You are on page 1of 11

‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫الفصل األول‪ :‬مدخل لمقانون الجبائي ( محاضرتين)‬

‫‪ -1‬القانون الجبائي ىو عبارة عن مجموعة من القواعد التي تنظم العالقة بين المكمف بالضريبة‬
‫واإلدارة الضريبية‪ ،‬أو بعبارة أخرى يقوم بتحميل القواعد القانونية المفروضة عمى المكمف بالضريبة‬
‫وعمى مؤسسات الدولة‪ ،‬أي الذي يبحث في األساليب المطبقة عمميا في الدولة ويتولى توضيحيا‬
‫وكيفية تنفيذىا والطرق المتبعة لتأسيسيا وجبايتيا‪.‬‬

‫‪ -2‬األساس القانوني لمضريبة‬

‫حاولت الدولة إيجاد نقطة االرتكاز القانونية التي عمى أساسيا تقوم بفرض الضرائب عمى‬
‫المكمفين بيا والزاميم بدفعيا‪ ،‬ومن بين أىم النظريات التي حاولت تقديم تبرير مقنع إللزامية دفع‬
‫الضريبة نظرية العقد االجتماعي ونظرية التضامن االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية العقد االجتماعي (نظرية المنفعة)‬

‫ظيرت ىذه النظرية في القرن الثامن عشر ونادى بيا الفيمسوف الفرنسي جون جاك روسو‪،‬‬
‫ويتمثل ىذا العقد في قيام المواطنين بالتنازل عن جزء من حرياتيم لحماية باقي أفراد المجتمع‪،‬‬
‫كما أنيم بمقتضی عقد مالي يمتزمون بدفع الضرائب مقابل المنافع التي تعود عمييم من نشاط‬
‫الدولة‪ .‬واختمف القائمون بقوة ىذه النظرية في تكييف طبيعة ىذا العقد"‪ .‬قال أدم سميث بأنو عقد‬
‫بيع الخدمات‪ ،‬فالدولة تبيع خدماتيا لألفراد وتحصل عمى مقابل يتمثل بثمن ىذه الخدمات وقد‬
‫شبو بصورة ضرائب‪ .‬واعتبره البعض اآلخر بأنو عقد شركة‪ ،‬فشبيوا الدولة بأنيا شركة انتاج‬
‫كبرى الشركاء فييا ىم األفراد الذين يؤدون عمل معين ويتحممون في سبيمو نفقات خاصة‪ ،‬ويوجد‬
‫إلى جانب ذلك نفقات عامة يقوم بيا مجمس إدارة ىذه الشركة ‪ ،‬بغية تحقيق المنفعة العامة لجميع‬
‫الشركاء‪ ،‬وىذا يتطمب من الشركاء المساىمة في ىذه النفقات في صورة ضرائب التي تفرضيا‬
‫الدولة‪ .‬وذىب بعض المنظرين‪ ،‬ومن بينيم الفقيو جيرار العتبار ىذا العقد بأنو عقد تأمين بموجبو‬
‫يقوم المواطنون بدفع الضرائب لمدولة (قسط التأمين)‪ ،‬من أجل توفير الحماية ليم من األخطار‬
‫التي قد تحدق بأمواليم وأرواحيم وأىم االنتقادات التي تعرضت ليا ىذه النظرية ىي‪:‬‬

‫يصعب تقدير الخدمة التي تعود عمى الفرد من قبل الضريبة‪ ،‬حيث الخدمة العامة ال تقبل‬ ‫‪‬‬
‫التجزئة‪.‬‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫من المستحيل تحقيق التوازن بين الخدمة والفائدة منيا‪ ،‬فالعكس ىو الصحيح حيث الذين‬ ‫‪‬‬
‫يساىمون بجزء محدود من الضريبة يحصمون عمى قدر أكبر منيا‪.‬‬

‫‪ ‬تحصر ىذه اآلراء وظائف الدولة في التزامات محدودة وىذا غير واقعي‪ ،‬حيث التزامات‬
‫الدولة عديدة ومتنوعة يصعب أن يتضمنيا عقد‪.‬‬

