تخصص إدارة إلكترونية -خالل السداسي الثاني-
من إعداد الدكتورة :فاكيـة سقني
السنة الجامعية2020-2019 :
مراحل التحول واالنتقال من الحكومة التقليدية إلى الحكومة اإللكترونية (:تابع
للفصل األول) المرحلة األولى: -1 بدأت هذه المرحلة حينما دخلت الحاسبات اآللية في مجال التطبيقات اإلدارية المختلفة ،حيث في هذه المرحلة تم تطوير أنظمة العمل داخل اإلدارات المختلفة من خالل البرامج التي سهلت كثيرا عمل الموظف العادي وساعدته في سرعة إنجاز أعماله المختلفة. وتسمى هذه المرحلة بمرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة ،أين يتم تفعيل اإلدارة التقليدية والعمل على تنميتها وتطويرها في الوقت الذي يتم البدء فيه أيضا وبشكل متوازي تنفيذ مشروع اإلدارة اإللكترونية ،بحيث يستطيع المواطن العادي في هذه المرحلة تخليص معامالته وإ جراءاته بشكل سهل وأيسر ،كما يستطيع من يملك حاسب شخصي أو غبر األكشاك من االطالع على نشرات المؤسسات واإلدارات والوزارات Bوأحدث البيانات واإلعالنات عبر الشبكة اإللكترونية. المرحلة الثانية: -2 وهي المرحلة التي تم فيها وضع بعض الخدمات من خالل أنظمة المعلومات على األجهزة المختلفة ،وهي ما عرفت باسم أنظمة بعض الخدمات ،وفي هذه المرحلة يحصل المواطن على الخدمة من خالل أنظمة المعلومات ،مثل تسديد فواتير الهاتف والكهرباء من خالل التليفونات أو الماكينات. وسميت هذه المرحلة بمرحلة الفاكس والتلفون الفاعل ،يتم فيها تفعيل تكنولوجيا الفاكس والتليفون ،بحيث يستطيع المواطن العادي االعتماد على التليفون في االستفسار عن اإلجراءات واألوراق والشروط الالزمة إلنجاز أي معاملة ،واستعمال الفاكس إلرسال واستقبال األوراق أو االستمارات وغير ذلك. وفي هذه المرحلة أين يكون عدد المستخدمين لإلنترنت متوسط ،نجد قسم من المواطنين ممن هم أقدر على استعمال التكنولوجيا جرب نمط اإلدارة اإللكترونية ،مثل كبار المتعاملين واإلداريين ،وهنا فإن األمر يتطلب موظفين مؤهلين الستخدام هذه التكنولوجيا والعمل على تطويرها ،إلنجاز األعمال عبر الوسائل اإللكترونية ،ألن الموظف هو العنصر األساسي للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية بعقد دورات تدريبية لتأهيله للعمل اإللكتروني. المرحلة الثالثة: وتسمى هذه المرحلة باإلدارة اإللكترونية الفاعلة ،حيث يتم في هذه المرحلة التخلي عن الشكل التقليدي لإلدارة ،بعد ارتفاع عدد المستخدمين للشبكة اإللكترونية ممن يملكون الحواسيب اآللية بشكل شخصي ،أو توفرها عبر األكشاك في المناطق العمومية ومؤسساتها ،بحث تكون تكلفتها معقولة ،تسمح لجميع المواطنين باستعمال الشبكة اإللكترونية إلنجاز المعامالت اإلدارية بأسرع وقت وأقل تكلفة ممكنة ،وبفعالية. إن هذه المرحلة هي مرحلة عصر اإلنترنت والثورة المعلوماتية وانتشار تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات ،حيث تم تفعيل األداء اإللكتروني؛ وتجدر اإلشارة هنا ،بأنه ال توجد إلى حد اآلن دولة طبقت الحكومة اإللكترونية بشكل كامل مما يؤكد على وجود مراحل الحقة. فمثال ،هناك من يعتبر دعم اإلدارة العليا وقناعتها بالتحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية المرحلة األولى واألساسية للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية ،فينبغي أن تكون لإلدارة العليا الرؤية الواضحة والقناعة الكافية ،ويجب أن تقدم الدعم الكامل واإلمكانات الالزمة للتحول. فوجود اإلرادة السياسية يلعب