‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫– جامعة البليدة ‪ – 2‬لونيسي علي‬

‫كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬
‫قسم العلوم اإلنسانية‬
‫شعبة إعالم و إتصال‬

‫مقياس‪ : ‬المقاربات الكمية و الكيفية‬

‫الفوج ‪05 :‬‬

‫المنهج االثنوغرافي‬

‫‪.‬تخصص إتصال جماهيري‬

‫األستاذة‬ ‫إعداد الطلبة‬

‫بوهلة شهيرة‬ ‫قسنطي زكرياء‬
‫محمد فطيمة‬
‫بن عطاء هللا ايثار‬
‫مسعود رميساء‬
‫‪2022/2023‬‬
 ‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث االول‪ :‬ماهية المنهج االثنوغرافي‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬نبذة عن المنهج االثنوغرافي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم المنهج االثنوغرافي‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص المنهج االثنوغرافي‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬خطوات المنهج االثنوغرافي ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬مزايا و عيوب المنهج االثنوغرافي و ادواته‬

‫المطلب األول ‪ :‬ادوات المنهج االثنوغرافي‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مزايا و عيوب المنهج االثنوغرافي‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الفرق بين المنهج االثنوغرافي المناهج االخرى‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
 ‫‪ :‬مقدمة‬

‫مع ظهور التكنولوجيا و العالم اإلفتراضي و التطورات المختلفة ال‪++‬تي ط‪++‬رأت على مج‪++‬ال‬
‫اإلعالم و اإلتصاالت‪ ،‬و ما لحقها من تجديد على مستوى الفعل و السلوك اإلتص‪++‬الي ش‪++‬دد‬
‫ب‪++‬احثوا اإلعالم‪ +‬و اإلتص‪++‬ال على أهمي‪++‬ة االس‪++‬تفادة من البح‪++‬وث الكيفي‪++‬ة في دراس‪++‬ة بعض‬
‫الظواهر االتصالية الجديدة‪،‬و لم يفوتوا فرصة استدعاء ه‪++‬ذا الن‪++‬وع من البح‪++‬وث و خاص‪++‬ة‬
‫اإلثنوغرافية لقناعتهم أنها األنسب لتحقيق ما عج‪++‬زت عن‪++‬ه البح‪++‬وث الكمي‪++‬ة‪.‬و من‪++‬ه نط‪++‬رح‬
‫التساؤل التالي ما هو المنهج االثنوغرافي و فيما تتمثل خصائص‪+‬ه م‪+‬ع األدوات المس‪+‬تعملة‬
‫فيه؟‬
 ‫المبحث االول‪ :‬ماهية المنهج االثنوغرافي‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬نبذة عن المنهج‪ +‬االثنوغرافي ‪.‬‬

‫ب‪++‬رز االهتم‪++‬ام بالمقارب‪++‬ة اإلثنوغرافي‪++‬ة في دراس‪++‬ات جمه‪++‬ور وس‪++‬ائل اإلعالم م‪++‬ع تط‪++‬ور الدراس‪++‬ات‬
‫اإلعالمية‪ ،‬التي تهتم بدراسة تأثير وسائل اإلعالم على الجمهور‪ ،‬حيث تحولت نظرة الباحثين في مجال‬
‫اإلعالم واالتص‪++‬ال للجمه‪++‬ور من الجمه‪++‬ور الس‪++‬لبي إلى الجمه‪++‬ور اإليج‪++‬ابي والنش‪++‬ط‪ ،‬ال‪++‬ذي ينتقي في‬
‫تعرضه للمضامين اإلعالمية ما يتناسب مع رغباته وحاجاته ودوافع‪++‬ه‪ ،‬م‪++‬ا جع‪++‬ل الدراس‪++‬ات اإلعالمي‪++‬ة‬
‫تنتقل من االهتمام بالمرسل أو القائم باالتصال إلى االهتمام ب‪++‬المتلقي في عالقت‪++‬ه وتفاعل‪+‬ه‪ +‬م‪++‬ع الرس‪++‬ائل‬
‫اإلعالمي‪++‬ة ال‪++‬تي يتع‪++‬رض له‪++‬ا‪ ،‬وه‪++‬و م‪++‬ا يتطلب التحلي‪++‬ل والوص‪++‬ف الش‪++‬امل من أج‪++‬ل فهم الس‪++‬لوكات‬
‫االتصالية‪ ،‬ومعايشة الباحث لواقع الظاهرة المدروس‪++‬ة‪ ،‬وه‪++‬و المنطل ‪+‬ق‪ +‬األساس‪++‬ي للمنهج اإلثن‪++‬وغرافي‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كون المنهج اإلثنوغرافي منهجا قديما تم توظيفه في ميدان األبحاث االجتماعية‪ ،‬إال أن‬
‫أبحاث االتصال في السنوات األخيرة أصبحت تعتمد عليه في دراساتها‪ ،‬ومن أشهر الباحثين في ميدان‬
‫االتص‪++‬ال ال‪++‬ذين ق‪++‬اموا بتوظيف ‪+‬ه‪ +‬ن‪++‬ذكر بعض أعم‪++‬ال دافي‪++‬د م‪++‬ورلي‪ ،‬م‪++‬ع مالحظ‪++‬ة أن األعم‪++‬ال األولى‬
‫المؤسسة لهذا المنهج هو عمل الباحث " ‪ "Richard Hoggart‬الذي حاول من خالله دراسة مختلف‬
‫األبعاد الخاصة بالحياة اليومية للطبقة الشغيلة في إنجلترا ووصفها‪ +‬وصفا دقيقا‪.‬‬