‫النظريات العقدية جميعيا ال تستطيع أن تفسر التزام الجيل الحاضر بدفع التزامات استفادت‬ ‫‪‬‬
‫منيا أجيال سابقة أو التزام الجيل الماضي بالتزامات ستستفيد منيا أجيال الحقة‪.‬‬

‫ال يمكن تبرير دفع الضريبة بناء عمى عقد التأمين بين المكمف والدولة حيث ال تقوم‬ ‫‪‬‬
‫بتعويض األفراد عن األضرار التي تصيب ممتمكاتيم بل تكتفي بتوفير الحماية القانونية‬
‫ومعاقبة المتسببن في وقوع الضرر‪.‬‬

‫‪ ‬ال يوجد دليل عمى قيام مثل ىذا التعاقد بين السمطة العامة واألفراد الفي النطاق الدستوري وال‬
‫في النطاق المالي‪.‬‬

‫عدم وجود تناسب بين المنافع التي يحصل عمييا األفراد والضرائب التي يدفعونيا‪ ،‬كذلك‬ ‫‪‬‬
‫فإنو من الخطأ أن نمثل السمطة العامة بشركة انتاجية ألن السمطة العامة تقوم بتقديم خدمات‬
‫أخرى تتطمبيا المصمحة العامة ككل‪.‬‬

‫‪ ‬أما عن عقد التأمين فإن الدولة ال تقتصر خدماتيا فقط عمى المحافظة عمى أموال األفراد‬

‫باإلضافة إلى أن الدولة تعوض األفراد عن الخسائر واألضرار التي تصيب أمالكيم كما ىو الحال عميو‬
‫في عقد التأمين‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية التضامن االجتماعي‪:‬‬

‫ترى ىذه النظرية أن الدولة ىي ضرورة تاريخية واجتماعية وواجب الدولة في المجتمعات‬
‫الحديثة ىو القيام بإشباع الحاجات العامة لألفراد والمحافظة عمى األمن‪ ،‬والدولة تتكبد نفقات‬
‫باىضة من أجل القيام باألعباء العامة الممقاة عمى عاتقيا والناتجة من جراء تدخل الدولة في‬
‫مختمف األنشطة االجتماعية واالقتصادية منيا‪ ،‬وبما أن ىذه األعباء تحقق الصالح العام‬
‫لألفراد وتعود عمييم بالنفع العام كان البد من تتضافر الجيود في تحمل نفقات ىذه األعباء‬
‫عمى أساس التضامن االجتماعي بين األفراد‪.‬‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫من خالل ما سبق فإن نظرية التضامن االجتماعي تمثل المبرر القانوني الذي تستند‬
‫عميو الدولة في فرض الضرائب‪.‬‬

‫‪ -3‬الخاصية الشرعية لمقانون الجبائي‪:‬‬

‫الخاصية الشرعية لمقانون الجبائي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬االلتزام بالدفع من طرف المكمفين بالضريبة التي أصبحت ذات طابع إجباري من حيث‬
‫أنيا تفرض من قبل السمطات المختصة الممثمة لمشعب (المجمس الشعبي الوطني أو‬
‫البرلمان) وىي وحدىا صاحبة الحق في فرض الضرائب مرکزية أو محمية وبالتالي‬
‫فإن المكمف ليس لو الحق في رفض رفعيا أو يناقش طريقة أو وقت دفعيا أو‬
‫تغطيتيا‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد المبمغ الواجب دفعو من طرف المكمف عمى أساس دخمو أو ممتمكاتو لمدولة‬
‫باعتبارىا الممثل اإلرادة المجتمع لذلك فإن الدولة تعتبر المشرع الذي يحدد قواعد وطريقة‬
‫دفعيا ىذا من جية من جية أخرى فإن عمى مؤسساتيا المديرة أن تسير عمى التطبيق‬
‫السميم لمقواعد الناظمة لمضريبة‪.‬‬

