Professional Documents
Culture Documents
- فصل 1القيم التنظيمية003
- فصل 1القيم التنظيمية003
لقد ازداد االهتمام بالجانب الثقافي للتنظيمات في السنوات األخیـرة خصوصـاـ القـیم لـذا یعتبـر
الكثیــرون أن فهـم ومعرفـة القــیم التنظیمیـة هــو أمـر حیـوي وهــام مـن أجــل إدارة المـوارد البشـریة بنجـاح
،والقـیم هـي أعمـق مسـتوى فـي الثقافـة التنظیمیـة لمـا لهـا مـن دورـ كبیـر فـي تشـكیل وتوجیـه سـلوك
األفـرادـ العـاملین فـي المنظمـة ،فلكـل منظمـة مجموعـة مـن القــیم ســواء تــم إدراك تلــك الحقیقــة أم ال ،كمــا
أن أهــم أنظمــة القــیم توجــد لــدى الجماعــة اإلداریـة وخاصـة اإلدارة العلیـا ،فضـال عـن ذلـك فـان القـیم
التنظیمیـة تمثـل هویـة المنظمـة التـي تمیزهـا عـن غیرهـا مـن المنظمـات األخـرى ،لـذلك فـان لمعرفـة القـیم
داخـل التنظیمـات دور كبیــر فــي فهــم الســلوك التنظیمــي و توجیهــه ،وبنــاءا علیــه یهــدف هــذا الفصــل
إلــى توضیح طبیعة القیم التنظیمیة من حیـث تعریفهـا وعـرض أهـم خصائصـها ومراحـل تطورهـا
وصــوال إلــى توضــیح التفاعــل بینهــا وبــین القــیم الفردیــة ،وبالتــاليـ فــان هــذا الفصــل ســوف یتناول
العناصرـ التالیة:
1ـ تعريف القيم التنظيمية:
تعـرف القـیم بأنهـا‹‹ :اتفاقـات مشـتركة بـین أعضـاء التنظـیمـ االجتمـاعي الواحـد حـول ما هو مرغوب أو
غیـر مرغوب(العمیان ؛ 2002؛ ص ، )312جید أو غیـر جید ،مهم أو غیر مهم..الخ ،و القیم التنظیمیة
ترتبطـ بالقیم األخرى( الدینیة ،السیاسیة ،االجتماعیة..الخ) ،إذ تستمد منهـا بعـض الخصـائص ،وهـي
بـذلك ال تختلـف عـن تلـك القـیم سـواء فـي طبیعتهـاـ أو وظیفتهـا ،إال أنهـا ترتبط مباشرة بالسـلوك داخـل
التنظـیم ،وتختلـف القـیم التنظیمیـة عـن القـیم المهنیـة ،فـاألخیرة تسودـ بین أفراد المهنة الواحدة على
اختالف منظماتهم ،أما القیم التنظیمیة فتسودـ بین أفـرادـ المنظمة الواحدة على اختالف وظائفهمـ و
مستویاتهم ،وبذلك تكون قیم المنظمات اإلنتاجیـة غیـر قــیم المنظمــات الخدمیـة ،وقــیمـ المنظمــات
الحكومیــة غیـر قــیم المنظمــات الخاصــة و المختلطة .وتعك ــس الق ــیم التنظیمی ــة الخص ــائص الداخلی ــة
للمنظم ــة فه ــي الت ــي تح ــدد الخط ــوط(أحمد ؛ 1991؛ ص)264؛ العریضـة لتوجیـه السـلوك ووضـع
القـرارات ،فقـد عرفهـا محمـودـ سـلمان العمیـان بأنهـا‹‹ :اتفاقات مشتركة بـین أعضـاء التنظـیم حـول مـا
هـو مرغـوب أو غیـر مرغـوب فـي مكـان أو بیئ ــة العم ــل ،بحی ــث تعم ــل ه ــذه الق ــیم عل ــى توجی ــه س ــلوك
الع ــاملین ض ــمن الظ ــروف التنظیمیة المختلفة ومن هذه القیم :المساواة بـین العـاملین ،االهتمـام بـإدارة
الوقـت ،االهتمـام باألداء ،احترام اآلخرین..الخ.
1
2ـ خصائص القيم التنظيمية:
یتضـح مـن خــالل تعریـف القــیم و القـیم التنظیمیـة ،أنهــا واحــدة م ــن حیــث طبیعته ـاـ و وظیفتها مهما كـان
نوعهـا(اجتماعیـة ،اقتصـادیة ،تنظیمیـة..الـخ) ،وبالتـاليـ تشـترك معهـا فـي بعــض الخصــائص ،لــذا حاولــنا
عــرض أهــم خصــائص القــیم مــع تكییــف بعضــها بحیث یتالءم مع نوع القیم المراد دراستهاـ و هي القیم
التنظیمیة ،إذ تتمیز بأنها(عوض ؛ ص: )25
-نسبیة:أي تختلف من فرد آلخر حسب حاجاته ورغباته و ظروفـه ،كـذلك تختلـف مـن منظمة إلى
منظمة ومن زمن إلى آخر و من ثقافة إلى أخرى
--صعبة الدراسة دراسة علمیة بسبب تعقیدها
-تأخذ شكل الهرم في ترتیبها ،وذلك لهیمنة بعض القیم على غیرها.
-تؤثرـ القیم في االتجاهات و اآلراء و األنماط السلوكیة بین األفرادـ داخل التنظیم.
-معروفة ومرغوبة لدى أغلبیة أفراد المنظمة ألنها تشبع حاجاتهم.
-القیم ملزمة و آمرة ألنها تعاقب وتثیب(جـابرـ ؛ 2005؛ )120
-القیم ذات طبیعة ذاتیة اجتماعیة.
-ـ تختلـف القـیم بـاختالف األدوارـ و المراكـز الوظیفیـة ،كمـا تختلـف بـاختالفـ الجـنس و العمر و
المعطیات الدینیة و األخالقیة .
-تتمیز القیم باالنتشار داخل التنظیمـ
3ـ تطور القيم التنظيمية:
إن دراسة القیم التنظیمیة تتطلب تتبع مراحل تطورهاـ وفقا لمراحل تطور الفكـر اإلداري و الذي مر
بسبع مراحل رئیسیة هي:
3ــ1ــ المرحلـة العقـالنيـة:مـن القـیم التـي سـادت التفكیـر اإلداري فـي هـذه المرحلـة هـي أن اإلنس ــان
ینبغ ــي أن یعام ــل عل ــى أن ــه شـ ــبیه باآلل ــة ،و یمك ــن تحفی ــزه بواس ــطة المكاسـ ــب المادية ،ومن رواد هـذه
المرحلـة "مـاكس فیبـر و فریـدریكـ تـایلور"،ـ اللـذان وجـدا أن كفـاءة العم ــال ت ــزداد عن ــدما یك ــون عمله ــم
منظم ــا ومخططـ ـاـ بعنای ــة ،كم ــا أدى أس ــلوب الت ــدریب والمراقبة إلى تحسـین األداء و رفـع اإلنتـاج .إال
أن القـیم المادیـة التـي أفرزتهـا هـذه المرحلـة قد تغیرت إلى قیم معنویة ،وهذا ما ستبینه المرحلة التالیة:
3ـ2ـ المرحلة العاطفية:لقد تبنى المدیرون في هذه المرحلة وجهة نظـر أكثـر تعقیـدا بشـأن الك ــائن
البش ــري ،م ــدركین أن األحاس ــیس وق ــوة اإلرادة تلع ــب دورا مهم ــا ف ــي الت ــأثیر عل ــى
االنتاجية(الوحيدي؛ـ 2014؛ص ، )80كما أن زیادة الروابطـ و العالقـات االجتماعیـة بـین األفـراد لـه
نتائجـه االیجابیـة في بیئة العمل ،و بالتـالي فقـد أفـرزت هـذه المرحلـة قـیم جدیـدة تهـتم بـالموردـ البشـري
وتركـزـ على مبدأ العالقات اإلنسانیة ،ولقد ظهرت هذه القیم اثر تجارب هاوثورن الشهیرة التـي قـام بهـا
التـون مـایو وزمالئـه ،وبهـذا فقـد رفضـت مدرسـة العالقـات اإلنسـانیة قبـول افتراضــاتـ مدرسة اإلدارة
المیكانیكیة(خليفة؛ 2012؛ ص.)60
3-ــ3ــ مرحلـة المواجهـة:إن هـذه المرحلـة مـن تطـور القـیم التنظیمیـة لـم تبتكـر مـن طـرف -1
اإلدارة (فرانسيس؛ وودكوك ؛2001؛ ص)39؛ بل ظهرت كاستجابة لقوة االتحـادات المهنیـة ،
ففـي الخمسـینیات كـان هنـاك نقـص كبیـ ــر فـ ــي المنتجـ ــات و األیـ ــدي العاملـ ــة ،واكتسـ ــبت
االتحـ ــادات المهنیـ ــة القـ ــوة ،ذلـ ــك أن المنظمــات الكبیــرة كــان مــن الممكــن أن تتوق ـفـ بســبب
الخس ــارة الناجم ــة ع ــن الفوض ـىـ و التعطیـل الـذي یحدثـه عـدد قلیـل مـن العمـال المهمـین ،فـالقیم
المتأصـلة فـي الحیـاة الزراعیــة قبل عصر الصناعة مثـل :االجتهـاد فـي العمـل ،اسـتغالل
الفـرص ،األجـر المنصـفـ مقابـل العمـل ،أصـبحت موضـع سـخریة ،وكثیـراـ مـا توصـلت اإلدارة
إلـى أن المواجهـة وجهـا لوجـه.
