Professional Documents
Culture Documents
Rabiadjafour@
Rabiadjafour@
707
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
في حين وقف رجال الدين بين متشدد ومعارض ومؤيد بشروط حيث يقول حمدان في ضرورة توفر مبرر لعمل المرأة« :
أما في حالة غياب المبررات الحقيقية للعمل كاتقاء الفقر أو توفر العائل من الرجال أو استغناء المجتمع استغناء صادقا عن
مشاركتها في الوظائف العامة فال داعي لعملها» (حمدان ,ب ت )171,ويرى "الغزالي" وجوب اختيار المهن التي تناسب المرأة«:
أنني أرفض هذه المساواة في األعمال ,وعندما كنت شابا رأيت في قريتنا رجال وزوجته يديران « الطمبور » يرويان أرضها قلت
هذا عمل شاق وقد جربته » (الغزالي )39 ,1990 ,وبين هذا وذاك تعيش المرأة في صراع بين البحث عن الذات ونظرة اآلخر.
اشتغلت المرأة منذ القدم في الصناعات التقليدية أو الحقول ولكن هذه األعمال حتى وان كانت مؤجرة فإنها كانت تعتبر
امتدادا ألنشطتها المنزلية ولوظائفها الطبيعية ,وكان تقسيم العمل بين الرجل والمرأة يقع حسب الثنائية (داخل البيت وخارجه)
وبمرور الزمن أصبح هذا االختالف بين الجنسين يمثل تفاوتا أوجدته القيمة االقتصادية المسندة لعمل كل منهما وخاصة لدى
الرجال (محفوظ )320 , 1982 ,وبذلك فقد شرع الرجل القوانين لنفسه وللمرأة فقسم العمل بحيث يرضي نفسه أوال ,وخص المرأة
برعاية البيت وحتى بين العبيد فإن النساء منهن أعفين من العمل ولم يعفين من التسيد عليهن ،وبمجيء الثورة الصناعية حدثت
تغييرات اجتماعية أدت إلى نهضة المرأة ففي الطبقة العليا زادت الثورة الجديدة من وقت الفراغ لدى المرأة ,بينما قاست زوجات
الطبقات العاملة كثي ار فالضرورة االقتصادية أدت بالمرأة للعمل في المناجم والمصانع – كعمال غير مهرة – فانحطت مكانتها ،كما
كان عليها أعباء غير محتملة (العمل داخل المنزل وخارجه) وما لبث أن سمع صراخها فارتفعت مكانتها في المنزل وقد أعطاها
عملها جنبا إلى جنب مع الرجل بعض المزايا التي حققتها تدريجيا (عبد الفتاح.)49 -50 ,1984 ,
وبحلول الحرب العالمية األولى اضطر عدد كبير من النساء للعمل بسبب عدم وجود العائل واجحاف كبير في كثير من
الحقوق التي كان يحصل عليها الرجال كتقليص األجر إلى النصف ,وبمرور الزمن أثبتت المرأة جدارتها في مختلف ميادين العمل
وطالبت بحقوقها تدريجيا؛ ففي سنة 1975أسفر المؤتمر الدولي األول للمرأة بالمكسيك عن عدة نتائج هامة أبرزها تأسيس
المنظمات الحكومية لتنفيذ شعاراتها وهي:
* تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات.
* مشاركة المرأة في عملية التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
* دعوة المرأة للمشاركة في إرساء قواعد السالم العالمي.
وعليه قامت الدول العربية بتأسيس المنظمات الحكومية واألهلية للتنمية الشاملة في ضوء إستراتيجية قومية (عفيفي,
)35 ,1996
تحدید المشكلة
يتفاعل اإلنسان مع مختلف عناصر بيئته ولفهم أسهل لواقعه فإنه يبدي تصورات ويعطي أحكاما ومعاني لمختلف
الموضوعات واألشياء من حوله ،ووفقا لويسكوبف-جولسون ( ،)1968فمن الضروري للفرد وللحفاظ على االتساق بين المجاالت
قادر على إيجاد معنى في الحياة؛ وفيم يتعلق بالعمل ،يؤكد Brief
الخاصة (الداخلية) والعامة (الخارجية) من حياته ،أن يكون ا
(and Nordبريف و نورد) ( )1990أن معنى جميع األنشطة البشرية تم الحصول عليها من مصدرين هما الفهم والنوايا .ويبدو
من المفيد النظر في تماسك هذه المصادر وأنه من الممكن أن نفهم تفسير الفرد لعمله ونواياه من خالل الكشف عن تطوره
الشخصي ،وتصور تاريخه (من حيث األحداث واحتياجاته الماضية والحالية والمستقبلية) ومع ذلك ،يجب االعتراف بأن هناك
عوامل أخرى تستحق النظر أيضا كمحددات محتملة لمعنى العمل) .(Estelle Morin,2008,4وتنبع قيمة ذلك من كون العمل
يمثل أساس المؤسسات االجتماعية واالقتصادية لدوره الحيوي في حياتها.
يمضي األفراد أكبر أوقات حياتهم في العمل سواء كان مأجو ار أو غير مأجور بحيث تدفعنا الكثير من الحاجات إلى
السعي لتحقيقها فهل العمل حاجة أم طريق لتحقيق الحاجة؛ العمل المأجور يحدد مكانة األفراد والمجتمعات بقوة السلطة
االقتصادية ،ويعيش كل إنسان تقريبا خصائص ومميزات العمل باعتباره جهد إنساني مبذول لتحقيق غاية ،فيضحي بكثير من
مظاه ر الراحة الجسمية والنفسية في سبيل ذلك .ويبدو أن العمل يعطي السعادة رغم األلم الذي يسببه بما يجلبه من منافع مادية
708
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
ومعنوية ونتائج ايجابية .ويتوقع األفراد الحصول على عمل مضمون ودائم ,وفي حالة البطالة نجدهم يبحثون عن العمل بشكل
إرادي ،فما الذي يعنيه العمل لهم؟ وهل نعمل ألننا مضطرون للعمل أو ألننا نريد أن نعمل؟ وحيث تقضي معظم النساء أعمارهن
في العمل المنزلي غير المأجور فتخنقها األسرة بقوانينها الشخصية ،ويضع العمل المأجور بقوانينه عبئا نصا وممارسة ،هل بقي
هناك مغرى للعمل من وجهة نظر المرأة؟
أسئلة الدراسة:
-ما مستوى موافقة عينة الدراسة على كل مكون من مكونات مفهوم العمل ؟
-هل توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة باختالف الحالة
اإلجتماعية؟
-هل توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة باختالف التخصص
العلمي؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية ومن خالل اإلجابة على تساؤالتها إلى:
-الكشف عن مستوى موافقة عينة الدراسة على كل مكون من مكونات مفهوم العمل.
-الكشف عن الفروق في متوسطات مكونات مفهوم العمل تبعا الختالف الحالة اإلجتماعية والتخصص العلمي لألستاذة
الجامعية.
أهمیة الدراسة:
تكتسي الدراسة الحالية أهميتها من قيمة أن يكون للعمل مغزى وقيمة لدى الفرد بحيث يمثل ذلك دافعا في حد ذاته لإلقبال
على العمل (سواء كان مأجور أو غير مأجور) كما نتبين وجود عدة دوافع خلف هذا المفهوم كاشفا بذلك االختالفات في إدراكات
األفراد وتفاعلهم مع عناصر المحيط (البيئة االجتماعية ،بيئة العمل).
التعریف اإلجرائي:
مفهوم العمل :هو مجموعة من األسباب التي تدفع األستاذة الجامعية للبحث عن العمل والخروج إليه وذلك كما تعبر عنه استجابةً
على فقرات األداة المعدة في الدراسة الحالية.