‫خاص‪++‬ة وأن انتش‪++‬ار التليفزي‪++‬ون في تل‪++‬ك الف‪++‬ترة أدى غلى ول‪++‬وج الثقاف‪++‬ة الجماهيري‪++‬ة في تل‪++‬ك األوس‪++‬اط‬
‫الشعبية وهذا ما يكرس ظهور نوع من المقاوم‪++‬ة لمواجهته‪++‬ا‪ ،‬علم‪++‬ا أن عمل‪++‬ه ه‪+‬ذا نش‪++‬ر في كت‪++‬اب تحت‬
‫عنوان "‪ ."La culture du pauvre‬وعودة لما ذكرناه في بداية هذه النقطة فقد عمل‬

‫"‪ "David Morley‬على االبتعاد عن االنبهار بالنموذج السيميولوجي الذي يف‪++‬ترض ق‪++‬راءة منمط‪++‬ة‬
‫وموح‪++‬دة للص‪++‬ور‪ ،‬وعم‪++‬ل على تب‪++‬ني نم‪++‬وذج " ‪ "Stuart Hall‬المش‪++‬هور في مي‪++‬دان بح‪++‬وث االتص‪++‬ال‬
‫الترميز وفك الترميز‪ .‬وأمام عجز الدراسات والبحوث اإلمبريقية‪ +‬الكمية في دراسة وتفسير الس‪++‬لوكيات‬
‫االتصالية للمتلقي‪ ،‬وكيفية تفاعله مع الرسائل ‪ ،‬والمقابلة المفتوحة المتعمقة مع عينة الدراسة‪.‬‬

‫ينطل‪++‬ق المنهج اإلثن‪++‬وغرافي من مفه‪++‬وم نظ‪++‬ري وفلس‪++‬في من‪++‬اقض لمف‪++‬اهيم البح‪++‬وث التقليدي‪++‬ة‪ ،‬ففي حين‬
‫يسعى البحث الكمي اإلحصائي إلى تحديد األسباب‪ ،‬والتنبؤ وتعميم النتائج‪ ،‬يس‪++‬عى البحث اإلثن‪++‬وغرافي‬
‫إلى التبص‪+++‬ر‪ ،‬والفهم‪ ،‬واالستكش‪+++‬اف‪ ،‬ودراس‪+++‬ة الس‪+++‬لوك اإلنس‪+++‬اني من خالل التفاع‪+++‬ل بين الب‪+++‬احث‬
‫والمبحوثين‪ ،‬وعبر الفهم المتعمق لشعور وأحاسيس وأفكار ومعتقدات المبحوثين‪ ،‬ومن ثم ينتج من ه‪++‬ذا‬
‫التحليل الكيفي نوعا من المعرفة يختلف عن نتائج البحث الكمي‪.‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫رضوان بوجمعة‪ ,‬أشكال االتصال التقليدية في منطقة القبائل‪ :‬محاولة تحليل أنتربولوجي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫دولة في علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬قسم علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2007-2006‬ص‪80 :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم المنهج االثنوغرافي‬

‫مفهوم االثنوغرافيا‪:‬‬
‫‪ -‬يستعمل هذا المصطلح في بعض األحيان كمرادف للبحوث النوعية ‪،‬ومع ذلك فهو نوع خاص‬
‫منهاهي عبارة عن وصف وتحليل‪ +‬وتفسير لثقافة مجتمع أو مجموعة من األفراد ‪،‬أو نظام ما ‪،‬وتركز‬
‫على األفعال والمعتقدات ‪،‬ونمط الحياة لهؤالء األفراد أو المجتمعات أو النظام‪،‬وتؤدي استراتيجيات‬
‫جمع البيانات للحصول على تصورات الناس وسلوكياتهم ومعتقداتهم في بيئات اجتماعية‪.‬‬

‫فان االثنوغرافيا تعني لفظيا وصف الشعوب‪ ،‬وتعني تحديدا أعمال الباحثين الذين يبحثون في طبائع‬
‫الشعوب ودورات حياﺗﻬم‬

‫المنهج المنهج االثنوجرافي‪:‬‬

‫‪ -‬هو طريقة وأداة لفهم أساليب مجتمع أو جماعة ما‪ ،‬وطرقه في الحيـاة اليومية‪ ،‬من خالل أفكار‬
‫أعضائه ومعتقداتهم وقيمهم وسلوكياتهم‪ ،‬وما يصنعونه‪ +‬من أشياء يتعاملون معها‪ ،‬ويتم ذلـك عـن طريق‬
‫المالحظة بالمشاركة في الوضع الطبيعي الحياتي من جانب الباحث‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر الباحث زيتون أن المنهج االثنوجرافي منهج لوصف الواقع‪ ،‬واستنتاج الدالئل والبراهين من‬
‫المشاهدة الفعلية‪ +‬للظاهرة المدروسة‪ .‬ويتطلب هذا المنهج من الباحث معايشة فعلية للميدان أو الحقـل‬
‫موضـع الدراسـة ‪.‬‬