هــو أســوء خیــار موجــود ،ولهــذا الســبب بحثــت عــن طــرق جدیــدة لحــل مشــكالت القــوة و الهیمنة،
وببطء ظهر الحل لهذه المشكلة و هو الحریة في بیئة العمل .ـ
3-4مرحلة اإلجماع في الرأي:ظهرت مرحلة جدیدة من تطور القیم التنظیمیـة قائمـة علـى أساس
الحری ــة ف ــي العم ــل ،فف ــي ع ــام1960نش ــر"دوق ــالسـ م ــاكجریجورـ douglas the human side of
" enterpriseللمؤسسـة اإلنســاني الجانب" :كتابه " ،" macgregorوكان لهذا الكتاب تأثیرا كبیرا على
الفكر اإلداري ،فقد أوضـح مـاكجریجورـ أهمیـة أنظمـة القـیم التنظیمیـة ،وذلـك مـن خـالل تقسـیمه لهـا إلـى
مجمـوعتین متضـادتین همـا :نظریـة xو نظریـة : yفالمـدیرون المصـنفون وفـق نظریـة xیحكمـون
علـى العمـال بـأنهم مخـادعون وكسـالى وال یحبـون العمـل ،أمـا المـدیرون المصـنفون وفـقـ نظریـة y
یحكمـون علـى العمال بأنهم ایجـابیون وجـدیرون بالثقـة و محبـون للعمـل ،وحـاول الكثیـر مـن المـدیرین
تطـویرـ أسـلوب نظریـة yلكـنهم لـم ینجحـوا ,فقـد عبـر أحـد مـدیري المراتـب العلیـا عـن هـذا الموقـفـ
بقوله":لقد حاولنا أن نثق بالناس غیر أننا لم نأخذ األمر بجدیة إطالقا ،لذلك فإننا قللنـا مـن تصــرفاتناـ
المبنیــة علــى فرضــیاتـ نظریــة ، xواحللنــا بــذلك أســلوب مشــاركة ضــعیف ،وهــو الذي اثبت بأنه كارثة
بكل االعتبارات" .ـ
تمثل ظهورـ عصـر جدیـد(قدور؛ 2009؛ص )12مـن القـیم التنظیمیـة وهـو مـا یسـمى ب ـ ":اإلدارة
باألهـداف"ـ ،فقـد تمیـزت هـذه المرحلـة بقـیم تركـز علـى المشـاركة بـین اإلدارة و العـاملین فیمــا یتعلـق
بالعملیـات التنظیمیـة مـن :اتخــاذ القرار(عصفور ؛ 2009؛ ص ، )158وتخطیط و اتصال
وٕا شراف..الخ ،وكان الهـدف هـو التوفیـق بـین حاجـات المنظمـة وحاجــات الف ــرد ،وعل ــى ال ــرغم
م ــن أن المب ــدأ ك ــان س ــلیما ،فق ــد وج ــد الم ــدیرون أن اإلدارة باألهداف مالئمة فقط للبیئات الثابتة
نسبیا مع أنهـا أدت بعـد ذلـك إلـى ظهـورـ البیروقراطیـةبمعناها السیئ المتمثل في اإلجراءات الطویلة
و المعقدة .
3-6مرحلة التطوير التنظيمي:برزت في هذه المرحلة مجموعة جدیدة من القیم التنظیمیة تتمثل في
تحلیل األفكارـ و المعلومات اإلداریة ،واستخدامـ منهجیة البحث العلمي في وضع الخط ــط المس ــتقبلیة،
وبالت ــاليـ ظه ــرت ق ــیم جدی ــدة مث ــل :االهتم ــام بالعالق ــات اإلنس ــانیة و الجوانب النفسية(مصلوح ؛
، )1975دراسة ضغوط العمل واإلجهاد..الخ
3-7المرحلـة الواقعيـة:تمثـل هـذه المرحلـة مـن تطـور القـیم التنظیمیـة مزیجـا مؤلفـا مـن المراحـل
السـابقة ،إذ ظهـرت مجموعـة مـن األفكــار و التـي كانـت ســائدة مـن قبـل مثـل :ال شيء مجانا ،العمل
الجاد یقود إلى النجاح ،استغالل الفرص ،المسؤولیة الذاتیة.
و بالتالي یمكن تلخیص تطـور القـیم التنظیمیـة فـي مجموعـة مـن األفكـارـ األساسـیة فـي الجدول رقم 01
كما يلي :
جدول رقم ( )1يوضح تطور القيم التنظيمية
القيمة الفكرة المرحلة
التحليل العملي له ثماره العقالنية األولى
االهتمام بالناس له نتائجه العاطفية الثانية
الدفاع القوي أمر حيوي المواجهة الثالثة
استخدام السياسة في المنظمات االجماع في الرأي الرابعة
االنجاز في القمة التنظيم /التوازن الفردي الخامسة
امكانية تطور الناس االمكانات السادسة
ال يأتي النجاح بسهولة الواقعية السابعة
-4أهمية القيم التنظيمية:تؤكــد مراحــل تطــورـ القــیم التنظیمیــة أنهــا تحتــل المرتبــة األولــى فــي قائمــة
العناص ـرـ الثقافیـة المـؤثرة فـي السـلوك التنظیمـي(القریوتي ؛ 2000؛ ص ، )161و أحـد الجوانـب الهامـة
فـي دراسـته ،فـالقیم تتمتـع بأهمیة كبیرة فـي حیـاة األفـراد والجماعـات و المنظمـات ،ویمكـن توضـیح هـذه
األهمیـة فیمـا یلي:
تعتبر القیم قوة محركة ومنظمة للسلوك. -
تعتبر كمحدد لألهداف و السیاسات ،حیث یجب أن تكون هذه األهداف متوافقة و منسجمة مع -
القیم .ـ 3ـ تبـرز القـیم االختالفـات الحظاریـة بـین المجتمعـات ممـا یـؤثر بشـكل واضـح
علـىالسلوك التنظیمي المتوقعـ من األفراد(المغربـي؛ 1999؛ص. )24
اعتبار القیم بمثابـة المعیـار الثقـافي الـذي یمكـن مـن عقـد مقارنـات بـین الممارسـات السلوكیة، -
كما یمكن من المفاضلة بین األشیاء و المواقف المختلفة.
إیجــاد نــوع مــن التقــارب و التفاعــل بــین المراك ــز و األدوارـ و بی ــن الرؤســاءـ و المرؤوسینـ -
مما یزید فرص الثقة و المشاركة.
تنمیة وعي الموظفین والتزامهم ،وتعزیزـ انتماءهم مما یؤثرـ ایجابیا على أدائهم . -
تعتب ــر القــیم العامــل األساس ـيـ لتوحــد وتماس ــك الثقافــة العامــة(الرئیســیة) داخ ــل -
التنظيم(عصفور؛ـ2009؛ص. )65
تكوین إطار مرجعي لالستعانة به و استخدامه عند ممارسة نشاطات المنظمة. -
تسهم القیم في استقرار المنظمة(خليفة؛ 2012؛ص)26 -
تمنح العاملین بالمنظمة شعورا بالهویة الخاصة .كما تلعب القیم دورا أساسیا في تحدید -
السـلوك المرغـوب بإتباعـه ،حیـث یلقـن العـاملون القیم التي یرغب التنظیم بها ،و التي تسهم
في تحقیق أهدافه ،ومن المفید فـي هـذا المجـال.
