You are on page 1of 14

‫جامعـة محمد لمين دباغين سطيف ‪-02-‬‬

‫كليـة الحقوق والعلوم السياسية‬


‫شعبة العلوم القانونية واإلدارية‬

‫تكملة محـاضـرات في مـادة‬


‫نماذج لإلدارة اإللكترونية المقارنة‬

‫لفائدة طلبـة السنة الثالثة ليسانس‬


‫تخصص إدارة إلكترونية‬
‫‪ -‬خالل السداسي الثاني‪-‬‬

‫من إعداد الدكتورة‪ :‬فاكيـة سقني‬

‫السنة الجامعية‪2020-2019 :‬‬

‫مراحل التحول واالنتقال من الحكومة التقليدية إلى الحكومة اإللكترونية‪ (:‬تابع‬


‫للفصل األول)‬
‫المرحلة األولى‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بدأت هذه المرحلة حينما دخلت الحاسبات اآللية في مجال التطبيقات اإلدارية المختلفة‪ ،‬حيث‬
‫في هذه المرحلة تم تطوير أنظمة العمل داخل اإلدارات المختلفة من خالل البرامج التي سهلت‬
‫كثيرا عمل الموظف العادي وساعدته في سرعة إنجاز أعماله المختلفة‪.‬‬
‫وتسمى هذه المرحلة بمرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة‪ ،‬أين يتم تفعيل اإلدارة التقليدية والعمل‬
‫على تنميتها وتطويرها في الوقت الذي يتم البدء فيه أيضا وبشكل متوازي تنفيذ مشروع اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬بحيث يستطيع المواطن العادي في هذه المرحلة تخليص معامالته وإ جراءاته بشكل‬
‫سهل وأيسر‪ ،‬كما يستطيع من يملك حاسب شخصي أو غبر األكشاك من االطالع على نشرات‬
‫المؤسسات واإلدارات والوزارات‪ B‬وأحدث البيانات واإلعالنات عبر الشبكة اإللكترونية‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وهي المرحلة التي تم فيها وضع بعض الخدمات من خالل أنظمة المعلومات على األجهزة‬
‫المختلفة‪ ،‬وهي ما عرفت باسم أنظمة بعض الخدمات‪ ،‬وفي هذه المرحلة يحصل المواطن‬
‫على الخدمة من خالل أنظمة المعلومات‪ ،‬مثل تسديد فواتير الهاتف والكهرباء من خالل‬
‫التليفونات أو الماكينات‪.‬‬
‫وسميت هذه المرحلة بمرحلة الفاكس والتلفون الفاعل‪ ،‬يتم فيها تفعيل تكنولوجيا الفاكس‬
‫والتليفون‪ ،‬بحيث يستطيع المواطن العادي االعتماد على التليفون في االستفسار عن‬
‫اإلجراءات واألوراق والشروط الالزمة إلنجاز أي معاملة‪ ،‬واستعمال الفاكس إلرسال‬
‫واستقبال األوراق أو االستمارات وغير ذلك‪.‬‬
‫وفي هذه المرحلة أين يكون عدد المستخدمين لإلنترنت متوسط‪ ،‬نجد قسم من المواطنين‬
‫ممن هم أقدر على استعمال التكنولوجيا جرب نمط اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مثل كبار المتعاملين‬
‫واإلداريين‪ ،‬وهنا فإن األمر يتطلب موظفين مؤهلين الستخدام هذه التكنولوجيا والعمل على‬
‫تطويرها‪ ،‬إلنجاز األعمال عبر الوسائل اإللكترونية‪ ،‬ألن الموظف هو العنصر األساسي‬
‫للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية بعقد دورات تدريبية لتأهيله للعمل اإللكتروني‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫وتسمى هذه المرحلة باإلدارة اإللكترونية الفاعلة‪ ،‬حيث يتم في هذه المرحلة التخلي عن الشكل‬
‫التقليدي لإلدارة‪ ،‬بعد ارتفاع عدد المستخدمين للشبكة اإللكترونية ممن يملكون الحواسيب اآللية‬
‫بشكل شخصي‪ ،‬أو توفرها عبر األكشاك في المناطق العمومية ومؤسساتها‪ ،‬بحث تكون تكلفتها‬
‫معقولة‪ ،‬تسمح لجميع المواطنين باستعمال الشبكة اإللكترونية إلنجاز المعامالت اإلدارية بأسرع‬
‫وقت وأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬وبفعالية‪.‬‬
‫إن هذه المرحلة هي مرحلة عصر اإلنترنت والثورة المعلوماتية وانتشار تكنولوجيا االتصاالت‬
‫والمعلومات‪ ،‬حيث تم تفعيل األداء اإللكتروني؛ وتجدر اإلشارة هنا‪ ،‬بأنه ال توجد إلى حد اآلن دولة‬
‫طبقت الحكومة اإللكترونية بشكل كامل مما يؤكد على وجود مراحل الحقة‪.‬‬
‫فمثال‪ ،‬هناك من يعتبر دعم اإلدارة العليا وقناعتها بالتحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية المرحلة األولى واألساسية للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فينبغي أن تكون لإلدارة‬
‫العليا الرؤية الواضحة والقناعة الكافية‪ ،‬ويجب أن تقدم الدعم الكامل واإلمكانات الالزمة للتحول‪.‬‬