‫‪ ‬اإليرادات الضريبية توجو لتغطية النفقات العمومية وىذا ما يجعل ليذا االقتطاع نيايات‬
‫محددة وأىداف مازالت موضع جدل ألنيا ترتبط مباشرة بطبيعة النظام السياسي‬
‫واالقتصادي وىنا نطرح مشكمة صرف اإليرادات من قبل السمطات العمومية التي ال‬
‫ينحصر ميمتيا بصرف اإليرادات فقط وانما التحقق ومراقبة الصرف الفعمي ليذه‬
‫اإليرادات من الناحية القانونية‪.‬‬

‫‪ -4‬عالقة القانون الجبائي مع القوانين األخرى‬

‫بشكل عام ينقسم القانون إلى قسمين ىما القانون الخاص والقانون العام حيث ييتم القانون‬
‫الخاص بتنظيم العالقات بين األفراد بعضيم ببعض وبين األفراد والدولة‪ ،‬إذا تمت العالقة عمى‬
‫أساس التعاقد وليس عمى أساس سمطة الدولة وسيادتيا‪ .‬أما القانون العام فينظم العالقة بين‬
‫الييئات العامة بعضيا ببعض‪ ،‬أو بينيا وبين األفراد‪ ،‬وأىم فروعو ‪ :‬القانون الدستوري والقانون‬
‫الجزائي والقانون اإلداري‪ ،‬والقانون الجبائي ونوجز فيما يمي عالقة القانون الجبائي بكل من‬
‫القانون المالي والقانون اإلداري والقانون الجزائي والقانون التجاري‪.‬‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫‪ -‬القانون الجبائي و القانون المالي‪ :‬يرتبط القانون الجبائي بالقانون المالي ارتباطا وثيقا‪،‬‬
‫حيث أن القانون الجبائي جزء من القانون المالي عمى الرغم من أن التشريع الضريبي لو‬
‫خصائصو القانونية‪ .‬فالموازنة تحدد بالقانون الذي يحكم ويقدر اإليرادات وكيفية التحصيل‬
‫واإلنفاق وضوابطو والرقابة عميو ويطمق عمى ىذا القانون (قانون الموازنة العامة)‪ .‬قانون‬
‫المالية ىو الذي يحدد طبيعة وكمية المبالغ المخصصة الموارد وأعباء الدولة‪ ،‬أخذا بعين‬
‫االعتبار التوازن االقتصادي والمالي الذي يحدد تعريفو‪ ،‬من ىذه الموارد النظام الجبائي‬
‫وتعديالتو خالل كل سنة‪ .‬ويوجد ثالثة أنماط لقانون المالية‪:‬‬

‫‪ o‬قانون المالية السنوي (قانون المالية األولي)‪ :‬الذي يضمن االعتمادات السنوية‬
‫بشكميا التشريعي الذي يصدر فيو كذلك الحسابات الممحقة‪.‬‬

‫‪ o‬قانون المالية المصحح‪ :‬القانون الذي يصدر فقط بقصد تغيير التقديرات المتعمقة‬
‫باإليرادات وبيدف الترخيص بنفقات تضمنيا قانون المالية األولي لمسنة ويمكن‬
‫لو أن يتضمن خمق إيرادات جديدة‪.‬‬

‫‪ o‬قانون المالية المعدل‪ :‬وىو الذي يصدر في نياية كل عام ليرسم الحالة النيائية‬
‫لمميزانية ويصادق عمى االختالفات في نتائج الحسابات والتقديرات ويكمل النقص‬
‫في حالة وجوده بقانون المالية المصحح‪.‬‬

‫القانون الجبائي والقانون اإلداري‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫العالقة التي تربط القانون الجبائي بالقانون اإلداري وثيقة جدا لدرجة اعتبار اإلدارة الضريبية‬
‫جزءا من التنظيم اإلداري لمدولة‪ .‬فالقانون الضريبي ىو الذي يحدد عالقة اإلدارة الضريبية بالمكمفين‬
‫وينظم حقوقيا وامتيازاتيا‪ ،‬كما يتصل اتصاال وثيقا بالقانون اإلداري الذي يحكم نشاط الدولة وسمطاتيا‬
‫العامة وعالقتيا بأفراد المجتمع بأكممو‪.‬‬