أن نــوردـ مثــاال عملیــا ألحــد أشــهر الشــركات و أنجحهــا فــي و.م وهــي شــركة"hewlet packard-
"للمعدات االلكترونیة عالیة التقنیة ،وقد جاء في كتیب صادر عنهـا یحـدد القـیم فـي الشـركة بأنهـا
مجموعـة مـن المعتقـدات الراسـخة و التـي تحكـم وتوجـه السـلوك لتحقیـق األهداف المرغوب بها ،وهذه
القیم هي:
التأكید على اإلنجاز و العطاء. -
الثقة بالعاملین واحترامهم. -
النزاهة في تقدیم الخدمة. -
التأكید على تحقیق األهداف من خالل عمل الفریق. -
تشجیع المرونة و اإلبداع .ـ كما تتمثل األهداف الرئیسیة التي تسیر عمل الشركة فیما یلي:
تحقیق األرباح. -
االهتمام بالعمالء. -
االهتمام بتحقیق مصالح الموظفین. -
االهتمام بنمو الشركة. -
االهتمام باإلدارة. -
تنمیة الشعور بالمواطنة. -
االهتمام بالموظفین واعتبارهم استثمارا رئیسیا(مصلوح؛1975؛ص. )120 -
یتضح مما سبق أن القـیم التـي یـؤمن بهـا أفـراد التنظـیمـ تـؤثر فـي سـلوكهم تـأثیرا ایجابیـا أو سـلبیا ،ممـا
یوجـه سـلوكهمـ نحـو أو ضـد تحقیـق أهـداف التنظـیم ،ولكـي تحقـق المنظمـة النتائج المطلوبة یجـب أن
تعمـل علـى تلقـین أفرادهـا قیمـا ایجابیـة تسـهم فـي تحقیـق أهـدافها مثل:األمانة ،الكفاءة ،التعاون..الخ.
كیفیة تحقیق هذه األهـداف ،وغالبـا مـا یبـدأ تشـكلها مـن المؤسسـین أو القـادة الكبـار ،بحیـث تكـون لهـم
رؤیـة أو اسـتراتیجیة أو فلسـفة معینـة ،وبعـد مـدة مـن الـزمن تسـتقر مجموعـة مـن القیم و القناعات و
السلوكات و تصبح هي األساس ،و یتعلم الموظفـون الجـدد قـیم وطـرقـ تفكیر وسلـوكـ المجموعـة األقـدم،
وتظه ـرـ الحكایـات و األسـاطیر التـي تقـال و تكـرر مـرارا ،وتعمـل علـى تـذكیر كـل شـخص بـالقیم و
السـلوك المطلـوب ،وبالتـالي یـتعلم األفـراد الجـدد القیم و التقالید التي استقرت ،حیث یتم مكافأة من یعمل
بها ،وعقاب كل من یخالفها.
-5تكوین القیم التنظیمیة
یتضح من خالل هذا الشكل أن قیم وفلسفة اإلدارة العلیا بعد أن تستقر في المنظمة و تؤدي دورهاـ في
تحقیق النتائج المطلوبة ،تصبح قیما تنظیمیة على كل فرد من أفراد المنظمــة أن یعمــل وفقهــا ،ویتجنــب
مــا یخالفهــا ،و بالتــالي تصــبح القــیم هــي الموجه ــات األساسیة للسلوك المنظمي.
6ـ مصادر القيم التنظيمية:توجد مصادر عدیدة للقیم التنظیمیة منها:
-6-1التعاليم الدينية:یعتبر الدین أحد أهم المصادر التي یستمد منها األفرادـ و المنظمات قیمهم ،فمـن
أمثلـة القیم التي تتصل بالعمل في الدین اإلسالمي :حدیـث الرسـولـ صلـى ااهلل علیه و سلم حول إتقـان
العمـل‹‹:إن ااهلل یحـب إذا عمـل أحـدكم عمـال أن یتقنـه›› ،وهـذا مـا یؤكـد علـى أهمیة قیم الجودة و
الفعالیة في المنظمات ،والتي یجب على العاملین االلتـزام بهـا و العمـل وفقها(القریوتيـ ؛2001؛ ص
)160؛كذلك حث الرسولـ الكریم على عدم الغش بقوله‹‹:مـن غشنـا فلیـس منــا›› ،و قولــه‹‹ :أعط ــوا
األجی ــر حق ــه قب ــل أن یج ــف عرق ــه›› ،و‹‹كلك ــم راع وكلك ــم مس ــؤول ع ــن رعيته(القریوتي ؛2001؛
ص .)170
كذلك هناك العدید من اآلیات الكریمة التي تحدثت عـن األمانـة وعظـم مكانتهـا ،وحثـت المسلم على
االلتزام بها باعتبارها من مكارمـ األخالق ،ومن هذه اآلیات قولـه تعـالى‹‹ :يا أيها اللذین آمنوا ال
تخونواـ اهلل و الرسول و تخونواـ أماناتكمـ وأنتم تعلمون›› .وقوله في وصفـ جبریل علیـه السـالم‹‹ :إنـه
لقـول رسـول كـریمـ ذي قـوة عنـد ذي العـرش مكین مطاع ثم أمین›› .لـذلك فاإلنسـان الـذي یقـدم
مصـلحته علـى مصـلحة العمـل أو علـى مصـلحة المسـلمین فقـد خـان األمانـة ،كـذلك األمـر بالنسـبة لعـدم
وضـع الرجـل المناسـب فـي المكـان المناسـب ،فقـد قال" صلى ااهلل علیه وسلم"‹‹إذاـ ضیعت األمانة
فـانتظرواـ السـاعة ،قیـل كیـف إضـاعتها یـا رسول اهلل ؟ قال :إذا أسند األمر إلى غیر أهله›› .و اآلیـات و
األحادیـث فـي فضـل األمانـة كثیـرة ،لـذلك یعـد موضـوعـ اإلدارة األمینـة مـن أهم القضایا و أكثرها جاذبیة
بالنسبة للمنظرین و الممارسین في حقل اإلدارة ،فهناك العدید مــن العلمــاء المســلمین الــذین كتبــوا فــي
موضــوع اإلدارة وجعلــواـ األمانــة عنصــرا مــن أهم عناصر نجاحها(هیجــان ؛2002؛ص)190
تعتبر الخبرات التي یمر بها األفراد أثناء قیامهمـ بأعمـالهم ذو أهمیـة كبیـرة ،فهـي تسـهم فـي ظهـورـ قـیم
جدیـدة و العمـل وفقهـا ،وتأكـد مراحـل تطـور الفكـر اإلداري تغیـر القـیم وفقـا للتجـارب و الخبـرات التـي
مــرت بهـا التنظیمـات ،فالمنظمـة التــي واجهـت صـعوبات مالیــة نتیجة المخاطرة و المبادرة تعطي قیمة
كبیرة لتجنب المخاطرة.
6-2التنشئة االجتماعية و التنظيمية :إن الفرد یكتسب قیمه بشكل أساسيـ من قبل أفراد أسرته ،وتشیرـ
مراحـل النمـو النفسـي و االجتماعي إلـى العالقـة الوثیقـة بـین الفـرد وأسـرته ،بحیـث تبـدأ هـذه العالقـة
بـاألم لتشـمل األب و اإلخوة و الجیـران و زمـالء اللعـب ،وكـذلك اتصـالهم بـأفرادـ المجتمـع الـذي یعیشـون
فیـه ،وبالتـالي فـإن المجتمـع(األسـرة،الزمالء..الـخ) یعمـل علـى تلقـین األفـراد قیمـا معینـة ،وفــي مقابــل
ذلــك تعمــل المنظمــة -باعتبارهــا مجتمــع مصــغر.
مــن خــالل عملیــة التنشــئة التنظیمیــة بتثبیــت القــیم الضــروریة للعمــل ،وذلــك بتــدریب العــاملین وتعلــیمهمـ
الكثیــر عــن المنظمة و أهدافها و قیمهاـ وكل ما یمیزها عن غیرهـا مـن التنظیمـات األخـرى ،و غالبـا مـا
یـتم ذلـك مـن خـالل دورات تدریبیـة توجیهیـة تسـتمر سـاعات أو أیـام حسـب نوعیـة و حجـم المنظمـة ،و
یتعـرفـ العـاملون مـن خاللهــا علــى حقوقه ـمـ و واجبـاتهمـ و مزایـا عملهـم حتـى یصــبحواـ أقــدر علــى
العمــل و التعامــل وفقــا للقــیم التنظیمیــة الســائدة ،وعملیــة التنشــئة التنظیمیة تمر بثالث مراحل هي :ما
قبل الدخول ،المواجهة ،و هي على التوالي :التحول ،االلتزام ،دوران ،العمل(الشنواني؛ 1999؛ص
)258
الفرد الجدید إلى المنظمة یبدأ في مرحلة المواجهة ،حیث یواجه الفـرد احتمـال عـدم التوافـقـ بـین توقعاتـه
حـول عملـه وزمـالءه ورئیسـه و المنظمـة بشـكل عـام و الواقـع ،فـإذا وجـد الفـرد بـأن توقعاتـه صـحیحة
نوعـا مـا ،فـإن مرحلـة المواجهـة تؤكـد المـدركات األولیـة فـي المرحلـة األولى ،وحینماـ تختلف التوقعات
عن الواقع فإن الفرد یمـر بعملیـة تنشـئة تنظیمیـة للـتخلص مــن افتراضــاته الســابقة ،و أخیــرا فــإن الفــرد
الجدیــد یجــب علیــه التعامــل مــع أیــة مشــاكل تكتشف أثناء مرحلـة المواجهـة ،و قـد یعنـي ذلـك المـرورـ
بعـدة تغییـرات ،ولـذلك یطلـق علـى هــذه المرحلــة بــالتحول ،ویمكــن القــول بــأن عملیــة التحــول قــد تمــت
عنــدما یصــبح العامــل الجدید شاعرا بالثقة بنفسه و قادراـ على إنجاز عمله بنجاح .وبذلك تعتبر التعالیم
الدینیة و الخبرة السابقة و التنشئة االجتماعیة والتنظیمیـة مصـادرا یستقي منهـا الفـرد قیمـه التنظیمیـة و
التـي یهـدف مـن خاللهـا إلـى إشـباع حاجاتـه المختلفـة ،فهـوـ یسـتمد مـن التعـالیم الدینیـة قیمـا مثـل :إتقـان
العمـل ،األمانـة..الـخ ،وتكشـف لـه الخبـرة السابقة و التجربة عـن حقـائق معینـة توجهـه إلـى تفضـیل قـیم
عـن أخـرى ،كـذلك مـن خـالل التنشــئة االجتماعیــة و التنظیمیــة یــتم تعلــیم وتلقــین األفــراد القــیم التــي
توجــه ســلوكهمـ نحــو تحقیق األهداف.
