You are on page 1of 16

‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫مفهوم العمل لدى األستاذة الجامعیة‬


‫د‪ .‬الزهرة باعمر‬ ‫د‪ .‬ربیعة جعفور‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ /‬الجزائر‬
‫‪The work concept of the university professor‬‬
‫‪Dr. Rabia Jafour‬‬ ‫‪Dr. Alzahra Ba'omar‬‬
‫‪University of Qasidi Marbah and Ouargla\ Algeria‬‬
‫‪rabiadjafour@yahoo.fr‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The present study aimed at uncovering the components of the work concept of the university‬‬
‫‪professor and studying the differences according to the social situation and the scientific‬‬
‫‪specialization. The study followed the descriptive method and after confirming the psychometric‬‬
‫‪indications of the scale for this purpose applied to a simple random sample of (50) , And the study‬‬
‫‪revealed that the concept of multidimensional work, as there were no differences depending on the‬‬
‫‪social situation, while there were differences in some components of the concept of work according‬‬
‫‪to the scientific specialization of professors and the study recommended the need to promote‬‬
‫‪positive concepts in order to establish them as traditions in the work.‬‬
‫‪Keywords: concept of work, university professor, social status, scientific specialization‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن مكونات مفهوم العمل لدى األستاذة الجامعية ودراسة الفروق في ذلك تبعا للحالة‬
‫االجتماعية والتخصص العلمي‪ ،‬وعليه اتبعت الدراسة المنهج الوصفي وبعد التأكد من الدالالت السيكومترية للمقياس الخاص بهذا‬
‫الغرض طبق على عينة عشوائية بسيطة قدرها (‪ )50‬أستاذة من جامعة ورقلة بالجزائر‪ ،‬وقد كشفت الدراسة أن مفهوم العمل متعدد‬
‫األبعاد‪ ،‬كما لم توجد فروق تبعا للحالة االجتماعية‪ ،‬بينما وجدت فروق في بعض مكونات مفهوم العمل تبعا للتخصص العلمي‬
‫لألستاذات وقد أوصت الدراسة بضرورة تعزير المفاهيم االيجابية طلبا لترسيخها كتقاليد في العمل‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحیة‪ :‬مفهوم العمل‪ ،‬األستاذة الجامعية‪ ،‬الحالة االجتماعية‪ ،‬التخصص العلمي‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫عرفت المرأة بمكانها داخل البيت وأداء كل ما يحتاجه أفراده من خدمات وظلت هذه الفكرة سائدة رغم التطور الحضاري‬
‫واالجتماعي والفكري على حد سواء ليس على مستوى اآلخر بل حتى من وجهة نظر المرأة في حد ذاتها‪ ،‬وطمعا في تغيير هذه‬
‫النظرة وبحثا عن مكانة أرقى احتلت المرأة مراكز مختلفة وشغلت عدة وظائف وأدوار إلى أنها لم تحظ بعد بالمكانة التي تنشدها‬
‫وعليه فهي ال تزال تناضل في سبيل ذلك؛ ولعله من نافلة القول وبالنظر إلى أن أعداد النساء المتعلمات في ازدياد مطرد كما أن‬
‫عدد الك فاءات واإلطارات معتبر وعليه يمكن أن تساهم المرأة بشكل واضح في سوق العمل والتنمية الشاملة للمجتمع من مختلف‬
‫مواقعها كامرأة عاملة‪.‬‬
‫وبدخول المرأة سوق العمل المدر للدخل أصبحت ظاهرة عمل المرأة تبعث عن الحيرة لحد ذاتها‪ ,‬فهذا النوع من النشاط‬
‫النسائي يحرج ألنه يست عير أشكاال وظروفا شبيهة بتلك التي عرف بها عمل الرجل‪ ,‬وألنه يكون قطيعة مع النظم والقوانين التي‬
‫حافظت على الفصل بين الرجال والنساء في المراتب وأنماط العيش (محفوظ‪ )320 ,1982 ,‬هذه المعطيات االجتماعية والثقافية‬
‫عملت ضد مساهمة المرأة مساهمة فعالة في الحياة االقتصادية في البلدان العربية اإلسالمية حتى وان سارت اإلصالحات السياسية‬
‫في هذا االتجاه‪ ,‬وبالرغم من مناداة بعض األقالم بذلك أمثال " قاسم أمين " الذي لم تفته مسألة عمل المرأة واستقاللها االقتصادي ‪,‬‬
‫إذ يقول‪ « :‬لو تبصر المسلمون لعلموا أن إعفاء المرأة من أول واجب عليها وهو التأهل لكسب ضرورات الحياة بنفسها هو السبب‬
‫الذي جر ضياع حقوقها‪ ,‬فإن الرجل لما كان مسؤوال عن كل شيء استأثر بالحق في التمتع بكل حق‪( »...‬عبد الوهاب‪,1999 ,‬‬
‫‪)169‬‬

‫‪707‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫في حين وقف رجال الدين بين متشدد ومعارض ومؤيد بشروط حيث يقول حمدان في ضرورة توفر مبرر لعمل المرأة‪« :‬‬
‫أما في حالة غياب المبررات الحقيقية للعمل كاتقاء الفقر أو توفر العائل من الرجال أو استغناء المجتمع استغناء صادقا عن‬
‫مشاركتها في الوظائف العامة فال داعي لعملها» (حمدان‪ ,‬ب ت ‪ )171,‬ويرى "الغزالي" وجوب اختيار المهن التي تناسب المرأة‪«:‬‬
‫أنني أرفض هذه المساواة في األعمال‪ ,‬وعندما كنت شابا رأيت في قريتنا رجال وزوجته يديران « الطمبور » يرويان أرضها قلت‬
‫هذا عمل شاق وقد جربته » (الغزالي‪ )39 ,1990 ,‬وبين هذا وذاك تعيش المرأة في صراع بين البحث عن الذات ونظرة اآلخر‪.‬‬
‫اشتغلت المرأة منذ القدم في الصناعات التقليدية أو الحقول ولكن هذه األعمال حتى وان كانت مؤجرة فإنها كانت تعتبر‬
‫امتدادا ألنشطتها المنزلية ولوظائفها الطبيعية‪ ,‬وكان تقسيم العمل بين الرجل والمرأة يقع حسب الثنائية (داخل البيت وخارجه)‬
‫وبمرور الزمن أصبح هذا االختالف بين الجنسين يمثل تفاوتا أوجدته القيمة االقتصادية المسندة لعمل كل منهما وخاصة لدى‬
‫الرجال (محفوظ ‪ )320 , 1982 ,‬وبذلك فقد شرع الرجل القوانين لنفسه وللمرأة فقسم العمل بحيث يرضي نفسه أوال‪ ,‬وخص المرأة‬
‫برعاية البيت وحتى بين العبيد فإن النساء منهن أعفين من العمل ولم يعفين من التسيد عليهن‪ ،‬وبمجيء الثورة الصناعية حدثت‬
‫تغييرات اجتماعية أدت إلى نهضة المرأة ففي الطبقة العليا زادت الثورة الجديدة من وقت الفراغ لدى المرأة‪ ,‬بينما قاست زوجات‬
‫الطبقات العاملة كثي ار فالضرورة االقتصادية أدت بالمرأة للعمل في المناجم والمصانع – كعمال غير مهرة – فانحطت مكانتها‪ ،‬كما‬
‫كان عليها أعباء غير محتملة (العمل داخل المنزل وخارجه) وما لبث أن سمع صراخها فارتفعت مكانتها في المنزل وقد أعطاها‬
‫عملها جنبا إلى جنب مع الرجل بعض المزايا التي حققتها تدريجيا (عبد الفتاح‪.)49 -50 ,1984 ,‬‬
‫وبحلول الحرب العالمية األولى اضطر عدد كبير من النساء للعمل بسبب عدم وجود العائل واجحاف كبير في كثير من‬
‫الحقوق التي كان يحصل عليها الرجال كتقليص األجر إلى النصف‪ ,‬وبمرور الزمن أثبتت المرأة جدارتها في مختلف ميادين العمل‬
‫وطالبت بحقوقها تدريجيا؛ ففي سنة ‪ 1975‬أسفر المؤتمر الدولي األول للمرأة بالمكسيك عن عدة نتائج هامة أبرزها تأسيس‬
‫المنظمات الحكومية لتنفيذ شعاراتها وهي‪:‬‬
‫* تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫* مشاركة المرأة في عملية التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪.‬‬
‫* دعوة المرأة للمشاركة في إرساء قواعد السالم العالمي‪.‬‬
‫وعليه قامت الدول العربية بتأسيس المنظمات الحكومية واألهلية للتنمية الشاملة في ضوء إستراتيجية قومية (عفيفي‪,‬‬
‫‪)35 ,1996‬‬
‫تحدید المشكلة‬
‫يتفاعل اإلنسان مع مختلف عناصر بيئته ولفهم أسهل لواقعه فإنه يبدي تصورات ويعطي أحكاما ومعاني لمختلف‬
‫الموضوعات واألشياء من حوله‪ ،‬ووفقا لويسكوبف‪-‬جولسون (‪ ،)1968‬فمن الضروري للفرد وللحفاظ على االتساق بين المجاالت‬
‫قادر على إيجاد معنى في الحياة؛ وفيم يتعلق بالعمل‪ ،‬يؤكد ‪Brief‬‬
‫الخاصة (الداخلية) والعامة (الخارجية) من حياته‪ ،‬أن يكون ا‬
‫‪(and Nord‬بريف و نورد) (‪ )1990‬أن معنى جميع األنشطة البشرية تم الحصول عليها من مصدرين هما الفهم والنوايا‪ .‬ويبدو‬
‫من المفيد النظر في تماسك هذه المصادر وأنه من الممكن أن نفهم تفسير الفرد لعمله ونواياه من خالل الكشف عن تطوره‬
‫الشخصي‪ ،‬وتصور تاريخه (من حيث األحداث واحتياجاته الماضية والحالية والمستقبلية) ومع ذلك‪ ،‬يجب االعتراف بأن هناك‬
‫عوامل أخرى تستحق النظر أيضا كمحددات محتملة لمعنى العمل)‪ .(Estelle Morin,2008,4‬وتنبع قيمة ذلك من كون العمل‬
‫يمثل أساس المؤسسات االجتماعية واالقتصادية لدوره الحيوي في حياتها‪.‬‬
‫يمضي األفراد أكبر أوقات حياتهم في العمل سواء كان مأجو ار أو غير مأجور بحيث تدفعنا الكثير من الحاجات إلى‬
‫السعي لتحقيقها فهل العمل حاجة أم طريق لتحقيق الحاجة؛ العمل المأجور يحدد مكانة األفراد والمجتمعات بقوة السلطة‬
‫االقتصادية‪ ،‬ويعيش كل إنسان تقريبا خصائص ومميزات العمل باعتباره جهد إنساني مبذول لتحقيق غاية‪ ،‬فيضحي بكثير من‬
‫مظاه ر الراحة الجسمية والنفسية في سبيل ذلك‪ .‬ويبدو أن العمل يعطي السعادة رغم األلم الذي يسببه بما يجلبه من منافع مادية‬