‫فوجود اإلرادة السياسية يلعب دورا مهما في التحول نحو الحكومة اإللكترونية‪ ،‬بتحديد مدى‬
‫قدرات القيادة السياسية في تحويل المواد المادية والقدرات البشرية‪ ،‬والمخصصات المالية إلى واقع‬
‫ملموس‪ ،‬دون إهمال المتابعة الدورية والتقدمية لكل مرحة بهدف الكشف عن العجز المسجل في‬
‫إستراتيجية التحول‪.‬‬
‫وهناك من يرى ضرورة وجود مرحلة تكامل األعمال الحكومية لتحقيق الترابط اإللكتروني‬
‫كمرحلة رابعة للتطبيق الكامل لإلدارة اإللكترونية بتحويل كل أنشطة األعمال التقليدية من طرف‬
‫اإلدارة إلى أعمال إلكترونية تعمل وفق شبكة مرتبطة مع إدارة سلسة التوريد‪ ،‬وإ دارة عالقات‬
‫الزبائن وأنشطة تخطيط موارد المشروع‪ ،‬بمعنى تهيئة اإلدارة أو المنظمة للعمل وفق نموذج‬
‫األعمال الجديد ومتطلبات العمل اإللكتروني المتشابك في نظمه وقنوات اتصاالته وبنيته التحتية‬
‫التي تزداد تعقيدا كلما اقتربت المنظمة من النموذج الكامل لألعمال اإللكترونية‪ ،‬وكلما تطورت‬
‫مستوى الحوسبة الشبكية في إدارة وتنفيذ أنشطة المنظمة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ويتضح من كل هذا‪ ،‬أن للحكومة اإللكترونية محتوى معلوماتي وآخر خدمي ومحتوى اتصالي‬
‫يتم من خالل تجميع األنشطة التفاعلية والتبادلية والمعلوماتية كافة في موقع واحد يتضمن اتصاال‬
‫دائما بالجمهور ‪ 24‬ساعة في اليوم‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬


‫‪ -1‬متطلبات مشروع اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫من خالل هذه التعاريف‪ ،‬فمن أهم متطلبات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬العنصر البشري المؤهل والمدرب‪:‬‬
‫وهذا ما يقتضي من اإلدارات إدخال التغيير والتطوير على الموظفين العاملين بها‪ ،‬وهذا‬
‫يتطلب عقد دورات تدريبية للموظفين أو تأهيلهم علميا على رأس العمل ألداء الدور المعلوماتي‬
‫المنوط بهم عبر الوسائل اإللكترونية المتوفرة‪ ،‬وإ قناع المواطنين للتعامل مع اإلنترنت لطلب‬
‫الخدمة المرفقية الكترونيا‪ ،‬وأيضا حتى المسئولين اإلداريين البد أن تكون لهم القناعة التامة‬
‫والرؤية الواضحة لتحويل جميع المعامالت اإلدارية الورقية إلى إلكترونية كي يقدموا الدعم الكامل‬
‫واإلمكانات الالزمة للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫ب‪ /‬توفير البنيةـ التحتية لإلدارة اإللكترونية‪:‬ـ‬
‫بمعنى تأمين أجهزة الحاسب اآللي أو األجهزة العلمية المتطورة الخاصة بأنظمة تقنية‬
‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وربطها بالشبكة العنكبوتية لالنترنت‪.‬‬
‫وإ لى جانب ذلك‪ ،‬البد من وجود قاعدة بيانات ومعلومات مخزنة تعمل الحكومة اإللكترونية‬
‫استنادا إليها عن طريق البدء بتوثيق المعامالت الورقية القديمة الكترونيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬وضع تشريعات خاصة بالحكومة اإللكترونية‪:‬ـ‬
‫حيث تقدم لها التنظيم القانوني المناسب الذي يكفل تحقيقها ألهدافها على أحسن وجه‪ ،‬ولحمايتها‬
‫من االعتداء ومن الجرائم اإللكترونية‪ ،‬حيث يجب حماية المعلومات والبيانات الخاصة التي يتم‬
‫إدخالها إلى شبكة المعلومات‪ ،‬بحيث ال يتمكن من اإلطالع عليها إال أصحاب الصالحية القانونية‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫فالبد من توفير األمن المعلوماتي واإلجراءات الالزمة لتأمين الحماية من المخاطر‬
‫واالختراقات التي تهدد سرية المعلومات والحفاظ على األجهزة والبرامج عن طريق التحديث‬
‫المستمر ألنظمة التشغيل والبرامج المضادة للفيروسات‪ ،‬واستخدام البطاقات الذكية أو البصمات‬
‫وكلمات السر أو المرور وعمل نسخ احتياطية للمعلومات وحفظها‪.‬‬
‫فمن خالل توفر األمن المعلوماتي تكتسب الثقة في تقديم المعلومات الشخصية‪ ،‬وفي االستثمار‬
‫في موضوع أمن المعلومات بما يتناسب وحجم المشروع والمعلومات التي ستقدم من قبل‬
‫المستفيدين؛ فالهاجس األمني من أهم معوقات التي تواجه تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬خطوات تطبيق أو تنفيذ اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫للتحول من اإلدارة الورقية إلى اإلدارة اإللكترونية تتعامل مع كافة وسائل التقنية الحديثة في‬