حسـب رأي الباحثـة فإنـه یمكـن اعتبـار التعـالیم الدینیـة هـي المصـدر األساسـي للقـیم التنظیمیـة خصوصـاـ
تعـالیم الـدین اإلسـالمي ،أمـا الخبـرة السابق ــة و التنشـئة االجتماعیـة و التنظیمیـة یمكـن اعتبارهمـاـ مصـدران
ثانویـان ،ألن عملیـة التنشـئة(االجتماعیـة ،التنظیمیـة) تتم من خالل تلقین القیم التي یحث علـى إتباعهـا
الـدین اإلسـالمي ،كمـا أن الخبـرة السـابقة ال یمكنها أن تكشف عن قیم تخالف تعالیم الدین اإلسـالميـ إذا
كانـت قـد توصـلت إلـى قـیم إیجابیــة حقــا ،فمــثال عنــد تتبــع مراحــل تطــورـ القــیم التنظیمیــة نجــد أن التجربــة
أثبتــت أن االهتمام بالجانب اإلنساني له نتائجه االیجابیة ،وهذا مـا یؤكـده الـدین اإلسـالمي فهـوـ یحـث دائما
على أهمیة التعاون و االحترام و التراحم و االهتمام بمشاعر وأحاسیسـ اآلخرین(الشنواني؛ـ 1999؛ص
.)85
7ـ تصنيف القيم التنظيمية :یتفق دارسوـ القیم علـى صـعوبة تصـنیفها نظـرا لتعـددها وتـداخلها ،لكـن عملیـة
تصـنیفـ القیم هي عملیة ضروریة و مهمة لتسهیل دراستها ،لذلك سوف یتم في هذا المجال عرض
أهــم تصــنیف للقــیم التنظیمیــة لكــل مــن البــاحثین"دی ـفـ فرانســیسـ و مایــك و ود كــوك" ،كمــا حاولــت
الباحثــة وضــع تصــنیفـ للقــیم التنظیمیــة حســب مــا اطلعــت علیــه مــن أدبیــات فــي مجـال التنظـیم واإلدارة
وذلـك باالعتمـاد علـى أسـس مختلفـة ،وبالتـالي یمكـن تصـنیفـ القـیم التنظیمیة كما یلي(مؤید سعید؛
حرحوشـ ؛ 2002؛ص :)14
-7-1حسب تصنيف الباحثان"ديف فرانسيس و مايك وود كوك":یصنفـ الباحثان القیم التنظیمیة حسب
أربعـة أبعـاد یشـتمل كـل بعـد علـى مجموعـة مـن القیم.
-إدارة اإلدارة :وتشمل قیم :القوة،الصفوة ،المكافأةـ إدارة المهمة :الفعالیة ،الكفاءة ،االقتصاد.ـ إدارة
العالقات :العدالة ،فرق العمل ،القانون و النظام.
-إدارة البیئة :التنافس ،الدفاع ،استغالل الفرص فیما یلي سوف یتم تناول كل بعد على حدة.
-إدارة اإلدارة أو أسلوب التعامل مع اإلدارة :بمـا أن المنظمـة هـي نظـام معقـد ،فـإن هنـاك مجموعـة مـن
الوظـائفـ یجـب أن تتكامـل مــع بعضــها الــبعض لتحقیــق أهــداف هــذه المنظمــة ،و اإلدارة هــي العملیــة
التــي تســتطیع المنظمة من خاللها توجیه وتنسیقـ العناصر المعقدة فیها.
ومن أجـل الوصـولـ إلـى النجـاح فـإن المـواردـ البشـریة التـي توكـل لهـا عملیـة اإلدارة یجـب أن تحـدد بدقـة
وتختـارـ بعنایـة و تــدرب بإتقــان و تحفــز بحــق ،هــذه العملیــة تســمى ب ــ"إدارة اإلدارة أو أســلوب التعامــل
مــع اإلدارة" .ویشمل هذا البعد قیم(لعویسات؛ 2005؛ ص:)115
-القـــوة :هــي الق ــدرة التــي یمتلكهــا اإلداری ــون للتــأثیر علــى باق ــي أفــراد التنظــیم فالمجموعة
اإلداریة تمتلك المعلومات و السلطة و المركز الوظیفي الـذي یمكنهـا مـن اتخـاذ القرارات وٕا دارة
المشروع ،و اإلدارة الناجحـة هـي التـي تـدرك وتتحمـل مسـؤولیة المنظمـة .فتتمثل الخطوة األولى
إلدارة المدیرین في تحدید األهداف أمام كل منهم ،و العمل علـى أن تتجــه جهــودهمـ و عــزیمتهم
نحــو تحقیــق هــذه األهــداف ،وتتمثــل الخطــوة الثانیــة فــي إقامــة و التنظیم الذي یهیئ لكل مدیر
الفرصة إلظهارـ أقصى طاقاته .
الصفوة :تمثل جماعة صغیرة من األفرادـ ذوي نفوذ وسلطة وقـوة مسـتمدة مـن مركـزهمـ الوظیفي ،
وبما أن واجب اإلدارة معقد ومهم فـإن علـى المنظمـة الناجحـة أن تـدرك أهمیـة وضـع المـدیر
المناسـب فـي المكـان المناسـب ،والحصـول علـى أفضـل المرشـحین لألعمـاالإلداریـ ــة ،واختیـ ـ ــارـ
األف ـ ــراد ذوي الكفـ ــاءات و األداء المتمیـ ــز و تـ ــدریبهمـ وذلـ ــك لرفـ ــع مس ــتواهم و تزوی ــدهم بأح ــدث
أس ــالیب و ط ــرق العم ــل ع ــن طری ــق اش ــتراكهمـ ف ــي دورات تدریبیة .
-المكافأة :إن نظـام المكافـأة هـو نظـام للتحفیــز تعـده المنظمــة إلثابـة مـن یعمـل بجـد و نشــاط وكفــاءة ،و
یتحــدد ذلــك مــن خــالل نتــائج تقیــیم األداء ،وتعبــر الحــوافز عــن القــوى والعوامل المحركة و الموجودة
في البیئة المحیطة بالفرد و التـي تحثـه علـى تحسـین مسـتوىـ أدائــه فــي المنظمــة ،فــاألداء الجیــد بالنســبة
للمــدیرین هــو أمــر هــام وضــروريـ لتحقیــق أهـداف المنظمـة ،و المنظمـة الناجحـة هـي التـي تحـدد
النجـاح و تكـافئ علیـه ،إذ یعتبـر عنصــر حاجــة األفــراد للــدخل المتولــد عــن العمــل وســیلة فعالــة لــدفعهم
لبــذل المزیــد من الجهد
-الفعالية :تعـرف الفعالیـة بأنهـا " :القـدرة علـى تحقیـق األهـداف مهمـا كانـت اإلمكانـات المستخدمة فــي
ذلــك ،فهــي تمثــل العالقـة بــین األهــداف المحققــة و األهــداف المحــددة ،وتعطىـ العالقة كالتالي:
األهداف المحققـة فالمنظمـة الناجحــة قــادرة علـى تركیــز مصــادرها علــى األنشـطة التــي تعــود علیهــا
بالنتائج (الفعالیة) ،لذا فهي تتبنى قیمة"عمل األشیاء الصحیحة(الالند ؛ ص. ")120
-الكفاءة :تعرف الكفاءة بأنها العالقة بین كمیة المـوارد المسـتخدمة فـي عملیـة اإلنتـاج و بین الناتج من
تلك العملیة ،ولمفهوم الكفاءة دور بـارز فـي عمـل التنظیمـات الناجحـة ،حیث یرتبط هذا المفهوم بمفهوم
الفعالیة ولكنه یشیر إلى القـدرة علـى تحقیـق أكبـر قـدرـ مـن اإلنتاجیة بأقل التكالیف ،إلـى جانـب إتقـان
العمـل ،لـذا فالمنظمـة تتبنـى قیمـة "عمـل األشـیاء بطریقة صحیحة .فتـوفیرـ قـیم الكفـاءة والفعالیـة فـي
المنظمـة یحقـق فوائـد كثیـرة تشـجع علـى إتقـان العمـل وهذه الفوائد هي:
سهولة التكیف مع التكنولوجیا الجدیدة.
