنوان خا ،ألاهدال خاصة،
وألاهمية خاصة ،واملشكلة خاصة ،وألاسئلة خاصة ،والفروض خاصة ،والتعريفات إلاجرائية
ملفاهيمه خاصة ،وإلاجراءات املنهجية خاصة ،والنتائج التي سيسفر عنها خاصة به ،كذلك.
أدعو الباحثيـن إلى استعمال عقولهم ،بطريقة نقدية ،لكل فكرة أو معلومة أو طريقة،
تصل إلى خ راتهم ،وفحصها جيدا ،واختيار ألاسلوب املالئم للتعامل معها في تقرير البحث ،وال
ّ
مقلدين لغيرهم ،تابعين لهم ،ال ينتقدون وال غيرون يكونون جامدين في تفكيرهم ،سلبيينِ ،
وال يجددون.
وهــناك أيــضا قض ـيــة كــتابــة نــتائــج الدراســات الســاب ـقــة ،التي ت ـك ـتــب معيولة في جيء من
الفصل ألاول ،بطريقة سيئة تماما.
مالحظة أخرم.
تنقصنا اقافة البحث العلمي ،كما ينقصنا تماما إلاملام بمناهجه .إننا ال نتحدث بلغة
الباحثين ألاكاديميين املتخصصين ،بل نتحدث بلغة عامة الناس ،عندما يقول أحدنا ،وهو
يصف جودة بحثه ،أو جودة بحث لشخ آخر ( :إنه يتوفر على معايير عاملية) ،هذا ليس
كالم باحث أكاديمي متخص .ألنه ليس للبحث العلمي معايير عاملية ومعايير محلية أو غير
عاملية ،وال نعرل ما هي هذت املعايير العاملية ،وال يوصف البحث العلمي بهذت الصفة،
فا جراءات املنهجية كلها واحدة ،ويتبعها جميع الباحثين في كل جامعات الدنيا ،سواء في
أرقى الجامعات علميا ،أم في التي توجد في املستوم ألادن .والبحث ذو الجودة العالية ،هو
البحث الذي اتبع إلاجراءات املنهجية املتعارل عل ها بين العلماء ،سواء تم إنجا البحث في
جامعات الغرب أم في الشرق أم في الشمال أم في الجنوب.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
هناك من اتخذ ألاكاديمية مهنة له ،وأقصد ألاســاتــذة الباحثيـن فـي الجامـ ـ ـعات ،ومن
644
الواجب على من اختار هذت املهنة العلمية أن يؤدي مطالبها وواجباتها ،وهو احترام أصولها
من خالل التمكن في فنون البحث ،من مناهج البحث العلمي ،والقياس النفس ي ،وإلاحصاء،
ألنه "ال علم دون منهج علمي" ،وأال يخوض غمار هذا الصرح إال من خالل ذلك التمكن ،وإذا
ّ
خاضه أن يكون ذلك بوضوح تام ،علم به من يجهله ،وال يقول كالما ليس وااقا منه،
وغامضا ،هو نفسه ال عرل معنات ،فيقدم معلومات تشوم على الطلبة تفكيرهم ،وتجعلهم
يتوقفون في نصف الطريق ،حائرين ،ال يتقدمون وال يت خرون ،وتراهم يلتفتون يمينا و سارا،
عس ى أن يجدوا من يدلهم على املنهج الصحيح .وتقع هذت الحوادث ،أو "الفتاوي" في
موضوعات شتى من فنون البحث النفس ي ،وهذت املرة جاءت الفتوم حول مناقشة النتائج
أحدهم ،أمام الطلبة ،بمعلومة ،مضمونها كما يلي :ظهرت طريقة أو طرق وتفسيرها .أدلى ُ
حديثة ملناقشة النتائج وتفسيرها .وعندما س ل طالب أو طلبة ،أن شرح لهم هذت الطريقة
أو الطرق الحديثة ملناقشة النتائج وتفسيرها ،أو أين يجدون املرجع الذي يتحدث عنها ،الذ
بالصمم ،وتركهم في حيرة.