‫‪ -‬ويرى أوجبو ‪ "Ogbu‬أن البحث اإلثنوغرافي طريقة وأداة لفهم أساليب مجتمع أو جماعة ما‪،‬‬
‫وطرقه في الحياة اليومية‪ ،‬من خالل معرفة أفكار أعضائه ومعتقداتهم وقيمهم وسلوكياتهم‪ ،‬وما‬
‫يصنعونه من أشياء يتعاملون معها‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق المالحظة بالمشاركة في الوضع الطبيعي‬
‫الحياتي من جانب الباحث‪.‬‬
 ‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪-‬عبد الحميد زيتون كمال ‪، 2006 ،‬تصميم البحوث الكيفية و الكمية و معالجة بياناتها‪ +‬إلكترونيا‪ ،‬القاهرة‪,‬عالم‬
‫الكتب ‪,‬ص‪60‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص المنهج االثنوغرافي‬

‫و يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ينطل‪++‬ق المنهج االثن‪+‬وجرافي من مفه‪+‬وم نظ‪+‬ري وفلس‪++‬في من‪++‬اقض لمف‪++‬اهيم البح‪++‬وث الكمي‪++‬ة‪ ،‬ففي حين‬
‫يسـعى البحـث الكمـي اإلحصائي إلى تحديد األسباب والتنبؤ وتعميم النتائج‪ ،‬يسعى البحث االثنوجرافي‬
‫إلى التبصر والفهم واالستكشاف‪.‬‬

‫–يعتمد المنهج االثن‪++‬وجرافي على الوص‪++‬ف والتحلي‪++‬ل باس‪++‬تخدام الكلم‪++‬ة والعب‪++‬ارة‪ ،‬عوض‪++‬ا عن األرق‪++‬ام‬
‫والجداول اإلحصائية‪+.‬‬

‫‪ -‬يقدم لنا وصفا مكثفا للظاهرة محل الدراسة‪.‬‬

‫–يسعى البحث االثنوجرافي إلى الكشف عن "غير المتوقع" أو "المس‪++‬تور" أو "المس‪++‬كوت عن‪++‬ه"‪ ،‬من‬
‫خالل دراسـة الظـاهرة باالعتماد على مشاركة الباحث المتعمقة لمجتمع الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬يعتمد المنهج االثنوجرافي في جمع بياناته أساسا على المالحظة‪ ،‬خصوص‪++‬ا المالحظ‪++‬ة بالمشـاركة‪،‬‬
‫والمقابلـة المفتوحـة المتعمقة مع عينة الدراسة‬

‫‪ - .‬يتميز بالمرونة في الطريقة‪ +‬والتحليل‪ ،‬كما أنه بحث غير مقنن‪ ،‬فال يخضع لضبط سابق للمتغ‪++‬يرات‪،‬‬
‫كما أن له القدرة على الكشف عن الظواهر العفوية التي تظهر من خالل الممارسات والسلوكيات غ‪++‬ير‬
‫المقصودة خالل إجراء الدراسة‪.‬‬

‫–يوص‪++‬ف البحث االثن‪++‬وجرافي بأن‪++‬ه بحث تف‪++‬اعلي‪ ،‬يتطلب وقت‪++‬ا ط‪++‬ويال للمالحظ ‪+‬ة‪ +‬والمقابل‪++‬ة وتس‪++‬جيل‬
‫المعلومـات كمـا تحـدث بشكلها وفي مواقفها الطبيعية‬

‫‪ - .‬يركز البحث االثنوجرافي على وصف السياق‪ ،‬دون محاولة من الباحث ف‪++‬رض نظام‪++‬ه أو معتقدات‪++‬ه‬
‫على المواقف البحثية‪.‬‬

‫‪ -‬يركز البحث االثنوجرافي على دراسة حالة اجتماعية معينة أو ح‪++‬دث معين‪ ،‬وتق‪++‬ديم فهم ش‪++‬مولي عن‬
‫الحالـة أو الحـدث‪ ،‬ويعتمد هذا الوصف على النص أكثر من اعتماده على األرقام ‪.‬‬
 ‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪-‬بن عمروش فريدة ‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية و االجتماعية‪ : +‬المقاربات الكمية و الكيفية في ضوء التجربة‬
‫البحثية في علوم االعالم و االتصال‪ ، +‬كلية علوم االعالم و االتصال‪ ، +‬جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬خطوات المنهج اإلثنوغرافي‪:‬‬

‫يتحدد المنهج اإلثنوغرافي وفق خطوات ميدانية محددة‪ ،‬يطبقها الباحث اإلثنوغرافي في سلسلة متتابع‪++‬ة‬
‫للخروج ببحثه الميداني إلى الواقع ومنها نجد‪:‬‬