حدوث أضرارـ قلیلة ناجمة عن الصراعات.
سرعة الوصول إلى األهداف.
تشجیع األنماط السلوكیة اإلیجابیة.
تحقیق الرضا العام داخل المنظمة وخارجها(زولیف ؛ 1998؛ ص.)85
-االقتصـاد :تعنـي كلمـة اقتصـادـ التـدبیر الحسـن للمنـزل ،وبالتوسـع فـي المفهـوم یشـیر إلى فن اإللمام
الجید بمختلف أجزاء كل ما ألجل غایة محددة مسبقا .لذا فعلى المنظمة تبني نظام فعال لرقابة
التكالیف ،وعدم صرف أمـوال ال ضـرورة لهـا ،فكثیرا ما تفشـل األعمـال اإلداریـة نتیجـة اإلسـراف و
الهـدر المـالي ،كمـا أن كـل نشـاط تقـوم بـ ــه المنظمـ ــة یكلـ ــف مبلغـ ــا مالیـ ــا ،لـ ــذلك فعلـ ــى المنظمـ ــة إدراك
أهمیـ ــة مواجهـ ــة الحقیقـ ــة االقتصادیة .
-إدارة العالقات اإلنسانیة:إن العالقـات بـین الرؤسـاء و المرؤوسـین ،وبـین المرؤوسـینـ فیمـا بیـنهم یجـب
أن تتسـم بالطـابع اإلنسـاني ،وأن تقـوم علـى أسـاس المسـاواة و االحتـرام والعـدل ،و اإلداريـ الجیـد هـو
الــذي یعمــل علــى خلــق جــو مــن الثقـة واالحتــرام داخــل المنظمــة ،ففــي ظــل العالقــات اإلنسانیة تزدهر
األخالق وتنمو المودة مما یـؤثر إیجابیـا فـي تحقیـق أهـداف المنظمـة ونمـو الرضا الوظیفي ،وتسمىـ هذه
العملیة بـ " :إدارة العالقات" .و یشمل هذا البعد قیم :العدل ،فرقـ العمل ،القانون والنظام .اذ تتمثل
قیمة العدل في إعطاء العاملین حقوقهم وامتیازاتهم على أساس المساواة و النزاهـة ممـا یـنعكس علـى
ممارسـتهم لسـلوكیات إیجابیـة تنمـي عنصــر الـوالء و االنتمـاء للمنظمة ،لذا فالمنظمة الناجحة تدرك أن
وجهات نظر األفراد و شعورهم ذو أهمیة.
فــرق العمــل(العمــل الجمــاعي) :یختلــف الفریــق عــن مجموعــة العمــل فــي أنــه موجــه للمهمــة أساســا،
ویتكــون مــن أنــاس لهــم معرفــة و مهــارات مختلفــة لكنهــا مكملــة لبعضــها البعض ،فالجماعة المنظمة
جیدا و المحفزة تسـتطیع أن تعمـل أكثـر مـن كونهـاـ مجموعـة مـن األفـراد ،فالعمــل الجمـاعي یــؤديـ إلـى
مزیــد مـن اإلتقــان فـي األداء ،لــذا فـإن المنظمــة الناجحة هي التي یشعر أفرادها باالنتماء إلى بعضهمـ
البعض(الشیخلي ؛ 1999؛ص)23
و توجد عدة أشكال لفرق العمل هي:
فرقـ اإلدارة العلیا :التي تتولى عملیات البحث والتخطیطـ و التوجیه.
الفرق التي تتولى عملیات التنسیق والمتابعة للخطط و االستراتیجیات:فرق الخطط والمشاریع.
الفرق اإلبداعیة.
فرقـ االتصال(سـرور ،؛ 2005؛.)82
-القانون والنظام:ویشیرـ إلى القواعد العامـة التـي یـتم تحدیـدها فـي المنظمـة تعمـل علـى توجیه سلوك
األفرادـ العاملین نحو األهـداف المطلـوب تحقیقهـا ،و الهـدف األساسـي مـن وضع القوانین و األنظمة هو
تنظیمـ العالقة بین األطراف التالیة:
المؤسسة والعاملین.
العاملین مع بعضهم البعض.
العاملین و الجمهور الخارجي .فسـلوكـ العـاملین داخـل المنظمـات یتـأثر بقواعـد رسـمیة وغیـر رسـمیة
ترسـخهاـ المنظمـة مـن خـالل األعـراف و التقالیـد و القـیم و األهـداف ،لـذا فـإن المنظمـة الناجحـة هـي التـي
تبتك ــر و ت ــدیر نظام ــا مناس ــبا م ــن القواع ــد واإلج ــراءات یؤك ــد عل ــى أن الع ــدل ال ب ــد أن يسود.
ــ إدارة البیئة :إن كــل منظمــة تعمــل وتتواج ـدـ ف ــي بیئــة(مادیــة ،تقنیــة ،ثقافیة،اجتماعیــة ،اقتص ــادیة،
سیاســیة) معینــة ،ســواء كانــت هــذه البیئــة داخلیــة أم خارجیــة علیهــا أن تتكیــف معهــا ،فالمنظمـة ال
تسـتطیعـ اتخـاذ القـرارات الصـائبة دون الحصـول علـى المعلومـات الالزمـة مـن البیئة ،ومن أجل أن
تستمرـ المنظمـة و تـنجح فـي بیئتهـا یجـب أن تضـع اسـتراتیجیة للـدفاع القـوي لتحمـي مصـالحها ،كمـا
علیهـا أن تتخـذ كـل الخطـوات الضـروریة للتنـافس واسـتغالل الفرص ،وتسمى هذه العملیة ":بإدارة
البیئة" .و یشمل هذا البعد قیم :الدفاع ،التنافس ،استغالل الفرص(حریم؛ 2000؛ ص.)15
-الدفاع :یشیر الدفاع إلى ضرورة العمـل علـى مواجهـة األخطـار الداخلیـة و الخارجیـة ،وأن تعمــل
المنظمــة علــى تطــویر آلیــات و اســتراتیجیات لمواجهــة التحــدیات و األخطــار ،وذلك من خالل:
إدراك و معرفة وتحدید الخطر و التهدید.
العمل على توفیر قاعدة معلومات و بیانات حول البیئة الداخلیة والخارجیة.
وضع برامج تدریبیة و خطط لمواجهة الطوارئـ و األزمات .