ينتهي البحث امليداني في علم النفس ،عادة ،بفصل أو بعنوان فرعي ،وذاك حسب حجم
البحث ،يتضمن مناقشة النتائج أو تفسير النتائج ،وتقوم هذت العملية على نوع املنهج الذي
اتبعه الباحث .وتصنف مناهج البحث النفس ي إلى فئتين ،هما :الفئة ألاولى تضم املناهج
التفسيرية ،أما الفئة الثانية فتضم املناهج الاستكشافية ،وتشمل املناهج التفسيرية املنهج
التجريبي وشبه التجريبي ،سواء لبحث املجموعات أم لبحث الفرد الواحد ،بينما تشمل
املناهج الاستكشافية املنهج العلي /املقارن واملنهج الارتباطي ،ودراسة الحالة واملنهج املسحي
واملنهج التاريخي والنوعي.
وبالنسبة للمناهج التفسيرية ،ال يكون الباحث ف ها مطالبا ببذل الجهد لتفسير النتائج
في نهاية البحث ،بل يكون مطالبا قبل ذلك ،ببذل الجهد عداد تصميم تجريبي قوي ،يراعي
فيه إلاملام الجيد بالشروط الثالاة للمنهج التجريبي ،وإعداد عملية تنفيذ التجربة بطريقة
جيدة كذلك ،هي :
1ـ الضبط التجريبي ،بتعيين املتغير املستقل واملتغير التابع ،وتوفير شروط الصدق
الداخلي للتجربة ،ويتم كذلك تعيين املتغيرات الدخيلة ،املشوشة على الضبط التجريبي،
وكيفية عيلها.
ّ
2ـ املعالجة التجريبية التي عين ف ها التصميم التجريبي املناسب ،وفق عدد املجموعات،
وف ها يتم تنشيط أو تفعيل املتغير املستقل للت اير في املتغير التابع.
645
3ـ إمكان قياس أار املتغير املستقل في املتغير التابع ،وهي النتيجة التي تسفر عنها التجربة.
ومن خالل هذا التمكن التجريبي ،يكون الباحث وااقا ب ن املتغير املستقل "س" فقط،
هو السبب في حدوث املتغير التابع " " ،أو أن املتغير املستقل "س" ليس سببا في املتغير
التابع " " ،وال ش يء غير ذلك ،ويدمج نتائج البحث في نظرية البحث وفي نتائج البحوث
السابقة ألاخرم املماالة ،التي تم التحقق من صحتها وصدقها.
أما بالنسبة للمناهج الاستكشافية( ،ال تكون التصميمات ف ها بنفس الصرامة كما في
املنهج التجريبي) ،وتسم استكشافية ،ألنها تعت ر مناهج تمهيدية وإعدادية للبحوث
التجريبية ،التي تعت ر محل اقة للتعرل على أسباب حدوث الظواهر .وفي املناهج
الاستكشافية ،يجد الباحث نفسه أنه مطالب ببذل جهد علمي ،لتقديم تفسير مقبول إلى
حد كبير لنتائج البحث.
وهنا ،س ل بعض الباحثين عن كيفية إنجا عملية مناقشة النتائج وتفسيرها ؟
تشمل مناقشة النتائج أربعة مراحل متتابعة ،دون وضع عناوين فرعية لها.
يبدأ الباحث عملية مناقشة النتائج با شارة إلى النتائج إلاحصائية ،سواء كانم فروقا
أم ارتباطات ،أم تفاعالت ،أم انحدارات وغيرها.
ام يناقشها مع نتائج البحوث السابقة ،في نفس موضوع البحث ،التي تتفق معها ،وكذلك
نتائج البحوث السابقة التي لم تتفق معها ،ويذكر العوامل التي جعلم نتائج بحثه تتفق مع
نتائج البحوث السابقة ،والعوامل التي جعلم نتائج بحثه ال تتفق مع نتائج البحوث السابقة.
إن هذا الذي قيل في املرحلتين ،هو مناقشة النتائج.
أما تفسيرها فيذكر فيه الباحث النظرية أو ألافكار النظرية التي بحث في إطارها ،وجاءت
نتائج بحثه تتفق مع تذهب إليه هذت النظرية أو ألافكار النظرية التي تدعم نتائج بحثه.