‫‪ -‬القانون الجبائي والقانون الجزائي‪:‬‬

‫تتمثل العالقة التي تربط القانون الضريبي والقانون الجزائي في كون القانون الضريبي قد‬
‫فرض عقوبات عمى المخالفين ألحكامو من قبل المكمفين ( كما ىو الحال بالنسبة لإلدالء ببيانات غير‬
‫صحيحة أو استخدام طرائق غير مشروعة لمتيرب الضريبي)‪ ،‬والقانون الجزائي ىو أداة من األدوات التي‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫تكفل تنفيذ القانون الضريبي من خالل تطبيق العقوبات الجزائية عمى المكمفين الذين يخالفون قوانين‬
‫الضرائب‪.‬‬

‫‪ -‬القانون الجبائي والقانون التجاري‪:‬‬

‫يختمف القانون الجبائي عن القانون التجاري بسبب اختالف اليدف في كل منيما‪:‬‬


‫فالقانون الجبائي‪ :‬ييدف إلى تغذية خزينة الدولة باألموال الالزمة لتغطية النفقات العامة عن طريق فرض‬
‫الضرائب عمى اإليرادات الناتجة عن األرباح المتحققة عن أوجو النشاط اإلقتصادي عموما‪.‬‬

‫والقانون التجاري ييدف إلى تنظيم المعامالت التجارية بخاصة عمميات الثروات وتداوليا ودعم‬
‫اإلئتمان‪.‬‬

‫‪ -5‬مبادئ القانون الجبائي‪:‬‬

‫مبادئ القانون الجبائي ىي مجموعة األسس والقواعد التي يتعين عمى المشرع المالي مراعاتيا‬
‫عند إعداد النظام الضريبي في الدولة‪ ،‬إن أي نظام ضريبي فعال تحكمو مجموعة من المبادئ‬
‫التي تيدف إلى التوفيق بين مصمحة الدولة ومصمحة المكمف‪ ،‬وتتمثل ىذه المبادئ في‪:‬‬

‫مبدأ العدالة والوضوح‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬العدالة‪ :‬إن المشرع الضريبي يسعى إلى تحقيق العدالة الضريبية عند صياغة أي‬
‫نظام ضريبي‪ ،‬إال أنو تصادفو عدة صعوبات في تحقيقيا‪ ،‬وذلك راجع لصعوبة‬
‫قياس أثر الضريبة بالنسبة لكل مكمف وأيضا العبء النفسي لمضريبة من شخص‬
‫آلخر‪ ،‬لذا فال يمكن القول أن النظام الضريبي عادل بشكل تام وانما الحكم عميو‬
‫يكون بمدى تحقيقو لمعدالة‪ ،‬ويبقى مفيوم العدالة‪ ،‬مفيوم نسبي وتتدخل الدول‬
‫المعاصرة بواسطة الضريبة لمتعديل في توزيع الدخول والثروات لتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية وبذلك أصبحت العدالة الضريبية أحد أىداف النظام الضريبي إلى‬
‫جانب أنيا أحد مبادئو الرئيسية‬

‫أما في وقتنا المعاصر فيحكم العدالة الضريبية مبدأين أساسيين ىما‪ :‬مبدأ‬
‫العدالة األفقية ومبدأ العدالة العمودية‪ .‬ونقصد بالعدالة األفقية أن يتم معاممة‬
‫المكمفين المتساويين في الدخل والحالة االجتماعية واالقتصادية معاممة ضريبية‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫متساوية‪ ،‬أما العدالة العمودية فتعني اختالف المعاممة الضريبية لممكمفين الذين‬
‫يحتمون مراكز مالية واجتماعية مختمفة‪.‬‬