حدود الدراسة :تمثلت حدود الدراسة الحالية في
-الحدود المكانیة :جامعة قاصدي مرباح -ورقلة
-الحدود البشریة :اشتملت على عينة من األستاذات الجامعيات
-الحدود الزمنیة :ما بين شهري أفريل -ماي 2017
-الحدود الموضوعیة :ترتبط نتائج هذه الدراسة باألداة المعد لقياس متغير مفهوم العمل
التراث النظري والدراسات السابقة:
1ـــ تعریف العمل:
العمل في اللغة :الفعل بقصد .و َع ِم َل عمالً :صنع ومهن (المنجد في اللغة واألعالم )530 ,2012 ,وكما يقول برغسون
يتكون ويتطور إال ألن له يدين تصنعان اآلالت ،وحمل على المتصوفة الذين يحتقرون العمل ,وقال كلمتهأن عقل اإلنسان لم ّ
المشهورة العمل جوهر الوجود (سراي الدين.)10 ,2012 ,
فتطلق كلمة "العمل" باالصطالح الفلسفي على نشاط اإلنسان اإلرادي المقترن بالجهد (أي التعب أو المشقة) لغرض نافع
غير التسلية واللهو ،وتطلق بالمعنى الديني أيضا على التعبد والقيام بالفرائض أو المستحبات الدينية وقد تضمنت في الدين
اإلسالمي المعنى الديني واالجتماعي والسلوكي واالقتصادي أيضا؛ وتطلق كلمة عمل بالمعنى االقتصادي العام على الجهد البدني
والعقلي الذي يبذله اإلنسان في مجال سعيه الدنيوي من أجل االرتزاق واالكتساب (السعيد.)9 ،1983 ،
709
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
ويرى االقتصاديون االشتراكيون :أن العمل هو صورة عنصر أساسي وهو قوة العمل التي تكمن في ذات أو جسم اإلنسان
الحي بحيث تظهر عند إنفاقها في صورة عمل ويعرفها ماركس :تحت هذا االسم تجب أن تشمل مجموعة من الطاقات الجسمية
والفكرية المتواجدة في ج سم اإلنسان ,في شخصيته الحية ,والتي يجب أن يجعلها في حركة لكي ينتج أشياء نافعة (دادي عدون ,د
ت )122 ,في حين يرى آدم سميث أن العمل هو القياس الحقيقي للقيمة (مسلم )27 , 2007 ,أي أن قيمة الشيء أو قيمة
الخدمة هي حصيلة العمل الذي ساهم في إيجادها ،ولقد قال ديكارت الغرض من العمل مهما كان رفاهية اإلنسان وسعادته في هذه
الحياة ,وسلطانه على الطبيعة واستخدام قواها لصالحه (سراي الدين.)8 , 2012 ,
يعبر العمل إذن عن النشاط الواعي والهادف ,العضلي أو الفكري ,والمبذول في عملية اإلنتاج ,أي استعمال األدوات
لتحويل مادة العمل في عملية اإلنتاج المادية أو المعنوية (دادي عدون ,د ت )122 ,
كما يعرف العمل على أنه النشاط المبذول من أجل أثر ضروري سواء أتعلق ذلك باإلنتاج أو باألجرة( .مسلم,
.)2007,26
ويعرف "هنري أرفون" العمل على أنه الفعل الذي يتناول به اإلنسان المادة (الزري.)17 ,1998 ,
ويعرف ) )meyersonالعمل على أنه نشاط منظم ومنسق من أجل الوصول إلى أثر منتج (مسلم.)28 ,2007 ,
2ــ تطور مفهوم العمل:
يذكر ناف ( )neffأن تغير مفهوم العمل عبر المراحل التاريخية وباختالف المجتمعات يرجع إلى الطريقة التي يفكر بها
الناس حول العمل وكيف يشعرون نحوه والدرجة التي يحقق فيها العمل إشباعا أو إحباطا يتوقف على نوع المجتمع الذي يعيشون
فيه (مجلة علم االجتماع)1 ,1993 ,
حول ذهن اإلنسان إلى التوحش وتجعله فالعمل اليدوي عند اإلغريق لعنة يجب تجنبها قدر اإلمكان ألنه مهمة مرهقة تُ ّ
غير مؤهل للتفكير والتأمل في الحقيقة أو في ممارسة الفضيلة والخير والنشاطات السياسية ,وكان العبيد وغير المواطنين من يقوم
بالعمل اليدوي والفالحة والتجارة.
وينظر العبريون األوائل للعمل كعقاب وضرورة بغيضة نتيجة الذنب الذي اقترفه آدم عليه السالم مما تسبب في إنزاله من
الجنة إلى الدنيا ليشقى ,وكذلك األمر بالنسبة للمسيحيين األوائل إال أنه أوجدت دوافع أخرى للعمل وباألخص عمل الرهبان منها:
-العمل شيء ضروري لمشاركة األشياء التي ينتجها الرهبان ويقوي الحب األخوي.
-العمل إجباري على الرهبان ألنه يسد حاجات الكنيسة ويطهّر الجسم والروح من الشيطان (مجلة علم االجتماع,
)1993,2
وبمجيء اإلسالم اعتبر العمل عبادة هلل وطريقة لكسب عيشه وتجنيبه السؤال تكريما له ،ومن األدلة قوله (ص) عندما
وحرص على العمل النافع والصالح (الزري.)24 ,1998 ,
سئل عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور"ّ .
اعتبر العطل
كما أعطى كل من مارتن لوثر وكالفين في الثقافة الغربية -بعصر النهضة -مفهوما ايجابيا جديدا للعمل و ا
عن العمل ذنبا والكدح مهما كان نوعه فضيلة ,ومهّد ذلك لظهور أخالق العمل والثورة الصناعية ,ومن خاللها بنيت فكرة االنجاز
والجدية ,وأصبح العمل مركز حياة اإلنسان والوسيلة التي يستطيع بها صنع نفسه وبناء مجتمعه (مجلة علم االجتماع)3 ,1993 ,
3ـــ دوافع خروج المرأة للعمل:
بينت الدراسات األولى في هذا المجال أن أهم دوافع خروج المرأة للعمل هو الحاجة االقتصادية والمقصود هو حاجة ملحة
لكسب قوتها أو حاجة األسرة لدخل المرأة كدعم ,وما لبث األمر أن تغير وقلت قيمة هذا الدافع تدريجيا بازدياد فرص التعليم
وباتساع عدد المشتغالت وبالتغيير الذي حدث في مفهوم دور المرأة ,ففي عام ( )1958بينت دراسات " هير " عن دور المرأة
المشتغلة وع ن السيطرة أن النساء من الطبقة الدنيا يعملن من أجل المادة أكثر مما تفعل النساء العامالت من الطبقة الوسطى
الالّتي غالبا ما يذكرن أن االستمتاع بالعمل هو الدافع إليه (الفتاح ،)87-86 ,1984 ,فالدافع االقتصادي مرتبط باألساس الطبقي
للمرأة التي تعمل فيكون الدافع االقتصادي قويا وملحا ويمثل حالة قصوى كلما انخفضت طبقة المرأة االجتماعية ,وقد يكون الدافع
710
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
االقتصادي من عوامل االرتفاع بمستوى األسرة من حيث التعليم أو تحقيق بعض الكماليات أو الوصول إلى مكانة اجتماعية أرقى؛
وقد بينت الدراسات عن وجود دوافع أخرى كدافع التحصيل وهو ما تؤكده دراسة " أيد " التي تبين فيها أن طالبات الكليات ذوات
الرغبة الشديدة في العمل يؤمن بقيم ذكرية ,فهن يؤكدن الحاجة للتنوع على ما يمكن تحصيله خارج المنزل فكأن التحصيل الدراسي