ام ينهي هذت العملية بتفسيرات من اجتهادت ،ولكنها تكون وفق طبيعة متغيرات البحث،
أو وفق خصائ العينة ،أو وفق اقافة املجتمع ،أو وفق هذت ألامور كلها ،وعوامل أخرم
تكون لها عالقة بموضوع البحث ،وهنا تظهر إمكانات الباحث العلمية ،ومدم تمكنه واطالعه
الشامل على إلاطار النظري للبحث ،من مفاهيم ونظريات ونتائج دراسات سابقة ،وربما
تخصصات علمية أخرم ،وهذت الاجتهادات ،التي يقدمها الباحث لتفسير النتائج ،يظهر بعضها
كفرضيات ،يمكن تناولها في بحوث قادمة ،مما يجعل عملية البحث في نفس املوضوع،
تستمر ،فتنمو املعرفة العلمية.
(وتجنبا للتكرار ،أدعـ ـ ـو القارئ الك ـ ـريم ،أن ع ـود إلـ الفصل التاسع من هذا الك ـتاب،
646
ّ
ليطلع على تفاصيل أكثر حول تفسير النتائج في املنهج العلي /املقارن).
وينبغي الت كيد هنا ،على أن املعرفة العلمية نسبية وغير يقينية ،فهي قابلة باستمرار إلى
الت كيد وإلااراء وإلاضافة والتعديل والتصحيح.
وينهي الباحث مناقشة النتائج التفصيلية بمناقشة عامة ،يذكر ف ها خالصتين؛ ألاولى
تتعلق بمكانة نتائج بحثه بالنسبة لنتائج البحوث السابقة ،فيذكر إلاسهامات التي أضافها
بحثه .الخالصة الثانية ،وتتعلق بالبحوث التي يدعو إلى إجرائها مستقبال ،وتتعلق ببعض
الجوانب التي لم ستطع تناولها في بحثه ،من أجل استكمال الفهم ملوضوع البحث وإلاحاطة
به علميا.
وهكذا يرجع البحث بنتائجه إلى ما سبقه من بحوث فتدمج ف ها ،وبذلك تتراكم املعرفة
العلمية وتنمو ،ويمتد إلى املستقبل باقتراح بحوث أخرم ،في نفس املوضوع ،تجعل البحث
العلمي ستمر ،فتنمو املعرفة العلمية كذلك .ولكن باحثينا ينهون بحوثهم بقوائم من
التوصيات والاقتراحات ،ك نها لوائح بمطالب نقابية.
نعم ،تنقصنا اقافة البحث العلمي.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
في بحوث علم النفس ،التي تجرم على عينات من ذوي ألامراض الجسدية امليمنة؛
كالسكري أو السرطان أو ضغط الدم ،وغيرها ،مثل العنوان التالي " :استراتيجيات التعامل
مع الضغوط النفسية لدم مرض ى السكري" ،يدرج الباحثون ،وخاصة في أطروحات
الدكتورات ،بإ عا من ألاساتذة املشرفين ،فصال ،في إلاطار النظري حول :مرض السكري،
وهذا عمل غير سليم ،ألن البحث في هويته يدرج ضمن تخص علم النفس ،والسكري ليس
متغيرا في علم النفس ،بل مرضا جسديا ،ينتمي إلى تخص الطب ،وإقحامه في بحث نفس ي
يجعل البحث يفقد هويته ،بصفته بحثا في تخص علم النفس ،كما يصير مشوها له ،وال
فائدة منه ،وال يوجد أي م رر دراج متغير غير نفس ي ضمن فصل في إلاطار النظري ،بهذت
الطريقة ،إال ضيق في إلادراك لدم الباحثين في علم النفس ،لحدود تخصصهم ،ولثقافة
البحث النفس ي ،وملناهجه ،أما إذا كان البحث يدرج ضمن البحث في تخص :علم النفس
الطبي ،فهذا ش ن آخر،
647
ومن الضروري معرفة أن املتخص في علم النفس ،ليس مؤهال أن يكتب فصال عن
مرض جسدي ،من الناحية الطبية ،فهو لم يتدرب على هذا.
وحتى لو كان البحث في علم نفس الصحة ،فليس سليما أن يكتب الباحث فصال عن
مرض كما يتناوله الطب .وما الفائدة ،إن املطلوب في علم نفس الصحة ،والتخص فيه،
هو البحث عن دور املتغيرات النفسية والاجتماعية والسلوكية والغذائية والعالجية ،ونمط
الحياة ،واملعتقدات الصحية ،بصفتها سلوكا بشريا ،تبين أن لها ت ايرا على الصحة.