‫‪708‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫ومعنوية ونتائج ايجابية‪ .‬ويتوقع األفراد الحصول على عمل مضمون ودائم‪ ,‬وفي حالة البطالة نجدهم يبحثون عن العمل بشكل‬
‫إرادي‪ ،‬فما الذي يعنيه العمل لهم؟ وهل نعمل ألننا مضطرون للعمل أو ألننا نريد أن نعمل؟ وحيث تقضي معظم النساء أعمارهن‬
‫في العمل المنزلي غير المأجور فتخنقها األسرة بقوانينها الشخصية‪ ،‬ويضع العمل المأجور بقوانينه عبئا نصا وممارسة‪ ،‬هل بقي‬
‫هناك مغرى للعمل من وجهة نظر المرأة؟‬
‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬ما مستوى موافقة عينة الدراسة على كل مكون من مكونات مفهوم العمل ؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة باختالف الحالة‬
‫اإلجتماعية؟‬
‫‪ -‬هل توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة باختالف التخصص‬
‫العلمي؟‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف الدراسة الحالية ومن خالل اإلجابة على تساؤالتها إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن مستوى موافقة عينة الدراسة على كل مكون من مكونات مفهوم العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن الفروق في متوسطات مكونات مفهوم العمل تبعا الختالف الحالة اإلجتماعية والتخصص العلمي لألستاذة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫أهمیة الدراسة‪:‬‬
‫تكتسي الدراسة الحالية أهميتها من قيمة أن يكون للعمل مغزى وقيمة لدى الفرد بحيث يمثل ذلك دافعا في حد ذاته لإلقبال‬
‫على العمل (سواء كان مأجور أو غير مأجور) كما نتبين وجود عدة دوافع خلف هذا المفهوم كاشفا بذلك االختالفات في إدراكات‬
‫األفراد وتفاعلهم مع عناصر المحيط (البيئة االجتماعية‪ ،‬بيئة العمل)‪.‬‬
‫التعریف اإلجرائي‪:‬‬
‫مفهوم العمل‪ :‬هو مجموعة من األسباب التي تدفع األستاذة الجامعية للبحث عن العمل والخروج إليه وذلك كما تعبر عنه استجابةً‬
‫على فقرات األداة المعدة في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪ :‬تمثلت حدود الدراسة الحالية في‬
‫‪ -‬الحدود المكانیة‪ :‬جامعة قاصدي مرباح ‪ -‬ورقلة‬
‫‪ -‬الحدود البشریة‪ :‬اشتملت على عينة من األستاذات الجامعيات‬
‫‪ -‬الحدود الزمنیة‪ :‬ما بين شهري أفريل‪ -‬ماي ‪2017‬‬
‫‪ -‬الحدود الموضوعیة‪ :‬ترتبط نتائج هذه الدراسة باألداة المعد لقياس متغير مفهوم العمل‬
‫التراث النظري والدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ تعریف العمل‪:‬‬
‫العمل في اللغة‪ :‬الفعل بقصد‪ .‬و َع ِم َل عمالً‪ :‬صنع ومهن (المنجد في اللغة واألعالم‪ )530 ,2012 ,‬وكما يقول برغسون‬
‫يتكون ويتطور إال ألن له يدين تصنعان اآلالت‪ ،‬وحمل على المتصوفة الذين يحتقرون العمل‪ ,‬وقال كلمته‬‫أن عقل اإلنسان لم ّ‬
‫المشهورة العمل جوهر الوجود (سراي الدين‪.)10 ,2012 ,‬‬
‫فتطلق كلمة "العمل" باالصطالح الفلسفي على نشاط اإلنسان اإلرادي المقترن بالجهد (أي التعب أو المشقة) لغرض نافع‬
‫غير التسلية واللهو‪ ،‬وتطلق بالمعنى الديني أيضا على التعبد والقيام بالفرائض أو المستحبات الدينية وقد تضمنت في الدين‬
‫اإلسالمي المعنى الديني واالجتماعي والسلوكي واالقتصادي أيضا؛ وتطلق كلمة عمل بالمعنى االقتصادي العام على الجهد البدني‬
‫والعقلي الذي يبذله اإلنسان في مجال سعيه الدنيوي من أجل االرتزاق واالكتساب (السعيد‪.)9 ،1983 ،‬‬

‫‪709‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫ويرى االقتصاديون االشتراكيون‪ :‬أن العمل هو صورة عنصر أساسي وهو قوة العمل التي تكمن في ذات أو جسم اإلنسان‬
‫الحي بحيث تظهر عند إنفاقها في صورة عمل ويعرفها ماركس‪ :‬تحت هذا االسم تجب أن تشمل مجموعة من الطاقات الجسمية‬
‫والفكرية المتواجدة في ج سم اإلنسان‪ ,‬في شخصيته الحية‪ ,‬والتي يجب أن يجعلها في حركة لكي ينتج أشياء نافعة (دادي عدون‪ ,‬د‬
‫ت ‪ )122 ,‬في حين يرى آدم سميث أن العمل هو القياس الحقيقي للقيمة (مسلم ‪ )27 , 2007 ,‬أي أن قيمة الشيء أو قيمة‬
‫الخدمة هي حصيلة العمل الذي ساهم في إيجادها‪ ،‬ولقد قال ديكارت الغرض من العمل مهما كان رفاهية اإلنسان وسعادته في هذه‬
‫الحياة‪ ,‬وسلطانه على الطبيعة واستخدام قواها لصالحه (سراي الدين‪.)8 , 2012 ,‬‬
‫يعبر العمل إذن عن النشاط الواعي والهادف‪ ,‬العضلي أو الفكري‪ ,‬والمبذول في عملية اإلنتاج‪ ,‬أي استعمال األدوات‬
‫لتحويل مادة العمل في عملية اإلنتاج المادية أو المعنوية (دادي عدون‪ ,‬د ت ‪)122 ,‬‬
‫كما يعرف العمل على أنه النشاط المبذول من أجل أثر ضروري سواء أتعلق ذلك باإلنتاج أو باألجرة‪( .‬مسلم‪,‬‬
‫‪.)2007,26‬‬
‫ويعرف "هنري أرفون" العمل على أنه الفعل الذي يتناول به اإلنسان المادة (الزري‪.)17 ,1998 ,‬‬
‫ويعرف )‪ )meyerson‬العمل على أنه نشاط منظم ومنسق من أجل الوصول إلى أثر منتج (مسلم‪.)28 ,2007 ,‬‬
‫‪ 2‬ــ تطور مفهوم العمل‪:‬‬
‫يذكر ناف (‪ )neff‬أن تغير مفهوم العمل عبر المراحل التاريخية وباختالف المجتمعات يرجع إلى الطريقة التي يفكر بها‬
‫الناس حول العمل وكيف يشعرون نحوه والدرجة التي يحقق فيها العمل إشباعا أو إحباطا يتوقف على نوع المجتمع الذي يعيشون‬
‫فيه (مجلة علم االجتماع‪)1 ,1993 ,‬‬
‫حول ذهن اإلنسان إلى التوحش وتجعله‬ ‫فالعمل اليدوي عند اإلغريق لعنة يجب تجنبها قدر اإلمكان ألنه مهمة مرهقة تُ ّ‬
‫غير مؤهل للتفكير والتأمل في الحقيقة أو في ممارسة الفضيلة والخير والنشاطات السياسية‪ ,‬وكان العبيد وغير المواطنين من يقوم‬
‫بالعمل اليدوي والفالحة والتجارة‪.‬‬
‫وينظر العبريون األوائل للعمل كعقاب وضرورة بغيضة نتيجة الذنب الذي اقترفه آدم عليه السالم مما تسبب في إنزاله من‬
‫الجنة إلى الدنيا ليشقى‪ ,‬وكذلك األمر بالنسبة للمسيحيين األوائل إال أنه أوجدت دوافع أخرى للعمل وباألخص عمل الرهبان منها‪:‬‬
‫‪ -‬العمل شيء ضروري لمشاركة األشياء التي ينتجها الرهبان ويقوي الحب األخوي‪.‬‬
‫‪ -‬العمل إجباري على الرهبان ألنه يسد حاجات الكنيسة ويطهّر الجسم والروح من الشيطان (مجلة علم االجتماع‪,‬‬
‫‪)1993,2‬‬
‫وبمجيء اإلسالم اعتبر العمل عبادة هلل وطريقة لكسب عيشه وتجنيبه السؤال تكريما له‪ ،‬ومن األدلة قوله (ص) عندما‬
‫وحرص على العمل النافع والصالح (الزري‪.)24 ,1998 ,‬‬
‫سئل عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور"‪ّ .‬‬
‫اعتبر العطل‬
‫كما أعطى كل من مارتن لوثر وكالفين في الثقافة الغربية‪ -‬بعصر النهضة ‪ -‬مفهوما ايجابيا جديدا للعمل و ا‬
‫عن العمل ذنبا والكدح مهما كان نوعه فضيلة‪ ,‬ومهّد ذلك لظهور أخالق العمل والثورة الصناعية‪ ,‬ومن خاللها بنيت فكرة االنجاز‬
‫والجدية‪ ,‬وأصبح العمل مركز حياة اإلنسان والوسيلة التي يستطيع بها صنع نفسه وبناء مجتمعه (مجلة علم االجتماع‪)3 ,1993 ,‬‬
‫‪ 3‬ـــ دوافع خروج المرأة للعمل‪:‬‬
‫بينت الدراسات األولى في هذا المجال أن أهم دوافع خروج المرأة للعمل هو الحاجة االقتصادية والمقصود هو حاجة ملحة‬
‫لكسب قوتها أو حاجة األسرة لدخل المرأة كدعم‪ ,‬وما لبث األمر أن تغير وقلت قيمة هذا الدافع تدريجيا بازدياد فرص التعليم‬
‫وباتساع عدد المشتغالت وبالتغيير الذي حدث في مفهوم دور المرأة‪ ,‬ففي عام (‪ )1958‬بينت دراسات " هير " عن دور المرأة‬
‫المشتغلة وع ن السيطرة أن النساء من الطبقة الدنيا يعملن من أجل المادة أكثر مما تفعل النساء العامالت من الطبقة الوسطى‬
‫الالّتي غالبا ما يذكرن أن االستمتاع بالعمل هو الدافع إليه (الفتاح‪ ،)87-86 ,1984 ,‬فالدافع االقتصادي مرتبط باألساس الطبقي‬
‫للمرأة التي تعمل فيكون الدافع االقتصادي قويا وملحا ويمثل حالة قصوى كلما انخفضت طبقة المرأة االجتماعية‪ ,‬وقد يكون الدافع‬