على مستويات تعليمية راقية يمكن أن تكون دافع للعمل واإلنجاز فيه؛ وفي دراسة قام بها " بارو " وجدت أن نسبة ( )% 48من
مهارت خاصة ولتقديم هبة للمجتمع
ا األمهات العامالت من الطبقة المتوسطة يعملن أوال كي يحققن ذواتهن ,وكذلك لكي يستخدمن
ويرضين حاجتهن للبقاء بصحبة اآلخرين (عبد الفتاح)90-88 ,1984 ,
4ـــ نظریات الدافعیة للعمل:
يمكن تصنيف مصادر معنى العمل حسب( )Rosso et al, 2010 ,95إلى أربعة مصادر رئيسية -قريبة من الذات
وبعيدة عن الذات -وهي :الذات ،األشخاص اآلخرون ،سياق العمل والحياة الروحية .وعلى الرغم من أنها لم تكن قد نظمت سابقا
وفقا لهذا التقسيم فإنها تمثل منظورات متميزة ومحددة بشكل جيد نسبيا عن مصدر المعنى أو معنى خبرة الموظفين في عملهم،
ومن جهة أخرى يرى "كامبل" أن نظريات الدافعية للعمل تنقسم إلى نظريات تركز على العمليات وتهتم بالبحث عن الدوافع وراء
السلوك من منظور :كيفية استثارته وتوجيهه وكيفية التحكم فيه من حيث استم ارريته أو إيقافه؛ وأخرى تهتم بـ ـ ـ ـ ـ ــ :فهم الدافعية من
منظور المحتوى فتركز على األسباب التي بداخل الفرد لحظة اإلتيان بالسلوك (قنديل.)155 ,1994 ,
النظریات المعرفیة:
أ ــ نظریة التوقع:
تفترض النظرية أن الفرد يفضل عادة العمل أو النشاط الذي به أكبر العوائد أو أكبر قيمة أو أكثر نفع ممكن (نوري,
)297 ,2014وقد وضع فروم ثالثة عناصر رئيسية للنظرية وهي :توقع العامل أنه سيصل إلى األداء المطلوب ,وأن تكون لعمله
نتيجة أو فائدة ,وتقديره الشخصي لنتائج عمله ومدى تثمينه لألمر الذي كوفئ به سواء كان ثوابا أم عقابا ,فكلما ازدت قيم هذه
العناصر كانت الدافعية للعمل كبيرة)مقداد.(141 ,2008 ,
ب ـــ نظریة االتساق المعرفي لكورمان:
وهي صيغة خاصة من نظريات تحقيق التوازن الداخلي للفرد من خالل إعادة االتساق بين معتقدات الفرد وتقييماته لكي
تصبح متسقة مع فكرته عن نفسه ,فمصدر طاقة الفرد هو شعوره وفكرته عن ذاته لذلك يسعى لتحقيق صورة مقبولة للذات تحفظ
تقديره لها ,وهذا ال يتم إال بإنجاز أو عمل يجسد هذا التصور عن الذات(قنديل )177 ,1994 ,وينقسم تقدير الذات إلى تقدير
الذات المزمن والموقفي واالجتماعي وكلها مهمة ألداء العمل.
نظریات الحاجات:
أ ـــ نظریة ألدرفر ):(ERG
تمثل النظرية تطو ار لنظرية ماسلو انطالقا من المشكالت التي عانت منها النظرية حيث صنفت الحاجات التي جاء بها
ماسلو في ثالث مجموعات بدل خمسة وهي :حاجات الوجود المحققة لمتطلبات الوجود المادي ,وحاجات االنتماء وتعتمد على
توفير عالقات إنسانية إيجابية مع اآلخرين ,وأخي ار حاجات النمو المتمثلة في كل ما يبذله الفرد من جهود لتأكيد جوانب تميزه
الشخصي؛ وال يكون االنتقال من مستوى إلى آخر ضروري ويمكن للفرد القفز من مستوى آلخر صعودا ونزوال(مقداد,2008 ,
)133والفرد الذي تعجز قدراته عن إشباع حاجاته في مستوى معين يتحول تلقائيا إلى البحث عن إشباعاته عند مستوى أقل ويبقى
يستجيب ومستعدا للنمو والتحسن ,ويمكن للفرد إشباع أكثر من حاجة في آن واحد (القريوتي)61 ,2009 ,
ب ـــ نظریة العاملین:
إنطالقا من دراسات هرزبرغ وزمالئه تبلورت صيغة أخرى لتفسير دافعية العمل تفترض وجود نوعين من الحاجات؛ األولى
ترتبط بحفظ كيان الفرد المادي واشباعها يكون بتوفير ظروف أو عوامل بيئة صحية كظروف أداء العمل واألمن ومقدار األجر...
والثانية ترتبط بتنشيط دوافعه وفاعليته في العمل وتسمى العوامل المحفزة واشباعها يكون من خالل انجاز العمل ذاته وتحقيق الرضا
711
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
نحوه وهذا ال يكون إال من فرد يحب عمله ويجد فيه تحقيقا لذاته (نوري )293 ,2014,ويؤدي إشباع الحاجات المرتبطة بمحتوى
العمل أي توفر الع وامل المحفزة إلى تحسين نوعية األداء وزيادة اإلنتاجية ويؤدي غيابها إلى عدم الرضا المهني ,ولضمان
االستم اررية ينبغي جعل العمل شيئا مثي ار للفرد؛ في حين أن العوامل الصحية هي عوامل حيادية ال تؤدي إلى الرضا وانما تمنع
عدم الرضا (بوفلجة.)133 ,2016 ,
النظریات السلوكیة:
أ ـــ نظریة االشتراط اإلجرائي:
ترى النظرية أن الدافعية استثارة طاقة النشاط لدى الفرد ألداء عمل معين وتمثل الخبرات السابقة للثواب والعقاب أساس
دافعية العامل الذي يواصل القيام باألفعال التي تم تعزيزها ,وحسب سكينر فإن العامل الذي يتم تعزيز سلوكه لعدم ارتكابه األخطاء
في العمل سيواصل اإلنتاج الجيد الخالي من األخطاء ,والعامل يبحث دائما عن السلوك الذي يتم تعزيزه لذا فقد يكون السلوك
الزيادة في كمية اإلنتاج أو الغياب عن العمل أو الالمباالت في العمل(مقداد )143 ,2008 ,وتعتمد فاعلية التعزيز على سلم
األفضلية الذي يميز العامل عن غيره وما يراه الفرد كمعزز حقيقي ,وأسلوب التعزيز ,ونوع النشاط.
نظریة الفروق الفردیة (:)Individual Differences theory
ترى هذه النظرية أن ثمة أنواعا من العاملين يكونون راضين عن العمل ومدفوعين بقوة للقيام به بغض النظر عن نوع
ومما يؤيد هذه النظرية يمكن اإلشارة إلى اآلتي:
ممن نادوا بهذه النظرية يمكن ذكر(ّ )Weaver, 1978
العمل الذي يقومون بهّ ،
-ما تظهره المالحظات من أن أفرادا دائمو الشكوى من أعمالهم وأن أفرادا آخرين متحمسون طوال الوقت للقيام بأعمالهم
ومدفوعين بقوة للقيام بها.
-ما وجده بعض الباحثين من عالقة ارتباطية موجبة بين الرضا في العمل والرضا في الحياة (انظر مثال )Orpen, 1978
فالعاملون السعداء في الحياة يميلون إلى أن يكونوا سعداء في العمل كذلك ،والعكس صحيح.
-ما وجده بعض الباحثين من أن الرضا عن العمل يميل إلى االستقرار عبر سنوات نمو اإلنسان فلقد وجد ( Judge and
Watanabe (1993معامل ارتباط دال إحصائيا مقداره( )0.37للرضا عن العمل لدى مجموعتين من العمل بين سنتي
( 1972و1977م).