وحتـ فـي مجال تدر س موضوعات علم نفس الصحة ،ما الفائدة بالنسبة للمتخص
فيه ،أن عرل الكثير عن ألاورام السرطانية ؟ مثال ،فهو ال يتعامل معها أبدا ،سواء من
جانب تشخيصها أم من جانب عالجها.
إن املفيد ،بالنسبة للمتخص في علم نفس الصحة ،أن عرل الكثير عن العوامل
النفسية والاجتماعية والغذائية والعالجية ،ونمط الحياة ،واملعتقدات الصحية ،كما أشرت،
التي تكون سببا في إلاصابة بالسرطان ،وهذا ما يجعل منه أخصائيا حقيقيا في علم نفس
الصحة ،أما معرفته لطبيعة ألامراض الجسدية ،فال تجعل منه أخصائيا نفسيا ناجحا ،فهو
ال يتولى مهمة العالج الطبي ألمراض بدينة ،بل يرشد املرض ى إلى إلاتيان بسلوك معين ،ألنه
مفيد لترقية الصحية ،ويرشدهم إلى تجنب سلوك معين ألنه يهدم الصحة.
إن الهدل من إعداد متخصصين في علم نفس الصحة ،ليس أن يكونوا متمكنين في
طب ألامراض امليمنة ،فهذا ألامر يتعلق بالدراسات الطبية ،بل الهدل هو أن يكونوا مرشدين
فعالين وناجحين ،فيعلموا الناس (املرض ى وألاصحاء) ،كيف يتعرفون على السلوك املعي
للصحة ،ويمارسونه ،وكيف يتعرفون على السلوك الهادم للصحة ،ويتجنبونه .من خالل
تغيير أنماط حياتهم ،وتعديل معتقداتهم الصحية.
أما الطريقة السليمة في الحديث عن مرض بدني ميمن في بحث نفس ي ،هي أن يتحدث
الباحث عن املرض البدني امليمن (السكري ،مثال) ،في مكانين من تقرير البحث (أطروحة
الدكتورات)؛ املكان ألاول ،إذا كانم هناك دراسات سابقة تحدام عن املتغير الطبي ،وكيف
تم بحثه مع متغيرات نفسية أو اجتماعية أو غذائية ،معتقدات صحية وغيرها ،وما النتائج
التي تم التوصل إل ها .أما املكان الثاني ،عند الحديث عن عينة البحث وخصائصها.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
648
ااني عشر :مالحظات على مناقشة بحث جامهي للحصول
على درجة دكتورات علوم
عنوان ألاطروحة
أاار أعضاء اللجنة املمتحنين مالحظات حول منهج إنجا ألاطروحة ،وكذلك ،حول طريقة
كتابة تقرير البحث .وبصفتـي ألاستاذ الـمشرل على ألاطــروحــة ،أريد أن أرد بمــالحــظات أخرم
عل ها.
649
املالحظة الثانية .بالنسبة ملكان كتابة مشكلة البحث والفرضيات في تقرير
البحث.
أبدم املمتحنون استغرابا واضحا لكتابة الباحثة ملشكلة البحث والفرضيات في الفصل
الرابع ،من ألاطروحة ،وليس في الفصل ألاول ،كما هو شا ع ،حسب آرائهم.
والرد على هذت املالحظة هو كما يلي :
من الضروري أن نفرق بين مصطلحين هما :منهج البحث ،وتنظيم تقرير البحث،
-إن منهج البحث كما نعرفه ضمن مناهج البحث في علم النفس ،وهي :املنهج التجريبي
ّ
وشبه التجريبي والعلي /املقارن والارتباطي والتاريخي والنوعي وغيرها ،وبين تنظيم تقرير
البحث.
ففي منهج البحث ،يتضمن املنهج في البحوث التجريبية وامليدانية ،عدة إجراءات
ميدانية ،من بينها .1 :طريقة جمع البيانات .2 .طريقة معالجة البيانات للحصول على
النتائج .و سجل الباحثون هذين العنصرين ضمن فصل أو عنوان فرعي في البحث ،سم :
إلاجراءات املنهجية للبحث.
