Professional Documents
Culture Documents
حفل النتاج الفكري العربي في مجال المعلومات بالكثير من التعريفات والتفسيرات لمصطلحات الحوكمة
االلكترونية E-Governanceباللغة االنكليزية .والحكومة االلكترونية التي تقابلE-
Governmentوكما عهدنا باحثينا العرب فانهم دائما ما يختلفون في شرح تلك المفاهيم واعادة
تفسيرها كل من منظوره الشخصي باالعتماد على خلفيته العلمية.
الحوكمة االلكترونية :هي سلسلة العمليات واالجراءات المحاطة باطار قانوني والتي تهدف الى تنظيم
المعامالت والمعلومات والمخاطبات والمستندات الرسمية وغير الرسمية بين الحكومة والمواطن وتامين
سبل حفظها وارشفتها ورقمنتها وتوفير آلية السترجاعها باالعتماد على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات.
اما الحكومة االلكترونية .فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على مخرجات
عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط اجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين الحكومة من جهة
ومواطنيها على مستوى االفراد والمنظمات والدوائر الحكومية االخرى بشفافية عالية .باالعتماد على
بوابات االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج عمليات الحوكمة .
وعليه يمكن القول ان ال حكومة االلكترونية بدون وجود حوكمة االلكترونية .في الوقت الذي يمكن ان تبدأ
الحكومة بالحوكمة االلكترونية على مراحل تنفيذية متتابعة وصوال الى استكمال المنتج النهائي .ولعل اهم
ركائز الحكومة االلكترونية وجود ادارة االلكترونية متكاملة قائمة على نظام ارشيف الكتروني .اما اهم
عوامل نجاح الحكومة االلكترونية هو الوعي المعلوماتي لمجتمع مواطنيها وتكامل البنية االساسية
لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات.
ال يوجد اجماع في االدبيات على تعريف موحد لمصطلح الحوكمة ،فتعرف مؤسسة التمويل الدولية
)(ifcالحوكمة بأنها ” :النظام الذي يتم من خالله إدارة الشركات والتحكم في اعمالها” .كما تعرفها
منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ) (OECDبأنها ” :مجموعة من العالقات التي تربط بين القائمين
على إدارة الشركة ومجلس االدارة وحملة االسهم وغيرهم من اصحاب المصالح ” .كما يوجد تعريف
ىخر للحوكمة يدور حول الطريقة التي تدار بها الشركة والية التعامل مع جميع اصحاب المصالح فيها ،
بد ًء من عمالء الشركة والمساهمين والموظفين (بما فيهم االدارة التنفيذية واعضاء مجلس االدارة )
وانتهاء بالية تعامل الشركة مع المجتمع ككل .
بشكل عام فان الحوكمة تعني وجود نظم تحكم العالقات بين االطارف االساسية في الشركة (اعضاء
مجلس االدارة ،االدارة التنفيذية ،المساهمين ،الخ) بهدف تحقيق الشفافية والعدالة ومكافحة الفساد
ومنح حق مساءلة ادارة الشركة لحماية المساهمين والتأكد من ان الشركة تعمل على تحقيق اهدافها
واستراتيجياتها الطويلة االمد.
ظهرت الحاجة الى الحوكمة في العديد من االقتصاديات المتقدمة والناشئة خالل العقود القليلة الماضية
خاصة في اعقاب االنهيارات االقتصادية واالزمات المالية التي شهدها عدد من دول شرقي اسيا وامريكا
الالتينية وروسيا في عقد التسعينات من القرن العشرين وكذلك ما شهده االقتصاد العالمي في االونة
االخيرة من ازمة مالية وخاصة في الواليات االمتحدة االمريكية واوربا .كانت اولى هذه االزمات تلك
التي عصفت بدول جنوب شرقي اسيا ومنها ماليزيا وكوريا واليابان عام 1997فقد نجم عن هذه االزمة
تعرض العديد من الشركات العمالقة لضائقات مالية كادت ان تطيح بها مما استدعى وضع قواعد
للحوكمة لضبط عمل جميع اصحاب العالقة في الشركة وتزايدت اهمية الحوكمة نتيجة التجاه كثير من
دول العالم الى التحول الى النظم االقتصادية الرأسمالية التي يعتمد فيها بدرجة كبيرة على الشركات
الخاصة لتحقيق معدالت مرتفعة ومتواصلة من النمو االقتصادي ،فاتجهت الى اسواق المال وساع
على ذلك ما شهده العالم من تحرير لالسواق المالية فتزايدت انتقاالت رؤوس االموال عبر الحدود بشكل
غير مسبوق ودفع اتساع حجم الشركات وانفصال الملكية عن االدارة الى ضعف اليات الرقابة على
تصرفات المديرين والى وقوع كثير من الشركات في ازمات مالية .