-نتائج العمل التي أجراها ( Arvey, et al (1989مع توائم متطابقة انفصلت عن بعضها لسبب من األسباب ,وتوصلوا فيها
إلى معامالت ارتباط دالة إحصائيا بين الدرجات التي حصل عليها التوائم في مقاييس الرضا عن العمل(مقداد,2008 ,
)138
النظریة الكالسیكیة:
تضم المدرسة عدة تفرعات نظرية تتفق حول ماهية اإلنسان ومن أبرز ممثليها فريدريك تايلر ,ماكس فيبر ,هنري فايلول,
لينداك أيرويك ,ولوثر جوليك وموني ورايلي؛ تفترض النظرية أن اإلنسان كائن اقتصادي ويمكن التأثير على سلوكه من خالل
استعمال الحوافز االقتصادية المتمثلة في األجور والمزايا المادية األخرى التي يتجاوب معها الفرد تجاوبا ميكانيكيا (القريوتي,
)37 ,2009
الدراسات السابقة:
حول معنى العمل بصفة عامة:
خيار،
ألنه ليس لديهم أي ّ أن 11من العمال يعملون ّ أجرى طوسكي ( )TAUSKY 1969دراسة توصل إثرها إلى ّ
22التحقوا به بسبب عوائده و 55يعملون ألسباب اقتصادية .وتحديدهم لمعنى العمل جاء مطابق لهذه األسباب ،فالفئة األولى ترى
عرفته بكونه الحل األمثل للمشاكل االقتصادية.
بأنه مصدر العوائد ،بينما الثالثة ّ
حتمية معيشية ،والثانية ترى ّ
أن العمل ليس سوى ّ
ّ
712
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
أن 76يعملون من أجل بمعية كابالن KAPLINبدراسة توصال من خاللها إلى ّ وفي سنة 1974قام نفس الباحث ّ
الحصول على مكافآت مالية 10 ،ال يريدون العمل إطالقا 80 ،يرغبون في االستمرار حتّى وان لم يكونوا في حاجة إلى مال .
أن للعمل ستة ٍ
معان هي: أن العمل كنشاط ُينظر إليه نظرة إيجابية و ّ
وخلصا إلى ّ
-العمل وسيلة لتحقيق الرضى ،فمعنى اإلنجاز يتحقق بأداء مهمة مثل تقديم خدمة لآلخرين ،اكتساب خبرة جديدة ،تعلّم
تنمية قدرات وتحقيق مسؤولية و استقاللية.
حاجاتّ ،
-العمل وسيلة لتحقيق االحترام وكسب االعتبار ،احترام الغير للشخص ذاته أو لعمله على األقل.
-العمل وسيلة ألداء دور اجتماعي وبالتّالي تحقيق مكانة في المجتمع.
-العمل وسيلة لنسج العالقات :بالزمالء ،المشرفين ،الزبائن وأرباب العمل...
الحياتية.
الحياة الكريمة وتضمن الحاجات ّ
-العمل نشاط اقتصادي به تحقق ّ
-العمل نشاط دائم يشغل الفرد ويمتص فراغه.
أن 71من المستجوبين لديهم رغبة في االستمرار في العمل حتّىوتوصلت دراسة أجرتها جامعة ميشغان في 1978إلى ّ
ّ
لكل من مورس توصلت إليها دراسات سابقة ّ ّ الحياة السعيدة وهي نفس النتيجة التّي
ّ وان حققوا ثروة تضمن لهم
ووايس( ،(MORSE,WEISS (1955جاكوبوسكي) ،JAKUBOUSKI(1968طوسكي ،)(1969كابالن وطوسكي
أن 91.4يفضلون العمل حتّى وان حدث الث ارء وهيتوصل مقدم ع إلى ّ
ّ وفي دراسة على الطلبة الجامعيين )(1991
نتيجة تدل على عدم اعتبار الفرد لعمله مجرد وسيلة لكسب المال ،بل هو ضرورة اجتماعية ونفسية ،وان كانت الدراسة اهتمت
بعد عماال ،وهم في مرحلة ووضعية غالبا ما يتسم صاحبها بالمثالية.
بأفراد ليسوا ُ
وأجرى فريق من الباحثين من تسع دول دراسة لمعرفة معنى العمل واالختالفات الموجودة بين الدول ،نذكر منهم بول
كوتسي من بلجيكا POL COETSIERوسازي ميسرة SASI MISRAمن الهند ،وجوزي ميسوميJUSI MISSUMI
و جورج إنجلند وماكوتو تاكمري TAKAMIRY MAKOTOمن اليابان وويليام وايتليWILLIAM WHITELY
J.INGLANDمن أمريكا وكانت النتائج:
ال يوجد أي مبرر نظري لتوقع أية عالقة جوهرية بين األبعاد الكبرى لمعنى العمل. -
-معنى العمل يتغير ويختلف من نوع عمل ألخر ومن ظروف أو محيط عمل آلخر.
حتمية اجتماعية أكثر من الذكور.
-اإلناث يؤكدن كون العمل ّ
-العمال ذوو المستويات التعليمية العليا يعتبرون العمل معيا ار من المعايير االجتماعية.
-يختلف معنى العمل من بلد آلخر(أرزقي.)2006 ،
حول معنى العمل لدى المرأة بصفة خاصة:
دراسة كامیلیا عبد الفتاح((1984
تناولت هذه الدراسة سيكولوجية المرأة العاملة وتضمنت المحاور التالية )االشباعات التي تحققها المرأة العاملة عن طريق
العمل :النفسية ،االجتماعية واالقتصادية؛ إذا كان هناك تغير في موقف المرأة بفعل العمل نحو الزوج واألبناء؛ وما نظرة الرجل
نحو هذا العمل (.فقد استخدمت الباحثة المنهج التجريبي وذلك بواسطة مجموعة تجريبية من العامالت ومجموعة ضابطة من غير
العامالت و توصلت الباحثة من خالل هذه الدراسة إلى ما يلي:
-أن المرأة كحقيقة واقعة ،دخلت ميدان العمل وتعمل في جميع مجاالته النظرية والعلمية.
-أن العمل يحقق للمرأة اشباعات نفسية اجتماعية تتعلق باألهمية والمكانة والشعور بالقيمة.
-أن اشتغال المرأة يحقق لها األمن االقتصادي ضد التهديدات الواقعية والمتوهمة التي تثير في نفسها المخاوف بالنسبة لمستقبلها
ومستقبل أوالدها ،كما أن األمن االقتصادي يخفف من إحساسها بالتبعية بالنسبة للرجل فضال عما تشعره كنتيجة لالستقالل
االقتصادي من شعور بالقيمة والمكانة.
713
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
-إن اشتغال المرأة قد دفع إليه تغير في قيم المجتمع نتيجة لتأثره بالثقافة الغربية من ناحية وبالتصنيع من ناحية أخرى وبالفلسفة
االشتراكية من ناحية ثالثة.
-إن اشتغال المرأة ارتبط بوضوح بفكرة التكامل األسري أي أن الرجل قد حقق نتيجة الشتغال المرأة قد ار كبي ار من التحرر من
األعباء والمسؤوليات المختلفة التي كانت بحكم الوضع التقليدي تلقى على كاهله.
-إن اشتغال المرأة يساعد على االستقرار النفسي والنضج االنفعالي لألطفال.
دراسة عبروس ذهبیة )(1989
اعتبرت الباحثة أن ظاهرة عمل المرأة خارج بيتها جاء بالخصوص نتيجة للتغيرات التي تحصل في التنظيم األبوي للعائلة
الجزائرية ،ذلك من خالل تحليل الظروف التي أدت إلى بروز هذا الواقع الجديد والنتائج االجتماعية التي أحدثت تصدعا في البناء
العائلي ،وبتعبير أدق هل يمكن أن يحدث عمل المرأة خارج بيتها تغيير في العالقة غير المتوازنة التي تحكم المرأة والرجل ،بحيث
بينت المقابالت الشبه الموجهة بوضوح الحافز الذي يكمن وراء خروج المرأة للعمل وهي:
-حوافز ذات طابع اقتصادي وهي خاصة بالمطلقات واألرامل وفتيات ينتمين إلى عائالت ممتدة.