-أما تقرير البحث ،فيتضمن تنظيم محتويات البحث في فصول ،كما هو الحال في بحوث
املاجستير والدكتورات .أو في عناوين فرعية أقل من الفصل ،كما هو الحال بالنسبة للبحوث
التي تنجي للترقية وتنشر في مجالت أو دوريات .إن النسخة الورقية ألي بحث ،التي تتناول
مضمون البحث من العنوان إلى املراجع هو ما سم تقرير البحث .فالباحث ينجي بحثه على
شكل فصول ،ام ينظمها بترتيب معين ،ويمسكها معا في سجل واحد ،ي تي عادة على شكل
كتاب ،وخاصة في العلوم إلانسانية.
يبين ،كما قلم ،طريقة جمع البيانات وطريقة معالجتها ،فإن تقريروإذا كان منهج البحث ّ
البحث يبين محتوم البحث وكيف تم تنظيمه وترتيب فصوله.
وإذا كان الباحثون ال يختلفون كثيرا أو ال يختلفون أبدا في مناهج البحث ،فهم يختلفون
كثيرا في طريقة كتابة تقرير البحث ،وتنظيم محتوياته في ترتيب معين ،ومن املفروض أال
يهتمون به إطالقا.
إن كتابة مشكلة البحث والفرضيات في الفصل ألاول أو في أي فصل آخر في وسط
البحث ،ليسم من قضايا منهج البحث ،بل من قضايا وطرق كتابة تقرير البحث ،وتنظيم
محتوياته.
وهناك ،فيما أعلم ،طريقتان لكتابة تقرير البحث .أو بعبارة أخرم ،مكان كتابة مشكلة
650
البحث والفرضيات ضمن فصول البحث.
إحداهما تتبع طريقة جون ديوي في تناول املشكلة وتحليلها والسهي إلى إيجاد حل لها.
وتبدأ هذت الطريقة بشعور الباحث بوجود مشكلة .واملشكلة في البحث العلمي ،هي سؤال
حول ظاهرة سلوكية ما ،ال تتوفر لدم الباحث إجابة عليه قبل إجراء البحث .وقبل تحديد
املشكلة وصياغتها فنيا على شكل سؤال أو أسئلة ،يقوم الباحث بتحليلها والتعرل عل ها من
خالل جمع املعلومات حولها ،كالتعريفات والنظريات ونتائج البحوث السابقة .وبعد ذلك
يحددها بشكل واضح ودقيق ،ام يقترح حلها من خالل طرح فرضية أو فرضيات .وهذت هي
الطريقة التي اتبعتها الباحثة .فبعد املقدمة ،استعرضم الجانب النظري الذي تناول
املتغيرات والنظريات والبحوث السابقة ،ضمن االاة فصول ،وبعدها اتضحم لها عندئذ
املشكلة التي ينبغي عل ها بحثها ،فتناولتها في الفصل الرابع.
ومن مميزات هذت الطريقة ،أن كال من املتغيرات والنظريات ونتائج البحوث السابقة،
تدمج كلها في عرض نظري واحد .فتتفاعل املتغيرات مع النظريات ،وتتفاعل النظريات مع
نتائج البحوث السابقة التي أجريم في إطارها ،ويتم تناول كل ذلك ب سلوب نقدي ،لتوضيح
ما الذي تم بحثه في املوضوع وما الذي لم يتم بحثه ،وما الذي يبدو واضحا وما الذي ما ال
يبدو غامضا من موضوع البحث .فيمكن عندئذ اكتشال املشكلة محل البحث والتعرل
عل ها جيدا.
أما الطريقة ألاخرم ،في كتابة تقرير البحث ،فتكتب مشكلة البحث والفرضيات في
الفصل ألاول ،في بحوث املاجستير أو الدكتورات .ويطلق على هذا الفصل عدة تسميات ،منها:
الفصل التمهيدي ،مدخل الدراسة ،املدخل العام للدراسة ،إلاشكالية ،وغيرت .ويتضمن
عناوين فرعية متنافرة ،ال يكون بينها انسجام ّ
لتكون فصال .وال يتفق الباحثون على العناوين
الفرعية في هذا الفصل ،فكل باحث يكتب ما شاء .ويتضمن أهدال البحث ،أهمية البحث،
مشكلة البحث ،فرضيات البحث ،البحوث السابقة ،املفاهيم .والكثير سجل مشكلة البحث
قبل نتائج البحوث السابقة .و ستعرض نتائج البحوث السابقة مستقلة عن املتغيرات وعن
النظريات ،فتوضع البحوث السابقة في جانب من البحث والنظريات في جانب آخر واملتغيرات
في جانب االث .فيتشرذم البحث ويتميق وتتشتم عناصرت .مما يفقد الجانب النظري
الانسجام العضوي بين عناصرت .كما يتناولون البحوث السابقة ضمن دراسات عربية
ودراسات أجنبية .وهذا كله ليس من الكتابة ألاكاديمية في ش يء .وهنا من الصعب جدا أن
يتعرل الباحث على املشكلة التي يوجه جهودت كلها إلى تحديدها يجاد حل لها.