وبالتاليـ فإن المنظمة الناجحة هي التي تقوم بدراسة التهدیدات الخارجیـة ثـم تضـع بعـد ذلك خطة دفاعیة
قویة(حریم؛ 2000؛ ص. )45
-التنافس :یعني التنافس أن یعمل كل طرفـ منفردا وفيـ مواجهـة طـرف آخـر مـن أجـل تحقی ــق أهداف ــه
الخاص ــة ،فهن ــاك المنافس ــة الداخلی ــة أي ت ــتم داخ ــل التنظ ــیم ،و تك ــون فردیـ ــة(بـ ــین فـ ــرد وفـ ــرد آخـ ــر)أو
جماعیـ ــة(بـ ــین الوحـ ــدات اإلداریـ ــة المختلفـ ــة) ،وبـ ــین المجموعات الصغیرة و التي تعمل على تشجیع
المنافسة الداخلیة مـن أجـل تعظـیم اإلنجـاز و تحسین األداء ،وفي نفس الوقت تطبیـقـ منهجیـة تعتمـد علـى
التخطـیطـ الـدقیق ،وهنـاك أیضــا المنافســة الخارجیــة و تكــون بــین المنظمــة و المنظمــات األخــرى التــي
تــؤديـ نفــس المهــام و الخــدمات ،لــذا فعلــى المنظمــة أن تشــجع التنــافس اإلیجــابي الــذي یشــجعها علــى
البقاء و االستمرار(أبـو بك ــر؛ 2004؛ ص.)80
اســـتغالل الفـــرص :إن المنظم ــات ال یمكنه ــا تجاه ــل الظ ــروفـ الفجائی ــة الت ــي تط ــرأ ،وبالتاليـ فالمنظمة
الناجحة هي التي تبحث عن فرص في الخـارج السـتغالل أفضـلها ،وهـذا األمر یتطلب أن یحل الهیكل
التنظیميـ المرن مقابل المركزیة في اتخاذ القرار(مؤیـد سـعید ؛ 2002؛ص.)56
یتض ــح م ــن خ ــالل تص ــنیف الباحث ــان "دی ــف فرانس ــیسـ و مای ــك وود ك ــوك" أنهم ــا یصنفان القیم التنظیمیة
على أساس أربعة أبعاد تشـتركـ فـي نقطـة واحـدة وهـي اإلدارة ،ممـا یؤكد على أن اإلدارة بالقیم هي
أسـاس تنمیـة المـوارد البشـریة و نجـاح التنظیمات،ألنهـاـ فـي الغالب أوسع مجاال من غیرها وتضمـ سائر
إیجابیات الطرق اإلداریة .و بـالرغم مـن أهمیـة هـذا التصـنیف ،إال أن هنـاك أبعـادا أخـرى عدیـدة للقـیم
التنظیمیـة حاولــت الباحثــة استخالصــهاـ مــن خــالل قراءاتهــا فــي مجــال التنظــیم واإلدارة مثــل :درجــة
المرونة ،درجة األهمیة..الخ. .
-7-2تصنيف القيم حسب درجة مرونتها :یمكن تصنیفـ القیم التنظیمیة حسب درجة مرونتها إلـى قـیم
مرنـة وقـیم غیـر مرنـة كمـا یلي(دیســلر؛1992؛ص :)55ـ
-القیم المرنة:وهي قیم تمیز المنظمات التي تتفاعل بصفة مستمرة مـع بیئتهـا ومـن هـذه القـیم :اهتمــام
المـدیرین بــالعمالء و أصـحاب المصـالح و العــاملین ،اهتمـام المــدیرین بالعملیات التي یمكن أن تؤدي إلى
تغییر مفید في المنظمة مثل" :المبادرة القیادیة
-القیم غیر المرنـة:وهـي قـیم تمیـز المنظمـات التـي تعمـل فـي بیئـة مسـتقرة ،ومنهـا :اهتمـام المـدیرین أوال
بأنفسـهم وبجماعـة العمـل التابعـة لهـم ،أو بعـض المنتجـات المرتبطـة بجماعـة العمـل ،واهتمـامهم بالعملیـات
اإلداریـة العادیـة و التـي تتجنـب المخـاطرة و تـرفض المبادرة القیادیة.
-تصنيف القيم حسب المقصد:یمكن تصنیف القیم حسب القصد منها كما یلي(مقدم ؛ 2003؛ ص:)13
-القـیم الوسـیلیة أو المسـاعدة :وهـي القـیم التـي تسـتخدمـ كوسـائل لبلـوغ غایـات معینـة ،وبالتـالي فهـي
السـلوك المرغـوب التـي تحـرص المنظمـة علـى نشـره بـین العـاملین ،ومن بین السلوكات الوسیلیة:
الجدیة فـي العمـل ،احتـرام السـلطة و تقالیـد العمـل ،األمانـة ،تحمل المخاطرة
-القـیم الغائیـة أو النهائیـة:وهـي القـیم التـي تسـتخدمـ كغایـات فـي حـد ذاتهـا ولیسـت وسائل ،وبالتالي فهي
النتائج النهائیـة التـي تسـعى المنظمـة لتحقیقهـا مثـل :التمیـز ،الجـودة ،الربحیة ،الفعالیة .وفـ ـيـ الواق ــع
ف ــإن القـ ــیم الوس ــیلیة و الق ــیم النهائی ــة لیسـ ــت ه ــي نفس ــها بالنس ــبة لكـ ــل المنظمـات ،فقـد تتبنـى منظمـة مـا
الـربح كقیمـة نهائیـة ،بینمـا تكـون هـذه القیمـة فـي منظمـة أخرى وسیلة للوصول إلى قیمة أخرى كالنمو
و التطورـ مثال
-تصنيف القيم حسب درجة أهميتها بالنسبة للمنظمة :كذلك یمكن تصنیف القیم التنظیمیة حسب درجة
أهمیتها إلى قیم أساسیة و قـیم فرعیـة كالتالي (.دیســلر؛1992؛ص)180
--قیم األساسیة:وهي القیم التي یتفق علیها أغلبیة أعضـاء التنظـیم ،ویتوقـع مـن كل فردـ االلتزام بها
مثل :جودة عالیة ،نسبة متدنیــة من الغیاب..الـخ ،و غالبـا مـا تتمثـل الق ـ ــیم األساس ـ ــیة ف ـ ــي ق ـ ــیم اإلدارة
العلی ـ ــا ،والت ـ ــي تنعك ـ ـ ــس علـ ـ ــى س ـ ــلوكات و ممارس ـ ــات العـاملین ،و تؤكـد هـذه القـیم سیاسـات المنظمـة و
معتقـداتها الرئیسـیة مثـل :االعتقـاد فـي تفوق الجودة والخدمة
-القیم الفرعیة:و تمثل القیم السائدة في األنظمة الفرعیة ،و التـي تتفـاوت فیمـا بینهـا مـن ناحیـة ،وبینهـا
و بـین القـیم األساسـیة مـن ناحیـة أخـرى ،وكلمـا تفاوتـت القـیم الفرعیـة و تعددت كلما اختلفت عن القیم
األساسیة .
:تق ــاس الق ــیم بع ــدة تقنی ــات منه ـ ــا تحلی ـ ــل محتـ ــوى القص ــص و المج ــالت و الكت ــب و المذكرات ،و
االختبارات السیكولوجیة المقننة ،واالستبیانات مثل :استبیان "روكایتشـ للقیم" ،دراسة القیم أللبورت
وزمالءه ،اختبار سوبرـ للقیم وغیر ذلك ،وبما أن هذه الدراسة تركز على القیم داخل التنظیم فسـوف
یـتم عـرض مقیاسـین للقـیم :األول هـو اختبـار" سـوبر"ـ لقـیم العمل ،و الثاني هو مقیاس القیم التنظیمیة
لكـل مـن البـاحثین "دیـف فرانسـیسـ و مایـك وودـ كوك" (مقدم ؛2003؛ ص)120
-1اختبار سوبرـ لقيم العمل :یهتم هذا المقیاس بدراسة قیم األفراد في العمل ،ویتضمنـ مجموعة مـن
العبـارات تقـیس خمسة عشر جانبا من جوانب العمل(قیم العمل) ،والتي یختلف األفـراد بشـأن أهمیتهـا
وهـذه الجوانب هي :اإلبـداع ،اإلنجـاز ،محـیط العمـل ،عالقـات اإلشـراف ،نمـط الحیـاة ،األمـن،
اإلشـرافـ علـى اآلخرین ،الجمـال ،المكانـة ،االسـتقاللیة ،التنـوع ،العوائـد االقتصـادیة ،المسـاعدة،
االستشـارة الفكریة ،اإلدارة .و تتم اإلجابة على هذه العبارات من خالل البدائل التالیة :مهمة جدا،
مهمة ،متوسطة األهمیة ،قلیلة األهمیة ،غیر مهمة تماما .ثــم یــتم حســاب حاصــل جمــع العبــارات
المكونــة لكــل جانــب مــن جوانــب العمــل(قــیم العمل) ،حیث نجد أن مجموع كل قیمة یتراوحـ بین5و
15درجة ،فإذا كانت الدرجة علـى أي قیمـة مـن القـیم أكثـر مـن عشـرة فهـذا یعنـي أن هنـاك اهتمامـا
كبیـرا بهـا ،وٕا ذا كانـت تتـراوح بـین5و 9فهـذا یـدل علـى أن هنـاك اهتمامـا معتـدال بهـا ،أمـا إذا كانـت
أقـل مـن 5درجـات فهذا یعني عدم االهتمام بها .