‫المالحظة أو المشاهدة المباشرة‪:‬‬

‫هي أحد األساليب التي يستخدمها الباحث المقيم في دراسة الشعوب البدائية‪ ،‬ويقوم ه‪++‬ذا األس‪++‬لوب على‬
‫معاينة ومراقبة أفراد المجتمع الذي تج‪++‬ري علي‪++‬ه الدراس‪++‬ة‪ ،‬في أثن‪++‬اء تأدي‪++‬ة أعم‪++‬الهم اليومي‪++‬ة المعت‪++‬ادة‪،‬‬
‫وكذلك حضور المناسبات العام‪++‬ة له‪+‬ذا المجتم‪++‬ع المدروس‪++‬ة ك‪++‬الحفالت واالجتماع‪++‬ات الديني‪++‬ة والش‪++‬عبية‬
‫وحلقات الرقص‪ ...‬وغيرها‪ ،‬ورصد الحرك‪++‬ات والتص‪++‬رفات‪ ،‬وتس‪++‬جيل م‪++‬ا يج‪++‬در تس‪++‬جيله من ح‪++‬وارات‬
‫وأغان وتراتيل‪ ،‬وهذا يقتضي من الباحث اإلثن‪++‬وغرافي أن يقيم ف‪+‬ترة ال تق‪++‬ل عن ‪ 8‬أش‪+‬هر في المجتم‪++‬ع‬
‫المدروس‪،‬وفهم ما يدور فيه‪ ،‬فالباحث عليه أن يحسن لغة التخاطب بلغة األهالي‪ ،‬حتى وان كان السلوك‬
‫الذي يش‪++‬اهده غ‪++‬ير لفظين وهك‪++‬ذا ي‪++‬رى الب‪++‬احث عناص‪++‬ر الحي‪++‬اة اليومي‪++‬ة تتك‪++‬رر م‪++‬رات وم‪++‬رات أمام‪++‬ه‬
‫وتحتاج هذه الطريقة إلى أن يكون الباحث ملما بأهداف بحثه وبطبيعة المجموعة المدروسة‪ ،‬وان يتمت‪++‬ع‬
‫بقدر كب‪++‬ير من االهتم‪++‬ام وال‪++‬وعي بأبع‪++‬اد بدق‪++‬ة وموض‪++‬وعية‪ +،‬حيث يتوق‪++‬ف على ذل‪++‬ك ص‪++‬دق المعلوم‪++‬ات‬
‫وفائدتها العلمية‪.‬‬

‫كما يتضمن هذا األس‪++‬لوب المنهجي‪ ،‬أس‪++‬لوب المالحظ‪++‬ة‪-‬المش‪++‬اركة وهي أعم‪++‬ق منهجي‪++‬ا من المالحظ‪++‬ة‬
‫المباشرة‪.‬‬

‫العمليـــة‪:‬‬
‫تكون العملية عادة تلقائية وغير مخططة‪ ،‬فهي صيرورة‪ ،‬والصيرورة شيء يحصل في ك‪++‬ل م‪++‬رة‪ ،‬ذل‪++‬ك‬
‫أن أهم "ص‪++‬فة" في العملي‪++‬ة أنه‪++‬ا تتك‪++‬رر نمطي‪++‬ا‪ ،‬وهن‪++‬ا يك‪++‬ون اإلثن‪++‬وغرافي في قلب العملي‪++‬ة البحثي‪++‬ة‬
‫والميدانية‪ .‬ويقوم الباحث هنا بتسجيل كل ما قام به من أنشطة‪ ،‬وم‪++‬ا عايش‪++‬ه من ظ‪++‬روف‪ ،‬وم‪++‬ا لقي‪+‬ه‪ +‬من‬
‫استجابات عاطفية‪ ،‬وأن يفصل‪ +‬بين ما يقوله ويفعله من جهة‪ ،‬وما يرى اآلخ‪++‬رون يقولون ‪+‬ه‪ +‬ويفعلون ‪+‬ه‪ +‬من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬وهو يتناول أفعال اآلخرين وأقوالهم كما لو كانت عديمة التأثر بأقواله وأفعاله هو ‪.‬‬

‫‪-----------------------------‬‬
‫‪-‬محاضرات في مجال علوم االعالم و االتصال‪، +‬محاضرة الثامنة‪ :‬انواع المناهج ‪ :‬المنهج االثنوغرافي‪ ، +‬جامعة المسيلة‬
 ‫(‬
‫روبرت ايمرسون وآخرون‪ :‬البحث الميداني االثنوغرافي في العلوم االجتماعية‪ ،‬ترجمة‪ :‬هناء الجوهري‪ ،‬ط‪ ،1‬المركز القومي ‪-‬‬
‫‪.‬للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص‪72‬‬

‫الوصــف‪:‬‬
‫حيث تعد أهم خطوة من خطوات المنهج اإلثنوغرافي‪ ،‬حيث يقوم الباحث بوصف م‪++‬ا ي‪++‬رى فق‪++‬ط وص‪++‬فا‬
‫أمينا وموضوعيا بعيدا عن أهوائه وذاتيته‪.‬‬