651
تعود أعضاء اللجنة املناقشين على الطريقة الثانية لكتابة الجانب النظري فيوبسبب ّ
تقرير البحث ،وعدم معرفتهم للطريقة ألاولى ،انتقدوا طريقة إدماج نتائج البحوث السابقة
في الجانب النظري وفي مشكلة البحث .وتحداوا عنه بكلمة إقحام .رغم أنهم أشادوا كثيرا
با طار النظري ،وبالبحث كله ،على أنه يرقى إلى مستوم أطروحة الدكتورات.
ومن الضروري ،أن يطلع الباحثون على كل الطرق التي تنجي وفقا لها تقارير البحوث
و عرفونها ويتقبلونها وال يرفضونها .ويدعى السهي إلى اكتساب املعرفة الواسعة ،الانفتاح على
الخ رة ،وهو ضمن العوامل الخمسة الك رم للشخصية ،التي قال بها كل من ماك كري،
كوستا .وهناك أساتذة يرفضون مناقشة بحوث جامعية ،ألن تقاريرها كتب بطريقة ال
عرفونها ،أو ال يفضلونها.
652
املالحظة السادسة .خاتمة البحث.
هناك إتباع تقليدي ،شير إلى أنه عندما يبدأ البحث بمقدمة ،ال بد أن ينتهي بخاتمة.
ولكن البحوث ألاكاديمية لها تقليد آخر ،وهو أن تنتهي بذكر العائد من البحث ويتمثل في
جانبين هما .1 :إلاضافة التي جاء بها البحث بالنسبة للبحوث السابقة .2 .البحوث التي
ينبغي إجراؤها في املستقبل ،في نفس املوضوع لتوضيح جوانبه الغامضة.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
إذا كان املنهج العلمي مستقال عن كل ما هو وطنـي وما هو يخصـي ،فإن ألادوات أو
الوسائل التي يظهر بها ،ينبغي أن تكون كذلك مستقلة ،عن كل ما هو وط ي أو سياس ي أو
إداري أو يخ ي ،وأقصد بذلك ،ما يكتب على الصفحة ألاولى لغالل ألاطروحة.
إن الرسالة العلمية عندما يتم تجليدها ،فإن جامعات العالم ،في حدود اطالعي ،تكتب
على الصفحة ألاولى لغالفها ما يلي.
اسم الجامعة
اسم الكلية
اسم القسم
عنوان ألاطروحة
اسم الباحث
اسم املشرل
السنة الجامعية.
ولكن في جامعاتنا ،في حدود اطالعي ،يكتبون ما يلي.
الجمهورية الجيائرية الديمقراطية الشعبية
و ارة التعليم العالي والبحث العلمي
اسم الجامعة
اسم الكلية
اسم القسم
عنوان ألاطروحة
653
اسم الباحث
اسم املشرل
أسماء أعضاء اللجنة املمتحنين
السنة الجامعية
فت تي الصفحة مكدسة بالكتابة ،ك نها أي صفحة من صفحات البحث في الداخل ،في
الوقم الذي ينبغي أن تكون قليلة الكتابة حتى تشير فعال إلى عنوان أطروحة علمية ،يتحلى
بالجمال والجاذبية.
إن ألاطروحة وايقة علمية صدرت من مؤسسة علمية هي الجامعة ،فلماذا كتابة الاسم
السياس ي للدولة ،وملاذا كتابة اسم الو ارة ،التي هي ،قسم إداري حكومي يتولى الوصاية على
قطاع التعليم العالي ،وليس مؤسسة علمية .وملاذا كتابة قائمة أعضاء اللجنة املمتحنين،
يمكن كتابتها في الورقة الثانية بعد الغالل مباشرة .ونالحظ أن الاسم السياس ي للدولة واسم
الو ارة الوصية واسم الجامعة والكلية والقسم ،يكتبها الجامعيون عندنا على كثير من
الواائق ،كاالستبيانات التي تجمع بها البيانات في البحوث امليدانية والتجريبية .وحدث أن
شاهدت ميال يكتب طلب غياب ،كتب في بدايته الاسم السياس ي للدولة واسم الو ارة واسم
الجامعة واسم الكلية واسم القسم !