‫‪ ‬تطبيق الضريبة التصاعدية‪ :‬تعمل الضريبة التصاعدية عمى تحقيق العدالة‬


‫الضريبية ألنيا تفرض عمى المادة الخاضعة فتزداد كمما ازدادت ىذه األخيرة كما‬
‫رأي نا سابقا‪ .‬أي أن المنفعة الحدية لمثروة تتناقص مع ازدياد قيمة الثروة التي يحوزىا‬
‫الفرد وىو ما يعني أن التضحية الحدية لإلنفاق تتناقص مع ازدياد ىذه الثروة‪.‬‬

‫‪ ‬تطبيق الضريبة الشخصية‪ :‬تراعي ىذه الضريبة التفاوت في الظروف الشخصية‬


‫واالجتماعية والمالية ألفراد المجتمع‪ .‬فمثال الشخص الذي يكون أعزب يدفع ضريبة‬
‫تفوق الضريبة التي يدفعيا الشخص المتزوج‪ ،‬وذلك مراعاة لنفقات المتزوج التي‬
‫تكون أكثر من نفقات األعزب‪ ،‬ويستدعي تطبيق ىذه الضريبة مراعاة ما يمي‪:‬‬

‫* تخفيض عبء الضريبة بسبب األعباء العائمية‪.‬‬

‫* إعفاء حد أدنى من الدخول والثروات‪.‬‬

‫* مراعاة طبيعة مصدر الدخل‪ :‬لقد ميز الفكر المالي بين ثالثة أنواع من مصادر‬
‫الدخل‪ ،‬وىذا ما جعل اختالف في المعاممة الضريبية‪ ،‬فيخضع أصحاب الدخل‬
‫الناتجة عن العمل المعدالت ضريبية متدنية‪ ،‬وذلك نظ ار النخفاض مصدره مع تقدم‬
‫السن وعدم القدرة عمى الكسب أما الدخل الناتج عن رأس المال فيخضع لمعدالت‬
‫ضريبية مرتفعة ألن مصدر الدخل ىنا مستديم بينما الدخل الناتج عن رأس المال‬
‫والمجيود البشري فيخضع لمعدالت ضريبية متوسطة‪.‬‬

‫‪ -‬الوضوح (اليقين)‪:‬‬

‫يجب أن يتم تحديد الضريبة بطريقة واضحة وبدون أي غموض‪ ،‬ولتحقيق مبدأ اليقين‬
‫يجب مراعاة االعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الوضوح في التشريع‪ :‬بمعنى أن تكون النصوص واضحة وسيمة األسموب دون‬


‫تعقيد وأال يحتمل المفظ الواحد أكثر من معنى‪ ،‬وأال تحتمل الجممة أكثر من‬
‫تفسير‪.‬‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫‪ ‬يجب أن تقوم السمطة الموكل إلييا فرض الضريبة وتحصيميا بإعداد النماذج‬
‫السيمة والبسيطة والتي يفيميا عامة الممولين‪ ،‬وأن تساعدىم عمى تفيم القانون‬
‫عن طريق منشوراتيا ومقاالتيا في وسائل اإلعالم المختمفة‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن تكون المذكرات اإليضاحية لمقوانين الضريبية واألعمال التحضيرية ليذه‬


‫القوانين مفصمة بحيث ال تحتاج لالجتياد‪ .‬ويبقى مبدأ الوضوح ضروري وذلك‬
‫حتى يتسنى لممكمف معرفة واجباتو الضريبية ومحاولة الدفاع عمى حقوقو في حالة‬
‫تعسف إدارة الضرائب‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ المالءمة في التحصيل واالقتصاد في نفقاته‬

‫‪ ‬مبدأ المالئمة‪ :‬يقتضي ىذا المبدأ ضرورة تبسيط إجراءات التحصيل واختيار‬
‫األوقات واألساليب التي تتالءم مع ظروف المكمف‪ ،‬حتى ال يتضرر من الضريبة‬
‫حين دفعيا‪ ،‬فحسب "آدم سميث" تجنی الضريبة في األوقات والطرق األكثر‬
‫مالءمة لمممول ‪.‬‬