‫وتعد هذه المرحلة ش‪++‬اقة ومرهق‪++‬ة بالنس‪++‬بة لإلثن‪++‬وغرافي‪ ،‬إذ يعم‪++‬ل على المالحظ‪++‬ة أو المش‪++‬اركة وعلى‬
‫التسجيل المباشر في اللحظة ذاتها‪ ،‬ويصبح حاسما أن يسجل بدقة وبالتفص‪++‬يل ك‪++‬ل م‪++‬ا يش‪++‬اهده ذل‪++‬ك أن‬
‫طول مدة البقاء في ميدان البحث يضعف ال‪++‬رؤى واألفك‪+‬ار ال‪++‬تي تك‪++‬ونت ل‪+‬دى الب‪++‬احث لحظ‪++‬ة االتص‪+‬ال‬
‫األولى بتل‪++‬ك الثقاف‪++‬ة ال‪++‬تي ك‪++‬انت مجهول‪++‬ة بالنس‪++‬بة إلي‪++‬ه‪ ،‬فالب‪++‬احث المي‪++‬داني ال يتع‪++‬رف على اهتمام‪++‬ات‬
‫اآلخرين‪ ،‬وأفكارهم دفعة واحدة‪ ،‬وإنما يكون ذلك من خالل عملية مستمرة ال تتوق‪++‬ف‪ ،‬ل‪++‬ذلك يتعين على‬
‫الباحث أن يسجل تلك العمليات المتجددة والمراحل المتتابعة‪ ،‬وهنا تمثل المذكرات الميداني‪++‬ة مص‪++‬درات‬
‫متميزا لتسجيل الخبرات والحفاظ عليها بصورتها األقرب إلى لحظة معايشتها‪ ،‬األمر ال‪++‬ذي يس‪++‬اعد في‬
‫الوصول إلى فهم أعمق وتدبر أدّق لتلك الخبرات‪.‬‬

‫التحليــــل‪:‬‬
‫يتم في ه‪++‬ذه المرحل‪++‬ة جم‪++‬ع المعلوم‪++‬ات‪ ،‬والب‪++‬دء في تص‪++‬نيفها‪ ،‬ويتم رب‪++‬ط العملي‪++‬ات ال‪++‬تي تم مالحظته‪++‬ا‬
‫وتسجيلها م‪++‬ع بعض‪++‬ها البعض وعن طري‪++‬ق عملي‪++‬ات الرب‪++‬ط ه‪++‬ذه‪ ،‬تظه‪++‬ر العالق‪++‬ات والص‪++‬الت بين تل‪++‬ك‬
‫الوقائع والطقوس ال‪++‬تي س‪++‬بق تس‪++‬جيلها‪ ،‬كم‪++‬ا يتم تحلي‪++‬ل محت‪++‬وى تل‪++‬ك العالق‪++‬ات‪ ،‬كي‪++‬ف يمكن أن تس‪++‬ير‪،‬‬
‫ودرجة االنسجام والتناقض بينها‪ ،‬وكذلك اآلثار المترتبة عن ذلك‪.‬‬

‫وتتلخص خطوات مرحلة التحليل في البدء بكتابة بعض التوصيفات األولية لموضوعات التحليل‬
‫األساسية‪ ،‬ثم االتجاه بعد ذلك إلى انتقاء‪ ،‬وتوضيح‪ ،‬وترتيب ومراجعة بعض المقتطفات‪ +‬المتعلقة بكل‬
‫موضوع من المذكرات الميدانية‪ ،‬وصوال إلى تكوين مجموعة من الوحدات المنتظمة موضوعيا لتلك‬
‫المقتطفات والتعليقات التحليلية عليها‪ ،‬وتنتهي بمناقشة عملية كتابة المقدمات والخالصات الالزمة‬
‫‪.‬إلخراج نص علمي ميداني مكتمل‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪ -‬شارلوت سيمون سميث واخرون‪ :‬موسوعة علم االنسان –المفاهيم والمصطلحات االنتروبولوجية‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2009 ،‬ص ‪.495‬‬
 ‫‪-‬روبرت ايمرسون وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75:‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ادوات المنهج االثنوغرافي‪.‬‬

‫وتتمثل أهم التقنيات واألدوات المستخدمة في المنهج اإلثنوغرافي في ‪:‬‬

‫‪ -‬المالحظة بالمشاركة‬
‫وهي تلك التي يشارك فيها الباحث بانتظام في أنشطة الجماعة التي تتم مالحظتها‪ ،‬أم‪++‬ا في‬
‫حالة المالحظة دون المشاركة فال يشارك الباحث في النشطة الجماعة قي‪++‬د االهتم‪++‬ام‪ +،‬وفي‬
‫والتص‪+‬ور الع‪++‬ام ح‪++‬ول‬
‫ّ‬ ‫هذا النّوع من المالحظ‪++‬ة يتم تحدي‪++‬د أهداف‪++‬ه بدّق‪++‬ة‪ ،‬وك‪++‬ذا المتغ‪++‬يرات‬
‫الموضوع‪ ،‬ثم ينخرط الباحث مباشرة في حياة الجماعة التي يجري عليها الدّراسة‪.‬‬
‫فتقنية المالحظة تعتمد على تس‪++‬جيل للقط‪++‬ات أحيان‪++‬ا ح‪++‬ول محادث‪++‬ات‪ +‬ذات‪ +‬ط‪++‬ابع مناس‪++‬باتي‬
‫وغير رسمية‪ ،‬فالمالحظة تستعمل في حاالت معينة حال‪++‬ة المواض‪++‬يع الس‪++‬لوكية‪ ،‬حيث تهتم‬
‫باإلجابة على السؤال كيف؟ لتقدم تفسيرا للسلوك في بعده الكيفي‪.‬‬

