You are on page 1of 2

‫مراحل الدراسة السوسيولوجية للمؤسسة‬

‫‪ 1-‬مرحلة علم إجتماع العمل‪:‬‬


‫يعد علم اجتماع العمل أح د حق ول علم إجتم اع‪،‬ال ذي اس تطاع ان يش يد قاع دة اساس ية لتحلي ل الظ واهر‬
‫االجتماعية الناشئة عن األفراد في مكان العمل‪ ،‬ومدى تأثيرهم بالحركة العقالنية الرشيدة في تنظبم العمل‬
‫ال ذي عرفه ا الس ياق المجتمعي األم ريكي ذو النزع ة التجريب ة العالمي ة على العل وم والبح وث‬
‫األكادمية‪،‬حيث ان هذا الف رع من العل وم االجتماعي ة لم يبس ط فض اءه في س ياق األوروبي إال بع د ف ترة‬
‫التوتر الذي ساده على الصعيد السياسي‪ .‬ويعتبر جورج فريدمان علم اجتم اع العم ل التقلي دي بع د اع ادة‬
‫الصياغة اللفظية له‪،‬بأنه دراية معينة لمختلف الظ واهر ال تي تم يز ك ل التجمع ات اإلنس انية ال تي تتجم ع‬
‫بمناسبة العمل حيث اتضح ان هذا التخصص مس تلهم في تحليل ه له ذه التجمع ات من النزع ة الماركس ية‬
‫التي تعبر عن المؤسسة الصناعية كمكان للعم ل وإع ادة انت اج العالق ات اإلجتماعي ة‪،‬حيث يق ول ريجي‬
‫مورو حول ه ذه األخ يرة‪":‬بأنه ا المك ان ال ذي يتم في ه اتم ام العم ل او ال ذي يع اد في ه اإلنت اج العالق ات‬
‫اإلجتماعي ة للس يطرة المبني ة خ ارج المؤسس ة‪ ،‬فهي بمثاب ة الم رأة ال تي تعكس الض غوط اإلجتماعي ة‬
‫ة"‬ ‫المختلف‬

‫بصفة عامة فإن دراسة العمل باعتباره العنصر المحرك الذي يفسر تطور البنيات اإلجتماعية يسمح‬
‫بفهم المجتمع والتصور والتنبؤ بمستقبله القريب‪،‬ذلك أن علم إجتماع العمل سوف يصبح حقل من حقول‬
‫األساسية لعلم اإلجتماع حيث ينصب اإلهتمام األساسي له حول واقع الورش؛التظيم؛العمل‪،‬محتوى‬
‫المهام‪،‬المهارات‪،‬والجماعة في العمل‪.‬‬
‫‪-2‬مرحلة علم إجتماع التنظيمات‪:‬‬
‫لقد أسس علم اجتماع التنظيمات ميدان معرفي خاص به‪،‬مما أسهم كثيرافي العلوم اإلجتماعية عامة‬
‫وخاصة في ميدان التنظيم‪،‬ويتضح هذا من خالل االهتمام بدراسة الظواهر االجتماعية األكثر تنظيم‬
‫وشساعة‪.‬بداية من التنظير المهتم بدراسة القرارات في المنظمة ولخروج بالعقالنية المحدودة‪،‬والتي‬
‫شكلت القاعدة األساسية لإلنطالق في تحليل الفعل التنظيمي والجماعي وليس فقط المنظمات في حد ذاتها‬
‫‪،‬فكان هذا جوهر ولب اإلشكالية المقدمة من طرف علم اإلجتماع ميشال كروزي بإسهاماته ويبرز هذا‬
‫من خالل توسيعه للمجال البحثي لواقع التنظيمات ‪.‬‬
‫وقد اعتبر هذا األخير المنظمات فضاء من اإلجراءات المفرطة التي تتميز بالصالبة التنظيمية من حيث‬
‫القوانين والتعليماتالتي هي في األساس تجعل سير المنظمات يتم بالفعالية ‪،‬بيد أنها أظهرت انحرافات‬
‫وسلوكات غير منتظرة تحمل معها أفعال عقالنية ومحتسبة لخلق عالقات اجتماعية مبنية على قواعد‬
‫اللعب وهذا بحسب التيار االستراتيجي المقدم من ميشال كروزي‪ ،‬وبهذا الطرح تتقلص المنظمة في‬
‫التفاعالت االجتماعية القائمة بين الفاعلين بلعبهم ‪،‬نتيجة قلقهم حول الدفاع عن مصالحهم الشخصية‪،‬‬
‫وبهذا يصبح الفرد في المنظمة فاعال إستراتجيا ويمتلك تاريخ وهوية خاصة به ‪ ..‬فالفاعل اإلجتماعي‬
‫يصبح محمل بالمشاريع المهنية الخاصة به بحيث ال يمكنه ان يكون منعزل أثناء لعبه كفاعل‬
‫استراتيجي ‪ ،‬ولكنه يستثمر في العالقات اإلنسانية لحوافزه الشخصية مثل البحث عت الهوية في العمل‬
‫واالعتراف االجتماعي‪،‬ومن جهة اخرى يمكن القول ان المنظمة تمثل االفراد مكان للثقافة والتنشئة التي‬
‫تقودهم في بعض األحيان الستبدال السلوكات االستراتجية بسلوكيات ترتكز على بناء الرابط االجتماعي‪.‬‬
‫‪¹‬‬
‫‪-1‬جامعة محمد الصديق بن يحيى؛جيجل‪،‬كلية العلوم االنيانية واالجتماعية‪،‬قسم علم االجتماع؛التحليل‬
‫السوسيولوجي للمؤسسة الجزائرية‪،‬ص‪21_19‬‬

You might also like