إننا نمارس كل ش يء بتنميط واحد ،إنه ينقصنا التمييز بين ما يالئم وما ال يالئم ،وينقصنا
إدراك خصوصيات ألاشياء ،إننا ندرك التشابه والتماال وال ندرك الاختالل والتباين .أال يمكن
أن نتعلم ممارسة ألاشياء بطرق صحيحة ؟!
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
654
ألاول :مكانة نتائج البحث بالنسبة لنتائج البحوث السابقة ،إذا كانم هناك تعديالت أو
إضافات وغيرت.
الثاني :الب ـحــوث الـمقتـرح ــة الس ـت ـك ــمال الدراسة فـي الـمــوض ــوع .وال شـيء غيـر ذلك .أما
الاقتراحات والتوصيات ،فيمكن تقديمها إذا طلبتها بعض الجهات التي تريد الاستفادة من
نتائج البحث.
أدعو اليمالء الباحثين أن يحترموا خصائ البحث العلمي وطريقة إخراجه في التقارير
التي يكتبونها في رسائل املاجستير والدكتورات.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
يتحدث الكثير من الناس ،وفق اعتقادهم الخاطئ ،ومن بينهم املسؤولين على التربية
والتعليم على مستوم السلطات العليا ،عن دور اللغات ألاجنبية ،واللغة إلانجليزية ،بصورة
خاصة ،في تحقيق الجودة في البحث العلمي في الجامعات ،والتفوق فيه ،ويصفون اللغة
إلانجليزية ،ب نها لغة العلم .لكن هذا الحكم غير صحيح ،وفيما يلي الحكم الصحيح ،الذي
ينبغي اعتمادت.
ُْ َ
إن العلم ليس لغة ،وال توجد لغة محددة للعلم ،وال توجد لغة تدعى لغة العلم .فالعلم،
وأي علم ،يبدأ بسؤال ،أو بمشكلة ،في حاجة إلى فهم وإلى تفسير ،وإلى حل ،فينجي بحث،
لهذا الغرض ،بمنهج علمي ،يبدأ بوضع تفسير أو حل مؤقم للمشكلة ،يدعى الفرض ،يخضع
لالختبار بمنهج علمي مناسب ،والنتيجة التي يتم التوصل إل ها ،هي ما يدعى "العلم" ،وما
سبقها يدعى الطريقة العلمية أو املنهج العلمي ،فالعلم إذن ،هو تلك النتائج التي تم التوصل
إل ها ،والتحقق منها ب سلوب علمي ،مع قابليتها باستمرار للتعرض للنقد ،أما تسجيلها والتعبير
عنها ،وإخراجها للعلن ،فيتم ب كثر من وسيلة؛ قد تكون هذت الوسيلة ألفاظا ،وقد تكون،
أشكاال وخرائط ،وقد تكون رسومات وجداول ،وقد تكون أرقاما ومعادالت رياضية ،وقد تكون
رمو ا ،وهذا وفق طبيعة التخص العلمي الذي أجري فيه البحث ،وطبيعة ألاسلوب الشا ع
للتعبير عنه ،وقد تكون خليطا من هذت الوسائل جميعها ،أما اللغات البشرية التي تنشر بها
ً
نتائج البحث العلمي ،فهي كثيرة؛ فمنها ما له مساحة قرائية محدودة جدا ،ال تتعدم الرقعة
الجغرافية للبلد الذي أنتج العلم ،مثل اللغات :إلايطالية ،والتركية ،وإلايرانية ،واليونانية
655
والكورية واليابانية والصينية والروسية والفيتنامية واملاليزية وغيرها ،ولغات أخرم لها
مساحات واسعة ،نسبيا ،مثل :اللغة إلاسبانية ،واللغة العربية ،واللغة الفرنسية ،وهناك
لغة وحيدة لها مساحة الكرة ألارضية كلها ،هي اللغة الانجليزية ،وهذت اللغة ،بالرغم من هذت
املساحة التي تنتشر ف ها ،ال يصح تسميتها بلغة العلم ،بل التسمية الواقعية لها هي :لغة
النشر العلمي ،أو اللغة ألاكثر نشرا للعلم ،ومن أراد من الباحثين أن تكون له مساحة واسعة
من القراء ألعماله العلمية ،عليه أن ينشرها بهذت اللغة ،واللغة الانجليزية ،وهي بهذا الاتساع
والشمولية العاملية ،تنشر بها بحوث ذات مستوم جيد ،وأعلى من الجيد ،وبحوث أقل من
الجيد.