دورا مهما في التحول نحو الحكومة اإللكترونية ،بتحديد مدى قدرات القيادة السياسية في تحويل المواد المادية والقدرات البشرية ،والمخصصات المالية إلى واقع ملموس ،دون إهمال المتابعة الدورية والتقدمية لكل مرحة بهدف الكشف عن العجز المسجل في إستراتيجية التحول. وهناك من يرى ضرورة وجود مرحلة تكامل األعمال الحكومية لتحقيق الترابط اإللكتروني كمرحلة رابعة للتطبيق الكامل لإلدارة اإللكترونية بتحويل كل أنشطة األعمال التقليدية من طرف اإلدارة إلى أعمال إلكترونية تعمل وفق شبكة مرتبطة مع إدارة سلسة التوريد ،وإ دارة عالقات الزبائن وأنشطة تخطيط موارد المشروع ،بمعنى تهيئة اإلدارة أو المنظمة للعمل وفق نموذج األعمال الجديد ومتطلبات العمل اإللكتروني المتشابك في نظمه وقنوات اتصاالته وبنيته التحتية التي تزداد تعقيدا كلما اقتربت المنظمة من النموذج الكامل لألعمال اإللكترونية ،وكلما تطورت مستوى الحوسبة الشبكية في إدارة وتنفيذ أنشطة المنظمة الداخلية والخارجية. ويتضح من كل هذا ،أن للحكومة اإللكترونية محتوى معلوماتي وآخر خدمي ومحتوى اتصالي يتم من خالل تجميع األنشطة التفاعلية والتبادلية والمعلوماتية كافة في موقع واحد يتضمن اتصاال دائما بالجمهور 24ساعة في اليوم.
الفصل الثاني :تطبيق اإلدارة اإللكترونية:
-1متطلبات مشروع اإلدارة اإللكترونية: من خالل هذه التعاريف ،فمن أهم متطلبات اإلدارة اإللكترونية ،نذكر: أ -العنصر البشري المؤهل والمدرب: وهذا ما يقتضي من اإلدارات إدخال التغيير والتطوير على الموظفين العاملين بها ،وهذا يتطلب عقد دورات تدريبية للموظفين أو تأهيلهم علميا على رأس العمل ألداء الدور المعلوماتي المنوط بهم عبر الوسائل اإللكترونية المتوفرة ،وإ قناع المواطنين للتعامل مع اإلنترنت لطلب الخدمة المرفقية الكترونيا ،وأيضا حتى المسئولين اإلداريين البد أن تكون لهم القناعة التامة والرؤية الواضحة لتحويل جميع المعامالت اإلدارية الورقية إلى إلكترونية كي يقدموا الدعم الكامل واإلمكانات الالزمة للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية. ب /توفير البنيةـ التحتية لإلدارة اإللكترونية:ـ بمعنى تأمين أجهزة الحاسب اآللي أو األجهزة العلمية المتطورة الخاصة بأنظمة تقنية المعلومات واالتصاالت ،وربطها بالشبكة العنكبوتية لالنترنت. وإ لى جانب ذلك ،البد من وجود قاعدة بيانات ومعلومات مخزنة تعمل الحكومة اإللكترونية استنادا إليها عن طريق البدء بتوثيق المعامالت الورقية القديمة الكترونيا. ج -وضع تشريعات خاصة بالحكومة اإللكترونية:ـ حيث تقدم لها التنظيم القانوني المناسب الذي يكفل تحقيقها ألهدافها على أحسن وجه ،ولحمايتها من االعتداء ومن الجرائم اإللكترونية ،حيث يجب حماية المعلومات والبيانات الخاصة التي يتم إدخالها إلى شبكة المعلومات ،بحيث ال يتمكن من اإلطالع عليها إال أصحاب الصالحية القانونية في ذلك. فالبد من توفير األمن المعلوماتي واإلجراءات الالزمة لتأمين الحماية من المخاطر واالختراقات التي تهدد سرية المعلومات والحفاظ على األجهزة والبرامج عن طريق التحديث المستمر ألنظمة التشغيل والبرامج المضادة للفيروسات ،واستخدام البطاقات الذكية أو البصمات وكلمات السر أو المرور وعمل نسخ احتياطية للمعلومات وحفظها. فمن خالل توفر األمن المعلوماتي تكتسب الثقة في تقديم المعلومات الشخصية ،وفي االستثمار في موضوع أمن المعلومات بما يتناسب وحجم المشروع والمعلومات التي ستقدم من قبل المستفيدين؛ فالهاجس األمني من أهم معوقات التي تواجه تطبيق اإلدارة اإللكترونية. -2خطوات تطبيق أو تنفيذ اإلدارة اإللكترونية: للتحول من اإلدارة الورقية إلى اإلدارة اإللكترونية تتعامل مع كافة وسائل التقنية الحديثة في إنجاز معامالتها وإ جراءاتها اإلدارية تتخذ عدة خطوات ،وهي كالتالي: إعداد الدراسة األولية: -1 إلعداد هذه الدراسة البد من تشكيل فريق عمل يضم متخصصين في اإلدارة المعلوماتية لغرض معرفة واقع حال اإلدارة من تقنيات المعلومات وتحديد البدائل المختلفة ،وجعل اإلدارة العليا على بينة من كل النواحي المالية ،الفنية ،والبشرية. وضع خطة التنفيذ: -2 عند إقرار توصية الفريق من قبل اإلدارة العليا في تطبيق اإلدارة اإللكترونية في المؤسسة ،يتم وضع خطة متكاملة ومفصلة لكل مرحلة من مراحل التنفيذ ،وذلك بوضع رؤية إلكترونية عن المعلوماتية وتكنولوجيا االتصاالت معتمدة في ذلك إستراتيجية واضحة للتغلب على العوائق التي تعترض عملية التغيير. تحديد المصادر: -3 وذلك بإنشاء البنية التحتية الكفيلة بضمان الخصوصية واألمان للحكومة اإللكترونية ،باإلضافة إلى استثمارات في التكنولوجيا من حيث اإلنتاج والعمليات والتوزيع. السلطة والمشاركة: -4 لتحقيق مشروع اإلدارة اإللكترونية فالحاجة ماسة للتعاون بين الشركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص معا ،وكذا تعيين الجهات التي سوف تقوم بتنفيذها وتمويلها بشكل واضح ضمن الوقت المحدد للخطة. التحول إلى الحكومة اإللكترونية: -5 ليس فقط تحويل الحكومة إلى آلية وإ نما إيجاد مجتمع معلوماتي قادر على التعامل مع معطيات التقنية ،وكذا تحديد المجاالت والمراحل المقترحة لتطبيق نظام اإللكتروني في كل وزارة أو قطاع أو مجموعة من المواطنين. متابعة التقدم التقني: -6 البد من متابعة كل مستجد في مجال تقنيات المعلومات اإلدارية ،ويعتبر محتوى المعلومات وشكلها وبناؤها من األشياء المهمة الجوهرية في الحكومة اإللكترونية ،إضافة إلى إمكانية الوصول إلى المعلومات والمعامالت بكل سهولة ويسر. -3التجارب العالمية والعربية في ميدان اإلدارة اإللكترونية: تتنافس دول العالم فيما بينها في التحول إلى الحكومة اإللكترونية نظرا للمزايا التي تحققها في رفع مستوى األداء الحكومي وتقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين ،وتختلف دول العالم فيما بينها في أسلوب تطبيق الحكومة اإللكترونية ،كما تتفاوت درجة النجاح التي حققتها كل دولة تبعا لظروفها االقتصادية واالجتماعية والسياسية وقدرتها على التغلب على معوقات التنفيذ التي واجهتها. ومن دول التي تحتل المراكز العشرة األولى في العالم في تطبيق الحكومة اإللكترونية طبقا لمؤشر األمم المتحدة لجاهزية الحكومة اإللكترونية عام ،2005نجد :الو.م.أ ،استراليا ،نيوزيلندا، سنغافورة ،النرويج ،كندا ،المملكة المتحدة ،هولندا ،الدنمارك ،ألمانيا. وتعاني الدول النامية ومن بينها الدول العربية من العديد من العوائق التي تقف حائال أمام التطبيق الفعال للحكومة اإللكترونية ،ويرجع ذلك إلى وجود فجوة تكنولوجية كبيرة بين الدول المتقدمة والدول النامية ترجع إلى غياب الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية الداعمة الستراتيجيات تطبيق الحكومة اإللكترونية. وبالرغم من النجاح الذي حققته بعض الدول العربية مثل دبي والكويت والبحرين الجزائر في تطبيق الحكومة اإللكترونية إال أن هناك بعض المعوقات التي تواجهها ،وأهمها والتي سنعرضها أسفله ،ارتفاع