-العمل كنتيجة طبيعية لفتيات بلغن مراحل دراسية ثانوية وجامعية(حالة الفتيات العازبات التي تتراوح أعمارهن بين 20و 30
سنة) أو متزوجات يمارسن عموما مهنة التدريس وأحيانا إطارات في اإلدارة يبحثن من خالل ما
أسمته الباحثة " :التحرر االقتصادي كوسيلة لتحقيق دوافعهن".
وحسب (فريزر وبيرشل )418 ،2012،نستطيع استخدام مصطلح العمل ليشير إلى مضمون ما يفعله الفرد في حين أن
مصطلح الوظيفة يشير إلى مضمون العمل وأشياء أخرى من قبيل الزمالء ،واألجر ،وظروف العمل ...وغيرها .بعبارة أخرى؛ يشير
مصطلح العمل إلى الجوانب الداخلية الذاتية ،لكن مصطلح الوظيفة يتضمن كال من الذاتي والخارجي.
الطریقة واإلجراءات:
المنهج :اعتمد في الدراسة الحالية على المنهج الوصفي بأسلوبيه االستكشافي والمقارن وذلك لمناسبته وأهداف الدراسة الحالية.
المجتمع والعینة:
يتكون مجتمع الدراسة الحالية من أستاذات جامعة قاصدي مرباح بورقلة(الجزائر) من تخصصات مختلفة(ميكانيك ،علم
االجتماع ،علم النفس ،اتصال ،علوم سياسية) حيث قدر حجم المجتمع ب ـ ـ ( )81أستاذة بهذه التخصصات وعليه اختيرت العينة
بطريقة عشوائية بسيطة حيث قدر عدد أفرادها بـ ( )50أستاذة والجدول التالي يوضح خصائص عينة الد ارسة:
جدول رقم ( :)01توزع عینة الدراسة وخصائصها
خصائص العينة
العدد الكلي لألستاذات :ن= 50
الحالة االجتماعية متزوجة غير متزوجة
24 26 العدد
38،88 42،12 النسبة المئوية
التخصص العلمي
علوم سياسية اتصال علم النفس علم االجتماع ميكانيك
العدد
08 05 21 08 08
96,12 1,8 02,34 96,12 96,12 النسبة المئوية
يالحظ من خالل النسب المدونة في الجدول أعاله أن عدد األستاذات متفاوت وذلك تبعا للعدد الكلي لألستاذات بكل
تخصص.
أداة الدراسة:
وهي استبانة لقياس مفهوم العمل من وجهة نظر األستاذة الجامعية تتكون من ( )12مكونا وفق متدرج خماسي يمتد من
الموافقة الشديدة إلى المعارضة الشديدة ،قامت الباحثتان بإعداد هذه االستبانة وفق الخطوات اآلتية:
714
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
االطالع على عدد من المواضيع والدراسات السابقة حول موضوع مفهوم العمل كــ:
-دراسة عبد النور أرزقي بعنوان " معنى العمل".
-دراسة عماد لعالوي بعنوان" مفهوم العمل لدى العمال وعالقته بدافعيتهم في العمل الصناعي من خالل إشباع الحوافز
المادية.
الخصائص السیكومتریة :للتأكد من صالحية االستبيان وجب أن يتصف بالخصائص السيكومترية حتى ّيعد قابال للتطبيق وعليه
تم إجراء دراسة استطالعية على عينة مكونة من 35أستاذة جامعية من كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية بجامعة ورقلة وذلك
قصد تقدير معامل الصدق والثبات.
الصدق:
حتى نتحقق من أن فقرات المقياس مترابطة تم حساب معامالت االرتباط بين درجات كل فقرة بالدرجة الكلية للمقياس
والنتائج موضحة في الجدول رقم (.)02
جدول رقم( :)02معامل االرتباط بین كل فقرة والدرجة الكلیة لمقیاس مفهوم العمل
معامل االرتباط السؤال معامل االرتباط السؤال
** *
0.62 7 0.35 1
** **
0.73 8 0.59 2
** **
0.55 9 0.47 3
** **
0.62 10 0.50 4
* **
0.40 11 0.58 5
** **
0.69 12 0.58 6
م ـن خـالل الج ـدول أعـ ـاله وبحس ـاب مع ـامالت االرتب ــاط نجد أنهـا تت ـراوح مــا بيـن ( ،)0.73 -0.35وهي معامالت مقبولة،
وبذلك فإن كل معامالت االرتباط لفقرات تعبر عن اتساق داخلي حيث كانت مقبولة وبالتالي فاالستبيان على قدر مقبول من
الصدق.
الثبات :قدر الثبات بمعامل ألفا كرونباخ والنتائج في الجدول رقم ()03
جدول رقم ( :)03قیمة معامل الثبات (ألفا كرونباخ) لمقیاس مفهوم العمل
تبين من نتائج تطبيق معادلة ألفا كرونباخ أن معامل الثبات يساوي إلى ( )0.79وحيث يرى جيلفورد ونانلي أن معامالت
ألفا يجب أال تقل عن (( )0.70أورد في :أبو عالم )2004 ،ومنه يتبين أن المقياس على قدر مقبول من الثبات وهو قابل
لالستعمال في الدراسة الحالية.
معاییر الحكم :وقصد الحكم على مدى الموافقة على كل مكون تم االعتماد على المعايير التالية:
جدول رقم( :)04معاییر الحكم على مكونات مقیاس مفهوم العمل
المستوى المتوسط
درجة منخفضة ج ًدا من 1إلى أقل من 1.8
درجة منخفضة من 1.8إلى أقل من 2.6
درجة متوسطة من 2.6إلى أقل من 3.4
درجة عالية من 3.4إلى أقل من 4.2
درجة عالية ج ًدا من 4.2إلى 5
-المعالجة اإلحصائیة :استخرجت الباحثة المؤشرات اإلحصائية الستجابات أفراد عينة الدراسة لإلجابة عن التساؤل األول،
كما تم استخدام اختبار) ت) الختبار الفرضية األولى واختبار(ف) الختبار صحة الفرضية الثانية.
715
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
716
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
وبالتسلسل ظهرت العناصر التالية في المراتب الوسطى (استقالل مادي ،قيمة ،مكانة اجتماعية ،ضرورة اقتصادية ،استقرار
نفسي) وهي جوانب ذات عالقة بالحاجات النفسية والمادية لألستاذات كغيرهن من باقي فئات العمال إذ يعتبر العمل كمصدر دعم
مادي ونفسي -اجتماعي.
وقد احتلت المراتب الثالث األخيرة المكونات (امتيازات اجتماعية ،ضرورة اجتماعية ،ملئ ألوقات الفراغ) وهي مكونات
تعكس هامشيتها من وجهة نظر األستاذات ،وهنا يمكن الذهاب مع نظرية االشتراط اإلجرائي إلى أن فاعلية التعزيز على سلم
األفضلية الذي تميز األستاذات عن غيرهن وما ترينه كمعزز حقيقي ,وأسلوب التعزيز ،ونوع النشاط هي التي تستثير وتوجه
األستاذات لالستمرار في العمل وليس المعزز في حد ذاته (االمتيازات )...وعليه فهناك نظرة واعية لمفهوم العمل تقوم على القناعة
أوال.
وعليه يمكن القول أن مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة مفهوم متعدد األبعاد فهو يحمل بعد ذاتي وآخر خارجي
ذلك أن العمل يحقق لها إشباعا نفسيا واجتماعيا وشعو ار بالقيمة والمكانة واألمن االقتصادي.
عرض وتفسیر نتیجة الفرضیة األولى :تنص الفرضية األولى عما يلي" :توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم
العمل من وجهة نظر عينة الدراسة باختالف الحالة اإلجتماعية".