ویتبین مما سبق أن اختبار سوبرـ لقـیم العمـل یسـاعد فـي توضـیح االختالفـات بـین قـیم األفــراد حــول
العمــل ،وذلــك حســب أهمیتهــا بالنســبة لهــم ،فهنــاكـ مــن یعطــي أهمیــة كبیــرة لإلبــداع ،وآخــر یعطــي
أهمیــة لــإلدارة ،وثالــث یهــتم بالمكانــة..الــخ ،ممــا یســاعد فــي فهــم السلوك التنظیمي لدى األفرادـ العاملین
و بالتالي كیفیة أدائهم لعملهم ( .وندل؛ جـونیر؛ 2000؛ص.)124
-8قياس القيم التنظيمية
-مقياس القيم التنظيمية لكل من الباحثان"ديف فرانسيس و مايك وود كوك:هـذا المقیـاس هـو عبـارة عـن
اسـتبانة تتضـمن مجموعـة مـن القـیم التـي تمیـز المنظمـات الناجحـة ،والتـي توصـل إلیهـا الباحثـان مـن
خـالل إجرائهمـا للعدیـد مـن الدراسـات فـي عـدة دول مثل :السوید ،المكسیك ،اسبانیا ،الهند ،نیوزلندا،
و.م.أ ،ولقد اتضح لهما وجود تشـابه كبیر للقیم التنظیمیة عبر مختلف الثقافات .و یمكــن أن تطبــق هــذه
االســتبانة علــى شــخص واحــد ،كمــا یمكــن اســتخدامهاكمســح لوجهات نظر عدد من األفرادـ داخل
المنظمة ،ومما تجدر اإلشارة إلیه هو أن استبانة القیم التنظیمیـة تسـتخدمـ فقـط مـع المـوظفین اإلداریـین و
المشـرفین و المسـؤولین ،وتشـمل هـذه االســتبانة أبعــاد القــیم التنظیمیــة األربــع(القضــایا الجوهریــة)،
وكــل بعــد مــن هــذه األبع ــاد یتضمن ثالث قیم(القضایا الفرعیة) ،وهذه األبعاد هي :ـ إدارة اإلدارة:
وتشمل قیم القوة ،الصفوة ،المكافأة .ـ إدارة المهمة :تشمل قیم الكفاءة ،الفعالیة ،االقتصاد .ـ إدارة
العالقات :تشمل قیم العدل ،فرق العمل ،القانون والنظام .ـ إدارة البیئة :وتشمل قیم التنافس ،الدفاع،
استغالل الفرص
ـ -9تغيير القيم التنظيمية:بما أن القیم تحـدد السـلوك اإلیجـابي أو السـلبي فالبـد للمنظمـات أن تهـتم بطبیعـة
القـیم الموجـودة لـدى أفرادهـا ،و التعـرف علیهـا حتـى ال یكـون هنـاك تعـارض بـین األفـراد أنفسـهم من
جهة ،وبینهمـ وبین المنظمـة مـن جهـة أخـرى .فالمنظمـاتـ تعمـل جاهـدة علـى إیجـاد قـیم إیجابیـة مشـتركة
بـین مختلـف العـاملین ،وكلمـا كـان هنـاك توافـقـ وانسـجامـ بـین قـیم األفـراد كلما ساهم ذلك في تحقیق
أهداف المنظمة و العكس صحیح
ویعتبرـ التطویرـ التنظیمـيـ أحـد أهـم األسـس التـي یـتم مـن خاللهـا تغییـر قـیم األفـراد كم ــا یمكـ ــن أن تتغیـ ــر
القـ ــیم عبـ ــر الوقـ ــت ،فـ ــالتغییرات التشـ ــریعیة فـ ــي النـ ــواح التقنیـ ــة و االجتماعیـة والسیاسـیة ،وكـل
التغییـرات التنظیمیـة التـي تحـدث ،تـؤدي فعـال إلـى أن یحمـل الغـد تعریفـات جدیـدة لمـا هـو صـحیح
واعتقـادات جدیـدة مـا دام علمـاء السـلوك و المـدیرون مستمرون في تطویر فهم أفضل لهیاكل السلطة
وغیرها من النواحي التنظیمیة األخرى (.العمیان؛ 2002؛ ص)141
أما بشأن مقارنة القـیم باالتجاهـات مـن حیـث التغیـر فنجـدـ أن القـیم تتمیـز بثبـات نسـبي أكبر من
االتجاهات ،فالقیم ال تتغیر بالسرعة التي تتغیر بها االتجاهات ،ویعـود ذلـك إلـى[أن القیم تمثل قناعات
راسخة في أغلب األحیان و بالتـالي نجـد أن تغییـر القـیم غالبـا مـا یـرتبط بوجـودـ القـیم السـلبیة و التـي ال
تواكـب تطـورـ المنظمـة و محاولـة تغییرهـا إلـى قـیم إیجابیـة تتوافـق مـع أهـدافها ،أمـا التغیـر فهـو عملیة
تحدث ببطء وترتبطـ بالوقت(القریوتيـ؛ 2000؛ ص.)200
10التفـاعل بين القيم التنظيمية والقيم الفردية:إن للفرد والتنظیم أبعـادا قیمیـة متوازیـة ،فكمـا للفـرد قیمـا
غائیـة و وسـائلیة فكـذلكـ یكـون للتنظـیم ،ودراسـة القـیم بهـذه الطریقـة تسـهل فهـم عملیـة التفاعـل التـي
تحـدث بـین الفـرد و التنظیم ،فعند حـدوث اللقـاء بینهمـا فـإن كـال منهمـا یحـاول التـأثیر فـي قـیم اآلخـر
وهـذا عـن طریـق عملیـة التنشـئة التنظیمیـة التـي یـتعلم الفـرد مـن خاللهـا قـیم التنظـیم ومعـاییره ،أو مـن
خالل شخصانیة التنظیمـ personalizationأي محاولة التأثیر في قـیم التنظـیم وتعـدیلهاـ حتى تتوافق
مع قیم الفرد وأهدافه ،ویطلق على هذه العملیة بـ "عملیـة االلتحـام"ـ التـي تعمـل على ربط قیم الفرد بقـیم
التنظـیم ،وبنـاء علـى هـذه العملیـة فـإن العالقـة بـین الفـرد والمنظمـة هـي عالقـة تبادلیـة تسـمى "بالعقـد
النفسـي " ، contract psychologicalحیـث ینشـىء الطرفان (الفرد و المنظمة) توقعات مشتركة عن
بعضهماـ البعض والتي توجه عالقتهماـ (مصلوح؛ 1975؛ ص.)236
وهنــاك تصــور نظــري للعالقــة التفاعلیــة بــین الفــرد و المنظمــة مفــاده أن المنظمــة إذا اســتطاعت أن
توظ ـفـ أفــرادا تتواف ـقـ حاجــاتهم وقــیمهمـ مــع توقعاتهــا ،فــإن هــذا یــؤدي إلــى تخفـیض حـدة الصـراع
بینهمـا ویكـون هنـاك تطـابق بـین أهـداف المنظمـة وأهـداف أفرادهـا ،فكلمـا ازداد التفاعـل بـین قـیم الفـرد
وقـیمـ التنظـیم ارتفـع مسـتوى الرضـا بـین األفـرادـ وازدادت دوافعهـمـ والتزامـاتهم بتحقیـق أهـداف المنظمـة،
لكـن عنـدما تتنـاقض قـیم الفـرد وقـیم المنظمـة ( .لعويسات؛ 2001؛ ص)23
حینهـا یضـطر الطرفـانـ إلـى اإلعـالن عنهـا واتخـاذ قـرارات بشـأنها ،وعمومـا فـإن كـل طـرف یراقب اآلخر
في مجال یتكون من عدة قیم ،وٕا دراك الطرفین ألي تغییر فـي الطـرف اآلخـر یـنجم عنـه سـلوك معـین
بنـاءا علـى تفسـیره لمـا یدركـه ،فـإن كـان إیجابیـا یـنجم عنـه سـلوك إیجابي ،وٕا ن كان ما یدركه سلبیا
ینتج عنه سلوك سلبي .وممـا سـبق یتضـح أن قـیم األفـرادـ و قـیم التنظـیمـ یجـب أن تتوافـق مـع بعضـها
الـبعض لكي یتم تجنب الصراعات مما یسهم في تحقیق األهداف التنظیمیة ( .جودة ؛ ص)256
خالصة الفصل:
نستخلص من هذا الفصل أن القیم التنظیمیة هي عبارة عن اتفاقات مشتركة بـین أفـراد التنظــیم الواحــد
علــى اخــتالف مســتویاتهم ،ومــن أهــم ممیزاتهــا أنهــا توجــه الســلوك وتحــددـ األهـداف ،كـذلك فـإن القـیم
التنظیمیـة مـرت فـي تطورهـا بسـبع مراحـل رئیسـیة تضـمنت كـل مرحلـة مجموعـة مـن القـیم و التـي كـان
لهـا دور فـي تحقیـق النجـاح ،وهـذه المراحـل هـي :المرحلـة العقالنیـة ،ثـم العاطفیـة ،مرحلـة المواجهـة،
اإلجمـاع فـي الـرأي ،اإلدارة باألهـداف ،التطـویر التنظیمـي ،وأخیـرا المرحلـة الواقعیـة و التـي تعـد مزیجـا
مـن كـل المراحـل السـابقة ،وبتتبــع هــذه المراحــل تتضــح أهمیــة قــیم كــل مرحلــة و دوره ـاـ فــي تحدیــد و
توجیــه الســلوك التنظیمـي ،كمـا تشـیر هـذه المراحـل إلـى أن أهـم أنظمـة القـیم توجـد لـدى اإلدارة العلیـا،
ألن القــیم التنظیمیــة غالبــا مــا یبــدأ تشــكلها مــن قــیم وقناعــات المؤسســین أو القــادة الكبــار فــي التنظـیم،
وبعـد مــدة مـن الــزمن تصـبح قیمــا تنظیمیـة تحــدد السـلوك المطلــوب ،وهـذه القــیم مسـتمدة مـن عـدة
مصـادرـ أهمهـا :التعـالیم الدینیـة والخبـرة السابقــة و التنشـئة االجتماعیـة و التنظیمیـة و التـي یـتم مـن
خاللهـا تعلـیم األفـراد القـیم الالزمـة للعمـل ،ویمكـن تصـنیف هـذه القـیم حسـب عـدة أبعـاد :حیـث یصـنفها
الباحثـان "فرانس ــیسـ و وودكـوك"ـ وفقـا ألربعـة أبعـاد هـي:إدارة اإلدارة ،إدارة العالقــات ،إدارة المهمـة،
وٕا دارة البیئــة ،كمـا یمكــن تصـنیفها حســب رأي الباحثــة وفق ــا لدرج ــة أهمیتهــا بالنس ــبة للمنظم ــة،
ودرجــة مرونته ــا ،وحس ــب المقص ــد.