‫‪710‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫االقتصادي من عوامل االرتفاع بمستوى األسرة من حيث التعليم أو تحقيق بعض الكماليات أو الوصول إلى مكانة اجتماعية أرقى؛‬
‫وقد بينت الدراسات عن وجود دوافع أخرى كدافع التحصيل وهو ما تؤكده دراسة " أيد " التي تبين فيها أن طالبات الكليات ذوات‬
‫الرغبة الشديدة في العمل يؤمن بقيم ذكرية‪ ,‬فهن يؤكدن الحاجة للتنوع على ما يمكن تحصيله خارج المنزل فكأن التحصيل الدراسي‬
‫على مستويات تعليمية راقية يمكن أن تكون دافع للعمل واإلنجاز فيه؛ وفي دراسة قام بها " بارو " وجدت أن نسبة (‪ )% 48‬من‬
‫مهارت خاصة ولتقديم هبة للمجتمع‬
‫ا‬ ‫األمهات العامالت من الطبقة المتوسطة يعملن أوال كي يحققن ذواتهن‪ ,‬وكذلك لكي يستخدمن‬
‫ويرضين حاجتهن للبقاء بصحبة اآلخرين (عبد الفتاح‪)90-88 ,1984 ,‬‬
‫‪ 4‬ـــ نظریات الدافعیة للعمل‪:‬‬
‫يمكن تصنيف مصادر معنى العمل حسب(‪ )Rosso et al, 2010 ,95‬إلى أربعة مصادر رئيسية ‪ -‬قريبة من الذات‬
‫وبعيدة عن الذات‪ -‬وهي‪ :‬الذات‪ ،‬األشخاص اآلخرون‪ ،‬سياق العمل والحياة الروحية‪ .‬وعلى الرغم من أنها لم تكن قد نظمت سابقا‬
‫وفقا لهذا التقسيم فإنها تمثل منظورات متميزة ومحددة بشكل جيد نسبيا عن مصدر المعنى أو معنى خبرة الموظفين في عملهم‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى يرى "كامبل" أن نظريات الدافعية للعمل تنقسم إلى نظريات تركز على العمليات وتهتم بالبحث عن الدوافع وراء‬
‫السلوك من منظور‪ :‬كيفية استثارته وتوجيهه وكيفية التحكم فيه من حيث استم ارريته أو إيقافه؛ وأخرى تهتم بـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ :‬فهم الدافعية من‬
‫منظور المحتوى فتركز على األسباب التي بداخل الفرد لحظة اإلتيان بالسلوك (قنديل‪.)155 ,1994 ,‬‬
‫النظریات المعرفیة‪:‬‬
‫أ ــ نظریة التوقع‪:‬‬
‫تفترض النظرية أن الفرد يفضل عادة العمل أو النشاط الذي به أكبر العوائد أو أكبر قيمة أو أكثر نفع ممكن (نوري‪,‬‬
‫‪ )297 ,2014‬وقد وضع فروم ثالثة عناصر رئيسية للنظرية وهي‪ :‬توقع العامل أنه سيصل إلى األداء المطلوب‪ ,‬وأن تكون لعمله‬
‫نتيجة أو فائدة‪ ,‬وتقديره الشخصي لنتائج عمله ومدى تثمينه لألمر الذي كوفئ به سواء كان ثوابا أم عقابا‪ ,‬فكلما ازدت قيم هذه‬
‫العناصر كانت الدافعية للعمل كبيرة)مقداد‪.(141 ,2008 ,‬‬
‫ب ـــ نظریة االتساق المعرفي لكورمان‪:‬‬
‫وهي صيغة خاصة من نظريات تحقيق التوازن الداخلي للفرد من خالل إعادة االتساق بين معتقدات الفرد وتقييماته لكي‬
‫تصبح متسقة مع فكرته عن نفسه‪ ,‬فمصدر طاقة الفرد هو شعوره وفكرته عن ذاته لذلك يسعى لتحقيق صورة مقبولة للذات تحفظ‬
‫تقديره لها‪ ,‬وهذا ال يتم إال بإنجاز أو عمل يجسد هذا التصور عن الذات(قنديل‪ )177 ,1994 ,‬وينقسم تقدير الذات إلى تقدير‬
‫الذات المزمن والموقفي واالجتماعي وكلها مهمة ألداء العمل‪.‬‬
‫نظریات الحاجات‪:‬‬
‫أ ـــ نظریة ألدرفر )‪:(ERG‬‬
‫تمثل النظرية تطو ار لنظرية ماسلو انطالقا من المشكالت التي عانت منها النظرية حيث صنفت الحاجات التي جاء بها‬
‫ماسلو في ثالث مجموعات بدل خمسة وهي‪ :‬حاجات الوجود المحققة لمتطلبات الوجود المادي‪ ,‬وحاجات االنتماء وتعتمد على‬
‫توفير عالقات إنسانية إيجابية مع اآلخرين‪ ,‬وأخي ار حاجات النمو المتمثلة في كل ما يبذله الفرد من جهود لتأكيد جوانب تميزه‬
‫الشخصي؛ وال يكون االنتقال من مستوى إلى آخر ضروري ويمكن للفرد القفز من مستوى آلخر صعودا ونزوال(مقداد‪,2008 ,‬‬
‫‪ )133‬والفرد الذي تعجز قدراته عن إشباع حاجاته في مستوى معين يتحول تلقائيا إلى البحث عن إشباعاته عند مستوى أقل ويبقى‬
‫يستجيب ومستعدا للنمو والتحسن‪ ,‬ويمكن للفرد إشباع أكثر من حاجة في آن واحد (القريوتي‪)61 ,2009 ,‬‬
‫ب ـــ نظریة العاملین‪:‬‬
‫إنطالقا من دراسات هرزبرغ وزمالئه تبلورت صيغة أخرى لتفسير دافعية العمل تفترض وجود نوعين من الحاجات؛ األولى‬
‫ترتبط بحفظ كيان الفرد المادي واشباعها يكون بتوفير ظروف أو عوامل بيئة صحية كظروف أداء العمل واألمن ومقدار األجر‪...‬‬
‫والثانية ترتبط بتنشيط دوافعه وفاعليته في العمل وتسمى العوامل المحفزة واشباعها يكون من خالل انجاز العمل ذاته وتحقيق الرضا‬

‫‪711‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫نحوه وهذا ال يكون إال من فرد يحب عمله ويجد فيه تحقيقا لذاته (نوري ‪ )293 ,2014,‬ويؤدي إشباع الحاجات المرتبطة بمحتوى‬
‫العمل أي توفر الع وامل المحفزة إلى تحسين نوعية األداء وزيادة اإلنتاجية ويؤدي غيابها إلى عدم الرضا المهني‪ ,‬ولضمان‬
‫االستم اررية ينبغي جعل العمل شيئا مثي ار للفرد؛ في حين أن العوامل الصحية هي عوامل حيادية ال تؤدي إلى الرضا وانما تمنع‬
‫عدم الرضا (بوفلجة‪.)133 ,2016 ,‬‬
‫النظریات السلوكیة‪:‬‬
‫أ ـــ نظریة االشتراط اإلجرائي‪:‬‬
‫ترى النظرية أن الدافعية استثارة طاقة النشاط لدى الفرد ألداء عمل معين وتمثل الخبرات السابقة للثواب والعقاب أساس‬
‫دافعية العامل الذي يواصل القيام باألفعال التي تم تعزيزها‪ ,‬وحسب سكينر فإن العامل الذي يتم تعزيز سلوكه لعدم ارتكابه األخطاء‬
‫في العمل سيواصل اإلنتاج الجيد الخالي من األخطاء‪ ,‬والعامل يبحث دائما عن السلوك الذي يتم تعزيزه لذا فقد يكون السلوك‬
‫الزيادة في كمية اإلنتاج أو الغياب عن العمل أو الالمباالت في العمل(مقداد‪ )143 ,2008 ,‬وتعتمد فاعلية التعزيز على سلم‬
‫األفضلية الذي يميز العامل عن غيره وما يراه الفرد كمعزز حقيقي‪ ,‬وأسلوب التعزيز‪ ,‬ونوع النشاط‪.‬‬
‫نظریة الفروق الفردیة (‪:)Individual Differences theory‬‬
‫ترى هذه النظرية أن ثمة أنواعا من العاملين يكونون راضين عن العمل ومدفوعين بقوة للقيام به بغض النظر عن نوع‬
‫ومما يؤيد هذه النظرية يمكن اإلشارة إلى اآلتي‪:‬‬
‫ممن نادوا بهذه النظرية يمكن ذكر(‪ّ )Weaver, 1978‬‬
‫العمل الذي يقومون به‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬ما تظهره المالحظات من أن أفرادا دائمو الشكوى من أعمالهم وأن أفرادا آخرين متحمسون طوال الوقت للقيام بأعمالهم‬
‫ومدفوعين بقوة للقيام بها‪.‬‬
‫‪ -‬ما وجده بعض الباحثين من عالقة ارتباطية موجبة بين الرضا في العمل والرضا في الحياة (انظر مثال ‪)Orpen, 1978‬‬
‫فالعاملون السعداء في الحياة يميلون إلى أن يكونوا سعداء في العمل كذلك‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬ما وجده بعض الباحثين من أن الرضا عن العمل يميل إلى االستقرار عبر سنوات نمو اإلنسان فلقد وجد ( ‪Judge and‬‬
‫‪ Watanabe (1993‬معامل ارتباط دال إحصائيا مقداره(‪ )0.37‬للرضا عن العمل لدى مجموعتين من العمل بين سنتي‬
‫(‪ 1972‬و‪1977‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج العمل التي أجراها (‪ Arvey, et al (1989‬مع توائم متطابقة انفصلت عن بعضها لسبب من األسباب‪ ,‬وتوصلوا فيها‬
‫إلى معامالت ارتباط دالة إحصائيا بين الدرجات التي حصل عليها التوائم في مقاييس الرضا عن العمل(مقداد‪,2008 ,‬‬
‫‪)138‬‬
‫النظریة الكالسیكیة‪:‬‬
‫تضم المدرسة عدة تفرعات نظرية تتفق حول ماهية اإلنسان ومن أبرز ممثليها فريدريك تايلر‪ ,‬ماكس فيبر‪ ,‬هنري فايلول‪,‬‬
‫لينداك أيرويك‪ ,‬ولوثر جوليك وموني ورايلي؛ تفترض النظرية أن اإلنسان كائن اقتصادي ويمكن التأثير على سلوكه من خالل‬
‫استعمال الحوافز االقتصادية المتمثلة في األجور والمزايا المادية األخرى التي يتجاوب معها الفرد تجاوبا ميكانيكيا (القريوتي‪,‬‬
‫‪)37 ,2009‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫حول معنى العمل بصفة عامة‪:‬‬
‫خيار‪،‬‬
‫ألنه ليس لديهم أي ّ‬ ‫أن ‪ 11‬من العمال يعملون ّ‬ ‫أجرى طوسكي (‪ )TAUSKY 1969‬دراسة توصل إثرها إلى ّ‬
‫‪22‬التحقوا به بسبب عوائده و ‪ 55‬يعملون ألسباب اقتصادية ‪.‬وتحديدهم لمعنى العمل جاء مطابق لهذه األسباب‪ ،‬فالفئة األولى ترى‬
‫عرفته بكونه الحل األمثل للمشاكل االقتصادية‪.‬‬
‫بأنه مصدر العوائد‪ ،‬بينما الثالثة ّ‬
‫حتمية معيشية‪ ،‬والثانية ترى ّ‬
‫أن العمل ليس سوى ّ‬
‫ّ‬