وقصد معالجة هذه الفرضية تم حساب اختبار "ت" بين متوسطي عينة األستاذات المتزوجات وغير المتزوجات واستخراج
داللتها اإلحصائية فكانت النتائج على النحو التالي:
جدول رقم ( :)06قیمة (ت) وداللتها اإلحصائیة الستجابات العینة تبعا للحالة االجتماعیة
القيمة االحتمالية د .ح ت المحسوبة قيمة االحتمال ف المؤشرات
.71 48 0.36- 0.70 0.14 تحقيق للذات
.69 48 0.40- 0.47 0.51 ضرورة اقتصادية
.76 48 0.29- 0.44 0.58 إنضباط
.62 48 0.49- 0.33 0.93 مسؤولية
.36 48 .91- 0.52 0.40 إستقرار نفسي
.74 48 .33- 0.28 1.16 مكانة اجتماعية
.93 48 .07 0.73 0.11 عبادة
.42 48 .81- 0.67 0.17 ضرورة اجتماعية
.59 48 0.54 0.64 0.21 استقالل مادي
.45 48 .75- 0.78 0.07 إمتيازات اجتماعية
.16 48 1.41- 0.27 1.22 ملئ ألوقات الفراغ
.21 48 1.26- 0.16 1.96 قيمة
يتبين من خالل النتائج الموضحة في الجدول ( )06أن جميع القيم االحتمالية للمكونات أكبر من ( )0.05حيث تراوحت
ما بين ( ) 0.767 -0.121وعليه ال توجد فروق بين وجهتي نظر األستاذات حول مكونات مفهوم العمل تبعا للحالة االجتماعية،
وهذه النتيجة تؤيد نتائج دراسة عبروس حيث أوضحت أن الحوافز التي تكمن وراء خروج المرأة للعمل هي:
-حوافز ذات طابع اقتصادي وهي خاصة بالمطلقات واألرامل وفتيات ينتمين إلى عائالت ممتدة.
-العمل كنتيجة طبيعية لفتيات بلغن مراحل دراسية ثانوية وجامعية (حالة الفتيات العازبات التي تتراوح أعمارهن بين 20و 30
سنة) أو متزوجات يمارسن عموما مهنة التدريس.
وقد ذكر البعض أن اإلسالم فرض عقابا على القادر على العمل القاعد عنه بإرادته ويعيش على حساب اآلخرين ،وأن
أشد ما كان يخشى منه رسول اهلل (ص) على أمته هو "مداومة النوم والكسل" لغير علة صحية (السعيد )17 ،1983 ،وعليه
فمهما كانت الحالة االجتماعية لألستاذة فهي تدرك أن العمل واجب عليها القيام به.
عرض وتفسیر نتیجة الفرضیة الثانیة:
تنص الفرضية الثانية عما يلي :توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة
باختالف التخصص العلمي؟
717
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
وقصد معالجة هذه الفرضية تم حساب اختبار "ف" بين متوسطات عينة األستاذات تبعا للتخصص واستخراج داللتها
اإلحصائية فكانت النتائج على النحو التالي:
جدول رقم( :)07قیمة ف ومستوى داللة الفروق في مكونات مفهوم العمل تبعا للتخصص العلمي
قيمة ف المحسوبة
قيمة ف المحسوبة
مجموع المربعات
مجموع المربعات
متوسط المربعات
متوسط المربعات
القيمة االحتمالية
القيمة االحتمالية
درجات الحرية
درجات الحرية
مصدر التباين
مصدر التباين
المكونات
المكونات
بين
0.01 3.36 2.02 4 8.08 0.00 4.25 2.34 4 9.37 بين المجموعات
تحقيق الذات
المجموعات
عبادة
داخل
0.60 45 27.03 0.55 45 24.80 داخل المجموعات
المجموعات
49 35.12 اإلجمالي 49 34.18 اإلجمالي
بين
0.04 2.723 2.73 4 10.94 0.43 0.97 0.47 4 1.91 بين المجموعات
المجموعات
اقتصادية
إجتماعية
ضرورة
ضرورة
داخل
1.00 45 45.23 0.49 45 22.08 داخل المجموعات
المجموعات
49 56.18 اإلجمالي 49 24.00 اإلجمالي
بين
0.03 2.861 1.89 4 7.57 0.63 0.64 0.34 4 1.36 بين المجموعات
إستقالل مادي
المجموعات
إنضباط
داخل
0.66 45 29.80 0.52 45 23.75 داخل المجموعات
المجموعات
49 37.38 اإلجمالي 49 25.12 اإلجمالي
بين
0.05 2.49 2.83 4 11.34 0.45 0.93 0.215 4 .86 بين المجموعات
المجموعات
إجتماعية
إمتيازات
مسؤولية
داخل
1.13 45 51.07 0.23 45 10.35 داخل المجموعات
المجموعات
49 62.42 اإلجمالي 49 11.22 اإلجمالي
بين
0.46 0.92 0.00 4.07 بين المجموعات
إستقرار نفسي
1.48 4 5.94 4.36 4 17.46
ملئ ألوقات
المجموعات
الفراغ
داخل
1.61 45 72.63 1.07 45 48.15 داخل المجموعات
المجموعات
49 78.58 اإلجمالي 49 65.62 اإلجمالي
بين
مكانة إجتماعية
0.11 1.95 1.03 4 4.14 0.03 2.94 1.65 4 6.62 بين المجموعات
المجموعات
قيمة
داخل
0.53 45 23.88 0.56 45 25.29 داخل المجموعات
المجموعات
49 28.02 اإلجمالي 49 31.92 اإلجمالي
يتضح من خالل الجدول أعاله أن القيمة االحتمالية بالنسبة للمكونات (تحقيق مفهوم الذات ،إستقرار نفسي ،مكانة
اجتماعية ،عبادة ،ضرورة إجتماعية ،استقالل مادي) قدرت على التوالي بـ ــ)0.034 /0.017 /0.030 ،0.007 /0 .005( :
وهي أقل من ( )0.05وعليه يوجد اختالف بين تخصصات األستاذات حول هذه المكونات كأحد مكونات مفهوم العمل .وعليه تم
إجراء المقارنات البعدية في المكونات التي ظهر فيها فروق والنتائج في الجداول رقم ( 08و )09أما بالنسبة للمكونات (ضرورة
اقتصادية ،انضباط ،مسؤولية ،ملئ ألوقات الفراغ ،قيمة) :قدرت القيمة االحتمالية على التوالي بـ ــ/0.452 /0.632 /0.432( :
)0.119 /0.460وهي أكبر من ( )0.05وعليه ال يوجد اختالف بين تخصصات األستاذات حول هذه المكونات كأحد مكونات
مفهوم العمل ،ويمكن تفسير هذه األخيرة من خالل كون اإلنسان كائن اقتصادي يمكن التأثير على سلوكه من خالل استعمال
الحوافز االقتصادية المتمثلة في األجور والمزايا المادية األخرى التي يتجاوب معها الفرد تجاوبا ميكانيكيا ،وهناك بحوث أخرى بينت
أهمية الدافع االقتصادي كعامل من عوامل االرتقاء بالمستوى العام لألسرة فقد يكون الدافع للعمل الوصول إلى مستوى أرقى من
حيث التعليم أو تحقيق بعض الكماليات أومن أجل الوصول إلى مكانة اجتماعية أرقى ،كما بينت الدراسات األولى في مجال دوافع
العمل أن أهم دوافع خروج المرأة للعمل هو الحاجة االقتصادية بهدف كسب قوتها أو حاجة األسرة لدخل المرأة دعما أو لعدم وجود
718
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
العائل ،بينما بينت الدراسات التالية أن الدافع االقتصادي مرتبط باألساس الطبقي للمرأة التي تعمل فيكون الدافع االقتصادي قويا
وملحا ,ويمثل حالة قصوى كلما انخفضت طبقة المرأة االجتماعية ،كما زادت الثورة الجديدة من وقت الفراغ لدى المرأة في الطبقة
العليا.