يتبين آلان ،أن اللغة إلانجليزية ،ال تفسر التباين في التفوق العلمي في الجامعات في
العالم ،بل هي رافد خصب و اخر باملعلومات ذات الطابع العلمي .أما التفوق العلمي فله
شروط أخرم ،ليس من بينها اللغة ،فالتفوق مستقل عن اللغة ،تفوق الكثير من الباحثين
ّ
والكتاب في العلم وفي ألادب وحصلوا على جوائي نوبل ،وهم في أوطانهم وبلغاتهم الوطنية،
ّ
وفشل آخرون رغم أنهم يتحكمون ،بمستوم عال جدا ،في مهارات اللغة إلانجليزية .تفوق
نيوتن وغيرت من إلانجليز ،ليس باللغة إلانجليزية ،بل باللغة الالتينية ،وإلايطاليين (جاليليو
جاليلي) ،وألاملان (إمانويل كانط) والفرنسيين (روني ديكارت) ،وتفوق إلاغريق بلغتهم ،وتفوق
بافلول بلغته الروسية ،ولكن لم يطلع غير الروس على أعماله ،إال بعد أن ترجمم إلى اللغة
إلانجليزية .فاللغة إلانجليزية ،هي لغة النشر العلمي ،وليسم لغة العلم.
هذا فيما يتعلق بالنشر العلمي ،أما فيما يتعلق بالبحث العلمي ،فإن لغة العلم هي
املفاهيم.
تم بعون هللا وتوفيقه
إلي من خير فقير" .القص .24 : "فقال رب إني ملا أنيلم ّ
656
قراءات إضافية في مناهج البحث النفس ي
1ـ كريا الشربي ي ،سرية أنور صادق ،محمد سالم محمد القرني ،السيد خالد املطحنة
( .)2013مناهج البحث في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية .الرياض ،مكتبة الشقري.
2ـ سناء محمد سليمان ( .)2009مناهج البحث العلمي في التربية وعلم النفس ومهاراته
ألاساسية .الطبعة ألاولى .القاهرة ،عالم الكتب.
3ـ صالح مراد ،فو ية هادي ( .)2002طرائق البحث العلمي ـ تصميماتها وإجراءاتها .القاهرة
ـ الكويم ،دار الكتاب الحديث.
4ـ طارق عطية عبد الرحمن ( .)2013دليل تصميم وتنفيذ البحوث في العلوم الاجتماعية ـ
منهج تطبيقي لبناء املهارات البحثية .معهد إلادارة العامة ـ مركو البحوث ـ اململكة العربية
السعودية.
5ـ عامر قنديلجي ،إيمان السامرا ي ( .)2008البحث العلمي الكمي والنوعي .ألاردن ـ عمان،
دار اليا وري العلمية للنشر والتو ع.
6ـ عبد الغ ي عماد ( .) 2002البحث الاجتماعي :منهجيته ،مراحله ،تقنياته .الطبعة ألاولى.
منشورات جروس برس ـ طرابلس ـ لبنان.
7ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عبــد الفتــاح محمــد دويــدار ( .)1999منــاهج البحــث في علم النفس .الطبعــة الثــانيــة.
إلاسكندرية ،دار املعرفة الجامعية.
8ـ محمد خليل عباس ،محمد بكر نوفل ،محمد مصطف العبس ي ،فريال محمد أبو عواد
عمان ،دار املسيرة ( .)2007مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس .الطبعة ألاولىّ .
للنشر والتو ع.
9ـ محمد عبد العال النعيمي ،عبد الجبار توفيق البياتي ،غا ي جمال خليفة ( .)2015طرق
ومناهج البحث العلمي .الطبعة الثانية .ألاردن ـ عمان ،مؤسسة الوراق للنشر والتو ع.
657
658
مؤلفات ألاستاذ /البشير معمرية في علم النفس
659