‫إنجاز معامالتها وإ جراءاتها اإلدارية تتخذ عدة خطوات‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫إعداد الدراسة األولية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إلعداد هذه الدراسة البد من تشكيل فريق عمل يضم متخصصين في اإلدارة المعلوماتية‬
‫لغرض معرفة واقع حال اإلدارة من تقنيات المعلومات وتحديد البدائل المختلفة‪ ،‬وجعل اإلدارة‬
‫العليا على بينة من كل النواحي المالية‪ ،‬الفنية‪ ،‬والبشرية‪.‬‬
‫وضع خطة التنفيذ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عند إقرار توصية الفريق من قبل اإلدارة العليا في تطبيق اإلدارة اإللكترونية في المؤسسة‪ ،‬يتم‬
‫وضع خطة متكاملة ومفصلة لكل مرحلة من مراحل التنفيذ‪ ،‬وذلك بوضع رؤية إلكترونية عن‬
‫المعلوماتية وتكنولوجيا االتصاالت معتمدة في ذلك إستراتيجية واضحة للتغلب على العوائق التي‬
‫تعترض عملية التغيير‪.‬‬
‫تحديد المصادر‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وذلك بإنشاء البنية التحتية الكفيلة بضمان الخصوصية واألمان للحكومة اإللكترونية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى استثمارات في التكنولوجيا من حيث اإلنتاج والعمليات والتوزيع‪.‬‬
‫السلطة والمشاركة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫لتحقيق مشروع اإلدارة اإللكترونية فالحاجة ماسة للتعاون بين الشركات ومؤسسات القطاعين‬
‫العام والخاص معا‪ ،‬وكذا تعيين الجهات التي سوف تقوم بتنفيذها وتمويلها بشكل واضح ضمن‬
‫الوقت المحدد للخطة‪.‬‬
‫التحول إلى الحكومة اإللكترونية‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ليس فقط تحويل الحكومة إلى آلية وإ نما إيجاد مجتمع معلوماتي قادر على التعامل مع معطيات‬
‫التقنية‪ ،‬وكذا تحديد المجاالت والمراحل المقترحة لتطبيق نظام اإللكتروني في كل وزارة أو قطاع‬
‫أو مجموعة من المواطنين‪.‬‬
‫متابعة التقدم التقني‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫البد من متابعة كل مستجد في مجال تقنيات المعلومات اإلدارية‪ ،‬ويعتبر محتوى المعلومات‬
‫وشكلها وبناؤها من األشياء المهمة الجوهرية في الحكومة اإللكترونية‪ ،‬إضافة إلى إمكانية‬
‫الوصول إلى المعلومات والمعامالت بكل سهولة ويسر‪.‬‬
‫‪ -3‬التجارب العالمية والعربية في ميدان اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫تتنافس دول العالم فيما بينها في التحول إلى الحكومة اإللكترونية نظرا للمزايا التي تحققها في‬
‫رفع مستوى األداء الحكومي وتقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين‪ ،‬وتختلف دول العالم فيما‬
‫بينها في أسلوب تطبيق الحكومة اإللكترونية‪ ،‬كما تتفاوت درجة النجاح التي حققتها كل دولة تبعا‬
‫لظروفها االقتصادية واالجتماعية والسياسية وقدرتها على التغلب على معوقات التنفيذ التي‬
‫واجهتها‪.‬‬
‫ومن دول التي تحتل المراكز العشرة األولى في العالم في تطبيق الحكومة اإللكترونية طبقا‬
‫لمؤشر األمم المتحدة لجاهزية الحكومة اإللكترونية عام ‪ ،2005‬نجد‪ :‬الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬استراليا‪ ،‬نيوزيلندا‪،‬‬
‫سنغافورة‪ ،‬النرويج‪ ،‬كندا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬هولندا‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬ألمانيا‪.‬‬
‫وتعاني الدول النامية ومن بينها الدول العربية من العديد من العوائق التي تقف حائال أمام‬
‫التطبيق الفعال للحكومة اإللكترونية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى وجود فجوة تكنولوجية كبيرة بين الدول‬
‫المتقدمة والدول النامية ترجع إلى غياب الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية الداعمة‬
‫الستراتيجيات تطبيق الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫وبالرغم من النجاح الذي حققته بعض الدول العربية مثل دبي والكويت والبحرين الجزائر في‬