‫‪712‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫أن ‪ 76‬يعملون من أجل‬ ‫بمعية كابالن ‪ KAPLIN‬بدراسة توصال من خاللها إلى ّ‬ ‫وفي سنة ‪ 1974‬قام نفس الباحث ّ‬
‫الحصول على مكافآت مالية‪ 10 ،‬ال يريدون العمل إطالقا‪ 80 ،‬يرغبون في االستمرار حتّى وان لم يكونوا في حاجة إلى مال ‪.‬‬
‫أن للعمل ستة ٍ‬
‫معان هي‪:‬‬ ‫أن العمل كنشاط ُينظر إليه نظرة إيجابية و ّ‬
‫وخلصا إلى ّ‬
‫‪ -‬العمل وسيلة لتحقيق الرضى‪ ،‬فمعنى اإلنجاز يتحقق بأداء مهمة مثل تقديم خدمة لآلخرين‪ ،‬اكتساب خبرة جديدة‪ ،‬تعلّم‬
‫تنمية قدرات وتحقيق مسؤولية و استقاللية‪.‬‬
‫حاجات‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬العمل وسيلة لتحقيق االحترام وكسب االعتبار‪ ،‬احترام الغير للشخص ذاته أو لعمله على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬العمل وسيلة ألداء دور اجتماعي وبالتّالي تحقيق مكانة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬العمل وسيلة لنسج العالقات‪ :‬بالزمالء‪ ،‬المشرفين‪ ،‬الزبائن وأرباب العمل‪...‬‬
‫الحياتية‪.‬‬
‫الحياة الكريمة وتضمن الحاجات ّ‬
‫‪ -‬العمل نشاط اقتصادي به تحقق ّ‬
‫‪ -‬العمل نشاط دائم يشغل الفرد ويمتص فراغه‪.‬‬
‫أن ‪ 71‬من المستجوبين لديهم رغبة في االستمرار في العمل حتّى‬‫وتوصلت دراسة أجرتها جامعة ميشغان في ‪ 1978‬إلى ّ‬
‫ّ‬
‫لكل من مورس‬ ‫توصلت إليها دراسات سابقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحياة السعيدة وهي نفس النتيجة التّي‬
‫ّ‬ ‫وان حققوا ثروة تضمن لهم‬
‫ووايس(‪ ،(MORSE,WEISS (1955‬جاكوبوسكي)‪ ،JAKUBOUSKI(1968‬طوسكي‪ ،)(1969‬كابالن وطوسكي‬
‫أن ‪ 91.4‬يفضلون العمل حتّى وان حدث الث ارء وهي‬‫توصل مقدم ع إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫وفي دراسة على الطلبة الجامعيين )‪(1991‬‬
‫نتيجة تدل على عدم اعتبار الفرد لعمله مجرد وسيلة لكسب المال‪ ،‬بل هو ضرورة اجتماعية ونفسية‪ ،‬وان كانت الدراسة اهتمت‬
‫بعد عماال‪ ،‬وهم في مرحلة ووضعية غالبا ما يتسم صاحبها بالمثالية‪.‬‬
‫بأفراد ليسوا ُ‬
‫وأجرى فريق من الباحثين من تسع دول دراسة لمعرفة معنى العمل واالختالفات الموجودة بين الدول‪ ،‬نذكر منهم بول‬
‫كوتسي من بلجيكا ‪ POL COETSIER‬وسازي ميسرة ‪ SASI MISRA‬من الهند‪ ،‬وجوزي ميسومي‪JUSI MISSUMI‬‬
‫و جورج إنجلند‬ ‫وماكوتو تاكمري ‪ TAKAMIRY MAKOTO‬من اليابان وويليام وايتلي‪WILLIAM WHITELY‬‬
‫‪ J.INGLAND‬من أمريكا وكانت النتائج‪:‬‬
‫ال يوجد أي مبرر نظري لتوقع أية عالقة جوهرية بين األبعاد الكبرى لمعنى العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬معنى العمل يتغير ويختلف من نوع عمل ألخر ومن ظروف أو محيط عمل آلخر‪.‬‬
‫حتمية اجتماعية أكثر من الذكور‪.‬‬
‫‪ -‬اإلناث يؤكدن كون العمل ّ‬
‫‪ -‬العمال ذوو المستويات التعليمية العليا يعتبرون العمل معيا ار من المعايير االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬يختلف معنى العمل من بلد آلخر(أرزقي‪.)2006 ،‬‬
‫حول معنى العمل لدى المرأة بصفة خاصة‪:‬‬
‫دراسة كامیلیا عبد الفتاح(‪(1984‬‬
‫تناولت هذه الدراسة سيكولوجية المرأة العاملة وتضمنت المحاور التالية )االشباعات التي تحققها المرأة العاملة عن طريق‬
‫العمل ‪:‬النفسية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية؛ إذا كان هناك تغير في موقف المرأة بفعل العمل نحو الزوج واألبناء؛ وما نظرة الرجل‬
‫نحو هذا العمل‪ (.‬فقد استخدمت الباحثة المنهج التجريبي وذلك بواسطة مجموعة تجريبية من العامالت ومجموعة ضابطة من غير‬
‫العامالت و توصلت الباحثة من خالل هذه الدراسة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن المرأة كحقيقة واقعة‪ ،‬دخلت ميدان العمل وتعمل في جميع مجاالته النظرية والعلمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن العمل يحقق للمرأة اشباعات نفسية اجتماعية تتعلق باألهمية والمكانة والشعور بالقيمة‪.‬‬
‫‪ -‬أن اشتغال المرأة يحقق لها األمن االقتصادي ضد التهديدات الواقعية والمتوهمة التي تثير في نفسها المخاوف بالنسبة لمستقبلها‬
‫ومستقبل أوالدها‪ ،‬كما أن األمن االقتصادي يخفف من إحساسها بالتبعية بالنسبة للرجل فضال عما تشعره كنتيجة لالستقالل‬
‫االقتصادي من شعور بالقيمة والمكانة‪.‬‬

‫‪713‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫‪ -‬إن اشتغال المرأة قد دفع إليه تغير في قيم المجتمع نتيجة لتأثره بالثقافة الغربية من ناحية وبالتصنيع من ناحية أخرى وبالفلسفة‬
‫االشتراكية من ناحية ثالثة‪.‬‬
‫‪ -‬إن اشتغال المرأة ارتبط بوضوح بفكرة التكامل األسري أي أن الرجل قد حقق نتيجة الشتغال المرأة قد ار كبي ار من التحرر من‬
‫األعباء والمسؤوليات المختلفة التي كانت بحكم الوضع التقليدي تلقى على كاهله‪.‬‬
‫‪ -‬إن اشتغال المرأة يساعد على االستقرار النفسي والنضج االنفعالي لألطفال‪.‬‬
‫دراسة عبروس ذهبیة )‪(1989‬‬
‫اعتبرت الباحثة أن ظاهرة عمل المرأة خارج بيتها جاء بالخصوص نتيجة للتغيرات التي تحصل في التنظيم األبوي للعائلة‬
‫الجزائرية‪ ،‬ذلك من خالل تحليل الظروف التي أدت إلى بروز هذا الواقع الجديد والنتائج االجتماعية التي أحدثت تصدعا في البناء‬
‫العائلي‪ ،‬وبتعبير أدق هل يمكن أن يحدث عمل المرأة خارج بيتها تغيير في العالقة غير المتوازنة التي تحكم المرأة والرجل‪ ،‬بحيث‬
‫بينت المقابالت الشبه الموجهة بوضوح الحافز الذي يكمن وراء خروج المرأة للعمل وهي‪:‬‬
‫‪-‬حوافز ذات طابع اقتصادي وهي خاصة بالمطلقات واألرامل وفتيات ينتمين إلى عائالت ممتدة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل كنتيجة طبيعية لفتيات بلغن مراحل دراسية ثانوية وجامعية(حالة الفتيات العازبات التي تتراوح أعمارهن بين ‪ 20‬و ‪30‬‬
‫سنة) أو متزوجات يمارسن عموما مهنة التدريس وأحيانا إطارات في اإلدارة يبحثن من خالل ما‬
‫أسمته الباحثة " ‪:‬التحرر االقتصادي كوسيلة لتحقيق دوافعهن‪".‬‬
‫وحسب (فريزر وبيرشل‪ )418 ،2012،‬نستطيع استخدام مصطلح العمل ليشير إلى مضمون ما يفعله الفرد في حين أن‬
‫مصطلح الوظيفة يشير إلى مضمون العمل وأشياء أخرى من قبيل الزمالء‪ ،‬واألجر‪ ،‬وظروف العمل‪ ...‬وغيرها‪ .‬بعبارة أخرى؛ يشير‬
‫مصطلح العمل إلى الجوانب الداخلية الذاتية‪ ،‬لكن مصطلح الوظيفة يتضمن كال من الذاتي والخارجي‪.‬‬
‫الطریقة واإلجراءات‪:‬‬
‫المنهج‪ :‬اعتمد في الدراسة الحالية على المنهج الوصفي بأسلوبيه االستكشافي والمقارن وذلك لمناسبته وأهداف الدراسة الحالية‪.‬‬
‫المجتمع والعینة‪:‬‬
‫يتكون مجتمع الدراسة الحالية من أستاذات جامعة قاصدي مرباح بورقلة(الجزائر) من تخصصات مختلفة(ميكانيك‪ ،‬علم‬
‫االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬اتصال‪ ،‬علوم سياسية) حيث قدر حجم المجتمع ب ـ ـ (‪ )81‬أستاذة بهذه التخصصات وعليه اختيرت العينة‬
‫بطريقة عشوائية بسيطة حيث قدر عدد أفرادها بـ (‪ )50‬أستاذة والجدول التالي يوضح خصائص عينة الد ارسة‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)01‬توزع عینة الدراسة وخصائصها‬
‫خصائص العينة‬
‫العدد الكلي لألستاذات‪ :‬ن= ‪50‬‬
‫الحالة االجتماعية متزوجة غير متزوجة‬
‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫العدد‬
‫‪38،88‬‬ ‫‪42،12‬‬ ‫النسبة المئوية‬
‫التخصص العلمي‬
‫علوم سياسية‬ ‫اتصال‬ ‫علم النفس‬ ‫علم االجتماع‬ ‫ميكانيك‬
‫العدد‬
‫‪08‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪96,12‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪02,34‬‬ ‫‪96,12‬‬ ‫‪96,12‬‬ ‫النسبة المئوية‬
‫يالحظ من خالل النسب المدونة في الجدول أعاله أن عدد األستاذات متفاوت وذلك تبعا للعدد الكلي لألستاذات بكل‬
‫تخصص‪.‬‬
‫أداة الدراسة‪:‬‬
‫وهي استبانة لقياس مفهوم العمل من وجهة نظر األستاذة الجامعية تتكون من (‪ )12‬مكونا وفق متدرج خماسي يمتد من‬
‫الموافقة الشديدة إلى المعارضة الشديدة‪ ،‬قامت الباحثتان بإعداد هذه االستبانة وفق الخطوات اآلتية‪:‬‬