نسبة األمية بين المواطنين ،وانخفاض مستوى التعليم وغياب الوعي التكنولوجي ما يسمى باألمية اإللكترونية ،مما يؤدي إلى انخفاض نسبة مستخدمي أجهزة الحاسب اآللي ،ويقلل من قدرة المواطنين على التعامل اإللكتروني من خالل شبكة اإلنترنت ،وهما من أهم مؤشرات قياس تطبيق الحكومة اإللكترونية. كما أن هناك حالة من فقدان الثقة في الحكومات ،وجمود األنظمة السياسية ،والبعد عن الديمقراطية والمشاركة الشعبية ،مما يؤدي إلى تدني مستوى األداء الحكومي وانخفاض جودة الخدمات الحكومية ،باإلضافة إلى النظم البيروقراطية السائدة في المنظمات الحكومية وعجزها عن إحداث التغيرات المطلوبة في الهياكل التنظيمية وطبيعة المهام والوظائف ونظم وإ جراءات العمل اإلداري ،وغياب اإلطار القانوني والتشريعي الداعم للعمل اإللكتروني. ومن الدول العربية التي تحتل المراكز السبعة األولى عربيا في تطبيق الحكومة اإللكترونية وفقا لمؤشر األمم المتحدة عام 2005لجاهزية الحكومة اإللكترونية ،هي: اإلمارات ،الكويت ،البحرين ،لبنان ،قطر ،مصر ،جيبوتي. -1تجربةـ الواليات المتحدة : تعكس تجربة الواليات المتحدة األمريكية النظام الالمركزي في تطبيق الحكومة اإللكترونية، حيث تم تطبيقها على المستوى الفدرالي ومستوى الواليات ومستوى المحليات لتحتل الو.م.أ المركز األول عالميا ،حيث أن الرؤية اإلستراتيجية لحكومتها اإللكترونية تقوم على: -التركيز على المواطنين وليس على اإلجراءات البيروقراطية. -التركيز على النتائج. -التركيز على السوق. -التركيز على االبتكار. فعلى مستوى الواليات مثال :تم عمل مواقع الكترونية تشمل وصفا لمكاتب وإ دارات الحكومة المحلية والمعلومات المتصلة بها ،وبيانات التنمية االقتصادية وأجندة األحداث وأوقات االجتماعات وقانون الحكم المحلي .كما تقوم بعض الواليات ببث صوتي الجتماعات المجلس عبر اإلنترنت. على المستوى المحلي ،نجد بعض المواقع تعطي المواطن المحلي حق السؤال ،وتسمح للمواطنين بالدخول والبحث من خالل جلسات المجلس وأجندة االجتماعات ،كما يمكن للمواطن من مخاطبة أعضاء المجلس المحلي عبر البريد اإللكتروني خالل اجتماع المجلس وعرض أسئلته واستفساراته. وفي مجال النشاط السياسي يتم عرض برامج األحزاب السياسية على مواقع اإلنترنت والترويج للمرشحين للمجالس التشريعية ،كما تم عمل نظام االقتراع المباشر على الحاسب اآللي. كما أن الحكومة اإللكترونية في و.م.أ شملت أعمال الخدمة العمومية ،وذلك عن طريق شبكة إنترنت واألكشاك اإللكترونية ومن هذه الخدمات ،تنظيم العبور في الطرق السريعة والبطاقات الذكية ،وغيرها من خدمات القطاع العام. وتجدر اإلشارة أن في و.م.أ مؤشرات البنية التحتية لالتصاالت السلكية والالسلكية مرتفعة ،وكذلك حيازة أكثر من 80بالمائة من المواطنين للحاسب اآللي ،وارتفاع مؤشر عدد مستخدمي اإلنترنت ،وهذا ما جعلها تحتل المراتب األولى عالميا .وكذلك صياغتها لقوانين تتعلق باألمن اإللكتروني والتوقيع اإللكتروني. -2تجربةـ اإلمارات العربيةـ المتحدة( إمارة دبي): يعتبر مشروع الحكومة اإللكترونية في دولة اإلمارات العربية من المشاريع الرائدة والمتقدمة عربيا ،خاصة في إمارة دبي ،حيث تسعى هذه الدولة إلى جعل مهام إدارتها المختلفة محوسبة وصوال إلى تطبيق شامل لإلدارة اإللكترونية ،فمن المتوقع أن تنتهي دولة اإلمارات من إنجاز مشروع الحكومة اإللكترونية بحلول عام .2010 حيث بادرت إمارة دبي في أكتوبر 2001بإنشاء منطقة حرة للتكنولوجيا أطلق عليها مدينة