‫‪ ‬مبدأ االقتصاد في نفقات التحصيل‪ :‬يقتضي ىذا المبدأ ضرورة تخفيض نفقات‬
‫تحصيل الضرائب بحيث يتحقق الفرق بين ما يدفعو المكمف بالضريبة وما يصل‬
‫إلى خزينة الدولة يكون أقل ما يمكن‪ ،‬ألن أي زيادة في أعباء الضريبة سوف يقمل‬
‫من مداخيل خزينة الدولة‪ ،‬أو بعبارة أخرى كمما قمت نفقات الجباية كمما كان إيراد‬
‫الضريبة غزيرا‪ ،‬فحسب آدم سميث تطبيق الضريبة وجبايتيا بطريقة تخرج من‬
‫الممول أقل مبالغ ممكنة زيادة عمى ما يدخل خزانة الدولة"‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ البساطة والتنوع والمرونة‪:‬‬

‫‪ ‬البساطة‪ :‬يجب أن يحتوي النظام الضريبي عمى ضرائب بسيطة ذات معدالت قميمة‬
‫وسيمة التطبيق وىذا ما يسيل العمل عمى إدارة الضرائب ويخفض من التيرب‬
‫الضريبي‪.‬‬

‫‪ ‬التنوع‪ :‬المقصود بالتنوع ىو وجود مزيج من الضرائب المباشرة وغير مباشرة وذلك‬
‫من أجل مساىمة كل فرد من أفراد المجتمع في إيرادات الدولة‪ ،‬كما يجب أن‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫يكون ىناك تنسيق وتكامل بين مختمف ىذه الضرائب‪ ،‬وىذا لتحقيق العدالة‬
‫الضريبية والكفاية المالية‪.‬‬

‫‪ ‬المرونة‪ :‬لكي يكون النظام الضريبي مرنا يجب عمى الدولة اختيار نظام ضريبي‬
‫يتماشى مع واقعيا االقتصادي واالجتماعي والسياسي‪ ،‬أي يجب أن يتصف ىذا‬
‫النظام بالديناميكية بحيث يستجيب بسيولة لمتغيرات الداخمية والخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ االستقرار والتنسيق‪:‬‬

‫‪ ‬مبدأ االستقرار‪ :‬نقصد باستقرار النظام الضريبي وجود نوع من الثبات في طبيعة‬
‫الضرائب أي عدم تعرضيا لمتغيير المفاجئ والمستمر وال يفيم من استقرار النظام‬
‫الضريبي جمود ىذا النظام‪ .‬بل يجب أن يتطور وفق التغيرات التي يفرضيا الواقع‬
‫ويجب عمى اإلدارة أن تعمم المكمفين بأي تغيير حتى يتم تقبميم لو بدون أي‬
‫معارضة‪.‬‬

‫‪2 ‬مبدأ التنسيق‪ :‬إن الترابط واالنسجام بين مختمف أنواع الضرائب التي يتضمنيا‬
‫النظام الضريبي تساىم في الحفاظ عمى أىداف ىذا النظام وفي ىذا الصدد يجب‬
‫مراعاة االعتبارات التالية"‪:‬‬

‫تجنب تراكم الضرائب الذي ينطوي عمى احتمال سريان عدة ضرائب‬ ‫‪‬‬
‫عمى نفس العناصر‪ ،‬عمى وضع قد يؤدي إلى أن تتجاوز أعباؤىا حدود‬
‫المقدرة التكميفية لممكمفين مما يدفعيم إلى التيرب من دفعيا‪.‬‬

‫‪ ‬مراعاة االرتباط بين الضرائب المختمفة التي يضميا النظام الضريبي‪،‬‬


‫بحيث يتعين السعي لزيادة حصيمة ضريبة معينة لتعويض النقص في‬
‫حصيمة ضريبة أخرى اقتضت الظروف الحد من حصيمتيا‪.‬‬