‫‪ -‬المقابلة االثنوغرافية‪:‬‬
‫يستخدم الباحث االثنوغرافي أثناء الدراسة الميدانية إضافة إلى المالحظ‪++‬ة تقني‪++‬ة المقابل‪++‬ة‪،‬‬
‫التي تشمل المقابلة الموجهة والمقابلة غير الموجهة‪ ،‬التي تع‪++‬رف اس‪++‬تخداما كب‪++‬يرا مقارن‪++‬ة‬
‫بالطريقة األولى في هذا النوع من الدراسات‪ ،‬ألنه‪++‬ا تس‪+‬مح للب‪++‬احث بأخ‪++‬ذ معلوم‪++‬ات كيفي‪++‬ة‬
‫معمقة حول أفراد‪ +‬عينة الدراسة‪.‬‬

‫أ‪ -‬المقابلة غير الموجهة‪:‬‬

‫هي تقنية تستعمل من أجل مساءلة األف‪++‬راد‪ +‬بكيفي‪++‬ة منعزل‪++‬ة‪ ،‬لكن أيض‪++‬ا في بعض الح‪++‬االت‬
‫مساءلة الجماعات بطريقة غير موجهة تسمح بأخذ معلومات كيفية بهدف التع‪++‬رف العمي‪++‬ق‬
‫على األشخاص‪ ،‬حيث يقوم الباحث بتوجيه األسئلة ألفراد العينة على أن يكس‪++‬ب ثقتهم في‬
‫المقابالت‪ +‬األولية‪ ،‬مع إتاحة الفرصة لهم لإلجابة المطولة دون توجيه اإلجابة وجهة معينة‪،‬‬
‫وال يحاول الباحث قطع حديثهم إذا انتقلوا للحديث في موضوع آخر‪ ،‬وإنما يقوم بتش‪++‬جيعهم‬
‫باستخدام كلمات أو عبارات تزيد من شدة استرس‪+‬الهم في الح‪+‬ديث ح‪+‬ول الموض‪+‬وع ال‪+‬ذي‬
‫يهم الباحث‪ ،‬ويمكن للباحث تدوين تلك المعلومات أو تسجيلها باآلالت الحديثة إذا كان ذل‪++‬ك‬
‫ال يؤثر سلبا على ثقتهم به‪ ،‬وعلى الباحث أن يقوم بتدوين كل م‪++‬ا يس‪++‬معه أثن‪++‬اء المقابل‪++‬ة أو‬
‫بعدها مباشرة حتى ال ينسى بعض عناصرها‪ ،‬وأهم ما يميز ه‪++‬ذا الن‪++‬وع من المق‪++‬ابالت‪ +‬ه‪++‬و‬
‫إتاحتها الفرصة إلظهار سمات شخصيات األفراد‪ ،‬وذلك بإعطاء المعلومات التفصيلية عن‬
‫الموضوعات التي تدور حولها األسئلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقابلة الموجهة‪:‬‬
‫وتتمثل تلك الطريقة في استخدام‪ +‬استمارة تتك‪++‬ون من مجموع‪++‬ة من األس‪++‬ئلة ال‪++‬تي وض‪++‬عت‬
‫بدقة حول موضوع معين‪ ،‬إذ يجب على الباحث أن يقرأ كل س‪++‬ؤال أم‪++‬ام الش‪++‬خص الم‪++‬راد‬
‫دراسته ثم تسجيل إجابته في االستمارة‪ ،‬بحيث تتم قراءة األسئلة بصورة محاي‪++‬دة بحيث ال‬
‫تؤثر على إجابات‪ +‬المستجوب‪ ،‬وتعتبر ه‪++‬ذه الطريق‪++‬ة غ‪++‬ير ش‪++‬ائعة في الدراس‪++‬ات الخاص‪++‬ة‬
‫بالمجتمعات الريفية والبدائية‪ +،‬ذلك أنها تثير شكوك األفراد لعدم تعودهم على تلك الطريق‪++‬ة‬
‫الرسمية في الحديث وخاصة أنه في الغالب ال يعرف القراءة والكتابة ولم يح‪++‬دث أن قابل‪++‬ه‬
‫أحد وأخ‪++‬ذ يس‪++‬جل أقوال‪++‬ه‪ ،‬و ل‪++‬ذلك ال يس‪++‬تخدمها اإلثنوغرافي‪++‬ون كث‪++‬يرا إال في المجتمع‪++‬ات‬
‫الحضارية‪.‬‬
‫ومن‪++‬ه فطريق‪++‬ة المقابل‪++‬ة تكتس‪++‬ي أهمي‪++‬ة كب‪++‬يرة في البح‪++‬وث أالنثربولوجي‪++‬ة ألنه‪++‬ا ت‪++‬دعم أداة‬
‫المالحظ‪++‬ة بالمش‪++‬اركة‪ ،‬من خالل الحص‪++‬ول على معطي‪++‬ات ومعلوم‪++‬ات ٔاك‪++‬ثر تفص‪++‬يال عن‬
‫الظاهرة المدروسة‪ ،‬وتساعد الباحث على التعمق أكثر من ج‪++‬وانب المجتم‪++‬ع البح‪++‬ثي مح‪++‬ل‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة االختبارات النفسية‪:‬‬