دبي لإلنترنت ،تكون مرجعا لكافة شركات تقنية المعلومات الراغبة باالستثمار في المدينة ،وقد سارعت شركات عالمية كبرى بإيجاد فروع لها في مدينة دبي لإلنترنت ،وتخطط حكومة دبي لنفسها أن تتحول إلى حكومة إلكترونية كاملة في غضون خمس سنوات منذ انطالقها ،وذلك بالنسبة لكافة الدوائر المحلية العاملة هناك بدءا من ديوان الحاكم ،ودائرة المحاكم ،ودائرة المياه الكهرباء والدائرة الصحية والجمارك والموانئ ودائرة بلدية دبي وغيرها. ومن أهم إنجازات حكومة دبي اإللكترونية ،ما يلي: موقع شرطة دبي اإللكتروني ،ومن بين خدماته مثال :اختبار إشارات المرور ،خدمة -1 االستعالم عن المخالفات المرورية ودفعها الكترونيا. موقع جمارك دبي اإللكتروني ،ويتضمن توثيقا كامال للمتطلبات اإلدارية واإلجرائية -2 الالزمة إلنجاز المعامالت الجمركية. دائرة سياحة دبي اإللكترونية ،يتضمن كل المعلومات عن السياحة والتسوق التجاري في -3 دبي ،وخدمة الحجز في الفنادق والرحالت البحرية حول دبي. وغيرها ،من خدمات المميزة ،والتي منها :خدمات التعليم اإللكترونية ،وخدمة -4 التراخيص الصناعية ،وخدمة " اسأل دبي" كوسيلة لالتصال بالهيئات الحكومية من خالل قنوات متعددة تتضمن مركز االتصال والمحادثة عبر اإلنترنت والبريد االلكتروني والفاكس ،وخدمة " المدير اإللكتروني المؤهل وتهدف إلى تدريب المدراء ومشرفي العمال في كافة الهيئات الحكومية في دبي من أجل تسهيل عملية نقل المعرفة وتبادل المهارات. ومن المالحظ على تجربة دبي اإللكترونية أنها وصلت بخدماتها إلى أعلى مستوى من -5 التفاعل بينها وبين المواطنين من خالل استخدام وسائل للدفع اإللكتروني .وقد حصلت حكومة دبي اإللكترونية في عام 2007على شهادة تأكيد الجودة تقديرا اللتزامها المستمر بتحسين جودة خدماتها ،وفي نفس عام كانت قد أطلقت مبادرة ":األسبوع اإللكتروني " لتشجيع المستخدمين على التعامل مع الخدمات اإللكترونية من خالل توقف كل إدارة من إدارات البلدية عن استقبال المعامالت يدويا. بل إن دولة اإلمارات لتحسين جودة حياة المواطن مثال :في مجال الحالة المدنية وضعت موزع آلي كموزع آلي للنقود بالبريد القتناء وثائق الحالة المدنية وبطاقة البيومترية ،وفي إطار تطبيق "اإلدارة تذهب للمواطن" هناك إمكانية سحب وثائق الحالة المدنية عبر الهاتف المحمول وانجاز كل معامالته الحكومية عبر الهاتف المحمول ،حيث تصل رسالة للمواطن تسأله عن كيفية تقديم جواز السفر مثال بالمنزل أو اإلدارة. -3تجربةـ الجزائر: إن التحول نحو اإلدارة اإللكترونية في الجزائر من أهم التحديات المستقبلية ،ويحتاج إلى رؤية مستقبلية ووضع إستراتيجية لذلك وفق مراحل تنفيذية مرتقبة يتم عرضها سنويا باستعمال برنامج ميزانية خاص بهذه اإلستراتيجية ،كمشروع الجزائر اإللكترونيةـ لسنة ، 2013ولعل أهم قطاع لتفعيل إستراتيجية الجزائر اإللكترونية هو عصرنة وثائق الهوية والسفر والحالة المدنية لتحسين أداء اإلدارة العامة المحلية. فتجربة الجزائر في بناء اإلدارة اإللكترونية ما زالت في خطواتها األولى فهناك العديد من المواقع التي تخص بعض اإلدارات العامة في بعض القطاعات التعليمية والصحية وفي قطاع العدالة وفي الحالة المدنية ،وغيرها تقوم بعرض خدماتها العامة ،وهناك اهتمام كبير بهذا المجال من اإلدارات الحكومية لتبسيط اإلجراءات للمواطنين وتطبيق اإلدارة اإللكترونية. إن نجاح مشروع اإلدارة اإللكترونية في الجزائر مرهون بوجود: -1المواطن اإللكتروني الذي بحوزته جهاز