وحسب "سكينر" فإن العامل الذي يتم تعزيز سلوكه لعدم ارتكابه األخطاء في العمل سيواصل اإلنتاج الجيد الخالي من
األخطاء مم يعن االنضباط في العمل ،كما مجد اإلسالم وكرم العمل والعاملين ورفع شأنهما وأوجبه على البشر وزينه لهم ودفعهم
إليه وحثهم عليه (القادرين عليه منهم) وذلك لتعلق حق الحياة لهم جميعا به لذلك ،فقد قاوم بكل حزم األفكار البالية ومنها ما
يقضي بأن امتهان العمل إهانة وحطة لكرامة اإلنسان وال يليق ِ
بعلّية القوم واألحرار من البشر فأ ّكد بذلك على أن قيمة كل فرد
تقاس بعمله وسعيه (السعيد .)14 ،1983 ،كما اعتبر مارتن لوثر وكالفين أن العطل عن العمل ذنب والكدح مهما كان نوعه
فضيلة ,فأصبح العمل مركز حياة اإلنسان والوسيلة التي يستطيع بها صنع نفسه وبناء مجتمعه ،كما يرى آدم سميث أن العمل هو
القياس الحقيقي للقيمة.
جدول رقم ( :)08المقارنات البعدیة في مكون (استقرار نفسي ،مكانة اجتماعیة ،ضرورة اجتماعیة ،استقالل مادي) تبعا
للتخصص العلمي
استقالل مادي ضرورة اجتماعية مكانة اجتماعية استقرار نفسي المكون
القيمة متوسط القيمة متوسط
متوسط الفرق القيمة االحتمالية متوسط الفرق القيمة االحتمالية المقارنات الثنائية
االحتمالية الفرق االحتمالية الفرق
0.08 0.67 0.10 0.95- 0.14 0.52 0.05 0.97 2 هندسة
*
0.04 0.64 0.30 0.72- 0.24 0.34 0.68 0.16- 3 ميكانيكية
0.18 0.60 1.00 0.20 0.62 0.20- 0.38 0.50 4 1
* * *
0.00 1.30 1.00 0.20- 0.00 1.02 0.00 1.35 5
0.08 0.67- 0.10 0.95 0.14 0.52- 0.05 0.97- 1
* علم االجتماع
0.92 0.03- 0.96 0.22 0.57 0.17- 0.01 1.13 3
2
0.87 0.07- 0.42 1.15 0.09 0.72- 0.42 0.47- 4
0.13 0.62 0.41 0.75 0.18 0.50 0.47 0.37 5
*
0.04 0.64 0.30 0.72 0.24 0.34- 0.68 0.16 1
*
0.92 0.03 0.96 0.22- 0.57 0.17 0.01 1.13 2 علم النفس
0.91 0.04- 0.61 0.922 0.15 0.54- 0.20 0.66 4 3
* *
0.06 0.65 0.76 0.52 0.03 0.67 0.00 1.51 5
0.18 0.60- 1.00 0.20- 0.62 0.20 0.38 0.50- 1
اتصال
0.87 0.07 0.42 1.15- 0.09 0.72 0.42 0.47 2
4
0.91 0.04 0.61 0.92- 0.15 0.54 0.20 0.66- 3
*
0.13 0.70 0.99 0.40- 0.00 1.22 0.15 0.85 5
* * *
0.00 1.30 1.00 0.20 0.00 -1.02 0.00 -1.35 1
0.13 0.62- 0.41 0.75- 0.18 0.50- 0.47 0.37- 2 علوم سياسية
* *
0.061 0.65- 0.76 0.52- 0.03 -0.67 0.00 -1.5 3 5
*
0.13 0.70- 0.99 0.40 0.00 -1.22 0.15 0.85- 4
المدونة في الجدول بالنسبة لمكون استقرار نفسي :أن هناك اختالف معنوي بين (الهندسة
ّ يالحظ من خالل النتائج
الميكانيكية -علوم سياسية) (علم االجتماع -علم النفس) (علم النفس -علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالية أقل من
( )0,05في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالية أكبر من ( .)0.05وقد يعود
ذلك لطبيعة التخصص حيث تحقق بعض التخصصات استق ار ار نفسيا من حيث كونها تساعدهن على أداء الوظائف والمهام العقلية
بصورة منسقة ومنتظمة وبذلك تحقق لهن قد ار أفضل من النجاح.
أما بالنسبة لمكون مكانة اجتماعية :يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن هناك اختالف معنوي بين (الهندسة
الميكانيكية -علوم سياسية) (علم النفس -علوم سياسية) (اتصال -علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالیة أقل من ()0.05
في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالیة أكبر من ( .)0.05ويفسر ذلك بكون أن
التسلح بالعلم يدفع الم أرة للبحث عن وظيفة في مجال تخصصها واالنخراط في العمل ،حيث تشير المكانة االجتماعية بوجه عام
719
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
إلى المنزلة العالية والسمعة الحسنة التي ينسبها الناس إلى مراكز اجتماعية ومهن (تخصصات) معينة في المجتمع؛ وهذا يعني أن
المكانة االجتماعية عبارة عن عدة مراكز اجتماعية يشغلها الفرد وعدة خصائص وسمات يتميز بها ،فمن الممكن أن نصنف مكانة
الفرد من خالل المركز االجتماعي ومستواه االقتصادي ونوع العائلة التي ينتمي إليها ...وتخضع هذه العناصر وغيرها لمعايير وقيم
اجتماعية تحدد مستوى المكانة االجتماعية التي يشغلها الفرد ،فقد يحتل في ضوء المعايـير االجتماعية مكانة اجتماعية عليا في
السلم االجتماعي ،وقد يشغل مكانة متوسطة أو دنيا وقد يصنف المجتمع المكانة االجتماعية تصنيفا اقتصاديا على أساس طبيعة
علو المكانة يساعد على جودة أداء األستاذ
المهنة أو الوظيفة أو حجم الدخل الشهري (السيف )36-35 ،2010 ،ومع أن ّ
واالنضباط فإنها مؤخ ار تشهد انخفاضا ألسباب عدة.
بالنسبة لمكون ضرورة اجتماعية :يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن هناك اختالف معنوي بين تخصص
(الهندسة الميكانيكية -علم االجتماع)( ،علم االجتماع -اتصال)( ،علم االجتماع -علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالية أقل
من ( )0.05في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالية أكبر من ( )0.05فنتيجة
للتغير االجتماعي واالقتصادي الحاصل في البالد وتغير نظرة الناس للعمل فقد أصبح ضرورة اجتماعية وليس حك ار على الرجل.
بالنسبة لمكون استقالل مادي :يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن هناك اختالف معنوي بين (الهندسة
الميكانيكية -علم النفس) (الهندسة الميكانيكية -علوم سياسية) (اتصال -علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالية أقل من
( )0.05في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالية أكبر من ( .)0.05حيث أن
الحصول على وظيفة وقبض راتب معناه استقالل الم أرة ماديا واكتفائها اقتصاديا وهذا يجعلها تعتمد على نفسها وأنها تستطيع إعالة
نفسها وعائلتها بعيدا عن سلطة الرجل ،أو إذا تزوجت تستطيع معاونة الزوج في أعباء مصاريف ومعيشة األسرة .واذا حصل
الطالق فإنها تستطيع إكمال مسيرة حياتها دون االعتماد على الرجل وخاصة في ضوء بعض التخصصات التي تشعر فيها
األستاذة بالسيطرة على عملها أكثر من غيرها.
وبصفة عامة وحسب نظرية الفروق الفردية فإن ثمة أنواعا من العاملين يكونون راضين عن العمل ومدفوعين بقوة للقيام به
بغض النظر عن نوع العمل الذي يقومون به.