‫‪714‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫االطالع على عدد من المواضيع والدراسات السابقة حول موضوع مفهوم العمل كــ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة عبد النور أرزقي بعنوان " معنى العمل"‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة عماد لعالوي بعنوان" مفهوم العمل لدى العمال وعالقته بدافعيتهم في العمل الصناعي من خالل إشباع الحوافز‬
‫المادية‪.‬‬
‫الخصائص السیكومتریة‪ :‬للتأكد من صالحية االستبيان وجب أن يتصف بالخصائص السيكومترية حتى ّيعد قابال للتطبيق وعليه‬
‫تم إجراء دراسة استطالعية على عينة مكونة من ‪ 35‬أستاذة جامعية من كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية بجامعة ورقلة وذلك‬
‫قصد تقدير معامل الصدق والثبات‪.‬‬
‫الصدق‪:‬‬
‫حتى نتحقق من أن فقرات المقياس مترابطة تم حساب معامالت االرتباط بين درجات كل فقرة بالدرجة الكلية للمقياس‬
‫والنتائج موضحة في الجدول رقم (‪.)02‬‬
‫جدول رقم(‪ :)02‬معامل االرتباط بین كل فقرة والدرجة الكلیة لمقیاس مفهوم العمل‬
‫معامل االرتباط‬ ‫السؤال‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫السؤال‬
‫**‬ ‫*‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪1‬‬
‫**‬ ‫**‬
‫‪0.73‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪2‬‬
‫**‬ ‫**‬
‫‪0.55‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪3‬‬
‫**‬ ‫**‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪4‬‬
‫*‬ ‫**‬
‫‪0.40‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪5‬‬
‫**‬ ‫**‬
‫‪0.69‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪6‬‬
‫م ـن خـالل الج ـدول أعـ ـاله وبحس ـاب مع ـامالت االرتب ــاط نجد أنهـا تت ـراوح مــا بيـن (‪ ،)0.73 -0.35‬وهي معامالت مقبولة‪،‬‬
‫وبذلك فإن كل معامالت االرتباط لفقرات تعبر عن اتساق داخلي حيث كانت مقبولة وبالتالي فاالستبيان على قدر مقبول من‬
‫الصدق‪.‬‬
‫الثبات‪ :‬قدر الثبات بمعامل ألفا كرونباخ والنتائج في الجدول رقم (‪)03‬‬
‫جدول رقم (‪ :)03‬قیمة معامل الثبات (ألفا كرونباخ) لمقیاس مفهوم العمل‬

‫معامل الثبات‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫األداة‬


‫‪0.79‬‬ ‫‪12‬‬ ‫مفهوم العمل‬

‫تبين من نتائج تطبيق معادلة ألفا كرونباخ أن معامل الثبات يساوي إلى (‪ )0.79‬وحيث يرى جيلفورد ونانلي أن معامالت‬
‫ألفا يجب أال تقل عن (‪( )0.70‬أورد في‪ :‬أبو عالم‪ )2004 ،‬ومنه يتبين أن المقياس على قدر مقبول من الثبات وهو قابل‬
‫لالستعمال في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫معاییر الحكم‪ :‬وقصد الحكم على مدى الموافقة على كل مكون تم االعتماد على المعايير التالية‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ :)04‬معاییر الحكم على مكونات مقیاس مفهوم العمل‬
‫المستوى‬ ‫المتوسط‬
‫درجة منخفضة ج ًدا‬ ‫من ‪ 1‬إلى أقل من ‪1.8‬‬
‫درجة منخفضة‬ ‫من ‪ 1.8‬إلى أقل من ‪2.6‬‬
‫درجة متوسطة‬ ‫من ‪ 2.6‬إلى أقل من ‪3.4‬‬
‫درجة عالية‬ ‫من ‪ 3.4‬إلى أقل من ‪4.2‬‬
‫درجة عالية ج ًدا‬ ‫من ‪ 4.2‬إلى ‪5‬‬
‫‪ -‬المعالجة اإلحصائیة‪ :‬استخرجت الباحثة المؤشرات اإلحصائية الستجابات أفراد عينة الدراسة لإلجابة عن التساؤل األول‪،‬‬
‫كما تم استخدام اختبار) ت) الختبار الفرضية األولى واختبار(ف) الختبار صحة الفرضية الثانية‪.‬‬

‫‪715‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫عرض النتائج ومناقشتها‪:‬‬


‫عرض ومناقشة نتیجة التساؤل األول‪ :‬ينص التساؤل األول عما يلي‪" :‬ما مستوى موافقة عينة الدراسة على كل مكون من مكونات‬
‫مفهوم العمل؟ وقصد معالجة هذا التساؤل تم حساب المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري فكانت النتائج على النحو المبين في‬
‫الجدول رقم (‪.)05‬‬
‫جدول رقم (‪ :)05‬المتوسطات الحسابیة واالنحرافات المعیاریة الستجابة العینة على مكونات مفهوم العمل‬
‫الرتبة‬ ‫الحكم‬ ‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫الفقرة‬
‫‪2‬‬ ‫عالية جدا‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪4.42‬‬ ‫تحقيق للذات‬
‫‪8‬‬ ‫عالية‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫ضرورة اقتصادية‬
‫‪3‬‬ ‫عالية جدا‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪4.24‬‬ ‫إنضباط‬
‫‪1‬‬ ‫عالية جدا‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫مسؤولية‬
‫‪9‬‬ ‫عالية‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪3.74‬‬ ‫إستقرار نفسي‬
‫‪7‬‬ ‫عالية‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪4.04‬‬ ‫مكانة اجتماعية‬
‫‪4‬‬ ‫عالية جدا‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪4.24‬‬ ‫عبادة‬
‫‪11‬‬ ‫عالية‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪3.42‬‬ ‫ضرورة اجتماعية‬
‫‪5‬‬ ‫درجة عالية‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪4.18‬‬ ‫استقالل مادي‬
‫‪10‬‬ ‫درجة عالية‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫إمتيازات اجتماعية‬
‫‪12‬‬ ‫درجة منخفضة‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪2.22‬‬ ‫ملئ ألوقات الفراغ‬
‫‪6‬‬ ‫درجة عالية‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪4.14‬‬ ‫قيمة‬
‫تشير نتائج الجدول السابق إلى أن قيم متوسطات إجابة األستاذات للعناصر المكونة لمفهوم العمل تراوحت بين (‪-2.22‬‬
‫‪ )4.66‬ولم يظهر أي مستوى استجابة منخفضة جدا على أي مكون بينما ظهرت باقي المستويات جميعها‪ ،‬مما يدل على إدراك‬
‫األستاذات ألهمية هذه المكونات كعناصر أساسية في مفهوم العمل ولعل حصول عبارة (ملئ ألوقات الفراغ) على درجة منخفضة‬
‫يدل على مكانة العمل وقيمته وهو ما يعكسه متوسط عبارة (مسؤولية) حيث ترتبت أوال وهو ينم عن روح عالية والتزام كبير لدى‬
‫األستاذات في القيام بمهمة التعليم فهي تقديم خدمة ومساعدة لآلخر قبل كل شيء‪ ،‬وهذا تصور ايجابي يستحق الدعم والتحفيز‬
‫أكثر‪.‬‬
‫إذن فالمعنى المشترك لمفهوم العمل هو كونه مسؤولية‪ ،‬ومعنى هذا أن العينة أروا بأن األهم في العمل هو االلتزام األخالقي‬
‫تجاه اآلخر؛ بينما ترتب ثانيا تحقيق للذات وهو معنى ايجابي أيضا وكما يرى ماسلو أن وصول الفرد إلى مستوى تحقيق الذات ال‬
‫يوقف الدوافع وال يعطل االنجازات‪ ,‬وانما يدخل العامل في مستوى من العمليات النفسية تختلف عن سابقاتها‪ ,‬ألن ما ينتج عن‬
‫إشباع الحاجة لتحقيق الذات يؤدي إلى المزيد من الرغبة في تحقيق الذات‪ ,‬فهي حاجة تغذي نفسها بنفسها‪ ,‬وتتدعم بالمزيد من‬
‫إشباعاتها‪ ,‬وتتأكد حاجة الفرد للمزيد من تحقيق الذات (قنديل‪ )157 ,1994 ,‬وهو من العوامل المحفزة حسب هرزبرغ وزمالئه‪,‬‬
‫واشباعها يكون من خالل انجاز العمل ذاته وتحقيق الرضا نحوه وهذا ال يكون إال من فرد يحب عمله ويجد فيه تحقيقا لذاته‪ ،‬وفي‬
‫دراسة قام بها بارو وجدت أن نسبة ‪ %48‬من األمهات العامالت من الطبقة المتوسطة يعملن أوال كي يحققن ذواتهن‪ ,‬وكذلك لكي‬
‫مهارت خاصة ولتقديم هبة للمجتمع ويرضين حاجتهن للبقاء بصحبة اآلخرين (عبد الفتاح‪.)90-88 ,1984 ,‬‬
‫ا‬ ‫يستخدمن‬
‫وتبعه ثالثا مكون (انضباط) وهو إشارة إلى إدراك األستاذات لوجود نظام عام تعملن على االلتزام به ذاتيا‪ ،‬والواقع أن هذه‬
‫النتائج منطقية وتضمن حسن األداء واستم اررية العطاء والبذل‪ .‬بينما ترتب رابعا وبفارق طفيف عن سابقة من حيث قيمة االنحراف‬
‫المعياري مكون(عبادة)؛ مما يعن أن للعمل بعدا دينيا أيضا فهناك من يرى أن خروج المرأة للعمل يعادل أي عمل آخر تقوم به‬
‫لخدمة دينها ومجتمعها أمثال األنصاري في قوله‪ « :‬المرأة تخرج لطلب العلم وتخرج للعبادة وتخرج لخدمة دينها في ميادين الدعوة‬
‫واإلصالح االجتماعي‪ ,‬وتنشر الوعي الديني وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر‪ ,‬وتخرج لخدمة مجتمعها في المجاالت المناسبة‬
‫لها فما الحرج من ذلك» ويضيف‪...« :‬واال لماذا تتعلم المرأة؟ ولماذا تتدرب؟ ولماذا ترصد الميزانيات واالعتمادات للتعليم‬
‫والتدريب؟ المجتمع بحاجة إلى عمل المرأة‪ ...‬والمجتمع بحاجة إلى المدرسات والطبيبات والممرضات والموظفات والعالمات»‬
‫(األنصاري‪.)133 ,2000 ,‬‬