‫تطبيق الحكومة اإللكترونية إال أن هناك بعض المعوقات التي تواجهها‪ ،‬وأهمها والتي سنعرضها‬
‫أسفله‪ ،‬ارتفاع نسبة األمية بين المواطنين‪ ،‬وانخفاض مستوى التعليم وغياب الوعي التكنولوجي ما‬
‫يسمى باألمية اإللكترونية‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض نسبة مستخدمي أجهزة الحاسب اآللي‪ ،‬ويقلل‬
‫من قدرة المواطنين على التعامل اإللكتروني من خالل شبكة اإلنترنت‪ ،‬وهما من أهم مؤشرات‬
‫قياس تطبيق الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫كما أن هناك حالة من فقدان الثقة في الحكومات‪ ،‬وجمود األنظمة السياسية‪ ،‬والبعد عن‬
‫الديمقراطية والمشاركة الشعبية‪ ،‬مما يؤدي إلى تدني مستوى األداء الحكومي وانخفاض جودة‬
‫الخدمات الحكومية‪ ،‬باإلضافة إلى النظم البيروقراطية السائدة في المنظمات الحكومية وعجزها‬
‫عن إحداث التغيرات المطلوبة في الهياكل التنظيمية وطبيعة المهام والوظائف ونظم وإ جراءات‬
‫العمل اإلداري‪ ،‬وغياب اإلطار القانوني والتشريعي الداعم للعمل اإللكتروني‪.‬‬
‫ومن الدول العربية التي تحتل المراكز السبعة األولى عربيا في تطبيق الحكومة اإللكترونية‬
‫وفقا لمؤشر األمم المتحدة عام ‪ 2005‬لجاهزية الحكومة اإللكترونية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫اإلمارات‪ ،‬الكويت‪ ،‬البحرين‪ ،‬لبنان‪ ،‬قطر‪ ،‬مصر‪ ،‬جيبوتي‪.‬‬
‫‪ -1‬تجربةـ الواليات المتحدة ‪:‬‬
‫تعكس تجربة الواليات المتحدة األمريكية النظام الالمركزي في تطبيق الحكومة اإللكترونية‪،‬‬
‫حيث تم تطبيقها على المستوى الفدرالي ومستوى الواليات ومستوى المحليات لتحتل الو‪.‬م‪.‬أ‬
‫المركز األول عالميا‪ ،‬حيث أن الرؤية اإلستراتيجية لحكومتها اإللكترونية تقوم على‪:‬‬
‫‪ -‬التركيز على المواطنين وليس على اإلجراءات البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على السوق‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على االبتكار‪.‬‬
‫فعلى مستوى الواليات مثال‪ :‬تم عمل مواقع الكترونية تشمل وصفا لمكاتب وإ دارات‬
‫الحكومة المحلية والمعلومات المتصلة بها‪ ،‬وبيانات التنمية االقتصادية وأجندة األحداث وأوقات‬
‫االجتماعات وقانون الحكم المحلي‪ .‬كما تقوم بعض الواليات ببث صوتي الجتماعات المجلس‬
‫عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫على المستوى المحلي‪ ،‬نجد بعض المواقع تعطي المواطن المحلي حق السؤال‪ ،‬وتسمح‬
‫للمواطنين بالدخول والبحث من خالل جلسات المجلس وأجندة االجتماعات‪ ،‬كما يمكن للمواطن‬
‫من مخاطبة أعضاء المجلس المحلي عبر البريد اإللكتروني خالل اجتماع المجلس وعرض‬
‫أسئلته واستفساراته‪.‬‬
‫وفي مجال النشاط السياسي يتم عرض برامج األحزاب السياسية على مواقع اإلنترنت‬
‫والترويج للمرشحين للمجالس التشريعية‪ ،‬كما تم عمل نظام االقتراع المباشر على الحاسب‬
‫اآللي‪.‬‬
‫كما أن الحكومة اإللكترونية في و‪.‬م‪.‬أ شملت أعمال الخدمة العمومية‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫شبكة إنترنت واألكشاك اإللكترونية ومن هذه الخدمات‪ ،‬تنظيم العبور في الطرق السريعة‬
‫والبطاقات الذكية‪ ،‬وغيرها من خدمات القطاع العام‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن في و‪.‬م‪.‬أ مؤشرات البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية‬
‫مرتفعة‪ ،‬وكذلك حيازة أكثر من ‪ 80‬بالمائة من المواطنين للحاسب اآللي‪ ،‬وارتفاع مؤشر عدد‬
‫مستخدمي اإلنترنت‪ ،‬وهذا ما جعلها تحتل المراتب األولى عالميا‪ .‬وكذلك صياغتها لقوانين‬
‫تتعلق باألمن اإللكتروني والتوقيع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -2‬تجربةـ اإلمارات العربيةـ المتحدة( إمارة دبي)‪:‬‬
‫يعتبر مشروع الحكومة اإللكترونية في دولة اإلمارات العربية من المشاريع الرائدة والمتقدمة‬
‫عربيا‪ ،‬خاصة في إمارة دبي‪ ،‬حيث تسعى هذه الدولة إلى جعل مهام إدارتها المختلفة محوسبة‬
‫وصوال إلى تطبيق شامل لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فمن المتوقع أن تنتهي دولة اإلمارات من إنجاز‬
‫مشروع الحكومة اإللكترونية بحلول عام ‪.2010‬‬