كمبيوتر. ب -إمكانية النفاذ إلى شبكة المعلوماتية بالسرعة الفائقة ،وبأسعار مقبولة ،بتطوير المنشآت القاعدية اإللكترونية تزامنا والتنفيذ التدريجي للتحول اإللكتروني. ج -تطوير الكفاءات البشرية من خالل وضع إجراءات ملموسة في مجال التكوين والتأهيل الجيد. د -توفير الموارد المالية ،ألن تنفيذ البرامج مشاريع اإلدارة اإللكترونية يحتاج أموال كبيرة. ه -تطوير التشريعات القانونية والتنظيمية اإللكترونية لضمان سرية المعلومات الخاصة بالمواطنين ،ومكافحة كل المخالفات المرتبطة بهذا المجال. ولنجاح وتطبيق مشروع الحكومة اإللكترونية كامال في الجزائر ،وباألخص على اإلدارة المحلية ،لالهتمام الكبير بهذا المجال من اإلدارات الحكومية لتبسيط اإلجراءات للمواطنين والقضاء على البيروقراطية خاصة البلديات المعزولة ونائية والبعيدة عن اإلدارات المركزية ،تم تطبيق اإلدارة اإللكترونية على المستوى المحلي لنجاح مشروع البلدية اإللكترونية ،باتخاذ العديد من اإلجراءات لتحقيق ذلك والتحول نحو اإلدارة اإللكترونية في البلديات والمعالجة اآللية للمعلومات لتحسين العالقة بين اإلدارة والمواطن وتقريبها. وهذا لن يكون إال بتطوير تطبيقات وخدمات الكترونية موجهة لإلدارات المحلية عن طريق خلق شبكة داخلية بين اإلدارات المحلية واإلدارة المركزية ،مع ضرورة اعتمادها على بنية تحتية لالتصاالت ذات تدفق سريع بين اإلدارات ،وذلك للتمكن من ضمانات التبادل الخاص بالبيانات والمعلومات وبشكل آمن ،وهذا لن يتم إال وفق تخطيط خاص بينهم. إضافة إلى ضرورة أن يتم التغير بطرق تتوافق مع اإلمكانية المتاحة في ظل وجود الكثير من المناطق المحرومة في الجزائر ،والتي تشمل كل متطلبات التحضير للتحول نحو الخدمة العمومية اإللكترونية على المستوى المحلي. إن توسيع الخدمة العامة االلكترونية بتسهيل النفاذ لالنترنت ،ومحاولة إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصال في استخدامات اإلدارة العامة في الجزائر ،وبالشكل الذي يعيد النظر في كيفية سيرها وتنظيمها وتقييم الخدمة العمومية التي تقدمها مع المتطلبات الرقمية ،هو من بين أهم تحديات المستقبلية لإلدارة اإللكترونية في الجزائر. إن تجارب الدول المختلفة نحو التحول إلى الحكومة اإللكترونية أو اإلدارة اإللكترونية تتباين، وإ ن كانت كلها تركز على األعمال الحكومية بالمعنى الضيق أو السلطة التنفيذية من تقديم الخدمات الحكومية وتحسينها للجمهور ،وترتبط بالمصالح الحياتية للمواطنين أو بإدارة المرافق العامة سواء تعلق ذلك بمرفق المياه أو الكهرباء أو المواصالت أو االتصاالت ،وغيرها من الخدمات المرفقية التي تتعلق بالمرافق الحيوية الصحية التعليمية ،وغيرها. لكن هناك بعض الدول في تحولها نحو اإلدارة اإللكترونية وصلت إلى أعمال البرلمانات بوصفها السلطة التشريعية ،ما يسمى البرلمان اإللكتروني والديمقراطية اإللكترونية كو.م.أ. والهند ،والسلطة القضائية التي كان لها نصيبها من التحول. كما أن هذا التحول ليس حكرا على العمل الحكومي ،بل كان للقطاع الخاص الفضل في إدخال الحاسب اآللي ،والشبكات الداخلية ،ألن معظم الشركات تقنية المعلومات العالمية هي شركات تابعة للقطاع الخاص كشركة نوكيا ،مايكروسوفت ،وغيرها .فالتحول شمل أعمال القطاع الخاص السيما وأن التجارة اإللكترونية كانت بداية التي ظهرت من خاللها الحكومة اإللكترونية. إذن إن استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تقديم الخدمات اإللكترونية للمواطنين يعد الهدف المشترك الذي تسعى جميع دول العالم إلى تحقيقه لتحقيق الرفاهية وجودة الحياة ،إال أن بعض الدول مثل :و.