‫‪716‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫وبالتسلسل ظهرت العناصر التالية في المراتب الوسطى (استقالل مادي‪ ،‬قيمة‪ ،‬مكانة اجتماعية‪ ،‬ضرورة اقتصادية‪ ،‬استقرار‬
‫نفسي) وهي جوانب ذات عالقة بالحاجات النفسية والمادية لألستاذات كغيرهن من باقي فئات العمال إذ يعتبر العمل كمصدر دعم‬
‫مادي ونفسي‪ -‬اجتماعي‪.‬‬
‫وقد احتلت المراتب الثالث األخيرة المكونات (امتيازات اجتماعية‪ ،‬ضرورة اجتماعية‪ ،‬ملئ ألوقات الفراغ) وهي مكونات‬
‫تعكس هامشيتها من وجهة نظر األستاذات‪ ،‬وهنا يمكن الذهاب مع نظرية االشتراط اإلجرائي إلى أن فاعلية التعزيز على سلم‬
‫األفضلية الذي تميز األستاذات عن غيرهن وما ترينه كمعزز حقيقي‪ ,‬وأسلوب التعزيز‪ ،‬ونوع النشاط هي التي تستثير وتوجه‬
‫األستاذات لالستمرار في العمل وليس المعزز في حد ذاته (االمتيازات‪ )...‬وعليه فهناك نظرة واعية لمفهوم العمل تقوم على القناعة‬
‫أوال‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة مفهوم متعدد األبعاد فهو يحمل بعد ذاتي وآخر خارجي‬
‫ذلك أن العمل يحقق لها إشباعا نفسيا واجتماعيا وشعو ار بالقيمة والمكانة واألمن االقتصادي‪.‬‬
‫عرض وتفسیر نتیجة الفرضیة األولى‪ :‬تنص الفرضية األولى عما يلي‪" :‬توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم‬
‫العمل من وجهة نظر عينة الدراسة باختالف الحالة اإلجتماعية"‪.‬‬
‫وقصد معالجة هذه الفرضية تم حساب اختبار "ت" بين متوسطي عينة األستاذات المتزوجات وغير المتزوجات واستخراج‬
‫داللتها اإلحصائية فكانت النتائج على النحو التالي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)06‬قیمة (ت) وداللتها اإلحصائیة الستجابات العینة تبعا للحالة االجتماعیة‬
‫القيمة االحتمالية‬ ‫د‪ .‬ح‬ ‫ت المحسوبة‬ ‫قيمة االحتمال‬ ‫ف‬ ‫المؤشرات‬
‫‪.71‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.36-‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫تحقيق للذات‬
‫‪.69‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.40-‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫ضرورة اقتصادية‬
‫‪.76‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.29-‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫إنضباط‬
‫‪.62‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.49-‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫مسؤولية‬
‫‪.36‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪.91-‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫إستقرار نفسي‬
‫‪.74‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪.33-‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫مكانة اجتماعية‬
‫‪.93‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪.07‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫عبادة‬
‫‪.42‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪.81-‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫ضرورة اجتماعية‬
‫‪.59‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫استقالل مادي‬
‫‪.45‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪.75-‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫إمتيازات اجتماعية‬
‫‪.16‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪1.41-‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫ملئ ألوقات الفراغ‬
‫‪.21‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪1.26-‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪1.96‬‬ ‫قيمة‬
‫يتبين من خالل النتائج الموضحة في الجدول (‪ )06‬أن جميع القيم االحتمالية للمكونات أكبر من (‪ )0.05‬حيث تراوحت‬
‫ما بين (‪ ) 0.767 -0.121‬وعليه ال توجد فروق بين وجهتي نظر األستاذات حول مكونات مفهوم العمل تبعا للحالة االجتماعية‪،‬‬
‫وهذه النتيجة تؤيد نتائج دراسة عبروس حيث أوضحت أن الحوافز التي تكمن وراء خروج المرأة للعمل هي‪:‬‬
‫‪ -‬حوافز ذات طابع اقتصادي وهي خاصة بالمطلقات واألرامل وفتيات ينتمين إلى عائالت ممتدة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل كنتيجة طبيعية لفتيات بلغن مراحل دراسية ثانوية وجامعية (حالة الفتيات العازبات التي تتراوح أعمارهن بين ‪ 20‬و ‪30‬‬
‫سنة) أو متزوجات يمارسن عموما مهنة التدريس‪.‬‬
‫وقد ذكر البعض أن اإلسالم فرض عقابا على القادر على العمل القاعد عنه بإرادته ويعيش على حساب اآلخرين‪ ،‬وأن‬
‫أشد ما كان يخشى منه رسول اهلل (ص) على أمته هو "مداومة النوم والكسل" لغير علة صحية (السعيد‪ )17 ،1983 ،‬وعليه‬
‫فمهما كانت الحالة االجتماعية لألستاذة فهي تدرك أن العمل واجب عليها القيام به‪.‬‬
‫عرض وتفسیر نتیجة الفرضیة الثانیة‪:‬‬
‫تنص الفرضية الثانية عما يلي‪ :‬توجد فروق دالة إحصائيا في متوسطات مكونات مفهوم العمل من وجهة نظر عينة الدراسة‬
‫باختالف التخصص العلمي؟‬

‫‪717‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫وقصد معالجة هذه الفرضية تم حساب اختبار "ف" بين متوسطات عينة األستاذات تبعا للتخصص واستخراج داللتها‬
‫اإلحصائية فكانت النتائج على النحو التالي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ :)07‬قیمة ف ومستوى داللة الفروق في مكونات مفهوم العمل تبعا للتخصص العلمي‬
‫قيمة ف المحسوبة‬

‫قيمة ف المحسوبة‬
‫مجموع المربعات‬

‫مجموع المربعات‬
‫متوسط المربعات‬

‫متوسط المربعات‬
‫القيمة االحتمالية‬

‫القيمة االحتمالية‬
‫درجات الحرية‬

‫درجات الحرية‬

‫مصدر التباين‬
‫مصدر التباين‬

‫المكونات‬

‫المكونات‬
‫بين‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫‪2.02‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8.08‬‬ ‫‪0.00 4.25‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9.37‬‬ ‫بين المجموعات‬

‫تحقيق الذات‬
‫المجموعات‬

‫عبادة‬
‫داخل‬
‫‪0.60 45‬‬ ‫‪27.03‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪24.80‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪35.12‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪49‬‬ ‫‪34.18‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫بين‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪2.723 2.73‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10.94‬‬ ‫‪0.43 0.97‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1.91‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫المجموعات‬

‫اقتصادية‬
‫إجتماعية‬
‫ضرورة‬

‫ضرورة‬
‫داخل‬
‫‪1.00 45‬‬ ‫‪45.23‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪22.08‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪56.18‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪49‬‬ ‫‪24.00‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫بين‬
‫‪0.03‬‬ ‫‪2.861 1.89‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7.57‬‬ ‫‪0.63 0.64‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1.36‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫إستقالل مادي‬

‫المجموعات‬

‫إنضباط‬
‫داخل‬
‫‪0.66 45‬‬ ‫‪29.80‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪23.75‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪37.38‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪49‬‬ ‫‪25.12‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫بين‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪2.49‬‬ ‫‪2.83‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪11.34‬‬ ‫‪0.45 0.93 0.215‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.86‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫إجتماعية‬
‫إمتيازات‬

‫مسؤولية‬
‫داخل‬
‫‪1.13 45‬‬ ‫‪51.07‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪10.35‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪62.42‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪49‬‬ ‫‪11.22‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫بين‬
‫‪0.46‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪0.00 4.07‬‬ ‫بين المجموعات‬

‫إستقرار نفسي‬
‫‪1.48‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5.94‬‬ ‫‪4.36‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪17.46‬‬
‫ملئ ألوقات‬

‫المجموعات‬
‫الفراغ‬

‫داخل‬
‫‪1.61 45‬‬ ‫‪72.63‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪48.15‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪78.58‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪49‬‬ ‫‪65.62‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫بين‬

‫مكانة إجتماعية‬
‫‪0.11‬‬ ‫‪1.95‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.14‬‬ ‫‪0.03 2.94‬‬ ‫‪1.65‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6.62‬‬ ‫بين المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫قيمة‬

‫داخل‬
‫‪0.53 45‬‬ ‫‪23.88‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪25.29‬‬ ‫داخل المجموعات‬
‫المجموعات‬
‫‪49‬‬ ‫‪28.02‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫‪49‬‬ ‫‪31.92‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫يتضح من خالل الجدول أعاله أن القيمة االحتمالية بالنسبة للمكونات (تحقيق مفهوم الذات‪ ،‬إستقرار نفسي‪ ،‬مكانة‬
‫اجتماعية‪ ،‬عبادة‪ ،‬ضرورة إجتماعية‪ ،‬استقالل مادي) قدرت على التوالي بـ ــ‪)0.034 /0.017 /0.030 ،0.007 /0 .005( :‬‬
‫وهي أقل من (‪ )0.05‬وعليه يوجد اختالف بين تخصصات األستاذات حول هذه المكونات كأحد مكونات مفهوم العمل‪ .‬وعليه تم‬
‫إجراء المقارنات البعدية في المكونات التي ظهر فيها فروق والنتائج في الجداول رقم (‪ 08‬و ‪ )09‬أما بالنسبة للمكونات (ضرورة‬
‫اقتصادية‪ ،‬انضباط‪ ،‬مسؤولية‪ ،‬ملئ ألوقات الفراغ‪ ،‬قيمة)‪ :‬قدرت القيمة االحتمالية على التوالي بـ ــ‪/0.452 /0.632 /0.432( :‬‬
‫‪ )0.119 /0.460‬وهي أكبر من (‪ )0.05‬وعليه ال يوجد اختالف بين تخصصات األستاذات حول هذه المكونات كأحد مكونات‬
‫مفهوم العمل‪ ،‬ويمكن تفسير هذه األخيرة من خالل كون اإلنسان كائن اقتصادي يمكن التأثير على سلوكه من خالل استعمال‬
‫الحوافز االقتصادية المتمثلة في األجور والمزايا المادية األخرى التي يتجاوب معها الفرد تجاوبا ميكانيكيا‪ ،‬وهناك بحوث أخرى بينت‬
‫أهمية الدافع االقتصادي كعامل من عوامل االرتقاء بالمستوى العام لألسرة فقد يكون الدافع للعمل الوصول إلى مستوى أرقى من‬
‫حيث التعليم أو تحقيق بعض الكماليات أومن أجل الوصول إلى مكانة اجتماعية أرقى‪ ،‬كما بينت الدراسات األولى في مجال دوافع‬
‫العمل أن أهم دوافع خروج المرأة للعمل هو الحاجة االقتصادية بهدف كسب قوتها أو حاجة األسرة لدخل المرأة دعما أو لعدم وجود‬

‫‪718‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫العائل‪ ،‬بينما بينت الدراسات التالية أن الدافع االقتصادي مرتبط باألساس الطبقي للمرأة التي تعمل فيكون الدافع االقتصادي قويا‬
‫وملحا‪ ,‬ويمثل حالة قصوى كلما انخفضت طبقة المرأة االجتماعية‪ ،‬كما زادت الثورة الجديدة من وقت الفراغ لدى المرأة في الطبقة‬
‫العليا‪.‬‬
‫وحسب "سكينر" فإن العامل الذي يتم تعزيز سلوكه لعدم ارتكابه األخطاء في العمل سيواصل اإلنتاج الجيد الخالي من‬
‫األخطاء مم يعن االنضباط في العمل‪ ،‬كما مجد اإلسالم وكرم العمل والعاملين ورفع شأنهما وأوجبه على البشر وزينه لهم ودفعهم‬
‫إليه وحثهم عليه (القادرين عليه منهم) وذلك لتعلق حق الحياة لهم جميعا به لذلك‪ ،‬فقد قاوم بكل حزم األفكار البالية ومنها ما‬
‫يقضي بأن امتهان العمل إهانة وحطة لكرامة اإلنسان وال يليق ِ‬
‫بعلّية القوم واألحرار من البشر فأ ّكد بذلك على أن قيمة كل فرد‬
‫تقاس بعمله وسعيه (السعيد‪ .)14 ،1983 ،‬كما اعتبر مارتن لوثر وكالفين أن العطل عن العمل ذنب والكدح مهما كان نوعه‬
‫فضيلة‪ ,‬فأصبح العمل مركز حياة اإلنسان والوسيلة التي يستطيع بها صنع نفسه وبناء مجتمعه‪ ،‬كما يرى آدم سميث أن العمل هو‬
‫القياس الحقيقي للقيمة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)08‬المقارنات البعدیة في مكون (استقرار نفسي‪ ،‬مكانة اجتماعیة‪ ،‬ضرورة اجتماعیة‪ ،‬استقالل مادي) تبعا‬
‫للتخصص العلمي‬
‫استقالل مادي‬ ‫ضرورة اجتماعية‬ ‫مكانة اجتماعية‬ ‫استقرار نفسي‬ ‫المكون‬
‫القيمة‬ ‫متوسط‬ ‫القيمة‬ ‫متوسط‬
‫متوسط الفرق القيمة االحتمالية متوسط الفرق القيمة االحتمالية‬ ‫المقارنات الثنائية‬
‫االحتمالية‬ ‫الفرق‬ ‫االحتمالية‬ ‫الفرق‬
‫‪0.08‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.95-‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هندسة‬
‫*‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪0.72-‬‬ ‫‪0.24‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪0.16-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ميكانيكية‬
‫‪0.18‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪1.02‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.08‬‬ ‫‪0.67-‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪0.52-‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.97-‬‬ ‫‪1‬‬
‫*‬ ‫علم االجتماع‬
‫‪0.92‬‬ ‫‪0.03-‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪0.17-‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.07-‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.72-‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪0.47-‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.13‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪0.18‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪5‬‬
‫*‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪0.24‬‬ ‫‪0.34-‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪1‬‬
‫*‬
‫‪0.92‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫‪0.22-‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علم النفس‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪0.04-‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪0.922‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪0.54-‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪0.06‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.18‬‬ ‫‪0.60-‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.50-‬‬ ‫‪1‬‬
‫اتصال‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪1.15-‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪0.92-‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.66-‬‬ ‫‪3‬‬
‫*‬
‫‪0.13‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.40-‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪5‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪-1.02‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪-1.35‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.13‬‬ ‫‪0.62-‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪0.75-‬‬ ‫‪0.18‬‬ ‫‪0.50-‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪0.37-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علوم سياسية‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪0.061‬‬ ‫‪0.65-‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪0.52-‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪-0.67‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬
‫*‬
‫‪0.13‬‬ ‫‪0.70-‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪-1.22‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪0.85-‬‬ ‫‪4‬‬

‫المدونة في الجدول بالنسبة لمكون استقرار نفسي‪ :‬أن هناك اختالف معنوي بين (الهندسة‬
‫ّ‬ ‫يالحظ من خالل النتائج‬
‫الميكانيكية‪ -‬علوم سياسية) (علم االجتماع‪ -‬علم النفس) (علم النفس‪ -‬علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالية أقل من‬
‫(‪ )0,05‬في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالية أكبر من (‪ .)0.05‬وقد يعود‬
‫ذلك لطبيعة التخصص حيث تحقق بعض التخصصات استق ار ار نفسيا من حيث كونها تساعدهن على أداء الوظائف والمهام العقلية‬
‫بصورة منسقة ومنتظمة وبذلك تحقق لهن قد ار أفضل من النجاح‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمكون مكانة اجتماعية‪ :‬يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن هناك اختالف معنوي بين (الهندسة‬
‫الميكانيكية‪ -‬علوم سياسية) (علم النفس‪ -‬علوم سياسية) (اتصال‪ -‬علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالیة أقل من (‪)0.05‬‬
‫في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالیة أكبر من (‪ .)0.05‬ويفسر ذلك بكون أن‬
‫التسلح بالعلم يدفع الم أرة للبحث عن وظيفة في مجال تخصصها واالنخراط في العمل‪ ،‬حيث تشير المكانة االجتماعية بوجه عام‬

‫‪719‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫إلى المنزلة العالية والسمعة الحسنة التي ينسبها الناس إلى مراكز اجتماعية ومهن (تخصصات) معينة في المجتمع؛ وهذا يعني أن‬
‫المكانة االجتماعية عبارة عن عدة مراكز اجتماعية يشغلها الفرد وعدة خصائص وسمات يتميز بها‪ ،‬فمن الممكن أن نصنف مكانة‬
‫الفرد من خالل المركز االجتماعي ومستواه االقتصادي ونوع العائلة التي ينتمي إليها‪ ...‬وتخضع هذه العناصر وغيرها لمعايير وقيم‬
‫اجتماعية تحدد مستوى المكانة االجتماعية التي يشغلها الفرد‪ ،‬فقد يحتل في ضوء المعايـير االجتماعية مكانة اجتماعية عليا في‬
‫السلم االجتماعي‪ ،‬وقد يشغل مكانة متوسطة أو دنيا وقد يصنف المجتمع المكانة االجتماعية تصنيفا اقتصاديا على أساس طبيعة‬
‫علو المكانة يساعد على جودة أداء األستاذ‬
‫المهنة أو الوظيفة أو حجم الدخل الشهري (السيف‪ )36-35 ،2010 ،‬ومع أن ّ‬
‫واالنضباط فإنها مؤخ ار تشهد انخفاضا ألسباب عدة‪.‬‬
‫بالنسبة لمكون ضرورة اجتماعية‪ :‬يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن هناك اختالف معنوي بين تخصص‬
‫(الهندسة الميكانيكية‪ -‬علم االجتماع)‪( ،‬علم االجتماع‪ -‬اتصال)‪( ،‬علم االجتماع‪ -‬علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالية أقل‬
‫من (‪ )0.05‬في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالية أكبر من (‪ )0.05‬فنتيجة‬
‫للتغير االجتماعي واالقتصادي الحاصل في البالد وتغير نظرة الناس للعمل فقد أصبح ضرورة اجتماعية وليس حك ار على الرجل‪.‬‬
‫بالنسبة لمكون استقالل مادي‪ :‬يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن هناك اختالف معنوي بين (الهندسة‬
‫الميكانيكية‪ -‬علم النفس) (الهندسة الميكانيكية ‪ -‬علوم سياسية) (اتصال‪ -‬علوم سياسية) حيث كانت القيمة االحتمالية أقل من‬
‫(‪ )0.05‬في حين كان االختالف بين باقي التخصصات غير معنوي حيث كانت القيمة االحتمالية أكبر من (‪ .)0.05‬حيث أن‬
‫الحصول على وظيفة وقبض راتب معناه استقالل الم أرة ماديا واكتفائها اقتصاديا وهذا يجعلها تعتمد على نفسها وأنها تستطيع إعالة‬
‫نفسها وعائلتها بعيدا عن سلطة الرجل‪ ،‬أو إذا تزوجت تستطيع معاونة الزوج في أعباء مصاريف ومعيشة األسرة‪ .‬واذا حصل‬
‫الطالق فإنها تستطيع إكمال مسيرة حياتها دون االعتماد على الرجل وخاصة في ضوء بعض التخصصات التي تشعر فيها‬
‫األستاذة بالسيطرة على عملها أكثر من غيرها‪.‬‬
‫وبصفة عامة وحسب نظرية الفروق الفردية فإن ثمة أنواعا من العاملين يكونون راضين عن العمل ومدفوعين بقوة للقيام به‬
‫بغض النظر عن نوع العمل الذي يقومون به‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)09‬المقارنات البعدیة في مكون (تحقیق الذات‪ ،‬عبادة)‬
‫عبادة‬ ‫تحقيق الذات‬ ‫المكون‬
‫متوسط الفرق القيمة االحتمالية‬ ‫القيمة االحتمالية‬ ‫متوسط الفرق‬ ‫المقارنات الثنائية‬
‫‪0.10‬‬ ‫‪0.95-‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.30‬‬ ‫‪0.72-‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.08-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫هندسة ميكانيكية‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.10‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪1.10-‬‬ ‫‪1‬‬
‫علم االجتماع‬
‫‪0.96‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪1.18-‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0.42‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪1.30-‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.41‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.75-‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.30‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.96‬‬ ‫‪0.22-‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪1.18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علم النفس‬
‫‪0.61‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.11-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪0.43‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪1‬‬
‫اتصال‬
‫‪0.42‬‬ ‫‪-1.15-‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪0.61‬‬ ‫‪0.92-‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.99‬‬ ‫‪0.40-‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪0.35-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.41‬‬ ‫‪0.75-‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علوم سياسية‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪0.52-‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪0.43-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.99‬‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪0.55-‬‬ ‫‪4‬‬
‫يالحظ من خالل النتائج المدونة في الجدول أن الفروق بين مختلف التخصصات لم تظهر بدقة نظ ار لكونها قليلة جدا‬
‫جدا‪ ،‬حيث يسعى كل فرد لتحقيق صورة مقبولة للذات تحفظ تقديره لها وهذا ال يتم إال بإنجاز أو عمل يجسد هذا التصور عن‬