‫‪ ‬تجنب إحداث أي تصدع في الييكل الضريبي نتيجة عدم إخضاع بعض‬


‫العناصر التي يجب إخضاعيا لمضريبة‪ ،‬وذلك لتحقيق انسجام النظام‬
‫الضريبي‪ ،‬لذلك يجب إخضاع جميع السمع ذات الطبيعة الواحدة أو‬
‫البديمة لمضريبة‪.‬‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫‪ ‬مراعاة عدالة النظام الضريبي في مجموعو حتى ال يؤدي فرض ضريبة‬


‫جديدة أو إلغاء ضريبة قديمة إلى اإلخالل بأبعاد ىذه الضريبة التي ال‬
‫يقتصر السعي إلى تحقيقيا بالنسبة لكل ضريبة عمى حدة بل عمى‬
‫مستوى النظام الضريبي ككل‪.‬‬

‫‪ -6‬استقاللية القانون الجبائي‪:‬‬

‫يعني مبدأ استقاللية القانون الجبائي أنو توجد أحكام خاصة مجعولة لمضريبة أو الجباية وىذا‬
‫زيادة عمى القواعد الموجودة المنظمة كل الميادين األخرى‪ .‬ويبقى القانون الجبائي محتفظا‬
‫باستقاللية وذاتية خاصة بسبب عدد من العوامل‪:‬‬

‫‪ ‬بسبب التطور الذي يصيب القانون الضريبي يختمف عن التطور الذي يصيب‬
‫غيره من فروع القانون‪ ،‬وليس شرطا أن أي تطور في قواعد القانون العام يترتب‬
‫عميو تطور في القانون الضريبي‪ ،‬فالعالقة في التطور ليست بالضرورة تكون‬
‫طردية‪ - .‬تعريف المكمف في القانون الجبائي ليس ىو نفس تعريف المواطن في‬
‫الدولة‪.‬‬

‫فحين ننظر لممكمف من وجية نظر القانون الجبائي فإننا ننظر لو عمى أنو‬
‫شخص ممتزم يدفع الضريبة‪ ،‬أي أن عميو واجبا ىو دفع الضريبة‪ ،‬أما باقي فروع‬
‫القانون فيتم النظر إلى المواطن عمى أساس تبعيتو لمدولة وحقوقو والتزاماتو تجاه‬
‫الدولة‪ ،‬وىذا يعني اختالف مركز الفرد كمكمف عن مركزه كمواطن أضفى عمى‬
‫القانون الجبائي ذاتية واستقالل خاصة بو‪.‬‬

‫‪ -7‬مصادر القانون الجبائي‬

‫يعتمد القانون الجبائي في بناء قواعده عمى مصدرين أساسيين ىما‪ :‬المصادر الداخمية و‬
‫المصادر الخارجية‪.‬‬

‫المصادر الداخمية‪ :‬تنقسم مصادر القانون الجبائي الداخمية إلى‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‌أ‪‌ -‬القانون‪ :‬تجد الضريبة مجاليا في الجزائر‪ ،‬في إطار القانون ‪ ،‬وبالتالي ال تؤسس أو‬
‫تصفي أو تحصل خارج القواعد القانونية المرصودة ليا من قبل المشرع‪ .‬إضافة إلى‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫ذلك‪ ،‬وطبقا لمقانون ‪ 71-48‬المتعمق بقوانين المالية المؤرخ في ‪ 71‬جويمية ‪،7848‬‬


‫اليمكن أن يتخذ أي حكم ذو طابع جبائي من خارج قانون المالية إال في حاالت‬
‫استثنائية‪ ،‬حيث يمكن أن يتم تحديد كيفيات وضع وتحصيل ضريبة‪ ،‬رسم شبو‬
‫ضريبي أو أي حق ذو طابع جبائي من خالل مرسوم تنفيذي أو قرار وزاري‪ .‬ويتم‬
‫األخذ بعين االعتبار بيذه النصوص القانونية عند إعداد األحكام الجبائية التي يتم‬
‫دمجيا في قانون المالية‪ .‬يتم تطبيق األحكام الجبائية لقانون المالية من طرف إدارة‬
‫الضرائب‪ ،‬ىذه العممية قد تحدث نزاعات التي يقوم القاضي أثناءىا بإصدار أحكام‬
‫وق اررات‪.‬‬