م.أ نجحت في تحقيق أهداف سياسية مثل :الحوكمة اإللكترونية والديمقراطية اإللكترونية. كما أنه من أكثر التباينات من خالل تحليل تجارب الدول المختلفة في تطبيق اإلدارة اإللكترونية ،نجد: -هناك تباين في االستراتيجيات المطبقة من طرف الدول التي تحتاج إلى تغيير السياسات النظم واألساليب اإلدارية المطبقة. -وتباين في مستوى التقدم التكنولوجي بين الدول المتقدمة والنامية ،وانتشار األمية اإللكترونية في الكثير من الدول النامية ،مع ضخامة االستثمارات في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مما يجعل تطبيق الحكومة اإللكترونية ينطوي على عنصر المخاطرة ألنه قد ال يلقى التفاعل المطلوب بين الحكومة اإللكترونية والمواطنين ،فثقافة اإللكترونية للمواطنين ووعيهم بضرورة تطبيق الحكومة اإللكترونية وثقتهم في النظم السياسية المطبقة يسهم بشكل كبير في التجاوب مع الخدمات المقدمة عبر شبكة اإلنترنت. ويبقى العنصر البشري أو العمالة المتخصصة والمؤهلة أو المدربة على استخدام تكنولوجيا المعلومات من أهم الدعائم األساسية التي تسهم في خلق نماذج جديدة مبتكرة لألعمال مما يضمن نجاح تطبيق الحكومة اإللكترونية. -4السلبيات المحتملة لتطبيق اإلدارة اإللكترونية: قد يعتقد البعض أنه بتطبيق إستراتيجية اإلدارة اإللكترونية سوف تزول كل المعوقات اإلدارية والتقنية ،لكن الواقع أن تطبيق اإلدارة اإللكترونية سيحتاج إلى تدقيق مستمر ومتواصل لتأمين استمرار تقديم الخدمات بأفضل شكل ممكن ،لذلك البد من وضع خطط بديلة في حال تعثر تطبيق اإلدارة اإللكترونية لسبب من األسباب ببحث عن السلبيات المحتملة لتطبيقها ،والتي من أهمها: التجسس اإللكتروني:ـ -1 عند استعمال نظام اإلدارة اإللكترونية من طرف الدول فإنها ستحول أرشيفها إلى أرشيف إلكتروني ،وهو ما يعرضه لمخاطر كبيرة تكمن في التجسس على هذه الوثائق وكشفها ونقلها وحتى إتالفها لذلك فهناك مخاطر كبيرة من الناحية األمنية على معلومات ووثائق وأرشيف اإلدارة سواء المتعلقة باألشخاص أو الشركات أو اإلدارات أو حتى الدول. زادة التبعية للخارج: -2 من المعلوم أن الدول العربية ليست دوال رائدة في مجال التكنولوجيا والمعلومات وهي دوال مستهلكة لها ،لذلك فإن تطبيقها لإلدارة اإللكترونية يزيد من مظاهر تبعيتها للدول الغربية، فاالعتماد الكلي على تقنيات أجنبية للحفاظ على أمن معلوماتها وتطبيقها على الشبكات الرسمية التابعة للدول العربية هو تعريض أمنها الوطني والقومي للخطر ،فالدول تتجسس على المعلومات ألهداف عسكرية وسياسية واقتصادية لكي تتمكن الشركات الكبيرة التجارية من الحصول على معلومات عن منافسيها في األسواق ،لذلك على الدول العربية اإلنفاق على البحث العلمي وتكنولوجي وتدعيمه. شلل اإلدارة: -3 إن التطبيق غير دقيق لمفهوم إستراتيجية اإلدارة االلكترونية واالنتقال دفعة واحدة من النمط التقليدي لإلدارة إلى النمط اإللكتروني دون اعتماد التسلسل والتدرج في االنتقال من شأنه أن يؤدي إلى شلل في وظائف اإلدارة ،وتعطيل خدماتها التي تقدمها ،أو إيقافها. زيادة نسبة البطالة: -4 بالرغم مما يمكن أن توفره الثورة المعلوماتية من فرص جديدة للعمل ،إال أنها لن تكون متاحة للجميع ،ألنها ذات طبيعة تقنية عالية تحتاج لمؤهلين لها ،ولذلك فإن ثمة مشكلة ستتعاظم مع االعتماد على المعلوماتية وهي البطالة ،ألنه سيتم االستغناء حتى على العمال القدماء الستعمالها في مجال عملهم. ضعف التواصل االجتماعي: -5 إن المداومة على استخدام الشبكات يؤدي إلى فرض العزلة واالنطواء على المستخدم مما يترتب عليه أحيانا قلة تواصله مع اآلخرين وضعف القدرة على مجابهة المشكالت التي ال تتعلق باستخدام اإلدارة اإللكترونية. التكلفة المالية الضخمة لألجهزة اإللكترونية المستوردة من الخارج. -6 عدم توفر اإلرادة السياسية التي تقوم على التخطيط والتنظيم والتنفيذ. -7 عدم وجود متابعة وتطوير للتطبيقات البرمجية ،ورداءتها أو ضعف الصيانة البرمجية. -8 -5معوقات تطبيق مشروع الحكومة اإللكترونية: من المعوقات التي تواجه تطبيق الحكومة اإللكترونية باختصار ،نذكر: عدم مواكبة التشريعات القانونية والنظم اإلدارية للمعامالت اإللكترونية ،فعدم اكتمال -1 وضع األطر القانونية المناسبة لتنظيم عمل الحكومة اإللكترونية ،وغياب إقرار الوثائق اإللكترونية وعدم إعطاء تداولها الصيغة القانونية يؤثر على فعالية الحكومة اإللكترونية. ضعف البنية التحتية لالتصاالت والمعلومات ،وضعف انتشار تقنيات االتصال الحديثة -2 كأجهزة الكمبيوتر واإلنترنت والهواتف المحمولة...الخ األمية اإللكترونية والحاجز الرقمي وضعف الوعي العام بأهمية ومزايا تطبيقات -3 الحكومة اإللكترونية. عدم توفر اإلمكانيات المادية والمالية لتعميم تقنية المعلومات على مستوى الدولة ككل. -4 األمن المعلوماتي الذي يعد من أهم المعوقات التي تجابه تطبيق الحكومة اإللكترونية، -5 حيث هناك مجموعة من األساليب الختراق المنظومة المعلوماتية ،وما يترتب عليه من فقدان خصوصية المستفيدين وسريتهم ،حيث من مظاهر األمن المعلوماتي سرية المعلومات وسالمتها وضمان بقاءها. -6عوامل نجاح اإلدارة اإللكترونية: من أجل التحول إلى اإلدارة اإللكترونية هناك عدة عوامل يجب تأخذ بعين االعتبار من طرف المسئولين لنجاح هذا التحول ،منها: وضوح الرؤية اإلستراتيجية للمسئولين في المنشأة الحكومية ،واالستيعاب الشامل -1 لمفهوم اإلدارة اإللكترونية من تخطيط وتنفيذ وإ نتاج وتشغيل وتطوير. التطوير المستمر إلجراءات العمل ومحاولة توضيحها إلمكانية استيعابها ،وفهم أهدافها، -2 مع التأكيد لتدوينها وتصنيفها. التدريب والتأهيل وتأمين االحتياجات التدريبية لجميع الموظفين كال حسب تخصصه. -3 التحديث المستمر لتقنية المعلومات ووسائل االتصال. -4 تحقيق مبدأ الشفافية والتطبيق األمثل للواقعية. -5 تأمين سرية المعلومات للمستفدين. -6 االستفادة من التجارب السابقة وعدم تكرار األخطاء. -7 التعاون االيجابي بين األفراد واإلدارة داخل المنشأة . -8 خاتمـة: مما جاء ذكره سابقا ،ومن خالل جملة المتطلبات والمعوقات المذكورة سابقا ،فإنه للتحول لإلدارة اإللكترونية وتطبيقها يجب وضع رؤية وإ ستراتيجية واقعية للحكومة اإللكترونية على مستوى الدولة وخطة عمل يقوم بإعدادها فريق عمل متوازن من جميع التخصصات ،يتم من خاللها تحديد األولويات وتوفير الموارد المالية الالزمة والحصول على دعم اإلدارة العليا ،وتوفير بنية تحتية لالتصاالت والمعلومات تضمن حق كافة فئات المجتمع في استخدامها وتوفر الحد األدنى من الخدمات لجميع المناطق ،وإ عادة النظر في أسعار تلك الخدمات بحيث تكون في متناول الجميع ،وإ عادة هيكلة البناء التنظيمي لألجهزة الحكومية ،ومراجعة التشريعات القانونية واألنظمة واللوائح وتبسيط اإلجراءات وتوفيرها للمستنفدين بما يتالءم مع تطبيق الحكومة اإللكترونية.