‫حيث بادرت إمارة دبي في أكتوبر ‪ 2001‬بإنشاء منطقة حرة للتكنولوجيا أطلق عليها مدينة‬
‫دبي لإلنترنت‪ ،‬تكون مرجعا لكافة شركات تقنية المعلومات الراغبة باالستثمار في المدينة‪ ،‬وقد‬
‫سارعت شركات عالمية كبرى بإيجاد فروع لها في مدينة دبي لإلنترنت ‪ ،‬وتخطط حكومة دبي‬
‫لنفسها أن تتحول إلى حكومة إلكترونية كاملة في غضون خمس سنوات منذ انطالقها‪ ،‬وذلك‬
‫بالنسبة لكافة الدوائر المحلية العاملة هناك بدءا من ديوان الحاكم‪ ،‬ودائرة المحاكم‪ ،‬ودائرة المياه‬
‫الكهرباء والدائرة الصحية والجمارك والموانئ ودائرة بلدية دبي وغيرها‪.‬‬
‫ومن أهم إنجازات حكومة دبي اإللكترونية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫موقع شرطة دبي اإللكتروني‪ ،‬ومن بين خدماته مثال‪ :‬اختبار إشارات المرور‪ ،‬خدمة‬ ‫‪-1‬‬
‫االستعالم عن المخالفات المرورية ودفعها الكترونيا‪.‬‬
‫موقع جمارك دبي اإللكتروني‪ ،‬ويتضمن توثيقا كامال للمتطلبات اإلدارية واإلجرائية‬ ‫‪-2‬‬
‫الالزمة إلنجاز المعامالت الجمركية‪.‬‬
‫دائرة سياحة دبي اإللكترونية‪ ،‬يتضمن كل المعلومات عن السياحة والتسوق التجاري في‬ ‫‪-3‬‬
‫دبي‪ ،‬وخدمة الحجز في الفنادق والرحالت البحرية حول دبي‪.‬‬
‫وغيرها‪ ،‬من خدمات المميزة‪ ،‬والتي منها‪ :‬خدمات التعليم اإللكترونية‪ ،‬وخدمة‬ ‫‪-4‬‬
‫التراخيص الصناعية‪ ،‬وخدمة " اسأل دبي" كوسيلة لالتصال بالهيئات الحكومية من‬
‫خالل قنوات متعددة تتضمن مركز االتصال والمحادثة عبر اإلنترنت والبريد‬
‫االلكتروني والفاكس‪ ،‬وخدمة " المدير اإللكتروني المؤهل وتهدف إلى تدريب المدراء‬
‫ومشرفي العمال في كافة الهيئات الحكومية في دبي من أجل تسهيل عملية نقل المعرفة‬
‫وتبادل المهارات‪.‬‬
‫ومن المالحظ على تجربة دبي اإللكترونية أنها وصلت بخدماتها إلى أعلى مستوى من‬ ‫‪-5‬‬
‫التفاعل بينها وبين المواطنين من خالل استخدام وسائل للدفع اإللكتروني‪ .‬وقد حصلت‬
‫حكومة دبي اإللكترونية في عام ‪ 2007‬على شهادة تأكيد الجودة تقديرا اللتزامها‬
‫المستمر بتحسين جودة خدماتها‪ ،‬وفي نفس عام كانت قد أطلقت مبادرة‪ ":‬األسبوع‬
‫اإللكتروني " لتشجيع المستخدمين على التعامل مع الخدمات اإللكترونية من خالل توقف‬
‫كل إدارة من إدارات البلدية عن استقبال المعامالت يدويا‪.‬‬
‫بل إن دولة اإلمارات لتحسين جودة حياة المواطن مثال‪ :‬في مجال الحالة المدنية وضعت‬
‫موزع آلي كموزع آلي للنقود بالبريد القتناء وثائق الحالة المدنية وبطاقة البيومترية‪ ،‬وفي إطار‬
‫تطبيق "اإلدارة تذهب للمواطن" هناك إمكانية سحب وثائق الحالة المدنية عبر الهاتف المحمول‬
‫وانجاز كل معامالته الحكومية عبر الهاتف المحمول‪ ،‬حيث تصل رسالة للمواطن تسأله عن‬
‫كيفية تقديم جواز السفر مثال بالمنزل أو اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -3‬تجربةـ الجزائر‪:‬‬
‫إن التحول نحو اإلدارة اإللكترونية في الجزائر من أهم التحديات المستقبلية‪ ،‬ويحتاج إلى‬
‫رؤية مستقبلية ووضع إستراتيجية لذلك وفق مراحل تنفيذية مرتقبة يتم عرضها سنويا باستعمال‬
‫برنامج ميزانية خاص بهذه اإلستراتيجية‪ ،‬كمشروع الجزائر اإللكترونيةـ لسنة ‪ ، 2013‬ولعل أهم‬
‫قطاع لتفعيل إستراتيجية الجزائر اإللكترونية هو عصرنة وثائق الهوية والسفر والحالة المدنية‬
‫لتحسين أداء اإلدارة العامة المحلية‪.‬‬
‫فتجربة الجزائر في بناء اإلدارة اإللكترونية ما زالت في خطواتها األولى فهناك العديد من‬
‫المواقع التي تخص بعض اإلدارات العامة في بعض القطاعات التعليمية والصحية وفي قطاع‬
‫العدالة وفي الحالة المدنية‪ ،‬وغيرها تقوم بعرض خدماتها العامة‪ ،‬وهناك اهتمام كبير بهذا المجال‬
‫من اإلدارات الحكومية لتبسيط اإلجراءات للمواطنين وتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫إن نجاح مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر مرهون بوجود‪:‬‬
‫‪ -1‬المواطن اإللكتروني الذي بحوزته جهاز كمبيوتر‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إمكانية النفاذ إلى شبكة المعلوماتية بالسرعة الفائقة‪ ،‬وبأسعار مقبولة‪ ،‬بتطوير المنشآت‬