جدول رقم ( :)09المقارنات البعدیة في مكون (تحقیق الذات ،عبادة)
عبادة تحقيق الذات المكون
متوسط الفرق القيمة االحتمالية القيمة االحتمالية متوسط الفرق المقارنات الثنائية
0.10 0.95- 0.40 1.10 2
0.30 0.72- 1.00 0.08- 3 هندسة ميكانيكية
0.00 0.20 0.99 0.20- 4 1
0.00 0.20- 0.91 0.35 5
0.10 0.95 0.40 1.10- 1
علم االجتماع
0.96 0.22 0.31 1.18- 3
2
0.42 1.15 0.26 1.30- 4
0.41 0.75 0.83 0.75- 5
0.30 0.72 1.00 0.08 1
0.96 0.22- 0.31 1.18 2 علم النفس
0.61 0.92 1.00 0.11- 4 3
0.76 0.52 0.69 0.43 5
1.00 0.20- 0.99 0.20 1
اتصال
0.42 -1.15- 0.26 1.30 2
4
0.61 0.92- 1.00 0.11 3
0.99 0.40- 0.61 0.55 5
1.00 0.20 0.91 0.35- 1
0.41 0.75- 0.83 0.75 2 علوم سياسية
0.76 0.52- 0.69 0.43- 3 5
0.99 0.40 0.61 0.55- 4
يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن الفروق بين مختلف التخصصات لم تظهر بدقة نظ ار لكونها قليلة جدا
جدا ،حيث يسعى كل فرد لتحقيق صورة مقبولة للذات تحفظ تقديره لها وهذا ال يتم إال بإنجاز أو عمل يجسد هذا التصور عن
720
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
الذات ،وقد يرجع ذلك إلى طبيعة كل تخصص -ربما -وما يضفيه من تحقيق للذات فقد تعطي التخصصات العلمية رضا أكبر
كونها تبرز قدرة المرأة على عمل نفس األعمال التي يقوم بها الرجال على حد سواء ،كما أنه وبمجيء اإلسالم اعتبر العمل عبادة
هلل وطريق لكسب عيشه وتجنيبه السؤال تكريما له .فقد أوجب اإلسالم العمل على القادرين عليه وحثهم عليه لتعلق حياتهم به ،لذا
خاطبهم (ص) بقوله ":العمل عبادة" و" عليكم بالطلب" أي بطلب الرزق و" ليس منا من ترك دنياه آلخرته وآخرته لدنياه " (السعيد،
)16 ،1983
خالصة ومقترحات:
يبدو أن معنى العمل عملية معقدة وتتداخل فيها عديد العوامل الثقافية السائدة واألعراف االجتماعية ،والتقدم العلمي
والحضاري ،والوضع االقتصادي ،لذلك هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن العناصر والمكونات المشكلة لمفهوم العمل من
وجهة نظر عينة من األستاذات الجامعيات وقد خلصت إلى ما يلي:
مفهوم العمل متعدد األبعاد(ذاتية /خارجية) ،كما لم توجد فروق تبعا للحالة االجتماعية ،بينما وجدت فروق في بعض
مكونات مفهوم العمل تبعا للتخصص العلمي لألستاذات ،وعليه توصي هذه الدراسة بـ ــ:
-ضرورة تعزيز المفاهيم االيجابية حول معنى العمل.
العمل على ضرورة وضوح األدوار في مختلف المراكز والوظائف. -
-الحفاظ على مكانة العلم والعلماء وترسيخها كقيم ثابتة.
-زيادة اهتمام المسؤولين بتوفير المناخ التنظيمي المعزز لالستقرار النفسي.
وعليه نقترح الدراسات المستقبلية التالية:
-دراسة الفروق في معنى العمل بين مختلف الوظائف.
-دراسة الفروق في معنى العمل تبعا للجنس.
دراسة الفروق في معنى العمل بين األساتذة والطلية. -
قائمة المراجع:
أبو عالم ،محمود رجاء .)2004(.مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية .ط( .)04مصر :دار النشر للجامعات.
أرزقي ،عبد النور(.جانفي .)2006معنى العمل .مجلة 69 -56 .1 .Campus
األنصاري ،عبد الحميد إسماعيل .)2000(.قضايا المرأة بين تعاليم اإلسالم وتقاليد المجتمع.القاهرة :دار الفكر العربي.
مجلة علم االجتماع .)1993 -1992(.مفهوم العمل ووظائفه23 – 1 .5.
professors.nauss.edu.sa/dr-asmokadem/wp-content/.../sites/.../8.pdf
بوفلجة ،غياث .)2016(.مبادئ التسيير البشري .الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية.
دادي عدون ،ناصر .اقتصاد مؤسسة .ط( .)2الجزائر :دار المحمدية العامة.
درة ،محفوظ .)1982( .المرأة العربية في المغرب العربي بين االستغالل والتحرر ,المرأة ودورها في حركة الوحدة العربية .بيروت:
مركز الدراسات الوحدة العربية.
الزري ،حميد ناصر .)1998(.مفهوم العمل في اإلسالم وأثره في التربية اإلسالمية .الشارقة :منشورات دائرة الثقافة واالعالم.
سراي الدين ،وهيب .)2012(.في معنى العمل .دمشق :دار مؤسسة رسالن.
السعيد ،صادق مهدي .)1983(.مفهوم العمل وأحكامه العامة في اإلسالم "سلسة البحوث والدراسات ."6بغداد :مطبعة مؤسسة
الثقافة العمالية.
السيف ،محمد بن إبراهيم.)2010(.المدخل إلى دراسة المجتمع السعودي .ط ( )3الرياض :دار الخريجي.
عبد الفتاح ،كامليا .)1984(.سيكولوجية المرأة العاملة .بيروت :دار النهضة العربية.
721
حزيران2018 /م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد39/
عبد الوهاب ،ليلى .)1999(.تأثير التيارات الدينية في الوعي االجتماعي للمرأة العربية ،المرأة العربية بين ثقل الواقع وتطلعات
التحر .بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية.
عفيفي ،السيد عبد الفتاح .)1996(.بحوث في علم االجتماع المعاصر .مصر :دار الفكر العربي.
الغزالي ،محمد .)1990(.قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة .ط ( .)02دار الشروق.
القريوتي ،محمد قاسم القريوتي .)2009(.السلوك التنظيمي .ط( .)5عمان :دار وائل.
قنديل ،شاكر عطية .)1994( .الدافعية للعمل :قراءات فى علم النفس الصناعي واإلداري في الوطن العربي .ط( .)4دار
المعارف.
لعالوي ،عماد .)2012/2011(.مفهوم العمل لدى العمال وعالقته بدافعيتهم في العمل الصناعي من خالل إشباع الحوافز
المادية .رسالة دكتوراه غير منشورة .الجزائر .جامعة منتوري قسنطينة -الجزائر.
مسلم ،محمد .)2007(.مدخل إلى علم النفس العمل .الجزائر :دار قرطبة.
مقداد ،محمد.)2006(.علم النفس الصناعي .دار قانة.
المنجد في اللغة واألعالم .)2012(.ط ( .)45بيروت :دار المشرق.
ناصر ،دادي عدون .)2003(.إدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي .الجزائر :دار المحمدية العامة.
نوري ،منير .)2014(.تسيير الموارد البشرية .ط( .)2الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية
فريزر ،كولن وبيرشل ،برندان .)2012(.تقديم علم النفس االجتماعي(ترجمة فارس حلمي) .األردن :دار المسيرة.
المراجع األجنبیة:
Grossman,Y.Hidreth & Chester Nia Lane.(1999). The experience& meaning of work in women's
lives. Lawrence erlbaun associates, inc, publisher.
Estelle Morin.(2008). Estelle Morin The meaning of work, mental health and organizational
commitment Psychological health,Studies and Research Projects REPORT R-585. Institut de
recherche Robert-Sauvé en santé et en sécurité du travail.
Rosso Brent D, Dekas H. Kathryn, Wrzesniewski. A. (2010).On the meaning of work: A theoretical
integration and review Research in Organizational Behavior. Elsevier Ltd. 30 (2010) 91–127.
Kaplan, H.Roy and Tausty,C.(avril 1974). The meaning of work among the hard core unemployed.
Pacific sociological review. 17(2). 185- 198.
722