Professional Documents
Culture Documents
األستاذ المسؤول
الدكتورة بن دومية سعدية
أستاذ محاضر قسم أ
المدرسة العليا لألساتذة بوهران
مقدمة
ان التشريع المدرسي أحد األعمدة األساسية التي تقوم عليها المنظومة التربوية ،وال تستقيم إال بإيجاد ذلك المنهج
القانوني الرشيد الذي يمكن من التسيير العقالني للخلية التربوية ،ويحدد الحقوق والواجبات بدقة ،وكذا يحدد
المبادئ والمنطلقات والسياسات والمسارات والهيكلة ،ويضمن االزدهار ويساهم في خدمة اإلبداع والذكاء عند
التلميذ واألستاذ والمربي والمرشد والمسير على حد سواء.
و بذلك يمكن التشريع المنظومة التربوية من المساهمة في تحقيق أهداف المجتمع ،والتي تدفعه قدما في ظل
حاضر منظم مهيكل هادف ومزدهر نحو غد أفضل ،بتخريج الكفاءات وفق ملمح محدد .لذلك وجب االطالع على
هذا النظام ،والتعرف على التشريع بدقة ،طالما أنه يشكل األداة األساسية في يد اإلداري والمربي والمسير
والمرشد ،للتمكن من عيش الحياة المهنية لألستاذ خاصة على أكمل وجه .و ذلك بتمكينه من التعرف على
الحقوق والواجبات وإجراءات التوظيف والترقية ...الى غاية نهاية عالقته بالحياة العملية طبقا لما يحدده القانون.
لذلك ،وجب على كل أستاذ أن يحمل رصيدا ثقافيا قانونيا الى جانب المادة العلمية التي يقوم بتدريسها ،حتى ال
يقع في فخ الغفلة و الجهل بالقانون .
ولكيال يكون البعض فوق القانون ،والقانون فوق البعض ،و لكي نشارك بفعالية في بناء دولة القانون التي طالما
تغنى بها السياسيون ،وجب علينا دراسة التشريع وهضمه .فالثقافة القانونية ضرورية للطالب األستاذ من أجل
خوض الحياة المهنية على أكمل وجه.
مجموعة القوانين واللوائح التنظيمية التي تتناول أوضاع الحياة المهنية لموظفي التربية والتعليم كالحقوق
والواجبات والتكوين والتوظيف و الترسيم والترقية ونظام األجور والتأديب والعطل وتحديد مهام الهياكل
والمصالح وضبط العالقات بين العاملين في القطاع.
تكون هذه التشريعات عادة في شكل مراسيم تنفيذية أو قرارات وزارية أو لوائح ومناشير تنظيمية صادرة عن
السلطات الوصية .
لذلك يجب علينا التعرف على القاعدة القانونية أوال ثم كيفية صدورها ووصولها الينا.
القاعدة القانونية عبارة عن خطاب مكتوب تضعه السلطة التشريعية واستثناء السلطة التنفيذيةُ ،موجه إلى مجموعة
من األشخاص بهدف تنظيم أمر معين من خالل إما األمر بالقيام بفعل ما ،أو النهي عن وتجريم فعل ما أو من
خالل إباحة القيام بتصرف معين.
تتميز القاعدة القانونية بمجموعة من الخصائص تميزها عن غيرها من القواعد التي تُشارك معها في تنظيم الحياة
داخل المجتمع .وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي:
ومعنى ذلك أنها موجهة أساسا لتنظيم حياة األشخاص وعالقاتهم داخل المجتمع ،فهي ال توجد إال بوجود 2-
المجتمع ،إذ ال يُمكن تصور وجود مجتمع دون قانون وال قانون بدون مجتمع ،فالقانون ُمرتبط بوجود
المجتمع .فالقانون ُوجد أساسا لدراسة تصرفات الفرد داخل المجتمع ،السيما أمام طبعه األناني الذي
يجعله في تناقض وتصادم بين رغباته ومصالحه ورغبات ومصالح غيره ،لذلك كان لزاما ايجاد طريقة
تضبط عالقاته مع غيره وترسم حدودها بشكل واضح.
والسلوك المعني هنا يخص السلوك والتصرفات الظاهرة وليس النوايا الداخلية .فالقانون يعتدُّ باألفعال الظاهرة وال
يهتم باألحاسيس والمشاعر التي ال يكون لها مظهر خارجي ،فقد يُ ِّ ّك ُن الشخص في نفسه الحقد والكراهية لشخص
أن هذه النوايا لم تتخذ أي مظهر خارجي. آخر ،ومع ذلك ،ال يُطب ُّق عليه القانون مادام ّ
العمومية والتجريد صفتان متالزمتان ،فال يُمكن تخيل قاعدة قانونية عامة دون أن تكون ُمجردة وال قاعدة
ُمجردة دون أن تكون عامة .فالقاعدة ُمجردة عند نشأتها وعامة عند تطبيقها .والحكمة من هذين الصفتين
هو تحقيق المساواة بحيث تُطبق على كل من ينطبق عليه وصفها بغض النظر عن مكانته االجتماعية أو
جنسه أو عرقه أو أي مداخيله المالية.
ويُقصد بالتجريد أن القواعد القانونية ال تُخاطب باألسماء واأللقاب وإنّما بالصفات ،أي أنها ُم ّ
جردة من
األسماء بمعنى خالية من األسماء واأللقاب .فال نجد قاعدة قانونية تُخاطب شخصا باسمه؛ كأن تقول تعيّن
على أمين أو على مصطفى أو على فاطمة ،أو يُمنع على فاطمة أو سعاد ...،كما ال نجد قاعدة قانونية
تتحدث عن واقعة ُمعينة بالذات كأن تقول الضرر الذي تسبب به فالن أو الذي وقع بتاريخ معين...وإنما
نجدها تُعدد الشروط الواجب توافرها في الواقعة حتى ينطبق عليها الحكم القانوني الذي تتضمنه.
مثال:
المادة 42من الدستور الجزائري الجديد ( )2020التي تنص على " :لألشخاص المعوزين الحق في
ال ُمساعدة القضائية"...
بمعنى أن األشخاص ال ُمخاطبين بها ُملزمين باتباعها ،فاألصل في وضع القانون بمختلف فرعيه هو إقامة
النظام في المجتمع ،وال يُض َمنُ هذا النظام إالّ إذا صاحب هذا القانون جزاء يُوقع على كل من يُخالف
أحكامه .ومنه فالجزاء هو من يُجبر األشخاص على احترام القانون ،ويجعل من قواعده قواعد ُملزمة.
على أن الجزاء ال يتم تفعيله إالّ إذا وقع الخرق ،ويتم ذلك من قبل السلطة القضائية التي تُحيله بدورها إلى
السلطة التنفيذية لتطبيقه ،بحيث أنه ال يُمكن لألشخاص توقيع الجزاء بأنفسهم ما عدا في حاالت استثنائية
كحالة الدفاع الشرعي .وأنواع الجزاء رهينة بخطورة الفعل ،كما هو رهينة بنوع الفعل؛ فنجد جزاء
مدني ،جزاء إداري ،جزاء جنائي...،