‫القاعدية اإللكترونية تزامنا والتنفيذ التدريجي للتحول اإللكتروني‪.‬‬
‫ج‪ -‬تطوير الكفاءات البشرية من خالل وضع إجراءات ملموسة في مجال التكوين والتأهيل‬
‫الجيد‪.‬‬
‫د ‪ -‬توفير الموارد المالية‪ ،‬ألن تنفيذ البرامج مشاريع اإلدارة اإللكترونية يحتاج أموال كبيرة‪.‬‬
‫ه ‪ -‬تطوير التشريعات القانونية والتنظيمية اإللكترونية لضمان سرية المعلومات الخاصة‬
‫بالمواطنين‪ ،‬ومكافحة كل المخالفات المرتبطة بهذا المجال‪.‬‬
‫ولنجاح وتطبيق مشروع الحكومة اإللكترونية كامال في الجزائر‪ ،‬وباألخص على اإلدارة‬
‫المحلية‪ ،‬لالهتمام الكبير بهذا المجال من اإلدارات الحكومية لتبسيط اإلجراءات للمواطنين‬
‫والقضاء على البيروقراطية خاصة البلديات المعزولة ونائية والبعيدة عن اإلدارات المركزية‪ ،‬تم‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية على المستوى المحلي لنجاح مشروع البلدية اإللكترونية‪ ،‬باتخاذ العديد‬
‫من اإلجراءات لتحقيق ذلك والتحول نحو اإلدارة اإللكترونية في البلديات والمعالجة اآللية‬
‫للمعلومات لتحسين العالقة بين اإلدارة والمواطن وتقريبها‪.‬‬
‫وهذا لن يكون إال بتطوير تطبيقات وخدمات الكترونية موجهة لإلدارات المحلية عن طريق‬
‫خلق شبكة داخلية بين اإلدارات المحلية واإلدارة المركزية‪ ،‬مع ضرورة اعتمادها على بنية تحتية‬
‫لالتصاالت ذات تدفق سريع بين اإلدارات‪ ،‬وذلك للتمكن من ضمانات التبادل الخاص بالبيانات‬
‫والمعلومات وبشكل آمن‪ ،‬وهذا لن يتم إال وفق تخطيط خاص بينهم‪.‬‬
‫إضافة إلى ضرورة أن يتم التغير بطرق تتوافق مع اإلمكانية المتاحة في ظل وجود الكثير من‬
‫المناطق المحرومة في الجزائر‪ ،‬والتي تشمل كل متطلبات التحضير للتحول نحو الخدمة العمومية‬
‫اإللكترونية على المستوى المحلي‪.‬‬
‫إن توسيع الخدمة العامة االلكترونية بتسهيل النفاذ لالنترنت‪ ،‬ومحاولة إدخال تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال في استخدامات اإلدارة العامة في الجزائر‪ ،‬وبالشكل الذي يعيد النظر في‬
‫كيفية سيرها وتنظيمها وتقييم الخدمة العمومية التي تقدمها مع المتطلبات الرقمية‪ ،‬هو من بين أهم‬
‫تحديات المستقبلية لإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫إن تجارب الدول المختلفة نحو التحول إلى الحكومة اإللكترونية أو اإلدارة اإللكترونية تتباين‪،‬‬
‫وإ ن كانت كلها تركز على األعمال الحكومية بالمعنى الضيق أو السلطة التنفيذية من تقديم الخدمات‬
‫الحكومية وتحسينها للجمهور‪ ،‬وترتبط بالمصالح الحياتية للمواطنين أو بإدارة المرافق العامة سواء‬
‫تعلق ذلك بمرفق المياه أو الكهرباء أو المواصالت أو االتصاالت‪ ،‬وغيرها من الخدمات المرفقية‬
‫التي تتعلق بالمرافق الحيوية الصحية التعليمية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫لكن هناك بعض الدول في تحولها نحو اإلدارة اإللكترونية وصلت إلى أعمال البرلمانات‬
‫بوصفها السلطة التشريعية‪ ،‬ما يسمى البرلمان اإللكتروني والديمقراطية اإللكترونية كو‪.‬م‪.‬أ‪.‬‬
‫والهند‪ ،‬والسلطة القضائية التي كان لها نصيبها من التحول‪.‬‬
‫كما أن هذا التحول ليس حكرا على العمل الحكومي‪ ،‬بل كان للقطاع الخاص الفضل في إدخال‬
‫الحاسب اآللي‪ ،‬والشبكات الداخلية‪ ،‬ألن معظم الشركات تقنية المعلومات العالمية هي شركات‬
‫تابعة للقطاع الخاص كشركة نوكيا‪ ،‬مايكروسوفت‪ ،‬وغيرها‪ .‬فالتحول شمل أعمال القطاع الخاص‬
‫السيما وأن التجارة اإللكترونية كانت بداية التي ظهرت من خاللها الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫إذن إن استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تقديم الخدمات اإللكترونية‬
‫للمواطنين يعد الهدف المشترك الذي تسعى جميع دول العالم إلى تحقيقه لتحقيق الرفاهية وجودة‬
‫الحياة‪ ،‬إال أن بعض الدول مثل‪ :‬و‪.‬م‪.‬أ نجحت في تحقيق أهداف سياسية مثل‪ :‬الحوكمة‬
‫اإللكترونية والديمقراطية اإللكترونية‪.‬‬
‫كما أنه من أكثر التباينات من خالل تحليل تجارب الدول المختلفة في تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫‪ -‬هناك تباين في االستراتيجيات المطبقة من طرف الدول التي تحتاج إلى تغيير السياسات‬