‫هذه الطريق‪++‬ة غ‪++‬ير ش‪++‬ائعة كث‪++‬يرا‪ ،‬وتس‪++‬تخدم عموم‪++‬ا في األنثروبولوجي‪++‬ا االجتماعي‪++‬ة أثن‪++‬اء‬
‫الدراسات الميدانية لبعض االختبارات النفسية لتحديد خص‪++‬ائص شخص‪++‬ية أف‪++‬راد المجتم‪++‬ع‬
‫موضوع الدراسة‪ ،‬ومن أمثلة تلك االختبارات "اختب‪++‬ار روش‪++‬اخ" (‪،)Rorschach Test‬‬
‫ويجب اإلشارة هنا أن القليل من علماء األنثروبولوجيا المتعلقة بعلم االجتم‪++‬اع يس‪++‬تخدمون‬
‫هذا النوع من االختبار لتكون الحصة األوفر في استخدامات علماء األنثروبولوجيا الثقافية‪+‬‬
‫الذين يتخصصون في تحديد العالقة بين الشخصية والحضارة في مجتمع ما‪.‬‬

‫‪------------------------‬‬
 ‫‪-‬بن عمروش فريدة ‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية و االجتماعية‪ : +‬المقاربات الكمية و الكيفية في ضوء التجربة‬
‫البحثية في علوم االعالم و االتصال‪ ، +‬كلية علوم االعالم و االتصال‪ ، +‬جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا‪ +‬و عيوب المنهج االثنوغرافي‪+.‬‬

‫ان المنهج االثنوجرافي كغيره من مناهج البحوث له عيوب من أبرزها أن التطبيق‪ +‬العملي السليم لهذا‬
‫المنهج يتطلب التالي‪:‬‬
‫‪-‬تدوين بيانات هائلة دقيقة‪ ،‬خالل فترة زمنية طويلة‪ ،‬بواسطة أشخاص مدربين تدريب ًا عالي ًا على‬
‫أساليب المالحظة‪ .‬كما أن النتائج صعب تحليلها‪ ،‬وبالنظر إلى كمية البيانات فإنه من الصعب تكرار‬
‫النتائج‪.‬‬
‫‪-‬البحوث االثنوجرافية تميل إلى أن تكون أكثر تكلفة من مناهج البحث األخرى‪.‬‬
‫‪-‬حجم العينة كثير ًا ما يكون فرد ًا واحد ًا أو فصالً أو مدرسة واحدة‪ .‬ولذلك فإن النتائج كثير ًا ما تكون‬
‫خاصة بالعينة فقط‪.‬‬
‫‪-‬بزيادة عدد الباحثين الذين تحولوا إلى البحوث االثنوجرافية‪ ،‬ومنهم من لم يتدرب على إجرائها‪ ،‬زاد‬
‫عدد البحوث الضعيفة التي يعتبرها أصحابها خطأ بحوث ًا اثنوجرافية‪،‬‬
‫ويتصف هذا النوع من البحوث بأنه مختصر‪ ،‬إذا أن الوقت الذي يقضيه الباحث في موقع البحث قصير‬
‫جد ًا‪.‬‬
‫ويرى عالم أيض ًا أن من أبرز مزايا المنهج االثنوجرافي التالي‪:‬‬
‫‪-‬البحوث االثنوجرافية إذا أحسن إجراؤها يمكن أن تكون بحوث ًا قوية توفر للباحث فهم ًا للبيانات غير‬
‫متاح في األنواع األخرى من البحوث‪.‬‬
‫‪-‬الفرضيات التي تصاغ في البحوث االثنوجرافية كثير ًا ما تكون أكثر صدق ًا من الفروض القائمة على‬
‫النظرية وحدها‪.‬‬
‫‪-‬يتميز المنهج اإلثنوغرافي بالمرونة في الطريقة والتحليل‪ +،‬كما أنه بحث غير مقنن‪ ،‬فال يخضع لضبط‬
‫سابق للمتغيرات‪ ،‬كما أن له القدرة على الكشف عن الظواهر العفوية‪ +‬التي تظهر من خالل الممارسات‬
‫والسلوكيات غير المقصودة خالل إجراء الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬يركز البحث اإلثنوغرافي على وصف السياق‪ ،‬دون محاولة من الباحث فرض نظامه أو معتقداته‬
‫على الموقف البحثي‪ ،‬ويقوم البحث اإلثنوغرافي على افتراض أن السلوك اإلنساني يتأثر تأثرا كبيرا‬
‫بالبيئة التي يحدث فيها‪ ،‬وعليه‪ +،‬فالفهم الحقيقي للسلوك يتطلب منا فهم تلك البيئة‪ ،‬أو السياق‪ ،‬بصورة‬
‫متكاملة‪ ،‬ولذا فان جمع البيانات والمعلومات يجب أن يجري في مواقعها وسياقاتها الطبيعية‪ ،‬وحيث تتم‬
‫عملية تفسير البيانات في إطار السياق ذاته‪.‬‬
 ‫‪-------------------------------------------‬‬