‫‪720‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫الذات‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى طبيعة كل تخصص‪ -‬ربما‪ -‬وما يضفيه من تحقيق للذات فقد تعطي التخصصات العلمية رضا أكبر‬
‫كونها تبرز قدرة المرأة على عمل نفس األعمال التي يقوم بها الرجال على حد سواء‪ ،‬كما أنه وبمجيء اإلسالم اعتبر العمل عبادة‬
‫هلل وطريق لكسب عيشه وتجنيبه السؤال تكريما له‪ .‬فقد أوجب اإلسالم العمل على القادرين عليه وحثهم عليه لتعلق حياتهم به‪ ،‬لذا‬
‫خاطبهم (ص) بقوله‪ ":‬العمل عبادة" و" عليكم بالطلب" أي بطلب الرزق و" ليس منا من ترك دنياه آلخرته وآخرته لدنياه " (السعيد‪،‬‬
‫‪)16 ،1983‬‬
‫خالصة ومقترحات‪:‬‬
‫يبدو أن معنى العمل عملية معقدة وتتداخل فيها عديد العوامل الثقافية السائدة واألعراف االجتماعية‪ ،‬والتقدم العلمي‬
‫والحضاري‪ ،‬والوضع االقتصادي‪ ،‬لذلك هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن العناصر والمكونات المشكلة لمفهوم العمل من‬
‫وجهة نظر عينة من األستاذات الجامعيات وقد خلصت إلى ما يلي‪:‬‬
‫مفهوم العمل متعدد األبعاد(ذاتية‪ /‬خارجية)‪ ،‬كما لم توجد فروق تبعا للحالة االجتماعية‪ ،‬بينما وجدت فروق في بعض‬
‫مكونات مفهوم العمل تبعا للتخصص العلمي لألستاذات‪ ،‬وعليه توصي هذه الدراسة بـ ــ‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة تعزيز المفاهيم االيجابية حول معنى العمل‪.‬‬
‫العمل على ضرورة وضوح األدوار في مختلف المراكز والوظائف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على مكانة العلم والعلماء وترسيخها كقيم ثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة اهتمام المسؤولين بتوفير المناخ التنظيمي المعزز لالستقرار النفسي‪.‬‬
‫وعليه نقترح الدراسات المستقبلية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة الفروق في معنى العمل بين مختلف الوظائف‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الفروق في معنى العمل تبعا للجنس‪.‬‬
‫دراسة الفروق في معنى العمل بين األساتذة والطلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أبو عالم‪ ،‬محمود رجاء‪ .)2004(.‬مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية‪ .‬ط(‪ .)04‬مصر‪ :‬دار النشر للجامعات‪.‬‬
‫أرزقي‪ ،‬عبد النور‪(.‬جانفي ‪ .)2006‬معنى العمل‪ .‬مجلة ‪69 -56 .1 .Campus‬‬
‫األنصاري‪ ،‬عبد الحميد إسماعيل‪ .)2000(.‬قضايا المرأة بين تعاليم اإلسالم وتقاليد المجتمع‪.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫مجلة علم االجتماع‪ .)1993 -1992(.‬مفهوم العمل ووظائفه‪23 – 1 .5.‬‬
‫‪professors.nauss.edu.sa/dr-asmokadem/wp-content/.../sites/.../8.pdf‬‬
‫بوفلجة‪ ،‬غياث‪ .)2016(.‬مبادئ التسيير البشري‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫دادي عدون‪ ،‬ناصر‪ .‬اقتصاد مؤسسة‪ .‬ط(‪ .)2‬الجزائر‪ :‬دار المحمدية العامة‪.‬‬
‫درة‪ ،‬محفوظ‪ .)1982( .‬المرأة العربية في المغرب العربي بين االستغالل والتحرر‪ ,‬المرأة ودورها في حركة الوحدة العربية‪ .‬بيروت‪:‬‬
‫مركز الدراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫الزري‪ ،‬حميد ناصر‪ .)1998(.‬مفهوم العمل في اإلسالم وأثره في التربية اإلسالمية‪ .‬الشارقة‪ :‬منشورات دائرة الثقافة واالعالم‪.‬‬
‫سراي الدين‪ ،‬وهيب‪ .)2012(.‬في معنى العمل‪ .‬دمشق‪ :‬دار مؤسسة رسالن‪.‬‬
‫السعيد‪ ،‬صادق مهدي‪ .)1983(.‬مفهوم العمل وأحكامه العامة في اإلسالم "سلسة البحوث والدراسات ‪ ."6‬بغداد‪ :‬مطبعة مؤسسة‬
‫الثقافة العمالية‪.‬‬
‫السيف‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪.)2010(.‬المدخل إلى دراسة المجتمع السعودي‪ .‬ط (‪ )3‬الرياض‪ :‬دار الخريجي‪.‬‬
‫عبد الفتاح‪ ،‬كامليا‪ .)1984(.‬سيكولوجية المرأة العاملة‪ .‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫حزيران‪2018 /‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪39/‬‬

‫عبد الوهاب‪ ،‬ليلى‪ .)1999(.‬تأثير التيارات الدينية في الوعي االجتماعي للمرأة العربية‪ ،‬المرأة العربية بين ثقل الواقع وتطلعات‬
‫التحر‪ .‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫عفيفي‪ ،‬السيد عبد الفتاح‪ .)1996(.‬بحوث في علم االجتماع المعاصر‪ .‬مصر‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫الغزالي‪ ،‬محمد‪ .)1990(.‬قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة‪ .‬ط (‪ .)02‬دار الشروق‪.‬‬
‫القريوتي‪ ،‬محمد قاسم القريوتي‪ .)2009(.‬السلوك التنظيمي‪ .‬ط(‪ .)5‬عمان‪ :‬دار وائل‪.‬‬
‫قنديل‪ ،‬شاكر عطية‪ .)1994( .‬الدافعية للعمل‪ :‬قراءات فى علم النفس الصناعي واإلداري في الوطن العربي‪ .‬ط(‪ .)4‬دار‬
‫المعارف‪.‬‬
‫لعالوي‪ ،‬عماد‪ .)2012/2011(.‬مفهوم العمل لدى العمال وعالقته بدافعيتهم في العمل الصناعي من خالل إشباع الحوافز‬
‫المادية‪ .‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ .‬الجزائر‪ .‬جامعة منتوري قسنطينة‪ -‬الجزائر‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬محمد‪ .)2007(.‬مدخل إلى علم النفس العمل‪ .‬الجزائر‪ :‬دار قرطبة‪.‬‬
‫مقداد‪ ،‬محمد‪.)2006(.‬علم النفس الصناعي‪ .‬دار قانة‪.‬‬
‫المنجد في اللغة واألعالم‪ .)2012(.‬ط (‪ .)45‬بيروت‪ :‬دار المشرق‪.‬‬
‫ناصر‪ ،‬دادي عدون‪ .)2003(.‬إدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي‪ .‬الجزائر‪ :‬دار المحمدية العامة‪.‬‬
‫نوري‪ ،‬منير‪ .)2014(.‬تسيير الموارد البشرية‪ .‬ط(‪ .)2‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫فريزر‪ ،‬كولن وبيرشل‪ ،‬برندان‪ .)2012(.‬تقديم علم النفس االجتماعي(ترجمة فارس حلمي)‪ .‬األردن‪ :‬دار المسيرة‪.‬‬
‫المراجع األجنبیة‪:‬‬
‫‪Grossman,Y.Hidreth & Chester Nia Lane.(1999). The experience& meaning of work in women's‬‬
‫‪lives. Lawrence erlbaun associates, inc, publisher.‬‬
‫‪Estelle Morin.(2008). Estelle Morin The meaning of work, mental health and organizational‬‬
‫‪commitment Psychological health,Studies and Research Projects REPORT R-585. Institut de‬‬
‫‪recherche Robert-Sauvé en santé et en sécurité du travail.‬‬
‫‪Rosso Brent D, Dekas H. Kathryn, Wrzesniewski. A. (2010).On the meaning of work: A theoretical‬‬
‫‪integration and review Research in Organizational Behavior. Elsevier Ltd. 30 (2010) 91–127.‬‬
‫‪Kaplan, H.Roy and Tausty,C.(avril 1974). The meaning of work among the hard core unemployed.‬‬
‫‪Pacific sociological review. 17(2). 185- 198.‬‬

‫‪722‬‬

You might also like