‫النظم واألساليب اإلدارية المطبقة‪.‬‬
‫‪ -‬وتباين في مستوى التقدم التكنولوجي بين الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬وانتشار األمية‬
‫اإللكترونية في الكثير من الدول النامية‪ ،‬مع ضخامة االستثمارات في تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت مما يجعل تطبيق الحكومة اإللكترونية ينطوي على عنصر المخاطرة ألنه قد ال‬
‫يلقى التفاعل المطلوب بين الحكومة اإللكترونية والمواطنين‪ ،‬فثقافة اإللكترونية للمواطنين‬
‫ووعيهم بضرورة تطبيق الحكومة اإللكترونية وثقتهم في النظم السياسية المطبقة يسهم بشكل‬
‫كبير في التجاوب مع الخدمات المقدمة عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫ويبقى العنصر البشري أو العمالة المتخصصة والمؤهلة أو المدربة على استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات من أهم الدعائم األساسية التي تسهم في خلق نماذج جديدة مبتكرة‬
‫لألعمال مما يضمن نجاح تطبيق الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬السلبيات المحتملة لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫قد يعتقد البعض أنه بتطبيق إستراتيجية اإلدارة اإللكترونية سوف تزول كل المعوقات اإلدارية‬
‫والتقنية‪ ،‬لكن الواقع أن تطبيق اإلدارة اإللكترونية سيحتاج إلى تدقيق مستمر ومتواصل لتأمين‬
‫استمرار تقديم الخدمات بأفضل شكل ممكن‪ ،‬لذلك البد من وضع خطط بديلة في حال تعثر تطبيق‬
‫اإلدارة اإللكترونية لسبب من األسباب ببحث عن السلبيات المحتملة لتطبيقها‪ ،‬والتي من أهمها‪:‬‬
‫التجسس اإللكتروني‪:‬ـ‬ ‫‪-1‬‬
‫عند استعمال نظام اإلدارة اإللكترونية من طرف الدول فإنها ستحول أرشيفها إلى أرشيف‬
‫إلكتروني‪ ،‬وهو ما يعرضه لمخاطر كبيرة تكمن في التجسس على هذه الوثائق وكشفها ونقلها‬
‫وحتى إتالفها لذلك فهناك مخاطر كبيرة من الناحية األمنية على معلومات ووثائق وأرشيف‬
‫اإلدارة سواء المتعلقة باألشخاص أو الشركات أو اإلدارات أو حتى الدول‪.‬‬
‫زادة التبعية للخارج‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫من المعلوم أن الدول العربية ليست دوال رائدة في مجال التكنولوجيا والمعلومات وهي دوال‬
‫مستهلكة لها‪ ،‬لذلك فإن تطبيقها لإلدارة اإللكترونية يزيد من مظاهر تبعيتها للدول الغربية‪،‬‬
‫فاالعتماد الكلي على تقنيات أجنبية للحفاظ على أمن معلوماتها وتطبيقها على الشبكات الرسمية‬
‫التابعة للدول العربية هو تعريض أمنها الوطني والقومي للخطر‪ ،‬فالدول تتجسس على المعلومات‬
‫ألهداف عسكرية وسياسية واقتصادية لكي تتمكن الشركات الكبيرة التجارية من الحصول على‬
‫معلومات عن منافسيها في األسواق‪ ،‬لذلك على الدول العربية اإلنفاق على البحث العلمي‬
‫وتكنولوجي وتدعيمه‪.‬‬
‫شلل اإلدارة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن التطبيق غير دقيق لمفهوم إستراتيجية اإلدارة االلكترونية واالنتقال دفعة واحدة من النمط‬
‫التقليدي لإلدارة إلى النمط اإللكتروني دون اعتماد التسلسل والتدرج في االنتقال من شأنه أن يؤدي‬
‫إلى شلل في وظائف اإلدارة‪ ،‬وتعطيل خدماتها التي تقدمها‪ ،‬أو إيقافها‪.‬‬
‫زيادة نسبة البطالة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫بالرغم مما يمكن أن توفره الثورة المعلوماتية من فرص جديدة للعمل‪ ،‬إال أنها لن تكون متاحة‬
‫للجميع‪ ،‬ألنها ذات طبيعة تقنية عالية تحتاج لمؤهلين لها‪ ،‬ولذلك فإن ثمة مشكلة ستتعاظم مع‬
‫االعتماد على المعلوماتية وهي البطالة‪ ،‬ألنه سيتم االستغناء حتى على العمال القدماء الستعمالها‬
‫في مجال عملهم‪.‬‬
‫ضعف التواصل االجتماعي‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫إن المداومة على استخدام الشبكات يؤدي إلى فرض العزلة واالنطواء على المستخدم مما‬
‫يترتب عليه أحيانا قلة تواصله مع اآلخرين وضعف القدرة على مجابهة المشكالت التي ال تتعلق‬