‫‪-‬أبو عالم‪ ،‬رجاء‪2001( .‬م)‪ .‬مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات ص‪.350‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين منهج البحث االثنوجرافي‬

‫والمناهج البحثية األخرى‬

‫الفرق األساس‪++‬ي بين المنهج االثن‪++‬وجرافي وغ‪++‬يره من المن‪++‬اهج التقليدي‪++‬ة‪ ،‬ه‪++‬و أن مراجع‪++‬ة‬
‫البحوث السابقة‪ ،‬ال يترتب عنها صياغة فروض قابلة لالختبار‪ ،‬ويتم قبولها أو رفضها بعد‬
‫الحص‪+++‬ول على النت‪+++‬ائج‪ ،‬إذ ي‪+++‬ترتب عن مراجع‪+++‬ة البح‪+++‬وث الس‪+++‬ابقة‪ ،‬وض‪+++‬ع ف‪+++‬روض‬
‫واستراتيجيات توجه عم‪++‬ل الب‪++‬احث‪ .‬فالب‪++‬احث‪ +‬االثن‪++‬وجرافي ال يري‪++‬د أن يت‪++‬أثر ت‪++‬أثر ًا كب‪++‬ير ًا‬
‫بنتائج حصل عليها من بحوث أخرى أجريت غالب ًا في بيئات أخرى غير البيئة التي يجري‬
‫فيها بحثه‪ ،‬والتي ينوي أن يعمم عليها نتائجه‪.‬‬
 ‫‪----------------------------------‬‬

‫– أبو عالم‪ ،‬رجاء‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.349‬‬

‫خاتمة‬

‫وتبرز أهمي‪+‬ة اس‪++‬تخدام المنهج اإلثن‪+‬وغرافي في الدراس‪++‬ات اإلعالمي‪+‬ة‪ ،‬خاص‪+‬ة م‪+‬ع تط‪++‬ور‬
‫بحوث اإلعالم‪ ،‬فهو ال يهتم فق‪++‬ط بدراس‪++‬ة أنم‪++‬اط س‪++‬لوك الجمه‪++‬ور‪ ،‬وإنم‪++‬ا في تفاعله‪++‬ا م‪++‬ع‬
‫الس‪++‬ياق االجتم‪++‬اعي والثق‪++‬افي والسياس‪++‬ي‪ ،‬باالعتم‪++‬اد على أدوات وط‪++‬رق منهجي‪++‬ة عدي‪++‬دة‪،‬‬
‫أهمها المالحظة بالمشاركة التي تهدف إلى معايشة الباحث لهذه السلوكيات محل الدراسة‪،‬‬
‫وتحليلها ووصفها عن كثب‪ ،‬وفي ظروفها الطبيعية‪ ،‬مما يكشف العديد من الحقائق العلمي‪++‬ة‬
‫التي قد ال تبرز للباحث باستخدام مناهج أخرى‪.‬‬
 ‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫رضوان بوجمعة‪ ,‬أشكال االتصال التقليدية في منطقة القبائل‪ :‬محاولة تحليل أنتربولوجي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة ‪-‬‬
‫دكتوراه دولة في علوم اإلعالم واالتصال‪ +،‬قسم علوم اإلعالم واالتصال‪ +،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪2007 -2006 ،‬‬

‫عبد الحميد زيتون كمال ‪، 2006 ،‬تصميم البحوث الكيفية و الكمية و معالجة بياناتها‪ +‬إلكترونيا‪ ،‬القاهرة‪,‬عالم الكتب ‪-‬‬

‫‪ -‬بن عمروش فريدة ‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ :‬المقاربات الكمية و الكيفية في ضوء التجربة‬
‫البحثية في علوم االعالم و االتصال‪ ، +‬كلية علوم االعالم و االتصال‪ ، +‬جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫‪ -‬محاضرات في مجال علوم االعالم و االتصال‪، +‬محاضرة الثامنة‪ :‬انواع المناهج ‪ :‬المنهج االثنوغرافي ‪ ،‬جامعة‬
‫المسيلة‬

‫‪ -‬روبرت ايمرسون وآخرون‪ :‬البحث الميداني االثنوغرافي في العلوم االجتماعية‪ ،‬ترجمة‪ :‬هناء الجوهري‪ ،‬ط‪ ،1‬المركز‬
‫القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪،2010 ،‬‬
‫‪ -‬شارلوت سيمون سميث واخرون‪ :‬موسوعة علم االنسان –المفاهيم والمصطلحات االنتروبولوجية‪ +،‬المركز القومي‬
‫للترجمة‪ ،‬القاهرة‪،2009 ،‬‬

‫‪ -‬أبو عالم‪ ،‬رجاء‪2001( .‬م)‪ .‬مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات‬