ویمكن التعرف على القیم التنظیمیة من خالل عدة مقاییس مثل":اختبارـ سوبر لقیم العمـل" و الـذي یوضـح
االختالفـات بـین قـیم األفـراد فـي العمـل ،ومقیـاس القـیم التنظیمیـة لكـل مـن البـاحثین "فرانسـیس و
وودكــوك"ـ والـذي یســاعد فـي معرفــة قـیم المــدیرین(القـیم التنظیمیــة)؛ ومن ثم إمكانیة تغییرها إذا كانت
سلبیة وال تؤدي إلى الغایة المطلوبـة ،كمـا أن القـیم تتغیـر بمرور الزمن نتیجة لعـدة ظـروف (إج،
اق..الـخ) وهـذا مـا توضـحه مراحـل تطورهـاـ ،فـدورـ القــیم یتمثــل فــي تحقیــق الهــدف الــذي وجــدت مــن
أجلــه ،لــذلك یجــب أن تكــون قــیم الفــرد منسجمة ومتوافقة مع قیم التنظیم وذلك لتحقیق فعالیته.
قائمة المراجع
ابو الهيجان؛ عبد الرحمن عوض ،القيم الجماعية و التربوية ،ط،1دار بافا العلمية للنشر و .1
التوزيع ،االردن .
إدارة الفریـق(اسـتراتیجیة النجـاح) ،ترجمـة سـرور علـي إبـراهیم سـرور ،مراجعـة عبـد المرضـي .2
حامـد عزام2005،؛ السعودیة :دار المریخ.
أندریه الالند :موسوعة الالند الفلسـفیة ،المجلـد األول ،ترجمـة خلیـل أحمـد خلیـل ،ط، 2بیـروت: .3
منشـوراتـ عویـدات.
بن جابر؛ جودة ،علم النفس االجتماعي ،ط،1دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان االردن. .4
جـابر؛ نصر الدیـن؛()2005؛ محاضـرات في علم النفس االجتماعـي ،جامعة بسكـرة. ، .5
جــاري دیســلر؛()1992؛ أساســیات اإلدارة(المبــادئ و التطبیقــات الحدیثــة) .ترجمــة عبــد القــادر .6
محمــد عبــد القــادر ،مراجعــة درویشـ مرعي ،السعودیة :دار المریخ.
جعفر ابو القاسم أحمد ،السلوك التنظيميـ و األداء ،)1991( ،معهد االدارة العامة و األداء ،ط .7
.1
حریم؛ حسين ؛()2000؛ تصمیم المنظمة الهیكل التنظیمي وٕا جراءات العمل ،ط، 2عمان: .8
الحامد.
خليفة؛ عبد اللطيف محمد)2012( ،؛ سيكولوجية القيم اإلنسانية ،القاهرة :دار غريب للطباعة .9
و النشر و النشر،الطبعة.1
السـالم؛ مؤیـد سـعید؛ ()2002؛ تنظــیم المنظمــات(دراســة فــي تطــور الفكــر التنظیمــي خــالل مئــة .10
عــام) .عمـان :عـالم الكتـاب الحدیث.
الشنواني؛ صالح؛ ()1999؛ التنظیم و اإلدارة في قطاع األعمال(مدخل المسؤولیة .11
االجتماعیة) ،اإلسكندریة :مركزـ اإلسكندریة للكتاب.
الشیخلي؛ عبد القادر؛ ()1999؛ أخالقیات الوظیفة العامة ،عمان :دار مجدالوي.ـ .12
عصفور؛ أمل مصطفى؛ ()2009؛ قيم و معتقدات األفراد و أثرها على فاعلية التطوير .13
التنظيمي ،القـاهرة ،المنظمـة العربية للتنمية اإلدارية.
العمیان؛ محمود سلمان؛ ()2002؛ السلوك التنظیمي في منظمات األعمال ،عمان :دار وائل. .14
فرانسيس،ـ ديف و مايك ،وودكوكـ ؛ ()2001؛ القيم التنظيمية ،ترجمة :عبد الرحمن أحمد .15
الهيجان ،مراجعة وحيدـ احمد الهندي و عامر عبد ااهلل الصعيري ،معهد اإلدارة العامة،
الرياض ،السعودية.
قدور؛ـ عثمان؛ ()2009؛ القيم التنظيمية و عالقتها بالصراعـ التنظيمي -دراسة ميدانية على .16
العمال المنفـذين بمركـب المجارف و الرافعاتـ CPGبقسنطينة– ،مذكرةماجستير-جامعة
قسنطينة .
القریوتي؛ أحمد قاسم؛()2000؛ السلوك التنظیمي ،ط ، 4عمان :دار الشروق. .17
لعويسات؛ جمال الدين؛ (، )2001السلوك التنظيمي و التطوير االداري،دار هومة للطبعة و .18
النشر ،ط. 2
لعویسات؛ جمال الدين؛ ()2005؛ مبادئ اإلدارة ،الجزائر :دار هومة . 2005 ، .19
مصـطفى محمـود أبـو بك ــر؛()2004؛ التنظـیم اإلداري فـي المنظمـات المعاصـرة .اإلسـكندریة : .20
الـدار الجامعیـة.
مصلوح؛ سعد؛ ( ،)1975علم األسلوب والمصادرة على المطلوب ،فصول ،المجلد ، 5العدد .21
.3
المغربـي؛ عبـد الحمیــد عبـد الفتــاح؛ ()1999؛ اإلدارة االســتراتیجیة" مواجهــة لتحــدیات القــرن .22
الحــادي و العشــرین" ،القــاهرة :مجموعة النیل العربیة،ط. 1
مقدم ؛عبد الحفیظ؛()2003؛ اإلحصاء و القیـاس النفسـي و التربـويـ مـع نمـاذج مـن المقـاییس و .23
االختبـارات .ط، 2الجزائـر :دیوان المطبوعات الجامعیة.
مقدم ؛عبد الحفیظ؛()2003؛ اإلحصاء و القیـاس النفسـي و التربـويـ مـع نمـاذج مـن المقـاییس و .24
االختبـارات .ط، 2الجزائـر :دیوان المطبوعات الجامعیة.
مهدي ؛ حسن زولیفـ ؛()1998؛ إدارة األفراد(مدخلـ كمي) ،ط ، 3عمان :دار مجدالوي. .25
مؤید سعید السالم و عادل حرحوش صالح؛()2002؛ إدارة الموارد البشریة(مدخل .26
اسـتراتیجي) ،عمـان :عـالم الكتـاب الحـدیث.
هیجــان؛ عب ــد ال ــرحمن ب ـ ــن احم ــد؛ ()2002؛اإلدارة األمین ــة ،عـالم الكتـاب الحـدیث. .27
الوحيدي؛ رافع يوسفي؛ ()2014؛القيم التنظيمية و عالقتها باالنغماسـ الوظيفي – دراسة .28
ميدانية على موظفيـ البنـوك اإلسالمية – رسالة ماجستيرفي إدارة األعمال ،غزة.
وندل فرنش وسیرییلـ بیل جـونیر :تطویرـ المنظمات(تدخالت علم السلوك لتحسین المنظمـة). .29
ترجمـة وحیـد بـن أحمـد الهندي ،مراجعة أحمد عبد الرحمن أحمد ،السعودیة :معهد اإلدارة
العامة.