وعلى غرار فضيحة شركة إنرون االمريكية التي نجمت عن تساهل المدققين الخارجيين مع مجلس
االدارة وعدم دقة التقارير المالية الصادرة عن الشركة االمر الذي ادى الى انهيار شركة انرون وضعت
الجهات الرقابية في الواليات المتحدة االمريكية قواعد سربان – اوكسلي عام 2002لضبط عمل شركات
المساهمة العامة (). 1
دخل مفهوم الحوكمة في مجال األعمال على نطاق واسع خاصة بعد الفضائح التي طالت كبريات
الشركات العالمية والتي أدت إلى خسائر مالية جسيمة (شركة إنرون) ،وظهرت الحاجة إلى تشكيل أطر
إجرائية لتمكين المدراء من إتخاذ القرارات بطريقة صائبة بحيث تصب نتائج قراراتهم مباشرة في خدمة
مهمة المؤسسة واستراتيجيتها.
وغاليا ً ما يشمل إطار الحوكمة مجموعة العالقات التنظيمية في المؤسسة وقوانين التدقيق والمحاسبة
باالضافة إلى ضرورة توفير منظومة متكاملة من معايير قياس االداء .وتسعى المؤسسات من خالل
حوكمة عملياتها الداخلية والخارجية إلى توفير التجانس بين مختلف وحداتها االدارية بحيث تكون أعمال
تلك الوحدات مكملة لبعضها البعض ،وعلى سبيل المثال تعتني حوكمة تكنولوجيا المعلومات بتشكيل
استراتيجية معلوماتية للمؤسسة تتطابق أهدافها مع االستراتيجية العامة لتلك المؤسسة وتوفير االجراءات
الخاصة والقوانين والسياسات الكفيلة بأن ال تخرج فرق العمل التقنية عن تلك االستراتيجية ،كما تعتني
حوكمة المعلوماتية بتهيئة وتنظيم العالقات بين منتج الخدمات التكنولوجية ومستهلكيها الداخليين
والخارجيين .وبينما تركز إدارة المعلوماتية على االعمال واالجراءات الداخلية للمؤسسة من قبيل تجهيز
االنظمة وتركيبها وتشغيلها ،تعنى حوكمة المعلوماتية أكثر بتحقيق التجانس بين االنظمة المعلوماتية
المطلوبة وأهداف المؤسسة التجارية(Business IT alignment).
عندما نتحدث عن أهمية الحوكمة بالنسبة للمؤسسات فال بد من الحديث عن المؤسسة األكبر في المجتمع
أال وهي الحكومة وخاصة بعد أن بدأت معظم الحكومات باالنتقال إلى الفضاء االلكتروني من أجل تقديم
خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التنكولوجيا الحديثة .وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا ً خصبة
لزراعة مبادئ الحوكمة االلكترونية نظرا ً لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها الحكومة من جهة ولتنوع
وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من جهة أخرى.
وقد عانت العديد من تجارب الحكومات االلكترونية من التجارب الفاشلة والتي كانت في معظم االحيان
باهظة الكلفة ولم يكن هناك من يحاسب ألنه باالساس لم توجد أية مقاييس لقياس النجاح والفشل وحتى إن
وجدت فقد غاب عن معظم تلك الحكومات أهمية وجود رؤية واحدة متكاملة للجسم االلكتروني الحكومي
بحيث تلتزم بمعاييره كافة الوزارات واالدارات العامة .أضف إلى ذلك أن التقلة الى الحكومة االلكترونية
على المستوى التقني لم يوازيها نقلة متناسبة على المستوى االداري والتنظيمي .من هنا تبرز أهمية
الحوكمة في الحكومة االلكترونية والتي تعالج مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا من قبيل:
وهكذا فقد يؤدي إنتشار الخدمات االلكترونية الحكومية بطريقة عشوائية إلى المزيد من االرهاق االداري
في جسم الحكومة بدالً من أن يضفي عليها رونق الفعالية والشفافية .ومن أجل الرد على هذا التحدي تأتي
حوكمة الحكومة االلكترونية كأداة فعالة من أجل التأكد من أن الخدمات الحكومية االلكترونية المستهدفة
سوف تدور في فلك التكامل والتجانس وترفع بأداء الحكومة إلى مستويات أفضل من المستوى الحالي().2
تقديم الخدمات للمواطنين المحليين وحصولهم على الخدمة السريعة ةغير المكلفة ،وتمكين
المواطنين من ممارسة الديمقراطية ومشاركتهم في جميع القضايا كما تعمل على زيادة كفاءة
الوحدات المحلية مما يترتب عليها توفير الوقت وخفض الزمن الالزم النجاز المعامالت.
خلق بيئة عمل افضل أي باستخدام تقنيات المعلومات واالتصال في المؤسسات وتأسيس بنية
تحتية للحكومة االلكترونية تساعد على العمل بكل يسر وسهولة من خالل تحقيق االنسيابية
والتفاعل وتحسين واجهة التواصل بين الحكومة وجهات العمل االخرى.