‫باستخدام اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫التكلفة المالية الضخمة لألجهزة اإللكترونية المستوردة من الخارج‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫عدم توفر اإلرادة السياسية التي تقوم على التخطيط والتنظيم والتنفيذ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫عدم وجود متابعة وتطوير للتطبيقات البرمجية‪ ،‬ورداءتها أو ضعف الصيانة البرمجية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -5‬معوقات تطبيق مشروع الحكومة اإللكترونية‪:‬‬
‫من المعوقات التي تواجه تطبيق الحكومة اإللكترونية باختصار‪ ،‬نذكر‪:‬‬
‫عدم مواكبة التشريعات القانونية والنظم اإلدارية للمعامالت اإللكترونية‪ ،‬فعدم اكتمال‬ ‫‪-1‬‬
‫وضع األطر القانونية المناسبة لتنظيم عمل الحكومة اإللكترونية‪ ،‬وغياب إقرار الوثائق‬
‫اإللكترونية وعدم إعطاء تداولها الصيغة القانونية يؤثر على فعالية الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫ضعف البنية التحتية لالتصاالت والمعلومات‪ ،‬وضعف انتشار تقنيات االتصال الحديثة‬ ‫‪-2‬‬
‫كأجهزة الكمبيوتر واإلنترنت والهواتف المحمولة‪...‬الخ‬
‫األمية اإللكترونية والحاجز الرقمي وضعف الوعي العام بأهمية ومزايا تطبيقات‬ ‫‪-3‬‬
‫الحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫عدم توفر اإلمكانيات المادية والمالية لتعميم تقنية المعلومات على مستوى الدولة ككل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫األمن المعلوماتي الذي يعد من أهم المعوقات التي تجابه تطبيق الحكومة اإللكترونية‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حيث هناك مجموعة من األساليب الختراق المنظومة المعلوماتية‪ ،‬وما يترتب عليه من‬
‫فقدان خصوصية المستفيدين وسريتهم‪ ،‬حيث من مظاهر األمن المعلوماتي سرية‬
‫المعلومات وسالمتها وضمان بقاءها‪.‬‬
‫‪ -6‬عوامل نجاح اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫من أجل التحول إلى اإلدارة اإللكترونية هناك عدة عوامل يجب تأخذ بعين االعتبار من طرف‬
‫المسئولين لنجاح هذا التحول‪ ،‬منها‪:‬‬
‫وضوح الرؤية اإلستراتيجية للمسئولين في المنشأة الحكومية‪ ،‬واالستيعاب الشامل‬ ‫‪-1‬‬
‫لمفهوم اإلدارة اإللكترونية من تخطيط وتنفيذ وإ نتاج وتشغيل وتطوير‪.‬‬
‫التطوير المستمر إلجراءات العمل ومحاولة توضيحها إلمكانية استيعابها‪ ،‬وفهم أهدافها‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مع التأكيد لتدوينها وتصنيفها‪.‬‬
‫التدريب والتأهيل وتأمين االحتياجات التدريبية لجميع الموظفين كال حسب تخصصه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التحديث المستمر لتقنية المعلومات ووسائل االتصال‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تحقيق مبدأ الشفافية والتطبيق األمثل للواقعية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تأمين سرية المعلومات للمستفدين‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫االستفادة من التجارب السابقة وعدم تكرار األخطاء‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫التعاون االيجابي بين األفراد واإلدارة داخل المنشأة ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫خاتمـة‪:‬‬
‫مما جاء ذكره سابقا‪ ،‬ومن خالل جملة المتطلبات والمعوقات المذكورة سابقا‪ ،‬فإنه للتحول‬
‫لإلدارة اإللكترونية وتطبيقها يجب وضع رؤية وإ ستراتيجية واقعية للحكومة اإللكترونية على‬
‫مستوى الدولة وخطة عمل يقوم بإعدادها فريق عمل متوازن من جميع التخصصات‪ ،‬يتم من‬
‫خاللها تحديد األولويات وتوفير الموارد المالية الالزمة والحصول على دعم اإلدارة العليا‪ ،‬وتوفير‬
‫بنية تحتية لالتصاالت والمعلومات تضمن حق كافة فئات المجتمع في استخدامها وتوفر الحد‬
‫األدنى من الخدمات لجميع المناطق‪ ،‬وإ عادة النظر في أسعار تلك الخدمات بحيث تكون في متناول‬
‫الجميع‪ ،‬وإ عادة هيكلة البناء التنظيمي لألجهزة الحكومية‪ ،‬ومراجعة التشريعات القانونية واألنظمة‬
‫واللوائح وتبسيط اإلجراءات وتوفيرها للمستنفدين بما يتالءم مع تطبيق الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

You might also like