‫ب‪‌-‬األحكام القضائية‪:‬‬
‫‌‬

‫لما يتدخل القاضي إثر تسجيل منازعات بين المكمف بالضريبة وادارة الضرائب‬
‫ويقوم عندىا باتخاذ ق اررات وأحكام لتغيير وتحوير التفسير المقدم من طرف إدارة‬
‫الضرائب لنص جبائي‪ ،‬تدعى ىذه األحكام أحكاما قضائية‪ .‬تحت ىذه الصفة‪،‬‬
‫تطبق ىذه األحكام عمى إدارة الضرائب بشكل إجباري‪ ،‬حيث ترغم عمى إدخال‬
‫التعديالت الضرورية عمى التفسير موضوع النزاع‪ .‬وليذه األحكام القضائية نفس‬
‫اآلثار المعروفة في مجال القانون اإلداري العام‪.‬‬

‫ت‪‌-‬الفقه‪ :‬يشمل الفقو جميع اآلراء الصادرة عن المؤلفين والمنظرين والمفسرين لمنصوص‬
‫‌‬
‫التشريعية أو التنظيمية‪ ،‬لما تكون ىذه األخيرة أدوات لتطبيق القوانين الجبائية‬
‫واألحكام القانونية‪ .‬ولما تكون كذلك‪ ،‬تمارس تأثي ار عمى المشرع أو عمى رأي‬
‫القاضي‪ ،‬ويعتبر الفقو اإلداري أكثر صرامة في تفسير النصوص التشريعية وىذا‬
‫راجع ألن ىذا التفسير يأخذ شكل ق اررات‪ ،‬أوامر ونشريات صادرة عن إدارة الضرائب‬
‫نفسيا‪.‬‬

‫‪ -8‬المصادر الخارجية‪:‬‬

‫تتمثل المصادر الخارجية في االتفاقيات الجبائية الدولية‪ ،‬وىي عبارة عن اتفاقيات تبرم بين‬
‫دولتين والتي يتم فييا تحديد قواعد الضريبة من أجل تفادي االزدواج الضريبي أو تغييب‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫د‪/‬قروي صباح‬ ‫السنة الثالثة عموم التسيير‬ ‫محاضرات في مقياس القانون الجبائي‬

‫‪ -9‬تنفيذ القانون الجبائي‪:‬‬

‫سيتم التحدث في ىذا الجزء عمى تطبيق القانون الجبائي من ناحية الزمان ومن ناحية‬
‫المكان‪.‬‬

‫تنفيذ القانون الجبائي من حيث الزمن يتم تطبيق القانون الجبائي وكل األحكام ذات الطابع‬ ‫‪-‬‬
‫التشريعي أو التنظيمي بصفة إلزامية‪ ،‬فعند صدور قانون المالية يتم العمل بو ابتداء من ‪77‬‬
‫جانفي لمسنة الجديدة ‪ ،‬أي أن القانون الجبائي يطبق بأثر فوري بمجرد خروج القانون من‬
‫البرلمان و المصادقة عميو‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ القانون الجبائي من حيث المكان إن تطبيق القوانين الجبائية من حيث المكان مرتبط‬
‫بمبدأ الرقعة الجغرافية وسيادة الدولة‪ ،‬فمكل دولة تشريعيا الجبائي والذي تفرضو وتطبقو عمى‬
‫رقعتيا الجغرافية‪ ،‬فالتشريع الجبائي خاضع لمبدأ الرقعة الجغرافية وحدودىا والذي يؤدي‬
‫تطبيقو عمى المؤسسات واألشخاص في حدود الدولة التي أسستو‪.‬‬

You might also like