تحقيق الشفافية والعدالة ومنح الحق في مساءلة ادارة المؤسسة للجهات المعنية.
تحقيق فرصة مراجعة االداء من خارج اعضاء االدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات
وصالحيات لتحقيق رقابة فعالة ومستقلة.
توفير المال والوقت والجهد على جميع االطراف المتعاملة بالحوكمة االلكترونية.
مفهوم اقتصادي (ذهاب السلعة او الخدمة الى العميل وليس العكس) .
توحيد الجهود بدالً من تشتيت الجهود وازدواجية بعض االجراءات في الحكومة التقليدية يتم جمع
الجهود وتوحيدها بوابة الكترونية واحدة.
فتح قنوات استثمارية جديدة من خالل التكامل بين الحكومة االلكترونية والتجارة االلكترونية
وذلك عن طريق استخدام التطبيقات ةالتقنيات والتبادل الداخلي للبيانات نفسها.
.2الفوائد االدارية:
مفهوم االدارة االلكترونية وتنظيم العمليات االنتاجية وتحسين االداء الوظيفي ،والعمل بروح
الفريق الواحد.
تختصر الهرم االداري التسلسلي الطويل ،واالسراع في تنفيذ االجراءات االدارية واختصارها.
تسهل عملية الرقابة واالشراف على اداء الشركة عبر تحديد أطر الرقابة الداخلية وتشكيل اللجان
المتخصصة وتطبيق الشفافية واالفصاح.
.3الفوائد االجتماعية
تحفيز المواطنين الستخدام الحوكمة االلكترونية وبالتالي ايجاد مجتمع معلوماتي قادر على
التعامل مع المعطيات التقنية ومواكبة عصر المعلومات.
تسهيل وسرعة التواصل االجتماعي من خالل التطبيقات االلكترونية كالبريد االلكتروني وغيره.
تفعيل االنشطة االجتماعية المختلفة عن طريق استخدام التطبيقات االلكترونية الكثيرة ().3
تزايدت اهمية الحوكمة في االونة االخيرة بشكل كبير لتحقيق التنمية وتعزيز الرفاهية االقتصادية للشعوب
،اذ برزت هذه االهمية بعد األزمة المالية األسيوية ، 1998 -1997واالنهيارات والفضائح التي حصلت
في كبرى المؤسسات مثل شركة أنرون للطاقة كذلك اكتشافات حاالت التالعب في قوائم المؤسسات المالية
التي كانت ال تعبر عن الواقع الفعلي لها ،وذلك بالتواطؤ مع كبرى المؤسسات العالمية الخاصة بالتدقيق
والمحاسبة ،وبذلك للحوكمة دور كبير في تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات اذ تعمل على جذب
االستثمارات ودعم االداء االقتصادي والقدرة التنافسية على المدى الطويل ()4وذلك من خالل طرق عدة
واساليب اهمها هي )5( :
التأكيد على الشفافية في معامالت الشركة حيث ان الحوكمة تقف في مواجهة احد طرفي عالقة
الفساد الذي يؤدي الى استنزاف موارد المؤسسة وتآكل قدرتها التنافسية وبالتالي انصراف
المستثمرين عنها.
اجراءات حوكمة المؤسسات تؤدي الى تحسين ادارة المؤسسة مما يساعد على جذب االستثمارات
بشروط جيدة وعلى تحسين كفاءة اداء المؤسسة.
تبني معايير الشفافية في التعامل مع المستثمرين من الممكن ان يساعد على تفادي حدوث االزمات
المصرفية.
ان تطبيق حوكمة المؤسسات يقوي ثقة الجمهور في عملية الخصخصة ويساعد على ضمان
تحقيق الدولة الفضل عائد على استثماراتها وهذا بدوره يعزز من القدرة التنافسية للدولة.
المصادر
.1اساسيات الحوكمة :مصطلحات ومفاهيم سلسلة النشرات التثقيفية لمركز ابو ظبي للحوكمة ،
مركز ابو ظبي ،ص6-5
.3مريم خالص ،الحكومة االلكترونية ،مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة ،بحث
منشور،العدد الخاص بمؤتمر الكلية .2013 ،
)*(قدرة المنظمة على صياغة وتطبيق االستراتيجيات التي تجعلها في مركز تنافسي افضل بالنسبة
للمنظمات المماثلة والعاملة في نفس النشاط.
.4د .جوزي جميلة ،دور الحوكمة في تعزيز القدرة التنافسية ،محاضرة بجامعة الجزائر
.5د .جمال عبيد محمد العازمي ،دور حوكمة الشركات في رفع القدرة التنافسية للشركات الكويتية
،رسالة ماجستير منشورة ،جامعة الشرق االوسط ،كلية االعمال ،2012 ،ص. 34